التطبيق النحوى

الدكتور عبده الراجحي

التطبيق النحوى

المؤلف:

الدكتور عبده الراجحي


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار المعرفة الجامعية
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٥٠

وجمع المذكر السالم يرفع بالواو وينصب ويجر بالياء.

والأسماء الستة ترفع بالواو وتنصب بالألف وتجر بالياء.

والأفعال الخمسة ترفع بثبوت النون ، وتنصب وتجزم بحذفها.

أمثلة :

١ ـ يقرأ الطالبان كتابين.

الطالبان : فاعل مرفوع بالألف لأنه مثنى.

كتابين : مفعول به منصوب بالياء لأنه مثنى.

٢ ـ المحتاجون يطلبون العون من القادرين.

المحتاجون : مبتدأ مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم.

يطلبون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة ، والواو فاعل (والجملة خبر المبتدأ).

القادرين : اسم مجرور بمن وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم.

٣ ـ صار أبوه ذا مال وفير.

أبوه : اسم صار مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة ، وهو مضاف والهاء ضمير مبني على الضم في محل جر مضاف إليه.

ذا مال : ذا خبر صار منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة وهو مضاف ومال مضاف إليه مجرور بالكسرة.

(فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة) لم : حرف جزم ونفي وقلب مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

تفعلوا : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمة حذف النون. والواو ضمير مبني على السكون في محل رفع فاعل.

الواو : حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.

لن : حرف نصب ونفي واستقبال مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

٢١

تفعلوا : فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه حذف النون والواو ضمير مبني على السكون في محل رفع فاعل.

الأفعال المعتلة تجزم بحذف حرف العلة.

(ولا تمش في الأرض مرحا)

لا : حرف نهي مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

تمش : فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمة حذف حرف العلة ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.

* * *

تنبيهات :

جمع المذكر السالم ، مصطلح يطلق على الجمع بشروط ،

١ ـ أن يكون له مفرد.

٢ ـ أن يكون المفرد مذكرا.

٣ ـ أن يدل على عاقل.

٤ ـ أن يسلم هذا المفرد عند التجميع.

فكلمة مدرس ، مفرد ، مذكر ، عاقل ، وحين نجمعه : مدرّسون لا يتغير شيئ في هيئة المفرد ، فقد ظلت الميم مضمومة ، والدال مفتوحة ، والراء مضغمة مكسورة ، ولذلك نقول أنه جمع مذكر سالم.

أما كلمة رجل فهي مفرد ، مذكر ، عاقل ، وحين نجمعه : رجال نرى هيئة المفرد تغيرت ، فالراء صارت مكسورة بعد أن كانت مفتوحة ، وفتحت الجيم وكانت مضمومة ، أي أن المفرد لم يسلم ، بل كسر ، ولذلك يسمى جمع تكسير.

فإذا فقد الاسم شرطا من الشروط السابقة وجمع مع ذلك جمع مذكر سالما ، فإننا نسميه ملحق بجمع المذكر السالم.

٢٢

مثلا : كلمة : عالم تجمع عالمون ، (الحمد لله رب العالمين) ؛ فهي ملحق بجمع المذكر السالم ؛ لأنها لا تدل على عاقل.

وكلمة أولو ، (إنما يتذكر أولو الألباب) ملحق بجمع المذكر السالم : لأنه ليس لها مفرد من نوعها.

وكذلك ألفاظ العقود" عشرون ـ ثلاثون ـ اربعون ... الخ"

وكلمة سنة تجمع : سنون ، (ولتعلموا عدد السنين والحساب) ؛ فهي ملحق بجمع المذكر السالم لأنها تدل على مؤنث غير عاقل.

ملحوظة : يكثر على السنة الناس اسخدام كلمة" سنين" المضافة مشددة الياء ، وهو خطأ ؛ فيقولون :

كان متفوقا طوال سنيّ دراسته.

فتضعيف الياء هنا خطأ ، لأن الكلمة هي "سنين" ؛ فإذا أضيفت حذفت النون ليس غير ، فنقول : طوال سني دراسته ، كما نقول اجتمعت بمدرسي المدرسة.

* * *

الأسماء الستة هي : أب ، أخ ، حم ، فم ، هن ، ذو أما كلمة" هن" فلا تكاد تستعمل الآن ، ولذلك اشتهرت هذه الأسماء بأنها خمسة ، وهي تعرب الإعراب الخاص بها بشرطين :

١ ـ أن يكون الاسم مفردا.

٢ ـ أن يكون مضافا إلى غير ياء المتكلم.

فإن فقد الاسم شرطا منها فإنه يعرب إعرابا عاديا ، مثل :

جاء أخي. فاعل مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها حركة المناسبة.

جاء أخوك. فاعل مرفوع بالألف لأنه مثنى.

استشر ذوي الاختصاص. مفعول به منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.

٢٣

الأفعال الخمسة : كل فعل مضارع أسند إلى ألف الاثنين ، أو واو الجماعة ، أو ياء المخاطبة.

وهي خمسة : لأن :

ألف الاثنين نوعان ، ضمير يدل على المثنى المذكر ، أو ضمير يدل علي المثنى المؤنث :

الطالبان يكتبان.

الطالبتان تكتبان.

وواو الجماعة نوعان : ضمير يدل على المخاطبين ، وضمير يدل على الغائبين :

أنتم تكتبون. هم يكتبون.

وياء المخاطبة نوع واحد. أنت تكتبين.

فالمجموع إذن خمسة.

* * *

٢٤

(٥)

الإعراب الظاهر والإعراب المقدر

لعلك لاحظت في الأمثلة السابقة أنا أعربنا كلمة بأنها مرفوعة بالضمة الظاهرة ، وأخرى بأنها منصوبة بالفتحة الظاهرة ، وثالثة بأنها مجرورة بالكسرة الظاهرة ، وهكذا. وهذا النوع هو الذي نسمية الإعراب بالعلامات الظاهرة. وأنت تعلم أن الحرف الأخير من الكلمة هو محل الإعراب ، ومعنى ظهور العلامة عليه أنه صالح لتلقي هذه العلامة.

لكن هناك كلمات لا تظهر عليها علامة الإعراب التي يقتضيها موقعها في الجملة ، ولا يرجع عدم ظهور العلامات إلى أن هذه الكلمات مبنية بل إلي أسباب أخرى ، وهذا النوع من الإعراب نسميه الإعراب بالعلامات المقدرة والعلامات المقدرة قد تكون حركات كما قد تكون حروفا كما يظهر من الأمثلة.

وللإعراب بالعلامات المقدرة أسباب ثلاثة هي :

١ ـ عدم صلاحية الحرف الأخير من الكلمة لتحمل علامة الإعراب.

٢ ـ وجود حرف يقتضي حركة معينة تناسبه.

٣ ـ وجود حرف جر زائد أو شبيه به.

١ ـ النوع الأول : عدم صلاحية الحرف الأخير من الكلمة لتحمل علامة الإعراب :

إذا كانت الكلمة منتهية بحرف من حروف العلة ، صار متعذرا أو ثقيلا ، أن يتقبل حركة الإعراب ، لأن حركة الإعراب في الأساس ـ هي الضمة والفتحة والكسرة ، وهذه الحركات ـ كما يقول اللغويون ـ أبعاض حروف المد ، أي أن الضمة جزء من الواو ، والفتحة جزء من الألف ، والكسرة جزء من الياء.

والكلمات التي من هذا النوع يمكن ترتيبها على النحو التالي :

٢٥

أ ـ الاسم المقصور.

ب ـ الاسم المنقوص.

ج ـ الفعل المضارع المعتل الآخر.

أ ـ الاسم المقصور :

وهو الاسم المعرب الذي في آخره ألف لازمة ، وتقدر عليه الحركات الثلاث ، لأن الألف لا تقبل الحركة مطلقا ، ولذلك نعربه بحركة مقدرة منع من ظهورها التعذر ، أي استحالة وجود الحركة مع الألف ، فنقول :

جاء فتى. فاعل مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها التعذر.

رأيت فتى. مفعول به منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها التعذر.

مررت بفتى. مجرور بالباء وعلامة جره كسرة مقدرة منع من ظهورها التعذر.

وإذا كان الاسم المقصور ممنوعا من الصرف فإنه لا ينون ، مع جره بالفتحة كما هو متبع فنقول :

جاء موسى. فاعل مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها التعذر.

رأيت موسى. مفعول به منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها التعذر.

مررت بموسى. مجرور بفتحة مقدرة منع من ظهورها التعذر.

ب ـ الاسم المنقوص :

وهو الاسم المعرب الذي آخره باء لازمة ، غير مشددة ، قبلها كسرة ، وهذا الاسم تقدر عليه حركتان فقط هما الضمة والكسرة ، وذلك لأن الياء الممدودة يناسبها كسر ما قبلها ، والضمة حركة ثقيلة فيعسر الانتقال من كسر إلى ضم ، كما أن الكسرة جزء من الياء كما ذكرنا ، ويستثقل تحريك الياء بجزء منها. أما الفتحة فهي أخف الحركات ، ولذلك تظهر على الياء ، فنقول :

جاء القاضي. فاعل مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها الثقل.

٢٦

مررت بالقاضي. مجرور بكسرة مقدرة منع من ظهورها الثقل

رأيت القاضي. مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة

فاذا كان الاسم المنقوص نكرة حذفت ياؤه ، وعوض عنها بتنوين يسمى تنوين العوض ، وذلك في حالتي الرفع والجر فقط ، فنقول :

جاء قاض. فاعل مرفوع بضمة مقدرة على الياء المحذوفة منع من ظهورها الثقل.

مررت بقاض. مجرور بكسرة مقدرة على الياء المحذوفة منع من ظهورها الثقل.

رأيت قاضيا. مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة.

وإن كان الاسم المنقوص ممنوعا من الصرف لكونه من صيغة منتهى الجموع ـ قدرت فيه علامة الرفع والجر ، وحذفت تنوين نكرته. فيها ، وحذفت الياء وعوضت عنها تنوين العوض ، وأظهرت علامة النصب ، فتقول :

هذه جوار. خبر مرفوع بضمة مقدرة على الياء المحذوفة منع من ظهورها الثقل.

مررت بجوار. مجرور بفتحة مقدرة على الياء المحذوفة منع من ظهورها الثقل.

رأيت جواري. مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة.

ج ـ الفعل المضارع المعتل الآخر :

وهذا الفعل إما أن يكون آخره ألفا أو واوا أو ياء ، فإن كان آخره ألفا قدرت عليه حركتا الرفع والنصب على النحو الذي بيناه في الاسم المقصور. أي بسبب التعذر ، أما في حالة الجزم فتظهر فيه علامة الإعراب التي هي حذف حرف العلة ، فنقول :

هو يسعى إلي الخير فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها التعذر.

٢٧

إنه لمن يرضي بما تعرض عليه. فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه فتحة مقدرة منع من ظهورها التعذر.

لا تخش غير الله. فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف حرف العلة.

فإن كان آخر الحرف واوا أو ياء قدرت عليه حركة واحدة فقط هي الضمة للثقل ، وتظهر عليه الفتحة لخفتها ، وكذلك يظهر الجزم لأنه يحذف حرف العلة ، فنقول :

هو يدعو الناس إلي الخير. فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها الثقل.

هو يأتيك بالخبر اليقين. فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها الثقل.

يحب أن يعفو عن المسيء. فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

لن يأتي اليوم. فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

لا تدع إلا إلى خير. فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف حرف العلة.

لم يأت أمس. فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف حرف العلة

تنبيه :

الفرق بين التعذر والثقل أن التعذر يعني استحالة ظهور الحركة ، أما الثقل فيعني إمكان ظهورها مع ثقلها في النطق ، مثلا :

جاء الفتى.

رأيت الفتى.

مررت بالفتى.

يستحيل ظهور الضمة والفتحة والكسرة مع الألف إلا إذا غيرتها إلي حرف آخر ، كأن تقول :

جاء الفتأ ، أو الفتو ، وهذا طبعا تغيير في الكلمة.

أما حين نقول :

٢٨

جاء القاضي. مررت بالقاضي.

فإنك تستطيع أن تنطق الضمة والكسرة مع الياء مع قدر كبير من الثقل :

جاء القاضي. مررت بالقاضي.

* * *

٢ ـ النوع الثاني : وجود حرف يقتضي حركة معينة تناسبه.

وذلك في الاسم المضاف إلي ياء المتكلم ، لأن ياء المتكلم التي هي مضاف إليه تكون بعد الحرف الأخير من الاسم مباشرة ، وهذا الحرف الأخير هو موضع علامات الإعراب ، ولكن ياء المتكلم تقتضي وجود كسرة تناسبها ، أي أن الحرف الأخير لا بد أن يكون مكسورا ، وعلامات الإعراب ـ في الاسم ـ ضمة وفتحة وكسرة ، ولا يمكن تحريك الحرف الواحد بحركتين في وقت واحد ، كسرة المناسبة للياء وحركة الإعراب ، فتقدر حركات الإعراب الثلاث بسبب حركة المناسبة. فتقول :

جاء صديقي : فاعل مرفوع بضمة مقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة.

رأيت صديقي : مفعول به منصوب بفتحة مقدرة علي ما قبل الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة.

مررت بصديقي : مجرور بالباء وعلامة جره كسرة مقدرة علي ما قبل الياء منع من ظهورها حركة المناسبة.

ويصدق ذلك أيضا علي جمع التكسير وجمع المؤنث السالم ، فتقول :

جاء أصدقائي.

جاءت أخواتي.

رأيت أصدقائي.

رأيت أخواتي.

مررت بأصدقائي.

مررت بأخواتي.

٢٩

أما إذا كان الاسم المضاف إلي ياء المتكلم مثنى ، أو جمع مذكر سالما فلا تقدر عليه علامات الإعراب ، فتقول :

جاء صديقاي. فاعل مرفوع بالألف.

رأيت صديقي. مفعول به منصوب بالياء (المدغمة في ياء المتكلم).

مررت بصديقيّ. مجرور بالباء وعلامة جره الياء (المدغمة في ياء المتكلم)

جاء مهندسي. فاعل مرفوع بالواو (التي انقلبت ياء ثم أدغمت في ياء المتكلم ـ أصلها : مهندسوي)

رأيت مهندسيّ. مفعول به منصوب بالياء (المدغمة في ياء المتكلم).

مررت بمهندسيّ. مجرور بالباء وعلامة جره الياء (المدغمة في ياء المتكلم)

أما الاسم المقصور أو المنقوص المضاف إلي ياء المتكلم فتقدر عليه حركات الإعراب لا بسبب إضافته إليها ، بل للأسباب المذكورة آنفا ، فتقول (المقصور) هذا فتاي. فاعل مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها التعذر.

رأيت فتاي. مفعول به منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها التعذر

مررت بفتاي. مجرور بالباء وعلامة جره كسرة مقدرة منع من ظهورها التعذر.

(المنقوص) جاء محاميّ. فاعل مرفوع بضمة مقدرة علي الياء (المدغمة في ياء المتكلم).

رأيت محاميّ. مفعول به منصوب بالفتحة (علي الياء المدغمة في ياء المتكلم).

مررت بمحاميّ. مجرور بالباء وعلامة جره كسرة مقدرة علي الياء (المدغمة في ياء المتكلم).

* * *

٣٠

٣ ـ النوع الثالث. وجود حرف جر زائد أو شبيه بالزائد.

وحروف الجر الزائدة سوف نفصل فيها القول بعد ذلك ، وهي حروف لا تؤدي الوظيفة التي يقتضيها الجر في العربية ، ولكنها مع ذلك تؤثر في الاسم الذي بعدها فتجره ، فنعربه بعلامة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد ، لأن محل الإعراب ـ كما سبق ـ لا يتحمل علامتين في وقت واحد ، فنقول :

ما جاء من رجل. من حرف جر زائد ، رجل فاعل مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.

ما رأيت من رجل. من حرف جر زائد ، رجل مفعول به منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.

(لست عليهم بمسيطر) خبر (ليس) منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.

وقد تكون العلامة المقدرة حركة ، كما في الأمثلة السابقة ، وقد تكون حرفا ، مثل :

هل من مخلصين يفعلون ذلك. من : حرف جر زائد ، مخلصين مبتدأ مرفوع بواو مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بعلامة حرف الجر الزائد.

ليسا بمؤمنين. الباء حرف جر زائد ، مؤمنين خبر (ليس) منصوب بياء مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بعلامة حرف الجر الزائد.

ليسوا بمؤمنين. الباء حرف جر زائد ، مؤمنين خبر (ليس) منصوب بباء متدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بعلامة حرف الجر الزائد.

أما حرف الجر الشبيه بالزائد فهو ربّ وواوها ، فتقول :

ربّ ضارة نافعة. ربّ : حرف جر شبيه بالزائد

ضارة : مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد

٣١

نافعة : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.

وليل كموج البحر أرخى سدوله. الواو واو رب حرف جر شبيه بالزائد ، ليل مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد. (والجملة الفعلية خبره).

* * *

تدريب : أعرب الكلمات المكتوبة بخط واضح :

(إِنَّ الْهُدى هُدَى اللهِ)

(وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ.)

(لَنْ نَدْعُوَا مِنْ دُونِهِ إِلهاً.)

(وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً.)

(وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا.)

(وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ.)

(قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ.)

(قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي.)

(إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ.)

(ما أَنْزَلَ اللهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ.)

(مَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي.)

(ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لِآبائِهِمْ.)

* * *

٣٢

(٦)

البناء

البناء لزوم الكلمة حالة واحدة ، أي أن آخر الكلمة يلزم علامة واحدة لا تتغير بتغير العوامل ، علي عكس ما عرفنا في الإعراب.

والكلمات المبنية ثلاثة أنواع ، هي :

أ ـ كل الحروف.

ب ـ بعض الأفعال.

ج ـ بعض الأسماء.

النوع الأول :

الحروف كلها مبنية ، وهي لا محل لها من الإعراب ، أي أنها لا تتأثر بالعوامل ، ومعنى ذلك أنها لا تحتل موقعا من الجملة ، فلا تكون فاعلا أو مفعولا أو تمييزا أو غير ذلك ، ولعلك تذكر أن النحاة يعرّفون الحرف بأنه ما دل علي معنى في غيره ، أي أنه ليس له معنى مستقل يقتضي أن يكون له موقع في الجملة تنتج عنه حالة إعرابية ، وهذا هو معنى قولنا إن الحرف لا محل له من الإعراب. وسواء أكان الحرف عاملا في غيره أو غير عامل فهو دائما مبني ، فنقول :

هل حضر زيد؟ حرف استفهام مبني علي السكون لا محل له من الإعراب

ما جاء عليّ. حرف نفي مبني علي السكون لا محل له من الإعراب

أكتب بالقلم. حرف جر مبني علي الكسر لا محل له من الإعراب

يا عليّ. حرف نداء مبني علي السكون لا محل له من الإعراب

إن زيدا قائم. حرف توكيد ونصب مبني علي الفتح لا محل له من الإعراب.

وهكذا في الحروف جميعها.

٣٣

النوع الثاني : بعض الأفعال :

ذكرنا أن الفعل المضارع غير المتصل بنون التوكيد المباشرة أو بنون النسوة هو الفعل المعرب ، ومعني ذلك أن الأفعال المبنية أكثر من الأفعال المعربة ، وهي :

أ ـ الفعل الماضي.

ب ـ فعل الأمر.

ج ـ الفعل المضارع المتصل بنون التوكيد المباشرة أو بنون النسوة.

أ ـ الفعل الماضي :

للماضي ثلاث حالات في البناء ، الفتح ، السكون ، والضم.

١ ـ فيبنى علي الفتح إذ لم يتصل به شيء ، أو إذا اتصلت به ألف الاثنين وتاء التأنيث ، فتقول :

فهم الطالب. فعل ماض مبني على الفتح.

فهمت الطالبة. فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء للتأنيث حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

الطالبان فهما. فعل ماض مبني علي الفتح ، والألف ضمير مبني علي السكون في محل رفع فاعل.

سعي محمد إلي الخير. فعل ماض مبني على الفتح المقدر منع من ظهوره التعذر.

٢ ـ ويبنى على السكون إذا اتصل به ضمير رفع متحرك ، وضمائر الرفع المتحركة هي تاء الفاعل لمتكلم أو مخاطب أو مخاطبة ، وضمير المثنى المخاطب ، وجمع المتكلمين ، وجمع المخاطبين ، وجمع المخاطبات ، ونون النسوة. فتقول :

فهمت الدرس. فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك

فهمت الدرس فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك

٣٤

فهمت الدرس فعل ماض مبني علي السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك

فهمتما الدرس فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك

فهمنا الدرس فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك

فهمتم الدرس فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك

فهمتن الدرس فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك

الطالبات فهمن الدرس. فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك

٣ ـ ويبنى على الضم عند اتصاله بواو الجماعة فتقول :

الطلاب فهموا الدرس. فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة.

الأولاد مشوا. فعل ماض مبني على الضم على الياء المحذوفة لاتصاله بواو الجماعة (أصل الفعل : مشيوا)

هم دعوا إلي الخير. فعل ماض مبني على الضم على الواو المحذوفة (أصل الفعل : دعووا).

ب ـ فعل الأمر :

يصاغ فعل الأمر من الفعل المضارع بعد حذف حرف المضارعة دون أي تغيير :

يكتب ـ كتب ـ اكتب

يجلس ـ جلس ـ اجلس

يفتح ـ فتح ـ افتح

تلاحظ أن حذف حرف المضارعة من الفعل الثلاثي يؤدي إلي أن يكون أول الفعل ساكنا ، وهذا مستحيل في العربية لذلك نلجأ إلى حرف آخر يمكننا من النطق بهذا الساكن ، وهذا الحرف هو همزة الوصل ، وقد سميت

٣٥

كذلك لأنها «توصلنا» إلى النطق بالساكن ، وننطقها مضمومة إذا كانت عين الفعل مضمومة «أكتب» ، ومكسورة في غير ذلك «اجلس ، افتح» وكذلك نلجأ إلي همزة الوصل في :

ينطلق ـ نطلق ـ انطلق

يستلم ـ ستلم ـ استلم

يستغفر ـ ستغفر ـ استغفر

أما الأفعال الأخرى التي تبدأ بحرف معه حركة بعد حذف حرف المضارعة فلا نحتاج إلي شئ :

يدحرج ـ دحرج

يناقش ـ ناقش

يتذكر ـ تذكر

ينام ـ نم

يرى ـ ر

لهذا السبب يبنى الأمر على ما يجزم به مضارعه (١) ؛ أي يبنى على السكون إذا لم يتصل به شيء أو اتصلت به نون النسوة ، ويبنى على حذف حرف العلة إن كان معتلا ، ويبنى على حذف النون إذا اتصل بألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة ، ويبنى على الفتح إذا اتصلت به نون التوكيد المباشرة ، فتقول :

اجتهد تنجح. فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.

اجتهدن تنجحن. فعل أمر مبني على السكون ، ونون النسوة ضمير مبنى على الفتح في محل رفع فاعل.

__________________

(١) يرى الكوفيون أن فعل الأمر مجزوم وليس مبنيا ؛ لأن أصله عندهم فعل مضارع مجزوم بلام الأمر ؛ فالأصل في «اكتب» «لتكتب»

٣٦

إسع في الخير. فعل أمر مبني على حذف حرف العلة ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.

اجتهدوا تنجحوا. فعل أمر مبني على حذف النون ، وواو الجماعة ضمير مبني على السكون في محل رفع فاعل.

اسعين في الخير. فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد المباشرة والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.

ج ـ الفعل المضارع :

١ ـ يبنى على السكون عند اتصاله بنون النسوة ، فتقول :

الطالبات يكتبن. فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة.

تنبيه :

عند إسناد المضارع إلي نون النسوة يكون حرف المضارعة مع الغائبات ياء لا تاء ، فلا نقول :

الطالبات تكتبن. بل : الطالبات يكتبن.

ولا يتغير الفعل ، إنما تزداد عليه النون فقط :

يكتب ـ يكتبن

يمشي ـ يمشين

يدعو ـ يدعون

قال تعالى (وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ)

٢ ـ ويبنى على الفتح إذا اتصلت به نون التوكيد المباشرة ، أي لم يفصل بنها وبينه بفاصل ، سواء أكانت النون ثقيلة أم خفيفة مثل :

وا ليفلحنّ المجدّ. فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد المباشرة.

لأسعينّ في الخير : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد المباشرة.

٣٧

أما إذا لم تكن النون مباشرة ، لوجود فاصل بينها وبين الفعل ، مثل ألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة ، فلا يكون الفعل مبنيا ، بل يكون معربا ، وذلك على النحو التالي :

لتنجحنّ أيها المجدون.

أصله : تنجحون+ نّ ؛ اجتمعت ثلاث نونات ؛ نون الرفع ، ونون التوكيد الثقيلة المكونة من نونين ؛ الأولى ساكنة والثانية متحركة :

تنجح+ و+ ن+ ن+ ن

حذفت نون الرفع ؛ فصار الفعل :

تنجح+ و+ نّ

فالتقى ساكنان ؛ واو الجماعة والنون الأولى من نون التوكيد ، فحذفت الواو لدلالة الضمة السابقة عليها ، فصار : تنجحنّ ، ونقول في إعرابه :

فعل مضارع مرفوع بثبوت النون المحذوفة لتوالي الأمثال ، والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل مبني على السكون في محل رفع ، والنون حرف توكيد مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.

* لتنجحنّ أيتها المجدة.

أصله : تنجحين+ نّ. اجتمعت ثلاث نونات ، فحذفت نون الفعل ، فصار :

تنجحينّ.

فالتقى ساكنان ؛ ياء المخاطبة والنون الأولى من التوكيد ، فحذفت الياء لدلالة الكسرة السابقة عليها ، ونقول في إعرابه :

فعل مضارع مرفوع بثبوت النون المحذوفة لتوالي الأمثال ، والياء المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل مبني على السكون في محل رفع ، والنون حرف توكيد مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.

تنبيه :

المضارع المسند إلى ألف الاثنين لا تحذف ألفه مع وجود ساكنين حتى

٣٨

لا يلتبس بالمفرد ، ومن ثمّ نبقيها ونحرك نون التوكيد بالكسر ، فنقول :

لتنجحانّ أيها المجدان

* * *

تدريب : أعرب الكلمات المكتوبة بخط واضح :

(إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ. وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْواجاً فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً.)

(اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى.)

(دَعَوْا هُنالِكَ ثُبُوراً.)

(لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ.)

(لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ.)

(كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ.)

(كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ. لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ. ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ. ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ.)

* * *

٣٩

النوع الثالث : الأسماء المبنية :

سبق أن عرفت أن النحوين يقسمون الاسم إلى متمكن وغير متمكن ، وأن المتمكن ينقسم إلى متمكن أمكن ومتمكن غير أمكن :

الاسم

متمكن غير متمكن

امكن غير أمكن

المتمكن الأمكن : هو الذي لا يشبه الفعل ولا الحرف ، وهو الاسم المعرب المصروف ، أي الذي يقبل التنوين حين يكون نكرة ، ولذلك يسمى هذا التنوين التمكين.

المتمكن غير الأمكن : هو الذي يشبه الفعل مثل : أحمد ويزيد وتعزّ ، فهذه الأسماء يمكن أن تكون أسماء ويمكن أن تكون أفعالا ، وحيث أن الفعل لا ينون ، ولا يجر ، عوملت هذه الأسماء معاملة الأفعال ، وهي الأسماء الممنوعة من الصرف :

حضر أحمد. رأيت أحمد. مررت بأحمد.

غير المتمكن : هو الذي يشبه الحرف :

أ ـ من حيث البنية ؛ كأن يكون مكونا من حرف واحد أو من حرفين مثل تاء الضمير ومثل من فكل منهما يشبه حرف الجر الباء وحرف الجر من مثلا.

ب ـ من حيث المعنى ؛ لأن الحرف ليس له معنى في ذاته وإنما يشير إلى معنى في غيره ، فكذلك أسماء الإشارة والأسماء الموصولة مثلا ؛ ليس لها معنى في ذاتها وإنما وظيفتها الإشارة والوصل. وحيث إن الحرف مبني فإن الاسم الذي يشبه الحرف يكون مبنيا كذلك.

٤٠