التطبيق النحوى

الدكتور عبده الراجحي

التطبيق النحوى

المؤلف:

الدكتور عبده الراجحي


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار المعرفة الجامعية
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٥٠

نعم : حضر زيد.

لا : لم يحضر زيد.

أزيد حاضر؟

هل زيد حاضر؟

نعم : زيد حاضر.

لا : ليس زيد حاضرا.

وتستعمل في الإجابة المثبتة أيضا كلمتا «أجل» و «إي» ، نقول :

أجل : حضر زيد.

أجل : زيد حاضر.

إي : حضر زيد.

إي : زيد حاضر.

وتقول في إعرابها : حرف جواب مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

ب ـ إذا كانت الجملة منفية يجاب عنها ب «بلى» إثباتا ، و «نعم» نفيا :

ألم يحضر زيد؟

أليس زيد حاضرا؟

بلى : حضر زيد.

بلى : زيد حاضر.

نعم : لم يحضر زيد.

نعم : ليس زيد حاضرا.

٢ ـ طلب التصور :

لا يستعمل هنا حرف جواب ، وإنما يجاب بتحديد المسئول عنه :

أحضر زيد أم عمرو؟ ـ زيد.

من حضر؟ ـ زيد.

متى حضر زيد؟ يوم الجمعة .... وهكذا.

* لا تستعمل «أم» مع «هل» ، وإذا اضطررت إلى ذلك فعليك تكرار «هل» بعد أم.

* * *

٣٠١

* يستعمل الفعل المضارع المسبوق بالفاء في جواب الاستفهام ، فتجري عليه الأحكام السابقة في جواب الأمر ؛ إذ ينصب بنون مضمرة ، تقول :

هل تجتهد فتنجح؟

الفاء : حرف عطف يفيد السببية ، وتنجح فعل مضارع منصوب بنون مضمرة وجوبا ، والناس ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.

والمصدر المؤول معطوف على مصدر مؤول متوهّم من الفعل السابق ، والتقدير :

هل يكون منك اجتهاد فيكون لك نجاح؟.

* * *

تدريبات : أعرب الكلمات المكتوبة بخط واضح :

١ ـ (وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ.)

٢ ـ (أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ.)

٣ ـ (فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ ما يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا ساعَةً مِنْ نَهارٍ. بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ.)

٤ ـ (أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ. بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ.)

٥ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ.)

٦ ـ (قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْداداً ذلِكَ رَبُّ الْعالَمِينَ.)

٧ ـ (قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيها إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ.)

٨ ـ (انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَكَفى بِهِ إِثْماً مُبِيناً.)

٩ ـ (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صالِحاً وَقالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ.)

١٠ ـ (وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ.)

* * *

٣٠٢

ـ ٥ ـ

جملة التعجب

و «التعجب» أيضا من «الأساليب» الشائعة في العربية ، وتستعمل فيه أنواع كثيرة من التراكيب ، لكن التعجب «القياسي» المعروف له صيغتان :

ما أفعله.

أفعل به.

وهما جملتان مختلفتان من حيث النوع : فالأولي اسمية ، والثانية فعلية على ما سترى في إعرابهما ، لكنهما تشتملان على فعلين : (أفعل ، أفعل) ، وهما فعلان جامدان ماضيان ، لا تلحقهما علامات تأنيث أو تثنية أو جمع.

ومع أنهما فعلان ماضيان فإنهما ـ في الأرجح ـ خاليان من الدلالة على الزمن إلا إذا كانت هناك قرينة تدل على ذلك ، فنحن حين نقول :

ما أصبر المؤمن.

أصبر بالمؤمن.

فإننا لا نتعجب من صبر المؤمن في وقت معين ، وإنما هو تعجب عام ، ومن ثم قال النحاة إن جملة التعجب ليست جملة خبرية على الأغلب ، بل هي جملة إنشائية تدل على إنشاء التعجب أو على «الانفعال» بشئ ما.

وهذان الفعلان لا يصاغان إلا بشروط معينة تفصلها كتب النحو ، ونجملها لك هنا بأنه يشترط في صياغتها أن تكون من كل فعل ثلاثي متصرف قابل للمفاضلة مبني للمعلوم تام مثبت ليس الوصف منه على أفعل فعلاء.

فإذا استوفى الفعل هذه الشروط صحّت الصياغة منه ، وأعربته على النحو التالي :

ما أجمل السماء.

ما : اسم تعجب مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ.

٣٠٣

أجمل : فعل ماض مبني على الفتح ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقدير هو (١) عائد على ما. والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر.

السماء : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة.

(ومعنى هذا الإعراب : شئ عظيم جعل السماء جميلة).

أجمل بالسماء.

أجمل : فعل ماض جاء على صيغة الأمر.

الباء : حرف جر زائد.

السماء : فاعل مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.

(ومعنى هذا الإعراب : جملت السماء).

(ولك في هذه الصيغة إعراب آخر هو : أجمل فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت ، والباء حرف جر ، والسماء مجرورة بالباء وعلامة الجر الكسرة الظاهرة ، والجار والمجرور متعلق بفعل الأمر أجمل ، وكأن معنى الإعراب هنا : يا جمال أجمل بالسماء. والإعراب الأول هو المعمول به).

فإذا تخلف شرط من الشروط السابقة جاز لك أن تصوغ التعجب من فعل مساعد مناسب للمعنى وبعده مصدر صريح أو مؤول من الفعل الذي لم يستوف الشروط ، مثل :

ما أجمل استغفار المؤمن.

ما : ام تعجب مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.

أجمل : فعل ماض مبني على الفتح ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره هو عائد على ما ، والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر.

__________________

(١) انظر ص ٥٠.

٣٠٤

استغفار : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة.

المؤمن : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.

أجمل باستغفار المؤمن.

أجمل : فعل ماض جاء على صيغة الأمر.

الباء : حرف جر زائد.

استغفار : فاعل مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.

المؤمن : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.

* إن كان الفعل منفيا أتينا بمضارعه مسبوقا بأن ؛ فمثلا جملة : ما نجح المهمل ، نقول في التعجب منها :

ما أعدل ألا ينجح المهمل.

ما : اسم تعجب مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.

أعدل : فعل ماض مبني على الفتح ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره هو عائد على ما ، والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر.

ألا : مكونة من أن+ لا ، أن حرف مصدري ونصب ، ولا حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

ينجح : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

والمصدر المؤول من أن والفعل في محل نصب مفعول به.

المهمل : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.

أعدل بألّا ينجح المهمل.

أعدل : فعل ماض جاء على صيغة الأمر.

بألا : الباء حرف جر زائد ، وأن حرف مصدرى ونصب ، ولا حرف نفي.

ينجح : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة

والمصدر المؤول من أن والفعل في محل رفع فاعل.

المهمل : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.

٣٠٥

* فإذا كان الفعل مبنيا للمجهول آتينا به مسبوقا بما المصدرية ، فتتعجب من جملة (كوفئ المجدّ) :

ما أجمل ما كوفئ المجدّ.

ما : اسم تعجب مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.

أجمل : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره هو عائد على ما ، والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر.

ما : حرف مصدري مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

كوفئ : فعل ماض مبني على الفتح والمصدر المؤول من ما والفعل في محل نصب مفعول به.

المجد : نائب فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.

أجمل بما كوفئ المجدّ.

أجمل : فعل ماض جاء على صيغة الأمر.

الباء : حرف جر زائد.

ما : حرف مصدري.

كوفئ : فعل ماض مبني على الفتح.

والمصدر المؤول من ما والفعل في محل رفع فاعل.

المجد : نائب فاعل مرفوع بالضمة.

أما إذا كان الفعل ملازما للبناء للمجهول ـ كما بينا في النائب الفاعل ـ فالأصح جواز صياغة التعجب منه مباشرة ؛ فجملة (هرع زيد نتعجب منها على الوجه التالي :

ما أهرع زيدا.

أهرع بزيد.

* ورد في العربية : ما أخصر هذا الكلام.

٣٠٦

وهو خارج عن القياس ؛ لأن الفعل منه غير ثلاثي ، ثم هو مبني للمجهول :

أختصر. لكن هذا هو المستعمل.

* يجوز أن تزاد «كان» بين ما التعجبية وفعل التعجب ، مثل :

ما كان أكرم عليّا.

ما : اسم تعجب مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.

كان : فعل ماض زائد مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.

أكرم : فعل ماض مبني على الفتح ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره هو عائد على ما ، والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر.

عليا : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة.

* يجوز حذف الباء من صيغة (أفعل به) بشرط أن يكون المعمول مصدرا مؤولا من أن والفعل أو أنّ ومعموليها :

أجمل أن يزورنا زيد.

أجمل : فعل ماض جاء على صيغة الأمر.

أن : حرف مصدري ونصب.

يزور : فعل مضارع منصوب بالفتحة الظاهرة ، والمصدر المؤول من أن والفعل ـ مع تقدير حرف جر زائد ـ في محل رفع فاعل.

والمعنى : أجمل بزيارة زيد.

أجمل أنّك ضيفنا.

أجمل : فعل ماض جاء على صيغة الأمر.

أنك : حرف توكيد ونصب ، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب اسم إن.

ضيفنا : خبر أنّ مرفوع بالضمة الظاهرة ، ونا ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.

٣٠٧

والمصدر المؤول من أنّ ومعموليها ـ مع تقدير حرف جر زائد ـ في محل رفع فاعل.

والمعنى : أجمل بكونك ضيفنا.

* إذا كان الفعل ناقصا وله مصدر أتينا به ، فنتعجب من جملة (كان زيد كريما) على الوجه التالي :

ما أعظم كون زيد كريما.

أعظم بكون زيد كريما.

فإذا لم يكن له مصدر أتينا بالفعل مسبوقا بما ، فتتعجب من جملة (كاد المهمل يهلك) على الوجه التالي :

ما أكثر ما كاد المهمل يهلك.

ما : اسم تعجب مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.

أكثر : فعل ماض مبني على الفتح. والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره هو عائد على ما ، والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر.

ما : حرف مصدري مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

كاد : فعل ماض ناقص مبني على الفتح.

والمصدر المؤول مما في معنى ما والفعل في محل نصب مفعول به.

أكثر بما كاد المهمل يهلك.

أكثر : فعل ماض جاء على صيغة الأمر.

الباء : حرف جر زائد.

ما : حرف مصدري.

كاد : فعل ماض ناقص.

والمصدر المؤول مما في معنى ما والفعل في محل رفع فاعل.

٣٠٨

ملحوظة : الجملة القياسية الأولى : ما أفعله ، مثل :

ما أجمل السماء.

«ما» هنا ليست اسم استفهام ، وليست اسما موصولا ، لكنها «اسم تعجب» ، أصبحت خالصة لهذه الوظيفة ، وهي ـ بذلك ـ ليست معرفة ، بل نكرة تامة ؛ لأن معناها هنا هو : شئ ، أو شئ هائل ، أو شئ عظيم ، ونحن نعرب المتعجّب منه هنا مفعولا به ، والواقع أن هذا من الناحية الشكلية الإعرابية فقط ، فهو ليس مفعولا به على الحقيقة ؛ بل هو في الأصل فاعل لهذه الجملة ، لأن تقديرها كما ذكرنا : جملت السماء.

* * *

تدريبات :

أعرب ما هو مكتوب بخط واضح :

١ ـ (أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى وَالْعَذابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ.)

٢ ـ (قُلِ اللهُ أَعْلَمُ بِما لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ ما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً.)

٣ ـ (أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنا لكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ.)

٤ ـ (قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ.)

* * *

٣٠٩

ـ ٦ ـ

جملة المدح والذم

المدح والذم من «الأساليب» الشائعة في العربية ، والأشهر في الدلالة عليهما فعلان ماضيان جامدان هما : نعم ، وبئس. وجملة المدح والذم قد تكون اسمية أو فعلية على ما سترى في إعرابها. ولننظر في هذا المثال :

نعم القائد خالد.

لك في هذه الجملة إعرابان :

أ ـ نعم : فعل ماض جامد مبني على الفتح.

القائد : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.

والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر مقدم.

خالد : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة.

(الجملة على هذا الإعراب جملة اسمية لأن المخصوص بالمدح وقع مبتدأ مؤخرا والجملة الفعلية قبله وقعت خبرا مقدما ، وتقدير الكلام : خالد نعم القائد.)

ب ـ نعم : فعل ماض جامد مبني على الفتح.

القائد : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.

خالد : خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو.

(والجملة على هذا الإعراب جملة فعلية لأن المخصوص بالمدح وقع خبرا لمبتدأ محذوف ، وتقدير الكلام : نعم القائد هو خالد.)

وهناك إعراب ثالث هو :

نعم : فعل ماض جامد مبني على الفتح.

القائد : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.

٣١٠

خالد : بدل كل من القائد مرفوع بالضمة الظاهرة ، (والجملة على هذا الإعراب فعلية أيضا.)

* ولما كان نعم وبئس فعلين جامدين على الأصح (١) ، فإنهما يحتاجان إلى فاعل ، ويشترط في فاعلهما ما يأتي :

١ ـ أن يكون معرفا بأل كما في المثال السابق.

٢ ـ أن يكون مضافا إلى ما فيه أل ، مثل :

نعم قائد المسلمين خالد.

نعم : فعل ماض جامد مبني على الفتح.

قائد : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.

المسلمين : مضاف إليه مجرور بالياء.

والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر مقدم.

خالد : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة.

٣ ـ أن يكون مضافا إلى مضاف إلى ما فيه أل ، مثل :

نعم قائد جيش المسلمين خالد.

نعم : فعل ماض.

قائد : فاعل. وجيش مضاف إليه ، والمسلمين مضاف إليه.

والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر مقدم.

خالد : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة.

٤ ـ أن يكون ضميرا مستترا وجوبا يفسره تمييز بعده ، مثل :

نعم قائدا خالد.

نعم : فعل ماض جامد مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره هو.

__________________

(١) يرى الكوفيون أنهما اسمان ، والمعمول به هو ما قدمناه. وهما فعلان جامدان ؛ إذ لا يستخدم لهما مضارع ولا أمر ولا شئ من المشتقات.

٣١١

والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر مقدم.

قائدا : تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة.

خالد : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة.

ويجوز الجمع بين فاعل نعم الظاهر والتمييز فتقول :

نعم الطالب مجتهدا زيد.

نعم : فعل ماض جامد.

الطالب : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.

والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر مقدم.

مجتهدا : تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة.

زيد : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة.

٥ ـ أن يكون كلمة «ما» أو «من» :

نعم ما تفعل الخير.

نعم : فعل ماض جامد مبني على الفتح.

ما : اسم موصول بمعنى الذي مبني على السكون في محل رفع فاعل.

تفعل : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت ، والجملة من الفعل والفاعل صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.

والجملة من نعم وفاعلها في محل رفع خبر مقدم.

الخير : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة.

وفي هذه الجملة إعراب آخر هو :

نعم : فعل ماض. والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره هو.

والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر مقدم.

ما : تمييز مبني على السكون في محل نصب.

٣١٢

تفعل : فعل مضارع ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت ، والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب صفة.

الخير : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة.

(الخلاف في إعراب (ما) قائم على الخلاف في اعتبار نوعها ، أهي اسم موصول؟ أم اسم نكرة؟. إن كانت موصولا فهي الفاعل والجملة بعده صلة له ، وإن كانت نكرة فهي تمييز والجملة بعده صفة له ويكون تقدير الكلام : نعم شيئا تفعل الخير.)

نعم من تصادق زيد.

نعم : فعل ماض جامد.

من : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل.

والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر مقدم.

تصادق : فعل مضارع ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت والجملة من الفعل والفاعل صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.

زيد : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة.

(ويمكنك إعراب «من» تمييزا والجملة بعده صفة ، وفاعل نعم ضمير مستتر وجوبا تقديره هو ، على التفصيل السابق.)

تستعمل (بئس) هذا الاستعمال نفسه فنقول :

بئس الخلق الإهمال.

بئس خلق الطالب الإهمال.

بئس خلق طالب العلم الإهمال.

بئس خلقا الإهمال.

بئس ما يقول الكذب.

* يستعمل الفعل «ساء» استعمال «بئس» ، ويكون فعلا ماضيا جامدا لإنشاء الذم ، بالشروط نفسها ، فتقول :

٣١٣

ساء الخلق الإهمال.

ساء : فعل ماض جامد مبني على الفتح.

الخلق : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.

والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر مقدم.

الإهمال : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة.

ساء خلقا الإهمال.

ساء : فعل ماض جامد. والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره هو.

والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر مقدم.

خلقا : تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة.

الإهمال : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة.

* يستعمل الفعل «حبّ» استعمال نعم وبئس ، فإن كان مثبتا كان للمدح وإن كان مسبوقا بحرف النفي (لا) كان للذم ، ولكن يشترط فيه :

(١) أن يكون الفاعل هو اسم الإشارة «ذا» ، مثل :

حبّذا الصدق.

حب : فعل ماض جامد مبني على الفتح.

ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع فاعل.

والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر مقدم.

الصدق : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة.

لا حبذا الكذب.

لا : حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

حب : فعل ماض جامد.

ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع فاعل.

والجملة في محل رفع خبر مقدم.

٣١٤

الكذب : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة.

ويجوز أن يأتي بعد «ذا» تمييز ، فتقول :

حبذا صادقا زيد.

حبذا : فعل وفاعل في محل رفع خبر مقدم.

صادقا : تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة.

زيد : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة.

(٢) إن كان الفاعل اسما غير «ذا» جاز لك فتح الحاء من حب أو ضمها.

وفي الحالة الأخيرة تعربه فاعلا ، فهو ليس فعلا مبنيا للمجهول ، فتقول :

حبّ الصادق زيد.

وحبّ الصادق زيد.

حبّ : فعل ماض جامد مبني على الفتح.

الصادق : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.

والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر مقدم.

زيد : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة ويجوز جر الفاعل بباء زائدة ، فنقول :

حبّ بالصادق زيد.

حبّ بالصادق زيد.

حب : فعل ماض جامد.

الباء : حرف جر زائد مبني على الكسر لا محل له من الإعراب.

الصادق : فاعل مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.

والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر مقدم.

يد : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة.

٣١٥

(٣) ويجوز أن يكون الفاعل ضميرا مستترا وجوبا يفسره تمييز بعده ، مثل :

حبّ صادقا زيد.

حب : فعل ماض جامد مبني على الفتح ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره هو. والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر مقدم.

صادقا : تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة.

زيد : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة.

* يمكن تحويل الفعل الثلاثي إلى وزن «فعل» ، فيدل على معنى نعم وبئس ويعمل عملهما بالشروط نفسها ، فتقول :

حسن الطالب زيد.

حسن : فعل ماض جامد مبني على الفتح.

الطالب : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.

والجملة في محل رفع خبر مقدم.

زيد : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة.

خبث الرفيق الشيطان.

خبث الرفيق : فعل وفاعل ، في محل رفع خبر مقدم.

الشيطان : مبتدأ مؤخر.

حسن طالبا زيد.

حسن : فعل ماض جامد. والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره هو ، والجملة في محل رفع خبر مقدم.

زيد : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة.

(انظر التفصيلات التي تذكرها كتب النحو في شأن تحويل الأفعال الثلاثية للدلالة على معنى المدح أو الذم

أو التعجب).

* * *

٣١٦

تدريب : أعرب ما يأتي :

١ ـ (وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَوْلاكُمْ ، نِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ.)

٢ ـ (ولنعم دار المتقين الجنة.)

٣ ـ (بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً.)

٤ ـ (إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ.)

٥ ـ (بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ.)

٦ ـ (ساءَ مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا.)

٧ ـ (وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ ، قُلْ بِئْسَما يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمانُكُمْ.)

٨ ـ (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذابَ جَهَنَّمَ ، إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً. إِنَّها ساءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً.)

٩ ـ (لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ. مَتاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهادُ.)

١٠ ـ (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ ، وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً.)

* * *

٣١٧

ـ ٧ ـ

جملة الشرط

عرضنا «لكلمات» الشرط عند الحديث عن الأسماء المبنية. (١) ونقدم لك هنا القواعد العامة «لجملة الشرط» باعتبارها من «الأساليب» الشائعة في العربية.

* تتكون «جملة» الشرط من جزئين ؛ الشرط ، والجواب أو الجزاء ، تربط بينهما كلمة شرطية ، وهذه الكلمة قد تكون حرفا وقد تكون اسما.

* يشيع في الكتب التعليمية إطلاق «فعل الشرط» على الجزء الأول ، وهذا صحيح ؛ لأن فكرة الشرط تستند ـ في أساسها ـ إلى اشتراط وجود «حدث» ما يؤدي إلى نتيجة ما.

* من المهم جدا أن نحدد العلاقة بين جزئي هذه الجملة ؛ إذ إن ذلك يساعدنا على تحديد جملة الشرط. والأغلب أن العلاقة بينهما علاقة «علّية» ؛ أي أن الشرط علة للجواب ، أو علاقة «تضمّن» ؛ أي أن الجواب متضمّن في الشرط ، أو علاقة «تعليق» أي الجواب معلّق على الشرط ، ومن الواضح أن فكرة «العّلية» هي الأصل في ذلك كله.

ويترتب على ذلك عدة أمور :

١ ـ أن تكون الجملة «مبهمة» «عامة» لا تختص بشئ بذاته ولا بإنسان بذاته ولا بمكان أو زمان أو بهيئة على وجه التحديد ، وعلى ذلك حين نقول :

من يجتهد ينجح.

فإن «من» هنا ليست معرفة ، بل هي «نكرة عامة» ، أي «أيّ إنسان» أو «مطلق إنسان» ، وحين نقول :

__________________

(١) انظر ص ٧١.

٣١٨

متى يأت يلق ترحيبا.

فإن «متى» هنا لا تحدد وقتا بذاته ، بل المعنى : في أي وقت .. وكذلك :

أين يذهب يلق ترحيبا.

(٢) أن هناك تراكيب عدّها بعض النحاة من جمل الشرط ، ولا نراها ذلك ، وهي تلك التراكيب التي تربط بين أجزائها كلمات مثل : لمّا ، وكلّما ، مثل.

لمّا حضر زيد سافر عمرو.

كلّما حضر زيد سافر عمرو.

وذلك أن العلاقة بين الجزئين هنا ليست علاقة «علّية» ، بل هي علاقة «زمانية» laropmet ؛ إذ إن حضور زيد ليس سببا في سفر عمرو.

(٣) وفكرة الإبهام تستدعى منها أن تدل جملة الشرط على «زمن مستقبل» ؛ إذ إن الشرط ينبغي أن يكون عاما في المستقبل ، ولا معنى لذلك في الماضي الذي يكتسب تحديده من حدوثه قبل وقت التكلم ، وعلى ذلك :

إن تجتهد تنجح.

من يجتهد ينجح.

إذا اجتهدت نجحت.

متى يأت يلق ترحيبا.

تنصرف جميعها إلى المستقبل.

* يرتبط الشرط والجواب ارتباطا وثيقا ، ويتم ذلك أولا بكلمة الشرط ثم بجزم الفعل المضارع في الشرط وفي الجواب. ويتم ذلك أيضا بربط الجواب بالفاء حين يتوافر فيه ما يلي :

١ ـ أن يكون جملة اسمية :

إن تجنهد فأنت ناجح

٢ ـ أن يكون جملة فعلية فعلها طلبى :

إن تجتهد فأبشر بالنجاح.

٣١٩

إن تجتهد فلا تخش شيئا.

إن تجتهد فهل لك إلا النجاح.

٣ ـ أن يكون جملة فعلية فعلها جامد :

إن تجتهد فنعم العمل.

٤ ـ أن يكون الفعل مقرونا بالسين أو سوف أو قد :

إن تجتهد فستنجح.

إن تجتهد فسوف تنجح.

إن تجتهد فقد أفلحت.

٥ ـ أن يكون الفعل منفيا :

إن تجتهد فلن تفشل :

* إذا كان جواب الشرط جملة اسمية غير منسوخة وغير منفية جاز ربطه ب «إذا» الفجائية :

إن تجتهد إذا أنت متفوق.

* وخلاصة الأمر أنه يجب اقتران جواب الشرط بالفاء إذا لم يكن صالحا لاستعماله في الجزء الأول ؛ أي في الشرط ، فحين تقول :

إن تجتهد فأنت ناجح.

فإنك لا تستطيع أن تقول : * إن أنت ناجح فسوف أكافئك. لأن الجملة الاسمية لا تصلح أن تكون شرطا ، وكذلك :

إن تجتهد فأبشر بالنجاح. لا يصح أن تقول :

* إن أبشر بالنجاح .... وكذلك في الباقي.

* ذكرنا لك سابقا أن جمل الجواب لا محل لها من الإعراب دائما. وهي كذلك هنا :

إن تجتهد تنجح.

٣٢٠