التطبيق النحوى

الدكتور عبده الراجحي

التطبيق النحوى

المؤلف:

الدكتور عبده الراجحي


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار المعرفة الجامعية
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٥٠

* من أحكام الفعل أيضا أنه تلحقه تاء التأنيث على النحو الآتي.

أ ـ تلحقه تاء التأنيث وجوبا في حالتين :

١ ـ أن يكون الفاعل مؤنثا حقيقي التأنيث غير مفصول عن الفعل بفاصل ، مثل :

حضرت فاطمة.

نجحت زينب.

٢ ـ أن يكون الفاعل ضميرا مستترا سواء عاد على مؤنث حقيقي أم مجازي ، مثل :

فاطمة حضرت.

النتيجة ظهرت.

ب ـ تلحقه تاء التأنيث جوازا في الحالات الآتية :

١ ـ أن يكون الفاعل مجازي التأنيث ، مثل :

ظهرت النتيجة.

ظهر النتيجة. «والتأنيث هو الأفصح».

٢ ـ أن يكون الفاعل حقيقي التأنيث مفصولا عن الفعل بفاصل ، مثل :

حضرت اليوم فاطمة.

حضر اليوم فاطمة. «والتأنيث هو الأفصح».

فإذا كان مفصولا ب «إلا» كان التذكير أفصح ، مثل :

ما حضر اليوم إلا فاطمة.

إذ إن التقدير : ما حضر اليوم أحد إلا فاطمة.

٣ ـ أن يكون الفاعل جمع تكسير ؛ مذكرا أو مؤنثا ، مثل :

حضرت التلاميذ.

حضر التلاميذ.

ألقت الشواعر قصائدهن.

ألقى الشواعر قصائدهن.

* * *

١٨١

تدريب : أعرب ما يأتي :

١ ـ (عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ.)

٢ ـ (وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا.)

٣ ـ (ثُمَّ بَدا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما رَأَوُا الْآياتِ لَيَسْجُنُنَّهُ.)

٤ ـ (وتبين لكم كيف فعلنا بكم.)

٥ ـ (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ.)

٦ ـ (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ.)

٧ ـ (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ.)

٨ ـ (أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ.)

٩ ـ (ما جاءَنا مِنْ بَشِيرٍ.)

١٠ ـ (لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النَّارِ وَأَصْحابُ الْجَنَّةِ ، أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ. لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللهِ ، وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ).

* * *

١٨٢

٢ ـ نائب الفاعل

النائب عن الفاعل اسم يحل محل الفاعل المحذوف ، ويأخذ أحكامه التي ذكرناها ، ويصير عمدة لا يصح الاستغناء عنه ، وحكمه الرفع.

وهو لا يكون جملة (١) ، بل لا بد أن يكون كلمة واحدة ؛ اسما صريحا أو مؤولا ، فالصريح مثل :

فهم الدرس.

والمؤول مثل :

علم أن زيدا ناجح.

علم : فعل ماض مبني على الفتح.

أن : حرف تؤكيد ونصب.

زيدا : اسم أن منصوب بالفتحة الظاهرة.

ناجح : خبر. أن مرفوع بالضمة الظاهرة.

والمصدر المؤول من أن ومعموليها فى محل رفع نائب فاعل.

وتقدير الجملة : علم نجاح زيد.

وقد يكون نائب الفعل مسبوق بحرف جر زائد ، مثل :

ما عوقب من أحد.

ما : حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

عوقب : فعل ماض مبني على الفتح.

__________________

(١) هذا ما يراه القدماء على ما قدمنا في مسألة الفاعل. والذي نراه أن الجملة يمكن أن تكون فاعلا ومفعولا على ما سيأتي ، ومن ثم تصلح أن تكون نائبا عن الفاعل ، مثل :

عرف كيف فاز زيد

قيل إن زيدا قد فاز.

١٨٣

من : حرف جر زائد مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

أحد : نائب فاعل مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.

ولكن ما الكلمات التي تصلح أن تكون نائبا عن الفاعل؟

١ ـ أولها المفعول به.

فهم الدرس.

فإن كان في الجملة مفعولان فالأغلب اختيار أولهما ، مثل :

منح زيد مكافأة.

منح : فعل ماض مبني على الفتح.

زيد : نائب فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.

مكافأة : مفعول به ثان منصوب بالفتحة الظاهرة. (لأن المفعول الأول صار نائبا عن الفاعل).

الطفل سمي عليا.

الطفل : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.

سمي : فعل ماض مبني على الفتح ، ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.

عليا : مفعول به ثان منصوب بالفتحة الظاهرة.

والجملة من الفعل ونائب الفاعل في محل رفع خبر.

وإن كان في الجملة ثلاثة مفاعيل فالأغلب اختيار الأول أيضا ، مثل :

أعلمت الطالب الحضور مهما.

فعند البناء للمجهول تقول :

أعلم الطالب الحضور مهما.

أعلم : فعل ماض مبني على الفتح.

١٨٤

الطالب : نائب فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.

الحضور : مفعول به ثان منصوب بالفتحة الظاهرة.

مهما : مفعول به ثالث منصوب بالفتحة الظاهرة.

٢ ـ المصدر بالشروط التي تفصلها كتب النحو ، مثل :

فهم فهم صحيح.

فهم : نائب فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.

٣ ـ الظرف بالشروط المذكورة في كتب النحو ، مثل :

صيم رمضان. قضي شهر جميل في لبنان.

رمضان : نائب فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.

شهر : نائب فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.

٤ ـ الجار والمجرور بالشروط المذكورة في كتب النحو ، مثل :

أسف عليه.

عليه : على حرف جر مبني علي السكون لا محل له من الإعراب ، والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بعلى ، وشبه الجملة في محل رفع نائب فاعل.

* والعامل في النائب عن الفاعل هو الفعل كما يظهر من الأمثلة السابقة ، او اسم المفعول مثل :

هذا رجل محبوب خلقه.

خلقه : نائب فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة ، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه. (والعامل هنا هو اسم المفعول : محبوب).

* يتغير الفعل عند البناء للمجهول على النحو الذي تفصله كتب النحو.

١٨٥

* أحكام العامل مع نائب الفاعل من حيث الترتيب والحذف والتأنيث وعلامات المثنى والجمع هي نفسها أحكامه مع الفاعل.

* هناك أفعال وردت عن العرب مبنية للمجهول ، مثل :

دهش ـ شده ـ شغف ـ أولع ـ هرع ـ أهرع ـ عني به ـ أغمي عليه ، امتقع لونه ... إلى آخر الأفعال التي يذكرها الثعالبي في فقه اللغة وابن دريد في الجوهرة.

والذي يهمنا هنا هو إعراب هذه الأفعال والحكم المقرر لدى القدماء إعراب ما بعدها فاعلا وليس نائبا عن الفاعل ، فتقول :

عنى زيد بهذا الأمر.

عني : فعل ماض مبني على الفتح.

زيد : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.

(وهذا الإعراب على رأي من يرى أن هذه الأفعال لم ترد عن العرب إلا مبنية للمجهول هكذا ، أما الذين يرون أنها وردت مبنية للمعلوم أيضا فيرون ما بعدها نائبا عن الفاعل.)

* * *

تدريب : أعرب ما يأتي :

١ ـ (فَإِذا نُفِخَ فِي) الصورة (نَفْخَةٌ واحِدَةٌ.)

٢ ـ (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ.)

٣ ـ (وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ.)

٤ ـ (وَقِيلَ يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَيا سَماءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْماءُ.)

٥ ـ (وَإِذا صُرِفَتْ أَبْصارُهُمْ تِلْقاءَ أَصْحابِ النَّارِ قالُوا رَبَّنا لا تَجْعَلْنا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ.)

٦ ـ (إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يحي.)

١٨٦

٧ ـ (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ.)

٨ ـ (يَوْمَ يُحْمى عَلَيْها فِي نارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوى بِها جِباهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ.)

٩ ـ (وَأُوحِيَ إِلى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ.)

١٠ ـ (وأما (مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً.)

١١ ـ (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ، وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ ، وَإِذَا الْجِبالُ سُيِّرَتْ ، وَإِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ ، وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ ، وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ ، بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ، وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ ، وَإِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ ، وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ ، وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ ، عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ.)

* * *

١٨٧

٣ ـ المفاعيل

ذكرنا أن الجملة الفعلية تتكون من ركنين أساسيين ، الفعل والفاعل او نائبه ، ثم تحدثنا عن الفاعل ونائبه ، أما الفعل فهو أصل العوامل في اللغة العربية ، فقد رأينا أنه هو الذي يرفع الفاعل ونائبه. وسوف نرى ـ بعد ـ أنه هو الذي ينصب المفعول والحال والظرف ..

لا بد أن تتم الجملة الفعلية أولا بركنيها كي تدل على معنى مستقل. وقد تحتاج الجملة بعد ذلك إلى معان إضافية تضيفها إلى المعنى الأساسي. فنستعمل كلمات يسميها النحاه فضلات ؛ لأنها فضلة عن المعنى الأول ، وإن حذفت بقي للجملة معنى مستقل أيضا.

وأول هذه الفضلات المفعول به ، وهو نوع من المفاعيل التي تخصص لها هذا الحديث.

أ ـ المفعول به

والمفعول به هو الذي يقع عليه فعل الفاعل ، ولما كان الفعل متعدد الأنواع تعددت أيضا أنواع المفعول به ، فهناك فعل لا يطلب إلا مفعولا واحدا وهناك فعل يطلب مفعولين ، وثالث يطلب ثلاثة مفاعيل.

والفعل الذي ينصب المفعول به يسمي فعلا معتديا ، لأنه يتعدى فاعله إلى مفعول. على عكس الفعل الذي لا يطلب مفعولا والذي يسمى فعلا لازما أو قاصرا لأن عمله يلزم الرفع في الفاعل فقط أو لأنه قاصر أي عاجز عن الوصول الى المفعول.

والمفعول به الواحد قد يكون اسما صريحا أو مؤولا ، فتقول :

فهمت الدرس.

الدرس. مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة

أو ـ أن أزوره.

١٨٨

أود : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا.

أن : حرف مصدري ونصب.

أزوره : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به. والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا. والمصدر المؤول من أن والفعل في محل نصب مفعول به.

وتقدير الجملة : أود زيارته.

الفعل إذن هو الذي يعمل النصب في المفعول به ، لكن هناك كلمات أخرى تتفرع عن الفعل وتعمل في المفعول أيضا ، هي :

١ ـ المصدر : فتقول :

إعدادك الدرس مفيد.

إعدادك : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة. والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.

الدرس : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة (والعامل فيه هو المصدر)

مفيد : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.

٢ ـ اسم الفاعل : وهو يعمل النصب في المفعول به بشرط أن يكون مقرونا بأل ، فتقول :

هو الكاتب الكتاب أمس.

هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ.

الكاتب : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.

الكتاب : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة والعامل فيه اسم الفاعل.

١٨٩

أمس : ظرف زمان مبني على الكسر في محل نصب.

فإن لم يكن مقرونا بأل عمل بشروط ، هي : أن يدل على الحال أو الاستقبال ، وأن يعتمد على :

* نفي ، مثل :

ما قارئ زيد كتابا.

كتابا : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة. (والعامل فيه اسم الفاعل.)

* استفهام ، مثل :

هل قارئ زيد كتابا؟

كتابا : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة (والعامل فيه اسم الفاعل)

* أن يكون اسم الفاعل خبرا مثل :

محمد قارئ كتابا.

محمد : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.

قارئ : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.

كتابا : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة (والعامل فيه اسم الفاعل).

* أن يكون اسم الفاعل صفة لموصوف ، مثل :

رأيت رجلا قارئا كتابا.

رأيت : فعل ماض مبني علي السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك والتاء ضمير متصل مبني علي الضم في محل رفع فاعل.

رجلا : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة.

قارئا : صفة منصوبة بالفتحة الظاهرة.

كتابا : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة (والعامل فيه اسم الفاعل).

٣ ـ صيغة المبالغة : وهي تنصب المفعول به بالشروط التي يعمل بها اسم الفاعل ، مثل :

١٩٠

هو حمّال أعباءهم.

أعباء : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة. (والعامل فيه صيغة المبالغة)

٤ ـ اسم الفعل ، مثل :

دونك الكتاب.

دونك : اسم فعل أمر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.

الكتاب : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة.

الأفعال التي تطلب مفعولين :

هناك أفعال لا تكتفي بمفعول واحد ، بل تطلب مفعولين ، هي أنواع :

١ ـ أفعال تدل علي معني الإعطاء ، مثل : أعطي أى ـ منح ـ وهب ـ كسا ـ ألبس ـ سمّى ـ زاد ـ نقص ، فتقول :

أعطيت زيدا كتابا.

أعطيت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.

زيدا : مفعول أول منصوب بالفتحة الظاهرة.

كتابا : مفعول به ثان منصوب بالفتحة الظاهرة.

يقول النحاه إن المفعول الأول فاعل في المعني ، فأنا أعطيت زيدا كتابا ، وزيد أخذ الكتاب. ويرى سيبويه أن المفعول الأول كان مجرورا في الأصل ، والتقدير : أعطيت لزيد كتابا. وهو رأي يرتكن إلى تحليل عميق لتراكيب الكلام ؛ فكأن سيبويه يريد تسميته المفعول الأول مفعولا غير مباشر tcejbo tceridni كما هو معروف في كثير من اللغات :

. hcuB sad netneduts med bag hcI ـ

serbmit sel iul ـ zennoD ـ

٢ ـ أفعال القلوب.

وقد سماها النحويون كذلك لأن معانيها متصلة بالقلب كاليقين والشك

١٩١

والإنكار ، وتعرف أيضا ب (ظن وأخواتها). وهي تأخذ مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر ، فهي أفعال ناسخة تنسخ الجملة الاسمية ، ولكنها ليست أفعالا ناقصة لأنها تدل على حدث وتطلب فاعلا ، ولذلك لم ندرجها في الجملة الاسمية. وأفعال القلوب قسمان :

١ ـ قسم يدل على اليقين ، وهي :

علم : علمت الجدّ سبيل النجاح.

علمت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.

الجد : مفعول أول منصوب بالفتحة الظاهرة.

سبيل : مفعول به ثان منصوب بالفتحة الظاهرة.

النجاح : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.

(المفعولان هنا أصلهما مبتدأ وخبر. الجدّ سبيل النجاح ، علمت هذا بمعني أيقنت لا بمعني عرفت).

رأى : رأيت الجدّ سبيل النجاح.

(رأيت أي أيقنت لا أبصرت)

وجد : وجدت الإهمال طريقا إلى الفشل.

(وجدت أي أيقنت لا لقيت. وهكذا في الأفعال الباقية)

درى : دريت الإيمان أساس النصر.

ألفى : ألفيت الإخلاص خلقا كريما.

تعلّم : تعلّم الجدّ سبيل النجاح.

١٩٢

(تعلم هنا بمعني اعلم ، ولا يستعمل إلا فعل أمر ، ونعربه : فعل أمر جامد).

ب ـ قسم يدل على الرجحان ، وهي :

ظن : ظننت زيدا كريما.

خال : خلت زيدا كريما.

(عند استعمال هذا الفعل مضارعا مع المتكلم فالأفصح فيه كسرة همزته فتقول : إخال.)

حسبت : حسبت زيدا كريما.

زعم : زعمت زيدا كريما.

عدّ : عددت زيدا صديقا.

* من الأفعال الشائعة الآن فعل «اعتبر» حيث يقال :

اعتبرت أو أعتبر أو أعتبره زيدا صديقا.

وهذا كله غير معروف في العربية ، لأن «أعتبر» يعني :

اتخذ عبرة ، (فاعتبروا يا أولى الألباب). والعربية تستعمل هنا الفعل «عدّ» ، فتقول :

عددت أو أعدّ زيدا صديقا.

وفي القرآن الكريم (ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ.)

١٩٣

حجا : حجوت زيدا كريما.

هب : هب صحتك قوية فهل تضمنها غدا.

من الاستعمالات الشائعة استعمال أنّ بعد هب ، وهو استعمال صحيح لكنه نادر في العربية ، والأفصح استعمال هذا الفعل دون أنّ ، فلا تقول : هب أنّ صحتك قوية ، بل هب صحتك قوية .. وهب دائما فعل أمر جامد.

٣ ـ أفعال التصيير ، وهي التي تفيد التحويل ، وأشهرها ما يلي :

صيّر : صيّر الحائك القماش ثوبا.

جعل : هذا المصنع يجعل القشّ ورقا.

اتخذ : اتخذ الرجل الجبل ملجأ.

ترك : ترك المعتدون القرية أطلالا.

* الأفعال السابقة ـ فيما عدا أفعال التصيير ـ قد تدخل على أنّ ومعموليها أو أن والفعل ، ويكون المصدر المؤول منهما سادا مسد المفعولين ، فتقول :

ظننت أنّ زيدا كريم.

ظننت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.

أن : حرف توكيد ونصب.

١٩٤

زيدا : اسم أن منصوب بالفتحة الظاهرة.

كريم : خبر أن مرفوع بالضمة الظاهرة.

والمصدر المؤول من أنّ ومعموليها في محل نصب سدّ مسدّ مفعولي ظن.

من ظن أن ينجح بلا عمل فهو واهم.

ظن : فعل ماض مبني على الفتح ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.

أن : حرف مصدري ونصب.

ينجح : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

والمصدر المؤول من أن والفعل في محل نصب سد مسد مفعولي ظن.

ويرى بعض النحاه أن المصدر المؤول لا يصح أن يسد مسد المفعولين ، بل يرى أنه يسد مسد المفعول الأول فقط ويجعل المفعول الثاني محذوفا ، ويكون تقدير الكلام على هذا :

ظننت أن زيدا كريم. أي ظننت كرم زيد ثابتا.

* وكما يكون المفعول الثاني لأفعال القلوب كلمة واحدة يكون جملة ، وقد يكون شبه جملة ، مثل :

علمت الجدّ يؤدي إلى النجاح.

علمت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.

الجد : مفعول أول منصوب بالفتحة الظاهرة.

يؤدي : فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها الثقل ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.

والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب سدت مسد المفعول الثاني.

تعلّم الإهمال عاقبته وخيمة.

١٩٥

تعلم : فعل أمر جامد مبني على السكون ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.

الإهمال : مفعول أول منصوب بالفتحة الظاهرة.

عاقبته : مبتدأ مرفوع بالضمة ، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه.

وخيمة : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.

والجملة من المبتدأ والخبر في محل نصب سدّت مسدّ المفعول الثاني.

يظن البخيل السعادة في جمع المال.

يظن : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة.

البخيل : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.

السعادة : مفعول أول منصوب بالفتحة الظاهرة.

في : حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

جمع : اسم مجرور بفي وعلامة جره الكسرة الظاهرة.

المال : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.

وشبه الجملة في محل نصب سد مسد المفعول الثاني (ويمكنك أن تعربه متعلقا بمفعول ثان محذوف ، وتقدير الكلام : يظن السعادة كائنة في جمع المال).

* وأفعال القلوب المذكورة لها ثلاثة أحكام من حيث الإعمال ؛ فهي إما أن تكون عاملة ، أو ملغاة ، أو معلقة.

أ ـ أما إعمالها فهو واجب إن تقدمت على معموليها ولم يعلّقها معلّق كما مرّ في الأمثلة السابقة.

ب ـ وأما إلغاؤها فهو جائز. وذلك إن توسطت معموليها أو تأخرت عنهما ، فتقول :

١٩٦

زيدا ظننت كريما.

أو زيد ظننت كريم.

زيد : مبتدأ مرفوع بالضمة.

ظننت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، وهو فعل غير عامل ، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.

كريم : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.

(وعند توسط الفعل بين المفعولين فالاعمال أرجح).

وتقول : زيدا كريما ظننت.

و: زيد كريم ظننت.

(والإلغاء عند تأخر الفعل أرجح).

ج ـ وأما التعليق فمعناه إبطال عملها لفظا فقط وإبقاؤه محلا ، وسببه وجود كلمة تفصل بين الفعل ومفعوليه بشرط أن تكون هذه الكلمة مما يستحق الصدارة في الجملة ، ومعنى الصدارة ألا يعمل في الكلمة عامل قبلها ، وهذا الفاصل يسمى (المانع) ، أو المعلّق والفاصل أنواع هي :

١ ـ لام الابتداء :

علمت لزيد كريم.

علمت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع.

لزيد : اللام لام الابتداء ، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، وزيد مبتدأ.

كريم : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.

والجملة من المبتدأ وخبره في محل نصب سدت مسد مفعولي علم.

١٩٧

٢ ـ اللام الواقعة في جواب القسم :

علمت لينجحنّ المجدّ.

علمت : فعل وفاعل.

لينجحن : اللام واقعة في جواب القسم ، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.

ينجحن : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد المباشرة.

المجد : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.

وجملة القسم المقدرة وجوابها في محل نصب سدت مسد مفعولي علم.

(جملة القسم المقدرة تقديرها هنا ، علمت أقسم لينجحن المجد).

٣ ـ الاستفهام ، مثل :

لا أدري أزيد حاضر أم غائب.

لا : حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

أدري : فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها الثقل والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا.

أزيد : الهمزة حرف استفهام مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.

زيد : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.

حاضر : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.

والجملة من المبتدأ وخبره في محل نصب سدت مسد مفعولي ادري.

٤ ـ النفي بما أو لا أو إن :

علمت ما زيد بخيل.

علمت : فعل وفاعل.

ما : حرف نفي لا محل له من الإعراب.

زيد : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.

١٩٨

بخيل : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.

والجملة من المبتدأ وخبره في محل نصب سدت مسد مفعولي أعلم.

٥ ـ لعل ، مثل :

لا أدرى لعلّ الأمر خير.

لا : حرف نفي.

أدري : فعل وفاعل.

لعل : حرف رجاء ناسخ مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.

الأمر : اسم لعل منصوب بالفتحة الظاهرة.

خير : خبر لعل مرفوع بالضمة الظاهرة.

والجملة من اسم لعل وخبرها في محل نصب سدت مسد مفعولي أدري والأغلب استعمال «لعل» بعد مضارع الفعل درى.

٦ ـ لو الشرطية ، مثل :

أعلم لو جدّ زيد لنجح.

أعلم : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة. والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا.

لو : حرف شرط يدل على امتناع للامتناع ، مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

ج : فعل ماض مبني على الفتح.

زيد : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.

والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب سدت مسد مفعولي أعلم.

٧ ـ إنّ التي في خبرها اللام ، مثل :

أعلم إن زيدا لكريم.

أعلم : فعل وفاعل.

١٩٩

إن : حرف توكيد ونصب.

زيدا : اسم إن منصوب بالفتحة.

اللام : هي اللام المزحلقة ، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.

كريم : خبر إن مرفوع بالضمة الظاهرة.

والجملة من إن واسمها وخبرها في محل نصب سدت مفعولي أعلم.

٨ ـ كم الخبرية.

أعلم كم كتاب قرأ زيد.

أعلم : فعل وفاعل.

كم : خبرية وهي اسم مبني على السكون في محل نصب مفعول به (للفعل قرأ).

كتاب : مضاف إليه.

قرأ : فعل ماض مبني على الفتح.

زيد : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.

والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب سدت مفعولي أعلم.

* كما يكون المانع معلّقا للفعل عن العمل في مفعوليه ، يكون معلّقا له عن العمل في مفعول واحد ، مثل :

أعلم زيدا لهو كريم.

أعلم : فعل وفاعل.

زيدا : مفعول أول منصوب بالفتحة الظاهرة.

لهو : اللام لام الابتداء حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، وهو ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع المبتدأ.

كريم : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.

٢٠٠