التطبيق الصّرفى

الدكتور عبده الراجحي

التطبيق الصّرفى

المؤلف:

الدكتور عبده الراجحي


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار المعرفة الجامعية
الطبعة: ٢
الصفحات: ٢١٧

أما كلمة مختار ، فالأصل فيها فى اسم الفاعل : مختير على وزن مفتعل أما فى اسم المفعول فهى : مختير على وزن مفتعل ، أدت قواعد الإعلال إلى توحيد الكلمتين. وأما مشادّ فإن التشابه نتج عن إدغام الحرف الأخير ، وهى فى اسم الفاعل : مشادد على وزن مفاعل ، وفى اسم المفعول : مشادد على وزن مفاعل.

٣ ـ قلنا إن اسم المفعول يشتق من الفعل المتعدى ، فإذا أردنا اشتقاقه من فعل لازم صحّ ذلك باتباع القواعد السابقة ، بشرط استعمال شبه الجملة مع الفعل اللازم ، وأنت تعلم أن شبه الجملة هى الظرف والجار والمجرور ، ولعلك تذكر أيضا أن شبه الجملة يؤدى ـ كما يقول النحاة ـ وظيفة المفعول به ، فكأن الفعل صار متعديا ، أو هو ـ كما يقولون ـ متعد بواسطة ، مثل :

ذهب به ـ مذهوب به

جاء به ـ مجىء به.

أسف عليه ـ مأسوف عليه.

استحمّ فيه ـ مستحم فيه.

سار وراءه ـ مسير وراءه.

دار حوله ـ مدور حوله.

٤ ـ هناك أفعال ورد منها اسم المفعول على غير قاعدته مثل :

أجنّه فهو مجنون.

أحمّه فهى محموم.

أسلّه فهو مسلول.

٨١

٥ ـ هناك أبنية تستعمل بمعنى اسم المفعول ، أشهرها :

أ ـ فعيل : مثل : جريح ـ قتيل ـ ذبيح ـ طحين

ب ـ فعولة : مثل : ركوبه ـ حلوبة.

ح ـ فعل : مثل : نسى ـ حبّ.

* * *

٨٢

(٥)

اسما الزمان والمكان

اسم الزمان ، واسم المكان ، اسمان يشتقان على وزن واحد ، ويشتركان فى بعض أبنيتهما مع بعض المشتقات السابقة. وهما يدلان على زمن وقوع الفعل أو مكانه.

ويشتقان على النحو التالى :

١ ـ من الفعل الثلاثى :

* على وزن (مفعل) فى الأحوال الآتية :

أ ـ أن يكون الفعل مثالا ، فاؤه واو ، مثل :

وعد موعد ـ ولد مولد ـ وقع موقع.

ب ـ أن يكون الفعل أجوف ، وعينه ياء مثل :

باع يبيع مبيع ـ صاف يصيف مصيف ـ بات يبيت مبيت.

ح ـ أن يكون الفعل صحيحا مكسور العين فى المضارع ، مثل :

جلس يجلس مجلس ـ عرض يعرض معرض.

* فيما عدا هذه الأحوال الثلاثة ، فإنهما يشتقان على وزن مفعل ، مثل :

شرب مشرب ـ كتب مكتب ـ أكل مأكل ـ رأب مرأب ـ قرأ مقرأ ـ رمى مرمى ـ سعى مسعى ـ غزا مغزى ـ قام مقام ـ طاف مطاف.

٨٣

٢ ـ من غير الثلاثى :

على وزن اسم المفعول ، أى على وزن الفعل المضارع مع إبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وفتح ما قبل الآخر ، مثل :

أخرج يخرج مخرج ـ استقبل يستقبل مستقبل

انصرف ينصرف منصرف ـ التقى يلتقى ملتقى

* وردت عدة كلمات أسماء مكان على وزن (مفعل) شذوذا ، إذ إن القاعدة كانت تقتضى أن تكون على وزن (مفعل) ، وهى كلمات سماعية ، وهى :

مشرق ـ مغرب ـ مسجد

مسقط ـ منبت ـ منسك

مفرق ـ مجزر ـ مرفق

مطلع ـ مسكن

مخزن ـ معدن.

* واستعملت العربية بعض الكلمات من أسماء الزمان والمكان مزيدة بالتاء مثل :

مدرسة ـ مطبعة ـ مزرعة ـ منامة.

وفى العربية أيضا اسم مكان يشتق من الأسماء الثلاثية الجامدة ويكون على وزن مفعلة ، مثل :

ملحمة ـ مسمكة ـ مأسدة.

* * *

٨٤

(٦)

اسم الآلة

هو اسم يشتق من الفعل للدلالة على الآلة ، وهو لا يشتق إلا من الفعل الثلاثى المتعدى ، وذلك على الأوزان الآتية :

١ ـ مفعال : مثل :

فتح : مفتاح ـ زمر : مزمار ـ نشر : منشار.

٢ ـ مفعل : مثل :

شرط : مشرط ـ صعد : مصعد ـ قصّ : مقصّ.

٣ ـ مفعلة : مثل :

سطر : مسطرة ـ لعق : ملعقة ـ برى : مبراة

وهناك صيغ أخرى أقرها المحدثون ، هى :

فاعلة : مثل : ساقية.

فاعول : مثل ساطور.

فعالة : مثل : كسّارة ـ ثلّاجة ـ خرّامة.

* على أن هناك أسماء آلة جاءت على غير هذه الأوزان شذوذا ، وذلك مثل :

منخل ـ مكحلة ـ مسعط.

* ثم إن هناك أسماء آلة ليست لها أفعال ، فهى أسماء جامدة غير مشتقة ، وهى لا تنضبط تحت قاعدة معينة ، مثل :

٨٥

سكّين ، سيف ، قدوم ، فأس ، شوكة

قلم ، شصّ ، رمح ، درع .... الخ

* * *

تدريب :

* (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ. الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ. وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ. أَلا يَظُنُّ أُولئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ. لِيَوْمٍ عَظِيمٍ. يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ. كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ. وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ. كِتابٌ مَرْقُومٌ. وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ. وَما يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ. إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ. كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ. كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ. ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصالُوا الْجَحِيمِ. ثُمَّ يُقالُ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ).

١ ـ فى الآيات الكريمة السابقة مشتقات ، بين نوع كل منها ، ثم هات فعله ، وحدد نوعه من حيث التجرد والزيادة ، والصحة والاعتلال ، وهات مصدر كلّ.

٢ ـ فى الآيات الكريمة أفعال ، صغ من كل منها كلّ ما يمكن من المشتقات الآتية :

اسم فاعل ، اسم مفعول ، اسم زمان ومكان ، اسم مرة.

٨٦

(٧)

فى التعجب والتفضيل

١ ـ التعجب

للتعجب الاصطلاحى صيغتان هما :

ما أفعل ـ أفعل به.

والصيغة الأولى فيها هو (أفعل) ، والثانية فعلها (أفعل). ولقد وضعناهما هنا مع المشتقات رغم أنهما فعلان ، لأنهما ـ فى الحق ـ فعلان جامدان ، فكأنهما يشبهان الأسماء. وهما أيضا يشتقان على هذا الوزن من الفعل بشروط معينة ، هى التى تهمنا فى هذا الدرس.

وشروط صياغتهما على هذين الوزنين ما يلى :

١ ـ أن يكون هناك فعل ؛ فلا يشتقان من الأسماء التى لا أفعال لها ، وهكذا لا نستطيع أن نتعجب من كلمة (حمار) فنقول ما أحمره ، ولا من كلمة (لص) فنقول : ما ألصّه.

٢ ـ أن يكون الفعل ثلاثيا. وقد وردت صيغ للتعجب من أفعال غير ثلاثية شذوذا ، مثل :

ما أفقرنى إلى الله. (الفعل افتقر).

ما أغنانى عن الناس. (الفعل استغنى).

ما أتقاه لله. (الفعل اتقى).

ما أملأ الإناء. (الفعل امتلأ).

٨٧

٣ ـ أن يكون الفعل متصرفا ؛ فلا يصاغان من الأفعال الجامدة مثل :

نعم ، وبئس ، وليس ؛ وعسى. ولا من الأفعال ناقصة التصرف مثل (كاد) لأنه لا أمر له.

٤ ـ أن يكون معناه قابلا للتفاوت والزيادة كالكرم والبخل والطول والقصر وغير ذلك ، وعلى ذلك لا يصاغان من أفعال مثل : مات ، فنى ـ غرق ـ عمى ، لأنه لا تفاوت فى شىء منها.

٥ ـ ألا يكون الفعل مبنيا للمجهول ، وقد شذ قولهم :

ما أخصر الكلام. (لأنه من الفعل اختصر المبنى للمجهول).

على أنك تعرف أن هناك أفعالا فى العربية تلازم البناء للمجهول مثل :

هرع ، زهى ، فالأصح أن نصوغ منهما للتعجب فنقول :

ما أهرعه ، وما أزهاه.

٦ ـ أن يكون الفعل تاما ، فلا يصاغان من الأفعال الناقصة مثل كان وصار وظل وبات :

٧ ـ أن يكون مثبتا.

٨ ـ ألا يكون الوصف منه على : أفعل فعلاء ، فلا يصاغان من عرج ، حور ، خضر.

* فإذا كان الفعل غير مستوف للشروط السابقة ، فإننا نصوغ التعجب منه على النحو التالى :

١ ـ إن كان الفعل جامدا ، مثل : ليس ، ونعم ، وبئس ، أو كان غير قابل للتفاضل أو الزيادة مثل : مات أو فنى ، فلا يصاغ التعجب منه.

٨٨

٢ ـ إن كان الفعل غير ثلاثى ، فإننا نستعين بفعل أخر مستوف للشروط ثم تأتى بمصدر الفعل غير الثلاثى ، فنقول فى التعجب من :

استغفر ـ لاكم :

ما أجمل استغفاره. أجمل باستغفاره.

ما أعنف ملاكمته. أعنف بملاكمته.

٣ ـ تنطبق هذه الطريقة أيضا إن كان الفعل له وصف على أفعل الذى مؤنثه فعلاء ، فنقول فى التعجب من : حمر ـ حور :

ما أشدّ حمرته. أشدد بحمرته.

ما أجمل حوره. أجمل بحوره.

٤ ـ إن كان الفعل منفيا ، صغنا التعجب من فعل آخر مستوف للشروط ، ثم وضعنا بعده مضارع الفعل المنفى مسبوقا (بأن) المصدرية ، وقبلها حرف النفى (لا) التى تدغم فى (أن) لتصير : ألّا ، فنقول فى التعجب من : لا يفوز المهمل :

ما أجدر ألّا يفوز المهمل.

أجدر بألّا يفوز المهمل.

٥ ـ إن كان الفعل مبنيا للمجهول ، طبقنا القاعدة السابقة ، على أن نضع بعد الصيغة ، الفعل المبنى للمجهول مسبوقا (بما) المصدرية ، فنقول فى التعجب من : كوفىء المجد :

ما أجمل ما كوفىء المجدّ.

أجمل بما كوفىء المجدّ.

٨٩

٦ ـ إن كان الفعل ناسخا له مصدر ، وضعنا المصدر بعد الصيغة التى نأخذها من فعل مستوف للشروط ، فنقول فى التعجب من : كان زيد خطيبا :

ما أفصح كون زيد خطيبا

أفصح بكون زيد خطيبا.

فإن لم يكن للفعل الناسخ مصدر ، وضعناه بعد الصيغة مسبوقا (بما) المصدرية ، فنقول فى التعجب من : كاد زيد يفوز :

ما أقرب ما كاد زيد يفوز.

أقرب بما كاد زيد يفوز.

* * *

٢ ـ التفضيل

تستعمل العربية للتفضيل (اسما) يصاغ على وزن (أفعل) ، للدلالة على أن شيئين اشتركا فى صفة معينة وزاد أحدهما على الآخر فيها.

واسم التفضيل يشتق بنفس الشروط التى تشتق بها صيغة التعجب السابقة.

١ ـ فهو لا يشتق من الفعل غير الثلاثى ، وقد ورد شذوذا قولهم :

هو أعطى منك (من أعطى).

هو أولى منك للمعروف (من أولى).

ولا يشتق من المبنى للمجهول ، وقد ورد عنهم شذوذا :

هذا الكتاب أخصر من ذاك. (من اختصر)

عدنا والعود أحمد. (من : يحمد العود)

٩٠

٣ ـ ثم لا يشتق من الجامد ، ولا من الناقص ، ولا مما لا يقبل التفاضل ، ولا مما الوصف منه على أفعل الذى مؤنثه فعلاء.

ومن الأفعال التى لا تستوفى الشروط السابقة نطبق ما طبقناه مع التعجب ، إلا أن المصدر هنا ينصب بعد أفعل التفضيل ، وأنت تعلم أن النحاة يعربونه تمييزا.

* هناك ثلاث صيغ فى (أفعل) التفضيل اشتهرت بحذف الهمزة ، وهى :

خير ـ شر ـ حبّ.

فتقول : هو خير من فلان.

وهو شر منه

وهو حبّ منه.

* إذا كان الفعل أجوف ، عينه ألف مقلوبة عن واو أو ياء ، فإن هذه الألف ترد إلى أصلها فى التفضيل فتقول :

هو أقول منك.

هذا المثل أسير من غيره.

استعمال أفعل التفضيل :

لاسم التفضيل استعمالات أربعة نعرضها على النحو التالى :

١ ـ أن يكون نكرة غير مضاف ، وبعده حرف الجر من ، مثل :

زيد أفضل من غيره.

فاطمة أفضل من غيرها.

٩١

الزيدان أفضل من غيرهما.

الفاطمتان أفضل من غيرهما.

الزيدون أفضل من غيرهم.

الفاطمات أفضل من غيرهن.

وفى هذه الحالة نلاحظ أن اسم التفضيل يكون (مفردا مذكرا) دائما أى أنه لا يطابق المفضل.

٢ ـ أن يكون نكرة مضافا إلى نكرة ، مثل :

زيد أفضل رجل.

فاطمة أفضل بنت.

الزيدان أفضل رجلين.

الفاطمتان أفضل بنتين.

الزيدون أفضل رجال.

الفاطمات أفضل بنات.

وفى هذه الحالة أيضا تلاحظ أن اسم التفضيل يظل (مفردا مذكرا) دائما أى أنه لا يطابق المفضل.

غبر أننا نلاحظ شيئا آخر ، هو أن المضاف إليه ، وهو نكرة ، بطابق المفضل ، فزيد مفرد مذكر ، ورجل كذلك ، وفاطمة مفردة مؤنثة وبنت كذلك ... الخ.

٣ ـ أن يكون مضافا إلى معرفة ، مثل :

زيد أفضل الرجال.

٩٢

(فاطمة أفضل البنات.)

(فاطمة فضلى البنات.)

(الزيدان أفضل الرجال.)

(الزيدان أفضلا الرجال.)

(الفاطمتان أفضل البنات.)

(الفاطمتان فضليا البنات.)

(الزيدون أفضل الرجال.)

(الزيدون أفاضل الرجال.)

(الفاطمات أفضل البنات.)

(الفاطمات فضليات البنات.)

وفى هذه الحالة نلاحظ أن اسم التفضيل يجوز فيه أن يكون مفردا مذكرا أى لا يطابق المفضل ويجوز فيه أن يكون مطابقا له.

٤ ـ أن يكون اسم التفضيل معرفة مثل :

زيد الأفضل خلقا.

فاطمة الفضلى خلقا.

الزيدان الأفضلان خلقا.

الفاطمتان الفضليان خلقا.

٩٣

الزيدون الأفاضل خلقا.

الفاطمات الفضليات خلقا.

ونلاحظ هنا أن اسم التفضيل يجب أن يكون مطابقا للمفضل.

يمكننا إذن أن نوجز قواعد استعماله على النحو التالى :

١ ـ يجب مطابقة اسم التفضيل للمفضل إن كان معرفة.

٢ ـ ويجب أن يكون مفردا مذكرا ، وذلك إذا كان نكرة غير مضاف ، أو كان مضافا إلى نكرة.

٣ ـ ويجوز فيه أن يكون مفردا مذكرا ، أو أن يكون مطابقا ، وذلك إذا كان مضافا إلى معرفة.

* * *

تدريب :

١ ـ صغ اسمي التعجب ، واسم التفضيل من الأفعال الآتية :

أمر ـ ناقش ـ أناب ـ اتّكل ـ هاب ـ غزا ـ رضى ـ لا يصدق الكذوب ـ نصر الحقّ.

٢ ـ استعمل اسم التفضيل من الفعل (كبر) فى الحالات المختلفة أى بوجوب المطابقة وجوازها وعدمها.

٩٤

الباب الثانى

فى الأسماء

٩٥
٩٦

(١)

فى تقسيم الاسم

إلى صحيح ومقصور وممدود ومنقوص

كما قسم الصرفيون الفعل إلى صحيح ومعتل على ما عرضناه فى القسم السابق ، فإنهم يقسمون الاسم أقساما أربعة : صحيح ومقصور وممدود ومنقوص.

أ ـ الصحيح :

هو الاسم الذى ليس مقصورا ولا ممدودا ولا منقوصا ، كما يتضح لك من تعريف كل منها ، وذلك مثل :

رجل ـ كتاب ـ ظبى ـ بنت.

* * *

ب ـ المقصور :

المقصور هو الاسم المعرب ، الذى آخره ألف لازمة. ومعنى ذلك أنه اسم متمكن. ولعلك تذكر أن الصرفيين يحددون ميدان الصرف بأنه الاسم المتمكن والفعل المتصرف.

الهدى ـ المصطفى ـ الهوى ـ الفتى.

والمقصور نوعان : نوع سماعى لا تضبطه قواعد معينة ، وإنما نلتزم فيه بما ورد فى الاستعمال اللغوى.

٩٧

ونوع قياسى ، وهو الذى يمكننا أن نصوغه حسب القواعد التى توصل إليها الصرفيون. ومجمل ما توصلوا إليه أن المقصور القياسى هو كل اسم آخره ألف وله نظير من الأسماء الصحيحة ، ويمكن تتبع أشهر صيغة القياسية على النحو التالى :

١ ـ أن يكون مصدرا على وزن فعل ، وفعله ثلاثى لازم معتل الآخر بالياء على وزن فعل ، وذلك مثل :

هوى هوى ـ شقى شقى ـ جوى جوى.

فالمصادر (هوى ـ شقى ـ جوى) أسماء مقصورة. وهى تتمشى مع القاعدة لأن لها نظائر من الاسم الصحيح ، وذلك مثل : فرح فرحا ـ بطر بطرا.

٢ ـ أن يكون الاسم جمع تكسير على وزن فعل ، ومفرده على وزن فعلة التى آخرها تاء تأنيث وقبلها حرف علة ، وذلك مثل :

رشوة ورشا ـ حلية وحلى ـ فرية وفرى.

فالكلمات (رشا ، وحلى ، وفرى) جموع تكسير ، وهى أسماء مقصورة قياسية ، ولها نظائر من الاسم الصحيح ، مثل :

قربة وقرب ـ حكمة وحكم.

٣ ـ أن يكون الاسم جمع تكسير على وزن فعل ، ومفرده على وزن فعلة التى آخرها تاء تأنيث وقبلها حرف علة ، وذلك مثل :

قدوة وقدى ـ قوّة وقوى ـ دمية ودمى.

فالكلمات (قدى ، قوى ، دمى) جموع تكسير ، وهى أسماء مقصورة قياسية ، ولها نظائر من الاسم الصحيح ، مثل :

٩٨

غرفة وغرف ـ حجّة وحجج.

٤ ـ أن يكون اسم مفعول من فعل غير ثلاثى معتل الآخر ، وذلك مثل :

معطىّ ـ ملغى ـ مقتفى ـ مستدعى.

فكل كلمة من هذه الكلمات اسم مفعول وفعلها معتل اللام أكثر من ثلاثة أحرف وهى (أعطى ـ ألغى ـ اقتفى ـ استدعى) ، فهى إذن أسماء مقصورة ولها نظائر من الاسم الصحيح ، مثل :

مخرج ـ مقتبس ـ مستخرج.

٥ ـ أن يكون على وزن (أفعل) سواء كان للتفضيل أم لغيره ، وذلك مثل :

أقصى ـ أدنى ـ أعمى ـ أعشى.

فالكلمتان (أقصى وأدنى) هما اسما تفضيل على وزن أفعل. أما الكلمتان الأخريان فهما صفتان عاديتان لكنهما على وزن أفعل أيضا.

فهذه الكلمات أسماء مقصورة ولها نظائر من الاسم الصحيح ، مثل :

الأبعد ـ الأقرب ـ الأعور ـ الأعمش.

٦ ـ أن يكون على وزن (مفعل) مشتقا من فعل ثلاثى معتل اللام سواء كان مصدرا ميميا أم اسما للزمان أو للمكان ، وذلك مثل :

ملهى ـ مسعى ـ ممشى ـ مرمى.

فهذه الكلمات على وزن (مفعل) ، وهى تصلح أن تكون صيغا للأسماء المذكورة ، وهى أسماء مقصورة قياسية ، ونظائرها من الاسم الصحيح ، مثل :

٩٩

مكتب ـ ملعب ـ مشرب.

* أما المقصور السماعى فلا يخضع لشىء من القواعد السابقة ، وإنما المرجع فيه كما قلنا هو الاستعمال اللغوى ، وذلك مثل :

فتى ـ سنا ـ حجى ـ ثرى.

كيفية تثنيته :

أنت تعلم أن التثنية تكون بزيادة ألف على المفرد تليها نون مكسورة.

وهأنت ترى أن الاسم المقصور يشترط فيه أن يكون آخره ألفا لازمة. فكيف نثنى اسما مقصورا؟

لا شك أن الألف التى هى آخر الاسم ، والألف التى هى ألف التثنية لا يمكن أن يجتمعا ، ومن ثم نلاحظ أن ألف المقصور يحدث فيها عند التثنية ما يلى :

١ ـ تقلب ياء فى حالتين :

(أ) أن تكون الألف ثالثة وأصلها ياء ، مثل :

فتى وفتيان ـ هدى وهديان ـ غنى وغنيان.

(ب) أن تكون الألف رابعة فأكثر ، مثل :

مصطفى ومصطفيان ـ مستدعى ومستدعيان ـ

ملهى وملهيان ـ مستشفى ومستشفيان.

٢ ـ تقلب واوا إن كانت ثالثة وأصلها واو ، وذلك مثل :

عصا وعصوان ـ شذا وشذوان ـ قفا وقفوان.

١٠٠