النّجم الثاقب - ج ٢

صلاح بن علي بن محمّد بن أبي القاسم

النّجم الثاقب - ج ٢

المؤلف:

صلاح بن علي بن محمّد بن أبي القاسم


المحقق: الدكتور محمّد جمعة حسن نبعة
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة الإمام زيد بن علي الثقافية
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٢١
الجزء ١ الجزء ٢

١
٢

٣
٤

٥
٦

المبني

قوله : (المبني) (١) ، هذا هو القسم الثاني من أقسام الاسم ، لأنه قسّمه في أول الكتاب إلى معرب ومبني ، والألف واللام في المبني عائدان إلى هذا التقسيم ، وقدم المعرب ، لأنه أصل الأسماء.

قوله : (ما ناسب مبني الأصل) (٢) أي شابه ، ومبني الأصل الحروف ، والفعل الماضي والأمر بغير اللام.

قوله : (أو وقع غير مركب) وذلك في الأعداد وحروف التهجي ، و (أو) للتقسيم ، يعني أن البناء في الأسماء ، إما لعدم التركيب ، أو لمناسبة مبني الأصل ، والمناسبة تكون في أحد أمور ستة ، إما تضمن الحروف كأسماء الاستفهام ، والشرط ، أو شبهه بالحرف كالمضمرات ، وأسماء الإشارة ، أو شبهه لما أشبه الحرف ، كالمنادى فإنه أشبه المضمر ، أو وقوعه موقع الفعل (٣) ، كأسماء الأفعال ، فإن (نزال) وقع موقع (انزل) ، أو شبهه بما وقع موقع الفعل ،

__________________

(١) قال الرضي في ٢ / ٢ : المبني كما مر في حد المعرب ضربان : مبني لفقدان موجب الإعراب الذي هو التركيب كالأسماء المعدودة كواحد اثنان ... أو ألف باء تاء ... وإما مبني لوجود مانع الإعراب مع حصول موجبه وذلك مشابهة الحرف أو الماضي أو الأمر.

(٢) ينظر شرح الرضي ٢ / ٢ ، وقال المصنف في شرحه ٦٣ : (تنبيه على أنه قد يبنى الاسم لفقدان سبب الإعراب وهو التركيب الإسنادي ، فإنه إذا وقع غير مركب تعذر الإعراب لفقدان سببه ، وليست هذه بالتي يفسد بها الحد لأن المراد هنا ما كان على أحد هذين الوصفين).

(٣) ينظر شرح المفصل ٢ / ٧٩ وما بعدها.

٧

كـ (حذام) و (قطام) فإنهما أشبها (نزال) ، عدلا وزنة ، أو إضافة إلى غير متمكن ، كإضافته إلى الجمل المصدرة بالظرف أو الحروف المبنية نحو : (مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ)(١) و (ما منعك) غير أنك قائم و (يومئذ) و (حينئذ) وإنما بنيت لأنها اكتسبته مما أضيفت إليه ، كما تكتسب التعريف ، وأصل البناء السكون (٢) ، وإنما يعدل إلى الحركة لعارض ، فما بني على السكون غير مبني الأصل ، ففيه سؤال وهو لم بني؟ وما بني على حركة ، ففيه ثلاثة أسئلة ، لم بني؟ ولم بني على حركة؟ ولم خصّ بحركة دون حركة؟.

قوله : (وهي المضمرات) (٣) يعني أن المبنيات ثمانية أقسام كما ذكر.

قوله : (وحكمه (٤) لا يختلف آخره (٥) لاختلاف العامل) يحترز مما يختلف لاختلاف العامل وهو المعرب ، ومما يختلف لاختلاف المحكي نحو :(جاء زيد) من زيد ، و (رأيت زيدا) من زيدا و (مررت بزيد) من زيد ، فإنه مبني خلافا للكوفيين (٦) ، وحركات البناء ست في نحو : أين وكيف ونزال وتراك ، ومنذ وقبل وبعد ، وحركة المحكي ، وحركة الإتباع ، (الْحَمْدُ لِلَّهِ)(٧)

__________________

(١) الذاريات ٥١ / ٢٣ وتمامها : (فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ.)

(٢) ينظر شرح الرضي ٢ / ٣.

(٣) قال المصنف في شرحه ٦٤ : (المضمر ما وضع لمتكلم أو مخاطب ، أو غائب تقدم ذكره). وزاد الرضي في شرحه ٢ / ٣ : (تقدم ذكره لفظا أو معنى أو حكما).

(٤) ما بين الحاصرتين زيادة من الكافية المحققة.

(٥) في الكافية باختلاف بدل لاختلاف.

(٦) ينظر شرح المصنف ٦٤ ، وشرح الرضي ٢ / ٣.

(٧) الفاتحة ١ / ١ ، قال القرطبي في تفسيره أحكام القرآن ١ / ١١٨ : (وأجمع القراء السبعة وجمهور الناس على رفع الدال من الحمد لله ، وروي عن سفيان بن عيينة ورؤية بن العجاج الحمد لله بنصب الدال وهذا على إضمار فعل). ـ قال سيبويه : (إذا قال الرجل الحمد لله بالرفع ففيه من المعنى مثل ما في قولك حمدت الله حمدا). وروي عن ابن عبلة : الحمد لله بضم الدال واللام على اتباع الثاني الأول وليتجانس اللفظ. وروي عن الحسن بن أبي الحسن ، وزيد بن علي الحمد لله بكسر الدال على إتباع الأول الثاني. وينظر البحر المحيط ١ / ١٣١.

٨

فيمن قرأ بكسر الدال (وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا)(١) فيمن قرأ بضم التاء ، وحركة الثقل نحو : (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ)(٢) فيمن قرأ بفتح الميم في (تعلم) وحركة التقاء الساكنين نحو : (قالَتِ الْأَعْرابُ)(٣)(مَنْ يَشَأِ اللهُ يُضْلِلْهُ)(٤) وحركة ما قبل ياء المتكلم نحو (غلامي) وبعض المتأخرين جعل هذه الحركات غير إعراب ولا بناء ، لأن حركة الإعراب ما كانت بعامل ، والبناء ما كانت عن مناسبة مبني أصل.

قوله : (وألقابه ضم ، وفتح ، وكسر ، ووقف) [وهي المضمرات وأسماء الإشارة ، وأسماء الأفعال والأصوات والمركبات والكنايات وبعض الظروف] (٥) يعني ألقاب المبني ، وألقاب المعرب : رفع ونصب وجر وسكون ، هذا اصطلاح البصريين (٦) ، وإنما فرقوا بينهما ليعلم من أول

__________________

(١) البقرة ٢ / ٣٤ وتمامها : (وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبى وَاسْتَكْبَرَ وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ) وهي في عدة مواضع من القرآن ، قرأ الجمهور بجر التاء ، وقرأ أبو جعفر يزيد بن القعقاع وسليمان بن مهران بضم التاء إتباعا لحركة الجيم ، ونقل أنها لغة أزد شنوءة ، ينظر البحر المحيط ١ / ٣٠١.

(٢) البقرة ٢ / ١٠٦ ، وتمامها : (ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.)

(٣) الحجرات ٤٩ / ١٤ ، وتمامها : (قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ ....)

(٤) الأنعام ٦ / ٣٩ ، وتمامها : (وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُماتِ مَنْ يَشَأِ اللهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ.)

(٥) ما بين الحاصرتين زيادة من الكافية المحققة. وينظر شرح المفصل ٢ / ٨٣ ، ٨٤ ، وشرح الرضي ٢ / ٣.

(٦) ينظر شرح المصنف ٦٤ ، قال : (وهذا الاصطلاح للبصريين المتقدمين والمتأخرين) ، وينظر شرح الرضي ٢ / ٣٢٢ ، والمعنى نفسه أو قريب منه.

٩

الأمر ، حيث يقول : (رفع أو جر أو نصب أو سكون إنه معرب ، ومن قولك : ضم أو فتح أو كسر أو وقف ، إنه مبني ، والكوفيون لا يفرقون بين حركة الإعراب والبناء ويجرون كل واحد منهما مجرى الأخرى (١).

قوله : (المضمر) (٢) إنما بني لشبهه بالحرف لفظا ومعنى ، أما اللفظ ، فلأن منه ما هو على حرف كـ (ضربت) و (ضربك) و (ضربه) أو على حرفين نحو :

(هو وهي) ، وأجريت عليها سائر المضمرات (٣) ، وأما المعنى فلافتقارها إلى مفسر من قرينة التكلم والخطاب ، وتقدم ذكر الغيبة فأشبهت الحرف لذلك (٤) ، والإضمار في اللغة هو الإخفاء ، قال :

[٣٥٩] يبدو وتضمره البلاد كأنه

سيف على علم يسيل ويغمد (٥)

وفي الاصطلاح :

قوله : (ما وضع لمتكلم) نحو : أنا ، (أو مخاطب) نحو أنت [و ٧٦] (أو غائب) نحو : هو (تقدم ذكره) (٦) يعني الغائب ، لأن التكلم والخطاب تكفي فيهما القرينة.

__________________

(١) ينظر شرح المصنف ٦٤ ، وشرح الرضي ٢ / ٣.

(٢) ينظر شرح المصنف ٦٤.

(٣) ينظر شرح المصنف ٦٤ ، والعبارة منقولة عنه بتصرف.

(٤) ينظر شرح الرضي ٢ / ٣ والعبارة منقولة عنه بتصرف.

(٥) البيت من الكامل وهو للطرماح يصف بقر وحشي ، وفي شرح أبيات المغني للبغدادي ٤ / ٤٠١ نسبه إلى أمية بن أبي الصلت برواية مختلفة لعجزه :

قمر وساهور يسّلّ ويغمد

والشاهد فيه (وتضمره) حيث جاء معناه أي وتخفيه.

(٦) ينظر شرح المصنف ٦٤ ، وشرح الرضي ٢ / ٣.

١٠

قوله : (لفظا أو معنى أو حكما) (أو) للتقسيم كما في المبني ، ومراده أن الضمير يعود إلى متقدم ذكره ، إما لفظا وإما معنى ، وإما حكما ، أما اللفظ ففي مواضع ثلاثة :

الأول : أن يكون هو الضمير في المعنى ، وهو ثلاثة : متقدم لفظا ورتبة ، نحو : (زيد ضربته) ، ولفظا دون رتبة نحو : (ضرب زيدا غلامه) ، ورتبة دون اللفظ نحو : (ضرب غلامه زيد) وقد تقدم تفصيل ذلك في باب الفاعل في المرفوعات.

الثاني : أن يوافقه في اللفظ والمعنى وهو بمنزلة نحو (عندي درهم ونصفه) أي ونصف درهم آخر ، وقوله : (ما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ)(١) أي من عمر معمر آخر ، وقوله :

[٣٦٠] قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا

إلى حمامتنا أو نصفه فقد (٢)

الثالث : أن يوافقه في اللفظ فقط ، وهو أضعف مما قبله وعليه قول البحتري ، وليس بحجة :

__________________

(١) فاطر ٣٥ / ١١ ، وتمامها : (وَاللهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْواجاً وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ.)

(٢) البيت من البسيط ، وهو للنابغة الذبياني في ديوانه ٢٤ ، والكتاب ٢ / ١٣٧ ، والإنصاف ٢ / ٤٧٩ ، والخصائص ٢ / ٤٦٠ ، وشرح المفصل ٨ / ٥٨ ، وتذكرة النحاة ٣٥٣ ، وشرح التسهيل السفر الأول ٢ / ٥٩٥ ، والمغني ٥٢٤ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٧٥ ، ٢ / ٦٩ ، واللسان مادة (قدد) ٥ / ٣٥٤٥ ، وهمع الهوامع ١ / ٢٢٨ ، وخزانة الأدب ١٠ / ٢٥١ ، ٢٥٣.

والشاهد فيه قوله : (إلى حمامتنا أو نصفه) حيث أتى بما سماه غيّر له ، أي أن نصف الحمام زيادة على حمامتنا.

١١

[٣٦١] فيسقى الفضا والساكنيه وإن هم

شبوه بين جوانحى وضلوعى (١)

وأما ما تقدمه معنى ، فهو حيث لا يكون المفسّر مصرحا بتقديمه لفظا أو محلا ، بل هناك شيء يقتضي كون المفسر قبل الضمير ، وجعل نجمد الدين (٢) ما كان متقدما محلا من المعنوي ، واعترض على المصنف في جعله من اللفظي ، وقال : هو مناقض لكلامه في أول المقدمة ، حيث قسم المعرب إلى لفظي وتقديري ، والتقدم المعنوي في مواضع خمسة تفسير الفعل أو الصفة مصدرهما نحو : (اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى)(٣) وقوله :

[٣٦٢] إذا نهى السفيه جرى إليه (٤)

 ـ ...

أي العدل والنهي ، أو السفه ، وتفسير اللازم ملزومه نحو : (فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّباعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَداءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسانٍ)(٥) الحجة في الضمير في إليه (وَوَرِثَهُ أَبَواهُ)(٦)(أَغْلالاً فَهِيَ إِلَى الْأَذْقانِ)(٧) لأن العفو يستلزم عافيا ، والإرث

__________________

(١) البيت من الطويل ، وهو للبحتري في ديوانه ٢ / ٢٩ ، والتمثيل فيه موافقة اللفظ ومطابقته كما في قوله : جوانحي وضلوعي فالجوانح هي الضلوع.

(٢) ينظر شرح الرضي ٢ / ٤.

(٣) المائدة ٥ / ٨.

(٤) صدر بيت من الوافر ، وعجزه :

وخالف والسفيه إلى خلاف

وهو لأبي قيس بن الأسلت الأنصاري كما في الإنصاف ١ / ١٤٠ ، ومعاني القرآن للفراء ١ / ١٠٤ ، والخصائص ٣ / ٤٩ ، وشرح التسهيل السفر الأول ١ / ٢١٤ ، وشرح الرضي ٢ / ٥ ، وهمع الهوامع وخزانة الأدب ٣ / ٣٦٤ ، ٤ / ٢٢٦. ويروى في شرح الرضي إذا زجر بدل نهي.

(٥) البقرة ٢ / ١٧٨.

(٦) النساء ٤ / ١١.

(٧) يس ٣٦ / ٨ ، وتمامها : (إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالاً فَهِيَ إِلَى الْأَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ.)

١٢

يستلزم موروثا (١) ، والغلّ يستلزم اليد ، وتفسير الضدّ ضدّه نحو :

[٣٦٣] وما أدري إذا يممت أرضا

أريد الخير أيّهما يلينى (٢)

يعني الخير والشر ، دليله البيت الآخر بعده :

أألخير الذي أنا أبتغيه

أم الشر الذي هو يبتغينى

وتفسير الجزء للكل نحو : (الَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَها)(٣) أي أنواع الكنوزات وتفسير الكل جزءه نحو :

[٣٦٤] أماويّ ما يغنى الثراء عن الفتى

إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر (٤)

وقوله :

[٣٦٥] وكأنّ فى العينين حب قرنفل

أو سنبلا كحلت به فانهلت (٥)

__________________

(١) ينظر شرح الرضي ٢ / ٥ ، وينظر شرح التسهيل السفر الأول ١ / ٢١٦.

(٢) البيتان من الوافر ، وهو للمثقب العبدي في ديوانه ٢١٢ ، وينظر معاني القرآن للفراء ٢ / ٢٧٢ ، وشرح التسهيل السفر الأول ١ / ٢١٦ ، وشرح شواهد المغني ١ / ١٩١ ، وخزانة الأدب ٦ / ٣٧ ، ١١ / ٨٠.

والشاهد فيه قوله : (أزيد الخير) أي أريد الخير وأحذر الشر والذي دل على ذلك البيت الذي تليه.

(٣) التوبة ٩ / ٣٤ والآية ليس فيها (إنّ) وتمامها : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبارِ وَالرُّهْبانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوالَ النَّاسِ بِالْباطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ ....).

(٤) البيت من الطويل ، وهو لحاتم الطائي في ديوانه ١٩٩ ، والأغاني ١٧ / ٢٩٥ ، وجمهرة اللغة ١٠٢٤ ، ١١٣٣ ، والشعر والشعراء ١ / ٢٥٢ ، واللسان مادة قرن ٥ / ٣٦٠٨ ، وحشرج ، وهمع الهوامع ١ / ٦٥ ، والخزانة ٤ / ٢١٢.

والشاهد فيه حذف مفسر الضمير للعلم به والمعنى إذا حشرجت نفسه أي نفس الفتى والنفس جزء الكل وقد فسرته ، كما ألمح إلى ذلك الشارح.

(٥) البيت من الكامل ، وهو لسلمى بن ربيعه بن زبان كما في سمط اللاليء ١ / ١٧٣ ، ٢٦٧ ، وشرح نوادر أبي زيد ١٢١ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ٥٤٧ ، وتذكرة النحاة ٣٥٨ ، والأصمعيات ١٦١ ، وفيه أنه لعلباء بن أرقم ، وينظر خزانة الأدب ٧ / ٥٥٣ ، والسان مادة (هلل) ٦ / ٤٦٨٩. والشاهد فيه قوله : (كحلت به فانهلت) حيث أعاد الضمير فيهما مفردا وهو يعود إلى مبني وهو العينان وكذلك الكمل وانهمال الدمع جزء من العينين.

١٣

وأما تقدمه حكما ، فما كان في الذهن حاضرا حقيقة ، كالسماء والأرض والشمس والقمر نحو : (ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ)(١)(حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ)(٢) والادعاء وذلك في ضمير الشأن والقصة ، نحو :

(هو قائم) ، وضمير (نعم) و (بئس) نحو : (نعم رجلا زيد) ، وضمير (رب) نحو : (ربّه رجلا) ، وضمير تنازع الفعلين نحو : (ضرباني وضربت الزيدين) (ضربوني وضربت الزيدين) ، وإنما أضمر في هذه من غير تقدم ذكر ، أما ضمير الشأن ، فلأنه إذا قصد التعظيم وأبهم أولا ثم فسرّ ثانيا كان أوقع في النفوس من ذكره مفسرا أولا ، وأما (نعم) و (بئس) و (ربّ) فلأنهم لما قصدوا فيها المدح العام ، والذم العام نسبوه في المتعقل في الذهن ، وأما في التنازع فمسوغه أن إعمال الثاني في معنى إعمال الأول (٣).

قوله : (وهو متصل ومنفصل إلى آخره) يعني أن المضمرات لها تقسيمات باعتبار الاتصال والانفصال ، وهي على ضربين : متصل ومنفصل ، (فالمنفصل هو المستقل) (٤) نحو : (أنا أنت) ، (والمتصل غير المستقل) (٥) نحو : (ضربت وضربك) ، الثاني بحسب إعرابها (إلى مرفوع

__________________

(١) النحل ١٦ / ٦١ ، وتمامها : (لَوْ يُؤاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ)(ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ وَلكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى.)

(٢) ص ٣٨ / ٣٢ ، وتمامها : (فَقالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ)). وهي الشمس إذا العشي يدل على تواري الشمس.

(٣) ينظر شرح الرضي ٢ / ٥.

(٤) قال المصنف في شرحه ٦٥ : يعني غير محتاج إلى كلمة أخرى قبله يكون كالتتمة لها بل هو كالظاهر في استقلاله كقولك : أنا وأنت وإياي وإياك إلى آخره.

(٥) ينظر شرح المصنف ٦٥ ، وشرح الرضي ٢ / ٦ ، قال الرضي في ٢ / ٦ : (والمتصل ما يتصل بعامله الذي قبله ويكون كالتتمة لذلك العامل ، وكبعض حروفه ، فالضمائر المستترة في خطاب المذكر أو في الصفات نحو : زيد ضارب والزيدان ضاربان إلى آخر تصاريفها (أي الضمائر) وليس المستتر ما يبرز مثل : (اسكن أنت وزوجك الجنة).

١٤

ومنصوب ومجرور) (١) فالمرفوع منفصل نحو : (أنا) ، ومتصل نحو : (ضربت) ، والمنصوب منفصل نحو : (إياك) ، ومتصل (ضربك) ، والمجرور لا يكون إلا متصلا ، إما بحرف جر نحو : (إليّ) ، أو إضافة نحو (غلامي) فصارت مرفوعا متصلا ، ومنفصلا ، ومنصوبا [ظ ٧٦] متصلا ومنفصلا ، ومجرور متصل فقط ، وإنما لم يكن إلا متصلا ، لأن الأصل في الضمائر الاتصال ، والانفصال لا يكون إلا عند تعذر الاتصال ، وذلك بالتقدم على العامل ، أو الفعل لغرض ، أو الحذف وهو لا يتأتى في المجرور.

قوله : [فالأولان متصل ومنفصل والثالث متصل فذلك خمسة أنواع] (٢) (فالأول : ضربت وضربت إلى ضربن وضربن) يعني المرفوع المتصل ، ومثل بمثالين ، مما سمي فاعله ، ومما لم يسم فاعله ، وفي كل واحد منهما ثلاث مراتب ، تكلم وخطاب وغيبة (٣) ، وكل واحد من هذه الضمائر ينقسم إلى مذكر ومؤنث ، وكل واحد منهما إلى مفرد ومثنى ومجموع في كل مرتبة من التكلم والخطاب والغيبة ستة ، فصار في كل نوع ثماني عشرة إذا ضربتها في خمسة ، وهي تقسيمها بحسب الاتصال والانفصال ، صارت تسعين ضميرا ، إلا أنهم استغنوا في مرتبة التكلم بضميرين ، جمعوا المفرد من المذكر والمؤنث والمجموع منهما في ضمير

__________________

(١) ينظر شرح المصنف ٦٥ ، وشرح الرضي ٢ / ٦ ، وشرح المفصل ٣ / ٨٨ ، والضمائر التي قسمها إلى مرفوع ومنصوب ومجرور إنما هي في محل رفع أو نصب أو جر.

(٢) ما بين الحاصرتين زيادة من الكافية المحققة.

(٣) ينظر شرح الرضي ٢ / ٧ حيث هذا التفصيل مقتبس منه بتصرف ، وينظر شرح المصنف ٦٥.

١٥

واحد ، وفي الخطاب والغيبة بخمسة جمعوا المثنى من المذكر والمؤنث في ضمير واحد ، فالباقي ستون ضميرا ومراده أنك تبدأ بالمفرد المتكلم (١) ، وتختم بجمع المؤنث الغائب ، وذلك ثلاث مراتب تكلم وخطاب وغيبة.

فالأولى : التكلم ولها صيغتان ، الأولى ضربت وهي للواحد مذكرا أو مؤنثا ، والتاء هي الضمير ، الثانية ضربنا وهي لستة : مذكرين ومؤنثين ، ومذكرين ومؤنثان وللمفرد منهما المعظم ، والألف والنون ضمير.

المرتبة الثانية : المخاطب وهي خمسة : ضربت بفتح التاء للواحد المذكر وبكسرها للواحدة المؤنثة ، والتاء هي الضمير فيهما ، وضربتما للمثنى فيهما ، والتاء ضمير وحدها ، وزاد بعضهم الألف معها ، وضربتم لجماعة المذكرين ، والتاء ضمير وحدها ، وضربتنّ لجماعة النساء والتاء ضمير وحدها ، وزاد بعضهم النونين ، وبعضهم النون الثانية والأولى زائدة.

والمرتبة الثالثة للغائب وهي خمس ضرب للواحد المذكر والضمير واسم الجمع ، تقول (زيد ضرب والركب سافر) والضمير مستتر ، ويجوز الواو في اسم الجمع نحو : (الركب سافروا) وضربت للمفردة المؤنثة ولجمع التكسير العاقل وغير العاقل ، ولك في العاقل الواو كجمع السلامة ، إذا كان مذكرا والنون إذا كان مؤنثا والتاء للتأنيث والضمير مستتر ، و (ضربا) للمثنى منهما ، والضمير الألف ، و (ضربوا) لجماعة المذكرين المكسر والسالم ، ولاسم الجمع من المذكر ، والواو الضمير ، و (ضربن) لجماعة النساء والنون الضمير ، وجعلها المازني حرفا دالا على

__________________

(١) ينظر شرح الرضي ٢ / ٧ ـ ٨.

١٦

جمع المؤنث كما دلّت التاء في (ضربت) ، والضمير مستتر ، وأما ما يتصل بالمضارع فهي خمسة ، (تفعلان ويفعلان ويفعلون وتفعلون وتفعلين يا امرأة) فالألف والواو والياء ضمائر ، والنون حرف إعراب ، وجعلها المازني (١) كلها حروفا علامات للتثنية والجمع مثل : (قاما أخوك) ، و (أكلوني البراغيث) والضمير مستتر.

قوله : (والثاني أنا إلى هنّ) (٢) يعني المرفوع المنفصل (٣) ، فيبدأ فيه بالواحد المتكلم حتى ينتهي إلى جمع المؤنث ، وهو ثلاث مراتب كالمتصل ، الأولى : مرتية المتكلم ولها مثلان (أنا) للمفرد المذكر والمؤنث ، والضمير عند البصريين الهمزة والنون وحدها والألف جيء بها لبيان الحركة في الوقف ، وعند الكوفيين (٤) أن (أنا) ضمير كله واحتجوا بقوله :

[٣٦٦] أنا سيف العشيرة فاعرفونى (٥)

 ـ ...

بإثبات الألف في الوصل وأجيب بأنه من إجراء الوصل مجرى الوقف ، و (نحن) للمثنى والجمع والواحد المعظم مذكرا أو مؤنثا ، و (هو) ضمير كله

__________________

(١) ينظر شرح الرضي ٢ / ٩ ، وينظر رأي المازني في شرح المفصل ٣ / ٨٨.

(٢) أي المرفوع المنفصل وهو : أنا ، أنت ، أنت ، أنتما ، أنتم ، أنتن ، نحن ، هو ، هي ، هما ، هم ، هنّ.

(٣) في الأصل المتصل وهو تحريف.

(٤) ينظر رأي البصريين والكوفيين في شرح الرضي ٢ / ٩ ـ ١٠ ، وشرح المفصل ٣ / ٩٣.

(٥) صدر بيت من الوافر ، وعجزه :

حميدا قد تذريت السناما

وهو لحميد بن ثور في ديوانه ١٣٣ ، وفي شرح المفصل لابن يعيش ٣ / ٩٣ ، وشرح شافية ابن الحاجب ٢ / ٢٩٥ ، وشرح الرضي ٢ / ٩ ، والمقرب ١ / ٢٤٦ ، والمنصف ١ / ١٠ ، وخزانة الأدب ٥ / ٢٤٢.

والشاهد فيه قوله : (أنا) حيث ثبتت ألف الضمير أنا في الوصل ، قال الرضي في شرحه ٢ / ٩ وبنو تميم يثبتون الألف في الوصل أيضا في السعة وغيرهم لا يثبتونها في الوصل إلا في ضرورة.

١٧

وبني على حركة كراهة الجمع بين ساكنين ، وأما تخصصه بالضم ، فقال المبرد (١) : (حملا لها على «قبل» و «بعد» من حيث صلح للاثنين والجمع كما صلح «قبل» و «بعد» للشيء والشيئين) ، وقال الزجاج (٢) : (لأنها اسم جماعة ، ومن علامات الجمع الواو والضم من مخرج الواو) وقال الأخفش الصغير (٣) : (لأنها ضمير مرفوع ومن علامات الرفع الضمة ، وقال قطرب (٤) أصلها نحن بضم الحاء فنقلت إلى النون ، وقال ثعلب :تشبيها للهاء (بحيث).

المرتبة الثانية : (أنت) بفتح التاء للمفرد المذكر وبكسرها للمفردة المؤنثة ، والألف والنون عند البصريين ضميران ، والتاء حرف خطاب ، وابن [و ٧٧] كيسان جعلها الضمير وحدها وما قبلها دعامة ، والكوفيون (٥) جعلوه ضميرا كله ، وإنما خصّ المذكر بالفتحة ، لأن الكسرة من علامات التأنيث فأعطي كل شيء ما يليق به ، ولم يضم المذكر ، لأن المتكلم قد استبد به ، و (أنتما) للمثنى منهما والضمير الهمزة والنون على الأصح ، والتاء والميم حروف ، وزاد بعضهم التاء معهما ، وبعضهم الألف التي بعد الميم معهن ، وإنما ضمت التاء لأنها لو فتحت التبست (ما) بالزائدة ، في مثل (أنتما) و (أنتم) لجماعة المذكرين والضمير الهمزة ، والنون على الأصح ، والتاء والميم حروف ، وزاد بعضهم التاء ، و (أنتن) لجماعة النساء ، والهمزة والنون

__________________

(١) ينظر المقتضب ٤ / ٢٧٩ ، وشرح المفصل لابن يعيش ٣ / ٩٤.

(٢) ينظر رأي الزجاج في شرح المفصل لابن يعيش ٣ / ٣٩ ، والهمع ١ / ٢٠٨.

(٣) ينظر رأي الأخفش الأصغر في شرح المفصل لابن يعيش ٣ / ٩٤ ، والهمع ١ / ٢٠٨.

(٤) ينظر شرح المفصل لابن يعيش ٣ / ٩٤.

(٥) ينظر آراء هؤلاء النحويين في شرح الرضي ٢ / ١٠ ، ١٢ ، وشرح المفصل ٣ / ٩٥ ، وينظر الإنصاف ٢ / ٦٧٧ ، مسألة رقم ٩٦ (الحروف التي وضع عليها الاسم في هو وهي) والهمع ١ / ٢٠٨ وما بعدها.

١٨

ضميران ، وزاد بعضهم التاء ، والخلاف في النونين كـ (ضربتنّ).

المرتبة الثالثة للغائب ، (هو) للمفرد المذكر و (هي) للمفردة المؤنثة و (هما) ضميران كلهما ، وعند الكوفيين الهاء ضمير وحدها (١) وفيها لغات هو وهي بالإسكان

والتخفيف وبالفتح والتشديد قال :

[٣٦٧] ... ـ

وهو على من صبه الله علقم (٢)

وبحذف الواو والياء قال :

[٣٦٨] دار لسعدى إذه من هواكا (٣)

 ـ ...

و (هما) للمثنى منهما والهاء ضمير ، والميم ليست بضمير ، والألف فيها خلاف (٤) ، و (هم) لجماعة المذكرين ، والضمير الهاء ، و (هنّ) لجماعة النساء ، والضمير الهاء والخلاف في النون كـ (أنتن).

__________________

(١) قال ابن يعيش في شرح المفصل ٣ / ٩٦ : والاسم (هو) بكماله عند البصريين وقال الكوفيون الاسم الهاء وحدها والواو مزيدة ثم قال : والصواب مذهب البصريين لأنه ضمير منفصل مستقل بنفسه يجري مجرى الظاهر ...) وينظر شرح التسهيل السفر الأول ١ / ١٩١ وما بعدها ، والهمع ١ / ٢٠٩.

(٢) عجز بيت من الطويل ، وصدره :

وإنّ لساني شهدة يشتفى بها

وهو لرجل من همدان كما في شرح التصريح ١ / ١٤٨ ، والمقاصد النحوية ١ / ٤٥١ ، وشرح المفصل ٣ / ٩٥ ، والجنى الداني ٤٧٤ ، وشرح التسهيل السفر الأول ١ / ١٩٤ ، ومغني اللبيب ٥٦٧ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٨٤٣ ، واللسان مادة (ها) ٦ / ٤٥٩٧ ، وهمع الهوامع ١ / ٢١٠ ، والخزانة ٥ / ٢٦٦.

والشاهد فيه قوله : (وهوت) حيث أتى بالضمير المنفصل المرفوع بالفتح والتشديد على إحدى لغاته.

(٣) الرجز بلا نسبة في الكتاب ١ / ٢٧ ، وشرح المفصل ٣ / ٩٧ ، والخصائص ١ / ٨٩ ، والإنصاف ٢ / ٦٨٠ ، وشرح شافية بن الحاجب ٢ / ٣٤٧ ، واللسان مادة (هيا) ٦ / ٤٥٩٦ ، وهمع الهوامع ١ / ٢٠٩ ، وخزانة الأدب ٢ / ٦.

والشاهد فيه قوله : (إذه) يريد إذ هي فحذف الياء ضرورة وقد أشار إلى ذلك الشارح.

(٤) ينظر شرح المفصل ٣ / ٩٧ ، وشرح الرضي ٢ / ١٢.

١٩

قوله : (والثالث ضربني إلى ضربهن) [وإنني إلى إنهن] (١) يعني المنصوب المتصل وهو ثلاث مراتب :

الأولى : للمتكلم وهي ضربني للمفرد وفيهما و (الياء) هي الضمير والنون للوقاية ، ويجوز في الياء الفتح والسكون والحذف قال :

[٣٦٩] ... ـ

إذا ما انتسبت له أنكرن (٢)

وضربنا للمثنى والمجموع والواحد المعظم مطلقا والضمير النون ، والألف فيها خلاف.

الثانية : المخاطب وهي ضربك بالفتح للمفرد المذكر ، وضربك للمفردة المؤنثة والكاف ضمير فيهما ، (ضربكما) للمثنى فيهما ، والضمير الكاف وحدها ، وفي الألف خلاف و (ضربكم) لجماعة المذكرين والضمير الكاف ، و (ضربكنّ) لجماعة النساء والضمير الكاف وحدها وفي النون ما تقدم.

المرتبة الثالثة : للغائب وهي (ضربه) للمفرد المذكر والضمير الهاء ،

__________________

(١) ما بين الحاصرتين زيادة من الكافية المحققة.

(٢) شطر من بيتين من المتقارب وهما للأعشى في ديوانه ٦٥ ـ ٦٦ ، وهما :

فهل يمنعني ارتيادي البلا

ومن حذر الموت أن يأتين

ومن شانئ كاسف وجهه

إذا ما انتسبت إليه أنكرن

ينظر في الكتاب ٤ / ١٨٧ ، والأول منهما مع نسبته إلى الأعشى وهو في الدرر ٥ / ١٥١ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٣٤٦ ، وشرح المفصل ٩ / ٤٠ ـ ٨٦ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٣٢٤ ، والشاهد فيهما قوله : (يأتين وأنكرن) يريد أن يأتيني وأنكرني ، فحذف ياء المتكلم والكسرة الدالة عليها ، والتي تقع قبلها ، وذلك للوقف ، وسكن للضرورة الشعرية ، ولأن القافية ساكنة.

٢٠