التطبيق النحوى

الدكتور عبده الراجحي

التطبيق النحوى

المؤلف:

الدكتور عبده الراجحي


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار المعرفة الجامعية
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٥٠

كنت سعيدا به حقا.

(كل ذلك مفعول مطلق وتقديره : أوقن يقينا ، وأقطع برأيي قطعا ، وأحق حقا ..)

ومثله أيضا :

لم أره ألبتة.

فهو مفعول مطلق لفعل محذوف ، ومعناه (القطع) والأفصح في همزته أن تكون همزة قطع ، وهناك كلام كثير حول التاء التي في آخره ليس مهما هنا ، والأفضل أن تعرب الكلمة كما هي :

ألبتة : مفعول مطلق منصوب بالفتحة الظاهرة.

* ومن الاستعمالات الشائعة أيضا :

ويحه ...

وويله.

مفعول مطلق لفعل مهمل. أي أن المصدر ليس له فعل من نوعه.

لبّيك ...

وسعديك

حنانيك ...

دواليك.

(كل ذلك مفعول مطلق ، وصورته مسموعة على المثنى ، ومعناها : ألبي لبّيك ، أى تلبية بعد تلبية ، وسعديك أي أساعد مساعدة بعد مساعدة ، ودواليك أي أداول دواليك ...) وتعربها على النحو التالي :

مفعول مطلق منصوب بالياء ، والكاف ضمير متصل مبنى على الفتح في محل جر مضاف إليه ، والعامل محذوف.

* ومن ذلك أيضا :

سبحان الله.

معاذ الله.

حاش الله.

٢٢١

وهو مفعول مطلق ملازم للإضافة دائما ، ومعناه :

سبحان الله : تنزيها لله وبراءة له من السوء.

معاذ الله : استعانة به ولجوءا إليه

حاش الله : تنزيها له.

* * *

تدريب : أعرب ما يأتي :

١ ـ (فَشُدُّوا الْوَثاقَ ، فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ ، وَإِمَّا فِداءً.)

٢ ـ (فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذاباً لا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ.)

٣ ـ (وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى تَكْلِيماً.)

٤ ـ (صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً.)

٥ ـ (فَأَخَذْناهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ.)

٦ ـ (فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ.)

٧ ـ (فَاجْلِدُوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً.)

٨ ـ (وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ.)

٩ ـ (وَكَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً.)

١٠ ـ (يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ. فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ ، فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً.)

١١ ـ (وَتَأْكُلُونَ التُّراثَ أَكْلاً لَمًّا ، وَتُحِبُّونَ الْمالَ حُبًّا جَمًّا.)

١٢ ـ (إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها.)

* * *

٢٢٢

د ـ المفعول لأجله

يعرّف النحويون المفعول لأجله بأنه مصدر يأتي لبيان سبب الحدث العامل فيه ، ولا بد أن يشاركه في الزمان وفي الفاعل ، فأنت حين تقول :

قمت إجلالا لأستاذي.

المفعول لأجله هنا (إجلالا) مصدر ، وهو يعلل الحدث الذي قبله وهو القيام ، وهو يشاركه في الزمان لأن القيام والإجلال حدثا في وقت واحد ، ويشاركه في الفاعل لأن القيام والإجلال كانا من فاعل واحد.

والمفعول لأجله في الاصطلاح النحوي لا بد أن يكون منصوبا ، أما إذا سبقه حرف جر يدل على التعليل خرج من هذا الاصطلاح.

وأكثر استعماله أن يكون على صورتين :

١ ـ أن يكون نكرة ، مثل :

قمت إجلالا لأستاذي.

قمت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.

إجلالا : مفعول لأجله منصوب بالفتحة الظاهرة.

لأستاذي : اللام حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب ، وأستاذ اسم مجرور باللام وعلامة جره كسرة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة ، والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.

٢ ـ أن يكون مضافا ، مثل :

يجتهد زيد طلب التفوق.

يجتهد : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة.

زيد : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.

٢٢٣

طلب : مفعول لأجله منصوب بالفتحة الظاهرة.

التفوق : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.

* والعامل الأصلي الذي ينصب المفعول لأجله هو الفعل ، أما العوامل الأخرى فهى :

١ ـ المصدر : مثل :

لزوم البيت طلب الراحة ضرورة بعد العمل الشاق.

لزوم : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.

البيت : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.

طلب : مفعول لأجله منصوب بالفتحة الظاهرة.

الراحة : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.

ضرورة : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.

(المصدر «لزوم» هو الذي نصب المفعول لأجله.)

٢ ـ اسم الفاعل :

زيد مجتهد طلبا للتفوق.

زيد : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.

مجتهد : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.

طلبا : مفعول لأجله منصوب بالفتحة الظاهرة.

(اسم الفاعل «مجتهد» هو الذي نصب المفعول لأجله.)

٣ ـ اسم المفعول :

هو محبوب إكراما لأخيه.

هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع المبتدأ.

محبوب : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.

إكراما : مفعول لأجله منصوب بالفتحة الظاهرة.

٢٢٤

(اسم المفعول «محبوب» هو الذي نصب المفعول لأجله).

٤ ـ صيغ المبالغة :

هو مقدام في الحرب طلبا للشهادة أو النصر.

هو : ضمير مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ.

مقدام : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.

في الحرب : جار ومجرور متعلق بمقدام.

طلبا : مفعول لأجله منصوب بالفتحة الظاهرة.

(صيغة المبالغة «مقدام» هي التي نصبت المفعول لأجله.)

٥ ـ اسم الفعل :

صه إجلالا للقرآن.

صه : اسم فعل أمر مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.

إجلالا : مفعول لأجله منصوب بالفتحة الظاهرة.

(اسم الفعل «صه» هو الذي نصب المفعول لأجله.)

* يجوز تقديم المفعول لأجله على عامله ، فتقول :

طلبا للتفوق يجتهد زيد.

* * *

تدريب :

أعرب ما يأتي :

١ ـ (يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ.)

٢ ـ (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ، فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ ، إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.)

٢٢٥

٣ ـ (ثُمَّ قَفَّيْنا عَلى آثارِهِمْ بِرُسُلِنا وَقَفَّيْنا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْناهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها ، ما كَتَبْناها عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغاءَ رِضْوانِ اللهِ فَما رَعَوْها حَقَّ رِعايَتِها ، فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ ، وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ.)

* * *

٢٢٦

ه ـ المفعول فيه

المفعول فيه هو الذي نسميه ظرف الزمان والمكان ، وقد سمي مفعولا فيه لأنه لا يتصور وجود مكان أو زمان دون أن يكون هناك حدث يحدث فيهما ، ولذلك يقدرون الظرف بأن معناه حرف الجر (في) ؛ فأنت حين تقول : حضر عليّ يوم الجمعة ، فإن معناه : حضر عليّ في يوم الجمعة. ولعله سمي ظرفا لأن المكان أو الزمان إنما هو وعاء يحتوي الحدث أي أنه ظرف والحدث مظروف فيه. ولذلك لا بد أن يكون للظرف متعلّق يتعلق به يكون مشتقا أو ما يقوم مقام المشتق على النحو الذي سنفصله في بابه من شبه الجملة.

وهناك تفصيلات كثيرة في مطوّلات النحو لا مجال لها هنا ، وإنما الذي يهمنا ـ في التطبيق النحوي ـ حالته في الجملة.

والظرف حكمه النصب لفظا أو محلا ، والذي ينصبه ـ أي العامل فيه ـ هو المتعلّق الذي يتعلق به ، ونقول إنه منصوب على الظرفية أي لدلالته على مكان وقوع الحدث أو زمانه. أما إن كانت الكلمة التي تستعمل ظرفا غير مشتملة على الحدث ، أي أن الحدث لا يقع فيها ، فإنها لا تعرب ظرفا بل تعرب حسب موقعها من الجملة. مثل :

اليوم أربع وعشرون ساعة.

(من الواضح أن كلمة «اليوم» التي تستعمل غالبا ظرف زمان لم يحدث فيها هنا حدث ، وإنما هي اسم محكوم عليه بحكم هو أربع وعشرون ساعة ، فالجملة مبتدأ وخبر). مثل :

المؤمن يخشي يوم القيامة.

يوم : مفعول به منصوب بالفتحة.

(من الواضح أيضا أن كلمة (يوم) لم يقع فيه الفعل (يخشي) بل وقع عليه ، لأن المؤمن لا ينتظر حتى يأتي يوم القيامة لكي يخشي فيه ، بل إنه الآن يخشي يوم القيامة ، ولذلك فالكلمة مفعول به)

٢٢٧

العامل في الظرف :

والعامل في الظرف ـ في الأصل ـ هو الفعل ، مثل :

يحضر عليّ غدا.

يحضر : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة.

عليّ : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.

غدا : ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة ، وشبه الجملة متعلق ب يحضر.

أما العوامل الأخرى فهي :

١ ـ المصدر ، مثل :

السهر ليلا مرهق.

السهر : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.

ليلا : ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة ، وشبه الجملة متعلق بالسهر.

مرهق : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.

٢ ـ اسم الفاعل ، مثل :

زيد قادم غدا.

غدا : ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة ، وشبه الجملة متعلق بقادم.

٣ ـ اسم المفعول ، مثل :

المحل مفتوح صباحا ومغلق مساء.

صباحا : ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة ، وشبه الجملة متعلق بمفتوح.

مساء : ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة ، وشبه الجملة متعلق بمغلق.

٤ ـ صيغة المبالغة :

غدا يحضر زيد. زيد غدا قادم.

وهذا العامل (أي المتعلّق به) يحذف وجوبا في مواضع هي :

٢٢٨

١ ـ إن كان خبرا ، مثل :

السفر غدا.

السفر : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.

غدا : ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة. وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر. (وتقدير الجملة : السفر حاصل غدا ... وهناك من يعرب شبه الجملة بذاتها خبرا ، والأصح اتباع الأقدمين في تعليقه بمحذوف ، هذا المحذوف نقدره وصفا أي اسم فاعل أو مفعول مثل كائن ومستقر وحاصل وغيرها ، أو نقدره فعلا مثل استقر وحصل ووجد وغيرها.)

٢ ـ إن كان حالا ، مثل :

الكتاب ساعة الوحدة خير جليس.

الكتاب : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.

ساعة : ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة. وشبه الجملة متعلق بمحذوف حال. والتقدير : الكتاب مصاحبا ساعة الوحدة خير جليس.

الوحدة : مضاف إليه مجرور بالكسرة.

خير : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.

جليس : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.

٣ ـ إن كان صفة.

اشتريت الكتاب من مكتبة أمام الجامعة.

أمام : ظرف مكان منصوب بالفتحة الظاهرة ، وشبه الجملة متعلق بمحذوف صفة من النكرة قبله. والتقدير : من مكتبة كائنة أمام الجامعة.

٤ ـ إن كان صلة ، مثل :

اشتريت الكتاب من المكتبة التي أمام الجامعة.

أمام : ظرف مكان منصوب بالفتحة الظاهرة ، وشبه الجملة متعلق

٢٢٩

بمحذوف صلة لا محل له من الإعراب. والتقدير : من المكتبة التي تقع أو التي هي واقعة أمام الجامعة.

* يجوز تعدد الظروف لعامل واحد ، بشرط ألا تكون من نوع واحد ، أي يكون أحد الظروف للزمان والآخر للمكان مثل :

انتظرتك يوم الخميس أمام البيت.

انتظرتك : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء ضمير مبني على الضم في محل رفع فاعل ، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به.

يوم : ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة ، وشبه الجملة متعلق بالفعل انتظر.

الخميس : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.

أمام : ظرف مكان منصوب بالفتحة الظاهرة ، وشبه الجملة متعلق بالفعل انتظر.

البيت : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.

أما إن كان الظرفان من نوع واحد ، فيعرب الأول ظرفا والثاني بدلا ، مثل :

انتظرتك يوم الخميس ساعة.

يوم : ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة ، وشبه الجملة متعلق بالفعل انتظر.

الخميس : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.

ساعة : بدل منصوب بالفتحة الظاهرة.

هذا رأي كثيرين ، ونرى أنهما ظرفان ؛ لأن الانتظار واقع فيهما معا وفكرة البدل بعيدة فيما نرى ؛ ذلك أن البدل هو المقصود بالحكم ، وهذا غير واقع هنا إذا المقصود أن الانتظار حدث لمدة ساعة وحدث أيضا يوم الخميس.

٢٣٠

أنواع الظرف : الظرف كما قلنا ينقسم إلى زمان ومكان ، وظرف الزمان إما أن يكون مبهما مثل يوم ـ ساعة ـ حين ... الخ ، أو مختصا مثل يوم الخميس ، ساعة الشروق ... الخ.

وظرف المكان يكون مبهما مثل أسماء الجهات الست : فوق ـ تحت ـ يمين ـ شمال ـ أمام ـ خلف.

وقد لا يكون اسم جهة مثل :

طرحه أرضا.

أرضا : ظرف مكان منصوب بالفتحة الظاهرة ، وشبه الجملة متعلق بالفعل طرح.

وقد يكون دالا على مساحة معينة مثل :

سرت ميلا.

ميلا : ظرف مكان منصوب بالفتحة الظاهرة ، وشبه الجملة متعلق بالفعل سار.

وقد يكون ظرف المكان ما يعرف في علم الصرف باسم المكان بشرط أن تكون مادته من مادة عاملة ، مثل :

جلست مجلس زيد.

مجلس : ظرف مكان منصوب بالفتحة الظاهرة وشبه الجملة متعلق بالفعل جلس. (فالظرف هنا اسم مكان هو «مجلس» وهو وعامله من مادة واحدة. راجع اشتقاق اسم الزمان والمكان في كتب الصرف.)

النائب عن الظرف : هناك كلمات تنوب عن الظرف في دلالتها على الزمان أو المكان وتعرب بالنصب على أنها ظرف أيضا وليس على أنها نائب عن الظرف ، وهي :

١ ـ المصدر ، مثل :

انتظرتك انصراف الطلاب.

٢٣١

انصراف : ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة ، وشبه الجملة متعلق بالفعل انتظر (ومعنى الجملة : انتظرتك وقت انصراف الطلاب.)

ظهر النجم طرفة عين ثم اختفي.

طرفة : ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة. وشبه الجملة متعلق بالفعل ظهر (ومعنى الجملة : ظهر النجم مدة طرفة عين.)

٢ ـ كلمة كل أو بعض أو أيّ أو مثل أو ما تدل دلالتها ، مثل :

يحضر زيد كلّ يوم.

كل : ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة. وشبه الجملة متعلق بالفعل حضر.

قرأت بعض الوقت.

بعض : ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة. وشبه الجملة متعلق بالفعل قرأ.

سار مثل ميل ثم عاد.

مثل : ظرف مكان منصوب بالفتحة الظاهرة ، وشبه الجملة متعلق بالفعل سار.

اذهب أيّ وقت تشاء.

أيّ : ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة ، وشبه الجملة متعلق بالفعل ذهب.

٣ ـ العدد الذي مصدره زمان أو مكان ، مثل :

قرأت ثلاث ساعات.

ثلاث : ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة. وشبه الجملة متعلق بالفعل قرأ.

سرت خمسة أميال.

خمسة : ظرف مكان منصوب بالفتحة الظاهرة. وشبه الجملة متعلق بالفعل سار.

٢٣٢

من الكلمات المستعملة ظروفا :

يقابل الدراس كلمات كثيرة تستعمل ظروفا ، وأشهرها :

١ ـ إذ : ظرف للماضي من الزمان في أكثر استعماله ، ويبني على السكون في محل نصب ، ويضاف إلى جملة ، مثل :

كم سعدنا إذ نحن أطفال.

إذ : ظرف لما مضى من الزمان ، مبني على السكون في محل نصب. وشبه الجملة متعلق بالفعل سعد.

نحن : ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.

أطفال : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة. والجملة من المبتدأ وخبره في محل جر مضاف إليه.

نجح إذ ذاكر.

إذ : ظرف لما مضى من الزمان على السكون في محل نصب ، وهو متعلق بالفعل نجح.

ذاكر : فعل ماض مبني على الفتح ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو. والجملة من الفعل والفاعل في محل جر مضاف إليه.

وقد تقع إذ مضافا إليه فلا تعرب ظرفا ، وإنما الظرف هو المضاف ، وفي هذه الحالة تنون إذ ، مثل حينئذ ، ويومئذ ، وقتئذ ، ساعتئذ ... الخ.

تنبيه : يكثر استعمال «إذ» مفعولا به إذا كان الفعل واقعا عليها لا واقعا فيها ، مثل :

أذكر إذ كنا في القرية.

ف «إذ» هنا ليست ظرفا لأن الذكر ليس واقعا في هذا الوقت الذي كنا فيه في القرية ، بل الذكر واقع على هذا الوقت ، أي : أنا أذكر هذا الوقت.

ويدور هذا الاستعمال كثيرا في القرآن الكريم حيث تقع «إذ» مفعولا به لفعل محذوف تقديره : اذكر ، نحو قوله تعالى (وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً)

٢٣٣

أي اذكر يا محمد الآن إذ قال ربك ...

٢ ـ إذا : وهي ظرف لما يستقبل من الزمان ، وأغلب استعمالاتها أن تكون شرطية ، فيكون جواب الشرط هو الذي يعمل فيها النصب أما جملة الشرط فتكون مضافا إليه لها كما سبق.

إذا جئت أكرمتك.

إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه منصوب بجوابه ، مبني على السكون في محل نصب ، وهو متعلق بالفعل أكرم.

جئت : فعل وفاعل ، والجملة في محل جر مضاف إليه. وقد لا تكون شرطية وإنما تتجرد للدلالة على الزمان.

(وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى).

إذا : ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب ، وشبه الجملة متعلق بالفعل يغشى. وقد تكون إذا دالة على المفاجأة فتعرب حرفا كما بينا.

٣ ـ الآن : يبني على الفتح كما مر.

٤ ـ أمس : يبني على الكسر إن دل على اليوم السابق ليومك كما مر.

٥ ـ بعد : ظرف زمان معرب ملازم للإضافة مثل :

حضر زيد بعد الظهر.

بعد : ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة ، وهو متعلق بالفعل حضر.

الظهر : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.

٦ ـ مع : ظرف معرب ، يفيد الزمان والمكان حسب ما يضاف إليه ، فتقول :

سافر زيد مع الفجر.

مع : ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة. وشبه الجملة متعلق ب (سافر).

٢٣٤

جلست مع زيد.

مع : ظرف مكان منصوب بالفتحة الظاهرة. وشبه الجملة متعلق ب (جلس).

تنبيه : يظن بعضهم أن «مع» حرف جر ، وهذا غير صحيح ؛ لأن «مع» اسم بدليل تنوينها حين تقع حالا :

جاء الأولاد معا.

والتنوين من علامة الأسماء كما تعلم.

٧ ـ بدل : ظرف مكان معرب ، مثل :

سافر عليّ بدل زيد.

بدل : ظرف مكان منصوب بالفتحة الظاهرة ، وهو متعلق بالفعل سافر.

زيد : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.

٨ ـ بين : ظرف مكان ـ على الأغلب ـ ويدل على الزمان أحيانا ، وهى معرب.

جلس زيد بين أصدقائه.

بين : ظرف مكان منصوب بالفتحة الظاهرة.

أصدقائه : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.

يذهب زيد إلى المكتبة بين وقت وآخر.

بين : ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة ، وهو متعلق بالفعل يذهب وتلاحظ أنه يضاف إلى اسم متعدد أي أكثر من مفرد كما في المثال الأول ، فإذا أضيف إلى اسم غير متعدد ـ كما في المثال الثاني ـ فإنه يحتاج إلى معطوف بعده بالواو دون تكرير (بين) على الأفصح. مثل جلست بين زيد وعمرو ، وإن أضيف إلى ضمير غير متعدد كرر مع العطف ، مثل :

دع هذا الأمر بينك وبين أخيك.

٢٣٥

* وقد تتصل بهذا الظرف (ألف) زائدة أو (ما) زائدة ، والأفضل هنا إعرابه ظرفا مبنيا على السكون ، ولا بد أن يضاف في هذه الحالة إلى جملة :

بينما أقرأ حضر صديقى.

بينما : ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب ، وهو متعلق بالفعل حضر.

أقرأ : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا.

والجملة من الفعل والفاعل في محل جر مضاف إليه.

بينما زيد نائم حضر أخوه.

بينما : ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب ، وهو متعلق بالفعل حضر.

زيد : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.

نائم : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.

والجملة من المبتدأ وخبره في محل جر مضاف إليه.

٩ ـ حيث : ظرف مبني دائما ، ملازم للإضافة دائما ، والمضاف إليه جملة على الأكثر ، فتقول :

جلست حيث جلس زيد.

جلست : فعل وفاعل.

حيث : ظرف مكان مبني على الضم في محل نصب ، وهو متعلق بالفعل جلس.

جلس : فعل ماض مبني على الفتح.

زيد : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.

والجملة من الفعل والفاعل في محل جر مضاف إليه.

٢٣٦

جلست حيث زيد جالس.

حيث : ظرف مكان مبني على الضم في محل نصب ، وهو متعلق بالفعل جلس.

زيد : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.

جالس : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.

والجملة من المبتدأ وخبره في محل جر مضاف إليه.

١٠ ـ ريث : يستعمل ظرف زمان مبنيا ، والأغلب اتصال (ما) به وتعربها على أنها زائدة ، فتقول :

انتظر ريثما يحضر عليّ.

ريثما : ريث ظرف زمان مبنى على الفتح في محل نصب. وهو متعلق بالفعل انتظر. وما حرف زائد مبني على السكون لا محل له من الإعراب. والأفضل إعرابها كلمة واحدة فتقول : ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب.

يحضر علي : فعل وفاعل ، والجمل في محل جر مضاف إليه.

١١ ـ ذات : تستعمل ظرفا للدلالة على الزمان الذي تقع مضافا له.

مثل :

قابلته ذات يوم.

ذات : ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة. وهو متعلق بالفعل.

يوم : مضاف إليه.

وقد تستعمل للدلالة على المكان وذلك مع كلمتين فقط هما (اليمين) و (الشمال) ، فتقول : ذات اليمين ، وذات الشمال.

١٢ ـ عند : ظرف مكان ـ على الأغلب ـ وهو معرب ، مثل :

الكتاب عندك.

عند : ظرف مكان منصوب بالفتحة الظاهرة ، والكاف ضمير متصل مبني

٢٣٧

على الفتح في محل جر مضاف إليه. وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر في محل رفع.

وقد تستعمل ظرف زمان ، مثل :

عند الامتحان يكرم المرء أو يهان.

عند : ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة ، وهو متعلق بالفعل (يكرم).

١٣ ـ قطّ : ظرف زمان يستغرق الزمان الماضي ، ويستعمل مع النفي ، وهو مبني.

لم يكذب عليّ قطّ.

قط : ظرف زمان مبني على الضم في محل نصب ، وهو متعلق بالفعل يكذب.

١٤ ـ أبدا : ظرف زمان معرب ، يفيد الاستمرار في المستقبل ، ويستعمل في الإثبات والنفي :

(خالدين فيه أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه.)

أبدا : ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة. وشبه الجملة متعلق ب (خالدين).

لن أفعل ذلك أبدا.

أبدا : ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة ، وشبه الجملة متعلق ب (أفعل).

تنبيه : يشيع بين الناس قولهم :

* لم أفعل ذلك أبدا.

وهو خطأ ؛ لأن «أبدا» لا تستخدم في نفي الماضي ، والصواب :

لم أفعل ذلك قطّ.

١٥ ـ لدن : ظرف للزمان أو المكان ، مبني دائما ، ويضاف إلى مفرد أو جملة ، مثل :

٢٣٨

زيد مجدّ لدن دخل المدرسة.

ن : ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب. وهو منعلق باسم الفاعل (مجد).

دخل المدرسة : فعل وفاعل ومفعول ، والجملة في محل جر مضاف إليه.

زيد مجدّ لدن هو طالب.

لدن : ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب ، وهو متعلق باسم الفاعل (مجد).

هو طالب : مبتدأ وخبر ، والجملة في محل جر مضاف إليه. والأكثر استعمالها مجرورة بحرف «من» فلا تعود ظرفا.

هو مجدّ من لدن دخل المدرسة.

١٦ ـ لدي : ظرف مكان معرب ، وهو بمعنى «عند» ، مثل :

الكتاب لدى زيد.

لدى : ظرف مكان منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها التعذر. وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر في محل رفع.

زيد : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.

وعند إضافتها إلى الضمير تنقلب ألفها ياء (الكتاب لديك أو لديّ أو لديها.)

١٧ ـ لمّا : ظرف زمان مبني يربط بين جملتين ، الأولى تقع مضاف إليه ، والثانية تعمل فيه النصب ، مثل «إذا» والأغلب أن تكون الجملتان فعليتين ماضيتين :

لمّا حضر زيد خرج أهله لاستقباله.

لما : ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب ، وهو متعلق بالفعل (خرج).

حضر زيد : فعل وفاعل ، والجملة في محل جر مضاف إليه.

٢٣٩

١٨ ـ منذ ، ومذ : ظرفان زمانيان مبنيان ، ومضافان إلى الجملة الفعلية والاسمية ، وإلى الفعلية أكثر ، والعامل فيهما لا بد أن يكون فعلا ماضيا.

حضرت مذ (منذ) سافر زيد.

مذ : ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب ، وهو متعلق بالفعل حضر.

سافر زيد : فعل وفاعل ، والجملة في محل جر مضاف إليه.

حضرت مذ (منذ) زيد مسافر.

مذ : ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب ، وهو متعلق بالفعل حضر.

زيد مسافر : مبتدأ وخبر ،. والجملة في محل جر مضاف إليه. فإن وقع بعدهما اسم مجرور فهما حرفان وليسا ظرفين.

حضرت مذ (منذ) سفر زيد.

مذ : حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

سفر : مجرور بمذ وعلامة جره الكسرة الظاهرة ، وهو مضاف وزيد مضاف إليه. وشبه الجملة متعلق بالفعل حضر.

وإن وقع بعدها اسم مرفوع فلك إعرابها كما يلي :

١ ـ حضرت مذ يومان.

مذ : مبتدأ مبني على السكون في محل رفع.

يومان : خبر مرفوع بالألف.

وتقدير الجملة : حضرت ، أمد الحضور يومان.

٢ ـ حضرت مذ يومان.

مذ : ظرف زمان مبني على السكون وشبه الجملة متعلق بمحذوف قدم في محل رفع.

٢٤٠