تهذيب اللغة - ج ١١

محمّد بن أحمد الأزهري

تهذيب اللغة - ج ١١

المؤلف:

محمّد بن أحمد الأزهري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٤٧

داهِيَة ، وضَلاضِلُ الماءِ وصَلاصِلُه : بقاياه ، واحدتُها ضُلْضُلَة وصُلْصلَة ، وضَلَ الشَّيْءُ ، إذا ضاع ، وضَلَ فلان عن الْقَصْدِ ، إذا جَارَ.

وسُئِلَ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن ضَوَالِ الإبل ، فقال : «ضَالَّةُ المؤمن حَرَقُ النار» وخرج جَوابُ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم على سؤال السائل ، لأنه سأله عن ضَوَالِ الإبل ، فنهاه عن أخذها ، وحذَّره النَّار لئلا يَتَعَرَّض لها ، ثم قال عليه‌السلام : ثم قال : «دَعْها ، ما لك ولَها ، معها حذاؤها وسِقاؤها ، ترد الماء ، وتأكل الشجر» أراد أنها بعيدة المذهب في الأرض ، طويلة الظَّمَأ ، ترد الماء وترعى الشجر بلا راع لها ، فلا تتعرض لها ، ودعها حتى يأتيها ربها.

وقال الليث : الضَّالَّةُ من الإبل التي بمَضْيَعة لا يُعرف لها مالك ، وهو اسم للذكر والأنثى ، والجميع الضَّوَالّ.

قال : والضَّلال والضَّلالَة مَصْدران ، ورجلٌ مُضَلَّل لا يُوفّق لخيرٍ ، صاحبُ غَوايات وبَطالات. وفلان صاحبُ أَضاليل ، واحدتها أُضْلُولة.

وقال الكميت :

وسُؤالُ الظِّبَاءِ عن ذي غَدِ الأَمْـ

ـرِ أضاليلُ من فُنون الضَّلال

والضَّليل الذي لا يُقْلِعُ عن الضَّلالة ، والضَّلَل الماء الذي يكون تحت الصَّخْر لا تصيبه الشمس. يقال : ماءُ ضَلَلٌ.

قال : والضَّلْضِلَة كلُّ حَجَر قدرَ ما يُقِلُّه الرجل ، أو فوق ذلك أملس يكون في بطون الأودية. قال : وليس في باب التضعيف كلمة تشبهها.

وقال الفرّاء : مكان ضَلَضِل وجَنَدِل ، وهو الشديد ذي الحجارة ، وقال : أرادوا ضَلَضِيل وجَنَدِيل على بناء حَمَصِيص ، وصَمَكِيك ، فحذفوا الياء.

باب الضّاد والنون

ض ن

ضنّ ، نضّ : [مستعملان].

ضن : قال الليث : الضِّنة وَالضِّنُ والمِضنّة ، كل ذلك من الإمساك والبُخلُ ، تقول : رجل ضَنِين.

قال الله تعالى : (وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (٢٤)) [التكوير : ٢٤].

قال الفراء : قرأ زيد بن ثابت ، وعاصم ، وأهل الحجاز : بِضَنِينٍ ، وَهو حَسَن.

يقول : يأتيه غَيب ، وهو مَنْفوسٌ فيه ، فلا يبخلُ به عليكم ، ولا يَضِنُ به عنكم ، ولو كان مكان «على» «عن» صَلَح ، أو الباء كما تقول : ما هو بضنين بالغيب.

وقال الزجاج : ما هو على الغيب ببخيل ، أي هو صلى‌الله‌عليه‌وسلم يُؤَدِّي عن الله ، ويُعَلِّمُ كتابَ الله ، وقُرِيء : بظنين ، وتفسيره في

٣٢١

بابه. ويقال : ضَنِنْتُ أَضَنُ ضَنّاً وهي اللغة العالية. ويقال : ضَنَنْتُ أَضِنُ.

ويقال : هو عِلْقُ مِضَنَّةٍ ومَضَنَّةٍ ، أي هو شيءٌ نَفِيسٌ يُضَنُ به ، ويُتَنافَسُ فيه.

ويقال : فلان ضِنَّتِي من بين إخواني ، أي اخْتَصُّ به وأَضِنُ بمودَّته.

وفي الحديث : «إنَّ للهَ ضَنَائِنُ من خَلْقِه يُحْيِيِهمْ في عافِية ، ويُميتُهُم في عافية» أي خَصَائِص.

ويقال : أضطنَ يضطَنُ ، أي بَخِلَ يَبْخَلُ ، وهو افْتِعال من الضنّ ، وكان في الأصل : اضتَنَّ ، فقُلِبت التَّاء طاءً.

وقال الأصمعيّ : المَضنُونَةُ : ضَرْبٌ من الغِسْلَةِ والطيب.

وقال الراعي :

تضم على مَضنونةٍ فارسيَّةٍ

ضفائرَ لا ضاحِي القُرون ولا جَعْد

وأنشد ابن السكيت :

قَدْ أكْنَبَتْ يداك بَعْدَ لِينِ

وبَعْدَ دُهْنِ الْبَانِ والمضنُونِ

أكْنَبَتْ : غَلُظَتْ ، والمضنُون : ضرب من الغَوالِي الجَيِّدة.

نض : أبو عُبيد عن الأصمعيّ ، قال : اسمُ الدَّراهم والدَّنانير عند أَهْلِ الحجاز : «النَّاضُ» وإنما يُسَمُّونَه ناضّاً ، إذا تحوَّلَ عَيْناً بعد أَنْ يكون مَتَاعاً ، وفِعله : نَضَ المالُ ، أي صار عَيْناً بعد ما كانَ مَتاعاً.

ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : النَّضُ : الإظهارُ ، والنَّضُ : الحاصِل ، يقال : خُذْ ما نَضَ لك من غَرِيمكَ. قال : ونَضَّضَ الرّجُلُ ، إذا كثُر نَاضُّه ، وهو ما ظَهَر وحَصَلَ ما مالِه ، قال : ومنه الخَبْر : «خُذُوا صَدَقَةَ مَا نَضَ من أَمْوَالِهم» ، أي ما ظَهَر وحَصَلَ.

وَوُصِفَ رجلٌ بكثرة المال ، فَقِيل : هو أكثرُ النّاس نَاضّاً.

وروى شمر بإسْنادٍ له ، عن عِكْرمة أَنَّه قال : إنَّ الشَّريكَيْن يَقْتَسِمان ما نَضَ مِنْ أَمْوَالِهمَا ولا يَقْتسمان الدَّيْن.

قال شمِر : ما نَضَ ، أي ما صَار في أَيْدِيهما.

أبو عُبيد عن أَبي زيد : هو نُضَاضَةُ وَلَدِ أَبَوَيْه ، ونُضَاضَةُ الماء وغيره : آخِره وَبِقيَّتُه.

ويقال : نَضِ إليَّ من معروفك نُضَاضَةً ، وهو الْقَلِيلُ منه.

وقال أبو سَعِيد : عليهم نَضَائِضُ من أَمْوالهم وبَضَائِضُ ، واحدتها نَضِيضَةٌ ، وبَضِيضَةٌ.

وقال الأصمعيّ : نَضَ له بَشيءٍ ، وبَضَّ له بشيءَ ، وهو الْمَعروفُ الْقَليل.

وقال الليث : النَّضُ : نَضِيضُ الماءِ كأَنَّما يخرج من حَجر ، تقول : نَضَ الماءُ يَنِضُ ،

٣٢٢

وفلان يَسْتَنِضُ معروفَ فلان ، أي يَسْتَخرجه ، ومنه قول رؤبة :

إنْ كَانَ خيراً مِنْكِ مُسْتَنَضّاً

فَاقْنَى فشر الْقَوْلِ ما أَنضّا

وقال أيضاً :

تَمتَاحُ دَلْوَى مكْرَهُ البِضَاضِ

ولا الْجَدَى من مُتْعَبٍ حَبَّاض

والنّضُ : مكرُوهُ الأمْرِ ، تقول : أَصَابَنِي نَضُ من أَمْرِ فلان.

شمر ، عن ابن الأعرابيّ : اسْتَنْضَضْتُ منه شَيئاً ، أي اسْتَخْرجته وأَخذته ، وأنشد بيت رؤبة.

أبو عُبيد ، عن أبي عمرو : نَضْنَضْتُ الشيءَ ونَصْنَصته ، إذا حَرَّكته وأَقْلَقْته ، ومنه قيل للحيَّة : نَضْنَاضٌ ، وهو القلق الذي لا يَثْبُتُ في مكانه بِشرّته ونَشَاطِه. قال الراعي :

يَبيتُ الحيّةُ النّضاضُ فيها

مكانَ الْحِبِّ يَسْتَمعُ السِّرارَا

قال : وأخبرني الأصمعيّ : أنه سأل أَعرابياً عن النضاض : فأخرج لِسانه وحركه ، ولم يزِدْ على هذا ، وهذا كله يرجع إلى الحركة.

أبو عَمْرو : النَّضِيضة : المطر القليل ، وجمعها نَضائِض ، وأنشد :

* في كُلّ عام قَطْرُهُ نَضائِضُ *

أبو عبيد : النَّضِيضَةُ من الرياح التي تنِضّ بالماء فَيَسِيل ، ويقال : الضّعيفة.

[باب الضاد والفاء]

ض ف

ضف ، فض : [مستعملان].

ضف : قال الليث : الضَّفَّةُ ، والضِّفة ، لغتان ، وهما : جانبا النهر اللذان يقع عليها النَّبائِتُ (١) ، والجميع الضَّفات ، والضِّفّات.

وقال الأصمعيّ وغيره : ضَفَّةُ الوادي ، وضِيفُهُ جانبه. وقال القُتَيْبيّ : الصواب الضِّفَّةُ بالكسر.

قلت : الضَّفَّة لغةٌ عالية جَيِّدة.

وفي الحديث أن النَّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لم يَشْبَعْ من خبزٍ ولحم إلا على ضفف ، وبعضُهم يرويه : على شَظَف.

قال أبو عُبَيد ، قال أبو زيد : الضَّفَفُ والشَّظَفُ جميعاً : الضِّيقُ والشِّدَّة ، تقول : لم يَشْبعَ إلا بضيق وقِلَّة.

قال أبو عُبيد : ويقال : في الضَّفَفِ : إنَّهُ اجْتَماع الناس ، يقول : لم يَأْكل وحده ، ولكن مع النّاس.

وقال الأصمعيّ : ماء مَضْفُوفٌ ، وهو الذي كَثُر عليه الناس وأنشد :

__________________

(١). في المطبوعة (النبأئث) ، والمثبت من «اللسان».

٣٢٣

لا يَسْتَقِي في النَّزَح المضْفوفِ

إلَّا مُدَاراتُ الْغُروبِ الْجُوف

وقال أبو العباس أحمد بن يحيى : الضَّفَفُ : أن تكون الأَكْلَة أكثر من مِقْدَار المال ، والْحَفَفُ : أن تكون الأكلة بمقدار المال.

وكان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا أَكَلَ كانَ من يأكل معه أكثر عَدَداً مِن قَدْرِ مبلغ المأكول وكفافِه.

وقال ابن الأعرابيّ : الضّفَفُ : الْقِلّة ، والْحفَف : الحاجة.

قال : وقال العُقَيلِي : وُلِدَ الإنسانُ على حَفَف. أي على حاجَةٍ إليه. وقال : الضّفَف والْحفَف واحد.

أبو عُبيد ، عن الأصمعيّ : أصابهم من العيش ضَفَفٌ وحَفَف وشَظَفٌ ، كل هذا من شِدّة العيش.

وقال الليث : الضّفف : العَجلَة في الأَمْر ، وأنشد :

* وليس في رأيه وَهْنٌ ولا ضَفَفُ *

ويقال : لَقيته على ضَفَف ، أي على عَجل من الأمر.

شمِر : الضَّفَفُ : ما دون ملءِ المِكْيال ، وكل مملوء وهو الأكل دون الشِّبع.

أبو عبيد : عن الكسائيّ : ضَبَبْتُ الناقة أَضُبُّها ضَبّاً ؛ إذا حَلَبْتَها بالكف. قال : وقال الفَرّاء : هذا هو الضَّفُ بالفاء ، فأما الضّبُّ فأَنْ تَجعلَ إبْهامَك على الْخِلْف ، ثم تَرُدُّ أَصابِعَكَ على الإبهام والْخِلْف جميعاً.

ويقال : من الضَّفِ : ضَفَفْتُ ، أَضُفُ.

أبو عَمْرو : ناقةٌ ضَفوف : كثيرةُ اللبن ، وعين ضَفُوف : كثيرة الماء ، وأنشد :

* حَلْبَانَةٌ رَكبانَةٌ ضَفُوفُ *

وقال شمِر نحواً منه ، وقال الطرماح :

وتَجُودُ من عَيْنِ ضَفو

فِ الْغَرْبِ مُتْرَعَةِ الْجَدَاوِل

قال : وماء مضفوف كثير الغاشية ، وأنشد :

ما يَسْتَقِي في النَّزحِ المضْفوف

إلّا مُدَاراتُ الْغُروب الْجُوفِ

قال : والمدار الْمَسوَّى إذا وقعَ في الْبِئر اجْتَحَفَ ماؤُها ، وقالت امرأةٌ من العرب : تُوُفَّى أبو صِبْياني ، فما رُئِيَ عليهم حَفَفٌ ولا ضَفَفٌ ، أي لم يُرَ عليهم حُفُوفٌ ولا ضيق.

وقال الليث : الضَّفُ : الحلب بالكَفِّ كلِّه ، وأنشد :

بِضَفِ القوادِم ذاتِ الْفُضو

لِ لا بالْبكاء الكِمَاشِ اهْتِصارا

أبو عُبيد : عن الكسائيّ : الْجَفّة والضَّفَّة جماعة القوم.

وقال الأصمعيّ : دخلتُ في ضَفَّة القوم ، أي في جماعتهم.

وقال الليث : دخل فلان في ضَفّة القوم

٣٢٤

وضَفْضَفَتهم ، أي في جماعتهم.

وقال أبو سَعِيد : يقال فلان من لَفِيفَنا وضَفِيفِنا ، أي ممن نَلُفُّهُ بنا ، ونَضُفُّه إلينا ، إذا حَزَبَتْنَا الأمور.

وقال أبو عَمْرو : شاة ضَفّةُ الشَّخْبِ ، أي واسعة الشّخب.

وقال أبو زَيْد : قوم مُتضافّون : خفيفة أموالهم.

وقال أبو مَالك : قوم متضافُّون : مُجْتمعون ، وأنشد :

فراحَ يَحْدُوها على أكْسائِها

يضُفُّها ضَفّاً على انْدِرائِها

أي يجمعها. وقال غيلان :

ما زالَ بالْعُنفِ وفَوقَ الْعُنفِ

حتى اشْفَتَرّ الناسُ بعد الضَّفِ

والجميع الضِّفَفَة : هُنَيَّةٌ تشبه الْقراد إذا لَسعت شَرِيَ الْجِلْدُ بَعْدَ لَسْعَتِها ، وهي رَمْداء في لونها ، غبراء.

فض : قال الليث : الفَضُ تفريقُك حَلقَةً من الناس بعد اجتماعهم ، ويقال فَضَضْتُهم فانفضُّوا ، وأنشد :

إذا اجْتَمَعُوا فَضَضْنَا حُجْرَتَيْهم

ونَجْمَعُهُمْ إذا كانوا بَدَادِ

وفَضَضْتُ الخاتَم من الكتاب ، أي كَسَرْته ، ومنه قولهم : لا يَفْضُض اللهُ فاكَ.

ورُوِي في حديث العباس بن عبد المطلب أنه قال : «يا رسول الله ، أي إريدُ أن أَمْتَدِحَكَ» فقال : «قل ، لا يَفْضُض اللهُ فَاكَ» ؛ ثم أنشده قصيدة مدحه بها ، ومعناه : لا يُسقِط الله أَسْنانَك ، والفَم يقوم مَقامَ الأسنان ، وهذا من فَضّ الخاتم والجموع ، وهو تَفْرِيقها.

قال الله جلّ وعَزّ : (لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) [آل عمران : ١٥٩] أي : تفرقوا.

وفي حديث خالد بن الوليد أنه كتب إلى مَرازبة فارس : «أما بعد ؛ فالحمد للهِ الذي فَضّ خَدَمَتكم».

قال أبو عُبيد : معناه فرَّق جمعكم ؛ وكل مُنْكَسِرٍ مُتَفَرِّق ، فهو منفضّ ، وأصل الخَدَمَة الخَلْخَال ، وجمعها خِدَام.

والفِضة معروفة. قال الله عزوجل : (قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوها تَقْدِيراً (١٦)) [الإنسان : ١٦].

يسأل السائل : فتقول : كيف تكون القوارير من فضة جوهَرُها غير جَوْهَرِها؟.

فقال الزَّجَّاج : معنى (قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ) : أصل القوارير الذي في الدنيا من الرَّمْل ، فأَعْلَمَ الله أنَّ أفضلَ تلك القوارير أصْله من فضة يُرَى من خارجها ما في داخلها.

قلت : فجمع مع صفاء قواريره الأمْنَ من الكسْر ، وقبوله الجبر مثل الفِضة ، وهذا من أَحْسن ما قيل فيه.

٣٢٥

وقال شمر : الفَضْفاضَةُ : الدِّرْعُ الواسِعَة.

وقال عمرو بن معدي كرب :

وأَعْدَدْتُ للْحَرْبِ فَضْفاضَةً

كأَنَّ مَطَاوِيهَا مِبْرَدُ

قال : وقميص فَضفاض : واسعٌ ، وجارية فضفاضة : كثيرة اللّحْم مع الطُّول والجسم. وقال رؤبة :

* رَقْرَاقَةٌ في بُدْنِها الْفَضْفَاضِ *

والفَضفاض : الواسع.

وقال رؤبة :

* يُسْعِطْنَهُ فَضفَاضَ بَوْلٍ كالصَّبِرْ*

أبو عُبيد الفَضِيض : الماء السائل ، والسّربُ مثله.

وقالت عائشة لمروان : «إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال لأبيكَ كذَا وكذا ؛ فأَنت فَضَضٌ منه».

أرادت أنك قطعة منه ، وفَضَضُ الماء : ما انتشر منه إذا تُطُهِّرَ به.

وفي حديث أم سلمة أنها قالت : «جاءتْ امرأةٌ إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالت : إنّ ابنَتي تُوُفِّيَ عنها ، زوجُها وقد اشْتَكتْ عينها ، أَفتَكْحُلُها؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لا ، مَرَّتين أو ثلاثاً ، إنما هي أربعة أشهر وعشر ، وقد كانت إحداكُنَّ ترمى بالبَعْرة على رأس الحوْل ، قالت زينب بنت أم سلمة : ومعنى الرَّمْي بالبَعْرَةِ : أن المرأةَ كانت إذا تُوُفِّيَ عنها زَوْجُها دخلت خِفْشاً ، ولَبِسَتْ شرّ ثيابها حتى تَمُرّ بها سنة ، ثم تُؤْتى بدابّة : شاةٍ أو طَيْر ، فتَفْتَضُ بها ، فقلما تَفْتَضُ بشيء إلّا مات ، ثم تَخْرُجُ فتُعْطَى بَعْرَةً فَتَرْمِي بها».

وقال القُتَيْبِي سألت الحجازيين عن الافْتضاض فذكروا أن المُعْتَدَّةَ كانت لا تَغْتَسِل ، ولا تَمَسُّ ماءً ، ولا تُقَلِّم ظُفْراً ، ولا تَنْتِفُ من وجهها شعراً ، ثم تخْرج بعد الحوْل بأَقْبَح مَنْظرٍ ، ثم تَفْتَضُ بطائر تمسح به قُبُلَها وتَنْبِذُه ، فلا يكاد يعيش.

قال : وهو من فضضتُ الشيء ، أي كَسَرته ، كأنها تكون في عِدّة من زوجها فتكسِر ما كانت فيه ، وتخرج منه بالدَّابّة.

قلت : وقد رَوى الشافعيُّ هذا الحديث ، غير أنه رَوى هذا الحرف بعيْنه ، فَتَقْبِضُ به بالقاف والصاد ، وقد مَرّ تفسيره في باب القاف.

ورجل فضفاض : كثير العطاء ، شُبِّه بالماء الفضفاض ، وتَفَضْفَضَ البول ، إذا انتشر على فخذي الناقة. والمِفَضُ ما يُفَضُ به مَدَرُ الأرض المُثَارَة ، وهو المِفْضاض ، ويقال : افْتَضّ فلانٌ جاريته واقْتَضَّها ، إذا افْتَرعها.

وفَضَّاض : من أَسْماءِ العرب.

وقال الليث : فلان فُضَاضَةُ وَلَدِ أبيه ، أي آخِرهم.

قلت : والمعروفُ بهذا المعنى فلان نُضَاضَةُ وَلَد أبيه بالنُّون.

٣٢٦

أبو عُبيد ، عن الفراء : الفاضّةُ : الداهِية ، وهن الْفَوَاضّ.

وقال شِمر في قوله : «أنا أول من فَضّ خَدَمةَ الْعَجَم» : يريد كَسَرهم وفرّق جَمعهم ، وكلُّ شيء كسرتَه وفَرَّقتْه فقد فَضَضتَه. وطارت عِظامُه فُضاضاً ، إذا تَطايَرَتْ عند الضَّرب.

قال : والفَضَضُ : المتفرق من الماء ، والعَرق. وأنشد لابن ميّادة :

تجلو بأَخْضَر من فُروعِ أَراكَةٍ

حسن المُنَصَّبِ كالْفَضيضِ البارِدِ

قال : الفضض المتفرق من ماءِ الْبَرد أو المطر ، وفي حديث عمر : حين انقطعنا من فضَض الحصا.

قال أبو عُبيد : يعني ما تفَرّق منه ، وكذلك الفَضِيض.

وقال شمرِ في قول عائشة لمروان : «أنت فَضَضٌ من لعنة رسول الله».

قال : الْفَضض اسم ما انْفَضَ ، أي تَفَرَّق.

والفِضاض نحوه.

باب الضاد والباء

ض ب

ضبّ ، بضّ : [مستعملان].

ضب : قال الليث : الضَّبُ يُكنى أَبَا حِسْلْ ، والأنثى ضَبّة ، ويجمع ضِبابا. وفلان أَضبّ. قال : والضَّبَّة حديدة عريضة يُضَبَّبُ بها الخشَبُ ، والجميع الضِّباب.

قلت : يقال لها : الضبَّةُ والكَتِيفَةُ ، لأنّها عريضة كهيئة خَلْقِ الضَّبّ ، وسُمِّيتْ كَتِيفَة ، لأنها عُرِّضَتْ على هيئة الكَتِف.

ويقال للطّلْعَةِ قبل انشقاقها عن الْغَرِيض : ضبَّة ، وتجمع ضِبَابا.

وأنشد ابن السكيت :

يُطِفْنَ بِفُجّالٍ كأَنّ ضِبابَهُ

بُطونُ المُوالي يوم عيدٍ تَغَدَّتِ

أراد بضباب الْفُحّال ما خرج ما طلعه الذي يُؤْبَر به طَلْعُ الإناثِ.

ويقال : أَضبّت أرضُ بَني فلان ، إذا كَثُرَ ضبابها ، وأَرْضٌ مَضَبَّةٌ ، ومَرْبَعَة : ذاتُ ضباب ، ويَرابِيع.

وقال الأصمعيّ : يقال : وَقَعْنا في مَضابّ مُنْكَرة ، وهي قِطَعٌ من الأرض يكثر ضبابها ، وسمعت غير واحد من العرب يقول : خرجنا نَصْطَاد المَضَبَّة ، أي نَصِيدُ الضِّباب ، جمعوها على مَفْعَلة كما يقال للشيوخ : مَشْيَخة ، وللسُّيوف : مَسْيَفة.

أبو نَصْر ، عن الأصمعيّ : أَضبّ فلان ما في نفسه ، أي أخرجه.

وقال شمِر فيما قرأت بخَطِّه : قال أبو حاتم : أضبّ القوم ، إذا سَكتُوا ، وأَمْسكوا عن الحديث ، وأَضَبُّوا إذا تَكَلَّموا وأفاضوا في الحديث.

وقال الليث : أَضبّ القومُ ، إذا تكلّموا ،

٣٢٧

وأَضبُّوا ، إذا سكتوا ، وزعم أنه من الأضداد.

وقال أبو زيد : أضبّ الرجل ، إذا تَكلّم ، ومنه يقال : ضبَّبَ يدُه دَماً ، إذا سالَت ، وأضبَبْتُها أنا ، إذا أَسَلْتُ منها الدّم ؛ فكأنه أَضبّ الكلام ، أي أَخرجه كما يَخْرُج الدم.

وقال الليث : أَضبّ الرجلُ على حِقْدٍ في الْقَلْب ، وهو يُضِبُ إضباباً.

وقال الأصمعيّ : يقال : تركت لِثَتَهُ تَضِبُ ضبِيباً من الدّم ، إذا سالت. وجاءنا فلان تَضِبُ لِثَتُه ، إذا وُصِفَ بِشدّة النَّهِم للأكل ، أو الشَّبَقِ لِلْغَلْمة ، أو الحرص على حاجته وقضائِها.

وأنشد أبو عُبيد قول بِشْر بن أبي خازم :

وبَني تميمٍ قد لَقِينا مِنْهُمُ

خَيْلاً تَضِبُ لِثاتُها لِلْمَغْنَمِ

وقال آخر :

أَبَيْنَا أَبَيْنا أن تَضبّ لِثاتكم

على مُرْشِقَاتٍ كالظِّبَاءِ عَوَاطِيا

يُضرب هذا مثلاً للحريص النّهْم.

وفي حديث ابن عمر أنه كان يُفْضِي بيديه إلى الأرض إذا سَجَدَ وهما تَضِبَّانِ دَماً ، أي تَسِيلان.

وقال أبو عُبيد : الضُّبُ : دون السّيلان الشديد ، ويقال منه : ضبّ يَضِبّ ، وبَضَّ يَبِضُّ ، إذا سال الماءُ وغيره.

قال أبو عُبيد ، وقال أبو عمرو : الضَّبِيبَة سَمْن ورُبٌّ يُجْعَلُ للصَّبي في الْعُكّةِ يُطْعَمُه. يقال : ضبِّبُوا لِصِبْيَتِكم.

ويقال : ضَبّ ناقته ، يَضُبُّها ضبّاً ، إذا حَلَبها بخمس أصابع.

وقال الأصمعيّ : أضبَّت السماء ، إذا كان لها ضباب ، ويقال للرجل إذا كان خَبّاً مَنُوعاً : إنه لَخَبٌ ضبّ.

قال : والضَّبُ : الْحِقْدُ في الصدر ، والضبُ : ورم في خُفِّ البَعير.

وقال الليث : أضبّ الرجلُ على حِقْدٍ في القلب وهو يُضِبُ إِضباباً.

ويقال : الضَّبُ : الْقَبْض على الشيء بالْكَفّ.

والضَّب : داءٌ يأخذ في الشَّفَةِ فَتَرِمُ ، أو تَجْسُو ، ويقال : تَجْسأَ حتّى تَيْبَسَ وتَصَلَّب.

قال : والضِّباب والضَّبابَةُ : ندًى كالغُبَارِ يَغْشَى الأرض بالْغَدَوَات. يقال : أَضَبَ يومُنا ، ويَوْمٌ مُضِبّ ، وسماء مُضِبّةٌ.

وقال الليث في الحديث : «إنما بَقِيَتْ من الدنيا ضُبَابَةٌ كضُبَابةِ الإِناء» ، يعني في القِلَّة وسرعة الذهاب.

قلت : الذي جاء في الحديث : إنما بقيت من الدنيا صُبَابَةٌ كصُبَابة الإناء بالصاد.

هكذا رواه أبو عبيد وغيره.

أبو عبيد ، عن الكسائيّ : أَضْبَبْتُ على

٣٢٨

الشيء : أشرفْتُ عليه أن أظْفَرَ به.

قلت : وهذا من أَضْبَى يُضْبِي ، وليس من باب المضاعف ، وقد جاء به الليث في باب المضاعف ، والصَّواب ما رويناه للكسائي.

وقال أبو زيد : أَضَبَ ، إذا تكلَّم ، وأَضْبَأَ على الشيء ، إذا سَكَت عليه.

وقال الليث : امرأَة ضِبْضِبٌ ، ورجل ضُبَاضِبٌ : فَحَّاشٌ جريءُ.

قال : ورجل ضُباضِبٌ أَيضاً ، أي قَصير سمين مع غَلِظ.

قال : والتَّضَبُّبُ : السَّمَنُ حين يُقبِل.

وروى أبو عُبيد ، عن الأصمعيّ : رجلٌ ضُباضِبٌ ، إذا كان قَصيراً سَمِيناً.

أبو عُبَيد ، عن الأُمَوِيّ : بعيرٌ أَضَبَ ، وناقَةٌ ضَبَّاء بَيِّنَةُ الضَّبَب ، وهو وَجعٌ يأخذ في الْفِرْسِن.

قال أبو عُبيد : وقال الْعَدَبَّسُ الكِنانِيُّ : الضَّاغِطُ والضَّبُ شَيءٌ واحد ، وهما انْفِتاقٌ من الإِبط ، وكَثْرة من اللَّحم.

ابن السكيت : ضَبِبَ البَلدُ : كَثُرَتْ ضِبَابُه ، ذكره في حروف أَظْهَر فيها التَّضْعيف ، وهي متحركة ، مثل قَطِطَ شَعرُه ، ومَشِثَت الدّابة ، وأَلِلَ السِّقاء : تغيَّر ريحُه.

والْمضَبِّب الذي يُؤَتِّي الماءَ إلى جِحرة الضِّباب ، حتَّى يُذْلِقَها ، فَتبْرُز فَيصيدَها.

قال الكُمَيْت :

بِغَبْيَةِ صَيْفٍ لا يُؤَتِّى نِطافُها

لِيَبْلُغَهَا ما أَخْطَأَتْهُ الْمضَبِّبُ

يقول : لا يحتاج الْمضَبِّبُ أَنْ يُؤَتِّي الماءَ إلى جِحرَتها حتى يَسْتَخرج الضِّباب ويَصيدَها ؛ لأنَّ الماءَ قد كَثُرَ ، والسَّيْل علا الرُّبا ، فكفاه ذلك.

شمِر عن ابن شميل : التَّضبيب شِدَّة القَبْض على الشَّيء ؛ كيلا يَنْفَلِتَ مِنْ يده ، يقال : ضَبَّب عليه تَضبيباً.

أبو عبيد ، عن أبي عَمْرو : التَّضبُّبُ : السِّمَن حين يُقْبل.

والعَرَب تشبه كَفَّ الْبخيل إذا قَصَّر عن العطاء بكَفِ الضبّ ، ومنه قول الشاعر :

مِناتِينُ أَبْرامٌ كأَنَّ أكُفَّهم

أَكُفُ ضِبَابٍ أُنشقَت في الْحَبائِلِ

أبو زيد : رجل ضِبْضِبٌ ، وامرأة ضِبْضبَةٌ ، وهو الجريء على ما أتى ، وهو الأَبْلَخ أيضاً ، وامرأة بَلْخاء ، وهي الْجريئة التي تَفْخر على جيرانها.

أبو عمرو : ضَبَ ، إذا حَقَد.

ابن بُزُرْج : أضَبَّت الأرضُ بالنبات : طلع نباتُها جميعاً. وأَضَبَ القومُ : نهضوا في الأمر جميعاً.

بض : الأصمعيّ وغيره : بَضَ الحَسْيُ ، وهو

٣٢٩

يَبِضُ بَضيضاً ، إذا جَعَلَ ماؤه يخرج قليلاً قليلاً ، ويقال للرجُل إذا نُعِتَ بالصّبْر على المصيبة : ما تَبِضُ عَيْنُه.

ويقال للمرأة إذا كانت لَيِّنَة الجلد ، ظاهرة الدَّم : إنها لَبَضَّة ، وقد بَضَّتْ تَبِضُ بَضاضَةً.

أبو عُبيد ، عن أبي زيد : بَضَضت له أَبُضُ بَضّاً ، إذا أعطاه شيئاً يسيراً ، وأنشد شمر :

ولم تُبْضِض النُّكْدُ للجاشِرِين

وأَنْفَدت النَّملُ ما تَنْقلُ

قال : هكذا أَنْشدنيه ابن أنس ، بضم التاء ، وهما لغتان : بَضَ يَبُضُ ، وأَبَضَ يُبِضُ.

ورواه القاسم : «ولم تَبْضُض».

قال : وقال ابن شميل : البَضَّةُ : اللَّينة الحارة الحامِضة ؛ وهي الصَّقْرة.

وقال ابن الأعرابيّ : سقاني بَضّاً وبَضَّةً ؛ أي لبناً حامِضاً.

وقال الليث : امرأة بَضَّةٌ ، تَارَّةٌ مُكْتَنزَةُ اللّحم في نَصَاعَة لون ، وبَشَرَةٌ بَضّةٌ بَضيضةٌ ، وامرأة بَضةٌ بَضاض. وبِئْرٌ بَضوضٌ ، يجيءُ ماؤها قليلاً قليلاً.

والبَضباض : قالوا : الكَمْأَة ، وليست بمَحْضة.

وقال أبو سَعِيد : في السِّقاءُ بضاضَة من ماء أي شيء يسير.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : بَضَّضَ الرجلُ إذا تَنَعَّم ؛ وغَضَّض : صار غَضَاً مُتَنَعِّماً ، وهي الغُضوضةُ. قال : وغضَّض ، إذا أَصابته غضَاضَة.

قال : والْبَضَّةُ : المرأة الناعمة ، سمراء كانت أو بيضاء ، والْمضّةُ : التي تؤذيها الكلمة ، أو الشيء اليسير.

أبو عُبيد : عن الأصمعيّ : الْبَضّةُ من النساء : الرقيقةُ الجلد كانت بيضاء ، أو أَدْماء.

وقال أبو عمرو : هي اللَّحِيمة البيضاء.

وقال الأصمعيّ : الْبَضُ من الرجال الرّخْص الجسد ، وليس من البياض خاصة ، ولكنه من الرُّخوصة والرَّخاصة.

وقال غيره : هو الجيِّد الْبَضْعَة السَّمين ، وقد بَضِضْتَ يا رجل تَبَضُ بَضَاضَةً.

باب الضاد والميم

ض م

ضم ، مض : [مستعملان].

ضم : قال الليث : الضَّمُ : ضمك الشّيْء ، تقول : ضَمَمْتُ هذا إلى هذا ، فأَنَا ضَامٌ ، وهو مَضْمُومٌ ، وضامَمتُ فلاناً ، إذا أقُمْتَ معه في أمرٍ واحد ، والضِّمامُ كلُّ شيء تَضُمُ به شيئاً إلى شيء. والإضْمامَةُ : جماعةٌ من الناس ليس أصْلُهم واحداً ، ولكنهم لفيفٌ ، والجميع الأضاميم.

٣٣٠

وأنشد :

* حَيٌ أَضامِيمُ وأَكْوار نَعَم*

قال : والضُّمَاضِمُ ، من أسماء الأسَدِ ، وضَمْضَمَتُه : صوته.

قال : والضِّمُ والضِّمام : الدّاهية الشّديدة.

قلت : العَرب تقول للدّاهية : صَمِّي صَمامِ بالصاد ، وأحسب الليث أوْ غيره : صَحْفوه فَجَعلُوا الصاد ضاداً ، ولم أسمع الضمّ والضّمام في أسماء الدواهي.

لغير الليث : وضَمْضَم ، اسم رجل.

ويقال : اضْطَ فلان شيئاً إلى نفسِه.

وقال أبو زيد : الضُّماضِمُ : الكثير الأكل الذي لا يشبع.

وقال اللحيانيّ : قال الأمويّ : يقال للرجل البخيل : الضِّرِزّ والضُّماضم ، والْعَضَمَّز ، كله من صفة البخيل ، وهو الصُّوَتِن أيضاً.

ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : الضَّمْضَم : الجسيم الشجاع ، بالضاد.

قال : والصَّمْصَم : البخيلُ ، النِّهاية في البخل ، بالصّاد.

قال : وضَمْضَم الرجل إذا شَجُعَ قلبُه ، ومضَمْض : نام نوماً قليلاً.

مض : رُوي عن الحسن أنه قال : «خَباثِ كلَّ عِيدانِكِ قد مَضِضْنا فوجدنا عاقبته مُرّا».

وقال الليث : المَضُ : مضيض الماء كما تَمْتَضُّه ، ويقال : لا تَمِضّ مَضِيض الْعَنْز ، ويقال : ارشف ولا تَمُضّ إذا شربت.

وفي الحديث : «ولهم كلب يَتَمَضمض عراقيب الناس» ، أي يمضّ.

قال : مَضَّت الْعَنْزُ تَمَضّ في شربها مَضيضاً ، إذا شربَتْ وعصرت شفتيها.

والمضمضة : تحريك الماء في الفم وفي الإناء.

أبو عُبيد عن الكسائيّ : مَضَّنِي الجرح وأَمَضّني.

وقال أبو زيد والأصمعيّ : أَمَضّنِي. وهو كخل يُمضُ العين ، لم يَعْرفا غيره.

وقال أبو عُبيدة : مَضَّنِي الأمر. وأَمَضَّنِي وقال : وأمضّني كلام تميم.

قال الليث : كحل يَمُضّ العين ، ومضيضه : حُرْقته ، وأنشد :

* قَدْ ذَاقَ أكْحالاً من المَضاضِ *

ومَضِضتُ له ، أي بلغت منه المشَقّة.

وقال رؤبة :

* فاقْنَيْ فَشَرُّ ما أَمَضّا*

وكذلك الْهَمُ يُمِضُ القلب أي يَحْرِقه ، وقال : والمِضماض. النوم. يقال : ما مَضمضت عَيْنِي بنوم ، أي ما نامت.

وقال رؤبة :

مَنْ يَتَسَخَّطْ فالإله راضِ

عَنْكَ ومَنْ لم يَرْضَ في مِضْماضِ

أي في حُرقة.

٣٣١

وأخبرني المنذري ، عن المفضل بن سلمة ، عن أبيه ، عن الفراء أنه قال : يقال : ما عَلَّمك أَهْلك من الكلام إلا مضّاً وميضاً ، وبَضّاً وبيضاً ويقال في مثلٍ : «إنَّ في بَضّ وبِضِّ لمَطْعَما».

وقال الليث : المِضُ : أن يقول الإنسان بطرف لسانه شِبْهُ «لا» ، وهو «هيج» بالفارسية ، وأنشد :

سألتُها الوَصْلَ فقالت : مِضِ

وحرَّكَتْ لي رأسها بالنَّغْض

وقال الفراء : مِضّ كقول القائل : «لا» يقولها بأضراسه ، فيقال : ما علَّمك أهلُك إلا مِضّ ومِضّ ، وبعضهم يقول : إلا مضّاً ، يُوقع الفعل عليها.

وقال أبو زيد : كثرت المضائِضُ بين الناس ، أي الشرّ ، وأنشد :

* وقد كَثُرت بين الأعَمِ المضائِضُ *

والمِضماض : الرجل الخفيف السريع.

وقال أبو النجم :

يَتْركْنَ كلّ هَوْجَلٍ نَفَّاض

فَرْداً وكلَّ مَعِضٍ مِضْماضِ

أبو تراب ، قال الأصمعيّ : مَضْمض إناءه ومَصْمصَه ، إذا حرَّكه. وقال اللحياني : إذا غسله.

ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : مَضَّض ، إذا شرِب الْمُضاض ، وهو الماءَ الذي لا يطاق ملوحةً ، وبه سمي الرجل مُضاضاً ، وضده من المياه الْقَطيعُ وهو الصافي الزُّلال.

وقال بعضُ الكلابِيِّين فيما روى أبو تراب : تَماضَ القوم وتماظُّوا ، إذا تَلاحَوْا وعَضَّ بعضهم بعضاً بألسنتهم ، والله أعلم.

* * *

٣٣٢

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

كتاب الثلاثي الصحيح من حرف الضاد

ض ص

أُهلمتا مع الحروف كلها إلى آخرها.

[أبواب الضاد والسين]

ض س ز ـ ض س ط ـ ض س د ـ ض س ت ـ ض س ظ ـ ض س ذ ـ ص س ث

أهملت وجوهها كلها.

ض س ر

استُعمل من وجوهها : ضرس.

ضرس : قال الليث : الضَّرْسُ : العَضُّ الشديد بالضِّرس ، قال : والضَّرَس : خَوَرٌ في الضِّرْسِ من حموضة ، والضِّرْس ما خشُن من الآكام والأخاشِب ، والضِّرْس : السَّحابة تُمْطر لا عرض لها.

ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : الضَّرْس الأرض الخشنة ، والضَّرْس : المطر الخفيف ، والضَّرْس : كفّ عن البرقع ، والضَّرْس : طول القيام في الصلاة ، والضَّرْس عَضُّ الْعِدْل والضَّرْس تعليم القِدْح ، والضِّرس الْفِنْدُ من الجبل ، والضَّرْس : سوء الخلق ، والضَّرْس : صَمْتُ يومٍ في الليل ، وَالضَّرْس : الأرض التي نباتها هاهنا ، وهاهنا.

قال : والضَّرْس : المطر هاهنا ، وهاهنا.

والضَّرْسُ : امتحان الرجل فيما يدعيه من علم أو شجاعة.

أبو عُبيد ، عن الأصمعيّ : ناقة ضَرُوسٌ ، أي سَيِّئَةٌ الخلُق ، ومنه قولهم في الحرب : قد ضَرِسَ نابُها ، أي ساء خُلُقها. وقد ضَرَّسْتُ الرجل ، إذا عَضَضْتَه بأَضْراسك ، وبِئر مَضْروسةٌ ، إذا بُنِيت بالحجارة ، وهي

٣٣٣

الضَّريس ، ووقعت في الأرض ضُرُوس من مطر ، أي وقعت فيه قِطع مُتَفَرقة ، وفلانٌ ، ضَرِسٌ شَرِسٌ أي صَعْبُ الخُلُق.

ورَيْط مُضَرَّس : ضرْبٌ من الوَشْي. وحَرَّةٌ مُضَرَّسَةٌ : فيها كأَضْرَاسِ الكِلاب من الحجارة.

شمِر : رَجُلٌ مُضَرَّسٌ ، إذا كان قد سافر وجَرَّب ، وقاتل. وضارَسْتُ الأمور : جَرَّبْتها وعرفْتها. وضَرِسَ بنو فلان بالحرب ، إذا لم ينتهوا حتى يقاتلوا.

ويقال : أصبح القوم ضَراسَى ، إذا أصبحوا جِياعاً ، لا يأتيهم شيء إلا أكلوه من الجوع. قال : ومثل ضَرَاسى قوم حَزَانَى لجماعة الحزِين ، وواحد الضَّراسَى ضَرِيس ، وثَوْبٌ مُضَرَّسٌ أي مَوَشَّى ، وقال الشاعر :

رَدَعُ الْعَبِيرِ بِجِلْدِها فَكأَنَّه

رَبْطٌ عِتاقٌ في الْمَصانِ مُضَرَّسُ

قال : ورجل مُضَرَّس : مجرّب قد جُعِل ضَرِساً.

وقال الليث : التضريسُ : تحزيزُ دينارٍ ، ونبرٌ يكون في ياقوتةٍ ، أو لؤلؤة ، أو خشبة. وقِدْحٌ مُضَرَّسٌ ليس بأَمْلس.

وقال أبو الأسود الدُّؤلي وأنشده الأصمعيّ :

أتانِيَ في الضَّبْغاءِ أوْسُ بنُ عامرٍ

يُخادِعُني عنها بِجِنّ ضِراسِها

قال الباهليّ : الضِّراس : مِيسَمٌ لهم ، والجِنُّ حِدْثان ذاك. وقيل : أراد بحدثان نتاجِها ، ومن هذا قيل : ناقة ضَرُوس ، وهي التي تَعَضُّ حالبها.

شمِر ، عن ابن الأعرابيّ ، قال : الضِّرْس : الأكمةُ الخشناء الغليظة ، وهي قطعة من القُفِّ مُشرفة شيئاً ، غليظة جداً ، خَشِنة الموطىء ، إنما هي حجر واحد لا يخالطه طين ، ولا ينبت شيئاً ، وهي الضُّروس ؛ إنما ضَرَسُه غِلَظُه وخُشْنَتُه.

وقال الفراء : مررنا بِضِرْس من الأرض ، وهو الموضع يُصيبه المطر يوماً أو قَدْرَ يوم.

وقال غيره : حَرَّةُ مُضرَّسَةٌ : فيها كأضراسِ الكلاب من الحجارة.

وقال المُفَضل : الضِّرْسُ : الشِّيحُ والرِّمْثُ ونحوه إذا أُكِلت جُذوله ، وأنشد في صفة إبل تجلح أُرُوم الشجرة :

رَعَتْ ضِرْساً بصحراءِ التَّناهِي

فأَضْحَت لا تُقِيم على الْجُدوب

وقال أبو زيد : الضَّرِسَ : الضَّرِمُ الذي يَغْضب من الجوع. والضَّرْسُ : أنْ يُفْقَر أَنْفُ البعير بمَرْوَةٍ ، ثم يوضَع عليه وَتَرٌ أَوْ قِدٌّ لُوِيَ على الجرير يُذَلَّلُ به ، فيقال : جمل مُضرُوسُ الجرير وأنشد :

تَبْعِتكُم يا حَمْدُ حَتَّى كأَنَّني

لحبكِ مَضرُوسُ الجرِير قَؤُودُ

٣٣٤

الحرانيّ ، عن ابن السكيت ، قال : الضَّرْسُ : طَيُّ البِئر بالحجارة ، يقال : ضَرَسها يضرِسها ، والضَّرْس : أن يُعَلِّمَ الرجل قِدْحَه بأن يَعَضَّه بأسنانه ، فيؤثر فيه ، وأنشد الأصمعيّ :

وأَصْفَر من قِداح النَّبْعِ فَرْعٍ

به عَلَمانِ من عَقَبٍ وضَرْسِ

والضَّرَسُ : أن تَضْرَسَ الأسنان من شيْءَ حامضٍ.

ض س ل ـ ض س ن ض س ف

مهملات.

ض س ب

ضبس : أهمله الليث : وفي حديث عمر أنه قال في الزبير : ضرس ضَبِس.

هكذا رواه شمِر في كتابه ، قال : وقال أبو عَدنان : الضَّبِس في لغة تميم : الْخَبّ ، وفي لغة قيس : الدّاهية.

قال : ويقال : ضَبْسٌ ، وضِبْس.

وقال الأصمعيّ في أرجوزة له :

* بالْجارِ يَعْلَقُ حَبْلَهُ ضِبسٌ شَبِث*

وقال أبو عَمْرو : الضِّبْس : الثَّقيل البدن والرّوح.

قال : وقال ابن الأعرابيّ : الضَّبْسُ : إلحاح الغريم على غريمه ، يقال : ضَبَسَ عليه ، والضِّبْس : الأحمقُ الضَّعيف البدن.

ض س م

مهمل.

أبواب الضاد والزاي

ض ز ط ـ ض ز د ـ ض ز ت ـ ض ز ط ـ ض ز ذ ـ ض ز ث :

مهملات.

ض ز ر

ضرز : قال الليث : الضَّرِزُ : ما صَلُب من الصخور ، والضَّرِزُّ : الرجل المتشدد الشَّديد الشّح.

وقال الأمويّ : يقال للرجل البخيل : ضِرِزّ.

وقال ابن شميل : ضَرْزُ الأرض : كَثْرَةُ هُبْرِها ، وقِلّة جَدَدِها. يقال : أرض ذات ضَرْز.

ض ز ل :

مهمل.

ض ز ن :

استعمل من وجوهها : ضزن.

ضزن : قال الليث : الضَّيْزَنُ : الشريك في المرأَة.

وقال أوس :

الفارِسِيَّة فيكم غيرُ مُنْكَرَةٍ

فكُلُّكُمْ لأبيه ضَيْزَنٌ سَلِفُ

يقول : أنتم مثل المجوس يتزوج الرجل منهم امرأة أبيه ، وامرأة ابنه.

وقال اللحيانيّ : جعلت فلاناً ضَيْزَنا عليه ، أي بُنْدَاراً عليه. قال : وأرسلته مُضْغِطاً

٣٣٥

عليه ، وأهل مكة والمدينة يقولون : أرسلته ضاغطاً عليه.

قال : والضَّيْزَنُ أيضاً : وَلدُ الرجل وعِياله وشركاؤه ، وكذا كل من زَاحَمَ رجلاً في أمرٍ فهو ضَيْزَن ، والجميع الضيَّازن.

وقال غيره : يقال للنِّخَاس الذي تُنْخَسُ به الْبَكَرَةُ إذا اتسع خرقُها الضيْزَن ، وأنشد :

* على دَمُوكٍ تَرْكَبُ الضيازِنَا*

وقال أبو عَمْرو : الضَّيْزَنُ يكون بين قَبِّ الْبَكَرةِ والسَّاعد ، والسَّاعد خَشَبةٌ تُعَلَّق عليها الْبَكَرَة.

وقال أبو عُبَيْدة : يقال : للفرس إذا لم يَتَبَطَّن الإناث ، ولم يَنْزُ قَطّ : الضَّيْزَان.

ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ ، قال : الضَّيْزَن : الذي يتزوج امرأة أبيه إذا طلَّقها ، أو مات عنها. والضيْزَنُ : خَدُّ بكرة السَّقْي ، والضيْزَن : السّاقي الْجَلد ، والضَّيزَن : الحافظ الثِّقة. وأنشد :

* إنَّ شَرِيبَيْكَ لَضَيْزَنَانِهْ *

ض ز ف

ضفز : ضَفَزَ يده. قال : قال الليث : الضَّفْزُ : تَلْقِيمُكَ البعيرَ لُقَماً عِظاماً ، تقول : ضَفَزْتُه فاضْطَفَزَ ، وكل واحدة منها ضَفِيزَة ، ويقال : ضَفَزْتُ الفَرَس لجامَه ، إذا أَدْخَلته في فيه.

أبو عُبيد ، عن أبي زيد : الضَّفْزُ والأَفْزُ : الْعَدْو ، ويقال : منه ضَفَزَ يَضْفِزُ ، وأَفَزَ يَأْفِزُ.

وقال غيره : أَبَزَ وضَفَزَ بمعنى واحد.

وقال عمرو ، عن أبيه : الضَّفْزُ : الجِمَاعُ.

وقال أعرابيّ : ما زِلْتُ أَضْفِزُ بها ، أَيْ أَنِيكُها إلى أن سَطَعَ الفُرْقان ، أي السَّحَر.

قال : والضَّفْزُ التَّلْقِيمُ ، والضَّفْزُ الدَّفْع ، والضَّفْز : القَفْز.

وروي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «مَلْعُونٌ كلُ ضَفَّاز».

وقال الزجاج : معنى الضَّفَّاز : النَّمَّام مُشْتَقُّ من الضَّفْز ، وهو شعير يُجَشُّ فيُعْلَفُه البعير ، وقيل للنمام : ضَفَّاز ؛ لأنه يُزَوِّرُ القول ، كما يهيّأ هذا الشعير لُقَماً لعلف الإبل ، ولذلك قيل للنمام : «قَتَّاب» من قولهم : دُهْنٌ مُقَتَّتٌ ، أي مُطَيَّبٌ بالرَّياحين.

ض ز ب

[ضبز] : قال الليث : الضَّبْزُ. الشّديد المحْتال من الذئاب ، وأنشد :

وتَسْرِقُ مالَ جَارِكَ باحْتِيَالٍ

كَحَوْلِ ذُؤَالَةٍ شَرِسٍ ضَبِيزِ

قال والضَّبْزُ : شدة اللحظ ، يعني نظراً في جانب.

ض ز م

استعمل منه : ضمز.

ضمز : قال الليث : الضَّمْزُ من الإكام ،

٣٣٦

الواحدة ضَمْزَة ، وهي أكمة صغيرة خاشعة ، وأنشد :

* مُوفٍ بها على الإكامِ الضُّمَّزِ*

وقال شمر ، عن ابن الأعرابيّ : الضَّمْز : الغِلَطُ من الأرض ، ويقال للرجل إذا جمع شِدْقَيْه فلم يتكلم : قد ضَمِزَ.

وقال الأصمعيّ : الضَّمْز : ما ارتفع من الأرض ، وجمعه ضُمُوز ، وقال رؤبة :

كَمْ جَاوَزَتْ من حَدَبٍ وفَرْزِ

ونَكَّبَتْ من جُوءَةٍ وضَمْز

وقال أبو عَمْرو : الضَّمْزُ : جبل من أصاغِر الجبال مُنفرِد ، وحجارته حُمر صِلاب ، وليس في الضَّمْز طين ، وهو الضَّمْزَزُ أيضاً.

وقال الليث : الضّامِزُ : الساكِتُ لا يتكلم ، والبعيرُ إذا لم يَجْتَرَّ فقد ضَمَزَ.

وقال الشماخ يصف عِيراً وأُتُنَه :

لَهُنَّ صَلِيلٌ يَنْتَظِرْنَ قضاءه

بضاحي غَدَاةٍ أَمْرُه وهو ضامِزُ

قال : وكل من ضمّ فاه ، فهو ضامِز ، وناقةٌ ضامِز : لا تَرْغُو. والله تعالى أعلم بمراده.

(أبواب) الضاد والطّاء

ض ط د ـ ض ط ت ـ ض ط ظ ـ ض ط د ـ ض ط ث

مهملات.

ض ط ر

استعمل من وجوهه : ضرط ضيطر.

ضطر.

ضطر : أبو عُبيد ، عن الأمويّ : الضَّيطر : العظيم من الرِّجَال ، وجمعُه : ضيَاطِر ، وضَيَاطِرَة ، وضَيْطارون ، وأنشد أبو عَمْرو لمالك بن عوف :

تَعَرَّضَ ضَيْطَارُ وخُزاعةَ دُونَنا

وما خَيْرُ ضَيْطارٍ يُقَلِّبُ مِسْطَحا

وقال الليث : الضَّيْطَر : اللئيم ، قال الراجز :

* صاحِ أَلَم تَعْجَبْ لِذاكَ الضَّيْطَرِ*

ويقال للقوم إذا كانوا لا يُغْنون غَناء : بَنُو ضَوْطَرى.

وقال جرير :

تَعُدُّونَ عَقْرَ النِّيب أَفْضلَ مَجْدِكُمْ

بَنِي ضَوْطَرى لَوْ لَا الْكَمِيَّ الْمُقَنَّعا

ضرط : قال الليث : الضُّراط معروف ، وقد ضَرَطَ يَضْرِطُ ضَرْطاً.

وقال اللحيانيّ : من أمثالهم : الأَخْذُ سُرَّيْطاء ، والقضاء ضُرَّيْطَاء.

قال : وبعض يقول : الأخْذُ سُرَّيْطٌ والقضاءُ ضُرَّيطٌ.

قال : وتأويله تحب أن تَأْخُذ وتَكْرَه أَن تَرُدّ.

ويقال : أَضْرَطَ فلان بفُلان ، إذا اسْتَخَفَ

٣٣٧

به وسَخِرَ منه ، ومن أمثالهم : «كانت منه كَضَرْطةِ الأصَمّ» ، إذا فعل فعلةً لم يَكن فعَل قبلها ولا بعدها مثلَها ، يضرب له ، قاله أبو زيد :

ض ط ل

مهمل.

ض ط ن

استعمل منه : ضنط. ضطن.

ضطن : قال الليث : الضَّيْطَن والضَّيْطَان : الرجل الذي يحرك مَنْكِبَه وَجَسَدَه حين يمشِي مع كثرة لَحْم. يقال : ضيْطَن الرجلُ ضَيْطَنَةً وضِيطَاناً ، إذا مَشى تلك المِشية.

قلت : هذا حرف مريب ، والذي عَرفناه ما روى أبو عُبيد ، عن أبي زيد : قال : الضَّيَطَانُ بتحريك الياء ، أي يحرك مَنْكِبَيْه وجسده حين يمشي مع كثرة لَحْم.

قلتُ : هذا من ضَاطَ يَضِيطُ ضَيَطاناً ، والنون في الضَّيَطان نون فَعَلان ، كما يقال : من هام يهيم هَيَماناً.

وأما قول الليث : ضَيْطَنَ الرجل ضَيْطَنَةً ، إذا مشى تلك المشية ، فما أراه حفظه الثِّقات.

ضنط : قال ابنُ دريد : قال أبو مالك : قال أبو عُبيدة الضَّنَطُ : الضَّيق ، وفي «نوادر أبي زيد» : ضنِطَ فلانٌ من الشحم ضنَطا وأنشد :

* أبُو بَنَات قَدْ ضَنِطْنَ ضَنَطَا*

والضِّناط الزحام.

ض ط ف

استعمل من وجوهه : ضفط.

ضفط : في حديث عمر : أنه سمع رجلاً يتعوَّذ من الفِتَن ، فقال : «اللهم إني أعوذ بك من الضَّفَاطَةِ أتسأل ربك ألا يرزقك أهلاً ومالاً».

قلت : تأوّل عمر قول الله جلّ وعزّ : (أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ) [التغابن : ١٥] ، ولم يُرِدْ فتْنة القتال والاختلاف التي تموج موج البحر ، وأما الضَّفَاطَةُ فإن أبا عُبيد عَنَى به ضَعْف الرأي والجَهْل.

ثعلب ، عن ابن الأعرابيُّ : يقال منه : رجل ضَفِيطٌ.

وروي عن ابن سيرين أنه شَهِدَ نكاحاً ، فقال : أين ضَفَاطَتُكُمْ؟

فَسَّرُوه أنه الدّفّ ، سُمِّي ضَفَاطَة ، لأنه لعِبٌ ولهوٌ ، وهو راجع إلى ضَعْف الرّأي والجهل.

ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : الضَّفَّاطُ : الأحْمَق.

وقال الليث : الضفَّاطُ : الذي قد ضَفَطَ بسَلْحِه ، ورَمى به.

شمِر : رجل ضَفِيطٌ ، أي أحمق كثيرُ الأكل.

قال : وقال ابن شُميل : الضِّفِطُّ : التّارُّ من

٣٣٨

الرّجال ، والضّفّاط : الجالبُ من الأصْل ، والضَّفَّاطُ : الحامل من قَرْية إلى قريةٍ أخرى والضفَّاطَة : الإبلُ التي تحمل المتاع ، والضَّفَّاط الذي يُكري الإبل من قرية إلى قرية أخرى.

ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : الضفّاط الجمّال.

ورُوي عن عمر : أنه سئِل عن الوِتْر ، فقال : «أنا أوتر حين يَنام الضَّفْطَى» ، أراد بالضَّفْطَى جمع الضفِيط ، وهو الضعيفُ الرَّأي.

قال : وعُوتِب ابنُ عباس في شيء فقال : «هذه إحدى ضَفَطَاتِي» ، أي غَفَلاتي.

ض ط ب

استعمل من وجوهه : ضبط.

ضبط : قال الليث : الضبط : لزوم شيء لا يفارقه في كل شيء ، ورجل ضابط : شديد البطش ، والقوّة والجسم.

وفي الحديث : أنه سُئِل عن الأضْبَط.

قال أبو عُبيد : هو الذي يعمل بيديه جميعاً ، يعمل بيساره كما يعمل بيمينه.

قال : وقال أبو عمرو مثله. قال أبو عبيد : ويقال من ذلك للمرأة : ضَبْطاء ، وكذلك كلُّ عامل يعمل بيديه جميعاً.

وقال معن بن أوس يصف ناقة :

غدافِرَةٌ ضَبْطَاءُ تَحْذِي كأَنَّها

فَنِيقٌ غَدا تحْمِي السَّوامَ السَّوارِحَا

وهو الذي يقال له : أَعْسَرُ يَسَرٌ ، وأنشد ابن السكيت يصف امرأة :

أمّا إذا أحْرَدَتْ حَرْدَى فَمُجْريَةٌ

ضبْطاءُ تَقْرُب غِيلاً غَيْرَ مَقْروبِ

فشبه المرأة باللبؤة الضبْطاء نَزقاً وخِفَّةً.

ثعلب : عن ابن الأعرابيّ : إذا تَضبَّطتِ الضأن شَبِعت الإبل ، وذلك أنَّ الضأْن يقال لها : الإبل الصُّغْرى ، لأنها أكثر أَكلاً من المِعْزى ، والمِعْزى أَلْطف أَحْناكاً ، وأَحْسَنُ إِرَاحة ، وأَزْهَد زُهداً منها ، فإذا شبعث الضأن فقد أَحْيا الناسُ لكثرة الْعُشْب ، ومعنى قوله : تَضبَّطَتْ : قَوِيَت وسَمِنَتْ.

ويقال : فلان لا يَضبِطُ عملَه ، إذا عَجز عن وِلايَةِ مَا وَلِيَه ، ورجل ضابِطٌ : قَوِيٌّ على عَمَله.

ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ ، قال : لُعْبَةٌ للأعراب تسمى الضَّبْطَةُ ، والمَسَّة ، وهي الطَّريدَة.

ض ط م

مهمل.

وأمَّا الاضطمام فهو افتعالٌ من الضمّ.

انتهى بحمد الله تعالى

٣٣٩
٣٤٠