التطبيق النحوى

الدكتور عبده الراجحي

التطبيق النحوى

المؤلف:

الدكتور عبده الراجحي


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار المعرفة الجامعية
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٥٠

أ ـ حرف أصلي.

ب ـ حرف زائد.

ج ـ حرف شبيه بالزائد.

أ ـ أما الحرف الأصلي فهو الذي يضيف إلى ركني الجملة معنى فرعيا جديدا ، ولا بد أن يكون متعلق على النحو الذي بيناه في الأمثلة السابقة.

ب ـ الحرف الزائد ، وهو الذي لا يضيف إلى ركني الجملة معنى فرعيا جديدا ، وليس معنى زيادته أنه خال من المعنى أو أن وجوده في الكلام مثل عدمه ، وإنما يفيد التوكيد وتقوية الربط وتقوية بين أجزاء الجملة. وهو لا يتعلق.

ج ـ الحرف الشبيه بالزائد ، وهو الذي يضيف معنى لكنه لا يتعلق.

٢ ـ حروف الجر التي تستعمل أصلية وزائدة هي : من ـ الباء ـ اللام ـ الكاف.

من : تستعمل زائدة للدلالة على التوكيد أو للدلالة على الشمول والاستغراق ويشترط في استعمالها زائدة أن تكون مسبوقة بنفي أو ما يشبهه ، وأن يكون الاسم المجرور بعدها نكرة.

وهي تزاد قبل المبتدأ أو ما أصله المبتدأ مثل :

ما للمهمل من فلاح.

ما : حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

للمهمل : جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر مقدم في محل رفع.

من : حرف جر زائد.

فلاح : مبتدأ مؤخر مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.

ما كان في البيت من أحد.

٣٦١

ما : حرف نفي.

كان : فعل ماض ناقص.

في البيت : جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر كان مقدم في محل نصب.

من : حرف جر زائد.

أحد : اسم كان مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.

وتزاد قبل الفاعل ، مثل :

هل جاء من أحد؟

هل : حرف استفهام.

جاء : فعل ماض.

من : حرف جر زائد.

أحد : فاعل مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.

وتزاد قبل المفعول به ، مثل :

هل ترى من أحد؟

هل : حرف استفهام.

ترى : فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.

من : حرف جر زائد.

أحد : مفعول به منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.

وتزاد قبل المفعول المطلق ، مثل :

ما أخلص إنسان من إخلاص إلا وجد جزاءه.

٣٦٢

من : حرف جر زائد.

إخلاص : مفعول مطلق منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.

الباء : وهي تزاد للتوكيد ، في المواضع التالية.

قبل المبتدأ ، مثل :

بحسبك العلم.

الباء : حرف جر زائد.

حسبك : مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد ، والكاف ضمير متصل في محل جر مضاف إليه.

العلم : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.

وتزاد كثيرا في المبتدأ الواقع بعد (إذا) الفجائية ، مثل :

خرجت فإذا بزيد واقف.

الباء : حرف جر زائد.

زيد : مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.

واقف : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.

وتزاد قبل الخبر :

ما زيد ببخيل.

ما : حرف نفي.

زيد : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.

الباء : حرف جر زائد.

خيل : خبر مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.

٣٦٣

(في هذا المثال يجوز إعراب (ما) عاملة على عمل ليس ، فيكون الخبر في محل نصب ، وهذا الإعراب هو الأفضل عندهم).

ليس زيد ببخيل.

ليس : فعل ماض ناقص.

زيد : اسم ليس مرفوع بالضمة الظاهرة.

الباء : حرف جر زائد.

بخيل : خبر ليس منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.

قبل الفاعل :

كفى بالموت واعظا.

كفى : فعل ماض.

الباء : حرف جر زائد.

الموت : فاعل مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.

واعظا : تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة.

وتزاد قبل الفاعل وجوبا في صيغة «أفعل به» في التعجب.

أكرم بالعربيّ.

أكرم : فعل ماض جاء على صيغة الأمر.

الباء : حرف جر زائد.

العربي : فاعل مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.

وتزاد قبل المفعول به ، مثل :

أدلى زيد بدلوه.

٣٦٤

ألقى العدو بكل جيوشه في المعركة.

بدلوه : الباء حرف جر زائد ، دلو مفعول به منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. والهاء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه.

بكلّ : الباء حرف جر زائد ، كل : مفعول به منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.

اللام : وزيادتها تفيد التوكيد ، في المواضع الآتية.

قبل المفعول به ، وذلك كثير بعد فعل «أراد» ، مثل :

أريد لأتخصص في هذا العلم.

أريد : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة. والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا.

اللام : حرف جر زائد.

أتخصص : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة ، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا.

والمصدر المؤول من أن والفعل في محل نصب مفعول به.

(فعل «أريد» فعل متعدّ يطلب مفعولا به ، والمصدر المؤول هو المفعول وقد زيدت قبله اللام.)

وتزاد بين المضاف والمضاف إليه في رأي بعض النحاة ، وذلك في مثل :

لا أبا لك.

لا : نافية للجنس.

أبا : اسم لا منصوب بالألف لأنه مضاف.

اللام : حرف جر زائد.

الكاف : ضمير مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.

(والذي دعاهم إلى جعل اللام زائدة نصب اسم لا ، وهو لا ينصب إلا

٣٦٥

مضافا أو شبيها بالمضاف. وعلى ذلك عدوّا اللام مقحمة والضمير مضافا إليه.)

الكاف : وهي لا تزاد في رأي جمهرة النحاة ، لكن بعضهم يرى زيادتها خوف التأويل في نحو قوله تعالى :

(لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ.)

ليس : فعل ماض ناقص.

الكاف : حرف جر زائد.

مثله : خبر ليس منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. والهاء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه.

شئ : اسم ليس مرفوع بالضمة الظاهرة.

(والذي دعاهم إلى عدها زائدة في هذه الآية أن إعرابها أصلية سيؤدي إلي الاعتقاد بوجود «مثل» لله سبحانه تنزه عن التمثيل.)

٣ ـ الحرف الشبية بالزائد هو «ربّ» وبعضهم يضيف إليها كلمات أخرى ليس متفقا عليها ولا تستعمل استعمالا شائعا.

و «رب» تفيد التكثير والتقليل حسب ما تدل عليه القرائن في الجملة ولذلك عدها النحاة حرفا شبيها بالزائد لأنه يفيد معنى جديدا ، وهو التكثير أو التقليل ، لكنه لا يتعلق بشئ ، لأن هذا المعنى الجديد لا يحتوي الحدث كما يحتويه الزمان والمكان.

وهي تزاد ـ غالبا ـ قبل الاسم الظاهر النكرة ، مثل :

رب فقير أسعد من غني.

رب : حرف جر شبيه بالزائد.

فقير : مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد.

أسعد : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.

٣٦٦

وقد تزاد قبل ضمير مفرد غائب يفسره تمييز بعده ، مثل :

ربّه بطلا أو بطلين أو أبطالا أو بطلة أو بطلات.

رب : حرف جر شبيه بالزائد.

الهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع مبتدأ ، والخبر محذوف تقديره : ربه كائن أو موجود.

بطلا : تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة.

وليس شرطا أن يكون ما بعدها مبتدأ ، بل يكون له مواقع إعرابية مختلفة ، مثل :

ربّ كتاب مفيد قرأت.

رب : حرف جر شبيه بالزائد.

كتاب : مفعول به منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد.

مفيد : نعت.

قرأت : فعل وفاعل.

ربّ قراءة صحيحة قرأ عليّ.

رب : حرف جر شبيه بالزائد.

قراءة : مفعول مطلق منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد.

صحيحة : نعت.

قرأ علي : فعل وفاعل.

والأغلب أن الاسم النكرة الذي يأتي بعدها يحتاج إلى نعت ؛ مفرد أو جملة أو شبه جملة ، ويعرب النعت هنا إما على لفظ الاسم أى بالجر وإما على محله ، فنقول رب كتاب مفيد قرأت. (أو مفيدا) وربّ قراءة صحيحة قرأ علي أو (صحيحة).»

٣٦٧

قد تسبق «ربّ» بألا الاستفتاحية أو بيا التي للنداء ، مثل :

ألا ربّ فقير أسعد من غنيّ.

يا ربّ مؤمن زاده الله إيمانا.

ألا : حرف استفتاح مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

يا : حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، والمنادى محذوف تقديره «يا قوم ربّ مؤمن» ...

* قد تلحق «ربّ» (ما) الزائدة ، فتكفها عن العمل ، والأغلب حينئذ دخول على الجملة الفعلية :

ربما صدق الكذوب.

رب : حرف جر شبيه بالزائد.

ما : حرف كافّ.

صدق الكذوب : فعل وفاعل.

* تحذف ربّ ويحل محلها «الواو» في الأغلب ، و «التاء» و «بل» قليلا ، مثل ورجل كهل قابلت.

الواو : واو رب حرف جر شبيه بالزائد.

رجل : مفعول به منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الجر الشبيه بالزائد.

كهل : نعت.

قابلت : فعل وفاعل.

٤ ـ يجوز حذف حرف الجر في مواضع أشهرها ما يلي :

أ ـ أن يكون المجرور مصدرا مؤولا من «أن» والفعل ، أو «أنّ» ومعموليها ، مثل :

أطمع أن يزورني زيد.

٣٦٨

أن : حرف مصدري ونصب.

يزور : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر بحرف محذوف. (وتقدير الجملة :

أطمع في زيارة زيد.)

سعدت أنّك ناجح.

سعدت : فعل وفاعل.

أنك : حرف توكيد ونصب ، والكاف اسمها في محل نصب.

ناجح : خبر أن مرفوع.

والمصدر المؤول من أن ومعموليها في محل جر بحرف محذوف. (وتقدير الجملة : سعدت بنجاحك.)

ب ـ أن يكون الحرف لام التعليل الداخلة على «كي» المصدرية :

سافرت إلى القاهرة كي أدرس.

كي : حرف مصدري ونصب.

أدرس : فعل مضارع منصوب.

والمصدر المؤول من كي والفعل في محل جر بحرف محذوف. (وتقدير الجملة : سافرت للدراسة).

ج ـ أن يكون حرف القسم ، مثل :

حياتك لأخلصنّ لك.

حياة : مجرور بحرف محذوف وعلامة جره الكسرة الظاهرة. (وتقدير الجملة : بحياتك.)

أما المواضع الأخرى التي يحذف فيها حرف الجر فقد مرت أمثلة من التي يشيع استعمالها في مواضع متفرقة من هذا الكتاب.

* * *

٣٦٩

تدريب : أعرب ما يأتي :

١ ـ (وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً.)

٢ ـ (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ.)

٣ ـ (إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ ، فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما. وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللهَ شاكِرٌ عَلِيمٌ.)

٤ ـ (وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ.)

٥ ـ (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا. إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ.)

٦ ـ (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ. وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ. لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ. تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ. سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ.)

٧ ـ (فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ.)

٨ ـ (تَاللهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللهُ عَلَيْنا.)

٩ ـ (وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ.)

١٠ ـ (وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ.)

* * *

٣٧٠

الملاحق

ملحق رقم ١

التوابع

ونحن نضع التوابع في الملاحق لأنها لا ترتبط بنوع الجملة على النحو الذي اقتضاه منهج الكتاب. وأنت تعرف الآن أن الجملة العربية تتكون من أركان أساسية هي التي تسمى العمد ، كالمبتدأ والخبر في الجملة الأسمية ، والفعل والفاعل أو نائبه في الجملة الفعلية ، وتتكون من فضلات تزيد على هذه الأركان كالمفاعيل والحال والتمييز ... الخ. ولقد وضح لك أن العمد والفضلات لها شخصية إعرابية هي الرفع في المبتدأ والنصب في المفعول مثلا أما التوابع التي نحن بصددها فليست لها مثل هذه الشخصية ، إذ هي تابعة لمتبوعها في إعرابها من رفع أو نصب أو غيرهما. ويمكن تقسيمها على النحو التالي :

١ ـ النعت

وهو نوعان :

أ ـ نعت حقيقي

ب ـ نعت سببي.

 ـ النعت الحقيقي : وهو الذي ينعت اسما سابقا عليه ، ويتبعه في كل شئ ؛ في التذكير والتأنيث ، وفي التعريف والتنكير ، وفي الإفراد والتثنية والجمع ، وفي الإعراب ، فتقول :

نجح الطالب المجتهد.

نجحت الطالبة المجتهدة.

نجح الطلاب المجتهدون ... الخ.

٣٧١

* قد يكون النعت مصدرا بشروط اهمها أن يكون فعله ثلاثيا ، وألا يكون ميميا ، فيلتزم الإفراد والتذكير ، أي أنا لا يطابق المنعوت إلا في الإعراب وفي التعريف والتنكير ، مثل :

هذا حاكم عدل.

هؤلاء حكام عدل.

* إذا كان المنعوت جمع مذكر غير عاقل ، فإن نعته يجوز أن يكون مفردا مؤنثا وجمع مؤنث سالما ، وجمع تكسير مؤنث ، مثل :

هذه بيوت عالية.

هذه بيوت عاليات.

هذه بيوت عوال.

* إذا كان المنعوت تمييزا بعد العدد (١١ ـ ٩٩) ، أي مفردا منصوبا ، فإنه يجوز في النعت أن يكون مفردا ، وأن يكون جمعا ، فنقول :

نجح أربعة عشر طالبا مجتهدا.

نجح أربعة عشر طالبا مجتهدين.

ب ـ النعت السببي : وهو لا ينعت الاسم السابق عليه وجه الحقيقة (وإن كان يسمى في الاصطلاح النحوي منعوتا أيضا) ، لكنه ينعت اسما ظاهرا يأتي بعده ، ويكون مرفوعا به مشتملا على ضمير يعود على الاسم السابق ، وهذا الاسم الأخير هو الذي يسمى السببي لأنه يتصل بالسابق بسبب ما فأنت تقول :

هذا رجل مجتهد ابنه.

فكلمة مجتهد وقعت نعتا ، والاسم السابق هو المنعوت ، ومن الواضح أن النعت هنا ينعت الاسم اللاحق المرفوع به ، المتصل به ضمير يعود على المنعوت وتعرب المثال على الوجه الآتي :

هذا : ها : حرف تنبيه مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

وذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.

٣٧٢

رجل : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.

مجتهد : نعت مرفوع بالضمة الظاهرة.

ابنه : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة ، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه.

هذا رجل محبوب ابنه.

محبوب : نعت مرفوع بالضمة الظاهرة.

ابنه : نائب فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.

والنعت السببي يتبع المنعوت (أي الاسم السابق) في شيئين فقط :

١ ـ الإعراب.

٢ ـ التعريف والتنكير.

ويتبع الاسم اللاحق في شئ واحد فقط هو التذكير والتأنيث ، فتقول :

هذا رجل مجتهد ابنه.

هذا رجل مجتهدة ابنته.

* إذا كان الاسم اللاحق مفردا أو مثنى وجب إفراد النعت ، فتقول :

هذا رجل مجتهد ابنه.

هذا رجل مجتهد ابناه.

* وإذا كان الاسم اللاحق جمع مذكر سالما ، أو جمع مؤنث سالما فالأفضل أن يكون النعت مفردا ، فنقول :

هذا رجل مخلص محبّوه.

هذا رجل مجتهدة بناته.

* أما إذا كان جمع تكسير فإنه يجوز في نعت الإفراد أو الجمع ، فتقول :

هذا وطن كريم أبناؤه.

هذا وطن كرام أبناؤه.

* * *

٣٧٣

النعت المفرد والجملة

١ ـ النعت المفرد : ويجب أن يكون من الأسماء المشتقة العاملة ، أو مما يؤول بمشتق.

ومن الأسماء التى تقع نعتا لأنها تؤول بمشتق :

أ ـ اسم الإشارة :

كافأت الطالب هذا.

هذا : ها : حرف تنبيه ، وذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب نعت.

ب ـ اسم الموصول الذي يبدأ بهمزة وصل :

نجح الطالب الذي اجتهد.

الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع نعت.

ج ـ العدد :

كافأت طلابا خمسة.

خمسة : نعت منصوب بالفتحة الظاهرة.

* هناك كلمات مضافة تقع نعتا ، ويكون معناها وصف المنعوت بأنه وصل إلى الغاية في معني المضاف إليه ، وهذه الكلمات هي :

كلّ ـ جدّ ـ حقّ ـ أيّ.

هو المخلص كلّ المخلص.

هو صديق جدّ مخلص.

أكرمته إكراما حقّ إكرام.

عمر عادل أيّ عادل.

٢ ـ النعت الجملة : سبق أن الجملة الخبرية إذا وقعت بعد نكرة

٣٧٤

محضة أعربت نعتا ، أو بعد نكرة غير محضة جاز إعرابها نعتا ، بشرط أن ترتبط بضمير يعود إلى المنعوت ، مثل :

سمعت مغنّيا صوته جميل.

الجملة الاسمية (صوته جميل) في محل نصب نعت.

سمعت طالبا يقرأ.

الجملة الفعلية (يقرأ) في محل نصب نعت.

* إذا وقع شبه الجملة بعد نكرة محضة فإنه يتعلق بمحذوف نعت ، مثل :

هذا رجل من مصر.

شبه الجملة (من مصر) متعلق بمحذوف نعت لرجل.

* * *

* إذا تقدم النعت على المنعوت فإنه لا يسمى نعتا في الاصطلاح النحوي ، فإذا كانا معرفتين ، أعرب النعت حسب موقعه الجديد في الكلام ، وأعرب المنعوت بدلا :

نجح المجتهد زيد.

نجح : فعل ماض مبني على الفتح.

المجتهد : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.

زيد : بدل مرفوع بالضمة الظاهرة.

وإن كانا نكرتين نصب النعت على الحال مثل :

نجح مجتهدا طالب.

نجح : فعل ماض مبني على الفتح.

مجتهدا : حال منصوب بالفتحة الظاهرة.

طالب : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.

٣٧٥

٢ ـ التوكيد

وهو نوعان :

١ ـ توكيد معنوي.

٢ ـ توكيد لفظي.

١ ـ التوكيد المعنوي :

وأشهر ألفاظه :

نفس ـ عين ـ كلا ـ كلتا ـ كل ـ جميع ـ عامة. وهذه الألفاظ يجب أن يسبقها المؤكّد الذي ينبغي أن يكون معرفة ، وأن تطابقه في الإعراب ، وأن تضاف إلى ضمير يعود إلى المؤكّد ، فنقول :

جاء زيد نفسه.

رأيت زيدا نفسه.

مررت بزيد نفسه.

كلمة (نفس) في المثال الأول توكيد مرفوع بالضمة ، وفي الثاني توكيد منصوب بالفتحة ، وفي الثالث توكيد مجرور بالكسرة.

* يجوز التوكيد بالنفس والعين بعد حرف جر زائد ، فنقول :

جاء زيد بنفسه.

الباء : حرف جر زائد مبني على الكسر لا محل له من الإعراب.

نفس : توكيد مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.

الهاء : ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه.

* تستعمل (كلا وكلتا) لتوكيد المثنى ، فنقول :

حضر الأستاذان كلاهما.

رأيت الأستاذين كليهما.

مررت بالأستاذين كليهما.

٣٧٦

* تستعمل ألفاظ (كل ـ جميع ـ عامة) لتوكيد الشمول ، فنقول :

قرأت الكتاب كلّه.

نجح المجتهدون كلّهم.

كافأت المجتهدين كلّهم.

أعجبت باللاعبين جميعهم.

حضر الطلاب عامتهم.

* إذا استعملت كلمة (جميعا) دون ضمير يعود إلى المؤكد فإنها لا تعرب توكيدا ، بل تعرب حالا فنقول :

حضر الطلاب جميعا.

جميعا : حال منصوب بالفتحة الظاهرة.

* هناك ألفاظ أخرى تفيد توكيد الشمول ، وتستعمل في الأغلب بعد كلمة (كل) ، وهذه الألفاظ هي :

أجمع ـ جمعاء ـ أجمعون ـ جمع ـ فنقول :

قرأت الكتاب كلّه أجمع.

كل : توكيد منصوب بالفتحة الظاهرة.

أجمع : توكيد منصوب بالفتحة الظاهرة.

قرأت القصة كلّها جمعاء.

كل : توكيد منصوب بالفتحة الظاهرة.

جمعاء : توكيد منصوب بالفتحة الظاهرة.

حضر الطلاب كلّهم أجمعون.

كل : توكيد مرفوع بالضمة الظاهرة.

أجمعون : توكيد مرفوع بالواو.

حضرت الطالبات كلّهن جمع.

٣٧٧

كل : توكيد مرفوع بالضمة الظاهرة.

جمع : توكيد مرفوع بالضمة الظاهرة.

* وثمة ألفاظ أخرى لم تعد تستعمل الآن ، كانت تفيد توكيد الشمول بعد كلمتي (كل وأجمع) ، وهذه الألفاظ هي : أكتع ـ أبصع ـ أبتع ، ومن أمثلتهم.

حضر الطلاب كلّهم أجمعون أكتعون أبصعون أبتعون.

* عند توكيد الضمير المتصل المرفوع ـ سواء أكان مستترا أم بارزا ـ لابد من فصله عن التوكيد بضمير منفصل مرفوع يعرب توكيدا لفظيا لا محل له من الإعراب ، أو بكلمة أخرى غير الضمير ، فنقول :

كتبت أنا نفسي هذا الموضوع.

كتبت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.

أنا : ضمير منفصل مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

نفسي : توكيد مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة ، والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.

فعلت أنت نفسك هذا.

فعلتما أنتما أنفسكما هذا.

فعلتم أنتم أنفسكم هذا.

فعلتن أنتن أنفسكن هذا.

درستم ـ السنة الماضية ـ أنفسكم هذا.

* أما إن كان الضمير غير مرفوع ، أو كان ضميرا منفصلا ، فلا حاجة إلى فاصل :

رأيته نفسه.

٣٧٨

مررت به نفسه.

أنت نفسك فعلت هذا.

أنتم أنفسكم فعلتم هذا.

٢ ـ التوكيد اللفظي :

وهو تكرار المؤكّد بلفظه ، أو بما في معناه ، ويعرب في كل حالاته توكيدا لفظيا تابعا للمؤكّد في الإعراب دون أن يكون له تأثير في شئ بعده ، فنقول :

الاجتهاد الاجتهاد طريق النجاح.

الاجتهاد : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.

الاجتهاد : توكيد لفظي مرفوع بالضمة الظاهرة.

* من الجائز توكيد الضمير المتصل المرفوع وغيره ، توكيدا لفظيا ، بضمير منفصل مرفوع ، لا يكون له محل من الإعراب ، مثل :

فعلت أنت هذا.

أنت : ضمير منفصل مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.

أحببتك أنت.

أنت : ضمير منفصل مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.

أرسلت الكتاب إليه هو.

هو : ضمير منفصل مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.

* يجوز توكيد الحرف والفعل توكيدا لفظيا ، ويجوز توكيد الجملة مع استعمال حرف العطف (ثم) على الأغلب دون أن يكون معناه العطف :

(وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ ، ثُمَّ ما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ)

ثم : حرف عطف مهمل.

والجملة بعده توكيد لفظي لا محل لها من الإعراب.

* * *

٣٧٩

٣ ـ البدل

وهو تابع مقصود بالحكم ، أي أن معنى الكلام بتوجه إليه وحده ، ومع ذلك فهو يتبع اسما سابقا عليه يسمى المبدل منه ، والنحاة يقررون أن البدل على نية تكرار العامل ، فهم يرون أن جملة :

كان الخليفة عمر عادلا.

أصلها :

كان الخليفة كان عمر عادلا.

ومن المعلوم أن هذا العامل لا يظهر تكراره مطلقا.

والبدل أنواع :

١ ـ بدل كل من كل : ويسمى أيضا بدل المطابقة أو البدل المطابق وهو الذي يساوى المبدل منه في المعنى مساواة تامة كالمثال السابق ؛ فعمر هو الخليفة ، والخليفة هو عمر ، وكقوله تعالى :

(اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ).

فكلمة صراط الثانية مساوية لصراط الأولى.

٢ ـ بدل بعض من كل : وهو الذي يكون جزءا حقيقيا من المبدل منه ولا بد أن يكون مضافا إلى ضمير يعود إليه مثل :

عالج الطبيب المريض رأسه.

المريض : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة.

رأسه : بدل بعض من كل منصوب بالفتحة الظاهرة ، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه.

ومثل :

رأيت والديه أمّه واباه.

أمّ : بدل بعض من كل.

٣٨٠