تهذيب اللغة - ج ١٥

محمّد بن أحمد الأزهري

تهذيب اللغة - ج ١٥

المؤلف:

محمّد بن أحمد الأزهري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٠٨

وقال أبو الهيثم : الآم : جمع الأَمَة ، كالنَّخلة والنَّخْل ، والبَقْلة والبَقْل.

وأصل «الأمة» أَمْوة ، حذفوا لامها لمّا كانت من حروف اللين ، فلما جَمعوها على مثال : نَخلة ونخل ، لَزِمهم أن يقُولوا : أَمة وآم ، فكرهوا أن يجعلوها على حَرفين ، وكرهوا أن يردُّوا الواو المحذوفة لمّا كانت في آخر الاسم ، لاستثقالهم السكوت على «الواو» ، فقدموا «الواو» فجعلوها ألفاً ، فيما بين الألف والميم.

وقال الليث : يُقال : ثلاث آمٍ.

وهو على تقدير «أفْعُل».

قلت : لم يزد الليث على هذا ، وأُراه ذهب إلى أنه كان في الأصل : ثلاث أَمْوُيٍ.

والذي حكاه لي المُنذريّ أصحّ وأَقيس ، لأني لم أَر في باب القلب حرفين حُوِّلا ، وأُراه جُمع على «أَفْعُل» على أن الألف الأولى من «آم» ألف «أفْعُل» ، والألف الثانية فاء «أفعل» وحذف «الواو» من «آمُو» فانكسرت «الميم» كما يقال في جمع «جِرْو» ثلاثة أَجْرٍ ، وهو في الأصل : ثلاثة أَجْرُوٍ ، فلما حُذفت الواو جُرّت الراء.

والذي قاله أبو الهيثم قول حَسَن.

قال المبرد : أصل «أمَة» : فَعَلة ، متحركة العَين ، وليس شيء من الأسماء على حرفين إلّا وقد سَقط منه حرف يُستدَلّ عليه بجمعه أو تَثنيته ، أو بفعل إن كان مُشتقَّاً منه ، لأن أقلّ الأصول ثلاثة أحرف ، ف «أَمة» الذاهب منها «واو» لقولهم : إِمْوَان.

قال : و «أمة» : فَعَلة ، متحرِّكة.

ويُقال في جمعها : آمٍ ، ووزن هذا «أَفْعُل» ، كما يقال : أَكمة وأكم ، ولا يكون «فَعْلة» على «أَفْعُل». ثم قالوا : إِمْوان ، كما قالوا : إخْوان.

وقال ابن كيسان : تقول : جاءتْني أَمة الله.

وإذا ثَنّيت قلت : جاءتني أمتا الله.

وفي الجمع على التكسير : جاءتني إِمَاء الله ، وإِمْوان الله ، وأَمَوات الله ، ويجوز : أَمات الله ، على النَّقص.

ويُقال : هن آمٌ لزيد ، ورأيت آماً لزيد ، ومررت بآمٍ لزيد.

فإذا كثرت : فهي الإماء ، والإمْوان ، والأُمْوان.

أبو عُبيد : ما كنتِ أمةً ، ولقد أَمَوْتِ أُمُوَّة.

وما كنتِ أمَة ، ولقد تأمَّيتِ ، وأَمِيت ، أُمُوّة.

ومأ : أبو عُبيد ، عن الفَرّاء : ومأت إليه أمَأ وَمْئاً ، مثل : أَوْمأت.

٤٦١

قال : وأَنشدني القَنَانِيّ :

* ما كان إلّا وَمْؤُها بالْحَوَاجِبِ*

الليث : الإيماء : أن تُومئ برأسك أو بيدك ، كما يُومئ المريض برأسه للرُّكوع والسُّجود.

وقد تقول العرب : أومأ برأسه ، أي قال : لا ؛ قال ذو الرمّة.

قِياماً تَذُبّ البَقَّ عن نُخراتها

بنَهْزٍ كإيماء الرُّؤُوس المَوانِعِ

وأَنْشد ابن شُميل :

قد كُنت أَحْذَر ما أَرى

فأَنا الغداةَ مُوامِئُهْ

قال النَّضر : وزَعم أبو الخَطَّاب : مُوَامِئه : مُعاينه.

وقال الفرّاء : استولى عليّ الأمر ، واسْتَومى ، إذا غَلب عليه.

ابن السِّكيت : يُقال : ذَهب ثوبي فما أدري ما كانت وامِئته ، وما أَدري من أَلمْأ عليه.

وهذا قد يُتكلّم بغير جحد.

وقال الفرّاء : أَوْمى يُومي ، ووَمى يَمي ، مثل : أَوحى يُوحي ، ووَحى.

ويقال : ومأ بالشيء ، إذا ذَهب به.

آم : أبو عُبيد ، عن أبي زَيد ، قال : الآمة ، على مثال العامة : الإمة ، وهي الخِصْب.

وقال شمر : الآمة : العيب ، وأَنْشد :

مَهْلاً أَبَيْت اللَّعْ

ن إنّ فيما قُلت آمَهْ

الليث : الآمَة من الصَّبِيّ : ما يَعْلَق بسُرّته حين يُولَد.

ويُقال : ما لُفّ فيه من خِرْقة وما خَرج معه ؛ قال حسّان :

ومَوْءُودَة مَقْرورة في معَاوِزٍ

بآمتها مَرْسُومة لم تُوسَّدِ

وروى ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : الآمة : العَيْب.

والآمَة : العُزّاب ، جمع آمٍ. أراد : أَيِّم ، فقَلب.

وقول النابغة (١) :

أُمْهِرْن أَرْماحاً وهن بآمَةٍ

أَعْجَلْنُهُنّ مَظّنة الإعْذارِ

يريد : أنهن سُبِين قبل أن يُخْفضن ، فجعل ذلك عَيْباً.

ودعا جريرٌ رجُلاً من بني كَلب إلى مُهاجاته ، فقال الكلبي : إنّ نسائي بآمتهنّ ، وإن الشُّعراء لم تدع في نسائك مُتَرَقَّعاً.

أراد : أن نساءه لم يُهتْك سِتْرهن ، ولم تذكر سوآتهن بسُوء ، وأنهن بمنزلة التي وُلدتْ وهي غير مَخْفوضة ولا مُفْتَضَّة.

__________________

(١) مكان هذا في «اللسان» (أرم) ، (إبياري).

٤٦٢

يوم : الليث : اليوم ، مقدار من طُلوع الشمس إلى غُروبها ؛ والجميع : الأيّام. واليوم : الكون ؛ يقال : نعِم الأخ فلان في اليوم ، إذا نزل بنا ، أي : في الكائنة من الكون إذا حدثت ؛ وأَنْشد :

* نِعْم أخُو الهَيْجاء في اليَوْمِ اليَمِي *

قال : أراد أن يشتقّ من الاسم نعتاً فكان حدُّه أن يقول : في اليَوم اليَوْم ، فقَلبه كما قلبوا «العشيّ» و «الأينق».

وتقول العرب لليوم الشّديد : يوم ذو أيّام ، ويوم ذو أياييم ، لطُول شرّه على أهله.

وقال : و «الأيّام» في أصل البناء : أَيْوام ، ولكن العرب إذا وجدوا في كلمة «ياءً» و «واواً» في موضع واحد ، والأولى منهما ساكنة ، أدغموا إحداهما في الأخرى ، وجعلوا الياء هي الغالبة ، كانت قبل الواو أو بعدها ، إلا في كلمات شواذّ تُرْوَى مثل : الفتوة ، والهوّة.

قال ابن كيسان : وسُئل عن «أيام» لم ذهبت «الواو»؟ فأجاب : إن كُل «ياء» و «واو» سَبق أحدهما الآخر بسكون ، فإن «الواو» تصير «ياء» في ذلك الموضع.

وتُدغم إحداهما في الأخرى ، من ذلك «أيام» أصلها : أيوام ، ومثلها : سيّد ، وميت ، الأصل : سَيْود ، ومَيوِت.

فأكثر الكلام على هذا إلّا حرفين : صَيْوب وحَيْوة ، ولو أعلُّوهما لقالوا : صيّب ، وحيّة.

وأما الواو إذا سَبقت فقولك : لويته ليّاً ، وشَويته شَيّاً ؛ والأصل : شَوْياً ، ولَوياً.

وسُئل أبو العبّاس أحمد بن يحيى عن قول العَرب : اليَوْم اليَوْم؟

فقال : يُريدون : اليَوم اليَوِم ، ثم خَفّفوا «الواو» فقالوا : اليَوْم اليَوْم.

وقال الفَراء في قوله تعالى : (وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ) [إبراهيم : ٥] يقول : خَوِّفهم بما نَزل بعَادٍ وثَمود وغيرهم من العذاب ، وبالعفو عن آخرين ، وهو في المعنى كقولهم : خذهم بالشدّة واللِّين.

الحرّاني ، عن ابن السّكيت : العرب تقول : الأيام ، في معنى «الوقائع».

يُقال : هو عالم بأيّام العرب ، يريد : وقائعها ؛ وأنْشد :

وقائع في مُضر تِسعةٌ

وفي وائِل كانت العاشِرَةْ

فقال : تسعة ، وكان ينبغي أن يقول : تِسع ، لأنّ الوقيعة أنثى ، ولكنّه ذَهب إلى «الأيام».

وقال شَمر : جاءت «الأيام» بمعنى : الوقائع والنِّعَم.

قال : وإنما قصّوا الأيام دون ذِكر الليالي في الوقائع ، لأن حروبهم كانت نهاراً ، وإذا كانت ليلاً ذكروها ، كقول لَبِيد :

٤٦٣

لَيلة العُرْقوب حتّى غامَرتْ

جَعْفر يُدْعَى ورَهْط ابن شَكَل

وقال مجاهد في قول الله تعالى : (لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللهِ) [الجاثية : ١٤].

قال : نِعَمه.

وقال شمر في قولهم :

* يوماه يَوْم نَدىً ويومُ طِعان*

ويوماه : يوم نعيم ويوم بُؤس.

فاليوم ، ها هنا : بمعنى الدهر ، أي : هو دَهْرَه كذلك.

وحدثنا المُنذري ، عن مكين ، عن عبد الحميد بن صالح ، عن محمد بن أبان ، عن أبي إسحاق ، عن سعيد بن جُبير ، عن ابن عباس ، عن أُبيّ بن كعب ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم في قوله تعالى : (وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ) [إبراهيم : ٥] قال : «أيامه : نِعمه».

وأما قول عَمرو بن كُلثوم :

* وأيّام لنا غرٌّ طوال*

فإنه أراد أيّام الوقائع التي نُصروا فيها على أَعْدائهم. وقوله :

شَرّ يَوْمَيْها وأَغواه لها

رَكِبت عَنْزُ بحدْجٍ جَمَلَا

أراد : شر أيّام دَهرها ، كأنه قال : شر يَوْمَي دَهْرها الشَّرَّين.

وهذا كما يقال : إن في الشّر خياراً.

ويم : ثعلب ، عن ابن الأعرابي : الوَيْمة : التُّهمة.

الماء : الليث : الماء : مَدَّتُه في الأصل زيادة ، وإنما هي خَلف من «هاء» محذوفة.

وبيان ذلك أنه في التصغير : «مُوَيه» ، وفي الجمع : مِيَاه.

قال : ومن العرب من يقول : هذه ماءة ، كبني تميم ، يَعنون : الركّية بمائها.

فمنهم من يَرويها ممدودة ، ومنهم من يقول : ماةَ ، مَقْصورة ، وماء كثير ، على قياس : شاة وشاء.

قلت : أصل «الماء» : ماه ، بوزن «تاه» ، فثقلت الهاء مع السّاكن قبلها فقلبوا الهاء مدّة ، فقالوا : ماء ، كما ترى.

والدليل على أن الأصل فيه الهاء قولُهم : أَماه فلان رَكِيَّة ، وقد ماهت الركيّة ، وهذه مُوَيْهة عذبة. ويُجمع : مياهاً.

وقد ذكرت هذا في معتل «الهاء» بأكثر من هذا الشَّرح.

والماء ، الميم مُمالة والأَلف ممدودة : حكاية أصوات الشاء والظّباء ، قال ذو الرّمة :

* داعٍ يُناديه باسم الماءِ مَبْغُومُ*

وقال الكناني : مَوّيت ماءً حَسنة ، إذا كتبتها.

٤٦٤

وحكى اللّحياني عن الرُّؤَاسي ، يقال : هذه قصيدة مَوويّة : قافيتها «ما» ، ولوَويّة ، إذا كانت على «لا».

وقال غيره : قصيدة مائّية وماويّة ، ولائيّة ولاويّة ، ويائية وياويّة.

وهذا أَقيس.

والماويّة : المرآة ، أصلها مائية ، فقُلبت المَدّة واواً ؛ كما يقال : شاوِيّ.

وقال : «الماوّية» بتشديد الياء ، هي المرآة ، نُسبت إلى الماء لصفائها ، وأن الصور ترى فيها كما ترى في الماء الصافي ، والميم أصلية فيها.

٤٦٥

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

كتاب الحروف الجوف

يقال للياء والواو والألف : الأحرف الجوف.

وكان الخليل يُسمّيها الحروف الضَّعيفة الهوائية.

سُميت جوفاً لأنه لا أحياز لها ، فنسبت إلى أحيازها كسائر الحروف التي لها أَحياز ، إنما تخرج من هواء الجوف ، فسمِّيت مرة جُوفاً ، ومرة هوائية.

وسُميت ضعيفة لانتقالها من حال إلى حال عند التصرّف باعتلال.

قلت : وأنا أبدأ بتفسير ما يأتلف منها ، ويكون لها أفعال ، أو يكون أسماء وأدوات ، ثم أَذكر هجاءها منفردة ومعروفة بمعانيها ، لتقف عليها إن شاء الله تعالى.

أَبنية أفعالها وأسمائها

أوى ـ وأى ـ وي ـ أيّ ـ أيْ ـ أوْ ـ أوّ ـ وا

الواو : ومعناها في العطف وغيره.

«فعل» الألف مهموزة وساكنة «فعل» اليائي.

أوى : تقولُ العرب : أوى إلى منزلهِ يَأوي أُويّاً.

وآويته أنا إيواءً.

هذا الكلام الجيد.

ومن العرب من يقول : أَويت فلاناً ، إذا أنزلته بك.

وأَوَيت الإبل ، بمعنى آويتها.

وأقرأني الإيادي عن شَمر لأبي عُبيد ؛ يقال : أَوَيته ، بالقصر ؛ وآويته ، بالمد ، على أفعلته ، بمعنى واحد.

قال : وأويت إلى فلان ، بالقصر لا غير.

وأخبرني المنذري ، عن أبي الهيثم أنه أنكر أن يقال : أويت ؛ بقصر الألف ، بمعنى آويت.

قال : ويقال : أويت فلاناً ، بمعنى : أويت إليه.

قلت : ولم يَحفظ أبو الهيثم ـ رحمه‌الله ـ هذه اللغة ، وهي صحيحة.

٤٦٦

وسمعت أعرابيّاً فصيحاً من بني نُمير كان اسْتُرعي إبلاً جُرْباً ، فلما أراحها مَلَثَ الظّلامِ نَحَّاها عن مأوى الإبل الصّحاح ، ونادى عريفَ الحيّ وقال : ألا أين آوي هذه الإبل المُوقَّسة؟ ولم يقل : أُووِي.

وروى الرُّواة عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «لا يأوي الضالّة إلّا ضالّ».

هكذا رواه فُصحاء المُحدّثين ، بفتح الياء.

وهو عندي صحيح لا ارتياب فيه ، كما رواه أبو عُبيد عن أَصحابه.

وسمعتُ الفصيح من بني كلاب يقولُ لمأوى الإبل : مأواة ، بالهاء.

وأَخبرني المنذري ، عن المفضل ، عن أبيه ، عن الفراء ، أنه قال : ذُكر لي أنَّ بعض العرب يُسمِّي مَأْوى الإبل : مأوِي ، بكسر الواو.

قال : وهو نادر ، ولم يجىء في ذوات الياء والواو : مَفْعِل ، بكسر العين ، غير حرفين : مَأْقِي العين ، ومَأْوِي الإبل ، وهما نادران.

واللغة العالية فيهما : مأوَى ، ومُوقٌ ومأقٌ.

ويُجمع «الآوي» مثال «العاوي» : أُوِيّاً ، بوزن «عُوِيّاً» ؛ ومنه قولُ العجّاج :

* كما يُدانِي الحِدأ الأُوِيّ *

شبّه الأثافي واجتماعها بحدأ انضمت بعضها إلى بعض ، فهي متأوّية ومتأوّيات.

قلت : ويجوز : تآوَت ، بوزن «تعاوت» على «تفاعلت».

وقرأت في «نوادر الأعراب» : تأوّى الجرح ، وأَوَى ، وتآوَى ، وآوَى ، إذا تقارب للبُرء.

وفي الحديث : إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يُخَوِّي في سُجوده حتى كَنّا نَأْوي له.

قلت : معنى قوله «كنا نأوي له» بمنزلة قولك : كنّا نرثي له ، ونرقّ له ، ونُشفق عليه من شدّة إقلاله بَطْنَه عن الأرض ومدّه ضَبُعَيه عن جَنْبيه.

يقال : أَوَيْت له آوي له أويةً ، وأيّة ، ومَأوية ، ومأواة ، إذا رَثَيت له.

واستأويته ، أي استرحمته ، استيواء ؛ وقال :

* ولو أنِّي اسْتأْوَيْتُه ما أَوى لِيا*

وقال الآخر :

أراني ولا كُفرانَ لله أَيَّةً

لِنَفسي لقد طالَبْتُ غيرَ مُنِيلِ

أي : غير مُقْلق من الفزع. أراد : لا أكفر الله أيّة لنفسي ، نصبه لأنه مَفْعول له.

وأياة الشمس ، وآياتها : ضوؤها ؛ قال :

* سَقته إياة الشَّمس إلا لِثَاتِه*

ويقال : الأياء (١) ، بالمد ؛ والإِيا ،

__________________

(١) أورد ابن منظور هذا في (أيا).

٤٦٧

بالقصر.

ولم أسمع لهما فعلاً.

وأخبرني المُنذري ، عن أحمد بن يحيى أنه قال : الأياء : مفتوح الأول ممدود ؛ والإيا ، مكسور الألف مقصور ، وإياة ، كله واحد : شُعاع الشّمْس وضوؤها.

رَوى ذلك الفراء ، عن الكسائي ؛ وأنشد :

سَقَتْه إياةَ الشَّمْس الإلثاته

أُسِفّ ولم يُكْمَد عليه بإثمد

وروى ابن شُميل عن العرب : أَوّيتُ بالخيل تأَوِيةً ، إذا دَعوتَها : آوُوه ، لِتَريع إلى صوتك ؛ ومنه قول الشاعر :

في حاضِرٍ لَجِبٍ قاسٍ صواهلُه

يُقال للخيل في أَسْلافه آوُو

قلت : وهو مَعروف مِن دعاء العَرب خَيْلَها.

وأى : الأصمعي وغيره ، يُقال : وأيت أَئِي وَأْياً ، إذا ضَمنت ووَعدت ؛ وأَنْشد أبو عُبيد :

وما خُنْتُ ذا عَهد وَأَيْت بعَهْده

ولم أحْرم المُضْطَرّ إذ جاء قانِعاً

الليث : يقال : وَأَيْت لك به على نفسي وَأْياً. والأمر : أَهْ. والاثنين : أَيَا.

والجميع : أَوْا.

تقول : أَهْ ، وتسكت ؛ ولا تَأَهْ ، وتَسْكت.

وهو على تقدير : عه ، ولا تَعَه.

وإن مَررت قلت : إ بِمَا وعدت ، إيَا بِما وعدتما ، كقولك : عِ ما يُقال لك ، في المُرور.

والوَأَى : الفرس السَّريع المُقْتدر الخَلْق.

والنَّجيبة من الإبل يقال لها : الوآة ، بالهاء ؛ وأَنْشد :

ويقول ناعتُها إذا أَعْرضْتها

هذي الوآة كصَخْرة الوَعْلِ

وقال القُتيبي : قال الرِّياشي : الوئيّة : الدُّرة ، مثل : وَئيّة القِدر.

قلت : ولم يضبط القُتيبي هذا الحرف ، والصواب الوَنِيّة ، بالنون : الدُّرة ، وكذلك الوَنَاة ، وهي الدُّرة المَثْقوبة.

وأما «الوئيّة» فهي القِدر الكبيرة.

وقال أبو عُبيد : قال أبو عمرو : من القُدور : الوَئِيّة ، على «فَعِيلة» وهي الواسعة.

وقال الأصمعي مثله ؛ وأنشدنا :

وقِدْر كرأل الصَّحْصَحان وَئِيَّة

أنخت لها بَعد الهُدوِّ الأثافِيا

وأخبرني المُنذري ، عن أبي الهيثم ، أنه قال : قِدْر وَئِيّة ، ووَئِيبة.

فمن قال : «وئيّة» ، فهي من الفرس الوَأَى ، وهو الضَّخم.

ومن قال : وَئيبة ، فهو من الحافِر الوَأْب.

والقِدح المُقعَّب يُقال له : وَأْبٌ ؛ وأَنْشد :

٤٦٨

* جاء بِقدْرٍ وَأْبة التَّصْعيد*

والأفتعال من : وأى يئي : اتَّأَى يَتَّئي ، فهو مُتَّئٍ.

والاستفعال منه : اسْتوأى يَسْتوئي ، فهو مُسْتَوْءٍ.

وي : الليث : وَي : يكنى بها عن «الوَيْل».

وقد تدخل «وي» على «كأن» المُخفَّفة والمشدّدة ؛ وقال الله تعالى : (وَيْكَأَنَ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ) [القصص : ٨٢].

قال الخليل : هي مَفْصولة ، تَقُول : وي ، ثم تبتدىء فتقول : كأن.

وقد ذكر الفَراء قول الخليل هذا ، وقال : «ويكأن» : «وي» مُنفصلة من «كأن» ، كقولك للرجل : وَيْ أما ترى ما بين يديك! فقال : وي ، ثم استأنف (وَيْكَأَنَ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ) ، وهو تعجّب ؛ و «كأن» في المعنى : الظنّ والعِلْم.

قال الفَراء : وهذا وجه يَستقيم ، ولو تكتبها العربُ مُنْفصلة.

ويجوز أن يكون كَثر بها الكلام فوُصلت بما ليست منه ، كما اجتمعت العرب على كتاب «بابْنؤُمّ» فوصلوها لكثرتها.

قلت : هذا صحيح ، والله أعلم.

أي ووجوهها

رُوي عن أحمد بن يحيى والمُبرّد أنّهما قالا : ل «أي» ثلاثة أُصول :

تكون استفهاماً ، وتكون تعجّباً ، وتكون شرطاً ؛ وأَنشد :

أيّاً فعلت فإنّني لك كاشِحٌ

وعلى انتقاصك في الحَياة وأَزْدَدِ

وقالا معاً : جزم قوله «وأزدَد» على النَّسق ، على موضع الفاء التي في «فإنني» ، كأنه قال : أيّاً تَفْعل أُبْغضك وأَزَدد.

وهو مثل معنى قِراءة من قرأ : (فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ) [المنافقون : ١٠].

فتقدير الكلام : إن تُؤَخِّرني أَصَّدَّق وأَكُن.

قالا : وإذا كانت «أي» استفهاماً لم يعمل فيها الفِعل الذي قبلها ، وإنما يَرفعها أو يِنصبها ما بعدها ؛ ومنه قوله تعالى : (لِنَعْلَمَ أَيُ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى لِما لَبِثُوا أَمَداً) [الكهف : ١٢].

قال المبرّد : ف «أَيُ» رَفعٌ ، و «أَحْصى» رفع بخبر الابتداء.

وقال ثعلب : «أي» يرافعه «أحصى».

وقالا : عمل الفِعل في المعنى لا في اللفظ ، كأنه قال : لنعلم أيّاً من أيّ ، ولنعلم أحدَ هذين.

قالا : وأما المَنصوبة بما بعدها ، فقوله تعالى : (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) [الشعراء : ٢٢٧] نَصَب «أيًّا»

٤٦٩

ب «يَنْقَلِبُونَ».

وقال الفَرّاء : أي ، إذا أَوْقَعت الفِعل المتقدّم عليها خَرجت من معنى الاستفهام ، وذلك إن أردته جائز ، يقولون : لأضربنّ أَيُّهم.

يقول ذلك لأنّ الضرب لا يَقع على اسمٍ يأتي بعد ذلك استفهام ، وذلك أن الضَّرب لا يقع على اثنين.

قال : وقول الله عزوجل : (ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا (٦٩)) [مريم : ٦٩].

من نصب «أيا» أَوقع عليها النَّزْعَ ، وليس باستفهام ، كأنه قال : لنستخرجن العاتي الذي هو أشدّ.

ثم فسّر الفَراء وجه الرَّفع ، وعليه القُرّاء ، على ما قدّمنا ذكره من قول ثَعْلب والمُبرّد.

وقال الفَرّاء : و «أي» إذا كانت جزاءً فهي على مذهب الذي قال : وإذا كانت «أي» تعجباً لم يُجاز بها ؛ لأنّ التعجب لا يُجازى به ، وهو كقولك : أيّ رجل زيد ؛ وأيّ جارية زينب؟

قال : والعرب تقول : أيّ ، وأيّان ، وأيّون.

إذا أفردوا «أيّا» ثنّوها وجمعوها وأنّثوها ، فقالوا : أيّة ، وأيّتان ، وأيّات.

وإذا أضافوها إلى ظاهر أفردوها وذكّروها ، فقالوا : أيّ الرجلين؟ وأيّ المرأتين؟ وأيّ الرجال؟ وأي النِّساء.

وإذا أضافوا إلى المَكْنِيّ المُؤَنّث ذكّروا وأَنّثوا ، فقالوا : أيّهما ، وأيتهما ، للمرأتين.

وقال تعالى : (أَيًّا ما تَدْعُوا) [الإسراء : ١١٠].

وقال زُهير في لُغة من أَنّث :

* وزَوّدُوك اشْتياقاً أَيَّةً سَلَكُوا*

أراد : أيّة وُجهة سَلكوا ، فأنّثها حين لم يُضِفْها.

قال : ولو قُلْت : أيّاً سَلكوا ، بمعنى : أيّ وجه سلكوا؟ كان جائزاً.

ويقول لك قائل : رأيتُ ظبياً ؛ فتُجِيبه : أيّاً؟

ويقول : رأيت ظَبْيَيْن ؛ فتقول : أَيَّيْن؟

ويقول : رأيت ظِباءً ؛ فتقول : أيّات؟

ويقول : رأيت ظبيةً ؛ فتقول : أيّةً؟

قال : وإذا سألت الرجل عن قبيلته ، قلت : المَيِّيُّ.

وإذا سألته عن كُورته ، قلت : الأيِّيّ.

وتقول : مَيِّيٌّ أنت؟ وأَيِّيٌ أنْت؟ بياءين شَدِيدتَيْن.

وحكى الفرّاء عن العرب في لُغَيَّة لهم : أيّهم ما أدرك يركب على أيّهم يُريد.

وقال سيبويه : سألت الخليل عن قوله :

٤٧٠

فأَيِّي ما وأَيّك كان شَرّاً

فسِيقَ إلى المَقامة لا يَراها

فقال : هذا بمنزلة قول الرّجُل : الكاذبُ منِّي ومنك فَعل الله به.

وقال غيره : إنما يُريد أنك شرّ ، ولكنه دَعا عليه بلَفظ هو أحسن من التَّصريح ، كما قال الله تعالَى : (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) [سبأ : ٢٤].

وأنشد المفضّل :

لقد علم الأَقوامُ أيّي وأَيّكم

بَني عامِرٍ أَوْفَى وفاءً وأَظْلَمُ

معناه : علموا أني أوفى وفاءً وأنتم أظلم.

قال : وقوله : فأيّي ما وأيك ، «أي» موضع رفع ، لأنه اسم «كان» ، وأيّك ، نَسق عليه ، و «شر» ، خبرها.

قال : وقوله :

* فسِيق إلى المقامة لا يراها*

أي : عَمي ، دعاءٌ عليه.

أبو زيد : صَحِبه الله أيّاً ما تَوَجَّه.

يريد : أينما توجَّه.

وقال اللَّيث : أيّان ، هي بمنزلة : مَتَى.

قال : ويختلف في نونها ، فيقال : أصليّة ، ويقال : زائدة.

وقال الفَرّاء : أصل «أيان» : أي أوَان ، فخفّفوا «الياء» من «أيّ» ، وتركوا همزة «أوان» فالتَقَتْ ياءٌ ساكنة بعدها واو ، فأُدغمت «الواو» في «الياء».

حكاه عن الكسائي.

وأما قولهم في النّداء : أيّها الرجل ، وأيتها المرأة ، وأيّها الناس.

فإنّ الزجاج قال : أي : اسم مُبْهم مبني على الضم ، من : أيّها الرجل ، لأنه منادَى مُفرد ، و «الرجل» صفة ل «أي» لازمة ، تقول : يأيها الرجل أَقْبل ، ولا يجوز : يا الرجل ، لأن «يا» تنبيه بمنزلة التَّعريف في «الرجل» ، فلا يجمع بين «يا» وبين «الألف واللام» فتصل إلى «الألف واللام» ب «أي» ، و «ها» لازمة ل «أي» للتَّنْبيه ، وهي عوض من الإضافة في «أي» ، لأن أصل «أي» أن تكون مضافة إلى الاستفهام والخبر ، والمُنادى في الحقيقة «الرجل» ، و «أي» وُصلت إليه.

وقال الكوفيون : إذا قلت : يأيها الرّجل ، ف «يا» نداء ، و «أي» اسم منادى ، و «ها» تنبيه ، و «الرجل» صفة ، ف «الواو» وَصلت «أي» بالتّنبيه ، فصار اسماً تامّاً ، لأن «أيا» و «ما» و «من» و «الذي» أسماء ناقصة لا تتم إلا بالصّلات.

ويقال : «الرّجل» تفسير لمن نودي.

أي ساكنة الياء

قال أبو عمرو : سألت المُبرّد عن «أي» مفتوحة ساكنة ما يكون بعدها؟

فقال : يكون الذي بعدها بدلاً ، ويكون

٤٧١

مستأنفاً ، ويكون مَنْصوباً.

قال : وسألت أحمد بن يحيى ، فقال : يكون ما بعدها مُترجِماً ، ويكون مُستأنفاً ، ويكون نَصباً بفعل مُضمر.

تقول : جاءني أخوك ، أي : زيدٌ.

ورأيت أخاك ، أي : زيداً.

ومررت بأخيك ، أي : زيدٍ.

وتقول : جاءني أخوك ، فيجوز فيه : أي : زيدٌ ، وأي : زيداً.

ومررت بأخيك ، فيجوز فيه : أي زيدٍ ، وأي زيداً ، وأي زيدٌ.

ويقال : رأيت أخاك ، أي زيداً ، ويجوز : أي زيدٌ.

إي ، بمعنى نعم

الليثُ : إي : يمين ؛ قال الله تعالى : (قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌ) [يونس : ٥٣] المعنى : إي والله.

وقال الزجّاج في قوله جَلّ وعزّ : (إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌ) [يونس ٥٣] ، المعنى : نَعم وَرَبِّي.

ونحو ذلك رَوَى أحمد بن يحيى ، عن ابن الأعرابي.

وهذا هو القول الصحيح.

أو : ومعانيها

قال أبو العبّاس ثعلب : «أو» تكون تخييراً ، وتكون شَكّاً ، وتكون بمعنى «بل» ، وتكون بمعنى «متى» ، وتكون بمعنى «الواو».

وقال الكسائي وحده : وتكون شرطاً.

وأنشد أبو زيد فيمن جعلها بمعنى «الواو» :

وقد زَعمت ليلى بأَنِّيَ فاجِرٌ

لِنَفْسي تُقاها أو عليها فُجورُها

معناها : وعليها.

وأنْشد الفراء :

إنّ بها أَكْتلَ أَو رِزَامَا

خُويربان يَنْقُفَان الهامَا

وقال أبو زيد في قول الله جلّ وعزّ : (إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ) [الصافات : ١٤٧] إنما هي : ويزيدون.

وكذلك قال في قوله تعالى : (أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ) [هود : ٨٧]. قال : تفسيره : وأن نفعل.

وقال الفراء في قوله جل وعز : (وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (١٤٧)) [الصافات : ١٤٧] أو يزيدون عندكم ، فيجعل معناها للمخاطبين ، أي : هم أصحاب شارة وزيّ وجَمال رائع ، فإذا رآهم الناس قالوا : هؤلاء مائتا ألف.

وقال أبو العباس المبرّد : «إِلى مِائَةِ أَلْفٍ» ، فهم فَرْضُه الذي عليه أَن يُؤدّيه.

٤٧٢

وقوله : (أَوْ يَزِيدُونَ) يقول : فإن زادوا بالأولاد قبل أن يُسْلِموا فادْعُ الأولاد أيضاً ، فيكون دعاؤُك للأولاد نافلة لك لا يكون عليك فَرْضاً.

قلت : وأمّا قوله تعالى في آية الطهارة : (وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضى أَوْ عَلى سَفَرٍ أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ) [النساء : ٤٣] فهو بمعنى «الواو» التي تُعرف بواو الحال.

المعنى : وجاء أَحد منكم من الغائط ، أي : في هذه الحالة.

ولا يجوز أن يكون تَخْييراً.

وأَما قوله تعالى : (أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ) [النساء : ٤٣] فهي معطوفة على ما قبلها بمعناها.

وأما قوله تعالى : (وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً) [الإنسان : ٢٤].

فإن الزجاج قال : «أو» ها هنا أوكد من «الواو» ، لأن «الواو» إذا قلت : لا تُطع زيداً وعمراً ، فأطاع أحدهما كان غير عاصٍ ، لأنه أَمره ألّا يُطيع الاثنين ، فإذا قال : (وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً) ، ف «أو» قد دَلّت على أن كل واحد منهما أهل لأن يعْصى.

وقال الفراء : «أو» إذا كانت بمعنى «حتى» فهو كما تقول : لا أزال مُلازمك أو تُعطيني ، وإلا أن تُعطيني.

ومنه قول الله تعالى : (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ) [آل عمران : ١٢٨].

معناه : حتى يتوب عليهم ، وإلا أن يَتُوب عليهم ؛ ومنه قولُ امرىء القيس :

* يُحاول مُلْكاً أو يَمُوت فيُعْذرا*

معناه : إلا أن يَمُوت.

وأما الشكّ ، فهو كقولك : خرج زيد أو عمرو؟

وقال محمّد بن يزيد : «أو» من حروف العطف ، ولها ثلاثة معان :

تكون لأحد أمرين عند شكّ المُتكلم أو قصده أحدهما ، وذلك كقولك : أتيتُ زيداً أو عمراً ، وجاءني رجل أو امرأة ؛ فهذا شَكّ.

فأما إذا قَصد أحدهما ، فكقولك : كل السّمك أو اشرب اللبن ، أي : لا تجمعهما ، ولكن اختر أيّهما شِئت.

وكذلك : أعطني ديناراً أو اكسُني ثوباً.

وتكون بمعنى الإباحة ، كقولك : جالس الحسن أو ابن سِيرين ، وأْتِ المَسْجِد أو السُّوق ، أي : قد أذنت لك في هذا الضَّرب من الناس ؛ وإن نهيته عن هذا قلت : لا تجالس زيداً أو عمراً ، أي : لا تجالس هذا الضرب من الناس.

وعلى هذا قولُه تعالى : (وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً) [الإنسان : ٢٤] أي : ولا تُطع

٤٧٣

واحداً منهما ، فافْهمه.

وقال الفراء في قوله : «أَوَلَمْ يَرَوْا» و «أولم يأتهم» إنها «واو» مفردة دَخَلت عليها ألف الاستفهام كما دَخَلت على «الفاء» و «ثم» و «لا».

وقال أبو زيد : يُقال : إنه لفلان أو ما بنَجد قرظَة ، ولآتينّك أو ما بنَجد قرظة ، أي : لآتينّك حقّاً ، وهو توكيد.

أوّ : قال النّحويون : إذا جعلت «أو» اسماً ، ثقّلت واوها ، فقلت : هذه أوّ حَسنة.

وتقول ، دع الأوّ جانباً.

تقول ذلك لمن يستعمل في كلامه : افْعَلْ كذا أو كذا ، وكذلك تثقل «لوَّ» إذا جعلته اسماً ؛ قال أبو زيد :

* إنّ ليَتْاً وإنّ لَوًّا عَناءُ*

وقول العرب : أَوِّ من كذا ، بواو ثقيلة ، هو بمعنى : تشكّى مشقّة أو همّ أو حُزن ؛ وأَنْشد بعضهم :

فأوِّ من الذِّكْرى إذا ما ذكرتها

ومن بُعْد أرْضٍ بيننا وسَماءِ

وقال أبو زيد : أنشدنيه أبو الجرّاح :

* فَأَوِّه من الذكرى إذا ما ذكرتها*

قال : ويجوز في الكلام لمن قال : «أَوّهِ» مقصوراً ، أن يقول في «يَتَفعّل» : يتأَوَّى ، ولا يقولها بالهاء.

وقال المازني : أَوَّةٌ ، من الفِعْل ، وأصله : أوِوَةٌ ، فأدغمت الواو في الواو وشُدِّدت.

وقال أبو حاتم : هو من الفعل : فَعْلةٌ ، بمعنى : أَوّة ، زيدت هذه الألف ، كما قالوا : ضَرب حاقَّ رأسه ، فزادوا هذه الألف.

قال : وليس «أوّة» بمنزلة قول الشاعر :

* تأوَّه آهة الرَّجُل الحزين*

لأن الهاء في «أَوّة» زائدة ، وفي «تأوه» أَصليّة.

ألا ترى أنهم يقولون : أوتا ، فيقلبون الهاء تاءً.

قال أبو حاتم : وقومٌ من العرب يقولون : آوُوه ، بوزن : عاووه ، وهو من الفِعْل : فاعول ؛ والهاء فيه أصلية.

وقال أبو طالب : قول العامّة : آوّة : ممدود ، خطأ ؛ إنما هو : آؤَّة من كذا ، أَو : أَوْة منه ، بقصر الألف.

وروى أبو العبَّاس ، عن ابن الأعرابي إذا قال الرجل : أَوّة من كذا : رَدّ عليه الآخر : عليك أَوْهَتُك.

وقال الفراء : أنْشدني أبو ثروان :

أوِّ من الهِجران يوم لقيتها

ومن طُول أَرض دونها وسَماءِ

قال : ويروى : «فأَوْه» ، و «فأَوِّه».

وقال غيره : أوّة : فَعْلة ، هاؤها للتأنيث ، لأنهم يقولون : سمعت أَوَّتَك ، فيجعلونها

٤٧٤

تاء.

وكذلك قال الليث : أوَّة ، بمنزلة : «فَعْلة» ، أَوَّةً لك.

وقال أبو زيد : يُقال : أَوْهِ على زيد ، كسروا الهاء وبينّوها.

وقالوا : أوَّتَا عَليك ، بالتاء ؛ وهو التلهّف على الشيء عزيزاً كان أو هَيِّناً.

قال أبو عمرو الشيباني ؛ فيما رَوى ثعلب عن عمرو ، عن أبيه : الأُوَّة : الداهية ، بضم الهمزة.

قال : ويقال : ما هي إلا أُوَّةٌ من الأُوَو يا فتى ، أي : داهية من الدواهي.

قال : وهذا من أَغرب ما جاء عنهم حين جَعلوا «الواو» كالحرف الصحيح في موضع الإعراب ؛ فقالوا : الأُوَو ، بالواو الصَّحيحة.

وا : قال الليث : وا : حرف نُدبة ، كقول النادبة : وا فلاناه!

٤٧٥

باب الألفات ومعانيها

ألف : رَوى أبو عمرو ، عن أحمد بن يحيى ، ومحمد بن يزيد ، أَنهما قالا : أُصول الألفات ثلاثة وتَتَبعها الباقيات :

ألف أصْلية ، وهي في الثلاثي من الأسماء ؛

وألف قطعية ، وهي في الرُّباعيّ.

وألف وَصْليّة ، وهي فيما جاوز الرّباعيّ.

قالا : فالأصلية مثل : ألِفٍ ألِفٍ ، وإلْفٍ إلْفٍ ؛ وما أشبهه.

والقطعية ، مثل : ألف «أحمد» و «أحمر» وما أشبهه.

والوصلية ، مثل ألف «استنباط» و «استخراج».

وهن في الأفعال إذا كانت أصلية مثل ألف «أكل» ، وفي الرباعي إذا كانت قطعية مثل ألف «أحسن» ، وفيما زاد عليه مثل ألف «استكبر» و «استدرج» ، إذا كانت وصلية.

قالا : ومعنى ألف الاستفهام ثلاثة : تكون بين الآدميّين ، يقولها بعضُهم لبعض استفهاماً.

وتكون من الجبّار لوليّه تقريراً.

ولِعدوّه توبيخاً.

فالتّقرير ، كقوله تعالى للمسيح عليه‌السلام : (أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ) [المائدة : ١١٦].

قال أحمد بن يحيى : إنما وقع التَّقرير لعيسى ، لأنّ خُصومه كانوا حُضُوراً ، فأراد الله من عيسى أن يكذِّبهم بما ادّعوا عليه.

وأمّا التّوبيخ لعدوّه ، فكقوله تعالى : (أَصْطَفَى الْبَناتِ عَلَى الْبَنِينَ (١٥٣)) [الصافات : ١٥٣] ، وقوله تعالى : (أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللهُ) [البقرة : ١٤٠] ، و (أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَها) [الواقعة : ٧٢].

قلت : فهذه أُصول الألفات.

وللنحويّين ألقابٌ لألفات غيرها ، وأنا ذاكرها لك فتقف عليها :

فمنها : الألف الفاصلة ، وهي في موضعَيْن :

إحداهما : الألف التي يُثبتها الكتبة بعد «واو» الجمع ليُفصل بها بين «واو» الجمع وبين ما بعدها ، في مثل : كفروا ، وشكروا.

وكذلك الألف التي في مثل : يَغْزوا ،

٤٧٦

ويَدْعوا.

وإذا استغنى عنها ، لاتصال المكنى بالفِعل ، لم تَثبت هذه الألف الفاصِلة.

والأُخرى : الألف التي فَصلت بين النون ، التي هي علامة الإناث ، وبين النون الثقيلة ، كراهة اجتماع ثلاث نونات في مثل قولك للنّساء ، وأنت تأمر : افْعلنانّ ، بكسر النون وزيادة ألف بين النونين.

ومنها : ألف العبارة ، لأنها تعبِّر عن المتكلم ، مثل قولك : أنا أفعل كذا ، وأنا أستغفر الله ، وتسمّى : العاملة ، وقد مَر ذكر اللغات التي فيها ، فيما تقدّم من الكتاب.

ومنها : الألف المَجهولة ، مثل ألف «فاعل» و «فاعول» وما أشبهها ، وهي كل ألف تدخل في الأفعال والأسماء ، مما لا أصل لها ، إنما تأتي لإشباع الفتحة في الفِعل والاسم.

وهي إذا لَزمتها الحركة تصِير واواً ، كقولك : خاتم وخواتم ، صارت «واواً» لما لزمتها الحركة لسكون الألف بعدها ، والألف التي بعدها هي أَلف الجمع ، وهي مجهولة أيضاً.

ومنها : ألف العِوض ، وهي المبدلة من التَّنوين المَنصوب ، إذا وقفت عليها ، كقولك : رأيت زيداً ، وفعلت خيراً ، وما أشبهها.

ومنها : ألف الصّلة ، وهي ألف توصل بها فتحة القافية وفتحة هاء المؤنث :

فأما فتحة القافية ، فمثل قوله :

* بانت سُعاد وأَمسى حبلها انْقَطعا*

فوصل فتحة العين بألف بعدها.

ومنه قوله تعالى : (وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا) [الأحزاب : ١٠] : الألف التي بعد النون الأخيرة هي صِلة لفتحة النون :

ولها أخوات في تواصل الآيات ، كقوله تعالى : (قَوارِيرَا) [الإنسان : ١٥] و (سَلْسَبِيلاً) [الإنسان : ١٨].

وأَما فتحة هاء المؤنث ، فقولك : ضربتها ، ومررت بها.

والفرق بين أَلف الوصل وأَلف الصلة ، أَن أَلف الوصل إنما اجْتلبت في أَوائل الأسماء والأفعال ، وأَلف الصلة في أَواخر الأسماء كما تَرى.

ومنها أَلف النون الخفيفة ، أصلها الثقيلة إلا أنها خففت ؛ ومن ذلك قولُ الأعشى :

* ولا تَحْمد المُثْرين والله فاحْمَدَا*

بالنون الخفيفة ، فوقف على الألف.

وقال آخر :

وقُمَيْرٍ بَدَا ابْن خَمْس وعِشْري

ن فقالت له الفَتاتان قُومَا

أراد : قومن ، فوقف على الألف.

وقال :

٤٧٧

يَحْسَبه الجاهِلُ ما لم يَعْلَما

شَيْخاً على كرسيّه معمّما

فنصب «يعلم» لأنه أراد : ما لم يعلمن.

بالنون الخفيفة ، فوقف بالألف.

وقال أبو عكرمة الضّبيّ في قول امرىء القيس.

* قِفا نَبْك مِن ذِكْرى حَبيب ومَنْزل*

أراد : قِفن ، فأبدل الألف من النون الخفيفة ، كقولك : قُوماً ، أراد : قُومن.

قال أبو بكر : وكذلك قوله تعالى : (أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ) [ق : ٢٤].

أكثر الرواية أنّ الخِطاب لمالك خازن جَهنم وحده ، فبناه على ما وصفناه.

وقيل : هو خطاب لمالك وملَك معه ، والله أَعلم.

ومنها : ألف الجمع ، مثل : مساجد ، وجبال ، وفُرسان ، وفواعِل.

ومنها : ألف التَّفْضيل والتصغير : كقولك : فلان أَكرم منك ، وألأم منك ، وفلان أجهل الناس.

ومنها : ألف النداء ، كقولك : أزيد ، تُريد : يا زيد.

ومنها : ألف النّدبة ، كقولك : وا زيداه.

أعني «الألف» التي بعد «الدال».

وتُشاكلها ألف الاستنكار ، إذا قال الرجل : جاء أبو عمرو ، فيُجيب المُجيب : أبو عَمْراه ، زيدت الهاء على المدّة في الاسْتنكار ، كما زيدت في : وا فلاناه ، في النُّدبة.

ومنها : ألف التأنيث ، نحو مدة : حمراء ونُفساء.

ومنها : ألف : سَكرى ، وحُبْلَى.

ومنها : ألف التَّعايي ، وهو أن يقول الرجل : إن عُمر ، ثم يُرْتَج عليه كلامُه ، فيقف على «عمر» ويقول : إن عُمرا ، فيمدها مُستمدًّا لما يفتح له من الكلام ، فيقول : مُنطلق. المعنى : إن عمر مُنطلق ، إذا لم يَتعَايَ.

ويفعلون ذلك في التَّرخيم ، كقولك : يا عُما ، وهو يريد «عُمر» ، فيمد فتحة الميم بالألف ليمتدّ الصوت.

ومنها : ألفات المدّات ، كقول العَرب ل «الكلكل» : الكَلْكال ، ويقولون ل «الخاتم» : خاتام ، ول «الدانَق» : دانَاق.

قال أبو بكر : العرب تصل الفتحة بالألف ، والضمة بالواو ، والكسرة بالياء.

فمن وَصْلهم الفتحة بالألف قولُ الراجز :

قُلْت وقد خَرّت على الكَلْكال

يا ناقتي ما جُلْت عن مَجالِي

أراد : على الكَلكل ، فوصل فتحة الكاف بالألف. وقال آخر :

* لها مَتْنتان خظاتاكما*

٤٧٨

أراد : خَظَتا.

ومِن وَصْلهم الضمّة بالواو : ما أَنْشده الفراء :

لو أنْ عَمْراً هَمَّ أن يَرْقُودَا

فانْهض فشُدّ المِئْزَرَ المَعْقُودَا

أراد : أن يَرْقُد ، فوصل ضمّة القاف بالواو. وأنشد أيضاً :

الله يعلم أنّا في تَلفُّتنا

يومَ الفراق إلى إخْواننا صُورُ

وأنّني حَيْثما يَثْنِي الهوى بَصَري

مِن حيثما سَلكُوا أدْنُو فأنْظُور

أراد : فأنظر.

وأنشد في وَصل الكسرة بالياء :

لا عَهْد لي بِنيضالِ

أَصْبحتُ كالشَّنّ البالي

أراد : بنضال. وقال :

* على عَجل منِّي أطأطىءُ شِيمالِي*

أراد : شمالي ، فوصل الكسرة بالياء.

ومنها : الألف المحوَّلة ، وهي كل ألف أصلها الياءُ والواو المُتحرَّكتان كقولك : قال ، وباع ، وقضا ، وغزا ، وما أشْبهها.

ومنها : ألف التَّثنية ، كقولك : يجلسان ، ويذهبان.

ومنها : ألف التَّثْنية في الأسماء ، كقولك : الزَّيدان ، والقَمران.

قال أبو زيد : وسمعتُهم يقولون : أَيَا أياه أَقْبل ، وزنه : عَيَا عَيَاه.

وقال أبو بكر الأنباري : ألف القطع في أوائل الأسماء على وجهين : أحدهما : أن تكون في أوائل الأسماء المُفردة.

والوجه الآخر : أن تكون في أوائل الجمع.

فالتي في أوائل الأسماء تَعرفها بثباتها في التَّصْغير ، بأن تَمتحن الألف فلا تجدها فاء ، ولا عيناً ، ولا لاماً ؛ من ذلك قوله جلّ وعزّ : (فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ) [المؤمنون : ١٤] الألف في قطع ، وتصغيره : أُحَيْسن.

وتقول في مثاله من الفِعل : افعل ، فتجد الألف ليست فاءً ، ولا عيناً ، ولا لاماً.

وكذلك قوله تعالى : (فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها) [النساء : ٨٦].

والفرق بين ألف القطع وألف الوصل أن ألف الوصل «فاء» من الفعل ، وألف القطع ليست : فاءً ، ولا عيناً ، ولا لاماً ، وتدخل عليها الألف واللام التي هي للتعريف ، تقول : الأبوان والأزواج ، وكذلك ألف الجمع في السّتَة.

وأما ألفات الوصل في أوائل الأسماء فهي تسعة ، ألف : ابن ، وابنة ، وابنين ، وابنتين ، وامرىء ، وامرأة ، واسم ، واست.

٤٧٩

فهذه ثمانية تكسر الألف في الابتداء وتحذف في الوصل.

والتاسعَة : الألف التي تدخل مع اللام للتَّعريف ، وهي مفتوحة في الابتداء ساقطة في الوصل ، كقولك : (الرَّحْمنُ) ، و (الْقارِعَةُ) ، و (الْحَاقَّةُ) ، تسقط هذه الألفات في الوصل وتنفتح في الابتداء.

باب الياآت وألقابها التي تعرف بها

الياء : فمنها : ياء التأنيث في مثل : اضْربي ، وتَضربين ، ولم تَضربي.

وفي الأسماء : «ياء» حُبْلى ، وعَطْشى ؛ يقال : هما حُبْليان ، وعَطْشيان ، وجُماديان ، و «ياء» ذِكْرى ، وسيما.

ومنها : ياء التَّثنية والجمع ، كقولك : رأيت الزيدَيْن.

ومنها : ياء الصِّلة في القوافي ؛ كقول النابغة :

* يا دار مَيَّة بالعَلْياء فالسَّندِي*

فوصل كسرة الدال بالياء.

ومنها : ياء الإشباع في المَصادر والنُّعوت ؛ كقولك : كاذبته كيذاباً ، أراد : كِذَابا. أراد أن يُظهر الألف التي في ضاربته في المصدر ، فجعلوها ياءً ، لكسرة ما قبلها.

ومنها : ياء «مسكين» و «عجيب» أرادوا بناء «مِفْعِل» ، وبناء «فَعِل» فأَشْبَعوا بالياء.

ومنها : الياء المحوَّلة ، مثل «ياء» الميزان ، والميعاد ، وقيل : ودُعي ، وهي في الأصل «واو» فقُلبت ياءً لكسر ما قبلها.

ومنها : ياء النّداء ؛ كقولك : يا زيد ، ويقولون : أزَيد.

ومنها : ياء الاستنكار ، كقولك : مررت بالحَسن ، فيقول المُجيب مُستنكراً لقوله : ألْحَسنيهْ ، مدّ النون بياء ، وألحق بها هاء الوقْف.

ومنها : ياء التّعايي ، كقولك : مررت بالَحَسني ، ثم تقول : أخي بَني فلان.

ومنها : ياء مدّ المُنادى ، كندائهم : يا بِّشْر ، يمدّون ألف «يا» ويُشدِّدون «باء» «بِشْر» ويمدونها. بياء «يا بيشر» ، يمدّون كسرة الباء بالياء ، فيجمعون بين ساكنين ؛ ويقولون : يا مُنْذير ، يريدون : يا مُنْذر.

ومنهم من يقول : يا بشير ، فيكسرون الشين ويُتبعونها الياء يمدّونها بها ، يريدون : يا بِشْر.

ومنها : الياء الفاصلة في الأبنية ، مثل : «ياء» صَيْقل ، و «ياء» بَيْطار ، وما أشبهها.

ومنها : ياء الهمزة ، في الخطّ مرة ، وفي اللفظ أخرى.

فأمّا الخط : فمثل «ياء» : قائم ، ومائل ، صُورت الهمزة ياء ، وكذلك من : شركائهم ، وأولئك ، وما أشبهها.

٤٨٠