التطبيق الصّرفى

الدكتور عبده الراجحي

التطبيق الصّرفى

المؤلف:

الدكتور عبده الراجحي


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار المعرفة الجامعية
الطبعة: ٢
الصفحات: ٢١٧

كرسىّ وكراسىّ. قمرىّ وقمارىّ.

٢٢ ـ فعالل : وهو قياسى فيما يأتى :

* الرباعى الذى كل أحرفه أصلية مثل :

جعفر وجعافر. برثن وبراثن.

* الاسم الخماسى الذى كل أحرفه أصلية ، وفى هذه الحالة يجب حذف الحرف الخامس إن كان شبيها بالأحرف الزائدة ، مثل :

جحمرش وجحامر. (هى المرأة العجوز).

فإن كان الحرف الرابع وحده هو الشبيه بالأحرف الزائدة ، فإنه يجوز حذفه أو حذف الحرف الخامس ، مثل ،

فرزدق : فرازق وفرازد.

* الاسم الرباعى الذى أصولة أربعة ، ثم زيد عليه حروف ، وفى هذه الحالة تحذف حروف الزيادة من الجمع ، مثل :

مدحرج ودحارج.

متدحرج ودحارج.

فإن كان الحرف الرابع الزائد ياء فإنها تبقى فى الأغلب مثل :

قنديل وقناديل.

فإن كان الحرف الرابع الزائد واوا أو ألفا قلب ياء ، ثم جمع على فعاليل ، مثل :

عصفور وعصافير ـ فردوس وفراديس.

١٢١

* الاسم الخماسى الذى أصوله خمسة ، ثم زيد عليه بعض أحرف الزيادة ويحذف منه عند الجمع حرفان ، الحرف الخامس الأصلى ، والحرف الزائد فى المفرد ، مثل :

خندريس وخنادر. (هى الخمر).

* معظم الصيغ التى تجمع على (فعالل) يجوز فيها زيادة ياء قبل الآخر إن لم تكن موجودة ، وحذفها إن كانت موجودة ، مثل :

جعافر وجعافير. فرازق وفرازيق ـ فراديس وفرادس.

٢٣ ـ شبه فعالل : وهو وزن يشبه وزن (فعالل) من حيث عدد الحروف ومن حيث الضبط ، وإن كان الميزان غير مشابه له ، وذلك مثل مساجد وزنها ليس فعالل وإنما يشبهه ؛ إذ هو مفاعل ، فعدد الحروف واحد والضبط واحد ، وكذلك فواعل كجواهر ، وفعاعل كسلالم ... وهذا الوزن قياسى فى كل اسم ثلاثى زيدت عليه أحرف بشرط ألا يكون داخلا تحت وزن من أوزان الجموع السابقة.

ولما كان الاسم مزيدا فإن له أحكاما نوجزها على النحو التالى :

١ ـ إن كانت الزيادة حرفا واحدا فإنه يجب بقاؤه عند الجمع سواء أكان صحيحا أم معتلا ، مثل :

مسجد ومساجد. أفضل وأفاضل.

جوهر جواهر. صيرف وصيارف.

٢ ـ إن كانت زيادته حرفين ، فلا بد من حذف أحدهما. وهنا نسأل :

أىّ الحرفين الزائدين نحذف؟ يجيب الصرفيون بأن الحروف الزائدة ليست كلها على مستوى واحد ؛ فمنها القوى ومنها الضعيف ، وهم يجعلون أسبابا للقوى ليس هنا مجال تفصيلها. مثل :

١٢٢

منطلق ومطالق. (حذفنا النون).

معترف ومعارف. (حذفنا التاء).

مصطفى ومصاف. (حذفنا الطاء التى هى تاء الافتعال).

٣ ـ إن كانت زيادته ثلاثة أحرف ، فلا بد من حذف حرفين ، مثل :

مستدع ومداع. مقعنسس ومقاعس.

* * *

هل يجوز أن نجمع جمع التكسير؟

إن الحاجة قد تدعو إلى أن نجمع جمع التكسير ، وذلك كأن تكون هناك جماعات من الرجال ، فنقول : رجالات. والقاعدة التى نتبعها هى نفسها التى اتبعناها عند جمعنا للمفرد وهى أن ننظر إلى ما يشبهه من الآحاد فى عدد الحروف والحركة والسكون فنجمعه مثله ، فنقول :

أقوال وأقاويل. (تشبه إعصار وأعاصير).

غربان وغرابين. (تشبه سرحان وسراحين).

وعلى ذلك لا يجوز أن نجمع الجمع الذى على وزن : مفاعل ، أو مفاعيل ، أو فعلة ، أو فعلة ؛ إذ لا شبيه لها فى الآحاد.

* جمع التكسير له فائدة صرفية مهمة هى معرفة أصول الأسماء ؛ فهو مثل التصغير يرد الأشياء إلى أصولها ، مثل :

قيراط وقراريط. (هذا الجمع يدل على أن الياء أصلها راء وأصل المفرد قرّاط)

وكذلك دينار ودنانير.

١٢٣

* مهما يكن من أمر فإن بعض الباحثين ينادى بحذف باب جمع التكسير من الصرف إذ لا يرى فيه فائدة لدرس الجملة ، غير أن الدرس الصرفى لجمع التكسير مهم جدا وبخاصة فيما نحتاجه الآن عند استعمالنا ألفاظا مولدة أو وافدة علينا ، فإننا فى الحق نقيس جمعها على الجموع التى استقصاها القدماء ، ثم إنها ليست مبتوتة الصلة بدراسة الجملة على النحو الذى بيناه فى موضع آخر (١).

* * *

__________________

(١) انظر كتابنا : فقه اللغة فى الكتب العربية ص ١٤٤.

١٢٤

(٣)

التصغير

التصغير ظاهرة لغوية معروفة تحتاجها اللغات لأغراض معينة ، ويقال إن العربية تستعمل التصغير لأغراض كالتحقير وتقليل الحجم وتقليل الكمية والعدد وتقريب الزمان والمكان والتحبب ، وقد يكون للتعظيم.

والذى يهمنا هو أن نعرف كيف نصوغ التصغير.

ونبدأ بالشروط التى يجب أن تتوافر فى الاسم حتى يمكن تصغيره :

١ ـ أن يكون الاسم معربا ، فلا تصغر الأسماء المبنية كأسماء الاستفهام والشرط والضمائر والإشارة وغيرها. إلا أن هناك بعض أسماء مبنية ورد السماع بها ، وهى :

(أ) أسماء الإشارة : ذا ، تا ، أولى ، أولاء. وعلى العموم فقد جاء تصغيرها على غير القواعد المعروفة ، إذ تصغر على النحو التالى :

ذا = ذيّا. تا = تيّا.

أولى = أوليّا. أولاء = أوليّاء.

أما اسم الإشارة المثنى فهو اسم معرب كما تعلم غير أن صيغته فى التصغير خارجة أيضا. وهى :

ذان = ذيّان. تان = تيّان.

(ب) أسماء الصلة : الذى ، التى ، الذين ، وتصغيرها :

اللّذيّا ، اللّتيّا ، الّذيّن.

١٢٥

المثنى :

اللذان ـ اللذيّان .. اللتان ـ اللتيّان.

٢ ـ ألا يكون الاسم لفظه على وزن صيغة من صيغ التصغير ، فلا تصغر ألفاظ مثل :

كميت ـ دريد ـ سويد.

٣ ـ أن يكون معنى الاسم قابلا للتصغير فلا تصغر أسماء معظمة دائما كأسماء الله والأنبياء والملائكة. ولا تصغر أسماء مثل : كلّ ، بعض ، ولا أسماء الشهور ، أو أيام الأسبوع ، ولا جمع التكسير الدال على الكثرة ... الخ.

كيفية التصغير :

للتصغير ثلاث صيغ هى :

فعيل ـ فعيعل ـ فعيعيل.

وليس مقصودا أن تتطابق مع الميزان الصرفى حرفا بحرف ، وإنما المقصود بها أنها «القالب» الذى يخرج على أساسه الاسم المصغر ، بحيث يتساوى مع الصيغة فى عدد الحروف وفى نوع الحركة والسكون ؛ فإذا أخذنا كلمة «مسجد» مثلا ، ونحن نعرف أنها على وزن «مفعل» ، فإننا نلاحظ أن تصغيرها هو «مسيجد» على «مفيعل» من ناحية الميزان ، ولكنها فى التصغير تنطبق على الصيغة الثانية التى هى «فعيعل».

ونعرض الآن لكيفية تصغير الاسم على النحو التالى :

١ ـ الاسم الثلاثى :

يصغر على صيغة (فعيل) ، وذلك بأن نضم الحرف الأول ، ونفتح الحرف

١٢٦

الثانى. ثم نزيد بعده ياء ساكنة هى التى تسمى ياء التصغير ، ثم يأتى الحرف الثالث دون تغيير ، فنقول :

رجل ورجيل. نهر ونهير.

جبل وجبيل. ولد ووليد.

* فإن كان الاسم الثلاثى بعده تاء تأنيث فإنها لا تؤثر على هذه العملية ، فتقول :

بقرة وبقيرة. شجرة وشجيرة.

* فإن كان الاسم الثلاثى مؤنثا دون أن تكون به تاء تأنيث وجب أن نلحقها به بعد التصغير ، على أن يفتح الحرف الذى قبلها مباشرة ؛ فكلمة «دار» مثلا تدل على مؤنث دون أن تكون فى آخرها تاء التأنيث ، فعند تصغيرها لا بد من إلحاق هذه التاء بها مع فتح ما قبلها فلا نقول (دوير وإنما نقول (دويرة).

وهكذا نقول فى :

نار ونويرة. أذن وأذينة.

عين وعيينه. سنّ وسنينة.

إن كان الاسم الثلاثى قد حذف أحد أصوله وبقى على حرفين ، وجب أن نرد الحرف المحذوف عند التصغير ، فنقول :

دم ودمى ـ يد ويديّة.

فكلمة (دم) حرفان وهذا دليل على أن فيها حرفا محذوفا ، واللغويون يقولون إن أصلها (دمى) ـ مثل ظبى ـ بدليل أنك تقول : دميت يدى

١٢٧

وعلى هذا يجب رد الياء المحذوفة ثم ندغمها مع ياء التصغير فتصير دمىّ.

وكذلك نفعل مع كلمة (يد) التى أصلها (يدى) مع ملاحظة أنها تدل على المؤنث دون تاء ، وإذن علينا أن نرد الياء ، ثم نلحق بها تاء التأنيث فتصير : يديّة.

* وينطبق هذا أيضا على الكلمات التى حذف منها حرف وعوض عنها تاء التأنيث وذلك مثل :

عدة : أصلها وعد ، فلو سمى شخص بهذا الاسم وجب أن نرد الحرف المحذوف عند التصغير ، فتصير الكلمة : وعيد.

سنة : أصلها سنو أو سنه ، نرد الحرف المحذوف عند التصغير فتصير الكلمة : سنيّة أو سنيهة.

وينطبق هذا أيضا على كلمة (بنت) و (أخت) ؛ إذ يقول اللغويون إن أصلهما (بنو) و (أخو) ثم حذفت اللام وعوض عنها تاء التأنيث ، فعند التصغير نرد المحذوف ، فتصير الكلمتان : بنيوة وأخيوة ثم تدغم الياء والواو لتصير : بنيّة وأخيّة.

وكذلك الحال مع كلمتى (ابن) واسم) اللتين حذف منهما حرف وجىء بألف الوصل لتيسر نطق الحرف

الأول الساكن ، فعند التصغير يرد الحرف المحذوف لتصير الكلمتان :

بنىّ ـ سمىّ.

٢ ـ الاسم الرباعى :

يصغر على صيغة (فعيعل) ؛ أى بأن نضم الحرف الأول ، ونفتح الحرف الثانى ، ثم نزيد ياء التصغير الساكنة ، ثم نكسر الحرف الذى بعدها ، فنقول :

١٢٨

جعفر وجعيفر ـ مسجد ومسيجد

بندق وبنيدق ـ منزل ومنيزل.

* فإن كان الحرف الثالث حرف مدّ ، وجب قلبه ياء ، ثم ندغمها مع ياء التصغير السابقة عليه ، فنقول :

كتاب وكتيّب. رغيف ورغيّف.

٣ ـ الاسم الخماسى :

إن كان الاسم على خمسة أحرف فأكثر فإنه ينطبق عليه ما ينطبق على الاسم الرباعى ، أى يصغر على صيغة (فعيعل). ومعنى ذلك أنه لا بد من حذف بعض حروفه ، وهنا نطبق عليه ما طبقناه عند جمع التكسير ؛ أى نحذف منه ما يزيد على الحروف الأربعة ، فنقول :

سفرجل وسفيرج. (حذفنا اللام)

فرزدق وفريزد أو فريزق (حذفنا الدال أو القاف).

مستكشف ومكيشف. (حذفنا السين والتاء).

* وإذا كان التصغير على هذه الصيغة يوجب علينا أن نحذف بعض أحرف الاسم ، فإنه يجوز ـ بعد الحذف ـ أن نعوض عن المحذوف ياء قبل الحرف الأخير ، فنقول :

سفرجل ـ سفيرج أو سفيريج.

فرزدق ـ فريزق أو فريزيق.

مستكشف ـ مكيشف أو مكيشيف.

ومعنى ذلك أن صيغة التصغير صارت (فعيعيل).

١٢٩

* فإن كان الحرف الرابع حرف مدّ ، فإنه يجب قلبه ياء بعد عملية الحذف السابقة ، فيصير الوزن أيضا على (فعيعل) ، فنقول :

سلطان وسليطين. عصفور وعصيفير.

قنديل وقنيديل.

* الاسم الخماسى فما فوق ينبغى أن يعود إذن إلى أربعة أحرف حتى يمكن تصغيره. غير أن هناك أسماء تزيد على أربعة أحرف ، لكن هذه الزيادة لا تحذف عند التصغير ؛ ذلك لأنها تعتبر منفصلة عن الاسم ، وهذه الأسماء هى :

١ ـ الاسم المختوم بألف التأنيث الممدودة ، مثل :

قرفصاء وقريفصاء.

٢ ـ الاسم المختوم بتاء التأنيث ، مثل :

أسورة وأسيورة. حنظلة وحنيظلة.

٣ ـ الاسم المختوم بياء النسب ، مثل :

عبقرىّ وعبيقرىّ.

٤ ـ الاسم المختوم بألف ونون زائدتين ، مثل :

زعفران وزعيفران. مسلمان ومسيلمان.

٥ ـ الاسم المختوم بعلامتى جمع المذكر السالم أو جمع المؤنث السالم ، مثل :

أحمدون وأحيمدون. زينبات وزيينبات.

١٣٠

* قلنا إن تصغير الاسم الرباعى والخماسى فما فوق يكون على صيغتى فعيل أو فعيعيل ، ومعنى ذلك ـ كما بينا ـ وجوب كسر الحرف الذى بعد ياء التصغير. غير أن هناك أسماء يجب أن يبقى الحرف الذى بعد ياء التصغير على حالته ؛ أى دون تحريكه بالكسر وهذه الحروف هى :

أ ـ الحرف الذى يقع قبل ألف التأنيث المقصورة :

حبلى وحبيلى.

ب ـ الحرف الذى يقع قبل ألف التأنيث الممدودة :

صحراء وصحيراء. حمراء وحميراء.

ح ـ الحرف الذى يقع قبل ألف (أفعال) :

أبطال وأبيطال. أجمال وأجيمال.

د ـ الاسم الذى يقع قبل ألف (فعلان) ـ بشرط ألا يكون جمعه على وزن (فعالين).

سهران وسهيران ـ عثمان وعثيمان.

أما كلمة (سلطان) مثلا فإنها تصغر على (سليطين) لأنها تجمع على سلاطين.

* * *

إذا كان الحرف الثانى من الاسم حرف لين ، سواء كان الاسم ثلاثيا أم رباعيا أم زائدا على أربعة ، فإن الحرف الثانى يخضع لما يلى :

١ ـ إذا كان حرف اللين أصليا منقلبا عن حرف لين آخر وجب رده إلى أصله ، فنقول :

باب وبويب. (الألف أصلها واو بدليل جمعها على أبواب).

١٣١

مال ومويل. (الألف أصلها واو بدليل جمعها على أموال).

ناب ونييب. (الألف أصلها ياء بدليل جمعها على أنياب).

ميقات ومويقيت. (الياء أصلها واو : موزان).

قيمة وقويمة. (الياء أصلها واو لأنها من القوام).

موقن ومييقن. (الواو أصلها ياء : ميقن من أيقن).

٢ ـ إذا كان حرف اللين زائدا ، أو غير معروف الأصل ، وجب قلبه واوا ، فنقول :

لاعب ولويعب. (الألف زائدة ، على وزن فاعل).

عاج وعويج. (الألف مجهولة الأصل).

التصغير مثل جمع التكسير يرد الأسماء إلى أصولها ، وعلى ذلك نقول :

دينار ودنينير. (الأصل دنّار بدليل جمعها على دنانير).

قيراط وقريريط (الأصل قرّاط بدليل جمعها على قراريط).

ماء ومويه (الأصل ماه بدليل جمعها على مياه وأمواه).

* هناك أسماء ورد تصغيرها شاذا على غير القواعد السابقة ، وأشهر هذه الأسماء :

مغرب ومغيربان (القياس مغيرب).

عشاء وعشيّان (القياس عشيّة).

رجل ورويجل (القياس رجيل).

إنسان وأنيسيان (القياس أنيسان).

١٣٢

ليلة ولييلية (القياس لييلة).

صبية وأصيبية (القياس صبيّة).

بنون وأبينون (القياس بنيّون).

تصغير الترخيم :

هو نوع من التصغير ، لا يكون إلا مع الاسم الذى به أحرف زائدة ، وهو يتم بحذف كل الزوائد ، فتكون له صيغتان فقط : فعيل وفعيعل :

أ ـ فإن كان الاسم أصله على ثلاثة أحرف صغر على فعيل وحذفت الزوائد ، مثل :

أحمد وحمّاد ، وحامد ومحمود : كلها تصغر على حميد. (لأن الأصل ثلاثة أحرف).

ب ـ فإن كان الأصل أربعة أحرف صغر على فعيل ، مثل :

قرطاس وقريطس ـ عصفور وعصيفر.

* * *

تدريب : صغر الأسماء الآتية :

سمراء ـ ليلى ـ مستنصر ـ سائر ـ طائر ـ مصطفى ـ كاتب ـ ميزان عجوز ـ كروان ـ لوذعىّ ـ أفراس ـ نار ـ أذن.

١٣٣

(٤)

النسب

والنسب ظاهرة لغوية مهمة التفت إليها القدماء فخصوها بدراسة مستفيضة ولعلها أكثر أهمية فى عصرنا الحاضر لكثرة الحاجة إلى استعمالها بسبب انتشار العلوم ومناهج التفكير ومذاهب الأدب والفنون والسياسة والاجتماع. وأنت لا تكاد تقرأ صفحة واحدة من كتاب أو صحيفة أو غيرهما إلا وتلتقى بكلمات من نحو : غربى ـ شرقى ـ اشتراكى ـ وجودى ـ علمى ـ موضوعى ـ يمينى ـ يسارى ... الخ.

ويتم النسب بشيئين :

١ ـ زياة ياء مشدودة فى آخر الاسم تسمى ياء النسب ، مع ضرورة كسر ما قبلها ؛ فتقول فى النسب إلى : عرب ـ إسلام ـ نحو ـ صرف :

عربّى ـ إسلامىّ ـ نحوىّ ـ صرفّى.

٢ ـ إجراء تغييرات معينة فى آخر الاسم الذى تتصل به ياء النسب ، وتغييرات أخرى فى حروف داخل الاسم وهو ما نفصل أحكامه الآن.

أولا : التغييرات التى تحدث آخر الاسم :

١ ـ الاسم المنتهى بياء مشددة :

قلنا إن النسب يتم بزيادة ياء مشددة فى آخر الاسم مع كسر ما قبلها ، فماذا تفعل إذا كان الاسم منتهيا بياء مشددة قبل النسب؟

إن ذلك يتوقف على عدد الحروف التى قبل هذه الياء ، وذلك على النحو التالى :

١٣٤

أ ـ إن كانت مسبوقة بحرف واحد لم يحذف منها شىء ، وأنت تعلم أن الحرف المشدد مكون من حرفين ؛ وعلينا أن نفك الياء ، ونقلب الثانية واوا ، وننظر فى الأولى ، فإذا كان أصلها واوا أعدناها إلى أصلها ، وإن كان أصلها ياء تركناها ياء كما هى ، مع فتحها على كل حال ، فنقول : طى وطووىّ فالذى حدث أننا قلبنا الياء الثانية واو ، ثم أعدنا الياء الأولى إلى أصلها الواو (لأن الفعل طوى) ، مع الفتح ، ثم زدنا ياء النسب ، وهكذا نقول :

رىّ ـ رووىّ. حىّ ـ حيوىّ.

ب ـ فإن كانت الياء المشددة مسبوقة بحرفين ، وجب حذف الياء الأولى (أى الساكنة) ، وقلب الياء الثانية واوا مع فتح ما قبلها مثل :

عدىّ ـ عدوىّ. قصىّ ـ قصوىّ.

ح ـ وإن كانت الياء المشددة مسبوقة بثلاثة أحرف أو أكثر ، وجب حذفها كاملة ، فنقول :

كرسىّ ـ كرسىّ. شافعىّ ـ شافعىّ.

«وقد تتساءل : ما الذى حدث للاسم؟ إنه هو نفسه دون تغيير. غير أن القدماء يجيبون بأن الاسم قبل النسب غيره بعد النسب ، فكلمة كرسىّ مثلا إذا جمعت قبل النسب كانت كراسىّ وهى ممنوعة من الصرف لأنها على صيغة منتهى الجموع ، أما إذا جمعت بعد النسب لتصير كراسىّ أيضا فإنها تكون غير ممنوعة من الصرف ، لأن ياء النسب زائدة فهى ليست من صلب الكلمة أى أنها خرجت بها عن صيغة منتهى الجموع ، أما من الناحية المعنوية فالأمر ظاهر ، فالإمام الشافعى اسمه هكذا ، فإذا كنت أنت من أتباع مذهبه فى الفقه فأنت شافعى ، وأنت غير الإمام بلا شك ، بل أنت من متبعى مذهبه ...»

١٣٥

٢ ـ الاسم المنتهى بتاء التأنيث :

تحذف تاء التأنيث وجوبا قبل ياء النسب فنقول :

غزّة ـ غزّى. مكّة ـ مكّى.

بصرة ـ بصرى. كوفة ـ كوفّى.

فإذا طبقنا القاعدة السابقة مع كلمة مثل «أميّة» فإننا نحذف تاء التأنيث فتصير الكلمة «أمىّ» أى أن فيها ياء مشددة قبلها حرفان ، فتحذف الياء الأولى ، ونقلب الياء الثانية واوا فتصير الكلمة ـ أموىّ.

* نقرأ فى الصحف كثيرا كلمة «حياتىّ» فى النسب إلى «حياة» ، وهو خطأ واضح ، والصواب : حيوىّ.

* ونقرأ ونسمع كثيرا أيضا كلمة «وحدوىّ» فى النسب إلى «وحدة» وهو خطأ ظاهر ، والصواب حذف تاء التأنيث مع زيادة ياء النسب ، فمن أين أتت هذه الواو؟ .. فيكون النسب الصحيح هو : وحدىّ.

٣ ـ الاسم المنتهى بألف :

يحدث فى هذا الاسم تغييرات ، لكن ذلك يتوقف أيضا على عدد الأحرف التى قبلها ، وذلك على النحو التالى.

أ ـ إن وقعت الألف ثالثة وجب بقاؤها وقلبها واوا فنقول :

فتى ـ فتوىّ. ربا ـ ربوىّ.

ب ـ فإن وقعت الألف رابعة ، فإننا ننظر ؛ إن كان الحرف الثانى متحركا وجب حذف الألف ، مثل :

جمزى ـ جمزىّ (الجمزى : السريعة)

١٣٦

وإن كان الحرف الثانى ساكنا ، جاز حذف الألف وقلبها واوا مثل :

حبلى ـ حبلىّ أو حبلوى. ملهىّ ـ ملهىّ وملهوى

ج ـ فإذا قلبت الألف واوا جاز زيادة ألف قبل الواو ، فنقول :

حبلى ـ حبلوىّ أو حبلاوىّ.

ملهى ـ ملهوىّ أو ملهاوىّ.

د ـ فإن كانت الألف خامسة فصاعدا وجب حذفها ، فنقول :

مصطفى ـ مصطفىّ. حبارى ـ حبارىّ. (اسم طائر)

* نسمع كثيرا كلمة «فرنسىّ» ـ بكسر الفاء والراء ـ فى النسب إلى «فرنسا» ، وهو خطأ واضح ، ذلك أننا ننطق «فرنسا» بفتح الفاء والراء ، فمن أين جاءهما الكسر ، والصواب إذن : «فرنسى».

٤ ـ الاسم المنتهى بالهمزة الممدودة :

يحدث فى الاسم تغييرات ، لكن ذلك يتوقف على نوع الهمزة ، وذلك على النحو التالى :

أ ـ إن كانت الهمزة أصلية وجب بقاؤها ، مثل :

قرّاء ـ قرّائىّ. بدّاء ـ بدّائى.

ب ـ وإن كانت الهمزة للتأنيث وجب قلبها واوا ، مثل.

صحراء ـ صحراوىّ. حمراء ـ حمراوىّ.

ج ـ وإن كانت الهمزة منقلبه عن أصل ، جاز بقاؤها وقلبها واوا ، مثل :

كساء ـ كسائىّ أو كساوىّ. بناء ـ بنائىّ أو بناوىّ.

١٣٧

٥ ـ الاسم المنقوص :

تجرى فيه تغييرات وفقا لعدد الأحرف التى قبل يائه الأخيرة ، وذلك على النحو التالى :

أ ـ إن كانت الياء ثالثة وجب قلبها واوا وفتح ما قبلها ، فنقول :

الرّضى ـ الرّضوىّ. الشّجى ـ الشّجوىّ.

ب ـ فإن كانت الياء رابعة فالأفضل حذفها ، ويجوز ـ فى الاستعمال القليل ـ قلبها واوا وفتح ما قبلها ، مثل :

القاضى ـ القاضىّ (والقاضوىّ) ـ

الهادى ـ الهادىّ (والهادوىّ).

ج ـ فإن كانت الياء خامسة أو سادسة وجب حذفها ، مثل :

المهتدى ـ المهتدىّ. المستعلى ـ المستعلىّ.

* إذا كان الاسم ثلاثيا ، وحرفه الأخير واو أو ياء قبلها سكون ، لم يحدث فيه تغيير ، فنقول :

ظبى ـ ظبيىّ. غزو ـ غزوىّ.

غير أن المسموع فى النسب إلى «قرية» هو «قروىّ» وكان القياس «قريىّ» والمتبع هو ما ورد عن العرب سماعا.

** فإن كان الاسم ثلاثيا ، وحرفه الثالث ياء قبلها ألف فالأغلب قلب الياء همزة فنقول : غاية ـ غائىّ.

٦ ـ الاسم المنتهى بعلامة تثنية :

تحذف علامة التثنية عند النسب ، مثل :

١٣٨

زيدان ـ زيدىّ. محمدان ـ محمدىّ.

(ويميز النسب إلى المثنى من النسب إلى المفرد بالقرائن).

٧ ـ الاسم المنتهى بعلامة جمع المذكر السالم :

تحذف علامة جمع المذكر السالم عند النسب ، مثل :

زيدون ـ زيدىّ. حمدون ـ حمدىّ.

(ويميز النسب بالقرائن أيضا).

٨ ـ الاسم المنتهى بعلامة جمع المؤنث السالم :

ينسب إلى مفرده فى مثل :

زينبات ـ زينبىّ. عائشات ـ عائشىّ.

فإن كان الحرف الثانى ساكنا والألف رابعة ، جاز حذف علامة التأنيث بكاملها (الألف والتاء) ، وجاز حذف التاء وحدها وقلب الألف واوا ، ثم جاز زيادة ألف قبل الواو ، فنقول :

هندات ـ هندىّ أو هندوىّ هنداوىّ.

٩ ـ الاسم المكون من حرفين :

يتحدث الصرفيون كثيرا عن النسب إلى اسم مكون من حرفين على أن يكون الحرف الثانى معتلا ، ونحن لا نرى استعماله اليوم ، وهم يقولون بوجوب تضعيف حرف العلة الثانى فى هذه الحالة وذلك كأن تنسب إلى كلمة «لو» إذا كانت اسما فنقول : لوّىّ. غير أنه من الكلمات المستعملة النسب إلى اسم مكون من حرفين والحرف الثانى صحيح ، وهم يقولون هنا بجواز تضعيف الحرف الثانى وعدم تضعيفه ، كأن ننسب إلى كلمة (كم) ، فنقول كمّىّ أو كمىّ.

١٣٩

١٠ ـ الاسم المحذوف الآخر :

إن كان آخر الاسم محذوفا فإننا ننظر :

أ ـ إن رجع فى التثنية أو جمع المؤنث السالم وجب إرجاعه عند النسب فنقول :

أب = أبوىّ. (المثنى : أبوان بإرجاع اللام).

أخ = أخوىّ. (المثنى : أخوان).

سنة = سنوى أو سنهىّ (الجمع : سنوات أو سنهات).

أخت ـ أخوىّ (الجمع : أخوات).

ب ـ فإن لم يرجع الحرف الأخير المحذوف فى التثنية أو جمع المؤنث السالم جاز رده عند النسب وجاز عدم رده ، فنقول :

يد ـ يدىّ أو يدوىّ. دم دمى أو دموى.

شفة ـ شفى أو شفهى أو شفوى. (الأغلب أن الحرف الأخير المحذوف هو الهاء ومنهم من يرى أنه واو).

ح ـ إن حذف الحرف الأخير وعوض عنه ألف وصل جاز رده عند النسب وعدمه ، فنقول :

ابن ـ ابنىّ وبنوىّ

ثانيا : التغييرات التى تحدث داخل الاسم :

١ ـ العين المحركة بالكسر :

عرفنا أن ياء النسب المشددة تقتضى كسر الحرف الذى قبلها. فإذا

١٤٠