التطبيق النحوى

الدكتور عبده الراجحي

التطبيق النحوى

المؤلف:

الدكتور عبده الراجحي


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار المعرفة الجامعية
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٥٠

مررت بمائة بنت.

الباء : حرف جر.

مائة : مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة الظاهرة.

بنت : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.

وكذلك : جاء ألف رجل.

رأيت ألف بنت.

مررت بألف رجل.

* إذا كان هذا العدد مذكورا مع عدد آخر بالعطف ، فالمعدود يتبع العدد الأخير دائما.

فتقول في (١٢٥ رجل) :

جاء مائة وخمسة وعشرون رجلا.

(فكلمة رجلا تمييز لأنها جاءت بعد «عشرون»)

جاء خمسة وعشرون ومائة رجل.

(كلمة رجل مضاف إليه لأنها جاءت بعد «مائة» .. وهكذا.)

* الأعداد المعطوفة تصح قراءتها من اليسار إلى اليمين ، ومن اليمين إلى اليسار. فمثلا الأعداد : ١٩٢٤ ـ ٢٨٤٣ ـ ٥٠٤٠٤ ، تقرأها :

في المدينة ألف وتسعمائة وأربعة وعشرون رجلا.

أو : في المدينة أربعة وعشرون وتسعمائة وألف رجل.

في المكتبة ألفان وثمانمائة وثلاثة وأربعون كتابا.

أو : في المكتبة ثلاثة وأربعون وثمانمائة وألفا كتاب.

في المنطقة خمسون ألفا وأربعمائة وأربع عاملات.

أو : في المنطقة أربع وأربعمائة وخمسون ألف بنت.

٤٠١

* العدد : ١ ـ ٢ :

أ ـ لا يستعملان مضافا إلى مفرد كما قلنا ، فلا يقال* واحد رجل أو* واحدة بنت.

ب ـ يستعمل (١) مركبا مع «العشرة» بصيغة «أحد» و «إحدى» فقط.

أحد عشر ، إحدى عشرة.

ويستعمل (٢) معها بالتوافق كما سبق.

اثنا عشر ، اثنتا عشرة.

ج ـ يستعمل معطوفا عليه مع ألفاظ العقود فنقول :

واحد وعشرون. أو حادي وعشرون.

واحدة وعشرون. حادية وعشرون. إحدى وعشرون.

اثنان وعشرون.

اثنتان وعشرون. ثنتان وعشرون.

تأخير العدد :

إذا تأخر العدد عن المعدود جاز فيه التذكير والتأنيث. (والأفضل اتباع أحكامه السابقة) ، فتقول :

جاء رجال ثلاثة أو ثلاث.

رأيت بنات ستا أو ستة.

قابلت رجالا ثمانية أو ثمانيا أو ثماني.

قابلت بنات ثمانيا أو ثماني أو ثمانية.

جاء رجال أربعة عشر أو أربع عشر.

رأيت بنات أربع عشرة أو أربعة.

تعريف العدد :

* اذا كان العدد مضافا جاز لك ثلاثة أوجه.

٤٠٢

أ ـ إدخال (أل) على المضاف إليه وحده ، وهذا هو الأفضل :

جاء ثلاثة الرجال.

جاءت ثلاثة البنات.

رأيت ألف الكتاب.

ب ـ إدخال (أل) على العدد والمضاف إليه معا :

جاء الثلاثة الرجال.

جاءت الثلاثة البنات.

رأيت الألف الكتاب.

ج ـ إدخال (ال) على العدد دون المضاف إليه ، وهذا أقلها :

جاء الثلاثة رجال.

جاءت الثلاثة بنات.

رأيت الألف كتاب.

* إذا كان العدد مركبا فالأفضل إدخال (ال) على الجزء الأول فقط.

جاء الثلاثة عشر رجلا.

جاءت الثلاث عشرة بنتا.

مررت بالخمسة عشر رجلا.

* إذا كان العدد من ألفاظ العقود دخلت عليه (ال) :

جاء العشرون رجلا.

رأيت العشرين بنتا.

* في حالة العطف مع ألفاظ العقود تدخل (ال) على المعطوف والمعطوف عليه :

جاء الثلاثة والعشرون رجلا.

رأيت الستّ والثلاثين بنتا.

٤٠٣

صياغة العدد على وزن (فاعل) :

يجوز اشتقاق صيغة «فاعل» من العدد. لنستعمله ـ في الأغلب ـ صفة ، ويوافق موصوفه تذكيرا أو تأنيثا كما يلي :

* العدد من ١ ـ ١٠ :

جاء رجل واحد. رأيت رجلا واحدا.

جاءت بنت خامسة. ورأيت بنتا سادسة.

الكتاب الخامس ، والفصل السابع.

والمقالة التاسعة ، والطبقة الثامنة.

تستعمل صيغة (فاعل) من العدد للدلالة على أنه جزء من أعداد معينة مثل :

زيد رابع أربعة.

فاطمة سادسة ست.

(ومعنى هذا أن (زيدا) واحد من أربعة ، وأن (فاطمة) واحدة من ست ، وتلاحظ أن العدد الواقع مضافا إليه عاد إلى حكمه الأول ؛ فهو مؤنث مع المذكر ، مذكر مع المؤنث.)

وقد يستعمل للدلالة على أنه زاد العدد الذي قبله واحدا ، مثل :

زيد خامس أربعة.

فاطمة سادسة خمس.

(أي أن زيدا هو الذي أكمل الأربعة أي أن ترتيبه الخامس).

* العدد المركب : يصاغ اسم الفاعل من الجزء الأول بشرط توافق الجزئين مع المعدود لأنه صفة ، مع البناء على فتح الجزئين :

جاء الرجل الثالث عشر.

رأيت البنت السادسة عشرة.

مررت بالرجل التاسع عشر.

٤٠٤

* ألفاظ العقود لا يصاغ منها اسم فاعل ولكنها تعطف على عدد مصوغ منه :

الرجل الواحد والعشرون ، أو الحادي والعشرون.

البنت الواحدة والعشرون ، أو الحادية والعشرون.

الرجل التاسع والثلاثون ، والبنت التاسعة والخمسون.

* العدد كلمة مبهمة ، ولا يعرف إعرابها إلا من معدودها ، مثل :

جاء ثلاثة رجال.

ثلاثة : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.

قرأت ثلاث ساعات.

ثلاث : ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة.

قرأت ثلاث قراءات.

ثلاث : مفعول مطلق منصوب بالفتحة الظاهرة. (وهكذا ...)

* * *

١ ـ كم ـ كأين ـ كذا ـ كيت

هذه الكلمات يكنى بها عن أشياء معينة ، ولها استعمالات خاصة عرضنا لبعضها في موضعه ، ونفصل هنا هذه الاستعمالات على النحو التالي :

كم :

تستعمل كناية عن العدد ، فتكون للاستفهام ، أو للإخبار عن الكثرة.

أ ـ كم الاستفهامية :

وهي تسأل عن العدد ، ويكون لها تمييز مفرد منصوب على الأفصح ، ولها الصدارة شأن كلمات الاستفهام إلا إذا سبقها حرف جر ، وهي مبنية على السكون دائما ولها محل من الإعراب حسب موقعها في الكلام ، فتقول :

٤٠٥

كم طالبا حضر اليوم؟

كم : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.

طالبا : تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة.

حضر : فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.

والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر.

كم طالبا رأيت اليوم؟

كم : اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

طالبا : تمييز. رأيت : فعل وفاعل.

كم ساعة قرأت اليوم؟

كم : اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب ظرف زمان.

ساعة : تمييز. قرأت : فعل وفاعل.

كم ميلا سبح السابحون؟

كم : اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب ظرف مكان.

كم قراءة قرأت اليوم؟

كم : اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول مطلق.

بكم قرشا اشتريت هذا؟ وبكم قرش اشتريت هذا؟

بكم : الباء حرف جر ، وكم : اسم استفهام مبني على السكون في محل جر بالباء ، وشبه الجملة متعلق باشترى.

قرشا : تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة.

قرش : اسم مجرور بمن مقدرة ، وشبه الجملة متعلق بكم. (وتقدير الكلام :

بكم من قرش).

ويمكن إعراب «كم» مضافا ، «وقرش» مضافا إليه.

ب ـ كم الخبرية :

وهي كلمة يكنى بها عن العدد الكثير في جملة خبرية ، ويكون ما بعدها

٤٠٦

مفردا مجرورا على الأفصح (لشبهها بمائة وألف) ، ويجوز أن يكون جمعا مجرورا ، ويجوز جرّه بحرف الجر «من» ، وهي مبنية على السكون دائما ولها محل من الإعراب حسب موقعها في الجملة ، فتقول :

كم مؤمن جاهد في سبيل الله ينشر كلمة الله في الأرض.

كم : مبتدأ مبني على السكون في محل رفع.

مؤمن : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.

جاهد : فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.

والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر.

زيد قارئ دءوب فكم كتاب قرأ زيد.

كم : مفعول به مبني على السكون في محل نصب.

كتاب : مضاف إليه. قرأ زيد : فعل وفاعل.

وكم ساعة قرأ.

كم : ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب.

كم ميل سبح السابحون ولم يتعبوا.

كم : ظرف مكان مبني عى السكون في محل نصب.

كم قراءة قرأ زيد ولم يخطئ.

كم : مفعول مطلق مبني على السكون في محل نصب.

كم من كتاب قرأ زيد.

كم : مفعول به مبني على السكون في محل نصب.

من كتاب : جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلق بكم.

ملحوظة : يمكن حذف الاسم بعد كم الخبرية فيصح دخولها على الفعل :

كم قرأ زيد وكم كتب!

٤٠٧

كأيّن :

وهي كلمة تدل على معنى «كم» الخبرية ، والنحاة يقولون إنها مركبة من كلمتين : الكاف ، وأيّ المنونة التي يكتب تنوينها ـ على الأغلب ـ نونا وصلا ووفقا. وهي مبنية على السكون وتكون في محل رفع أو نصب ولا تكون في محل جر ، ولا بد أن يأتي بعدها اسم مجرور بحرف الجر «من» متعلق بها :

(وكأين من دابة لا تحمل رزقها.)

كأيّن : مبتدأ مبني على السكون في محل رفع.

من دابة : جار ومجرور. وشبه الجملة متعلق بكأين.

لا : حرف نفي. تحمل : فعل مضارع ، والفاعل ضمير مستتر. والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر.

كأين من محتاج ساعد زيد.

كأين : مفعول به مبني على السكون في محل نصب.

كذا :

تستعمل هذه الكلمة استعمالات مختلفة :

أ ـ فقد تكون مكونة من حرف التشبيه (الكاف) ومن اسم الإشارة (ذا) :

حضر زيد راكبا وحضر عليّ كذا.

كذا : الكاف حرف تشبيه وجر. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بالكاف. وشبه الجملة متعلق بمحذوف حال.

ويجوز أن تلحق بها «ها» التنبيه :

كتبت مقالة هكذا.

هكذا : ها حرف تنبيه مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

والكاف حرف تشبيه وجر. وذا اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بالكاف. وشبه الجملة متعلق بمحذوف صفة.

زيد كريم ، وهكذا أخوه.

٤٠٨

هكذا : ها حرف تنبيه : كذا : جار ومجرور. وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر مقدم.

أخوه : مبتدأ مؤخر. والهاء مضاف إليه.

ب ـ وقد تكون كلمة واحدة وتدل على عدد كثير أو قليل ؛ فتكون مبنية على السكون ولها محل من الإعراب حسب موقعها ، ولا بد أن يكون تمييزها منصوبا مفردا أو جمعا :

كثيرون تغيبوا وكذا رجلا حضر.

كذا : مبتدأ مبني على السكون في محل رفع.

رجلا : تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة.

حضر : فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.

والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر.

رأيت كذا رجلا.

كذا : مفعول به مبني على السكون في محل نصب.

مررت بكذا رجلا.

بكذا : الباء حرف جر ، وكذا : اسم مبني على السكون في محل جر بالباء.

قرأت كذا ساعة.

كذا : ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب.

سرت كذا ميلا.

كذا : ظرف مكان مبني على السكون في محل نصب.

قرأت كذا قراءة.

كذا : مفعول مطلق مبني على السكون في محل نصب.

ويمكنك أن تجمع التمييز في كل ما سبق ؛ فتقول : رأيت كذا رجالا.

٤٠٩

ب ـ وقد تكون كلمة واحدة أيضا وتكون كناية عن غير عدد ، وقد تكرر بالعطف ، فتقول :

أتذكر يوم كذا وكذا؟

كذا : مضاف إليه مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.

وكذا : الواو حرف عطف ، وكذا معطوفة على كذا الأولى.

كيت :

وهي كلمة واحدة ـ على الأصح ـ يكنى بها عن حديث عن شئ وقع أو قول قيل ، ويجب تكرارها بالعطف ، فتعد مع أختها كلمة واحدة مبنية على فتح الجزئين ، ولها محل من الإعراب :

قال زيد : كيت وكيت عندنا.

كيت وكيت : مبتدأ مبني على فتح الجزئين فى محل رفع.

عندنا : ظرف ومضاف إليه. وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر.

والجملة من المبتدأ والخبر في محل نصب مقول القول.

فعل زيد كيت وكيت.

كيت وكيت : مفعول به مبني على فتح الجزئين في محل نصب.

اشتريت بكيت وكيت.

الباء : حرف جر. كيت وكيت : اسم مبني على فتح الجزئين في محل جر بالباء. وثمة كلمة أخرى كان العرب يستعملونها هي «ذيت» بنفس الأحكام التي لكيت.

* * *

٢ ـ كل ـ بعض ـ أي ـ غير

هذه كلمات متوغلة في الإبهام ، أي أنها لا تدل على شئ بذاته ، ومن ثم كانت ـ على الأصح ـ ملازمة للإضافة ، فلا يعرف مدلولها إلا مما تضاف إليه. وهناك كلمات أخرى تشبهها في إبهامها وملازمتها للإضافة نحو «مثل

٤١٠

ـ شبه ...». ولما كانت هذه الكلمات كذلك امتنع إلحاق «أل» بها ، وإن كان بعض المولدين قد استعمل «الكل والبعض» وبخاصة في «المنطق» كما استعمل بعضهم «الغير» بشروط خاصة. والأفصح استعمالها جميعا دون «أل» ، والذي يهمنا ـ في التطبيق النحوي ـ أن موقع هذه الكلمات من الجملة إنما يتحدد بما تضاف إليه.

أ ـ كلمة «بعض» تقع مواقع مختلفة حسب المضاف إليه فتقول :

جاء بعض الطلاب.

بعض : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.

رأيت بعض الطلاب.

بعض : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة.

مررت ببعض الطلاب.

بعض : مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة الظاهرة.

بعض الطلاب مجتهد.

بعض : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.

قرأت بعض الوقت.

بعض : ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة.

أعجبت به بعض الإعجاب.

بعض : مفعول مطلق منصوب بالفتحة الظاهرة.

ب ـ كلمة كل يعرف إعرابها من المضاف إليه أيضا :

جاء كلّ الطلاب.

كل : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.

رأيت كلّ الطلاب.

كل : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة.

٤١١

مررت بكلّ الطلاب.

كل : مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة الظاهرة.

كلّ عربيّ مخلص.

كل : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.

أقابله كل يوم.

كل : ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة.

أحببته كلّ الحب.

كل : مفعول مطلق منصوب بالفتحة الظاهرة.

* تستعمل «كل» توكيدا فيلحقها ضمير يعود على المؤكّد :

جاء الطلاب كلّهم.

كل : توكيد مرفوع بالضمة الظاهرة.

رأيت الطلاب كلّهم.

كل : توكيد منصوب بالفتحة الظاهرة.

مررت بالطالبات كلّهن.

كل : توكيد مجرور بالكسرة الظاهرة.

* تستعمل للنعت أيضا :

المؤمن بوطنه هو الرجل كلّ الرجل.

كل : نعت مرفوع بالضمة الظاهرة.

* لما كانت «كل وبعض» ملازمتين للإضافة عدّها أكثر النحاة معرفتين ، ولذلك صح مجئ الحال لأن صاحب. الحال ـ في الأصل ـ معرفة :

مررت بكلّ قارئا.

مررت ببعض كاتبا.

٤١٢

* يصح النظر إلى «كل وبعض» باعتبار المعنى الذي تدل عليه ، فتدلان على مفرد أو على جمع ؛ فتقول :

كلّ الطلاب مجتهد.

كلّ الطلاب مجتهدون.

كلّكم مخلص.

كلّكم مخلصون.

كلّ الطالبات مخلصة.

كلّ الطالبات مخلصات.

ج ـ أما كلمة «أي» فقد عرضنا لبعض استعمالاتها ؛ باعتبارها اسم استفهام واسم شرط واسما موصولا وفي باب النداء والاختصاص ، وهي ملازمة للإضافة إلا في البابين الأخيرين ، ويتحدد إعرابها من المضاف إليه.

أيّ رجل حضر اليوم؟

أيّ : اسم استفهام مرفوع بالضمة الظاهرة مبتدأ.

أيّ رجل قابلت اليوم؟

أيّ : اسم استفهام منصوب بالفتحة الظاهرة مفعول به.

بأيّ رجل مررت اليوم؟

أي : اسم استفهام مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة الظاهرة.

قابلني أيّ يوم تشاء.

أي : ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة.

يقرأ زيد أيّ قراءة ويكتب أيّ كتابة.

أي : مفعول مطلق منصوب بالفتحة الظاهرة.

* تستعمل «أيّ» نعتا :

زيد رجل أيّ رجل.

أي : نعت مرفوع بالضمة الظاهرة.

٤١٣

رأيت فارسا أيّ فارس.

أي : نعت منصوب بالفتحة الظاهرة.

مررت بفارس أيّ فارس.

أي : نعت مجرور بالكسرة الظاهرة.

وتستعمل حالا.

أحترم المعلّم أيّ معلم.

أي : حال منصوب بالفتحة الظاهرة.

د ـ أما كلمة «غير» فهي للإضافة في أكثر حالاتها ، وتعرب حسب ما تضاف إليه :

حضر غير واحد.

غير : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.

رأيت غير واحد.

غير : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة.

مررت بغير واحد.

غير : مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة الظاهرة.

غير مفلح المهملان.

غير : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.

مفلح : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.

المهملان : فاعل سد مسد الخبر.

الاجتهاد غير الإهمال.

غير : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.

يذهب زيد غير مذهبك.

غير : مفعول مطلق منصوب بالفتحة الظاهرة.

٤١٤

تقطع «غير» عن الإضافة لفظا وينوي المضاف إليه ، فتعرب دون تنوين بعد كلمة «ليس» عند معظم النحاة ، وبعد كلمة «لا» عند آخرين :

قرأت هذا الكتاب ليس غير.

قرأت هذا الكتاب ليس غير.

غير : اسم ليس مرفوع بالضمة الظاهرة. أو خبر ليس منصوب بالفتحة الظاهرة.

* تقطع عن الإضافة لفظا ومعنى فتعرب منونة :

قرأت هذا الكتاب ليس غيرا.

قرأت هذا الكتاب ليس غير.

غير : خبر ليس منصوب بالفتحة الظاهرة ، أو اسم ليس مرفوع بالضمة الظاهرة.

* تستعمل «غير» نعتا.

جاء رجل غيرك.

غير : نعت مرفوع بالضمة الظاهرة.

رأيت رجلا غيرك.

مررت برجل غيرك.

* تستعمل «غير» في الاستثناء فتعرب إعراب المستثنى بعد «إلا» في حالاته المختلفة كما سبق.

* * *

٣ ـ قط ـ أبدا.

أ ـ قطّ :؟؟؟ ضمها ظرف لاستغراق الزمن الماضي منفيا ، فتقول :

ما فعلت ذلك قطّ.

٤١٥

لم أفعل ذلك قطّ.

قط : ظرف لاستغراق الزمان الماضي مبني على الضم في محل نصب.

ويقول بعضهم :

* لا أفعل ذلك قطّ.

* لن أفعل ذلك قطّ.

وهو خطأ.

* تستعمل «قط» ساكنة فتكون بمعنى «حسب» وتعرب إعرابها :

قطك الإخلاص في العمل.

قط : مبتدأ مبني على السكون في محل رفع.

الكاف : ضمير مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.

الإخلاص : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.

وتقدير الجملة «حسبك الإخلاص في العمل».

* إذا لحقتها نون الوقاية فهي اسم فعل مضارع بمعنى يكفي :

قطني إخلاصك.

قط : اسم فعل مضارع مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

النون : نون الوقاية ، حرف مبني على الكسر لا محل له من الإعراب.

الياء : ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

إخلاصك : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.

ب ـ أبدا : ظرف لاستغراق الزمان المستقبل.

سأخلص لك أبدا.

لن أفعل ذلك أبدا.

أبدا : ظرف لاستغراق الزمان المستقبل منصوب بالفتحة الظاهرة.

٤١٦

ويخطئ الكاتبون حين يقولون :

* لم أفعل ذلك أبدا.

* ما فعلت ذلك أبدا.

* * *

٤ ـ حسب ـ فحسب ـ فقط.

حسب : اسم جامد لا يدل على زمان ولا على مكان ، وله استعمالان :

أ ـ أن يكون مضافا لفظا ومعنى فيقع المواقع الآتية :

* مبتدأ أو خبر في مثل :

حسبنا الله.

حسب : خبر مقم مرفوع بالضمة الظاهرة ، ونا ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.

الله : لفظ الجلالة مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة.

بحسبك الإيمان.

الباء : حرف جر زائد.

حسب : مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.

الكاف : ضمير متصل مبني على الفتح فى محل جر مضاف إليه.

الإيمان : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.

الله حسبنا.

الله : لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.

حسبنا : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة. ونا : مضاف إليه فى محل جر.

إنّ حسبك الله.

إن : حرف توكيد ونصب.

٤١٧

حسب : اسم أن منصوب بالفتحة الظاهرة.

الكاف : مضاف إليه في محل جر.

الله : لفظ الجلالة خبر إن مرفوع بالضمة الظاهرة.

* وتقع نعتا أو حالا في مثل :

زيد رجل حسبك من رجل.

زيد : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.

رجل : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.

حسبك : حسب نعت مرفوع بالضمة الظاهرة ، والكاف مضاف إليه في محل جر. (حسب هنا مؤولة بمشتق هو اسم فاعل بمعنى «كافيك» والمعروف أن اسم الفاعل إن أضيف إلى معموله لم يكتسب من الإضافة تعريفا ولا تخصيصا. ولذلك صح وقوعها نعتا للنكرة.)

من رجل : من حرف جر زائد ، رجل : تمييز منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.

استمعت إلى زيد حسبك من خطيب.

استمعت : فعل وفاعل.

إلى زيد : جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلق باستمع.

حسبك : حسب حال منصوب بالفتحة الظاهرة ، والكاف مضاف إليه في محل جر.

من خطيب : من حرف جر زائد ، وخطيب تمييز منصوب بفتحة مقدرة.

د ـ أن تنقطع «حسب» عن الإضافة لفظا لا معنى ، فتبنى على الضم ، وتقع المواقع الآتية :

* نعتا أو حالا في مثل :

جاء طالب حسب.

جاء طالب : فعل وفاعل.

٤١٨

حسب : نعت مبني على الضم في محل رفع.

جاء زيد حسب.

جاء زيد : فعل وفاعل.

حسب : حال مبني على الضم في محل نصب.

* مبتدأ بشروط اقترانه بالفاء :

كتبت ثلاث ورقات فحسب.

الفاء : لتزيين اللفظ ، حرف زائد مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.

حسب : مبتدأ مبني على الضم في محل رفع وخبره محذوف.

والتقدير (حسب الثلاث مكتوب).

فقط :

وهي ليست فرعا من (قطّ) التي هي ظرف لاستغراق الزمان الماضي ، وهي اسم بمعنى «حسب» وتقع نعتا أو حالا :

حضر طالب فقط.

حضر طالب : فعل وفاعل.

فقط : الفاء لتزيين اللفظ حرف زائد ، قط : نعت مبني على السكون في محل رفع.

حضر زيد فقط.

حضر زيد : فعل وفاعل.

فقط : الفاء لتزيين اللفظ ، حرف زائد ، قط : حال مبني على السكون في محل نصب.

وبعضهم يعربها على النحو التالي :

الفاء : واقعة في جواب شرط مقدر. وقط : خبر لمبتدأ محذوف مبني على السكون في محل رفع.

وتقدير الجملة (حضر زيد ، فإن عرفت هذا فهو حسبك).

٤١٩

وآخرون يعربونها :

فقط : الفاء حرف زائد ، وقط : اسم فعل أمر أو مضارع ـ على خلاف بينهم ـ بمعنى انته أو يكفيك ، مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

وتقدير الجملة (حضر زيد فانته ، أو فيكفيك حضوره).

والوجهان الأخيران يعتمدان على الحذف والتأويل ، والأفضل الاقتصار على الوجهين الأولين.

* * *

٥ ـ حقا ـ سبحان ـ معاذ ـ أيضا

هذه الكلمات تعرب مفعولا مطلقا على النحو التالي :

حقا أنّه مخلص.

حقا : مفعول مطلق منصوب بالفتحة الظاهرة. (وفعله محذوف تقديره حقّ حقّا).

أنه مخلص : أن واسمها وخبرها. والمصدر المؤول من أن ومعموليها في محل رفع فاعل. (وفعله هو المحذوف الذي دل عليه المفعول المطلق).

(وتقدير الجملة : حق إخلاصه حقا.)

وبعض النحاة يعربها ظرف زمان على سبيل المجاز. فتكون على الوجه التالي :

حقا : ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة. وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر مقدم في محل رفع.

أنه مخلص : أن واسمها وخبرها. والمصدر المؤول من أن ومعموليها في محل رفع مبتدأ مؤخر.

(وتقدير الكلام : في حقّ إخلاصه.)

سبحان : تقع مفعولا مطلقا لأنها اسم مصدر للفعل سبح ، وهي ملازمة للإضافة.

٤٢٠