التطبيق النحوى

الدكتور عبده الراجحي

التطبيق النحوى

المؤلف:

الدكتور عبده الراجحي


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار المعرفة الجامعية
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٥٠

يا فرحاه.

فرحاه : منادى منصوب بالفتحة الظاهرة ، والياء المنقلبة ألفا ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه ، والهاء هاء السكت حرف مبني علي السكون لا محل له من الإعراب.

د ـ حذفها وبقاء الكسرة التي قبلها دليلا عليها.

يا قوم توحدوا.

قوم : منادي منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة ، والياء المحذوفة ضمير مبني علي السكون في محل جر مضاف إليه.

ه ـ حذفها وبناء قبلها على الضم ، وذلك في الكلمات التي تكثر إضافتها مثل :

يا قوم ... يا ربّ

وهناك خلاف في إعراب هذا المثال ، فتقول :

قوم : منادى منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها الضمة التي جاءت لشبهه بالنكرة المقصودة ، والمضاف إليه محذوف هو ياء المتكلم.

أو : منادى مبني على الضم في محل نصب لانقطاعه عن الإضافة لفظا لا معنى وشبهه للنكرة المقصودة.

* فإن كان المنادى المضاف إلى ياء المتكلم هو كلمة (أب) أو (أم) جاز لك فيه الاستعمالات السابقة ، واستعمالات أخرى ، أشهرها :

أ ـ حذف ياء المتكلم والتعويض عنها بتاء يقولون إنها تاء التأنيث مع بنائها على الكسر :

يا أبت ...

أبت : منادى منصوب بالفتحة الظاهرة ، والتاء حرف جاء عوضا عن الياء.

المحذوفة لا محل له من الإعراب ، والياء المحذوفة ضمير مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.

٢٨١

* فإن كان المنادى مضاف إلى اسم مضاف إلى ياء المتكلم ، وجب بقاء الياء مع بنائها على السكون أو على الفتح :

يا فرحة قلبي ..

يا فرحة قلبي ..

إلا إن كان المنادى هو كلمة (ابن أم أو ابن عم أو ابنة أم أو ابنة عم) فلك في هذه الياء وجهان :

أ ـ حذف ياء المضاف إليه مع بقاء الكسرة قبلها.

يا بن أمّ ...

ابن : منادى منصوب بالفتحة الظاهرة.

أم : مضاف إليه مجرور بكسرة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة والياء المحذوفة ضمير مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.

ب ـ حذف الياء بعد قلبها ألفا وقلب الكسرة التي قبلها فتحة لنتمكن من قلب الياء :

يا بن أمّ ..

ابن : منادى منصوب بالفتحة الظاهرة.

أم : مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة منع من ظهورها الفتحة التي جاءت لقلب الياء ألفا. والياء المحذوفة المنقلبة ألفا ضمير مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.

* * *

٣ ـ أنت تعلم أن المنادى لا يكون معرفا بالألف واللام ، إذ لا يصح الجمع بينها وبين النداء ، إلا في حالات ، أشهرها :

أ ـ لفظ الجلالة ..

٢٨٢

يا الله .. (١)

الله : لفظ الجلالة منادى مبني على الضم في محل نصب ، وأكثر استعماله مع حذف حرف النداء والتعويض عنها بميم مشددة :

اللهمّ ...

اللهم : لفظ الجلالة منادى مبني على الضم في محل نصب ، والميم عوض عن حرف النداء المحذوف ، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ويجوز حذف (أل) من لفظ الجلالة ، وذلك كثير في الشعر :

لا همّ اغفر لي.

لا همّ : منادى مبني على الضم في محل نصب ، والميم عوض عن حرف النداء ، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.

ب ـ ان يكون المنادى مشبها به :

يا الأسد جرأة.

الأسد : منادي مبني علي الضم في محل نصب. (وهم يرون أن تقدير الجملة علي حذف منادي مضاف ، أي : يا مثل الأسد جرأة ..)

٤ ـ فإذا كان الاسم المنادي معرفا بالألف واللام فلابد من الاستعانة ب (أيّ وأيّة) ، ويجب إفرادها ، وإلحاق ها التنبيه لها.

يا أيّها المجتهد أبشر.

يا : حرف نداء مبني علي السكون لا محل له من الإعراب.

أي : منادي مبني علي الضم في محل نصب.

ها : حرف تنبيه مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

المجتهد : بدل مرفوع بالضمة الظاهرة.

* وكذلك مع اسم الموصول المبدوء ب «ال» :

__________________

(١) بهمزة قطع أو وصل.

٢٨٣

يا أيها الذي استعدّ أبشر.

يا : حرف نداء مبني علي السكون لا محل له من الإعراب.

أي : منادي مبني علي الضم في محل نصب.

ها : حرف تنبيه مبني علي السكون لا محل له من الإعراب.

الذي : اسم موصول مبني علي السكون في محل رفع بدل.

استعد : فعل ماض مبني علي الفتح ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو ، والجملة من الفعل والفاعل صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.

* ومع اسم الإشارة المجرد من كاف الخطاب.

أيّها ذا المستعدّ أبشر.

أي : منادي مبني على الضمّ في محل نصب.

ها : حرف تنبيه مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع بدل لأي على اللفظ.

المستعد : صفة لاسم الإشارة مرفوع بالضمة الظاهرة.

ملحوظة : يشيع استعمال «أي» و «أية» في النداء في الفصحي المعاصرة :

أيها الحقل الكريم ..

أيها الأخوة المواطنون

أيتها الطليعة الممتازة ..

* * *

٥ ـ يجوز ترخيم المنادي أي حذف حرف من آخره ، أو أكثر إن كان علما مفردا أو نكرة مقصودة بالشروط التي تفصلها كتب النحو ، والذي يهمنا الآن هو ضبطها في التطبيق النحوي.

إن رحمت اسما منادي بأن حذفت حرفه الأخر جار لك في الحرف الذي أصبح آخرا وجهان :

٢٨٤

أ ـ أن نتركه علي أصله فنقول :

يا فاطم.

أصلها : يا فاطمة ، فتبقي الميم مفتوحة كما كانت ، وتقول في إعرابها :

فاطم : منادي مبني على الضم على التاء المحذوفة للترخيم ، في محل نصب.

يا صاح.

أصلها : يا صاحب فتبقي الباء مكسورة كما كانت وتعربها كالمثال السابق ، وهكذا.

وهذه الطريقة يسميها القدماء «لغة من ينتظر» دلالة علي أن المستمع ينتظر الحرف المحذوف.

ب ـ أن تراعي موقعه بإعتباره منادي فتضبط الحرف الأخير بالبناء علي الضم.

يا فاطم.

فاطم : منادي مبني علي الضم في محل نصب ... وهكذا.

وهذه الطريقة تسمي «لغة من لا ينتظر» كأن الاسم قد انتهي بهذا الحرف ومن ثم تم بناؤه علي الضم.

* * *

الاستغاثة

الاستغاثة نوع من أنواع النداء ، لأنك توجه صرختك إلي من يعينك علي دفع شدة واقعة. وهي تتكون من حرف النداء (يا) ولا يستعمل فيها غيره. وبعده الاسم الذي تستغيثه ويسمي (المستغاث) مجرورا بلام أصلية مبنية علي الفتح علي الأغلب ، ثم الاسم المستغاث له مجرورا بلام أصلية مبنية علي الكسر فتقول :

يا للمؤمن للمظلوم.

٢٨٥

يا : حرف نداء مبني علي السكون في محل نصب.

اللام : حرف جر مبني علي الفتح لا محل له من الإعراب.

المؤمن : اسم مجرور باللام ، والجار والمجرور متعلق بحرف النداء. (لأن فيه معني الفعل : أدعو).

للمظلوم : اللام حرف جر مبني علي الكسر لا محل له من الإعراب ، المظلوم : اسم مجرور باللام وعلامة جره الكسرة الظاهرة ، والجار والمجرور متعلق بحرف النداء.

وإن حذفت لام الجر من المستغاث جاز أن نعوض عنها بألف في آخره ونلحقها بهاء السكت عند الوقف.

يا مؤمنا للمظلوم.

يا : حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

مؤمنا : منادي مبني على ضم مقدر منع من ظهوره الفتحة المناسبة للألف ، وهو في محل نصب ، والألف عوض عن لام الجر المحذوفة حرف مبني علي السكون لا محل له من الإعراب.

يا مؤمناه!

يا : حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

مؤمناه : منادي مبني على الضم المقدر منع من ظهوره الفتحة المناسبة للألف في محل نصب ، والألف عوض عن لام الجر المحذوفة ، حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، والهاء هاء السكت حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

قد يكون المستغاث مبنيا في الأصل ، مثل :

يا لهذا للضعيف.

يا : حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

اللام : حرف جر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.

٢٨٦

هذا : مجرور بكسرة مقدرة منع من ظهورها علامة البناء الأصلي والجار والمجرور متعلق بحرف النداء.

يا لك للمظلوم

يا : حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

اللام : حرف جر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.

الكاف : ضمير مجرور بكسرة مقدرة منع من ظهورها علامة البناء الأصلي ، والجار والمجرور متعلق بحرف النداء.

* لام الجر التي تكون في أول المستغاث يجب أن تكون مبنية على الفتح كما في الأمثلة السابقة ، ويجب بناؤها علي الكسر.

أ ـ إذا كان المستغاث ياء المتكلم :

يا لي للمظلوم.

يا : حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

اللام : حرف جر مبني علي السكون لا محل له من الإعراب.

ويا المتكلم ضمير مجرور باللام وعلامة جره كسرة مقدرة منع من ظهورها علامة البناء الأصلي ، والجار والمجرور متعلق بحرف النداء.

ب ـ أن تكون مع معطوف علي المستغاث ، غير مسبوقة بحرف النداء :

يا للشاب وللشابة للوطن

يا : حرف نداء مبني علي السكون لا محل له من الإعراب.

اللام : حرف جر مبني علي الفتح لا محل له من الإعراب.

الشاب : مجرور باللام وعلامة جره الكسرة الظاهرة ، والجار والمجرور متعلق بحرف النداء.

الواو : حرف عطف مبني علي الفتح لا محل له من الإعراب.

اللام : حرف جر مبني علي الكسر لا محل له من الإعراب.

الشابة : معطوف في محل نصب.

٢٨٧

* اللام الواقعة في أول المستغاث له مبنية علي الكسر وجوبا ، ويجب بناؤها علي الفتح إن كان المستغاث له ضميرا غير ياء المتكلم.

يا للناصر لنا.

لنا : اللام حرف جر مبني علي الفتح لا محل له من الإعراب.

ونا ضمير متصل مبني علي السكون في مجل جر باللام ، والجار والمجرور متعلق بحرف النداء.

وإن كان الاسم الواقع بعد المستغاث غير مستغاث له بل مستغاث عليه أي تطلب الانتصار عليه لا الانتصار له ، حذفت اللام وجررته بحرف الجر (من) :

يا لله من المنافقين.

يا : حرف نداء مبني علي السكون لا محل له من الإعراب.

لله : اللام حرف جر مبني علي الفتح لا محل له من الإعراب ، ولفظ الجلالة مجرور باللام وعلامة جره الكسرة الظاهرة.

والجار والمجرور متعلق بحرف النداء.

من : حرف جر مبني علي السكون وحرك لالتقاء الساكنين.

المنافقين : مجرور بمن وعلامة جره الياء ، والجار والمجرور متعلق بحرف النداء.

* * *

* تستعمل اللام المفتوحة بعد «يا» في جملة نداء تفيد التعجب ، مثل :

يا للعجب

يا للجمال

يا للهول

يا : حرف نداء.

للعجب : اللام حرف جر مبني علي الفتح ، والعجب مجرور باللام وعلامة جره الكسرة الظاهرة ـ وشبه الجملة متعلق ب «يا».

* * *

٢٨٨

الندبة

والندبة أيضا نوع من أنواع النداء لأنها نداء موجّه للمتفّجع عليه أو المتوجّع منه ، ويعرب المندوب منادي وله أحكامه من حيث البناء والإعراب ؛ فأنت إذا أردت أن تتفجع علي رجل مات اسمه زيد قلت :

وازيد.

وا : حرف ندبة (أي حرف نداء) مبني علي السكون لا محل له من الإعراب.

زيد : منادي مبني علي الضم في محل نصب.

وإذا أردت أن تتوجع من ألم برأسك قلت :

وا رأسي.

وا : حرف ندبة مبني علي السكون لا محل له من الإعراب.

رأسي : منادي منصوب بفتحة مقدرة علي ما قبل الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة ، والياء ضمير متصل مبني علي السكون في محل جر مضاف إليه.

والحرف المستعمل في الندبة هو (وا) في الاستعمال الغالب.

والأغلب أن تلحق المندوب ألف زائدة ، بعدها هاء السكت عند الوقف ، مثل :

وا زيداه.

وا : حرف ندبة مبني علي السكون لا محل له من الإعراب.

زيدا : منادي مبني علي ضم مقدر منع من ظهوره الفتحة المناسبة للألف ، في محل نصب. والألف حرف زائد مبني علي السكون لا محل له من الإعراب.

الهاء : هاء السكت حرف مبني علي السكون لا محل له من الإعراب.

* وقد تأتي هذه الألف في المضاف إليه مثل :

٢٨٩

وا عبد الحميداه.

وا : حرف ندبة مبني علي السكون لا محل له من الإعراب.

عبد الحميداه : عبد منادي منصوب بالفتحة الظاهرة ، وهو مضاف ، والحميد مضاف إليه مجرور بكسرة مقدرة منع من ظهورها الفتحة المناسبة للألف ، والألف حرف زائد مبني علي السكون لا محل له من الإعراب ، والهاء هاء السكت حرف مبني علي السكون لا محل له من الإعراب.

وهذه الألف تزاد بشرط ألا تؤدي إلي لبس ، فإن أدت إليه أتينا بحرف مد آخر. كأن تريد مثلا أن تتفجع علي أخ مضاف إلي ضمير المخاطبة قلت : وا أخاك. فإن زدت الألف صارت وا أخاك والتبس الأمر بالأخ المضاف إلي المخاطب ، ولذلك تقول :

وا أخاكي.

وا : حرف ندبة مبني علي السكون لا محل له من الإعراب.

أخا : منادي منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة.

الكاف : ضمير متصل مبني علي الكسر في محل جر مضاف إليه.

الياء : حرف زائد مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

وكذلك إن أردت أن تتفجع علي أخ مضاف إلي ضمير الغائب المفرد قلت :

وا اخاه : فإن زدت الألف صارت : وا أخاها والتبس الأمر بالأخ المضاف إلي ضمير الغائبة ، ولذلك نقول :

وا أخاهو.

وا : حرف ندبة.

أخا : منادي منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة.

الهاء : ضمير متصل مبني علي الضم في محل جر مضاف إليه.

الواو : حرف زائد مبني علي السكون لا محل له من الإعراب.

٢٩٠

وكذلك إن أردت أن تتفجع علي أخ مضاف إلي ضمير الغائبين قلت.

وا أخاهم ، فإن زدت الألف صارت وا أخاهما والتبس بالأخ المضاف إلي ضمير الغائب المثني ، ولذلك نقول :

وا أخاهمو.

وا : حرف ندبة.

أخا : منادي منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة.

هم : ضمير متصل مبني علي السكون في محل جر مضاف إليه.

الواو : حرف زائد مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

* إذا كان المندوب مضافا إلي ياء المتكلم جاز لك أن تبقي الياء أو أن تحركها بالفتحة مع زيادة ألف الندبة ، أو أن تحذفها وزيادة ألف الندبة ، وتزاد هاء السكت عند الوقف ، فنقول :

وا رأسي.

وا : حرف ندبة.

رأسي : منادي منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة.

الياء : ضمير متصل مبني علي السكون في محل جر مضاف إليه.

وا رأسيا.

وا : حرف ندبة.

رأس : منادي منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة.

الياء : ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.

الألف : حرف زائد مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

وا رأسا.

وا : حرف ندبة.

٢٩١

رأس : منادى منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها حركة المناسبة للألف ، والياء المحذوفة مضاف إليه.

الألف : حرف زائد مبني علي السكون لا محل له من الإعراب.

* * *

تدريب : أعرب ما يأتي :

١ ـ (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ. لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ.)

٢ ـ (يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ. الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ.)

٣ ـ (رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا. رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئاتِنا وَتَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ. رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ.)

٤ ـ (يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ.)

٥ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ.)

٦ ـ (وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ) تحيي (الْمَوْتى قالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي.)

٧ ـ (كُلَّما دَخَلَ عَلَيْها زَكَرِيَّا الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً قالَ يا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هذا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ.)

٨ ـ (إِذْ قالَ اللهُ يا عِيسى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ.)

٩ ـ (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ.)

٢٩٢

١٠ ـ (وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ) فيك (أَنْبِياءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكاً وَآتاكُمْ ما لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ)

١١ ـ (وَلَمَّا رَجَعَ مُوسى إِلى قَوْمِهِ غَضْبانَ أَسِفاً قالَ بِئْسَما خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْواحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْداءَ وَلا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ.)

١٢ ـ (وَإِذْ قالُوا اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ.)

١٣ ـ (قالَتْ يا وَيْلَتى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهذا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ.)

١٤ ـ (إِذْ قالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ. قالَ يا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلى) إخواتاك (فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطانَ لِلْإِنْسانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ.)

١٥ ـ (قُلْ يا عِبادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ ، لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ ، وَأَرْضُ اللهِ واسِعَةٌ إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ.)

* * *

٢٩٣

ـ ٣ ـ

جمل الأمر والنهي والعرض

وهي كلها من «أساليب» «الطلب» في العربية ؛ لأنها تستخدم في فعل أمر أو تركه ، وهي تشترك في أمور وتختلف في أخرى.

أولا : الأمر :

«والأمر» الاصطلاحي يتم بجملة فعلية فعلها يسمي فعل أمر ، له صياغة معينة قدمناها لك عند حديثنا عن الأفعال المبنية (١).

وهذا الفعل لا يكون إلا للمخاطب :

اكتب.

اكتبي.

اكتبنا.

اكتبوا.

اكتبن.

ادع.

امش.

ارسع.

وهو في كل ذلك مبني على السكون أو على حذف النون أو على حذف حرف العلة.

* فإذا أردت أن تأمر «الغائب» فإنك تستخدم الفعل المضارع المسبوق «بلام الأمر» الجازمة له ، وهي لام مكسورة :

ليكتب زيد. ليكتب فاطمة.

وإذا سبق هذا الفعل بالواو أو الفاء أو ثم صارت اللام ساكنة في الأفصح :

ليكتب زيد وليتقن كتابته.

ليذهب زيد فليخبرهم بالخبر ثمّ لينتظر هناك.

* وكذلك إذا أردت أن تأمر «المتكلم» :

__________________

(١) أنظر ص ٣٥.

٢٩٤

لنذهب فورا إلى هناك.

تنبيه : هذا الاستعمال يلفتنا إلي الاستعمال الخاطئ الذي يشيع الآن في أمر الغائب والمخاطب باستخدام الفعل «دع» :

* دعهم يذهبوا.* دعه يذهب

* دعنا* دعني أذهب.

بل إن برنامجا لتعليم العربية في تلفاز عربي ـ يقول في مقدمته :

* دعنا نتكلم العربية.

وكل هذه التراكيب غير عربية ، وهي مأخوذة من اللغات الأوربية كالانجليزية التي تستخدم الفعل"tel ". وفي أمر الغائب والمتكلم :

. cibarA kaeps su tel. og em tcl

والصواب كما تري :

لنتكلّم العربية.

* ويستخدم في الأمر أيضا اسم الفعل الدال على الأمر (١) :

صه. إيه. آمين. حذار.

* * *

ثانيا : النهي :

وهو طلب الكفّ عن عمل ما ، ويتم بإدخال «لا» الناهية على الفعل المضارع فتجزمه ، وهي لا تختص بالمخاطب فقط شأن فعل الأمر ، بل تستعمل مع المضارع المسند وإلي الغائب :

لا تذهب. لا تذهبا.

لا تسع في شر.

لا يتخلف أحد منكم عن أداء الواجب.

__________________

(١) أنظر ص ٦٠.

٢٩٥

* أما دخولها علي المضارع المسند إلى المتكلم فلا يكاد يستعمل ، وقد يكون مقبولا إذا كان الفعل مبنيا للمجهول :

لا أوضع موضعا لا أحبه.

* يجوز في العربية حذف الفعل المضارع بعد «لا» الناهية :

ساعد الشخص الذي يساعد نفسه وإلا فلا.

أي : وإلا فلا تساعده.

* * *

ثالثا : العرض والتخضيض :

* العرض طلب شئ في رفق ولين ، ويستعمل فيه في الأغلب الحرفان :

لو ، وألا :

ألا تجتهد.

أي : اجتهد.

لو تفكر في هذا الأمر. أي : فكر.

* أما الخصّ أو التخضيض فهو الطلب في قوة ، وتستعمل معه في الأغلب.

هلّا اجتهدت.

أي : اجتهد.

لو لا انتبهت.

أي : انتبه.

علي أن هذه الكلمات جميعها يمكن استعمالها في العرض وفقا للسياق.

* * *

جواب هذه الجمل :

هذه الجمل كلها ـ كما قلنا ـ من أساليب الطلب ، والطلب قد يحتاج إلي جواب ، والذي يهمنا هنا نمطان شائعان :

١ ـ أن يكون الجواب فعلا مضارعا مسبوقا بالفاء التي تفيد السببية ، وهي التي سموها لذلك فاء السببية ، وهي في حقيقتها النحوية حرف عطف تدل على الترتيب والتعقيب ، وتفيد معها السببية ، على أن

٢٩٦

فكرة الترتيب والتعقيب نفسها تحمل وظيفة السببية كذلك. في هذه الحالة يجب نصب الفعل المضارع ب «أن» مضمرة وجوبا بعد الفاء ، فنقول :

اجتهد فتنجح.

لا تهمل فتندم.

لو تجتهد فتنجح.

ونقول في إعراب هذا الفعل إنه فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.

لكن علي أي شئ نعطف المصدر المؤول؟

يقول النحاة إن المصدر المؤول هنا معطوف علي مصدر مؤول متوهّم «أي متخيل» من الفعل السابق ؛ والتقدير عندهم :

ليكن منك اجتهاد فيكون لك نجاح.

٢ ـ أن يكون الجواب فعلا مضارعا غير مسبوق بشئ ، وهنا يجب جزمه في جواب الطلب :

اجتهد تنجح.

لا تهمل تنجح.

لو تجتهد تنجح.

ويقال في هذا كله : فعل مضارع مجزوم لوقوعه في جواب الأمر والنهي والعرض.

وأنت تعلم بعد كل هذا أن «جملة الجواب» لا محل لها من الإعراب.

* * *

تدريبات : أعرب الجمل المكتوبة بخط واضح.

١ ـ (وَقالُوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصارى تَهْتَدُوا.)

٢٩٧

٢ ـ (وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ.)

٣ ـ (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ.)

٤ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَدايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلا يَأْبَ كاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَما عَلَّمَهُ اللهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللهَ رَبَّهُ وَلا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً.)

٥ ـ (وَقالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْ لا يُكَلِّمُنَا اللهُ أَوْ تَأْتِينا آيَةٌ.)

٦ ـ (رَبَّنا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتالَ لَوْ لا أَخَّرْتَنا إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ.)

٧ ـ (فَلَوْ لا إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا تَضَرَّعُوا.)

٨ ـ (فَلَوْ لا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ تَرْجِعُونَها إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ.)

* * *

٢٩٨

ـ ٤ ـ

جملة الاستفهام

الاستفهام من أكثر الوظائف اللغوية استعمالا ؛ لأن الاتصال الكلامي يكاد يكون حوار بين مستفهم ومجيب. والاستفهام طلب الفهم كما يقولون ، ومن ثم فإن جملة الاستفهام جملة طلبية.

وللاستفهام وظيفتان ؛ طلب التصديق ، وطلب التصور.

أولا : طلب التصديق :

وهو الذي يسأل عن الجملة التي بعد كلمة الاستفهام ؛ أصادقة هي أم غير صادقة. ولذلك يجاب عنها ب «نعم» أو «لا». ويستعمل في هذه الجملة حرفان :

الهمزة

وهل.

وهذان الحرفان يتفقان في أشياء ويختلفان في أشياء ؛ فهما يتفقان في دخولهما على الجملة بنوعيها : الاسمية والفعلية :

أزيد موجود؟

أسافر زيد؟

هل زيد موجود؟

هل سافر زيد؟

ويقول النحاة إن الهمزة هي الأصل في الاستفهام ، ومن ثم فهي تفترق عن «هل» باستعمالات خاصة :

أ ـ فهي تدخل على الجملة المثبتة ، والجملة المنفية ، أما «هل» فلا تستعمل إلا مع الجملة المثبتة :

تقول :

أسافر زيد؟

ألم يسافر زيد؟

أزيد مسافر؟

أليس زيد مسافرا؟

وتقول :

هل سافر زيد؟

هل زيد مسافر؟

٢٩٩

لكنك لا تقول : * هل لم يسافر زيد؟ * هل ليس زيد مسافرا؟

ب ـ وهي تدخل على الجملة الشرطية ، ولا يصح ذلك مع «هل» ، تقول :

أإن نجح زيد تكافئه؟

ولا تقول : * هل إن نجح زيد تكافئه؟

ج ـ وهي تدخل على «إنّ» ، ولا يصح ذلك مع «هل» ، تقول :

أإنّه لشاعر؟

ولا تقول : * هل إنه لشاعر؟

د ـ إذا وقعت في جملة معطوفة تأخر عنها حرف العطف ؛ لأن لها الصدارة كما يقولون. أما «هل» فتقع بعد حرف العطف ، تقول :

حضر زيد أو حضر عمرو؟ أفحضر عمرو؟ أثمّ حضر عمرو؟

ومع «هل» تقول : ... وهل حضر عمرو؟ فهل حضر عمرو؟ ثمّ هل حضر عمرو؟

ثانيا : طلب التصور :

وتستخدم فيه الهمزة وبقية كلمات الاستفهام ؛ لأنك هنا لا تسأل عن «صدق» الجملة المستفهم عنها ، بل تسأل عن «تصور» المستفهم عنه.

وقد سبق الكلام عن ذلك كله عند حديثنا عن الأسماء المبنية.

* * *

جواب الاستفهام :

لما كان الاستفهام «طلبا» فلابد له من جواب ، وجمل الجواب لا محل لها من الإعراب دائما. ونلفتك إلى ما يلي :

١ ـ طلب التصديق يجاب عنه على النحو الآتي :

أ ـ إذا كانت الجملة مثبتة يجاب عنها ب «نعم» إثباتا ، و «لا» نفيا أحضر زيد؟ هل حضر زيد؟

٣٠٠