تهذيب اللغة - ج ١٢

محمّد بن أحمد الأزهري

تهذيب اللغة - ج ١٢

المؤلف:

محمّد بن أحمد الأزهري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٢٥

صَلدٌ : أَمْلَسُ يابس. وإذا قلتَ : صَلْتٌ ، فهو مستَوٍ. ورجلٌ أصلَدُ صَلْدٌ ، أي : بَخيلٌ جداً ، وقد صَلُد صَلادَةً. ويقال : رجلٌ صلُودٌ أيضاً.

الحرانيّ عن ابن السكّيت : الصفَا : العريضُ من الحجارة الأملسُ. قال : والصِّلْداء والصِّلداءةُ : الأرض الغليظة الصُّلبة. قال : وكلُّ حجَرٍ صُلْبٍ فكلُّ ناحيةٍ منه صَلْدٌ وأصلادٌ : جمعُ صَلْد ، وأنشد :

* بَرَّاقُ أَصلادِ الجَبين الأجْلَهِ*

وقال أبو الهيثم : أصلادُ الجَبين : الموضع الذي لا شعر عليه ، شُبِّه بالحَجر الأمْلَس. قال : وحَجرٌ صَلْدٌ. لا يُورِي ناراً ، وحَجرٌ صَلود مِثلُه ، وفرَسٌ صَلَدٌ وصلُود : إذا لم يَعْرَق ، وهو مذموم.

قال : وأخبرَني أبو العباس عن ابن الأعرابي قال : صَلَدَتِ الأرض وأصلَدَتْ. وحجَرٌ صَلْدٌ ومكانٌ صلْدٌ : صلْبٌ شديد.

وفي حديث عمرَ : «أنّه لمّا طعن سقاه الطبيب لبناً فخَرَج من موضع الطَّعْنة أبيض يَصْلِد»، أي : يَبْرُق ويَبِصُّ وصلدتْ صَلعَة الرَّجل : إذا بَرَقَتْ ، وقال الهُذَليّ :

أشْغتْ مَقاطِيعُ الرُّماةِ فُؤَادَها

إذا سَمِعتْ صوتَ المُغَرِّدِ يَصْلِدُ

يصف بقرةً وحشية. والمقاطعُ النِّضال.

وقولُه : تصلد ، أي : تنتَصب.

والصَّلُود المنفرد : قال ذلك الأصمعيّ ، وأنشد :

تالله يَبْقَى على الأيام ذو حِيدٍ

أدْفَى صَلُودٌ مِنَ الأوعالِ ذُو خَدَم

أراد بالحيد عُقَدَ قَرْنه ، الواحد حَيْدٌ.

أبو عبيد عن الأصمعيّ : صَلَدَ الزّنْدُ يَصْلِد : إذا صَوّت ولم يُخرِج ناراً.

وأصلدتُه أنا قال : وصلَد المسؤولُ المسائل : إذا لم يُعطِه شيئاً.

دلص : في «النوادر» : باب دلشاء ودرصاءُ ، مثل : الدلقاء. وقد دلصت ودرصت.

وفيما قرأت بخط شمر قال.

قال شمر : الدَّلَاص من الدُّروع : اللَّينة.

وقال ابن شميل : هي الليّنة المَلْساء بينةُ الدَّلَص. قال : ودَلّصْتُ الشيءَ : مَلَّسْته.

وقال عمرو بن كلثوم :

علينا كلُّ سابغَةٍ دِلاصٍ

تَرَى تحتَ النِّطاق لها عُضُونَا

ويقال : حَجَر دَلَّاصٌ : شديدُ المُلوسة.

الدَّلّاص : اللّيّن البَرَّاق ، وأنشد :

* مَتْن الصَّفا المتزحلف الدَّلّاص *

وأخبرني المنذريُّ أنّ أعرابيّاً بفَيْدَ أَنْشَدَه :

كأنّ مَجْرَى النِّسْع من غِضَابِهِ

صَلْدٌ صفاً دُلِّص من هِضَابِهِ

قال : وغِضَابُ البعير : مواضع الحِزام ممّا

١٠١

يلي الظَّهر ، واحدُها غَضْبة. وأَرْضٌ دَلّاصٌ ودِلاصٌ : مَلْساء.

قال الأغلب :

فهي على ما كان من نَشاصِ

بظَرِب الأرضِ وبالدِّلاصِ

والدَّليص : البريق ، وأنشد أبو تراب :

باتَ يَضُوزُ الصِّلِّيَانَ ضَوْزَا

ضَوْزَ العجوزِ العَصَبَ الدَّلَّوْصَا

قال : والدَّلَّوْص : الذي يَدِيصُ.

وقال الليث : الاندِلاصُ : الانملَاصُ ، وهو سرعةُ ضروج الشيء من الشيء وسقوطه.

وقال أبو عمرو : التَّدليص : النِّكاحُ خارج الفَرْج ، يقال : دَلّص ولم يُوعِبْ ، وأنشد :

واكتَشفَتْ لنا شيءٍ دَمَكْمَكِ

تقول دَلِّصْ ساعةٌ لا بل نِكَ

ونابٌ دَلْصاء دَرْصاءُ ودَلْقاء ، وقد دلِصَتْ ودَرِصَت ودَرِقَتْ.

ص د ن

صدن ، ندص ، صند : [مستعملة].

[صند] : أهمل الليث صند وهو مستعمل.

رَوَى أَبو عبيد عن الأصمعيّ : الصنديد والصِّنتيتُ : السيد الشريف.

وقال غيره : يومٌ حامِي الصناديد : إذا كان شَديد الحَرّ ، وأنشد :

* حامِي الصَّنادِيد يُعَنِّي الْجُنْدُبَا*

وصنادِيد السَّحاب : ما كثُر وَبْلَه. وبردٌ صنديدٌ : شديدٌ ومَطَرٌ صنديد : وابِلٌ. وقال أبو وَجْزَةَ السعديّ :

دعتْنا لِمَسْرَى ليلةٍ رَجَبيّةٍ

جَلا برْفها جَوْنَ الصَّنادِيد مُظلما

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : الصَّناديد : السادات ، وهم الأجواد ، وهم الحُلَماء ، وهم حُماة العَسكر ، ويقال : صندد. قال : والصَّناديد : الشَّدائد من الأمور والدّواهي.

وكان الحسنُ يتعوّذ من صنادِيد القَدَر ، أي : من دواهِيه ، ومن جنون العمل ، وهو الإعجاب به ، ومن ملح الباطل ، وهو التبختر فيه.

صدن : قال الليث : الصيدَن : من أسماء الثعالب. فأنشد :

* بُنَى مُكَوَيْن ثُلِّما بعد صيدينِ*

وأخبَرَني الإياديّ عن شمر أنّه قال : الصَّيْدَن : المَلِك. والصَّيْدَنُ : الثَّعلَبُ.

وقال رؤبة :

* إنِّي إذا اسْتَغلَق بابُ الصَّيْدَنِ *

سَلَمة عن الفرّاءِ : الصَّيْدَن : الكِساءُ الصِّفِيق ، وهو إلى القِصَر ، ليس بذلك العظيم ولكنّه وثيقُ العَمَل.

والصَّيْدَنُ : المَلِك أيضاً.

أبو عبيد عن العَتَابي قال الصَّيْدَنانيّ : دابةٌ تَعمَل لنفسها شيئاً في جوف الأرض وتُعَمِّيه.

١٠٢

ثعلب عن ابن الأعرابي : يقال لدابة كثيرة الأَرجُل لا تُعَدّ أَرجلُها من كثرتها ، وهي قِصار وطِوال : صَيْدَنانيّ ، وبه شُبِّه الصَّيْدَنانيّ كثرة ما عنده من الأدوية قال الأعشى يَصفُ جَمَلاً :

وزَوْراً تَرى في مِرْفَقَيْه تَجانُفاً

نَبِيلاً كبَيت الصَّيْدَناني تامِكَا

وقال ابن السكيت : أراد بالصَّيْدَنانيّ الثعلب.

وقال كُثيّر في مِثلِه :

كأنّ خَليفَيْ زَوْرِها ورَحاهُما

بُنَى مَكَويْن ثُلِّما بعد صَيْدَنٍ

هو : الصَّيْدَنُ والصَّيْدَنانيّ واحد. وقال حُميدُ بنُ ثَور يصف صائداً وبيتَه :

ظَليلٌ كَبيت الصَّيْدَنانيّ قُضْبُه

من النَّبْع والضّالِ السَّليم المثقَّفِ

وقيل : الصَّيْدَنانيّ المَلِك.

الصَّيْدَانُ : بِرام الحِجارة. وقال أبو ذؤيب :

* وسُودٌ من الصَّيْدَان فيها مَذانِبٌ*

وقال الليث : الصَّيْدَان : ضَرْبٌ من حَجَر الفِضّة ، القطعة صَيْدَانة.

وقال ابن السكّيت : الصَّيْدانة من النساءِ : السيّئة الخُلُق الكثيرةُ الكلام. والصَّيْدانة : الغُولُ. وأَنشَد :

* صَيْدَانَةٌ تُوقِد نارَ الْجنِّ*

قلتُ : الصَّيْدانُ إن جعلته فَيْعالاً فالنون أصليّة ، وإن جعلته فَعْلاناً فالنّون زائدة كنون السَّكْران والسَّكْرانة. والله أعلم.

ندص : قال الليث : نَدَصَتْ عينُه نُدوصاً : إذا جَحَظتْ وكادت تَخرج من قَلْتها كما تَنْدُص عينُ الخَنيق. ورجلٌ مِنْداص : لا يزال يَندصُ على قوم بما يَكرهون ، أي : يَطْرَأُ عليهم ، ويظهر بشَر.

أبو عبيد عن أبي عمرو قال : المِنْداص من النِّساء : الخفيفة الطّيّاشة.

ثعلب عن ابن الأعرابي : المِنداص من النِّساء : الرَّسْحاء. والمِنداص : الحَمقاء.

والمِنْداص : البذِيّة.

وقال اللّحياني : نَدَصتِ التَبْرة تَنْدُص ندْصاً : إذا غَمَزْتَها فخرج ما فيها.

ص د ف

صدف ، صفد ، دفص ، فصد : مستعملة.

[دفص] : أهمل الليث : دفص. وروى أبو العبّاس عن ابن الأعرابي أنه قال : الدَّوفص : البَصَل.

قلتُ : وهو حرف غريب.

صدف : قال الليث : الصَّدَف : غِشاءُ خَلْقٍ في البَحْر تضمُّه صَدَفَتان مَفرُوجَتان عن لحم فيه روح يسمَّى المَحارَة ، وفي مِثلِه يكون اللّؤلؤ.

وقال الفرّاء في قوله تعالى : (حَتَّى إِذا ساوى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ) [الكهف : ٩٦].

١٠٣

قرئ : (بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ) و (الصُّدُفَين) و (الصُدَفيْن). والصَدَفة : الجانب والناحية.

ويقال لجانب الجَبَلين إذا تحاذَيا : صُدُفان وصَدَفان لتَصادفهما ، أي : تَلاقيهما يلاقي هذا الجانبُ الجانبَ الّذي يلاقيه ، وما بينهما فَجٌّ أو شِعْبٌ أو وادٍ ، ومِن هذا يقال : صادفْت فلاناً ، أي : لاقيْتُه.

وأخبَرَني المنذريُّ عن ابن اليزيديّ لأبي زيد قال : الصُّدُفان : جانبا الجَبَل.

وفي الحديث : «أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان إذا مَرّ بصَدَف مائلٍ أو هَدَف مائلٍ أَسرَعَ المَشيَ».

قال أبو عبيد : الصَّدَف والهَدَف واحد ، وهو كلُّ بناء عظيم مرتفع.

قلتُ : وهو مثل صَدَف الجبل ، شُبّه به.

أبو عبيد عن الأصمعيّ : الصَّدَف : أن يَمِيل خُفُّ البَعير من اليد أو الرِّجل إلى الجانب الوحشيّ ، وقد صَدِفَ صَدَفاً. فإن مَال إلى الجانب الإنسيّ فهو القَفَد وقد قَفِد قَفَداً ، وقولُ الله جلّ وعزّ : (سُوءَ الْعَذابِ بِما كانُوا يَصْدِفُونَ) [الأنعام : ١٥٧] ، أي : يُعرضون.

وقال الليث : الصَّدَف : المَيل عن الشيء ، وأَصدَفَني عنه كذا وكذا.

أبو عُبيد : صَدَف ونَكب وكَنف : إذا عَدَل. وقيل في قول الأعشى :

* فَلَطْت بحجاب من دُوننا مَصْدُوف *

إنه بمعنى مَسْتور.

فصد : قال الليث : الفَصْد : قَطْع العُروق.

وافتَصَد فلانٌ : إذا قَطَع عِرْقَه ففَصَد.

قال : والفَصيد : دمٌ كان يُجعَل في مِعى لمن فَصْد عِرْق البعير فيُشْوَى ، كان أهلُ الجاهليّة يأكلونه.

وقال أبو عبيد : من أمثالهم في الّذي يُقضَى له بعضُ حاجته دون تمامه لم يُحرَمْ مَنْ فُصْدَ له ـ بإسكان الصاد ـ وربّما قالوا : فزْدَ له ، مأخوذ من الفِصيد الّذي وَصفه الليث ، يقول : كمَا يتبلّغ المُضْطرّ بالفَصيد ، فاقنع أنتَ بما ارتفع لكَ من قضاءِ حاجتك وإن لم تُقضَ كلُّها.

وفي الحديث : «أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان إذا نَزَل عليه الوحيُ تَفصَّد عَرَقاً».

قال أبو عبيد : المتفصَّد : السائل. يقال : هو يتفَصّد عَرَقاً ، ويتبَضّع عَرَقاً.

وقال ابن شُمَيل : رأيتُ في الأرض تَفْصيداً من السَّيل ، أي : تَشقُّقاً وتخدُّداً.

وقال أبو الدُّقيش : التّفصيد : أن يُنقَع بشيء من ماءٍ قليل.

ويقال : فَصَد له عَطاءً ، أي : قَطَع له وأَمضاه ، يَفصِده فَصْداً.

وقال ابن هاني : قال ابن كثوة : الفَصيدة : تمرٌ يعجَن ويُشابُ بشيء من دَم وهو دَواءٌ يداوَى به الصِّبيان. قاله في تفسير قولهم :

١٠٤

ما حُرِم مَن فُصْدَ له.

صفد : قال الله جلّ وعزّ : (مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ) [إبراهيم : ٤٩] ، ورُوِي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنّه قال : «إذا دخل شهرُ رمضان صُفِّدت الشياطين».

قال أبو عبيد : قال الكسائي وغيرُه في قوله : «صُفِّدَتْ» يعني شُدَّت بالأغْلال وأُوثقَتْ ، يقال منه : صَفَدْتُ الرحلَ فهو مَصْفود ، وصفَّدْتُه فهو مُصفَّد. وأما أصفَدْته بالألف إصفاداً ، فهو أن تُعطِيَه وتَصِلَه ، والاسم من العطيّة : الصَّفَد ، وكذلك الوثاق ، وقال النابغة :

* فلَم أُعرضْ أبَّيْتَ اللَّعْنَ بالصَّفَدِ*

يقول : لم أمدَحْك لتُعطِيَني ، والجمع منها أصْفاد.

وقال الأعشى في العطيّة يمدَحُ رجلاً :

تضيّفْتُه يوماً فأكرَمَ مَقْعَدِي

وأصفَدَني على الزَّمانة قائِدَا

يريد : وَهب لي قائداً يَقودني.

قال : والمصدَر من العطيّة : الإصفاد ، ومن الوَثاق : الصَّفْد والتَّصْفيد.

ويقال للشيء الذي يُوثَق به الإنسان : الصِّفاد ، ويكون من نِسْع أو قِدّ ، وأنشد :

هَلّا مَنَنْتَ على أخيك مُعَبّدٍ

والعامِرِي يَقُودُه بِصِفادِ

وأخبَرَني المنذريّ عن المُفضَّل بن سَلَمة ، عن أبيه عن أبي عبيدة في قول الله جلّ وعزّ : (مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ) [إبراهيم : ٤٩] ، أي : الأغلال ، واحدها صَفَد.

وقيل : الصَّفَد : القَيْد ، وجمعُه أصفاد.

ص د ب : مهمل.

ص د م

صدم ، صمد ، دمص ، مصد : [مستعملة].

دصم ، مدص : [مهملان](١).

صدم : قال الليث : الصَّدْمُ : ضربُ الشيء الصُّلْب بشيءٍ مثله ، والرجلان يَعْدُوان فيتصادَمان.

قلت : والجيشان يتصادمان واصطدام السَّفينتين : إذا ضَربَتْ كلُّ واحدةٍ صاحبتَها إذا جَرَيا فوقَ الماء بحَمُولَتهِما.

وفي الحديث : «الصبر عند الصَّدْمة الأولى»، أي : عند فَوْرة المصيبة وحَمْوَتِها.

قال شَمِر : يقول : مَن صَبَر تلك الساعَة وتلقّاها بالرِّضَى فله الأجر.

قال الليث : صِدام : اسمُ فَرَس.

قلتُ : لا أدري صِدام أو صِرام.

قال : والصُّدَامُ داءٌ يأخذ في رؤوس الدوابّ.

__________________

(١) أهملهما الليث وكذا ابن منظور.

١٠٥

وقال ابن شميل : ورجل مصدامَ : مجرب الصُّدام : داءٌ يأخذ الإبل فَتَخْمص بطونُها وتَدَعُ الماء وهي عِطاش أَيَّاماً حتى تبرأ أو تموت.

يقال منه : جمل مَصْدوم ، وإبل مُصدَّمة.

وقال بعضهم : الصُّدام : ثِقَلٌ يأخذ الإنسان في رأسه ، وهو الخُشام.

والعرب تقول : رماه بالصّدام والأولق والجذام.

أبو العبّاس عن ابن الأعرابي قال : الصَّدْم : الدَّفْع. والصَّدِمتان : الجَبِينان.

والصَّدمة : النزَعة. ورجلٌ أصدَم : أنزَع.

وقال غيره : يقال : لا أفعل الأمرين صَدْمةً واحدة ، أي : دَفْعةً واحدةً.

وقال عبدُ الملك بنُ مَرْوان لبعض عمَّاله : إني ولّيتُك العِراقَين صَدْمة واحدةً ، أي : دَفْعة واحدة.

وقال أبو زيد : في الرأس الصَّدِمتان ـ بكسر الدال ـ وهما الجَبِينَان.

صمد : الصَّمَدُ : من أسماء الله جلَّ وعزَّ.

ورَوَى الأعمش عن أبي وائل أنه قال : الصَّمَدُ : السيّدُ الذي قد انتهى سُؤدُدُه.

قلتُ : أمَّا الله تبارك وتعالى فلا نهايَة لسؤدُدِه ، لأن سؤدده غير مَحْدود.

وقال أبو عبد الرحمن السُّلَمي : الصَّمَدُ الذي يُصمَد إليه الأمْر فلا يُقضَى دُونَه ، وهو من الرجال الذي ليس فوقَه أحد.

وقال الحسن : الصَّمَدُ : الدائم.

وقال ميسرة : المُصْمَت : المصْمَد.

والمُصمَت : الذي لا جَوْفَ له ، ونحواً من ذلك قال الشّعْبي.

وقال أبو إسحاق : الصَّمَدُ : الذي يَنتَهي إليه السُّودَد ، وأنشد :

لقد بَكَّر النّاعي بخَيْرَيْ بني أسَدْ

بعَمرو بنِ مسعود وبالسَّيّد الصَّمَدْ

وقيل : الصمَد : الذي صَمَد إليه كلُّ شيء ، أي : الذي خَلَق الأشياءَ كلَّها لا يَستغني عنه شيء وكلُّها دالٌّ على واحدنيّته.

وقيل : الصَّمَد : الدائِم الباقي بعد فَنَاءِ خَلْقه ، وهذه الصفات كلُّها يجوز أن تكون لله جلّ وعزّ.

وروي عن عمر أنه قال : أيّها الناس ، إيّاكم وتَعلُّمَ الأنسابِ والطَّعنَ فيها ، والَّذي نفسُ عمر بِيَدِه ، لو قلتُ : ولا يخرج من هذا البابِ إلا صَمَدٌ ما خرج إلا أقلُّكم.

وقال شمر : الصَّمَد : السيّد الذي قد انتهى سُؤدُدُه.

وقال الليث : صمدتُ صَمْدَ هذا الأمر ، أي : قصدتُ قصْدَه واعتمدتُه.

وقال أبو زيد : صَمَده بالعصا صَمْداً : إذا ضَرَبه بها.

١٠٦

ويقول : إني على صمادة من أمر : إذا أشرف عليه وحفلت به.

قال : وصَمَّد رأسَه تصميداً ، وذلك إذا لَفَّ رأسَه بِخرقة أو منديل أو ثوبٍ ما خلا العمامة ، وهي الصِّمادُ.

ثعلب عن ابن الأعرابي : الصِّماد : سِدادُ القَارُورة.

وقال الليث : الصِّماد : عِفاصُ القارورة ، وقد صَمَدْتها أصمِدها.

وقال الأصمعي : الصَّمَدُ : المكان المرتفع الغليظ ، والمُصمَّدُ : الصلْبُ الذي ليس فيه خَدد.

وقال أبو خَيرة : الصَّمَدُ والصِّماد : ما دقَّ من غِلَظ الجَبَل وتواضَع واطمأنَّ ونَبَت فيه الشجر.

وقال أبو عمرو : الصَّمَدُ : الشديدُ من الأرض.

وقال الليث : الصمْدة : صخرةٌ راسيةٌ في الأَرض مستويةٌ بمَتْن الأرض ، وربما ارتفعتْ شيئاً.

وقال غيره : ناقة مِصْمادٌ وهي الباقية على القُرّ والجَدْب ، الدائمةُ الرِّسْل. ونُوقٌ مَصامِد ومَصامِيد.

وقال الأغلب :

بين طَرِيِّ سَمَكٍ ومالحِ

ولُقَّحٍ مصامدٍ مجَالِحِ

دمص : أبو العباس عن ابن الأعرابيّ قال : الدَّمصُ : الإسراعُ في كلّ شيء ، وأصله في الدَّجاجة ، يقال : دَمَصت بالكَيْكَة ، ويقال للمرأة إذا رمتْ ولدَها بزَحْرة واحدة : قد دَمَصَتْ به ، وزَكَبَتْ به.

وقال الليث : كلَّ عِرْق من أعراق الحائط يسمَّى دِمْصاً ، ما خلا العِرْق الأَسفل ، فإنه دِهْص.

قال : والدّمَص : مصدَرُ الأدمص ، وهو الذي رقَّ حاجِبهُ من أُخُرٍ ، وكَثُفَ من قُدُم. وربَّما قالوا : أدمص الرّأس : إذا رَقَّ منه مواضع وقلَّ شعرُه.

ويقال : دمَصَت الكلبةُ ولدَها : إذا أسقَطَتْه ، ولا يقال في الكلاب أسقَطَتْ.

عمرو عن أبيه : يقال للبَيْضة : الدَّوْمَصة ودَمَصت السباعُ إذا وَلَدَتْ ، ووضعتْ ما في بطونها.

مصد : ثعلب عن ابن الأعرابي قال : المصْدُ : المَصُّ ، مَصدَ جارِيَته ورَفَّها ومَصَّها ورَشَفَها بمعنَى واحد.

قال : والمصدُ : الرَّعد. والمصدُ : المطر.

وقال أبو زيد : يقال : ما لها مصْدةٌ ، أي : ما للأرض قُرٌّ ولا حَرّ.

ويقال : مصَدَ الرجُل جاريته وعصدها : إذا نكَحها ، وأنشد :

فأَبِيتُ أعتنِقُ الثُّغورَ وأقتفي

عن مَصدها وشِفاؤها المصدُ

١٠٧

وقال الرِّياشيّ : المصدُ : البرد. ورواه وانتهى ، عن مصدها ، أي : أتَّقِي أخبرنيه المنذريُّ عن الأسدي عن الرِّياشيّ.

وقال الليث : المصد : ضَرْبٌ من الرَّضاع ، يقال : قبَّلها فمصدها.

أبو عبيد عن الأصمعي : المُصدانُ : أعالي الجبال ، واحدها مصَاد.

قلت : ميمُ مصاد ميمُ مفْعَل وجمع ، على مُصدان ، كما قالوا مطيرٌ ومُطران ، على توهُّم أنّ الميم فاءُ الفعل.

(أبواب) الصاد والتاء

أهملت الصاد والتاء مع الظاء والذال والثاء.

ص ت ر

ترص : عمرو عن أبيه : التَّريصُ : المحكَمُ ، يقال : أترصتهُ وترصتُه وترّصْتُه.

قال الأصمعي : رَصنتُ الشيءَ : أكملْتُه ، وأتْرَصتُه : أحكمتُه ، وقال الشاعر :

تَرَّصَ أفْواقَها وقَوّمها

أنبلُ عَدْوانَ كلِّها صَنَعَا

وفي الحديث : «وزِن رَجاءُ المُؤمِن وخَوفُه بميزانٍ تَرِبصٍ فما زادَ أحدُهما على الآخر»، أي : بميزانٍ مستوٍ.

وقال الليث : تَرصَ الشيء تَراصةً فهو تريص ، أي : محكَم شديد. وأَتْرَصْتُه أنا إتراصاً.

ويقال : أَتْرِصْ مِيزانَك فإنه شائل ، أي : سَوِّه وأَحكِمْه.

ص ت ل

صلت ، لصت ، تلص : [مستعملة].

صلت : قال الليث : الصَّلْتُ : الأَملسُ. رَجُل صَلْتُ الوَجْه والخَدّ ، وصَلْت الجَبين.

وسيفٌ صَلْت.

وبعضٌ يقول : لا يقال : الصّلتُ إلا لما كان فيه طولٌ. ويقال : أصلتّ السيفَ : إذا جَرّبته. وسيفٌ صليتٌ ، أي : مُنْصَلتٌ ماضٍ في الضَّريبة. وربّما اشْتَقَّوا نَعْت أفْعَل من إفعِيلِ مثل إبليس ، لأنّ الله عزوجل أبلَسه. ورجل مُنْصَلتٌ وأصلتيّ.

أبو عبيد عن أبي عمرو والفرّاء : الصَّلَتان : الرجل الشديد الصُّلْب ، وكذلك الحِمار.

وقال شمر قال الأصمعيّ : الصَّلتان من الحمير المُنْجَردُ القصيرُ الشَّعر.

وقال : أَخَذه من قولك : هو مِصْلاتُ العُنُق ، أي : بارِزُه مُنجردُه.

أبو عبيد عن الأحمر والفرّاءِ : قالا : الصَّلتان والفَلتان والبَزَوَان والصَّمَيان كلّ هذا من التغلب والوَثب ونحوهِ.

وقال أبو عبيد : الصَّلتُ : السكين الكبير ، وجمعُه أَصلات.

وقال شمر : قال أبو عمرو : وسكِّين

١٠٨

صَلْت ، وسَيْفٌ صَلْت ، ومِخْيَطٌ صَلْت : إذا لم يكن له غِلاف. قال : ويُرْوَى عن العُكْلِيّ أو غيره : جاءوا بصَلْتٍ مِثلِ كَتِفِ الناقة ، أي : بشَفْرَةٍ عظيمة.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : سكّين صَلْتٌ ، وسَيْفٌ صَلْتٌ : انْجَرَدَ من غِمْدِه. وانْصَلَتَ في الأَمر : انْجَرَدَ.

أبو عُبيد يقال : انْصَلَتَ : يَعْدُو ، وانْكَدَرَ في الأمْرِ ، وانْجَرَدَ يَعْدُو : إذا أسرَع بعضَ الإسراع.

قال : وقال أبو عبيدة : يقال : جاءنا بمَرَقٍ يَصْلِتُ ، ولَبَنٍ يَصْلِت : إذا كان قليلَ الدّسَم ، كثيرَ الماء. ويجوز : يَصْلِد بالدال ، بهذا المعنى.

لصت : أبو عُبَيد وغيره في لغة طيء : يقال لِلِّص : لَصْتٌ ، وجمعُه لُصوت ، وأنشد :

فَتَرَكْنَ نَهداً عَيِّلاً أَبْنَاؤُهُمْ

وَبَنِي كِنانَة كاللُّصُوتِ المُردِ

تلص : يقال : دَلَّصَه وتَلَّصَه : إذا مَلَّسَه ولَيَّنَه.

ص ت ن

نصت ، صنت ، صتن : [مستعملة].

نصت : قال الليث : الإنصاتُ هو السكوتُ لاستماع الحديث ، قال الله جلّ وعزّ : (وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا) [الأعراف : ٢٠٤].

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : نَصَتَ وَأَنْصَت وانْتَصَت بمعنًى واحد.

وقال غيره : أنْصَتَهُ وأنْصَت له. وقال الطِّرِمّاح في الانتصات :

يُخَافِتْنَ بعضَ المَضْغ من خشية الرَّدَى

ويُنْصِتْنَ للسّمع انْتِصَاتَ الْقَنَاقِنِ

شمر : أَنْصَتُ الرَّجُلَ ، أي : سَكَتّ له.

وأنصَتُّهُ : إذا أسْكَتَّه ؛ جعله من الأضداد.

وأنشد للكُمَيْت :

صَهٍ وانْصِتُونَا ؛ لِلتَّحاوُر واسْمَعُوا

تَشَهُّدَها من خُطبةٍ وارْتجَالِها

أراد : وأنصتوا لنا. وقال آخر في المعنى الثاني :

أبوكَ الذي أَجْدَى عَلَيَّ بنصرِهِ

فأَنْصَتَ عَنِّي بعدَه كلَّ قائِلِ

قال الأصمعيّ : يريد فأسكت عنِّي.

ويروَى كلُّ قائِل.

صنت : أبو عُبَيْد عن الأصمعيّ : الصِّنتيتُ : السيّد الشريفُ ؛ مثلُ الصِّنْدِيد سواء.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : الصُّنْتُوتُ : الفَرْدُ الحَرِيد.

صتن : اللّحياني عن الأمويّ : يقال للبخيل : الصُّوتَنُ.

ص ت ف

صفت : في حديث الحسن : أن رجلاً قال : سألته عن الذي يستيقظ فيجدُ بَلةً ، قال : أما أنت فاغتسل ـ ورآني صِفتاتاً. قال

١٠٩

الليث وغيره : الصفتاتُ : الرّجُلُ المجتمع الشد ، واختلفوا في المرأة ، فقال بعضهم : صفتاتة. وقال بعضهم : صرفتات ، بلا هاءِ.

وقال بعضهم : لا تُتْعَثُ المرأة بالصِّفْتَات ، بالهاءِ ولا بغير الهاء.

ابن شميل : الصفتات : التّارّ الكثير اللحم المكتنز.

ص ت ب : مهمل

[ص ت م]

[مصت] ، صمت ، صتم : [مستعملى].

مصت : قال الليث : المَصْتُ : لغةٌ في المسط ، فإذا جعلوا مكان السّين صاداً جعلوا مكان الطّاء تاءً ، وهو أَنْ يُدْخِل يَدَه فيقبضَ على الرَّحِم فَيَمْصُتَ ما فيها مَصْتاً.

صمت : سلَمة عن الكسائيّ قال الفراء : تقول العرب : لا صمْتَ يوماً إلى الليل ، ولا صَمْتَ يومٌ إلى الليل ، ولا صَمْتَ يومٍ إلى الليل ، فمن نصب أراد : لا تَصْمُتْ يوماً إلى الليل ، ومن رفع أراد : لا يُصْمَتْ يومٌ إلى الليل. ومن خفض فلا سؤالَ فيه.

وقال الليث : الصّمْتُ : السكوت. وقد أخذه الصُّمَات. وقُفْلٌ مُصْمَتٌ ، أي : قد أُبْهِم إغلاقُه. وبابٌ مُصْمَتٌ كذلك ، وأنشد :

* ومِن دون لَيْلَى مُصْمَتَاتُ المَقاصِرِ*

ثعلب عن ابن الأعرابي : جاء بما صَاءَ وصَمَت. قال : ما صاء يعني الشاءَ والإبلَ. وما صَمَت يعني الذَّهبَ والفِضَّة.

أبو عُبَيد : صَمتَ الرجلُ وأصْمَتَ بمعنًى واحد. قال : وقال أبو زيد : لقيتُه ببلدةِ إصْمِتْ ، وهي القفرُ التي لا أَحَدَ بها.

وقَطَع بعضهم الألف من إصمت فقال : * بوَحْشِ الإصْمِتَيْنِ له ذُبابُ*

أنشده شمر. وقال : يقالُ : لَقِيتُهُ بوَحْشِ إصْمِتَ ، الألفُ مكسورةٌ مقطوعة.

شَمِر : الصُّمُوتُ من الدُّروع : اللّينةُ المَسِّ ليستْ بخَشِنة ولا صَدِئةٍ ، ولا يكون لها صوتٌ قال النابغة :

وكلّ صَمُوتٍ نَثْلةٍ تُبَّعِيّةٍ

ونَسْجُ سُلَيْم كلّ قَضّاءَ ذَائلِ

قال : والسيفُ أيضاً يقال له صموتٌ لرسوبه في الضَّرِيبة ، وإذا كان كذلك قَلَّ صوْتُ خروج الدّم.

وقال الزُّبيرُ بن عبد المطلب :

ويَنْفِي الجاهلَ المُخْتالَ عني

رُقاقُ الحَدِّ وَقْعَتُه صَمُوتُ

ويقال : بات فلانٌ على صِمَات أمرِه : إذا كان مُعْتَزِماً عليه.

وقال أبو مالك : الصِّمَاتُ : القصدُ ، وأنشد :

* وحاجةٍ بِتُّ على صِماتِها*

١١٠

أي : وأنا معتزم عليها.

ومن أمثالهم : إنك لا تَشْكُو إلى مُصْمِتٍ ، أي : لا تشكو إلى مَن يعبأ بشكواك.

والصُّمْتَةُ : ما يُصْمَتُ به الصبيُّ من تمر أو شيء ظريف.

وقال ابن هانىء يقال : ما ذُقْتُ صُمَاتاً ، أي : ما ذُقْت شيئاً.

ويقال : لم يُصْمِته ذاك ، بمعنى لم يَكْفِه ، وأصلُه في النَّفي ، وإنما يقال فيما يؤكل أو يُشرب.

وجاريةٌ صَمُوتُ الخَلْخاليْن : إذا كانت غليظَة السّاقيْن لا يُسمع لخَلْخالها صوتٌ لغموضه في رجليها.

ويقال للّوْن البَهِيم : مُصْمَت. وللذي لا جَوْفَ له مُصْمت. وفَرَسٌ مُصْمت ؛ وخيلٌ مُصْمَتَاتٌ : إذا لم يكن فيها شِيَةٌ وكانت بُهْماً.

ويقال للرجل إذا اعتقل لسانُه فلم يتكلّم : أصْمَت ، فهو مُصْمِت.

وأنشد أبو عمرو :

ما إن رأيتُ من مُعَنياتِ

ذواتِ آذانٍ وجُمْجُمَاتِ

أَصْبَر منهن على الصُّمات

قال : الصُّمات : السكوتُ. ورواه الأصمعي : مِن مُغَنِّيات ، أراد من صريفهن. قال : والصُّمَاتُ العَطَشُ ههنا ، روَى ذلك كلَّه عنهما أحمد بن يحيى.

قال ابن السكيت : الثوب المُصْمَتُ : الذي لوْنُه لونٌ واحد لا يخالط لونَه لونٌ آخَرُ. وَحَلْيٌ مُصْمَتٌ : إذا كان لا يُخالطُه غيرُه. وأدْهَمٌ مُصْمَتٌ : لا يُخالط لونَه غير الدُّهْمة.

وقال أحمد بن عُبَيد : حَلْيٌ مُصْمَتٌ معناه : قد نَشِب على لابسه فما يَتحرّك ولا يتَزعزَع ، مثلُ الدُّمْلُج والحِجْل وما أشبهه.

صتم : أبو عُبَيد عن أبي عمرو : صَتَمْتُ الشيءَ فهو مُصَتَّم وَصَتْمٌ ، أي : محكمٌ تامٌ.

الفراء قال : مالٌ صَتْمٌ ، وأموال صُتْمٌ.

ويقول : عبدٌ صَتْمٌ ، أي : شديد غليظ.

وجَمَلٌ صَتْمٌ ، وناقة صَتْمَةٌ.

وقال الليث : الصَّتْمُ من كل شيء : ما عَظُمَ واشتدّ. جملٌ صَتْمٌ ، وبيتٌ صَتْمٌ.

وأعطيْته ألفاً صَتْماً. وقال زُهَير :

* صحيحات ألْفٍ بعدَ ألفٍ مُصَتَّم *

قال : والحروف الصُّتْمُ : التي ليست من حروف الحَلْق.

قال غيره : صتمت له ألفاً تصطيماً ، أي : تممتها. قال : والأصاتم جمع الأُصْطَمّة بلغة تَمِيم ؛ جمعوها بالتاء كراهيةَ تفخيم أَصَاطم فردُّوا الطاء إلى التاء.

[ص ظ : مهمل]

١١١

ص ذ

[صذم] : قال أبو حاتم : يقال : هذا قَضاءُ صَذُومُ (بالذال المعجمة) ولا يقال : سَدوم.

ص ث

أهملَها الليثُ مع الحروف التي تليها.

[صبث] : وروى سَلَمة عن الفرّاء أنه قال : الصَّبْثُ : ترقيعُ القميص ورَفْوُه. يقال : رأيت عليه قميصاً مُصَبَّثاً ، أي : مُرَقّعاً.

(أبواب) الصاد والزاء

ص ر ل : مهمل.

ص ر ن

صنر ، نصر ، رصن : [مستعملة].

صنر : الحَرّاني عن ابن السكيت قال أبو عمرو : تقول : هي الصِّنَارة ـ بكسر الصاد ـ ولا تقل : صَنَّارة.

وقال الليث : الصِّنَّارةُ : مِغْزَلُ المرأة ، وهو دخيل.

وقال غيره : صِنَّارةُ المِغْزل : هي الحديدةُ المُعَقَّفةُ في رأسه.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : الصِنَّارَة : السيء الخُلق. والصِّنْوَرُ : البخيل السيىءُ الخلُق.

والصنانير : البخلاء من الرجال وإن كانوا ذوي شرف.

قال : والصّنانير : السَّيِّئُو الآداب وإن كانوا ذوِي نباهة.

رصن : قال الليث : رصن الشيء يرصن رصانة ، وهو شدة الثبات. وأرصنته أنا إرصاناً.

أبو عُبَيد عن الأصمعي : رَصَنتُ الشيء : أكملته.

وقال غيره : أرصَنته : أحكمته ، فهو مرصون ، وقال لبيد :

أو مُسلِمٌ عَمِلتْ له عُلوِيَّةٌ

رَصنتْ ظهورَ رواجبٍ وبَنَانِ

أراد بالمسلم غلاماً وَشَمَتْ يدَه امرأةٌ من أهل العالية.

نصر : ثعلب عن ابن الأعرابي : النُّصْرةُ : المَطْرةُ التّامّة ، وأرضٌ منصورةٌ ومَضْبُوطة.

وقال أبو عُبَيد : نُصِرت البلادُ : إذا مُطِرت ، فهي منصورة. ونُصِر القومُ : إذا أغِيثُوا.

وقال الشاعر :

من كان أخطاه الرّبيعُ فإنما

نُصر الحجاز بِغيْث عبد الواحد

وقال أبو عمرو : نَصرْتُ أرضَ بني فلان ، أي : أتيتها. وقال الرّاعي :

إذا ما انقضى الشهر الحرام فَودِّعِي

__________________

(١) أهملها الليث مع الحروف التي تليها.

١١٢

بلادَ تميمٍ وانْصُرِي أرضَ عامِرِ

وقال الفراء : نَصَر الغيثُ البلادَ : إِذا أنبتها.

وقال أبو خَيرة : النّواصرُ من الشِّعاب : ما جاء من مكان بعيد إلى الوادي فنصَرَ سيْلَ الوادي ؛ الواحد ناصر.

وقال الليث : النَّصْرُ : عوْنُ المظلوم ، وفي الحديث : «انصُرْ أخاك ظالماً أو مظلوماً»، وتفسيره : أن يمنعه من الظُّلم إن وجَدَه ظالماً ، وإن كان مظلوماً أعانه على ظالمه ، وجمعُ النّاصِر أنصار.

وانتصر الرجُل : إذا امتنع مِنْ ظالمه.

قلت : ويكون الانتصارُ من الظالم : الانتصافُ والانتقامُ منه ، قال الله مخبراً عن نوح ودُعائه إيّاه بأن ينصره على قومه : (فَانْتَصِرْ (١٠) فَفَتَحْنا) [القمر : ١٠ ، ١١] ، كأنه قال لربّه انتقم منهم ، كما قال : (رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً) [نوح : ٢٦].

والنصيرُ : الناصرُ ، قال الله جل وعز : (نِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) [الأنفال : ٤٠].

والنُّصْرَةُ : حسنُ المعونة ، وقال الله جل وعز : (مَنْ كانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ) [الحج : ١٥] الآية.

المعنى : من ظن من الكفار أن الله لا يُظْهر محمّداً على مَن خالَفَه فليختنق غيْظاً حتى يموتَ كمداً فإن الله يُظْهره ولا ينْفعُه موْتُه خَنْقاً. والهاء في قوله : (أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ) للنبيّ محمدٍ صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

قال أبو إسحاق : واحد النصارى في أحد القولين : نصران كما ترى ؛ مثل نَدْمان ونَدامَى والأنثى نصرانة ، وأنشد :

فكِلْتاهما خَرَّتْ وأَسْجَد رأسُها

كما سَجَدَتْ نَصْرَانة لم تَحنَّفِ

فنَصْرانة : تأنيثُ نَصْران. ويجوز أن يكون واحدُ النصارى : نَصْرِيًّا مثلُ بعير مَهْرِيٍّ وإبلٍ مَهَارَى.

وقال الليث : زعموا أنهم نُسِبوا إلى قرية بالشام اسمُها نَصْرُونَه. والتّنَصُّرُ : الدخولُ في النّصرانية.

شمر عن ابن شميل : النَّواصِرُ : مَسايل المياه ، واحدُها ناصِرة ، لأنها تجيء من مكان بعيد حتى تقع في مُجْتَمع الماء حيث انتهت ، لأن كلَّ مَسِيل يَضِيع ماؤه فلا يقع في مُجْتَمع الماء فهو ظالم لمائه.

ص ر ف

صرف ، صفر ، رصف ، رفص ، فرص.

صرف : رُوِيَ عن النبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه ذكر المدينة فقال : «مَن أَحْدَثَ فيها حَدَثاً أو أَوَى مُحدثاً لا يُقبَل منه صَرْفٌ ولا عَدْلٌ».

قال أبو عبيد : رُوي عن مكحول أنه قال : الصَّرْفُ : التوبة. والعَدْلُ : الفِدْيَةُ.

وقال أبو عبيد : وقيل : الصّرفُ : النافلةُ ،

١١٣

والعدلُ : الفَرِيضةُ.

وروي عن يونس أنه قال : الصّرفُ : الحيلةُ ومنه قيل : فلان يتصرّف ، أي : يحتال. قال الله جل وعز : (فَما تَسْتَطِيعُونَ صَرْفاً وَلا نَصْراً) [الفرقان : ١٩] ، قلت : وهذا أشبه الأقاويل بتأويل القرآن. ويقال للرجل المحتال : صَيْرَفٌ وصَيْرَفيّ ، ومنه قولُ أمية بن أبي عائذ الهذلي :

قد كنتُ وَلّاجاً خَروجاً صَيْرَفاً

لم تَلْتَحِصنِي حَيصَ بَيص لحَاصِ

وأخبرني المنذريُّ عن أبي الهَيْثَم أنه قال : الصَّيْرَفُ والصَّيْرَفِي : المحتالُ المُتَقَلِّبُ في أموره المُجَرّبُ لها.

والصَّرْفُ : التَّقَلُّبُ والحِيلة ، يقال : فلانٌ يَصْرِفُ ويتَصَرَّفُ ويصطَرِفُ لِعِيَالِه ، أي : يَكتسب لهم.

وفي حديث أبي إدريس الْخَوْلانِيّ أنه قال : «من طلب صَرْفَ الحديث يَبْتَغِي به إقبالَ وجوهِ الناس إليه لم يُرَح رائحةَ الجَنَّة».

قال أبو عُبَيْد : صَرْفُ الحديث أن يزيد فيه لِيُمِيلَ قلوبَ الناس إليه ، أُخِذَ من صَرْفِ الدّراهم. والصرفُ : الفَضْلُ ، يقالُ : لهذا صَرْفٌ على هذا ، أي : فضل. ويقال : فلان لم يُحسن صَرْفَ الكلام ، أي : فضلَ بعض الكلام على بعضٍ. وقيل لمن يُمَيِّز ذلك : صَيْرَفٌ وصَيرَفيّ.

وقال الليث : تصريفُ الرّياح : صَرْفُها من جهة إلى جهة. وكذلك تصريف السُّيُول والخيول والأمور والآيات.

قال : وصرف الدهر : حَدَثُه وصَرْفُ الكلمةِ : إجراؤها بالتنوين والصَّرَفُ أن تَصرِفَ إنساناً على وجهٍ يريده إلى مَصْرِف غيرِ ذلك.

والصَّرْفَةُ : كوكبٌ واحدٌ خلْفَ خَرَاتَي الأسدِ ، إذا طلع أمامَ الفجر فذاك أوّل الخريف ، وإذا غاب مع طلوع الفجر فذاك أوّل الربيع ، وهو من منازل القمر.

والعرب تقول : الصَّرْفَةُ : نابُ الدّهرِ ، لأنها تَفْترُّ عن البرد أو عن الحرّ في الحالتيْن.

وقال الزّجّاج : تصريفُ الآيات تَبْيينُها.

ولقد صرفنا الآيات : بَيّناها.

عمرو عن أبيه : الصَّرِيفُ : الفضّة ، وأنشد :

بني غُدَانةَ حَقّاً لستُم ذَهَباً

ولا صَرِيفاً ولكن أنتم خَزَفُ

والصَّرِيفُ : صوتُ الأنياب والأبواب.

أبو عبيد عن الأصمعي : الصَّرِيفُ : اللّبَنُ الذي يَنْصرِف به عن الضَّرْع حارّاً ، فإذا سكنَتْ رَغْوَتهُ فهو الصَّريح.

وقال الليث : الصريفُ : الخمرُ الطيّبة.

وقال في قول الأعشى :

١١٤

صَرِيفِيّة طَيِّبٌ طَعْمُها

لها زَبَدٌ بين كُوبٍ ودَنْ

قال بعضهم : جعلها صَرِيفيّة لأنها أخِذت من الدَّنّ ساعتئذ كاللبن الصريف. وقيل : نسِبت إلى صَرِيفِين ، وهو نهر يَتَخَلَّجُ من الفُرات. والصِّرفُ : الخمرُ التي لم تُمْزَج بالماء ، وكذلك كلّ شيء لا خِلْطَ فيه.

أبو عبيد عن الأصمعيّ : الصِّرفُ : شيء أحمرُ يُدبَغ به الأدِيمُ. وأنشد :

كُمَيْتٌ غيرُ مُحْلِفةٍ ولكن

كلَوْن الصِّرِفِ عُلَّ به الأَدِيمُ

أي : أنها خالصة.

ثعلب عن ابن الأعرابي : الصَّرفانُ : اسمٌ.

الموت والصَّرَفانُ : جنسٌ من التمر.

والصَّرَفان : الرَّصاص ، ومنه قولُ الرّاجز :

* أمْ صَرَفاناً بارِداً شَدِيداً*

ثعلب عن ابن الأعرابي قال : السّبَاعُ كلُّها تُجْعِل وتَصْرفُ إذا اشتهتِ الفحلَ ، وقد صرَفت صِرافاً فهي صارِفٌ. وأكثر ما يقال ذلك للكلبة.

وقال اللّيث : حِرْمةُ الشّاءِ والكلابِ والبقرِ. وقال المُتَنَخّل :

إن يُمْس نَشْوانَ بمَصْرُوفة

منها بِرِيٍّ وعلى مِرْجَل

قال : بمصروفة ، أي : بكأس شُرِبت صِرْفاً. وعلى مِرْجل : أي على لحم طُبخ في مِرجل وهي القِدر.

وقال الليث : الصَّيرِفيّ من النجائب منسوبة ولا أعرفه ، ولا الصدفي بالدال.

ثعلب عن ابن الأعرابي : أَصْرفَ الشاعر شِعرَهُ يُصْرِفه إصرافاً : إذا أقْوَى فيه.

وأنشد :

* بغير مُصرَفة القَوافِي*

ويقال : صَرَفْتُ فلاناً ولا يقال : أصرفته.

وتصريف الآيات تبيينها.

رصف : الأَصْمَعِيُّ : الرَّصَفُ : صَفاً يَتَّصَل بعضُه ببعض ، واحدها رَصَفه.

وقال أبو عمرو : الرَّصَفُ : صَفاً طويلٌ كأنه مَرْصُوف.

الحراني عن ابن السكِّيت قال : الرَّصفُ : مصدرُ رَصَفْتُ السّهمَ أرْصُفُه : إذا شَدَدْتَ عليه الرِّصاف ، وهي عَقَبةٌ تُشَدّ على الرَّعْط ، والرُّعْطُ مَدْخَلُ سنح النَّصْل.

وقال الأصمعي فيما يروي أبو عبيد : هي الرَّصفَة ، وجمعُها الرِّصاف. وفي الحديث : ثم نظر في الرِّصاف فتحَارى أيرَى شيئاً أم لا.

وقال الليث : الرَّصَفَةُ : عَقبةٌ تُلْوَى على موضع الفُوق.

قلت : وهذا خطأ ، والصوابُ ما قال ابن السكّيت.

والرَّصَفُ : حجارةٌ مرصوفٌ بعضُها إلى بعض. وأنشد للعَجّاج :

١١٥

فشَنّ في الإِبْرِيق منها نُزَفا

من رَصفٍ نازعَ سيْلاً رَصفَا

قال الباهلي : أراد أنَّه صَبَّ في إبريق الخمر من ماءٍ رَصفٍ نازع سيلاً كان في رَصَفٍ فصار منه في هذا ، فكأنه نازعه إياه.

ثعلب عن ابن الأعرابي : أَرْصَف الرّجلُ : إذا مَزَج شرابه بماء الرَّصف ، وهو الذي يَنحدر من الجبال على الصخر فيَصْفُو ، وأنشد بيت العجاج.

وقال : الرَّصفْاء من النساء : الضيّقةُ المَلاقِي وهي الرَّصُوف.

وقال الليث : يقال للقائم إذا صَفّ قَدَمَيْه : رَصَف قدمَيْه ، وذلك إذا ضم إحداهما إلى الأخرى.

فرص : ثعلب عن ابن الأعرابي : الفَرْصاءُ من النُّوق : التي تقوم ناحيةً ، فإذا خلا الحوْضُ جاءت فشرِبتْ.

قلت : أُخذَت من الفُرْصة وهي النُّهْزة.

وقال الأصمعي : يقال : إذا جاءت فُرْصَتُك من البئر فأدْل. وفُرُّصَته ساعتُه التي يُستَقَى فيها. ويقال : بنو فلان يَتفارَصُون بئرهم ، أي : يَتناوَبُونها. قلت : معناها أنهم يتناوبون الاستقاء منها.

وقال الليث : الفُرْصة كالنُّهْزَةِ والنَّوْبة.

تقول : أصبت فرصتك يا فلان ونوبتك ونهزتك ، والمعنى واحد ، والفعل أن تقول : انتهزها وافترصها وقد افترصت وانتهزت.

وفي الحديث أن النبيّ عليه‌السلام قال للمرأة التي أمرها بالاغتسال من المَحِيض : «خُذِي فِرْصةً مُمسّكة فتطهّري بها»، قال أبو عبيد : قال الأصمعيّ :

الفِرْصة : القطعةُ من الصوف أو القطن أو غيره ، وإنما أُخِذت من فَرصت الشيء ، أي : قطعته.

ويقال للحديدة التي يقطع بها الفضّة : مِقْراض ، لأنه يقطع بها ، وأنشدَنا للأعشى :

وأَدْفَعُ عن أعراضكم وأُعيرُكم

لِساناً كمِفراصِ الخَفَاجِيّ ملْحَبَا

وقال غيره : يقال : افْرِصْ نعلَك ، أي : أخْرِق في أُذُنها للشِّراك.

وفي حديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «إني لأكره أن أرى الرجلَ ثائراً فريصُ رقبته قائماً على مُرَيَّته يضربها».

قال أبو عمرو : الفَرِيصة : المُضغةُ القليلة تكون في الجَنْب تُرْعد من الدابة إذا فَزِعت ، وجمعُها فَرِيص. وقال النابغة :

شك الفريصةَ بالمدْرى فأنقذه

شك المبيطر إذ يشفي من العضدِ

وقال أبو عبيد : هي اللّحمة التي بين الجَنْب والكَثف التي لا تزال تُرْعَد من الدابة.

١١٦

قال : وأَحْسَب الذي في الحديث غير هذا ، إنما أراد عَصَبَ الرَّقبة وعروقَها ، لأنها هي التي تثور عند الغضب.

وأخبرني ابنُ هاجك عن ابن جبلة أنه سمع ابن الأعرابي فسّر الفَرِيص كما فسّره الأصمعي ، فقيل له : هل يَثور الفَرِيص؟

قال : إنما يعني الشعر الّذي على الفَرِيص كما يقال : فلان ثائر الرأسِ : أي ثائر شَعرِ الرأس.

أبو عبيد عن أبي زيد : فَرَصْت الرجلَ أفْرِصه : إذا أصبتَ فريصتَه.

عمرو عن أبيه قال : الفَرِيصةُ : اللّحمَةُ التي بين الكَتِف والصّدْر. والفَرِيصة أُم سويد.

وروى أبو تراب للخليل أنه قال : فريصةُ الرجل : الرقبة. وفَرِيسُها : عروقُها.

وفي حديث قَيْلَة : أن جُوَيْرِيَةً لها كانت قد أخذتها الفَرْصة.

قال أبو عُبيد : العامة تقول لها : الفَرسة ـ بالسين والمسموع من العرب بالصاد ـ وهي ريحُ الحدَبة.

قال : والفَرْسُ ـ بالسين ـ : الكَسْر.

والفَرْص : الشّق.

وقال الليث : الفَرْصُ : شَدُّ الجلدِ بحديدة عريضة الطَّرَف تَفْرِصُه بها فَرْصاً غَمزاً ؛ كما يَفْرِص الحَذَّاءُ أُذُنَي النَّعل عند عقبهما بالمِفْرَص ليجعل فيها الشِّراك.

وقال أبو عمرو : الفريصة : الاست ، وهو أيضاً مرجع المرفق. وأنشد :

* جَوادٌ حين يَفْرِصُه الفَرِيصُ *

يعني حين يشُقّ جلدَه العرَقُ.

وتَفْرِيصُ أسْفل نَعْلِ القِرَاب : تَنْقيشُه بطرف الحديدة.

رفص : أبو عُبَيد عن الأصمعي قال : هي الفُرْصةُ والرُّفْصة : النَّوْبةُ تكون بين القوم يتَناوَبُونها على الماء.

قال الطِّرِمّاح :

* كأَوْبِ يَدَيْ ذي الرُّفْصَةِ المُتَمَتِّحِ*

أبو عُبَيْد عن أبي زيد : ارْتَفَص السّعرُ ارتفاصاً فهو مُرْتَفِص : إذا غلا وارتفع.

قلت : كأنه مأخوذ من الرُّفْصة وهي النَّوْبَة.

صفر : في الحديث : «لا عَدْوَى ولا هامَةَ ولا صَفَر».

قال أبو عبيد : فسّر الذي روى الحديثَ أن الصَّفَر : دوابُّ البطن.

وقال أبو عُبَيدة : سمعتُ يونس يسأل رُؤْبَةَ عن الصَّفَر فقال : هو حَيَّةٌ تكون في البطن ، تصيبُ الماشيةَ والناس.

قال : وهي عندي أعْدَى من الجَرَب عند العرب.

قال أبو عُبَيْد : فأَبطل النبيُّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنها تُعْدِي.

١١٧

قال : ويقال : إنها تشتدّ على الإنسان وتؤذيه إذا جاع.

وقال أعشى باهلة :

* ولا يَعَضُّ على شُرْسُوفِهِ الصَّفَر*

قال : وقال أبو عُبيدة : يقال في الصفَر أيضاً : أنه تأخيرهم المُحَرَّم إلى صفر في تحريمه. والوَجْه فيه التفسيرُ الأوّل.

وفي حديث آخر قال : «صَفْرَةٌ في سبيل الله خيرٌ من حُمْرِ النَّعَم»، أي : جَوْعةٌ.

وقال التّمِيميّ : الصَّفَرُ : الجوعُ. وقيل للحيّة التي تَعُضُّ البطنَ : صَفَرٌ ، لأنها تفعل ذلك إذا جاع الإنسان.

الحرّاني عن ابن السكيت : صَفِرَ الرجل يَصْفَر تصفيراً. وصَفِرَ الإناء من الطعامِ والشراب ، والرَطْبُ من اللّبن يَصْفَر صَفَراً ، أي : خلا ، فهو صَفِر.

ويقال : نعوذ بالله من قرَع الغناء وصَفَر الإناء. وأنشد :

* ولو أَدْرَكْنَهُ صَفِرَ الوِطاب*

يقول : لو أدركتْه الخيلُ لقتلته ففرَغَت وِطابُ دَمِهِ وهي جُسمانه مِن دَمِه إذا سُفِك.

أبو حاتم عن الأصمعي قال : الصُّفارُ : الماءُ الأصفر.

وقال اللّيثُ : صَفَرُ : شهرٌ بعد المُحَرَّم ، وإذا جُمعا قيل لهما الصّفَران ، قال : والصُّفَارُ : صَفْرَةٌ تعلو اللَّونَ والبَشَرة من داءٍ.

قال : وصاحبُه مَصْفُور ، وأنشد :

* قَضْبَ الطَّبيبِ نائِطَ المَصْفُور*

وقال الليث : والصُّفْرَةُ : لونُ الأصفر.

وفعله اللازمُ الاصفرار.

قال : وأما الاصفِيرارُ : فَعَرَضٌ يَعْرِض للإنسان ، يقال : يَصْفَارُّ مرَّةً ويحمارُّ أخرى. ويقال في الأول : اصْفَرَّ يَصْفَرّ.

قال : والصَّفِير من الصوت بالدواب : إذا سُقيت.

والصّفَّارةُ : هَنَةٌ جوفاءُ من نُحاس يَصْفِر فيها الغلامُ للحَمام ، ويصفِر فيها بالحِمار ليَشربَ.

قال : والصِّفرُ : الشيء الخالي ، يقال : صَفِرَ يَصفُر صُفُوراً فهو صِفْر ، والجميع والذّكَرُ والأنثى والواحدُ فيه سواء.

والصِّفْرُ في حساب الهِنْد : هو الدائرة في البيت يغني حسابه.

وأخبرني المنذريّ عن أبي طالب قال : قولُهم ما في الدار صافِر.

قال أبو عُبَيدة والأصمعي : المعنى ما في الدار أحَدٌ يَصْفِرُ به ، وهذا مما جاء على لفظ فاعل ، ومعناه مَفْعول به ، وأنشد :

خَلَت المَنازِلُ ما بها

ممّن عَهِدْتُ بهنّ صافِرْ

قال : وقال غيرُهما : ما بها صافر ، أي :

١١٨

ما بها أحد ، كما يقال : ما بها دَيَّار.

وقال الليث : أي ما بها أحدٌ ذو صَفِير.

وبنو الأصفَر : مُلوكُ الرُّوم.

وقال عديُّ بنُ زيد :

وبنو الأصفر الكرامُ مُلُوكُ الر

وم لم يَبقَ منهمُ مأثُورُ

والصُّفْر : النُّحَاسُ الجيّد.

وأَبو صُفْرَة : كُنْيَةُ والدِ المُهلّب.

والصُّفْرِيَّة : جنسٌ من الخوارج.

قال بعضهم : سُمُّوا صُفْرِيَّةً لأنهم نُسِبوا إلى صُفرة ألوانهم.

وروَى أبو حاتم عن الأصمعيّ أنه قال : الصوابُ في الخوارج الصِّفْرِيَّة ، بالكسر.

قال : وخاصَمَ رجل منهم صاحبَه في السجن فقال له : أنت والله صِفرٌ من الدين ؛ فسُمُّوا صِفْرِيَّة.

قال : وأما الصَّفريَّة فهم المهالبة ، نُسِبوا إلى أبي صفْرَة.

أبو العباس عن ابن الأعرابيّ أنه أنشده :

يا رِيحَ بَيْنُونَة لا تَذْمِينا

جئتِ بألوان المُصْفَرِّينا

قال قوم : هو مأخوذ من الماء الأصفر ، وصاحبُه يَرشَح رَشحاً مُنْتِناً.

وقال قوم : هو مأخوذٌ من الصَّفَر ، وهي حَيَّاتُ البَطن.

وأخبرَني المنذريّ عن ثعلب عن ابن الأعرابيّ قال : الصَّفَرِيَّة : من لَدُن طلوع سُهَيل إلى سُقوط الذراع ، تُسمَّى أَمطارُ هذا الوقت صَفَرِية.

وقال : يطلع سهيل والجبهة ليلة واحدة لاثني عشرة ليلة من آب.

وقال أبو سَعيد الصفَرِيَّة : ما بين تَوَلِّي القَيْظ إلى إقبال الشتاء.

وقال أبو زيد : أوّل الصفَرِيَّة طلوعُ سُهَيل وآخرُها طلوعُ السِّماك.

قال : وفي أوّل الصفَرِيّة أربعون ليلةً يختلف حرُّها وبردُها تسمَّى المعتدِلات.

وقال الليث : الصفَرِيّة : نباتٌ يكونُ في أوّل الخريف تَخضرّ الأرضُ ويورق الشجر.

وقال أبو نَصْرٍ : الصّقَعِيّ أولُ النّتاج ، وذلك حين تَصقَع الشمسُ فيه رؤوسَ البَهْم صَقْعاً. وبعضُ العَرب يقول له : الشمسيّ والقَيْظِي ، ثم الصفَرِيّ بعد الصقَعِيّ وذلك عند صِرامِ النخل ، ثم الشّتوِيّ وذلك في الربيع ، ثم الدفَئِيّ وذلك حين تَدفَأُ الشمس ، ثم الصيْفِيّ ثم القَيْظِيّ ، ثم الخَرَفيَّ في آخر القَيْظ.

وقال الفرّاء في قول الله جل وعز : (جِمالَتٌ صُفْرٌ) [المرسلات : ٣٣] ، قال : الصُّفر : سودُ الإبل ، لا تَرى أسوَدَ من الإبل إلّا وهو مُشرَب صفْرةً ، ولذلك سَمَّت العربُ سودَ الإبل صفْراً ، كما

١١٩

سَمّوا الظِّباء أُدْماً لما يعلوها من الظُّلمة في بياضِها.

وقال أبو عبيد : الأصفرُ : الأسوَد. وقال الأعشى :

تلكَ خَيلِي منه وتلك رِكابي

هن صفْرٌ أولادُها كالزَّبيبِ

وقال الليثُ : الصفَارُ : ما بَقيَ في أصول أسنان الدابَّة من التِّبْن والعَلَف للدوابّ كلها.

وقال ابن السكّيت : السَّحَم والصَّفار ـ بفتح الصاد ـ نَبْتان. وأَنشد :

إن العُرَيْمَة مانعٌ أرمَاحنا

ما كان من سَحَمٍ بها وصفَارِ

والصفْراء : نَبْتٌ من العُشْب. والصفْراء : شِعبٌ بناحية بَدْرٍ ، ويقال لها الأصافر.

وقال ابن الأعرابي : الصفَارِيّة : الصَّعْوَة.

والصافر : الجبان.

ص ر ب

صبر ، صرب ، برص ، بصر ، ربص : مُستعملة.

صبر : أبو العباس عن ابن الأعرابي : أصبَرَ الرجلُ : إذا أَكل الصَّبِيرَة ، وهي الرُّقاقةُ التي يَغْرِفُ عليها الخبازُ طعامَ العُرْس.

قال ابن عرفة في قوله تعالى : (وَاصْبِرُوا إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) [الأنفال : ٤٦] ، قال : الصبرُ صبران هما عُدَّتان للإيمان : الصبر على طاعة الله وما أمره ، والصبر عن معصية الله جل ثناؤه وما نهى عنه.

وقال في قوله : (لِكُلِ صَبَّارٍ شَكُورٍ) [إبراهيم : ٥] ، يقال : صابر وصبّار وصبور ؛ فأما الصّبور فالمقتدر على الصبر ، كما يقال : قتول وضروب ، أي : فيه قدرة على ذلك. والصبَّار : الذي يصبر وقتاً بعد وقت. والشكور : أوكد من الشاكر وهذان خلقان مدح الله بهما نفسه ، وقد نعت بهما خلقه.

وأصبَرَ الرجلُ : وَقَع في أُمّ صَبُّور ، وهي الدَّاهية ، وكذلك إذا وقع في أمِ صبّار ، وهي الحرّة.

وأصبَر الرجل : إذا جَلَس على الصَّبير الأقدر وهو الوسط من الجبال وأصبَر سَدَّ رَأسَ الحَوْجَلَة بالصِّبار ، وهو السِّداد.

ويقال لِرَأسها الفعولة والعرعُرة والأنبوب والبلبة.

وقال الليث : الصبْرُ : نقيضُ الجَزَع.

والصبْر : نَصْبُ الإنسانِ للْقتْل ، فهو مَصْبور. والصَّبر : أن تأخذ يمينَ إنسانٍ ، تقول : صبَرتُ يمينَه ، أي : حلَّفْتُه ، وكلُّ من حبستَه لقتلٍ أو يمينٍ فهو قتلُ صبْرٍ ، ويمينُ صبْرٍ.

وفي حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أنه نَهى عن قَتْل شيءٍ من الدواب صَبراً».

قال أبو عُبَيد : قال أبو زيد وأبو عمرو في

١٢٠