للزهراء شذى الكلمات

للزهراء شذى الكلمات

المؤلف:


الموضوع : الشعر والأدب
الناشر: المكتبة الأدبيّة المختصّة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٧٥

مولد الزهراء في موكبه

يتهادى ، وبه الماضي يعودُ

يهزم الأوهامَ في ألطافه

فالفيافي من معانيه ورودُ

ورمال البيد سالت عسجداً

والحصى فيه لئالٍ وعقودُ

واستطالتْ قمم المجد بها

فهي في الشرق روابٍ ونجودُ

وُلِدَ الإنسان في أكنافها

فهي اُمّ للكرامات ولودُ

لم يكن من قبلها في ظلّها

للهدى عينٌ ، وللحقّ وجودُ

مولد الزهراء هذا فابسمي

أيّها الشيعةُ ، فالموسم عيدُ

ودعي عنكِ الأسى واحتفلي

فيه ، فالعيد به الحزنُ يبيدُ

سوف ينجابُ الدجى منهزماً

من سنا الفجر ، فللفجر جنودُ

فاذا وجّهها الله إلى

اُفق بادَ به الليل المبيد

بنت الخلود

السيد محمّد جمال الهاشمي

شعَّت فلا الشمس تحكيها ولا القمرُ

زهراءُ من نورها الأكوانُ تزدهرُ

بنت الخلود لها الأجيال خاشعةٌ

اُمّ الزمان إليها تنتمي العُصُرُ

روحُ الحياة ، فلو لا لطفُ عنصرها

لم تأتلف بيننا الأرواحُ والصورُ

سمت عن الاُفق ، لا روح ولا ملَكٌ

وفاقت الأرض ، لا جنٌّ ولا بشرُ

مجبولةٌ من جلال الله طينتُها

يرفُّ لُطفاً عليها الصونُ والخَفرُ

ما عابَ مفخَرها التأنيث أنَّ بها

على الرجال نساءُ الأرض تفتخرُ

خِصالها الغرُّ جلّت ان تلوكَ بها

منّا المقاولُ أو تدنو لها الفكرُ

معنى النبوة ، سرُّ الوحي ، قد نزلتْ

في بيتِ عصمتها الآياتُ والسورُ

حوت خِلال رسول الله أجمعَها

لولا الرسالةُ ساوى أصله الثمرُ

تدرّجت في مراقي الحقِّ عارجةً

لمشرق النور حيث السرُّ مستترُ

٢١

ثم انثنت تملأ الدنيا معارفُها

تطوى القرون عياءً وهي تنتشرُ

قل للذي راح يُخفي فضلها حسداً

وجه الحقيقة عنّا كيف ينسترُ

أتقرن النورَ بالظلماء من سفهٍ ؟

ما أنتَ في القول إلاّ كاذب أشِرُ

بنتُ النبي الذي لولا هدايتُه

ما كان للحقّ ، لا عينٌ ولا أثرُ

هي التي ورثت حقاً مفاخره

والعطر فيه الذي في الورد مدَّخرُ

في عيد ميلادها الأملاكُ حافلةٌ

والحور في الجنة العليا لها سمرُ

تزوجتْ في السماء بالمرتضى شرفاً

والشمس يقرُنها في الرتبة القمرُ

على النبوّة أضفت في مراتبها

فضل الولاية لا تبقى ولا تذرُ

اُمّ الأئمة مَن طوعاً لرغبتهم

يعلو القضاءُ بنا أو ينزل القدرُ

قف يا يراعي عن مدح البتول ففي

مديحها تهتف الألواحُ والزبرُ

وارجع لنستخبر التأريخ عن نبأٍ

قد فاجأتنا به الأنباء والسيرُ

هل أسقط القوم ضرباً حملَها فهوت

تأنُّ ممّا بها والضلعُ منكسرُ

وهل كما قيل قادوا بعلَها فعدت

وراه نادبةً والدمع منهمرُ

إن كان حقاً فإنّ القوم قد مرقوا

عن دينهم وبشرع المصطفى كفروا

الصديقة الزهراء

الشيخ عبد المنعم الفرطوسي

شجونٌ تستهل لها الدموعُ

وتحرق من لواعجها الضلوعُ

وقفتُ على البقيع فسال طرفي

وقلبي فالدموع هي النجيع

كأنّ مصيبة الزهراء بيتٌ

بقلبي للأسى وهو البقيع

أمثلُ البضعة الزهراء تُجفى

ويعفا قبرها وهو الرفيع

ويغصب حقها جهراً وتؤذى

بحيث وصية الهادي تضيع

تُصدّ عن البكاء على أبيها

فتحبس في محاجرها الدموع

٢٢

وتقتطع الاراكة حين تأوي

لظل غصونها كفٌ قطيع

ويحرق بيتها بالنار حقداً

ويُهتك سترها وهو المنيع

ويُكسر ضلعها بالباب عصراً

فيسقط حملها وهو الشفيع

ويدمي صدرها المسمار كسراً

فينبغ بين ثدييها النجيع

وحمرة عينها للحشر تبقى

بها من كفّ لاطمها تشيع

تنوح فتسمع الشكوى وتدعو

وما في المسلمين لها سميع

مصائب بالفظاعة قد تناهت

وكل مصيبة خطب فظيع

قضت ألماً من الزهراء فيها

حشاشة قلبها وهو المروع

دموع خلف الابتسام

الاستاذ عبود الأحمد

توارتْ خلف بسمتي الدموعُ

وخلف صداي يختبئُ الخشوعُ

وما ضحكي أمامَ الناس إلاّ

مداراةٌ وأحشائي تلوع

يُعمّقُ في جراح القلب نزفاً

بكاءٌ صامتٌ وأسىً مروع

فيخفي لحنَ اُغنيتي نشيجي

ولكنّ الأنينَ به يذيع

تكاد من العذاب تذوب روحٌ

محمّلة بما لا تستطيع

أنام على لظىً بين الحنايا

وأصحو والهموم هي الضجيع

شببتُ على الجراح فكلّ عمري

جراحٌ والمسيل دمٌ نجيع

تطوف على شغاف القلب وجداً

فتحضنه المواجع والضلوع

وشابت كلّ آمالي وماتت

وجُرحي في تأجّجه رضيع

ويغمرني إلى الأعماق حزنٌ

تفيضُ على جوانبه الدموع

فخذ يا حزن ما ابقيت منّي

كياناً قد تولاه الخضوع

أنا السهرُ المؤرّق في المنافي

ويأبى أن يمرّ به الهجوع

٢٣

أنا الوجد المضيّع عن بلادي

وقد أودى به الزمن الوضيع

بأرض الرافدين له قبابٌ

وأضرحةٌ معطرة تضوع

وما أحلامه إلاّ سرابٌ

يراود شوقها أملٌ خدوع

لأنّ فراته ما عاد عذباً

وخالط ماءه السم النقيع

وقد غدت النخيل بلا حياةٍ

تعرَّت عن ظفائرها الجذوع

الا يا قاصد الزهراء شوقاً

تعطّركَ المدينة والبقيع

فطأطئ عند مرأى القبر جيداً

ففي أحشائه الطهر الوديع

وقبّل تربةَ الزهراء وابثُث

رزايا قد تناستها الجموع

وقل بنت النبي إليكِ نشكو

عذاباً ما له يوماً نزوع

فيا زهراء هل عاينتِ شعباً

وأبناءً له ظلماً اريعوا

وبلّغها سلاماً عن بقايا

نفوسٍ في محبّتها تضيع

تولّتْها يدٌّ ما كان منها

سوى ظلمٍ يشيبُ له الرضيع

سلامٌ يا ابنةَ الطهر المفدّى

سلامٌ أيّها المجد الرفيع

تودّع فيكِ سرُّ الله حقاً

وفي ميلادك السرُّ الودوع

فيا اُمّ الحسين فدتكِ دنيا

وما ضمّت عوالمنا الجميع

أيا قدساً أفاضته سماءٌ

تكلّله المهابةُ والخشوع

ويا غصناً تفرّع من سموٍ

لطه أثمرت منه الفروع

ويا نبعاً من الإيمان محضاً

تدفّق واليقين له تبوع

وجوهرةً تشع بها الليالي

ونور الله مزدهرٌ نصوع

تجلّت قدرة الباري بخلقٍ

وجلَّ الله بارئكِ البديع

ويا حصناً أحاط بنا أماناً

إذا ما يُفقد الحصن المنيع

سأسألكِ الشفاعة رغم ذنبي

يؤرّقني به فزع مروع

إذا ما ضمّني قبرٌ ولحدٌ

وأوحدني به العمل المضيع

واُغلقَ دون أحبابي رتاجٌ

وضاق بقبري الكون الوسيع

٢٤

وانّي إن دعوتِكِ يوم حشري

فأنتِ لي المُطَمْئنُ والشفيع

فإنّ شفَّعتِ في عبدٍ ذليلٍ

تولاني برحمته السميع

امتداد السنا

الشيخ ابراهيم النصيراوي

جدّد العهد يا نشيد الولاءِ

هاتفاً بالوليدة الزهراءِ

هي نبع من المكارم يزهو

خُصّ للأرض من عيون السماء

تتباهى بها السماوات فخراً

وتغنّت بها ربى الغبراء

لا كيوم الزهراء يوم بهيّ

دائم العطر من أريج الثناء

والأهازيج باسمها تتعالى

وهي فوق المديح والإطراء

فكأنّي بكل قلب ينادي

ولدت بنت سيد الأنبياء

* * *

جدّد العهد يا نشيد الولاءِ

فهي حسبي وغايتي ورجائي

كل عرق جرى بجسميَ حيٌّ

حبُّها فيه لا مسيل الدماء

إنّ قلباً خلا من الحب يوماً

ليس يُنمى لهذه الأحياء

كلما جلتُ خاطراً تهتُ فيها

بسناها يغيب كل سناء

حشدت نفسها الملائك زحفاً

خلف بيتٍ بلهفةٍ وانحناء

علّها ان ترى سناء وجوهٍ

خُلقت قبل خلق هذا الفضاء

تتمنّى بأن تظلّ عكوفاً

ولتحظى بحملِ فضل الرداء

هكذا البضعة الزكية كانت

منبت اليُمن منبت الآلاء

غطتِ الشمس شمسها فأنارت

هذه الأرض من سنى الزهراء

هي انثى وخلفها ألف معنى

كل معنى به مدى للخفاء

انّها المرأة التي قيل فيها

ما على الأرض مثلها في النساء

٢٥

هي سرٌّ وحسبها انّ فيها

نزل الوحي هاتفاً بالثناء

ليس يرقى لفضلها أي فضلٍ

من أبينا واُمّنا حواء

الزهراء عليها‌السلام

الدكتور الشيخ أحمد الوائلي

كيف يدنو إلى حشأي الدّاءُ

وبقلبي الصديقة الزهراءُ

من أبوها وبعلها وبنوها

صفوة ما لمثلهم قرناء

اُفق ينتمي إلى اُفق الله

وناهيك ذلك الانتماء

وكيان بناه أحمد خُلقاً

ورعته خديجة الغرّاء

وعليّ ضجيعه يالروح

صنعته وباركته السماء

أيّ دهماء جلّلت اُفق الإسلام

حتى تنكَّر الخلصاء

أطعموك الهوان من بعد عزٍّ

وعن الحبّ نابت البغضاء

اَاُضيعت آلآء أحمد فيهم

وضلال أن تجحد الآلاء

أو لم يعلموا بأنّك حبّ

المصطفى حين تُحفظ الآباء

أفأجر الرسول هذا ، وهذا

لمزيد من العطاء الجزاء

أيّها الموسع البتولة هضما

وَيكَ ما هكذا يكون الوفاء

بلغة خصّها النبي لذي القربى

كما صرَّحت به الأنباء

لا تساوي جزءاً لما في سبيل الله أعطته اُمّك السمحاء

ثم فيها إلى مودة ذي القربى سبيل

يمشي به الأتقياء

لو بها أكرموكِ سُرَّ رسول الله

يا ويح مَن إليه أساءُوا

أيذاد السبطان عن بلغة العيش

ويُعطى تراثه البُعداء

وتبيت الزهراء غرثى ويُغذى

من جناها مروان والبُغضاء

أتروح الزهراء تطلب قوتاً

والذي استرفدوا بها أغنياء

٢٦

يا لوَجد الهدى ، أجل وعلى الدنيا وما أوعبت عليه العفاء

نهنهي يا ابنةَ النبي عن الوجد

فلا برَّحت بكِ البُرحاء

وأريحي عيناً وإن أذبلتها

دمعة عند جفنها خرساء

وانطوي فوق أضلع كسروها

فهي من بعد كسرهم أنضاء

وتناسي ذاك الجنين المدمَّى

وإن استوحشت له الأحشاء

وجبين محمّد كان يرتاح إليه مبارك وضّاء

لطمته كفّ عن المجد والنخوة فيما عهدتها شلاء

وسوار على ذراعيك من سوط تمطّت بضربه اللُّؤماء

في حشايا الظلام في مخدع الزهراء آهٌ ولوعةٌ وبكاء

وهي فوق الفراش نضوٌ من الأسقام كالغصن جفَّ عنه الماء

ألرَّزايا السوداء لم تُبق منها

غير روح ألوى بها الإعياء

ومسجّى من جسمها وسمته

بالندوب السياط كيف تشأء

وكسير من الضلوع تحامت

أن يراه ابن عمّها فيُساء

فاستجارت بالموت والموت للروح التي أدّها العذاب شفاء

وبجفن الزهراء طيف تبدّى

فيه وجهُ الحبيب والسّيماء

وذراعا خديجة وابتهالُ

الاُمّ تشتاق فرخها ودعاء

فتمشّت بجسمها خلجاتٌ

ومشى في جفونها إغماء

وبدت في شفاهها همهماتٌ

لعليٍّ في بعضها إيصاء

بيتيمَين وابنتين ويا للامَّ

نبض بقلبها الأبناء

ووصايا نمّت عن الهضم والعتب روتها من بعدها أسماء

ثم ماتت ولهى فما أقبح الخضراء ممّا جنوه والغبراء

سُجّيت في فراشها وعليّ

وبنوه على الفراش انحناء

وتلاقت دموعهم فوق صدرٍ

كان للمصطفى عليه ارتماء

وعليّ بمدمعٍ يقتضيه الحزنُ سكباً وتمنعُ الكبرياء

٢٧

فاحتوى فاطماً إليه ونادى

عزّ يا بَضعة النبيّ العزاء

وتولّى تجهيزها مثل ما أوصته من حين مدّت الظلماء

وعلى القبر ذاب حزناً وندّت

دمعة من عيونه وكفاء

ثم نادى وديعةٌ يا رسول الله رُدّت وعينها حمراء

الكوثر النبوي

الاستاذ بدر الشبيب

أيا سائلاً عني إذا شئت أن تقرا

فقلب كتاب المجد لا تتركَنْ سطرا

ستعلم أني في عيون سطوره

اُزيّنها كحلاً وأمنحها سحرا

وأنّي الذي والى النبي وآله

هم قدوتي دنياهم عدتي اُخرى

رجالهم خير الرجال مكانةً كفاني بهم

عزاً كفاني به فخرا

وإن عدَّ غيري في المفاخر نسوة

كفاني إذا ما قلت فاطمة الزهراء

لئن سادت العذراء نسوة عصرها

فقد سادت الزهراء في قدرها العُصرا

تعجبت للتاريخ يكتم أمرها

فساءلته يوماً فأبدي لي العذرا

وأعرض عني قائلاً إنّ في فمي

فقلتُ اقذف الماء الذي يورث القهرا

وحدّث عن الزهراء بضعة أحمدٍ

ومَن كانت الآيات في حقّها تترى

ألم تكُ اُمّاً للنبي وكوثراً وكان

رسول الله يوصي بها خيرا

فهل حفظوا بعد النبي مقامها

فصانوا لها ودّاً وكانت لهم ذكرى

فقال لي التاريخ والدمع هاطل

أحلت فؤادي منذ ساءلتني جمرا

لقد بدأتْ كل الرزايا برزئها

ومن فدكٍ كانت رزيتنا الكبرى

وكان الذي قد كان من أمر دارها

فظُنّ به خيراً ولا تكشفنْ سترا

فقلت إذا أحسنت ظناً بما جرى

فما بال بنت المصطفى ووريت سرّا

فقال كفى لا تستزد من عنائها

فقد زدتني همّاً وأرهقتني عَسرا

٢٨

ولا تطلب التفصيل عمّا جرى لها

ورفقاً بحالي إن لي كبداً حرى

تكلّفني الأيام ما لا أطيقه

أرى صفوة الأخيار مغبونة جهرا

اُم أبيها

الاستاذ بشار كامل الزين

بدار الوحي يا خير النساءِ

حظيتِ بكل آيات الثناءِ

تجمّعتِ الفضائل فيك حتى

كسَتكِ بنفسها مثل الرداءِ

فإنّك بنتُ خير نساء أرض

توّلت دينها قبل النساءِ

ومن بيتِ النبوة بيت طه

نشأتِ على ابتهالات الدعاء

حباكِ الله نعمتَهُ وساماً

به قدْ صرتِ من أهل الكساءِ

فنلت الحبّ والتقديس منّا

لأنّ الله خصّك بالنداءِ

وعطفُ أبيك ما جاراه عطفٌ

عليك مع المحبّة والرجاءِ

أاُمُّ أبيك من سمّاك هذا

سوى من كان يحنث في حِراءِ

أطعتِ أباً ومبعوثاً رسولاً

لينعمَ بالسعادة والهناءِ

وينشر دعوةَ الإسلام حتّى

تعمَّ العالمين على السواءِ

وزوّجك النبيّ إلى عليٍّ

ربيب المصطفى بطلِ الفداءِ

فكنتِ المرأةَ المثلى لزوجٍ

كريمِ الخلق مشهودِ الولاءِ

وكنت الاُمّ للحسنين اُمّاً

سقتْ أبناءها وحي السماءِ

وربّتهم على نورٍ وتقوى

وإيمانٍ وخلقٍ مستضاءِ

أبنت الأكرمينَ وأهل بيتٍ

لهمْ في الدّهر مأثرة العطاءِ

ولادتكِ الضياء أليس يعني

ضياءً للاُمومةِ والوفاءِ

أبا الزهراء يا روحاً مفدّى

بفاطمةٍ هنيئاً للنساءِ

وترفعُ زينبُ الحوراء صوتاً

يهزّ قواعدَ البغي المُرائي

٢٩

وها هي كلّ امرأةٍ تراها

تساهمُ في الصمود وفي البقاءِ

لتُعطيَ من حضارتها مثالاً

يقوم على الطهارة والصفاءِ

وترجع صورةَ الإسلام عنها

بصدقِ أمانةٍ وعُرى انتماءِ

وتجعل يومَ فاطمةٍ مناراً

لدنيا العالمين بلا ادّعاءِ

وعذراً أهل بيت الحقّ عذراً

إذا القلب اشتكى بعض العناءِ

ويا زهراء اُمّتنا هنيئاً

لمن انجبتِ من أهل الفداءِ

لقد دار الزمان وعادَ يحدو

بثورات النبوّة والسماءِ

شمس المحبوب

الاستاذ ثامر الوندي

أنا من ثلة عشاق خضر فقراء

ينتظرون وينتظرون وينتظرون

اقدام الليل على أجنحتي

ما أثقل هذا الليل الجاثم فوق طراوتها

كفّرت دمي ورجمت فمي

ونظرتُ بعين الكاره لهشيم الأصنام المتروكة في كعبة قلبي فازداد

قلبي فرقاً ساعتها

ما أطول هذا الليل على ثانيةٍ من وقتك يا عمري المحروق

على سجادة عشقٍ لم تبلغ بعد صلاة الصبح

أاُؤذّن وحدي في جرة هجري المشروخة من فمها

واُصلّي وحدي واُنادي يا شمس المحبوب اقتربي

عندي لكِ مثل ولاء العتق وطاعات الأذناب

اقتربي من أجنحتي اقتربي من قافيتي اقتربي من خاتمتي

شمس المحبوب تلوح امام العشّاق الخضر الفقراء

٣٠

تلوح رغيف شعير يُطعم مسكيناً ويتيماً وأسيرا

شمس المحبوب تحدّق في الكون كثيرا

وترج سنابلنا المنقوعة بالليل الراقد فوق رماد الأشياء

يا قافيتي اشتدي وتلاشي

لا وقت لقافية تتوكّأ أو تتلكّأ

اني استقبل شمس المحبوب على أرضي

لترفرف سنبلة العشاق المطرودين معي

اني احمي قافيتي ليلوح دخان الوصل

شمس المحبوب تلوح وليل الهجر يعدّ تذاكره المخبوءة ليغادر أرصفتي

ما أثقل هذا الليل الليل

كورتُ قناديل الحب المطفأ في الزاوية المنحرفة

لأصب دمي فوق النيران المرتجفة

يا لين كرياتي ما أثقل هذا الليل الليل الليل وشمس المحبوب تلوح تلوح

ترج نوافذي التسع

تفتحها تكشفني بعرائي للألق الشاهق

شمس المحبوب تلوح تلوح تلوح وتصعق هذا الليل الجاثم فوق طراوة اجنحتي

اسحب أعضائي عضواً عضواً منه

فأرى اجنحتي تتفتت في المابين

أنوح أنوح وتختلط الدمعةُ برماد قناديلي

فأصب دمي فوق لهيب الوجد

الأرض الحرة ابريق وضوئي

أضربها بيدي فيرتجف الليل الجاثم

امسح جبهتي المسودة من هول المطّلع الشاخص

٣١

اتذكر كيف استلقى طوفان بنيٌّ

فوق سرير الأرض فمرت شمس المحبوب

مرّت شمس المحبوب على غرقي

نادتني يا وندي اركب معنا

فركبتُ

وللآن بقلبي نبض يشهق

يا زهراء ويا زهراء ويا زهراء

ثمالة الأمل

الاستاذ جاسم محمّد الصحيّح

وهج القباب أم المصير المُتعبُ

ذاك الذي لكِ شدّني يا يثربُ

فأتيت أرفل في الشقاء يزفّني

ما بين أشباح المتاهة موكب

تتسكع الآهات بين جوانحي

والأبجدية في دمائي تنحب

وأجنّة الأحلام حين تهزّها

نجواك يرعش روحها المتكهرِب

أترى النخيل اليثربية لم تزل

تلك التي تلد الشموخ وتُنجب

أم شكَّها سهم الزمان فأينعت

جرحاً به المستضعفون تخضَّبوا

وأتوكِ من حيث الرجولة لم يزل

تأريخها بدم الكرامة يشخب

يتلمسون ثمالة الأمل الذي

كانت على يده الجراحة تُخصِب

يا طيبة النصر المنوَّر ما لوى

أبطاله عبر المجاهل غيهب

فإذا السماء تصبُّ في خلجاتهم

حُلُم النبوة جامحاً يتلَهَّب

حتى إذا صقلوا تُرابك وازدهت

ممّا تناثر من سناه الأحقب

وقفوا على حدّ الرماح منائراً

تمتدّ في اُفق الحياة فيُعشب

يا طيبة النصر الذي في شوطه

أفنى فُتوته النضال الأشيب

وتنفَّست عبق الفتوح رسالة

فيها تصاهرت السماء ويعربُ

وافتْكِ يرتجل الصلابة ساعد

منها ويبتكر العزيمة منكبُ

٣٢

ومُذ اقتحمت بها الحياةَ على خطى

طه يشدُّكِ للفلاح ويجذب

شحذ الفداء يراعَهُ بكِ وانبرى

يسقيه من حبر الخلود ويكتبُ

حتى إذا يوم الاخاء تفصَّمت

حلقاته وسطت عليه العقرب

نسيَتْ جوامحك العتاق نفيرها

وانهار في دمكِ الصهيل الأشهب

وبقيت للأجيال نبعَ صبابة

ما عاد كوثره يفور ويغضب

ورَنت تطالعُك الدهور فراعها

فتح بماضيك المجيد مُعلَّب

هرّبتهِ طيفاً بذاكرة المُنى

يزهو وهيهات الفتوح تُهَرَّب

نسل الغبار عليه ألفَ قبيلة

راحت تنازعه البريق وتسلب

ويداك لا شمس تغالب فيهما

عصف الشتاء الجاهلي فتغلب

مُدِّيهما نحو الوراء وسلسلي

يومَ الاخاء ولملمي ما يسكب

وتحضّني أرواحنا بصفائه

يهتزّ نبض حياتنا المُتَخَشِّب

فسنصهر الاُفق البعيد على لظى

عزماتنا حتى يذوب الكوكب

وسنكنس التاريخ ممّا اسندت

فيه الذئاب وما رواه الثعلب

ونُقشِّر الحق المُغَلَّف بالدجى

حتى يشعّ لُبابه المُتَلَهِّب

ونعود نفترع النجوم وحسبنا

فيما نؤمل ان متنك مركب

غصص كاللّيل

الشيخ جعفر الهلالي

وبفاطمةٍ ما خصّ سِوا

ك لدى التزويج ( محمّدُه )

كم رَدَّ صحابته عنها

في قول راح يُردِّدُه

فغدَوْتَ له صهراً وأخاً

وبذاك الصهر تخلِّدُه

فلك ( السبطان ) وفرعهما

بهما للنسل تعدِّدُه

( حججٌ ) أبناؤك رتّبها

للنصِّ هنالك مسنَدُه

٣٣

وختام الصفوة ( مُنتَظَر )

من وُلدك وهو يُجدِّدُه

فلسوف يعُمُ الأرض به

عدلٌ للجور سيطرُدُه

وصبرتَ على عظم البلوى

ولقلبك بان تجلُّدُه

تتجرّعها غُصَصاً غُصَصاً

كالليل تراكم مُلْبِدُه

ماذا ساُعدِّدُ من نبأٍ

قد كُنتَ تراه وتشهدُه

( يوم ) ( المختار ) و ( حادثُه )

أم ( حقّك ) خصمك يجحدُه

أم ( إرثُ ) حليلتك ( الزهرا

ء ) وذا القُرآن يُؤَكِّدُه

دفع الأقوام به ( نصّاً )

مذ أضحتْ عنها تُبعِدُه

أم ( ردُّكَ ) حين شهدتَ لها

بحديث النِّحلة توردُهُ

أم تلك ( النار ) وقد لهبت

بالباب لبيتكَ تعبُدُه

أم كسر الضلع لفاطمةٍ

أم ذاك ( المحسن ) تفقدهُ

لتبايع ( أوّلهم ) فأبيتَ

وحقَّك رحت تؤكِّدُهُ

ووراءك بنت نبيهم

تعدو والصوتُ تُرَدِّدُه

وتصيح ألا خلُّوا الكرّا

رَ وذاك الصوت تُصعِّدُه

أو لا فسأدعو الله على

قومٍ تعصيه وتجحدُه

وأتتْ للمسجد مُعوِلَةً

ولذاك الجمع تُهَدِّدُه

فهنالك كفّوا غيَّهم

مُذ لاح السخط وموعده

ورجعتَ وعادت مثقلةً

والهم يزيد توقُّدُه

وغدت تشكو المختار لِما

قد نالته وتُعَدِّدُه

وبكت ألماً لمُصيبتها

والحزن تفجَّر مُكْمَدُه

ليلاً ونهاراً ما فتئتْ

ببكاها وهي تُشدِّدُه

فأراد القوم لها منعاً

عمّا تأتيه وتقصدُه

قالوا آذتنا فاطمة

ببكاءٍ منها توجدُه

فلتبك نهاراً والدها

أو لا فبليلٍ موعدُه

٣٤

فأبت وغدت ل‍ ( بقيع الغر

قد ) ثم نهاراً تشهدُه

وهناك بظلِّ ( أراكتها )

تخذت مأوىً تتعهَّدُه

وتعود الليل تؤُمُّ الدّا

رَ لذاك النَّدب تُجَدِّدُه

فسعوا في قطع أراكتها

شُلّتْ لمعاديها يَدُه

فبنى الكرار لها ( بيتاً )

للحُزن اُقيم مُشَيَّدُه

وكذاك تواصل منها الحز

نُ وزاد القلبُ توقُّدُه

وتضاعف منها السقم وقد

أودى بالجسم تشدُّدُه

فقضت والقلب به شجنٌ

تبديه وطوراً تَكْمِدُه

وبليل قد دُفِنَتْ سرّاً

وبذا للسُخط تؤكِّدُه

محن ما غيرك يجرعها

في هذا العالم نعهَدُه

أسرار الحزن

السيد حسين الشامي

قلبي يذوب أسىً على الزهراءِ

ومدامعي تجري دماً بسخاءِ

حزناً على الطهر البتولةِ أنّها

رحلت بقلب غصّ بالبلواء

رحلت بحسرتها وظل وراءها

سرُّ الجوى والجمر في الأحشاء

ومضت إلى الرحمن تشكو اُمّة

نقضتْ عهود الشرعة الغراء

تدعو أباها وهي تعلم أنّه

أدرى بما فعلت يدُ الطلقاء

أبتي أتُسلبُ نحلتي مني وفي

بيتي تشبُّ مواقد البغضاء

ابتي ألا تدري بما فعل العِدى

فينا وقد جاروا على أبنائي

من بعد أن حملوا الإمام مبايعاً

وهو الوصي وأول الخلفاء

ونسوا وصاياك التي وصيّتهم

فيها بخمٍ في غدير الماء

أولم تقل هذا علي فيكمُ

خلفي ومَن عاداه من أعدائي

أبتي أضاعوا العهد ثم تكشّفت

أحقادهم بالشر والضراء

٣٥

صعدوا على باب النبي كأنّهم

يحيون ثاراتٍ لدى الآباء

قد قيل فيه فاطم قالوا وإن

فاليوم نحرقُها على الزهراء

أبتاه غاضبة أظل عليهمُ

ويظلّ حتى الحشر صوتُ بُكائي

سرٌّ يضيء

الاستاذ حسين الصالح

سيدي ومليكي

ان تلك السفينة

مضلّلةٌ في المساء البعيد

ومطفئة في المدينة مصابيحها ، بانتظار القلوعْ.

هائم يا مليكي المفدّى

والصحاري التي اكلتني تجوعْ.

ليت سيدة العالمين تفكّر بي في ظلامي

( وفاطمة في المساءات تنزل نحو الغدير الذي ينزف الماء .. أراها وألقي عليها‌السلام ، فتهبط خلف أديم الظلام ملائكة الله تحمل سبع نجوم تضيء كما شجر التين ليت سري يضيء ).

ـ ( ادركيني ) ..

وعلى فرس ابيض ستجيئ

لتنثر قمحاً وحبات نورْ

وتزرع قامتها في تراب العصور

وتبيح المساجد للعابرين.

ويكثر غيم التساؤل يا فاطمة

يا نهوض حضاراتنا النائمة

٣٦

ويا وردة في مهب الحقول

سينتفض الماء في حجرهِ

ويحتدم الغيث في سفره

بعد عامٍ وعام وعامْ فعدْ وأعدْ ألف مرّه.

قبس يفيض

الاستاذ سعيد العسيلي

بحران موج تقاهما زخَّارُ

والمكرمات بها الحياة تُنارُ

زهراء عالية الجبين شريفةٌ

ما شابها ذنب ولا أوزار

معصومة كالورد في أكماله

والعطر منها نبعه فوَّار

ولها من الهادي ابتسامة ثغره

وبوجهها من وجهه أنوار

قبس يفيض على الورى من روحه

فيها ودفق حنينه مدرار

وأشعّة من هديه : وولاؤها

فرض وطاعتها هدىً ومنار

فُرضت بأمر الله بلَّغ نصَّه

وحيٌ وما للمنكرين خيار

وله بها صفو الحديث كواحةٍ

برحابها تتفتَّح الأزهار

والله يغضب إن بدت غضبى وإن

رضيت سيرضى للرِّضا الغفَّار

هي بضعة منه ويؤذيه إذا

ما أوذيت وتصيبه الأكدار

فيها الأمان من الضلال : ونسلها

دون الأنام أئمّة أبرار

رضاه رضاها

الاستاذ سعيد معتوب الشبيب

يا سماءُ افرحي ويا أرضُ جودي

نجمُ سعد أنار كل الوجودِ

كتب الفجر في شفاه الليالي

وُلدَت فاطم ابنةُ المحمود

٣٧

قد تباركتَ يا إله فبارك

مولد الكوثر البتول الولود

باركوا للنبي أفضل يوم

ولزوج الرسول تلك الودود

ثم للمرتضى الوصي عليٍ

بركات من ربّنا المعبود

فاطم الاُمّ تلك اُمّ أبيها

بضعة منه أورثت كل جود

لعليٍ ربُّ العباد اجتباها

فحوت فخر كل مجدٍ تليد

هي اُم لشبَّرٍ وشبيرٍ

سادت الخلق في جنان الخلود

ولها زينبٌ اما قد تجلّى

دورها الفذّ في الفدا والصمود

فاطم أنتِ مَن أنا أين شعري

كيف يرقى لوصف سرّ الوجود

فاطم أنت مَن أكون تراني

كيف أصبحت في قوافي قصيدي

لستُ أدري وقد أحار جواباً

غير أنّي عرفت سرّ وجودي

قل لتاريخنا الذي قد تساوى

سيّد القوم رتبةً بالمسود

مَن تكون التي فداها أبوها

وهو طه رسول ربّ حميد

مَن تكون التي رضاه رضاها

وأذاها يؤذي الإله ... افيدي

لي عتاب على الذين تناسوا

فضلها والعتاب جدّ شديد

أين أقلامكم وأين القوافي

ألف آهٍ أقولها في نشيدي

علّمينا

الاستاذ شفيق العبادي

علّمينا فقد سئمنا الهوانا

كيف يرقى إلى علاك مدانا

كيف نسمو إليك يحدو بنا الشوق ، ويعلو ذرى النجوم علانا

كيف نحيا وفوقنا يهتف العزّ وتمشي نحو السماء خطانا

ونواري بعزمنا وإبانا

حاضراً عاثر الخطى خزيانا

عقمت فيه للفضيلة رحمٌ

وانطوى أمسه العزيز مَهانا


٣٨

كيف شاخت بنا الأماني وكانت

صرخات الأمجاد رجع صدانا

كيف أودى بنا الشتات وعدنا

يعثر الدرب والطريق سرانا

كيف يدنو إلى رحابك فكرٌ

شلّهُ الوهم فانطوى واستكانا

ويغني ـ كما اردت ـ يراعٌ

نسل الخوف من لهاه اللسانا

علمينا فقد تهاوى علانا

وكبا المجد صاديا ظمآنا

يا ابنة المصطفى وغرس المعالى

وصدى الحق في ضمير سمانا

وصِدى الحق لم يزل يملأ الآفاق شدواً ويرهف الآذانا

ونسيج العفاف تغزل منه

مريم الطهر للتقى أرادنا

لك في خاطر المحبين يوم

مَلِك القلب منهم والجنانا

كم وقفنا عليه نستلهم الذكرى ونُحيي شروقه مهرجانا

« ونساقيه من كؤوس القوافي »

خمرة الحب والوفاء دنانا

ونفدّيه بالنفوس إذا ما

أمل البغي أن يهض ولانا

طالعتني ذكراه تفترش الاُفق على مفرق الرؤى عنوانا

ومشت بي إلى الوراء عصوراً

شمت فيها وجه النبي عيانا

حيث أحنى عليك مذ لحت نوراً

منه يضفي على المدى إيوانا

ورأى فيك للرسالة ينبوعاً سيثري معينه الأزمانا

وتباهي بك الوجود ولم لا

حيث لولاك ما استقام وكانا

وتلقّاكِ طرفه راعف الجفن وقد كان خاشعاً وسْنانا

فنثرتِ الرجاء في نفسه الحيرى وأثلجتِ قلبه الحرّانا

وفرشتِ الغد المهوّم في الاُفق على ضفة الرؤى ريحانا

يا ابنة المصطفى وحسب منانا

أن يرى عندك الولاء مكانا

أتملاّك همسة من جنون العشق تحدو بخافقي ألحانا

أسرت باحة الفؤاد فأرخى

في يديها كما تحبّ العنانا

أرهقت كبرياؤها عنت الدهر وأوهى صمودها الأزمانا

٣٩

كلّما شفّها الغرام تغنّتْ

فأهاجت بشدوها الأكوانا

وإذا مسّها الشعور تراءتْ

فكرة تملأ الوجود بيانا

أتعبت مبدعاً وأقصت يراعاً

وأهاضت فكراً وشلّت لسانا

يا ابنة المصطفى ستبقين درباً

يهب السائرين فيه الأمانا

وستبقى ذكراك في مسمع الدهر

نشيداً حلو البيان مصانا

كلما راعها المخاض بصبحٍ

رقص الدهر حوله نشوانا

وإذا أبطأ الزمان أطلّت

من كُوى الخلد تستحثّ الزمانا

واحتضان الرسالة البِكر طفلاً

ذبت فيها مودةً وحنانا

فزكت بذرةً وطابت جذوراً

واشرأبت عبر المدى أغصانا

ورمال البطحاء تحضن للتاريخ فصلاً مضمخاً أشجانا

كم شربنا به الضنى وحملنا

غصص الدهر في الحشا بركانا

واحتملنا به الهجير وأرضُ الحقد تغلي رمالها نيرانا

وعبرنا به الرياح فما هيض جناح ولا خفضنا بنانا

والهدير الذي ملأ الأرض دوياً قد استحال دخانا

علمينا فقد سئمنا الهوانا

كيف يدنو إلى علاك مدانا

النداء المهيب

الشيخ عبدالمجيد فرج الله

وغامت عيونك بالاحتضار

وهذي المدينة

مذبوحة الشهقات

مبدّدة الحسرات

على نغم الوجع المستريح على رئتيك

٤٠