أبو زيد : اللَّبُون من الشاء ، ذاتُ اللَّبن ، غريرة كانت أو بَكِيئة.
وجمعها : لِبَانٌ ولُبْنٌ.
فإذا قَصدوا قَصْد الغزيرة قالوا : لَبِنَة.
وجمعها : لَبِنٌ ولِبَان.
وقد لَبِنَت لَبْناً.
شمر : يُقال : كم لُبْن شائك؟
قال ، وقال الفراء : شاة لَبِنة ؛ وغَنم لِبانٌ ، ولِبْنٌ ولُبْنٌ.
قال : وزعم يونس أنه جَمع.
قال : وقال الكسائيّ : إنما سمعت لِبْن.
وشاءٌ لِبْن ، بمنزلة لُبْن ؛ وأَنشد :
رأيتك تَبْتاع الحِيال بلُبْنها |
وتأوي بَطِيناً وابن عَمّك ساغِبُ |
قال : واللُّبْن : جمع اللَّبُون.
اللّيث : اللبن خلاص الجَسد ، ومُسْتخلصه من بين الفَرْث والدَّم ، وهو كالعرق يَجرِي في العُروق.
وإذا أرادوا طائفة قليلةً من اللّبن ، قالوا : لَبَنَة.
وجاء في الحديث : «إنّ خديجة بكت ، فقال لها النبيّ صلىاللهعليهوسلم : ما يُبْكيك؟ فقالت : دَرَّت لَبنة القاسم ، فذكرتْهُ. فقال لها : أما تَرْضَين أن تَكْفُله سارّة في الجنة؟ قالت : لَودِدْتُ أنّي علمتُ ذلك؟ فغَضب النبيّ صلىاللهعليهوسلم ومَدّ إصْبَعه فقال : إن شئت دَعَوْت الله إن يُريك ذاك. فقالت : بلى أصَدِّق الله ورسولَه».
قال : وناقة لَبُون ، ومُلْبِن.
وقد أَلْبَنْت ، إذا نَزل لَبنُها في ضَرعها.
وإذا كانت ذات لَبن في كل أحايينها ، فهي لَبُون.
وولدُها في تلك الحال : ابن لَبُون.
الأصمعي وغيره : يُقال لولد الناقة إذا استكمل سنتين وطعَن في الثالثة : ابن لَبُون.
والأُنثى : بِنْت لَبُون.
اللّيث : اللّبْنى ، شجرة لها لَبن كالعَسل ، يقال له : عَسَل لُبْنَى.
واللُّبان : الكُنْدُر.
واللّبانة : الحاجة ، لا مِن فاقةٍ بل من هِمّة.
يقال : قَضى فلانٌ لُبانته.
قال : ولُبَيْنى : اسم ابنة إبليس.
واللَّبان : الصَّدْر.
واللّبِنة : واحدة اللَّبن.
واللبْن : لغة ، وهو المَضْروب من الطِّين مُرَبَّعاً.
والمِلْبن : الذي يُضْرب به.
والمِلْبن أيضاً : شِبه المِحْمل يُنْقل فيه اللَّبِن ونحوه.
والتَّلْبين : فِعْلك حين تضربه.
وكُل شيء رَبّعته ، فقد لَبّنته ؛ وأَنْشد شَمِر :
* لا يحمل المِلْبن إلا المَلْبون *
قال : المِلْبن : المِحْمَل. والمَلْبون : الجَمل السَّمين الكثير اللَّحم.
ثعلب : المِلْبن : المِحمل ، وهو مُطوّل مُرَبّع.
وكانت المحامِل مُربَّعة فغيَّرها الحجّاج لينام فيها وَيتَّسع ، وكانت العرب تُسمّيها : المِحْمل ، والمِلْبَن ، والسابل.
قال : وقال ابن الأعرابيّ : قال رجُلٌ من العرب لآخر : لي إليك حُوَيجة. فقال : لا أَقْضيها حتى تكون لُبْنانيّة ، أي عظيمة مثل لُبنان ، وهو اسم جَبل ، قال : ولُبْنان : فُعْلالٌ ، ينصرف.
وتَلَبَّن : تمكّث ؛ وقال رُؤبة :
* فهل لُبَيْنى من هَوَى التَّلَبُّن *
قال أبو عمرو : التلبُّن ، من «اللُّبانة» ؛ يقال : لي لُبانة أتلَبّن عليها ، أي أتمكّث.
أبو عبيد ، عن أبي عمرو : لَبّنت ، وتلَدّنت ، بمعنى : تلبّثت ، وتمكثت.
ابن الأعرابي : اللُّبان : شَجر الصَّنوبر ، في قوله :
* لها عُنُق كسَحُوق اللُّبَان *
الأصمعيّ : التَّلْبينة : حِساء يُعْمل من دَقيق أو من نُخالة ، ويُجعل فيها عَسل ؛ سُمِّيت تَلْبينة تَشْبيهاً لها باللّبن ، لبياضها ورقّتها.
وقال الرِّياشيّ ، في حديث عائشة : عليكم بالمَشْنيئة النافعة التَّلْبين.
قال : تَعْني : الحَسْو.
قال : وسألت الأصمعيّ عن المَشنيئة فقال : تعني : البَغِيضة.
ثم فسر التَّلْبينة كما ذكرناه.
أبو عُبيد : لَبِنَة القَمِيص : بَنيقتُه.
أبو عُبيد ، عن الفراء : اللَّبِن : الذي يَشتكي عُنُقه مِن وِسادة.
ابن السِّكيت ، نحوَه.
وقد لَبِن لَبَناً.
وقال : اللَّبْن ، مصدر : لَبَنْت القَوْم أَلْبِنُهم ، إذا سقيتَهم اللّبن.
ولَبنه بالعَصا يَلْبِنه لَبْناً ، إذا ضَربه بها.
يقال : لَبَنه ثلاث لَبَناتٍ.
وقد لَبنه بصَخْرة.
وقال : رجل لابِنٌ ، ذو لَبن ، وتامرٌ : ذو تَمْر.
وفرس مَلْبون : سُقي اللبن ؛ وأَنشد :
* مَلْبونة شَدَّ المليكُ أَسْرَها*
وبنات اللَّبن : مِعًى في البَطْن مَعْروفة.
ولُبْن ، اسم جَبل ؛ قال الرّاعي :
* كجَنْدَلِ لُبْنَ تَطَّرِدُ الصِّلَالا*
عمرو ، عن أبيه ، اللَّبْن : الأكل الكثير.
واللّبْن : الضّرب الشديد.
ابن الأعرابي ، المِلْبنة : المِلْعَقة.
ل ن م
نمل : ثعلب ، عن ابن الأعرابي : نَمّل ثوبَك ، والقُطْه ، أي ارفأه. ورَجُل نَمِل : حاذِق.
وغلام نَمِل ، أي عَبِث.
سَلمة ، عن الفراء : نَمِل في الشَّجر يَنْمَل نَمَلاً ، إذا صَعِد فيها.
شمر ، وأبو عبيد : نَمِل الرَّجل ، وأَنْمل ، إذا نمّ ؛ وأَنْشد :
ولا أُزعج الكَلمِ المُحْفِظَا |
تِ للأَقْربين ولا أُنْمِل |
وفي حديث النبيّ صلىاللهعليهوسلم : «عَلّمي حَفْصَة رُقْيَة النَّمْلة».
قال أبو عبيد : قال الأصمعي : هي قُروح تَخْرج في الجَنب وغيره.
قال : وأما النّملة ، فهي النَّميمة.
ورجل نَمِل ، إذا كان نمّاماً.
سلمة ، عن الفراء : النّملة : قروح تخرج بالجَنْب. وجمعها : نَمل.
قال : والنَّملة : النَّميمة. وجمعها : نَمل.
والنملة : المشية المقاربة. وجمعها : نَمل.
أبو نصر ، عن الأصمعي : تقول المجوس : إن وَلد الرجل إذا خرجت به النملة فخطّ عليها ابنُه من أُخته أو بنته برأ ؛ وأَنْشد لبعض العرب :
ولا عَيب فينا غَيْر عِرْق لِمَعْشر |
كرامٍ وأنّا لا نَخُط على النّمْل |
قال أبو العباس : وأنشدناه ابن الأعرابي لا نحط بالحاء ، وفَسره : إنا كرام ولا نأتي بُيوت النمل في الجدب لِنحفر على ما جَمع لنأكله.
الليث : كتاب مُنَمّل ، مكتوب ، هذليّة.
قال ، والنَّمل : الرجل الذي لا ينظر إلى شيء إلا عَمِله.
قال : وجمع النّمل : نمال ؛ وقال الأخطل :
* دَبيبُ نِمالٍ في نَقاً يَتَهيّل*
ورَجُلٌ نَمِل الأصابع ، إذا كان كثير العَبَث.
أو كان خفيف الأصابع في العَمل.
وفرس نَمِل القوائم ، لا يَكادَ يَستقرّ.
والأُنْمُلة : المَفْصل الأعلى الذي فيه الظفر من الإصبع.
ورَجُلٌ مُؤَنْمَل الأصابع ، أي غَليظ أطرافها في قِصر.
قال : والنّأْمَلة : مَشْي المُقَيّد.
والنَّملة : مَشقّ في حافر الدابّة.
أبو عُبيد : النَّملة : شقّ (١) في الحافر من
__________________
(١) في المطبوع : «مشق» ، والمثبت من «اللسان» (نمل).
الأشعر إلى طرف السُّنبك (١).
ونهى النبيّ صلىاللهعليهوسلم عن قتل النَّحلة والنَّملة.
وأخبرني المُنذري عن الحَرْبيّ : النَّمل : ما كان لها قوائم.
فأما الصّغار ، فهي الذَّرّ.
قال : والنّمل يسكن البراريّ والخرابات ولا يُؤْذي الناس ، والذرّ يُؤْذي.
ويقال نَمّلت فلاناً ، أي أَقلقته وأَعْجلته ؛ وأنشد الأصمعي :
فإنّي ولا كُفْران لله آيةٌ |
لِنَفسي لقد طالَبْتُ غير مُنَمَّل |
أي : غير مُرْهق ولا مُعْجل عمّا أُريد.
[أبواب اللام والفاء]
ل ف ب
مهمل.
ل ف م
فلم ، لفم.
فلم : رُوِي عن عِكرمة ، عن ابن عبّاس ، قال : ذكر رسولُ الله صلىاللهعليهوسلم الدّجّالَ فقال : «أَقْمر فَيْلم هِجان».
قال شَمر : الفَيْلم : العَظيم الجُثّة من الرِّجال.
ورأيت فَيْلماً من الأمْر ، أي عظيماً.
ورَوى الخَرّاز ، عن ابن الأعرابي : بِئْر فَيْلم : واسعةُ الفَم.
ورَوى أبو العباس عنه : الفَيْلم : المُشْط.
والفَيلم : الجَبان.
أبو عُبيد : الفَيلم : العظيم ، وقال البُريق الهُذليّ :
ويَحمي المُضاف إذا ما دَعَا |
إذا فَرّ ذُو اللِّمّة الفَيْلمُ |
وأنشد غيرُه في المُشط :
* كما فَرَّق اللِّمّة الفَيْلمُ *
لفم : أبو عُبيد ، عن أبي زَيد : تَمِيم تقُول : تَلثَّمت على الفَم ؛ وغيرهم يقول : تَلفَّمت.
قال : وقال الفَرّاء : يُقال من اللِّفام : لَفَمْت أَلْفَم.
قال : وإذا كان على طَرف الأنف ، فهو اللِّفام.
فإذا كان على الفَم ، فهو اللِّثام.
[باب اللام والباء مع الميم]
ل ب م
لبم ، بلم ، ملب.
لبم : أهْمَله اللّيث.
ثَعلب ، عن ابن الأعرابيّ : اللَّبْمُ : اخْتِلاج الكَتِف.
__________________
(١) في المطبوع : «السنيك» ، والمثبت في «اللسان» (نمل).
ملب : ثَعلب ، عن ابن الأعرابيّ ، يُقالُ للزَّعْفران : الشَّعَر ، والفَيْد ، والمَلَاب ، والعَبِير ، والمَرْدَقُوش ، والجِسَاد.
قال : والمَلَبَة : الطَّاقة من شَعر الزَّعْفران.
وتُجمع : مَلَباً.
اللّيث : المَلَاب : نوعٌ من العِطر (١).
بلم : ابن شُميل ، عن أبي الهُذيل : الإبْليم : العَنبر ؛ وأَنْشد :
وحُرَّة غيرِ مِتْفالٍ لَهَوْتُ بها |
لو كان يَخْلُد ذو نُعْمَى لِتَنْعِيمِ |
|
كأنّ فوق حَشَاياها ومَحْبَسها |
صوائِرَ المِسْك مَكْبُولاً بإبْلِيم |
أي : مَخْلوطاً بالعَنْبر.
وقال بعضُهم : الإِبليم : العسَل. ولا أَحْفَظه.
ثَعلب ، عن ابن الأَعرابي : البَيْلَم : القُطن.
الأصمعي : البَيْلم : القُطن الذي في جَوف القَصَبة.
أبو عُبيد ، عنه : إذا وَرِم حَيَاءُ الناقة من الضَّبَعة قيل : قد أَبْلَمت.
أبو عمرو ، مثله.
ويقال : بها بَلَمَةٌ شَدِيدة.
الفَرّاء : المِبْلام : التي لا تَرْغُو من شدّة الضَّبَعة.
وقال أبو الهيثم : إنما تُبلم البَكرات خاصّة دون غَيْرها.
قال : وسمعتُ نُصَيْراً يقول : البَكْرة التي لم يَضْربها الفحلُ قطُّ ، فإنها إذا ضَبَعت أَبْلَمت.
فهي مُبْلِم ، وذلك أن يَرِم حياؤُها عند الضَّبَعة.
وكذلك قال أبو زيد : المُبْلِم : البَكرة التي لم تُنْتَج قطّ ولم يَضْربْها فَحْلٌ.
فذلك الإبلام.
فإذا ضَربها الفحلُ ثم نَتَجُوها فإنّها تَضْبع ولا تُبْلِم.
والاسم : البَلَمَة.
ابن السِّكيت : يُقال : لا تُبلِّم عليه أَمْرَه ، أي لا تُقَبِّح أَمْرَه.
مأخوذٌ من بَلَمة الناقة ، إذا وَرِم حياؤها من الضّبَعة.
قال : وأَبْلَم الرَّجُل ، إذا وَرِمت شَفتاه.
ورأيتُ شفتَيْه مُبْلِمَتَيْن.
أبو عُبيد ، عن الكسائي : الأمر بيننا شِقّ الأَبْلمة ، وهي الخُوصة.
ابن السِّكيت : إبْلمة ، وأَبْلَمة.
وحُكيت لي : أُبْلُمة ، وهي الخوصة.
__________________
(١) ذكر هذا ابن منظور في (لوب).
أبواب الثلاثي المعتل من حرف اللام
[باب اللام والنون]
ل ن (وايء)
لان ، نال ، ولن.
لين ـ لون ـ لان : اللّيث : يقال في فِعْل الشيء اللَّيِّن : لانَ يَلِين لَيْناً ، ولَيَاناً.
غيرُه : اللَّيَانُ : نَعْمة العَيْش ، وأَنْشَد :
بَيْضَاءُ باكَرها النَّعيمُ فصاغَها |
بِلَيَانَة فأَدَقَّها وأَجَلَّها |
أي : أدَقّ خَصْرها وأَجَلّ كَفَلَها ، أي وَثّره.
وأخبرني المُنذري ، عن أبي الهَيْثم : العربُ تقول : هَيْن لَيْن ، وهَيِّنٌ لَيِّنٌ.
قال : وحدّثني عمي سُويد بن الصباح ، عن عثمان بن زائد ، قال : قالت جدةُ سُفيانَ لسُفْيان :
بُنيّ إن البِرّ شَيءٌ هَيِّنُ |
الْمَفْرشُ اللَّيِّن والطُّعَيِّمُ |
|
* ومَنْطِقٌ إذا نَطقت لَيِّنُ * |
قال : يأتون بالميم مع النون في القافية.
وأَنْشده أبُو زَيد :
بُنيّ إنّ البِرّ شَيءٌ هَيْنُ |
المَفْرش اللَّيّن والطُّعَيْمُ |
|
* ومَنْطق إذا نَطَقْت لَيْنُ * |
وقال : قال الكُمَيت :
هَيْنُون لَيْنُون في بُيوتهمُ |
سِنْخُ التُّقَى والفَضائل الرُّتَبُ |
وقال الفَراء في قول الله جلّ وعزّ : (ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ) [الحشر : ٥] : كُل شيء من النَّخل سِوَى العَجْوة ، فهو من اللِّين.
واحدته : لِينَة.
وقال أبو إسحاق : هي الأَلوان.
والواحدة : لُونة ؛ فقيل : لينة ، بالياء ، لانكسار اللَّام.
أبو عُبَيد ، عن الأصمعي : الأَلْوان : الدَّقل ؛ واحدها : لَوْن.
وقال في قول حُمَيد الأرقط :
*حتى إذا أَغْست دُجَى الدُّجُونِ |
وشُبِّه الألْوان بالتَّلْوِينِ |
يقال : كيف تَركتم النَّخيل؟ فيُقال : حين لَوّن. وذلك من حين أَخذ شيئاً من لَونه الذي يَصير إليه. فشَبّه ألوان الظَّلام بَعد المغرب ـ يكون أولاً أصفر ، ثم يَحْمرّ ، ثم يَسْوَدّ ـ بتَلْوين البُسْر يَصْفَرّ ويحمرّ ثم يَسودّ.
ولِينة : موضعٌ في بلاد نجد عن يَسار المُصْعد في طريق مكَّة بِحذَاء الهَبِير ؛ ذكره زُهير فقال :
* مِن ماء لينة لا طَرْقاً ولا رَنَقا*
ويلينه ركايا عَذْبة نُقرت في حَجرٍ رِخْوٍ ، وماؤها عَذْب زُلال.
نيل ـ نول : قال الله تعالى : (وَلا يَنالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً) [التوبة : ١٢٠].
أخبرني المُنذريّ ، عن بعضهم : النَّيْل ، من ذوات الواو ، صُيِّر واوُها ياءً ، لأنّ أصله نَيْوِل فَأَدْغموا الواو في الياء ، فقالوا : نَيِّل ثم خَفَّفوا فقالوا : نَيْل ، ومثله : مَيِّت ، ومَيْت.
الليث : النَّيل ، ما نِلْت من مَعروف إنسان.
وكذلك : النَّوَال.
ويُقال : أناله معروفَه ، ونَوَّله ، إذا أعطاه ؛ وقال طرفة :
إنْ تُنَوِّلْه فقد تَمْنَعُه |
وتُرِيه النَّجْم يَجْري بالظُّهُرْ |
قال : والنَّوْلة : اسم للقُبْلة.
قال : والنَّال ، والمَنالة ، والمَنَال ، مصدر : نِلْت أَنَال.
ويقال : نُلْت له بشيء ، أي جُدْت.
وما نُلْته شيئاً ، أي ما أَعْطيته.
غيره : يقال : نالني بالخَير يَنُولني نَوْلاً ، ونَوَالاً ونَيْلاً.
وأنالَني بخير إنالةً.
وقوله جلّ وعزّ : نَيْلاً [التوبة : ١٢١] من نِلْت أَنال ، لا من : نُلْت أَنُول.
وفلانٌ ينال من عِرض فلان ، إذا سَبّه.
وهو يَنال مِن ماله ، ويَنال من عدوِّه ، إذا وَتره في مالٍ أو شيء.
كل ذلك من : نِلْت أَنال ، أي أَصَبْت.
ويقال : نالني من فلانٍ معروفٌ ، ينالني ، أي وصل إليّ ؛ ومنه قول الله عزوجل : (لَنْ يَنالَ اللهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها وَلكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى مِنْكُمْ) [الحج : ٣٧].
أي : لن يصل إليه ما يُنيلكم به ثوباً غيرُ التَّقْوى.
ويقال : ناولت فلاناً شيئاً مُناولة ، إذا عاطَيْتَه.
وتناولتُ من يده شيئاً : تعاطَيْتُه.
ونِلته معروفاً ، ونَوَّلته.
وأخبرني المُنذري ، عن أبي العبّاس في قولهم للرَّجُل : ما كان نَوْلك أن تَفْعل كذا؟
قال : والنَّوْل من النَّوال ، تقول : ما كان فِعْلك هذا حظّاً لك.
سَلمة ، عن الفَرّاء : يُقال : ألم يَأن لك ، وأَ لم يَئِن لك ، وأ لم يَنِل لك ، لغات كلها.
أَحْسنهنّ التي نزل بها القرآن : (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ) [الحديد : ١٦].
ويقال : أنَى لك أن تفعل كذا ، ونال لك ، وأَنَال لك ، وآن لك ، بمعنًى واحد.
أبو عُبيد ، عن أبي عمرو : المِنوال : الخشبة التي يَلُف الحائك عليها الثوب.
وهو النَّول.
وجمعه : أنوال.
الليث : المِنْوال : الحائك الذي يَنْسُج الوسائد ونحوَها.
وأداتُه المَنصوبة تسمَّى أيضاً : المِنْوال ؛ وأَنشد :
* كُمَيْتاً كأنها هرواةُ مِنْوال *
وقال : أراد النَّسَّاج.
والنِّيل : نيلُ مصر ، وهو نَهْرُه.
قلت : ورأيت في سَواد الكوفة قرية يُقال لها : النِّيل ، يخترقُها خليج كبير يَتخلّج من الفُرات الكَبير ؛ وقال لَبيد يَذكره :
* ما جاور النَّيل يوماً أهلُ إِبْليلا*
أبو عمرو : رجل نالٌ بوزن مال أي جَواد.
وهو في الأصل نائل.
قال شَمر : سمعتُ ابن الأعرابي يقول : المِنْوال : الحائك نفسه ، يذهب إلى أنه يَنْسُج بالنَّول ، وهو مَنْسج يُنْسَج به.
أبو عُبيد ، عن أبي زيد : يقال : هم على مِنْوال واحد ، إذا استوت أخلاقُهم.
ويقال : رَمَوْا على مِنْوَالٍ واحد ، إذا احْتَتَنُوا في النِّضال ، أي اسْتَوَوْا.
ثَعلب ، عن ابن الأعرابيّ : باحة الدَّار ، ونالتُها وقاعتُها ، واحد ؛ وقال ابن مقْبل :
يُسْقَى بأَجْداد عادٍ هُمْلاً رَغَداً |
مِثل الظِّباء التي في نالة الْحَرَمِ |
الأصمعي : أي : ساحتها وباحتُها.
الكسائيّ : لقد تَنَوَّلَ علينا فلانٌ بشيءٍ يسير ، أي أعطانا.
وتَطَوَّل ، مثْلُه.
أبو تُراب ، عن أبي مِحْجن : التنوُّل ، لا يكون إلا في الخير ؛ والتَّطوُّل ، قد يكون في الخَير والشَّر.
ولن : ثَعلب ، عن ابن الأعرابيّ : التولُّن : رفع الصِّياح عند المَصائب.
[باب اللام والفاء]
ل ف (وايء)
ليف ، فلا ، فال ، لفا ، ألف ، ولف ، أفل.
فلا : الليث : الفَلاةُ : المَفَازة.
وجمعها : فَلا ، وفَلَوات.
قال : والفَلْو : الجَحش والمُهر.
وقد فَلَوْناه عن أُمه : أي فَطَمْناه.
وافْتَليناه لأَنفسنا ، أي اتخذناه ؛ وقال
الشاعر :
نَقُود جِيادَهُنّ ونَفْتَليها |
ولا نَغْذُو التُّيوسَ ولا القِهَادَا |
وقال الأَعشى :
مُلْمِعٍ لاعةِ الفُؤاد إلى جَحْ |
شٍ فَلَاه عنها فبِئس الفَالِي |
أي حال بينها وبين ولدها.
والجميع : أَفْلاء.
قال : والفِلَاية ، من فَلْي الرأس.
والتَّفلّى : التكلُّف.
قال : وإذا رأيت الحُمر كأنها تتحاكّ دَفَقاً فإِنها تتفالى ؛ وقال ذو الرُّمّة :
ظلَّت تفالى وظلَّ الجَوْنُ مُصْطَخِماً |
كأنّه عَن سَرارِ الأَرض مَحْجُومُ |
أبو زيد : فَلَيْت الرجل في عَقْله أَفْليه فَلْياً ، إذا نظرت ما عَقْلُه.
ابن الأعرابي : فَلَى : قَطع.
وفَلِي : انْقَطع.
أبو عُبيد : فلوت رأسَه بالسيف ، وفَلَيْته ، إذا ضَربته ؛ وأَنْشد :
أما تَراني رابِطَ الجَنَان |
أَفْليه بالسَّيْف إذا اسْتَفْلانِي |
ابن الأعرابي : العربُ تقول : أَتتكم فاليةُ الأفاعي.
يُضرب مثلاً لأوّل الشّر يُنْتَظر.
وجمعها : الفَوالي ، وهي هناةٌ كالخنافس رُقْطٌ تألف العَقاربَ والحيّات.
ويُقال : فَلت فلانةُ رَأْسَه تَفْليه فِلايةً ، إذا بَحثت عن القَمْل والخَطَا.
والنِّساء يُقال لهن : الفاليات ، والفَوالي ؛ وقال عَمرو بن مَعدي كَرِب :
تَراه كالثَّغام يُعَلُّ مِسْكاً |
يَسُوء الفاليات إذا فَلَيْنِي |
أراد : فَلَيْنني ، بنُونين ، فحذَف إحداهما اسْتثقالاً للجمع بينهما.
وفَلَيت الشِّعْر ، إذا تدبَّرته واستخرجْت معانيه.
وفَليت الأمر ، إذا تأمّلت وُجوهه ونَظرت إلى عَواقبه.
ويقال : فلوتُ القومَ ، وفَلَيتهم ، إذا تَخَلَّلتهم.
ابن السِّكيت : فلوت المُهر من أُمه أَفْلوه ، وافْتليته ، إذا فَصَلته عنها وقَطعت رَضاعه منها.
وقد فَلَيْت رَأْسَه.
ويقال للمُهر : فُلوّ.
والجميع : أفلاء ؛ ومنه قول أبي كَبير الهُذلي :
* مُسْتَنّة سَنَن الفُلُوِّ مُرشّةٌ*
ابن الأعرابي : فَلَا الرَّجُل ، إذا سافر ؛ وفلا ، إذا عَقل بعد جَهل.
وفلا ، إذا قَطع.
وفي الحديث عن ابن عباس : امْر الدَّمَ بما كان قاطعاً من لِيطَة فالية ، أي قصبة وشُقّة قاطعة.
قال : والسِّكين يقال لها : الفالية.
ومَرى دم نَسيكته ، إذا استخرجه.
شمر ، عن ابن شميل : الفلاة : التي لا ماء فيها ولا أنيس ، وإن كانت مُكْلئة.
يقال : علونا فلاةً من الأَرض.
أبو خَيرة : هي التي لا ماء فيها ، فأقلّها للإِبل رِبْع ، وللغَنم والحمير غِبٌّ ، وأكثرها ما بلغت ممّا لا ماءَ فيه.
ابن السّكيت : أَفْلَى القومُ : صارُوا إلى الفَلَاة.
وسمعت العرب تقول : نزل بنو فلان على ماء كذا ، وهم يَفْتلون الفلاة من ناحِية كذا ، أي يَرْعَون كَلأ البلد ويَرِدُون الماءَ مِن تلك الجِهة.
وافْتلاؤها : رَعْيها وطلب ما فيها من لُمَع الكلأ ، كما يُفْلى الرأس.
فيل ـ فول : قال ابن السِّكِّيت : رجل فِيلُ الرَّأي ، وفالُ الرّأي ، وفَيِّل الرأي ، وفَيْل الرأي ، وفائل الرأي ، إذا كان ضعيفاً ؛ وقال الكميت :
بَنِي رَبِّ الجوَاد فلا تَفِيلوا |
فما أنتم فنَعْذِرَكُم لِفِيلِ |
ويقال : ما كنت أحب أن أرى في رأيك فِيَالةً ؛ وقال جرير :
رأيتُك يا أُخَيطل إذا جَرَيْنَا |
وجِرِّبت الفِراسةُ كُنْت فَالا |
الليث : الفُول : حَبٌّ يقال له : الباقلَّى.
الواحدة : فُولة.
والفِيل : معروف.
والتفيُّل : زيادة الشباب ومُهْكَته ؛ وأَنْشد :
* حتى إذا ما حَان مِن تَفَيُّله *
غيره : رجل فَيِّل اللَّحم : كَثِيرُه.
وبعضهم يهمزه فيقول : فَيْئل.
أبو عبيد : الفائلان : عرقان يَسْتبطنان الفَخذين.
وقال الأصمعيّ في قوله :
سَليم الشَّظَا عَبْل الشَّوَى شَنِجِ النَّسَا |
له حَجَبَاتٌ مُشْرِفاتٌ على الفَالِ |
قيل : أراد : على الفائل ، فقلب ، وهو عِرق في الفخذ يكون في خُرْبة الوَرك يَنْحَدر في الرِّجْل ، وليس بين الخربة والجوف عَظْم إنما هو جلد وعظم ؛ وقال الأَعشى :
* قد تَخْضب العَيرَ من مَكنون فائله *
وذلك أن الفارس إذا حَذَق الطَّعن قَصد الخُربة ، لأنه ليس دون الجوف عَظم.
ومَكْنُون فائِله : دَمُه الذي قد كُنّ فيه.
أبو عبيد ، عن أبي عمرو : الفِيَال : لُعبة
للصِّبيان ؛ وأَنشد :
* كما قَسم التُّرْب المفايلُ باليَدِ*
الليث : يقال : فِيَال ، وفَيَال.
فمن فتح الفاء جعله اسماً ، ومن كسرها جعله مصدراً.
وهو أن يُخبأ شيء في التّراب ، ثم يُقْسم قِسْمين ، ثم يقول الخابىء لصاحبه : في أي القِسْمين هو؟ فإن أخطأ ، قال له : فال رَأْيُك.
غيره : يقال لهذه اللّعبة : الطُّيَن ، والسُّدَّر ؛ وأَنْشد ابن الأَعرابيّ :
* فَبِتْن يَلْعَبْن حوالَيّ الطُّبَنْ*
أبو عبيد ، عن أبي عمرو : الفائل : اللَّحم الذي على خُرْب الوَرِك.
وكان بعضهم يَجعل الفائل عِرْقاً.
ابن السِّكيت : الفأل : ضِدّ الطِّيَرة.
وقد تفاءلت.
قال : والفأل : أن يكون الرجلُ مريضاً فيسمع رجلاً يقول : يا سالم ؛ أو يكون طالبَ ضالّة فيسمع آخر يقول : يا واجد ؛ فيتوجّه له في ظنّه ، لِما سمعه ، أنه يبرأ من مرضه ، أو يجد ضالّته.
ورُوي عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم أنه كان يُحِبّ الفأل ويكره الطِّيَرة.
والطِّيرة : ضِدّ الفَأل.
والطيّرة : فما يُتشاءم به ؛ والفأل : فيما يُسْتَحبّ.
قلت : ومن العرب مَن يجعل الفأل فيما يُكره أيضاً.
قال أبو زيد الأنصاري : تفاءلت تفاؤلاً ، وذلك أن تَسمع الإنسان وأنت تُريد حاجة يدعو : يا سعيد ، يا أفلح ، أو يدعو باسم قَبِيح.
والفأل ، مهموز.
وفي «النَّوادر» : يُقال : لا فَأْلَ عليك ، بمَعْنى : لا ضَيْر عليك ، ولا طَيْر عليك ، ولا شَرّ عليك.
أفل : يُقال : أَفَلت الشمسُ تَأْفِل وتأفُل ، أَفْلاً وأُفُولاً.
فهي آفِلة وآفِل.
وكذلك القمر يأفِل ، إذا غاب ؛ قال الله تعالى : (فَلَمَّا أَفَلَ) [الأنعام : ٧٦] أي : غاب وغَرَب.
الليث : إذا اسْتقرّ اللّقاح في قَرار الرَّحم ، قيل : قد أَفَل.
ثم يُقال للحامل : آفِل.
ويقولون : لَبُؤة آفِل وآفلة ، إذا حَمَلت.
والأفيل : الفصيل ، والجميع الإفال.
وفي «النوادر» : أفِلَ الرجلُ إذا نشِط ، فهو أفِل.
ألف : قال الله تعالى : (لِإِيلافِ قُرَيْشٍ (١) إِيلافِهِمْ) [قريش : ١ و٢] الآية.
قال أبو إسحاق : فيها ثلاثة أَوْجه : (لِإِيلافِ قُرَيْشٍ) ، و (لإلاف قُريش) ، ولإلْف قُريش.
وقد قُرىء بالوَجهين الأوَّلَين.
أبو عُبيد : أَلِفتُ الشيءَ ، وآلَفْته. بمعنى واحد ، أي لَزِمْتُه ، فهو مُؤْلَف ، ومألوف.
وآلَفَتِ الظِّباءُ الرَّمْلَ ، إذا أَلِفَتْها ؛ وقال ذو الرُّمّة :
من المُؤْلفات الرَّمْلِ أَدْماءُ حُرَّةٌ |
شُعاعُ الضُّحَى في مَتْنها يَتَوضَّحُ |
أبو زيد : أَلِفْت الشيء : وأَلِفْتُ فلاناً ، إذا أَنِسْتَ به.
وأَلَّفْت بينهم تَأليفاً ، إذا جَمعت بينهم بعد تَفرُّق.
وأَلَّفْتُ الشيءَ : وَصَلْتُ بعضَه ببعض ؛ ومنه : تَأليفُ الكُتب.
وأَلَّفْتُ الشيءَ ، أي وَصَلْتُه.
وآلَفت فلاناً الشيءَ ، إذا ألزمْته إِياه ، أُولِفه إيلافاً.
وقول الله عزوجل : (لِإِيلافِ قُرَيْشٍ (١) إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ (٢)) [قريش : ١ و٢] المعنى : لِتُؤْلَفَ قُرَيْشٌ الرِّحْلتين فيتَّصلا ولا يَنْقطعا.
وقيل : اللام مُتّصلة بالسُّورة التي قبلها ، أي أهلك الله أصحاب الفِيل لِتُؤْلَفَ قُريش رحْلَتِيها آمِنين.
وأخبرني المُنْذري ، عن أبي الحَسن الطُّوسِيّ ، عن أبي جعفر الخَرّاز ، عن ابن الأعرابي ، أنه قال : أصحاب الإيلاف أربعة إخوة : هاشم ، وعبد شمس ، والمطَّلب ، ونوفل : بَنُو عبد مناف ؛ فكانوا يُؤَلِّفون الجِوَارَ يُتْبعون بعضَه بعضاً يُجيرون قريشاً بِميرهم ، وكانوا يُسمَّون المُجِيرين ، فأمّا هاشم فإنه أَخذ حَبْلاً من ملك الرُّوم ، وأخذ نوفلٌ حبلاً من كِسرى ، وأخذ عبد شمس حبلاً من النجاشي ، وأخذ المُطّلب حَبْلاً من مُلوك حِمْير ، فكان تجّار قُريش يَختلفون إلى هذه الأَمْصار بحبال هؤلاء الإخوة ، فلا يُتَعَرَّض لهم.
ابن الأنباريّ : من قرأ لإلافهم وإلفهم فهما من أَلِف يَألف.
ومن قرأ لإيلافهم فهو من آلف يُؤلف.
قال : ومعنى : يُؤَلِّفون : يهيِّئون ويُجَهِّزون.
وقال ابن الأعرابيّ : يؤلِّفون : يُجيرُون ؛ وأنشد ابن الأنباريّ :
زَعمتُم أنّ إخوتكم قُريشاً |
لهم إلْفٌ وليس لْكم إِلَافُ |
وقال الفَرّاء : من قرأ إلْفَهم فقد يكون من يُؤَلِّفون.
قال : وأجود من ذلك أن يُجعل من يألفون رحلة الشتاء والصَّيف.
قال : والإيلاف من يُؤْلِفون ، أَي يُهيِّئون ويُجَهِّزون.
وأخبرني المُنذريّ ، عن أبي العبّاس ، عن ابن الأعرابيّ : كان هاشم يُؤَلِّف إلى الشام ، وعبد شَمس يؤلِّف إلى الحبشة ، والمطلب إلى اليمن ، ونوفل إلى فارس.
قال : ويتألّفون ، أي يَسْتجيرون ؛ وأَنشد أبو عُبيد لأبي ذُؤَيْب :
تُوصِّل بالرُّكْبان حِيناً وتُؤْلِفُ ال |
جِوارَ ويُغْشِيها الأَمانَ ذِمامُها |
يصفُ حُمراً أُجيرت حيال أَقْوام.
وقول الله عزوجل : (وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ) [التوبة : ٦٠] هؤلاء قومٌ من سادة العرب أَمر الله جلّ وعزّ نبيَّه في أوَّل الإسلام بتألُّفهم ، أي بمُقاربتهم وإعطائهم من الصَّدقات ليُرغِّبوا مَن وراءهم في الإسلام ، ولئلا تَحْملهم الحميَّة مع ضَعف نيّاتهم على أن يكونوا إلْباً مع الكُفّار على المسلمين ، وقد نَفَّلهم الله يوم حُنَين بمئتين من الإبل تألُّفاً لهم ، منهم : الأَقرع بن حابس التميميّ ، والعبّاس بن مِرداس السُّلميّ ، وعُيَينة بن حِصنْ الفزاريّ ، وأبو سُفيان بن حَرب ، وصفوان بن أُمية.
وقال بعضُ أهل العلم : تألّف النبيّ صلىاللهعليهوسلم في وقت بعضَ السادة من العرب بمالٍ أعطاهموه ، فلما دَخل الناسُ (فِي دِينِ اللهِ أَفْواجاً) وأظهر الله دينَه على المِلَل كلها أغنى ـ وله الحمد ـ أن يُتألَّف كافِرٌ اليومَ بمالٍ يُعطاه. ولله الحمد ولا شريك له.
والأَلف ، من العدد ، معروف.
وثلاثة الآلاف ، إلى العَشرة.
ثم أُلوف جمع الجمع ؛ قال الله تعالى : (وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ) [البقرة : ٢٤٣].
ويُقال : ألفٌ أَقرع ، لأن العرب تذكِّر الألف.
وإن أُنّث على أَنه جمع ، فهو جائز.
وأكثر كلام العرب على التَّذكير.
أبو عُبيد : يقال : كان القوم تِسعمائة وتسعةً وتسعين فآلَفْتُهم ، ممدود.
وقد آلَفُوا هم ، إذا صاروا أَلفْاً.
وكذلك أَمْأَيتهم ، فأَمْأَوْا ، إذا صاروا مِئة.
ويقال : فلان أَلِيفي وإِلْفي.
وهم أُلّافِي.
وقد نَزَع البعير إلى أُلّافه ؛ وقال ذو الرُّمة :
أكُنْ مِثْلَ الأُلّاف لُزَّت كُراعُه |
إلى أُختها الأُخرى ووَلّى صواحِبُهُ |
ويجوز الأُلّاف ، وهو جمع آلِف.
وقد ائتلف القوم ائتلافاً ، فتآلفوا تآلُفاً.
وألّف الله بينهم تَأْلِيفاً.
وأَوالف الطَّير : التي قد أَلِفت مكّة.
وأَوالف الحَمام : دواجنُها التي تألف البُيوت ؛ وقال العجّاج :
* أَوَالفاً مكةَ من وُرْق الحِمى*
أَراد : الحَمام.
وقال رُؤبة :
* بالله لو كنت من الأُلّاف *
أراد : الذين يأْلَفون الأمصار.
واحدهم : آلف.
ولف : الباهليّ ، عن الأصمعيّ ، إذا تتابع لَمَعان البَرْق ، فهو وَلِيف ووِلَاف.
وقد ولَف يَلِف وَلِيفاً ، وهو مُخيلٌ للمَطو لا يكاد يُخلف إذا وَلَف.
وقال بعضهم : الوليف : أن يَلمع مرَّتين مرَّتين ؛ وقال صَخر الغَيّ :
لِشَمّاء بَعد شَتَات النَّوى |
وقد بِتُّ أَخْيَلْتُ بَرقاً وَلِيفَا |
أي : رأيتُه مَخِيلاً.
الليث : الوَلْف ، والوِلَاف ، والوَلِيف : ضَربٌ من العَدْو ، وهو أن تقع القوائمُ معاً ، وكذلك أن تجيء القوائم معاً.
والفِعل : وَلَف الفَرسُ يَلِف وَلْفاً ، ووليفاً ؛ وقال رُؤبة :
* ويومَ رَكْض الغارة الوِلَافِ *
قال ابن الأعرابيّ : أراد ب «الولاف» : الاعتزاء والاتّصال.
قلت : كأنه أراد الإلاف فصيَّر الهمزةَ واواً.
وكل شيء غَطَّى شيئاً وأَلبسه ، فهو مُولِفُ له ؛ وقال العجّاج :
* وصار رَقْراق السّارب مُولِفَا*
لأنه غطّى الأَرض.
ليف : اللِّيف : لِيف النَّخْل ، مَعروف.
والقِطعة : لِيفة. وقد ليّفه المُلَيِّف تَلْييفاً.
ابن السِّكيت : فلان يَلأف الطّعام لأْفاً ، إذا أَكله أَكْلاً جَيِّداً (١).
لفا : أبو زيد : لَفَأْتُ اللّحْم عن العَظْم لَفْئاً : جَلَفْتُهُ عنه.
قال : واللَّفِيئَةُ : البَضْعة التي لا عَظْم فيها ، نحو النَّحْضة ، والهَبْرة ، والوَذْرة.
ويقال : فلان لا يَرْضى باللّفاء من الوفاء ، أي لا يَرضى بدُون وفاء حقِّه.
أبو الهيثم : يقال : لفأت الرَّجُلَ ، إذا نقصتَه حَقّه فأعطَيته دون الوَفاء.
يقال : رَضِي من الوَفاء باللّفَاء.
قال : وجَمع اللّفيئة من اللحم : لَفَايَا ، مثل خَطيئة وخَطَايَا.
أبو عمرو : لَفأه بالعَصا ولَكَأه ، إذا ضَربه بها.
ولفأه حَقَّه ، إذا أَعطاه كلَّه.
قال : ولَفأه حقّه ، إذا أَعطاه أَقلَّ من حَقِّه.
قال أبو سعيد : قال أبو تُراب : أَحْسب
__________________
(١) كلام ابن السكيت هذا مكانه «لأف» في «اللسان» وغيره من كتب اللغة ، (إبياري).
هذا الحرف من الأَضداد.
[باب اللام والباء]
ل ب (وايء)
لاب ، لبى ، ولب (يلب) ، وبل ، ألب ، أبل ، بلا ، بأل ، لبأ.
لوب : قال أبو عُبيد ، عن أبي زيد : اللُّوَاب : العَطَش.
وقال ابن السِّكيت : لاب يَلُوب لَوْباً ، إذا حام حول الماء مِن العَطش.
الليث : نخل لُوبٌ ، وإبلٌ لُوب ولوائِب ، إذا عَطِشت.
ثعلب ، عن ابن الأعرابي : يقال : ما وجد لَبَاباً ، أي قَدْر لُعْقةٍ من الطعام يَلُوكها.
قال : واللَّباب : أقلّ من مِلء الفَم.
أبو عبيد ، عن الأصمعي : اللَّابة : الحَرّة.
وجمعها : لابٌ ، ولُوبٌ.
وفي الحديث : إنّ النبي صلىاللهعليهوسلم «حَرّم ما بين لَابَتَيْها».
الأصمعيّ : اللَّابة : هي الأرض التي قد أَلبَستها حجارةٌ سُود.
وجمعها : لابات ، ما بين الثلاث إلى العَشرة.
فإذا كَثُرت ، فهي اللَّاب ، واللُّوب ؛ وقال بِشر بن أبي حاتم يصف كَتيبة (١) :
مُعاليةٌ لا هَمّ إلّا مُحَجِّرٌ |
وحَرّة لَيْلى السَّهْلُ منها فَلُوبُها |
يريد : جمع لابة ، ومثله : قارة وقُور ، وساحة وسُوح.
شَمر ، عن ابن شُميل : اللُّوبة تكون عَقبة جواداً أطول ما يكون ، وربما كانت دَعْوةً.
قال : واللُّوبة : ما اشتدّ سوادُه وغَلُظ وانْقاد على وجه الأَرض ، وليس بالطويل في السماء ، وهو ظاهرٌ على ما حَوْله.
والحَرّة : أعظم من اللَّوبة.
ولا تكون اللوبة إلا حجارةً سُوداً ، وليس في الصَّمَّان لُوبة ، لأنّ حجارة الصَّمّان حُمْرٌ.
ولا تكون اللُّوبة إلا في أنف الجبل ، أو سِقْطٍ ، أو عُرْض من جَبل.
وأراد بما بين اللَّابتين ، في الحديث : المَدينة.
لبأ : ابن هانىء ، عن أبي زيد : أُولَى الألبان : اللِّبأ عند الولادة ، وأكثر ما يكون ثلاث حَلْبات ، وأقلّه حَلْبة.
وقد لَبّأت الناقةُ تَلْبِيئاً.
وناقة مُلَبِّىء : بوزن مُلَبِّع ، إذا وقع اللِّبَأُ في
__________________
(١) كذا في «الصحاح» للجوهري ، وقد خطأه الصغاني في «التكملة» وقال «غلط ، ولكنه يذكر امرأة وصفها في صدر هذه القصيدة» (إبياري).
ضَرْعها.
ثم الفِصْح بعد اللِّبأ.
إذا جاء اللَّبن بعد انْقطاع اللِّبأ ؛ يقال : قد أَفْصحت الناقةُ ، وأَفْصح لَبَنُها.
ويقال : لَبَأتُ اللِّبأَ أَلْبؤه لَبْئاً ، إذا حَلَبت الشاةَ لِبَأً.
ولَبأَتُ القوم أَلْبؤهم لَبْئاً ، إذا صَنَعت لهم اللِّبَأ.
ويقال : أَلْبأت الجَدي ، إذا شَدَدْته إلى رأس الخِلْف ليرضَعَ اللِّبأ.
واسْتَلبأ الجديُ ، إذا رَضع من تِلقاء نَفْسه.
ابن الأعرابي : ألبأت اللّبأ ، أَصْلحتُه وطَبَخْتُه.
وأَلْبأت القوم : زوّدتهم اللِّبأ.
وأَلبأَت الجَدْيَ : سَقَيته اللِّبأ.
أبو عُبيد ، عن الكسائي : لَبأتهم من اللِّبأ ، إذا أَطْعَمتَهم.
الليث : اللِّبأ ، مهموز مقصور : أول حَلْب عند وَضع المُلَبِّىء.
ولَبَأت الشاةُ ولدَها : أَرْضَعَتْه اللِّبأ ؛ وقد التبأها ، إذا رَضع لِبَأَها.
والتبأتُ ، إذا شَرِبْت.
أبو عبيد ، عن الأحمر ، يقال : بينهم المُلْتَبئة ، أي هم مُتفاوضون لا يَكْتُمُ بَعضهم بعضاً.
وفي «النوادر» يقال : بنو فلان لا يَلْتَبِئون فتاهم ، ولا يَتعيّرون شَيْخهم ، أي لا يُزوِّجون الغُلام صغيراً ولا الشيخ كبيراً طلباً للنّسْل.
ابن السكيت : هي اللَّبُؤة ـ وهي اللُّغة الفصيحة ـ واللَّبَأة ، واللَّباة ، واللّبْوَة ، وهي الأُنثى من الأُسود.
ابن الأعرابي : اللُّبَابَة : شجر الأُمْطِيّ الذي يُعْمَل منه العِلْك.
وقال : اللُّوباء ، مذكر ، يُمدّ ويُقصر ، يقال : هو اللُّوبياء ، واللُّوبيَا ، واللُّوبياج.
أبو داود ، عن ابن شُميل ، قال في تفسير لَبَّيك قولاً خالف فيه أَقَاوِيلَ مَن ذكرنا : لَبَأ فلانٌ من هذا الطعام يَلْبأ لَبْئاً ، إِذا أكْثَر منه.
قال : ولَبَّيك ، كأنه اسْتِرْزاق.
ألب : أبو عُبيد ، عن الفراء وأبي عمرو : الأَلْب : الطَّرْد.
وقد أَلَبْتُها أَلْباً ، بوزن : عَلَبْتُها عَلْباً.
عمرو ، عن أبيه : الأَلب : الجَمع الكثير من الناس.
والأَلْب : نشاط الساقي ؛ وأَنْشد :
تَبَشّرِي بماتِحٍ أَلُوبِ |
مُطَرِّحٍ لدَلْوِه غَضُوبِ |
والأَلْب : مَيْل النّفْس إلى الهَوى.
والأَلْب : ابتداء بُرْء الدُّمَّل.
والأَلْب : العَطَش.
والأَلْب : التَّدْبير على العدُوِّ من حيثُ لا يَعلم.
ابن الأعرابيّ : الأَلُوب : الذي يُسْرع.
وقد أَلب يَأْلِب ، ويَألُب ، وأَنْشد :
ألم تريا أَنّ الأَحاديث في غدٍ |
وبعد غدٍ يأْلِبْن أَلْب الطَّرائِدِ |
ابن بُزُرْج : المِئْلَب : السَّرِيع.
أبو عبيد ، عن أبي زيد : هم عليه أَلْب واحد ، ووَعْل واحد ، وصَدْع واحد ، وضِلَعٌ واحد ، يعني اجْتماعهم عليه بالعَدَواة.
الليث : صار القوم عليه ألباً واحداً في العداوة.
وقد تألّبوا عليه تألُّباً ، إذا تضافروا عليه.
ويقال : أَلْب فلانٍ معه ، أي صَفْوه معه.
أبو زيد : أصابت القومَ أُلْبَةٌ وجُلْبَة ، أي مجاعةٌ شديدة.
الليث : اليَلَب والأَلْب : البَيْض من جُلود الإبل.
وقال بعضهم : هو الفُولاذ من الحديد ؛ وأَنْشد لعمرو بن كُلْثوم :
علينا البَيْض واليَلَب اليَمانِي |
وأسيافٌ يَقُمْن ويَنْحَنِينَا |
وقال ابن السِّكيت : سمعه بعضُ الأعراب فظن أن اليلب أجود الحديد ؛ فقال :
* ومِحْورٍ أُخْلِص من ماء اليَلَب*
قال : وهو خطأ ، إنما قاله على التَّوَهّم.
وقال ابن شُميل : اليَلَب : خالص الحَديد.
أبو عبيد ، عن الأصمعي : اليَلب : الدَّرَق.
وقيل : هي جُلود تُلبس بمنزلة الدُّرُوع.
الواحدة : يَلبة.
وهي جلود يُخرز بعضُها إلى بَعض تُلْبَس على الرُّؤوس خاصةً ، وليست على الأجساد.
ولب : أبو عُبيد ، عن أبي زيد : وَلَب إليه الشّيءُ يَلِب وُلُوباً : وَصل إليه كائناً ما كان.
ابن الأعرابي : الوالبة : نَسْل الإبل والغَنم والقَوم.
الليث : الوالبة : الزَّرعة التي تَنْبُت من عُروق الزَّرْعة الأُولى ، تَخْرج الوُسْطى فهي الأُمّ ، وتَخرج الأوالب بعد ذلك فتَتَلاحَق.
وبل : ابن الأعرابي : الوابِلة : طَرف الكَتِف.
وقال في موضع آخر : هي لَحمة الكَتِف.
وقال أبو الهيثم : الوابلة : الحَسَنُ ، وهي طَرف عَظْم العَضُد الذي يَلِي المَنْكِب ، سمِّي حَسَناً لكثرة لَحمه ، وأَنْشد :
كأنّه جَيْأَلٌ عَرْفاء عارضَها |
كَلْبٌ ووابلةٌ دَسْماء في فِيها |
شَمر : هي رأسُ العَضُد في حُقّ الكَتف.
أبو عبيد ، عن الكسائي : اسْتَوْبلتُ
الأرْضَ : اسْتَوْخَمْتُها.
أبو زيد : استوبلتُ الأرضَ ، إذا لم تَسْتمرىء بها الطعامَ ولم تُوافقه في مَطْعمه ، وإن كان مُحِبّاً لها.
قال : والوَبيل : الذي لا يُسْتَمْرأ.
وماء وَبِيل ، ووبيء ، ووَخيم ، إذا كان غير مَرِيء.
وقال الزجاج في قوله جلّ وعزّ : (أَخْذاً وَبِيلاً) [المزمل : ١٦] هو الثَّقيل الغليظ جدّاً.
ومن هذا قيل للمَطر الشَّديد الضَّخم القَطر ، الغليظ العظيم : الوابل.
قال : وقال الكسائيّ : أرضٌ مَوبُولة ، من الوابل.
والوَبْل ، مثل الوَابل.
الليث : سحابٌ وابِلٌ.
والمطر ، هو الوَبْل.
كما يُقال : ودْق ، ووادِق.
قال : والوَبيل من المَرْعى : الوَخيم.
يقال : رَعَيْنا كلأً وَبِيلاً.
وفي (١) الحديث : «أيّما مالٍ أَدّيت زَكَاتَه فقد ذَهبت أَبَلَتُه» ، أي : وَبَلته ، فقُلبت الواو همزة.
قال شَمر : معناه شرُّه ومَضرّته.
والوَبال : الفَساد ، واشتقاقه من الوَبِيل.
عمرو ، عن أبيه ، الأَبَلة : العاهَةُ.
وفي الحديث : «لا تبع الثمر حتى تأمن عليه الأَبَلَة».
أبو نصر ، عن الأصمعي : الوَبِيل ، والمَوْبِل : العَصا الضَّخْمة.
قال : والمَوْبل أيضاً : الحُزْمة من الحَطَب ؛ وأَنشد :
زَعَمت جُؤَيّة أَنّني عَبدٌ لها |
أَسْعَى بمَوْبِلها وأَكْسِبها الخَنا |
والإيبالة : الْحزْمةُ من الحَطب ، ومَثَلٌ يُضْرب : ضِغْثٌ على إيبالة ، أي زِيادة على وِقْر.
الليث : الوَبيل : خشبة القَصّار التي يَدُقّ بها الثياب بعد الغَسْل.
[أبل] : وفي «نوادر الأعراب» : جاء فلانٌ في أُبُلّته ، وإبَالَته ، أي في قَبيلته.
أبو عُبيد ، عن الكسائي : أَبَلت الوَحْشُ تأبلَ أَبْلاً ، إذا جَزأت بالرُّطْب عن الماء ؛ وقال لَبيد :
وإذا حرّكتُ غَرْزِي أَجْمَرتْ |
أو قِرَابي عَدْوَ جَوْنٍ قد أَبَلْ |
الأصمعيّ : أَبِل الرَّجُل يَأْبَل أَبَالةً ، إذا حَذِق مَصْلحة الإبل والشاء.
__________________
(١) الكلام من هنا إلى آخر مادة (وبل) مكانه في «اللسان» (أبل) ، (إبياري).
وإن فلاناً لا يَأتبل ، أي لا يَثبت على رِعية الإبل ولا يُقيم عليها فيما يُصلحها.
قال : وإبلٌ مُؤبلّة : كثيرة.
وإبلٌ أَوَابِل : قد جَزأت بالرُّطْب عن الماء.
غيره : أبّل الرَّجُل ، إذا كَثرت إبلُه ، بتَشديد الباء ، ومنه قَولُ طُفَيل الغَنوي :
فأَبّل واستَرْخَى به الخَطْب بعد ما |
أَساف ولو لا سَعْيُنا لم يُؤَبِّل |
شَمر : إِبلٌ أُبّلٌ : مُهملة.
ورجل أَبِلٌ بالإبِل بَيِّن الأبَلَة ، إذا كان حاذقاً بالقِيام عليها ؛ وقال الراجز :
إنّ لها لراعياً جَريّا |
أَبْلاً بمَا يَنْفعها قَوِيّا |
|
لم يَرْع مَأْزُولاً ولا مَرْعِيّا |
حتى عَلَا سَنامَها عُلِيّا |
وأخبرين ابن هاجك ، عن ابن جَبلة ، عن أبي عُبيدة ، أنه أنشده :
يَسُنّها أَبِلٌ ما إن يُجَزِّئها |
جَزْءاً شديداً وما إن تَرْتوي كَرَعَا |
سلمة ، عن الفَراء : إنّه لأَبِلُ مالٍ ، على فَعِل ، وتُرْعِيْة ، مال ، وإِزَاء مال ، إذا كان قائماً عليها.
ابن الأعرابي : الأبِيل : الرّاهب الرَّئيس ؛ وهم الأبِيلُون.
وقال غيره : هو الأَيْبُليّ ؛ وقال الأَعْشَى :
وما أَيْبُلِيّ على هَيْكل |
بَناه وصَلّب فيه وصارَا |
أبو نصر ، عن الأصمعيّ ، عن مُعتمر بن سليمان ، قال : رأيت رجلاً من أهل عُمان ، ومعه أَبٌ له كَبِير يمشي ، فقلت له : احْمِله. فقال : لا يَأتبل ، أي لا يَثْبت على الإبِل.
أبو نَصر : إبلٌ مُؤبَّلَة ، إذا كانت للقِنْية.
أبو زيد : سمعت رَدَّاداً الكِلابي يقول : تأبّل فلانٌ إبلٌا ، وتغنَّم غَنَماً ، إذا اتَّخذها.
والعرب تقول : إنه ليروح على فلان إبلَانِ ، إذا راحتْ إبلٌ مع راعٍ وإبِلٌ مع راعٍ آخرَ.
وأقلّ ما يقع عليه الاسم الإبل الصِّرْمة ، وهي التي جاوزت الذَّوْدَ إلى الثّلاثين.
ثم الهَجْمة ، أولها الأربعون إلى ما زادت.
ثم هُنَيدة : مِئة من الإبل.
وتجمع الإبل : آبال.
ابن الأعرابيّ : الإبَّوْلُ : طائرٌ يَنفرد من الرَّفّ ، وهو السَّطر من الطَّيْر.
قال الله جلّ وعزّ : (وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ (٣)) [الفيل : ٣].
وقال أبو عُبيد : لا واحدَ لها.
وقال غيرُه : إبّالة ، وأبابِيل ، وإبَالة ، كأنّها جماعة.
وقيل : إبَّوْل ، وأَبَابِيل ، مثل : عِجَّوْل وعَجَاجِيل.
وقال الفَراء في قوله : أَبابِيلَ لا واحد لها ، مثل الشَّماطيط.
قال : وزَعم الرُّؤاسيّ أنّ واحدها إبّالة.
وسمعتُ من العَرب : ضِغْثٌ على إبّالة ، غير ممدود ، ليس فيها ياء.
ولو قال قائل : واحدها إيبالة كان صواباً ، كما قالوا : دِينار ودَنانير.
ورُوي عن ابن عباس أنه قال لما قَتل ابن آدم أخاه : تأبّلَ آدم ، أي تَرك غِشْيان حواء حُزْناً على ولده.
وأَنشد أبو عمرو :
أوابلُ كالأَوْزان حُوشٌ نُفُوسُها |
يُهدِّر فيها فَحْلُها ويَريسُ |
يصف نوقاً ، شَبَّهها بالقُصور سِمَناً.
أوابل : جزأت بالرُّطْب.
وتأبّل الوحشيّ ، إذا اجتزأ بالرُّطْب عن الماء.
وقال الزّجّاج في قول الله جلّ وعزّ : (طَيْراً أَبابِيلَ) [الفيل : ٣] : جماعات من هاهنا وجماعات من هاهنا.
وقيل : (طَيْراً أَبابِيلَ) : يَتبع بعضها بعضاً إبِّيلا إبِّيلا ، أي قَطيعاً خَلْف قَطيع.
اللّحيانيّ : أبَّنْت الميتَ تَأْبيناً ، وأَبَّلته تَأبيلاً ، إذا أَثْنَيت عليه بعد وفاته.
ابن الأعرابيّ : الأُبُلّة : الفِدْرة من التَّمر ؛ وأَنشد قول الهُذلي :
فيأكل ما رُضّ مِن زادنا |
ويأبَى الأُبُلَّة لم تُرضَضِ |
وقال ابن السِّكيت : تقول : هي الأُبُلَّة ، لأبّلة البَصْرة ؛ والأُبُلّة : الفِدْرة من التَّمر.
أبو مالك : إن ذلك الأمر ما عليك فيه أُبْلَة ولا أُبْنَة ، أي لا عَيْب عليك فيه.
ويُقال : إن فعلت ذلك فقد خَرَجْت من أَبَلَته ، أي مِن تَبِعته ومَذَمّته.
بلا : الأصمعيّ : بَلاه يَبْلُوه بَلْواً ، إذا جَرَّبه.
وبَلاه يَبْلوه بَلْواً ، إذا ابْتَلاه الله بِبَلاء.
يُقال : اللهم لا تُبْلنا إلّا بالّتي هي أَحْسن.
ويقال : أبلاه الله يُبليه إبلاءً حَسَناً ، إذا صَنع به صَنيعاً جَمِيلاً.
والبَلاء ، الاسم ؛ وقال زُهير :
جَزَى الله بالإحسان ما فَعلا بكم |
وأبْلاهما خَيْرَ البَلاء الَّذي يَبْلُو |
أي : صنع بهما خير الصَّنيع الذي يَبْلو به عِبَادَه.
ويُقال : بِلَى الثوبُ بِلًى وبَلَاءً ؛ وقال العجّاج :
* والدَّهر يُبْليه بلاءَ السِّرْبال*
إذا فَتحت الباء مددت ، وإذا كسرت قَصَرت ؛ ومثله : القِرَى والقَرَاء ، والصِّلَى والصَّلَاء.