فرخَها فالممدوح من ههنا ، فإذا انفلقَتْ وانقاضتْ عن فَرْخها رَمَى بها الظَّليم فتَقَع في البلد القَفْر ، عن ههنا ذُمَّ الآخَر.
وقال أبو زيد : البَيْضةُ : بيْضةُ الحِبْن.
والبَيْضةُ : أصلُ القوم ومجتمعُهم ، ويقال : أتاهم العدوُّ في بَيْضتِهم ، وقد ابْتِيضَ القومُ : إذا أُخِذَتْ بَيْضتُهم ، عَنْوة.
وبيْضة القَيْظ : شِدَّة حرِّه.
قال الشمّاخ :
طَوَى ظمأها في بَيْضة القَيْظ بعد ما |
جَرَى في عَنانِ الشِّعْرَيَيْنِ الأماعِز |
والبَيْضة : بَيْضةُ الخُصية.
ابن نجدة عن أبي زيد فيما رَوَى أحمدُ بن يحيى عنه : يقال لوَسَط الدار : بَيْضةٌ ، ولجماعةِ المُسْلمين : بَيْضة ، ولوَرَمٍ في رُكْبة الدّابة : بيْضةً.
وقال ابن شميل : أفرَخَ بيْضةُ القَوم : إذا ظهر مكتومُ أمْرِهم. وأفرَخت البيضةُ : إذا صار فيها فَرخ.
شمر عن ابن الأعرابي : البِيضةُ ، بكَسرِ الباء : أرض بالدَّ وَحَفَروا بها حتّى أتتْهم الرِّيح من تحتهم فرفعتْهم ولم يَصِلوا إلى الماء.
قال شمر : وقال غيره : البِيضةُ : أرضٌ بَيضاءُ لا نَباتَ بها ، والسَّوْرَة : أرضٌ بها نَخِيل ، وقال رؤبة :
يَنْشقُّ عَنّي الحَزْنُ والبَرِّيتُ |
والبِيضَةُ البَيْضاءُ والخُبُوتُ |
قلتُ : رأيتُ بخطّ شمر : البِيضة ، بكسر الباء ، ثم حكي عن ابن الأعرابيّ قولَه.
وقال ابن حبيب في بيت جَرير :
قَعيدكما الله الّذي أنتُما له |
ألَمْ تَسمعا بالبَيْضَتين المُنادِيا |
ثم قال : البِيضة ـ بالكسر ـ : بالحَزْن لبَني يَرْبوع. قال : والبَيْضة ـ بالفتح ـ : بالصَّمّان لبني دَارِم.
وقال أبو سعيد الضّرير : يقالُ لِما بين العُذَيْب والعقَبة : بَيْضة. قال : وبعد البَيْضة البَسِيطةُ.
سَلَمة عن الفرّاء قال : الأبيَضان : الماءُ والحِنْطة. قال : والأبْيضان عِرْقا الوَرِيد.
ثعلبٌ عن ابن الأعرابيّ : يقال : ذَهَب أبيَضاهُ شَحْمه وشبَابُه ونحو ذلك. قال أبو زيد : وقال أبو عُبَيدة : الأبيَضان : الشَّحْمُ واللَّبن.
وقال الأصمعيّ : الأبيَضان : الخُبز والماء ولَم يَقُله غيرُه. وقيل : الأبيَضان : اللّبَن والماء ، وأنشد أبو عُبَيد :
ولكنه يأتي إلَى الحَوْلِ كلُّه |
وما لِيَ إلّا الأبْيَضانِ شرابُ |
من الماء أو من دَرِّ وَجْنَاء ثَرَّةٍ |
لها حالبٌ لا يَشتكِي وحِلابُ |
وقال ابن السكّيت : الأبيَضان : اللّبن والماء ، واحتجّ بهذا البيت.
أبو عُبَيد عن الكسائيّ : ما رأيتُه مُذْ أجْرَدان ، ومُذْ جَرِيدان وأبيضان : يريد : يومين أو شهرين.
وقال الليث وغيرُه : إذا قالت العرب : فلانٌ أبيَضُ ، وفلانة بيضاءُ فالمعنى نَقاءُ العِرْض من الدَّنَس والعُيُوب ، ومن ذلك قولُ زُهير يَمْدَح رَجُلاً :
أشمّ أبيَض فيّاض يُفَكِّك عَنْ |
أيْدي العُناةِ وعن أعناقِها الرِّبَقا |
وقال الآخر :
أُمُّكَ بيضاءُ من قضاعةَ في الْ |
بيت الذي تَستظَلّ في طُنُبِهْ |
وهذا كثيرٌ في كلامِهم وشعرهم ، لا يَذهبون به إلى بياضِ اللّون ، ولكنّهم يريدون المَدحَ بالكرم ونَقاء العِرْض من العيوب والأَدْناس.
وإذا قالوا : فلانٌ أبيَضُ الوَجْه ، وفلانة بيضاءُ الوَجْه ، أرادوا نَقاءَ اللَّون من الكَلَف والسّوادِ الشائن.
وقال أبو عُبَيد : قال الكسائي : بايضني فلان فبضته ، من البياض.
ويقال : بَيّضتُ الإناءَ والسِّقاءَ : إذا ملأتهُ.
وبَيْضاءُ بني جَذِيمة في حدود الخَطّ بالبَحْرين ، كانت لعبد القيس وبَني جَذيمة ، وفيها نَخِيل كثيرةٌ وأحساءٌ عَذْبة ، وآطام جَمّةٌ ، وقد أقمت بها مع القَرامِطة قَيْضة.
ثعلب عن ابن الأعرابي قال : البَيْضاء : الشَّمس ؛ وأنشدَ قولَ الشاعر أحسَبه ذا الرُّمَّة :
وبَيْضاء لم تُطبَع ولم تَدْرِ ما الخَنَا |
تَرَى أعيُنَ الفِتْيان من دُونها خُزْرَا |
والبَيْضاء : القِدْر ؛ قال ذلك أبو عَمْرو.
قال : ويقال للقِدر أيضاً : أمُ بَيْضاءَ.
وأَنشدَ قولَ الشاعر :
وإذْ ما يُريحُ الناسَ صَرْماءُ جَوْنةٌ |
يَنُوسُ عليها رَحْلُها ما يُحَوَّلُ |
|
فقلتُ لها يا أُمَ بَيْضاءَ فِتيةٌ |
يَعُودكِ منهمْ مُرحِلون وعُيَّل |
قال الكسائي : (ما) في معنى الّذي في قوله : وإذْ ما يُريح ، قال : وصَرْمَاءُ خَبرَ الّذي.
وقال ابنُ الأعرابيّ : البَيضاء : حِبالَةُ الصائد. وأَنشَد :
وبَيْضاء مِن مال الفَتَى إنْ أراحَها |
أَفادَ وإلّا مالُه مالُ مُقتِرِ |
يقول : إنْ نشب فيها عَيْرٌ فجَرَّها بقِيَ صاحبُها مُقْتراً.
سَلَمة عن الفرّاء : العَرَبُ لا تقول حَمِرَ
ولا بَيض ولا صِفر ، وليس ذلك بشيء ، إنما يُنظَر في هذا إلى ما سُمع من العرب ، يقال : ابيَّض وابياضّ ، واحمرّ واحمارَّ.
قال : والعَربُ تقول : فلانة مُسْودةٌ ومُبْيضةٌ : إذا وَلدتِ البيضانَ والسُّودَان ، وأَكثَرُ ما يقولون مُوضحة : إذا وَلَدَت البِيضان.
قال : ولُعبةٌ لهم يقولون : أَبِيض حَبالا ، وأَسِيدي حبالا.
قال : ولا يقال : ما أبيَض فلاناً ، وما أحمَر فلاناً ، من البياض والحُمرة ، وقد جاء ذلك نادِراً في شِعْرٍ قديم :
أمّا المُلوكُ فأنْتَ اليومَ ألأَمهمْ |
لُؤْماً وأبيَضهم سِربالَ طبّاخ |
ويقال : بيّضتُ الإناءَ : إذا فرّغْتَه ، وبيّضْتُه : إذا مَلأْتَه ؛ وهذا من الأضداد.
وقال ابن بُزُرْج : قال بعضُ العرب : يكون على الماءِ بَيْضاءُ القِيْظ ، وذلك عند طلوع الدَّبَران إلى طُلوع سُهَيل.
قلتُ : والذي حفظتُه عن العرب : يكون على الماء حَمْراءُ القَيْظ ؛ وحِمِرُّ القَيْظ ، وحَمَارَّةُ القَيْظ.
ومَبِيضُ النَّعام والطَّيرِ كله : الموضعُ الذي يبيضُ فيه.
والمُبَيِّضَةُ الذين يُبَيِّضون راياتِهم ، وهم الحَرُورِيَّة ، وجمع الأَبْيَض والبَيضاء : بِيض.
أبض : أبو العبّاس عن ابن الأعرابي قال : الأبْض : الشَّدّ. والأبْض : التَّخْلِيةُ.
والأبْضُ : السكون. والأبْض : الحَرَكة ، وأَنشَد :
* تَشْكو العُروقَ الآبِضاتِ أَبْضَا*
قلتُ : والأبْضُ : شَدُّ يَدِ البعير بالإباض ، وهو عِقالٌ يُنشَب في رُسْغ يدِه وهو قائم ، فيُثْنَى بالعِقَال إلى عَضُده ويُشَدُّ. ويُصَغَّر الإباضُ أُبَيْضاً.
ومَأْبِضا البَعيرِ : ما بطن من رُكْبَتَي يدِه إلى مُنتهَى مِرْفَقَيه. ويقال للغُراب : مُؤْتَبِضُ النَّسَا ، لأنّه يَحجِل كأنّه مَأْبُوض ، وقال الشاعر :
وظَلَّ غُرابُ البَيْن مؤتَبِض النَّسَا |
لَه في ديارِ الجارَتَين نَعِيقُ |
وقال أبو عُبَيدة : يُستحبّ من الفَرَس تأَبُّض رِجْليه وشَنَجُ نَساه.
قال : ويعرفُ شَنَجُ نَسَاه بتأبُّض رِجْلَيه وتَوَتُّرهما إذا مَشَى.
قال : والإباضُ : عِرْقٌ في الرِّجْل ؛ يقال للفرس إذا تَوتر ذلك العِرقُ منه : مُتأبِّض.
وقال ابن شميل : فرسٌ أبُوضُ النَّسا كأنه يَأْبِض رِجْلَيه من سُرْعَة رفعهما عند وضعهما.
أبو عُبَيد عن أبي زيد : الأُبُضُ : الدّهر ، وقال رؤبة :
* في حِقْبةٍ عِشْنا بذاكَ أُبْضَا*
وجمعُه آباض.
وقال لَبيد يصف إبَل أخيه :
كأن هِجَانها متأبِّضاتٍ |
وفي الأَقْرانِ أصوِرَةُ الرَّغامِ |
متأبِّضات ، أي : مَعْقولات بالأُبُض ، وهي منصوبةٌ على الحال.
ضبا : الحرّانيُّ عن ابن السكيت : يقال : ضَبَتْه النارُ والشمسُ تَضْبُوه ضَبْواً ، وضَبَحَتْه ضَبْحاً : إذا لَوَّحَتْه وغَيَّرَتْه.
[ضبأ] : قال اللّحياني : يقال : أَضْبَأ على ما في يديه وأَضْبَى وأَضَبّ : إذا أمسَكَ.
قال : وأَضبَأَ على ما في نفسِه : إذا كَتَمه.
وأَضَبّ على ما في نفسه ، أي : سَكَنت.
وقال أبو زيد : ضبَأْتُ في الأرض ضَبَأ وضُبُوءاً : إذا اختبأَتَ.
أبو عُبَيد عن أبي زيد : أضبَأَ الرجُل على الشيء إضْباءً : إذا سَكَت عليه وكَتَمه ، وهو مُضْبِئٌ عليه.
قال : وقال الكسائيّ : أضبَيْتُ على الشيء : إذا أشرفْتَ عليه أن أظْفَر به.
وقال الليث : ضَبَأَه الذئبُ يَضْبَأُ : إذا لَزِق بالأرض أو بِشَجر ليَختِلَ الصَّيْدَ ؛ ومن ذلك سمِّي الرجلُ ضابئاً ، وأنشدَ :
إلَّا كُمَيْتاً كالقَناةِ وضابِئاً |
بالفَرْجِ بين لَبانِه ويَدِهْ |
يصف الصَّيادَ أنه ضبأَ في فُروج ما بين يدَيْ فرسِه ليَخْتِلَ به الوَحْش ، وكذلك الناقة تُعلَّم ذلك ، وأَنشَدْ :
لمَّا تَفَلَّق عنه قَيْضُ بَيْضتِه |
آواه في ضِبْن مَضْبِيٍ به نَضَبُ |
قال : والمَضْبَأُ : المَوْضعُ الذي يكون فيه ، يقال للناس : هذا مَضْبَؤكم ، أي : موضعكم ، وجمعُه مَضابئ.
وقال الليث : الأَضْباءُ : وَعْوَعةُ جَرْوِ الكَلْب إذا وَحْوَح ، وهو بالفارسيّة فحنجه.
قلتُ : هذا عندي تصحيف. وصوابُه : الأصْياء ـ بالصاد ـ من صأَى يَصْأَى ، وهو الصَّئِيُّ.
أبو عُبَيدة عن الأُمَوي : اضطبأْتُ منه : إذا استحييت.
قلت : وقد مَرَّ تفسيره وتفسير اضْطَنَأْتُ بالنون.
وأخبَرَني المنذريُّ عن أبي أحمد البربريّ عن ابن السكّيت عن العُكْلِيّ أن أعرابيّاً أنشَدَه :
فَهاءَوا مُضابِئةً لم يُؤَلّ |
بادِئَها البَدْءُ إذْ تَبدَؤُهُ |
قال ابن السكّيت : المُضابِئة : الغِرارة المُثقَلة تُضْبِئُ مَن يَحْمِلُها تحتها ، أي : تُخفيه. قال : وعَنَى بها القصيدةَ المنبورة وقولُه : لم يُؤَلّ ، أي : يُضعَّف بادئَها الذي ابتدأها.
قال : هاءُوا ، أي : هاتُوا.
باب الضاد والميم
ض م (وا ىء)
ضيم ، ضمى ، مضى ، وضم ، ومض ، أمض ، (وميض) ، أضم.
ضيم : قال اللّيثُ : ضامَه في الأمر ، وضَامَهُ حَقّه يَضِيمه ضَيْما : وهو الانتقاص.
ويقال : ما ضِمْتُ أحداً ، ولا ضُمْتُ ، أي : ما ضامَني أحد. والمَضِيمُ : المَظلومُ.
ضمي : أبو العبَّاس عن ابن الأعرابي قال : ضَمَى : إذا ظَلم.
قلتُ : كأنه مقلوبٌ عن ضامَ ، وكذلك بَضَى : إذا أقام ، مقلوبٌ عن باضَ.
مضى : يقال : مضيْتُ بالمكان ، أو مضَيْتُ عليه.
وقال ابن شُميل : يقال : مَضَيْتُ ببيعي ، أي : أجَزْتُه. وقد ماضَيْتُه ، أي : أجَزْتُه.
ويقال أيضاً : أمضَيْتُ بَيْعي ، ومَضَيْتُ على بَيْعي ، أي : أجزْتُه.
ابن السكّيت عن أبي عُبَيدة عن يونس : مَضَيتُ على الأمر مُضُوّاً ؛ وهذا أمرٌ مَمْضُوٌّ عليه ، جاء به في باب فَعُول بفتح الفاء.
أبو عُبَيد : المُضَوَاءُ : التقدُّم.
وقال القُطاميّ :
* فإذا خَنَسْنَ مَضَى على مُضَوَائه *
ويقال : مضى الشيءُ يَمضي مُضُوّاً وَمضاءً.
قال الليث : الفَرَس يُكنى أبا المضَاء.
ويقال للرجل إذا مات : قد مَضَى.
أمض : قال الليث : أَمِضَ الرجلُ يأمَض فهو أمِضٌ : إذا لم يُبالِ المعاتَبة ، وعَزِيمتُه ماضيةٌ في قَلْبه ، وكذلك إذا أبْدَى بِلسانِه غيرَ ما يُريد. قلت : لم أسمعْ أمِضَ لغير الليث ولا أعرفه.
ومض : قال الليث : الوَمْضُ والوَمِيضُ : مِنْ لمعَان البَرْق وكلِّ شيء صافي اللّون.
ويقال : أومضَتْه فلانة بعَيْنها : إذا برّقَتْ له.
ثعلب عن ابن الأعرابيّ : الوَمِيضُ : أن يومِضَ البَرقُ إيماضةً ضعيفةً ثم يَخفَى ثم يُومِض ، وليس في هذا يأسٌ من مَطر قد يكون وقد لا يكون.
وقال شَمِر وغيره : يقال : ومَض البرقُ يَمِضُ ، وأَوْمَض يُومِضُ ، وأنشد :
تَضحَك عن غُرِّ الثّنايا ناصعٍ |
مِثلِ وَمِيض البَرقِ لمَّا عَنْ وَمَضْ |
يريد : لمَّا أنْ وَمَضَ.
أبو عُبَيد عن الأصمعيّ : في البَرْق الإيماض وهو اللَّمْع الخَفِيّ.
أضم : أبو عُبَيد عن الأصمعي وأبي عمرو :
الأضَمُ : الغَضَبُ. وقد أَضِمَ يأضَم أضماً فهو أضِم.
وإضَمٌ : اسمُ جبل بعينه.
وأنشد ابن السكيت :
* شُبّتْ بأعلى عانِدَين مِنْ إضَمْ *
وضم : رُوِي عن عمر بنِ الخطَّاب أنه قال : إنما النّساءُ لحمٌ على وَضَم إلّا ما زُبَّ عنه.
قال أبو عبَيد عن الأصمعي : الوَضَمُ : الخشبَة أو البارِيَة التي يوضع عليها اللّحم يقول : فهنّ في الضَّعف مِثلُ ذلك اللَّحم الّذي على الوَضَم ، وشَبَّه النساءَ به لأنّ من عادة العرب في بادِيَتها إذا نُحِر بعيرٌ لجماعته يَقْتسمون لحمه أن يَقْلعوا شجراً كثيراً ويُوضَم بعضُه على بعض ، ويُعَضَّى اللحمُ ويوضَع عليه ، ثم يُلقَى لحمهُ عن عُراقِه ويُقطَّع على الوَضَم هَبْراً للقَسْم ، وتُؤجَّج نار ، فإذا سقَط جَمْرُها اشتَوى مَن حضَر شِوايةً بعد شِوايةٍ على ذلك الجَمْرِ ، لا يُمنَع أحدٌ منه ، فإذا وقَعتْ فيه المقاسم وأحرَز الشركاءُ مقاسِمَهم حَوَّل كلُّ شريك قَسَمه عن الوَضَم إلى بيته ، ولم يَعرِض أحد لما حازَه. فشبه عمرُ النساءَ وقلَّةَ امتناعِهنّ على طُلّابهنّ من الرجال باللَّحم ما دام على الوَضم.
أبو عُبَيد عن أبي زيد : الوَضَمُ : كلُّ ما وَقَيْتَ به اللَّحمَ من الأرض ، يقال : أوضَمْتُ اللحم ، وأوْضَمْتُ له.
قال : وقال الكسائيّ : إذا عملتَ له وَضَماً.
قلتَ : وَضَمْتُه أضِمُه ، فإذا وضَعت اللّحم عليه قلت : أوضَمْتُه.
أبو عُبَيد عن أبي عمرو : الوَضِيمَةُ : القوْم ينزِلون على القَوْم وهم قليل فيُحسِنون إليهم ويُكرِمونهم.
باب اللفِيف من حرف الضاد
ضوى ، ضاء ، ضوضى ، ضيضى ، أضا ، أضّ ، آض ، وضوء ، يضض ، الضوة ، الضواة ، ضأى.
ضوى : قال الليث : الضَّوَى ـ مقصور ـ : الضاوي ، ويمدّ فيقال : ضاوِيٌ على فاعُول. والفِعْلُ : ضَوِيَ يَضوَى ضَوًى فهو ضاوٍ ، وهذا الذي يُولَد بين الأخ والأُختِ وبين ذَوِي المحارم.
وقال ذو الرّمّة يصفُ الزَّنْد والزَّنْدة :
أخوها أبوها والضَّوَى لا يضيرُها |
وساقُ أبيها أمُّها اعْتُصِرَتْ عَصْرَا |
وصَفَ نارَ الزَّنْد والزَّنْدة حين تُقتَدح منهما.
وسُئل شَمِر عن الضاوي فقال : جاء مشدَّداً ، وقال : رجلٌ ضاوِيٌ بيِّنُ الضاوِيّة.
ورَوَى الفرّاء أنه قال : ضاوِيٌ : ضعيفٌ فاسدٌ ، على فَاعُولُ مِثل ساكُوت. وتقول العَرَب من الضاوي مِن الهُزال : ضَوِيَ يَضوَى ضَوىً ، وهو الذي خرَج ضعيفاً.
ثعلب عن ابن الأعرابي : أضْوَت المرأة ؛ وهو الضوَى ، ورَجُلٌ ضاوِيٌ : إذا كان ضعيفاً ، وهو الحارِضُ.
وقال الأصمعيّ : المؤَدنُ الذي يُولَد ضاوِياً.
وفي الحديث : «اغْتَرِبوا لا تُضووا» ومعناه : أنكِحُوا في الغرائب فإنّ ولدَ الغَريبة أنجَبُ وأقوَى ، وأولادَ القرائب أضعَف وأضْوَى ، ومنه قول الشاعر :
فَتًى لم تَلِدْه بنت عَمٍّ قريبةٌ |
فيَضْوَى وقد يَضوَى رَدِيدُ القَرائبِ |
أبو العبّاس عن ابن الأعرابي : يقال : أضْواه حَقَّه : إذا نَقصه.
وسمعتُ غيرَ واحد من العرب يقول : ضَوَى إلينا البارحةَ رجلٌ فأعلَمنا بكَيْتَ وكَيْت ، أي : أَوَى إلينا. وقد أضْواهُ الليل إلينا فغَبَقْناه وهو يَضوِي ضَيّاً.
والضاوِيُ : اسم فَرَسٍ كان لِغَنِيّ ، وأنشد شَمِر :
غَداةَ صَبَّحْنا بطِرْفٍ أعوَجِي |
مِن نَسَب الضاوِيّ ضاوِيِ غَنِي |
قال الليث : أضوَيتُ الأمْر : إذا لم تُحكِمه.
والضَّوَاةُ : هَنَةٌ تخرج من حَياء الناقة قبل أن يُزايلَها ولدُها ، كأنها مَثانةُ البَوْل.
وقال الشاعر يَذكر حَوْصلةَ قطاة :
لها كضَواةِ النّابِ شُدَّ بِلا عُرى |
ولا خَرْزِ كفٍّ بين نَحْرٍ ومَذْبَحِ |
قال : والضَّوَى : وَرَمٌ يُصيب البَعيرَ في رأسه يَغلِبَ على عَيْنه ويَصْعُب لذلك خَطْمُه ؛ فيقال : بعيرٌ مَضْوِيٌ ، وربّمَا اعتَرَى الشِّدْق.
قلتُ : هو الضُّواةُ عند العرب تُشبِه الغُدَّة.
والسِّلْعةَ ضَواةٌ أيضاً وكلُّ وَرَمٍ صُلْبٍ ضَواةٌ ، وهي الجَدَرَةُ أيضاً.
أبو عُبيد عن أبي زيد قال : الضَّوّةُ والعَوّةُ : الصّوت.
وقال أبو تُراب : قال أبو زيد والأصمعي معاً : سمعتُ ضَوَّةَ القَوْم وَعوّتَهم ، أي : أصواتَهمْ.
قلتُ : ورَوَى أبو العبّاس عن ابن الأعرابي : الصَّوّةُ والعَوّةُ بالصاد.
وقال : الصَّوّةُ : الصّدَى. والعَوّة : الصِّياح. وقال : الصَّوّةُ بالصاد ، فكأنها لغتان.
ضوأ : قال الليث : الضَّوْءُ والضِّياء : ما أَضَاء لك.
وقال الزّجّاج في قول الله جلّ وعزّ : (كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ) [البقرة : ٢٠] ،
يقال : ضاءَ السّراجُ يَضُوء وأَضاءَ يُضِيء.
قال : واللّغةُ الثانيةُ هي المختارة.
وقال أبو عُبيد : أضاءتِ النارُ ، وأضاءَها غَيرُها ، وهو الضَّوءُ ، وأمّا الضِّياء فلا همزَ في يائه.
وقال الليث : ضوّأتُ عن الأمر تَضْوِئةً ، أي : حِدْتُ.
قلت : لم أسمعْ ضوّأتُ بهذا المعنى لغيره.
وقال أبو زيد في «نوادره» : التَّضَوُّءُ : أن يقومَ الإنسانُ في الظّلمة حيثُ يَرى بضَوء النار أهلَها ولا يَروْنَه.
قال : وعَلِق رجلٌ من العرب امرأةً ، فإذا كان الليل اجتنَحَ إلى حيثُ يَرَى ضوءَ نارِها فتضوَّأَها ، فقيل لها : إن فلاناً يتضوَّؤك لكيما تَحذَره فلا تُرِيه إلّا حَسَناً ؛ فلمّا سمعتْ ذلك حَسرتْ عن يدَيْها إلى مَنكبيها ثم ضربتْ بكَفّها الأخرى إبْطَها وقالت : يا مُتَضَوِّئاه ، هذه في استِك إلى الإِبِط ، فلمّا رأى ذلك رفَضَها. يقال ذلك عند تعبير مَن لا يُبالي ما ظَهَر منه من قبيح.
ضوض : في حديث النبيّ صلىاللهعليهوسلم وإخبارِه عن رؤية النار ، وأنه رأى فيها قوماً إذا أتاهمْ لَهبُها ضَوْضَوا.
قال أبو عبيد : أي : ضَجُّوا وصاحوا ، والمَصدَر من الضَّوضاء ، وقال الحارث بن حِلِّزة :
أَجمَعوا أمرَهمْ عِشاءً فلمّا أصبَحوا |
أصبحتْ لهم ضوضاءُ |
ضئضئى : في الحديث أن رجلاً جاء إلى النبيّ صلىاللهعليهوسلم وهو يَقسِمُ الغنائم فقال له : اعدِل فإنّك لَم تَعدِل. فقال : «يَخرُج من ضِئْضِئِ هذا قومٌ يقرأون القرآنَ لا يُجاوِزُ تَراقِيَهم».
أبو عُبَيد عن الأمويّ : الضِّئضِئَ : الأصْل.
وقال شَمِر : هو الصِّئصىء بالصاد أيضاً.
وقال يعقوب ابن السكّيت مثله ، وأنشَد :
أنا مِنْ ضِئضِئ صِدْق |
أجل وفي أَكرَم نَسْل |
|
من عزَاني قد بَوْبَهْ |
سِنْخُ ذا أكرمُ أصلِ |
ومعنى قوله : «يخرجُ من ضئضِئِ هذا»، أي : من أصلِه ونسلِه ، وقال الراجز :
* غَيْرانُ من ضِئِضئِ أَجْمالٍ غُيُرْ*
وقال اللّيث : الضِّئِضئِ : كثرةُ النَّسْل وبَرَكَتُه.
قال : وضِئضِئُ الضَّأْن من ذلك.
قال : ويقال : ضَيَّأَتِ المرأةُ ، أي : كثُر ولدُها.
قلتُ : هذا تصحيفٌ ، وصوابُه : ضَنَأت المرأةُ ـ بالنون والهمز ـ : إذا كثُر ولدُها ؛ وقد مرّ تفسيرُه.
باب الضاد والنون
أضا : أبو عبيد عن الأصمعيّ : الأَضاةُ : الماءُ المستنقِعُ من سَيْلٍ أو غيرِه ، وجمعُها أضاً ـ مقصور ـ مِثْلُ قَناةٍ وقَناً. قال : وجمْعُ الأَضاةِ أَضاً ، وجمعُ الأضَا إضاءٌ ممدودٌ.
وقال الليث : الأَضاةُ : غَديرٌ صَغيرٌ ، ويقال : هو مَسيل الماءِ إلى الغدير المتَّصل بالغَدِير ؛ وثلاثُ أَضَوات ، وقال أبو النجم :
وَرَدْتُه ببازلٍ نَهّاضِ |
وِرْدَ القَطا مَطائَط الإياضِ |
أَراد بالإياض : الإضَاءَ ، وهو الغُدْران ؛ فقَلب.
أضّ : قال الليث : الأضُ : المَشَقّة ؛ يقال : أضّنِي هذا الأمرُ يَؤُضُّني أضّاً. وقد ائتَضَ فلانٌ : إذا بَلغ منه المشقّة.
وقال الفرّاء فيما روى عنه سَلَمة : الإضَاضُ : المَلْجأ ، وأَنشَد :
* خَرْجاءَ ظَلّت تَطْلب الإضاضا*
أي : تَطلب ملجأً تَلجأ إليه.
وقال أبو زيد : أَضّتْنِي إليك الحاجةُ وتؤُضُّني أضّاً ، أي : أَلجأَتْني ؛ وقال رُؤبة :
* وهيَ تَرى ذا حاجةٍ مُؤْتضّاً*
أي : مُضْطرّاً مُلْجَأً.
الأصمعي : ناقةٌ مؤتضّةٌ : إذا أَخَذَها كالحُرْقة عند نتاجها ، فتصَلَّقتْ ظهراً لِبَطْن ، ووجدت إضَاضاً ، أي : حُرقةً ووجعاً يُؤلمها.
أيض : في حديث الكسوف الّذي يرويه سَمرة بن جُنْدَبُ : «أنّ الشمس اسودّت حتى آضَتْ كأنّها تَنّومَة».
قال أبو عُبَيد : آضتْ ، أي : صارتْ ، وأَنشَد قولَ كَعْب :
قَطعْتُ إذا ما الآلُ آضَ كأنّه |
سيوفٌ تَنحَّى تارةً ثم تلتقي |
الحرّاني عن ابن السّكّيت : تقول : إفعلْ ذاك أيضاً ، وهو مصدَرُ آض يَئِيض أيضاً ، أي : رجع. فإذا قلتَ : فعلتُ ذاك أيضاً قلتَ : أكثرتَ من أَيْضٍ ، ودَعْنِي من أَيْضٍ.
وقال الليث : الأَيْضُ : صَيْرُورةُ الشيء شيئاً غيره. يقال : آضَ سوادُ شعرِه بَيَاضاً.
قال : وقولُ العرب أيضاً كأنّه مأخوذ من آضَ يَئيض أيضاً ، أي : عاد ؛ فإذا قلتَ أيضاً تقول : عُدْ لما مَضَى.
قلتُ : وتفسيرُ أيضاً : زيادة. قلت : أيضاً عند العرَب الّذين شاهدتُهم معناه زيادةٌ وأصل آض : صار وعادَ. والله أعلم.
وضأ : قال اللّيث : الوَضَاءةُ مصدرُ الوَضيءُ ،
وهو الحَسَن النّظيف ، والفِعلُ وَضُؤَ يَوْضُؤُ وَضاءةً.
الحرّاني عن ابن السكيت قال : اسمُ الماء الّذي يُتوضَّأ به : الوَضُوء.
قال : وتوضّأتُ وَضُوءاً حَسَناً.
وقال أبو حاتم : توضّأتُ وَضوءاً ، وتَطهّرتُ طَهوراً.
قال : والوَضوء : الماء ، والطَّهور مِثلُه ، ولا يقال فيهما بضمّ الواو والطاء ؛ لا يقال : الوُضوء ولا الطُّهور.
قال : وقال الأصمعي : قلتُ لأبي عمرو بن العَلاء : ما الوَضُوء؟ فقال : الماء الّذي يُتوضَّأ به. قال : قلتُ : فما الوُضُوء ـ بالضَّم ـ؟ فقال : لا أعرِفُه.
وأخبَرَنا عبدُ الله بن هَاجَك عن ابن جبَلة قال : سمعتُ أَبا عُبَيد يقول : لا يجوز الوُضوء ، إنما هو الوَضوء.
وقال ابن الأنباريّ : هو الوَضوء للماء الّذي يُتوضّأ به.
قال : والوُضوء مصدرُ وَضوءَ يَوْضُؤُ وُضُوءاً ووَضاءةً.
وقال اللّيث : المِيضأة : مِطْهَرةٌ يُتوضّأ منها أو فيها.
قلت : وقد جاء ذكرُ المِيضأة في حديث النبيّ صلىاللهعليهوسلم الذي يَروِيه أبو قَتَادة ؛ وهي مِفْعَلة من الوَضُوء.
يضض : أبو عُبَيد عن أبي زيد : يَضَّض الْجِرْوُ وجَصَّصَ وفَقَّح ، وذلك إذا فَتَح عينيه.
قلت : وَرَوَى أبو العبّاس عن سَلَمة عن الفرّاء أنه قال : يَصَّص بالياء والصاد مِثله.
قال : وقال أبو عمرو الشَّيبانيّ : يقال : يَضَّض وبَصَّص ـ بالباء ـ وجَصَّص بمعنًى واحد في الجِرْوِ إذا فَتح عينيْه ، وهي لُغاتٌ كلُّها فَصيحةٌ مسموعة.
ضأي : أهمَلَه اللّيث. وروَى أبو العبّاس عن ابن الأعرابي أنه قال : ضَأَى الرجلُ : إذا دَقّ جسمُه.
عمرو عن أبيه : الضَّأْضاء : صوتُ الناس في الحَرْب قال : وهو الضَّوْضاء.
قلتُ : ويقال من الضأضاة ضَأْضأَ ضأضأةً والضُّوَيْضِئَةُ : الدَّاهيةُ.
* * *
باب الرباعي من حرف الضاد
[ضنفس] : قال ابن المظفَّر : رجلٌ ضِنْفِسٌ : رَخْوٌ لئيمٌ.
[ضنبس] : قال : ورجلٌ ضِنْبِسٌ : ضعيفُ البطش سريعُ الانكسار.
[ضرسم] : ورجلٌ ضِرْسامَةٌ : نعتُ سَوْء مِن الفَسالةِ ونحوِها.
[ضرزم] : قال : والضَّرْزَمةُ : شِدّةُ العَضّ والتّصميمُ عليه. ويقال : أَفْعَى ضِرْسِم وضِرْزِم : شديدَةُ العَضِّ وأنشَد :
* يُباشِر الحَرْبَ بِنابٍ ضِرْزِمِ *
أبو العبّاس عن ابن الأعرابيّ قال : الضَّرْسَمُ : ذَكَرُ السّباع. وقال في موضع آخَر : من غريب أسماءِ الأسد الضَّرْصَم.
قال : وكنيتُه أبو العبّاس.
[ضمزر] : أبو عُبَيد عن الفرّاء قال : الضَّمْزَرُ من النساءِ : الغليظة.
وقال أبو عمرو : فحلٌ ضُمازِرٌ وضُمارِزٌ : غليظٌ ، وأنشَد :
يَرُدُّ غَرْبَ الجُمَّح الجَوامِزِ |
وشعبَ كلِّ باجِجٍ ضُمارِزِ |
قال : الباجح : الفَرِحُ بمكانه الَّذي هو فيه. ويقال : في خُلُقه ضَمْرَزَة وضُمارِز ، أي : سُوءٌ وغَلَظ. وقال حَنْدَل الطَّهَوِيّ :
إنّي امرؤٌ في خُلُقِي ضُمازِرُ |
وعَجْرَ فِيّاتٌ لها بوادر |
قال : والضَّمْزَرُ : الغليظُ من الأرض ، وقال رُؤبة :
كأنّ حَيْدَيْ رأسِهِ المُذَكَّرِ |
حَمْدانِ في ضَمْزَين فوقَ الضَّمْزَرِ |
يصف فَحْلاً. قال : والضَّمْرُ : ما غَلُظ من الأرض أيضاً.
شمِر قال أبو خَيْرة : رجلٌ ضِرْزِلٌ ، أي : شَحِيح.
أبو عُبَيد : يقال لِلنّاقة التي قد أسَنَّتْ وفيها بقيّة من شَباب : الضِّرْزِم.
[ضفنط] : اللّيث : رجل ضَفَنّطٌ : سمينٌ رخْوٌ ضَخْم البَطْن ، بيّن الضَّفاطة.
[ضفند] : وقال : وامرأةٌ ضَفَنْدَةٌ وضَفَنْدَدَةٌ : رِخْوَةٌ ، والذَّكَر ضَفَنْدَد.
أبو عُبَيد عن الفرّاء : إذا كان مع الحُمْق في الرّجل كَثرةُ لَحْم وثِقَلٌ قيل : رجل ضِفَنٌ ضَفْنَدَدٌ خُجَأَة.
وقال الليث : رجل ضَفَنَّدٌ : ضَخْمٌ رِخْوٌ.
[شرنض] : وقال الليث : رجل شِرْناضٌ :
ضَخْمٌ طويل العُنُق ، وجمعه شَرانِيض.
قلتُ : هذا حرفٌ لا أحفَظُه لغير الليث ، وهو منكر.
[ضبطر] : أبو عُبَيد عن الأمَويّ قال : الضِّبَطْرُ : الشديد.
وقال اللّيث : هو الضخم المكتنِز. ويقال : أسَدٌ ضِبَطْر ، وجَمَل ضِبَطْر ، وَبيْتٌ ضِبَطْر ، وأنشد :
* أشبَهَ أركانه ضِبَطْرَا*
[ضفطر] : وقال الليث : الضِّفْطار : من أسماء الضَّبّ ، القبيحُ التي قَبُحَت خلقتُه وهَرِم.
[ضفرط] : قال : وضَفاريطُ الوجوه : كسورُها بين الحَدّ والأنْفِ وعند اللِّحاظين ؛ كل واحد ضُفْرُوط.
[ضمرط] : أبو العبّاس عن ابن الأعرابيّ : يقال لخُطوط الجبين : الأساريرُ والضَّمَاريطُ ، واحدها ضُمْروط. قال : والضُّمْروط في غير هذا : موضعٌ ، يُخْتَبأُ فيه. قال : والضَّمَاريطُ : أذنابُ الأوْدية.
[ضبطر] : والضِّبَطْرُ والسِّبَطْرُ : من نعتِ الأسد بالمضاء والشدّة. والضَّيْثَمُ : من أسماء الأسد.
قلت : الأصلُ من الضَّبْثِ ، وهو القَبْضُ على الشيء بشدة ؛ ومنه يقال : أسدٌ ضُبَاثيٌّ.
[ضرطم] : وقال أبو سعيد الضّرِير : الضُّرَاطِمِيُ من أركابِ النساء : الضَّخْم الجافي ، وأنشدَ بيتَ جرير :
تواجِهُ بَعْلَهَا بضُرَاطِمِيِ |
كأن على مشافره جُبَابا |
وقال : هو متاعٌ هَدّارُ المشَافر يَهْدر شِفْرُه لاغْتلامها ، وروى ابن شميل بيت جرير :
تُنَازعُ زوجَها بعُمارِطيٍ |
كأنَّ عَلَى مشَافِره جُبابَا |
وقال عُمَارِطيُّهَا : فَرْجُهَا.
[ضرفط] : وقال يونس : جاء فلانٌ مُضَرْفَطاً بالحبال ، أي : موثقاً.
[ضأبل] : وقال الكسائيّ : الضِّئْبِل : الدّاهية ؛ ولغة بني ضَبَّه الصِّئْبِل.
قال : الضَّاد أعرف.
قلتُ : وأبو عُبيد قد جاء بالضّئْبِل بالضاد.
انتهى آخرُ كتاب الضاد ، والحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده
* * *
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
كتاب حرف الصاد من تهذيب اللغة
أبواب المضاعف من حرف الصّاد
أُهملت الصاد مع السين والزاي والطاء في المضاعف.
باب الصاد والدال
ص د
صد ، دص : مستعملان.
[صد] : يقال : صَدّه يَصُدّه صَدّاً ، وقال الله تعالى : (وَصَدَّها ما كانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللهِ إِنَّها كانَتْ مِنْ قَوْمٍ كافِرِينَ (٤٣)) [النمل : ٤٣].
يقول : صدَّها عن الإيمان ، العادةُ التي كانت عليها ، لأنهَا نشأت ولم تعرف إلّا قوماً يعبدون الشمس ، فصدّتها العادةُ ، وبيّن عادتَها بقوله : (إِنَّها كانَتْ مِنْ قَوْمٍ كافِرِينَ).
المعنى : صَدّها كونُهَا من قوم كافرين عن الإيمان.
وقال الله جلّ وعزّ : (وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (٥٧)) [الزخرف : ٥٧].
قال الفرّاء : قرىء (يَصِدُّونَ) و (يَصُدُّون).
قال : والعربُ تقول : صَدَّ يَصِدّ ويَصُدّ ، مثل : شَدّ يَشِدّ ويَشُدّ ، والاختيار (يَصِدُّونَ) وهي قراءة ابن عبّاس ، وفسّره يَضِجُّون ويَعِجُّون.
قلت : يقال : صددتُ فلاناً عن أمرِه أصُدُّهُ صَدّاً فصَدّ يَصُدّ ، يستوي فيه لفظ الواقع واللازم. وإن كان بمعنى يَضجّ ويَعِجّ ، فالوجه الجيد : صَدّ يصدّ ، ومن هذا قول الله جلّ وعزّ : (إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً) [الأنفال : ٣٥] ، فالمُكاء : الصَّفِير ، والتَّصْدِية : التصفيق. ويقال : صَدّى يُصَدِّي تَصْدِيةً : إذا صَفَّق ، وأصله صَدّ.
ويُصَدِّد ، فكثرت الدالات فقُلِبت إحداهن ياءً ، كما قالوا : قَصَّيْتُ أظفاري ، والأصل قَصَصْتُ.
قال ذلك أبو عُبَيد وابن السكيت
وغيرهما.
وقال أبو الهيثم في قول الله جل وعز : (إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ) [الزخرف : ٥٧] ، أي : يَضِجُون ويعِجّون. يقال : صَدّ يَصِدّ ، مثل : ضَجَّ يَضجّ. وأما قولُ الله جل وعز : (أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى (٥) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (٦)) [عبس : ٥ ، ٦] فمعناه : تتعرّض له ، وتميل إليه ، وتُقبل عليه ، يقال : تصدَّى فلان بفلانٍ يتصدَّى : إذا تعرّض له ، والأصل فيه أيضاً تصدَّدَ يتصدَّدُ ، يقال : تصدّيت له ، أي : أقبلتُ عليه ، وقال الراجز :
لما رأيتُ وَلَدِي فيهمْ مَيَلْ |
إلى البيوت وتَصَدّوْا للحَجلْ |
قلتُ : وأصله من الصَّدد ، وهو ما استقبلك وصار قُبَالَتَكَ.
وقال أبو إسحاق الزجّاج : معنى قوله : (فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (٦)) ، أي : أنت تُقبِل عليه ، جعلَه من الصَّدد وهو القُبالة.
وقال الليثُ : يقال : هذه الدار على صَدَد هذه ، أي : قُبالتهَا.
وقال أبو عُبيد : الصَدَد والصَّقب : القُرْب ، ونحو ذلك قال ابن السكيت.
قلتُ : فقول الله جل وعز : (فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (٦)) ، أي : تتقرب إليه.
وقال الليث في قوله : (إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ) ، أي : يضحكون.
قلتُ : والتفسير عن ابن عباس : يَضِجون ويعجّون وعليه العمل.
وقال أبو إسحاق في قوله جلّ وعزّ : (وَيُسْقى مِنْ ماءٍ صَدِيدٍ (١٦) يَتَجَرَّعُهُ) [إبراهيم : ١٦ ، ١٧] ، قال : الصَّديد : ما يسيل من أهل النار من الدّم والقَيْح.
وقال الليث : الصَّديدُ : الدّم المختلطُ بالقَيْح في الجُرح ، يقال : أصَدّ الجُرح.
قال : والصّديد في القرآن : ما سال من أهل النار. ويقال : بل هو الحميمُ أُغْلِي حتى خَثُر.
أبو عُبَيد عن أبي زيد قال : الصُّدّادُ في كلام قيس : سامُّ أبْرَصَ.
وقال الليث : الصَّدّاد : ضرب من الجُرْذان ، وأنشد :
إذا ما رَأَى أشرافهن انطوى لها |
خَفِيٌ كصُدّادِ الجديرة أَطلَسُ |
قال : وصَدْصَدٌ : اسمُ امرأة.
وقال شَمِر : قال الأصمعيّ : الصَّدّان : ناحيتا الجبل ، وأَنشد قولَ حُمَيد :
تَقَلقَلَ قِدْحٌ بين صَدّيْن أَشْخَصَتْ |
له كَفُّ رامٍ وِجْهَةً لا يُرِيدُها |
وقال أبو عمرو : الصّدّان : الجَبلان.
وقالت ليلى الأخيليَّة :
* وكُنْتَ صُنَيّاً بين صَدّيْنِ مَجْهَلا*
والصُّنَيّ : شِعْبٌ صغيرٌ يسيل فيه الماء.
وفي «نوادر الأعراب» : الصِّدَاد : ما اصْطَدّت به المرأة وهو السِّتْر.
وقال ابن بُزرج : الصَّدُود : ما دَلكْتَهُ على مِرْآة ثم كَحَلْتَ به عَيْناً.
دصّ : قال الليث : الدَّصْدَصَةُ : ضَرْبُك المُنْخُل بكَفَّيك.
[باب الصاد والتاء]
ص ت
صت : قال الليث : الصَّتُ : شِبْهُ الصَّدْمِ والقَهْرِ.
ورجلٌ مِصْتِيتٌ : فاضٍ متكَمِّش.
قال : والصَّتِيتُ : الصَّوْتُ والجَلَبَة. وفي الحديث : «قاموا صِتَّيْن».
قال أبو عُبَيد ، أي : جَماعَتين. يقال : صَاتَ القومُ.
قال : وقال الأصمعيّ : الصَّتِيتُ : الفِرقة.
يقال : تركتُ بني فلان صَتِيتَيْن : يعني فِرْقَتين. وقال أبو زيد مِثلَه.
قال : وقال أبو عمرو : ما زلتُ أُصَاتُّه وأُعَاثُّه صِتَاتاً وعِثَاثاً ، وهي الخصومة.
ورَوَى عَمرو عن أبيه قال : الصُّتَّة : الجماعةُ من الناس.
ص ظ ـ ص ذ ـ ص ث :
أهملت وجوهها.
باب الصاد والرّاء
ص ر
صر ، رص : [مستعملة].
[صر] : قال الليث : صَرَّ الجُنْدَبُ يصِرّ صَرِيراً. وصَرّ البابُ يَصِرُّ ؛ وكلُّ صوتٍ شِبْهُ ذلك فهو صَرِيرٌ : إذا امتدّ ، فإذا كان فيه تخفيفٌ وترجيعٌ في إعادةٍ ضُوعِف.
كقولك : صَرْصَر الأخْطَبُ صَرْصَرةً.
الحرّاني عن ابن السكّيت : صَرّ المَحْمِل يَصِرّ صَرِيراً.
قلتُ : والصَّقْرُ يُصَرْصِرُ صَرْصَرَةً.
وقال الزَّجاجُ في قول الله جلّ وعزّ : (بِرِيحٍ صَرْصَرٍ) : [الحاقة : ٦] الصِّرُّ والصِّرّة : شِدَّةُ البَرْدِ.
قال : وصَرْصَرٌ متكرِّرٌ فيها الراء ؛ كما تقول : قَلقلتُ الشيءَ وأَقْلَلْتُه : إذا رفعتَه من مكانه إلّا أنّ قَلْقَلتُه : رددتُه وكرَّرْتُ رَفْعَه. وأقْلَلْتُه : رفَعْتُه ، وليس فيه دليلُ تكرير. وكذلك صَرْصَرَ وصَرَّ ، وصَلْصَلَ وصَلَّ : إذا سمعتَ صوتَ الصَّرير غيرَ مكرَّر.
قلتَ : صَرَّ وصَلَّ ؛ فإذا أردتَ أنّ الصوت تَكرَّر قلتَ : قد صَرْصَرَ وصَلْصَلَ.
قلتُ : وقولُه : (بِرِيحٍ صَرْصَرٍ) ، أي : شديدِ البَرْد جدّاً.
وقال ابن السكّيت : ريحٌ صرصر ، فيه قولان : يقال : أصلُها صَرَرٌ من الصِّرِّ وهو البَرْد ، فأَبدَلوا مكانَ الرّاء الوسطى فاءَ الفعل ، كما قالوا : تَجَفْجَفَ ، وأصلُه تَجَفَّف.
ويقال : هو من صَرِير الباب ومن الصَّرَّة وهو الضَّجَّة.
وقال الله جلَّ وعزَّ : (فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ) [الذاريات : ٢٩].
قال المفسِّرون : في ضَجَّة وصَيْحة ، وقال امرؤ القيس :
* جَواحِرُها في صَرّةٍ لم تَزَيِّلِ*
وقيل : (فِي صَرَّةٍ) : في جماعة لم تتفرَّق.
وقال ابن السكّيت : يقال : صَرَّ الفرس أذُنَيه ، فإذَا لم يُوقِعوا قالوا : أصَرَّ الفرسُ ، وذلك إذا جمع أذُنَيه وعَزَمَ على الشّدّ.
أبو عُبيد عن الأحمر : كانت مني صِرِّي وأَصِرِّي ، وصِرَّى وأصِرَّى ؛ أي : كانت منّي عزيمةً.
وقال أبو زيد : إنها مِنّي لأَصِرِّي ، أي : لحَقيقة. وأنشد أبو مالك :
قد عَلِمتْ ذاتُ الثّنايا الغُرّ |
أنّ النَّدَى من شِيمَتِي أصِرِّي |
أي : حقيقة.
شَمِر عن ابن الأعرابي : علم اللهُ أنها كانت منّي صِرِّي وأصِرَّى ، وصِرِّي وأصِرِّي ، وقائلها أبو السّمّاك الأسَدي حينَ ضَلَّتْ ناقتُه فقال : اللهمَّ إن لم تردَّها عليّ لم أصلِّ لك صلاةً ، فوجَدَها عن قريب ، فقال : علمَ اللهُ أنها منّي صِرِّي ، أي : عَزْم عليه.
وقال ابن السكّيت : معناه : أنها عزيمة محتومةٌ.
قال : وهي مشتقّة من أصررتُ على الشيء : إذا أقمتَ ودمتَ عليه ، ومنه قوله تعالى : (وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) [آل عمران : ١٢٥].
وأخبرَني المنذريّ عن أبي الهيثم قال : أصِرِّي ، أي : اعْزِمي ، وكأنّه يُخَاطِب نفسَه ، من قولك : أصرَّ على فِعله يُصِرّ إصراراً : إذا عَزَم على أن يَمضي فيه ولا يَرجع.
قال : ويقال : كانت هذه الفَعْلة مِنِّي أَصِرِّي ، أي : عزيمة ، ثم جُعلت هذه الياءُ ألفاً ، كما قالوا : بأبي أنتَ ، وبِأَبَا أنْتَ ، وكذلك صِرِّي ، على أن تحذف الألفُ من أصِرّي لا على أنّها لغة صَرَرتُ على الشيء وأصرَرت.
قال : وجاءت الخيلُ مُصِرَّةً آذانَها محدِّدةً رافعةً لها ، وإنما تُصرّ آذانها : إذا جَدّت في السَّيْر.
وقال الفراء : الأصل في قولهم : كانت منّي صِرِّي وأصِري : أمْرٌ ، فلما أرادوا أن
يغيِّروه عن مَذهَب الفعل حَوّلوا ياءَه ألفاً ، فقالوا : صِرَّى وأصِرَّى ، كما قالوا : نُهِي عن قَيَلٍ وقال ، أُخْرِجِتَا من نيّة الفعل إلى الأسماء.
قال : وسمعتُ العرب تقول : أعْيَيْتَني من شُبَّ إلى دُبَّ ، ويُخفض فيقال : من شُبٍّ إلى دُبٍّ ، ومعناه : فَعَل ذلك مُذْ كان صغيراً إلى أن دَبَّ كبيراً.
شمر عن ابن الأعرابي : ما لفلان صَريّ ، أي : ما عندَه دِرْهم ولا دينار ، ويقال ذلك في النَّفْي خاصّة.
وقال خالدُ بنُ جَنْبة : يقال للدِّرهم صَريٌ ، وما ترك صَريّاً إلا قَبضه ، ولم يُثَنِّه ولم يَجْمعه.
وقال ابن السكّيت : يقال : دِرْهمٌ صَريّ وصِريّ للَّذي له صَرير : إذا نقَرْتَه.
وفي الحديث : «لا صَرورةَ في الإسلام».
قال أبو عُبَيْد : الصَّرورة في هذا الحديث : هو التبتل وتركُ النِّكاح.
قال : ليس ينبغي لأحد أن يقول : لا أتزوّج. يقول : ليس هذا من أخلاق المسلمين ، وهو معروف في كلام العرب ، ومنه قولُ النابغة :
ولو أنها عرضت لأشْمَطَ راهب |
عَبَدَ الإلهَ صَرورةٍ متعبِّدِ |
ويعني الراهبَ الذي قد ترك النّساء.
قال : والصَّرورة في غير هذا الذي لم يَحْجُجْ قَطّ ، وهو المعروف في الكلام.
وقال ابن السكّيت : رجل صَرورةٌ وصارُورَةُ وصَرورِيّ : وهو الذي لم يَحْجُجْ.
وحكى الفراء عن بعض العرب قال : رأيتُ قوماً صَراراً واحدُهم صَرورة.
وقال اللّحياني : حَكى الكسائيّ : رجلٌ صَرارَةٌ للّذي لم يَحْجُجْ. ورجلٌ صَرورة وصَرارَة. وصاروريّ.
فمن قال : صَرورة ، فهو في الواحد والجميع والمؤنث سواء. وكذلك من قال : صرارة وصَرَّارة وصارورة.
قال : وقال بعضهم : قوم صَراير ، جمع صارورة. ومن قال : صرورى وصارورى ، ثنّى وجمع وأنّث.
وقال الليث : الصِّرُّ : البَرْدُ الذي يَضرب النباتَ ويُحسِّنه. الصَّرَّةُ : شدّة الصِّياح.
جاء في صَرةٍ ، وجاء يَصْطَرُّ.
والصُّرّة : صُرةُ الدّراهم وغيرها معروفة.
والصِّرارُ : الخَيْط الذي يُشَدُّ به التَّوادِي على أخلاف الناقة وتُذَيَّر الأطْباءُ لبعَرِ الرَّطْب لئلّا يؤثِّر الصِّرارُ فيها.
قال : والصَّرْصَرُ : دُويْبَّةٌ تحت الأرض تَصِرّ أيّام الربيع.
وصَرَّت أُذُني صَرِيراً : إذا سمعتَ لها صَوتاً ودَوِيّاً.
وقال أبو عبيد : الصَّرارِيُ : الملّاحُ ، وأنشد :
* إذا الصَّراريُ من أهواله ارْتَسما*
الليث : الصَّرْصرانُ والصَّرْصرانيّ : ضربٌ من السَّمك أملسُ الجِلْد ضخم وأنشد :
* مَرّتْ لظَهْر الصَّرْصَران الأدْخَنِ*
وقال أبو عمرو : الصَّرْصَرانُ : إبلٌ نَبَطيَّة يقال لها الصَّرْصَرانيّات.
وقال أبو عبيد : الصرصرانيات : الإبل التي بين العِراب والبخاتيّ ، وهي الفوالج.
قال : وقال أبو عمرو : الضَّارَّةُ : العَطَش ، وجمعُها صرائر ، وأنشد :
فانْصاعَت الحُقْبُ لم تَقْصَعْ صَرائِرَها |
وقد نَشَحْن فلارِيٌّ ولا هيمُ |
وقال أبو عبيد : لنا قِبَلَه صارَّةٌ ، وجمعُها صَوارُّ ، وهي الحاجة.
ابن شُميل : أصَرَّ الزرعُ إصْراراً : إذا خَرَج أطراف السَّفَاء قبل أن يَخلص سُنْبُله فإذا خلص سنبله قيل : قد أسبل وقال في موضع آخر : يكون الزرع صَرراً حتى يَلتويَ الورق ويَيْبَس طرَف السنبل ، وإن لم يجر فيه القَمْحُ.
وقال أبو عمرو : الحافِرُ المَصْرور : المُنْقَبِض. والأرَحّ : العريض ؛ وكلاهما عَيْب ، وأنشد غيره :
* لا رَحَحٌ فيه ولا اصْطِرارُ*
وقال أبو عبيد : اصْطَرّ الحافرُ اصْطراراً : إذا كان فاحش الضِّيقِ ، وأنشد :
* ليس بمصْطَرٍّ ولا فِرشاحِ*
ثعلب عن ابن الأعرابي : الصُرْصُورُ : الفَحْلُ النَّجيب من الإبل.
قال : والصَّرُّ : الدَّلْوُ تسترخى فتُصَرُّ ، أي : تُشد وتسمع بالمِسمَع ، وهو عروةٌ في داخل الدَّلْو بإزائها عُروةٌ أخرى ، وأنشد في ذلك :
إن كانتِ امَّا امَّصَرَتْ فصرَّها |
إن امِّصار الدِّلوِ لا يضُرُّها |
ثعلب عن ابن الأعرابي قال : صَرَّ يَصِرُّ : إذا عَطِشَ. وصَرًّ يَصُرّ : إذا جَمَع.
قال : والصَّرَّة : تقطيبُ الوجْه من الكراهة. والصَّرَّةُ : الشاةُ المُصرَّاة.
أبو عبيد عن الأصمعي قال : المُصْطارةُ : الخَمر الحامض.
رص : رُوِي عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «تراصُّوا في الصلاة».
قال أبو عُبَيد : قال الكسائي : التَّراصُ : أن يَلصَق بعضُهم ببعض حتى لا يكون بينهم خَلَل ؛ ومنه قولُ الله جل وعز : (بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ) [الصف : ٤].
وقال الليث : رصَصتُ البنيانَ رَصّاً : إذا ضممتَ بعضَه إلى بعض. والرِّصاص معروف.
سلَمة عن الفرّاء قال : الرَّصاص أكثرُ من الرِّصاص.
وقال الليث : الرَّصّاصةُ والرَّصْراصة :
حجارةٌ لازقةٌ بحوالَيِ العَيْن الجارية ، وأنشد :
حجارة قَلْتٍ برَصراصةٍ |
كُسِين غِشاءً من الطُّحْلُبِ |
أبو عُبَيد عن أبي زيد قال : النِّقابُ على مارِنِ الأنف. قال : والترصيص : ألّا يُرَى إلّا عيناها وتَميمٌ تقول : هو التَّوْصيص بالواو وقد رَصّصَتْ ووَصّصَتْ.
سلَمة عن الفراء قال : رَصَّص : إذا ألحّ في السؤال ، ورصصَ النِّقابَ أيضاً.
ثعلب عن ابن الأعرابيّ قال : رَصرَصَ : إذا ثَبت في المكان.
أبو عَمْرو : الرَّصيص : نِقابُ المرأة : إذا أدْنَتْه من عينيْها.
[باب الصاد واللام]
ص ل
صل ، لص : [مستعملة].
صل : أبو حاتم عن الأصمعي : سمعت لجوفِه صلِيلاً من العَطَش ، وجاءت الإبلُ تَصِلّ عَطشاً ، وذلك إذا سمعتَ لأجوافها صوْتاً كالبُحّة. وقال مُزاحم العُقَيلِيُّ يصف القَطا :
غَدَت مِن عليه بعد ما تمَّ ظِمْؤُها |
تَصِلُ وعن قَيْضٍ بزيْزاءَ مَجهَلِ |
قال ابن السكّيت في قوله : من عليه : من فوقه ، يعني من فوْق الفَرْخ.
قال : ومعنى : تَصِلُ ، أي : هي يابسة من العطش.
وقال أبو عُبيدة : معنى قوله : من عليه من عند فَرْخها.
وقال الأصمعي : سمعتُ صليلَ الحديد ، يعني صوْتَه.
وصلَ المِسمارُ يَصِلُ صلِيلاً : إذا أكْرهْتَه على أن يدخُل في القَتِير فأنت تسمَع له صوتاً ، وقال لَبيد :
أحكم الجُنْثيّ من عَوْراتِها |
كلَّ حِرباءٍ إذا أُكرِه صلّ |
وقال أبو إسحاق : الصَّلصالُ : الطينُ اليابسُ الذي يَصِلُ من يُبْسِه ، أي : يصوِّت ، قاله في قوله : (مِنْ صَلْصالٍ كَالْفَخَّارِ) [الرحمن : ١٤] ، وأنشد :
رَجَعتُ إلى صوتٍ كجِرَّة حَنْتَمٍ |
إذا قُرِعتْ صِفراً من الماءِ صلَّتِ |
ونحو ذلك قال الفراء. قال : هو طينٌ حُرٌّ خُلط برمْل فصار يُصلْصِل كالفَخّار.
قلتُ : هو صَلصال ما لم تُصِبه النار ، فإذا مسّتْه النار فهو فَخّار.
وقال الأخفش نحوه ، قال : وكلُّ شيء له صوتٌ فهو صلْصالٌ من غير الطين.
ورُوِي عن ابن عباس أنه قال : الصالُ :
الماءُ يقعُ على الأرضِ فتنشّق ، فذلك الصال.
وقال مجاهد : الصَّلصالُ : حَمَأٌ مسنون.
قلتُ : جعلَه حَمأً مَسنوناً لأنه جعله تفسيراً للصلصال ، ذهَب به إلى صلَ ، أي : أَنتَنَ.
وقال أبو إسحاق مَنْ قرأ : ء إذا صللنا في الأرض [السجدة : ١٠] ، بالصاد فهو على ضربين : أحدهما : أَنْتَنَّا وتغيَّرْنا ، وتغيرت صوَرُنا ، يقال : صلَ اللحمُ وأَصلَ إذا أنتَن وتغيَّر.
والضربُ الثاني : (صلَلْنا) : يَبِسنا من الصلَّة ، وهي الأرضُ اليابسة.
وقال الأصمعيّ : يقال : ما يَرفَعه من الصلّة من هوانِه عليه ، يعني من الأرض.
وخُفٌّ حَيّد الصلة ، أي : جيِّد الجِلْد.
ويقال : بالأرض صِلالٌ من مَطر ، الواحدة صلَّة ، وهي القطَع المتفرقة.
وقال الشاعر :
سيَكفيكَ الإله بمُسْنَماتٍ |
كجَنْدَلِ لُبْنَ تَطَّرِدُ الصلالا |
أبو عبيد عن الفراء : الصلاصلُ : بقايا الماءِ ، واحدها صَلصلة.
ثعلب عن ابن الأعرابي : الصُّلصل : الراعي الحاذق.
وقال الليث : الصُّلصل : طائر تسميه العجَمُ الفاخِتَة ، ويقال : بل هو الذي يشبهها ، والصُّلصل : ناصيةُ الفرَس.
ثعلب عن ابن الأعرابي : الصلاصِل : الفَواخِتُ واحدها صُلْصل. وقال في موضع آخر : الصلْصل والعِكْرِمة والسّعْدانة : الحَمامة.
عَمْرو عن أبيه : هي الجُمَّة. والصُّلصلة للوَفْرة.
وقال ابن الأعرابي صلْصل : إذا أَوْعَد.
وصلْصل : إذا قتل سيِّد العسكر.
وقال الأصمعيّ : الصُّلْصُل : القَدَح الصغير.
ثعلب عن ابن الأعرابي قال : الصلُ والصِّفصِلّ نبتان ، وأنشد :
أرعَيْتُها أطيَبَ عُودٍ عُودَا |
الصِّلَ والصِّفْصِلَ واليَعْضِيدَا |
أبو عبيد عن أبي زيد : إنه لَصِلُ أصْلالٍ وإنّه لَهِتْر أهتار. يقال ذلك للرّجل ذي الدَّهاء والإرْب ، وأصلُ الصِّلّ من الحيّات يُشبَّه الرجل به إذا كان داهيةً ؛ وقال النابغة الذُّبياني :
ماذا رُزِئْنا به من حَيّةٍ ذَكَرٍ |
نَضْنَاضَةٍ بالرَّزايَا صِلِ أَصْلالِ |
والصِّلِّيَان : من أطيَب الكَلأ ، وله جِعْثِنَةٌ ووَرَقُه رقيقٌ.
والعَرَب تقول للرجُل يُقدم على يمينٍ كاذبة ، ولا يَتَتَعْتَع : جَذَّها جَذ العَيْر