تهذيب اللغة - ج ١١

محمّد بن أحمد الأزهري

تهذيب اللغة - ج ١١

المؤلف:

محمّد بن أحمد الأزهري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٤٧

قال : وأخبرني المنذريّ ، عن أبي عمرو ابن العلاء ، أنه كان يقول في قول زهير :

* تَفَانَوا ودَقُّوا بَينَهُمْ عِطْرَ مَنْشَمِ *

قال : هو من ابتداء الشرّ ، يقال : قد نَشَّمَ القومُ في الأمْرِ تنشيماً إذا أَخَذُوا في الشَّرّ ، ولم يكن يذهب إلى أنَ مَنْشَمَ امرأة كما يقول غيره.

قال أبو عُبيد ، وأخبرني ابن الكلبيّ في قوله : عِطْر مَنْشَم ، قال : مَنْشَم : امرأةٌ من حِمْيَر ، كانت تبيع الطِّيب ، فكانوا إذا تَطيّبوا بِطيبها اشْتَدَّت حربُهم ، فصارَتْ مَثلاً في الشَّرِّ.

وقال شمِر : قال ابن الأعرابيّ : تَنَشَّمَ في الشيءِ ، ونَشَّمَ فيه ، إذا ابْتَدَأ فيه وأنشد :

وَقَدْ أَغْتَدِي واللَّيلُ في جَرِيمِه

مُعَسْكِراً في الْغُرِّ من نُجومِه

والصُّبْحُ قد نَشَّمَ في أَدِيمِه

يَدُعُّه بِضِفَّتَيْ حَيْزُومِه

دَعَّ الرّبيبِ لَحْيَتَيْ يتيمه

قال : نَشَّمَ في أديمه ، يريد تَبدَّى في أَوَّل الصُّبح ، قال : وأديم اللَّيل : سَوادُه وجَرِيمُه : نفْسُه.

أبو عُبيد ، عن الفراء : نَشَّمَ اللحم تَنْشِيماً ، إذا تَغَيَّرَتْ ريحه لا من نتْنٍ ولكن كَراهةً.

شمِر عن ابن الأعرابيّ : التنْشِيمُ الابتداءُ في كلِّ شيءٍ.

قال : والْمَنْشَمُ : شيءٌ يكون في سُنْبُل العِطْر ، يَسميه العطَّارون رَوْقٌ وهو سَمٌّ ساعَة.

وقال بعضهم : هي ثمرةٌ سوداءُ مُنْتِنَة.

وقد أكثرت الشُّعراء ذكر مَنْشَم في أشعارها ، قال الأعشى :

أَرَانِي وعَمْراً بيننا دَقُ مَنْشَم

فلم يَبْقَ إلا أَنْ أُجَنَّ ويَكْلَبَا

ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : الْمُنَشَّمُ : الذي قد ابْتَدَأَ يَتَغيَّر ، وأنشد :

وقَدْ أُصاحِبُ فِتْياناً شَرَابُهم

خُضْرُ المَزادِ ولحمٌ فيه تَنشيمُ

قال : وخُضْرُ المزادِ الْفَظَ ، وهو ماءُ الكَرِش ، ويقال : أراد أن الماء بَقِيَ في الأدَاوَى ، فاخْضَرَّت من القوم.

اللِّحْيانيّ : تَنَشَّمْتُ منه عِلماً ، وتَنَسَّمْتُ منه علماً ، إذا اسْتَفَدْتَ منه عِلما.

نمش : قال الليث : النَّمَشُ : خطوطُ النُّقوش من الوَشي ونحوه ، وأنشد :

أَذَاكَ أَمْ نَمِشٌ بالوَشْيِ أَكْرُعُه

مُسَفَّعُ الخدِّ غادٍ ناشِطٌ شَبَبُ

قلت : نَمِشٌ : نعتٌ للأكْرع مُقَدَّم ، أراد : أَذاك أم ثَوْرٌ نَمِشٌ أَكْرُعُه؟

وقال الليث : النَّمْشُ : النَّمِيمةُ والسِّرَارُ.

والنَّمْشُ : الالْتِقَاطُ للشيءِ ، كما يَعْبَثُ الإنسانُ بالشيء في الأرض.

وأخبرني المنذريّ ، عن أبي الهيثم أنه أنشدَه :

٢٦١

يا مَنْ لِقَوْمٍ رَأْيُهُمْ خَلْفَ مُدَنْ

إن يَسْمَعُوا عَوْراء أَصْغَوْا في أَذَنْ

* ونَمَشوا بكَلِمٍ غيرِ حَسَن*

قال : نَمَشُوا : خلَطوا ، وثوْرٌ نمِشُ القَوائم ؛ في قوائمه خُطوط مُختلفة ، أراد خَلطوا حديثاً حَسَناً بقبيح.

قال : ويُروَى نمسوا : أي أَسَرُّوا ، وكذلك هَمَسوا ، وعَنْزٌ نَمْشَاءُ ، أي رَقْطَاء.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : يُقال في الكذب : نَمَشٌ ، ومَشَّ ، وفَرَشَ ، وقرَشَ ودبشَ.

أبو تُرَاب ، عن واقع : بَعيرٌ نمِشٌ ونَهشٌ ، إذا كان في خُفِّه أَثَرٌ يَتَبيَّن في الأرض من غير أثْرِه.

مشن : قال الليث : المَشْنُ : ضربٌ من الضَّرب بالسِّياط ، يقال : مَشنَهُ ومَتَنَه ، مَشنَاتٍ ، أي ضَربَات. ويقال : مَشنَ ما في ضَرعِ الناقة ومَشْقَه ، إذا حَلَبه.

أبو تُراب : إن فلاناً ليمتَشُّ من فلان ويَمتَشنُ من فلان ، أي يُصيب منه.

وقال ابن السِّكِّيت ، عن الكلابيّ : مَرَّتْ بي غِرَارَةٌ فمَشَنْتني. وأَصَابَتْني مَشْنة : وهو الشيء له سَعَة لا غَوْرَ له ؛ منه ما بَضَّ منه شيء ، ومنه ما لم يَجْرح الجِلد.

قلت : وسمعتُ رجلاً من أهل هَجَر يقول لآخر : مَشِّن اللِّيف ، معناه : مَيِّشه وانْفُشْه للتَّلْسِين.

وقال ابن السكيت : امْرأة مِشانٌ : سَلِيطة وأنشد :

وهَبْتُه من سَلْفَعٍ مِشَانِ

كَذِئْبَةٍ تَنْبَحُ بالرُّكْبَانِ

وأخبرني المنذريّ ، عن جُنَيْد ، عن محمد ابن هارون ، قال : سمعت عُثمان بن عبد الوهاب الثَّقفيّ يقول : اختلف أبي وأبو يوسف عند هارون ، فقال أبو يوسف : أَطْيَبُ الرُّطَب المُشانُ ، وقال أبي : أَطْيَب الرُّطب السُّكر. فقال هارون : يُحْضران.

فلما حضرا تناول أبو يوسف السُّكر ، فقلتُ له : ما هذا؟ فقال : لما رأيتُ الحق لم أَصْبِرْ عنه.

ومن أمثال أهلِ العراق : بِعِلَّةِ الوَرَشَان تأكل الرُّطَب المُشانَ.

أبو عَمرو : والمَشْنُ : الخدْشُ. وقال الكلابيّ : امْتَشَنْتُ الناقة وامْتَشَلْتُها ، إذا حَلَبْتَها.

وقال ابن الأعرابيّ : المَشْنُ : مَسحُ اليد بالشَّيءِ الخَشن.

وأخبرني المنذريّ ، عن ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ ، قال : مَشقتُه عِشْرِين سَوْطاً ومَتَحْتُهُ ومَشنْتُهُ. وقال : كأَنَّ وجْهَه مُشِنَ بقَتَادَة ، أي خُدِش بها ، وذلك في الكراهة والعُبوس والغَضب.

شنم : ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : الشنْمُ :

٢٦٢

الخَدْش ، والشُّنْم ، الرِّجالُ الْمُقَطَّعو الآذان.

وقال : رَمَي فَشَنَم : إذا خَرقَ طرف الجِلْد.

[ش ف ب] ش ف م :

مُهمل.

[باب الشين والباء مع الميم]

ش ب م

شبم ، بشم.

شبم : قال الليث : الشبَمُ : بَرْدُ الماءِ ، يقال : ماءٌ شَبِمٌ ، ومطرٌ شَبِم.

وقال اللِّحيانيّ : قيل لابنة الْخُسِّ : ما أَطْيَبُ الأشْياءِ؟ فقالت : لَحْمُ جَزُورٍ سَنِمَة ، في غَداةٍ شبِمة ، بشِفارٍ خَدِمَة ، في قُدورٍ هَزِمَة. أرادَتْ : في غَداةٍ بارِدَةٍ ، والشفارُ الخَذِمَة : القاطِعة ، والقُدور الْهَزِمَة : السريعةُ الغَليان.

وقال ابن الأعرابيّ : الشبامُ : عودٌ يُجْعَلُ في فم الْجَدْي لئلا يَرْضِعُ ، فهو مَشْبُوم.

وقال عدِيّ :

ليس للمرْءِ عَصْرَةٌ من وِقاعِ الدَّ

هر تُغْنِي عنه شِبَامَ عَناقِ

وشِبام : حيٌّ من اليمن.

والعرب تسمي السّمّ شبِماً ، والموت شبِماً ، لبَرْده.

ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : يقالُ لرأس البُرْقُع ، الصَّوقَعَة ، ولِكَفِّ عَيْن البُرْقع : الضّرْس ، ولخَيطِه : الشِّبامَان.

بشم : قال الليث : البَشمُ : تُخمَةٌ على الدَّسَم ؛ وربما بَشِمَ الفَصيلُ من كثرة اللَّبن حتى يَدْقَى سَلْحاً فَيهْلك ، يقال : دَقِيَ : إذا كَثُرَ سَلْحَة.

أبو عبيد ، عن الأصمعيّ : البَشامُ : شجرُ طَيِّبُ الرِّيح يُسْتَاكُ به ، وأنشد :

أَتَذْكُرُ إذْ تُوَدِّعُنَا سُلَيْمَى

بِفَرْعِ بَشَامَةٍ سُقِيَ البَشام

آخر الثلاثي الصحيح من حرف الشين.

* * *

٢٦٣

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

أبواب الثلاثي المعتل من حرف الشين

[باب الشين والضاد]

ش ض (وا يء)

مهمل.

[باب الشين والصاد]

ش ص (وا يء)

شصا ، شاص ، شيص.

شوص : قال ابن شميل : رجُل به شوْصَةُ ، والشّوْصَة : الرَّكْزَةُ ، به رَكْزَة ، أي شوْصَةٌ قال : والشوْصَةُ : ريح يأخذ الإنسان في لَحْمه ، تَحَوَّلُ مرَّةً هاهنا ، ومرة هاهنا ، ومرة في الظَّهر ، ومرة في الحَوْاقِن.

وقال الليث : الشَّوْصَةُ : ريحٌ تَنْعَقِد في الأضْلاع ، تقول : شاصَتْنِي شوْصَةٌ ، والشوائِصُ أسماؤها.

وفي الحديث : أنَّ النَّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يشوصُ فاهُ بالسّواك.

قال أبو عبيد : الشّوْصُ : الغَسْل ، وكلُّ شيء غَسَلْته فقد شصْتَهُ تَشوصُه شوْصاً ، وهو الْمَوْصُ ، يقال : مَاصَهُ وشاصَهُ ، إذا غَسَلَه.

وقال شِمر : قال الفرّاء : شاسَ فمه بالسِّواك وشاصه.

قال : وقالت امرأة : الشوْص يُوجع ، والشوْسُ أَلْيَنُ مِنْه.

وقال أبو عَمْرو : هو يَشُوصُ ، أي يَسْتَاكُ.

وقال أبو عبيدة : شصْتُ الشَّيءَ ، نَقَّيْتَه.

وقال ابنُ الأعرابيّ : شوْصُه : دَلْكُهُ أَسْنَانه وشدْقَه.

وقال الهَوَازِنيّ : شاصَ الولد في بَطن أُمِّه ، إذا ارْتَكَضَ ، يَشوصُ شَوْصَةً.

وقال الليث : الشّوَص في العَيْن ، وقد شَوِصَ شوَصاً ، وشاصَ يَشاصُ. قلت : الشوَسُ بالسِّين في العَين أَكْثَر من

٢٦٤

الشوَص ، يقال : رجل أَشوَسُ ، وذلك إذا عُرِفَ في نظره الغَضَبُ أو الحِقْد ، ويكون ذلك من الْكِبْر ، وجَمعه الشُّوس.

وقال أبو زيد : شاسَ الرَّجلُ سِوَاكه يَشوصُهُ ، إذا مَضَغَه ، واسْتَنَّ به ، فهو شائِص.

شصا : أبو عُبيد ، عن الفَراء : الشُّصُوُّ من العين مثل الشخوص. يقال : شصا بَصرهُ فهو يَشصُو شُصُوّاً ، وهو الذي كأَنَّه ينظُر إليكَ وإلى آخرَ.

أبو الحَسنَ اللِّحيانيّ : يقال للميْت إذا انْتَفَخَ فارْتفعت يداه ورِجْلاه : قد شصَا يَشصَى شُصِيّاً ، حكاه عن الكسائي.

قال : وحكى لي الأحمر : شصَا يَشصُو شُصُوّاً ، فهو شاصٍ.

قال : ويقال للشاصِي : شاظٍ ، بالظاء ، وقد شظَا يَشظِي شُظِيّاً ، قال : ويقال للزِّقاق المملوءة الشايلَة القوائم ، ولِلقِربَ إذا كانت مملوءة ، أو نُفِخَ فيها فارتفعَتْ قوائمها شاصِيَة ، والجميع شواصٍ ، وشاصِيَاتٍ ، وأنشد قول الأخطل :

أناخُوا فَجرُّوا شاصِيَاتٍ كأنَّها

رِجالٌ من السُّودان لم يتسرْبَلُوا

وقال اللحياني : شصَى وشظى مثلُ ذلك ، ومن أمثال العرب : «إذا أَرْجَعَنَ شاصِياً فارْفَعْ يَداً» معناه : إذا ألْقى الرجلُ لك نفسه وغَلبْته فرفع رجليه ، فاكْفُفْ يَدَك عنه.

الليث : شصَت السَّحابة تَشصو ، إذا ارْتَفَعَتْ في نشوئها ، والشاصِي : الذي إذا قُطعت قوائمُه ارْتَفَعَت مفاصِلُه أَبَداً.

ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ ، الشَّصْوُ : السَّواكُ ، والشصْوُ : الشدَّة.

شيص : أبو عُبيد ، عن الفراء ، يقال للتّمْر الذي لا يَشتَدُّ نواه : الشِّيْسَاء ، وهو الشيص.

وقال الأمويّ : هي بلغة بَلْحارث بن كعب : الصِّيص.

وقال الأصمعيّ : صَأْصَأَت النَّخلةُ ، إذا صارت شِيصاً ، وأهل المدينة يُسمُّون الشيص السُّخُل.

وقال الليث : الشِّيصُ : شِيصَاءُ التَّمر ، وهو الرَّديء منه ، وقد أَشَاصَت النَّخْلة ، والواحدة شِيصَةٌ ، وشِيصَاءَةٌ ممدودَة.

وفي «نوادر الأعراب» : شيَّصَ فلان النّاس ، أي عَدَّبهم بالأذى. قال : وبينهم مُشايصَة ، أي مُنَافَرة.

[باب الشين والسين]

ش س (وا يء)

شوس ، شأس ، شسا.

شوس : قال الليث : يقال : شاسَ يَشاسُ وشَوِسَ يَشُوْسُ شَوَساً ، ورجل أَشْوَس ، وامرأة شوْسَاءُ ، إذا عُرِفَ في نظره

٢٦٥

الغَضَب والحِقْد.

ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ ، قال : الشَّوْسُ والشَّوْصُ في السِّواك ، والشُّوسُ : جمع الأَشْوس ، وأَنشد شمر :

أَإِن رأَيتَ بني أَبيك مُحَمّجِينَ إلَيَ شُوسَا

ويقال : فلانٌ يتشاوَسُ في نظره ، إذا نظَرَ نظَرَ ذي نَخْوَةٍ وكِبْر.

وقال أبو عَمْرو : الأَشْوَسُ والأشْوَزُ : المُذَيِّخُ المتكَبِّرُ ، ويقال : ماءُ مُشاوِسٌ ، إذا قلَّ فلم تَكَدْ تَراه في الرَّكيَّةِ من قِلَّتِه ، أو كانَ بعيد الغَوْر. وقال الراجز :

أَدْلَيْتُ دَلوِي في صَرًى مُشاوِسِ

فبَلَّغَتْنِي بَعْدَ رَجْسِ الرَّاجِسِ

سَجْلاً عَليه جِيَفُ الخنَافِسِ

والرَّجْسُ : تحريك الدَّلو لتَمْتَلىءَ من الماء.

شأس : قال الليث : مكانٌ شَئِسٌ ، وهو الخَشنُ من الحِجارة ، وأَمْكِنَةٌ شُؤسٌ ، وقد شَئِسَ شَأَساً.

وقال أبو زيد : شَئِسَ مكانُنا شأَساً ، وشئزَ شأَزاً ، إذا غَلُظَ واشتَدَّ.

قلتُ : وقد يُخفَّفُ فيقال للمكان الغليظ : شازٌ وشاسٌ ، ويُقلب فيقال : مكانٌ شاسِيءٌ جَاسِيءٌ : غَلِيظٌ.

[شسا] : ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : الشَّسَا : البُسْرُ اليابس.

[باب الشين والزاي]

ش ز (وا يء)

شأز ، وشز ، شيز ، زوش.

شأز : في حديث مُعاوية أنَّه دخل على خَالِه وقد طُعنَ ، فبكى. فقال : ما يُبْكيكَ يا خال؟ أَوَجَعٌ يُشئِزُكَ ، أم حِرْصٌ عَلَى الدنيا؟

قال أبو عُبيد : قوله : يُشْئِزُكَ أي يُقْلِقُكَ يقال : شَئِزْتُ أي قَلِقْتُ ، وأَشأَزَني غَيْرِي.

وقال ذُو الرَّمّة يصف ثوراً وحشياً :

فَباتَ يُشْئِزُهُ ثَأُدٌ ويُسْهِرُه

تَذَاؤُبُ الرِّيح والوَسْواسُ والهضَبُ

وقال الليث : شَئِزَ المكانُ ، إذا غَلظَ وارْتَفَعَ ، وأَنْشَد لرؤبة :

* جَذْبَ الملَهَّى شَئِزَ المعَوَّهْ*

قلَبه في موضع آخر ، فقال :

* شَازٍ بِمَنْ عَوَّه جَذْبَ المُنْطَلِق*

ترك الهمز وأَخْرجه مَخْرج : عاثٍ وعايِثٍ وعاقٍ وعايِقٍ.

أبو عمرو : وأَشأَزَ الرَّجل عن كذا ، أي ارْتفع عنه. وأنشد :

فلو شَهِدْتَ عُقَبِي وتَقْفازِي

أَشأَزْتَ عن قَولك أَيَ إشآزِ

شمر ، عن ابن شميل : الشَّأْزُ : الموضِعُ الغليظ الكثير الحجارة ، وليست الشُّؤْزَةُ إلا في حجارة وخُشُونة ، فأما أرض غليظة

٢٦٦

وهي طينٌ فلا تُعَدُّ شَأْزاً.

وشز : قال الليث : الْوَشْزُ من الشِّدَّة ، يقال : أصابَهم أَوْشَازُ الأمور ، أي شَدائِدُها.

وقال غيره : لَجأْت إلى وَشَزٍ ، أي تَحَصَّنْتُ به.

أبو عبيد ، عن الأصمعيّ : قال : الْوَشَزُ والنَّشَزُ ، كلُّه ما ارْتفع من الأرض ، وأنشد غيره :

يَا مُرَّ قاتِلْ سَوْفَ أَكْفيك الرَّجَزْ

إنَّكَ مِنِّي مُلْجَأ إلى وشَزْ

قلت : وقد جعله رؤبة وَشْزاً مُخَفَّفة ، وقال :

* وإنْ حَبَتْ أَوْشازُ كلِ وشْزِ*

حَبَتْ ، أي سالت بعدد كثير.

وقال ابن الأعرابيّ ، يقال : إنَّ أمامك أَوْشَازاً فاحْذَرها ، أي أموراً شِداداً مَخُوفَةً. والأوشازُ من الأمور : غَلْظُها.

شيز : قال الليث : الشِّيزُ : خَشبَةٌ سوداءُ ، يُتَّخذ منها الأمشاط وغيرُها.

وقال غيره : يقال لِلْجِفان التي تُسَوَّى من هذه الشجرة : الشِّيزَى.

وقال ابن الزِّبَعْرَيّ :

إلى رُدُحٍ من الشِّيزَى مِلَاءٍ

لُبَابَ الْبُرِّ يُلْبَكُ بالشِّهادِ

أبو عبيد ، في باب فِعْلَى : الشِّيزى : شجرة.

عمرو ، عن أبيه ، قال : الشِّيزَى يقال : الآبَنُوس ويقال : السَّاسَم ، قال : والأَشوَزُ مثل الأَشوَس ، وهو المتكبر.

زوش : سلمة ، عن الفرّاء ، قال الكسائيّ : الزَّوْشُ : العَبْدُ اللَّئيم ، والعامة تقول : زُوش.

[باب الشين والطاء]

ش ط (وا يء)

شوط ، شيط ، شطأ ، طاش ، وطش ، طشأ.

شوط ـ شيط : قال الأصمعي : شاط يشُوطُ شَوْطاً ، إذا عَدَا شوطاً.

ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : شوَّطَ الرجل إذا طَوَّلَ سَفَرَه.

وقال الليث : الشوْطُ : جَرْيُ مَرَّة إلى الغاية ، والجميع الأَشواط.

وقال رؤبة :

* وبَاكرٍ مُعْتَكرٍ الأَشواط*

يعني الريح. ويقال : الشوطُ بَطِينٌ ، أي بَعيد. وفي الحديث : «أَنَّ سفينةَ أَشاطَ دَمَ جَزُورٍ بجَذْلٍ فَأَكَلَه».

قال الأصمعي : أشاطَ دَمَ جَزْورٍ ، أي سَفَكه ، فشاط يَشيطُ ، وأَشاط فلانٌ فُلاناً إذا أَهْلَكَهُ.

وقال غيره : أَصْلُ الإشاطة الإحْراق ، يقال : أَشاط فلانٌ دم فلان ، إذا عَرَّضَهُ للقَتْل.

٢٦٧

وروي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «إذا اسْتشاطَ السُّلطان تَسَلَّطَ الشيطان».

قوله : اسْتَشاط السُّلطان ، أي تَحَرَّق من شدَّةِ الغضب ، وتَلَهَّبَ وصار كأنه نارٌ.

ويقال : شاطَ السَّمْنُ يشيطُ ، إذا نَضِجَ حتى يحترق ، وشيَّطَ الطَّاهي الرأْسَ والكُراع إذا أَشعل فِيهما النَّار حتى يَتَشيَّط ما عليهما من الشَّعرِ والصوف ، ومنهم مَنْ يَقولُ : شَوَّطَ.

وقال الليث : التشيُّط شَيْطُوطَةُ اللّحم إذا مَسَّتْه النار ، يَتشيَّطُ فيحترِقُ أعلاه تشيُّطَ الصُّوف.

قال : وتشيَّط الدّم ، إذا غَلَى بصاحبه ، وشاط دَمُه.

وقال الأصمعيّ : شاطت الجزُور ، إِذَا لم يَبْق منها تصيبٌ إلا قُسِمَ.

وقال ابن شميل : أَشاطَ فلانٌ الجزور ، إذا قَسَمَها ، بعد التَّقْطيع. قال : والتَّقْطيعُ نفسه إشاطَةٌ أَيْضاً.

واسْتَشاطَ فلانٌ ، إذا اسْتَقْتَل ، وأنشد :

أسال دماء المسْتِشيطين كلَّهم

وغُلَّ رُؤُوسُ الْقوم فيهم وسُلْسِلُوا

ورَوَى ابن شميل بإسناد له : أن النَّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ما رُئي ضاحِكاً مُسْتَشيطاً ، قال : معناه : ضاحِكاً ضَحِكاً شديداً.

واسْتشاط الحَمام ، إذا طارَ ، وهو نَشيط.

وقال الأصمعيّ : الْمَشايِيط من الإبل : اللواتي يُسْرِعن السِّمَن. يقال : ناقة مِشْياطٌ.

وقال أبو عمرو : هي الإبل التي تجعل للنَّحر من قولهم : شَاطَ دَمُه. قال : ويقال : شَيَّطَ فلانٌ من الْهِبَّة ، أي نَحِلَ من كَثْرة الجِماع.

وروي عن عمر أنه قال : إنَّ أَخْوفَ ما أَخَافُ عليكم أن يُؤْخَذَ الرَّجل المسلم الْبريءُ ، فيقال : عاصٍ ، وليس بعاصٍ ، فيشاط لحمه كما يُشاطُ الجُزُور.

وقال الكميت :

نطعم لجيئلَ اللهِيدَ من الكُو

م ولم تَدْعُ من يُشيطُ الجزورا

قلت : وهذا من أَشَطْتُ الجزورَ ، إذا قَسَمْتَ لحمها ، وقد شَاطَ ، إذا لم يبقَ فيه نصيبُ إلا قُسِمَ.

والشَّيّطَانِ : قاعان بالصَّمَّانِ ، فيهما حَوايَا لماءِ السَّمَاء.

ويقال للغُبار السَّاطع في السَّماء : شَيْطِيّ.

وقال القطامي :

تَعادِي الْمَراخِي ضُمَّرا في جُنوحِها

وهُنَّ من الشَّيْطيِ عارٌ ولَا لِبسُ

يَصف الخيلَ وإثارَتَها الغُبار بسَنَابِكها.

أبو تراب ، عن الكلابيّ : شَوَّطَ القِدْرَ ، وشيَّطَها ، إذا أَغْلَاها.

٢٦٨

وقال ابن شميل فيما قرأت بخطَّ شمر له : الشوْطُ مكانٌ بين شَرَفَيْن من الأرض يأْخُذ فيه الماءُ والنَّاس كأَنَّه طريقٌ طوله مِقدار الدَّعْوة ثم يَنْقَطع ، وجمعه الشِّياط ، ودُخولُه في الأرض : أَنْ يُوَارِي البَعيرَ ورَاكِبَه ، ولا يكون إلّا في سُهول الأرض يَنْبُتُ نَبْتاً حَسَناً.

شطا : الأصمعيّ : شَطَأَ الناقةَ يَشطَؤُوها شطْأ ، إذا شدَّها بالرَّحْل.

وقال أبو زيد : شَطَأَ جاريَته ، ورَطَأَها ونَطَأَها ، إذا نَكَحها.

وقال الفراء في قول الله : (كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ) [الفتح : ٢٩] ، قال : شَطْأَهُ : السُّنْبل تُنْبِتُ الحبَّة عَشْراً وثمانية وسَبْعاً ، فيقْوَى بعضُه ببعض فذلك قوله : (فَآزَرَهُ) ، أي فأعانه.

وقال أبو زيد : أَشطَأت الشجرة بغُصونها ، إذا أَخْرجت غُصونَها.

وقال الزجاج : (أَخْرَجَ شَطْأَهُ) تَنَسَّمْتُ : أخرج نَباتَه.

وقال ابن الأعرابيّ : شَطْأَهُ : فِراخه ، وجمعُه أَشطاء. وأَشطَأ الزَّرع ، إذا فَرَّخَ.

أبو خيرة : شاطِئُ الوادي : شَفَتُه ، وجمعه شُطْآن وشواطئ. والشَّطّ : مثلُ الشاطىء.

وقال ابن الأعرابيّ : الشَّطْوُ : الْجَانِب.

وقال الليث : الثِّيَابُ الشَّطَوِيَّةِ : ضربٌ من الكَتَّان ، يُعمل بأرض يقال لها الشَّطَاة.

ورَوى أبو تُراب ، عن الضّبابِي : لَعَنَ الله أُمّاً شطأَتْ به ، وفَطَأَتْ به ، أي طَرَحَتْه.

وقال ابن السكيت : شطَأْتُ بالْحِمْل ، أي قَوِيَتُ عليه ، وأنشد :

* كَشَطْئِكَ بالْعِبْءِ ما تَشْطَؤُه *

وفي «النوادر» : مَا شَطَّيْنَا هذا الطَّعام ، أي ما رَزَأْنَا منه شَيْئاً وقد شَطّيْنا الجزور ، أي سَلَخْناه وفَرَّقْنا لَحْمه.

طشأ : ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : الطُّشْأَةُ : الزُّكام ، وقد طَشِئَ ، إذا زُكِمَ ، وأَطْشَأَ ، إذا أَخَذَتْهُ الطُّشْأَة.

وقال الليث : طَشْيَأَ الرجلُ أَمْرَه ورأيَه ، مثل : رَهْيَأَهُ وفي «نوادر الأعراب» : رجل طَشَةٌ ، وتصغيره طُشَّيَّةٌ ، إذا كان ضَعيفاً ، قال : ويقال : الطُّشَة : أُمُّ الصِّبيان ، ورجل مَطْشِيٌّ ومَطْشُوّ.

طيش : قال الليث : الطَّيْش : خِفَّةُ العقل ، والفعل طاش يَطِيش ، وقوم طَاشَة : خِفافُ العقول ، ويقال : طاش السَّهم يطيش ، إذا لم يَقْصِدْ للرَّمِيَّة.

ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : طاش الرَّجل بعد رَزَانَتِه.

وقال شِمر : طَيْش الْعقل : ذَهابُه حتى يَجهل صاحبُه ما يُحاول ، وطَيش الحِلْم : خِفَّتُه ، وطَيش السَّهم : جَوْرُه عن سَنَنِه.

[طوش] : ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ :

٢٦٩

الطَّوْش : خِفَّةُ العَقل.

[وطش] : ثعلب ، عنه : يقال : سألته عن شيء فَما وَطَشَ ، وما وَطَّش ، وما ذَرَّع ، أي ما بَيَّنَ لي شَيئاً.

وقال اللحياني : يقال : وَطِّشْ لي شَيْئاً ، وغَطِّشْ لي شيئاً ، معناه : افْتَحْ لي شيئاً.

وقال ابن الأعرابيّ : الْوَطْش : بيان طَرَفٍ من الحديث.

وقال اللّحيانيّ : يقال : ضَربوه فما وَطَّش إليهم بشيء ، أي لم يُعْطِهم.

وقال الفراء : وَطَّشَ له ، إذا هَيّأَ له وَجْه الْكلام والْعمل والرَّأي ، وطَوَّش ، إذا مَطَل غَريمَه.

ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ ، قال : التَّطْويش : الإِعْطاءُ القليل ، وأنشد :

سِوَى أَنَّ أَقْوَاماً من النَّاسِ وَطَّشوا

بأَشْيَاءَ لم يَذْهَبْ ضَلالاً طَريقُها

أي لم يَضِعْ فَعالُهم عِنْدنا.

[باب الشين والدال]

ش د (وا يء)

شدا ، داش ، دوش ، شاد ، ديش ، ودش.

شيد ـ شود : قال الله جَلَّ وعزَّ : (وَقَصْرٍ مَشِيدٍ) [الحج : ٤٥] وقال : (فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ) [النساء : ٧٨].

قال الفراء : يُشَدَّدُ ما كان في جمعٍ مثل قولك : مررت بِثيابٍ مُصَبَّغَةٍ ، وكِباش مُذَبَّحَة ، فجاز التشديد ، لأنَّ الفعل مُتَفَرِّقٌ في جمع فإذا أَفْردْتَ الواحدَ من ذلك ، فإن كان الفعلُ يتردَّد في الواحد ويَكْثر ، جاز فيه التخفيف والتشديد ، مثل قولك : مررت برجلٍ مُشجَّجٍ ، وبثوب مُخَرَّق.

وجاز التشديد لأنَّ الفعل قد تَردَّد فيه وكثر.

ويقال : مررت بكبش مَذْبوح ، ولا تقل مُذَبَّح ؛ لأنَّ الذّبح لا يتردَّد كتردد التَّحرق وقوله : «وَقَصْرٍ مَشِيدٍ» يجوز فيه التشديد ؛ لأنَ التشييد بناء ، والبناء يَتَطاول ويَتَرَدّد ، يقاس على هذا ما ورد.

أبو عبيد ، عن أبي عبيدة : الْبِناءُ المشيَّد : المُطَوَّل ، والمَشِيد : المعمولُ بالشِّيد ، وهو كلُّ شيء طَلَيْتَ به الحائط من جَصِّ أو بَلاط.

قال : وقال الكسائي : مَشِيدٌ للواحد ، ومُشيّدٌ للجميع. قال الله (فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ) [النساء : ٧٨].

قال الليث : تشييد البناء : إحْكامُه ورَفعه قال : وقد يسمى بعضُ العرب الجِصَ شِيداً ، والمشِيد : المبْني بالشِّيد.

قال عديّ :

شَادَهُ مَرْمَراً وجَلَّلَهُ كِلْ

ساً فَللطَّيْرِ في ذرَاهُ وُكُورُ

وقال الليث : الإشَادَة : شبه التَّنْدِيد ، وهو

٢٧٠

رَفْعُك الصوتَ بما يكره صاحِبُك.

ويقال أشادَ فلان بذكرِ فلان في الخير والشر ، والمَدْح والذَّم ؛ إذا شَهَرَهُ ورَفَعه.

وقال اللِّحيانيّ : أشَدْتُ الضَّالَّةَ : عَرَفْتَها.

وقال الأصمعيّ : كلُّ شيء رَفَعْت به صَوْتَك فقد أَشَدْتَ به ، ضَالَّةً كانت أَوْ غَيْرَ ذلك.

وقال الليث : التَّشْوِيدُ طلوعُ الشَّمس ، وارْتفَاعُهَا ، يقال : تَشَوَّدَتِ الشَّمسُ ، إذا ارْتَفَعت. قلت : هذا تَصْحِيفٌ ، والصحيح بالذّال من المِشْوَذِ ، وهي العِمَامَة.

وقال أُمَيَّة :

وشُوِّذَتْ شَمْسُهُمْ إِذَا طَلَعَتْ

بالْخِبِ هِفّاً كَأَنَّهُ كَتَم

أراد أَنَّ الشمسَ طلعت في قُتْمَةٍ كأنها عُمِّمت بِقَتَمَةٍ تضرب إلى الصُّفرة ، وذلك في سَنَةِ الْجَدْبِ والْقَحْط.

شدا : ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : قال : الشادِي : المغَنِّي ، والشادي : الذي تَعَلَّمَ شيئاً من العلم.

وقال الليث : الشَّدْوُ : أَنْ يُحْسِنَ الإنسان من أَمر شيئاً.

يقال : هو يَشْدُو شيئاً من العلم والْغِناء ، ونحو ذلك.

ويقال : شدَوْتُ منه بَعضَ المعرفة ، إذا لم يَعْرِفْه معرفةً جَيِّدة.

وقال الأخطل يَذْكر نساءً عَهِدْنَه شَابّاً حسناً ، ثم رأينه بعد كبره ، فأَنكرْنَ معرفته ، فقال :

فَهُنَ يَشدُونَ مِنِّي بَعْضَ مَعْرِفَةٍ

وهُنَّ بالْوَصْلِ لا بُخْلٌ ولا جُودُ

قلت : وأَصْلُ هذا من الشدَا ، وهو الْبَقِيَّة.

وأنشد ابن الأعرابيّ :

* لَوْ كَانَ في لَيْلَى شَدًى من خُصُومَةٍ*

أي بَقِيَّة.

ودش : ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : وَدَشَ ، إذا أَفْسَدَ ، والْوَدْشُ : الْفَساد.

ديش ـ (داش): سلمة ، عن الفرَّاء : داش الرجل ، إذا أَخَذَتْه الشَّبْكَرة.

دوش : ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : الدَّوَشُ : ظُلْمَة الْبَصَر.

وقال الأصمعيّ : الدَّوَش : ضَعْفُ الْبَصَر ، وضَيقُ العين ، وقد دَوِشَتْ عينه ، فهي دَوْشَاء ، وصاحبها أَدْوَش.

دشا : ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : دَشَا ، إذا غَاصَ في البحر. وشدَا ، إذا قَوِيَ في بَدَنِه ، وشدَا ، إذا بَقَّى بَقِيَّة ، وشدَا : تَعَلَّم شيئاً من خُصُومَةٍ أو عِلْم.

ديش : قال الليث : دِيش : قَبيلةٌ من بَني الْهُون بن خُزيمة ، وهم من القارة ، وهم الدِّيشُ والعَضَلُ ابْنَا الْهُون بن خُزَيْمة.

٢٧١

[باب الشين والتاء]

ش ت (وا يء)

شتا ، تشا ، شأت ، وتش.

شتا : قال الليث : الشِّتاءُ معروف ، والواحدة شتْوَةٌ ، والموضع المُشتَى ، والمشتاة ، والفعل شتَا يَشتُو. ويَوْمٌ شَاتٍ ، ويومٌ صائِف. والعرب تُسمي القحط شتاءً ؛ لأن المجاعات أكثر ما تُصيبهم في الشتاء ، إذا قلَّ مطره واشتَدَّ بردُه.

وقال الحطيئة :

إذَا نَزَلَ الشتَاءُ بِدَارِ قَوْمٍ

تَجَنَّبَ جَارَ بَيْتِهمُ الشتَاءُ

أراد بالشتاء : المَجَاعَةَ.

وفي حديث أُمِّ مَعْبَدِ حين قصَّت أمر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم مارّاً بها على زَوْجِها أَبي مَعْبَد ، * قالت : «والنَّاسُ إِذْ ذَاكَ مُرْمِلُونَ مُشْتُون» ، أرادت أنَّ الناس كانوا في أَزْمَةٍ ومَجاعة وقِلَّةِ خير. يقال : أَشتَى القومُ فهم مُشْتُون ، إذا أصابَتْهُمْ مَجاعة.

وقال ابن السّكّيت : السَّنَةُ عند العرب اسمٌ لاثني عَشر شَهْراً ، ثم قَسَّمُوا السَّنة فجعلوها شطرين : ستَّة أَشْهر ، وستّة أَشْهر ، فبدأَه بأولِ السَّنة ، أَوّلِ الشتاء ، لأنه ذَكَر والصَّيف أُنْثَى ، ثم جعلوا الشتاء نِصْفين ؛ فالشَتْوِيُ أوَّله ، والرَّبيع آخره ، فصار للشّتْوِي ثلاثة أشهر ، وللرَّبيع ثلاثة أَشهر ، وجعلوا الصَّيف ثلاثةَ أشهر ، والْقَيْظَ ثلاثة أشهر فذلك اثْنَا عشر شهراً.

وقال غيره : الشَّتِيُ : المطرُ الذي يَقَعُ في الشِّتاء.

قال النّمِرُ بن تَوْلَب :

عَزَبَتْ وباكَرَهَا الشَّتِيُ بديمَةٍ

وَطْفَاءً تَمْلَؤُها إلى أَصْبَارِها

ويقال : شَتَوْنَا بالصَّمَّان ، أي أقمنا بها في الشتاء ، وشَتَيْنَا الصَّمَّان ، أي رَعيْنَاها في الشتاء ، وهذه مشاتِينَا ومصايفُنَا ومَرابعنا ، أي منازلُنا في الشِّتَاء والصيف والربيع.

ثعلب ، عن ابن الأعرابي قال : الشَّتَا : الموضعُ الْخَشِنُ ، والشّتَا : صَدْرُ الوادي.

تشا : قال : تَشَا ، إذا زَجَر الحمار.

قلت : كأنه قال له : تَشُوء تَشُوء.

شأت : أَبُو عُبيد ، عن أبي عَمْرو : والشَّئِتُ من الخيل العَثُور. وأنشد :

* كُمَيْتٌ لا أَحَقُّ ولا شَئِيتُ *

وروى شمر ، عن ابن الأعرابي ، قال : الأَحَقُّ : الذي يضع رِجْله في موضع يده.

وقال : والشَّئِيتُ : الذي يقصرُ عن ذلك.

والجميع شُؤُوتٌ ، ونحو ذلك قال أبو عُبيدة في «كتاب الخيل».

وتش : قرأت في «نوادر الأعراب» : يقال للحارضِ من القوم الضَّعيف : وتَشَة وأَتيشة وهِنَّمَة وضَوِيكَة ، وضُوَيْكَة.

٢٧٢

[باب الشين والظاء]

ش ظ (وا يء)

شظا ، وشظ ، شوظ.

شظا : قال الليث : الشظا : عُظَيْمٌ لازِقٌ ، والشَّظيَّة : شِقَّةٌ من خشب أو قَصَبٍ أو فِضَّةٍ أو عَظْ.

وجاء في الحديث : أَنَّ الله تبارك وتعالى لما أراد أن يخلق لإبليس نَسْلاً وزَوْجة ألْقى عليه الغضب ، فصارت منه شَظِيّةٌ من نارٍ ، فخلق منها امرأة.

وقال ابن شميل : شواظي الجبال وشنَاظيها ، هي الكَسِرُ من رؤوس الجبال كأَنَّها شُرَفُ المسجد ، وقال : كأنّها شَظِيَّة أَنشَظَتْ ولم تَنْفَصم ، أي انكسرت ولم تنفرج.

والشَّظِيّة من الجبل : قطعة قُطِعت منه ، مثل الدَّار ، ومثل البيتَ. وجمعها شظايا ، وأصغر منها وأكبر كما تكون.

وقال النَّضْرُ : الشَّظَا : الدَّبْرَةُ على أَثَر الدَّبْرَة في المزرعة حتى تبلغ أقصاها.

الواحد شَظاً بِدَبَارها ، والجماعةُ الأشظِية.

قال : والشظَا ربما كانت عشْرُ دَبْرَات ، حُكِيَ ذلك عن الشافعي.

ويقال : شظّيْتُ القوم تشظِيَةً ، أي فرَّقتهم ، فتشظّوا أي تَفَرَّقُوا.

وقال اللِّحيانيّ : شظَى السِّقاء يشْظِي شُظِيّاً ، مثل شصا ؛ وذلك إذا مُلِيءَ وارْتفعت قوائمه.

وقال أبو عُبيدة : في رؤوس المِرْفقين إبْرَة ، وهي شَظِيَّة لاصِقَة بالذراع ، ليست منها ، قال : والشَّظَا : عَظْمٌ لاصِقٌ بالرَّكِيَّة ، فإذا شخَصَ قيل : شَظِيَ الفَرس.

قال : وتَحرُّكَ الشظا كانتشار الْعَصَب غير أن الفرسَ لانتشار الْعَصَب أشدُّ احْتمالاً منه ، لتحركِ الشظا ، وقال الأصمعيّ نحواً من قوله.

وبعض الناس يَجْعل الشظا : انْشِقاقُ الْعَصَب ، وأَنشد :

سَليمُ الشَّظَا عَبْلُ الشَّوَى شَنِجُ النَّسا

له حَجَباتٌ مُشْرِفاتٌ على الفالِ

وشظ : قال الليث : الْوَشْظُ من الناس لفيف ليس أصلهم واحداً ، وجمعه الْوَشائِظُ.

قال : والْوَشيظة : قطعةُ عظم تكون زيادة في العظم الصميم. قلت : هذا غَلَط.

والوَشيظة : قطعةُ خشبةٍ يُشَعَّبُ بها الْقَدَح.

وقيل للرجل إذا كان دخيلاً في القوم ولم يكن من صميمهم : إنه لَوَشِيظَةٌ فيهم ، تشبيهاً بالْوَشيظَة التي يُرْأَبُ بها القَدح.

أبو عُبيد ، عن أبي عمرو : الْوَشِيظُ : الْخَسِيسُ من الناس.

شوظ : وقال الله جلَّ وعزّ : (يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِنْ نارٍ وَنُحاسٌ) [الرحمن : ٣٥].

٢٧٣

قال الفراء : أكثر القراء يقرؤون (شُواظٌ) ، وكسر الحَسَنُ الشين ، كما قالوا لجماعة البقر : صِوَارٌ وصُوَارٌ.

وقال الزجاج : الشُّوَاظ : اللهب الذي لا دُخان معه ونحو ذلك. قال الليث : ابن شميل : يقال لدُخان النار : شواظ ، ولحرها شواظ ، وحَرُّ الشمس شواظ.

أصابني شواظٌ من الشمس.

[باب الشين والذال]

ش ذ

(وا يء) شذا ، شوذ ، (شاذ).

شذا : أبو عُبيد : الشَّذَاةُ : ذُبَابٌ ، وجمعها شَذًى ، مقصور.

وقال الكسائي : هي ذُبَابةٌ نقضُّ الإبل ، ومنه قيل للرجل : آذَيْتَ وأَشْذَيْتَ.

وقال شمر : الشَّذَى : ذُباب الكلْب ، وكلُّ شيء يُؤذي فهو شَذًى ، وأنشد :

* حكَّ الجِمالِ جُنوبَهُنّ من الشَّذَى *

ويقال : إنِّي لأخْشى شذَاةَ فُلان ، أي شَرَّه.

وقال الليث : شذَاةُ الرجل : شدَّتُه وجُرْأَتَه ، ويقال للجائع إذا اشْتَدَّ جوعه : قَدْ ضَرِمَ شَذَاه.

أبو عُبَيد ، عن الفراء : الشَّذَى : شِدَّة ذَكاءِ الرِّيح ، وأنشدنا :

إذا ما مَشتْ نادَى بما في ثِيابِها

ذَكِيُ الشَّذَى والْمنْدَلِيُّ المُطَيَّرُ

وقال الليث : الشَّذَى : كَسْرُ العودِ الصِّغارِ منه.

قلت : والقول قول الفراء في تَفْسير الشذى.

وقال الليث : الشَّذَى أيضاً : ضَرْبٌ من السُّفن ، والواحدة شَذَاة.

قلت : هذا معروف ولكنه ليس بعَرَبيّ.

ثعلب ، عن ابن الأعرابي : شذَى إِذَا آذَى ، وشذَى ، إذا تَطَيِّبَ بالشَّذْو ، وهو المِسْك ، ويقال : هو رائحة الْمِسْك. وأنشد الأصمعي :

إنَّ لكَ الْفَضْلَ على صُحْبَتي

والْمِسْكُ قد يَسْتَصْحِبُ الرَّامِكا

حتَّى يصيرَ الشَّذْوُ من لَوْنِه

أَسْودَ مَظّنُوناً به حَالِكاً

شوذ : روي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أنه بعث سَرِيَّةَ فأمرهم أن يَمْسَحوا على الْمشاوِذ والتَّسَاخِين.

قال أبو عُبيد : المُشَاوِذُ : الْعَمائِم ، واحدها مِشْوَذ.

قال الوليد بن عقبة :

إذا ما شَدَدْتُ الرّأسَ مِنِّي بمِشْوَذٍ

فَغَيَّكِ منِّي تَغْلِبَ ابنة وَائِلِ

ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ. يقال : للعمامة : المِشوَذُ والعمامة.

وقال أمية :

٢٧٤

* وشُوِّذَتْ شَمْسُهم إذا طَلَعَتْ*

معنى شُوِّذَتْ ، أي عُمِّمَتْ ، أي صار حولها حلب سحابٍ رقيق لا ماءَ فيه ، وفيه صُفْرة ، وكذلك تَطْلُع الشمس في الجدْب وقلّة المطر ، والْكتَم نَباتٌ يُخْلط مع الوسْمةِ فيصير خضاباً.

ويقال : فلانٌ حَسَنُ الشِّيذة ، أي حسن العِمَّة.

[باب الشين والثاء]

ش ث (وا يء)

الشَّثا ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : الشَّثا : صَدْرُ الْوَادِي.

[باب الشين والراء]

ش ر

(وا يء) شرى ، شار ، وشر ، ورش ، رشا ، راش ، أرش ، أشر.

شري : قال الليث : شَرِيَ البرقُ يَشْرَى ، إذا تَفَرَّقَ في وَجْهِ الغَيْم.

وقال غيره : شَرِيَ البرق يَشْرَى ، إذا تَتَابَعَ لمعَانُه ، واسْتشرى مثله ، ومن هذا يُقال للرجل إذا تَمَادَى في غَيِّه وفساده : شرِيَ شَرًى.

واسْتَشرَى فلانٌ في الغيّ إذا لجَّ فيه ، والمُشارَاة : المُلَاجَّة ، يقال : هو يُشارِي فلاناً ، أي يُلَاجُّه.

وقال الليث : الشري : داءٌ يأخُذُ في الرَّجْل أحمر كهيئة الدراهم ، والفعل شرَى الرّجل ، وشرى جلْدُه شرًى وهو شر.

وأَشراءُ الحرم : نواحيه ، والواحد شرى ، وشرى الفرات : ناحِيَتُه.

وقال الشاعر :

لُعِنَ الكواعبُ بَعْد يوم وصَلْنَنِي

بشرى الفُراتِ وبعد يوم الْجَوسَقِ

ويقال للشجعان : ما هُمْ إلَّا أُسود الشرَى.

قال بعضهم : شرًى : مَأْسَدَةٌ بعينها ، وقيل : شرَى الفُرات وناحيته ، وبه غياضٌ وآجام. وقال الشاعر :

* أُسودُ شرًى لاقتْ أُسُودَ خَفِيَّةٍ*

واسْتَشرَتْ أمورٌ بينهم : تَفاقَمَتْ وعظمت.

أبو عُبيد ، عن الأصمعيّ : الْحَنْظَلُ : هو الشرْيُ ، واحدته شرْيَة.

قال رؤبة :

* في الزَّرْبِ لو يَمْضُغُ شَرْياً ما بَصَقْ*

ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : أَشرَى حوضَه : مَلأَهُ ، وأَشرَى جِفانَه ، إذا ملأَها للضِّيفان ، وأنشد :

* ونَشْرِي الجِفانَ ونَقْرِي النَّزِيلَا*

أبو عبيد : الشَّرْيَانُ من الشجر : الذي يُتَّخَذُ منه القِسِيّ ، ويقال : شِرْيان بكَسْرِ الشين.

وأخبرني المنذريّ ، عن المبرِّد ، أنه قال النَّبْعُ والشوْحَطُ ، والشّرْيَان : شجرة

٢٧٥

واحدة ، ولكنها تختلف أسماؤها ، وتكرم مَنَابِتُها ؛ فما كان منها في قُلَّةِ الجبل فهو النَّبع ، وما كان في سفحه فهو الشّريان ، وما كان في الحضيض فهو الشوْحَط.

والشَّريانات : عُروقٌ رِقاقٌ في جسد الإنسان.

أبو سَعيد ، يقال : هذا شرْوَاهٌ وشَرِيَّةٌ ، أي مِثْلُه ، وأنشد.

وتَرَى مَالِكاً يقولُ أَلَا تُبْ

ـصِرُ في مَالِكٍ لهذا شرِيّاً

وفي حديث أُمِّ زَرْع أنَّها قالت : طَلَّقَني أبو زرع ، فَنَكَحْتُ بعده رجلاً سَرِيّاً ، رَكِبَ شرِيّاً ، وأَخَذَ خَطِّيّاً ، وأَرَاحَ عَلَيَّ نَعَماً شرِيّاً.

قال أبو عُبيد : أَرَادت بقولها : رَكِبَ شَرِيّاً ، أيْ فرساً يَسْتَشْرِي في سَيْره. أي يَلِجُّ ويَمْضي فيه بلا فُتور ولا انْكسار ، ومن هذا يقال للرجل إذا لَجَّ في الأَمر : قد شَرِيَ فيه ، واسْتَشْرَى.

وقال غيره : شَرِيَتْ عينُه بالدَّمع ، أي لَجَّتْ وتابعت الهَملان.

وقال الأصمعيّ : إبِلٌ شرَاةٌ وسراةٌ ، إذا كانت خِيارَا.

وقال ذو الرمة :

يَذُبُّ الْقَصايَا عن شَرَاةٍ كَأَنَّمَا

جَماهيرُ تَحْتَ الْمُدْجِنَات الْهَوَاضِبِ

ويقال لِزِمام النَّاقَة إذا تَتَابع حركاته لتَحْرِيكها رأسها في عَدْوِها : قد شرِيَ زِمَامُها ، يشرَى شَرًى.

ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : الشِّرْيان : الشقّ ، وهو الثَّتُّ ، وجمعه ثُتُوت.

قال : وسأَلْته عن قوله عليه‌السلام في شريكه : «لا يُشَارِي ولا يُمارِي ولا يُدارِي فقال : لا يشارِي من الشر. قلت : كأَنَّه أَراد لا يشارّ ، فقلب إحدى الرّاءيْن ياءً. ولا يُماري : لا يخَاصِمُ في شيءٍ له فيه مَنْفَعَه. وقوله : «ولا يُدارِي» ، أي لا يَدْفَع ذا الحق عن حَقِّه ، وقيل : لا يشاري : لا يلاجّ.

أبو عُبَيد ، عن أبي زيد : شَرَيْتُ بمعنى بِعْتُ ، وشَرَيْتُ أي اشْتَرَيْت. وقال الله : (وَلَبِئْسَ ما شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ) [البقرة : ١٠٢].

قال الفراء : معناه ، بِئْسَ ما باعُوا به أَنْفُسَهُمْ. قال : وللعرب في شَرَوْا واشْتَرَوْا مَذْهبان : فالأكثر منهما : أَنَّ «شَرَوْا» ، بَاعُوا ، و «اشْتَرَوْا» : ابتاعوا ؛ وربما جعلوهما بمعنى بَاعوا. والشَّراة : الْخوارِج ، سَمَّوْا أنفسهم شُراةً ؛ لأنَّهم أرادوا أَنَّهم باعوا أَنفسهم لله ، والواحد شارٍ ، وشَرَى نفسه شِرًى ، إذا باعها.

وقال الشاعر :

* فَلَئِنْ فَرَرْتُ من الْمَنِيَّةِ والشِّرَى *

٢٧٦

والشِّرى : يكون بَيْعاً واشْتِراءً.

والشَّارِي : الْبَائِع ، والشَّارِي أيضاً : الْمُشْتَري.

وقال الليث : شَرَاة : أَرْض ، والنِّسْبَة إليهم شَرَوِيّ.

أبو تراب : سمِعت السُّلَمِيّ يقول : أَشْرَيْتُ بين القَوْم وأَغْرَيت ، وأَشْرَيْتُه به فَشَرِيَ ، مثل أَغْرَيْتُه به فَغَرِيَ.

ابن هانىء : يقال : لحاهُ الله وشَرَاه.

وقال اللحيانيّ : شَراهُ الله وعَظَاه وأَوْرَمُه وأَرْغَمَه.

وشَرَوْى : اسم جَبَلٍ بعَيْنه.

شير ـ شور : أبو زيد ، يقال اسْتَشَارَ أَمْرَه ، إذا تَبَيَّنَ واسْتَنَارُ.

ثعلب ، عن سلمَة ، عن الفراء : يقال : شَارَ الرَّجل ، إذا حَسُنَ وَجْهُه ، وراش ، إذا اسْتَغْنَى.

الأصمعيّ : شَارَ الدّابة وهو يَشُورُها شَوْراً ، إذا عَرَضَها ، ويقال للمكان الذي يشَوَّرُ فيه الدَّوابّ : الْمِشْوَار. ويقال : اشْتَارت الإبِل ، إذا لبِسَها شيءٌ من السِّمَن. ويقال : جاءت الإبِلُ شِيَاراً ، أي سِماناً حِسَاناً.

وقال عمرو بن معديكرب :

أَعَبَّاسُ لو كانَتْ شِياراً جِيَادُنَا

بِتَثْلِيثَ مَا نَاصَبْتَ بعدي الأحَامِسَا

ويقال : ما أَحْسَنَ شَوَارَ الرَّجُل وشَارَتَه! يعني لِبَاسَه وهَيئته.

ويقال : شَارَ العسلَ يَشُوره شَوْراً ومشارَةً ، وذلك إذا اجْتَناه وأَخذَه.

أبو عُبيد : شرْتُ الْعَسَلَ ، أَخَذتُه من مَوْضعه.

وقال الأعشى :

كَأَنَّ جَنِيّاً من الزَّنْجبيـ

ـل باتَ بِفِيها وأَرْياً مَشورَا

شَمِر : شرتُ العسلَ واشتَرْتُه وأَشَرْتُه قال : وقال أبو عَمْرو : يقال : أَشِرْني على العَسَل ، أي أَعِنِّي على جَنَاه ، كما تقول : أَعْكِمْنِي ، وأنشد قولَ عِدِيّ بن زَيْد :

في سَمَاعٍ يَأْذَنُ الشيْخُ لَهُ

وحَديثٍ مثْلِ مَاذِيِ مُشارِ

قال : مُشارٌ ، قَدْ أُعِينَ على أَخْذه.

الأصمعيّ : أشارَ الرَّجل يُشيرُ إشارة ، إذا أَوْمى بيديه ، وأَشَارَ يُشيرُ ، إذا ما وَجَّهَ الرَّأْي. ويقال : فلانٌ جَيِّدُ الْمَشورَة.

وقال ابن السكيت : هو جَيِّدُ الْمَشورَةِ ، والْمَشْوَرَة : لُغَتان.

وقال الفراء : الْمَشُورَةُ : أَصْلُها مَشوَرَة ، ثم نُقِلت إلى مَشُورَة.

يقال : فلان حسن الشارَة والشَّوْرَة ، إذا كان حَسَنَ الهيئة ، وفلان حسنُ الشوْرَة ، أي حَسَنُ اللِّباس.

٢٧٧

ويقال : فلان حسنُ المِشوار ، وليس بفلان مِشوار ، أي مَنْظَر.

وقال الأصمعيّ : حَسَنُ المِشوَار ، أي مُجَرَّبه حسَنٌ حينَ تُجرِّبُهُ. ويقال لمتاع البيت : الشَّوارُ ، والشِّوار والشُّوار ، وكذلك الشَّوار والشَّوارُ لمتاع الرَّحل.

وتقول : شوَّرْتُ إليه بيدي ، وأشرت إليه ، أي لَوَّحْتُ إليه ، وأَلَحْتُ أيضاً.

ويقال : شرْتُ الدَّابة والأَمَةَ أَشورهما شَوْراً إذا قلبتهما ، وكذلك شوّرتهما وأشرتُهما ، وهي قليلة ، وإنه لَصَيِّرٌ شيِّر ، أي حَسَن الصّورة والشِّوْرَة.

أبو عبيد عن أبي زيد : أَبْدَى اللهُ شوَارَه ، يعني مذاكيره. ويقال : في مَثل : «أَشوَارَ عَروس تَرَى»!

اللِّحياني : شوَّرت بالرجل ، إذا خجُلْته ، وقد تَشوَّر الرجلُ. والشَّوَار : الفَرْج ، وشَوارُ المرأة : فَرْجُها.

الليث : الشَّورَةُ : الموضعُ الذي يُعسّل فيه النحلُ إذا دَحَتْها. قال : والمَشوَرةُ : مَفْعلة ، اشتُقّ من الإشارة ، ويقال : مَشُورَة قال : والمُشيرَةُ هي الإصْبع التي يقال لها : السَّبّابَة ، ويقال : ما أحسن شِوار الرجل وشارَته وشِيارَه! يعني لِباسه وهيئته وحُسْنَه. وقصيدة شيِّرةٌ ، أي حسناء.

وشيء مَشور ، أي مَزَيَّن ، وأنشد :

كأَنَّ الجرادَ يُغَنِّينَه

يُبَاغِمْنَ ظَبْيَ الأَنيسِ المشورَا

قال : والتشوير : أَنْ تُشَوِّرَ الدَّابة ، تَنْظُر كيف مِشْوَارها! أي كيف سِيرتُها ، والمشوار : ما أَبْقَت الدَّابة من عَلَفها.

قال الخليل : سألتُ أَبا الدُّقَيْشِ عنه ، فقلت نِشوار أو مِشوار؟ فقال : نِشوار ، وزعم أنه فارسي.

أبو عبيد عن الأمَوِيّ : المسْتَشير : الفَحْلُ الذي يَعْرِفُ الحائِلَ من غيرها ، وأنشد :

أَقْرَعْتُها كلّ مُسْتَشير

وكلَّ بَكْرٍ دَاعِرٍ مِئْشِير

أبو عمرو : المستشير السَّمين ، وكذلك المستَشيط.

أبو سَعِيد : يقال : فلانُ وزيرُ فلان وشَيِّره ، أي مُشَاوِرُه ، وجمعه شُوراء.

ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : الشَّورَة : الجمالُ الرائع ، والشوْرَةُ : الخَجْلَة : والشيِّرُ : الجميلُ.

وفي الحديث أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم رأى امرأةً شَيِّرَةً ، عليها مَنَاجِد ، أي جميلة.

أبو عمرو : الشيارُ : يوم السبت.

ويقال للسَّبَّابَتَيْن : المْشيرتان.

شمِر ، عن الفراء : إنَّه لحسَنُ الصُّورة والشُّورة في الهَيئة ، وإنه لَحَسَنُ الشوْرَة والشوَارِ وأَخَذَ شَوْرَةُ وشَوَارَه ، أي زِينَته ، قال : وشرْتُه : زَيَّنْتُه ، فهو مَشور.

٢٧٨

رشا : قال الليث : الرَّشو ، فعل الرَّشْوة ، تقول : رَشَوْتُه ، والمراشاة المحاباة.

وأخبرني المنذريّ عن أبي العبّاس أنه قال : الرِّشوة مأخوذة من رَشا الفرخُ ، إذا مَدَّ رأسه إلى أمّه لتزقُهُ.

وقال الليث : الرَّشاةُ ، نبات يشرب لدواء المشيّ.

أبو عبيد : الرَّشاءُ من أولاد الظباء الذي قد تحرَّك وتمشّى.

قال : والرِّشاء : رسن الدلو.

أبو عُبيد : عن الكِسائيّ : الرِّشاء الحبل ، يقال منه : أرشيتُ الدلو ، إذا جعلتَ لها حَبْلاً.

قال : وقال الأصمعيّ : إذا امتدَّتْ أغصان الحنظل قيل : قد أرْشت ، أي صارت كالأرْشية ، وهي الحِبال.

وقال أبو عمرو : استْرشَى ما في الضرْع واستوْشى ما فيه ، إذا أخرجه.

ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : أرشى الرجل ، إذا حك خَوْرَان الفَصيل ليَعْدُو.

ويقال للفصيل : الرَّشِيّ.

ويقال : رُشوة ورِشوة ، وقد رشاه رِشوةً ، وارتشى منه رِشوة ، إذا أخذها ، وجمعها الرُّشَا.

أرش : قال الليث : الأَرش : دِيَة الجراحَة ، والتأريش : التحريش.

وقال رُؤْبة :

* أصبحتُ من حرصٍ على التأريش *

وقال :

* أصْبِحْ فما من بشر مأروش *

قوله : «أصْبحْ» يقول : تأمَّل وانظر وأبصرْ حتى تعقل ، فما من بشر مأروش. يقول : إِنْ عِرْضي صحيح لا عَيْب فيه ، والمأروش : المخدوش.

وقال ابن الأعرابيّ : انتظر حتى تعقل ، فليس لك عندنا أرش إلا الأسنّة ، يقول : لا نقتل إنساناً فَنَدِيه أبداً. قال : والأرْش الدِّية.

شَمِر عن أبي نهشل وصاحبه : الأرش : الرِّشوة ، ولم يعرفاه في أرش الجراحات.

وقال غيرهما : الأرش ثمن الجراحات كالشّجة ونحوها.

وقال ابن شُميل : يقال : ائترش من فلان حُمَاشتك يا فلان ، أي خذ أرشها ، وقد ائترش للخُماشة ، واستسلم للقصاص.

قلت : وأصل الأرش الخدْش ، ثم قيل لما يؤخذ ديةً لها : أرش ، وأهل الحجاز يسمّونه النّذْر ، وكذلك عُقْر المرأة ما يؤخذ من الواطيء ثمناً لبُضْعِها ، وأصلُه من العَقْر ، كأنه عَقَرها حين وطِئها وهي بِكْرٌ ، فافترعها ودمَّاها ، فقيل لما يؤخذ بسبب العَقْر : عُقْر.

وقال القُتَبيّ : يقال لما يدفع بين السَّلامة

٢٧٩

والعَيْب في السِّلعة : أَرْش ، لأنْ المبتاع للثوب على أنّه صحيح إذا وقف فيه على خَرْق أو عيب وقع بينه ، وبين البائع أَرش ، أي خصومة واختلاف ، من قولك : أرَّشت بين الرجلين ، إذا أغريتَ أحدهما بالآخر ، وأوقعت بينهما الشرَّ ، فسمي ما نقص العيبُ الثوبَ أرْشاً إذا كان سبباً للأرش.

ورش : قال الليث : الوَرْش : تناول شيء من الطعام ، تقول : وَرَشتُ أَرِشُ وَرْشاً ؛ إذا تناولتَ منه شيئاً ، ويقال للذي يدخل على قوم يَطْعمون ليُصيب من طعامهم : وارش. وللذي يدخل عليهم وهم شَرْب : واغل.

أبو عُبيد ، عن أبي زَيْد : وَرَشتُ شيئاً من الطعام أَرِشُ وَرْشاً ؛ إذا تناولت قليلاً من الطعام. والوَرَشان : طائر وجمعه وِرْشان ، والأنثى وَرَشَانة.

أبو عَمرْو : الوَرِش النشيط وقد وَرِش وَرَشاً ، وأنشد :

يَتْبَعْنَ زَيّافاً إذا زِفْنَ نجا

باتَ يُبَارِي وَرِشَاتٍ كالْقَطَا

إذا اشتكَيْنَ بُعْدَ مَمْشاهُ اجْتَزَى

منهُنّ فاستوفَى برحْبٍ وعدا

أي زاد. اجتزى منهن ، من الجزاء قال : ورجل وَرِش : نشيط.

أبو زَيْدٌ : يقال : لا تَرِش عليّ يا فلان ، أي لا تعرِضْ لي في كلامي فتقطعه عليّ.

روش ـ ريش : ثعلب عن ابن الأعرابيّ : الرَّوش : الأكل الكثير ، والورْش الأكل القليل ، قال : والرائش الذي يُسَدِّي بين الراشي والمرتشي.

وقول الله جلّ وعزّ : (وَرِيشاً وَلِباسُ التَّقْوى) [الأعراف : ٢٦] وقرىءَ (وَرِياشاً).

أخبرني المنذريّ عن الحُسين بن فَهْم ، عن محمد بن سلّام ، قال : سمعت سلاماً أبا المنذر القاري يقول : الرِّيش الزينة ، والرِّياش كلّ اللباس ، قال : فسألتُ يونس فقال : لم يقل شيئاً ، هما سَوَاء ، وسأل جماعةً من الأعراب ، فقالوا كما قال.

قال أبو الفضل : أراه يعني كما قال أبو المنذر.

قال : وأخبرني الحرّانيّ : أنه سمع ابن السِّكّيت : يقول : الرِّيش جمع ريشة ، والرَّيْش مصدر راش مهمة يريشه رَيْشاً ، إذا ركّب عليه الرِّيش.

وقال القُتَيْبِيّ : الرِّيش والرِّياش واحد ، وهما ما ظهر من اللباس ، وريش الطائر ما ستره الله تعالى به.

وقال ابن السّكّيت : قالت بنو كلاب : الرياش هو الأثاث من المتاع ، ما كان من لباسٍ أو حشوٍ من فراش أو وِثار.

والرِّيش المتاع والأموال أيضاً ، وقد يكون في الثياب دون المال ، وراشه الله ، أي

٢٨٠