التطبيق الصّرفى

الدكتور عبده الراجحي

التطبيق الصّرفى

المؤلف:

الدكتور عبده الراجحي


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار المعرفة الجامعية
الطبعة: ٢
الصفحات: ٢١٧

ذكرنا أن علماء العربية يحددون عمل الصرف فى موضوعين اثنين : الاسم المتمكن ، والفعل المتصرف. ولسوف نبدأ هذه الدراسة التطبيقية بالفعل ، على أن نضم إليه المشتقات مع دخولها فى الاسم وذلك لما بين الفعل والمشتقات من صلة لا يصح قطعها. ولا يدخل فى اهتمامنا هنا ذلك الخلاف القديم العنيف بين البصريين والكوفيين حول أصل الاشتقاق ؛ أهو المصدر أم الفعل؟ فكثير من هذه الخلافات يمكن طرحها من الدرس الصرفى دون أن يخسر شيئا فضلا عن تخليصه من كثير مما يفسد هذا الدرس ويعقده.

ونحن نبدأ بدراسة الفعل باعتباره أساسا ضروريا لفهم المشتقات.

والذى لا شك فيه أن دراسة الفعل من الناحية الصرفية تختلف عنها من الناحية النحوية ، والصرف يعالج الفعل من وجوه كثيرة نكتفى هنا ببعضها مما نرى له أهمية فى التطبيق اللغوى.

* * *

٢١

(١)

الصحيح والمعتل

تقسيم الفعل إلى صحيح ومعتل يرجع إلى نوع الحروف التى يتكون منها الفعل. والمعروف أن علماء العربية قسموا الحروف إلى حروف صحيحة وحروف علة.

ولقد نشير عليك هنا أن تدرس ما يقدمه الدرس الصوتى الحديث من تقسيم الأصوات إلى صوت صامت Gonsonant وصوت صائب Vowel ولسنا هنا بصدد دراسة هذا التقسيم ، لكننا نزعم أن مثل هذه الدراسة جديرة بأن تعينك على فهم بنية الكلمة العربية فهما صحيحا (١).

المهم عندنا الآن أن الألف والواو والياء حروف علة ، وما عداها حروف صحيحة.

أ ـ الفعل الصحيح

والفعل الصحيح هو الذى تخلو حروفه الأصلية من أحرف العلة وهو ينقسم إلى سالم ومضعف ومهموز.

* أما الفعل الصحيح السالم فهو الذى تخلو أصوله من الهمزة والتضعيف مثل : كتب ـ فهم.

* وأما الفعل المضعف فهو نوعان :

أ ـ مضعف الثلاثى ومزيده ، وهو أن تكون عينه ولامه من جنس واحد مثل :

__________________

(١) ارجع فى هذا إلي كتاب الدكتور إبراهيم أنيس : الأصوات اللغوية ، وكتاب الدكتور محمود السعران : علم اللغة.

٢٢

مدّ ـ استمدّ

مرّ ـ استمرّ

لمّ ـ ألمّ

ب ـ مضعف الرباعى ومزيده ، وهو أن يكون فاؤه ولامه الأولى من جنس وعينه ولامه الثانية من جنس ، مثل :

رجرج ـ ترجرج

زلزل ـ تزلزل

* وأما الفعل المهموز فهو أن يكون أحد أصوله همزة ، سواء كانت فاء أم عينا أم لاما ، مثل :

أكل ـ سأل ـ قرأ

ب ـ الفعل المعتل

من الواضح إذن أن الفعل المعتل هو ما يكون أحد أحرفه الأصلية حرف علة ، وهو أربعة أقسام :

١ ـ المثال : وهو ما كانت فاؤه حرف علة ، والأغلب أن يكون واوا وقد يكون ياء ، مثل :

وجد ـ وعد ـ وصف ـ يبس ـ يئس.

٢ ـ الأجوف : وهو ما كانت عينه حرف علة ، مثل :

قال ـ باع ـ سار ـ دار

٣ ـ الناقص : وهو ما كانت لامه حرف عله ، مثل :

سعى ـ مشى ـ دعا

٤ ـ اللفيف : وهو ما كان فيه حرفا علة ، وينقسم قسمين :

أ ـ لفيف مفروق ، وهو أن تكون فاؤه ولامه حرفى علة ، أى يفرق بينهما حرف صحيح ، مثل :

٢٣

وشى ـ وعى ـ ولي

ب ـ لفيف مقرون ، وهو أن تكون عينه ولامه حرفي علة ، أى أنهما مقترنان ، مثل :

كوى ـ عوى ـ قؤى

ملحوظة : عند التطبيق يجب أن تجرد الفعل من زوائده لتعرف نوعه ، لأن التقسيم السابق مبنى على الأحرف الأصول كما ذكرنا. فمثلا الفعل : لاكم فعل صحيح لأن أصوله (لكم) تخلو من أحرف العلة ، والفعل (اتّخذ) فعل صحيح مهموز لأن أصوله (أخذ) ، والفعل (اتعد) فعل مثال لأن أصوله (وعد) ، أى أن فاءه حرف علة.

* * *

تدريب :

بين نوع الصحيح والمعتل من الأفعال الواردة فى الآية الكريمة الآتية :

(وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ عَمَّا جاءَكَ مِنَ الْحَقِّ. لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهاجاً وَلَوْ شاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَلكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي ما آتاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ. إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ).

٢٤

(٢)

المجرد والمزيد

يقرر علماء العربية أن «الفعل» لا يقل عن ثلاثة أحرف أصلية. وحين نقول إن الفعل يتكون من أحرف أصلية معناه أنه لا يمكن أن يكون للفعل معنى إذا سقط منه حرف واحد فى صيغة الماضى.

فإذا قلنا مثلا : كتب ، فإنه لا يدل على معنى ما إلا بهذه الأحرف الثلاثة مجتمعة ، ونحن لا نستطيع أن نحذف الكاف أو التاء أو الباء. أما إذا قلنا : كاتب أو اكتتب ، أو استكتب فإننا نستطيع أن نحذف الألف من الفعل الأول ، وألف الوصل والتاء من الفعل الثانى ، وألف الوصل والسين والتاء من الفعل الثالث ، ويبقى مع ذلك للفعل معنى.

فالحروف (ك ، ت ، ب) هى الحروف الأصلية التى يتكون منها الفعل (كتب) أما الحروف الأخرى فتسمى حروفا زائدة. ومن المعلوم أنها لا تزاد اعتباطا ، بل تزاد لتؤدى وظائف معينة سوف نعرض لها بعد قليل.

وهذه المسألة ليست خاصة باللغة العربية وحدها ، بل هى معروفة فى اللغات الأوربية الحية مثلا ، وهى أوضح ما تكون فى اللغة الألمانية ، حيث نعرف «أصلا» أو «جذرا» معينا تزاد عليه أحرف خاصة لتؤدى وظائف محددة.

والفعل الذى يتكون من أحرفه الأصلية فقط يسميه الصرفيون مجردا ، ويعرفونه بأنه كل فعل حروفه أصلية ، لا تسقط فى أحد التصاريف إلا لعلة تصريفية.

أما الفعل الآخر فيسمونه مزيدا وهو كل فعل زيد على حروفه الأصلية حرف يسقط فى بعض تصاريف الفعل لغير علة تصريفية ، أو حرفان ، أو ثلاثة أحرف.

٢٥

والفعل المجرد قسمان : أ ـ ثلاثى. ب ـ رباعى

والمزيد أيضا قسمان : أ ـ مزيد الثلاثى ب ـ مزيد الرباعى.

أ ـ المجرد الثلاثى

إذا نظرنا إلى المجرد الثلاثى فى صيغة الماضى وجدنا له ثلاثة أوزان ؛ وذلك لأن فاءه متحركة بالفتح دائما ، ولأن لامه متحركة بالفتح دائما كذلك وتبقى عينه التى تتحرك بالفتح أو الضم أو الكسر ، فتكون أوزانه على النحو التالى :

١ ـ فعل = نصر

٢ ـ فعل = كرم

٣ ـ فعل = فرح

أما إذا نظرنا إلي صيغة الماضي مع المضارع فإننا نجد له أوزانا ستة ، يفيض في شرحها الصرفيون مما لا يهمنا في هذا الدرس التطبيقي ، ذلك لأن هذه الأوزان كلها سماعية ، أي لا تنبني علي قياس معين ، ونكتفي بإدراجها علي النحو التالي :

١ ـ فَعَلَ يَفعُلُ = نصر ينصر ـ مدّ يمدّ ـ قال يقول ـ دعا يدعو.

٢ ـ فَعَلَ يَفعِلُ = ضرب يضرب ـ وعد يعد ـ باع يبيع ـ أتى يأتى.

٣ ـ فَعَلَ يَفعَلُ = فتح يفتح ـ وقع يقع ـ قرأ يقرأ

٤ ـ فَعِلَ يَفعَلُ = فرح يفرح ـ خاف يخاف ـ بقى يبقى.

٥ ـ فَعُلَ يَفعُلُ = كرم يكرم ـ حسن يحسن ـ شرف يشرف.

٦ ـ فَعِلَ يَفعِلُ = حسب يحسب ـ ورث يرث.

٢٦

ب ـ المجرد الرباعى

وليس لهذا الفعل إلا وزن واحد هو : فعلل ، مثل :

بعثر ـ عربد ـ غربل ـ وسوس ـ زلزل.

غير أن هناك أوزانا أخرى للرباعى المجرد يقول الصرفيون إنها ملحقة بالوزن الأصلى (فعلل) ، وأشهر هذه الأوزان :

١ ـ فَوعَل = جوربه أى ألبسه الجوارب.

٢ ـ فَعوَلَ = دهوره أى جمعه وقذفه فى هوة.

٣ ـ فَيعَلَ = بيطر أى عالج الحيوان.

٤ ـ فعيَلَ = عثير أى أثار التراب.

٥ ـ فَعلى = سلقى أى استلقى على ظهره.

ومن المهم أن تعرف أن وزن «فعلل» الذى ينتمى إليه المجرد الرباعى وزن له أهمية خاصة ؛ إذ استعمله العرب فى معان كثيرة ، ونحن نحتاج إليه فى عصرنا الحاضر عند استعمالنا أفعالا من ألفاظ الحضارة أو عند النحت. ومن المعانى التى يستعمل فيها هذا الوزن المعانى الآتية :

١ ـ الدلالة على المشابهة مثل : علقم الطّعام أى صار كالعلقم.

٢ ـ الدلالة على أن الاسم المأخوذ منه آلة مثل : عرجن أى استعمل العرجون. ونستعمل ذلك كثيرا فى الألفاظ الأجنبية ، مثل تلفن أى استعمل (التليفون).

٣ ـ الصيرورة ، مثل : لبنن أى صيره لبنانيا ، ونجلز أى صيره إنجليزيا.

٤ ـ النحت ، وهو أن ننحت من كلمتين أو أكثر كلمة واحدة تدل على معنى الكلام الكثير ، وذلك على النحو التالى :

٢٧

أ ـ النحت من كلمتين مركبتين تركيبا إضافيا مثلما نحتوا من : عبد قيس ـ عبقسى. عبد شمس ـ عبشّمى. ويقولون : هو درعمى أى متخرج فى دار العلوم.

ب ـ النحت من جملة. مثل : بسمل ، أى قال بسم الله.

حوقل ، قال : لا حول ولا قوة إلا بالله.

جعفل ، قال : جعلنى الله فداءك.

هذه إذن أوزان المجرد ثلاثيا ورباعيا ، وننتقل إلى المزيد ، وقد ذكرنا أنه أيضا قسمان :

أ ـ مزيد الثلاثى.

ب ـ مزيد الرباعى.

ولقد مر بك أن كل زيادة فى الفعل لا تكون عبثا ، فالزائد فى اللغة ـ سواء فى الصرف أم فى النحو ـ ليس وجوده كعدمه ، وإنما هو مجرد اصطلاح صرفى أو نحوى ، له وظيفة صرفية أو نحوية ، وتلك حقيقة مهمة فى الدرس اللغوى. من أجل ذلك سوف ندرس هنا الحروف الزائدة مع بيان معانيها.

أ ـ مزيد الثلاثى

الفعل الثلاثى المجرد يمكن أن يزاد حرفا واحدا أو حرفين أو ثلاثة أحرف.

أولا ـ مزيد الثلاثى بحرف واحد :

وهو ثلاثة أوزان :

١ ـ زيادة همزة القطع فى أوله ليصير على وزن : أفعل ، مثل :

أخرج ـ أكرم ـ أشار ـ أوفى.

٢٨

٢ ـ زيادة حرف من جنس عينه ، أى تضعيفها ليصير على وزن : فعّل ، مثل :

كبّر ـ قدّم ـ ربّى ـ روّح.

٣ ـ زيادة ألف بين الفاء والعين ليصير على وزن : فاعل ، مثل :

جادل ـ دافع ـ واعد ـ ناجى.

والآن ، لماذا تزاد الهمزة ، أو تضعيف العين ، أو الألف؟ إن لكل من هذه الزيادات معانى نوجزها على النحو التالى :

* المعانى التى تزاد لها الهمزة (أفعل) :

وأشهر هذه المعانى ما يلى :

١ ـ التعدية : أى جعل الفعل اللازم متعديا ، فالفعل (خرج) مثلا فعل لازم لا يأخذ مفعولا به ، وأنت تقول :

خرج زيد.

فإذا زدته همزة جعلته متعديا ؛ فتقول :

أخرجت زيدا.

وهكذا فى : جلس وأجلس ـ كرم وأكرم ـ قام وأقام.

* فإذا كان الفعل المجرد متعديا لمفعول واحد صار ـ بزيادة الهمزة ـ متعديا لمفعولين ، فالفعل (لبس) مثلا يتعدى لمفعول واحد ، وأنت تقول :

لبس زيد ثوبا.

فإذا زدته همزة جعلته متعديا لمفعولين ؛ فتقول :

ألبست زيدا ثوبا.

وهكذا فى : فهم وأفهم ـ سمع وأسمع.

٢٩

* وإذا كان الفعل متعديا لمفعولين صار ـ بزيادة الهمزة ـ متعديا إلى ثلاثة مفاعل ، فالفعل (علم) مثلا ـ إذا كان بمعنى أيقن ـ يتعدى إلى مفعولين ، وأنت تقول :

علمت زيدا كريما.

فإذا زدته همزة ، جعلته متعديا إلى ثلاثة مفاعيل ؛ فتقول :

أعلمت عمرا زيدا كريما.

٢ ـ الدخول فى الزمان أو المكان :

وذلك مثل : أصبح : دخل فى الصباح.

أمسى : دخل فى المساء.

أمصر : دخل فى مصر.

أصحر : دخل فى الصحراء.

أبحر : دخل فى البحر.

٣ ـ الدلالة على أنك وجدت الشىء على صفة معينة :

وذلك كأن تقول : أكرمت زيدا.

وأنت تعنى : وجدت زيدا كريما.

وكذلك : أبخلته أى وجدته بخيلا. وأجبنته أى وجدته جبانا.

٤ ـ الدلالة على السلب ، ومعناه أنك تزيل عن المفعول معنى الفعل ، فإذا قلت مثلا : شكا زيد. فإنك تثبت أن له شكوى ، فإذا زدت الفعل همزة وقلت : أشكيت زيدا ، صار المعنى : أزلت شكواه.

وهكذا فى : أعجمت الكتاب أى أزلت عجمته.

٥ ـ الدلالة على استحقاق صفة معينة :

٣٠

وذلك مثل :

أحصت الزرع : استحق الحصاد.

أزوجت الفتاة : استحقت الزواج.

٦ ـ الدلالة على الكثرة :

وذلك مثل :

أشجر المكان : كثر شجره.

أظبأ المكان : كثرت ظباؤه.

أسد المكان : كثرت أسوده.

٧ ـ الدلالة على التعريض ، أى أنك تعرض المفعول لمعنى الفعل :

وذلك مثل :

أبعت المنزل : عرّضته للبيع.

أرهنت المتاع : عرّضته للرهن.

٨ ـ الدلالة على أن الفاعل قد صار صاحب شىء مشتق من الفعل :

وذلك مثل :

أثمر البستان : صار ذا ثمر.

أورقت الشجرة : صارت ذات ورق.

٩ ـ الدلالة على الوصول إلى العدد :

وذلك مثل :

أخمس العدد : صار خمسة.

أتسعت البنات : صرن تسعا

٣١

* المعانى التى يزاد لها تضعيف العين (فعّل) :

وأشهر هذه المعانى :

١ ـ الدلالة على التكثير والمبالغة :

وذلك مثل :

طوّف : أكثر الطواف.

قتّل : أكثر القتل.

وهكذا فى : غلّق ـ ذبّح ـ موّت.

٢ ـ التعدية ، وذلك مثل :

فرح زيد ، وفرّحته.

خرج زيد ، وخرّجته.

فإذا كان الفعل متعديا لمفعول واحد صار متعديا لمفعولين :

فهم زيد الدرس ، وفهّمته الدرس.

وهكذا فى علم وعلّم ، سمع وسمّع ، أكل وأكّل.

٣ ـ الدلالة على التوجه ، مثل :

شرّق : توجه شرقا.

غرّب : توجه غربا.

٤ ـ الدلالة على أن الشىء قد صار شبيها بشىء مشتق من الفعل ، مثل :

قوّس فلان : صار مثل القوس.

حجّر الطين : صار مثل الحجر.

٣٢

٥ ـ الدلالة على النسبة ؛ مثل :

كفّرت فلانا : نسبته إلى الكفر.

كذّبته : نسبته إلى الكذب.

٦ ـ الدلالة على السلب : مثل :

قشّرت الفاكهة : أزلت قشرتها.

قلّمت أظافرى : أزلت قلامتها.

٧ ـ اختصار الحكاية وذلك مثل :

كبّر : قال الله أكبر.

هلّل : قال لا إله إلا الله.

لبّى : قال لبيك.

سبّح : قال سبحان الله.

أمّن : قال أمين.

* المعانى التى تزاد لها الألف بين الفاء والعين (فاعل).

١ ـ المشاركة ، وهى الدلالة على أن الفعل حادث من الفاعل والمفعول معا ، فأنت إذا قلت مثلا :

ضرب زيد عمرا.

كان معنى هذه الجملة أن زيدا ضرب عمرا ، أى أن الضرب حادث من زيد وحده أما إذا قلت :

ضارب زيد عمرا.

كان معنى الجملة أن زيدا ضرب عمرا كما أن عمرا ضرب زيدا ، فالضرب حادث من الاثنين.

٣٣

وهكذا فى : قاتل ـ لاكم ـ جالس.

٢ ـ المتابعة ، وهى الدلالة على عدم انقطاع الفعل ، مثل :

واليت الصوم.

تابعت الدرس.

٣ ـ الدلالة على أن شيئا صار صاحب صفة يدل عليها الفعل ، مثل :

عافاه الله : جعله ذا عافية.

كافأت زيدا : جعلته ذا مكافأة.

عاقبت عمرا : جعلته ذا عقوبة.

ـ وقد يدل (فاعل) على معنى (فعل) ، مثل :

سافر ـ هاجر ـ جاوز.

ثانيا ـ مزيد الثلاثى بحرفين :

إذا زيد الثلاثى حرفين فإنه يأتى على خمسة أوزان هى :

١ ـ انفعل : بزيادة الألف والنون مثل :

انكسر ـ انفتح ـ انقاد ـ انمحى.

٢ ـ افتعل : بزيادة الألف والتاء مثل :

افتتح ـ افترش ـ اشتاق ـ اصطبر ـ اتّخذ ـ اتّقى ـ ادّعى ـ امتدّ.

٣ ـ تفاعل : بزيادة التاء والألف مثل :

تقابل ـ تناوم ـ تبايع ـ تشاكى ـ اثّاقل

٤ ـ تفعّل : بزيادة التاء وتضعيف العين مثل :

٣٤

تكبّر ـ تقدّم ـ توعّد ـ تزكّى

٥ ـ افعلّ : بزيادة الألف وتضعيف اللام مثل :

احمرّ ـ اصفرّ ـ اسودّ ـ ارعوى

وهذه الزيادات لها معان نوجزها فيما يلى :

* انفعل : وهذا الوزن لا يكون إلا لازما مثل : انطلق ، فإذا كان الثلاثى المجرد متعديا وزيد ألفا ونونا صار لازما ، وفائدة المطاوعة أن أثر الفعل يظهر على مفعوله فكأنه استجاب له ، ولذلك سميت هذه النون نون المطاوعة ، مثل :

كسرت الشىء فانكسر.

وفتحته فانفتح.

وقدته فانقاد.

* افتعل : وأشهر معانيه :

١ ـ المطاوعة ، وهو يطاوع الفعل الثلاثى ، مثل :

جمعته ، فاجتمع ، ولفتّه فالتفت.

ويطاوع الثلاثى المزيد بالهمزة (أفعل) مثل :

أنصفته فانتصف ، وأسمعته فاستمع.

ويطاوع الثلاثى المضعف العين (فعّل) مثل :

قرّبته فاقترب ، وسوّيته فاستوى.

٢ ـ الاشتراك ، مثل :

اقتتل زيد وعمرو.

اختلف زيد وعمرو.

٣٥

اشترك زيد وعمرو.

(ومن الواضح أن هذا الوزن يدل على ما يدل عليه وزن (فاعل) من المشاركة ، غير ان الاسم هناك منصوب ، أما الاسم هنا فهو مشترك مع الفاعل فى الرفع عن طريق العطف).

٣ ـ الاتخاذ ، مثل :

امتطى : اتخذ مطية.

اكتال : اتخذ كيلا.

اذّبح : اتخذ ذبيحة.

٤ ـ المبالغة فى معنى الفعل ، مثل :

اقتلع ـ اكتسب ـ اجتهد.

* تفاعل : وأشهر معانيه :

١ ـ المشاركة بين اثنين فأكثر ، مثل :

تقاتل زيد وعمرو.

تجادل زيد وعمرو وعلىّ.

٢ ـ التظاهر ، ومعناه الادعاء بالاتصاف بالفعل مع انتفائه عنه ، مثل :

تناوم ـ تكاسل ـ تجاهل ـ تعامى.

٣ ـ الدلالة على التدريج أى حدوث الفعل شيئا فشيئا ، مثل :

تزايد المطر.

تواردت الأخبار.

٤ ـ المطاوعة ، وهو يطاوع وزن (فاعل) مثل :

باعدته فتباعد. واليته فتوالى.

٣٦

* تفعّل : وأشهر معانيه :

١ ـ المطاوعة ، وهو يطاوع (فعّل) مثل :

أدبته فتأدب ـ علمته فتعلمّ.

٢ ـ التكلف ، وهو الدلالة على الرغبة فى حصول الفعل له واجتهاده فى سبيل ذلك ، ولا يكون ذلك إلا فى الصفات الحميدة مثل :

تصبّر ـ تشجّع ـ تجلّد ـ تكرّم.

أى أنه لا يكون من صفات مكروهة كالجهل أو القبح أو البخل.

٣ ـ الاتخاذ : مثل :

تسنم فلان المجد : اتخذه سناما.

وتوسد ذراعه : اتخذها وسادة.

٤ ـ التجنب : وهو دلالة على ترك معنى الفعل والابتعاد عنه مثل :

تهجّد : ترك الهجود.

تأثم : ترك الإثم.

تحرّج : ترك الحرج.

* افعلّ : وهذا الوزن لا يكون إلا لازما ، ويأتى من الأفعال الدالة على الألوان والعيوب بقصد المبالغة فيها مثل :

اسمرّ ـ ابيضّ ـ اعرجّ ـ اعورّ.

ثالثا ـ مزيد الثلاثى بثلاثة أحرف :

ويأتى على أربعة أوزان هى :

١ ـ استفعل : بزيادة الألف والسين والتاء مثل :

استغفر ـ استمدّ ـ استوزر ـ استقام ـ استرضى.

٣٧

٢ ـ افعوعل : بزيادة الألف والواو وتكرير العين مثل :

اخشوشن ـ اغدودن.

٣ ـ افعالّ : بزيادة ألف الوصل ، ثم ألف وتكرير اللام ، مثل :

احمارّ ـ اخضارّ.

٤ ـ افعوّل : بزيادة الألف وواو مضعفة ، وهو يستعمل قليلا ، مثل :

اجلوّز (أى أسرع) ـ اعلوّط (أى تعلق بعنق البعير.)

وهذه الأوزان الأربعة تدل على معان ، أما الثلاثة الأخيرة فتدل على المبالغة فى أصل الفعل ، مثل :

اعشوشب / تدل على زيادة فى العشب.

اغدودن الشّعر / تدل على زيادة فى طوله.

احمارّ / تدل على زيادة فى الحمرة.

اجلوز / تدل على زيادة فى السرعة.

أما (استفعل) فله معان أشهرها :

١ ـ الطلب : مثل :

استغفر : طلب الغفران.

استفهم : طلب الفهم.

استأدى : طلب الأداء.

استأمر : طلب الأمر.

٢ ـ التحول والتشبه : مثل :

استحجر الطين : صار حجرا.

استأسد فلان : تشبه بالأسد.

٣٨

٣ ـ اعتقاد الصفة : مثل :

استكرمته : اعتقدته كريما.

استعظمته : اعتقدته عظيما.

٤ ـ المطاوعة ، وهو يطاوع (أفعل) مثل :

أحكمته فاستحكم.

أقمته فاستقام.

٥ ـ اختصار الحكاية ، مثل :

استرجع : قال إنا لله وإنا إليه راجعون.

ـ وقد يأتى هذا الوزن بمعنى وزن الثلاثى ، مثل :

قرّ فى المكان واستقرّ ـ أنس واستأنس

هزأ به واستهزأ ـ ويئس واستيأس.

ـ وقد يأتى بمعنى (أفعل) مثل :

أجاب واستجاب ـ أيقن واستيقن.

ب ـ مزيد الرباعى

الرباعى المجرد يزاد حرفا أو حرفين.

أ ـ أما الرباعى الذى يزاد حرفا واحدا فيأتى على وزن واحد هو (تفعلل) بزيادة تاء فى أوله. وهو يدل على مطاوعة الفعل المجرد وذلك مثل :

دحرجته فتدحرج ـ بعثرته فتبعثر.

ب ـ وأما الرباعى الذى يزاد حرفين فيأتى على وزنين :

٣٩

١ ـ افعنلل : بزيادة الألف والنون ، وهو يدل أيضا على مطاوعة الفعل المجرد ، مثل :

حرجمت الإبل (أى جمعتها) فاحرنجمت.

٢ ـ افعلّل : بزيادة الألف ولام ثالثة فى آخره ، ويدل على المبالغة ، مثل :

اطمأنّ ـ اقشعرّ ـ اكفهرّ.

* لأوزان الرباعى المزيد ملحقات ترجع إلى الأوزان الملحقة بالرباعى المجرد التى أشرنا إليها فى موضعها.

* المعانى التى ذكرناها لأحرف الزيادة إنما هى معان نسبية اجتهادية توصل إليها الصرفيون نتيجة الاستعمال الغالب غير أنها ليست قياسية لا تتخلف بل إن بعضها يتداخل مع بعضها الآخر ، وهذه الزيادات ـ على كل حال ـ تحتاج دراسة لغوية مفصلة.

* * *

تدريب :

١ ـ بين المجرد والمزيد وأحرف الزيادة فى الأفعال الموجودة فى الآيات الآتية :

(عَبَسَ وَتَوَلَّى. أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى. وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى. أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى. أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى. فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى. وَما عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى وَأَمَّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى. وَهُوَ يَخْشى. فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى. كَلَّا إِنَّها تَذْكِرَةٌ. فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ. فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ. مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ. بِأَيْدِي سَفَرَةٍ. كِرامٍ بَرَرَةٍ).

٤٠