تهذيب اللغة - ج ١٥

محمّد بن أحمد الأزهري

تهذيب اللغة - ج ١٥

المؤلف:

محمّد بن أحمد الأزهري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٠٨

أبو زيد : اللَّبُون من الشاء ، ذاتُ اللَّبن ، غريرة كانت أو بَكِيئة.

وجمعها : لِبَانٌ ولُبْنٌ.

فإذا قَصدوا قَصْد الغزيرة قالوا : لَبِنَة.

وجمعها : لَبِنٌ ولِبَان.

وقد لَبِنَت لَبْناً.

شمر : يُقال : كم لُبْن شائك؟

قال ، وقال الفراء : شاة لَبِنة ؛ وغَنم لِبانٌ ، ولِبْنٌ ولُبْنٌ.

قال : وزعم يونس أنه جَمع.

قال : وقال الكسائيّ : إنما سمعت لِبْن.

وشاءٌ لِبْن ، بمنزلة لُبْن ؛ وأَنشد :

رأيتك تَبْتاع الحِيال بلُبْنها

وتأوي بَطِيناً وابن عَمّك ساغِبُ

قال : واللُّبْن : جمع اللَّبُون.

اللّيث : اللبن خلاص الجَسد ، ومُسْتخلصه من بين الفَرْث والدَّم ، وهو كالعرق يَجرِي في العُروق.

وإذا أرادوا طائفة قليلةً من اللّبن ، قالوا : لَبَنَة.

وجاء في الحديث : «إنّ خديجة بكت ، فقال لها النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ما يُبْكيك؟ فقالت : دَرَّت لَبنة القاسم ، فذكرتْهُ. فقال لها : أما تَرْضَين أن تَكْفُله سارّة في الجنة؟ قالت : لَودِدْتُ أنّي علمتُ ذلك؟ فغَضب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ومَدّ إصْبَعه فقال : إن شئت دَعَوْت الله إن يُريك ذاك. فقالت : بلى أصَدِّق الله ورسولَه».

قال : وناقة لَبُون ، ومُلْبِن.

وقد أَلْبَنْت ، إذا نَزل لَبنُها في ضَرعها.

وإذا كانت ذات لَبن في كل أحايينها ، فهي لَبُون.

وولدُها في تلك الحال : ابن لَبُون.

الأصمعي وغيره : يُقال لولد الناقة إذا استكمل سنتين وطعَن في الثالثة : ابن لَبُون.

والأُنثى : بِنْت لَبُون.

اللّيث : اللّبْنى ، شجرة لها لَبن كالعَسل ، يقال له : عَسَل لُبْنَى.

واللُّبان : الكُنْدُر.

واللّبانة : الحاجة ، لا مِن فاقةٍ بل من هِمّة.

يقال : قَضى فلانٌ لُبانته.

قال : ولُبَيْنى : اسم ابنة إبليس.

واللَّبان : الصَّدْر.

واللّبِنة : واحدة اللَّبن.

واللبْن : لغة ، وهو المَضْروب من الطِّين مُرَبَّعاً.

والمِلْبن : الذي يُضْرب به.

والمِلْبن أيضاً : شِبه المِحْمل يُنْقل فيه اللَّبِن ونحوه.

والتَّلْبين : فِعْلك حين تضربه.

٢٦١

وكُل شيء رَبّعته ، فقد لَبّنته ؛ وأَنْشد شَمِر :

* لا يحمل المِلْبن إلا المَلْبون *

قال : المِلْبن : المِحْمَل. والمَلْبون : الجَمل السَّمين الكثير اللَّحم.

ثعلب : المِلْبن : المِحمل ، وهو مُطوّل مُرَبّع.

وكانت المحامِل مُربَّعة فغيَّرها الحجّاج لينام فيها وَيتَّسع ، وكانت العرب تُسمّيها : المِحْمل ، والمِلْبَن ، والسابل.

قال : وقال ابن الأعرابيّ : قال رجُلٌ من العرب لآخر : لي إليك حُوَيجة. فقال : لا أَقْضيها حتى تكون لُبْنانيّة ، أي عظيمة مثل لُبنان ، وهو اسم جَبل ، قال : ولُبْنان : فُعْلالٌ ، ينصرف.

وتَلَبَّن : تمكّث ؛ وقال رُؤبة :

* فهل لُبَيْنى من هَوَى التَّلَبُّن *

قال أبو عمرو : التلبُّن ، من «اللُّبانة» ؛ يقال : لي لُبانة أتلَبّن عليها ، أي أتمكّث.

أبو عبيد ، عن أبي عمرو : لَبّنت ، وتلَدّنت ، بمعنى : تلبّثت ، وتمكثت.

ابن الأعرابي : اللُّبان : شَجر الصَّنوبر ، في قوله :

* لها عُنُق كسَحُوق اللُّبَان *

الأصمعيّ : التَّلْبينة : حِساء يُعْمل من دَقيق أو من نُخالة ، ويُجعل فيها عَسل ؛ سُمِّيت تَلْبينة تَشْبيهاً لها باللّبن ، لبياضها ورقّتها.

وقال الرِّياشيّ ، في حديث عائشة : عليكم بالمَشْنيئة النافعة التَّلْبين.

قال : تَعْني : الحَسْو.

قال : وسألت الأصمعيّ عن المَشنيئة فقال : تعني : البَغِيضة.

ثم فسر التَّلْبينة كما ذكرناه.

أبو عُبيد : لَبِنَة القَمِيص : بَنيقتُه.

أبو عُبيد ، عن الفراء : اللَّبِن : الذي يَشتكي عُنُقه مِن وِسادة.

ابن السِّكيت ، نحوَه.

وقد لَبِن لَبَناً.

وقال : اللَّبْن ، مصدر : لَبَنْت القَوْم أَلْبِنُهم ، إذا سقيتَهم اللّبن.

ولَبنه بالعَصا يَلْبِنه لَبْناً ، إذا ضَربه بها.

يقال : لَبَنه ثلاث لَبَناتٍ.

وقد لَبنه بصَخْرة.

وقال : رجل لابِنٌ ، ذو لَبن ، وتامرٌ : ذو تَمْر.

وفرس مَلْبون : سُقي اللبن ؛ وأَنشد :

* مَلْبونة شَدَّ المليكُ أَسْرَها*

وبنات اللَّبن : مِعًى في البَطْن مَعْروفة.

ولُبْن ، اسم جَبل ؛ قال الرّاعي :

* كجَنْدَلِ لُبْنَ تَطَّرِدُ الصِّلَالا*

عمرو ، عن أبيه ، اللَّبْن : الأكل الكثير.

واللّبْن : الضّرب الشديد.

ابن الأعرابي ، المِلْبنة : المِلْعَقة.

٢٦٢

ل ن م

نمل : ثعلب ، عن ابن الأعرابي : نَمّل ثوبَك ، والقُطْه ، أي ارفأه. ورَجُل نَمِل : حاذِق.

وغلام نَمِل ، أي عَبِث.

سَلمة ، عن الفراء : نَمِل في الشَّجر يَنْمَل نَمَلاً ، إذا صَعِد فيها.

شمر ، وأبو عبيد : نَمِل الرَّجل ، وأَنْمل ، إذا نمّ ؛ وأَنْشد :

ولا أُزعج الكَلمِ المُحْفِظَا

تِ للأَقْربين ولا أُنْمِل

وفي حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «عَلّمي حَفْصَة رُقْيَة النَّمْلة».

قال أبو عبيد : قال الأصمعي : هي قُروح تَخْرج في الجَنب وغيره.

قال : وأما النّملة ، فهي النَّميمة.

ورجل نَمِل ، إذا كان نمّاماً.

سلمة ، عن الفراء : النّملة : قروح تخرج بالجَنْب. وجمعها : نَمل.

قال : والنَّملة : النَّميمة. وجمعها : نَمل.

والنملة : المشية المقاربة. وجمعها : نَمل.

أبو نصر ، عن الأصمعي : تقول المجوس : إن وَلد الرجل إذا خرجت به النملة فخطّ عليها ابنُه من أُخته أو بنته برأ ؛ وأَنْشد لبعض العرب :

ولا عَيب فينا غَيْر عِرْق لِمَعْشر

كرامٍ وأنّا لا نَخُط على النّمْل

قال أبو العباس : وأنشدناه ابن الأعرابي لا نحط بالحاء ، وفَسره : إنا كرام ولا نأتي بُيوت النمل في الجدب لِنحفر على ما جَمع لنأكله.

الليث : كتاب مُنَمّل ، مكتوب ، هذليّة.

قال ، والنَّمل : الرجل الذي لا ينظر إلى شيء إلا عَمِله.

قال : وجمع النّمل : نمال ؛ وقال الأخطل :

* دَبيبُ نِمالٍ في نَقاً يَتَهيّل*

ورَجُلٌ نَمِل الأصابع ، إذا كان كثير العَبَث.

أو كان خفيف الأصابع في العَمل.

وفرس نَمِل القوائم ، لا يَكادَ يَستقرّ.

والأُنْمُلة : المَفْصل الأعلى الذي فيه الظفر من الإصبع.

ورَجُلٌ مُؤَنْمَل الأصابع ، أي غَليظ أطرافها في قِصر.

قال : والنّأْمَلة : مَشْي المُقَيّد.

والنَّملة : مَشقّ في حافر الدابّة.

أبو عُبيد : النَّملة : شقّ (١) في الحافر من

__________________

(١) في المطبوع : «مشق» ، والمثبت من «اللسان» (نمل).

٢٦٣

الأشعر إلى طرف السُّنبك (١).

ونهى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن قتل النَّحلة والنَّملة.

وأخبرني المُنذري عن الحَرْبيّ : النَّمل : ما كان لها قوائم.

فأما الصّغار ، فهي الذَّرّ.

قال : والنّمل يسكن البراريّ والخرابات ولا يُؤْذي الناس ، والذرّ يُؤْذي.

ويقال نَمّلت فلاناً ، أي أَقلقته وأَعْجلته ؛ وأنشد الأصمعي :

فإنّي ولا كُفْران لله آيةٌ

لِنَفسي لقد طالَبْتُ غير مُنَمَّل

أي : غير مُرْهق ولا مُعْجل عمّا أُريد.

[أبواب اللام والفاء]

ل ف ب

مهمل.

ل ف م

فلم ، لفم.

فلم : رُوِي عن عِكرمة ، عن ابن عبّاس ، قال : ذكر رسولُ الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الدّجّالَ فقال : «أَقْمر فَيْلم هِجان».

قال شَمر : الفَيْلم : العَظيم الجُثّة من الرِّجال.

ورأيت فَيْلماً من الأمْر ، أي عظيماً.

ورَوى الخَرّاز ، عن ابن الأعرابي : بِئْر فَيْلم : واسعةُ الفَم.

ورَوى أبو العباس عنه : الفَيْلم : المُشْط.

والفَيلم : الجَبان.

أبو عُبيد : الفَيلم : العظيم ، وقال البُريق الهُذليّ :

ويَحمي المُضاف إذا ما دَعَا

إذا فَرّ ذُو اللِّمّة الفَيْلمُ

وأنشد غيرُه في المُشط :

* كما فَرَّق اللِّمّة الفَيْلمُ *

لفم : أبو عُبيد ، عن أبي زَيد : تَمِيم تقُول : تَلثَّمت على الفَم ؛ وغيرهم يقول : تَلفَّمت.

قال : وقال الفَرّاء : يُقال من اللِّفام : لَفَمْت أَلْفَم.

قال : وإذا كان على طَرف الأنف ، فهو اللِّفام.

فإذا كان على الفَم ، فهو اللِّثام.

[باب اللام والباء مع الميم]

ل ب م

لبم ، بلم ، ملب.

لبم : أهْمَله اللّيث.

ثَعلب ، عن ابن الأعرابيّ : اللَّبْمُ : اخْتِلاج الكَتِف.

__________________

(١) في المطبوع : «السنيك» ، والمثبت في «اللسان» (نمل).

٢٦٤

ملب : ثَعلب ، عن ابن الأعرابيّ ، يُقالُ للزَّعْفران : الشَّعَر ، والفَيْد ، والمَلَاب ، والعَبِير ، والمَرْدَقُوش ، والجِسَاد.

قال : والمَلَبَة : الطَّاقة من شَعر الزَّعْفران.

وتُجمع : مَلَباً.

اللّيث : المَلَاب : نوعٌ من العِطر (١).

بلم : ابن شُميل ، عن أبي الهُذيل : الإبْليم : العَنبر ؛ وأَنْشد :

وحُرَّة غيرِ مِتْفالٍ لَهَوْتُ بها

لو كان يَخْلُد ذو نُعْمَى لِتَنْعِيمِ

كأنّ فوق حَشَاياها ومَحْبَسها

صوائِرَ المِسْك مَكْبُولاً بإبْلِيم

أي : مَخْلوطاً بالعَنْبر.

وقال بعضُهم : الإِبليم : العسَل. ولا أَحْفَظه.

ثَعلب ، عن ابن الأَعرابي : البَيْلَم : القُطن.

الأصمعي : البَيْلم : القُطن الذي في جَوف القَصَبة.

أبو عُبيد ، عنه : إذا وَرِم حَيَاءُ الناقة من الضَّبَعة قيل : قد أَبْلَمت.

أبو عمرو ، مثله.

ويقال : بها بَلَمَةٌ شَدِيدة.

الفَرّاء : المِبْلام : التي لا تَرْغُو من شدّة الضَّبَعة.

وقال أبو الهيثم : إنما تُبلم البَكرات خاصّة دون غَيْرها.

قال : وسمعتُ نُصَيْراً يقول : البَكْرة التي لم يَضْربها الفحلُ قطُّ ، فإنها إذا ضَبَعت أَبْلَمت.

فهي مُبْلِم ، وذلك أن يَرِم حياؤُها عند الضَّبَعة.

وكذلك قال أبو زيد : المُبْلِم : البَكرة التي لم تُنْتَج قطّ ولم يَضْربْها فَحْلٌ.

فذلك الإبلام.

فإذا ضَربها الفحلُ ثم نَتَجُوها فإنّها تَضْبع ولا تُبْلِم.

والاسم : البَلَمَة.

ابن السِّكيت : يُقال : لا تُبلِّم عليه أَمْرَه ، أي لا تُقَبِّح أَمْرَه.

مأخوذٌ من بَلَمة الناقة ، إذا وَرِم حياؤها من الضّبَعة.

قال : وأَبْلَم الرَّجُل ، إذا وَرِمت شَفتاه.

ورأيتُ شفتَيْه مُبْلِمَتَيْن.

أبو عُبيد ، عن الكسائي : الأمر بيننا شِقّ الأَبْلمة ، وهي الخُوصة.

ابن السِّكيت : إبْلمة ، وأَبْلَمة.

وحُكيت لي : أُبْلُمة ، وهي الخوصة.

__________________

(١) ذكر هذا ابن منظور في (لوب).

٢٦٥

أبواب الثلاثي المعتل من حرف اللام

[باب اللام والنون]

ل ن (وايء)

لان ، نال ، ولن.

لين ـ لون ـ لان : اللّيث : يقال في فِعْل الشيء اللَّيِّن : لانَ يَلِين لَيْناً ، ولَيَاناً.

غيرُه : اللَّيَانُ : نَعْمة العَيْش ، وأَنْشَد :

بَيْضَاءُ باكَرها النَّعيمُ فصاغَها

بِلَيَانَة فأَدَقَّها وأَجَلَّها

أي : أدَقّ خَصْرها وأَجَلّ كَفَلَها ، أي وَثّره.

وأخبرني المُنذري ، عن أبي الهَيْثم : العربُ تقول : هَيْن لَيْن ، وهَيِّنٌ لَيِّنٌ.

قال : وحدّثني عمي سُويد بن الصباح ، عن عثمان بن زائد ، قال : قالت جدةُ سُفيانَ لسُفْيان :

بُنيّ إن البِرّ شَيءٌ هَيِّنُ

الْمَفْرشُ اللَّيِّن والطُّعَيِّمُ

* ومَنْطِقٌ إذا نَطقت لَيِّنُ *

قال : يأتون بالميم مع النون في القافية.

وأَنْشده أبُو زَيد :

بُنيّ إنّ البِرّ شَيءٌ هَيْنُ

المَفْرش اللَّيّن والطُّعَيْمُ

* ومَنْطق إذا نَطَقْت لَيْنُ *

وقال : قال الكُمَيت :

هَيْنُون لَيْنُون في بُيوتهمُ

سِنْخُ التُّقَى والفَضائل الرُّتَبُ

وقال الفَراء في قول الله جلّ وعزّ : (ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ) [الحشر : ٥] : كُل شيء من النَّخل سِوَى العَجْوة ، فهو من اللِّين.

واحدته : لِينَة.

وقال أبو إسحاق : هي الأَلوان.

والواحدة : لُونة ؛ فقيل : لينة ، بالياء ، لانكسار اللَّام.

أبو عُبَيد ، عن الأصمعي : الأَلْوان : الدَّقل ؛ واحدها : لَوْن.

وقال في قول حُمَيد الأرقط :

*حتى إذا أَغْست دُجَى الدُّجُونِ

وشُبِّه الألْوان بالتَّلْوِينِ

يقال : كيف تَركتم النَّخيل؟ فيُقال : حين لَوّن. وذلك من حين أَخذ شيئاً من لَونه الذي يَصير إليه. فشَبّه ألوان الظَّلام بَعد المغرب ـ يكون أولاً أصفر ، ثم يَحْمرّ ، ثم يَسْوَدّ ـ بتَلْوين البُسْر يَصْفَرّ ويحمرّ ثم يَسودّ.

٢٦٦

ولِينة : موضعٌ في بلاد نجد عن يَسار المُصْعد في طريق مكَّة بِحذَاء الهَبِير ؛ ذكره زُهير فقال :

* مِن ماء لينة لا طَرْقاً ولا رَنَقا*

ويلينه ركايا عَذْبة نُقرت في حَجرٍ رِخْوٍ ، وماؤها عَذْب زُلال.

نيل ـ نول : قال الله تعالى : (وَلا يَنالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً) [التوبة : ١٢٠].

أخبرني المُنذريّ ، عن بعضهم : النَّيْل ، من ذوات الواو ، صُيِّر واوُها ياءً ، لأنّ أصله نَيْوِل فَأَدْغموا الواو في الياء ، فقالوا : نَيِّل ثم خَفَّفوا فقالوا : نَيْل ، ومثله : مَيِّت ، ومَيْت.

الليث : النَّيل ، ما نِلْت من مَعروف إنسان.

وكذلك : النَّوَال.

ويُقال : أناله معروفَه ، ونَوَّله ، إذا أعطاه ؛ وقال طرفة :

إنْ تُنَوِّلْه فقد تَمْنَعُه

وتُرِيه النَّجْم يَجْري بالظُّهُرْ

قال : والنَّوْلة : اسم للقُبْلة.

قال : والنَّال ، والمَنالة ، والمَنَال ، مصدر : نِلْت أَنَال.

ويقال : نُلْت له بشيء ، أي جُدْت.

وما نُلْته شيئاً ، أي ما أَعْطيته.

غيره : يقال : نالني بالخَير يَنُولني نَوْلاً ، ونَوَالاً ونَيْلاً.

وأنالَني بخير إنالةً.

وقوله جلّ وعزّ : نَيْلاً [التوبة : ١٢١] من نِلْت أَنال ، لا من : نُلْت أَنُول.

وفلانٌ ينال من عِرض فلان ، إذا سَبّه.

وهو يَنال مِن ماله ، ويَنال من عدوِّه ، إذا وَتره في مالٍ أو شيء.

كل ذلك من : نِلْت أَنال ، أي أَصَبْت.

ويقال : نالني من فلانٍ معروفٌ ، ينالني ، أي وصل إليّ ؛ ومنه قول الله عزوجل : (لَنْ يَنالَ اللهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها وَلكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى مِنْكُمْ) [الحج : ٣٧].

أي : لن يصل إليه ما يُنيلكم به ثوباً غيرُ التَّقْوى.

ويقال : ناولت فلاناً شيئاً مُناولة ، إذا عاطَيْتَه.

وتناولتُ من يده شيئاً : تعاطَيْتُه.

ونِلته معروفاً ، ونَوَّلته.

وأخبرني المُنذري ، عن أبي العبّاس في قولهم للرَّجُل : ما كان نَوْلك أن تَفْعل كذا؟

قال : والنَّوْل من النَّوال ، تقول : ما كان فِعْلك هذا حظّاً لك.

سَلمة ، عن الفَرّاء : يُقال : ألم يَأن لك ، وأَ لم يَئِن لك ، وأ لم يَنِل لك ، لغات كلها.

٢٦٧

أَحْسنهنّ التي نزل بها القرآن : (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ) [الحديد : ١٦].

ويقال : أنَى لك أن تفعل كذا ، ونال لك ، وأَنَال لك ، وآن لك ، بمعنًى واحد.

أبو عُبيد ، عن أبي عمرو : المِنوال : الخشبة التي يَلُف الحائك عليها الثوب.

وهو النَّول.

وجمعه : أنوال.

الليث : المِنْوال : الحائك الذي يَنْسُج الوسائد ونحوَها.

وأداتُه المَنصوبة تسمَّى أيضاً : المِنْوال ؛ وأَنشد :

* كُمَيْتاً كأنها هرواةُ مِنْوال *

وقال : أراد النَّسَّاج.

والنِّيل : نيلُ مصر ، وهو نَهْرُه.

قلت : ورأيت في سَواد الكوفة قرية يُقال لها : النِّيل ، يخترقُها خليج كبير يَتخلّج من الفُرات الكَبير ؛ وقال لَبيد يَذكره :

* ما جاور النَّيل يوماً أهلُ إِبْليلا*

أبو عمرو : رجل نالٌ بوزن مال أي جَواد.

وهو في الأصل نائل.

قال شَمر : سمعتُ ابن الأعرابي يقول : المِنْوال : الحائك نفسه ، يذهب إلى أنه يَنْسُج بالنَّول ، وهو مَنْسج يُنْسَج به.

أبو عُبيد ، عن أبي زيد : يقال : هم على مِنْوال واحد ، إذا استوت أخلاقُهم.

ويقال : رَمَوْا على مِنْوَالٍ واحد ، إذا احْتَتَنُوا في النِّضال ، أي اسْتَوَوْا.

ثَعلب ، عن ابن الأعرابيّ : باحة الدَّار ، ونالتُها وقاعتُها ، واحد ؛ وقال ابن مقْبل :

يُسْقَى بأَجْداد عادٍ هُمْلاً رَغَداً

مِثل الظِّباء التي في نالة الْحَرَمِ

الأصمعي : أي : ساحتها وباحتُها.

الكسائيّ : لقد تَنَوَّلَ علينا فلانٌ بشيءٍ يسير ، أي أعطانا.

وتَطَوَّل ، مثْلُه.

أبو تُراب ، عن أبي مِحْجن : التنوُّل ، لا يكون إلا في الخير ؛ والتَّطوُّل ، قد يكون في الخَير والشَّر.

ولن : ثَعلب ، عن ابن الأعرابيّ : التولُّن : رفع الصِّياح عند المَصائب.

[باب اللام والفاء]

ل ف (وايء)

ليف ، فلا ، فال ، لفا ، ألف ، ولف ، أفل.

فلا : الليث : الفَلاةُ : المَفَازة.

وجمعها : فَلا ، وفَلَوات.

قال : والفَلْو : الجَحش والمُهر.

وقد فَلَوْناه عن أُمه : أي فَطَمْناه.

وافْتَليناه لأَنفسنا ، أي اتخذناه ؛ وقال

٢٦٨

الشاعر :

نَقُود جِيادَهُنّ ونَفْتَليها

ولا نَغْذُو التُّيوسَ ولا القِهَادَا

وقال الأَعشى :

مُلْمِعٍ لاعةِ الفُؤاد إلى جَحْ

شٍ فَلَاه عنها فبِئس الفَالِي

أي حال بينها وبين ولدها.

والجميع : أَفْلاء.

قال : والفِلَاية ، من فَلْي الرأس.

والتَّفلّى : التكلُّف.

قال : وإذا رأيت الحُمر كأنها تتحاكّ دَفَقاً فإِنها تتفالى ؛ وقال ذو الرُّمّة :

ظلَّت تفالى وظلَّ الجَوْنُ مُصْطَخِماً

كأنّه عَن سَرارِ الأَرض مَحْجُومُ

أبو زيد : فَلَيْت الرجل في عَقْله أَفْليه فَلْياً ، إذا نظرت ما عَقْلُه.

ابن الأعرابي : فَلَى : قَطع.

وفَلِي : انْقَطع.

أبو عُبيد : فلوت رأسَه بالسيف ، وفَلَيْته ، إذا ضَربته ؛ وأَنْشد :

أما تَراني رابِطَ الجَنَان

أَفْليه بالسَّيْف إذا اسْتَفْلانِي

ابن الأعرابي : العربُ تقول : أَتتكم فاليةُ الأفاعي.

يُضرب مثلاً لأوّل الشّر يُنْتَظر.

وجمعها : الفَوالي ، وهي هناةٌ كالخنافس رُقْطٌ تألف العَقاربَ والحيّات.

ويُقال : فَلت فلانةُ رَأْسَه تَفْليه فِلايةً ، إذا بَحثت عن القَمْل والخَطَا.

والنِّساء يُقال لهن : الفاليات ، والفَوالي ؛ وقال عَمرو بن مَعدي كَرِب :

تَراه كالثَّغام يُعَلُّ مِسْكاً

يَسُوء الفاليات إذا فَلَيْنِي

أراد : فَلَيْنني ، بنُونين ، فحذَف إحداهما اسْتثقالاً للجمع بينهما.

وفَلَيت الشِّعْر ، إذا تدبَّرته واستخرجْت معانيه.

وفَليت الأمر ، إذا تأمّلت وُجوهه ونَظرت إلى عَواقبه.

ويقال : فلوتُ القومَ ، وفَلَيتهم ، إذا تَخَلَّلتهم.

ابن السِّكيت : فلوت المُهر من أُمه أَفْلوه ، وافْتليته ، إذا فَصَلته عنها وقَطعت رَضاعه منها.

وقد فَلَيْت رَأْسَه.

ويقال للمُهر : فُلوّ.

والجميع : أفلاء ؛ ومنه قول أبي كَبير الهُذلي :

* مُسْتَنّة سَنَن الفُلُوِّ مُرشّةٌ*

ابن الأعرابي : فَلَا الرَّجُل ، إذا سافر ؛ وفلا ، إذا عَقل بعد جَهل.

٢٦٩

وفلا ، إذا قَطع.

وفي الحديث عن ابن عباس : امْر الدَّمَ بما كان قاطعاً من لِيطَة فالية ، أي قصبة وشُقّة قاطعة.

قال : والسِّكين يقال لها : الفالية.

ومَرى دم نَسيكته ، إذا استخرجه.

شمر ، عن ابن شميل : الفلاة : التي لا ماء فيها ولا أنيس ، وإن كانت مُكْلئة.

يقال : علونا فلاةً من الأَرض.

أبو خَيرة : هي التي لا ماء فيها ، فأقلّها للإِبل رِبْع ، وللغَنم والحمير غِبٌّ ، وأكثرها ما بلغت ممّا لا ماءَ فيه.

ابن السّكيت : أَفْلَى القومُ : صارُوا إلى الفَلَاة.

وسمعت العرب تقول : نزل بنو فلان على ماء كذا ، وهم يَفْتلون الفلاة من ناحِية كذا ، أي يَرْعَون كَلأ البلد ويَرِدُون الماءَ مِن تلك الجِهة.

وافْتلاؤها : رَعْيها وطلب ما فيها من لُمَع الكلأ ، كما يُفْلى الرأس.

فيل ـ فول : قال ابن السِّكِّيت : رجل فِيلُ الرَّأي ، وفالُ الرّأي ، وفَيِّل الرأي ، وفَيْل الرأي ، وفائل الرأي ، إذا كان ضعيفاً ؛ وقال الكميت :

بَنِي رَبِّ الجوَاد فلا تَفِيلوا

فما أنتم فنَعْذِرَكُم لِفِيلِ

ويقال : ما كنت أحب أن أرى في رأيك فِيَالةً ؛ وقال جرير :

رأيتُك يا أُخَيطل إذا جَرَيْنَا

وجِرِّبت الفِراسةُ كُنْت فَالا

الليث : الفُول : حَبٌّ يقال له : الباقلَّى.

الواحدة : فُولة.

والفِيل : معروف.

والتفيُّل : زيادة الشباب ومُهْكَته ؛ وأَنْشد :

* حتى إذا ما حَان مِن تَفَيُّله *

غيره : رجل فَيِّل اللَّحم : كَثِيرُه.

وبعضهم يهمزه فيقول : فَيْئل.

أبو عبيد : الفائلان : عرقان يَسْتبطنان الفَخذين.

وقال الأصمعيّ في قوله :

سَليم الشَّظَا عَبْل الشَّوَى شَنِجِ النَّسَا

له حَجَبَاتٌ مُشْرِفاتٌ على الفَالِ

قيل : أراد : على الفائل ، فقلب ، وهو عِرق في الفخذ يكون في خُرْبة الوَرك يَنْحَدر في الرِّجْل ، وليس بين الخربة والجوف عَظْم إنما هو جلد وعظم ؛ وقال الأَعشى :

* قد تَخْضب العَيرَ من مَكنون فائله *

وذلك أن الفارس إذا حَذَق الطَّعن قَصد الخُربة ، لأنه ليس دون الجوف عَظم.

ومَكْنُون فائِله : دَمُه الذي قد كُنّ فيه.

أبو عبيد ، عن أبي عمرو : الفِيَال : لُعبة

٢٧٠

للصِّبيان ؛ وأَنشد :

* كما قَسم التُّرْب المفايلُ باليَدِ*

الليث : يقال : فِيَال ، وفَيَال.

فمن فتح الفاء جعله اسماً ، ومن كسرها جعله مصدراً.

وهو أن يُخبأ شيء في التّراب ، ثم يُقْسم قِسْمين ، ثم يقول الخابىء لصاحبه : في أي القِسْمين هو؟ فإن أخطأ ، قال له : فال رَأْيُك.

غيره : يقال لهذه اللّعبة : الطُّيَن ، والسُّدَّر ؛ وأَنْشد ابن الأَعرابيّ :

* فَبِتْن يَلْعَبْن حوالَيّ الطُّبَنْ*

أبو عبيد ، عن أبي عمرو : الفائل : اللَّحم الذي على خُرْب الوَرِك.

وكان بعضهم يَجعل الفائل عِرْقاً.

ابن السِّكيت : الفأل : ضِدّ الطِّيَرة.

وقد تفاءلت.

قال : والفأل : أن يكون الرجلُ مريضاً فيسمع رجلاً يقول : يا سالم ؛ أو يكون طالبَ ضالّة فيسمع آخر يقول : يا واجد ؛ فيتوجّه له في ظنّه ، لِما سمعه ، أنه يبرأ من مرضه ، أو يجد ضالّته.

ورُوي عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه كان يُحِبّ الفأل ويكره الطِّيَرة.

والطِّيرة : ضِدّ الفَأل.

والطيّرة : فما يُتشاءم به ؛ والفأل : فيما يُسْتَحبّ.

قلت : ومن العرب مَن يجعل الفأل فيما يُكره أيضاً.

قال أبو زيد الأنصاري : تفاءلت تفاؤلاً ، وذلك أن تَسمع الإنسان وأنت تُريد حاجة يدعو : يا سعيد ، يا أفلح ، أو يدعو باسم قَبِيح.

والفأل ، مهموز.

وفي «النَّوادر» : يُقال : لا فَأْلَ عليك ، بمَعْنى : لا ضَيْر عليك ، ولا طَيْر عليك ، ولا شَرّ عليك.

أفل : يُقال : أَفَلت الشمسُ تَأْفِل وتأفُل ، أَفْلاً وأُفُولاً.

فهي آفِلة وآفِل.

وكذلك القمر يأفِل ، إذا غاب ؛ قال الله تعالى : (فَلَمَّا أَفَلَ) [الأنعام : ٧٦] أي : غاب وغَرَب.

الليث : إذا اسْتقرّ اللّقاح في قَرار الرَّحم ، قيل : قد أَفَل.

ثم يُقال للحامل : آفِل.

ويقولون : لَبُؤة آفِل وآفلة ، إذا حَمَلت.

والأفيل : الفصيل ، والجميع الإفال.

وفي «النوادر» : أفِلَ الرجلُ إذا نشِط ، فهو أفِل.

ألف : قال الله تعالى : (لِإِيلافِ قُرَيْشٍ (١) إِيلافِهِمْ) [قريش : ١ و٢] الآية.

٢٧١

قال أبو إسحاق : فيها ثلاثة أَوْجه : (لِإِيلافِ قُرَيْشٍ) ، و (لإلاف قُريش) ، ولإلْف قُريش.

وقد قُرىء بالوَجهين الأوَّلَين.

أبو عُبيد : أَلِفتُ الشيءَ ، وآلَفْته. بمعنى واحد ، أي لَزِمْتُه ، فهو مُؤْلَف ، ومألوف.

وآلَفَتِ الظِّباءُ الرَّمْلَ ، إذا أَلِفَتْها ؛ وقال ذو الرُّمّة :

من المُؤْلفات الرَّمْلِ أَدْماءُ حُرَّةٌ

شُعاعُ الضُّحَى في مَتْنها يَتَوضَّحُ

أبو زيد : أَلِفْت الشيء : وأَلِفْتُ فلاناً ، إذا أَنِسْتَ به.

وأَلَّفْت بينهم تَأليفاً ، إذا جَمعت بينهم بعد تَفرُّق.

وأَلَّفْتُ الشيءَ : وَصَلْتُ بعضَه ببعض ؛ ومنه : تَأليفُ الكُتب.

وأَلَّفْتُ الشيءَ ، أي وَصَلْتُه.

وآلَفت فلاناً الشيءَ ، إذا ألزمْته إِياه ، أُولِفه إيلافاً.

وقول الله عزوجل : (لِإِيلافِ قُرَيْشٍ (١) إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ (٢)) [قريش : ١ و٢] المعنى : لِتُؤْلَفَ قُرَيْشٌ الرِّحْلتين فيتَّصلا ولا يَنْقطعا.

وقيل : اللام مُتّصلة بالسُّورة التي قبلها ، أي أهلك الله أصحاب الفِيل لِتُؤْلَفَ قُريش رحْلَتِيها آمِنين.

وأخبرني المُنْذري ، عن أبي الحَسن الطُّوسِيّ ، عن أبي جعفر الخَرّاز ، عن ابن الأعرابي ، أنه قال : أصحاب الإيلاف أربعة إخوة : هاشم ، وعبد شمس ، والمطَّلب ، ونوفل : بَنُو عبد مناف ؛ فكانوا يُؤَلِّفون الجِوَارَ يُتْبعون بعضَه بعضاً يُجيرون قريشاً بِميرهم ، وكانوا يُسمَّون المُجِيرين ، فأمّا هاشم فإنه أَخذ حَبْلاً من ملك الرُّوم ، وأخذ نوفلٌ حبلاً من كِسرى ، وأخذ عبد شمس حبلاً من النجاشي ، وأخذ المُطّلب حَبْلاً من مُلوك حِمْير ، فكان تجّار قُريش يَختلفون إلى هذه الأَمْصار بحبال هؤلاء الإخوة ، فلا يُتَعَرَّض لهم.

ابن الأنباريّ : من قرأ لإلافهم وإلفهم فهما من أَلِف يَألف.

ومن قرأ لإيلافهم فهو من آلف يُؤلف.

قال : ومعنى : يُؤَلِّفون : يهيِّئون ويُجَهِّزون.

وقال ابن الأعرابيّ : يؤلِّفون : يُجيرُون ؛ وأنشد ابن الأنباريّ :

زَعمتُم أنّ إخوتكم قُريشاً

لهم إلْفٌ وليس لْكم إِلَافُ

وقال الفَرّاء : من قرأ إلْفَهم فقد يكون من يُؤَلِّفون.

قال : وأجود من ذلك أن يُجعل من يألفون رحلة الشتاء والصَّيف.

قال : والإيلاف من يُؤْلِفون ، أَي يُهيِّئون ويُجَهِّزون.

٢٧٢

وأخبرني المُنذريّ ، عن أبي العبّاس ، عن ابن الأعرابيّ : كان هاشم يُؤَلِّف إلى الشام ، وعبد شَمس يؤلِّف إلى الحبشة ، والمطلب إلى اليمن ، ونوفل إلى فارس.

قال : ويتألّفون ، أي يَسْتجيرون ؛ وأَنشد أبو عُبيد لأبي ذُؤَيْب :

تُوصِّل بالرُّكْبان حِيناً وتُؤْلِفُ ال

جِوارَ ويُغْشِيها الأَمانَ ذِمامُها

يصفُ حُمراً أُجيرت حيال أَقْوام.

وقول الله عزوجل : (وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ) [التوبة : ٦٠] هؤلاء قومٌ من سادة العرب أَمر الله جلّ وعزّ نبيَّه في أوَّل الإسلام بتألُّفهم ، أي بمُقاربتهم وإعطائهم من الصَّدقات ليُرغِّبوا مَن وراءهم في الإسلام ، ولئلا تَحْملهم الحميَّة مع ضَعف نيّاتهم على أن يكونوا إلْباً مع الكُفّار على المسلمين ، وقد نَفَّلهم الله يوم حُنَين بمئتين من الإبل تألُّفاً لهم ، منهم : الأَقرع بن حابس التميميّ ، والعبّاس بن مِرداس السُّلميّ ، وعُيَينة بن حِصنْ الفزاريّ ، وأبو سُفيان بن حَرب ، وصفوان بن أُمية.

وقال بعضُ أهل العلم : تألّف النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم في وقت بعضَ السادة من العرب بمالٍ أعطاهموه ، فلما دَخل الناسُ (فِي دِينِ اللهِ أَفْواجاً) وأظهر الله دينَه على المِلَل كلها أغنى ـ وله الحمد ـ أن يُتألَّف كافِرٌ اليومَ بمالٍ يُعطاه. ولله الحمد ولا شريك له.

والأَلف ، من العدد ، معروف.

وثلاثة الآلاف ، إلى العَشرة.

ثم أُلوف جمع الجمع ؛ قال الله تعالى : (وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ) [البقرة : ٢٤٣].

ويُقال : ألفٌ أَقرع ، لأن العرب تذكِّر الألف.

وإن أُنّث على أَنه جمع ، فهو جائز.

وأكثر كلام العرب على التَّذكير.

أبو عُبيد : يقال : كان القوم تِسعمائة وتسعةً وتسعين فآلَفْتُهم ، ممدود.

وقد آلَفُوا هم ، إذا صاروا أَلفْاً.

وكذلك أَمْأَيتهم ، فأَمْأَوْا ، إذا صاروا مِئة.

ويقال : فلان أَلِيفي وإِلْفي.

وهم أُلّافِي.

وقد نَزَع البعير إلى أُلّافه ؛ وقال ذو الرُّمة :

أكُنْ مِثْلَ الأُلّاف لُزَّت كُراعُه

إلى أُختها الأُخرى ووَلّى صواحِبُهُ

ويجوز الأُلّاف ، وهو جمع آلِف.

وقد ائتلف القوم ائتلافاً ، فتآلفوا تآلُفاً.

وألّف الله بينهم تَأْلِيفاً.

وأَوالف الطَّير : التي قد أَلِفت مكّة.

وأَوالف الحَمام : دواجنُها التي تألف البُيوت ؛ وقال العجّاج :

* أَوَالفاً مكةَ من وُرْق الحِمى*

٢٧٣

أَراد : الحَمام.

وقال رُؤبة :

* بالله لو كنت من الأُلّاف *

أراد : الذين يأْلَفون الأمصار.

واحدهم : آلف.

ولف : الباهليّ ، عن الأصمعيّ ، إذا تتابع لَمَعان البَرْق ، فهو وَلِيف ووِلَاف.

وقد ولَف يَلِف وَلِيفاً ، وهو مُخيلٌ للمَطو لا يكاد يُخلف إذا وَلَف.

وقال بعضهم : الوليف : أن يَلمع مرَّتين مرَّتين ؛ وقال صَخر الغَيّ :

لِشَمّاء بَعد شَتَات النَّوى

وقد بِتُّ أَخْيَلْتُ بَرقاً وَلِيفَا

أي : رأيتُه مَخِيلاً.

الليث : الوَلْف ، والوِلَاف ، والوَلِيف : ضَربٌ من العَدْو ، وهو أن تقع القوائمُ معاً ، وكذلك أن تجيء القوائم معاً.

والفِعل : وَلَف الفَرسُ يَلِف وَلْفاً ، ووليفاً ؛ وقال رُؤبة :

* ويومَ رَكْض الغارة الوِلَافِ *

قال ابن الأعرابيّ : أراد ب «الولاف» : الاعتزاء والاتّصال.

قلت : كأنه أراد الإلاف فصيَّر الهمزةَ واواً.

وكل شيء غَطَّى شيئاً وأَلبسه ، فهو مُولِفُ له ؛ وقال العجّاج :

* وصار رَقْراق السّارب مُولِفَا*

لأنه غطّى الأَرض.

ليف : اللِّيف : لِيف النَّخْل ، مَعروف.

والقِطعة : لِيفة. وقد ليّفه المُلَيِّف تَلْييفاً.

ابن السِّكيت : فلان يَلأف الطّعام لأْفاً ، إذا أَكله أَكْلاً جَيِّداً (١).

لفا : أبو زيد : لَفَأْتُ اللّحْم عن العَظْم لَفْئاً : جَلَفْتُهُ عنه.

قال : واللَّفِيئَةُ : البَضْعة التي لا عَظْم فيها ، نحو النَّحْضة ، والهَبْرة ، والوَذْرة.

ويقال : فلان لا يَرْضى باللّفاء من الوفاء ، أي لا يَرضى بدُون وفاء حقِّه.

أبو الهيثم : يقال : لفأت الرَّجُلَ ، إذا نقصتَه حَقّه فأعطَيته دون الوَفاء.

يقال : رَضِي من الوَفاء باللّفَاء.

قال : وجَمع اللّفيئة من اللحم : لَفَايَا ، مثل خَطيئة وخَطَايَا.

أبو عمرو : لَفأه بالعَصا ولَكَأه ، إذا ضَربه بها.

ولفأه حَقَّه ، إذا أَعطاه كلَّه.

قال : ولَفأه حقّه ، إذا أَعطاه أَقلَّ من حَقِّه.

قال أبو سعيد : قال أبو تُراب : أَحْسب

__________________

(١) كلام ابن السكيت هذا مكانه «لأف» في «اللسان» وغيره من كتب اللغة ، (إبياري).

٢٧٤

هذا الحرف من الأَضداد.

[باب اللام والباء]

ل ب (وايء)

لاب ، لبى ، ولب (يلب) ، وبل ، ألب ، أبل ، بلا ، بأل ، لبأ.

لوب : قال أبو عُبيد ، عن أبي زيد : اللُّوَاب : العَطَش.

وقال ابن السِّكيت : لاب يَلُوب لَوْباً ، إذا حام حول الماء مِن العَطش.

الليث : نخل لُوبٌ ، وإبلٌ لُوب ولوائِب ، إذا عَطِشت.

ثعلب ، عن ابن الأعرابي : يقال : ما وجد لَبَاباً ، أي قَدْر لُعْقةٍ من الطعام يَلُوكها.

قال : واللَّباب : أقلّ من مِلء الفَم.

أبو عبيد ، عن الأصمعي : اللَّابة : الحَرّة.

وجمعها : لابٌ ، ولُوبٌ.

وفي الحديث : إنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم «حَرّم ما بين لَابَتَيْها».

الأصمعيّ : اللَّابة : هي الأرض التي قد أَلبَستها حجارةٌ سُود.

وجمعها : لابات ، ما بين الثلاث إلى العَشرة.

فإذا كَثُرت ، فهي اللَّاب ، واللُّوب ؛ وقال بِشر بن أبي حاتم يصف كَتيبة (١) :

مُعاليةٌ لا هَمّ إلّا مُحَجِّرٌ

وحَرّة لَيْلى السَّهْلُ منها فَلُوبُها

يريد : جمع لابة ، ومثله : قارة وقُور ، وساحة وسُوح.

شَمر ، عن ابن شُميل : اللُّوبة تكون عَقبة جواداً أطول ما يكون ، وربما كانت دَعْوةً.

قال : واللُّوبة : ما اشتدّ سوادُه وغَلُظ وانْقاد على وجه الأَرض ، وليس بالطويل في السماء ، وهو ظاهرٌ على ما حَوْله.

والحَرّة : أعظم من اللَّوبة.

ولا تكون اللوبة إلا حجارةً سُوداً ، وليس في الصَّمَّان لُوبة ، لأنّ حجارة الصَّمّان حُمْرٌ.

ولا تكون اللُّوبة إلا في أنف الجبل ، أو سِقْطٍ ، أو عُرْض من جَبل.

وأراد بما بين اللَّابتين ، في الحديث : المَدينة.

لبأ : ابن هانىء ، عن أبي زيد : أُولَى الألبان : اللِّبأ عند الولادة ، وأكثر ما يكون ثلاث حَلْبات ، وأقلّه حَلْبة.

وقد لَبّأت الناقةُ تَلْبِيئاً.

وناقة مُلَبِّىء : بوزن مُلَبِّع ، إذا وقع اللِّبَأُ في

__________________

(١) كذا في «الصحاح» للجوهري ، وقد خطأه الصغاني في «التكملة» وقال «غلط ، ولكنه يذكر امرأة وصفها في صدر هذه القصيدة» (إبياري).

٢٧٥

ضَرْعها.

ثم الفِصْح بعد اللِّبأ.

إذا جاء اللَّبن بعد انْقطاع اللِّبأ ؛ يقال : قد أَفْصحت الناقةُ ، وأَفْصح لَبَنُها.

ويقال : لَبَأتُ اللِّبأَ أَلْبؤه لَبْئاً ، إذا حَلَبت الشاةَ لِبَأً.

ولَبأَتُ القوم أَلْبؤهم لَبْئاً ، إذا صَنَعت لهم اللِّبَأ.

ويقال : أَلْبأت الجَدي ، إذا شَدَدْته إلى رأس الخِلْف ليرضَعَ اللِّبأ.

واسْتَلبأ الجديُ ، إذا رَضع من تِلقاء نَفْسه.

ابن الأعرابي : ألبأت اللّبأ ، أَصْلحتُه وطَبَخْتُه.

وأَلْبأت القوم : زوّدتهم اللِّبأ.

وأَلبأَت الجَدْيَ : سَقَيته اللِّبأ.

أبو عُبيد ، عن الكسائي : لَبأتهم من اللِّبأ ، إذا أَطْعَمتَهم.

الليث : اللِّبأ ، مهموز مقصور : أول حَلْب عند وَضع المُلَبِّىء.

ولَبَأت الشاةُ ولدَها : أَرْضَعَتْه اللِّبأ ؛ وقد التبأها ، إذا رَضع لِبَأَها.

والتبأتُ ، إذا شَرِبْت.

أبو عبيد ، عن الأحمر ، يقال : بينهم المُلْتَبئة ، أي هم مُتفاوضون لا يَكْتُمُ بَعضهم بعضاً.

وفي «النوادر» يقال : بنو فلان لا يَلْتَبِئون فتاهم ، ولا يَتعيّرون شَيْخهم ، أي لا يُزوِّجون الغُلام صغيراً ولا الشيخ كبيراً طلباً للنّسْل.

ابن السكيت : هي اللَّبُؤة ـ وهي اللُّغة الفصيحة ـ واللَّبَأة ، واللَّباة ، واللّبْوَة ، وهي الأُنثى من الأُسود.

ابن الأعرابي : اللُّبَابَة : شجر الأُمْطِيّ الذي يُعْمَل منه العِلْك.

وقال : اللُّوباء ، مذكر ، يُمدّ ويُقصر ، يقال : هو اللُّوبياء ، واللُّوبيَا ، واللُّوبياج.

أبو داود ، عن ابن شُميل ، قال في تفسير لَبَّيك قولاً خالف فيه أَقَاوِيلَ مَن ذكرنا : لَبَأ فلانٌ من هذا الطعام يَلْبأ لَبْئاً ، إِذا أكْثَر منه.

قال : ولَبَّيك ، كأنه اسْتِرْزاق.

ألب : أبو عُبيد ، عن الفراء وأبي عمرو : الأَلْب : الطَّرْد.

وقد أَلَبْتُها أَلْباً ، بوزن : عَلَبْتُها عَلْباً.

عمرو ، عن أبيه : الأَلب : الجَمع الكثير من الناس.

والأَلْب : نشاط الساقي ؛ وأَنْشد :

تَبَشّرِي بماتِحٍ أَلُوبِ

مُطَرِّحٍ لدَلْوِه غَضُوبِ

والأَلْب : مَيْل النّفْس إلى الهَوى.

والأَلْب : ابتداء بُرْء الدُّمَّل.

والأَلْب : العَطَش.

٢٧٦

والأَلْب : التَّدْبير على العدُوِّ من حيثُ لا يَعلم.

ابن الأعرابيّ : الأَلُوب : الذي يُسْرع.

وقد أَلب يَأْلِب ، ويَألُب ، وأَنْشد :

ألم تريا أَنّ الأَحاديث في غدٍ

وبعد غدٍ يأْلِبْن أَلْب الطَّرائِدِ

ابن بُزُرْج : المِئْلَب : السَّرِيع.

أبو عبيد ، عن أبي زيد : هم عليه أَلْب واحد ، ووَعْل واحد ، وصَدْع واحد ، وضِلَعٌ واحد ، يعني اجْتماعهم عليه بالعَدَواة.

الليث : صار القوم عليه ألباً واحداً في العداوة.

وقد تألّبوا عليه تألُّباً ، إذا تضافروا عليه.

ويقال : أَلْب فلانٍ معه ، أي صَفْوه معه.

أبو زيد : أصابت القومَ أُلْبَةٌ وجُلْبَة ، أي مجاعةٌ شديدة.

الليث : اليَلَب والأَلْب : البَيْض من جُلود الإبل.

وقال بعضهم : هو الفُولاذ من الحديد ؛ وأَنْشد لعمرو بن كُلْثوم :

علينا البَيْض واليَلَب اليَمانِي

وأسيافٌ يَقُمْن ويَنْحَنِينَا

وقال ابن السِّكيت : سمعه بعضُ الأعراب فظن أن اليلب أجود الحديد ؛ فقال :

* ومِحْورٍ أُخْلِص من ماء اليَلَب*

قال : وهو خطأ ، إنما قاله على التَّوَهّم.

وقال ابن شُميل : اليَلَب : خالص الحَديد.

أبو عبيد ، عن الأصمعي : اليَلب : الدَّرَق.

وقيل : هي جُلود تُلبس بمنزلة الدُّرُوع.

الواحدة : يَلبة.

وهي جلود يُخرز بعضُها إلى بَعض تُلْبَس على الرُّؤوس خاصةً ، وليست على الأجساد.

ولب : أبو عُبيد ، عن أبي زيد : وَلَب إليه الشّيءُ يَلِب وُلُوباً : وَصل إليه كائناً ما كان.

ابن الأعرابي : الوالبة : نَسْل الإبل والغَنم والقَوم.

الليث : الوالبة : الزَّرعة التي تَنْبُت من عُروق الزَّرْعة الأُولى ، تَخْرج الوُسْطى فهي الأُمّ ، وتَخرج الأوالب بعد ذلك فتَتَلاحَق.

وبل : ابن الأعرابي : الوابِلة : طَرف الكَتِف.

وقال في موضع آخر : هي لَحمة الكَتِف.

وقال أبو الهيثم : الوابلة : الحَسَنُ ، وهي طَرف عَظْم العَضُد الذي يَلِي المَنْكِب ، سمِّي حَسَناً لكثرة لَحمه ، وأَنْشد :

كأنّه جَيْأَلٌ عَرْفاء عارضَها

كَلْبٌ ووابلةٌ دَسْماء في فِيها

شَمر : هي رأسُ العَضُد في حُقّ الكَتف.

أبو عبيد ، عن الكسائي : اسْتَوْبلتُ

٢٧٧

الأرْضَ : اسْتَوْخَمْتُها.

أبو زيد : استوبلتُ الأرضَ ، إذا لم تَسْتمرىء بها الطعامَ ولم تُوافقه في مَطْعمه ، وإن كان مُحِبّاً لها.

قال : والوَبيل : الذي لا يُسْتَمْرأ.

وماء وَبِيل ، ووبيء ، ووَخيم ، إذا كان غير مَرِيء.

وقال الزجاج في قوله جلّ وعزّ : (أَخْذاً وَبِيلاً) [المزمل : ١٦] هو الثَّقيل الغليظ جدّاً.

ومن هذا قيل للمَطر الشَّديد الضَّخم القَطر ، الغليظ العظيم : الوابل.

قال : وقال الكسائيّ : أرضٌ مَوبُولة ، من الوابل.

والوَبْل ، مثل الوَابل.

الليث : سحابٌ وابِلٌ.

والمطر ، هو الوَبْل.

كما يُقال : ودْق ، ووادِق.

قال : والوَبيل من المَرْعى : الوَخيم.

يقال : رَعَيْنا كلأً وَبِيلاً.

وفي (١) الحديث : «أيّما مالٍ أَدّيت زَكَاتَه فقد ذَهبت أَبَلَتُه» ، أي : وَبَلته ، فقُلبت الواو همزة.

قال شَمر : معناه شرُّه ومَضرّته.

والوَبال : الفَساد ، واشتقاقه من الوَبِيل.

عمرو ، عن أبيه ، الأَبَلة : العاهَةُ.

وفي الحديث : «لا تبع الثمر حتى تأمن عليه الأَبَلَة».

أبو نصر ، عن الأصمعي : الوَبِيل ، والمَوْبِل : العَصا الضَّخْمة.

قال : والمَوْبل أيضاً : الحُزْمة من الحَطَب ؛ وأَنشد :

زَعَمت جُؤَيّة أَنّني عَبدٌ لها

أَسْعَى بمَوْبِلها وأَكْسِبها الخَنا

والإيبالة : الْحزْمةُ من الحَطب ، ومَثَلٌ يُضْرب : ضِغْثٌ على إيبالة ، أي زِيادة على وِقْر.

الليث : الوَبيل : خشبة القَصّار التي يَدُقّ بها الثياب بعد الغَسْل.

[أبل] : وفي «نوادر الأعراب» : جاء فلانٌ في أُبُلّته ، وإبَالَته ، أي في قَبيلته.

أبو عُبيد ، عن الكسائي : أَبَلت الوَحْشُ تأبلَ أَبْلاً ، إذا جَزأت بالرُّطْب عن الماء ؛ وقال لَبيد :

وإذا حرّكتُ غَرْزِي أَجْمَرتْ

أو قِرَابي عَدْوَ جَوْنٍ قد أَبَلْ

الأصمعيّ : أَبِل الرَّجُل يَأْبَل أَبَالةً ، إذا حَذِق مَصْلحة الإبل والشاء.

__________________

(١) الكلام من هنا إلى آخر مادة (وبل) مكانه في «اللسان» (أبل) ، (إبياري).

٢٧٨

وإن فلاناً لا يَأتبل ، أي لا يَثبت على رِعية الإبل ولا يُقيم عليها فيما يُصلحها.

قال : وإبلٌ مُؤبلّة : كثيرة.

وإبلٌ أَوَابِل : قد جَزأت بالرُّطْب عن الماء.

غيره : أبّل الرَّجُل ، إذا كَثرت إبلُه ، بتَشديد الباء ، ومنه قَولُ طُفَيل الغَنوي :

فأَبّل واستَرْخَى به الخَطْب بعد ما

أَساف ولو لا سَعْيُنا لم يُؤَبِّل

شَمر : إِبلٌ أُبّلٌ : مُهملة.

ورجل أَبِلٌ بالإبِل بَيِّن الأبَلَة ، إذا كان حاذقاً بالقِيام عليها ؛ وقال الراجز :

إنّ لها لراعياً جَريّا

أَبْلاً بمَا يَنْفعها قَوِيّا

لم يَرْع مَأْزُولاً ولا مَرْعِيّا

حتى عَلَا سَنامَها عُلِيّا

وأخبرين ابن هاجك ، عن ابن جَبلة ، عن أبي عُبيدة ، أنه أنشده :

يَسُنّها أَبِلٌ ما إن يُجَزِّئها

جَزْءاً شديداً وما إن تَرْتوي كَرَعَا

سلمة ، عن الفَراء : إنّه لأَبِلُ مالٍ ، على فَعِل ، وتُرْعِيْة ، مال ، وإِزَاء مال ، إذا كان قائماً عليها.

ابن الأعرابي : الأبِيل : الرّاهب الرَّئيس ؛ وهم الأبِيلُون.

وقال غيره : هو الأَيْبُليّ ؛ وقال الأَعْشَى :

وما أَيْبُلِيّ على هَيْكل

بَناه وصَلّب فيه وصارَا

أبو نصر ، عن الأصمعيّ ، عن مُعتمر بن سليمان ، قال : رأيت رجلاً من أهل عُمان ، ومعه أَبٌ له كَبِير يمشي ، فقلت له : احْمِله. فقال : لا يَأتبل ، أي لا يَثْبت على الإبِل.

أبو نَصر : إبلٌ مُؤبَّلَة ، إذا كانت للقِنْية.

أبو زيد : سمعت رَدَّاداً الكِلابي يقول : تأبّل فلانٌ إبلٌا ، وتغنَّم غَنَماً ، إذا اتَّخذها.

والعرب تقول : إنه ليروح على فلان إبلَانِ ، إذا راحتْ إبلٌ مع راعٍ وإبِلٌ مع راعٍ آخرَ.

وأقلّ ما يقع عليه الاسم الإبل الصِّرْمة ، وهي التي جاوزت الذَّوْدَ إلى الثّلاثين.

ثم الهَجْمة ، أولها الأربعون إلى ما زادت.

ثم هُنَيدة : مِئة من الإبل.

وتجمع الإبل : آبال.

ابن الأعرابيّ : الإبَّوْلُ : طائرٌ يَنفرد من الرَّفّ ، وهو السَّطر من الطَّيْر.

قال الله جلّ وعزّ : (وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ (٣)) [الفيل : ٣].

وقال أبو عُبيد : لا واحدَ لها.

وقال غيرُه : إبّالة ، وأبابِيل ، وإبَالة ، كأنّها جماعة.

٢٧٩

وقيل : إبَّوْل ، وأَبَابِيل ، مثل : عِجَّوْل وعَجَاجِيل.

وقال الفَراء في قوله : أَبابِيلَ لا واحد لها ، مثل الشَّماطيط.

قال : وزَعم الرُّؤاسيّ أنّ واحدها إبّالة.

وسمعتُ من العَرب : ضِغْثٌ على إبّالة ، غير ممدود ، ليس فيها ياء.

ولو قال قائل : واحدها إيبالة كان صواباً ، كما قالوا : دِينار ودَنانير.

ورُوي عن ابن عباس أنه قال لما قَتل ابن آدم أخاه : تأبّلَ آدم ، أي تَرك غِشْيان حواء حُزْناً على ولده.

وأَنشد أبو عمرو :

أوابلُ كالأَوْزان حُوشٌ نُفُوسُها

يُهدِّر فيها فَحْلُها ويَريسُ

يصف نوقاً ، شَبَّهها بالقُصور سِمَناً.

أوابل : جزأت بالرُّطْب.

وتأبّل الوحشيّ ، إذا اجتزأ بالرُّطْب عن الماء.

وقال الزّجّاج في قول الله جلّ وعزّ : (طَيْراً أَبابِيلَ) [الفيل : ٣] : جماعات من هاهنا وجماعات من هاهنا.

وقيل : (طَيْراً أَبابِيلَ) : يَتبع بعضها بعضاً إبِّيلا إبِّيلا ، أي قَطيعاً خَلْف قَطيع.

اللّحيانيّ : أبَّنْت الميتَ تَأْبيناً ، وأَبَّلته تَأبيلاً ، إذا أَثْنَيت عليه بعد وفاته.

ابن الأعرابيّ : الأُبُلّة : الفِدْرة من التَّمر ؛ وأَنشد قول الهُذلي :

فيأكل ما رُضّ مِن زادنا

ويأبَى الأُبُلَّة لم تُرضَضِ

وقال ابن السِّكيت : تقول : هي الأُبُلَّة ، لأبّلة البَصْرة ؛ والأُبُلّة : الفِدْرة من التَّمر.

أبو مالك : إن ذلك الأمر ما عليك فيه أُبْلَة ولا أُبْنَة ، أي لا عَيْب عليك فيه.

ويُقال : إن فعلت ذلك فقد خَرَجْت من أَبَلَته ، أي مِن تَبِعته ومَذَمّته.

بلا : الأصمعيّ : بَلاه يَبْلُوه بَلْواً ، إذا جَرَّبه.

وبَلاه يَبْلوه بَلْواً ، إذا ابْتَلاه الله بِبَلاء.

يُقال : اللهم لا تُبْلنا إلّا بالّتي هي أَحْسن.

ويقال : أبلاه الله يُبليه إبلاءً حَسَناً ، إذا صَنع به صَنيعاً جَمِيلاً.

والبَلاء ، الاسم ؛ وقال زُهير :

جَزَى الله بالإحسان ما فَعلا بكم

وأبْلاهما خَيْرَ البَلاء الَّذي يَبْلُو

أي : صنع بهما خير الصَّنيع الذي يَبْلو به عِبَادَه.

ويُقال : بِلَى الثوبُ بِلًى وبَلَاءً ؛ وقال العجّاج :

* والدَّهر يُبْليه بلاءَ السِّرْبال*

إذا فَتحت الباء مددت ، وإذا كسرت قَصَرت ؛ ومثله : القِرَى والقَرَاء ، والصِّلَى والصَّلَاء.

٢٨٠