التطبيق النحوى

الدكتور عبده الراجحي

التطبيق النحوى

المؤلف:

الدكتور عبده الراجحي


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار المعرفة الجامعية
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٥٠

الطالب في الفصل. أمام البيت شجرة. الصوم يوم الخميس.

يدل على ذلك أن الخبر إذا دل على كون خاص فلابد من ذكره ، مثل :

زيد نائم في البيت.

الصلاة مقصورة في السفر.

وأنت لا تستطيع أن تحذف هذا الخبر وإلا ضاع المعنى الذي تريده ؛ فذكر الخبر في موضع يدل على أنه موجود في الموضع الآخر ، لكنه حذف لكثرة الاستعمال. وعلى هذا نقول في إعراب الأمثلة الأولى :

الطالب في الفصل.

الطالب : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.

في الفصل : في حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب والفصل مجرور بفي وعلامة جره الكسرة الظاهرة ، وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر في محل رفع.

أمام البيت شجرة.

أمام : ظرف مكان منصوب بالفتحة الظاهرة.

البيت : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.

وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر مقدم في محل رفع.

شجرة : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة.

تنبيه : ظرف المكان لا يتعلق بخبره إلا عن أسماء الأحداث ، مثل

الصوم يوم الخميس.

الصوم : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.

يوم : ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة.

الخميس : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.

وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر في محل رفع.

١٠١

ولا يصح أن يتعلق بخبر عن أسماء الذوات ، فلا يصح أن تقول : محمد اليوم ، أو عليّ غدا.

إلا إذا صح التأويل ، مثل :

الهلال الليلة.

الهلال : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.

الليلة : ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة ، وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر في محل رفع.

(وتقدير الجملة : رؤية الهلال الليلة)

* * *

٢ ـ اقتران الخبر بالفاء :

تلاحظ في الأسلوب العربي وجود (الفاء) في أكثر من موضع ، ومن هذه المواضع أننا نجدها مقترنة بخبر المبتدأ ، والفاء حرف يأتي لربط أجزاء الجملة وتأكيد علاقة بعضها ببعض ، والمبتدأ والخبر مرتبطان ارتباطا عضويا كما تعلم ، فكأن دخول الفاء على الخبر إنما يكون لتقوية هذا الارتباط.

وقد حاول النحاة وضع قاعدة عامة لدخول الفاء على الخبر ، وأوضح ما يمكن أن يقال في هذا المجال أن الفاء قد تدخل على الخبر إذا كانت جملة المبتدأ والخبر تشبه جملة الشرط ـ وأنت تعلم أن الفاء تقع في جواب الشرط في أحوال معينة ـ وذلك يتحقق على النحو التالي :

١ ـ أن يكون المبتدأ دالا على الإبهام والعموم ، مثل الأسماء الموصولة أو الأسماء النكرة ، وذلك لكي يشبه هذا المبتدأ اسم الشرط في إبهامه وعمومه.

٢ ـ أن يكون بعد هذا المبتدأ جملة أو شبه جملة ليست فيها كلمة شرطية.

٣ ـ أن يكون الخبر مترتبا على هذه الجملة ، لكي يشبه جواب الشرط المترتب على فعل الشرط ، فنقول :

١٠٢

الذي يجتهد فناجح.

فهذه الجملة تتكون من مبتدأ هو (الذي) وهو اسم غير محدد لأنه لا يدل على شخص بذاته ، وبعده جملة خالية من كلمة شرطية وهي جملة «يجتهد» ثم يأتي الخبر مترتبا على هذه الجملة ترتب جواب الشرط على فعله لأن النجاح مترتب على الاجتهاد. من هنا اقترن الخبر بالفاء.

وتقول :

طالب يجتهد فناجح.

وهذه الجملة أيضا تتكون من مبتدأ هو (طالب) وهو نكرة لا تدل على طالب بذاته ، وبعد النكرة جملة فعلية واقعة صفة له هي «يجتهد» ثم يأتي الخبر مقترنا بالفاء لأنه مترتب على هذه الجملة.

واقتران الخبر بالفاء على درجتين ؛ واجب وجائز ، فالواجب في خبر المبتدأ الواقع بعد (أمّا) الشرطية ، ولعل الذي جعل الاقتران هنا واجبا هو شرطية (أما) ، تقول :

أمّا علي فكريم وأمّا أخوه فشجاع.

أما : حرف شرط وتفصيل مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

عليّ : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.

الفاء : واقعة في خبر المبتدأ ، وهي حرف زائد مبني على الفتح لا محل له من الإعراب (وبعضهم يعربها واقعة في جواب شرط مقدر والذي اخترناه أيسر وأقرب إلى الاستعمال).

كريم : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.

أما الاقتران الجائز فمع غير أما من المواضع التي أوضحنا شروطها مثل :

طالب يجتهد فناجح.

طالب : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.

١٠٣

يجتهد : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو. والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع صفة لطالب.

فناجح : الفاء واقعة في الخبر ، حرف زائد مبني على الفتح لا محل له من الإعراب. وناجح خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.

* * *

٣ ـ تعدد الخبر :

قد يكون للمبتدأ أكثر من خبر ، فإذا تعددت الأخبار أعربتها أخبارا أيضا ، ومنها ما يصلح أن يكون صفة للخبر الأول ، ومنها ما لا يكون إلا خبرا ، وكل ذلك متوقف على معنى الجملة ، فتقول :

زيد عربي شجاع كريم.

زيد : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.

عربي : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.

شجاع : خبر ثان مرفوع بالضمة الظاهرة.

كريم : خبر ثان مرفوع بالضمة الظاهرة.

(وتستطيع في هذا المثال أن تقول : شجاع صفة ، وكريم صفة للخبر ، وصفة المرفوع مرفوع).

التعليم أدبيّ هندسيّ. تجاريّ.

التعليم : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.

أدبي : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.

هندسي : خبر ثان مرفوع بالضمة الظاهرة.

تجاري : خبر ثالث مرفوع بالضمة الظاهرة.

(وأنت ـ في هذا المثال ـ لا تستطيع أن تعرب الخبرين الثاني والثالث صفة للخبر الأول لأن المعنى لا يستقيم.)

* * *

١٠٤

٤ ـ حذف الخبر

كما عرفنا في حذف المبتدأ ، فإن الخبر قد يحذف جوازا أو وجوبا.

وهو يحذف جوازا إن دل عليه دليل مقالي كأن يكون في جواب عن سؤال ، مثل :

من مخلص؟ ـ علي.

علي : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة ، والخبر محذوف جوازا تقديره : مخلص.

أو أن يقع الخبر بعد إذا الفجائية مثل :

خرجت فإذا صديقي.

صديقي : مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها حركة المناسبة. والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه والخبر محذوف جوازا تقديره (موجود أو منتظر ...)

ويحذف الخبر وجوبا في مواضع أهمها ما يلي :

١ ـ خبر المبتدأ الواقع بعد لو لا :

لو لا العقل لضاع الإنسان.

لو لا : حرف امتناع للوجود مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

العقل : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة ، والخبر محذوف وجوبا تقديره (موجود).

لضاع : اللام واقعة في جواب لو لا ، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، ضاع : فعل ماض مبني على الفتح.

الإنسان : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.

ويتحدث النحاة في تفصيل عن مواضع حذف الخبر وجوبا بعد لو لا ، وأقرب ما يختار من كلامهم أن هذا الخبر إن دل على (كون عام) كان حذفه

١٠٥

واجبا كما في المثال السابق ، وإن دل على كون خاص كان ذكره واجبا إن لم يدل عليه دليل ، مثل :

لو لا اللاعبون ماهرون ما فاز الفريق. فاللاعبون مبتدأ ، وماهرون خبر ، والذي جعل ذكره واجبا أن الخبر هنا يدل على كون خاص أو وجود خاص إذ إن المعنى ليس (لو لا اللاعبون موجودون ما فاز الفريق) لأنه لا فريق بلا لاعبين ، وإنما المقصود هو وجود خاص للاعبين وهي المهارة.

٢ ـ أن يكون خبرا عن اسم صريح في القسم ، مثل :

لعمرك لينجحن المجد.

لعمرك : اللام لام الابتداء حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.

عمر : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة ، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه. والخبر محذوف وجوبا تقديره قسمي. ومعنى الجملة (لعمرك قسمي أو يميني ..)

* * *

٣ ـ تأخير الخبر وتقديمه :

المفروض أن الخبر يتأخر عن المبتدأ لأنه الحكم الذي تحكم به على المبتدأ ومع ذلك فقد يتقدم أو يتأخر على درجات نوجزها فيما يلي :

أ ـ جواز التقديم والتأخير ، وذلك هو الغالب ، مثل :

زيد قادم. قادم زيد.

نعم القائد خالد. خالد نعم القائد.

ب ـ تأخير الخبر وجوبا :

وذلك في مواضع أهمها :

١ ـ أن يكون المبتدأ اسما مستحقا للصدارة في الجملة كأسماء الاستفهام والشرط وما التعجبية وكم الخبرية مثل :

١٠٦

من فعل هذا؟

مبتدأ خبر ما أكرم العربيّ! مبتدأ خبر من يجتهد ينجح مبتدأ خبر كم مجدّ وفّقه الله مبتدأ خبر

٢ ـ أن تكون لام الابتداء داخلة على المبتدأ ، مثل :

للمجدّ ناجح.

وذلك لأن لام الابتداء لها الصدارة فلا يصح تقديم الخبر عليها.

٣ ـ أن يكون الخبر جملة فعلية فاعلها ضمير مستتر يعود على المبتدأ مثل :

زيد يلعب.

لأنك إذا قدمت الخبر صارت جملة فعلية مكونة من فعل وفاعل.

٤ ـ أن يكون المبتدأ والخبر متساويين في رتبة التعريف أو التنكير مثل :

أخي مبتدأ صديقي.

خبر

فالأسم الاول مضاف إلى ضمير ، والثاني مضاف إلى ضمير ، فهما متساويان من حيث التعريف ، فإن كنت تقصد أن تحكم على أخيك بأنه صديقك وجب أن يكون الأخ مبتدأ والصديق خبر ، أما إن كنت تريد أن تحكم على صديقك بأنه أخوك قلت : صديقي أخي.

٥ ـ أن يكون المبتدأ محصورا في الخبر ، مثل :

إنما محمد رسول.

مبتدأ خبر ما محمد إلا رسول.

مبتدأ خبر

١٠٧

فأنت لا تستطيع أن تقدم الخبر لأنك حصرت المبتدأ فيه أي قصرته عليه ، ومعنى الجملة أنك أخلصت المبتدأ لحكم الخبر وحده.

٦ ـ أن يكون الخبر مقرونا بالفاء ، مثل :

الذي يجتهد فناجح.

مبتدأ خبر

لأنك إذا قدمت الخبر وجب حذف الفاء.

٧ ـ أن يكون خبرا عن ضمير الشأن :

قل هو الله مبتدأ أحد خبر

٨ ـ الخبر المفصول بضمير فصل :

الله هو الكريم.

مبتدأ خبر

ج ـ تقديم الخبر وجوبا :

وذلك في مواضع أهمها :

١ ـ أن يكون الخبر مستحقا للصدارة كأسماء الاستفهام :

أين بيتك؟

خبر مبتدأ متى السفر؟

خبر مبتدأ

٢ ـ أن يكون الخبر محصورا في المبتدأ :

ما ناجح إلا المجدّ.

خبر مبتدأ إنما في البيت علي.

خبر مبتدأ

ومعنى الحصر هنا أنك قصرت النجاح على المجدّ فقط ، كما قصرت

١٠٨

الوجود في البيت على عليّ وحده ، ولو أنك قدمت المبتدأ وأخرت الخبر في هذين المثالين لفسد معنى القصر الذي تريده.

٣ ـ أن يكون المبتدأ نكرة محضة ، وفي هذه الحالة لا بد أن يكون الخبر جملة أو شبه جملة :

في الفصل طالب خبر مبتدأ نفعك إخلاصه صديق خبر مبتدأ عندك كتاب خبر مبتدأ ذلك أننا لو قدمنا المبتدأ النكرة بلا مسوغ لأمكن أن نعد الجلمة أو شبه الجملة بعده صفة لا خبرا.

٤ ـ أن يكون في المبتدأ ضمير يرجع إلى الخبر مثل :

في البيت أهله.

خبر مبتدأ

* * *

تدريب : أعرب الكلمات المكتوبة بخط واضح :

١ ـ (لَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ.)

٢ ـ (هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللهِ.)

٣ ـ (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ.)

٤ ـ (وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْها وَهُمْ عَنْها مُعْرِضُونَ.)

٥ ـ (وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ.)

١٠٩

٦ ـ (وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ.)

٧ ـ (وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ.)

٨ ـ (لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ.)

٩ ـ (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْداداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ)

١٠ ـ (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ ، فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ ، وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ.)

١١ ـ (وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ ناراً خالِداً فِيها وَلَهُ عَذابٌ مُهِينٌ. وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ مِنْ نِسائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ ، فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلاً. وَالَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ فَآذُوهُما ، فَإِنْ تابا وَأَصْلَحا فَأَعْرِضُوا عَنْهُما إِنَّ اللهَ كانَ تَوَّاباً رَحِيماً. إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ ، فَأُولئِكَ يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً.)

١١٠

النواسخ

النواسخ كلمات تدخل على الجملة الاسمية فتنسخ حكمها أي تغيره بحكم آخر. والمهم أن الجملة التي تدخل عليها هذه النواسخ هي جملة اسمية حتى إن كان الناسخ فعلا. (١)

والنواسخ فعلية وحرفية.

(١) كان وأخواتها

وهي أول النواسخ الفعلية وأهمها.

وكان رأس هذا الباب وعنوانه ، لأنها أكثر أخواتها استعمالا كما أن لها أحوالا كثيرة تخصها ، وهي ـ مثل أخواتها ـ فعل ناسخ ناقص ، وهي فعل ناسخ لأنها تدخل على الجملة الاسمية فتغير حكمها بحكم آخر ؛ إذ ترفع المبتدأ ويسمى أسمها وتنصب الخبر ويسمى خبرها ، ومعنى ذلك أنها العامل في الاسم وفي الخبر معا. وهي فعل ناقص لأنها تدل على زمان فقط أي أنها لا تدل على حدث ومن ثم لا تحتاج إلى فاعل. (٢)

وكان وأخواتها ثلاثة عشر فعلا هي :

كان ـ ظل ـ بات ـ أصبح ـ أضحى ـ أمسى ـ صار ـ ليس ـ زال ـ برح ـ فتئ ـ انفك ـ دام.

١ ـ كان :

أ ـ وهي تستعمل فعلا تاما إن دلت على حدث يقتضي فاعلا ، فتقول :

__________________

(١) كثير من مصطلحات العلوم العربية مأخوذ من الفكر الاسلامي ؛ ومنها مصطلح «النسخ» في النحو ؛ إذ المعروف أن «النسخ» مصطلح فقهي يعني تغيير حكم شرعي بحكم شرعي آخر. فلما رأي النحاة أن هذه الكلمات تغيّر حكم المبتدأ أو الخبر سموها نواسخ.

(٢) يعترض بعض العلماء على خلو الافعال الناقصة من معنى الحدث ، ويرى أنها لا تتجرد تجردا مطلقا للزمان. والواقع أنها كلمة تدل على الزمان حسب الواقع اللغوي للعربية.

١١١

تلبدت السماء بالغيوم واشتدت الريح فكان المطر.

كان : فعل ماض تام مبني على الفتح.

المطر : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.

وهي حين تكون تامة يكون معناها : حدث أو حصل.

ب ـ وحين تكون ناقصة ـ وهو الأغلب ـ فإنها تعمل إن كانت فعلا ماضيا أو مضارعا أو أمرا ، تقول :

كان زيد قائما.

كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح.

زيد : اسم كان مرفوع بالضمة الظاهرة.

قائما : خبر كان منصوب بالفتحة الظاهرة.

أكون سعيدا حين يكون. أخي سعيدا.

أكون : فعل مضارع ناقص مرفوع بالضمة الظاهرة. واسمه ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا في محل رفع.

سعيدا : خبر أكون منصوب بالفتحة الظاهرة.

حين : ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة وشبه الجملة متعلق ب (سعيدا).

يكون : فعل مضارع ناقص مرفوع بالضمة الظاهرة.

أخي : اسم يكون مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف المناسبة. والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.

سعيدا : خبر يكون منصوب بالفتحة الظاهرة. والجملة في محل جر مضاف إليه ؛ بإضافة «حين» إليها.

كن مستعدا.

كن : فعل أمر ناقص مبني على السكون. واسمه ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت في محل رفع.

١١٢

مستعدا : خبر كن منصوب بالفتحة الظاهرة.

وكما تعمل كان وهي فعل منصرف تعمل وهي مصدر وتعمل وهي اسم فاعل ، فتقول :

أحبه لكونه شجاعا.

اللام : حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب.

كونه : كونه اسم مجرور باللام وعلامة جره الكسرة الظاهرة ، والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه. (وهذا الضمير هو ـ في الأصل ـ اسم كان).

شجاعا : خبر كونه منصوب بالفتحة الظاهرة.

زيد كائن أخاك.

زيد : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.

كائن : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة. (وهو من الناحية الصرفية اسم فاعل ، واسم الفاعل يستتر فيه الضمير) وفيه ضمير مستتر جوازا تقديره هو عائد على المبتدأ في محل رفع اسم كائن.

أخاك : خبر كائن منصوب بالألف ، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.

ملحوظة : يشيع استعمال : كائنا من كان ، وكائنا ما كان ، نقول :

سأعاقب المهمل كائنا من كان.

سأدفع ثمن هذا الشيء كائنا ما كان.

وأقرب إعراب لهذا الاستعمال هو :

كائنا : حال منصوب بالفتحة الظاهرة. وصاحب الحال هو (المهمل).

وفيه ضمير مستتر جوازا تقديره هو في محل رفع اسم كائن (لأنه اسم فاعل كما ذكرنا).

من : اسم نكرة مبني على السكون في محل نصب خبر كائن.

١١٣

كان : فعل ماض تام مبني على الفتح ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو ، والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب صفة ل (من).

والمعنى ساعاقب المهمل كائنا أيّ إنسان وجد.

ج ـ تستعمل كان زائدة ، وبخاصة في باب التعجب ، فلا يكون لها عمل ، ولا تستعمل زائدة إلا بصفة الماضي ، فتقول :

ما كان أطيب خلقه.

ما : اسم تعجب مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.

كان : فعل ماض زائد مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.

أطيب : فعل ماض مبني على الفتح ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره هو ، والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر ما.

خلقه : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة ، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه.

د ـ يجوز دخول الواو على خبر كان إن كانت بصيغة الماضى أو المضارع بشرط أن يسبقها نفي وبشرط أن يقترن خبرها بإلا ، فتقول :

ما كان من إنسان إلا وله أجل.

ما : حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح.

من : حرف جر زائد.

إنسان : اسم كان مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.

إلا : حرف استثناء ملغى مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

الواو : حرف داخل على خبر كان ، مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.

١١٤

له : اللام حرف جر مبني لا محل له من الإعراب. والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر. والجار

والمجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم في محل رفع.

أجل : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة. والجملة من المبتدأ وخبره في محل نصب خبر كان.

ه ـ يجوز حذف نون كان بشرط أن تكون فعلا مضارعا مجزوما بالسكون وليس بعدها ساكن أو ضمير متصل ، فتقول :

لم أك أفعل ذلك.

لم : حرف نفي وجزم وقلب.

أك : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون على النون المحذوفة.

واسمه ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا.

أفعل : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا.

والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب خبر أكن.

و ـ الأصل في استعمال كان أن تكون موجودة مع اسمها وخبرها. ولكن ما يجري الحذف على جملتها ، فتحذف كان وحدها ، أو تحذف كان مع اسمها ويبقى خبرها ، أو تحذف مع خبرها ويبقى اسمها : (١)

* فهي تحذف وحدها في الاستعمال الآتي ؛ (وهو استعمال قد اختفى في الأغلب من الفصحى المعاصرة ، وكان من قبل نادرا.)

أما أنت كريما فأنت محبوب.

وهم يقولون في تحليل هذه الجملة إنها كانت :

أنت محبوب لأن كنت كريما.

__________________

(١) وقد تحذف مع اسمها وخبرها ولكن في استعمال نادر.

١١٥

ومنه يتضح أن عندنا معلولا هو (أنت محبوب) ، وعندنا علة له ، هي (لأن كنت كريما). ويقولون إن شرط حذف كان يستتبع الخطوات التالية :

١ ـ نقدم العلة على المعلول ، فتصير الجملة :

لأن كنت كريما فأنت محبوب.

٢ ـ نحذف لام الجر تخفيفا وذلك جائز قبل أن المصدرية.

٣ ـ نحذف (كان) ونعوض عنها بالحرف (ما) الزائد ، ثم ندغمها في نون أن.

٤ ـ يبقى الضمير المتصل (التاء) ، فيصير ضميرا منفصلا إذ لم يعد هناك ما يتصل به ، وتصبح الجملة :

أما أنت كريما فأنت محبوب.

أما : أصلها أن+ ما ؛ أن حرف مصدري مبني على السكون لا محل له من الإعراب وما حرف زائد للتعويض عن كان المحذوفة.

أنت : اسم كان المحذوفة ، ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع ، كريما : خبر كان المحذوفة منصوب بالفتحة الظاهرة.

* وتحذف كان مع اسمها جوازا بعد (إن) و (لو) الشرطيتين مثل :

كل إنسان محاسب على عمله ؛ إن خيرا فخير وإن شرا فشر.

إن : حرف شرط مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

خيرا : خبر كان المحذوفة منصوب بالفتحة الظاهرة ، واسمها محذوف أيضا.

وتقدير الكلام : إن يكن عمله خيرا فخير وإن يكن عمله شرا فشر.

ومثل : اقرأ كل يوم ولو صحيفة.

لو : حرف شرط مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

صحيفة : خبر كان المحذوفة منصوب بالفتحة الظاهرة واسمها محذوف أيضا.

١١٦

وتقدير الكلام : اقرأ كل يوم ولو كان المقروء صحيفة

* تحذف كان مع خبرها ويبقى اسمها ـ وهذا قليل ـ بشرط أن تكون بعد (إن) و (لو) الشرطيتين أيضا ، مثل :

كل إنسان محاسب على عمله إن خير فخير وإن شر فشر.

إن : حرف شرط مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

خير : اسم كان المحذوفة مرفوع بالضمة ، وخبرها محذوف.

وتقدير الكلام :

إن كان في عمله خير فخير وإن كان في عمله شر فشر.

* * *

٢ ـ ظل : وتفيد معني الاستمرار ، مثل :

ظل زيد قائما.

ظل : فعل ماض ناقص مبني على الفتح.

زيد : اسم ظل مرفوع بالضمة الظاهرة.

قائما : خبر ظل منصوب بالفتحة الظاهرة.

٣ ـ أصبح : وتفيد وقوع الخبر في وقت الصباح ، مثل :

أصبح الولد مبتهجا.

وتستعمل كثيرا بمعنى (صار) مثل :

أصبح الطفل رجلا.

أصبح : فعل ماض ناقص مبني على الفتح.

الطفل : اسم أصبح مرفوع بالضمة الظاهرة.

رجلا : خبر أصبح منصوب بالفتحة الظاهرة.

١١٧

وتستعمل (أصبح) فعلا تاما يفيد معنى الدخول في وقت الصباح.

مثل : ظل ساهرا حتى أصبح.

أصبح : فعل ماض تام مبني على الفتح. والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو. والتقدير : ظل ساهرا حتى دخل في وقت الصباح.

٤ ـ أضحى : وتفيد وقوع الخبر في وقت الضحى ، مثل :

أضحى العامل مستغرقا في عمله.

أضحى : فعل ماض ناقص مبني على فتح مقدر منع من ظهوره التعذر.

العامل : اسم أضحى مرفوع بالضمة الظاهرة.

مستغرقا : خبر أضحى منصوب بالفتحة الظاهرة.

ويستعمل بمعنى (صار) مثل :

أضحى العلم ضروريا.

كما تستعمل تامة مثل :

ظل نائما حتى أضحى.

أضحى : فعل ماض تام مبني على فتح مقدر منع من ظهوره التعذر.

والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.

وتقدير الكلام : ظل نائما حتى دخل في وقت الضحى.

* * *

٥ ـ أمسى : تفيد وقوع الخبر في وقت المساء ، مثل : أمسى الر.

مهموما.

أمسى المجهول معلوما.

أمسى : فعل ماض ناقص مبني على فتح مقدر منع من ظهوره التعذر

المجهول : اسم أمسى مرفوع بالضمة الظاهرة.

معلوما : خبر أمسي منصوب بالفتحة الظاهرة.

* * *

١١٨

٦ ـ بات : وتفيد وقوع الخبر في وقت الليل بطوله ، مثل :

بات الطالب ساهرا.

بات : فعل ماض ناقص مبني على الفتح.

الطالب : اسم بات مرفوع بالضمة الظاهرة.

ساهرا : خبر بات منصوب بالفتحة الظاهرة.

وتستعمل تامة ، مثل :

بات الغريب في بيتنا.

بات : فعل ماض تام مبني على الفتح.

الغريب : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.

ومعنى الجملة : قضى الغريب ليله في بيتنا.

* * *

٧ ـ صار : وتفيد معنى التحول ، مثل :

صار العبد حرا.

صار : فعل ماض ناقص مبنى على الفتح.

العبد : اسم صار مرفوع بالضمة الظاهرة.

حرا : خبر صار منصوب بالفتحة الظاهرة.

وهناك أفعال أخرى تفيد معنى (صار) وتعمل عملها ، وأشهرها :

اض : مثل : اض الغلام رجلا.

اض : فعل ماض ناقص مبني على الفتح.

الغلام : اسم اض مرفوع بالضمة الظاهرة.

رجلا : خبر اض منصوب بالفتحة الظاهرة.

عاد : مثل : عادت القرية مدينة.

١١٩

عادت : فعل ماض ناقص مبني على الفتح ، والتاء للتأنيث حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

القرية : اسم عاد مرفوع بالضمة الظاهرة.

مدينة : خبر عاد منصوب بالفتحة الظاهرة.

رجع : رجع الضالّ مهدّيا.

رجع : فعل ماض ناقص مبني على الفتح.

الضال : اسم رجع مرفوع بالضمة الظاهرة.

مهديا : خبر رجع منصوب بالفتحة الظاهرة.

استحال : استحالت النار رماد.

استحال : فعل ماض ناقص مبني على الفتح ، والتاء للتأنيث حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

النار : اسم استحال مرفوع بالضمة الظاهرة.

رمادا : خبر استحال منصوب بالفتحة الظاهرة.

تحول : تحول القمح خبزا.

غدا : غدا العمل مرهقا

* * *

٨ ـ ليس : وهو فعل جامد يفيد نفي الخبر عن الاسم :

ليس زيد قائما

ليس : فعل ماض ناقص مبني على الفتح.

زيد : اسم ليس مرفوع بالضمة الظاهرة.

قائما : خبر ليس منصوب بالفتحة الظاهرة.

* يجوز أن يقترن خبرها بالواو ـ مثل كان ـ بشرط أن يقترن الخبر بإلا :

ليس إنسان إلا وله أجل.

١٢٠