التطبيق النحوى

الدكتور عبده الراجحي

التطبيق النحوى

المؤلف:

الدكتور عبده الراجحي


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار المعرفة الجامعية
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٥٠

ليس : فعل ماض ناقص مبني على الفتح.

إنسان : اسم ليس مرفوع بالضمة الظاهرة.

إلا : حرف استثناء ملغى مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

الواو : حرف داخل على خبر ليس ، مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.

له : اللام حرف جر مبني على الفتح ، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر. والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم في محل رفع.

أجل : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة.

والجملة من المبتدأ وخبره في محل نصب خبر ليس.

* * *

٩ ـ زال : هناك أكثر من فعل بهذا اللفظ لكن مضارعه مختلف :

هناك أربعة أفعال من أخوات كان لا تعمل إلا مسبوقة ب (ما) النافية وهي :

زال يزال.

زال يزيل. بمعنى فني.

والأول هو الفعل الناقص ، وهو يدل على النفي بذاته ، لكنه لا يعمل عمل كان إلا إذا سبقه نفي ، ونفي النفي أثبات ، فيدل على معنى الاستمرار :

ما زال زيد قائما.

ما زال : فعل ماض ناقص مبني على الفتح.

زيد : اسم ما زال مرفوع بالضمة الظاهرة.

قائما : خبر ما زال منصوب بالفتحة الظاهرة.

١٢١

* وتستعمل كثيرا في الدعاء مع «لا»

لا يزال بيتك مقصودا.

لا يزال : فعل مضارع ناقص مرفوع بالضمة الظاهرة.

بيتك : اسم لا يزال مرفوع بالضمة ، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.

مقصودا : خبر لا يزال منصوب بالفتحة الظاهرة.

١٠ ـ انفك : تستعمل مثل ـ زال ـ مسبوقة بنفي ، وتدل أيضا على الاستمرار :

ما انفك زيد قائما.

ما انفك : فعل ماض مبني على الفتح.

زيد : اسم ما انفك مرفوع بالضمة الظاهرة.

قائما : خبر ما انفك منصوب بالفتحة الظاهرة.

١١ ـ فتئ : تعمل مسبوقة بنفي أيضا وتفيد الاستمرار :

ما فتئ الطالب يستذكر دروسه.

ما فتئ : فعل ماض ناقص مبني على الفتح.

الطالب : اسم ما فتئ مرفوع بالضمة الظاهرة.

يستذكر : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو ، والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب خبر ما فتئ.

١٢ ـ برح : وتعمل مسبوقة بنفي وتفيد الاستمرار أيضا :

ما برح الحارس واقفا.

ما برح : فعل ماض ناقص مبني على الفتح.

الحارس : اسم ما برح مرفوع بالضمة الظاهرة.

١٢٢

واقفا : خبر ما برح منصوب بالفتحة الظاهرة.

* * *

١٣ ـ دام : وتعمل بشرط أن يسبقها (ما) المصدرية الظرفية ، ومعنى كونها مصدرية أي أنها يصح أن ينسبك منها ومن الفعل دام مصدر : (دوام) ، ومعنى كونها ظرفية دلالتها على مدة معينة فتقول :

ينجح الطالب ما دام مجدا

ما دام : فعل ماض مبني على الفتح. واسمه ضمير مستتر جوازا تقديره هو.

مجدا : خبر ما دام منصوب بالفتحة الظاهرة.

وتقدير الكلام : ينجح الطالب مدة دوامه مجدا. فإن سبقها (ما) النافية كانت دام تامة مثل :

ما دام شيء. أي ما بقى.

ما : حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

دام : فعل ماض مبني على الفتح.

شيء : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.

تنبيه :

تلاحظ أنا في إعراب الأفعال الخمسة السابقة لا نقسمها إلي (ما) و (الفعل) فلا نقول :

ما حرف نفي أو ما مصدرية ظرفية ، وإنما نعرب الفعل مع ما باعتبارها كلمة واحدة.

* * *

١٢٣

كان وأخواتها وترتيب معموليها :

ذكرنا في المبتدأ والخبر مواضع التقديم والتأخير ، ومعمولا كان هما المبتدأ والخبر ، والأصل في ترتيبهما أن يكونا بعد الفعل الناسخ وأن يكون الاسم مقدما على الخبر ، لكن هناك أحوالا أخرى نذكرها على النحو التالي :

١ ـ الاسم لا يتقدم على الناسخ مطلقا ، وفي مثل :

زيد كان مخلصا.

فإن كلمة (زيد) هنا ليست اسم كان مقدما ، وإنما هي مبتدأ ، وكان لها اسم مستتر يعود على زيد ، وجملة كان واسمها وخبرها خبر عن زيد.

٢ ـ إن كان الخبر جملة فهي واجبة التأخير عن الناسخ واسمه، تقول :

كان زيد عمله عظيم.

كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح.

زيد : اسم كان مرفوع بالضمة الظاهرة.

عمله : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة. والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه.

عظيم : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة ، والجملة من المبتدأ وخبره في محل نصب خبر كان.

كان زيد يكتب.

كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح.

زيد : اسم كان مرفوع بالضمة الظاهرة.

يكتب : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو. والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب خبر كان.

٣ ـ إن كان الخبر مفردا أو شبه جملة فله الحالات الآتية :

أ ـ يجب تأخيره عن الناسخ واسمه إن كان الاسم محصورا فيه مثل :

إنما كان شوقي شاعرا.

١٢٤

ما كان شوقي إلا شاعرا.

ما كان هذا الأمر إلا في نيتي.

ب ـ يجب تقديمه على الاسم إن كان في الاسم ضمير يعود على الخبر : مثل

كان في البيت صاحبه.

كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح.

في البيت : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر كان في محل نصب.

صاحبه : اسم كان مرفوع بالضمة الظاهرة ، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه.

ج ـ يجب تقديمه على الناسخ نفسه إن كان هذا الخبر يستحق الصدارة مثل أسماء الاستفهام :

كيف كان زيد؟

كيف : اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب خبر كان مقدم.

كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح.

زيد : اسم كان مرفوع بالضمة الظاهرة.

أين كان زيد؟

أين : اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب ظرف مكان وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر كان في محل نصب.

كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح.

زيد : اسم كان مرفوع بالضمة الظاهرة.

متى كان السفر؟

متى : اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب ظرف زمان. وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر كان في محل نصب.

د ـ يجوز التقديم والتأخير والتوسط في غير ما سبق ، فتقول :

كان زيد قائما. كان قائما زيد. قائما كان زيد.

١٢٥

كان زيد في البيت. كان في البيت زيد. في البيت كان زيد.

زيادة حرف الجر الباء في الخبر :

كان وأخواتها ـ فيما عدا الأفعال التي يشترط أن يسبقها نفي أو شبهه مثل ما زال ـ قد يسبقها نفي ، فيكثر حينئذ دخول الباء الزائدة على الخبر ، مثل :

ما كان زيد بمهمل.

ما : حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح.

زيد : اسم كان مرفوع بالضمة الظاهرة.

بمهمل : الباء حرف جر زائد ، مهمل خبر كان منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. ويكثر دخول الباء الزائدة على وجه الخصوص ـ على خبر ليس :

(لست عليهم بمسيطر)

لست : فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع اسم ليس.

عليهم : جار ومجرور متعلق بمسيطر.

بمسيطر : الباء حرف جر زائد ، ومسيطر خبر ليس منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.

ملحوظة : كان وأخواتها من موضوعات النحو المشهورة في التعليم العام ، والحق أن من بينها أفعالا لا تستعمل الآن في الفصحي المعاصرة ، وقد كانت نادرة الاستعمال في فصحى التراث. ونرى أن وضع هذه الأفعال النادرة في المقررات التعليمية يفسد الموضوع كله خاصة في مرحلة التعليم العام ، وهذه الافعال هي :

أضحى ـ بات ـ أمسى ـ ما انفك ـ ما برح ـ ما فتئ ـ هذا فضلا عن «اض». وما يشبهه.

١٢٦

تدريب : أعرب الكلمات المكتوبة بخط واضح :

١ ـ (ما شاءَ اللهُ كان)

٢ ـ (وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ.)

٣ ـ (وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا)

٤ ـ (ولا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض.)

٥ ـ (أَلْقاهُ عَلى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً.)

٦ ـ (أَلَيْسَ اللهُ بِعَزِيزٍ) ذو (انْتِقامٍ.)

٧ ـ (قالُوا تَاللهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ.)

٨ ـ (وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا.)

٩ ـ (كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ.)

١٠ ـ (وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ.)

١١ ـ (فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ.)

١٢ ـ (وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ.)

١٣ ـ (وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَما كانَ مُنْتَصِراً.)

١٤ ـ (وَما كانَ لَنا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ.)

١٥ ـ (وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ.)

١٦ ـ (أَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ.)

١٧ ـ (وَما كُنْتَ بِجانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنا إِلى مُوسَى الْأَمْرَ وَما كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ.)

١٨ ـ (أَوَلَيْسَ اللهُ بِأَعْلَمَ بِما فِي صُدُورِ الْعالَمِينَ.)

١٩ ـ (لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيراً.)

٢٠ ـ (وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِناتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً.)

١٢٧

(٢) الحروف العاملة عمل ليس

عرفنا أن (ليس) فعل ماض ناقص يفيد معنى النفي ، ويدخل على الجملة الاسمية فيرفع المبتدأ ويسمى اسمه ، وينصب الخبر ويسمى خبره.

وقد عرفت العربية أربعة حروف تفيد معنى النفي أيضا وتعمل عمل ليس فترفع المبتدأ وتنصب الخبر ، وهذه الحروف هي :

ما ـ لا ـ لات ـ إن

١ ـ ما :

وهي تعمل عمل (ليس) في لهجة الحجازيين ولذلك تسمى ما الحجازية ، ولا تعمل شيئا في لهجة بني تميم وتسمى حينئذ ما التميمية ، فتقول :

ما زيد قائما.

ما : حرف نفي ناسخ مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

زيد : اسم ما مرفوع بالضمة الظاهرة.

قائما : خبرها منصوب بالفتحة الظاهرة.

وتقول : ما زيد قائم.

ما : حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب وهي مهملة هنا.

زيد : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.

قائم : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.

ولكي تعمل (ما) لها شروط هي :

أ ـ أن يتأخر خبرها عن اسمها ، فإن تقدم لا تعمل ؛ فإذا قلت : ما قائما زيد لم يصح ، بل لا بد أن تقول : ما قائم زيد ، على الخبر المقدم والمبتدأ المؤخر ، فإن كان خبرها شبه جملة جاز إعمالها ، فتقول :

١٢٨

ما في البيت أحد.

ما : حرف نفي ناسخ مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

في البيت : حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، والبيت اسم مجرور بفي وعلامة جره الكسرة الظاهرة ، وشبه الجملة في محل نصب خبر ما.

أحد : اسم ما مرفوع بالضمة الظاهرة. ويجوز لك أن تعربها تميمية هنا فتقول :

ما : حرف نفي مهمل ، في البيت : جار ومجرور ، وشبه الجملة في محل رفع خبر مقدم ، أحد : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة.

ب ـ ألا تقع بعدها (إن) الزائدة ، فإن قلت :

* ما إن زيد قائما. لم يصح ، بل لا بد أن تقول :

ما إن زيد قائم.

ما : حرف نفي مهمل مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

إن : حرف زائد مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

زيد : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.

قائم : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.

ج ـ ألا يقترن خبرها بكلمة (إلا) لأنها تنقض النفي المستفاد منها وتجعل معنى الجملة إثباتا ، فإن قلت : * ما محمد إلا رسولا. لم يصح ، بل لا بد أن تقول : ما محمد إلا رسول.

ما : حرف نفي مهمل مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

محمد : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.

إلا : حرف إستثناء ملغي مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

رسول : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.

١٢٩

د ـ ألا يتقدم معمول خبرها على اسمها ؛ فلك أن تقول :

ما زيد قارئا كتابا.

لأن (كتابا) مفعول به ل (قارئا) وهي خبر ما ، أي أن معمول الخبر مؤخر ، ولا يصح أن نقول : * ما كتابا زيد قارئا.

أما إذا كان معمول الخبر شبه جملة جاز لك أن تقدمه على اسمها مع إعمالها أو إهمالها ، فتقول : ما للشرّ أنت ساعيا.

ما : حرف نفي ناسخ مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

للشر : اللام حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب ، والشر اسم مجرور باللام وعلامة جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلق بخبر ما (ساعيا).

أنت : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع اسم ما.

ساعيا : خبر ما منصوب بالفتحة الظاهرة. ويجوز لك أن تقول :

ما للشر أنت ساع.

ما : حرف نفي مهمل. للشر : جار ومجرور متعلق بالخبر (ساع) ، أنت : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ ، ساع : خبر مرفوع بضمة مقدرة على الياء المحذوفة منع من ظهورها الثقل.

* إن جاء بعد خبرها معطوف وقبله حرف عطف يدل على الإيجاب امتنع نصب المعطوف ، لأننا إذا نصبناه كان معنى ذلك أن النفي منصب عليه أيضا ، فمثلا : ما زيد قائما بل جالس. أو ما زيد قائما لكن جالس.

في المثالين معطوف بعد الخبر هو كلمة (جالس) وقبله حرف عطف موجب ، أي أنه يمنع النفي الذي تفيده كلمة (ما) ، فإذا نصبنا هذا المعطوف كان معنى الجملة أن زيدا ليس قائما ولا جالسا ، وليس هذا هو المعنى المقصود ، وفي هذه الجملة تعرب الجملة على النحو التالي :

ما : حرف نفي ناسخ مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

١٣٠

زيد : اسم ما مرفوع بالضمة الظاهرة.

قائما : خبر ما منصوب بالفتحة الظاهرة.

بل أو لكن : حرف عطف مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

جالس : خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو ، مرفوع بالضمة الظاهرة.

* إن اقتران خبرها بالهاء التي هي حرف جر زائد ، جاز لك إعرابها على الإعمال والإهمال ، والأكثر إعرابها عاملة ، لأنهم يرون أن إعمالها هو اللغة القديمة وأن زيادة الباء في الخبر متطور عن لغة النصب ، فنقول :

ما زيد بقائم.

ما : حرف نفي ناسخ مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

زيد : اسم ما مرفوع بالضمة الظاهرة.

بقائم : الباء حرف جر زائد ، وقائم خبر منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.

وعلى الإهمال نقول : زيد مبتدأ ، وقائم : خبر مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.

* * *

٢ ـ لا :

وهي أيضا حرف يفيد النفي ، ويعمل عمل ليس في لهجة الحجازيين ، وتهمل في لهجة بني تميم ، فتقول :

لا خير ضائعا.

لا : حرف نفي ناسخ مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

خير : اسم لا مرفوع بالضمة الظاهرة.

ضائعا : خبر لا منصوب بالفتحة الظاهرة. وعلى إهمالها تقول :

لا خير ضائع.

لا : حرف نفي مهمل مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

١٣١

خير : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.

ضائع : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.

وهي تعمل عمل ليس بشروط ، هي :

أ ـ أن يكون اسمها وخبرها نكرتين ، فلا يصح عملها في اسم وخبر معرفتين ، أو في اسم معرفة وخبر نكرة ، (إلا على وجه ضعيف) وعليه بيت المتنبي :

إذا الجود لم يرزق خلاصا من الأذى

فلا الحمد مكسوبا ولا المال باقيا

ب ـ أن يتأخر خبرها عن اسمها ، فإن قلت :

* لا ضائعا خير. لم يصح ، بل لا بد أن تقول :

لا ضائع خير.

ج ـ ألا يقترن خبرها بإلا ، لأنها تنقض النفي المستفاد منها ، فإن قلت :

* لا خير إلا مثمرا. لم يصح ، بل لا بد أن تقول :

لا خير إلا مثمر.

لا : حرف نفي مهمل مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

خير : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.

مثمر : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.

د ـ لا يجوز تقديم معمول خبرها على اسمها كي لا يفصلها عنه فاصل ، فإن قلت :

لا مؤمن ظالما أحدا ، كان استعمالك صحيحا لأن (أحدا) مفعول به ل (ظالما) التي هي خبر لا ، أما إذا قدمته على الاسم فقلت :

* لا أحدا مؤمن ظالما. لم يصح

فإن كان معمول الخبر شبه جملة جاز لك إعمالها وإهمالها ، فتقول :

لا عندك خير ضائعا.

١٣٢

لا : حرف نفي ناسخ مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

عندك : ظرف مكان منصوب بالفتحة الظاهرة ، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه ، وشبه الجملة متعلق بخبر لا (ضائعا).

خير : اسم لا مرفوع بالضمة الظاهرة.

ضائعا : خبر لا منصوب بالفتحة الظاهرة.

وعلى إهمالها تقول :

لا عندك خير ضائع. مبتدأ وخبر.

* * *

٣ ـ إن :

وهي أيضا حرف يفيد النفي ، وتعمل عمل ليس في لهجة أهل العالية ، ولإعمالها شروط هي :

أ ـ تعمل في اسم معرفة وخبر نكرة ، مثل :

إن الخير ضائعا. (بمعنى ليس الخير ضائعا).

إن : حرف نفي ناسخ مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

الخير : اسم إن مرفوع بالضمة الظاهرة.

ضائعا : خبر إن منصوب بالفتحة الظاهرة.

وتعمل أيضا في اسم وخبر نكرتين ، فتقول :

إن خير ضائعا.

ب ـ أن يتأخر اسمها عن خبرها مثل ما ولا.

ج ـ ألا يقترن خبرها بألا مثلهما.

د ـ ألا ينقدم معمول خبرها على اسمها إلا إن كان المعمول شبه جملة.

* * *

١٣٣

٤ ـ لات :

وهي حرف يفيد النفي أيضا ، وتعمل عمل ليس ، بشروط أخواتها ، إلا أن هناك شرطين آخرين لا بد منهما لإعمالها ، وهما :

أ ـ أن اسمها وخبرها لا يجتمعان ، بل لا بد من حذف أحدهما والأكثر حذف اسمها.

ب ـ أنها لا تعمل إلا في كلمات ندل على الزمان ، وعلى وجه الخصوص في ثلاث كلمات ؛ حين ـ وهي أكثرها استعمالا ـ وساعة وأوان ، فتقول :

تندم الآن ولات حين مندم.

لات : حرف نفي ناسخ مبني على الفتح لا محل له من الإعراب (١).

حين : خبر لات منصوب بالفتحة الظاهرة ، واسمها محذوف ، ومندم : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.

ومعنى الجملة : ولات الحين حين مندم.

ويجوز لك أن تقول :

تندم الآن ولات حين مندم.

لات : حرف نفي ناسخ مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.

حين : اسم لات مرفوع بالضمة الظاهرة.

مندم : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.

وخبرها محذوف.

ومعنى الجملة : تندم الآن ولات حين مندم موجودا لك.

وإعمالها في الساعة والأوان مثل :

لقد فروا ولات ساعة فرار.

__________________

(١) يعربها القدماء علي النحو التالي : لا : حرف نفي ، والتاء حرف لتوكيد النفي ، أو التاء حرف للتأنيث اللفظي ، فكأنها مكونة من كلمتين : لا+ ت ؛ والأيسر ما قدمناه لك باعتبارها كلمة واحدة.

١٣٤

أو : لقد فروا ولات أوان فرار.

فإن حذفت الاسم نصبت (ساعة وأوان) وإن حذفت الخبر رفعتهما على الإعراب السالف.

* * *

تدريب : أعرب ما يأتي :

١ ـ (ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ.)

٢ ـ (وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ.)

٣ ـ (وَما أَمْرُنا إِلَّا واحِدَةٌ.)

٤ ـ (ما هذا بَشَراً.)

٥ ـ قرأ سعيد بن جبير : (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) عبادا (أَمْثالُكُمْ).

٦ ـ (فَنادَوْا وَلاتَ حِينَ مَناصٍ.)

٧ ـ (وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ.)

٨ ـ (وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ.)

٩ ـ (ما أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا.)

١٠ ـ (وَما أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ.)

* * *

١٣٥

(٣) أفعال المقاربة والشروع والرجاء

ويغلب عليها اسم (أفعال المقاربة) أو (كاد وأخواتها) ، وهي أفعال ناسخة مثل كان ؛ تدخل على الجملة الاسمية فترفع الاسم ويسمى اسمها وتنصب الخبر ويسمى خبرها ، فالجملة الواقعة فيها هذه الأفعال إذن جملة اسمية.

وهي تنقسم ثلاثة أقسام :

أ ـ أفعال المقاربة ، وأشهرها : كاد وأوشك وكرب.

ولا بد أن يكون خبرها جملة فعلية فعلها مضارع.

والفعل أوشك يغلب اقتران خبره بأن ، فتقول :

أوشك زيد أن يصل.

أوشك : فعل ماض ناقص مبني على الفتح.

زيد : اسم أوشك مرفوع بالضمة الظاهرة.

أن : حرف نصب.

يصل : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب خبر أوشك.

(يرى بعض النحاة ألا نعرب «أن» حرفا مصدريا لأن ذلك يؤدي إلى ضرورة معرفة موقع المصدر المنسبك منها ومن الفعل المضارع ، وأنه سوف يكون خبر أوشك ، فيصير معنى الجملة : أوشك زيد وصوله ، وذلك مناف للاستعمال العربي ، ولذلك يرون أنها حرف نصب فقط تجرد للدلالة على استقبال الفعل. ويرى آخرون أنها حرف مصدري ونصب ويؤولون الخبر على تقدير : أوشك زيد صاحب وصول.)

أما الفعلان كاد وكرب فيغلب عدم اقتران خبرهما بأن ، فتقول :

كاد زيد يصل.

١٣٦

كاد : فعل ماض ناقص مبني على الفتح.

زيد : اسم كاد مرفوع بالضمة الظاهرة.

يصل : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو :

والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب خبر كاد.

* يستعمل أوشك وكاد بصيغة الماض كما يستعملان بصيغة المضارع فتقول :

يوشك زيد أن يصل.

يكاد زيد يصل.

ب ـ أفعال الشروع : وتفيد معنى البدء في الفعل الذي هو خبرها ، ولا بد أن يكون خبرها جملة فعلية فعلها مضارع أيضا ، وأشهر هذه الأفعال :

شرع ـ طفق ـ أنشأ ـ أخذ ـ علق ـ هبّ ـ هلهل ـ جعل.

ويمتنع اقتران خبرها بأن ، فتقول :

شرع زيد يقرأ.

شرع : فعل ماض ناقص مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.

زيد : اسم شرع مرفوع بالضمة الظاهرة.

يقرأ : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة. والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.

والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب خبر شرع. وكذلك في الباقي.

ج ـ أفعال الرجاء : وتفيد معنى الرجاء في حصول الخبر ، وخبرها أيضا جملة فعلية فعلها مضارع ، وأشهر هذه الأفعال :

عسى ـ حرى ـ اخلولق.

عسى : لا يجب اقتران خبرها بأن بل هذا هو الغالب ، فتقول :

١٣٧

عسى زيد أن يوفّق.

عسى زيد يوفّق.

عسى : فعل ماض ناقص مبني على الفتح المقدر منع من ظهوره التعذر.

زيد : اسم عسى مرفوع بالضمة الظاهرة.

أن : حرف نصب.

يوفق : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.

والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب خبر عسى.

أما حرى واخلولق فيجب اقتران خبرهما بأن ، فتقول :

حرى زيد أن يوفق ..

اخلولق زيد أن يوفق.

على الإعراب السالف.

* * *

تدريب : أعرب ما يأتي :

١ ـ (عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ.)

٢ ـ (وَما كادُوا يَفْعَلُونَ.)

٣ ـ (يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ.)

٤ ـ (وَطَفِقا يَخْصِفانِ.)

٥ ـ (فَعَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ.)

* * *

١٣٨

(٤) الحروف الناسخة

إن وأخواتها

وهي حروف تدخل على الجملة الاسمية ، فتنصب الاسم ويسمى اسمها وترفع الخبر ويسمى خبرها. وهذه الحروف هي : إنّ ـ أنّ ـ كأنّ ـ لكنّ ـ ليت ـ لعل.

أما إنّ وأنّ فحرفان يفيدان التوكيد.

وتفيد كأنّ التشبيه ، ولكنّ الاستدراك ، وليت التمني ، ولعل الرجاء.

وخبر هذا الحروف هو خبر المبتدأ ؛ أي يكون مفردا أو جملة أو محذوفا يتعلق به شبه جملة ، فتقول :

إن زيدا قائم.

إن : حرف توكيد ونصب.

زيدا : اسم إن منصوب بالفتحة الظاهرة.

قائم : خبر إن مرفوع بالضمة الظاهرة.

إن زيدا خلقه كريم.

إن : حرف توكيد ونصب.

زيدا : اسم إن منصوب بالفتحة الظاهرة.

خلقه : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة ، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه.

كريم : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.

والجملة من المبتدأ وخبره في محل رفع خبر إن.

إن المؤمن يتوكل على الله.

إن : حرف توكيد ونصب.

١٣٩

المؤمن : اسم إن منصوب بالفتحة الظاهرة.

يتوكل : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.

والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر إن.

إن زيدا في البيت.

إن : حرف توكيد ونصب.

زيدا : اسم إن منصوب بالفتحة الظاهرة.

في البيت : في حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، والبيت اسم مجرور بفي وعلامة جره الكسرة الظاهرة. وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر إن في محل رفع.

إن الكتاب أمامك.

إن : حرف توكيد ونصب.

الكتاب : اسم إن منصوب بالفتحة الظاهرة.

أمامك : ظرف مكان منصوب بالفتحة الظاهرة ، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه. وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر إن في محل رفع.

وهكذا تقول في أخواتها ، إلا أنك تسميها على النحو التالي :

انّ : حرف توكيد ونصب.

كأنّ : حرف تشبيه ونصب.

لكنّ : حرف استدراك ونصب.

ليت : حرف تمنّ ونصب.

لعلّ : حرف رجاء ونصب.

* ومن الواجب التزام الترتيب بين اسمها وخبرها سواء كان

١٤٠