التطبيق الصّرفى

الدكتور عبده الراجحي

التطبيق الصّرفى

المؤلف:

الدكتور عبده الراجحي


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار المعرفة الجامعية
الطبعة: ٢
الصفحات: ٢١٧

(٤)

قلب الواو ياء

تقلب الواو ياء فى الحالات الآتية :

١ ـ أن تقع الواو متطرفة بعد كسرة ، وذلك مثل : رضى. إذ أن هذا الفعل أصله (رضو) بدليل وجودها فى بعض التصاريف مثل :

(الرضوان) ، فوقعت الواو متطرفة وقبلها كسرة ، فتقلب ياء لتصير :

رضى. وهكذا فى (الراضى) أصلها : (الراضو).

٢ ـ أن تقع الواو عينا لمصدر ، بشرط أن تكون معلّة فى الفعل ، وبشرط أن يكون قبلها فى المصدر كسرة وبعدها ألف ، وذلك مثل : صام ، هذا الفعل أصل عينه واو قلبت ألفا كما سبق ، والمصدر منه : صوام ، فوقعت بعد كسرة وبعدها ألف فتقلب ياء لتصير : صيام.

٣ ـ أن تقع الواو عينا لجمع تكسير ، بشرط أن يكون صحيح اللام ، وقبلها كسرة ، بشرط أن تكون معلة في المفرد وذلك مثل : دار أصلها : دور ، فالعين التى هى الواو معلة فى المفرد أى مقلوبة ألفا فإذا جمعناها قلنا : دوار فنقلب الواو ياء لتصير : ديار.

٤ ـ أن تقع الواو عينا لجمع تكسير ، صحيح اللام ، وقبلها كسرة ، بشرط أن تكون ساكنة فى المفرد ، وذلك مثل سوط ، تجمع على سواط ، ثم تقلب الواو ياء فتصير : سياط وهكذا فى حوض وحياض ، وروض ورياض.

١٦١

٥ ـ أن تقع الواو آخر فعل ماض ، بشرط أن تكون رابعة أو أكثر بعد فتحة ، وبشرط أن تكون انقلبت ياء فى المضارع وذلك مثل :

أعطيت وزكّيت ، أصلهما : أعطوت وزكّوت.

فوقعت الواو فى آخر الماضى وهى رابعة قبلها فتحة ، فتنقلب الواو ياء.

٦ ـ أن تقع الواو ساكنة غير مشددة قبلها كسرة ، وذلك مثل :

موزان ، تنقلب فيه ياء لتصير : ميزان.

وهكذا فى : موعاد وميعاد وموقات وميقات.

٧ ـ أن تقع الواو لا ما لصفة على وزن (فعلى) وذلك مثل : دنيا وعليا ، أصلهما : دنوى وعلوى بدليل (دنوت وعلوت).

٨ ـ أن تجتمع الواو والياء فى كلمة واحدة بشروط :

أ ـ ألا يفصل بينهما فاصل.

ب ـ أن تكون الأولى منهما أصلية أى غير منقلبة عن حرف آخر.

حـ ـ أن تكون الأولى ساكنة سكونا أصلية.

فإذا تحققت هذه الشروط وجب قلب الواو ياء ، وإدغامها فى الياء ، سواء كانت الياء سابقة أم لاحقة ، وذلك مثل :

سيود ، وميوت ، تقلب الواو ياء ثم تدعم فى الياء السابقة : سيّد وميّت. وكذلك فى : طوى وكوى ، تقلب الواو ياء ثم تدغم فى الياء اللاحقة : طىّ ، وكىّ.

١٦٢

٩ ـ أن تقع الواو لاما لجمع تكسير على وزن (فعول) ، وذلك مثل :

عصا ودلو جمعهما : عصوو ودلوو.

فتقلب الواو الأخيرة ياء لتصير : عصوى ودلوى. ثم تقلب الواو الأولى ياء تبعا للقاعدة السابقة وتدغم فى الياء الثانية لتصير عصىّ ودلى ، ثم تقلب الضمة إلى كسرة لصعوبة الانتقال من ضم إلى كسر فتصير : عصىّ ودلى.

* * *

١٦٣

(٥)

قلب الألف واوا

تقلب الألف واوا فى حالة واحدة ، وهى أن تقع بعد ضمة ، وذلك كأن تريد تصغير كلمة (لاعب) فإنها تصير لويعب ، بقلب الألف واوا ، وهكذا فى كاتب وماهر : كويتب ومويهر. وكذا إذا أردت أن تبنى الأفعال الآتية للمجهول : (كاتب ـ قاتل ـ بايع) فإنها تصير : كوتب ـ قوتل ـ بويع ، بقلب الألف واوا.

* * *

١٦٤

(٦)

قلب الياء واوا

تقلب الياء واوا فى الحالات الآتية :

١ ـ أن تقع الياء ساكنة ، بعد ضمة ، وألا تكون مشددة ، بشرط أن تقع فى كلمة غير دالة على الجمع ، وذلك مثل :

أيقن ، المضارع منه : ييقن ، واسم الفاعل ميقن.

وقعت الياء فى المضارع واسم الفاعل ساكنة بعد ضمة فتقلب واوا فنقول :

يوقن ـ موقن

وهكذا فى :

أيقظ ـ ييقظ ـ ميقظ ـ يوقظ وموقظ.

أيسر ـ ييسر ـ ميسر ـ يوسر وموسر.

٢ ـ أن تقع الياء لاما لفعل ، ثم حول الفعل إلى صيغة (فعل) التى يقصد بها التعجب ، وذلك مثل :

نهى ـ رمى. فهذان الفعلان أصل لامهما ياء ، فإذا جعلناهما على وزن فعل ، فإن الياء تقع بعد ضمة فتقلب واوا :

نهو ـ رمو.

١٦٥

٣ ـ أن تقع الياء لاما لاسم على وزن فعلى ، مثل :

تقوى ، وفتوى ، أصلهما تقيا ، وفتيا.

٤ ـ أن تقع الياء عينا لاسم على وزن فعلى ، مثل :

طوبى. أصلها طيبى (لأن الفعل طاب يطيب).

* * *

١٦٦

(٧)

قلب الواو والياء ألفا

فى أمثلة كثيرة سابقة كنا نقول لك إن الفعل (قال) مثلا أصله (قول) وأن الفعل (باع) أصلة (بيع) ، وأنت تقرأ كثيرا أن الواو والياء إذا تحركتها وانفتح ما قبلهما قلبتا ألفا.

غير أن قلب الواو والياء ألفا ليس بهذا الإطلاق ، وإنما يخضع لشروط كثيرة هى :

١ ـ أن تكون الواو والياء متحركتين ؛ بالضمة والفتحة أو الكسرة ، ولذلك لا تقلبان فى مثل : قول ـ بيع ؛ لأنهما ساكنتان.

٢ ـ أن تكون حركتهما أصلية ، بمعنى أنها ليست عارضة لسبب من الأسباب ، ولذلك لا تقلب الواو ألفا فى قوله تعالى (وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ) وذلك لأن واو الجماعة ساكنة فى أصلها ولكنها حركت هنا بالضم لسبب عارض وهو منع التقاء الساكنين ؛ الواو وأول الكلمة التى بعدها.

٣ ـ أن يكون ما قبل الواو والياء مفتوحا ، ولذلك لا تقلبان فى مثل :

دول ـ حيل ؛ لعدم انفتاح ما قبلهما.

٤ ـ أن تكون الفتحة التى قبلهما متصلة بهما فى كلمة واحدة ، ولذلك لا تقلب الياء مثل : كتب يزيد. لأن الفتحة التى في ياء يزيد ليست في نفس الكلمة ، وإنما فى كلمة مستقلة.

٥ ـ إن كانت الواو والياء فى غير موضع اللام ؛ أى فى موضع الفاء

١٦٧

أو العين فلا تقلبان ألفا إلا إذا كان ما بعدهما متحركا ، ولذلك لا تقلبان فى مثل توالى تيامن ، لأن الواو والياء بعدهما ألف ساكنة.

فإن وقعتا فى موضع اللام ، فلا تقلبان ألفا إذا كان بعدهما ألف أو ياء مشددة ، ولذلك لا تقلبان ألفا فى مثل :

رميا ـ دعوا ؛ لوجود ألف بعدهما.

ولا تقلبان ألفا فى مثل :

علوىّ ـ حيىّ ؛ لوجود ياء مشددة بعدهما.

٦ ـ ألا تقع الواو أو الياء عينا لفعل على وزن (فعل) بشرط أن تكون الصفة المشبهة منه على وزن (أفعل) ولذلك لا تقلبان ألفا فى مثل :

عور ـ هيف ـ غيد ـ حول.

وذلك لأنها على وزن فعل ، والصفات المشبهة منها هى :

أعور ـ أهيف ـ أغيد ـ أحول.

٧ ـ ألا تقع الواو أو الياء عينا لمصدر الفعل السابق ، فلا تقلبان ألفا فى :

عور ـ هيف ـ غيد ـ حول.

٨ ـ ألا تقع الواو أو الياء عينا لفعل مزيد بتاء الافتعال (افتعل) بشرط أن يكون دالا على المفاعلة أى المشاركة ؛ ولذلك لا تقلبان ألفا فى مثل :

اشتوروا (أى شاور بعضهم بعضا)

اجتوروا (أى جاور بعضهم بعضا)

١٦٨

٩ ـ ألا يقع بعد الواو أو الياء حرف آخر يستحق أن يقلب ألفا ، فإن وجد مثل هذا الحرف فالأغلب قلبه هو ألفا وترك الواو أو الياء السابقتين دون قلب ، وذلك مثل :

الهوى : مصدر من الفعل هوى. إذ أصله الهوى ؛ الواو تستحق القلب ألفا ، ولكن بعدها ياء تستحق القلب أيضا ، فقلبت الأخيرة وتركت الواو صحيحة.

الحيا : مصدر من الفعل حيى ، قلبت الياء الثانية وتركت الأولى.

١٠ ـ ألا تقع الواو أو الياء عينا فى كلمة منتهية بشىء مختص بالأسماء كالألف والنون ، وألف التأنيث المقصورة ، ولذلك لا تقلبان فى مثل :

الجولان ـ الهيمان.

* * *

١٦٩

(٨)

إبدال الواو والياء تاء

كان معظم ما قدمناه يدور حول الإعلال بالقلب ؛ أى قلب حرف العلة إلى حرف علة آخر.

أما الآن فندرس بعض مواضع الإبدال ، وهى التى يحل فيها حرف مكان حرف آخر سواء كان حرف علة أم غيره.

فتبدل الواو والياء تاء بالشروط التالية :

١ ـ أن تقعا فاء لفعل على وزن (افتعل) أو أحد مشتقاته كالمضارع والأمر واسم الفاعل.

٢ ـ ألا يكون أصلهما همزة.

وذلك مثل : وصف ـ يسر.

إذا صغنا منهما وزن (افتعل) صارا : اوتصف ـ ايتسر ؛ ثم تبدل الواو والياء تاء ، ثم تدغم فى تاء الافتعال فتصير.

اتصف ـ اتّسر.

وهكذا فى المضارع : يوتصف ـ يتّصف.

ييتسر ـ يتّسر.

وفى الأمر : اوتصف ـ اتّصف.

١٧٠

ايتسر ـ اتّسر.

وفى اسم الفاعل : موتصف ـ متّصف.

ميتسر ـ متّسر.

* * *

١٧١

(٩)

إبدال تاء الافتعال طاء

هناك حروف فى العربية تسمى الإطباق وهى (الصاد ـ الضاد ـ الطاء ـ الظاء).

فإن كانت فاء الكلمة حرفا من حروف الإطباق وكانت الكلمة مزيدة بتاء الافتعال ، فإنها تقلب طاء ، وذلك مثل :

صبر : إذا زدنا تاء الافتعال قلنا اصتبر ، ثم تقلب التاء طاء لتصير : اصطبر.

ضرب : اضترب ـ اضطرب.

طرد : اطترد ـ اططرد ـ اطّرد.

ظلم : اظتلم ـ اظطلم. ويمكن قلب الطاء ظاء وإدغامها فيما قبلها لتصير : اظلّم.

* * *

١٧٢

(١٠)

إبدال تاء الافتعال دالا

إذا كانت فاء الكلمة دالا ، أو ذالا ، أو زايا ، ووقعت بعدها تاء الافتعال فإنها تقلب دالا : وذلك مثل :

دخر : إذا أردنا أن نزيده تاء لقلنا : ادتحر ، ثم تقلب التاء دالا وتدغم فى الأولى لتصير : ادّخر.

زجر ـ ازتجر ، ثم تقلب التاء دالا : ازدجر.

ذكر ـ اذتكر ، ثم تقلب التاء دالا : اذدكر ، ويجوز في الكلمة التى تبدأ بذال أن تقلب هذه الذال دالا ثم تدغم فى الدال الثانية لتصير :

ادّكر. ويجوز أيضا أن تبقى الذال الأولى ونقلب الدال ذالا ثم ندغمهما

لتصير : اذّكر.

* * *

١٧٣

(١١)

الإعلال بالنقل

هناك نوع من التأثير يصيب حرف العلة يسمى الإعلال بالنقل ، ومعناه نقل الحركة من حرف علة متحرك إلى حرف صحيح ساكن قلبه ، وهو لا يحدث إلا في الواو والياء ؛ أى لا يحدث فى الألف لأنها لا تتحرك مطلقا.

ولنأخذ الفعل (قال) الذى عرفت أن أصله ، (قول) بدليل مصدره (قول) ، فإذا أردنا أن نصوغ منه فعلا مضارعا قلنا (يقول). ومثل هذا الضبط فيه شىء من الثقل ولذلك يقول الصرفيون ، إن حركة الواو التى هى الضمة انتقلت إلى القاف الساكنة قبله ليصير الفعل (يقول).

ولعلك تلاحظ أن الواو بقيت واوا وذلك لأن الحركة التى كانت عليها هى الضمة ؛ والضمة من جنس الواو.

فإذا أخذنا الفعل (باع) فأنت تعلم أن أصله (بيع) بدليل مصدره (بيع) ، والمفروض أن المضارع منه هو (يبيع) ، الباء ساكنه والياء محركة بالكسر ، فتنقل حركة الياء إلى الباء الساكنة ليصير الفعل (يبيع).

وأنت تلاحظ أيضا أن الياء بقيت ياء لأن الحركة التى كانت عليها هى الكسرة وهى حركة من جنس الياء.

ثم لنأخذ الفعل (نام) ، أصله (نوم) بدليل مصدره (نوم) والمضارع منه (ينوم) ، النون ساكنة والواو محركة بالفتحة ، فتنقل حركة الواو إلى النون الساكنة ثم تقلب الواو ألفا ليصير الفعل (ينام).

١٧٤

فلماذا انقلبت الواو هنا ألفا بينما بقيت الواو والياء كما هما فى الفعلين السابقين؟

السبب في ذلك أن الواو والياء فى الفعلين الأوّلين محركتان بحركة تجانس كلا منهما ، فالضمة من جنس الواو والكسرة من جنس الياء.

أما الفعل الأخير فالواو فيه محركة بالفتحة وهى من غير جنس الواو ، ولذلك قلبت الواو بعد نقل حركتها ألفا.

وهكذا تستطيع أن تفعل فى مضارع الأفعال الآتية :

قام ـ عاد ـ دار ـ سار ـ مال ـ خاف ـ حار.

* * *

١٧٥

(١٢)

الإعلال بالحذف

وغير الأنواع السابقة من الإعلال يوجد نوع آخر يسمى الإعلال بالحذف ، وهو تأثير يصيب الحرف فى حالات معينة يؤدى إلى حذفه من الكلمة.

والإعلال بالحذف يوجد فى الحالات الآتية :

١ ـ الفعل الماضى المزيد بالهمزة الذى على وزن (أفعل) ؛ فتحذف هذه الهمزة فى المضارع ، واسم الفاعل ، واسم المفعول ، مثل :

أكرم : مضارعه يؤكرم ، تحذف الهمزة ليصير : يكرم.

اسم الفاعل : مؤكرم ، تحذف الهمزة ليصير : مكرم.

اسم المفعول : مؤكرم ، تحذف الهمزة ليصير : مكرم.

٢ ـ الفعل المثال الثلاثى بشرط أن تكون فاؤه واوا ، وبشرط أن تكون العين مفتوحة فى الماضى مكسورة فى المضارع. فتحذف هذه الواو فى المضارع ، والأمر ، مثل :

وعد ؛ فهو فعل ثلاثى مثال أوله واو ، وعينه مفتوحة ، ومضارعه مكسورة العين ، فتقول فى المضارع (يوعد) فتحذف الواو ليصير الفعل يعد.

وكذلك الأمر : عد.

وتحذف هذه الواو أيضا فى مصدر هذا الفعل بشرط أن يكون المصدر

١٧٦

على وزن فعلة لغير الهيئة ، وبشرط أن تلحقه التاء للتعويض عن الواو المحذوفة ، فيكون المصدر : وعدة ؛ تحذف الواو ليصير عدة.

وهكذا نفعل فى : وصف ـ وجد ـ ولد.

٣ ـ الفعل الثلاثى المكسور العين فى الماضى بشرط أن تكون عينه ولامه من جنس واحد ، فإذا أسند هذا الفعل إلى ضمير رفع متحرك جاز فيه ثلاثة أوجه ، وذلك مثل :

ظلّ : فهو ثلاثى عينه مكسورة (أصله ظلل) ، وهذه الأوجه هى :

١ ـ إبقاء الفعل كما هو مع فك إدغامه ، فنقول :

ظللت ـ ظللت ـ ظللت ـ

ظللتما ـ ظللنا ـ ظللتم.

ب ـ حذف عينه دون تغيير آخر ، فيصير :

ظلت ـ ظلت ـ ظلت ... الخ.

ح ـ حذف عينه مع نقل حركتها إلى الفاء ليصير :

ظلت ـ ظلت ـ ظلت .... الخ

فإن كان الفعل مضارعا أو أمرا واتصلت بهما نون النسوة جاز لك فيهما وجهان :

أ ـ إبقاؤهما دون تغيير مع فك الإدغام ، فنقول :

يظللن ـ اظللن

ب ـ حذف العين منهما ونقل كسرتها إلى الفاء ، فنقول :

يظلن ـ ظلن

١٧٧

٤ ـ اسم المفعول من الفعل الأجوف ، مثل :

قال : اسم المفعول منه هو : مقوول. تنقل الضمة التى على الواو إلى القاف تبعا لقاعدة الإعلال بالنقل ، فيصير : مقوول ، فتجتمع واوان ساكنتان ، فتحذف الثانية على الأغلب ، فيصير مقول.

باع : اسم المفعول منه هو : مبيوع ، تنقل ضمة الياء إلى الباء الساكنة ، فيلتقى ساكنان الياء والواو ، فتحذف الواو ، ثم تقلب ضمة الباء إلى كسرة ليصير : مبيع.

وهكذا تفعل فى : دار ـ حاط ـ صام ـ رام.

غاب ـ شاد ـ هام ـ خاط.

* * س*

١٧٨

الفتح والإمالة

أنت تعلم أن هناك تأثيرا يقع فى الأصوات المتجاورة إذا كانت متماثلة أو متجانسة أو متقاربة ، ويقسم المحدثون تأثر الأصوات إلى نوعين :

١ ـ تأثر رجعى Regressive وفيه يتأثر الصوت الأول بالثانى.

٢ ـ وتأثر تقدمى : progressive وفيه يتأثر الصوت الثانى بالأول.

والفتح والإمالة صوتان صائتان ، أى يندرجان تحت ما يسميه الأوربيون Vowels. فالفتح هو النطق بالصوت مع فتح الفم ، وهو إما صائت قصير Short vowell أى فتحة (a) ، وإما صائت طويل long vowel أى ألف (aa). والإمالة هى أن تتجه بالفتحة نحو الكسرة (e) وبالألف نحو الياء (a؟). ومعنى ذلك أن الإمالة متحولة عن الفتح ، ولذلك اهتم القدماء ـ وبعض المحدثين ـ بموضوع الأصلية والفرعية فيهما وذهب الأكثرون إلى أن الفتح هو الأصل والإمالة فرع عليه.

ومهما يكن من أمر فإن الإمالة كانت منتشرة فى لهجات عربية قديمة ، وهى تمثل مستوى من اللغة الفصحى ويقرأ بها القرأن. وهى الآن منتشرة فى بعض اللهجات العربية العامية وبخاصة فى لبنان.

ويطلق القدماء على (الفتح) أكثر من اسم ، فيسمونه أحيانا (التفخيم) وأحيانا أخرى (النصب). ويسمون (الإمالة) (الإضجاع) أو (البطح) أو (الكسر).

وقد تنبه القدماء إلى أن إمالة الفتحة نحو الكسرة والألف نحو الياء إنما تحدث لأسباب صوتية معينة سنعرض لها بعد قليل ، بحيث تؤدى

١٧٩

الإمالة إلى الانسجام بين الأصوات فى الكلام فقالوا إن «الغرض منها تناسب الأصوات وتقاربها لأن النطق بالياء والكسرة انحدار وتسفّل وبالفتحة والألف تصعّد واستعلاء» ، وبالإمالة تصير من نمط واحد فى التسفل والانحدار.

والآن ما أسباب الإمالة؟

أولا : إمالة الفتحة نحو الكسرة :

قلنا إن الفتحة صائب قصير ، وهى تمال إلى صائت قصير آخر هو الكسرة لأسباب ثلاثة :

١ ـ تمال قبل الألف الممالة ، هكذا يقول القدماء ، بمعنى أن كلمة مثل (كتاب) حين تمال الألف فيها نحو الياء تمال فتحة التاء نحو الكسرة ، وأنت تعلم أن الألف لا يكون ما قبلها إلا مفتوحا ، فلما أميلت الألف أميلت الفتحة ، غير أن الواقع العلمى لا يفرق بين الفتحة التى قبل الألف والألف ؛ لأنهما ـ فى الحق ـ صوت صائت طويل ، أى أن الصوت الممال هنا هو الألف : كتاب. وسوف نعرض لأسباب إمالة الألف بعد ذلك.

٢ ـ تمال الفتحة قبل حرف (الراء) بشروط :

أ ـ أن تكون الراء مكسورة.

ب ـ أن تكون الفتحة قبل الراء مباشرة وألا يكون الحرف المفتوح ياء ، أو أن تكون منفصلة عنها بحرف مكسور أو ساكن غير ياء.

ح ـ أن تكون الراء فى آخر الكلمة على الأغلب.

أمثلة :

من الكبر : تمال فتحة الباء لأنها وقعت قبل راء مكسورة فى الطرف.

١٨٠