كأنها أرادت : كُنَّا القائمين بأَمره حين ولدتُه إلى أن شَب وقوي. والله أَعلم.
ومِن كلامهم السّائر : جاء فلانٌ بالطِّم والرِّمّ.
معناه : جاء بكُل شيء ممّا يكون في البَرِّ والبحر. أراد بالطِّم : البَحْر ، والأصل فيه الطَّمّ بفتح الطاء ، فكُسرت الطاء لمعاقبته الرِّم ، والرِّمّ : ما في البَرِّ من النَّبات وغَيره.
وسَمِعْتُ العرب تقول للذي يَقُش ما سَقط من الطَّعام وأَرْذَله ليأكُله ولا يتوقَّى قَذَره : فلانٌ رمّام قَشّاش.
وهو يَتَرَمّم كُلَ رُمَام ، أي يَأكُله.
وقال ابن الأعرابي : رَمّ فلانٌ ما في الغَضَارة : إذا أَكل كُلَّ ما فيها.
وقال أبو زيد : يُقال : رماه بالمُرِمّات ، إذا رَماه بالدَّواهِي.
وقال أبو مالك : هي المُسْكِتات.
ورَمِيم : اسم امْرأة.
مر : أبو عُبيد ، عن أبي زَيْدٍ ، قال : الأَمَرُّ : المَصَارِين ، يَجْتمع فيها الفَرْث ؛ وأَنْشد :
ولا تُهْدِي الأمَرَّ ومَا يَلِيه |
ولا تُهْدِنّ مَعْرُوق العِظَامِ |
قال : وقال الكِسَائِيّ : لَقِيتُ منه الأَمَرَّيْن والبُرَحَيْن والأَقْوَرَيْن ، أي لَقِيتُ منه الشَّرَّ.
قلت : جاءت هذه الحُروف على لَفظ الجَماعة بالنُّون عن العرب ، كما قالوا : مَرَقَة مَرَقَيْن.
وأمّا قول النبيّ صلىاللهعليهوسلم : «ماذا في الأَمَرَّين من الشِّفَاء» ، فإنّه مُثنًّى ، وهما الثُّفّاء والصَّبِر ، والمَرَارة في الصَّبر دون الثُّفّاء ، فغَلَّبه عليه.
وتأنيث «الأَمَرّ» : المُرّى ؛ وتَثْنِيتها : المُرَّيَان.
ومنه حديث ابن مسعود في الوصيّة : هما المُرَّيان : الإمساك في الحياة والتَّبْذِير عند الممَات.
وقال أبو عُبيد : قوله : هما المُرَّيان : هما الخَصْلتان المُرَّتان ، الواحدة : المُرَّى ، مثل الصُّغْرَى ، والكُبْرَى ، وتَثْنِيتهما : الصُّغُريان والكُبْريان ، نسبهما إلى المرارة لِمَا فيهما من مَرارة الإثم.
قال أبو عُبيد : والمُمَرّ : الحَبْلُ الذي أُجِيد فَتْلُه.
قلت : ويقال له : المرَار ، والمَر ، وأنشد ابْن الأَعْرابيّ :
ثم شَدَدْنا فَوْقَه بِمَرّ |
بين خَشَاشَيْ بازلٍ جَوَرّ |
وأَمْرَرْتُ الحَبْلَ أُمِرّه ، إذا شَدَدْت فَتْله.
وقوله تعالى : (سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ) [القمر : ٢] ، أي مُحْكَم قوِيّ.
قال الفَرّاء : معناه : سَيَذْهب ويَبْطُل ، من
مَرّ يَمُرّ ، إذا ذَهَب.
قال الزّجّاج في قوله تعالى : (فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ) [القمر : ١٩] ، أي دائم الشُّؤْم.
وقيل : هو القويّ في نُحُوسَتِه.
وقيل : مُسْتَمِرّ ، أي مُرّ.
وقيل : مُسْتَمِرّ : نافذٌ ماضٍ فيما أُمِر به وسُخِّر له.
والمِرّة : القُوّة ؛ وجمعها : المِرَر.
قال الله تعالى : (ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى (٦)) [النجم : ٦].
قال الفَرّاء : (ذُو مِرَّةٍ) : مِن نَعت قوله تعالى : (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى (٥) ذُو مِرَّةٍ) [النجم : ٥ و٦].
وأَخْبرني المُنْذِريّ ، عن الحَرّاني ، عن ابن السِّكِّيت ، قال : المِرّة : القُوَّة.
قال : أَصْل المِرّة : إحْكام الفَتْل.
يُقال : أَمَرّ الحَبْلَ إِمْراراً.
قال : وسمعت أبا الهَيْثم يقول : مَارَرْتُ الرَّجُل مُمَارَّةً ومِرَاراً ، إذا عَالجْتَه لِتَصْرَعه ، وأَراد ذلك منك أيضاً.
قال : والمُمَرّ : الذي يُدْعى للبَكْرَة الصَّعْبة ليمُرّها قَبْل الرَّائِضِ.
قال : والمُمَرّ : الذي يَتَعَقَّل البَكْرَةَ الصَّعْبَة فَيَسْتَمْكن من ذَنَبها ثم يُوَتِّد قَدَميْه في الأرض كي لا تَجُرّه إذا أَرَادت الإفْلات منه.
وأَمَرّها بذَنبها : أي صَرفها شِقّاً لِشِقٍّ حتّى يذَلِّلها بذلك ، فإذا ذَلّت بالإِمْرار أَرْسلها إلى الرَّائض.
وكُلّ قُوّة من قُوى الحَبْل : مِرَّة ؛ وجَمعها : مِرَر.
قال الأصمعيّ في قول الأَخْطل :
* إذا المِئُون أمِرّت فوقه حَمَلَا*
وَصَف رَجُلاً يحتمّل الحِمَالات والدِّيَات ، فيقولُ : إذا استُوثق منه بأن يَحْمل المِئين من الإبل ديات فأُمِرّت فوق ظهره ، أي شُدّت بالمِرار ، وهو الحَبْل ، كما يُشَدّ على ظَهر البَعير حِمْلُه ، حَمَلها وأدّاها.
ومعنى قوله : «حَمَلا» ، أي ضَمِن أَدَاء ما حَمَل وكَفَل.
وقال اللِّحْياني : يُقال : أَمْرَرْتُ فُلاناً على الجِسْر أُمِرّه إِمْرَاراً ، إذا سَلَكْتَ به عليه.
قال : ويُقال : شَتَمني فلانٌ فما أَمْرَرْتُ وما أَحْلَيْت ، أي ما قلت مُرّةً ولا حُلْوة.
ويقال : مَرّ هذا الطعام في فَمِي ، أي صار مُرّاً.
وكذلك كُل شيء يَصِير مُرّاً.
والمَرَارة : الاسم.
قال : وقال بعضُهم : مَرّ الطعّام يَمَرُّ مَرَارةً. وبعضُهم : يَمُرّ. ولقد مَرِرْت يا طَعَام. وأنت تَمَرّ ؛ قال الطِّرمّاح :
لئن مَرّ في كِرْمان لَيْلِي لربّما |
حَلَا بين شَطّيْ بابِلٍ فالمُضَيّحِ |
قال : وأَنشد الفَرّاء لِبَعض العَرب ، وذكر أنّ المُفضّل أَنشده :
لِيَمْضُغني العِدا فأَمَرّ لَحْمي |
فأَشْفَق من حِذاري أو أَتَاعَا |
قال : وأَنْشده بعضُهم «فأفرق» ، ومعناهما : سَلَح. وأتاع ، أي قاء.
قال : ولم يَعْرف الكسائيّ «مَرّ اللحم» بغير ألف ؛ وأَنشد البيت الذي قَبْله :
ألا تلك الثَّعالبُ قد توالتَ |
عليّ وحالَفت عُرْجاً ضِبَاعَا |
|
لِتَأَكُلني فَمَرّ لهنّ لَحْمي |
فأَذْرَق من حِذَارِي أو أتَاعَا |
ثَعلب ، عن ابن الأَعْرابيّ : مَرّ الطّعَامُ يَمَرّ.
ومَرَّ يَمَرّ من المُرُور.
ويُقال : لقد مَرِرْتُ : من المِرّة ، أَمَرّ مَرّاً ومِرّةً ، وهي الاسم.
وقال غيره : اسْتَمَرّت مَرِيرة الرّجُل ، إذا قويت شكِيمته.
وقال الفراء في قوله عزوجل : (وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ) [القمر : ٢] معناه : سَيَذْهب ويَبْطُل.
قلت : جعله من «مَرّ يَمُرّ» ، إذا ذهب.
وقال الزّجّاج : يقال معنى قوله تعالى : (سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ) [القمر : ١٩] ، أي دائم.
وقال في قوله تعالى : (فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ) [القمر : ١٩] قال : معنى نحس : شُؤم. ومُسْتَمِرّ : دائم الشُّؤْم.
وقال في قوله تعالى : (فَمَرَّتْ بِهِ) [الأعراف : ١٨٩] ، معناه : اسْتَمرّت به ، قعدت وقامت لم يُثْقلها ؛ (فَلَمَّا أَثْقَلَتْ) [الأعراف : ١٨٩] أي دَنا وِلادُها.
وقال غيره : (سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ) [القمر : ٢] ، أي قَوِيٌّ.
وقيل : مُسْتَمِرٌّ ، أي مُرّ.
يقال : مَرّ الشيء ، وأَمَرّ ، واسْتَمَرّ ، من المَرَارة.
وقوله تعالى : (وَالسَّاعَةُ أَدْهى وَأَمَرُّ) [القمر : ٤٦] أي أشَدّ مَرارة.
ويقال : هذه البَقْلة من أَمْرَار البُقول.
والمُرّة ، للواحد.
والمُرَارة أَيضاً : بَقلة مُرّة ؛ وجَمعها : مُرَار.
قال الأصمعي : إذا أكلت الإبل المُرَارَ قَلصت عنه مَشافِرُها.
وأنما قيل لحُجْر : آكل المُرار ، لأنّ بِنتاً له كان سَباها مَلِكٌ من مُلوك سَلِيح ، يقال له : ابن هَبُولة ، فقالت بِنْت حُجْر : كأنّك بأَبِي قد جاء كأنه جَمل آكِلُ مُرَار. يعني : كاشراً عن أَنْيابه.
قال : وواحد المُرار : مُرارة ؛ وبها سُمِّي الرجُل.
حكاه أبو عُبيد ، عن الأصمعيّ.
والمَرْمَارُ : الرُّمّان الكَثير الماء الذي لا شَحْم له ؛ وقال الراجز :
* مَرْمَارَة مِثْل النَّقَا المَرْمُور*
والمَرْمَر : نوعٌ من الرُّخَام صُلْب ؛ وقال الأعْشَى :
كدُمْيةٍ صُوِّر مِحْرَابُها |
بِمُذْهَبٍ ذي مَرْمَرٍ مائِرِ |
وقال ابن شُميل : يُقال للرجل إذا اسْتقام أمْرُه بعد فَساد : قد اسْتَمَرّ.
قال : والعرب تقول : أَرْجَى الغِلْمان الذي يبدأ بحُمْقٍ ثم يَسْتمرّ ؛ وأَنْشد الأَعْرابيّ يُخاطب امرأته :
يا خَيْرُ إنِّي قد جَعلتُ أَسْتَمِرّ |
أَرْفع مِن بُرْدَيّ ما كُنتُ أَجُرّ |
وقال اللّيث : كُل شيء قد انقادت طُرْقَته ، فهو مُسْتَمِرّ.
ابن السِّكِّيت : يقال : فلانٌ يَصنع ذلك الأَمْر آونةً ، إذا كان يَصنعه مِراراً ويدعه مِرَاراً.
ويُقال : فلان يَصنع ذلك تاراتٍ ، ويَصنع ذلك تِيَراً ، ويَصنع ذلك ذاتَ المِرار.
معنى ذلك كُله : يَصْنعه مراراً ويدعه مراراً.
قال : المَرَارة : لكُلِّ حيوان إلّا للبعير ، فإنه لا مَرارة له.
قال : والمرّة : مزاج من أَمْزجة الجَسد.
والمَرِيرة : عِزّة النَّفس.
ومُرارة ، من الأسماء.
ومُرّة : أبو قبيلة من قُريش.
وبَطن مُرّ : موضع.
أبو عُبيد ، عن الفراء : في الطَّعام زُؤَان ، ومُرَيْرَاء ، ورُعَيْداء ، وكُلّه مما يُرْمَى به ويُخرج منه.
والأمْرار : مياه معروفة في دِيار بني فَزارة.
وفي الحديث إنّ النبي صلىاللهعليهوسلم كَره من الشّاء سَبْعاً : الدَّم ، والمَرَار ، والحَياء ، والغُدَّة ، والذَّكَر ، والأُنْثيين ، والمَثانة.
قال القُتيبي : أراد المُحدثّ أن يقول : «الأَمَرّ» فقال : المَرار ، والأَمَرّ : المَصارين.
ثَعلب ، عن ابن الأعرابي : مَرْمَر ، إذا غَضِب.
ورَمْرَم ، إذا أَصْلح شأنَه.
وقال غيره : مُرَامِرَات : حروفُ هجاء قَديم لم يَبْق مع الناس منه شَيء.
قلت : سمعت أعرابيّاً يقول في كلام لهم : وَذَلٌ وَذَلٌ ، يُمَرْمِر مِرْوة ويَلُوكها.
يُمَرْمر : أصله : يُمَرِّر ، أي يَدْحُو لها على وَجْه الأرض.
وقال ابن السِّكيت : المَرِيرة من الحبال : ما لَطُف وطال واشْتَدّ فَتْله.
وهي : المَرَائر.
واستمر مريره ، أي قَوِي بعد ضَعْف.
ويقال : رَعَى بنو فلان المُريّان ، وهما الآلاء والشِّيح.
وفي حديث ابن الزُّبير ، قال : لما قُتل عثمان ، قُلت : لا أَستقبلها أبَداً ، فلما مات أبي انقطع بي ثم اسْتمرّت مَرِيرتي.
يقال : اسْتمرّت مريرة فلان على كذا ، إذا اسْتَحكم أَمْرُه عليه وقَوِيت شَكِيمته فيه.
وأصله من الفَتل أن يَسْتَقيم للفاتل.
وكل شيء انقادت طريقتُه ، فهو مُسْتَمِرّ.
وقوله : لا أستقبلها ، أي لم تُصبْني مُصيبة مثلها قَطّ.
وفي حديث الوحي : «إذا نَزل سَمِعت الملائكة صوتَ مَرار السِّلْسلة على الصَّفا».
المَرار ، أصله الحَبْل ، لأنه يُمَرّ ، أي : يُفْتَل.
وإن رُوِي «إمرار السلسلة» فَحسن.
يقال : أَمررت الشيء ، إذا جَرَرته ؛ قال الحادِرَةُ :
ونَقِي بصَالح مالنا أَحْسَابنا |
ونُمر في الهَيْجا الرِّمَاحَ ونَدَّعِي |
باب الثلاثي الصحيح من حرف الراء
[أبواب الراء واللام]
ر ل ن
مهمل الوجوه.
ر ل ف
استعمل من وجوهه : [رفل].
رفل : قال اللَّيْث : الرَّفْلُ : جَرُ الذَّيْل ورَكْضُه بالرِّجْلِ ؛ وأَنْشد :
يَرْفُلْن في سَرَق الحَرِير وقَزِّه |
يَسْحَبْن مِن هُدَّابِه أَذْيَالا |
قال : وامرأة رَافِلة ، ورَفِلة : تَجُرّ ذَيْلَها إذا مَشت وتَميس في ذلك.
وامرأة رَفْلَاء : وهي التي لا تُحْسِن المَشْي في الثّيَاب.
حكاه عن أبي الدُّقَيش.
قال : وفَرَسٌ رِفَلٌ ، وثَوْرٌ رِفَلٌ ، إذا كان طويل الذَّنَب.
قال : وبَعِيرٌ رِفَلٌ ، يُوصَف به على وَجْهين : إذا كان طَويل الذَّنَب ، وإذا كان واسع الجِلْد ؛ وأَنشد :
* جَعْد الدَّرانِيك رِفَلُ الأَجْلَاد*
قال : وامرأة مِرْفالٌ : كثيرة الرُّفُول في ثَوْبها.
وشَعَرٌ رَفَال : طويلٌ ؛ وأَنْشد :
* بفاحِمٍ مُنْسَدِلٍ رَفَالِ *
وأمّا قوله : تَرفل المَرافلا ، فمعناه : تَمْشي كل ضَرْب من الرَّفْل.
قال : ولو قيل : امرأة رَفِلة : تُطَوّل ذَيْلها وتَرْفُل فيه ، كان حَسَناً.
ومَرافل : سَويق يَنْبُوت عُمَان.
أبو عُبيد : رَفَّلْت الرَّجُل : إذا عَظّمْتَه ومَلّكته ؛ وأَنْشد :
إذا نَحن رَفَّلْنا امْرءاً ساد قَوْمَه |
وإن لم يكن مِن قَبل ذلك يُذْكَرُ |
وفي حديث وائل بن حُجْر : يَسْعَى وَيَتَرَفَّل على الأَقْوال.
قال شَمِر : التَّرَفُّل : التَّسَوُّد.
والتَّرْفيل : التَّسْويد.
ورُفِّل فلانٌ ، إذا سُوِّد على قَوْمه.
قال : وأَرْفل الرَّجلُ ثِيابه ، إذا أَرْخاها.
وإزار مُرْفَلٌ : مُرْخًى.
أبو عُبيد ، عن الكسائيّ : رَفّلْت الرَّكِيّةَ : أَجْمَمْتُها.
وهذا رَفَلُ الرَّكِيّة : جُمّعتها.
قال شَمِر : لا أَعْرف : «رَفَّلت الرَّكِيّة» لغير
الكِسائيّ.
وقال الخَليل : المُرَفّل من أجزاء العَروض : ما زِيد في آخر الجزء سَبَب آخر ، فيصير مستفعلان مكان مستفعلن.
ابن السّكّيت ، عن الأصمعيّ : فرسٌ رفَلٌ ورِفَنٌّ ، إذا كانَ طَويل الذَّنَب.
وفي حديث : مثل الرّافلة في غَير أَهلها كالظّلمة يومَ القيامة.
والرَّافلة : المُتَبَرِّجة بالزِّينة.
يقال : رفل إزارَه ، وأَسْبَله ، وأَغْدفه ، وأَذاله ، وأَرْخاه.
والرِّفْلُ : الذِّيْل.
ر ل ب
ربل ، برل ، بلر.
ربل : أبو عُبيد ، عن أبي زيد : الرَّبْلَة : باطِنُ الفَخِذ.
وجمعها : الرَّبَلَات.
ولكُل إنسان رَبْلَتان.
وقال اللّيث : امرأة رَبِلَةٌ : ضَخْمة الرَّبَلات.
قال : ويُقال : امرأة رَبْلَاء ، رَفْغاء ، أي ضَيِّقة الأَرْفاغ ؛ وأَنشد :
كأنّ مَجامِع الرَّبَلات مِنها |
فِئَامٌ يَنْهَدُون إلى فِئَامِ |
أبو عُبيد ، عن الأصمعيّ : الرَّبْلُ : ضُروب من الشَّجر إذا بَردَ الزّمانُ عليها وأَدْبر الصَّيْفُ تَفَطَّرت بِوَرَقٍ أَخْضَر من غير مَطر.
يُقال منه : تَرَبَّلت الأَرْضُ.
وقال الليثُ : نَحْوَه.
وأَرْض مِرْبَال. وقد أَرْبلت الأرض : لا يَزال بها رَبْلٌ.
أبو عُبيد : من أَسماء الأسد : الرّيبال.
قلت : هكذا سمعتُه بغير همز ، ومن العرب من يَهمز ويَجْمعه : رآبِلةَ.
ويقال : ذئب رِيبَالٌ.
ولصٌ رِيبال.
قال اللَّيث : وهو من الجُرأة وارْتصاد الشَّرّ.
وفعل ذلك من رَأْبَلته وخُبْثه.
وتَرأبل تَرَأْبُلاً ، ورَأْبَل رَأْبَلة.
وقال غيره : رَبَل بنو فلان يَرْبُلون : كَثُر عَدَدُهم.
ورَبَلت المَراعِي : كثُر عُشْبها ؛ وأَنْشد الأصمعيّ :
وذُو مُضاضٍ رَبَلَت منه الحُجَرْ |
حيث تَلاقَى واسطٌ وذُو أَمَرْ |
قال : الحُجَر : دارات في الرَّمْل.
والمُضاض : نَبْت.
والرَّبَالة : كَثْرة اللّحم.
ورَجُلٌ رَبِيل : كَثير اللحم.
سَلمة ؛ عن الفراء : الرِّيبال : النَّباتُ المُلْتَفُّ الطَّويل.
وقال ابن الأعرابي : الرَّبَال : كَثْرة اللَّحم والشَّحم.
والرَّبِيلة : المَرأَةُ السَّمِينة.
برل : أبو عُبَيد ، عن الفَرّاء ، البُرَائِل : الّذي يَرْتفع مِن ريش الطّائر فَيَسْتَدير في عُنُقه ؛ وأَنشد :
ولا يَزال خَرَبٌ مُقَنَّعُ |
بُرَائلَاه والجَنَاح يَلْمَعُ |
وقال اللّيث : البُرْؤُلة ؛ والجمعُ : البُرَائل ، للدِّيك خاصّة.
ثَعلب ، عن ابن الأعرابي : أبُو بُرائل كُنْية الدِّيك.
بلر : قلت : البِلّوْر : الرّجُل الضّخْم الشُّجَاع.
وأمّا البِلَوْر ، المعروف ، فهو مُخفَّف اللام.
ر ل م
اسْتُعمل من وُجُوهه : [رمل].
رمل : ابن بُزُرْجَ : يُقال : إنّ بَيْت بني فُلانٍ لضَخْمٌ وإنهم لأَرْمَلة ما يَحْملونه إلّا ما اسْتَفْقَروا له ؛ يَعْني : العارِيَةَ.
ويُقال للفقير الذي لا يَقْدر على شيء من رَجُل أو امرأة : أَرْملة ، ولا يُقال للمرأة التي لا زَوْج لها وهي مُوسرة : أَرْمَلة.
يعني : أنّهم قومٌ لا يَمْلكون الإبل ولا يَقْدرون على الارْتحال إلّا على إبل يَسْتَفقِرونها ، أي يَسْتعيرونها ، من : أَفْقَرْتُه ظَهْر بَعيري ، إذا أَعَرْتَه إيّاه.
وقال ابن السِّكيت : الأرامل : المَساكين ، من جماعة رِجَالٍ ونِساء.
ويقال لهم : الأرامل ، وإن لم يكن فيهم نِساء.
ويقال : جاءت أَرْمَلة وأَرامل ، وإن لم يكن فيهم نساء.
وعامٌ أَرْملُ : قليلُ المَطر. وسنة رَمْلَاء.
وقال اليَزيدي : أَرْمَلت المرأةُ : صارت أَرْمَلَة.
قال شَمِر : رَمَّلت المرأةُ من زَوْجها.
وهي أَرْمَلة.
ويقال للذكر : أَرْمل ، إذا كان لا امْرأة له.
وقال القُتيبي : يقال للمرأة التي لا زَوج لها : أَرْمَلة.
وجَمْعها : الأرَامل.
والعَرَبُ تقول للرَّجُل الذي لا امرأة له : أَرْمَل.
وكذلك : رَجُلٌ أَيِّم وامْرأة أَيِّمة ؛ وقال الراجز :
أُحِبُّ أَن أَصْطَاد ضَبّاً سَحْبَلَا |
رَعَى الرّبِيعَ والشِّتاء أَرْمَلَا |
قال ابن الأنباري : الأَرْمَلة : التي مات عنها زَوْجُها : سُمِّيت أرملة لذَهاب زادِها
وفَقْدها كاسِبها ومَن كان عيشُها صالحاً به ؛ من قول العَرب : أَرْمل الرَّجُلُ ، إذا ذهب زادُه.
قال : ولا يُقال لِلرَّجُل إذا ماتت امرأته : أَرْمل ، إلَّا في شذوذ ، لأنّ الرَّجُل لا يَذْهب زَادُه بموت امرأته : إذا لم تكن قَيِّمة عليه ؛ والرَّجُل قَيِّم عليها تَلْزمه عَيْلُولتها ومُؤْنتها ، ولا يلزمها شيءٌ من ذلك.
ورُدّ على القُتَيبي قولُه فيمن أوْصى بماله للأَرَامل أنهُ يُعطى منه الرِّجال الذين ماتت أَزْوَاجُهم ؛ لأنّهُ يُقال : رَجُلٌ أَرْمل ، وامْرأة أَرْمَلة.
قال أبو بكر : وهذا مِثل الوصيّة للجواري ، لا يُعْطى منه الغِلْمان. ووصِيّة الغِلمان لا يُعْطى منه الجوارِي ، وإن كان يُقال للجارية : غلامة.
وقال اللّيث : الرّمْل : معروف ؛ وجمعه : الرِّمَال.
والقِطعة منه : رَمْلة.
ثعلب ، عن ابن الأعرابي : المِرْمَلُ : القَيْدُ الصَّغِير.
وعامٌ أَرْمَلُ : قَلِيلُ الخَيْرِ.
وقال أبو عمرو : الأرْمل : الأبْلَق.
وقال أبو زيد : نعجةٌ رَمْلاء ، إذا اسْوَدَّت قوائمُها كُلّها وسائرها أَبْيض.
ويُقال لِوَشْي قوائم الثَّور الوَحْشِيّ : رَمَلٌ ؛ واحدتها : رَمَلة ؛ وقال الجَعْدِيّ :
كأَنّها بَعْد ما جَدَّ النَّجَاء بها |
بالشَّيِّطَيْن مَهَاةٌ سُرْوِلَتْ رَمَلَا |
وفي حديث أُمّ معبد : وكان القومُ مُرْمِلين مُسْنِتين.
قال أبو عُبيد : المُرْمِل : الذي نفد زادُه ؛ ومنه حديث أبي هُرَيرة : كُنَّا مع النبيّ صلىاللهعليهوسلم في غَزاة فأَرْمَلْنا وأَنْفَضْنا.
ويُقال : أرْمل السّهم إرْمالاً ، إذا أصابه الدّمُ فبقي أثَرُه ؛ وقال أبو النَّجم يَصف سِهاماً مُحْمَرَّةَ الرِّيش :
مُحْمَرَّةَ الرِّيش على ارْتِمالها |
مِن عَلَقٍ أَقْبَل في شِكَالِهَا |
وأُرْمُولة العَرْفج : جُذْمُوره ؛ وجَمعها : أَراميل ؛ قال :
* قُيِّد في أَرَامِل العَرَافِج*
أبو عُبَيد : رَمَلْت الحَصِير ، وأَرْمَلْته فهو مَرْمُول ومُرْمَل ، إذا نَسَجْته.
وفي الحديث : إنّ النبيّ صلىاللهعليهوسلم كان مُضْطجعاً على رُمَال حَصير قد أَثَّر في جَنْبه؛ وقال الشاعر :
إذ لا يَزال على طَرِيقٍ لاحِب |
وكأنّ صَفْحته حَصيرٌ مُرْمَلُ |
ويُقال : رُمِّل فلانٌ بالدَّم ، وضُمِّخ بالدم ، وضُرِّج بالدم ، كُلّه إذا لُطِّخ به.
وقد تَرَمّل بِدَمه.
والرَّوَامِل : نَواسِج الحَصِير.
الواحدة : رامِلة.
وقد أَرْمَلْته ؛ وأنشد أبو عُبَيد :
* كأنّ نَسْج العَنكبُوت المُرْمَل *
وقال اللّيث : غلامٌ أُرمولة ، كقولك بالفارسيّة «زاذه».
قلت : لا أعرف «الأُرمولة» عربيَّتها ولا فارسيّتها.
ويقال : خَبيص مُرْمَل ، إذا عُصِد عَصْداً شَدِيداً حتى صارت فيه طَرائِقُ مَدْخُونة.
وطَعَامٌ مُرَمَّل ، إذا أُلقي فيه الرَّمْل.
والرَّمَل : ضَربٌ من عَرُوض يجيء على : فاعلاتن فاعلاتن ؛ وقال الراجز :
لا يُغْلب النازع ما دام الرَّمَل |
ومن أَكَبَّ صامتاً فقد حَمَل |
ويقال : رَمَل الرَّجُل يَرْمُل رَمَلاناً ، إذا أَسْرع في مَشْيه ، وهو في ذلك يَنْزُو.
والطائف بالبَيت يَرْمُل رَمَلَاناً اقتداءً بالنبيّ صلىاللهعليهوسلم وبأَصْحابه ، وذلك أنهم رَمَلُوا لِيَعْلَم أهلُ مكة أنّ بهم قوةً ؛ وأَنْشد المُبَرِّد :
ناقتُه تَرْمُل في النِّقَال |
مُتْلف مالِ ومُفِيد مالِ |
قال : النِّقال : المُناقلة ، وهو أن تَضع رجلَيْها مواقع يَدَيْها.
ثعلب ، عن ابن الأعرابي : الرَّمَلُ : المَطر الضَّعيف.
رواه أبو عمرو ، عن ثعلب.
أبو عُبيد ، عن الأموي : أصابهم رَمَلٌ مِن مَطر ، وهو القَلِيل.
وجمعه : أَرْمَالُ.
والرَّثَان ، أقوى منها.
قال شمر : لم أَسمع «الرّمل» بهذا المعنى إلا للأمويّ.
(أبواب) الراء والنون
ر ن ف
رنف ، رفن ، نفر ، فرن.
رنف : أبو عُبيد ، عن أبي عُبيدة : الرَّانفة : ناحيةُ الأَلْية ؛ وأَنْشد :
مَتَى ما نَلْتَقِي فَرْدَيْنِ تَرْجُفْ |
روانِفُ ألْيَتَيْك وتُسْتَطَارَا |
وقال اللّيث : الرَّانف : ما اسْتَرْخَى من الأَلْية للإِنْسان.
قال : وأَلْيَةٌ رانِفٌ.
وقال غيره : أَرْنف البعير إرنافاً ، إذا سار فَحرَّك رَأْسه فتقدَّمت هامَتُه.
أبو عُبيد : الرَّنَفُ : بَهْرَامَجُ البَرّ.
ويقال : رَنَف ، وأَرْنف.
رفن : ابن السِّكِّيت ، عن الأصمعي : فرسٌ رِفَلٌ ورِفَنٌ ، إذا كان طويلَ الذَّنَب ؛ وأنشد :
* يَتْبَعْن خَطْو سَبِطٍ رِفَلِّ*
وقال النَّابِغة :
بكُلِّ مُجَرِّبٍ كاللَّيْثِ يَسْمُو |
إلَى أوْصَال ذَيَّالٍ رِفَنِ |
ثعلب ، عن ابن الأعرابي : الرَّفْن : النَّبْض.
والرَّافِنة : المُتَبَخْترة في بَطَر.
أبو عُبيد ، عن الأصمعيّ : المُرْفَئِنّ : الذي نَفَر ثم سَكَن ؛ وأنشد :
ضَرْباً وِلَاءً غَيْرَ مُرْثَعِنّ |
حتى تَرَنّى ثم تَرْفَئِنّي |
فرن : ثَعلب ، عن ابن الأعرابيّ : الفارِنَةُ : خَبَّازة الفُرْنيّ.
وقال اللَّيث : الفُرْنيّ : طَعَام.
الواحدة : فُرْنِيّة ، وهي خُبْزة مُسَلّكَة مُصَعْنَبة تُشْوى ثم تُرْوَى لَبَناً وسَمْناً وسُكَّراً.
ويُسمَّى ذلك المُخْتَبَز : فُرْناً.
نفر : أبو عُبيد ، عن أبي زَيد : النَّفَر ، والرَّهْط : ما دُون العَشرة من الرِّجال.
وقال أبو العبّاس : النَّفَر ، والقوم ، والرَّهْط ، هؤلاء معناهم : الجمع ، لا واحدَ لهم من لفظهم ، للرِّجَال دون النِّساء.
اللّيث : يُقال ، هَؤلاء عشرة نَفَر ، أي عَشرة رِجَال.
ولا يقال : عِشْرون نفراً ، ولا ما فوْق العَشرة.
وقال الفَرَّاء : يقال : ليلة النَّفْر والنَّفَر ؛ وهم النَّفَر من القوْم.
قال : ونَفَرة الرَّجُل ، ونَفْره : أُسرته ؛ تقول : جاء في نَفْرته ، ونَفْره ؛ وأَنْشد :
حَيَّتْك ثمَّتَ قالتْ إنّ نَفْرَتنا |
أَليومَ كُلَّهُم يا عُرْوَ مُشْتَغِلُ |
قال : ونَفر القومُ يَنْفِرون نَفْراً ونَفِيراً.
ونَفرت الدّابةُ تَنْفِر وتَنْفُر نُفُوراً ونفَاراً.
ونفر الجُرْحُ ، إذا وَرِمَ ، نُفُوراً.
ويقال : للأُسرة أيضاً : النُّفُورة.
يقال : غابَت نُفُورَتُنا ، وغَلَبت نُفُورتُنا نُفُورَتَهم.
قال : ونافرتُ الرَّجُلَ مُنافرةً ، إذا قاضَيْتَه.
وقال أبو عُبيد : المُنافرة ، أن يَفْتخر الرَّجُلان كُلّ واحد منهما على صاحبه ، ثم يحكِّما بينهما رجلاً ، كفِعل عَلقمة بن عُلاثة مع عامر بن الطُّفَيل حَيث تنافر إلى هَرِم بن قُطْبة الفَزاريّ ؛ وفيهما يقول الأَعْشى :
قد قلتُ شِعْري فمضى فيكُما |
واعْتَرف المَنْفُور للنّافِر |
والمَنْفُور : المَغْلوب. والنافِر : الغالِب.
وقد نَفَره يَنْفِره ويَنْفُره نَفْراً ، إذا غَلبه.
ونَفّر الحاكمُ أحدَهما على صاحبه تَنْفِيراً.
وقال ابن الأعرابي : النافر : القامِرُ.
قال : هو يوم النّحْر ، ثم يوم القَر ، ثم يوم النَّفْر الأَول ، ثم يوم النَّفْر الثاني.
هكذا قال أبو عُبيد.
ويقال : فلانٌ لا في العِير ولا في النَّفِير.
قيل : هذا المَثل لقُريش من بين العَرب ، وذلك أن النبيّ صلىاللهعليهوسلم لمّا هاجر إلى المَدِينة ونَهض منها لِيَلْقى عِيرَ قُريش سَمِع مُشْركو قُرَيش بذلك فنَهضُوا ولَقَوْه بِبَدْر ليأمَن عيرُهم المُقْبِلُ من الشام مع أبي سُفيان ، فكان من أمرهم ما كان ، ولم يكن تخلّف عن العِير والقتال إلّا زَمِنٌ أو مَن لا خَير فيه ، فكانوا يقولون لمن لا يَسْتَصلحونه لمهمّ : فلان لا في العِير ولا في النَّفِير.
فالعِيرُ : مَن كان منهم مع أبي سفيان ؛ والنَّفير : من كان منهم مع عُتْبة بن رَبيعة قائِدهم يوم بَدْر.
واستنفر الإمامُ الناسَ لجهاد العَدوّ فنَفَروا يَنْفرون ، إذا حَثّهم على النّفير ودَعاهم إليه ، ومنه قول النبيّ صلىاللهعليهوسلم : «وإذا اسْتُنْفِرتم فانْفِروا».
ويقال : اسْتنفرت الوَحش وأَنْفرتها ، ونَفَّرْتُها ، بمعنًى واحد.
فنَفرت تَنْفِر ، واسْتنفرت تَسْتَنفر ، بمعنًى واحد ؛ ومنه قول الله عزوجل : (كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ * فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ) [المدثر : ٥٠ و٥١].
وقُرئت : «مُسْتَنْفِرَةٌ» بكسر الفاء ؛ بمعنى : نافِرة.
ومن قرأ : مُسْتَنْفَرة فمعناها : مُنَفَّرة ، وأَنشد ابن الأَعرابيّ :
اضرب حِمَارَك إنّه مُسْتَنْفِر |
في إِثْر أَحْمِرةٍ عَمَدْن لِغُرَّبِ |
أي : نافر.
وفي حديث عُمر أنّ رجلاً في زمانه تَخلَّل بالقَصَب فَنَفَر فُوهُ ، فنَهى عن التخلُّل بالقَصَب.
قال أبو عُبيد ، عن الأصمعي والكِسائي : نَفَر فَمُه : أي وَرِم.
قال أبو عُبيد : وأُراه مأخوذاً من : نفار الشيء من الشيء ، إنما هو تَجافيه عنه وتَباعده منه ، فكأنّ اللحم لما أنكر الداء نَفَر منه ، فَظَهر ، فذلك نِفَارُه.
أبو عُبيد : رَجُل عِفْرٌ نِفْرٌ ، وعِفْريَةٌ نِفْرِيَةٌ ، وعِفْريتٌ نِفْريتٌ ، وعُفَارِيَةٌ ، نُفَاريَةٌ ، إذا كان خَبِيثاً مارداً.
ثعلب ، عن ابن الأعرابي : النَّفَائر : العَصافِيرُ.
وقوله تعالى : (وَجَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً) [الإسراء : ٦] نَفير ، جمع نَفْر : مثل ، الكَلِيب والعَبِيد.
ونَفْر الإِنسان ، ونَفَره ، ونَفْرته ، ونَفِيره ، ونَافرته : رَهْطه الذين يَنْصرونه ، ومنه قوله
تعالى : (وَأَعَزُّ نَفَراً) [الكهف : ٣٥] أي قوماً يَنْصُرونه.
(وَما يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُوراً) [الإسراء : ٤١] أي تباعُداً عن الحقّ.
يقال : نَفَر يَنْفِر نُفُوراً.
(وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً) [الإسراء : ٤٦] أي نافرين ، مثل : شاهد وشُهُود.
ر ن ب
رنب ، نرب ، ربن ، برن ، نبر ، بنر.
رنب : قال اللّيث ، الأرْنبُ : الذَّكَر يقال له : الخُزَز.
والأنثى : أرْنَب.
وأجاز غيره أن يُقال للذّكر : أَرْنب ؛ وجمعه : الأرانب.
والأرْنبة : طَرف الأنْف.
وجمعها : الأرانب أيضاً.
يقال : هم شُمّ الأُنُوف واردةٌ أَرَانبهم.
وقال الليث : أرضٌ مُرْنِبَةٌ : كثيرة الأرانب.
وقال أبو عبيد : أرض مُؤَرْنِبَةٌ ، من الأرانب.
قلت : ومنه قول الشاعر :
* كُرَاتُ غُلَام مِنْ كِسَاءٍ مُؤَرْنَب *
فكان في العربيّة مُرَنَّب ، فرُدَّ إلى الأَصْل.
وقال الليثُ : أَلف «أَرنب» زائدة.
قلت : وهي عند أكثر النَّحْوِيِّين قَطْعِيَّة.
وقال : لا تجيء كلمة في أولها ألف فتكون أصلية ، إلا أن تكون الكلمة ثلاثة أحرف مثل : الأَرْض ، والأمر ، والأَرش.
عمرو عن أبيه ، قال : المَرْنَبَة : القَطيفة ذات الخَمْل.
وقال اللّيث : يقال : كساءٌ مَرْنَبَانِيّ ، ومُؤَرْنَب.
فأمَّا المَرْنَباني : فالذي لونُه لون الأرنب.
وأَمَّا المُؤَرْنَب : فالذي يُخْلط غَزْلُه بوَبَر الأرْنب.
وقرأتُ في «كتاب اللّيث» في هذا الباب : المَرْنَب : جُرَذٌ في عِظَمِ اليَرْبُوعِ قَصِيرُ الذَّنَب.
قلتُ : هذا خطأ ، والصوابُ : الفِرْنِب ، بالفاء مَكسورة. ومن قال : مَرْنَب ، فقد صَحَّف.
نرب : قال اللّيثُ : النَّيْرَبُ : النَّمِيمة.
ورَجُلٌ نَيْرَبٌ : ذُو نَيْرَبٍ ، أي نَمِيمَة.
وقد نَيْرَبَ فهو يُنَيْرِب ، وهو خَلطُ القول ، كما تُثيرُ الرِّيحُ التُّرَابَ على الأرْض فتَنْسُجُه ؛ وأَنْشَد :
* إذا النَّيْرَبُ الثَّرْثَارُ قال فأَهْجَرا*
ولا تُطْرح الياء منه لأنها جُعلت فصلاً بين الرّاء والنُّون.
قال : والنّيْرب : الرَّجُلُ الجَلد.
ورَوى أبو العباس ، عن عمرو ، عن أبيه ، أنه قال : الْنَّيْرَبة : النَّميمة.
ربن : قال اللّيثُ : أَرْبَنْتُ الرَّجُلَ ، إذا أَعْطَيْتَهُ رَبُوناً ، وهو دَخيل ، وهو نحو : عَرْبُون.
أبو عَمرو : الْمُرْتَبِنُ : المُرْتفع فَوق المَكان.
قال : والمُرْتَبِىء ، مثله ؛ وقال الشاعر :
ومُرْتَبِنٍ فَوْقَ الْهضَابِ لفَجْوَةٍ |
سَمَوْتُ إِليه بالسِّنَانِ فَأدْبَرَا |
ورُبَان كلّ شيء : مُعظمه وجَمَاعته.
وقيل : رُبّان الشَّبَاب : أَوَّلُه ؛ ومنه قوله :
وإنما العَيْشُ بِرُبَّانِه |
وأَنتَ مِنْ أَفْنَانِهِ مُفْتَقِرْ |
ورُبّان السَّفينة : الذي يُجْرِيها.
ويُجمع : رَبَابِين.
قلت : وأَظُنُّه دَخِيلاً.
ويُقال : الرَّبانِيّون : الأَرْبَاب.
برن : البَرْنِيّ : ضَرْبٌ مِن التَّمْر أَحْمر مُشْربٌ صُفْرة ، كَثِير اللِّحاء عَذْب الحَلَاوة.
ويقال : نَخْلةٌ بَرْنِيّة ، ونَخْلٌ بَرْنِيّ ؛ وقال الرَّاجز :
* بَرْنيّ عَيْدَانٍ قَليل قِشْرُه*
وقال ابن الأعرابي : البَرَانيّ ؛ الدِّيَكة.
الواحد : بَرْنِيّة.
وقال اللَّيث : البَرانِيّ ، بلغة أهل العراق : الدِّيَكة الصِّغار أَوّلَ ما تُدْرِك.
الواحد : بَرْنِيّة.
قال : والبَرْنِيّة : شِبْه فَخَّارة ضَخْمة خَضْراء مِن القَوارير الثِّخان الواسعة الأَفْواه.
نبر : الحَرَّانيُّ ، عن ابن السِّكِّيت : النَّبْر ، مصدر :
نَبَرْتُ الحَرْفَ أَنْبُره نَبْراً ، إذا هَمَزْتَه.
قال : والنِّبْر : دُوَيْبّة أَصْغر من القُراد تَلْسع فَيَحْبط مَوْضِعُ لَسْعتِه ، أي يَرِم.
والجمع : أَنْبار ؛ وقال الرّاجز وذَكر إبِلاً سَمِنت وحَمَلت الشُّحوم :
كأنّها من بُدُنٍ واسْتِيفَارْ |
دَبَّت عليها ذَرِبَاتُ الأَنْبارْ |
يقول : كأنها لَسَعَتْها الأَنْبار فوَرِمت جُلودُها وحَبِطَت.
وفي حَديث حُذيفة أنه قال : تُقْبض الأمانةُ مِن قَلْب الرَّجُل فيَظَلّ أثَرُها كأَثر جَمْرٍ دَحْرَجْتَه على رِجْلك فنَفِط ، تَراه مُنْتَبِراً وليس فيه شيء.
قال أبو عُبيد : المُنْتَبِر : المُنْتَفَطِ.
وقال اللّيث : النَّبْر بالكلام : الهَمْز.
قال : وكُل شيء رفع شيئاً ، فقد نَبَره.
قال : وانْتَبر الجُرْحُ ، إذا وَرِم.
وانْتبر الأميرُ فوق المِنْبر.
ورَجُلٌ نَبَّارٌ بالكلام : فصيحٌ بَلِيغ.
قال ابن الأَنباريّ : النَّبْر عند العرب : ارتفاع الصَّوْت.
يقال : نَبر الرَّجُل نَبْرَةً ، إذا تكلّم بكلمة فيها عُلُوٌّ ؛ وأنشد :
إني لأَسْمع نَبْرَةً مِن قَوْلها |
فأكاد أن يُغْشَى عليّ سُرُورَا |
وسُمِّي المِنْبر : مِنْبراً ، لارتفاعِه وعُلُوّه.
قال اللَّيث : والنِّبر ، من السِّباع : ليس بدُبٍّ ولا ذئب.
قلت : ليس النِّبر من جِنس السِّباع إنما هو دابّة أَصْغر من القُراد ، والذي أَراد اللَّيْث : الببر : بباءين ، وهو من السِّباع ، وأحسبه دَخِيلاً ، وليس من كلام العرب ، والفُرْس تسميه : بَبْراً.
الأَنْبار : أَهْراء الطَّعام.
واحدها : نِيْرٌ.
ويُجمع : أنابير ، جَمْع الجمع.
وسُمِّي الهُرْي : نِبْراً ؛ لأن الطّعام إذا صُبّ في مَوْضعه انْتَبر ، أي ارْتفع.
ثعلب ، عن ابن الأَعرابي : المَنْبُور : المَهْموز.
قال : والنَّبْرة : صَيْحة الفزع.
والنَّبرة : الهَمْزة.
يُقال : نبرت الحَرْف ، إذا هَمَزْتَه.
وفي الحديث أنه لما قيل له : يا نبىء الله. قال : «إنّا مَعْشَرَ قُرَيْش لا نَنْبِر».
وفي الحديث : «إن الجُرح يَنْتَبر في رَأس الحَوْل» ، أي يَرِم ويَنْفَط.
بنر : أبو العبّاس ، عن ابن الأَعرابي ، قال : المَبْنور : المُخْتَبَر.
ر ن م
رنم ، مرن ، نمر ، رمن.
رنم : أبو عُبَيد ، عن الأصمعيّ : مِن نَبات السهل : الحُرْبُثُ ، والرَّنَمة ، والتَّرِبَة.
قال شَمِر : رَواه المِسْعِريّ ، عن أبي عُبيد : الرَّنَمة.
وهو عِنْدنا : الرَّتَمة ، مِن دِقّ النَّبَات معروف.
وأَخبرني المُنذرِيّ ، عن أبي العَبّاس ، عن ابن الأعرابي ، قال : الرَّنَمة ، بالنُّون : ضَرْبٌ من الشَّجَر.
قلت : لم يَعرف شَمِر الرَّنمة فظنّ أنه تَصْحيف ، وصَيَّره الرَّتَمة ، والرَّتَمة : من الأَشجار الكِبَار ذات السّاق ؛ والرّنَمة ، من دِقّ النَّبات.
وقال اللَّيث : الرّنِيم : تَطْريب الصّوْت.
والترنُّم ، منه. والحمامة تَتَرَنَّم. والمُكّاء ، في صوته تَرْنِيم.
والقوسُ والعُود ما اسْتَلْذذت صَوْته فله تَرْنِيم ؛ وقال ذو الرُّمّة يَصِف الجُنْدُبَ :
كأنّ رِجْلَيْه رِجْلَا مُقْطِفٍ عَجِلٍ |
إذا تَجَاوَبَ من بُرْدَيْه تَرنِيمُ |
أراد ب «بُرْدَيْه» : جَناحَيْه. وله صريرٌ يَقع فيها إذا رَمِض فَطار ، وجَعَله تَرنِيماً.
ثَعلب ، عن ابن الأعرابي ، قال : الرُّنُم : المُغَنِّيات المُجِيدات.
قال : والرُّنُم : الجَوَارِي الكَيِّسات.
رمن : الرُّمَّان ، معروف ، من الفَواكه ؛ قال الله تعالى في صِفة الجِنان : (فِيهِما فاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ (٦٨)) [الرحمن : ٦٨].
يقول القائل الذي لا يَعرف العربيَّة وحُدودَها : إنّ الله عزوجل قال : (فِيهِما فاكِهَةٌ) ثم قال : (وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ) دلّ بالواو أنّ النخل والرُّمّان غير الفاكهة ، لأن الواو تَعْطف جُمْلة على جُملة.
قلت : وهذا جَهل بكلام العَرب ، والواو دَخلت للاختصاص ، وإن عُطِف بها.
والعرب تَذْكر الشيءَ جُملةً ثم تَختَصّ من الجملة شيئاً ، تَفضِيلاً له وتَنبيهاً على ما فيه من الفضيلة ، وهو من الجملة ؛ ومنه قول الله عزوجل : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى) [البقرة : ٢٣٨] فقد أمرهم بالصَّلوات جُملة ، ثم أَعاد الوُسطى تَخصيصاً لها بالتَّشديد والتأكيد ، وكذلك أعاد النَّخل والرُّمان ترغيباً لأهل الجَنَّة فيهما ؛ ومن هذا قوله عزوجل : (مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ) [البقرة : ٩٨] ، فقد عُلم أنَّ جِبريل وميكال دَخَلا في الجملة ، وأُعيد ذكرهما دلالةً على فَضلهما وقُربهما مِن خالقهما.
ورَمّان ، بفتح الراء : موضعٌ.
ويُقال لِمَنبت الرُّمّان : مَرمَنة ، إذا كَثُر فيه أُصُوله.
والرُّمّانة ، تُصغّر : رُمَيمينة.
مرن : قال اللَّيثُ : مَرَن الشّيءُ يَمرُن مُرُوناً ، إذا استَمَرّ وهو لَيِّن في صَلَابة.
ومَرَنَت يَدُ فلانٍ على العَمل ، أي صَلُبت واستَمَرّت.
ومَرَنَ وَجهُ الرَّجُل على هذا الأمر.
وإنه لَمُمَرَّنُ الوَجه ؛ قال رُؤبة :
* فِرَارُ خَصمٍ مَعلٍ مُمَرَّنِ *
والمَصدر : المُرُونة.
وقال شَمِر : مَرَنت الجِلدَ أَمرُنه مَرْناً ، ومَرَّنتُه تَمريناً.
وقد مَرَن الجِلد ، أي لانَ.
وأَمْرَنْت الرَّجُلَ بالقَوْل ، حتى مَرَن ، أي لانَ.
وقد مَرَّنُوه ، أي لَيَّنُوه.
وناقة مُمَارِنٌ : ذَلُولٌ مَرْكُوبَة.
والمارِنُ : ما لانَ مِن الأَنْف.
وقال الفَرّاء : يقال : مَرَد فلانٌ على الكلام ، ومَرَن ، إذا اسْتَمرّ فلم يَنْجع فيه.
وقال أبو عُبيد : مَرَنت الناقة أَمْرُنها مَرْناً ، إذا دَهنت أَسْفل خُفِّها بدُهْنٍ من حَفًى بها.
وقال الأصمعيّ : يقال للناقة إذا ضَربها الفَحل مِراراً فلم تَلْقَح : مُمَارِنٌ.
وقد مَارَنَت مِرَاناً.
ونحو ذلك قال ابن شُمَيل.
قال : وناقةٌ مِمْرانٌ ، إذا كانت لا تَلْقَح.
قال أبو عمرو : التَّمرين : أن يَحْفى الدابّة فيرقّ حافرُه فتَدْهَنه بدُهْن ، أو تَطْليه بأَخثاء البَقَر وهي حارّة ؛ وقال ابن مُقْبل يَصف باطن مَنْسِم البَعير :
فرُحْنَا بَرَى كُلُّ أَيْديهما |
سَرِيحاً تَخَدَّم بَعد المُرون |
وقال أبو الهَيثم : المَرْن : العمل بما يُمَرِّنها ، وهو أن يَدْهَن خُفَّها.
وقال ابن مُقبل أيضاً :
يا دارَ سَلْمى خَلَاءً لا أُكَلِّفها |
إلا المَرَانة حتى تَعْرِف الدِّينا |
قال أبو عمرو : المَرانة هَضْبة من هَضبات بني عَجلان ، يُريد : لا أُكَلِّفها أن تَبْرح ذلك المكان وتَذْهب إلى موضع آخر.
وقال الأصمعي : المَرَانة : اسم ناقة كانت هاديةً بالطَّرِيق.
وقال : الدِّين : العَهد والأَمر الذي كانت تَعْهده.
ويُقال : المرانة : السُّكوت الذي مَرَنت عليه الدَّارُ.
وقيل : المَرانة : مَعْرفتُها.
أبو عُبيد : يقال ما زال ذلك دِينك ، ودَأْبَك ، ومَرِنَك ، ودَيْدَنك ، أي عادتك.
وقال ابن السِّكّيت : الأَمْران : عَصَبُ الذِّرَاعَيْن ؛ وأَنشد بيت الجَعْديّ :
فَأَدَلّ العَيْرُ حتى خِلْته |
قَفَص الأَمْران يَعْدُو في شَكَلْ |
|
قال صَحْبِي إذْ رَأَوْه مُقْبِلاً |
ما تَراه شَأْنَه قُلْتُ أدَلّ |
قال : أدل ، من الإِدْلال.
وأنشد غيرُه لِطَلْق بن عَدِيّ :
* نَهْدُ التِليل سالم الأَمْران *
ثعلب ، عن ابن الأعرابي : يومُ مَرْنٍ ، إذا كان ذا كُسْوة وخِلَع.
ويومُ مَرْنٍ ، إذا كان ذا فِرار من العدوّ.
نمر : قال اللَّيْثُ : النَّمِرُ : سَبُع أَخْبث من الأَسَد.
ويقال للرَّجُل السَّيّىء الخُلق : قد نَمِر وتَنَمَّر.
ونَمَّر وَجْهَه ، أي غَبَّره وعَبَّسه.
قال : والنَّمير من الماء : العَذْب.
قال أبو عُبيد : النَّمِير : الماء الزَّاكِي في الماشية النّامِي.
وقال الأصمعيُّ : النَّمير : النامِي ، عَذْباً كان أو غير عَذب.
أبو تُرَاب : نَمَر في الجبل والشَّجر ، ونَمَل ، إذا عَلَا فيها.
وقال الفراء : إذا كان الجمع قد سُمي به نَسبت إليه فقلت في أَنْمار : أَنْماري ، وفي معافر : معافِريّ ؛ فإذا كان الجمع غير مُسمًّى به نَسبت إلى واحده ، فقلت : نقيبيّ ، وعَرِيفيّ ، ومَنْكِبيّ.
وقال ابن الأعرابي : النُّمَرة : البَلَق.
والنَّمِرة : العَصْبَة.
والنمرة : بردة مخططة.
والنَّمِرة : الأُنْثى من النَّمِر.
والنِّسبة إلى النَّمر بن قاسطة : نَمَرِيّ ، بفتح المِيم.
ونُمَارَة : اسم قَبيلة.
وفي الحديث : فجاءه قومٌ مُجْتَابِي النِّمار ، أي جاءه قومٌ لابِسُو أُزُر من صُوفٍ مخطَّطة.
كُل شملة مُخطَّطة من مآزر الأعراب ، فهي : نَمرة.
وجمعها : نِمَار.
يقال : اجْتاب فلانٌ ثوباً ، إذا لَبِسه.
[أبواب الراء والفاء]
ر ف ت
مهمل.
ر ف م
رفم ، فر.
رفم : أبو العبّاس ، عن ابن الأَعرابيّ ، قال : الرَّفَمُ : النَّعيمُ التّامّ.
فرم : قال : والفَرَمُ للمرأة : ما تَتَضَيَّق به.
وقال في موضع آخر : التَّفْرِيب ، والتَّفْريم : بالباء والميم ، تَضْييق المَرأة فَلْهَمها بعَجَم الزَّبِيب.
وقال اللَّيث وغيرُه : هو الفِرَام.
وقد اسْتَفْرمت المرأةُ ، فهي مُسْتَفْرمة ، إذا احْتَشَت.
وقال أبو عُبيدة : المُفْرَم من الحِياض : المَمْلوء ، بالفاء في لُغة هُذَيل ؛ وأَنْشد :
* حِياضُها مُفْرمةٌ مُطَبَّعهْ*
ويقال : أَفْرمت الحوض ، وأَفْعمته ، وأَفأمته ، إذا مَلأته.
وقال أبو زيد : الفِرَامة : الخِرقةُ التي تَحْملها المرأةُ في فَرْجها.
واللِّجام : الخِرقة التي تشدُّها من أسْفلها إلى سُرَّتها.
وقال غيره : الفِرَام : أن تَحِيض المرأةُ وتَحْتَشي بالخِرقة.
وقد افْترمت ؛ قال الشاعر :
وَجَدْتُك فيها كأُمِّ الغُلَامِ |
مَتى ما تجِدْها فارِماً تَفْتَرِم |
[باب الراء والباء مع الميم]
ر ب م
برم ، ربم.
برم : البُرَمُ : قُدُورٌ من حِجارة. الواحدة : بُرْمَة. ورُبما جُمِعت : بِرَاماً ، وبُرماً.
اللّيث : البَرَمُ : الذي لا يَدْخل مع القَوْم في المَيْسِر ؛ وجَمْعُه : أَبْرام ؛ وأَنْشَد :
إذا عُقَبُ الْقُدُور عُدِدْنَ مالاً |
تَحُثُّ حَلَائِلَ الأبْرامِ عِرْسِي |
ويقال : بَرِمْت بكذا وكذا ، أي ضَجِرْت.
وأَبْرَمني فلانٌ إبْرَاماً.
وقد تَبَرَّمت به تَبَرُّماً.
ويقال : لا تُبْرِمْنِي بكَثرة فُضولك.
أبو عُبيدٍ : البَرِيمُ : خَيْطٌ فيه أَلْوانٌ تَشُدُّه المرأةُ على حَقْوَيْها.
وقال الليث : البَرِيم : خيْطٌ يُنْظَمُ فيه خَرَزٌ فتَشُدُّه المرأةُ على حقْوَيْها ؛ وأَنشدَ :
* إذا المُرْضِعُ العَرْجَاءُ جالَ بَرِيمُها*
وقال ابن الأعرابيّ : البَرِيمان : الجيشان ، عَرب وعَجم.
قال : والبُرُم : القَومُ السَّيِّئُوا الأخلاق.
ابن السِّكيت ، عن أبي عُبيدة ، يقال : اشْوِ لنا من بَرِيمَيْها ، أي من الكبد والسَّنام ، قالت ليلى الأخْيلِيّة :
يا أيّها السْدِمُ المُلَوِّي رَأْسَه |
لِيَقُودَ مِن أَهْلِ الحِجَازِ بَرِيمَا |
أرادت : جيشاً ذَا لَوْنَيْن.
وكلُّ ذي لَوْنين : بَرِيم.
وقال ابن الأعرابيّ : البَرِيم : خَيْطان يَكونان من لَوْنَين.
والبَرِيم : ضوءُ الشّمس مع بَقِيَّة سواد اللَّيْل.
والبَرِيم : القَطيع من الغَنم من ضأْن ومِعْزَى.
والبَرِيم : ثوبٌ فيه قَزٌّ وكَتَّان.
والبريم : خَيْطٌ يُفْتَلُ على طاقَيْن.
يقال : بَرمْته ، وأَبْرَمْته.
قال : والمُبْرِم : الذي يُسَوِّي البِرَام ويَنْحتها ويَقطعها.
قال أبو بكر في قولهم : فلانٌ يُبْرِم : المُبْرِم : الثَّقِيل الذي كأنه يَقْتطع من الذين يُجالسهم شيئاً ، من اسْتثقالهم إيَّاه ، بمنزلة المُبْرم : الذي يَقتطع حجارة البِرَام من جَبَلها.
وقال أبو عُبَيدة : المُبْرِم : الغَثّ الحَدِيث الذي يُحدّث الناسَ بالأحاديث التي لا فائدة فيها ولا مَعْنى لها ، أذخذ من المُبْرِم الذي يَجْنِي البَرَم ، وهو ثمر الأراك ، لا
طَعْم له ولا حلاوة ولا حُموضة ولا معنى له.
وقال الأصمعيّ : المُبْرِم : الذي هو كَلٌّ على أصْحابه لا نَفْع عنده ولا خَير ، بمنزلة البَرَم الذي لا يَدْخُل مع القَوم في المَيسر ويأكل معهم مِن لحْمه.
قال ابن السِّكيت في قوله :
* والبائِعات بشَطَّيْ نَخْلَةَ البُرَمَا*
قال : البُرَم ، يريد البِرَام.
يُقال : بُرْمة وبُرَم ؛ إذا كُنّ قَلِيلاً.
فإذا كُنّ كَثِيراً ، فهي بُرْم.
مثل : حُرَف ، وحُرْف ؛ وقال طَرفة :
جاءُوا إليك بكُلّ أَرْمَلةٍ |
شَعْثَاء تَحْمِل مِنْقَع البُرَمِ |
قال : والبُرَمُ : ثَمَرُ الأراك.
فإذا أَدْرك ، فهو مَرْدٌ.
وإذا اسْوَدّ ، فهو كَبَاثٌ ، وبَرِير.
والبُرَام : القُرَاد ، وهو القِرْشَام.
والبَرَمُ : الكُحْل المُذَاب.
قلت : ورَواه بعضُهم : صُبَّ في أُذنه البَيْرَمُ.
وقال ابن الأعرابيّ : البَيْرم : البِرْطِيل.
وقال أبو عُبَيْدة ، قال أبو عُبَيد : البَيْرَم عَتَلة النَّجَّار.
أو قال : عتلة النّجّار : البَيْرم.
وحدّثني أبو سعيد الهمداني ، قال : حدّثنا المُحاربيّ ، قال : حدّثنا لَيْث ، عن عَمْرو مولَى المُطَّلب ، عن عِكْرمة ، عن ابن عبَّاس ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من اسْتمع إلى حديث قَوم وهم له كارِهون ملأ الله سَمعه من البَيْرم والآنُك».
أبو عُبيد ، عن أبي عمرو : البَرَم : ثمر الطَّلح.
واحدته : بَرَمة.
شَمر ، عن ابن الأعرابي : العُلْقة من الطَّلْح : ما أَخْلف بعد البَرَمة ، وهو شِبْه اللُّوبياء.
وقال غيره : أَبْرَمْتُ الأمْر ، إذا أَحْكمْته.
والأصل فيه : إبرام الفَتْل ، إذا كان ذا طَاقَيْن.
ربم : أَهْمله اللَّيث.
وقال ابن الأعرابيّ : الرَّبَم : الكَلأ المُتَّصل.