التطبيق الصّرفى

الدكتور عبده الراجحي

التطبيق الصّرفى

المؤلف:

الدكتور عبده الراجحي


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار المعرفة الجامعية
الطبعة: ٢
الصفحات: ٢١٧

كان الاسم ثلاثيا مكسور العين ، وجب قلب هذه الكسرة فتحة حتى لا تتوالى كسرتان ، فنقول :

دنل = دؤلىّ. / ملك = ملكىّ. / إبل = إبلىّ.

٢ ـ الياء المشددة داخل الاسم :

إذا كان قبل آخر الاسم ياء مشددة مكسورة ؛ أى أنها مكونة من يائين ؛ الأولى ساكنة والثانية مكسورة ، فإنه يجب حذف الياء الثانية المكسورة والإبقاء على الياء الساكنة ، فنقول :

سيّد ـ سيدىّ. طيّب ـ طيبىّ.

٣ ـ ياء فعيلة :

إذا كان الاسم على وزن «فعيلة» فإن ياءه تتعرض لما يلى :

أ ـ إذا كانت العين صحيحة واللام صحيحة ، ولم تكن العين مضعفة ، فإن هذه الياء تحذف ويفتح ما قبلها ، فنقول :

حنيفة ـ حنفىّ. بديهة ـ بدهى.

(من الواضح أننا حذفنا تاء التأنيث أولا حسب القواعد السابقة ، ثم حذفنا ياء فعيلة وفتحنا ما قبلها.)

وقد ورد على غير هذه القاعدة كلمات لم تحذف فيها الياء ، مثل :

سليقة ـ سليقىّ. سليمة ـ سليمىّ.

وهناك رأى حديث يجيز عدم حذف الياء مطلقا بناه على عدد كبير من الكلمات واردة عن العرب ، وهو رأى لا بأس من العمل به ، وعليه نستطيع أن نقول :

طبيعة ـ طبيعىّ. بديهة ـ بديهىّ.

١٤١

ب ـ فإذا كانت العين مضعفة مثل (دقيقة) ، أو كانت معتلة واللام صحيحة مثل (طويلة) ، فإن الياء تبقى دون تغيير ، فنقول :

دقيقة ـ دقيقىّ. طويلة ـ طويلىّ.

٤ ـ ياء فعيل :

إذا كان الاسم على وزن (فعيل) فإن ياءه تتعرض لما يلى :

أ ـ إذا كان الاسم معتل اللام مثل «علىّ وعدىّ» ، وجب حذف الياء ، مع فتح ما قبلها ، مع ضرورة قلب اللام واوا ، فنقول :

علىّ ـ علوىّ. عدىّ ـ عدوىّ.

ب ـ وإذا كان الاسم صحيح اللام لم تحذف الياء فنقول.

جميل ـ جميلىّ. سمير ، سميرىّ.

٥ ـ ياء فعيلة :

إذا كانت الاسم على وزن (فعيلة) فإن ياءه تتعرض لما يلى :

أ ـ إن كانت العين صحيحة واللام صحيحة ، والعين غير مضعفة ، وجب حذف الياء ، فنقول :

جهينة ـ جهنىّ. قريظة ـ قرظى

ب ـ إن كانت العين مضعفة مثل (جديدة) ، أو كانت معتلة واللام صحيحة مثل (نويرة) ، بقيت الياء دون حذف ، فنقول :

جديدة ـ جديدىّ. نويرة ـ نويرىّ.

٦ ـ ياء فعيل :

إذا كان الاسم على وزن «فعيل» وكان معتل اللام ، وجب حذف الياء ، مع قلب لامه المعتلة واوا ، فنقول :

١٤٢

قصى ـ قصوىّ.

فإذا كانت اللام صحيحة لم تحذف الياء ، مثل :

ردين ـ ردينىّ.

وقد ورد سماعا بحذف الياء مع صحة اللام :

قريش ـ قرشىّ. هذيل ـ هذلىّ.

٧ ـ واو فعولة :

إن كان الاسم علي وزن (فعولة) ، وكانت العين صحيحة غير مضعفة حذفت الواو وفتح ما قبلها ، مثل :

شنوءة ـ شنئىّ.

فإن كانت العين معتلة مثل (قؤولة) ،. ومضعفة مثل (ملولة) ، لم تحذف الواو ، فنقول :

قوولة ـ قوولىّ. ملولة ـ ملولىّ.

النسب إلى جمع التكسير :

إذا كان الاسم جمع تكسير وجب أن ننظر إلى ما يلى :

أ ـ إن كان الاسم دالا على الجمع ، فالرأى الأغلب عند القدماء النسب إلى المفرد ، فنقول :

طلّاب ـ طالبىّ. دول ـ دولىّ. مدارس ـ مدرسى.

(ومعنى ذلك أن ما نسمعه اليوم من قولهم : دولىّ ، إنما هو خطأ على هذا الرأى. غير أن الكوفيين يحيزون النسب إلى جمع التكسير مطلقا ، وعليه فلا خطأ فيه.)

١٤٣

ب ـ فإن لم يعد الاسم دالا على الجمع ، بأن انتقل إلى الدلالة على مفرد ، وجب النسب إليه كما هو ، وذلك مثل :

الجزائر ـ الجزائرىّ. (الجزائر هنا ليست جمعا وإنما هى علم على الدولة العربية المعروفة).

الأهرام ـ الأهرامىّ. (الأهرام هنا ليست جمع هرم وإنما هى علم على الصحيفة العربية.)

صيغ أخرى للنسب :

عرفت اللغة العربية صيغا أخرى للدلالة على النسب ، غير الياء المشددة التى تحدثنا عنها ، وهذه الصيغ هى :

أ ـ فعّال : للدلالة على النسب إلى حرفة معينة ، مثل :

حدّاد ـ بقّال ـ نجّار ـ نحّاس.

ب ـ فاعل وفعل : للدلالة على صاحب شىء ، مثل :

تامر : صاحب تمر. طاعم أو طعم : صاحب طعام.

لابن أو لبن : صاحب لبن.

صور شاذة من النسب :

وردت عن العرب أسماء منسوبة على غير القواعد التى فصلناها ، وعليك أن تعرف ما ورد فى اللغة سماعا لأنه هو المستعمل ، وأشهر هذه الأسماء ما يلى :

مرر = مروزىّ. / الرّىّ = رازىّ. / دهر = دهرىّ.

جلولاء = جلولىّ. أميّة = أموىّ وأميتى.

١٤٤

فوق = فوقانى. / تحت = تحتانىّ. / البصرة = بصرى.

بادية = بدوىّ.

* * *

تدريب :

انسب إلى الأسماء الآتية :

ثورة ـ هواء ـ نساء ـ عيسى ـ قضاء ـ كتاب ـ شديدة.

مدينة ـ سيّد ـ ربا ـ دنيا ـ صحف ـ مصطفى ـ صحيفة ـ إمام ـ محام ـ هدى ـ قدر ـ غىّ ـ قريظة.

١٤٥
١٤٦

الباب الثالث

فى الإعلال والإبدال

١٤٧
١٤٨

تتكون اللغات ـ فى أساسها ـ من مجموعة من الأصوات ، وهى التى يسميها العرب حروفا ، وهذه الأصوات تنقسم إلى أصوات صامتة Con ـ sonants وأصوات صائتة vowels والحركات العربية (الفتحة والكسرة والضمة) صوائت قصيرة ، والألف والياء والواو صوائت قصيرة ، وهذه الأخيرة يسميها القدماء حروف علة ، أو حروف لين ، أو حروف مد.

ومن المعروف أن لكل صوت صفات خاصة ، كأن يكون مجهورا أو مهموسا ، أو مفخما أو رقيقا أو غير ذلك من الصفات التى التفت إليها علماؤنا القدماء.

غير أن هناك قانونا معروفا فى اللغات بعامة ؛ هو أن الأصوات قد يؤثر بعضها فى بعض حين تتجاور داخل الكلام ، ولنأخذ على ذلك مثلا من الإنجليزية : نحن ننقول : Does ...؟ فننطق حرف (s) كأنه (z) ، أى ننطق الكلمة هكذا Doez ...؟ ، فإذا وضعنا بعدها كلمة (she) مثلا : Does she؟ ، نجد حرف (z) قد اختفى اختفاء كاملا وتلاشى فى الحرف الذى بعده الذى يشبه الشين العربية ، ونحن ننطقها هكذا (Doshe.؟).

معنى هذا أن حرف (z) تأثر بالحرف الذى بعده تأثرا معينا.

ولنأخذ مثلا آخر من العربية نحن ننطق كلمة (سلام) فننطق اللام رقيقة والألف بعدها مثلها ، فإذا قلنا (صلاة) تغيرت اللام وصارت لاما مفخمة وكذلك الألف ، فما الذى حدث؟ إنها بلا شك تأثرت بالصاد التى قبلها.

ونحن نقرأ فى القران الكريم : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) فننطق «الصراط» بالصاد مع أن الحرف هو السين ، وأصلها «السراط» غير أن

١٤٩

السين تأثرت بالراء التى بعدها وهو حرف مكرر كما تأثرت بالطاء التى هى حرف مطبق فانقبت السين صادا ... وهكذا.

حين تتجاور الأصوات داخل الكلام يؤثر بعضها فى بعض حسب قوانين صوتية مدروسة ومعروفة ، واللغويون المحدثون يدرسونها فى علم الأصوات اللغوية تحت عنوان sound in speech أى الصوت فى الكلام.

وقد درس العرب القدماء هذا الموضوع بطريقة لا تختلف اختلافا كبيرا تحت هذا الباب الذى يسمونه «الإعلال والإبدال» وهو يحتاج إلى دراسة مفصلة إذ يتوقف عليه فهم كثير من القضايا الصرفية التى شرحها القدماء.

الإعلال : وهم يعرفون الإعلال بأنه تغيير فى حرف العلة تغييرا معينا ، قد يكون بقلبه إلى حرف آخر ، أو بحذف حركته أى بتسكينه ، أو بحذفه كله. أى أن الإعلال يكون بالقلب أو بالتسكين أو بالحذف ، ومعنى ذلك أنه مقصور على حروف العلة التى يحددها العرب بأنها الألف والواو والياء ، ثم يلحقون بها الهمزة.

الإبدال : أما الإبدال فيعرفونه بأنه وضع حرف مكان آخر دون اشتراط أن يكون حرف علة أو غيره. ونحن نلفت إلى أن الإعلال يخضع ـ فى معظمه ـ للقياس ، أى تضبطه قواعد مطردة ، أما الإبدال فلا يخضع ـ فى أغلبه ـ للقياس إنما يحكمه السماع.

ونفصل الآن الحديث فى أهم التغييرات التى تطرأ على الأصوات العربية على النحو الذى وضعه القدماء فى الدرس الصرفى.

١٥٠

(١)

قلب الواو والياء همزة

إذا وقعت الواو أو الياء فى مواضع معينة فإنها تقلب همزة ، وهذه المواضع خمسة ، وهى :

١ ـ إذا تطرفت الواو أو الياء بعد ألف زائدة ، أى إذا وقعت آخر الكلمة بشرط وجود ألف زائدة قبلها وذلك مثل :

سماء. بناء.

وذلك لأن أصلهما : سماو ـ بناى. الأولى على وزن (فعال) ، والثانية على وزن (فعال) ؛ أى أن الألف زائدة ، ومن ثم قلبت الواو والياء همزة.

فإذا كانت الكلمة تدخل عليها تاء التأنيث ، أى أن لها مذكرا ومؤنثا ، فإن هذه التاء لا تمنع من قلب الواو أو الياء همزة ، أى كأنها لا تزال فى آخر الكلمة مثل : مشّاى تقلب إلى مشّاء وتؤنث فنقول مشّاءة. وكذلك بنّاى تقلب إلى بنّاء وبنّاءة.

أما كلمة (حلاوة) مثلا ، فإن الواو فيها لا تقلب همزة رغم وقوعها بعد ألف زائدة ، وذلك لأن تاء التأنيث ملازمة لهذه الكلمة دائما ، إذ لا نقول (حلاو).

هذه إذن هى القاعدة الأولى ، وعلى أساسها لا تقلب الياء أو الواو همزة فى مثل «قاول وبايع» لأنهما لم تقعا فى آخر الكلمة ، ولا فى مثل (غزو وظبى) لعدم وجود ألف قبلهما ، ولا فى مثل (اى) لأن الألف التى قبل الياء أصلية.

١٥١

* وتنطبق هذه القاعدة أيضا على حرف الألف ، أى إذا وقعت فى آخر الكلمة بعد ألف زائدة فإنها تقلب همزة ، فهم يقولون إن كلمة (حمراء) أصلها : حمرا ، ثم مدت الألف أى زيدت ألفا أخرى ، فكأن الصورة هى :

حمراا ، فوقعت الألف متطرفة بعد ألف زائدة فتقلب همزة لتصير : حمراء.

٢ ـ أن تقع الواو أو الياء عينا لاسم فاعل ، بشرط أن يكون الفعل أجوف ، وكانت عينه قد أعلت أى قلبت إلى حرف آخر ، وذلك مثل :

قال ـ أصلها : قول. انقلبت الواو فى الفعل إلى ألف تبعا للقواعد الآتية. فإذا صغنا منه اسم فاعل قلنا :

قاول ؛ فوقعت الواو عينا لاسم الفاعل ، وكانت هذه العين قد أعلت فى الفعل ؛ ولذلك فإنها تقلب هنا همزة ، فتصير : قائل.

وكذلك فى :

باع ـ أصلها : بيع ، قلبت الياء ألفا ، وعند اسم الفاعل نقول : بايع ، فنقلب الياء همزة لتصير : بائع.

فإذا كانت الواو أو الياء غير مقلوبة فى الفعل فإنها تبقى أيضا فى اسم الفاعل دون قلبها همزة ؛ مثل : عور ؛ فإن الواو بقيت صحيحة أى غير معلّة ، ومن ثم تبقى صحيحة فى اسم الفاعل أيضا ، فنقول : عاور.

٣ ـ أن تقع الواو أو الياء بعد ألف (مفاعيل) أو ما يشبه هذا الوزن فى عدد الحروف ونوع الحركات ، على شرط أن تكون الواو أو الياء مدة ، ثالثة فى المفرد ، وذلك مثل :

صحيفة ، الياء فيها زائدة ؛ لأنها على وزن فعلية ، وهى حرف مد ، كما أنها الحرف الثالث فى الكلمة ، فإذا جمعناها قلنا :

١٥٢

صحايف ؛ فتقع الياء بعد ألف مفاعل أو شبهه ، إذ الوزن هنا (فعايل) ، فتقلب الياء همزة لتصير : صحائف. وكذلك فى :

عجوز ـ عجائز. طريقة ـ طرائق

وهذه القاعدة تنطبق أيضا على الألف ؛ أى إذا وقعت بعد ألف مفاعل أو ما يشبهه وكانت مدة زائدة ثالثة فى المفرد قلبت همزة ، مثل :

قلادة ـ قلائد.

أما كلمة (قسورة) فهى تجمع على (قساور) دون أن نقلب الواو همزة لأنها فى المفرد ليست حرف مد ؛ فأنت تلاحظ أنها محركة بالفتحة فيه. وكذلك كلمة (معيشة) تجمع على (معايش) دون قلب الواو همزة لأن الياء أصلية فى المفرد ؛ لأن الفعل هو (عاش) على وزن (فعل).

وقد وردت بعض كلمات شاذة مثل : منارة ومنائر ، ومصيبة ومصائب ؛ إذ قلبت الألف فى الكلمة الأولى ، والياء فى الثانية همزة رغم أنهما أصليتان.

٤ ـ أن تقع الواو أو الياء بعد حرف علة ؛ بشرط أن يفصل بينهما ألف (مفاعل) أو ما يشبهه فى الحروف ونوع الحركات ، وذلك مثل : كلمة (نيّف) ، الياء فيها مشددة ، أى أنها مكونة من ياءين ، فإذا جمعتها صارت : (نيايف) ، فوقعت الياء بعد ألف مفاعل أو شبهه وقبلها ياء فتقلب الياء همزة فتصير نيائف.

وكذلك كلمة (أوّل) ، تجمع على (أواول) ثم تقلب الواو همزة ، فتصير : أوائل.

وكذلك كلمة (سيّد) ؛ إذ أصلها (سيود) ، تجمع على (سياود) ، ثم تقلب الواو همزة فتصير : سيائد.

١٥٣

٥ ـ أن تجتمع واوان فى أول الكلمة ، بشرط أن تكون الثانية واوا غير منقلبة عن حرف آخر. ولكى تتضح لك هذه القاعدة نضرب لك المثال التالى :

إذا أردت أن تجمع كلمة (قاعدة) جمع تكسير فإنك تقول : (قواعد) على وزن (فواعل).

فإذا أردت أن تجمع كلمة (واصلة) نفس الجمع فإنك تقول :

(وواصل) ؛ فتجتمع واوان ؛ والثانية أصلية فى الواوية أى غير منقلبة عن حرف آخر ، فتقلب الواو الأولى همزة لتصير ، (أواصل).

عند النسب إلى كلمة (غاية) أو (راية) تصير الكلمة :

غايىّ ورايىّ ؛ فتجتمع ثلاث ياءات ؛ الياء الأولى وياء النسب المشددة ؛ فتقلب الياء الأولى همزة ـ جوازا ـ لتصير : غائىّ ورائىّ.

* * *

١٥٤

(٢)

قلب الهمزة واوا أو ياء

قلنا إن حروف العلة العربية كما حددها القدماء هى الألف والواو والياء ، ثم ألحقوا بها الهمزة فى قضايا الإعلال والإبدال ، وقد رأينا كيف تنقلب الواو والياء والألف همزة. ونبحث هنا المواضع التى تنقلب فيها الهمزة واوا أو ياء. ويحدث ذلك فى حالتين.

الحالة الأولى : وذلك بالشروط الآتية :

أ ـ أن تقع الهمزة بعد ألف (مفاعل) أو ما يشبهه.

ب ـ أن تكون الهمزة عارضة أى غير أصلية.

ح ـ أن تكون لام المفرد إما همزة أصلية ، وإما حرف علة أصليا ؛ واوا أو ياء.

وذلك وفقا للبيان التالى :

أ ـ كلمة لامها همزة أصلية :

وذلك مثل : خطيئة ودنيئة.

هاتان الكلمتان مفردتان ولامهما همزة أصلية ، ووزنهما : فعيلة ، فإذا أردنا أن نجمعهما جمع تكسير على وزن (فعائل) ، وهو يشبه وزن (مفاعل) فإن إعلالا يحدث حسب خطوات يتخيلها القدماء لتصير الكلمة : خطايا على وزن (فعائل). ولا بأس من أن نذكر هذه الخطوات التى يتخيلها القدماء لأنها ـ فى الحق ـ تعين على تصور صحيح للمفردات العربية. يقولون :

١٥٥

١ ـ تجمع خطيئة على خطايئ.

٢ ـ عندنا ياء بعد ألف مفاعل أو شبهه وكانت مدة زائدة فى المفرد ؛ فتقلب

همزة : خطائىء.

٣ ـ وقعت الهمزة الأخيرة متطرفة بعد همزة فتقلب ياء ـ كما ستعرف ـ

فتصير : خطائى.

٤ ـ تقلب كسر الهمزة فتحة طلبا للتخفيف كما يقولون فتصير : خطائى.

٥ ـ تحركت الياء الأخيرة وانفتح ما قبلها فتقلب ألفا فتصير : خطاءا.

٦ ـ اجتمعت ثلاث ألفات : الألف ، والهمزة وهى عندهم تشبه الألف ، ثم الألف الأخيرة ، وهم يكرهون اجتماع أحرف ثلاثة متشابهة ، فتقلب الهمزة ياء لتصير : خطايا.

ب ـ كلمة لامها ياء أصلية :

وذلك مثل : قضيّة ـ هديّة.

كلمة (قضيّة) مثلا على وزن (فعيلة) أى أن لامها ياء ، فإذا جمعناها على (فعائل) فإنها تصير بعد الإعلال : قضايا ، وهم يتخيلون خطوات إعلالها على النحو التالى :

١ ـ قضيّة ، تجمع على : قضايى.

٢ ـ تقلب الياء الأولى همزة : قضائى.

١٥٦

٣ ـ تقلب كسرة الهمزة فتحة : قضائى.

٤ ـ تقلب الياء ألفا : قضاءا.

٥ ـ تقلب الهمزة ياء : قضايا.

جـ ـ كلمة لامها ياء أصلها واو :

وذلك مثل : مطيّة ـ عشية.

فكلمة (مطيّة) أصلها (مطيوة) فإذا جمعت على (فعائل) فإنها تصير بعد الإعلال (مطايا) وذلك وفقا للخطوات التى تخيلوها على النحو التالى :

١ ـ مطيّة تجمع على : مطايو.

٢ ـ تقلب الواو ياء لتطرفها بعد كسرة : مطايى.

٣ ـ تقلب الياء الأولى همزة : مطائى.

٤ ـ تقلب كسرة الهمزة فتحة : مطائى.

٥ ـ تقلب الياء ألفا : مطاءا.

٦ ـ تقلب الهمزة ياء : مطايا.

د ـ كلمة لامها واو :

وذلك مثل : هراوة.

فهذه الكلمة على وزن (فعالة) ، أى أن الواو أصلية ، فإذا جمعناها على (فعائل) فإنها تصير بعد الإعلال : هراوى ، وذلك وفقا للخطوات التالية :

١ ـ هراوة تجمع على : هرائو.

(وذلك لانقلاب الألف همزة تبعا للقواعد السابقة.)

١٥٧

٢ ـ تقلب الواو ياء لتطرفها بعد كسرة : هرائى.

٣ ـ تقلب كسرة الهمزة فتحة : هرائى.

٤ ـ تقلب الياء ألفا : هراءا.

٥ ـ تقلب الهمزة واوا : هراوى.

الحالة الثانية : أن تجتمع همزتان فى كلمة واحدة. وذلك على النحو التالى :

١ ـ إن كانت الهمزة الأولى متحركة والثانية ساكنة قلبناها حرف علة من جنس حركة الهمزة الأولى ، وذلك مثل :

آمن : أصلها : أأمن. اجتمعت همزتان ، الأولى متحركة بالفتحة والثانية ساكنة ، فنقلب الثانية حرف علة من جنس الحركة الأولى ، والحركة الأولى فتحة ، إذن نقلب الهمزة ألفا : آمن.

وهكذا فى : أؤمن ـ أومن.

إئمان ـ إيمان.

٢ ـ وإن كانت الهمزة الأولى ساكنة والثانية متحركة ، وذلك لا يقع فى موضع الفاء ، وإنما يكون فى موضع العين ، وفى هذه الحالة ندغم الهمزة الأولى فى الثانية ، وذلك كأن تصوغ من الفعل (سأل) صيغة مبالغة على وزن (فعّال) فتصير الكلمة : ساأال ، فاجتمعت همزتان ، الأولى ساكنة والثانية متحركة ، فندغم الأولى فى الثانية.

لتصير : سأّل.

* أما وجود الهمزة ساكنة والثانية متحركة فى موضع اللام ، وكذلك

١٥٨

وجود همزتين متحركتين فى كلمة واحدة فلا يكون إلا فى صور متخيلة تصورها القدماء دون أن يعرفها الاستعمال اللغوى فى القديم والحديث ، وإنما كانوا يهتمون بها قصدا للتدريب ، وهى لا قيمة لها فى الدرس اللغوى الواقعى ، ومن ثم لا نثبتها فى هذا التطبيق.

* * *

١٥٩

(٣)

قلب الألف ياء

تقلب الألف ياء فى حالتين :

أ ـ أن تقع بعد كسرة ، وذلك مثل كلمة : مفتاح ، إذا أردت أن تجمعها جمع تكسير صارت : (مفات اح) ، فوقعت الألف بعد كسرة فقلبت ياء لتصير : مفاتيح.

وكذلك فى تصغيرها : مفيت اح ، فتصير : مفيتيح.

وذلك لأنك تعلم أن الألف لا يحرك قبلها إلا بالفتحة ، أى لا يقع قبلها ضمة ولا كسرة ولا سكون. وهكذا تجد فى :

مصباح ـ مصابيح ومصيبيح.

سلطان ـ سلاطين وسليطين.

منشار ـ مناشير ومنيشير.

ب ـ أن تقع بعد ياء التصغير فى مثل : كتاب ، وذلك لأن تصغيره يكون على : كتياب. فتقع الألف بعد ياء التصغير الساكنة ، وهو محال ، فتقلب ياء ثم تدغم فيها ياء التصغير ، لتصير : كتيّب.

* * *

١٦٠