تهذيب اللغة - ج ١٥

محمّد بن أحمد الأزهري

تهذيب اللغة - ج ١٥

المؤلف:

محمّد بن أحمد الأزهري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٠٨

كأنها أرادت : كُنَّا القائمين بأَمره حين ولدتُه إلى أن شَب وقوي. والله أَعلم.

ومِن كلامهم السّائر : جاء فلانٌ بالطِّم والرِّمّ.

معناه : جاء بكُل شيء ممّا يكون في البَرِّ والبحر. أراد بالطِّم : البَحْر ، والأصل فيه الطَّمّ بفتح الطاء ، فكُسرت الطاء لمعاقبته الرِّم ، والرِّمّ : ما في البَرِّ من النَّبات وغَيره.

وسَمِعْتُ العرب تقول للذي يَقُش ما سَقط من الطَّعام وأَرْذَله ليأكُله ولا يتوقَّى قَذَره : فلانٌ رمّام قَشّاش.

وهو يَتَرَمّم كُلَ رُمَام ، أي يَأكُله.

وقال ابن الأعرابي : رَمّ فلانٌ ما في الغَضَارة : إذا أَكل كُلَّ ما فيها.

وقال أبو زيد : يُقال : رماه بالمُرِمّات ، إذا رَماه بالدَّواهِي.

وقال أبو مالك : هي المُسْكِتات.

ورَمِيم : اسم امْرأة.

مر : أبو عُبيد ، عن أبي زَيْدٍ ، قال : الأَمَرُّ : المَصَارِين ، يَجْتمع فيها الفَرْث ؛ وأَنْشد :

ولا تُهْدِي الأمَرَّ ومَا يَلِيه

ولا تُهْدِنّ مَعْرُوق العِظَامِ

قال : وقال الكِسَائِيّ : لَقِيتُ منه الأَمَرَّيْن والبُرَحَيْن والأَقْوَرَيْن ، أي لَقِيتُ منه الشَّرَّ.

قلت : جاءت هذه الحُروف على لَفظ الجَماعة بالنُّون عن العرب ، كما قالوا : مَرَقَة مَرَقَيْن.

وأمّا قول النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ماذا في الأَمَرَّين من الشِّفَاء» ، فإنّه مُثنًّى ، وهما الثُّفّاء والصَّبِر ، والمَرَارة في الصَّبر دون الثُّفّاء ، فغَلَّبه عليه.

وتأنيث «الأَمَرّ» : المُرّى ؛ وتَثْنِيتها : المُرَّيَان.

ومنه حديث ابن مسعود في الوصيّة : هما المُرَّيان : الإمساك في الحياة والتَّبْذِير عند الممَات.

وقال أبو عُبيد : قوله : هما المُرَّيان : هما الخَصْلتان المُرَّتان ، الواحدة : المُرَّى ، مثل الصُّغْرَى ، والكُبْرَى ، وتَثْنِيتهما : الصُّغُريان والكُبْريان ، نسبهما إلى المرارة لِمَا فيهما من مَرارة الإثم.

قال أبو عُبيد : والمُمَرّ : الحَبْلُ الذي أُجِيد فَتْلُه.

قلت : ويقال له : المرَار ، والمَر ، وأنشد ابْن الأَعْرابيّ :

ثم شَدَدْنا فَوْقَه بِمَرّ

بين خَشَاشَيْ بازلٍ جَوَرّ

وأَمْرَرْتُ الحَبْلَ أُمِرّه ، إذا شَدَدْت فَتْله.

وقوله تعالى : (سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ) [القمر : ٢] ، أي مُحْكَم قوِيّ.

قال الفَرّاء : معناه : سَيَذْهب ويَبْطُل ، من

١٤١

مَرّ يَمُرّ ، إذا ذَهَب.

قال الزّجّاج في قوله تعالى : (فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ) [القمر : ١٩] ، أي دائم الشُّؤْم.

وقيل : هو القويّ في نُحُوسَتِه.

وقيل : مُسْتَمِرّ ، أي مُرّ.

وقيل : مُسْتَمِرّ : نافذٌ ماضٍ فيما أُمِر به وسُخِّر له.

والمِرّة : القُوّة ؛ وجمعها : المِرَر.

قال الله تعالى : (ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى (٦)) [النجم : ٦].

قال الفَرّاء : (ذُو مِرَّةٍ) : مِن نَعت قوله تعالى : (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى (٥) ذُو مِرَّةٍ) [النجم : ٥ و٦].

وأَخْبرني المُنْذِريّ ، عن الحَرّاني ، عن ابن السِّكِّيت ، قال : المِرّة : القُوَّة.

قال : أَصْل المِرّة : إحْكام الفَتْل.

يُقال : أَمَرّ الحَبْلَ إِمْراراً.

قال : وسمعت أبا الهَيْثم يقول : مَارَرْتُ الرَّجُل مُمَارَّةً ومِرَاراً ، إذا عَالجْتَه لِتَصْرَعه ، وأَراد ذلك منك أيضاً.

قال : والمُمَرّ : الذي يُدْعى للبَكْرَة الصَّعْبة ليمُرّها قَبْل الرَّائِضِ.

قال : والمُمَرّ : الذي يَتَعَقَّل البَكْرَةَ الصَّعْبَة فَيَسْتَمْكن من ذَنَبها ثم يُوَتِّد قَدَميْه في الأرض كي لا تَجُرّه إذا أَرَادت الإفْلات منه.

وأَمَرّها بذَنبها : أي صَرفها شِقّاً لِشِقٍّ حتّى يذَلِّلها بذلك ، فإذا ذَلّت بالإِمْرار أَرْسلها إلى الرَّائض.

وكُلّ قُوّة من قُوى الحَبْل : مِرَّة ؛ وجَمعها : مِرَر.

قال الأصمعيّ في قول الأَخْطل :

* إذا المِئُون أمِرّت فوقه حَمَلَا*

وَصَف رَجُلاً يحتمّل الحِمَالات والدِّيَات ، فيقولُ : إذا استُوثق منه بأن يَحْمل المِئين من الإبل ديات فأُمِرّت فوق ظهره ، أي شُدّت بالمِرار ، وهو الحَبْل ، كما يُشَدّ على ظَهر البَعير حِمْلُه ، حَمَلها وأدّاها.

ومعنى قوله : «حَمَلا» ، أي ضَمِن أَدَاء ما حَمَل وكَفَل.

وقال اللِّحْياني : يُقال : أَمْرَرْتُ فُلاناً على الجِسْر أُمِرّه إِمْرَاراً ، إذا سَلَكْتَ به عليه.

قال : ويُقال : شَتَمني فلانٌ فما أَمْرَرْتُ وما أَحْلَيْت ، أي ما قلت مُرّةً ولا حُلْوة.

ويقال : مَرّ هذا الطعام في فَمِي ، أي صار مُرّاً.

وكذلك كُل شيء يَصِير مُرّاً.

والمَرَارة : الاسم.

قال : وقال بعضُهم : مَرّ الطعّام يَمَرُّ مَرَارةً. وبعضُهم : يَمُرّ. ولقد مَرِرْت يا طَعَام. وأنت تَمَرّ ؛ قال الطِّرمّاح :

١٤٢

لئن مَرّ في كِرْمان لَيْلِي لربّما

حَلَا بين شَطّيْ بابِلٍ فالمُضَيّحِ

قال : وأَنشد الفَرّاء لِبَعض العَرب ، وذكر أنّ المُفضّل أَنشده :

لِيَمْضُغني العِدا فأَمَرّ لَحْمي

فأَشْفَق من حِذاري أو أَتَاعَا

قال : وأَنْشده بعضُهم «فأفرق» ، ومعناهما : سَلَح. وأتاع ، أي قاء.

قال : ولم يَعْرف الكسائيّ «مَرّ اللحم» بغير ألف ؛ وأَنشد البيت الذي قَبْله :

ألا تلك الثَّعالبُ قد توالتَ

عليّ وحالَفت عُرْجاً ضِبَاعَا

لِتَأَكُلني فَمَرّ لهنّ لَحْمي

فأَذْرَق من حِذَارِي أو أتَاعَا

ثَعلب ، عن ابن الأَعْرابيّ : مَرّ الطّعَامُ يَمَرّ.

ومَرَّ يَمَرّ من المُرُور.

ويُقال : لقد مَرِرْتُ : من المِرّة ، أَمَرّ مَرّاً ومِرّةً ، وهي الاسم.

وقال غيره : اسْتَمَرّت مَرِيرة الرّجُل ، إذا قويت شكِيمته.

وقال الفراء في قوله عزوجل : (وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ) [القمر : ٢] معناه : سَيَذْهب ويَبْطُل.

قلت : جعله من «مَرّ يَمُرّ» ، إذا ذهب.

وقال الزّجّاج : يقال معنى قوله تعالى : (سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ) [القمر : ١٩] ، أي دائم.

وقال في قوله تعالى : (فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ) [القمر : ١٩] قال : معنى نحس : شُؤم. ومُسْتَمِرّ : دائم الشُّؤْم.

وقال في قوله تعالى : (فَمَرَّتْ بِهِ) [الأعراف : ١٨٩] ، معناه : اسْتَمرّت به ، قعدت وقامت لم يُثْقلها ؛ (فَلَمَّا أَثْقَلَتْ) [الأعراف : ١٨٩] أي دَنا وِلادُها.

وقال غيره : (سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ) [القمر : ٢] ، أي قَوِيٌّ.

وقيل : مُسْتَمِرٌّ ، أي مُرّ.

يقال : مَرّ الشيء ، وأَمَرّ ، واسْتَمَرّ ، من المَرَارة.

وقوله تعالى : (وَالسَّاعَةُ أَدْهى وَأَمَرُّ) [القمر : ٤٦] أي أشَدّ مَرارة.

ويقال : هذه البَقْلة من أَمْرَار البُقول.

والمُرّة ، للواحد.

والمُرَارة أَيضاً : بَقلة مُرّة ؛ وجَمعها : مُرَار.

قال الأصمعي : إذا أكلت الإبل المُرَارَ قَلصت عنه مَشافِرُها.

وأنما قيل لحُجْر : آكل المُرار ، لأنّ بِنتاً له كان سَباها مَلِكٌ من مُلوك سَلِيح ، يقال له : ابن هَبُولة ، فقالت بِنْت حُجْر : كأنّك بأَبِي قد جاء كأنه جَمل آكِلُ مُرَار. يعني : كاشراً عن أَنْيابه.

١٤٣

قال : وواحد المُرار : مُرارة ؛ وبها سُمِّي الرجُل.

حكاه أبو عُبيد ، عن الأصمعيّ.

والمَرْمَارُ : الرُّمّان الكَثير الماء الذي لا شَحْم له ؛ وقال الراجز :

* مَرْمَارَة مِثْل النَّقَا المَرْمُور*

والمَرْمَر : نوعٌ من الرُّخَام صُلْب ؛ وقال الأعْشَى :

كدُمْيةٍ صُوِّر مِحْرَابُها

بِمُذْهَبٍ ذي مَرْمَرٍ مائِرِ

وقال ابن شُميل : يُقال للرجل إذا اسْتقام أمْرُه بعد فَساد : قد اسْتَمَرّ.

قال : والعرب تقول : أَرْجَى الغِلْمان الذي يبدأ بحُمْقٍ ثم يَسْتمرّ ؛ وأَنْشد الأَعْرابيّ يُخاطب امرأته :

يا خَيْرُ إنِّي قد جَعلتُ أَسْتَمِرّ

أَرْفع مِن بُرْدَيّ ما كُنتُ أَجُرّ

وقال اللّيث : كُل شيء قد انقادت طُرْقَته ، فهو مُسْتَمِرّ.

ابن السِّكِّيت : يقال : فلانٌ يَصنع ذلك الأَمْر آونةً ، إذا كان يَصنعه مِراراً ويدعه مِرَاراً.

ويُقال : فلان يَصنع ذلك تاراتٍ ، ويَصنع ذلك تِيَراً ، ويَصنع ذلك ذاتَ المِرار.

معنى ذلك كُله : يَصْنعه مراراً ويدعه مراراً.

قال : المَرَارة : لكُلِّ حيوان إلّا للبعير ، فإنه لا مَرارة له.

قال : والمرّة : مزاج من أَمْزجة الجَسد.

والمَرِيرة : عِزّة النَّفس.

ومُرارة ، من الأسماء.

ومُرّة : أبو قبيلة من قُريش.

وبَطن مُرّ : موضع.

أبو عُبيد ، عن الفراء : في الطَّعام زُؤَان ، ومُرَيْرَاء ، ورُعَيْداء ، وكُلّه مما يُرْمَى به ويُخرج منه.

والأمْرار : مياه معروفة في دِيار بني فَزارة.

وفي الحديث إنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كَره من الشّاء سَبْعاً : الدَّم ، والمَرَار ، والحَياء ، والغُدَّة ، والذَّكَر ، والأُنْثيين ، والمَثانة.

قال القُتيبي : أراد المُحدثّ أن يقول : «الأَمَرّ» فقال : المَرار ، والأَمَرّ : المَصارين.

ثَعلب ، عن ابن الأعرابي : مَرْمَر ، إذا غَضِب.

ورَمْرَم ، إذا أَصْلح شأنَه.

وقال غيره : مُرَامِرَات : حروفُ هجاء قَديم لم يَبْق مع الناس منه شَيء.

قلت : سمعت أعرابيّاً يقول في كلام لهم : وَذَلٌ وَذَلٌ ، يُمَرْمِر مِرْوة ويَلُوكها.

يُمَرْمر : أصله : يُمَرِّر ، أي يَدْحُو لها على وَجْه الأرض.

١٤٤

وقال ابن السِّكيت : المَرِيرة من الحبال : ما لَطُف وطال واشْتَدّ فَتْله.

وهي : المَرَائر.

واستمر مريره ، أي قَوِي بعد ضَعْف.

ويقال : رَعَى بنو فلان المُريّان ، وهما الآلاء والشِّيح.

وفي حديث ابن الزُّبير ، قال : لما قُتل عثمان ، قُلت : لا أَستقبلها أبَداً ، فلما مات أبي انقطع بي ثم اسْتمرّت مَرِيرتي.

يقال : اسْتمرّت مريرة فلان على كذا ، إذا اسْتَحكم أَمْرُه عليه وقَوِيت شَكِيمته فيه.

وأصله من الفَتل أن يَسْتَقيم للفاتل.

وكل شيء انقادت طريقتُه ، فهو مُسْتَمِرّ.

وقوله : لا أستقبلها ، أي لم تُصبْني مُصيبة مثلها قَطّ.

وفي حديث الوحي : «إذا نَزل سَمِعت الملائكة صوتَ مَرار السِّلْسلة على الصَّفا».

المَرار ، أصله الحَبْل ، لأنه يُمَرّ ، أي : يُفْتَل.

وإن رُوِي «إمرار السلسلة» فَحسن.

يقال : أَمررت الشيء ، إذا جَرَرته ؛ قال الحادِرَةُ :

ونَقِي بصَالح مالنا أَحْسَابنا

ونُمر في الهَيْجا الرِّمَاحَ ونَدَّعِي

١٤٥

باب الثلاثي الصحيح من حرف الراء

[أبواب الراء واللام]

ر ل ن

مهمل الوجوه.

ر ل ف

استعمل من وجوهه : [رفل].

رفل : قال اللَّيْث : الرَّفْلُ : جَرُ الذَّيْل ورَكْضُه بالرِّجْلِ ؛ وأَنْشد :

يَرْفُلْن في سَرَق الحَرِير وقَزِّه

يَسْحَبْن مِن هُدَّابِه أَذْيَالا

قال : وامرأة رَافِلة ، ورَفِلة : تَجُرّ ذَيْلَها إذا مَشت وتَميس في ذلك.

وامرأة رَفْلَاء : وهي التي لا تُحْسِن المَشْي في الثّيَاب.

حكاه عن أبي الدُّقَيش.

قال : وفَرَسٌ رِفَلٌ ، وثَوْرٌ رِفَلٌ ، إذا كان طويل الذَّنَب.

قال : وبَعِيرٌ رِفَلٌ ، يُوصَف به على وَجْهين : إذا كان طَويل الذَّنَب ، وإذا كان واسع الجِلْد ؛ وأَنشد :

* جَعْد الدَّرانِيك رِفَلُ الأَجْلَاد*

قال : وامرأة مِرْفالٌ : كثيرة الرُّفُول في ثَوْبها.

وشَعَرٌ رَفَال : طويلٌ ؛ وأَنْشد :

* بفاحِمٍ مُنْسَدِلٍ رَفَالِ *

وأمّا قوله : تَرفل المَرافلا ، فمعناه : تَمْشي كل ضَرْب من الرَّفْل.

قال : ولو قيل : امرأة رَفِلة : تُطَوّل ذَيْلها وتَرْفُل فيه ، كان حَسَناً.

ومَرافل : سَويق يَنْبُوت عُمَان.

أبو عُبيد : رَفَّلْت الرَّجُل : إذا عَظّمْتَه ومَلّكته ؛ وأَنْشد :

إذا نَحن رَفَّلْنا امْرءاً ساد قَوْمَه

وإن لم يكن مِن قَبل ذلك يُذْكَرُ

وفي حديث وائل بن حُجْر : يَسْعَى وَيَتَرَفَّل على الأَقْوال.

قال شَمِر : التَّرَفُّل : التَّسَوُّد.

والتَّرْفيل : التَّسْويد.

ورُفِّل فلانٌ ، إذا سُوِّد على قَوْمه.

قال : وأَرْفل الرَّجلُ ثِيابه ، إذا أَرْخاها.

وإزار مُرْفَلٌ : مُرْخًى.

أبو عُبيد ، عن الكسائيّ : رَفّلْت الرَّكِيّةَ : أَجْمَمْتُها.

وهذا رَفَلُ الرَّكِيّة : جُمّعتها.

قال شَمِر : لا أَعْرف : «رَفَّلت الرَّكِيّة» لغير

١٤٦

الكِسائيّ.

وقال الخَليل : المُرَفّل من أجزاء العَروض : ما زِيد في آخر الجزء سَبَب آخر ، فيصير مستفعلان مكان مستفعلن.

ابن السّكّيت ، عن الأصمعيّ : فرسٌ رفَلٌ ورِفَنٌّ ، إذا كانَ طَويل الذَّنَب.

وفي حديث : مثل الرّافلة في غَير أَهلها كالظّلمة يومَ القيامة.

والرَّافلة : المُتَبَرِّجة بالزِّينة.

يقال : رفل إزارَه ، وأَسْبَله ، وأَغْدفه ، وأَذاله ، وأَرْخاه.

والرِّفْلُ : الذِّيْل.

ر ل ب

ربل ، برل ، بلر.

ربل : أبو عُبيد ، عن أبي زيد : الرَّبْلَة : باطِنُ الفَخِذ.

وجمعها : الرَّبَلَات.

ولكُل إنسان رَبْلَتان.

وقال اللّيث : امرأة رَبِلَةٌ : ضَخْمة الرَّبَلات.

قال : ويُقال : امرأة رَبْلَاء ، رَفْغاء ، أي ضَيِّقة الأَرْفاغ ؛ وأَنشد :

كأنّ مَجامِع الرَّبَلات مِنها

فِئَامٌ يَنْهَدُون إلى فِئَامِ

أبو عُبيد ، عن الأصمعيّ : الرَّبْلُ : ضُروب من الشَّجر إذا بَردَ الزّمانُ عليها وأَدْبر الصَّيْفُ تَفَطَّرت بِوَرَقٍ أَخْضَر من غير مَطر.

يُقال منه : تَرَبَّلت الأَرْضُ.

وقال الليثُ : نَحْوَه.

وأَرْض مِرْبَال. وقد أَرْبلت الأرض : لا يَزال بها رَبْلٌ.

أبو عُبيد : من أَسماء الأسد : الرّيبال.

قلت : هكذا سمعتُه بغير همز ، ومن العرب من يَهمز ويَجْمعه : رآبِلةَ.

ويقال : ذئب رِيبَالٌ.

ولصٌ رِيبال.

قال اللَّيث : وهو من الجُرأة وارْتصاد الشَّرّ.

وفعل ذلك من رَأْبَلته وخُبْثه.

وتَرأبل تَرَأْبُلاً ، ورَأْبَل رَأْبَلة.

وقال غيره : رَبَل بنو فلان يَرْبُلون : كَثُر عَدَدُهم.

ورَبَلت المَراعِي : كثُر عُشْبها ؛ وأَنْشد الأصمعيّ :

وذُو مُضاضٍ رَبَلَت منه الحُجَرْ

حيث تَلاقَى واسطٌ وذُو أَمَرْ

قال : الحُجَر : دارات في الرَّمْل.

والمُضاض : نَبْت.

والرَّبَالة : كَثْرة اللّحم.

ورَجُلٌ رَبِيل : كَثير اللحم.

١٤٧

سَلمة ؛ عن الفراء : الرِّيبال : النَّباتُ المُلْتَفُّ الطَّويل.

وقال ابن الأعرابي : الرَّبَال : كَثْرة اللَّحم والشَّحم.

والرَّبِيلة : المَرأَةُ السَّمِينة.

برل : أبو عُبَيد ، عن الفَرّاء ، البُرَائِل : الّذي يَرْتفع مِن ريش الطّائر فَيَسْتَدير في عُنُقه ؛ وأَنشد :

ولا يَزال خَرَبٌ مُقَنَّعُ

بُرَائلَاه والجَنَاح يَلْمَعُ

وقال اللّيث : البُرْؤُلة ؛ والجمعُ : البُرَائل ، للدِّيك خاصّة.

ثَعلب ، عن ابن الأعرابي : أبُو بُرائل كُنْية الدِّيك.

بلر : قلت : البِلّوْر : الرّجُل الضّخْم الشُّجَاع.

وأمّا البِلَوْر ، المعروف ، فهو مُخفَّف اللام.

ر ل م

اسْتُعمل من وُجُوهه : [رمل].

رمل : ابن بُزُرْجَ : يُقال : إنّ بَيْت بني فُلانٍ لضَخْمٌ وإنهم لأَرْمَلة ما يَحْملونه إلّا ما اسْتَفْقَروا له ؛ يَعْني : العارِيَةَ.

ويُقال للفقير الذي لا يَقْدر على شيء من رَجُل أو امرأة : أَرْملة ، ولا يُقال للمرأة التي لا زَوْج لها وهي مُوسرة : أَرْمَلة.

يعني : أنّهم قومٌ لا يَمْلكون الإبل ولا يَقْدرون على الارْتحال إلّا على إبل يَسْتَفقِرونها ، أي يَسْتعيرونها ، من : أَفْقَرْتُه ظَهْر بَعيري ، إذا أَعَرْتَه إيّاه.

وقال ابن السِّكيت : الأرامل : المَساكين ، من جماعة رِجَالٍ ونِساء.

ويقال لهم : الأرامل ، وإن لم يكن فيهم نِساء.

ويقال : جاءت أَرْمَلة وأَرامل ، وإن لم يكن فيهم نساء.

وعامٌ أَرْملُ : قليلُ المَطر. وسنة رَمْلَاء.

وقال اليَزيدي : أَرْمَلت المرأةُ : صارت أَرْمَلَة.

قال شَمِر : رَمَّلت المرأةُ من زَوْجها.

وهي أَرْمَلة.

ويقال للذكر : أَرْمل ، إذا كان لا امْرأة له.

وقال القُتيبي : يقال للمرأة التي لا زَوج لها : أَرْمَلة.

وجَمْعها : الأرَامل.

والعَرَبُ تقول للرَّجُل الذي لا امرأة له : أَرْمَل.

وكذلك : رَجُلٌ أَيِّم وامْرأة أَيِّمة ؛ وقال الراجز :

أُحِبُّ أَن أَصْطَاد ضَبّاً سَحْبَلَا

رَعَى الرّبِيعَ والشِّتاء أَرْمَلَا

قال ابن الأنباري : الأَرْمَلة : التي مات عنها زَوْجُها : سُمِّيت أرملة لذَهاب زادِها

١٤٨

وفَقْدها كاسِبها ومَن كان عيشُها صالحاً به ؛ من قول العَرب : أَرْمل الرَّجُلُ ، إذا ذهب زادُه.

قال : ولا يُقال لِلرَّجُل إذا ماتت امرأته : أَرْمل ، إلَّا في شذوذ ، لأنّ الرَّجُل لا يَذْهب زَادُه بموت امرأته : إذا لم تكن قَيِّمة عليه ؛ والرَّجُل قَيِّم عليها تَلْزمه عَيْلُولتها ومُؤْنتها ، ولا يلزمها شيءٌ من ذلك.

ورُدّ على القُتَيبي قولُه فيمن أوْصى بماله للأَرَامل أنهُ يُعطى منه الرِّجال الذين ماتت أَزْوَاجُهم ؛ لأنّهُ يُقال : رَجُلٌ أَرْمل ، وامْرأة أَرْمَلة.

قال أبو بكر : وهذا مِثل الوصيّة للجواري ، لا يُعْطى منه الغِلْمان. ووصِيّة الغِلمان لا يُعْطى منه الجوارِي ، وإن كان يُقال للجارية : غلامة.

وقال اللّيث : الرّمْل : معروف ؛ وجمعه : الرِّمَال.

والقِطعة منه : رَمْلة.

ثعلب ، عن ابن الأعرابي : المِرْمَلُ : القَيْدُ الصَّغِير.

وعامٌ أَرْمَلُ : قَلِيلُ الخَيْرِ.

وقال أبو عمرو : الأرْمل : الأبْلَق.

وقال أبو زيد : نعجةٌ رَمْلاء ، إذا اسْوَدَّت قوائمُها كُلّها وسائرها أَبْيض.

ويُقال لِوَشْي قوائم الثَّور الوَحْشِيّ : رَمَلٌ ؛ واحدتها : رَمَلة ؛ وقال الجَعْدِيّ :

كأَنّها بَعْد ما جَدَّ النَّجَاء بها

بالشَّيِّطَيْن مَهَاةٌ سُرْوِلَتْ رَمَلَا

وفي حديث أُمّ معبد : وكان القومُ مُرْمِلين مُسْنِتين.

قال أبو عُبيد : المُرْمِل : الذي نفد زادُه ؛ ومنه حديث أبي هُرَيرة : كُنَّا مع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم في غَزاة فأَرْمَلْنا وأَنْفَضْنا.

ويُقال : أرْمل السّهم إرْمالاً ، إذا أصابه الدّمُ فبقي أثَرُه ؛ وقال أبو النَّجم يَصف سِهاماً مُحْمَرَّةَ الرِّيش :

مُحْمَرَّةَ الرِّيش على ارْتِمالها

مِن عَلَقٍ أَقْبَل في شِكَالِهَا

وأُرْمُولة العَرْفج : جُذْمُوره ؛ وجَمعها : أَراميل ؛ قال :

* قُيِّد في أَرَامِل العَرَافِج*

أبو عُبَيد : رَمَلْت الحَصِير ، وأَرْمَلْته فهو مَرْمُول ومُرْمَل ، إذا نَسَجْته.

وفي الحديث : إنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان مُضْطجعاً على رُمَال حَصير قد أَثَّر في جَنْبه؛ وقال الشاعر :

إذ لا يَزال على طَرِيقٍ لاحِب

وكأنّ صَفْحته حَصيرٌ مُرْمَلُ

ويُقال : رُمِّل فلانٌ بالدَّم ، وضُمِّخ بالدم ، وضُرِّج بالدم ، كُلّه إذا لُطِّخ به.

وقد تَرَمّل بِدَمه.

١٤٩

والرَّوَامِل : نَواسِج الحَصِير.

الواحدة : رامِلة.

وقد أَرْمَلْته ؛ وأنشد أبو عُبَيد :

* كأنّ نَسْج العَنكبُوت المُرْمَل *

وقال اللّيث : غلامٌ أُرمولة ، كقولك بالفارسيّة «زاذه».

قلت : لا أعرف «الأُرمولة» عربيَّتها ولا فارسيّتها.

ويقال : خَبيص مُرْمَل ، إذا عُصِد عَصْداً شَدِيداً حتى صارت فيه طَرائِقُ مَدْخُونة.

وطَعَامٌ مُرَمَّل ، إذا أُلقي فيه الرَّمْل.

والرَّمَل : ضَربٌ من عَرُوض يجيء على : فاعلاتن فاعلاتن ؛ وقال الراجز :

لا يُغْلب النازع ما دام الرَّمَل

ومن أَكَبَّ صامتاً فقد حَمَل

ويقال : رَمَل الرَّجُل يَرْمُل رَمَلاناً ، إذا أَسْرع في مَشْيه ، وهو في ذلك يَنْزُو.

والطائف بالبَيت يَرْمُل رَمَلَاناً اقتداءً بالنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وبأَصْحابه ، وذلك أنهم رَمَلُوا لِيَعْلَم أهلُ مكة أنّ بهم قوةً ؛ وأَنْشد المُبَرِّد :

ناقتُه تَرْمُل في النِّقَال

مُتْلف مالِ ومُفِيد مالِ

قال : النِّقال : المُناقلة ، وهو أن تَضع رجلَيْها مواقع يَدَيْها.

ثعلب ، عن ابن الأعرابي : الرَّمَلُ : المَطر الضَّعيف.

رواه أبو عمرو ، عن ثعلب.

أبو عُبيد ، عن الأموي : أصابهم رَمَلٌ مِن مَطر ، وهو القَلِيل.

وجمعه : أَرْمَالُ.

والرَّثَان ، أقوى منها.

قال شمر : لم أَسمع «الرّمل» بهذا المعنى إلا للأمويّ.

(أبواب) الراء والنون

ر ن ف

رنف ، رفن ، نفر ، فرن.

رنف : أبو عُبيد ، عن أبي عُبيدة : الرَّانفة : ناحيةُ الأَلْية ؛ وأَنْشد :

مَتَى ما نَلْتَقِي فَرْدَيْنِ تَرْجُفْ

روانِفُ ألْيَتَيْك وتُسْتَطَارَا

وقال اللّيث : الرَّانف : ما اسْتَرْخَى من الأَلْية للإِنْسان.

قال : وأَلْيَةٌ رانِفٌ.

وقال غيره : أَرْنف البعير إرنافاً ، إذا سار فَحرَّك رَأْسه فتقدَّمت هامَتُه.

أبو عُبيد : الرَّنَفُ : بَهْرَامَجُ البَرّ.

ويقال : رَنَف ، وأَرْنف.

رفن : ابن السِّكِّيت ، عن الأصمعي : فرسٌ رِفَلٌ ورِفَنٌ ، إذا كان طويلَ الذَّنَب ؛ وأنشد :

١٥٠

* يَتْبَعْن خَطْو سَبِطٍ رِفَلِّ*

وقال النَّابِغة :

بكُلِّ مُجَرِّبٍ كاللَّيْثِ يَسْمُو

إلَى أوْصَال ذَيَّالٍ رِفَنِ

ثعلب ، عن ابن الأعرابي : الرَّفْن : النَّبْض.

والرَّافِنة : المُتَبَخْترة في بَطَر.

أبو عُبيد ، عن الأصمعيّ : المُرْفَئِنّ : الذي نَفَر ثم سَكَن ؛ وأنشد :

ضَرْباً وِلَاءً غَيْرَ مُرْثَعِنّ

حتى تَرَنّى ثم تَرْفَئِنّي

فرن : ثَعلب ، عن ابن الأعرابيّ : الفارِنَةُ : خَبَّازة الفُرْنيّ.

وقال اللَّيث : الفُرْنيّ : طَعَام.

الواحدة : فُرْنِيّة ، وهي خُبْزة مُسَلّكَة مُصَعْنَبة تُشْوى ثم تُرْوَى لَبَناً وسَمْناً وسُكَّراً.

ويُسمَّى ذلك المُخْتَبَز : فُرْناً.

نفر : أبو عُبيد ، عن أبي زَيد : النَّفَر ، والرَّهْط : ما دُون العَشرة من الرِّجال.

وقال أبو العبّاس : النَّفَر ، والقوم ، والرَّهْط ، هؤلاء معناهم : الجمع ، لا واحدَ لهم من لفظهم ، للرِّجَال دون النِّساء.

اللّيث : يُقال ، هَؤلاء عشرة نَفَر ، أي عَشرة رِجَال.

ولا يقال : عِشْرون نفراً ، ولا ما فوْق العَشرة.

وقال الفَرَّاء : يقال : ليلة النَّفْر والنَّفَر ؛ وهم النَّفَر من القوْم.

قال : ونَفَرة الرَّجُل ، ونَفْره : أُسرته ؛ تقول : جاء في نَفْرته ، ونَفْره ؛ وأَنْشد :

حَيَّتْك ثمَّتَ قالتْ إنّ نَفْرَتنا

أَليومَ كُلَّهُم يا عُرْوَ مُشْتَغِلُ

قال : ونَفر القومُ يَنْفِرون نَفْراً ونَفِيراً.

ونَفرت الدّابةُ تَنْفِر وتَنْفُر نُفُوراً ونفَاراً.

ونفر الجُرْحُ ، إذا وَرِمَ ، نُفُوراً.

ويقال : للأُسرة أيضاً : النُّفُورة.

يقال : غابَت نُفُورَتُنا ، وغَلَبت نُفُورتُنا نُفُورَتَهم.

قال : ونافرتُ الرَّجُلَ مُنافرةً ، إذا قاضَيْتَه.

وقال أبو عُبيد : المُنافرة ، أن يَفْتخر الرَّجُلان كُلّ واحد منهما على صاحبه ، ثم يحكِّما بينهما رجلاً ، كفِعل عَلقمة بن عُلاثة مع عامر بن الطُّفَيل حَيث تنافر إلى هَرِم بن قُطْبة الفَزاريّ ؛ وفيهما يقول الأَعْشى :

قد قلتُ شِعْري فمضى فيكُما

واعْتَرف المَنْفُور للنّافِر

والمَنْفُور : المَغْلوب. والنافِر : الغالِب.

وقد نَفَره يَنْفِره ويَنْفُره نَفْراً ، إذا غَلبه.

ونَفّر الحاكمُ أحدَهما على صاحبه تَنْفِيراً.

١٥١

وقال ابن الأعرابي : النافر : القامِرُ.

قال : هو يوم النّحْر ، ثم يوم القَر ، ثم يوم النَّفْر الأَول ، ثم يوم النَّفْر الثاني.

هكذا قال أبو عُبيد.

ويقال : فلانٌ لا في العِير ولا في النَّفِير.

قيل : هذا المَثل لقُريش من بين العَرب ، وذلك أن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم لمّا هاجر إلى المَدِينة ونَهض منها لِيَلْقى عِيرَ قُريش سَمِع مُشْركو قُرَيش بذلك فنَهضُوا ولَقَوْه بِبَدْر ليأمَن عيرُهم المُقْبِلُ من الشام مع أبي سُفيان ، فكان من أمرهم ما كان ، ولم يكن تخلّف عن العِير والقتال إلّا زَمِنٌ أو مَن لا خَير فيه ، فكانوا يقولون لمن لا يَسْتَصلحونه لمهمّ : فلان لا في العِير ولا في النَّفِير.

فالعِيرُ : مَن كان منهم مع أبي سفيان ؛ والنَّفير : من كان منهم مع عُتْبة بن رَبيعة قائِدهم يوم بَدْر.

واستنفر الإمامُ الناسَ لجهاد العَدوّ فنَفَروا يَنْفرون ، إذا حَثّهم على النّفير ودَعاهم إليه ، ومنه قول النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «وإذا اسْتُنْفِرتم فانْفِروا».

ويقال : اسْتنفرت الوَحش وأَنْفرتها ، ونَفَّرْتُها ، بمعنًى واحد.

فنَفرت تَنْفِر ، واسْتنفرت تَسْتَنفر ، بمعنًى واحد ؛ ومنه قول الله عزوجل : (كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ * فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ) [المدثر : ٥٠ و٥١].

وقُرئت : «مُسْتَنْفِرَةٌ» بكسر الفاء ؛ بمعنى : نافِرة.

ومن قرأ : مُسْتَنْفَرة فمعناها : مُنَفَّرة ، وأَنشد ابن الأَعرابيّ :

اضرب حِمَارَك إنّه مُسْتَنْفِر

في إِثْر أَحْمِرةٍ عَمَدْن لِغُرَّبِ

أي : نافر.

وفي حديث عُمر أنّ رجلاً في زمانه تَخلَّل بالقَصَب فَنَفَر فُوهُ ، فنَهى عن التخلُّل بالقَصَب.

قال أبو عُبيد ، عن الأصمعي والكِسائي : نَفَر فَمُه : أي وَرِم.

قال أبو عُبيد : وأُراه مأخوذاً من : نفار الشيء من الشيء ، إنما هو تَجافيه عنه وتَباعده منه ، فكأنّ اللحم لما أنكر الداء نَفَر منه ، فَظَهر ، فذلك نِفَارُه.

أبو عُبيد : رَجُل عِفْرٌ نِفْرٌ ، وعِفْريَةٌ نِفْرِيَةٌ ، وعِفْريتٌ نِفْريتٌ ، وعُفَارِيَةٌ ، نُفَاريَةٌ ، إذا كان خَبِيثاً مارداً.

ثعلب ، عن ابن الأعرابي : النَّفَائر : العَصافِيرُ.

وقوله تعالى : (وَجَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً) [الإسراء : ٦] نَفير ، جمع نَفْر : مثل ، الكَلِيب والعَبِيد.

ونَفْر الإِنسان ، ونَفَره ، ونَفْرته ، ونَفِيره ، ونَافرته : رَهْطه الذين يَنْصرونه ، ومنه قوله

١٥٢

تعالى : (وَأَعَزُّ نَفَراً) [الكهف : ٣٥] أي قوماً يَنْصُرونه.

(وَما يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُوراً) [الإسراء : ٤١] أي تباعُداً عن الحقّ.

يقال : نَفَر يَنْفِر نُفُوراً.

(وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً) [الإسراء : ٤٦] أي نافرين ، مثل : شاهد وشُهُود.

ر ن ب

رنب ، نرب ، ربن ، برن ، نبر ، بنر.

رنب : قال اللّيث ، الأرْنبُ : الذَّكَر يقال له : الخُزَز.

والأنثى : أرْنَب.

وأجاز غيره أن يُقال للذّكر : أَرْنب ؛ وجمعه : الأرانب.

والأرْنبة : طَرف الأنْف.

وجمعها : الأرانب أيضاً.

يقال : هم شُمّ الأُنُوف واردةٌ أَرَانبهم.

وقال الليث : أرضٌ مُرْنِبَةٌ : كثيرة الأرانب.

وقال أبو عبيد : أرض مُؤَرْنِبَةٌ ، من الأرانب.

قلت : ومنه قول الشاعر :

* كُرَاتُ غُلَام مِنْ كِسَاءٍ مُؤَرْنَب *

فكان في العربيّة مُرَنَّب ، فرُدَّ إلى الأَصْل.

وقال الليثُ : أَلف «أَرنب» زائدة.

قلت : وهي عند أكثر النَّحْوِيِّين قَطْعِيَّة.

وقال : لا تجيء كلمة في أولها ألف فتكون أصلية ، إلا أن تكون الكلمة ثلاثة أحرف مثل : الأَرْض ، والأمر ، والأَرش.

عمرو عن أبيه ، قال : المَرْنَبَة : القَطيفة ذات الخَمْل.

وقال اللّيث : يقال : كساءٌ مَرْنَبَانِيّ ، ومُؤَرْنَب.

فأمَّا المَرْنَباني : فالذي لونُه لون الأرنب.

وأَمَّا المُؤَرْنَب : فالذي يُخْلط غَزْلُه بوَبَر الأرْنب.

وقرأتُ في «كتاب اللّيث» في هذا الباب : المَرْنَب : جُرَذٌ في عِظَمِ اليَرْبُوعِ قَصِيرُ الذَّنَب.

قلتُ : هذا خطأ ، والصوابُ : الفِرْنِب ، بالفاء مَكسورة. ومن قال : مَرْنَب ، فقد صَحَّف.

نرب : قال اللّيثُ : النَّيْرَبُ : النَّمِيمة.

ورَجُلٌ نَيْرَبٌ : ذُو نَيْرَبٍ ، أي نَمِيمَة.

وقد نَيْرَبَ فهو يُنَيْرِب ، وهو خَلطُ القول ، كما تُثيرُ الرِّيحُ التُّرَابَ على الأرْض فتَنْسُجُه ؛ وأَنْشَد :

* إذا النَّيْرَبُ الثَّرْثَارُ قال فأَهْجَرا*

ولا تُطْرح الياء منه لأنها جُعلت فصلاً بين الرّاء والنُّون.

قال : والنّيْرب : الرَّجُلُ الجَلد.

١٥٣

ورَوى أبو العباس ، عن عمرو ، عن أبيه ، أنه قال : الْنَّيْرَبة : النَّميمة.

ربن : قال اللّيثُ : أَرْبَنْتُ الرَّجُلَ ، إذا أَعْطَيْتَهُ رَبُوناً ، وهو دَخيل ، وهو نحو : عَرْبُون.

أبو عَمرو : الْمُرْتَبِنُ : المُرْتفع فَوق المَكان.

قال : والمُرْتَبِىء ، مثله ؛ وقال الشاعر :

ومُرْتَبِنٍ فَوْقَ الْهضَابِ لفَجْوَةٍ

سَمَوْتُ إِليه بالسِّنَانِ فَأدْبَرَا

ورُبَان كلّ شيء : مُعظمه وجَمَاعته.

وقيل : رُبّان الشَّبَاب : أَوَّلُه ؛ ومنه قوله :

وإنما العَيْشُ بِرُبَّانِه

وأَنتَ مِنْ أَفْنَانِهِ مُفْتَقِرْ

ورُبّان السَّفينة : الذي يُجْرِيها.

ويُجمع : رَبَابِين.

قلت : وأَظُنُّه دَخِيلاً.

ويُقال : الرَّبانِيّون : الأَرْبَاب.

برن : البَرْنِيّ : ضَرْبٌ مِن التَّمْر أَحْمر مُشْربٌ صُفْرة ، كَثِير اللِّحاء عَذْب الحَلَاوة.

ويقال : نَخْلةٌ بَرْنِيّة ، ونَخْلٌ بَرْنِيّ ؛ وقال الرَّاجز :

* بَرْنيّ عَيْدَانٍ قَليل قِشْرُه*

وقال ابن الأعرابي : البَرَانيّ ؛ الدِّيَكة.

الواحد : بَرْنِيّة.

وقال اللَّيث : البَرانِيّ ، بلغة أهل العراق : الدِّيَكة الصِّغار أَوّلَ ما تُدْرِك.

الواحد : بَرْنِيّة.

قال : والبَرْنِيّة : شِبْه فَخَّارة ضَخْمة خَضْراء مِن القَوارير الثِّخان الواسعة الأَفْواه.

نبر : الحَرَّانيُّ ، عن ابن السِّكِّيت : النَّبْر ، مصدر :

نَبَرْتُ الحَرْفَ أَنْبُره نَبْراً ، إذا هَمَزْتَه.

قال : والنِّبْر : دُوَيْبّة أَصْغر من القُراد تَلْسع فَيَحْبط مَوْضِعُ لَسْعتِه ، أي يَرِم.

والجمع : أَنْبار ؛ وقال الرّاجز وذَكر إبِلاً سَمِنت وحَمَلت الشُّحوم :

كأنّها من بُدُنٍ واسْتِيفَارْ

دَبَّت عليها ذَرِبَاتُ الأَنْبارْ

يقول : كأنها لَسَعَتْها الأَنْبار فوَرِمت جُلودُها وحَبِطَت.

وفي حَديث حُذيفة أنه قال : تُقْبض الأمانةُ مِن قَلْب الرَّجُل فيَظَلّ أثَرُها كأَثر جَمْرٍ دَحْرَجْتَه على رِجْلك فنَفِط ، تَراه مُنْتَبِراً وليس فيه شيء.

قال أبو عُبيد : المُنْتَبِر : المُنْتَفَطِ.

وقال اللّيث : النَّبْر بالكلام : الهَمْز.

قال : وكُل شيء رفع شيئاً ، فقد نَبَره.

قال : وانْتَبر الجُرْحُ ، إذا وَرِم.

وانْتبر الأميرُ فوق المِنْبر.

ورَجُلٌ نَبَّارٌ بالكلام : فصيحٌ بَلِيغ.

١٥٤

قال ابن الأَنباريّ : النَّبْر عند العرب : ارتفاع الصَّوْت.

يقال : نَبر الرَّجُل نَبْرَةً ، إذا تكلّم بكلمة فيها عُلُوٌّ ؛ وأنشد :

إني لأَسْمع نَبْرَةً مِن قَوْلها

فأكاد أن يُغْشَى عليّ سُرُورَا

وسُمِّي المِنْبر : مِنْبراً ، لارتفاعِه وعُلُوّه.

قال اللَّيث : والنِّبر ، من السِّباع : ليس بدُبٍّ ولا ذئب.

قلت : ليس النِّبر من جِنس السِّباع إنما هو دابّة أَصْغر من القُراد ، والذي أَراد اللَّيْث : الببر : بباءين ، وهو من السِّباع ، وأحسبه دَخِيلاً ، وليس من كلام العرب ، والفُرْس تسميه : بَبْراً.

الأَنْبار : أَهْراء الطَّعام.

واحدها : نِيْرٌ.

ويُجمع : أنابير ، جَمْع الجمع.

وسُمِّي الهُرْي : نِبْراً ؛ لأن الطّعام إذا صُبّ في مَوْضعه انْتَبر ، أي ارْتفع.

ثعلب ، عن ابن الأَعرابي : المَنْبُور : المَهْموز.

قال : والنَّبْرة : صَيْحة الفزع.

والنَّبرة : الهَمْزة.

يُقال : نبرت الحَرْف ، إذا هَمَزْتَه.

وفي الحديث أنه لما قيل له : يا نبىء الله. قال : «إنّا مَعْشَرَ قُرَيْش لا نَنْبِر».

وفي الحديث : «إن الجُرح يَنْتَبر في رَأس الحَوْل» ، أي يَرِم ويَنْفَط.

بنر : أبو العبّاس ، عن ابن الأَعرابي ، قال : المَبْنور : المُخْتَبَر.

ر ن م

رنم ، مرن ، نمر ، رمن.

رنم : أبو عُبَيد ، عن الأصمعيّ : مِن نَبات السهل : الحُرْبُثُ ، والرَّنَمة ، والتَّرِبَة.

قال شَمِر : رَواه المِسْعِريّ ، عن أبي عُبيد : الرَّنَمة.

وهو عِنْدنا : الرَّتَمة ، مِن دِقّ النَّبَات معروف.

وأَخبرني المُنذرِيّ ، عن أبي العَبّاس ، عن ابن الأعرابي ، قال : الرَّنَمة ، بالنُّون : ضَرْبٌ من الشَّجَر.

قلت : لم يَعرف شَمِر الرَّنمة فظنّ أنه تَصْحيف ، وصَيَّره الرَّتَمة ، والرَّتَمة : من الأَشجار الكِبَار ذات السّاق ؛ والرّنَمة ، من دِقّ النَّبات.

وقال اللَّيث : الرّنِيم : تَطْريب الصّوْت.

والترنُّم ، منه. والحمامة تَتَرَنَّم. والمُكّاء ، في صوته تَرْنِيم.

والقوسُ والعُود ما اسْتَلْذذت صَوْته فله تَرْنِيم ؛ وقال ذو الرُّمّة يَصِف الجُنْدُبَ :

كأنّ رِجْلَيْه رِجْلَا مُقْطِفٍ عَجِلٍ

إذا تَجَاوَبَ من بُرْدَيْه تَرنِيمُ

١٥٥

أراد ب «بُرْدَيْه» : جَناحَيْه. وله صريرٌ يَقع فيها إذا رَمِض فَطار ، وجَعَله تَرنِيماً.

ثَعلب ، عن ابن الأعرابي ، قال : الرُّنُم : المُغَنِّيات المُجِيدات.

قال : والرُّنُم : الجَوَارِي الكَيِّسات.

رمن : الرُّمَّان ، معروف ، من الفَواكه ؛ قال الله تعالى في صِفة الجِنان : (فِيهِما فاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ (٦٨)) [الرحمن : ٦٨].

يقول القائل الذي لا يَعرف العربيَّة وحُدودَها : إنّ الله عزوجل قال : (فِيهِما فاكِهَةٌ) ثم قال : (وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ) دلّ بالواو أنّ النخل والرُّمّان غير الفاكهة ، لأن الواو تَعْطف جُمْلة على جُملة.

قلت : وهذا جَهل بكلام العَرب ، والواو دَخلت للاختصاص ، وإن عُطِف بها.

والعرب تَذْكر الشيءَ جُملةً ثم تَختَصّ من الجملة شيئاً ، تَفضِيلاً له وتَنبيهاً على ما فيه من الفضيلة ، وهو من الجملة ؛ ومنه قول الله عزوجل : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى) [البقرة : ٢٣٨] فقد أمرهم بالصَّلوات جُملة ، ثم أَعاد الوُسطى تَخصيصاً لها بالتَّشديد والتأكيد ، وكذلك أعاد النَّخل والرُّمان ترغيباً لأهل الجَنَّة فيهما ؛ ومن هذا قوله عزوجل : (مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ) [البقرة : ٩٨] ، فقد عُلم أنَّ جِبريل وميكال دَخَلا في الجملة ، وأُعيد ذكرهما دلالةً على فَضلهما وقُربهما مِن خالقهما.

ورَمّان ، بفتح الراء : موضعٌ.

ويُقال لِمَنبت الرُّمّان : مَرمَنة ، إذا كَثُر فيه أُصُوله.

والرُّمّانة ، تُصغّر : رُمَيمينة.

مرن : قال اللَّيثُ : مَرَن الشّيءُ يَمرُن مُرُوناً ، إذا استَمَرّ وهو لَيِّن في صَلَابة.

ومَرَنَت يَدُ فلانٍ على العَمل ، أي صَلُبت واستَمَرّت.

ومَرَنَ وَجهُ الرَّجُل على هذا الأمر.

وإنه لَمُمَرَّنُ الوَجه ؛ قال رُؤبة :

* فِرَارُ خَصمٍ مَعلٍ مُمَرَّنِ *

والمَصدر : المُرُونة.

وقال شَمِر : مَرَنت الجِلدَ أَمرُنه مَرْناً ، ومَرَّنتُه تَمريناً.

وقد مَرَن الجِلد ، أي لانَ.

وأَمْرَنْت الرَّجُلَ بالقَوْل ، حتى مَرَن ، أي لانَ.

وقد مَرَّنُوه ، أي لَيَّنُوه.

وناقة مُمَارِنٌ : ذَلُولٌ مَرْكُوبَة.

والمارِنُ : ما لانَ مِن الأَنْف.

وقال الفَرّاء : يقال : مَرَد فلانٌ على الكلام ، ومَرَن ، إذا اسْتَمرّ فلم يَنْجع فيه.

١٥٦

وقال أبو عُبيد : مَرَنت الناقة أَمْرُنها مَرْناً ، إذا دَهنت أَسْفل خُفِّها بدُهْنٍ من حَفًى بها.

وقال الأصمعيّ : يقال للناقة إذا ضَربها الفَحل مِراراً فلم تَلْقَح : مُمَارِنٌ.

وقد مَارَنَت مِرَاناً.

ونحو ذلك قال ابن شُمَيل.

قال : وناقةٌ مِمْرانٌ ، إذا كانت لا تَلْقَح.

قال أبو عمرو : التَّمرين : أن يَحْفى الدابّة فيرقّ حافرُه فتَدْهَنه بدُهْن ، أو تَطْليه بأَخثاء البَقَر وهي حارّة ؛ وقال ابن مُقْبل يَصف باطن مَنْسِم البَعير :

فرُحْنَا بَرَى كُلُّ أَيْديهما

سَرِيحاً تَخَدَّم بَعد المُرون

وقال أبو الهَيثم : المَرْن : العمل بما يُمَرِّنها ، وهو أن يَدْهَن خُفَّها.

وقال ابن مُقبل أيضاً :

يا دارَ سَلْمى خَلَاءً لا أُكَلِّفها

إلا المَرَانة حتى تَعْرِف الدِّينا

قال أبو عمرو : المَرانة هَضْبة من هَضبات بني عَجلان ، يُريد : لا أُكَلِّفها أن تَبْرح ذلك المكان وتَذْهب إلى موضع آخر.

وقال الأصمعي : المَرَانة : اسم ناقة كانت هاديةً بالطَّرِيق.

وقال : الدِّين : العَهد والأَمر الذي كانت تَعْهده.

ويُقال : المرانة : السُّكوت الذي مَرَنت عليه الدَّارُ.

وقيل : المَرانة : مَعْرفتُها.

أبو عُبيد : يقال ما زال ذلك دِينك ، ودَأْبَك ، ومَرِنَك ، ودَيْدَنك ، أي عادتك.

وقال ابن السِّكّيت : الأَمْران : عَصَبُ الذِّرَاعَيْن ؛ وأَنشد بيت الجَعْديّ :

فَأَدَلّ العَيْرُ حتى خِلْته

قَفَص الأَمْران يَعْدُو في شَكَلْ

قال صَحْبِي إذْ رَأَوْه مُقْبِلاً

ما تَراه شَأْنَه قُلْتُ أدَلّ

قال : أدل ، من الإِدْلال.

وأنشد غيرُه لِطَلْق بن عَدِيّ :

* نَهْدُ التِليل سالم الأَمْران *

ثعلب ، عن ابن الأعرابي : يومُ مَرْنٍ ، إذا كان ذا كُسْوة وخِلَع.

ويومُ مَرْنٍ ، إذا كان ذا فِرار من العدوّ.

نمر : قال اللَّيْثُ : النَّمِرُ : سَبُع أَخْبث من الأَسَد.

ويقال للرَّجُل السَّيّىء الخُلق : قد نَمِر وتَنَمَّر.

ونَمَّر وَجْهَه ، أي غَبَّره وعَبَّسه.

قال : والنَّمير من الماء : العَذْب.

١٥٧

قال أبو عُبيد : النَّمِير : الماء الزَّاكِي في الماشية النّامِي.

وقال الأصمعيُّ : النَّمير : النامِي ، عَذْباً كان أو غير عَذب.

أبو تُرَاب : نَمَر في الجبل والشَّجر ، ونَمَل ، إذا عَلَا فيها.

وقال الفراء : إذا كان الجمع قد سُمي به نَسبت إليه فقلت في أَنْمار : أَنْماري ، وفي معافر : معافِريّ ؛ فإذا كان الجمع غير مُسمًّى به نَسبت إلى واحده ، فقلت : نقيبيّ ، وعَرِيفيّ ، ومَنْكِبيّ.

وقال ابن الأعرابي : النُّمَرة : البَلَق.

والنَّمِرة : العَصْبَة.

والنمرة : بردة مخططة.

والنَّمِرة : الأُنْثى من النَّمِر.

والنِّسبة إلى النَّمر بن قاسطة : نَمَرِيّ ، بفتح المِيم.

ونُمَارَة : اسم قَبيلة.

وفي الحديث : فجاءه قومٌ مُجْتَابِي النِّمار ، أي جاءه قومٌ لابِسُو أُزُر من صُوفٍ مخطَّطة.

كُل شملة مُخطَّطة من مآزر الأعراب ، فهي : نَمرة.

وجمعها : نِمَار.

يقال : اجْتاب فلانٌ ثوباً ، إذا لَبِسه.

[أبواب الراء والفاء]

ر ف ت

مهمل.

ر ف م

رفم ، فر.

رفم : أبو العبّاس ، عن ابن الأَعرابيّ ، قال : الرَّفَمُ : النَّعيمُ التّامّ.

فرم : قال : والفَرَمُ للمرأة : ما تَتَضَيَّق به.

وقال في موضع آخر : التَّفْرِيب ، والتَّفْريم : بالباء والميم ، تَضْييق المَرأة فَلْهَمها بعَجَم الزَّبِيب.

وقال اللَّيث وغيرُه : هو الفِرَام.

وقد اسْتَفْرمت المرأةُ ، فهي مُسْتَفْرمة ، إذا احْتَشَت.

وقال أبو عُبيدة : المُفْرَم من الحِياض : المَمْلوء ، بالفاء في لُغة هُذَيل ؛ وأَنْشد :

* حِياضُها مُفْرمةٌ مُطَبَّعهْ*

ويقال : أَفْرمت الحوض ، وأَفْعمته ، وأَفأمته ، إذا مَلأته.

وقال أبو زيد : الفِرَامة : الخِرقةُ التي تَحْملها المرأةُ في فَرْجها.

واللِّجام : الخِرقة التي تشدُّها من أسْفلها إلى سُرَّتها.

وقال غيره : الفِرَام : أن تَحِيض المرأةُ وتَحْتَشي بالخِرقة.

١٥٨

وقد افْترمت ؛ قال الشاعر :

وَجَدْتُك فيها كأُمِّ الغُلَامِ

مَتى ما تجِدْها فارِماً تَفْتَرِم

[باب الراء والباء مع الميم]

ر ب م

برم ، ربم.

برم : البُرَمُ : قُدُورٌ من حِجارة. الواحدة : بُرْمَة. ورُبما جُمِعت : بِرَاماً ، وبُرماً.

اللّيث : البَرَمُ : الذي لا يَدْخل مع القَوْم في المَيْسِر ؛ وجَمْعُه : أَبْرام ؛ وأَنْشَد :

إذا عُقَبُ الْقُدُور عُدِدْنَ مالاً

تَحُثُّ حَلَائِلَ الأبْرامِ عِرْسِي

ويقال : بَرِمْت بكذا وكذا ، أي ضَجِرْت.

وأَبْرَمني فلانٌ إبْرَاماً.

وقد تَبَرَّمت به تَبَرُّماً.

ويقال : لا تُبْرِمْنِي بكَثرة فُضولك.

أبو عُبيدٍ : البَرِيمُ : خَيْطٌ فيه أَلْوانٌ تَشُدُّه المرأةُ على حَقْوَيْها.

وقال الليث : البَرِيم : خيْطٌ يُنْظَمُ فيه خَرَزٌ فتَشُدُّه المرأةُ على حقْوَيْها ؛ وأَنشدَ :

* إذا المُرْضِعُ العَرْجَاءُ جالَ بَرِيمُها*

وقال ابن الأعرابيّ : البَرِيمان : الجيشان ، عَرب وعَجم.

قال : والبُرُم : القَومُ السَّيِّئُوا الأخلاق.

ابن السِّكيت ، عن أبي عُبيدة ، يقال : اشْوِ لنا من بَرِيمَيْها ، أي من الكبد والسَّنام ، قالت ليلى الأخْيلِيّة :

يا أيّها السْدِمُ المُلَوِّي رَأْسَه

لِيَقُودَ مِن أَهْلِ الحِجَازِ بَرِيمَا

أرادت : جيشاً ذَا لَوْنَيْن.

وكلُّ ذي لَوْنين : بَرِيم.

وقال ابن الأعرابيّ : البَرِيم : خَيْطان يَكونان من لَوْنَين.

والبَرِيم : ضوءُ الشّمس مع بَقِيَّة سواد اللَّيْل.

والبَرِيم : القَطيع من الغَنم من ضأْن ومِعْزَى.

والبَرِيم : ثوبٌ فيه قَزٌّ وكَتَّان.

والبريم : خَيْطٌ يُفْتَلُ على طاقَيْن.

يقال : بَرمْته ، وأَبْرَمْته.

قال : والمُبْرِم : الذي يُسَوِّي البِرَام ويَنْحتها ويَقطعها.

قال أبو بكر في قولهم : فلانٌ يُبْرِم : المُبْرِم : الثَّقِيل الذي كأنه يَقْتطع من الذين يُجالسهم شيئاً ، من اسْتثقالهم إيَّاه ، بمنزلة المُبْرم : الذي يَقتطع حجارة البِرَام من جَبَلها.

وقال أبو عُبَيدة : المُبْرِم : الغَثّ الحَدِيث الذي يُحدّث الناسَ بالأحاديث التي لا فائدة فيها ولا مَعْنى لها ، أذخذ من المُبْرِم الذي يَجْنِي البَرَم ، وهو ثمر الأراك ، لا

١٥٩

طَعْم له ولا حلاوة ولا حُموضة ولا معنى له.

وقال الأصمعيّ : المُبْرِم : الذي هو كَلٌّ على أصْحابه لا نَفْع عنده ولا خَير ، بمنزلة البَرَم الذي لا يَدْخُل مع القَوم في المَيسر ويأكل معهم مِن لحْمه.

قال ابن السِّكيت في قوله :

* والبائِعات بشَطَّيْ نَخْلَةَ البُرَمَا*

قال : البُرَم ، يريد البِرَام.

يُقال : بُرْمة وبُرَم ؛ إذا كُنّ قَلِيلاً.

فإذا كُنّ كَثِيراً ، فهي بُرْم.

مثل : حُرَف ، وحُرْف ؛ وقال طَرفة :

جاءُوا إليك بكُلّ أَرْمَلةٍ

شَعْثَاء تَحْمِل مِنْقَع البُرَمِ

قال : والبُرَمُ : ثَمَرُ الأراك.

فإذا أَدْرك ، فهو مَرْدٌ.

وإذا اسْوَدّ ، فهو كَبَاثٌ ، وبَرِير.

والبُرَام : القُرَاد ، وهو القِرْشَام.

والبَرَمُ : الكُحْل المُذَاب.

قلت : ورَواه بعضُهم : صُبَّ في أُذنه البَيْرَمُ.

وقال ابن الأعرابيّ : البَيْرم : البِرْطِيل.

وقال أبو عُبَيْدة ، قال أبو عُبَيد : البَيْرَم عَتَلة النَّجَّار.

أو قال : عتلة النّجّار : البَيْرم.

وحدّثني أبو سعيد الهمداني ، قال : حدّثنا المُحاربيّ ، قال : حدّثنا لَيْث ، عن عَمْرو مولَى المُطَّلب ، عن عِكْرمة ، عن ابن عبَّاس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من اسْتمع إلى حديث قَوم وهم له كارِهون ملأ الله سَمعه من البَيْرم والآنُك».

أبو عُبيد ، عن أبي عمرو : البَرَم : ثمر الطَّلح.

واحدته : بَرَمة.

شَمر ، عن ابن الأعرابي : العُلْقة من الطَّلْح : ما أَخْلف بعد البَرَمة ، وهو شِبْه اللُّوبياء.

وقال غيره : أَبْرَمْتُ الأمْر ، إذا أَحْكمْته.

والأصل فيه : إبرام الفَتْل ، إذا كان ذا طَاقَيْن.

ربم : أَهْمله اللَّيث.

وقال ابن الأعرابيّ : الرَّبَم : الكَلأ المُتَّصل.

١٦٠