الأصول في النحو - ج ٢

أبي بكر محمّد بن السريّ بن سهل النحوي « ابن السراج »

الأصول في النحو - ج ٢

المؤلف:

أبي بكر محمّد بن السريّ بن سهل النحوي « ابن السراج »


المحقق: محمّد عثمان
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مكتبة الثقافة الدينية
الطبعة: ١
ISBN: 977-341-406-X
الصفحات: ٥٣٥

الرابع : فعل : على (أفعال) و (أفعل) ، وذلك جلف وأجلاف.

وقال بعض العرب : أجلف.

وقالوا : رجل صنع وقوم صنعون وليس شيء مما ذكرنا يمتنع من الواو والنون ومؤنثه إذا لحقته الهاء بمنزلة مؤنث ما كسر على (أفعال) من باب (فعل) يجمع بالألف والتاء وقالوا :علجة وعلج.

الخامس : فعل : وأفعال يقولون : رجل مرّ وأمرار وهو مثل (فعل) في القلة ويقال : رجل حلو وقوم حلون وهو العظيم البطن.

السادس : فعل على أفعال : وذلك : يقظ وأيقاظ ونجد وأنجاد وبابه أن يجمع بالواو والنون.

السابع : فعل : جاء على (أفعال) وقالوا : نكد وأنكاد.

فجميع الأبنية التي جاءت من الثلاثي في الصفات سبعة أبنية.

الأول : فعل. وجاء فيه تسعة أبنية : فعال وفعول وفعل وأفعل وفعيل وأفعال وفعلان وفعلة وفعلان.

الثاني : فعل وجاء فيه ثلاثة أبنية : فعال وفعال وأفعال.

الثالث : فعل : جاء على أفعال.

الرابع : فعل : جاء على أفعال وأفعل.

الخامس : فعل : جاء على أفعال.

السادس : فعل : جاء على أفعال.

السابع : فعل : جاء على أفعال.

٢٦١

واعلم أنّ جميع هذه النعوت لا تمتنع من الواو والنون والألف والتاء لأنّها على الفعل تجري والأسماء أشدّ تمكنا في التكسير فمتى احتجت إلى تكسير صفة ولم تعلم أنّ العرب كسرتها فكسرها تكسير الاسم الذي هو على بنائه لأنّها أسماء ، وإن كانت صفات.

والضرورة تقع في الشعر فأمّا إذا احتجت إلى ذلك في الكلام فاجمع بالواو والنون والألف والتاء إلّا أن تعلم أنّ العرب قد كسروا من ذلك شيئا فتكسر عليه.

٢٦٢

باب تكسير ما كان في الصفات عدد حروفه أربعة أحرف بالزيادة

تجيء الصفة في هذا الباب على تسعة أبنية :

الأول : فاعل : جاء على سبعة أبنية : فعّل وفعّال وفعلة وفعلة فيما اعتلت لامه. وفعل وفعلاء وفواعل.

فأما (فعّل) فنحوه شاهد وشهّد ومثله من بنات الياء والواو التي هنّ عينات : صائم وصوّم وغائب وغيّب وفي اللامات : غاز وغزّى.

وأما (فعّال) فنحو : جاهل وجهّال وشاهد وشهّاد وهو كثير.

وأما فعلة فنحو : فاسق وفسقة وبارّ وبررة وهو كثير ومثله فيما اعتلت عينه : كخائن وخونة وبائع وباعة ويجيء نظيره من بنات الياء والواو والتي هي لام على (فعلة) نحو : قاض وقضاة ورام ورماة.

وأمّا فعّل : فبازل وبزّل وعائط وعيّط وحائل وحوّل.

وأما (فعلاء) : فعالم وعلماء وصالح وصلحاء وفعّل وفعلاء في هذا الباب ليس بالقياس المتمكن وليس شيء للآدميين يمتنع من الواو والنون ، وإذا ألحقت الهاء للتأنيث كسر على فواعل : كضاربة وضوارب وكذلك إن كان صفة للمؤنث ولم يكن فيه هاء التأنيث : كحائض وحوائض ويكسرونه على (فعّل) نحو : حيّض وزائر وزوّر لا يمتنع شيء فيه الهاء من هذه الصفات من التاء ، وإن كان فاعل لغير الآدميين كسر على (فواعل) ، وإن كان لمذكر أيضا مثل :جمال بوازل وقد اضطرّ الفرزدق فقال :

وإذا الرجال رأوا يزيد رأيتهم

خضع الرقاب نواكس الأبصار (١)

__________________

(١) على أن جمع التكسير نحو" نواكس" لا يمتنع جمعه جمع سلامة كنواكسين ، كما ذكره أبو علي في" الحجة".

أقول : ذكره أبو علي في" إعراب الشعر" أيضا. واعلم أن الكلام على هذه الكلمة من ثلاثة وجوه : " أحدها" : أن" نواكس" جمع ناكس وهو المطأطأ رأسه ؛ وفاعل إذا كان اسما نحو كاهل ، أو صفة مؤنث سواء كان ممن يعقل نحو حائض أو ممن لا يعقل نحو ناقة حاسر : إذا أعيت ، أو صفة مذكر غير عاقل نحو ـ صاهل

٢٦٣

فجعل الآدميين كغيرهم.

الثاني : فعيل : يجيء تكسيره على عشرة أبنية : فعلاء. وفعال. وأفعلة في المضاعف.

وأفعلاء في المعتل. وفعل. وفعلان وفعلان وأفعال وفعائل في المؤنث وفعول ، وذلك نحو : فقيه وفقهاء وقالوا : لئيم ولئام وما كان منه مضاعفا كسر على (فعال) : كشديد وشداد ونظير فعلاء فيه أفعلاء : كشديد وأشدّاء وقد يكسّرون المضاعف على (أفعلة) نحو : شحيح وأشحّة ومتى كان من بنات الياء والواو ، فإن نظير فعلاء فيه : أفعلاء : كغني وأغنياء وغويّ وأّغوياء.

استغنوا بهذا عن (فعال) وبالواو والنون.

__________________

يجمع قياسا على فواعل ، تقول : كواهل وحوائض وحواسر وصواهل. أما إذا كان صفة المذكر عاقل لا يجمع على فواعل ، وقد شذت ألفاظ خمسة : وهي ناكس ونواكس ، وفارس وفوارس نحو : " البسيط"

لو لا فوارس من نعم وأسرتهم

وهالك وهوالك قالوا : " هالك في الهوالك" ، وغائب وغوائب ، وشاهد وشواهد ، قال عتبة بن الحارث لجزء بن سعد : " الوافر"

أحامي عن ديار بني أبيكم

ومثلي في غوائبكم قليل

فقال له جزء : نعم ، وفي شواهدنا! فجمع" عتبة" غائبا على غوائب ، وجمع" جزء" شاهدا على شواهد.

وقد وجهت بتوجيهات : أما الأول فقد حمله سيبويه على اعتبار التأنيث في الرجال ، قال : لأنك تقول هي الرجال كما تقول هي الجمال. فشبهه بالجمال.

ومنه أخذ أبو الوليد فقال في" شرح كامل المبرد" : هذا مخرج على غير الضرورة ، وهو أن تريد بالرجال جماعات الرجال ، فكأنه جماعات نواكس وواحده جماعة ناكسة ، فيكون مقيسا جاريا على بابه كقائله وقوائل.

ووجهه ابن الصائغ على أنه صفة للإبصار من جهة المعنى ، لأن الأصل قبل النقل نواكس أبصارهم ، والجمع في هذا قبل النقل سائغ لأنه غير عاقل ، فلما نقلوا تركوا الأمر على ما كان عليه لأن المعنى لم ينتقل.

وأما الثاني فقالوا : إنه من الصفات التي استعملت استعمال الأسماء فقرب بذلك منها ، ولأنه لا لبس فيه ، لما ذكر سيبويه من أن الفارس في كلامهم لا يقع إلا للرجال.

وأما الثالث فوجهه أنه جرى عندهم مجرى المثل ، ومن شأن الأمثال أن لا تغير عن أصلها. انظر خزانة الأدب ١ / ٧٢.

٢٦٤

وما كان من بنات الياء والواو وهي عينات كسر على (فعال) نحو : طويل وطوال وهو قليل في الكلام وليس شيء من هذا للآدميين يمتنع من الواو والنون.

وأما فعل فمثل نذير ونذر ومثله من بنات الياء : ثنيّ وثن وكان الأصل : ثنوّا فوقعت الواو طرفا قبلها ضمة فقلبت ياء وكسر ما قبلها وهذا يبين في موضعه إن شاء الله.

وقد جاء (فعلان) قال : ثنيّ وثنيان وجاء فعلان قالوا : خصيّ وخصيان و (أفعال) مثل :(يتيم وأيتام) وقالوا : صديق وأصدقاء حيث استعمل كما تستعمل الأسماء نحو : نصيب وأنصباء ، وإذا ألحقت الهاء (فعيلا) للتأنيث فالمؤنث يرافق المذكر مثل : صبيحة وصباح ويكسر على (فعائل) وقد يستغنون على (فعائل) بغيرها نحو : صغير وصغار وقالوا : خليفة وخلائف جاءوا به على الأصل وقالوا : خلفاء من أجل أنه لا يقع إلّا على مذكر فصار مثل :ظريف وظرفاء ، وأما فعول فجاء في جمع ظريف : ظروف.

وقال أبو بكر : هو جمعه عندي على حذف الزوائد كأنه جمع ظرفاء.

وقال الخليل : هو بمنزلة : مذاكير إذا لم يكسر على ذكر.

فقد أجري شيء من فعيل مستويا في المذكر والمؤنث شبّه بفعول نحو : جديد وسديس وفعيل إذا كان بمعنى فعول فهو في المذكر والمؤنث سواء لا يجمع بالواو والنون ويكسر على فعلى نحو : قتيل وقتلى.

وقال سيبويه : سمعنا من يقول : قتلاء.

الهاء تدخل في باب فعيل على ما كان مقدرا فيه قبل أن يفعل به ذاك فإذا فعل كان بغير هاء تقول : هذه ذبيحة فلان قبل أن تذبح فإذا ذبحت قيل : شاة ذبيح.

الثالث : فعول : ويجيء على : فعل وفعائل للمؤنث وفعلاء قالوا : صبور وصبر وفي المؤنث : عجوز وعجائز وليس شيء من هذا يجمع بالواو والنون كما أنّ مؤنثه لا يجمع بالتاء.

وقالوا للمذكر : جزور وجزائر لمّا لم يكن من الآدميين شبهوه بالمؤنث وقالوا : رجل ودود وودودة شبهوه : بصديق وصديقة وقالوا : امرأة فروقة وملولة.

٢٦٥

الرابع : فعال : يجيء على ثلاثة أبنية : على فعل وفعل فيما اعتلت عينه وفعلاء ، وذلك نحو :صناع وصنع وقالوا فيما اعتلت عينه : نوار ونور وجواد وجود والهاء لا تدخل في مؤنثه وجاء :جبان وجبناء.

الخامس : فعال : جاء على ثلاثة أبنية : فعل فعائل وفعال.

اعلم أنّ فعالا بمنزلة : فعال لا تدخل الهاء في مؤنثه وجمع على : فعل نحو : ناقة دلاث ودلث وزعم الخليل : أنّ هجان للجماعة بمنزلة : ظراف وزعم أبو الخطاب : أنّ الشّمال تجعل.

جمعا وقالوا : درع دلاص وأدرع دلاص لفظ الجميع لفظ الواحد وإنّما وقع هذا ؛ لأن (فعال وفعول وفعيل) أخوات فالزيادة من جميعهنّ في موضع واحد.

السادس : فيعل : وهذا البناء لا يكون إلّا في المعتلّ فيجيء جمعه على : (أفعال) وأفعلاء ، وذلك نحو : ميّت وأموات وحقه الواو والنون نحو : قيّم وقيمون ومثل أموات : قيل وأقيال والأصل : قيّل فخفّف ولو لم يكن (فيعلا) لما جمعوا بالواو والنون فقالوا : قيلون ؛ لأن (فعيل) التكسير فيه أكثر وفيعل الواو والنون فيه أكثر ويقولون للمؤنث أيضا : أموات وقالوا : هيّن وأهوناء.

السابع : مفعل : يكسر على مفاعل مدعس ومداعس.

الثامن : مفعل : ومفعل يجمع بالواو والنون والمؤنث بالتاء إلّا أنّهم قد قالوا : منكر ومناكير وموسر ومياسير.

وأما مفعل الذي يكون للمؤنث ولا تدخله الهاء فإنه يكسر نحو : مطفل ومطافل وقد قالوا على غير القياس : مطافيل.

التاسع : فعّل : يجمع بالواو والنون ، وذلك نحو : زمّل وجبّا يقال : رجل جبّا إذا كان ضعيفا.

٢٦٦

باب ما ألحق من بنات الثلاثة ببنات الأربعة من الصفات

وهو يجيء على ثلاثة أبنية على : فعول وفيعل وأفعل.

والأول : فعول : نحو : قسور وقساور وتوأم وتوائم أجروه مجرى : قشعم وقشاعم.

الثاني : فيعل : نحو : غيلم وغيالم شبهوها : بسملق وسمالق ولا يمتنعان من الواو والنون أعني : فعلول وفيعل إذا عنيت الآدميين والتاء إذا عنيت غير الآدميين.

الثالث : أفعل : إذا كان صفة كسر على : (فعل) وفعلان ، وذلك نحو : أحمر وحمر ولا يحركون العين إلّا أن يضطر شاعر وهو مما يكسر على (فعلان) نحو : حمران وسودان ويمضان.

فالمؤنث من هذا يجمع على (فعل) نحو : حمراء وحمر وفي (أفعل) إذا كان صفة هل هو ملحق أم غير ملحق نظر وسؤال.

قال : والحقيقة أنه غير ملحق ولو كان ملحقا لما أدغم في مثل الأصمّ.

وأما الأصغر والأكبر فإنّه لا يوصف به كما يوصف بأحمر ولا تفارقه الألف واللام لا تقول : رجل أصغر.

قال سيبويه : سمعنا العرب تقول : الأصاغرة كما تقول : القشاعمة ، وإن شئت قلت :الأصغرون وقالوا الآخرون ولم يقولوا غيره.

٢٦٧

باب تكسير ما جاء من الصفة على أكثر من أربعة أحرف

وهي تجيء على عشرة أبنية :

الأول : مفعال : ويجيء على : مفاعيل ولا تدخله الهاء ولا يجمع بالواو والنون نحو : مهذار ومهاذير ومفعل بمنزلته للمذكر والمؤنث كأنه مقصور منه.

الثاني : مفعيل : تقول في محضير : محاضير وقالوا : مسكينة شبهت بفقيرة فأدخلوا الهاء فيجوز على ذا : مسكينون ، وقالوا أيضا : امرأة مسكين فمن قال هذا لم يجز أن يجمع بالواو والنون ومؤنثه بالألف والتاء ؛ لأن الهاء تدخله.

[الثالث : فعول : بمعنى فاعل نحو : امرأة صبور وشكور وفخور ، وقد جاء حرف شاذّ فقالوا : " هي عدوّة الله. قال سيبويه : شبهوا عدوّة بصديقة. فإذا كان في تأويل مفعول لحقته التّاء نحو : الحمولة ، والرّكوبة ، والحلوبة تقول : هذا الجمل ركوبتهم وأكولتهم.](١)

الرابع : فعّال : مثل (فعّال) نحو : الحسّان وقالوا : عوّار وعواوير.

الخامس : مفعول : مثله بالواو والنون وقالوا : مكسور ومكاسير وملعون وملاعين شبهوها بالأسماء.

السادس : فعّيل : نحو : زمّيل وجمعه كجمع : فعّل بالواو والنون.

السابع : فعلان : إذا كان صفة وكان له فعلى كسر على (فعال) نحو : عطشان وعطاش وقد يكسر على : فعالى وفعال نحو : سكارى وكذلك المؤنث أيضا.

وجاء بعضه على (فعالى) نحو : سكارى ، ولا يجمع فعلان بالواو والنون ولا مؤنثه بالتاء إلّا أن يضطر شاعر وقد قالوا فيما يلحق مؤنثه الهاء كما قالوا في هذا ؛ لأن آخره ألف ونون زائدتان وذلك : ندمانة وندمان وندامى وقالوا : خمصانة وخمصان وخماص ومنهم من يقول :خمصان.

__________________

(١) ما بين المعكوفتين ساقط من (ط).

٢٦٨

وقد يكسرون (فعلا) على : (فعالى) ؛ لأنه يدخل (فعلان) فيعني به ما يعني (بفعلان) وذلك : رجل عجل وسكر وحذر قالوا : حذارى وقالوا : رجل رجل ورجالى وقال بعضهم :رجلان ورجلى وقالوا : رجال كما قالوا : عجال ويقال : شاة حرمى وشياه حرام وحرامى ؛ لأن (فعلى) صفة بمنزلة التي لها فعلان.

الثامن : فعلان نحو : خمصان وعريان يجمع بالواو والنون ولم يقولوا في عريان : عراء ولا :عرايا استغنوا بعراة وعراة إنّما هو جمع عار إلا أن المعنى واحد في عريان وعار.

التاسع : فعلاء : فهي بمنزلة فعلة من الصفات ؛ لأن الألفين للتأنيث نظير الهاء وذلك :نفساء ونفساوات ونفاس وليس شيء من الصفات آخره علامة التأنيث يمتنع من الجمع بالتاء غير : فعلاء أفعل وفعلى فعلان.

العاشر : فعلاء : قد ذكرنا في باب (أفعل) أنّها تجيء على (فعل) نحو : حمراء وحمر فالمذكر والمؤنث فيه سواء كما كان في جمع فعلى فعلان وقال : بطحاوات في جمع بطحاء حيث استعملت كالأسماء وقالوا : بطحاء وبطاح وبرقاء وبراق.

٢٦٩

باب ما كان من الأسماء عدة حروفه خمسة وخامسه ألف التأنيث أو ألفا التأنيث

فما كان على (فعالى) يجمع بالتاّء نحو : حبارى وحباريات وما كان آخره ألفان على فاعلاء نحو : القاصعاء فهو على : (فواعل) تقول فيه : قواصع شبهوا (فاعلاء) بفاعلة وجعلوا ألفي التأنيث بمنزلة الهاء وقالوا : خنفساء وخنافس.

باب ما جمع على المعنى لا على اللفظ

قال الخليل : إنّما قالوا : مرضى وهلكى وموتى وجربى ؛ لأن المعنى معنى : مفعول وقد قالوا : هلّاك وهالكون فجاءوا به على الأصل وقالوا : مراض وسقام ولم يقولوا : سقمى وقالوا : وجع وقوم وجعى ووجاعتى وقالوا : قوم وجاع كما قالوا : بعير جرب وإبل جراب وقالوا : مائق وموقى وأحمق وحمقى وأنوك ونوكى ؛ لأنه شيء أصيبوا به.

وقالوا : أهوج وهوج على القياس وأنوك ونوك وقالوا : سكرى كمرضى وروبى : للذين اسثقلوا نوما والواحد : رائب وقالوا : زمن وزمنى وضمن وضمنى ورهيص ورهصى وحسير وحسرى ، وإن شئت قلت : زمنون وهرمون.

وقالوا : أسارى مثل : كسالى وقالوا : وج ووجيا بلا همز وقالوا : ساقط وسقطى مثله :وفاسد وفسدى وليس يجيء في كلّ هذا على المعنى لم يقولوا : بخلى ولا سقمى.

قال أبو العباس : لو قالوه جاز. وقالوا : يتامى.

قال سيبويه : وقالوا : عقيم وعقم.

وقال : لو قيل إنها لم تجىء على (فعل) لكان مذهبا يعني : أنّ بابها أن يقال عقمى مثل :قتيل وقتلى فصرفت عن بابها لأنّها بلية فأكثر ما تجيء على فعلى.

٢٧٠

باب ما جاء بناء جمعه على غير ما يكون في مثله

فمن ذلك : رهط وأراهط وباطل وأباطيل كأنّهم كسروا : أرهط وأبطال ومن ذلك : كراع وأكارع وحديث وأحاديث وعروض وأعاريض وقطيع وأقاطيع ؛ لأن هذا لو كسرته وعدة حروفه أربعة بالزيادة التي فيها لكانت (فعائل) ولم يكن في الأول زيادة.

ومثل أراهط أهل وأهال. وليلة وليال كأنه جمع : أهلا وليلا.

وقال أبو العباس : ليلة أصلها (ليلا) فحذفت وزعم أبو الخطاب : أنّهم يقولون : أرض وآراض كما قالوا : أهل وآهال فهذا على قياسه وقال بعضهم : أمكن كأنه جمع مكن.

وقال سيبويه : ومثل ذلك : توأم وتوائم كأنهم كسروه على (تئم) كما قالوا : ظئر وظؤار.

وقال أبو العباس : توأم اسم من أسماء الجمع وفعال لا يكون من أبواب الجمع وكذلك : رجل ورجال وقالوا : كروان. وللجمع : كروان.

وقال أبو العباس : كروان جمع : كروان تحذف الزوائد وكذلك قال في أمكن جمع : مكان.

وقال سيبويه : إنما جمع (كروان) على (كرى) وقالوا في مثل : أطرق كرا إنّ النعام في القرى ومثل هذا : حمار وحمير وصاحب وأصحاب وطائر وأطيار.

٢٧١

باب ما هو اسم يقع على الجميع ولم يكسر عليه واحده وهو من لفظه

وذلك نحو : ركب وسفر وطائر وطير وصاحب وصحب ألا ترى أنك تقول في التصغير : ركيب وسفير ولو كان تكسيرا لردّ إلى الواحد ومثل ذلك : أديم وأدم وعمود وعمد وحلقة وحلق وفلكة وفلك ومن ذلك : الجامل والباقر وأخ وإخوة وسريّ وسراة من ذلك لو قال قائل : شبّه (فعيل بفاعل) نحو : فاسق وفسقة قيل له : مثال هذا في المعتلّ إنّما يجيء على (فعلة) نحو : قاض وقضاة و (فعلة) ليس من جموع المعتلّ فلذلك لم يجعل جمعا وصار في ركب وسفر وقالوا : فاره وفرهة مثل : صاحب وصحبة وغائب وغيب وخادم وخدم وإهاب وأهب وماعز ومعز وضائن وضأن وعازب وعزيب وغاز وغزيّ.

٢٧٢

باب جمع الجمع

أما أبنية أدنى العدد فيجمع على (أفاعل) وأفاعيل نحو : أيد وأياد وأوطب وأواطب وأفعال بمنزلة إفعال نحو : أنعام وأناعيم وقد جمعوا (أفعلة بالتاء).

قالوا : أغطية وأغطيات وأسقية وأسقيات وقالوا : أسورة وأساورة وقالوا : جمال وجمائل.

وقالوا : جمالات وبيوتات عملوا بفعول ما عملوا بفعال وكذلك (فعل) قالوا : الحمرات بضم الميم.

قال سيبويه : وليس كلّ جمع يجمع. لم يقولوا : في جمع برّ أبرار وقالوا : في تمر تمران.

وأبو العباس يجيز : أبرار في جمع برّ ويركن إلى القياس وقالوا في مصران : مصارين.

وأبيات وأبابيت وبيوت وبيوتات وقالوا : عوذ وعوذات ودور ودورات وحشّان وحشاشين وكلّ بناء من أبنية الجموع ليس على مثال (مفاعل) ومفاعيل إذا اختلفت ضروبه فجمعه عندي جائز وقياسه أن ينظر إلى ما كان على بنائه من الواحد أو على عدته فتكسره على مثال تكسيره.

وقال سيبويه : من قال : أقاويل وأبابيت في أبيات لا يقول : أقوالان لا يثني (أقوالا) وكذلك : البسر والتّمر إلّا أن تريد ضربين مختلفين فهذا يدلّك على أنّ جمع الجمع يجيء على نوعين : فنوع يراد به التكثير فقط ولا يراد به ضروب مختلفة ونوع يراد به الضروب المختلفة وهو الذي لا يمتنع منه جمع قالوا : إبلان ؛ لأنه اسم لم يكسر.

وقال : لقاحان سوداوان لأنّهم لم يقولوا : لقاح واحدة وهو في إبل أقوى ؛ لأنه لم يكسر.

قال سيبويه : سألت الخليل عن : ثلاثة كلاب فقال : يجوز في الشعر على (من) ، وإن نونت قلت : ثلاثة كلاب.

٢٧٣

باب ما لفظ به مثنى كما لفظ بالجمع

وهو أن يكون كلّ واحد بعض شيء مفرد من صاحبه كقولك : ما أحسن رؤوسهما وزعم يونس أنّهم يقولون : غلمانهما وإنّما هما اثنان.

وزعم أيضا أنّهم يقولون : ضربت رأسيهما وأنه سمع ذلك من رؤبة والباب ما جاء في القرآن قال الله عزّ وجلّ : (إِنْ تَتُوبا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما)(١) [التحريم : ٤]. (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما) [المائدة : ٣٨].

باب ما كان من الأعجمية على أربعة أحرف وقد أعرب

جمع هذا الضرب على مثال مفاعل وزعم الخليل : أنهم يلحقون جمعه الهاء إلّا قليلا : كموزج وموازجة وطيلسان وطيالسة وقد قالوا : جوارب وكيالج وقد أدخلوا الهاء أيضا.

وكذلك إذا كسرت الاسم وأنت تريد : آل فلان أو جماعة الحي كالمسامعة والمناذرة والمهالبة وقد قالوا : دياسم وهنّ ولد الذئب من الضبع.

وقالوا : ولد الكلب من الذئبة وقالوا : البرابرة والسيابجة فاجتمع فيهما الأعجمية والإضافة.

__________________

(١) قوله تعالى (إِنْ تَتُوبا) جواب الشرط محذوف تقديره فذلك واجب عليكما أو يتب الله عليكما ودل على المحذوف فقد صغت لأن اصغاء القلب إلى ذلك ذنب.

قوله تعالى : (قُلُوبُكُما) إنما جمع وهما اثنان لأن لكل انسان قلبا وما ليس في الانسان منه الا واحد جاز أن يجعل الاثنان فيه بلفظ الجمع وجاز أن يجعل بلفظ التثنية وقيل وجهه أن التثنية جمع. [التبيان في إعراب القرأن ٢ / ١٤٩]

٢٧٤

باب التحقير

التصغير (١) شيء اجتزىء به عن وصف الاسم بالصغر وبني أوله على الضمّ وجعل ثالثه ياء ساكنة قبلها فتحة ولا يجوز أن يصغر اسم يكون على أقل من ثلاثة أحرف فإذا كان الاسم ثلاثيا فالإعراب يقع على الحرف الذي بعد الياء نحو قولك في حجر : حجير ، فإن كان آخره هاء التأنيث فلا بدّ من أن ينفتح لها ما قبلها ، فإن جاوز الاسم الثلاثة بزائد أو غير زائد فهو نظير الجمع الذي يجيء على (مفاعل) ومفاعيل فالألف في الجمع نظيره الياء في التصغير وما بعدها مكسور كما أنّ ما بعد الألف مكسور إلّا أنّ أول الجمع مفتوح وأول هذا مضموم وجميع التصغير يجيء على ثلاثة أمثلة على مثال تصغير : فلس ودرهم ودينار وتصغيرها : فليس ودريهم ودنينير وهذا الياء التي تجيء في مثال : دنينير وما أشبه تكون عوضا لازما متى كان في الاسم زائدة تابعة كما وقعت في دينار وتكون غير ملازمة متى كان في الاسم زيادة تابعة كما وقعت في دينار وتكون غير ملازمة متى كان في الاسم زيادة غير تابعة فحينئذ لك فيه الخيار فياء التصغير زائدة وياء التعويض زائدة فالتصغير إنّما يكون في الثلاثي وفيما كان عدده أربعة أحرف بزيادة أو غير زيادة ، فإن تجاوز العدد ذلك حذف حتى يردّ إلى هذا العدد.

والأسماء تنقسم ثلاثة أقسام : اسم لا زيادة فيه ولا نقص ، واسم فيه زيادة ، واسم منقوص.

الأول : الاسم الذي لا زيادة فيه ولا نقص وهذا الضّرب ينقسم ثلاثة أقسام : اسم ثلاثي واسم رباعي واسم خماسي.

أما الثلاثي : فينقسم أيضا ثلاثة أقسام : اسم صحيح واسم مضاعف واسم معتلّ.

__________________

(١) قال الجرجاني : التصغير : تغيير صيغة الاسم لأجل تغيير المعنى ، تحقيرا ، أو تقليلا ، أو تقريبا ، أو تكريما ، أو تلطيفا ، كرجيل ، ودريهمات ، وقبيل ، وفويق ، وأخي ، ويبنى عليه ما في قوله صلّى الله عليه وسلّم في حق عائشة رضي الله عنها : " خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء".

٢٧٥

الأول من الثلاثي : أمّا الصّحيح فعلى ضربين : مذكر ومؤنث فالمذكر نحو قولك : رجل ورجيل وحجر وحجير وجمل وجميل وكلب وكليب والمؤنث نحو : قدم وقدر تقول : قديمة لأنّك تقول : قدم صغيرة وقديرة لأنك تقول : قدر صغيرة وفي عين عيينة وأذن : أذينة.

الثاني من الثلاثي : وهو المضاعف تقول في دنّ : دنين وفي مدّ : مديد يزول الإدغام لتوسطّ ياء التصغير.

الثالث من الثلاثي : وهو المعتلّ يجيء على ضربين فالضرب الأول : ما كانت الألف بدلا من عينه والضرب الثاني : ما لامه ياء أو واو.

٢٧٦

ذكر تحقير ما كانت الألف بدلا من عينه

حقّ هذا الاسم إذا صغّر أن يردّ إلى أصله ، فإن كانت الألف منقلبة من واو ردت الواو ، وإن كانت منقلبة من ياء ردت الياء تقول في ناب نييب والناب من الإبل كذلك لأنك تقول :أنياب وتقول في بيت : بييت وفي شيخ : شييخ هذا الأحسن.

ومنهم من يكسر الأول فيقول : شييخ وبييت وتقول في تصغير سيّد : سييد وهو الأحسن ، وإن حقرت رجلا : اسمه : سار وغاب لقلت غييب وسيير لأنهما من الياء ولو حقّرت السّار وأنت تريد السائر : لقلت : سوير لأنها ألف (فاعل).

قال سيبويه : وسألت الخليل عن : خاف ومال يعني إذا قلت : رجل خاف ورجل مال فقال : خاف يصلح أن يكون (فاعلا) ذهبت عينه ويصلح أن يكون (فعلا) ؛ لأنه من فعلت.

يعني : أنّ اسم الفاعل إذا كان ماضيه على (فعل) أنه قد يجيء هو أيضا على فعل : نحو :حذر فهو رجل حذر وفرق فهو رجل فرق قال : وأما مال فإنّهم لم يقولوا (مائل).

قال : وحدثني من أثق به : أنه يقال : رجل مال إذا كثر ماله وكبش صاف إذا كثر صوفه ونعجة صافة قال : وإذا جاء اسم نحو : النّاب لا تدري أمن الياء هو أم من الواو.

فاجمله على الواو حتى يتبين لك لأنّها مبدلة من الواو أكثر.

قال أبو العباس : إنما قلبت الألف يعني الألف التي لا يدرى أصلها إلى الواو للضمة التي قبلها يعني في باب التصغير.

قال سيبويه : ومن العرب من يقول في ناب : نويب فيجيء بالواو ؛ لأن هذه الألف يكثر إبدالها من الواوات وهو غلط منه ، وأما المؤنث فتقول : في نورة : نويرة وفي جوزة جويزة.

الضرب الثاني : ما لامه معتلة من الثلاثي :

تقول في قفا : قفيّ وفي فتى فتيّ وفي جرو : جري وفي ظبي : ظبيّ فيصير جميع ذلك إلى الياء.

القسم الثاني : مما لا زيادة فيه وهو الرّباعي :

٢٧٧

وذلك نحو : جعفر وسلهب تقول : جعيفر وسليهب والتصغير كالتكسير.

القسم الثالث : مما لا زيادة فيه وهو الخماسي :

وذلك نحو : سفرجل وفرزدق تقول : سفيرج وفريزد وقال بعضهم : فريزق ؛ لأن الدال تشبه التاء والتاء من حروف الزيادة وكذلك خدرنق : خديرق فيمن قال : فريزق ومن قال : فريزد قال : خديرن ولا يجوز في (جحمرش) حذف الميم ، وإن كانت تزاد لأنها رابعة بعد ياء التحقير.

وقال الخليل : لو كنت محقرا مثل هذه الأسماء لا أحذف منها شيئا لقلت : سفيرجل حتى يصير مثل : دنينير.

الثاني من القسمة الأولى : وهو ما كان من الأسماء فيه زيادة :

وهو على عشرة أضرب :

الأول : المضاعف المدغم.

الثاني : اسم ثلاثي لحقته الزيادة للتأنيث فصار بالزيادة أربعة أحرف.

الثالث : اسم ثلاثي أدخل عليه أيضا التأنيث وما ضارعهما.

الرابع : اسم يحذف منه في التحقير من بنات الثلاثة الزيادة التي كسرته للجميع لحذفتها.

الخامس : اسم يحذف منه الزواد من بنات الثلاثة مما أوله ألف الوصل.

السادس : اسم فيه زائدتان تكون فيه بالخيار أيّهما شئت حذفت.

السابع : اسم من بنات الثلاثة تثبت زيادته في التحقير.

الثامن : ما يحذف في التحقير من زوائد بنات الأربعة.

التاسع : ما أوله ألف الوصل وفيه زيادة من بنات الأربعة.

العاشر : تحقير الجمع.

الأول : المضاعف المدغم :

تقول في مدقّ : مديّق وفي أصمّ : أصيّم تجمع بين ساكنين كما فعلت في الجمع ؛ لأن هذه الياء نظيرة تلك الألف.

٢٧٨

الثاني : تصغير ما كان على ثلاثة أحرف

ولحقته الزيادة للتأنيث فصار بالزيادة أربعة أحرف تقول في حبلى : حبيلى وفي بشرى : بشيرى وفي أخرى : أخيرى فلا تكسر ما قبل الألف كما لا تكسر ما قبل الهاء في طليحة وسليمة ، فإن جاءت الألف للإلحاق قلبت ياء تقول في معزى : معيز وفي أرطى : أريط وفيمن قال : علقى فنون عليق ، وإذا كانت الألف خامسة للتأنيث أو لغيره حذفت تقول في : قرقرى : قريقر وفي حبركى : حبيرك.

الثالث : اسم ثلاثي أدخل عليه ألفا التأنيث

وما ضارعهما تقول في حمراء : حميراء فلا تغير وكذلك (فعلان الذي له) (فعلى) تقول في (عطشان) وسكران : عطيشان وسكيران ؛ لأن مؤنثه : عطشى وسكرى فأما ما كان آخره كآخر (فعلان) الذي له فعلى وعلى عدة حروفه ، وإن اختلفت حركاته ولم تكسره للجمع حتى يصير على مثال (مفاعيل) فتحقيره كتحقير (عطشان وسكران) ، فإن كان يكسر على مثال (مفاعيل) كسرحان وسراحين ، فإن تصغيره : سريحين فأما ما كان على ثلاثة أحرف فلحقته زائدتان فكان ممدودا منصرفا فإنه مثل ما هو بدل من ياء من نفس الحرف نحو : علباء وحرباء تقول : عليبي وحريبى يحقر كما يحقر ما تظهر فيه الياء من نفس الحرف ، وذلك نحو : درحاية ودريحية ومن صرف غوغاء قال : غويغى ومن لم يصرف جعلها كعوراء فقال : غويغاء يا هذا ومن صرف قوباء قال : قويبى ومن لم يصرف قوباء قال :قويباء ؛ لأن تحقير ما لحقته ألفا التأنيث وكان على ثلاثة أحرف حكمه حكم واحد كيف اختلفت حركاته وكلّ اسم آخره ألف ونون يجيء على مثال (مفاعيل) فتحقيره كتحقير : سرحان تقول في سرحان : سريحين وفي ضبعان : ضبيعين لأنك تقول : ضباعين حومان :حويمين لأنك تقول : حوامين وسلطان : سليطين لأنك تقول : سلاطين وفي فرزان : فريزين كقولهم : فرازين ومن قال : فرازنة قال أيضا : فريزين ؛ لأنه جاء مثل جحاجحة وزنادقة وتقول في ورشان وريشين لأنك تقول : وراشين ، وأما ظربان فتقول : ظريبان لأنك تقول : ظرابيّ ولا تقول : ظرابين فلا تأتي بالنون في جمع التكسير كما لا تأتي بها في جمع سكران إذا قلت : سكارى ، وإذا جاء شيء على مثال : سرحان ولم تعلم العرب كسرته في الجمع فتحقيره كتحقير سكران تثبت الألف والنون في آخره كألفي التأنيث.

٢٧٩

ولو سمّيت رجلا : سرحان ، ثم حقرته لقلت : سريحين ؛ لأنه يجمع جمع الملحق في نكرته ، وإذا جمعت العرب شيئا فقد كفتك إيّاه.

فأمّا عثمان فتصغيره عثيمان ؛ لأنه لم يكسر على عثامين ولا له أصل في النكرة يكسر عليه.

الرابع : ما يحذف في التحقير من بنات الثلاثة من الزيادات :

لأنك لو كسرته للجمع حذفتها تقول في مغتلم : مغيلم : كقولك : مغالم ، وإن شئت عوضت فقلت : مغيليم العوض هنا غير لازم ؛ لأن الزيادة لم تقع رابعة وفي جوالق : جويليق إذا أردت التعويض وفي مقدّم ومؤخّر : مقيدم ومؤيخر تحذف الدال ولا تحذف الميم ؛ لأن الميم دخلت أولا لمعنى ، وإن شئت عوضت فقلت : مقيديم ومؤيخير.

واعلم أنه لا يجوز أن تقول : مقيدم فتدع الدال على تشديدها ؛ لأنه لا يكون الكلام مقادم من أجل أنه لا يجتمع ثلاثة أحرف من الأصول بعد ألف الجمع ، وأما منطلق فتقول فيه :مطيلق ومطيليق تحذف النون ولا تحذف الميم لأنّها أول وتقول في : مذكّر مذيكر وكان الأصل مذتكرا فقلبت التاء ذالا من أجل الدال ثم أدغمت الذال في الدال وهذا يبين في موضعه إن شاء الله.

فإذا حقرت حذفت الدال لأنّها التاء في مفتعل وظهرت الذال إذ لم يكن ما تدغم فيه ، وإن شئت عوضت فقلت : مذيكير وكذا مستمع تقول : مسيمع ومسيميع وتقول في مزدان مزيّن ومزيين ؛ لأن أصل مزدان مزتان وهو مفتعل من الزّين فأبدلت التاء دالا فلما صغرت حذفتها لأنها زائدة في حشو الاسم وتقول : محمرّ محيمر ومحيمير وفي : محمار محيمير لا بدّ من التعويض وإنّما ألزمتها العوض ؛ لأن فيها إذا حذفت الرّاء ألفا رابعة في محمارّ.

وتقول في حمارّة : حميرّة جمع بين ساكنين لأنك لو كسرت قلت : حمارّ وفي جبنّة جبينّة لأنّك لو كسرت قلت : جبان وقد قالوا : جبنة فخففوا.

وتقول في مغدودن : مغيدين فتحذف الدال الثانية ؛ لأنه مفعوعل فالعين الثانية هي المكررة الزائدة.

٢٨٠