المجدي في أنساب الطالبيين

علي بن أبي الغنائم العمري

المجدي في أنساب الطالبيين

المؤلف:

علي بن أبي الغنائم العمري


المحقق: أحمد المهدوي الدامغاني
الموضوع : التراجم
الناشر: منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٢
ISBN: 964-6121-59-4
الصفحات: ٦٨٧

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

وولد الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما‌السلام : عليا الأكبر ، وجعفرا ، وعليا الأصغر ، وعبد الله ، وفاطمة ، وسكينة.

فأمّا علي الأكبر ، فشهد الطفّ وقتل ولم يخلّف عقبا ، روى ذلك غير واحد من شيوخنا. وزعم من لا بصيرة له أنّ عليا الأصغر هو المقتول ، وهذا خطأ ووهم ، وعلي القائل يوم ذاك :

أنا علي بن الحسين بن علي

نحن وبيت الله أولى بالنبي

أضربكم بالسيف أحمي عن أبي

وأمّا جعفر فدرج. وعبد الله أحرجه أبوه يرقوا (١) القوم به وأنّه عطشان ، فرماه رجل بسهم فذبحه وهو على يد أبيه ، أخذ الله بحقّه.

وأمّا فاطمة فخرجت إلى ابن عمّها الحسن المثنّى ، فأولدها ثلاثة كالغصون ، فلمّا احتضر قال لها : يا ابنة عم ، لك بعدي من المال والولد ما يكفيك ، فاحذري الأزواج ، فإن فعلت فإيّاك أن تتزوّجي عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفّان ، فإنّه عدوّي ، وأبوه عدوّ أبي ، وجدّه عدوّ جدّي ، وقبيلته عدوّة قبيلتي.

فلمّا مات الحسن رحمه‌الله ، راسلها عبد الله واختلف الناس في السبب ،

__________________

(١) في (ش) و (ك وخ) : تفرّق القوم به.

٢٨١

واتّفقوا على أنّها تزوّجته ، وأولدها محمّد بن عبد الله بن عمرو العثماني الملقّب :الديباج ، فلمّا قيل لها في ذلك ، قالت : ما كنت بذيّا ولا الحسن (١) نبيّا!!!

وأمّا سكينة فخرجت إلى مصعب بن الزبير وقتل عنها ، فلمّا جاءت الكوفة خرج إليها أهلها ، فقالت : لا مرحبا بكم يا أهل الكوفة أيتمتموني صغيرة وأرملتموني كبيرة ، وعرفت بعده غيره فلم تسأله (٢) ولا خلت البكاء عليه عند ذكره ، وأمّ السكينة الرباب الكلبيّة ، وكان الحسين عليه‌السلام يحبّها ويحبّ أمّها ، وفيهما يقول الحسين عليه‌السلام :

لعمرك أنّني لاحبّ أرضا

تحلّ بها سكينة والرباب (٣)

فولد الحسين عليه‌السلام جميعهم من علي الصغير زين العابدين عليه‌السلام ، ويكنّى أبا الحسن ويلقّب زين العابدين عليه‌السلام ذا الثفنات ، وقد روى الحديث وروي عنه ، وأفاد علما جمّا ، وكان شديد الورع ، كثير العبادة ، يحفي البرّ على (٤) الفقير

__________________

(١) في سائر النسخ : وما كان حسن نبيّا ـ أمّا الكلمة الأولى ففي جميع النسخ «بذيّا» وكأنّها رضوان الله عليها ترفّعت عن التلفّظ بالكلمة التي قالها قوم مريم لمريم عليها‌السلام ، فتمسّكت بالكناية فما أبلغها وأفصحها سلام الله عليها ، وفي كلامها إشارة إلى آيتين من القرآن : ألف : (يا أخت هارون ما كان أبوك امرئ سوء وما كانت امّك بغيّا ـ مريم ٢٨) و : ب : (... وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا. ـ أحزاب ٦).

(٢) كذا في الأساس وك وش ور ـ وفي خ «فلم تشاله» والظاهر أنّها : فلم تسله «أو» فلم تتسله من سلى يسلي أو سلا يسلو ، والله أعلم فالتصحيح قياسي.

(٣) في مقطوعة مشهورة تحتوي على ثلاثة أبيات ، وفي بعض ألفاظها اختلاف في المراجع.

(٤) في (ش) و (ك) يخفي البرّ ويفعله على الفقر والغني.

٢٨٢

والغني.

واختلف الناس في امّه ، والذي نعتمد عليه ونقول به إنّها شاه زنان بنت كسرى يزدجرد ، نهبت في فتح المدائن ونفلها (١) عمر الحسين عليه‌السلام ، وكانت ذات فضل كثير ، وكان ابنها شديد البرّ بها.

فحدّثني أبو عبد الله حموية بن علي ، قال : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن وهبان الدبيلي ، قال : حدّثنا أبو العبّاس الفاضل الحافظ يرفعه ، قال : ما أكل علي بن الحسين عليهما‌السلام مع امّه فاكهة إلاّ وهي مغطّاة خشية أن تمتد يده إلى ما مدّت إليه عينها.

ووجدت بخطّ شيخنا أبي الحسين أنّ زين العابدين كان يكنّى أبا محمّد ، وكان يكنّى أبا بكر ، والأوّل الصحيح.

فولد علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ، تسع بنات ، وهنّ : أمّ الحسن وأمّ موسى ، وكلثوم ، وعبدة ، ومليكة ، وعليّة ، وفاطمة ، وسكينة ، وخديجة ، خرجت خديجة إلى محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب ، فولدت له عدّة أولاد.

وأحد عشر ذكرا ، وهم : محمّد الباقر عليه‌السلام ، والحسن ، وعبد الله ، والحسين الأكبر ، والقاسم ، والحسين الأصغر ، وزيد ، وعمر ، وسليمان ، وعبد الرحمن ، وعلي (٢).

__________________

(١) هذه الكلمة كتبت فى جميع النسخ بأيدينا : نقلها عمر الحسين بالقاف وأضاف السيّد محمّد كاظم العريضى رحمه‌الله لفظة (إلى) بعد عمر ، وصيّرها نقلها عمر إلى الحسين والصحيح ، ان شاء الله ، ما أثبته قياسا بما يناسب المقام ، والله أعلم.

(٢) في (ك) كتب حرف النون (ن) المعهودة بين النساب بعد كلّ اسم من ولد السجّاد عليه‌السلام.

٢٨٣

قال شيخنا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن أبي جعفر العلوي الحسيني النسّابة في «التهذيب» : والعقب من ولد علي بن الحسين عليهما‌السلام في ستّة رجال : محمّد الباقر عليه‌السلام ، وعبد الله عليه‌السلام أبي الأرقط ، وعمر (١) ، وزيد ، والحسين الأصغر ، وعلي ابن علي.

فولد محمّد بن علي بن الحسين الامام الباقر أبو جعفر عليه‌السلام أمّه حسينيّة ، وهو أوّل من جمع ولادة الحسن والحسين عليهما‌السلام ، وقبره بالبقيع ، وكان واسع العلم وافر الحلم ، روي عنه حديث كثير ، ثلاث بنات : أمّ سلمة خرجت إلى الأرقط فولدت له إسماعيل ، وزينب الصغرى خرجت إلى عبيد الله بن محمّد بن عمر بن علي ابن أبي طالب عليه‌السلام (٢).

وستة ذكور منهم : جعفر الصادق عليه‌السلام ، وعبد الله أولد وانقرض ، وعلي كانت له بنت ، وزيد ، وعبيد الله ابن الثقفيّة درج ، وإبراهيم ابن الثقفيّة أيضا درج. والعقب من جعفر عليه‌السلام وحده.

فولد جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام أبو عبد الله الصادق ، مات سنة ثمان وأربعين ومائة ، وسنّه سبع وستّون ، وامّه وأمّ أخيه عبد الله أمّ فروة بنت القاسم بن محمّد بن أبي بكر ، وله من الفضائل والمآثر ما لا يحصى.

وبلغني أنّه عليه‌السلام رأى أبا حنيفة ، فقال : أنت إمام أهل العراق؟ قال : كذلك

__________________

(١) زاد المغفور له المرحوم السيّد محمّد كاظم العريضى بين السطرين ، تحت عبد الله : «هو الباهر» وفوق عمر : «هو الأشرف».

(٢) لم يذكر الثالثة.

٢٨٤

يقولون ، قال : القياسي؟ قال : نعم ، قال : يا أبا حنيفة أيّما أصعب القتل أو الزنا؟ قال : بل القتل ، قال : فما باله يقبل فيه الشاهدان وفي الزنا أربعة؟ فنكص لها ، ثمّ قال عليه‌السلام : واخرى ، قال تقول : أيّما أنجس البول أو المني؟ قال : بل البول ، قال : فما باله يجزئ منه قليل الماء ، وكثيره لا يجزئ من المني ، فسكت لا يحير جوابا ، فقال عليه‌السلام : إنّ ديني (١) لا يدخله القياس ، إنّ أوّل من قاس إبليس لذلك (٢) قال : «خلقتني من نار وخلقته من طين» (٣) فكيف يسجد الأعلى للأدنى؟ قال لي بعض العراقيّين : لو سألني لأجبته ، قلت له : قل ما عندك ، واعمل على أنّ كلّ واحد منّي ومنك مقام إمامه ، قال : أمّا الثانية فو الله ما عندي فيها جواب وأمّا الأوّل فكانت الشهادة في الزنا أربعة ؛ لأنها تقع على فاعلين ، فقلت له : هذا جهل بالفتيا ، إن كان ما قلت حقّا فقد (كفر عمر بن الخطّاب) (٤) بإبطاله حدّا من

__________________

(١) في «ك» و «ش» : دين الله.

(٢) أيضا : فهلك.

(٣) سورة الأعراف : ١٢.

(٤) بياض في الأساس في محلّ الجملة الموضوعة بين المعقوفين ـ والقصّة وردت بطولها في كثير من كتب الحديث والتاريخ والأدب ، وبحثوا عنها أيضا متكلّموا الشيعة رضوان الله تعالى عليهم وأوردوها في جملة المطاعن «على» أبي حفص «الفاروق» نقل بعضها العلاّمة المعتزلي ابن أبى الحديد في شرح النهج البلاغة : ج / ١٢ ص ٢٢٧ إلى ٢٤٦ عن «الشافي» للسيّد الأجلّ قدّس الله سرّه ، ونقل أقوال العامّة ، وحاكم بين الآراء بظنّه وعلى حسب ما يعتقده ـ ووردت القصّة في «تاريخ الطبري» ج ٥ / ٢٥٣ و «الأغاني» ج ١٦ ص ٧٧ و «أنساب الأشراف» للبلاذرى (ره) جزء ١ ص ٤٩٣ ـ ٤٨٩ طبعة محمّد حميد الله بدار المعارف القاهرة. وراجع علل الشرائع للصدوق رحمه‌الله من ص ٨٦ إلى ص ٩٢ ط النجف الأشرف.

٢٨٥

حدود الله في «المغيرة» لمّا شهد عليه وحدّه ثلاثة بالزنا ، وعلّل الشهادة زيادة وحدّ «أبا بكرة» وكان صحابيّا ، وصاحبيه ، فقد أغفل حدّا واجبا وأقام حدّا في من لا يجب عليه ، فبهت كأنّما القم حجرا ، ولو كان القياس الذي قاله صحيحا لوجب أن يحدّ الزاني بشاهدين ، إذا كان وحده وليس هذا قولا لأحد.

من البنات : رقيّة ، وبريهة ، وأمّ كلثوم ، قالوا : قبرها بمصر مشهور ، وقريبة ، وفاطمة لأمّ ولد قال الزبيري : كانت عند عبد العزيز بن سفيان الأموي.

ومن الرجال : عبيد الله ، والعبّاس ، ويحيى ، والمحسن ، وجعفر ، لم يذكر لهم عقب ، ومحمّد أظنّه الأصغر كان له جعفر وانقرض ، والحسن أولد ، وعبد الله الأفطح قال بعض الرواة : أكبر ولد أبيه ، وكان يرمى بأشياء مقبحة ، والله أعلم.

قال أبو الحسن (١) الأشناني : ادّعت الشيعة فيه الامامة ، ويقال لأصحابه :الفطحيّة وكان مع محمّد بن عبد الله بن المثنّى ، فأولد ولدا ماتوا وانقرضوا وانقرض الافطح ، ومحمّد أبا جعفر إمام الشمطيّة ، وهم أصحاب ابن الأشمط وقبره بخراسان (٢) ، وكان شيخا متقدّما شجاعا ، دعا إلى نفسه ويلقّب (٣) بالمأمون ، وكان لأمّ ولد خرج بمكّة أيّام المأمون العبّاسي.

فحدّثني شيخي أبو الحسن محمّد بن محمّد الحسيني ، قال : حدّثني أبو الفرج الاصفهاني الكاتب ، وأبو عبد الله الصفواني الأصم ، والدنداني الحسيني : أنّ محمّد بن الصادق عليه‌السلام كانت في عينه نكتة بياض ، وكان يروي للناس أنّه حدّث

__________________

(١) في ك وش : قال أبو الحسن شيخنا ادّعت ....

(٢) راجع في وصف القبر المنسوب إليه وترجمة أحواله في «مطلع الشمس» ج ١ ص ٤٩ ـ ٥٩.

(٣) لعلّه وتلقّب ، ولكن ورد في جميع النسخ يلقّب.

٢٨٦

عن آبائه أنّهم قالوا : صاحب هذا الأمر في عينه شيء ، فاتّهم بهذا الحديث.

فولد محمّد بن الصادق عليه‌السلام اثنا عشر ذكرا وأربعة عشرة امرأة ، وهنّ : خديجة ، وحكيمة ، وزينب وأسماء ، وفاطمة ، وعالية ، وريطة ، وأمّ كلثوم ، وأمّ محمّد ، ولبابة ، ومليكة ، وعشيرة ، وبريهة ، ورقيّة.

والرجال : إسحاق ، وعبيد الله ، وعبد الله ، وجعفر ، والحسن الأكبر لم يذكر لهؤلاء عقبا ، والحسن الأصغر ذكر له ولدان ، وهما : محمّد ، وعلي.

وإسماعيل بن محمّد بن الصادق عليه‌السلام أجلّ ولد محمّد وهو لأمّ ولد ، ادّعت الشمطيّة فيه الأمر بعد أبيه ، وكان المأمون وصله بخمسة وعشرين ألف دينار ، فيما ذكره لي شيخي أبو الحسن ابن كتيلة الشريف النسّابة الفاضل رحمه‌الله.

والحسين بن محمّد ، قال شيخنا أبو الحسن : ما رأيت أحدا من ولده ، وذكر أبي له عقبا.

قال أبي : وكان لمحمّد بن الصادق عليه‌السلام الحسن الأوسط وخلّف ولدا يقال له :علي.

قال أيضا : ويحيى بن محمّد بن الحسينيّة كان وصيّ أبيه انقرض ولده.

والقاسم منه بنو الشبيه (١) بمصر ، عن شيخنا أبي الحسن قال البخاري : كانت أمّ القاسم بن محمّد حسينيّة ، وقال غيره : بل كانت عامية.

من ولده : يحيى وأخوه الحسين المعروف بابن عزيزة ابنا محمّد بن محمّد

__________________

(١) كذا في الأصل ويتكرّر هذا اللفظ بهذه الصورة ، وأقرب ما يمكن أن يقرأ هو «الشبيه» فصيل من شبه يشبه ، كما ورد أيضا بهذه الصورة «بنو الشبيه» مستمرّا في (العمدة) ص ٢٤٦ إلاّ أنّ الكلمة وردت في (ك) و (ش) صريحا وواضحا «بنو الشيبة» بتقديم الياء المثنّاة التحتانيّة على الباء الموحّدة وبعدها التاء المثنّاة الفوقانيّة.

٢٨٧

الشبيه بمصر ابن القاسم بن محمّد بن الصادق عليه‌السلام ، فلا أدري لهم بقيّة أم لا.

ومن ولده : بنو أطياره ، وهم ولد أبي القاسم عبد الله بن محمّد بن عبد الله بن القاسم بن محمّد بن الصادق عليه‌السلام.

وعلي الخارصي ابن محمّد بن الصادق عليه‌السلام كان بالبصرة على أيّام أبي السرايا ، فلما جاء زيد النار ابن موسى الكاظم عليه‌السلام إلى البصرة خرج إليه الخارصي (١) وأعانه ودخلاها ، وهو لأمّ ولد ، ومات عن جماعة أولاد ، وله عقب منتشر.

فمن ولده : أبو القاسم جعفر يلقّب الوحش ابن محمّد الجمال بن جعفر بن الحسين بن علي بن محمّد بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ، ويعرف بأخي الجور ، له ولد بالموصل والشام.

منهم : أبو الهيجاء الضراب بعرقة (٢) ابن حمزة الضراب بن الحسن بن جعفر له بها ولد ، وسمعت من يصفه بسعة النفس والمواساة ، ورأيت أباه حمزة بميّافارقين ، وكان يرمى بالغلوّ في مذهبه.

ومنهم : أبو طالب المخل السوداوي الأسمر اسمه محسن ويدعى أميركا ابن حمزة بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي الخارصي ابن محمّد بن الصادق عليه‌السلام ، وله ولد بنصيبين وغيرها يقال لهم : بنوا أميركا.

__________________

(١) فى الأصل (الحائري)؟ وجاءت هذه الكلمة في (ك) مرّة بصورة الحارضي وأخرى بصورة الخاري ، وكذا فى (خ) وفي (ش) في جميع الموارد (الحارضي) والظاهر الصحيح ان شاء الله (الخارجي) منسوب إلى خارج وهو معرب «خارك» هذه الجزيرة المعروفة فى الخليج الفارسي.

(٢) عرقة موضع بالشام. (قاموس).

٢٨٨

ومنهم : إسحاق بن جعفر بن محمّد الجور بن الحسين (١) بن علي بن محمّد بن جعفر الصادق عليه‌السلام.

فأمّا الجور محمّد بن الحسين قتله المعتضد (٢) بالري ، وقد تناوله النسّاب بالطعن ، والله أعلم بصحّة ما قالوا.

وإسحاق بن جعفر الجور كان متوجّها بشيراز ، ومات عن بنت بشيراز تدعى فاطمة ، خرجت إلى أحمد بن محمّد بن جعفر الملك الملتاني بن محمّد بن عبد الله بن محمّد بن عمر الأطرف بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ، فولدت له بنتا تدعى سكينة ، وللجور عدّة أولاد أعقب بعضهم كلّ منهم اسمه جعفر إنّما يعرف (٣) بالكنى.

ومنهم : أبو الحسن أحمد بن محمّد المعروف بأخي البصري ابن محمّد الأعرج ابن علي الجامعي ابن الحسن بن علي بن محمّد بن جعفر الصادق عليه‌السلام تزوّج ببغداد خديجة بنت الأزرق الموسويّة ، فأولدها أبا الغنائم محمّدا نقيب عكبرا شريفا خيّرا كبير النفس صديقي ، وليس لأبي الغنائم ولد إلى غايتنا هذه ، وزوجته بنت أبي الفضل المحمّدي العكبري.

وإسحاق بن جعفر الصادق عليه‌السلام ولد بالعريض ، ومرض وزمن ، وكان محدّثا ثقة فاضلا ، يلقّب المؤتمن ، ادّعته طائفة من الشيعة إماما ، وله عقب باق ، فأعقب

__________________

(١) في (ك) و (ش) محمّد الجور بن علي بن محمّد بن جعفر الصادق عليه‌السلام. إنّما يفرّق بينهم بالكنى.

(٢) في ما نقل عن «العمرى» في «العمدة» المتصم ص ٢٤٨ ويحتمل التصحيف في العمدة.

(٣) في (ك) و (ش) وخ إنّما يفرّق بينهم بالكنى.

٢٨٩

محمّد بن إسحاق جماعة ، منهم : بنوا وارث. والحسن بن إسحاق أعقب جماعة تفرّقوا بمصر ونصيبين وغير ذلك. والحسين بن إسحاق وقع إلى حران وله ولد بالرقّة وحلب.

فمن ولده : الشريف أبو إبراهيم محمّد بن جعفر بن محمّد بن أحمد بن الحسين ابن إسحاق بن جعفر الصادق عليه‌السلام ، وكان إبراهيم (١) لبيبا عاقلا ، ولم يكن حاله واسعة ، فزوّجه الحسين الحراني ابن عبيد الله (٢) بن الحسين بن عبيد الله بن علي الطبيب العمري بنته خديجة المعروفة بامّ سلمة.

وكان أبو عبد الله الحسين العمري متقدّما بحران ، مستوليا عليها ، وقوي أمر أولاده حتّى استولوا على حران بالجملة ، وملكوها على آل وثاب ، وساروا في الناس سيرة رديئة ، وأسلم بعضهم بعضا حتّى تفرّقوا وقهروا ، واخرجوا عن حران ، وما بها أحد من العمريّين اليوم سوى من لا يؤبه به ، فأمدّ أبا إبراهيم الحسين العمري بماله وجاهه ونبغ أبو إبراهيم ، وتقدّم وخلّف أولادا سادة فضلاء ولهم عقب منتشر بحلب.

منهم : نقيب حلب أبو إبراهيم محمّد ابن الزيديّة الفاضلة ابن جعفر بن أبي ابراهيم ، خيّر ستير جيّد الصوت صديقي.

وإسماعيل بن جعفر الصادق عليهما‌السلام مات في حياة أبيه ، وقبره بالبقيع ، وكان أبوه يحبّه حبّا شديدا ، وفيه روت الشيعة خبر البداء عن أبيه ، فمن رواه محمّد

__________________

(١) كذا في الأصل وفي (ك وش وخ) ابن إبراهيم ، والظاهر أبو إبراهيم.

(٢) كلاهما في «العمدة» عبد الله وهو الصحيح كما سيأتي وكما مضى مكرّرا.

٢٩٠

ابن بكير وزرارة بن أعين وابن أبي عمير (١) : محمّدا ، وعليا ، وفاطمة بنت المخزوميّة.

فأمّا محمّد بن إسماعيل قال شيخنا محمّد أبو الحسن : إمام الميمونيّة لأمّ ولد قبره ببغداد.

وفي رواية أبي الغنائم الحسيني عن أبي القاسم ابن خداع نسّابة المصريّين ابن إسماعيل بن جعفر أكبر ولد أبيه ، مات بالعريض ودفن بالبقيع سنة ثمان وثلاثين ومائة قبل وفات أبيه بعشر سنة.

قال الحسيني ، قال ابن خداع في كتابه : كان موسى عليه‌السلام يخاف ابن أخيه محمّد بن إسماعيل ويبرّه ، وهو لا يترك السعي به إلى السلطان من بني العبّاس.

فمن ولد محمّد بن إسماعيل على ما قرأته على والدي وشيخي أبي الحسن محمّد بن محمّد الأئمة بمصر والأقارب ، وهم خلق وعدد كثير ، وشاهدت منهم بالقاهرة : من تسكن النفس إليه ، ويتبيّن شاهد الحجى والفضل عليه ، الشريف أبا الفضل القاسم بن هارون بن القاسم بن الامام القائم ابن الامام المهدي ، وله ولد وولد الولد.

وفي تعليق أبي الغنائم الحسني البصري ، قال أبو الحسن ابن خداع : حدّثني سهل بن عبد الله بن داود البخاري ببغداد سنة احدى وأربعين وثلاثمائة ، قال :كتب إليّ الأشناني من البصرة أنّ عبد الله بن محمّد من ولد محمّد بن إسماعيل صار إلى المغرب ومات بها ، وله بها ولد ، ومنهم : النصر بن الحسين بن علي بن

__________________

(١) في (ك وخ وش) وخيبرى الحناط ، وأمّ إسماعيل فاطمة بنت الحسين الأثرم ، حسينيّة ، وولد إسماعيل محمّدا ، الخ. ويبدو أنّ هذه العبارات سقطت من نسخة الأساس.

٢٩١

محمّد بن جعفر بن محمّد بن إسماعيل بن الصادق عليه‌السلام.

وقال ابن دينار الأسدي الكوفي : لم يعقّب علي بن محمّد بن جعفر ، وفي كتاب الحسيني قال أبو القاسم الحسين ابن خداع النسّابة : اغترب علي بن محمّد ابن جعفر هذا ، ثمّ قدم إلى مصر سنة احدى وستّين وثلاثمائة ومعه ابناه الحسين وجعفر ، ومع الحسين ولده نصر (١) صغير ، وإذا رآه ابن خداع وهو مصري بطل قول ابن دينار وهو كوفي ، لبعد داره.

ومنهم : بنوا البغيض ، وهم عدد (٢) بمصر ، منهم : موسى بن جعفر بن محمّد (٣) ويسمّى يعيشا (٤) وهو ابن بنت قتادة (٥) الحسينيّة ، توفّي بمصر سنة سبع وأربعين وثلاثمائة ، ابن جعفر البغيض بن الحسن الحبيب بن محمّد بن جعفر بن محمّد بن إسماعيل بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ، وممّن هو بالمغرب وربّما كان قد أولد ، فما يجب أن نكذّب من نرى ينتسب إليهم ، بل نطالبه بصحّة دعواه ، ثلاثة نفر ، وهم : أحمد أبو الشلغلغ (٦) وجعفر وإسماعيل بنو محمّد بن جعفر بن محمّد بن إسماعيل بن جعفر

__________________

(١) نصر في هذا الموضع في (ك) وخ و (ش) : نضر بالضاد المعجمة.

(٢) في (ك) عدن.

(٣) سقط مقدار سطر من «ويسمّى أبو جعفر» في هذا الموضع من (ك).

(٤) هذه الكلمة في الأصل يقرأ بصور مختلفة والتصويب من خ و (ش) حيث ورد «يعيشا» وفي «العمدة» : ... وابنه محمّد الملقّب بنعيش (بصيغة المتكلّم المجموع من المضارع).

(٥) في (خ وش) قنارة ، كما مرّ أيضا آنفا.

(٦) في (ك) أبو الشعاع (بالشين والعين والألف والعين المهملة) وفي (ش وخ) أبو الشلعلع ـ بمهملتين ، وكذا أيضا في «العمدة» الشلعلع بمهملتين.

٢٩٢

الصادق عليه‌السلام.

ومنهم : أبو الحسن محمّد بن الحسين بن الحسن صبيوخة (١) ابن محمّد بن محمّد بن إسماعيل الثانى بن محمّد بن إسماعيل الأوّل بن الصادق عليه‌السلام ، كان بقصر ابن هبيرة ، كان يقال له محمّد بن صبيوخة ، أولد وأخوه الحسين عدّة أولاد بالعراق.

ومنهم : أبو الطيّب محمّد بن أسبيد جامه ، وهو الحسن بن الحسين بن أحمد ـ ويعرف أحمد بابن العمريّة ؛ لأنّ امّه فاطمة بنت علي الطبيب بن عبد الله بن محمّد ابن عمر الأطرف بن علي بن أبي طالب ـ ابن إسماعيل الثاني بن محمّد بن إسماعيل الأوّل ابن الصادق عليه‌السلام.

قال شيخنا أبو الحسن شيخ الشرف رحمه‌الله : انتمى قوم أدعياء إلى إسبيدجامه لا حظّ لهم في النسب ، وجميع من أولد الحسن بن الحسين المعروف باسبيدجامه من الذكور هم خمسة ، وهم : أبو الطيّب محمّد ، وأبو أحمد المحسن ، وأبو يعلى عبيد الله ، وإبراهيم ، وأبو طالب عقيل المدفون بالكوفة ، فمن تعلّق

__________________

(١) اضطربت الأقوال في هذه الكلمة ، فبعضهم يوردها جنبوخة وصبنوحه وبعضهم صينوحه ، والعلاّمة بحر العلوم يقول في حواشي العمدة : «... وفي المجدى يقول ضبوخة بالضاد المعجمة بعدها الباء الموحّدة بعدها الواو ثمّ الخاء المعجمة (ص ٢٣٨ ولكن في الأصل الذي بين يدى كتب صريحا وواضحا صبيوخة كما نقلتها ، أعني بالصاد المهملة بعدها الباء الموحّدة بعدها الياء المثنّاة تحتها بعدها الواو ثمّ الخاء المعجمة ، وفي (ك) بهذه الصورة : (صنبوخه) التي ليست قراءتها سهلا ، وفي (ش وخ) صنبوخة بالصاد المهملة والنون والباء الموحّدة التحتانيّة بعدها الواو وثمّ الخاء المعجمة ، وزاد الكاتب في الحاشية (ش) مع علامة (ظ) صنوجة ، والله أعلم.

٢٩٣

عليه غير هؤلاء فهو مبطل.

ومنهم : بنو المنتوف ، وهم عدّة بدمشق وغيرها ، فمنهم : النقيب السيّد أبو الحسن موسى الدمشقي ابن النقيب بها أبي محمّد إسماعيل ويعرف بابن معتوق (١) أمّ ولد روميّة ، مات سنة سبع وأربعين وثلاثمائة ابن الحسين المنتوف ، وكان متوجّها بدمشق وغيرها ، ابن أحمد بن العمريّة ابن إسماعيل الثاني بن محمّد بن إسماعيل الأوّل ابن الصادق عليه‌السلام ، مات موسى النقيب عن أولاد ذكور وإناث بدمشق ، ومنهم : عاقلين بفتح النون جمع ، وحماقات ، وحركات.

فمن ولدهم : المحسن بن علي بن إسماعيل الأحول بن أحمد بن عاقلين بن إسماعيل الثالث بن أحمد العمريّة بن إسماعيل الثاني بن محمّد بن إسماعيل الأوّل ابن الصادق عليه‌السلام ، أولد المحسن هذا أربعة بنين وبنتين بمصر ، له ذيل إلى يومنا.

ومنهم : علي بن محمّد الأكبر بن علي بن الحسين أبي القاسم حماقات بن إسماعيل الثالث.

ومنهم : أبو الحسن علي الشاعر بالأهواز ، صديق أبي الغنائم ابن أبى جعفر الحسيني عمّ الصفي بن محمّد الملقّب سندي بن علي حركات بن إسماعيل الثالث بن أحمد ابن العمريّة بن إسماعيل الثاني ، فأمّا حركات فمات في طريق مكّة سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة ، وخلف عدّة من الولد ببغداد وغيرها.

وأما علي الشاعر ، فأولد بالأهواز من بنت الصائغ عدّة أولاد أكثرهم إناث ،

__________________

(١) سائر النسخ : معشوق.

٢٩٤

ووافى إلى البصرة فادّعت منه عودة الكراعة جارية اللبودي صاحبة أبي العلاء ابن الحارث ، وفي الجارية اللبودي وأبي العلاء يقول العصفري (١) ، هجاء البصريّين :

أبو العلاء احتوت عليه عضل

فلست تبغي بها الغداة بدل

وهي قطعة مشهورة مطبوعة ، فممّا يجوز أن يكتب منها في صفة هرم عودة وعلوّ سنّها :

تذكّر نوحا وصدر زورقه

خال من القار ما عليه دقل

وديك عرش العلى وكبش أبي

إسحاق ذا بيضة وذاك حمل

ولدا اسمه تمام ، فكانت أمّه تعضده بجاهها ، وأبوه كرّة يعترف به وكرّة ينكره ، غير أنّي رأيته في بعض الأوقات يأخذ مع العلويّين ، وكان له شعر على صدره ، والناس كلّهم يخاطبونه بالشرف ، وذكر أنّه ولد علي الشاعر أنّه لغير رشدة.

وأمّا علي بن إسماعيل بن جعفر الصادق عليه‌السلام ، فإنّه تزوّج فاطمة بنت عبد الله ابن الصادق عليه‌السلام ، وأولدها رقيّة وزيدا ، وله من أمّ ولد خديجة الصغرى ، وعبد الله ، وإبراهيم ، وله من غير هاتين : الحسن ، والمحسن ، وطاهر ، وخديجة الكبرى ، وبريهة ، وحكيمة ، وزينب ، والحسين له ولد بالكوفة وأظنّه درج ، وإسماعيل الأرقط (٢) له ولد بالمغرب ، وشهد إسماعيل مع أبي السرايا ، وولاّه خلافته محمّد بن محمّد بن زيد بن علي بن الحسين عليه‌السلام ، ومحمّد ابن المحمّديّة قبره ببغداد.

__________________

(١) أورد الثعالبي أبياتا في هجاء السلامي الشاعر ، ويقول العصفري في السلامي : رأيت في الجامع حوّاقة ... في ١١ بيت (تتمّة اليتيمة ج ١ ص ٨٥ طبعة المرحوم الاستاذ عبّاس الاقبال.

(٢) في ك وش وحواشي «العمدة» نقلا من المجدي : الأقطع.

٢٩٥

فولد محمّد بن علي بن إسماعيل بن جعفر الصادق عليه‌السلام ستّة ، منهم ثلاث بنات هنّ : فاطمة ، وعلية ، وخديجة. والبنون : أبو الحسن علي ، وعبد الله ، وإبراهيم.

فولد علي بن محمّد بن علي بن إسماعيل بن جعفر الصادق عليه‌السلام ، قالوا : يلقّب أبا الجن لجرأة كانت فيه ، فكانوا يقولون له : أنت أبو الجنّ لا تنفر من بنيك ، وامّه خديجة بنت إبراهيم بن عمر بن محمّد بن عمر الأطرف بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، خمسة من جملتهم ثلاث بنات : فاطمة المعروفة بنت العمريّة اخت الحسين لأبويه ، كان لها قدر وجلالة ، وحكيمة ، وخديجة ، وإبراهيم ، والحسين ، قتل الحسين الصفاريّة بتفليس.

وأولد الحسين المقتول أربعة : أحمد مات عن بنت ، وخديجة خرجت إلى فدانة نقيب الموصل وولدت له ولدين ، ومحمّد أبا جعفر مات بمصر ، وله عدّة أولاد ، وأبا محمّد الحسن ولد بالدينور لأمّ ولد تدعى رحمة.

فولد الحسن بن الحسين بن علي بن محمّد بن علي بن إسماعيل بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام جماعة ، منهم بقم والأهواز وبغداد وغير ذلك من الشام ومصر.

فمن ولده : حمزة بن المحسن بن علي الدينوري النقيب ابن الحسن بن الحسين بن أبي الجن ، كان حمزة بالأهواز وله بها ولد ذكر.

ومنهم : الشريف أبو البركات محمّد بن محمّد بن علي النقيب بن الحسن بن الحسين بن أبي الجن ، وكان شريفا جليلا يلقّب فخر الشرف ، نسيب بنوا اكوما (١).

__________________

(١) هكذا واضحا : نسيب بنوا اكوما وفي ك وش (كرما).

٢٩٦

ومنهم : الشريف القاضي بدمشق ، هو الحسن بن العباس بن الحسن بن (١) أبي الجن ، مات عن أولاد سادة ولّوا نقابة النقباء بمصر والنقابة والقضاء بدمشق.

منهم : الشريف الأجل نقيب نقباء الطالبيّين بمصر ، أبو الحسن أحمد ويلقّب مجد الدولة (٢) وفخرها ، أحيى به لقب أبيه السيّد الشريف النقيب الأجل نقيب نقباء الطالبيّين أبي يعلى حمزة يلقّب فخر الدولة ابن القاضي الحسن.

ولمجد الدولة وفخرها أبي الحسن ولد يكنّى أبا طالب واسمه محمّد وامّه بنت عمّ أبيه العبّاس ، وجدّته لأبيه بنت النصيبي (٣) الحسيني ، وهو أوحد العمّ والخال ، حسن الفعال والمقال ، حوى من علوم الأدب ما سيمارجه بعلم النسب ، فالله يحفظ الحيّ منهم ويكلؤه ويثوى (٤) الميّت جنّته ويحسن عقباه ، ويجمل بذكراهم (٥) الأيّام أبدا هذا البيت المنيف والنسب الشريف بفضله ومنّه.

ومنهم : الشريف السيّد القاضي أبو الحسين إبراهيم مختصّ الدولة وأخوه الشريف السيّد النقيب أبو البركات عمار الدولة ، امّهما على ما بلغني بنت بكجور (٦) ولد العبّاس بن الحسن بن العبّاس بن الحسن بن الحسين بن أبي الجن وهما بدمشق.

__________________

(١) كذا والظاهر : الحسن بن الحسين بن أبي الجن كما في ك وش.

(٢) صنّف المؤلّف هذا الكتاب له.

(٣) في (ك وخ وش) : النقيبي.

(٤) ويبوى (ش وخ).

(٥) ويحمل بذكرهم أبد الأيّام (ك وخ وش).

(٦) في (ك) بكجوز ـ بالباء الموحّدة التحتانيّة والكاف والجيم المعجمة والواو والزاء المعجمة.

٢٩٧

واقتصرنا على ما أوردنا من محاسن هذا البيت ، لنفي بما شرطناه آنفا من تلخيص كتاب يفتقر إليه الضعيف ولا يستغني عنه القوي.

آخر بني إسماعيل بن الصادق عليه‌السلام.

وولد موسى الكاظم بن جعفر الصادق عليهما‌السلام سبعا وثلاثين بنتا واثنين وعشرين ذكرا غير الأطفال ، فيكون ولده فيما رواه الاشناني تسعة وخمسين ولدا ، وكان موسى الكاظم عليه‌السلام يكنّى أبا الحسن ، وقيل : أبا إبراهيم ، وقبره مشهور ببغداد ومحبسه هناك ، وكان الرشيد بالشام وهو محبوس ، فأمر يحيى بن خالد السندي بن شاهك ، فلفّه في بساط وغمّ عليه حتّى مات عليه‌السلام والرشيد غير حاضر (١).

وكان موسى عليه‌السلام عظيم الفضل ، رابط الجأش ، واسع العطاء ، وقيل : إنّ أهله كانوا يقولون : عجبا من جاءته صرّة موسى بن جعفر عليهما‌السلام فشكى القلّة ، وكان أسود اللون ، امّه أمّ ولد.

فأسماء بناته (٢) : أمّ عبد الله ، وقسيمة ، ولبابة ، وأمّ جعفر ، وأمامة ، وكلثوم ، وبريهة ، وأمّ القاسم ، ومحمودة ، وأمينة الكبرى ، وعليّة ، وزينب ، ورقيّة ، وحسنة ، وعائشة ، وأمّ سلمة ، وأسماء ، وأمّ فروة ، وآمنة قالوا : قبرها بمصر ، وأمّ أبيها ، وحليمة ، ورملة ، وميمونة ، وأمينة الصغرى ، وأمّ كلثوم الكبرى ربّت

__________________

(١) في الأصل : غير حاظر بالمؤلّفة. ويمكن أن يظنّ أنّ له أيضا وجه ، ولعلّه يريد أن يقول : والرشيد غير مانع يحيى من هذه الجناية العظيمة. والله أعلم ، وما في المتن من (ك) وخ و (ش).

(٢) في (ك وش) وخ ... امّه أمّ ولد اسمها نباته ، أمّ عبد الله وقسيمة ... الخ ، والظاهر أنّه سهو واضح.

٢٩٨

جعفر ابن أخيها عبيد الله ، فسمّي ابن أمّ كلثوم ، وأمّ كلثوم الوسطى ، وأمّ كلثوم الصغرى في رواية. وزاد الاشناني : عطفة ، وعبّاسة ، وخديجة الكبرى ، وخديجة.

وأسماء الرجال : سليمان ، وعبد الرحمن ، والفضل ، وأحمد (١) ، وعقيل ، والقاسم (٢) ، ويحيى ، وداود لم يعقّبوا ، والحسين لأمّ ولد أولد بنين وبنات انقرضوا ، وهارون لأمّ ولد ، وعلي الرضا عليه‌السلام ، وإبراهيم ، وإسماعيل ، والحسن ، ومحمّد ، وزيد ، وإسحاق ، وحمزة ، وعبد الله ، والعبّاس ، وعبيد الله ، وجعفر ، كلّ هؤلاء أولد وأكثر.

فولد هارون بن موسى الكاظم بن الصادق عليهما‌السلام وهو لأمّ ولد ثمانية ، لم يعقّب منهم غير أحمد وحده ، وهم : محمّد ، وأحمد ، وزينب أمّ عبد الله ، وفاطمة أمّ جعفر ، وموسى وخلّف حملا جاء بعده اثنين في بطن ذكر وأنثى ، فالذكر سمّوه هارون باسم أبيه درج طفلا ، والبنت سمّيت زينب الصغرى ، فأمّا محمّد فدرج مشتدّا ، وأمّا موسى فخلّف عليا ، وانقرض علي بعد ما أولد.

فولد أحمد بن هارون بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق عليهما‌السلام وكان لأمّ ولد ثلاثة عشر ولدا ، منهم ثلاث بنات ، وهنّ : حسنة ، ورقيّة ، وأمّ عبد الله رزقها من أمّ ولد كانت له ، والرجال : إسماعيل ، وهارون ، وجعفر ، والحسن ، وعلي ، والحسين ، وعبد الله ، وموسى ، ومحمّد وخلّف حملا ولده بعده سمّوه أحمد ، لم يعقّب من ولد غير اثنين وهما موسى ومحمّد ، والباقون درجوا وانقرضوا.

__________________

(١) في (ك وش وخ) بعد أحمد : ... قبره بشيراز وهو المعروف عند العوام بشاه چراغ.

(٢) في (ك وش وخ) في الحاشية : وقبره (اى قبر القاسم) رضي‌الله‌عنه قريب من الغري.

٢٩٩

فأمّا موسى بن أحمد بن هارون بن الكاظم عليه‌السلام ، فأولد الحسن القائد الجليل.

وولد القائد يقال لهم : بنوا الأفطسيّة. وإلى هارون بن الكاظم عليه‌السلام ادّعى أبو القاسم المخمّس صاحب مقالة الغلاة المعروف بعلي بن أحمد الكوفي ، فقال : أنا علي ابن أحمد بن موسى بن أحمد بن هارون بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام.

فكتبت من الموصل إلى شيخي أبي عبد الله الحسين بن محمّد بن القاسم بن طباطبا النسّابة المقيم ببغداد أسأله عن أشياء في النسب ، من جملتها نسب علي ابن أحمد الكوفي ، فجاء الجواب بخطّه الذي لا أشك (١) فيه : انّ هذا الرجل كاذب مبطل ، وأنّه ادّعى إلى بيوت عدّة لم يثبت له نسب في جميعها ، وأنّ قبره بالري يزار على غير أصل صحيح.

وأما محمّد بن أحمد بن هارون بن الكاظم ، فولده بالمدينة أكثرهم إلى اليوم انقرض ، وكان منهم أحمد بن محمّد بن أحمد بن هارون بن الكاظم عليه‌السلام ، فحدّثني شيخ الشرف رحمه‌الله أنّ أحمد هذا مضى إلى الشاس ، وله فيها عقب.

وقال أيضا : مضى الحسين بن محمّد بن أحمد بن هارون إلى الري ، وله فيها عقب ، وكان منهم بنيشابور الشريف الفاضل صاحب مجلس (٢) أبو الحسين علي ابن جعفر بن محمّد بن أحمد بن هارون بن الكاظم عليه‌السلام ، وكان منهم ببخارا في قول شيخ الشرف أبو عبد الله أحد أصحاب الأحوال الحسنة ابن محمّد الناهكي ابن جعفر بن محمّد بن أحمد بن هارون الكاظم عليه‌السلام.

__________________

(١) في ك وش : لا شكّ فيه.

(٢) كذا في الأساس وك وخ ، وفي ش وحدها (صاحب المجلس).

٣٠٠