التطبيق الصّرفى

الدكتور عبده الراجحي

التطبيق الصّرفى

المؤلف:

الدكتور عبده الراجحي


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار المعرفة الجامعية
الطبعة: ٢
الصفحات: ٢١٧

ولذلك يجب تحريك واو الجماعة بحركة تناسبها وهى الضمة ، فيصير :

لتسعونّ ـ لترضونّ.

٣ ـ إسناده إلى ياء المخاطبة :

(أ) إن كان الفعل صحيحا فإنه تحذف ياء المخاطبة لالتقاء الساكنين ، ليصير :

لتكتبنّ. (وكان الأصل لتكتبيننّ).

(ب) وإن كان الفعل معتل الآخر ، وآخره واو أو ياء ، فإنها تحذف عند الإسناد إلى ياء المخاطبة قبل التوكيد ، مثل :

تدعين ـ تجرين.

وعند توكيده تكون الصورة :

تدعينن ـ تجريننّ.

فتحذف نون الرفع ، ثم ياء المخاطبة ، ويبقى ما قبلها مكسورا للدلالة عليها ، فيصير :

لتدعن ـ لتجرنّ.

وإن كان الفعل معتلا آخره ألف ، فأنت تعلم أن هذه الألف تحذف عند الإسناد إلى ياء المخاطبة قبل التوكيد مثل :

تسعين ـ ترضين.

وعند توكيده تكون الصورة :

تسعينن ـ ترضيننّ.

فتحذف نون الرفع ، فتصير الصورة :

لتسعينّ ـ ترضينّ.

٦١

فيلتقى ساكنان ، ياء المخاطبة والنون الأولى من نون التوكيد ، ولا يمكن حذف إحداهما ، فتحرك الياء بالكسرة لأنها تناسبها ، ويبقى ما قبلها مفتوحا :

لتسعينّ ـ لترضينّ.

٤ ـ إسناده إلى نون النسوة :

أنت تعلم أن الفعل المضارع يبنى على السكون عند إسناده إلى نون النسوة سواء كان صحيحا أم معتلا ، مثل :

أنتن تكتبن ـ تدعون ـ تسعين ـ تجرين.

وعند التوكيد تصير الصورة :

تكتبننّ ـ تدعوننّ ـ لتسعيننّ ـ تجريننّ.

فتلتقى ثلاث نونات ، نون النسوة ، والنون الثقيلة ، ولا يمكن الاستغناء عن إحداهما إذ ليس هناك ما يدل عليها إذا حذفت ، ولكى نتحاشى التقاء هذه النونات نجعل بين نون النسوة ونون التوكيد ألفا مع تحريك نون التوكيد بالكسر ، فيصير :

لتكتبنانّ ـ لتدعونانّ ـ لتسعينانّ ـ لتجرينانّ.

* * *

تدريب :

١ ـ بين حكم الأفعال الواردة فى الآيات الكريمة من حيث التوكيد :

* (وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَما هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ)

٦٢

* (فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا).

* (أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ. حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ. كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ. ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ. كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ. لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ. ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ. ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ).

٢ ـ أكد الأفعال الآتية مسندا إياها إلى ألف الاثنين وواو الجماعة وياء المخاطبة ونون النسوة :

يبغى ـ يقول ـ يسمو ـ يطمئنّ ـ قه.

٦٣

(٥)

المصادر

اختلف القدماء حول المصدر والفعل ؛ أيهما أصل وأيهما فرع؟ فذهب البصريون إلى أن المصدر أصل للفعل ، وذهب الكوفيون إلى أن الفعل أصل للمصدر. واختلافات المدرستين تتخذ هنا أشكالا غير لغوية ، ومن ثم فلا أهمية لها فى الدرس اللغوى بعامة وفى الدرس التطبيقى على وجه الخصوص.

والمصدر يختلف عن الفعل في أنه اسم ويتفق مع الفعل فى أنه يدل على حدث غير أن الفعل يدل على الحدث بالإضافة إلى دلالته على الزمان.

والذى يهمنا هنا هو كيفية صياغة المصدر.

١ ـ مصدر الثلاثى

مصدر الثلاثى غير قياسى ؛ أى أنه لا تحكمه قاعدة عامة ، وإنما الأغلب فيه السماع.

غير أن العلماء حاولوا أن يضعوا بعض الضوابط التى تنطبق على فصائل معينة من الأفعال الثلاثية ، فقالوا :

١ ـ أغلب الأفعال الثلاثية الدالة على حرفة يكون مصدرها على وزن فعالة مثل :

فلح فلاحة ـ نجر نجارة ـ زرع زراعة ـ حاك حياكة ـ سفر سفارة.

٦٤

٢ ـ أغلب الأفعال الدالة على تقلب واضطراب يكون مصدرها على وزن فعلان مثل :

غلى غليانا ـ فار فورانا ـ طار طيرانا ـ جال جولانا.

٣ ـ أغلب الأفعال الدالة على مرض يكون مصدرها على وزن فعال مثل :

سعل سعالا ـ صدع صداعا ـ عطس عطاسا ـ دار دوارا ـ هزل هزالا.

٤ ـ أغلب الأفعال الدالة على صوت يكون مصدرها على وزن فعال أو فعيل مثل :

عوى عواء ـ صرخ صراخا ـ ثغى ثغاء ـ صهل صهيلا ـ زأر زئيرا ـ نقّ نقيقا.

٥ ـ أغلب الأفعال الدالة على لون يكون مصدرها على وزن فعلة مثل :

حمر حمرة ـ زرق زرقة ـ خضر خضرة.

٦ ـ أغلب الأفعال الدالة على عيب يكون مصدرها على وزن فعل مثل :

عمى عمي ـ عرج عرجا ـ عور عورا ـ حول حولا.

٧ ـ أغلب الأفعال الدالة على معالجة مصدرها على وزن فعول ؛ مثل :

قدم قدوما ـ صعد صعودا ـ لصق لصوقا.

٨ ـ أغلب الأفعال الدالة على معنى ثابت يكون مصدرها على وزن فعولة ؛ مثل :

يبس يبوسة ـ ملح ملوحة.

٦٥

* وغير هذه القواعد يمكن ترتيب الصور الباقية لمصدر الثلاثى على النحو التالى :

١ ـ أغلب الأفعال الثلاثية المتعدية يكون مصدرها على وزن (فعل) مثل :

أخذ أخذا ـ فتح فتحا ـ حمد حمدا ـ سمع سمعا ـ أكل أكلا.

٢ ـ أغلب الأفعال الثلاثية اللازمة المكسورة العين يكون مصدرها على وزن (فعل) مثل :

تعب تعبا ـ أسف أسفا ـ جزع جزعا ـ وجع وجعا.

٣ ـ أغلب الأفعال الثلاثية اللازمة المفتوحة العين وهى صحيحة يكون مصدرها على وزن (فعول) مثل :

قعد قعودا ـ سجد سجودا ـ دخل دخولا ـ خرج خروجا.

فإن كان الفعل معتل العين فالأغلب أن يكون مصدره على (فعل) أو (فعال) ، مثل :

صام صوما أو صياما ـ قام قياما ـ نام نوما.

٤ ـ أغلب الأفعال الثلاثية اللازمة المضمومة العين يكون مصدرها على وزن (فعالة) أو (فعولة) مثل :

ملح ملاحة ـ ظرف ظرافة ـ شجع شجاعة.

سهل سهولة ـ صعب صعوبة ـ عذب عذوبة.

ومهما يكن من أمر فإن مصدر الثلاثى يتوقف على السماع ، وعلى ذلك فإن الرجوع إلى المعاجم وكتب اللغة ضرورى لمعرفة مصدر الثلاثى.

* * *

٦٦

٢ ـ مصادر غير الثلاثى

ومصادر غير الثلاثى قياسية ، ونعرضها على النحو التالى :

* مصدر الرباعى المجرد :

قياسه على وزن فعللة مثل :

بعثر بعثرة ـ طمأن طمأنة ـ دحرج دحرجة.

فإذا كان الرباعى المجرد مضعفا ؛ أى فاؤه ولامه الأول من جنس وعينه ولامه الثانية من جنس ، فإن مصدره يكون على وزن : فعللة أو فعلال مثل :

زلزل زلزلة وزلزالا ـ وسوس وسوسة ووسواسا.

* مصدر الثلاثى المزيد بالهمزة (أفعل):

أ ـ إذا كان الفعل صحيح العين فإن مصدره يكون على وزن إفعال مثل :

أكرم إكراما ـ أخرج إخراجا ـ أوجد إيجادا ـ أمضى إمضاء.

ب ـ إذا كان الفعل معتل العين فإن المصدر يكون على وزن إفعلة ، أى بحدوث إعلالات يتحدث عنها الصرفيون تؤدى إلى حذف الألف التى كانت فى الوزن السابق (إفعال) والتعويض عنها بتاء ، وذلك مثل :

أقام إقامة ـ أشار إشارة ـ أدار إدارة.

* مصدر الثلاثى المزيد بتضعيف العين (فعّل):

١ ـ إذا كان صحيح اللام فمصدره على وزن (تفعيل) مثل :

كبرّ تكبيرا ـ عظم تعظيما ـ وحّد توحيدا ـ لوّح تلويحا.

٦٧

٢ ـ إذا كان معتل اللام يكون مصدر على وزن (تفعلة) مثل :

ربّى تربية ـ نمّى تنمية ـ وفّى توفية ـ رقى ترقية.

٣ ـ إذا كان الفعل مهموز اللام فالأغلب أن يكون مصدره على الوزنين السابقين أى على (تفعيل) و (تفعلة) ، مثل :

خّطأ تخطيئا وتخطئة ـ برّأ تبريئا وتبرئة.

٤ ـ هناك بعض أفعال صحيحة اللام ، وجاءت مصادرها على الوزنين مثل :

جرّب تجربيا وتجربة ـ كمّل تكميلا وتكملة.

* مصدر الثلاثى المزيد بالألف (فاعل):

١ ـ مصدره القياسى على وزن (فعال) أو (مفاعلة) مثل :

ناقش نقاشا ومناقشة ـ قاتل قتالا ومقاتلة ـ حاجّ حجاجا ومحاجّة ـ واصل وصالا ومواصلة.

٢ ـ إذا كانت فاؤه ياء فالأغلب أن مصدره على وزن (مفاعلة) فقط ، مثل :

ياسر مياسرة ـ يامن ميامنة.

* مصدر الخماسى :

١ ـ إذا كان الفعل الخماسى على وزن (تفعلل) أو (تفعّل) أو (تفاعل) ، فإن مصدره يكون على وزن الفعل مع ضم الحرف الذى قبل الأخير ، مثل :

تدحرج تدحرجا ـ تبعثر تبعثرا ـ تمسكن تمسكنا.

٦٨

تكرّم تكرّما ـ تنبأ تنبّؤا ـ تمكّن تمكّنا ـ تقاتل تقاتلا ـ تماسك تماسكا ـ تلاعب تلاعبا.

فإن كانت لام الفعل معتلة فإن المصدر يكون على وزن الفعل أيضا مع كسر الحرف الذى قبل الأخير ، مثل :

تمنّى تمنّيا ـ تحدّى تحدّيا ـ تعالى تعاليا ـ تواصى تواصيا.

٢ ـ إذا كان الفعل على وزن (انفعل) فمصدره على وزن (انفعال) مثل :

انكسر انكسارا ـ انفتح انفتاحا ـ انطلق انطلاقا.

٣ ـ إذا كان الفعل على وزن (افتعل) فمصدره على وزن (افتعال) مثل :

امتثل امتثالا ـ ارتوى ارتواء ـ اصطبر اصطبارا ـ ادّعى ادعاء ـ اتخذ اتخاذا.

٤ ـ إذا كان الفعل على وزن (افعلّ) فمصدره على وزن (افعلال) مثل :

احمرّ احمرارا ـ ازرقّ ازرقاقا ـ اسمرّ اسمرارا.

إذا نظرنا إلى الأفعال الأخيرة أى التى على وزن (انفعل) و (افتعل) و (افعلّ) فإننا نجد أن المصدر يأتى على وزن الفعل مع كسر الحرف الثالث وزيادة ألف قبل الحرف الأخير.

* مصدر السداسى :

وتنطبق عليه القاعدة السابقة مباشرة ، أى يكون المصدر على وزن الفعل مع كسر الحرف الثالث وزيادة ألف قبل الحرف الأخير ، فنقول :

٦٩

١ ـ افعنلل ـ افعنلال ، مثل : افرنقع افرنقاعا.

٢ ـ افعلل ـ افعلال ، مثل : اكّفهرّ اكفهرارا.

٣ ـ افعوعل ـ افعوعال ، مثل : اعشوشب اعشيشابا.

٤ ـ افعالّ ـ افعيلال ، مثل : اخضارّ اخضيرارا.

٥ ـ استفعل ـ استفعال ، مثل : استخرج استخراجا.

فإذا كان الفعل الذى على وزن (استفعل) معتل العين فإنه يحدث فيه ما حدث فى مصدر (افعل) أى بحذف الألف والتعويض عنها تاء مثل :

استشار استشارة ـ استقام استقامة.

* * *

المصدر الميمى

هو مصدر يدل على ما يدل عليه المصدر العادى ، غير أنه يبدأ بميم زائدة ويصاغ على النحو التالى :

١ ـ من الفعل الثلاثى على وزن : مفعل ، مثل :

شرب مشربا ـ ضرب مضربا ـ وقى موقى ـ يئس ميأسا.

فإذا كان الفعل مثالا صحيح اللام وفاؤه تحذف فى المضارع فإن مصدره الميمى يكون على وزن : مفعل ، مثل :

وعد موعدا ـ وضع موضعا ـ وقع موقعا.

على أن هناك أفعالا كان ينبغى أن يكون مصدرها الميمى على وزن (مفعل) ، وردت شاذة على وزن (مفعل) ، مثل :

رجع مرجعا ـ بات مبيتا ـ صار مصيرا ـ غفر مغفرة ـ عرف معرفة.

٧٠

٢ ـ من غير الثلاثى على وزن الفعل المضارع ، مع إبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وفتح ما قبل الآخر مثل :

أخرج مخرجا ـ سبّق مسبّقا ـ أقام مقاما ـ استغفر مستغفرا.

* * *

المصدر الصناعى

هو مصدر يصاغ من الأسماء بطريقة قياسية ، للدلالة على الاتصاف بالخصائص الموجودة فى هذه الأسماء.

وهو يصاغ بزيادة ياء مشددة على الاسم تليها تاء مثل :

قوم وقومية ـ عالم وعالمية ـ واقع وواقعية.

مصدر المرة

ويسمى أحيانا اسم المرة ، وهو مصدر يصاغ للدلالة على أن الفعل حدث مرة واحدة.

ويصاغ على النحو التالى :

١ ـ من الفعل الثلاثى على وزن (فَعلَة) مثل :

جلس جلسة ـ وقف وقفة ـ قال قولة ـ هزّ هزة.

فإذا كان المصدر العادى يأتى على وزن (فَعلَة) فإن مصدر المرة يكون بالوصف بكلمة (واحدة) مثل :

دعا دعوة واحدة ـ رحم رحمة واحدة ـ نشد نشدة واحدة ـ هفا هفوة واحدة ـ صاح صيحة واحدة.

٧١

٢ ـ من غير الثلاثى يصاغ على نفس المصدر العادى بزيادة تاء ، مثل :

سبّح تسبيحة ـ انطلق انطلاقة ـ استخرج استخراجة

فإن كان المصدر العادى مختوما بالتاء ، فإن مصدر المرة يصاغ بالوصف بكلمة (واحدة) ، مثل :

استشار استشارة واحدة ـ أقام إقامة واحدة.

مصدر الهيئة

ويسمى أحيانا اسم الهيئة ، وهو مصدر يدل على هيئة حدوث الفعل. وهو لا يصاغ إلا من الفعل الثلاثى ، على وزن (فعلة) ، مثل :

جلس جلسة ـ وقف وقفة ـ مشى مشية.

وقد وردت فى كتب اللغة بعض مصادر للهيئة من أفعال غير ثلاثية ؛ مثل :

تعمّم عمّة ، واختمرت المرأة خمرة.

ومعنى ذلك أنها سماعية لا يقاس عليها.

* * *

تدريب :

١ ـ هات المصدر والمصدر الميمى واسمى المرة والهيئة من الأفعال الآتية :

وعد ـ اتعد ـ واعد ـ تواعد ـ استوعد ـ توعّد.

مدّ ـ مادّ ـ أمدّ ـ انمدّ ـ تمادّ ـ تمدّد ـ استمد.

قال ـ أقال ـ قاول ـ تقاول ـ قوّل ـ تقوّل ـ استقال.

مشى ـ مشّى ـ تمشى ـ ماشى ـ استمشى.

٧٢

(٦)

المشتقات

تتميز اللغة العربية بأنها لغة اشتقاقية ، وهذا يعنى أن هناك مادة لغوية معينة مثل (ك ت ب) يمكن تشكيلها على هيئات مختلفة ، كل هيئة منها لها وزن خاص ، ولها وظيفة خاصة كأن نقول مثلا : (كاتب) أو (مكتوب) أو (مكتب). وأنت تلاحظ أن مثل هذه العملية إنما تجرى داخل المادة اللغوية السابقة وتشكلها تشكيلا جديدا. وهى العملية التى تعرف بالاشتقاق.

ولعلك تعرف أن هناك لغات تسمى لغات التصاقية كالإنجليزية مثلا :

حيث توجد مادة لغوية يمكن تشكيل صيغ منها عن طريق لصق لواحق فى أول المادة أو فى آخرها كأن تقول من (write) (writer) .. وهكذا.

ونحن نلفت إلى أن الاشتقاق فى العربية واضح غاية الوضوح ، إذ تضبطه قواعد ومقاييس ، قليلة لا تكاد تتخلف ، ونحن نعرض المشتقات على النحو التالى :

١ ـ اسم الفاعل

وهو اسم يشتق من الفعل (١) للدلالة على وصف من قام بالفعل ، فكلمة (كاتب) مثلا اسم فاعل تدل على وصف الذى قام بالكتابة ، واللغويون القدماء يقولون إن اسم الفاعل يشبه الفعل المضارع بل يقولون إن الفعل المضارع سمى مضارعا لأنه (يضارع) اسم الفاعل أى يشابهه. والواقع أن هذا الذى ذهبوا إليه قد يحتاج إلى إعادة نظر وبخاصة من حيث الدلالة على الزمن مما لا مجال لتفصيله هنا.

__________________

(١) ليس هناك داع أن ندخل فى خلافات البصريين والكوفيين حول أصل الاشتقاق على ما أشرنا إليه آنفا عند الحديث عن المصادر.

٧٣

ويصاغ اسم الفاعل على النحو التالى :

أ ـ من الفعل الثلاثى على وزن (فاعل) : مثل :

كتب كاتب ـ لعب لاعب ـ قرأ قارىء

أخذ آخذ ـ سأل سائل ـ وعد واعد.

* فإن كان الفعل أجوف ، وعينه ألف ، قلبت هذه الألف همزة فى اسم الفاعل فتقول :

قال قائل ـ باع بائع ـ دار دائر.

أما إن كان الفعل أجوف ، وعينه صحيحة ، أى واو أو ياء فإنها تبقى كما هى فى اسم الفاعل فتقول :

عور عاور ـ حيد حايد ـ حول حاول.

* وإن كان الفعل ناقصا ؛ أى آخره حرف علة ، فإن اسم الفاعل ينطبق عليه ما ينطبق على الاسم المنقوص ؛ أى تحذف ياؤه الأخيرة فى حالتى الرفع والجر وتبقى فى حالة النصب ، فتقول :

دعا داع ـ مشى ماش ـ رضى راض.

ب ـ ومن غير الثلاثى على وزن الفعل المضارع مع إبدال حرف المضارعة ميما مضمومة مع كسر ما قبل الآخر ، مثل :

يدحرج مدحرج ـ يزلزل مزلزل ـ يخرج مخرج

يسبّح مسبّح ـ يلاكم ملاكم ـ ينطلق منطلق

يتقاتل متقاتل ـ يتقدّم متقدّم ـ يخشوشن مخشوشن ـ يستغفر مستغفر.

٧٤

* فإن كان الحرف الذى قبل الآخر ألفا فإنه يبقى كما هو فى اسم الفاعل ، مثل :

يختار مختار ـ يكتال مكتال ـ يختال مختال

ويكون وزن اسم الفاعل أيضا هنا : مفتعل ، لأن الوزن لا يتأثر بالإعلال كما ذكرنا إذ أصل هذه الأفعال : يختير ، يكتيل ، يختيل.

* هناك أفعال اشتق منها اسم الفاعل على غير القواعد السابقة ، وهى قليلة جدا.

فقد ورد اسم الفاعل من أسهب : مسهب بفتح الهاء ، والقياس كسرها. ومن أحصن : محصن بفتح الصاد والقياس كسرها.

كما وردت أفعال رباعية واشتق اسم الفاعل منها على وزن (فاعل) شذوذا ، مثل :

أيفع : يافع ـ أمحل : ماحل.

* * *

٢ ـ صيغ المبالغة

وهى أسماء تشتق من الأفعال للدلالة على معنى اسم الفاعل مع تأكيد المعنى وتقويته والمبالغة فيه ، ومن ثم سميت صيغ المبالغة. وهى لا تشتق إلا من الفعل الثلاثى ، ولها أوزان أشهرها خمسة :

١ ـ فعّال : علّام ـ سفّاح ـ لمّاح ـ أكّال ـ سأّل ـ قرّاء ـ وصّاف ـ نوّام مشّاء.

٢ ـ مفعال : مقدام ـ مئكال ـ مسماح.

٧٥

٣ ـ فعول : شكور ـ أكول ـ صبور ـ ضروب ـ وصول.

٤ ـ فعيل : عليم ـ نصير ـ قدير ـ سميع.

٥ ـ فعل : حذر ـ فطن ـ لبق ـ فكه.

وهناك أوزان أخرى وردت للمبالغة لكنها قليلة ، ويرى الصرفيون القدماء أنها سماعية لا يقاس عليها ، غير أننا نرى أن الحاجة اللغوية تقتضى القياس عليها كما نفعل فى العصر الحديث ، وهذه الأوزان هى :

١ ـ فاعول : مثل : فاروق.

٢ ـ فعّيل : مثل : صدّيق ـ قدّيس ـ سكّير.

٣ ـ مفعيل : مثل : معطير.

٤ ـ فعلة : مثل : همزة لمزة.

٥ ـ فعال : مثل : «ومكروا مكرا كبّارا»

وقد وردت صيغ للمبالغة من أفعال غير ثلاثية على غير القاعدة ، مثل :

أدرك فهو درّاك ـ أعان فهو معوان ـ أهان فهو مهوان ـ أنذر فهو نذير ـ أزهق فهو زهوق.

* * *

٣ ـ الصفة المشبهة

وهى اسم يصاغ من الفعل اللازم للدلالة على معنى اسم الفاعل ، ومن ثم سموه «الصفة المشبهة» أى التى تشبه اسم الفاعل فى المعنى ، على أن الصرفيين يقولون إن الصفة المشبهة تفترق عن اسم الفاعل فى أنها تدل على صفة ثابتة.

٧٦

وأشهر أوزان الصفة المشبهة هى :

١ ـ إذا كان الفعل على وزن (فعل) فإن الصفة المشبهة تشتق على ثلاثة أوزان :

(أ) فعل الذى مؤنثه فعلة ، وذلك إذا كان الفعل يدل على فرح أو حزن أو أمر من الأمور التى تعرض وتزول وتتجدد ، مثل :

فرح : فرح وفرحة ـ تعب : تعب وتعبة.

طرب : طرب وطربة ـ ضجر : ضجر وضجرة.

(ب) أفعل الذى مؤنثه فعلاء ، وذلك إذا كان الفعل يدل على لون أو عيب أو حلية ، مثل :

حمر : أحمر وحمراء. / زرق : أزرق وزرقاء

حول : أحول وحولاء. / عور : أعور وعوراء

حور : أحور وحوراء. / هيف : أهيف وهيفاء

(ج) فعلان الذى مؤنثه فعلى ، وذلك إذا كان الفعل يدل على خلو أو امتلاء ، مثل :

روى : ريّان وريّى. / عطش : عطشان وعطشى.

يقظ : يقظان ويقظى. ظمىء : ظمآن وظمأى

٢ ـ إذا كان الفعل على وزن (فعل) فإن الصفة المشبهة تشتق على الأوزان الآتية :

(أ) فعل : مثل :

حسن فهو حسن ـ بطل فهو بطل.

٧٧

(ب) فعل : مثل :

جنب فهو جنب.

(ج) فعال : مثل :

جبن فهو جبان.

(د) فعول : مثل :

وقر قهو وقور.

(ه) فعال : مثل :

شجع فهو شجاع.

٣ ـ إذا كان للفعل وزن (فعل) فإن الصفة المشبهة منه ، التى تختلف عن وزن اسم الفاعل وعن وزن من أوزان صيغ المبالغة ، تأتى غالبا على وزن : فيعل ، مثل :

ساد سيّد. مات ميّت ـ جاد جيّد.

* هناك أوزان أخرى للصفة المشبهة ، مثل

١ ـ فعيل. وذلك إذا دلت على صفة ثابته مثل : كريم ـ بخيل ـ شديد.

٢ ـ فعل مثل : ضخم ـ سهل ـ صعب ـ فحل.

٣ ـ فعل مثل : رخو ـ صفر ـ ملح

٤ ـ فعل مثل : صلب ـ حرّ ـ مرّ

* * *

٧٨

٤ ـ اسم المفعول

هو اسم يشتق من الفعل المضارع المتعدى المبنى للمجهول ، وهو يدل على وصف من يقع عليه الفعل.

وهو يشتق على النحو التالى :

١ ـ من الفعل الثلاثى على وزن مفعول ، مثل :

كتب : مكتوب ـ شرب : مشروب ـ أكل : مأكول

سأل : مسئول ـ قرأ : مقروء ـ وعد : موعود

* فإن كان الفعل أجوف ، فإن اسم المفعول منه يحدث فيه إعلال بقتضى القواعد التى ستدرسها بعد ذلك. فاسم المفعول من (قال) مثلا هو مقول ، والأصل كما يقولون هو (مقوول). ولتيسير الأمر عليك ننصحك بما يلي :

أ ـ إذا كان مضارع الفعل عينه واو أو ياء ، فإن اسم المفعول يكون على وزن المضارع. فنقول :

قال ـ يقول ـ مقول.

باع ـ يبيع ـ مبيع.

دان ـ يدين ـ مدين.

ب ـ وإذا كان مضارع الفعل عينه ألف ، فإن اسم المفعول يكون على الوزن السابق ، بشرط إعادة الألف إلى أصلها ، وتعرف ذلك من المصدر ، مثل :

خاف ـ يخاف ـ مخوف (من الخوف)

٧٩

هاب ـ يهاب ـ مهيب (من الهيبة)

* وإن كان الفعل ناقصا ، فإن اسم المفعول يحدث فيه إعلال أيضا تبعا للقواعد ، فاسم المفعول من (غزا) مثلا هو (مغزوّ) والأصل كما يقولون (مغزوو).

وييسر عليك الأمر أن تأتى بالمضارع من الفعل ، ثم تضع مكان حرف المضارعة ميما مفتوحة ، وتضعّف الحرف الأخير ، أى لام الفعل ، الذى هو حرف علة ، مثل :

دعا ـ يدعو ـ مدعوّ

رمى ـ يرمى ـ مرمىّ

طوى ـ يطوى ـ مطوىّ

كوى ـ يكوى ـ مكوىّ

وقى ـ يقى ـ موقّى (كانت الواو حذفت فى المضارع)

٢ ـ من غير الثلاثى : يشتق على وزن المضارع ، مع إبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وفتح ما قبل الآخر مثل :

أخرج يخرج مخرج ـ افتتح يفتتح مفتتح

اختار يختار مختار ـ استشار يستشير مستشار

استمدّ يستمدّ مستمدّ ـ شادّ يشادّ مشادّ

وأنت تلاحظ أن هناك كلمات فى هذه الأوزان تتشابه مع اسم الفاعل ، مثل :

مختار ـ مشادّ.

٨٠