التطبيق النحوى

الدكتور عبده الراجحي

التطبيق النحوى

المؤلف:

الدكتور عبده الراجحي


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار المعرفة الجامعية
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٥٠

تنجح : فعل مضارع مجزوم لوقوعه في جواب الشرط ، الفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.

والجملة من الفعل والفاعل جواب الشرط لا محل لها من الإعراب.

* إلا إذا كانت جملة الجواب مقترنة بالفاء بعد شرط جازم فإنها تكون في محل جزم مثل :

إن تجتهد فأنت ناجح.

الفاء : واقعة في جواب الشرط ، وأنت مبتدأ ، وناجح خبر. والجملة في محل جزم جواب الشرط.

إذا اجتهدت فأنت ناجح.

جملة جواب الشرط هنا لا محل لها من الإعراب رغم اقترانها بالفاء لأن «إذا» غير جازمة.

* * *

يمكن أن تكون جملة الشرط جملة فرعية ، فتقع خبرا ، وصفة ، وصلة.

مثل :

زيد أن يجتهد ينجح.

زيد : مبتدأ مرفوع بالضمة.

إن : حرف شرط. يجتهد فعل مضارع مجزوم لكونه فعل الشرط ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.

ينجح : فعل مضارع مجزوم ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.

والجملة لا محل لها من الإعراب جواب الشرط.

وجملة الشرط والجواب في محل رفع خبر.

جاء رجل إن تسأله يصدقك.

جاء رجل : فعل وفاعل ، وإن : حرف شرط. وتسأله : فعل وفاعل ومفعول يصدقك فعل وفاعل ومفعول والجملة لا محل لها جواب الشرط.

٣٢١

وجملة الشرط والجواب في محل رفع صفة ل «رجل».

جاء الذي إن تسأله يصدقك.

جملة الشرط والجواب لا محل لها صلة الموصول.

* * *

٣٢٢

ـ ٨ ـ

جملة القسم

القسم من «الأساليب» التي لا يستغني عنها إنسان ، وتستعمل فيه جملة تسمى جملة القسم ، وهي جملة فعلية ، لا يجوز ظهورها إلا مع حرف الباء ، فتقول :

أقسم بالله.

أحلف بالله.

بالله.

ومعنى ذلك أن القسم يتم بجملة فعلية وبعدها شبه جملة مكون من حرف جر ومجرور هو الاسم المقسم به. وشبه الجملة هذا يتعلق بفعل القسم سواء كان مذكورا أم محذوفا.

وحروف القسم الشائعة ثلاثة : الباء ، والواو ، والتاء.

أما الباء فهي الأصل في القسم كما يقولون ، ولذلك تتميز عن الواو والتاء بأشياء :

١ ـ أن فعل القسم يجوز ظهوره معها ، أما مع الواو والتاء فيجب حذفه :

أقسم بالله.

بالله.

والله.

تالله.

٢ ـ تدخل على الاسم الظاهر وعلى الضمير ، أما الواو والتاء فلا تدخلان إلا على الاسم الظاهر :

أقسم بالله.

أقسم به

والله.

تالله.

٣٢٣

٣ ـ يمكن أن يكون جوابها جملة استفهامية ، ولا يجوز ذلك مع الواو والتاء ، فتقول :

بالله ، هل أديت واجبك؟

ولا يجوز أن تقول :

* والله ، هل أديت واجبك؟

* تالله ، هل أديت واجبك؟

جواب القسم :

يتطلب القسم جوابا لا بد أن يكون جملة ، تسمى جملة جواب القسم ، وهي الجملة التي تريد تأكيدها بالقسم ، وجملة جواب القسم ، كأي جواب آخر ، لا محل لها من الإعراب.

وهي قد تكون جملة اسمية أو فعلية.

* فإذا كانت اسمية مثبتة فالأغلب اقترانها ب «إنّ» و «اللام» أو إحداهما :

والله إن الغرور لمهلك.

الواو : حرف جر ، ولفظ الجلالة مجرور ، وشبه الجملة يتعلق بفعل محذوف تقديره : أقسم.

إن : حرف توكيد ونصب ، والغرور اسم إن ، واللام هي اللام المزحلقة ، ومهلك خبر إن. والجملة جواب القسم لا محل لها من الإعراب.

ولك أن تقول : والله إن الغرور مهلك.

و: والله للغرور مهلك.

* وإذا كانت اسمية منفية لم تقترن بشئ إلا حرف النفي :

والله ما إنسان مخلّد.

* أما إذا كانت جملة جواب القسم فعلية مثبتة فعلها مضارع فالأغلب اقترانها باللام ونون التوكيد معا :

٣٢٤

والله لينجحنّ المجتهد.

والله : شبه جملة متعلق بفعل محذوف ، تقديره أقسم.

اللام : واقعة في جواب الشرط ، وينجحن فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد المباشرة ، والمجتهد فاعل ، والجملة جواب القسم لا محل لها من الإعراب.

* فإذا كانت فعلية مثبتة فعلها ماض منصوب فالأغلب اقترانها باللام وقد :

والله لقد انتصر الحق.

اللام : واقعة في جواب القسم ، وقد حرف تحقيق ، وفعل ماض وفاعل ، والجملة جواب القسم لا محل لها من الإعراب.

فإذا كان الفعل الماضى جامدا فالأغلب اقترانه باللام فقط :

والله لنعم خلق المرء الصدق.

* فإذا كانت الجملة الفعلية منفية لم تقترن بشئ إلا حرف النفي :

والله ما خان مؤمن وطنه.

والله لا يسعى مؤمن حق إلا إلى خير.

* * *

اقتران الشرط والقسم :

يشيع في العربية استعمال شرط وقسم في جملة واحدة ، وكلّ يطلب جوابا ، فلأيّهما يكون؟

القاعدة العامة أن الجواب يكون للسابق منهما :

إن تجتهد والله تنجح.

تنجح هنا فعل مضارع مجزوم ، لأنه واقع في جواب الشرط لأن الشرط هو السابق ، والجملة من الفعل والفاعل جواب الشرط لا محل لها من الإعراب. أما جواب القسم فمحذوف يدل عليه جواب الشرط.

٣٢٥

إن تجتهد والله فأنت ناجح.

الجواب هنا اقترن بالفاء لأنه جواب الشرط حيث إنه سبق القسم.

والله إن تجتهد لتنجحنّ.

الجواب هنا للقسم لسبقه ، بدليل دخول اللام على الفعل المضارع وكذلك توكيده بالنون. وعلى ذلك نقول إن جملة «لتنجحنّ» لا محل لها من الإعراب جواب القسم. أما جواب الشرط فمحذوف دل علي جواب القسم.

* يشيع في العربية استخدام اللام مع «إن» الشرطية ، وهذه اللام ليست هي الواقعة في جواب القسم ، بل تسمى اللام الموطئة للقسم ، وهي علامة علي وجود قسم سابق على الشرط ، ومن ثم فإن الجواب يكون للقسم :

لئن اجتهدت لتنجنّ.

اللام مواطئة للقسم ، وإن حرف الشرط ، واجتهدت فعل وفاعل ، واللام واقعة في جواب القسم ، وفعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد المباشرة ، والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنت ، والجملة جواب القسم لا محل لها من الإعراب ، وجواب الشرط محذوف دل علي جواب القسم.

* فإذا جاء الشرط والقسم بعد مبتدأ فالجواب يكون دائما للشرط سواء تقدم أم تأخر :

زيد والله إن يجتهد ينجح.

زيد : مبتدأ ، والله شبه جملة متعلق بفعل محذوف ، وإن حرف شرط ، ويجتهد فعل مضارع مجزوم لكونه فعل الشرط ، وفاعله مستتر ، وينجح فعل مضارع مجزوم لوقوعه في جواب الشرط ، وفاعله مستتر ، والجملة جواب الشرط لا محل لها من الإعراب ، وجواب القسم محذوف دل علي جواب الشرط.

* * *

٣٢٦

تدريبات :

أعرب الجمل المكتوبة بخط واضح :

١ ـ (وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ بِكُلِّ آيَةٍ ما تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَما أَنْتَ بِتابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَما بَعْضُهُمْ بِتابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ.)

٢ ـ (وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللهُ.)

٣ ـ (وَتَاللهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ.)

٤ ـ (قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى.)

٥ ـ (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ. وَطُورِ) سنين (. وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ. لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ.)

٦ ـ (ما يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها وَما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ.)

٧ ـ (ن. وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ. ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ.)

٨ ـ (وَلَئِنْ أَذَقْناهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هذا لِي وَما أَظُنُّ السَّاعَةَ قائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنى. فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِما عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذابٍ غَلِيظٍ.)

٩ ـ (كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ.)

* * *

٣٢٧
٣٢٨

الفصل الرابع

مواقع الجملة

(١) الجملة التي لها محل من الإعراب

فيما سبق عرفنا مواقع الكلمات حين تتركب مع بعضها في جملة ، وعرفنا أن الجملة هي التي تؤدي معنى مستقلا. والجملة قد يكون لها موقع إعرابي ، فتكون في محل رفع أو نصب أو جر أو جزم. وهذا التعبير يدل على أن الجملة التي لها موقع إعرابي هي التي تحل محل مفرد ، لأن المفرد هو الذي يوصف بالرفع أو النصب أو الجر أو الجزم. ومعنى (مفرد) هنا الكلمة غير المركبة أي غير الجملة أو شبه الجملة.

والجملة ـ عند النحاة ـ لا تقع مبتدأ ولا فاعلا ولا نائبا عن الفاعل ، وقد ذهب بعضهم ـ وهو الصواب ـ إلى جواز وقوعها فاعلا ونائبا عنه ، وتأولها جمهورهم علي النحو الذي بيناه في موضعه.

والجملة التي لها محل من الإعراب أنواع هي :

١ ـ الجملة الواقعة خبرا :

وقد سبق أن هذه الجملة يشترط فيها أن تكون محتوية على رابط يعود على المبتدأ ، مثل :

زيد خلقه كريم

زيد : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.

خلقه : مبتدأ ثان مرفوع بالضمة الظاهرة ، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه.

٣٢٩

كريم : خبر المبتدأ الثاني مرفوع بالضمة الظاهرة.

والجملة من المبتدأ وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول.

زيد يدرس الطب.

زيد : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.

يدرس : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.

والجملة من الفعل والفاعل فى محل رفع خبر.

كان زيد خلقه كريم.

كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح.

زيد : اسم كان مرفوع بالضمة الظاهرة.

خلقه : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة ، والهاء مضاف إليه في محل جر.

كريم : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.

والجملة من المبتدأ والخبر في محل نصب خبر كان.

كان زيد يدرس الطب.

كان : فعل ماض ناقص.

زيد : اسم كان مرفوع بالضمة الظاهرة.

يدرس : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة. والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.

والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب خبر كان.

إن زيدا خلقه كريم

٣٣٠

إن : حرف توكيد ونصب.

زيدا : اسم إن منصوب بالفتحة الظاهرة.

خلقه : مبتدأ مرفوع ، والهاء مضاف إليه في محل جر.

كريم : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.

والجملة من المبتدأ وخبره في محل رفع خبر إن.

لا ظالم يفلت من عقاب الله.

لا : النافية للجنس.

ظالم : اسم لا مبني على الفتح في محل نصب.

يفلت : فعل مضارع ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره

والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر لا.

كاد زيد يفوز.

كاد : فعل ماض ناقص.

زيد : اسم كاد مرفوع بالضمة الظاهرة.

يفوز : فعل مضارع ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.

والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب خبر كاد.

البنات كنّ يلعبن.

البنات : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.

كن : كان فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك والنون نون النسوة ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع اسم كان.

٣٣١

يلعبن : فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة ، النون ضمير مبني على الفتح في محل رفع فاعل.

والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب خبر كان.

والجملة من كان ومعموليها في محل رفع خبر المبتدأ.

* قد تقع الجملة الإنشائية خبرا ـ على الرأي الغالب بين النحاة.

بشرط أن تكون طلبية أو استفهامية.

زيد كافئه.

زيد : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.

كافئه : فعل أمر مبني على السكون ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت ، والهاء مفعول به في محل نصب.

والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر.

زيد لا تهنه.

زيد هل يحضر؟.

زيد : مبتدأ.

هل : حرف استفهام.

حضر : فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.

والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر.

٢ ـ الجملة الواقعة مفعولا به :

وهي لا تقع مفعولا به إلا في مواضع معينة هي :

أ ـ أن تكون محكية بالقول :

قال زيد إن عليّا ناجح.

قال : فعل ماض مبني على الفتح.

٣٣٢

زيد : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.

إن : حرف توكيد ونصب.

عليا : اسم إن منصوب بالفتحة الظاهرة.

ناجح : خبر إن مرفوع بالضمة الظاهرة.

والجملة من إن ومعموليها في محل نصب مقول القول.

ويتفق النحاة على أن الجملة المحكية بفعل القول المبني للمجهول يكون محلها الرفع نائبة عن الفاعل :

قيل إن زيدا ناجح.

قيل : فعل ماض.

إن : حرف توكيد ونصب. وزيدا : اسمها. وناجح : خبرها.

والجملة من إن ومعموليها في محل رفع نائب فاعل.

* قد تقع الجملة بعد القول ويحتمل أن تكون محكية به كما يحتمل أن يكون القول بمعنى الظن ، مثل :

أتقول موسى يلعب؟

الهمزة : حرف استفهام.

تقول : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.

موسى : مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها التقدير.

يلعب : فعل مضارع ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.

والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ.

والجملة من المبتدأ وخبره في محل نصب مقول القول.

أو نعربها على النحو التالي :

٣٣٣

موسى : مفعول أول منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها التعذر.

يلعب : فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر.

والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب مفعول ثان لقال.

(وتقدير الجملة : أتقول (أتظن) زيد موسى لاعبا).

ب ـ أن تقع بعد المفعول الأول في باب ظن وأخواتها :

ظننت زيدا يقرأ.

ظننت : فعل وفاعل.

زيدا : مفعول أول منصوب بالفتحة الظاهرة.

يقرأ : فعل مضارع والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.

والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب مفعول ثان.

(وهي لا تقع مفعولا أول في هذا الباب ، لأن المفعول الأول أصل مبتدأ ، والمبتدأ لا يكون جملة).

ج ـ أن تقع بعد المفعول الثانى في باب أعلم وأرى :

اعلمت زيدا عمرا أخوه ناجح.

أعلمت : فعل وفاعل.

زيدا : مفعول أول منصوب بالفتحة الظاهرة.

عمرا : مفعول ثان منصوب بالفتحة الظاهرة.

أخوه : مبتدأ مرفوع بالواو ، والهاء مضاف إليه في محل جر.

ناجح : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.

والجملة من المبتدأ وخبره في محل نصب مفعول ثالث.

(وهي لا تقع مفعولا ثانيا ـ في هذا الباب ـ لأن المفعول الثاني أصله مبتدأ ، والمبتدأ لا يكون جملة).

٣٣٤

د ـ أن تقع الجملة معلّقا عنها العامل سواء كان من أفعال القلوب أم من غيرها :

سأعلم أي الطلاب مجد.

أعلم : فعل مضارع ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا.

أي : اسم استفهام مرفوع بالضمة الظاهرة مبتدأ.

الطلاب : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.

مجد : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.

والجملة من المبتدأ وخبره في محل نصب سدت مسد مفعولي أعلم.

عرفت متى السفر.

عرفت : فعل وفاعل.

متى : اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب ظرف زمان ، وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر مقدم.

السفر : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة.

والجملة من المبتدأ وخبره في محل نصب مفعول به.

من المهم أن نعرف موقع الجملة المعلق عنها العامل لأنها تؤثر في التابع الذي يتبعها ، مثل :

عرفت متى السفر ووسيلته.

فجملة «متى السفر» معلق عنها العامل لأنها مصدرة باسم الاستفهام الذي علق الفعل عن العمل لأن اسم الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله. وهذه الجملة في محل نصب مفعول به. وقد ظهر أثر ذلك في التابع الذي وقع معطوفا وهو كلمة (وسيلته).

٣ ـ الجملة الواقعة حالا :

ولا بد أن يكون فيها رابط ـ كما سبق ـ إما ضمير عائد على صاحب الحال ، وإما الواو :

٣٣٥

رأيت زيدا كتابه في يده.

رأيت : فعل وفاعل.

زيدا : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة.

كتابه : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة ، والهاء مضاف إليه في محل جر.

في يده : جار ومجرور ومضاف إليه. وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر.

والجملة من المبتدأ وخبره في محل نصب حال من زيد.

رأيت زيدا يقرأ.

رأيت زيدا : فعل وفاعل ومفعول به.

يقرأ : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.

والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب حال من زيد.

رأيت زيدا والكتاب في يده.

الواو : واو الحال ، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.

الكتاب : مبتدأ. في يده : جار ومجرور ومضاف إليه. وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر.

والجملة من المبتدأ وخبره في محل نصب حال من زيد.

ما رأيت زيدا إلا كتابه في يده.

ما : حرف نفي.

رأيت : فعل وفاعل.

٣٣٦

زيدا : مفعول به.

إلا : حرف استثناء ملغى.

كتابه : مبتدأ ، والهاء مضاف إليه.

في يده : جار ومجرور ومضاف إليه. وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر.

والجملة من المبتدأ وخبره في محل نصب حال من زيد.

ما رأيت زيدا إلا كتابه في يده يقرأ.

إلا : حرف استثناء ملغى.

كتابه : مبتدأ ومضاف إليه.

في يده : شبه الجملة متعلق بمحذوف خبر.

والجملة من المبتدأ وخبره في محل نصب حال من زيد.

يقرأ : فعل مضارع ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.

والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب حال من زيد.

٤ ـ الجملة الواقعة صفة :

تحدث في الحفل خطيب لسانه فصيح.

خطيب : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.

لسانه : مبتدأ ، والهاء مضاف إليه.

فصيح : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.

والجملة من المبتدأ وخبره في محل رفع صفة.

سمعت مغنيا صوته جميل.

مغنيا : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة.

صوته : مبتدأ والهاء مضاف إليه.

٣٣٧

جميل : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.

والجملة من المبتدأ وخبره. في محل نصب صفة.

يسكن زيد في مدينة جوّها جميل.

مدينة : اسم مجرور بفي وعلامة جره الكسرة الظاهرة.

جوها : مبتدأ ، وها مضاف إليه.

جميل : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.

والجملة من المبتدأ وخبره في محل جر صفة.

* من التعبيرات المشهورة : الجمل بعد النكرات صفات ، وبعد المعارف أحوال لكن النحاة القدماء لا يعممون هذا القانون على إطلاقه وإنما يقيدونه بقيود ، فيقولون :

الجملة الخبرية إن وقعت مرتبطة بنكرة محضة فهي صفة لها ، وإن وقعت مرتبطة بمعرفة محضة فهي حال عنها ، وإن وقعت بعد نكرة غير محضة أو معرفة غير محضة فهي حال أو صفة. كل ذلك بشرط عدم وجود مانع يمنع من جعل الجملة صفة أو حالا.

أ ـ فالنكرة المحضة مثل :

رأيت طالبا يقرأ.

جملة «يقرأ» وقعت صفة في محل نصب.

ب ـ والمعرفة المحضة مثل :

رأيت زيدا يقرأ.

جملة «يقرأ» وقعت حالا من زيد.

ج ـ والنكرة غير المحضة مثل :

رأيت طالبا مجدا يقرأ.

أو : رأيت طالب علم يقرأ.

٣٣٨

فجملة «يقرأ» تعرب صفة أو حالا ؛ لأنها وقعت بعد نكرة غير محضة لأن هذه النكرة تخصصت بالنعت في المثال الأول وبالإضافة إلى النكرة في المثال الثاني (والأفضل إعرابها صفة).

د ـ والمعرفة غير المحضة مثل :

زيد مثل الأسد جرأته أصيلة.

فجملة «جرأته أصيلة» وقعت بعد معرفة «الأسد» وهو معرف تعريفا جنسيا ، والتعريف الجنسي يقرب من التنكير عند النحاة. ولذلك تعرب الجملة حالا أو صفة (والأفضل إعرابها حالا).

أما المانع ففي مثل :

هذا مهمل لا تصاحبه.

أو : هذا زيد لا تهنه.

جملة «لا تصاحبه» جملة إنشائية وقعت بعد نكرة ، كما أن جملة «لا تهنه» وقعت بعد معرفة ، ولكن الإنشائية لا يصح وقوعها صفة أو حالا ، ومن ثم نعربها مستأنفة لا محل لها من الإعراب.

ومثل : اعتذر زيد سأسامحه.

أو : اعتذر زيد لن أعاقبه.

فجملة «سأسامحه» و «لن أعاقبه» وقعت بعد معرفة لكنها لا تصلح أن تكون حالا هنا ، لأنها مصدرة بحرف يدل علي الاستقبال وهو «السين» و «لن» والجملة الحالية لا تصدر بدليل استقبال ، ومن ثم وجب إعرابها مستأنفة لا محل لها من الإعراب.

ومثل : ما جاءني رجل إلا قال خيرا.

جملة «قال خيرا» وقعت بعد نكرة محضة «رجل» ومن ثم كان يجب إعرابها صفة ، لكن الجملة الواقعة بعد «إلا» في مثل هذه الجملة تعرب حالا لا صفة لأن «إلا» لا تفصل بين الصفة وموصوفها في الاستعمال العربي.

٣٣٩

٥ ـ الجملة الواقعة مستثني.

وذلك إذا وقعت في استثناء منقطع ، مثل

لن أعاقب مجدا إلا المهمل فعقابه شديد.

إلا : حرف استثناء.

المهمل : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.

فعقابه : الفاء واقعة في الخبر ، عقابه : مبتدأ ثان ، والهاء مضاف إليه.

شديد : خبر المبتدأ الثاني.

والجملة من المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول.

والجملة من المبتدأ الأول وخبره في محل نصب مستثني.

(الاستثناء هنا منقطع لأن المستثني ليس من جنس المستثني منه.)

٦ ـ الجملة الواقعة مضافا إليه :

وهي تقع مضافا إليه بعد كلمة تكون مضافة إلي جملة جواز أو وجوبا والكلمات التي تقع مضافة إلي جملة هي :

أ ـ الكلمات الدالة علي الزمان سواء كانت ظرفا أم غير ظرف :

قابلت زيدا يوم حضر

يوم : ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة.

حضر : فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو. والجملة من الفعل والفاعل في محل جر مضاف إليه.

هذا يوم لا ينفع فيه الندم.

هذا يوم : مبتدأ وخبر.

لا : حرف نفي.

ينفع : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة.

٣٤٠