التطبيق النحوى

الدكتور عبده الراجحي

التطبيق النحوى

المؤلف:

الدكتور عبده الراجحي


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار المعرفة الجامعية
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٥٠

فيه : جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلق بالفعل.

الندم : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.

والجملة من الفعل والفاعل في محل جر مضاف إليه.

(كلمة «يوم» لم تقع هنا ظرفا وإنما وقعت خبرا.)

* من الظروف الزمانية الملازمة للإضافة إلي جملة : إذ ـ إذا ـ لمّا

كم سعدنا إذ كنا أطفالا.

إذ : ظرف زمان مبني علي السكون في محل نصب.

كنا : كان واسمها

أطفالا : خبر كان منصوب بالفتحة الظاهرة.

والجملة من كان ومعموليها في محل جر مضاف إليه.

هل تذكر إذ نحن أطفال؟

إذ : مفعول به مبني على السكون في محل نصب.

نحن : مبتدأ مبني علي الضم في محل رفع.

أطفال : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.

والجملة من المبتدأ وخبره في محل جر مضاف إليه.

(«إذ» تضاف إلي الجملة الاسمية والفعلية.)

إذا حضر زيد أكرمته

إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه منصوب بجوابه.

حضر : فعل ماض مبني على الفتح.

زيد : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.

والجملة من الفعل والفاعل في محل جر مضاف إليه.

(«إذا» لا تضاف إلا إلي جملة فعلية.)

٣٤١

قابلت زيدا لمّا حضر.

لما : ظرف زمان مبني علي السكون في محل نصب.

حضر : فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو. والجملة من الفعل والفاعل في محل جر مضاف إليه.

ب ـ حيث ، وتضاف إلي الجملة الاسمية والفعلية :

جلست حيث زيد جالس.

حيث : ظرف مكان مبني علي الضم في محل نصب.

زيد : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.

جالس : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.

والجملة من المبتدأ وخبره في محل جر مضاف إليه.

جلست حيث جلس زيد.

حيث : ظرف مكان.

جلس : فعل ماض.

زيد : فاعل.

والجملة من الفعل والفاعل في محل جر مضاف إليه.

* وليس شرطا أن تقع «حيث» ظرفا :

بدأت من حيث انتهي زيد.

من : حرف جر.

حيث : مجرور بمن مبني علي الضم في محل جر.

انتهى زيد : فعل وفاعل. والجملة من الفعل والفاعل في محل جر مضاف إليه.

ج ـ لدن وريث : وهما يضافان جوازا إلي الجملة الفعلية بشرط أن يكون الفعل متصرفا مثبتا. وتعرب «لدن» ظرف زمان أو مكان حسب

٣٤٢

المعني ، وأما «ريث» فهي من «راث» بمعني «أبطأ» ويعرب المصدر ظرف زمان.

هو مجدّ لدن كان طفلا.

لدن : ظرف زمان مبني علي السكون في محل نصب.

كان طفلا : كان واسمها وخبرها.

والجملة في محل جر مضاف إليه.

وقد لا تكون «لدن» ظرفا :

هو مجدّ من لدن كان طفلا.

من : حرف جر.

لدن : مجرور بمن مبني علي السكون في محل جر.

كان طفلا : جملة في محل جر مضاف إليه.

انتظرت ريث حضر زيد.

ريث : ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة.

حضر زيد : فعل وفاعل.

والجملة في محل جر مضاف إليه.

٧ ـ الجملة الواقعة جوابا لشرط :

وذلك إذا وقعت بعد «الفاء» أو «إذا» بشرط أن تكون كلمة الشرط جازمة :

إن تصادق زيدا فهو مخلص.

الفاء : واقعة في جواب الشرط.

هو : مبتدأ ، مخلص : خبر.

والجملة من المبتدأ وخبره في محل جزم جواب الشرط.

إن نشدد علي العدو إذا هو هارب.

إذا : حرف مفاجأة مبني علي السكون لا محل له من الإعراب.

٣٤٣

هو : مبتدأ ، هارب. خبر.

والجملة من المبتدأ وخبره في محل جزم جواب الشرط.

(والنحاة يعدّون هذه الجملة في محل جزم لأنه يصح أن نعطف عليها بفعل مجزوم ، فنقول : إن تصادق عليا فهو مخلص ويقم بواجبه.)

٨ ـ الجملة التابعة لجملة لها محل من الإعراب ، وذلك في العطف والبدل :

زيد نجح وفاز بالجائزة.

الواو : حرف عطف.

فاز : فعل ماض مبني علي الفتح ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع معطوفة علي جملة «نجح» الفعلية الواقعة خبرا.

ومثل : قلت له اذهب لا تبق هنا.

لا : حرف نهي.

تبق : فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف حرف العلة.

والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.

والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب بدل من جملة «اذهب» الواقعة مقولا للقول.

* هذه هي المواضع التي تقع فيها الجملة في محل إعرابي ، وقد زاد عليها النحاة مواضع أخرى ليست مستعملة إلا بقلة ، ومن المهم للدارس أن يحدد دائما موقع الجملة إن كان لها موقع لأن ذلك يساعده على فهم التركيب الصحيح للكلام.

* * *

٣٤٤

تدريب : أعرب الجمل المكتوبة بخط واضح :

١ ـ (لَسْتَ عَلَيْهِمْ) بمسيطر (إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ فَيُعَذِّبُهُ اللهُ الْعَذابَ الْأَكْبَرَ.)

٢ ـ (خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها.)

٣ ـ (وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ.)

٤ ـ (مَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلا هادِيَ لَهُ.)

٥ ـ (وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ.)

٦ ـ (وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا.)

٧ ـ (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ.)

٨ ـ (وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنا أَشَدُّ عَذاباً.)

٩ ـ (قالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً.)

١٠ ـ (ثُمَّ يُقالُ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ.)

١١ ـ (وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ.)

١٢ ـ (و لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى.)

١٣ ـ (ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ.)

١٤ ـ (وَجاؤُ أَباهُمْ عِشاءً يَبْكُونَ.)

١٥ ـ (وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ.)

* * *

٣٤٥

(٢) الجملة التي لا محل لها من الإعراب

الجملة التي لا موقع لها هي الجملة التي لا تحل محل كلمة مفردة ، ومن ثم لا يقال فيها إنها في موضع رفع أو نصب أو جر أو جزم ، وهي أنواع يمكن ترتيبها على النحو التالي.

١ ـ الجملة الابتدائية :

ويقصد بها الجملة التي يفتتح بها الكلام سواء كانت اسمية أو فعلية. جملة : زيد قائم. جملة لا محل لها من الإعراب لأنها جملة ابتدائية تؤدي معني مستقلا ، لا يصح أن يحل محلها لفظ مفرد وإلا ضاع المعنى ، ولذلك نقول إنها جملة لا محل لها من الإعراب.

٢ ـ الجملة المستأنفة :

وهي الجملة المنقطعة عما قبلها ؛ أي أنها تعد جملة ابتدائية أيضا ، وذلك مثل :

مات زيد رحمه الله.

فجملة «رحمه الله» وقعت بعد معرفة «زيد» وهي ليست حالا منه ، بل هي منقطعة عن الجملة السابقة ، لأنها دعاء له بالرحمة ، ونعربها على النحو التالي :

رحمه : فعل ماض ، والهاء مفعول به في محل نصب.

الله : لفظ الجلالة فاعل.

والجملة من الفعل والفاعل لا محل لها من الإعراب جملة مستأنفة.

* ومن الجمل المستأنفة الجملة المؤخر عنها العامل في باب «ظن» ، مثل :

زيد كريم أظن.

زيد كريم : مبتدأ وخبر.

٣٤٦

أظن : فعل مضارع ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا.

والجملة من الفعل والفاعل لا محل له من الإعراب جملة مستأنفة.

* سبق أن عرفت أن لجملة المدح والذم إعرابين ، أحدهما أن تعرب المخصوص بالمدح أو الذم مبتدأ مؤخرا والجملة الفعلية السابقة عليه خبرا مقدما ، وثانيهما أن تعربه خبرا لمبتدأ محذوف ، وعلى هذا الإعراب الثاني تقول :

نعم القائد خالد.

نعم : فعل ماض جامد.

القائد : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.

خالد : خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو.

والجملة من المبتدأ وخبره لا محل لها من الإعراب جملة مستأنفة.

* من المهم أن تتنبه للجملة المستأنفة ، لأن تقديرها غير مستأنفة قد يؤدي إلى فساد المعنى ، ولذلك شواهد من القرآن الكريم ، نحو :

(فَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ.)

فجملة (إِنَّا نَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ) جملة مستأنفة لا محل لها من الإعراب ؛ لأنها لو لم تكن كذلك لكانت في محل نصب مقولا للقول ، وذلك فاسد. لأن المعنى أن الله سبحانه وتعالى يخاطب رسوله صلّى الله عليه وسلّم ألا يحزن لقول المشركين ، ثم يقول له : إنه يعلم ما يسر هؤلاء المشركون وما يعلنون. فالجملة إذن منقطعة عن القول السابق مباشرة.

(وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً.)

وكذلك جملة (إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً) جملة مستأنفة لأنها منقطعة عما قبلها ؛ إذ لو لم تكن منقطعة لكانت في محل نصب مقولا للقول ، وذلك محال ، إذ كيف يقول المشركون (إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً) وإذا قالوه فكيف يحزن الرسول هذا القول.

٣٤٧

(أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ.)

فجملة (كَيْفَ يُبْدِئُ اللهُ الْخَلْقَ) في محل نصب مفعول به للفعل «يرى» وجملة (ثُمَّ يُعِيدُهُ) جملة مستأنفة لا محل لها من الإعراب ؛ لأنها منقطعة عما قبلها ، وذلك أن الناس وإن كانوا يرون كيفية خلق الله للأشياء فإنهم لم يروا كيفية إعادة الخلق لأنها لم تقع بعد وعلى ذلك نعرب «ثم» حرف استئناف لا حرف عطف حتى لا تأخذ الجملة حكم الجملة التي قبلها.

٣ ـ الجملة المعترضة :

وهي الجملة التي تعترض بين شيئين يحتاج كل منهما للآخر ، والنحويون يقولون إن هذا الاعتراض يفيد توكيد الجملة وتقويتها ، ويقع الاعتراض في مواضع ، هي :

* بين الفعل ومرفوعه :

سافر ـ أخبرت ـ زيد.

أخبرت : فعل ماض ، والتاء نائب فاعل. والجملة من الفعل ونائب الفاعل لا محل لها من الإعراب ؛ جملة معترضة.

كوفئ ـ أظن ـ زيد.

أظن : فعل مضارع ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا. والجملة الفعل والفاعل لا محل لها من الإعراب ، جملة معترضة.

(الجملة الأولى اعترضت بين الفعل وفاعله ، والثانية اعترضت الفعل ونائب الفاعل.)

* بين المبتدأ والخبر :

زيد ـ أنا موقن ـ كريم.

أنا : مبتدأ في محل رفع.

موقن : خبر مرفوع.

والجملة من المبتدأ وخبره لا محل لها من الإعراب ؛ جملة معترضة

٣٤٨

كان زيد ـ والله ـ كريما.

والله : الواو واو القسم ، حرف جر. ولفظ الجلالة مجرور بحرف القسم.

وشبه الجملة متعلق بفعل محذوف تقديره «أقسم» والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب ؛ جملة معترضة.

إن زيدا ـ أعلم ـ كريم.

أعلم : فعل مضارع ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا. والجملة من الفعل والفاعل لا محل لها من الإعراب ، جملة معترضة.

* بين الفعل ومفعوله :

أكرمت ـ أقسم ـ زيدا.

أقسم : فعل مضارع ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا. والجملة من الفعل والفاعل لا محل لها من الإعراب ، جملة معترضة.

كوفئت ـ والله ـ خيرا بخير.

جملة القسم «والله» لا محل لها من الإعراب ، جملة معترضة ، لأنها اعترضت بين الفعل «كوفئ» والمفعول الثاني «خيرا».

* بين الشرط وجوابه :

إن يجتهد طالب ـ أنا موقن ـ ينجح.

أنا موقن : مبتدأ وخبر.

والجملة لا محل لها من الإعراب ؛ جملة معترضة.

* بين القسم وجوابه :

والله ـ وإنه لقسم عظيم ـ ليفلحنّ الصابرون.

إنه : حرف توكيد ونصب ، والهاء اسم إن في محل نصب.

لقسم : اللام هي اللام المزحلقة. قسم خبر إن مرفوع.

والجملة لا محل لها من الإعراب : جملة معترضة.

* بين الموصوف وصفته :

كافأت طالبا ـ والله ـ مجدا.

٣٤٩

جملة القسم لا محل لها من الإعراب ؛ جملة معترضة.

* بين الموصول وصلته :

قابلت الذي ـ أظن ـ فاز بالجائزة.

أظن : فعل مضارع ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا.

والجملة لا محل لها من الإعراب ؛ جملة معترضة.

* بين أجزاء الصلة :

رأيت الذي ماله ـ والكرم جميل ـ مبذول للناس.

الكرم جميل : مبتدأ وخبر.

والجملة لا محل لها من الإعراب ؛ جملة معترضة. وقد اعترضت هنا بين أجزاء جملة الصلة «ماله مبذول».

* بين المضاف والمضاف إليه :

هذا كتاب ـ والله ـ زيد.

جملة القسم لا محل لها من الإعراب ؛ جملة معترضة.

* بين الجار والمجرور :

سلمت على ـ والله ـ زيد.

جملة القسم لا محل لها من الإعراب ، جملة معترضة.

* بين حرف التنفيس والفعل :

سوف ـ أوقن ـ ينجح المجد.

أوقن : فعل مضارع والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا.

والجملة من الفعل والفاعل لا محل لها من الإعراب ؛ جملة معترضة.

* بين قد والفعل :

قد ـ والله ـ حضر زيد.

٣٥٠

جملة القسم لا محل لها من الإعراب ؛ جملة معترضة.

* بين حرف النفي ومنفيه :

ما ـ والله ـ أفلح مهمل.

جملة القسم لا محل لها من الإعراب ؛ جملة معترضة.

قد يكون في الكلام أكثر من جملة معترضة ، مثل :

زيد ـ والله والإخلاص محمود ـ مخلص لأصدقائه.

جملة القسم ، والجملة التي بعدها من المبتدأ والخبر ، جملتان معترضتان لا محل لهما من الإعراب.

٤ ـ الجملة التفسيرية :

وهي الجملة التي تفسر ما يسبقها وتكشف عن حقيقته ، وقد تكون مقرونة بحرف تفسير أو غير مقرونة.

نظر الحيوان في استعطاف أي أعطني طعاما.

أي : حرف تفسير مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

أعطني : فعل ، وفاعل ، ومفعول أول.

طعاما : مفعول ثان.

والجملة من الفعل والفاعل لا محل لها من الإعراب ؛ جملة تفسيرية.

كتبت إليه أن أرسل إليّ الكتاب.

أن : حرف تفسير مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

أرسل : فعل وفاعل.

والجملة لا محل لها من الإعراب ؛ جملة تفسيرية.

وغير مقرونة بحرف التفسير ، مثل :

هل أدلك على طريق النجاح ، تخلص في عملك.

تخلص : فعل مضارع والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت. والجملة

٣٥١

من الفعل والفاعل لا محل لها من الإعراب : جملة تفسيرية. (لأنها فسرت طريق النجاح).

٥ ـ جملة جواب القسم :

والله ليفلحنّ المجد.

يفلحن : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد المباشرة.

المجد : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.

والجملة من الفعل والفاعل لا محل لها من الإعراب ؛ جملة القسم.

٦ ـ الجملة الواقعة جوابا لشرط غير جازم :

وكلمات الشرط غير الجازمة هي : لو ـ لو لا ـ إذا.

لو حضر زيد أكرمته.

جملة أكرمته لا محل لها من الإعراب ؛ جواب الشرط.

وكذلك في : لو لا زيد لأكرمتك.

إذا اجتهدت نجحت.

جملة جواب الشرط هنا لا محل لها من الإعراب.

* فإن كانت كلمة الشرط جازمة ، فقد سبق أن الجواب إن كان مقرونا بالفاء أو إذا الفجائية كان لجملة الجواب محل من الإعراب ، فإن كان الجواب غير مقرون بهما لم يكن للجملة محل :

إن تذاكر تنجح.

تنجح : فعل مضارع مجزوم ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت ، والجملة من الفعل والفاعل لا محل لها من الإعراب ؛ جواب الشرط.

إن ذاكر طالب نجح.

نجح : فعل ماض مبني على الفتح. والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.

٣٥٢

والجملة من الفعل والفاعل لا محل لها من الإعراب ، جواب الشرط.

٧ ـ جملة الصلة :

جاء الذي نجح.

جاء الذي خلقه كريم.

الجملة الفعلية «نجح» والاسمية «خلقه كريم» لا محل لهما من الإعراب صلة الموصول.

٨ ـ الجملة التابعة لجملة لا محل لها من الإعراب :

حضر زيد ولم يحضر عليّ.

الواو : حرف عطف.

لم : حرف نفي وجزم وقلب.

يحضر : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون.

علي : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.

والجملة من الفعل والفاعل لا محل لها من الإعراب. (لأنها معطوفة على جملة : حضر زيد ، وهي جملة ابتدائية.)

* * *

تدريب : أعرب ما كتب بخط واضح :

١ ـ (وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ.)

٢ ـ (فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ.)

٣ ـ (هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ ؛ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ.)

٤ ـ (إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ.)

٣٥٣

٥ ـ (إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي سَيَهْدِينِ.)

٦ ـ (رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى ، وَاللهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى ، وَإِنِّي سَمَّيْتُها مَرْيَمَ.)

٧ ـ (فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ ، وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ، إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ.)

٨ ـ (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا ، وَلَنْ تَفْعَلُوا ، فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ.)

٩ ـ (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ.)

١٠ ـ (وَيَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ ، قُلْ سَأَتْلُوا عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً. إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْناهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً.)

* * *

٣٥٤

الفصل الخامس

شبه الجملة

والنحاة يطلقون هذه التسمية على الظرف والجار والمجرور ، وتسميتها بشبه الجملة يرجع إلى أسباب ؛ منها أنهما ـ سواء كانا تامين أو غير تامين ـ لا يؤديان معنى مستقلا في الكلام ، وإنما يؤديان معنى فرعيا ، فكأنهما جملة ناقصة أو شبه جملة ، ومنها ـ وهذا هو السبب الأهم عندهم ـ أنهما ينوبان عن الجملة ، وينتقل إليهما ضمير متعلقيهما في رأيهم. فأنت حين تقول :

زيد في البيت. أو زيد عندك.

فإن معنى كلامك هو : زيد استقر في البيت ، وزيد استقر عندك. فالجار والمجرور والظرف ، ينوبان هنا عن الخبر الذي يتكون من الفعل وفاعله ، أي أنهما شبيهان بالجملة في مثل هذا الموضع ، كما أن الضمير المستتر في الفعل قد انتقل مضمرا في الظرف والجار والمجرور.

* الظرف وحرف الجر لا بد أن يتعلقا بمتعلّق ؛ فنقول مثلا :

سافر زيد من القاهرة إلى دمشق بالطائرة ليحضر المؤتمر.

من القاهرة : جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلق بسافر.

إلى دمشق : جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلق بسافر.

بالطائرة : جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلق بسافر.

ليحضر : اللام حرف جر ، ويحضر فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. والمصدر المؤول في محل جر باللام وشبه الجملة متعلق بسافر.

٣٥٥

فما هو معنى التعلق؟

إن الظرف والجار والمجرور يدلان على معنى فرعي يتمم نقصان المعنى الذي يدل عليه الفعل أو ما يشبهه : أي أن هذا المعنى الفرعي يرتبط بمعنى الفعل ، أي يتعلق به. والفعل وما يشبهه يدل على حدث ، والحدث لا يحدث في فراغ ، وإنما يحدث في زمان أو في مكان. وليس ذلك تحليلا فلسفيا صرفا ، وإنما هو تحليل لغوي أيضا. فإذا قلت مثلا : سافر زيد. دلت هذه الجملة على معنى مستقل يمكن أن نقتصر عليه. فإذا قلت سافر زيد يوم الجمعة. دل الظرف هنا على معنى فرعي مرتبط بالفعل سافر لأنه يضيف إلى معناه معنى جديدا ، ثم إننا نفهم أن هذا الحدث وهو «السفر» قد حدث في يوم الجمعة أي في زمان معين. وكذلك إن قلت وقف زيد أمام البيت ، فإن الظرف يدل على معنى جديد يضيفه إلى معنى الفعل ، بالإضافة إلى أن الحدث الذي يدل عليه الفعل قد وقع في المكان المعين الذي يحدده الظرف. وهكذا إذا قلت سافر زيد من القاهرة إلى دمشق ، فإن حرف الجر (من) يدل على معنى جديد ، بالإضافة إلى دلالته على أن الحدث الذي يدل عليه الفعل قد بدأ حدوثه من هذا المكان ، وكذلك الحرف الآخر (إلى) أي أن الحدث ينتهي عند هذا المكان ... وهكذا.

فالتعلق إذن عبارة عن ارتباط شبه الجملة بالحدث الذي يدل عليه الفعل أو ما يشبهه ، بالإضافة إلى دلالته على «الحيز» الذي يقع فيه الفعل.

وعلى هذا الأساس نقول في الظرف والجار والمجرور الواقعين بعد المبتدأ ويتممان معه معني الجملة ـ أنهما متعلقان بمحذوف خبر ، وليسا هما الخبر حقيقة لأنهما ـ على الأصح ـ لابد أن يتعلقا بما يدل على الحدث ، فجملة مثل : زيد في البيت. أو زيد أمام البيت.

لابد أن يكون تقديرها : زيد (كائن أو مستقر أو كان أو استقر) في البيت أو أمام البيت.

ويرى بعض القدماء ـ ويؤيده بعض المحدثين ـ أن نعدّ شبه الجملة الواقع هذا الموقع خبرا بذاته ، أي ليس متعلقا بخبر محذوف. ومع ما في هذا الرأي من تيسير فإن المتخصص ينبغي أن يدرك المعنى الذي رمى إليه

٣٥٦

جمهرة القدماء من تعليق شبه الجملة بمحذوف اعتمادا على أن الظرف والجار لا يدلان بنفسهما على شئ مستقل ، وإنما يدلان على معنى بارتباطهما بحدث. ثم إن هذا الخبر المحذوف لا يحذف إلا إذا دل على كون عام ؛ أي «موجود أو كائن أو مستقر» ، أما إذا دل على كون خاص فإنه لابد أن يظهر وإلا ضاع المعنى الذي تريده ، مثل : زيد مريض في البيت. لابد أن يظهر الخبر هنا. وظهوره في موضع يدل على وجوده في الموضع السابق لكنه حذف لسهولة فهمنا له طالما أنه يدل فقط على معنى «موجود أو كائن» إن هذا التعلق مهم في فهم تركيب الجملة العربية ، بل إننا لا نرى صعوبة في إفهام الناشئة موضوع التعلق لو أحسن عرضه عليهم ولو استطعنا ـ وذلك مسور غاية اليسر ـ إفهامهم معنى الحدث ووقوعه مع ربط المصطلحات النحوية (كتعبيرنا أن المتعلق ينبغي أن يكون مشتقا) بأمثلة تميط عنها غموضها حتى يستطيع الدارس استعمالها من تلقاء نفسه دون شعور بما يحيطها من أسرار مفتعلة.

والشىء الذي يتعلق به شبه الجملة هو الفعل كما في الأمثلة السابقة ، أو ما يشبه الفعل من كل كلمة تحمل معنى الحدث ، مثل :

أ ـ المصدر ، مثل :

أحب السفر في القطار ليلا.

في القطار : جار ومجرور وشبه الجملة متعلق بالمصدر (السفر).

ليلا : ظرف زمان ، وشبه الجملة متعلق بالمصدر (السفر).

ب ـ اسم الفعل ، مثل :

أف من المنافقين.

من المنافقين : جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلق باسم الفعل (أف).

ج ـ اسم الفاعل ، مثل :

زيد مسافر غدا بالطائرة.

غدا : ظرف زمان ، وشبه الجملة متعلق باسم الفاعل (مسافر).

٣٥٧

بالطائرة : جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلق باسم الفاعل (مسافر).

هذا الكتاب منشور في مصر.

في مصر : جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلق باسم المفعول (منشور).

د ـ الصفة المشبهة ، مثل :

زيد كريم وشجاع في كل موقف.

في كل : جار ومجرور وشبه الجملة متعلق بالصفة المشبهة (كريم ، شجاع).

ه ـ اسم الزمان والمكان ، مثل :

هذه الأرض كانت الملعب لأطفالنا.

لأطفال : جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلق باسم المكان (ملعب).

و ـ اسم جامد مؤول بمشتق ، مثل :

زيد الأسد في القتال.

في القتال : جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلق بالأسد بتأويل (جرئ أو مقدام).

* وقد يتعلق شبه الجملة بمحذوف ، وذلك في المواضع الآتية :

أ ـ أن يكون مفهوما ، مثل :

بحياتي هذا الوطن.

بحياتي : جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلق بفعل محذوف تقديره (أفدي).

ب ـ أن يدل عليه دليل مثل :

أسافر اليوم إلى القاهرة ، أما الشهر القادم فإلى الإسكندرية

اليوم : ظرف زمان ، وشبه الجملة متعلق بالفعل (أسافر).

الشهر : ظرف زمان ، وشبه الجملة متعلق بفعل محذوف تقديره أسافر

٣٥٨

إلى الإسكندرية : جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلق بفعل محذوف تقديره أسافر.

ج ـ أن يقع خبرا ، مثل.

زيد في البيت.

في البيت : جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر في محل رفع.

كان زيد في البيت.

في البيت : جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر كان في محل نصب.

إن زيد في البيت.

في البيت : جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر إن في محل رفع.

د ـ أن يقع صفة مثل :

هذا رجل من مكة.

من مكة : جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة ل (رجل) في محل رفع.

أي : هذا رجل مكي.

ه ـ أن يقع حالا ، مثل :

أحترم الرجل في إخلاصه.

في إخلاصه : جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من (الرجل) في محل نصب.

أي : أحترم الرجل حالة كونه مخلصا.

و ـ أن يقع صلة :

الرجل الذي في البيت غريب.

٣٥٩

في البيت : جار ومجرور متعلق بمحذوف صلة لا محل له من الإعراب.

ز ـ أن يكون الاستعمال قد جرى على حذفه ، كأن تقول لمريض شرب دواء : بالشفاء ، أو ضيفا تناول طعاما : بالصحة ، أو صديق تزوج :

بالرّفاء والبنين.

بالشفاء : جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلق بفعل محذوف تقديره شربت.

بالصحة : جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلق بفعل محذوف تقديره أكلت.

بالرفاء : جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلق بفعل محذوف تقديره تزوجت.

وكذلك في حالة القسم بالواو أو التاء مثل : والله أو تالله.

والله : جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلق بفعل محذوف تقديره أقسم.

وبعد فقد ظهر أن شبه الجملة يتضمن الظرف والجار والمجرور ، وقد عرضنا للظرف في موضعه الخاص من الجملة الفعلية ونقصر الحديث التالي على الجار والمجرور.

١ ـ يقول النحاة إن الحرف هو ما دل على معنى في غيره. وليس ذلك صحيحا صحة كاملة ؛ لأن للحرف معنى يدل عليه ، والنحاة أنفسهم يقولون إن حرف «من» مثلا يفيد التبعيض أو الابتداء ، وأن «إلى» تفيد الغاية ... الخ فضلا عن أن الحرف نفسه يؤثر في الأسماء والأفعال بحيث يغير معانيها أو يقلبها إلى النقيض ، وأقرب مثال على ذلك قولنا (رغب في ، ورغب عن) واستعمال حروف الجر استعمال سماعي في اللغات جميعها. إن حرف الجر الذي يكون في العربية شبه جملة لا يكفي فيه أن نقول إنه «ما دل على معنى في غيره» لأن له أهمية في الاستعمال اللغوي يحتاج معه إلى درس متأنّ ليس هنا مجال الحديث عنه.

والحق أن حرف الجر إن كان يدل على معنى ، فإن هذا المعنى لا يتصور تصورا صحيحا إلا بارتباطه مع حدث من الأحداث ، ومن ثم ظهرت فكرة التعلق التي أشرنا إليها منذ قليل.

وحرف الجر على ثلاثة أقسام :

٣٦٠