وقال شمر : ولا يَجُوزُ شُفْرٌ ، بضم الشّين.
وقال اللحيانيّ : شُفْرٌ لُغة.
وقال ذُو الرمَّة فيه بلا حَرْف النَّفْي :
تَمُرُّ لَنَا الأَيَّامُ ما لَمَحَتْ لَنا |
بَصِيرَةُ عَيْنٍ مِنْ سِوَانا إلى شَفْرٍ |
أي ما نَظَرت عينٌ مِنّا إلى إنْسانٍ سِوانا.
وقال الليث : الشُّفَارِيّ : ضَرْبٌ من اليَرابِيع ، يقال لها ضأن اليرابيع وهي أَسْمَنُها وأَفضَلُها يكون في آذَانها طُول ، ولليَرْبُوعِ الشُّفَارِيّ ظُفْرٌ في وَسَطِ ساقِه.
ثعلب ، عن ابن الأَعرابيّ : شَفَر ، إذا آذَى إنْساناً ، وشَفَر ، إذَا نَقَّصَ ، والشَّافِر : الْمهلِكُ لِمالِه ، والزَّافِرُ : الشُّجَاعُ ، وشَفَّرَ مالُ الرَّجُل ، إذَا قَلَّ ، وعَيْشٌ مُشَفِّرُ : ضَيِّق.
وقال الشاعر يذكر نِسَاءً بالنَّهمَ والطَّلَب :
مُولَعَاتٌ بِهاتِ هَاتِ فإنْ شَفّ |
ـرمالٌ سأَلْن منك الْخِلاعَا |
وقال الآخر :
قَدْ شَفَّرَتْ نَفَقاتُ الْقَومِ بَعْدَكُمُ |
فأصْبَحُوا لَيْسَ فيهم غَيْرُ مَلْهُوفِ |
أبو عبيد : أُذُنٌ شُفَارِيَّةٌ وشُرَافِيَّةٌ ، أي ضَخْمَةٌ. وقال أبو زيد : وهي الطَّويلَة.
الْفَرَّاء ، عن الدُّبَيْرِيَّة : ما في الدَّارِ عَيْنٌ ولا شَفْرَةٌ ولا شَفْرٌ.
ش ر ب
شرب ، شبر ، رشب ، ربش ، بشر ، برش : أَهمل الليث : رشب.
[رشب] : وروى أبو العباس ، عن عمرو ، عن أبيه ، أنه قال : الْمراشِبُ : جَعْوُ رُؤوسِ الخُروس ، والجَعْوُ : الطِّين ، والْخُروسُ : الدّنَان.
شرب : الحرانيّ ، عن ابن السكيت ، قال : الشَّرْب : مَصْدَر شَرِبْتُ أَشْرَبُ شَرْباً وشُرْباً ، قال : والشَّرْبُ أيضاً : الْقومُ يَجْتَمعون على الشَّراب.
وقال الفراء : حدثني الكسائيّ عن يحيى بن سعيد الأُمويّ ، قال : سمعت ابن جُريج يَقْرَأ : (فشاربون شرب الهيم) [الواقعة : ٥٥]. فذكرتُ ذلك لجعفر بن محمد ، فقال : وليست كذلك ، إنَّما هي : (شُرْبَ الْهِيمِ).
وقال الفراء : وسائرُ القراء يَقْرءون برَفْع الشِّين.
وقال ابن السكيت : الشِّرْبُ : الماءُ بِعَيْنه يُشْرَبُ ، والشِّرْبُ : النَّصِيبُ من الْمَاءِ ، قال : والشَّرَبُ : جمع الشَّرَبَة ، وهي كالْحُوَيْض حول النخلة ، تُملأُ ماءً فتكون رِيّ النَّخْلَة.
وقال الليث : يقال : شَرِبَ شَرْبَاً وشُرْباً ، والشِّرْبُ وَقْتُ الشُّرْب ، والْمشرَبُ : الْوجْهُ الذي يُشْرَبُ مِنه ويكون مَوْضِعاً ،
ومَصْدراً ، وأنشد :
ويُدْعَى ابْنُ مَنْجُوفٍ أَمامِي كَأَنَّه |
خَصِيُّ أَتَى لِلْماءِ من غير مَشْربِ |
أي من غَيْر وَجْهِ الشُّرْبِ.
والْمَشرَبُ : الشُّرْبُ نَفْسُه ، والشَّرَابُ : اسم لما يُشْرَب وكل شيء لا يُمصغَ فإِنَّه يقال فيه يُشْرَب ، وَرجل شَرُوبٌ : شَديدُ الشُّرب ، وقَوْمٌ شُرُبٌ.
أبو عُبيد ، عن أَبِي زَيْد : الماءُ الشَّرِيبُ : الذي ليْسَ فيه عُذُوبَة ، وقد يَشْرَبُه النَّاس على ما فيه ، والشَّرُوبُ : الذي ليس فيه عُذُوبةٌ ، ولا يَشْرَبُه الناس إلا عند الضَّرورة ، وقد يشربه الْبَهائم.
وقال الأُمويّ : الماء الشَّروب : الذي يُشْرَب ، والْمَأْجُ : الماءُ الملحُ ، وأنشدنا لابن هَرْمة :
فَإنّك كالْقَرِيحَة عام تُمْهَى |
شَرُوبُ الماءِ ثم تَعودُ مَأْجَا |
وقال الليث : ماءُ شَرِيبٌ وشَرُوبٌ : فيه مَرارَة ومُلوحَةٌ ولم يمْتَنِعْ من الشُّرب.
والشَّرِيب : صاحبُك الذي يَسْقِي إِبله معك ، والشَّرِيبُ : المولَعُ بالشَّراب ، والشَّرَّابُ : الكثيرُ الشُّرْب ، قال : والْمُشْرِبُ : العَطْشان. يقال : اسْقِني فإني مُشْرِب ، والمُشْرِبُ : الذي عَطشَتْ إِبِلُه أيضاً. قال ذلك ابنْ الأعرابيّ.
وقال غيره : رَجُلٌ مُشْرِبٌ : قد شَرِبَتْ إِبِلُهُ ، ورجل مُشْرِبُ : حان لإِبِله أنْ تَشْرَب ، وهذا عند صاحبه من الأضداد.
وقال الزَّجاج في قول الله جلَّ وعزَّ : (وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ) [البقرة : ٩٣] معناه : سُقُوا حُبَّ العِجْلِ ، فحذف الحبّ وأُقيمَ العجلُ مكانَه.
وقال الفراء : العربُ تقول : أَكَّلَ فلانٌ مالِي وشَرَّبَه ، أي أطْعمهُ الناسَ وسقاهم به ، قال : وسَمِعْتهم يقولونُ : كُلُّ ما لي يُؤكَّلُ ويُشَرَّبُ ، أي يرْعَى كيفَ شَاء ، ورَجُلٌ مُشْرَبٌ حُمْرَةً ، وإنَّه لَمُسْتَقَى الدّم مثله. قال : وأَشْرَبَ إبِلَه : جعل لكُلِّ جَمَلٍ قِرِيناً ، ويقول أحدهم لناقَته : لأَشْرِبَنَّكِ الحبالَ والنُّسُوع ، أي لأقْرِنَنَّكِ بها ، وماء شَرُوبٌ ، وطَعِيمٌ بمعنى واحد.
أبو عبيد : مَشْرَبَةٌ ومَشْرُبَةٌ للغُرْفَة.
وفي الحديث : أَنَّ النبي صلىاللهعليهوسلم كان في مَشْرُبَةٍ له ، أي في غُرْفَة ، وجمعها مَشَارِب ، ومَشْرُباتٌ.
والشَّوارب : مَجاري الماء في الحَلْق ، ويقال للحمار إذا كان كثير النَّهْق : إنَّه لَصَخِبُ الشَّوارِب.
وقال أبو ذؤيب :
صَخِبُ الشَّوارِبِ لا يزالُ كأَنَّه |
عَبْدُ لآلِ أبِي رَبِيعَة مُسْبَعُ |
وقال ابن دريد : الشَّوارِبُ : عُروقٌ في باطِنِ الحَلْق.
وقال الليث : الشَّارِبَةُ هُم القومُ الذين مَسْكَنُهم على ضَفَّة النَّهر ، وهم الذين لهم ماءُ ذلك النَّهْر.
والشَّاربان : تجمعهما السَّبَلَة ، والشَاربان أيضاً : ما طال من ناحية السَّبَلَة ، وبذلك سُمِّيَ شَارِبا السَّيْف ، وبعضهم يسمي السَّبَلَة كلَّها شَارِباً واحداً ، وليس بصَواب.
قال : والشَّوارِبُ : عروقٌ مُحْدِقَةٌ بالحُلْقُوم ، يقال فيها يقع الشَّرَقُ ، ويقال : بل هي عُروقٌ تَأْخُذُ الماء ، ومنها يَخْرُجُ الرِّيق.
قال : وأَشْرَبْتُ الخيلَ ، أي جعلتُ الحِبالَ في أَعْناقِها ، وأنشد :
* يا آلَ وَرْدٍ اشْرِبُوها الأقْرانْ*
ويقال للزَّارع إذا خرج قَصَبُه : قد شرِبَ الزَّرع في القَصَب.
وقال ابن شميل : الشاربان في السَّيف : أَسْفَل القائم ، أَنْفانِ طويلان ، أحدهما من هذا الجانِبُ ، والآخر من هذا الجانب ، والغاشِيَةُ ما تحت الشاربين ، والشَّارِب والغاشية يكونان من حديدٍ وفِضَّةٍ وأدَمٍ.
وقال الليث : الْمشْرَبَةُ : إناءٌ يُشْرَبُ فيه ، والْمَشرَبَةُ : أرْضٌ لَيِّنة ، لا يزال فيها نَبْتٌ أَخْضَرَ رَيّان.
قال : ويقال لكل نَحيزَةٍ من الشجر : شرَبَّةٌ في بعض اللُّغات. والجميع الشرَبَّات والشرائِبُ والشرابيبُ.
قال : والأشرابُ : لونٌ قد أُشرِبَ من لَوْن ، والصِّبْغُ يَتَشرَّبُ في الثَّوب ، والثَّوْبُ يَتَشَرَّبُه ، أي يَتَنَشفُه.
أبو عُبَيد : شرَّبْتُ القِرْبَةَ بالشِّين إذا كانت جَديدةً ، فجعل فيها طِيناً لِيَطيبَ طَعْمُها.
وقال القطامي :
ذَوَارِفُ عَيْنَيْهَا من الْحَفْلِ بالضُّحَى |
سُجُومٌ كَتَنْضَاحِ الشِّنانِ المْشرَّبِ |
وأما تشريبُ القِرْبة فأَنْ يُصَبَّ فيها الماء لتَنْسَدَّ خُروزُها.
وقالت عائشة : «اشرَأَبَ النِّفاق وارْتَدَّت العَرب».
قال أبو عُبيد : معنى اشرأَبَ ارْتَفَعَ وعَلا ، وكل رافِعِ رأسَهُ مُشرئِبّ.
وفي حديث مرفوع : «يُنادي يومَ القيامة مُنادٍ : يا أهل الجنة ، ويا أهل النار ، فيشرئِبُّون لصَوْته».
وأنشد قول ذي الرمة :
ذَكَرْتُكَ إنْ مَرَّتْ بنا أمُّ شادِنٍ |
أَمام المطايا تَشرَئِبُ وَتَسْنَحُ |
يصف الظَّبْيَة ، ورفعَها رأسها.
وقال أبو عُبيد : قال الكسائيّ : ما زال على شَرَبَّةٍ واحدة ، أي على أَمْرٍ واحد.
اللِّحيانيّ : طَعامٌ مَشْرَبةٌ ، إذا كان يُشْرَبُ عليه الماء ، كما قالوا شَرَابٌ مَسْهَفَةٌ
وجاءت الإبل وبها شَرَبةٌ شَدِيدَةٌ ، أي عطش وقد اشْتَدَّتْ شَرَبَتُها ، وطعامٌ ذو شَرَبَةٍ إذا كان لا يُرَوى فيه من الماءِ.
ويقال فيه شُرْبَةٌ من الْحُمْرَةِ ، إذا كان مُشْرَباً حُمْرَةً.
أبو عَمرو : شَرَّبَ قَصَبُ الزَّرْع ، إذا صارَ الماءُ فيه.
عَمرو ، عن أبيه : الشَّرْبُ : الفَهْمُ ، وقد شَرَبَ يَشْرُبُ شَرْباً ، إذا فَهِمَ ، ويقال للبليد : احْلُبْ ثم اشْرُبْ ، أي ابْرُكْ ثم افْهَمْ ، وحَلَبَ ، إذا بَرَك.
ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : الشُّرْبُبُ : الْغَمْلَى من النبات ، والشُّرْبُبُ : اسم وادٍ بِعَيْنِه. قال : والشَّارِبُ : الضَّعْفُ في جميع الحيوان.
يقال : إنَّ في بَعيرك شاربَ خَوَر ، أي ضَعْفاً ، قال : وشَرِبَ ، إذا رَوَى ، وشَرِبَ إذا عَطَش ، وشَرِبَ ، إذا ضَعُفَ بعيرُه.
شبر : قال الليث : الشِّبْرُ : الاسم ، والشَّبْرُ : الفِعْل ، يقال : شَبَرْتُه شَبْراً بِشِبْرِي.
ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : سَبَرَ وشَبَرَ ، إذا قَدَّرَ ، وشَبَرَا أيضاً إذا بَطِر. يقال : قَصَّرَ الله شِبْرَه وشَبْرَه ، أي قصَّر الله عُمْرَه وطُولَه.
سلمة ، عن الفَراء : الشَّبْرُ القَدُّ. يقال : ما أَطْولَ شَبْرَهُ ، أي قَدَّه ، وفلانٌ قَصيرٌ الشَّبْر. قال : والشَّبَرُ العَطِيَّة.
وقال الليث : الشَّبَرُ القُرْبان ، وهو شيءٌ يُعْطيه النّصارى بعضُهم لبعض يَتَقَرَّبون به.
وقال عدي :
إذا أَتَانِي نَبَأٌ منْ مُنْعِمٍ |
لَمْ أَخُنْهُ والذي أَعْطَى الشَّبَرْ |
وفي الحديث : النّهْي عن شَبْر الْجَمَل ، معناه : النّهْي عن أَخْذ الكِرَاءِ على ضِرَاب الْفَحْل ، وهو مثل النّهْي عن عَسْبِ الفَحْل ، وأَصل العَسْبِ والشَّبْرِ : الضَّراب.
ومنه قول يَحْيَى بن يَعْمَر لرَجل خاصَمَتْه امرأته إليه تطلُب مَهْرَها : أَإِنْ سَأَلْتكَ ثمنَ شَكْرِها وشَبْرِكَ أَنْشَأْتَ تَطُلُّها ، وتَضْهَلُهَا؟.
فشَكْرُها : بُضْعُها ، وشَبْرُه : وَطْؤُه إياها.
وقال الليث : أَعْطَاهَا شبْرَها ، أي حَقَّ النِّكاح.
ابن السكّيت : شبَرْتُ فلاناً مالاً ، وأَشْبَرْتُه ، إذا أَعْطَيْتَه.
وقال أوس :
وأَشبَرَنِيها الْهَالِكِيُّ كأَنَّها |
غَدِيرٌ جَرَتْ في مَتْنِهِ الرِّيحُ سَلْسلُ |
ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : الشَّبَرَةُ : العَطِيَّةُ ، شبَرْتُهُ وأَشْبَرْتُه وشبّرْتُه : أَعْطَيْتَه ، وهو الشَّبْرُ ، وقد حُرِّك في الشِّعر.
قال : والشَّبْرَةُ : الْقامَةُ تكونُ قصيرةً وطَويلة.
وقال شمِر في حديث يحيى بن يعمر :
الشَّبْرُ : ثَوابُ البُضْعِ من مَهْرٍ وعُقْر.
قال : وشَبْرُ الجَمَلِ : ثوابُ ضِرَابِه.
قال : ورَوى أحمد بن عَبْدَة ، عن ابن المبارك ؛ أنه قال : الشَّكْرُ : القُوت ، والشَّبْرُ : الجِمَاعُ.
وقال شَمِر : القُبُلُ : يقال له : الشَّكْرُ ، وأنشد :
صَنَاعٌ بإشفاها حَصَانٌ بشَكْرِها |
جَوَادٌ بِقُوتِ الْبَطْنِ والعِرْقُ زاخِرُ |
ثعلب ، عن ابن الإعرابيّ قال : المَشْبُورَةُ المرأةُ السَّخِيَّةُ الكريمة.
عَمرو عن أبيه : قال : الشِّبْرُ الحَيّة ، وقِبالُ الشِّسْعِ : الحَيِّة.
وقال أبو سَعيد : المَشابِرُ : حُزُوزٌ في الذِّراع التي يُتَبَايَعُ بها ، منها حَزُّ الشِّبْرِ ، وحَزُّ نِصْف الشِّبر ، ورُبْعِه ، كلُّ حَزِّ منها صَغُرَ أو كَبُرَ مَشْبَرٌ.
والشَّبُّور : شيءٌ يُنْفَخُ فيه ، وليس بعربي صحيح.
بشر : الحرانيّ ، عن ابن السّكّيت : البَشْرُ بَشْرُ الأديم ، وهو أنْ يُؤْخَذَ باطنه بشَفْرَةٍ ، يقال : بَشَرْتُ الأديمَ أبْشُرُه بَشْراً.
قال : والبَشَرُ : جَمْعُ بَشَرَةٍ. وهي ظَاهِرُ الجِلْد : والبَشَرُ أيضاً : الخَلْقُ ، يقع على الأُنثى والذّكر ، والواحد والاثنين والجميع يقال : هي بَشَرٌ ، وهو بَشَرٌ ، وهُمَا بشَرٌ وهم بَشرٌ.
وقال الليث : الْبَشَرةُ أَعْلَى جِلْدَةِ الوجْه والجَسَد من الإنسان ، ويعني به اللّون والرِّقّة ، ومنه اشْتُقّتْ مُبَاشَرَةُ الرَّجُلِ المرأةَ لِتَضامِ أبشَارِهِما. ومُبَاشَرَةُ الأمر : أنْ تَحْضُرَهُ بنَفْسِك.
أبو عبيد ، عن الأصمعيّ : رجلٌ مُؤْدَمٌ مُبْشَرٌ ، وهو الذي قد جمع لِيناً وشِدَّةً مع المعرفة بالأمور.
قال : وأصْلُهُ من أدَمَةِ الجِلد وبَشرَتِهِ ، فالْبَشَرَةُ ظاهِره ، وهو مَنْبَتُ الشَّعر.
قال : والأَدَمَةُ باطِنُه ، وهو الذي يلي اللّحم. قال : والذي يُرادُ منه أنه قد جمع لِينَ الأدَمَةِ ، وخُشونَة البَشَرَة ، وجَرَّب الأمور.
وقال أبو زيد : من أمثالهم : إنَّما يُعاتَبُ الأدِيمُ ذو البَشَرة. أي يُعَادُ في الدِّباغ ، يقول : إنَّما يُعاتَبُ من يُرْجَى ومن له مُسْكةُ عقل ، وفلانَةٌ مؤدمةٌ مُبْشَرَةٌ ، إذا كانت تامَّة في كلِّ وجْه.
وقال جلَّ وعزَّ : (أَنَّ اللهَ يُبَشِّرُكَ) [آل عمران : ٤٥] وقُرِيء (يَبْشُرُكَ).
قال الفراء : كأَنَّ المُشَدَّدَ منه على بِشَارات البُشراءِ ، وكأَنَّ المُخَفَّفَ من جهة الأفراح والسرور ، وهذا شيء كان المَشْيَخَةُ يقولونه.
قال : وقال بعضهم : أَبْشَرْتُ ، ولعلَّها لغةٌ
حجازية. سمعت سُفيان بن عُيَيْنَة يذكرها : فَلْيُبْشِرْ ، قال : وبَشِرْتُ لغةٌ رواها الكسائيّ ، يقال : بَشِرَني بوجهٍ حَسَنٍ يَبْشَرُني ، وأنشد :
وإذا رَأَيْتَ الباهِشِين إلى النَّدى |
غُبْراً أكُفُّهُمُ بقَاعٍ مُمْحِلِ |
|
فأَعِنْهُمُ وابْشَرْ بما بَشِرُوا به |
وإذا هُمُ نَزَلوا بضَنْكٍ فانْزِلِ |
وقال الزَّجاجُ : معنى يَبشَرُك يَسُرُّك ويُفْرِحُك. بَشَرْتُ الرّجلَ أَبَشرُهُ ، إذا فَرَّحتَه ، وبِشرَ يبْشَرُ ، إذا فرح.
قال : ومعنى يَبْشُرُكَ من البِشَارّة ، قال : وأصل هذا كله أنَ بَشرَةَ الإنسانَ تنْبَسِطُ عند السرور ، ومن هذا قولهم : فلان يَلْقَاني بِبِشْرٍ ، أي بوجهٍ مُنْبَسِطٍ عند السرور.
وأخبرني المنذريّ ، عن ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ ، قال : يقال : بشَرْتُه ، وبشَّرتُه ، وبَشِرْتُهُ ، وأَبْشَرْتُه ، قال : وبَشِرتُ بكذا ، وبَشرْتُ ، وأبشرْتُ ، إذا فرحتَ به ، ورجل بشيرُ الوجه. إذا كان جميلَه ، وامرأة بشيرة الوجه.
أبو عُبيد ، عن الفراء ، قال : البَشَارَةُ : الجمالُ. قال الأعشى :
ورأت بأنّ الشيبَ جا |
نَبَه البشاشَةَ والبَشارَة |
وقال الليث : البِشَارَةُ : ما بُشِّرتَ به ، والبشيرُ : الذي يُبشِّرُ القوم بأَمرٍ خيرٍ أو شَرّ ، والبُشَارَةُ : حَقُّ ما يُعطَى من ذلك ، والبُشرَى الاسم ، ويقال : بشرْتُهُ فأبشرَ ، واسْتَبشر ، وتَبشَّر.
وتباشِيرُ الصُّبْح : أوائلُه.
وقال لبيد :
قَلّما عَرَّسَ حتى هِجْتُهُ |
بالتّباشير من الصُّبْحِ الأوَلْ |
والتّباشيرُ : طرائقُ ضوء الصُّبح في اللّيل.
وقال الليث : يقال للطَّرائق التي تراها على وَجه الأرض من آثار الرِّياح التي تَهُبُّ بالسحاب إذا هي جرَّته : التَّباشير.
ويقال لآثار جنب الدابة من الدبر : التباشير وأنشد :
نِضْوَةُ أسْفَارٍ إذا حُطَّ رَحْلُها |
رأيْت بكَفّيْها تَبَاشِيرَ تَبْرُقُ |
والمُبشراتُ : الرِّياحُ التي تهُبُّ بالسحاب والغَيْث.
غيره : بَشرَ الجرادُ الأرضَ يبشُرها ، إذا أكل ما عليها.
أبو عُبيد ، عن أبي زيد : أبشرَت الأرض ، إذا أخْرَجَت نباتها ، وما أحسن بشرَةَ الأرض.
وقال أبو زياد والأحمر : ما أَحْسَنَ
مَشرَتَها.
وقال أبو الهيْثم : مَشرَتَها ، بالتَّثْقِيل.
وقال أبو خيرة : مَشرَتُها : وَرَقُها.
وقال اللحيانيّ : نَاقَةٌ بشِيرَةٌ ، ليست بمَهْزولة ولا سَمِينَة.
وحُكِيَ عن أبي هلال قال : هي التي ليست بالكريمة ولا الخَسيسة. ويقال : أَبشرَت النَّاقَةُ ، إذا لَقِحَتْ فكأنها بَشَّرَتْ باللِّقاح.
وقال الطِّرِمَّاح :
عَنْسَلٌ تَلوِي إذَا أَبْشرَتْ |
بِخَوافِي أَخْدَرِيّ سُخَام |
أبو العباس ، عن ابن الأعرابيّ ، قال : هُم الْبُشَارُ ، والْقُشَارُ والخُشَارُ : لِسُقَّاطِ النَّاس.
أبو زَيد : أَبشرتِ الأرضُ إبشاراً ، إذا بُذَرِتْ فخرج بَذْرها ، فيُقال عند ذلك : ما أَحْسَنَ بَشَرَةَ الأرض.
وأَبْشرْتُ الأَدِيمَ فهو مُبْشَرٌ ، إذا ظَهَرَتْ بَشَرَتُه الّتي تَلِي اللّحم وآدمْتُه ، إذا أظْهرتَ أَدَمَتهُ التي يَنْبُت عليها الشعرَ.
ابن الأعرابيّ : الْمبشورَةُ : الْجارِيَةُ الحَسَنَةُ الخَلْق واللّوْن ، وما أَحْسَنَ بَشرَهَا!
برش : قال اللّيْث : الأَبْرشُ : الذي فيه أَلْوانٌ وخَلْط ، والْبُرشُ الجميع. وحية بَرْشَاءُ بمنزلة الرَّقْشَاء ، والْبَرِيشُ مِثْله.
وقال رؤبة :
وتركتْ صاحبتي تَفْرِيشي |
وأَسْقَطَتْ من مُبْرِمٍ بَرِيشِ |
أي فيه أَلوان ، وكان جَذيمَةُ الملك أَبْرَص ، فلقبه العرب الأَبْرَش ، كراهِيَةً للفظ الأبْرص.
أبو عُبيدة : في شِياتِ الخيل مما لا يُقال له بَهيم ، ولا شيَةَ له : الأَبْرَش ، والأَنْمر ، والأَشيَم ، والمْدَنَّر ، والأبْقَع ، والأبْلَق ، فالأَبْرشُ : الأَرْقَط ، والأَنْمر : أنْ تكونَ به بُقْعَةٌ بيضاء ، وأخرى أيّ لَونٍ كانَ. قال : والأَشيَم : أن يكون به شامٌ في جَسده ، والْمُدَنَّرُ : الذي له نُكَتٌ فوق الْبَرَش.
ربش : أبو العباس ، عن ابن الأعرابيّ : أرْمَشَ الأْرضُ وأَرْبَش ، وأَنْقَدَ ، إذا أوْرَق وتَفَطَّر ، وأرضٌ رَبشاءُ وَبَرشاءُ : كثيرةُ العُشب مُخْتَلِفٌ أَلوانُها ، ومكانٌ أرْبشٌ وأَبْرَشٌ مختلفُ اللّون.
وقال اللّحيانيّ : بِرْذَوْنٌ أَرْبشٌ وأَبْرَشٌ.
وقال الكسائيّ : سَنَةٌ رَبشاءُ ورَمْشاءُ وبَرْشاء : كثيرة العُشب.
ش ر م
شرم ، شمر ، رشم ، رمش ، مشر ، مرش.
شرم : قال الليث : الشرْمُ : قطع ما بين الأرْنَبة ، وقَطْعٌ في ثَفَرِ النّاقة ، قيل ذلك
فِيهما خاصَّة ، وناقة شَرْمَاء ومُشَرَّمَةٌ ، ورجل أَشرَمُ ومشرُومُ الأنْف ، وكان أبرهة صاحبُ الفيل جاءَهُ حَجَرٌ فَشرَم أنفه فسُمِّيَ الأشرَم.
وفي حديث ابن عمر أنه اشتَرى ناقَةً فرأى بها تَشريمَ الظِّئارِ فَرَدَّها.
قال أبو عُبيد : التَّشريمُ : التّشقيق ، يقال لِلْجِلْد إذا تَشقَّقَ قد تَشرَّم ، ولهذا قيل للمشقُوق الشفّةِ : أشرَم ، وهو شبِيهٌ بالْعَلَم.
وفي حديث كَعْب أنه أَتَى عُمر بكتابٍ قد تَشَرَّمتْ نَواحيه ، أي تَشقْقَتْ.
ثعلب عن ابن الأعرابيّ ، قال : يقال للرجل المشقوق الشفة السفلى : أَفْلَج ، وفي العليا : أَعْلم ، وفي الأنْفِ : أَخْرم ، وفي الأُذُن : أَخْرَبُ ، وفي الْجَفْنِ : أَسْتَرُ ، ويقال فيه كله : أشرَمُ.
قلت : ومعنى تشرِيمُ الظِّئار الذي في حديث ابن عمر : أن الظِّئار أنْ تُعْطَف الناقَةُ على وَلَدِ غيرها فَتَرْأَمه ، يقال : ظاءَرْتُ أُظَائِرُ ظئَاراً ، وقد شاهدتُ ظِئارَ العرب النّاقَةَ على وَلَدِ غيرها ، فإذا أرادوا ذلك شدُّوا أَنْفَها وعَيْنَيْها ، وحَشْوا خَوْرَانَها بِدُرْجَةٍ قد حُشِيَتْ خِرَقاً ومُشَاقَةً ، ثم خَلُّوا الخَوْرَانَ بِخِلالَيْن ، وتُرِكَتْ كذلك يوماً ، وتَظُنُّ أنها قد مَخِضَتْ للولادة ، فإذا غَمَّها ذلك نَفّسُوا عنها ، واستخرجوا الدُّرْجَةَ من خَوْرَانِها وقد هُيِّيءَ لها حُوارٌ فَيُدْنَى منها ، فَتَظُنّ أنَّها وَلَدَته فَتَرْأَمُه وتَدُرُّ عليه.
والخَوْرَان : مَجْرى خروج الطعام من الناس والدَّوابّ.
أبو عبيد ، عن الأحمر : الشَّرِيمُ : المرأةُ المُفْضَاة ، وأنشدنا :
يَوْمَ أديمِ بَقَّةَ الشَّريمِ |
أَفْضَلُ من يومِ احْلِقِي وقُومِي |
أراد الشدّة. والشرْمُ : لُجَّةُ البَحْر.
رشم : قال الليث : الرَّشْمُ : أن تَرْشُمَ يَدَ الكُرْدِيّ والعِلْج كما تُوشَمُ يَدُ المرأَةِ بالنِّيل لكي تُعْرَفَ بِها ، وهو كالْوَشم.
قال : والرَّشمُ : خاتمُ الْبُرِّ والحُبوب ، وهو الرَّوْشمُ بلغة أَهْلِ السَّواد.
يقال : رَشَمْتُ البُرَّ رشْمتُ البُرَّ رشْماً ، وهو وَضْعُ الخاتَم على فَراءِ البُرّ فيَبْقَى أَثَرُه فيه.
وقال النّضْر : الرَّشمُ : أَوَّلُ ما يَظْهَرُ من النَّبات ، يقال : فيه رَشَمٌ من النَّبات.
وقال اللّحيانيّ : بِرْذَوْنٌ أَرْشمٌ وأَرْمَشٌ ، مثل الأبْرش في لَوْنه.
قال : وأرْضٌ رَشماءُ ورَمْشاءُ ، مثل الْبَرْشاءُ ، إذا اخْتَلَفَ أَلْوانُ عُشبها.
شمر ، عن ابن الأعرابيّ ، قال : الأرْشم : الذي لَيْسَ يِخَالِصِ اللّوْن ولا حُرِّه ، ومَكانٌ أَرْمَشُ وأرْشم ، وأَبْرَش وأرْبَشُ ، إذا اختلف ألْوانه.
أبو عُبيد ، عن الأُمويّ : الأرْشمُ : الذي يَتَشَمَّمُ الطعام ، ويحرصُ عَليه.
وقال جرير يَهجو الْبَعيث :
لَقاً حَمَلْتُه أُمُّهُ وهيَ ضَيفَةٌ |
فجادَتْ بِنَزِّ للضِّيَافَةِ أَرْشما |
وقال ابن السكيت في قوله : «أَرْشَما» قال : في لَوْنِه بَرَش يشوبُ لَوْنَه لَوْنٌ آخر يَدُلّ على الرِّيبَة.
قال ، ويُرْوَى : مِنْ نِزَالَةِ أَرْشما ، يريد من ماءِ عَبْدٍ أرْشم.
وقال أبو تُراب : سَمِعْتُ عَرَّاماً يقول : الرَّسْمُ والرشمُ : الأثَر ، ورسَمَ على كذا ، ورَشمَ ، أي كَتَبَ. ويقال للخاتم الذي يُخْتَم به الْبُرّ : الرَّوْسَمُ ، والرَّوْشمُ.
ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : أَرْشَمَ الشجر وأَرْمَش ، إذا أَوْرَق.
رمش : قال الليث : الرَّمَش : تَفَتُّلٌ في الشُّفْر ، وحُمْرَةٌ في الجفون مع ماءٍ يَسيل ، وصاحِبُهُ أَرْمَش ، والْعَيْن رَمْشاء.
وأنشد غيره :
لَهُمْ نَظَرٌ نَحْوِي يَكادُ يزِيلِني |
وأَبصارُهُمْ نحو الْعَدُو مَرَامِش |
قال : مَرامِش : غَضِيضَةٌ من الْعَدَاوَة.
ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : الْمِرماشُ : الذي يُحَرِّكُ عَيْنَيْه عند النظر تحريكاً كثيراً ، وهو الرَّأْراءُ أيضاً.
قال : والرَّمْشُ : الطَّاقَةُ من الحماحِمِ الرَّيْحانِ وغيره.
وقال اللِّحيانيّ : بِرْذدْنٌ أَرْمَش ، وبه رَمَشٌ ، أي بَرَشٌ ، وأرضٌ رَمْشاء : كثيرة العُشب.
وقال غيره : الرَّمْشُ : أَنْ تَرعَى الغَنمُ شيئاً يَسيراً ، وقد رَمَشتْ تَرْمِشُ رَمْشاً ، وأنشد :
* قَدْ رَمَشتْ شيئاً يَسيراً فاعْجَلِ*
مرش : قال الليث : المَرْش : شِبْهُ الْقَرْصِ من الجِلْد بأَطْرَاف الأظافير ويقال : قَدْ أَلْطَفَ مَرْشاً وخَرْشاً ، والخَرْش : أشدُّه ، قال : والمَرْشُ : أرْضٌ إذا وَقَعَ عليها ماء المطر رَأَيْتَها كلَّها تَسيلُ ويَمْرُشُ الماءُ من وَجْهها في مواضِعَ لا يبلُغُ أن يَحْفِرَ حَفْرَ المَسِيل ، وجمعه الأَمْراش.
يقال : انْتَهَينَا إلى مَرْشٍ من الأَمْراش ، اسمٌ للأَرْض مع الماءِ ، وبَعْدَ الماءِ إذا أَثَّرَ فيه ، والإنسان يَمْتَرِش الشَّيْء بَعْدَ الشيء من هاهنا ثم يَجْمعه.
وقال النضر : المَرْسُ ، والمَرْشُ : أَسْفَلُ الْجَبَل ، وحَضِيضُه يَسِيلُ منه الماء فَيَدِبُّ دَبيباً ولا يَحْفِر ، وجمعه أَمْراسٌ وأمْراش.
قال : وسمعت أبا مِحْجَن الضِّبَابيّ يقول : رأيت مَرْشاً من السَّيل ، وهو الماء الذي يجرَح وَجْهَ الأرْض جَرْحاً يَسيراً ، ويقال : لي عِنْدَ فلان مُرَاشةٌ ، ومُرَاطةٌ ، أي حَقُ
صَغير ، ومَرَش وَجْهَه ، إذا خَدَشه ، وامْتَرَسْتُ الشَّيء وامْتَرَشتُه ، إذا اخْتَلَسْتَه.
شمر : قال الليث : شَمِرٌ اسمُ مَلِكٍ من ملوك اليمن يقال : إنه غَزَا مدينة السُّعْد فهدَمَها ، فسميت شِمْرُكَنْذ. وقال بعضهم : بل هو بَنَاها فسميت شِمْرُكَثْ ، فأُعْرِبَتْ سَمْرَقَنْد.
قال : والشَّمْرُ : تَشْمِيرُكَ الثَّوْب إذا رَفَعْتَه وكلُّ شيءٍ قالِص ، فإنَّه مُتَشَمِّر ، حتى يقال لِثَةٌ مُتَشَمِّرَةٌ لازِقَةٌ بأَسْنَاخِ الأسْنان. ويقال أيضاً : لِثَةٌ شامِرَةٌ ، وشفَةٌ شامرَةٌ أيضاً.
ورَجُلٌ مُتَشَمر : ماضٍ في الحوائج والأمور ، وهو الشَّمَّرِيُ أَيْضاً.
وبعضهم يقول : شِمَّرِيّ ، وأنشد :
لِيْسَ أخُو الحاجاتِ إلا الشِّمَّرِي |
والجملُ البَازِلُ والطِّرفُ القَوِي |
وقد انشَمرَ لهذا الأمر وشَمَّرَ إزَاره ، ويقال : شاةٌ شامِرَةٌ ، إذا انْضَمّ ضَرْعُها إلى بَطْنها من غيرِ فِعْل.
قال : وشمَّر : اسمُ نَاقَة ، وهو من الْقُلُوص والاستعداد للسير وأنشد :
فَلَمَّا رَأَيْتُ الأمْرَ عَرْشَ هُوِيَّةٍ |
تَسَلَّيْتُ حاجاتِ الْفُؤَادِ بشَمَّرا |
وقال الأصمعيّ : شَمَّر : اسم نَاقة.
ويقال : أَصَابهم شرٌّ شمِرّ.
وقال شمر ، يقال : شَمْرَ الرجل وتشَمَّرَ ، وشَمَّر غيرَه ، إذا أَكمشْتَه في السَّيْر والإرْسَال ، وأنشد :
* فشمرَتْ وانْصَاعَ شَمَّرِيّ *
شَمّرَتْ : انْكمشتْ ، يعني الكِلاب ، والشَّمري : المشمَّر ، قاله الأصمعيّ ، قال : ويقال : شَمّرَ إبلَه وأَشْمَرَهَا ، إذا أَكمشها وأَعْجلها ، وأنشد :
لَمَّا ارْتَحَلنَا وأَشْمَرنَا ركائبَنَا |
ودونَ وَارِدَةِ الجَوْنِيِّ تَلْفَاظُ |
سلَمة ، عن الفراء : الشَّمَّرِيُ : الكَيِّسُ في الأمور المنْكمش ، بفتح الشين والميم ، ومن أمثالهم : «شَمَّرَ ذَيلاً وادَّرَعَ لَيْلاً» أي قَلَّصَ ذَيْلَهُ.
وفي حديث عمر أنه قال : «لا يُقِرّ أحدٌ أنه كانَ يَطَأُ وَلِيدَتَهُ إلّا أَلحَقْتُ بِهِ وَلَدَهَا ، فمن شاءَ فَلْيُمْسِكْها ، ومن شاء فَلْيُسَمِّرْها».
قال أبو عبيد : هكذا الحديث بالسِّين ، وسمعت الأصمعيّ يقول : أعرف التشمير بالشين وهو الإرسال.
قال : وأراهُ من قول الناس : شَمّرْتُ السفينة : أرْسَلْتُها فحوِّلت الشين إلى السين.
قال أبو عُبيد : الشين كثير في الشعر وغيره.
وقال الشماخ يَذْكُرُ أَمْراً أَرِقَ له :
أَرِقْتُ له في القوْم والصُّبْحُ ساطِعُ |
كما سَطَعَ المَرِّيخُ شَمَّرَهُ الغَالي |
وقال شمر : تَشمِيرُ السّهم : حَفْزُه وإكماشه وإرسَالُه.
قال أبو عُبيد : وأمَّا السين فلم نَسْمعه إلا في هذا الحديث ، ولا أراها إلا تحويلاً كما قالوا : أَرشم بالشين ، وهو في الأصل بالسين ، وكما قالوا : سَمَتَ العَاطِسَ وشَمَّته.
وقال المؤرِّج : رجل شِمْرٌ ، أي زَوْلٌ بصيرٌ بالأمور ، نافِذٌ في كل شيء ، وأَنشد :
* قَدْ كُنتُ سَمْسِيراً قَدُوماً شِمرا*
قال : والشِّمْرُ : السَّخِيُّ الشجاع ، وانشمَرَ للأمر ، إذا خَفَّفَ فيه.
ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : الأمْرش : الرجلُ الكثير الشر ، يقال : مَرَشه ، إذا آذاه ، والأَرمَش : الحسنُ الخُلُق.
والأَمْشر : النّشيط. والأرشمُ : الشَّرِه.
وقال أبو عَمْرو : الأَمْراش : مَسايِلُ الماءِ تَسْقي السُّلْقان.
مشر : قال الليث : المَشْرَةُ : شِبْه خُوصةٍ تخرج في الْعِضَاه ، وفي كثير من الشجر أَيام الخريف ، لها ورقٌ وأغصَان رَخْصَةٌ.
يقال : أمشرت الْعِضَاهُ.
أبو عُبَيد عن أبي زِياد والأحمر : أَمْشَرَت الأرض ، وما أَحْسَنَ مَشَرَتها.
وقال أبو خَيْرَة : مَشَرَتُها : وَرَقُها. ويقال : أُذُنٌ حَشْرَةٌ ومَشْرَةٌ ، أي مُؤَللَةٌ عليها مَشْرَةُ العِتْق ، أي نضارَتُه وحُسْنُه.
وقال النَّمِريّ يصف فرساً :
لها أُذُنٌ حَشْرَةٌ مَشْرَةٌ |
كأُعْليطِ مَرْخٍ إذا ما صَفِرْ |
وقيل : مَشْرَةٌ : إتْباعٌ لحَشِرة.
أبو عُبيد : مَشَرْتُ اللّحمَ : قَسَمْتُه ، وأنشد :
فقُلْتُ أشِيعَا مَشَّرَ القِدْرَ حَوْلَنا |
وأيَّ زَمَانٍ قَدْرُنَا لَمْ تُمَشَّرِ |
ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : التَّمشير : حُسنُ نَباتِ الأرض واسْتِواؤُه ، والتَّمشير : نشاطُ النَّفْسِ لِلْجماع.
وفي الحديث : «إنِّي إذا أَكَلْتُ اللّحم وجَدْتُ في نَفْسي تَمْشيراً».
والتَّمشير : الْقِسْمَةُ وتَمشَّر الشجرُ ، إذا أصابه مطر فخرجت ورقته ، وتَمَشَّرَ الرجل ، إذا اكتسَى بعد عُرْي ، وامرأة مَشرَةُ الأعْضاء ، إذا كانت رَيّا ، والْمَشْرَةُ من الْعُشب ما لم يطل.
وقال الطرماح :
* عَلَى مَشْرَةٍ لَمْ تَعْتَلِقْ بالْمَحَاجِن*
وتَمشَّرَ الرَّجُل ، إذا اسْتَغْنَى ، وأنشد :
ولَوْ قَدْ أَتانَا بُرُّنَا ودَقِيقُنَا |
تَمشَّرَ منكمْ مَنْ رَأَيْنَاهُ مُعْدِمَا |
شمر : أرضٌ ماشِرَةٌ ، وهي التي قد اهْتَزَّ نباتها ، واسْتَوَتْ ورَوِيَتْ من المطرِ.
وقال بعضهم : أرضٌ نَاشِرَةٌ بهَذَا المَعْنَى.
(أبواب) الشين واللّام
[ش ل ن](١)
ش ل ف
استُعْمِل من وجوهه : فشل ، شفل.
شفل : أهمل الليث شَفَلَ ، وقرأتُ في كتاب النَّضر بن شُميل : الْمِشْفَلَةُ : الكَبَارَجَة ، والْمَشافِلُ جَماعَة. قال : الْقُرْطَالَةُ : الكَبَارَجَةُ أيْضاً. قال : وسَمِعْت شَامِيّاً يقول : والْمِشْفَلَةُ : الكَرِشُ.
فشل : قال الليث : رجل فَشِلٌ ، وقد فَشِلَ يَفْشَلُ عند الحرب والشِّدَّة ، إذا ضَعُفَ وذهبت قُواه ، ويقال : إنه لَخَشْلٌ فَشْلٌ ، وإنه لَخَشِلٌ فَشِلٌ.
وقال الله جَلَّ وعزَّ : (وَلا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) [الأنفال : ٤٦].
قال الزّجاج : أي تَجْبُنُوا عن عَدُوِّكُمْ إذا اخْتَلَفْتُمْ.
ثعلب ، عن ابْن الأعرابيّ : الْمِفْشَلُ : الذي يَتَزَوَّجُ في الغَرائِب لئلا يَخْرُجَ ولدُه ضَاوِياً ، والمِفْشَلُ : سِتْرُ الْهَوْدَج.
وقال ابن شميل : هو الْفِشْل ، وهو أنْ يُعلِّقَ ثَوْباً على الهَوْدَج ، ثمَّ يُدْخِلُهُ فيه ويَشُدُّ أطرافَه إلى القَواعد ، فيكون وجايَةً من رُؤوس الأَحْنَاءِ والاقْتاب ، وعُقَد العُصُمِ ، وهي الْحِبال.
وقد افْتَشَلَت المرأَةُ فِشْلَها ، وفشلَتْهُ.
عمرو ، عن أبيه : الفِشْلُ : سِتْرُ الهَوْدَج.
قال : والفَيشَلَةُ : طَرَفُ الذّكَر ، وجمعها الفَيشَل والفَياشلُ. وقال ابن السكيت : يقال : تَفَشَّلَ فلانٌ منهم امرأَةً ، إذا تَزَوَّجَها.
ش ل ب
استُعْمِل من وجوهه : شبل.
شبل : قال الليث : الشِّبْلُ وَلَدُ الأَسَد.
أبو عُبيد ، عن الكسائيّ : الإشبَالُ التَّعَطّفُ على الرجُل ومعونته.
وقال الكميت :
هُمُ رَئموها غَيرَ ظَأْرٍ وأَشبَلُوا |
عليها بأَطْرَافِ الْقَنَا وتَحدَّبُوا |
__________________
(١) سقط الباب من المطبوعة وجاء في «اللسان» (نشل ـ ١٤ / ١٥١) ـ نقلاً عن الأزهري ـ : «الليث : النَّشل لحم يطبخ بلا توابل يخرج من العرق ويُنشل.
أبو عمرو : يقال نشِّلوا ضيفكم وسَوِّدوه ولوُّوه وسَلِّفوه بمعنى واحد.
قال أبو منصور : وسمعت الأعراب يقولون للماء الذي يستخرج من الركِيَّة قبل حَقْنِه في الأسَاقي نشيل. ويقال : نشيلُ هذه الركيَّة طيِّبٌ. فإذا حُقِنَ في السقاء نقصت عُذُوبتُهُ. ونشل المرأة يَنْشُلها نشلاً : نكحها ...» وانظر «العين» (٦ / ٢٦٣ ، ٢٦٤) و «التاج» (نشل).
قال : وقال الأصمعيّ : المُشبِلَةُ من النِّساء هي التي تُقِيم على ولدها بعد زوجها ولا تَتَزَوَّجُ.
يقال لها : أَشَبَلَتْ وحَنَتْ على ولدها.
ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : إذا كان الغُلام مُمْتَلِيءَ البَدن نَعْمَةً وشَباباً ، فهو الشابِلُ ، والشابنُ والحِضْجَر.
أبو عُبيد ، عن أبي زَيد : إذا مَشى الْحُوَارُ مع أُمِّهِ فهي مُشبِلٌ.
قال الأزهريّ : قِيلَ لَها : مُشْبِلٌ ؛ لشفقتِها على ولدها.
ش ل م
شلم ، شمل ، مشل ، ملش ، لمش.
شلم : قال الليث : شَالَمٌ وشَيْلَمٌ ، بلغةِ أهل السَّواد ، هو الزُّوَانُ الذي يكون في البُرّ.
ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : هو الشَّيْلَمُ والزُّوَانُ والسَّعِيعُ.
وقال أبو تراب : سمعتُ السُّلَمِيَّ يقول : رَأَيتُ رجلاً يَتَطَايَرُ شِلَّمةٌ وشنّمُه.
إن تحمليه ساعةً فرُبَّما |
أَطارَ في حُب رِضاكَ الشِّلَّما |
سلَمة عن الفراء ، قال : لم يَأْت على فَعَّلَ اسمٌ إلا بَقَّم ، وعَثّر وبَذَّر ، وهُما مَوْضعان ، وشَلَّم بَيْتُ المقدس وخضَّمُ : اسمُ قَرْية.
مشل : أهْمله الليث ، وهو مُسْتعمل.
رَوى أبو العباس ، عن ابن الأعرابي ، قال : الْمَشْلُ الحَلْبُ القليل ، والْمِمْشَلِ : الحالِبُ الرَّفيق بالحلْب.
أبو عُبيد ، عن الأُمويّ : مَشَّلَت النَّاقة تمشيلاً ، إذا أنزلت شيئاً من اللّبن قليلاً.
شَمِر ، عن ابن شُميل : تمشيلُ الدِّرَّة : انتِشارُها لا يجتمع فيحلبها الحالِبُ أو فَصِيلها.
قال شمر : ولو لم أسْمَعه له لأنكرته.
سلَمة ، عن الفراء : التَّمشِيلُ : أَن يَحْلُب ويُبْقَى في الضَّرْع شيئاً ، وهو التَّفشيلُ أيضاً.
لمش : أهمله اللّيث ، وروى أبو العباس ، عن ابن الأعرابيّ ، قال : اللّمْشُ : الْعَبَثُ ، وهذا صحيح.
ملش : وقال ابنُ دريد : مَلَشتُ الشيءَ أَمْلِشهُ مَلْشاً ، إذا فَتَّشتَه بيدِكَ كأنك تَطْلب فيه شيئاً.
شمل : أبو عُبيد ، عن أبي زيد : أَشمَلَ الْفَحْلُ شَوْلَه إشمالاً ، إذا أَلْقَحَ النِّصفَ منها إلى الثُّلُثَين ، فَإذا أَلْقَحَهَا كُلَّها قيل : أقمهَا حتى قَمَّتْ تَقِمّ قُمُوماً.
وَشملت الناقة لَقاحاً شَمَلاً ، وأَشْمَلَ فلانٌ خَرَائِفَهُ إِشْمالاً ، إذا لَقَطَ ما عليها من الرُّطَب إلَّا قليلاً ، والخَرائِفُ : النخيل اللواتي تُخْرَصُ أي تُحزَرُ ، واحدتها
خَرُوفَةٌ.
قال : ويقال لما بَقِيَ في العِذْق بعد ما يُلْقَطُ بعضه شَمَلٌ ، وإذا قلَّ حَمْلُ النّخلة ، قيل فيها شَمَلٌ أيضاً.
قال : وكان أبو عُبيدة يقول : حِمْلُ النَّخلة ما لم يَكثر ويَعظُم ، فإذا كثر فهو حَمْلٌ ، وشَمَلْتُ الشاةَ شَمْلاً أَشْمُلُها إذا شدَدْت الشِّمال عليها.
الأصمعيّ ، والكسائيّ : في شِمال الشاة مِثْله.
وقال الليث : شَمِلَهم أمْرٌ ، أي غَشيتهُم يَشمَلُهُمْ شَمْلاً وشُمولاً. قال : واللَّون الشامل : أن يكون لون أسود يعلُوه لونٌ آخر. والشِّمال خلاف اليمن خليقة الإنسان ، وجمعه شمائِل.
وقال لبيد :
هُمُ قَوْمِي وقد أَنْكَرْتُ مِنْهُمْ |
شمائِلَ بُدِّلُوها من شِمالِي |
وإنها لحسنة الشمائل ، ورجُل كَريمُ الشمائِل ، أي في أَخْلاقه وعِشرتِه.
والشَّمَال : ريحٌ تَهُبّ من قِبَلِ الشّام ، عن يسار الْقِبلة ، والشَّمأَلُ لغةٌ فيها ، وقد شَمَلَتْ تَشْمُل شُمولاً. وأَشْمَلَ يومُنا ، إذا هَبَّتْ فيه الشمال ، وغَدِيرٌ مَشْمول : شَمَلَتْه ريح الشمال ، أي ضَرَبَتْهُ فَبَرَدَ ماؤُه ، وخَمْرٌ مَشمولة : بارِدَةٌ ، والشَّمْلَة : كِسَاءٌ يُشتَمل به ، وجمعها شِمال.
قلت : الشمْلَةُ عند البادية : مِئْزَرٌ من صُوفٍ أو شَعَرٍ يُؤْتَزَرُ به ، فإذا لُفِّقَ لِفْقَان فهي مِشمَلَة يَشتَمِلُ بها الرّجل إذا نام باللّيل ، والشِّملة : الحالةُ التي يَشتَمِلُ بها.
ورُوي عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم أنه نهى عن اشْتِمال الصَّمَّاء.
قال أبو عُبيد : قال الأصمعيّ : هو أن يشتَمِلَ بالثوب حتى يُجَلِّل جَسَدَه لا يَرْفَع منه جانِباً ، فيكون فيه فَرْجَةٌ تَخْرُج منها يده ، وربما اضْطَجع فيه على هذه الحالة.
قال أبو عُبيد : وأما تَفْسير الفُقَهاء فإنهم يقولون : هو أَنْ يشتَمِلَ بثوب واحد ليس عليه غيره ، ثم يَرْفعه من أحد جانبيه ، فيضعه على مَنْكِبه فيبدو منه فَرْجُه.
قال : والفقهاءُ أعلمُ بالتَّأويل من هذا ، وهذا أصَحُّ في الكلام ، والله أعلم.
وقال أبو عُبيد : الشَّمول : الخَمْر ، لأنها تَشمل بريحها النّاس.
وقال الليث : هي البَارِدَة.
وقال أبو حاتم : يقال : شَمَلْتُ الخمر ، إذا وضعتَها في الشَّمال ، ولذلك قيل للخمر : مَشمُولَة.
وقال أبو عُبيد : الْمِشْمَلُ : ثوبٌ يشتمل به ، والمِشمَلُ أيضاً : سَيْفٌ قصيرٌ دقيق نحو المِغْوَل.
وقال الليث : المِشْمَلَةُ والمِشمَلُ : كِسَاءٌ له خَمْلٌ متَفَرق يُلْتَحفُ به دون القَطِيفة ،
وقالت امرأةُ الْوَليدِ له : من أَنْتَ ورأْسُكَ في مِشمَلِكَ؟
أبو زَيْد : يقال : اشتمل فلان على ناقَةٍ فذَهب بها أي ركِبها وذَهب بها ، ويقال : جاء فلان مُشتَمِلاً على دَاهِيَة. والرَّحِمُ تشتَمل على الولَد ، إذا تَضَمَّنَتْهُ.
وأخبرني المنذريّ ، عن الحرانيّ ، عن ابن السكيت أنه قال في قول جرير :
حَيُّوا أُمَامَة واذكُروا عَهْداً مَضَى |
قَبْل التَّفَرُّق من شَمَالِيلِ النَّوَى |
قال : الشَّماليل الْبَقايا ، قال : وقال أبو صَخْر ، وعمارة : عَنَى بشماليل النَّوى : تَفَرُّقها.
قال : ويقال : ما بَقِيَ في النّخلة إلَّا شَمَلٌ ، وشَماليل ، أي شَيْءٌ مُتَفَرِّق.
وقال الأصمعيّ : الشَّماليل : شيءٌ خفيف من حَمْل النَّخْلة ، وناقة شِمْلال : خَفِيفَةٌ ، وأنشد قول امرىء القيس :
كَأَنِّي بفَتْخَاءِ الْجَناحَيْن لِقْوَةٍ |
دَفُوفٍ من العِقْبَانِ طَأْطأْتُ شِمْلالِي |
ويروى :
* عَلَى عَجَلٍ منها أُطَأْطِيءُ شِمْلَالِي *
ومعنى طَأْطَأْتُ : أي حرّكتُ واحتَثَثْتُ ، وطأطأ فلان فَرَسَه : إذا حَثَّها برجْلَيه ، وقال المرَّار :
* وإذَا طُؤْطِيءَ طَيَّارٌ طِمِرّ*
وقال أبو عُبيد : قال أبو عمرو : أراد بقوله أُطأْطِيءُ شِمْلَالِي : يَدَه الشِّمال ، والشِّمال والشِّمْلال واحد ، ويقال للناقةِ السريعة : شِمْلال ، وهي الشِّمِلَّةُ أيضاً.
وقال ابن السكيت في قول زهير :
* نَوًى مَشْمولَةً فَمَتى اللِّقاءُ*
قال : مَشمُولة : سريعةُ الانْكِشاف ، أَخَذَه من أنَّ الريح الشمال إذَا هبَّتُ بالسّحاب ، لم يلبث أن يَنْحَسِرَ ويذهب ، ومنه قولُ الهُذَلي :
حارَ وَعقَّتْ مُزْنَةُ الريحُ وانْ |
قَارَ به الْعَرْضُ ولم يشمَلِ |
يقول : لم تَهبّ به الشمال فتقشعه ، قال : والنَّوى والنِّيَّةُ : الموضِعُ الذي تَنُوِيه.
قال ابنُ السكيت في قول أبي وَجْزَة :
مَجْنُوبَةُ الأُنْسِ مَشْمُولٌ مَوَاعِدُهَا |
من الهِجانِ الجمالِ الشُّطْبِ والْقَصَبِ |
قوله : مَجْنُوبَة الأنْس ، أي أُنسها محمودٌ ؛ لأنَّ الْجُنوبَ مع المطر فهي تُشْتَهى لِلخِصْب ، وقوله : مَشْمُولٌ مواعِدُها ، أي ليست مواعيدها بمحمودة.
ويقال : به شَمْلٌ من جنون ، أي به فَزَعٌ كالجنون ، وأنشد :
* حَمَلَتْ به في لَيْلَةٍ مَشْمُولَةٍ*
أي فَزِعَةٍ ، وقال آخر :
فما بِي مِنْ طَيْفٍ على أَنَّ طَيْرَةً |
إِذَا خِفْتُ ضَيْماً تَعْتَرِيني كالشَّمْلِ |
قال : كالشَّمل : كالجُنون من الْفَزع.
والشَّمل : الاجْتماع. جَمعَ الله شَمْلَك ، ويقال : انشَمَل الرجل في حَاجَته. وانشمَرَ فيها ، وأنشد أبو تراب :
وجْنَاءُ مُقَوَرَّةُ الألْياطِ يَحْسَبُها |
مَنْ لَمْ يَكُنْ قَبْلُ رَاهَا رَأْيَةً جَمَلا |
|
حتى يَدُلَّ عليها خَلْقُ أَرْبَعَةٍ |
في لأزِقٍ لَحِقَ الأَقْرابَ فانشمَلَا |
أراد أربعة أخْلاف في ضَرْعٍ لازقٍ لحقَ أقرابَها فانشمرَ ، وانْضَمّ.
وقال الآخر :
رَأَيْتُ بَنِي العَلَّاتِ لما تَضَافَرُوا |
يَحوزون سَهْمِي دُونَهُمْ في الشَّمَائِل |
أي يُنزلونني بالمنزِلة الْخَسِيسة ، والعرب تقول : فلان عِنْدي باليمين ، أي بمنزلَةٍ حَسَنَة ، وإذا خسَّتْ منزلَتُه قال : أنت عندي بالشِّمال.
وقال عدِي بن زيد يخاطب النُّعمان بن المِنْذِر ، ويفضله على أخيه :
كيف تَرْجو رَدَّ المُفِيضِ وقد أَخَّ |
ـ رَ قِدْحَيْكَ في بَياضِ الشِّمال |
يقول : كنتُ أنا المُفيضَ بقدح أَخيك وقِدْحِك ففوَّزْتُك عليه ، وقد كان أخوك قد أَخَّرَك ، وجعلِ قِدْحَكَ بالشِّمال لئلا يَفُوز ، قال : ويقال : فلان مَشمُول الخَلَائق ، أي كريم الأَخْلاق ، أُخِذَ من الماء الذي هَبّت به الشَّمالُ فَبَرَّدَتْه.
والشماليل : جِبَالُ رمالٍ مُتَفرقة بناحية مَعْقُلَة.
قال : ويقال للريح الشَّمال : شَمْأَل وشأمَلٌ وشَوْمَلٌ وشَيْمَلٌ وشَمْلٌ. وزاد ابن حبيب : شَمُولٌ وشَمَلٌ ، وأنشد :
ثَوَى مالِكٌ ببلادِ العَدُوّ |
تَسْفِي عليه رِياحُ الشمَلْ |
وفي الحديث : أنَّ النبيَّ صلىاللهعليهوسلم ذكر القرآن فقال : «يُعْطَى صاحبُه يوم القيامة المُلْكَ بيمينه ، والخُلَد بشماله» ، لم يرد به أن شيئاً يوضع في يمينه ولا في شماله ، وإنما أراد أنَّ الملكَ والخُلْد يُجْعلان له ، وكلُّ من جُعِلَ له شيء فملكه فقد جُعل في يده وقبضته ، ومنه قيل : الأمْرُ في يَدِكَ ، أي في قَبْضَتِكَ ، ومنه قول الله : (بِيَدِكَ الْخَيْرُ) [آل عمران : ٢٦] أي هو له وإليه. وقال الله جلّ وعزَّ : (الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ) [البقرة : ٢٣٧] يُراد به الْوَلِيّ الذي إليه عَقدُه ، وأراد الزوجَ المالك لنكاح المرْأَة.
ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : قال : أُمُ شَملَةٌ : كُنْيَةُ الدُّنيا ، وأنشد :
* من أمِ شمْلَةَ تَرْمِينَا بِذَائِفِها*
عَمْرو ، عن أبيه قال : أم شَمْلة ، وأُمُ
ليلى : كُنْيَةُ الخمر.
[أبواب الشين والنون]
ش ن ف
شفن ، شنف ، نشف ، نفش ، فنش ، فشن.
شنف ، شفن : أبو عُبيد ، عن الكسائيّ : شَفَنتُ إلى الشَّيْءِ ، وشنَفتُ ، إذا نظرت إليه.
وقال أبو عمرو : في الشَّفْنِ والشنَفِ مِثله.
وأنشد :
وقَرَّبُوا كُلَّ صِهْمِيمٍ مَناكِبُه |
إذا تَدَاكَأَ مِنهُ دَفعُهُ شَنَفَا |
وقال الأخطل :
وإذَا شَفَنَ إلى الطَّرِيقِ رَأَيْتَهُ |
لَهَفاً كَشاكِلَةِ الحِصَانِ الأبلَقِ |
وقال الليث : الشَّطُونُ : الْغَيُورُ الذي لا يَفْتُرُّ بصرُه عن النّظَر من شِدَّة الْغَيرة والْحَذَرَ ، وأنشد :
* حِذَارهُ مُرْتَقِبٌ شَفُونَا*
وقال العجاج :
* أزمانُ غَرَّاءُ تروقُ الشُّنَّفَا*
أي تُعْجِبُ من نَظَر إليها.
وفي حديث مُجالد بن مسعود ، أنه نظر إلى الأسْودِ بن سَريع يَقُصُّ في ناحية المَسْجد ، فشَفَن النَّاسُ إليهم.
قال أبو عُبيد ، قال أبو زيد : الشَّفْنُ : أَنْ يَرْفَعَ الإنْسان طَرْفَهُ ناظِراً إلى الشّيْء كالمتعجّبِ منه ، أو كالكارِهِ له ، ومثله : شَنَفَ.
وقال الليث : الشَّنَفُ : شِدَّةُ الْبُغْضِ ، يقال : شَنِفَهُ ، أي أَبْغَضَهُ ، وأنشد :
ولَنْ أَزَالَ وإنْ جَامَلْتُ مُحْتَسِباً |
فِي غَيْرِ نَائِرَةٍ ضَبّاً لها شَنِفَا |
أي مُبْغِضاً.
ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ قال : الشَّنْفُ بفَتْح الشين : في أَعْلَى الأُذن ، والرَّعْثَةُ : في أَسْفَل الأُذُن ، وجمعه : شُنُوف.
وقال الليث : الشَّنْفُ : مِعْلَاقٌ في قُوفِ الأُذُن.
أبو عُبيد ، عن الأُمويّ : الشَّفْنُ ، ساكِنُ الفاء : الكَيِّس.
ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : الشَّفْنُ : رَقِيبُ الْمِيراث.
عَمْرو ، عن أبيه : الشَّفْن : الانتِظَار ، ومنه قول الحسن : «تَمُوتُ وتَتْرُكُ مالَكَ للشافِنِ».
والشَّفْنُ : الْبُغْض.
ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : شَنِفْتُ : فَطِنْتَ ، وأنشد في ذلك قوله :
وتَقُولُ : قَدْ شَنِفَ الْعَدُوُّ فَقُلْ لهَا |
ما لِلْعَدُوِّ لغيرها لا يَشنَفُ |
أبو زيْد : من الشِّفاه والشَّنْفَاءُ ، وهي
الْمُنْقَلبة الشفَةِ العليا من أَعْلَى ، والاسم الشَّنَفُ.
ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : شَنِفْتُ له وَعَدِيتُ له ، إذا أَبْغَضْتَه.
قال : ويقال : مالي أراكَ شانِفاً عَنِّي وخَانِفاً ، وقَدْ خَنَفَ عَنِّي وَجْهَه ، أي صَرَفَه.
نفش : قال الليث : النَّفْشُ : مَدُّك الصّوفَ حتى يَنْتَفِشَ بعضُه عن بعض ، وكلّ شيء تراه مُنْتَبِراً رِخْوَ الْجَوْفِ ، فهو مُنْتَفِشٌ ومُتَنَفِّشٌ. وقد يقال : أَرْنَبَةٌ متنفِّشة ، إذا انْبَسَطَت على الوجه ، وقد تنَفّشَ الضِّبعَانُ ، أو بَعْض الطّير ، إذا نَفَضَ رِيشه كأَنَّه يخاف أَو يُرْعَد.
ويقال : أَمَةٌ مُتَنَفِّشةٌ.
الحرانيّ ، عن ابن السِّكيت ، قال : النَّفَش : أَنْ تنتشِرَ الإبلُ باللَّيل فَتَرْعَى ، وقد أَنفَشتُها ، إذا أرسَلْتَها بالليل ، فَتَرعَى بلا راعٍ وهي إبلٌ نُفَّاشٌ ، وأنشد :
أجْرِسْ لها يابْنَ أبي كِبَاشِ |
فما لها اللّيْلة من إنْفاش |
غير السّرى وسائِقٍ نَجَّاش
إلّا بمعنى غير السُّرى كقوله : (لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ) [الأنبياء : ٢٢] أراد غير الله.
قال المنذريّ : أخبرني ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : قال : يقال : نفِشت الإبلُ تَنَفش ونَفَشتْ تَنفُش ، إذا تَفَرَّقت ، فرعت بالليل من غير عِلم راعيها ، والاسم : النَّفَش ، ولا يكون إلا باللّيل ، ويقال : باتت غَنَمُه نَفَشا ، وهو أن تَفَرَّقَ في المرْعى من غير علم صاحِبها ، وقد نَفِشتْ نَفَشا.
أخبرني المنذريّ ، عن أبي طالب ، أنه قال في قولهم : إنْ لم يكن شحمٌ فَنَفَشٌ ، قال : قال ابن الأعرابيّ معناه : إن لم يكن فِعْلٌ فَرِياءٌ ، قال : والنَّفَش : الصُّوفُ.
فشن : قال الليث : فَيْشون : اسمُ نَهر.
فنش : قال أبو تراب : سمعت السُّلَمِيّ يقول : بَنّش الرجلُ في الأَمر وفَنّشَ ، إذا اسْتَرْخَى فيه ، وأنشد أبو الحسن :
* إنْ كُنْتَ غَيْرَ صائِدِي فَنَبِّشِ*
قال : ويروى : «فَبَنِّش» أي اقعُد.
وقال أبو تراب : سَمِعتُ العَبْسِيِّين يقولون : فَنّش الرجلُ عن الأمر ، وفَيَّش إذا خَامَ عنْه.
نشف : قال الليث : النَّشْفُ : دخولُ الماء في الأرض ، والنشْفُ : حجارة على قَدْر الأَفهار ونَحْوها سُودٌ كأنها مُحْتَرِقَة ، تُسمى نَشْفه ونشَفاً ، وهو الذي يُنَقِّي به الوَسَخُ في الحمامات ، سُميت نَشْفة لتَنشفُّها الماءَ.
وقال آخرون : سُمِّيت نَشْفَةً لانتِشافها الوسَخَ عن مَواضِعِه ، والجميع النَّشْفُ.
والنَّشْفَةُ : الصُّوفة التي يُنْشفُ بها الماء من
الأرض.
الحرانيّ ، عن ابن السكيت : النَّشْفُ : مَصدر نَشِفَ الحوضُ الماءَ يَنْشَفُه نشفَاً ، ويقال : أَرضٌ نَشِفَةٌ بَيِّنَةُ النَّشَف ، إذا كانت تَنْشَفُ الماء.
وقال في باب فَعِلَ : وهو الفصيح الذي لا يُتَكَلَّمُ بغيره ، ومن العَرب من يَفتَح نَشِف الحوضُ ما فيه من الماء ، يَنشفُه ، ونَفِذَ الشيء يَنْفَذُ.
أبو عُبيد ، عن الأصمعيّ : النِّشْفُ والنَّشَفَة : حجارة الحَرَّة وهي سودٌ كأنها مُحتَرقة.
وقال أبو عمرو : النَّشْفَةُ : الحجارة التي يُدلَكُ بها الأقْدام. وقال الأمويّ مِثلَه ، إلا أنه قال : النِّشْفَةُ ، بكسر النون.
اللّحيانيّ : انْتُسِف لونُه ، وانْتُشفَ لونه ، بمعنى واحد.
وقال ابن السكيت : هي الرُّغْوَةُ والنُّشافَةُ لما يعلو أَلْبان الإبل والغنمَ إذا حُلِبَت.
ويقال انتَشفتُ ، إذا شرِبْت النُّشَافَةَ ، ويقول الضبيّ : أنشفْني ، أي أعْطني النُّشافَة أَشرَبُها. ويقال : أَمْست إبلكم تُنَشِّفُ وتُرَغِّي ، أي لها نُشَافَةٌ ورُغْوَة.
وقال اللّحيانيّ : النُّشافَة والنُّشْفَةُ : ما أخذته بمغْرَفةٍ من القِدر ، وهو حارٌّ فَتَحَسَّيْتَهُ.
وقال النضر : نَشَّفت الناقة تَنشيفاً ، وهي ناقةٌ مُنَشِّفٌ ، وهو أن تراها مَرَّة حافِلاً ، ومرة ليس في ضَرْعِها لَبَن ، وإنما تَفعل ذلك حين يدنو نَتَاجها ، والنُّشافَةُ : الرُّغْوة ، وهي الجُفَالَة.
ش ن ب
شنب ، نشب ، نبش ، بنش ، شبن.
شبن : الشابِنُ والشَّابِلُ : الغلام الثّار الناعم ، وقد شَبَنَ وشَبَلَ.
شنب : شمر : قال ابن شميل : الشَّنَب في الأسنان أن تراها بيضاء مُسْتَشْرِبة شيئاً من سواد ، كما ترى الشيء من السَّوَادِ في البُرُد. وقال بعضهم يصف الأسنان :
مُنَصَّبُها حَمْشٌ أَحَمُّ يَزِينُه |
عوارضُ فيها شُنْبَةٌ وغُروب |
والغروب : ماء الأسنان ، والظَّلَمُ : بياضها كان يعلوه سواد.
قال الليث : الشَّنَبُ : ماءٌ ورِقَّةٌ تجري على الثَّغْر.
عَمْرو ، عن أبيه : المشانِبُ : الأفواه الطّيبة.
ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : المِشْنَبُ : الغلامُ الحَدث المحزَّزُ الأسنان المُؤَشَّرُها فَتَاءً وحَدَاثَةً.
وقال أبو العباس : اخْتَلَفَوا في الشَّنَب ، فقالت طائفة : هو تَحْرِيزُ أطراف الأسنان ، وقيل : هو صفاؤُها ونقَاؤُها ، وقيل هو
تَفْلِيجُهَا ، وقيل : طِيبُ نَكْهتِها.
وقال الأصمعيّ : الشَّنَبُ : البَرْدُ والعذُوبَةُ في الفم.
وقال الليث : رُمَّانَةٌ شنْبَاء ، وهي المَلِيسَةُ ، وليس فيها حَبّ ، وإنما هو ماءٌ في قِشْرٍ على خِلْقَة الحَبّ من غير عَجَم.
نشب : عمرو ، عن أبيه : المنَاشِبُ : بُسْرُ الخَشْوِ.
وقال ابن الأعرابيّ : المِنْشَبُ : الخَشُوُ ، أَتَوْنَا بخِشْوِ مِنْشَبٍ يَأْخُذُ بالحلْقِ.
وقال الليث : النَّشَبُ : المالُ الأصيلُ.
أبو عبيد : من أسماءِ المال عندهم النَّشَب.
يقال : فلان ذو نشبٍ ، وفلان ماله نَشب.
وقال الليث : نَشِبَ الشَّيءُ في الشيء نَشَباً ، كما يَنْشَبُ الصَّيد في الْحِبالة.
وأَنشبَ البازِيّ مخالبه في الأَخِيذة ، ونَشِبَ فلان مَنشِبَ سوء ، إذا وقع فيما لا مَخْلَصَ له منه ، وأنشد لأبي ذؤيب :
وإذا المِنيّةُ أَنشبَتْ أَظفارَهَا |
أَلْفَيْتَ كلَّ تميمةٍ لا تَنْفَعُ |
والنُّشَّابُ : جمع النُّشَّابة ، والنَّاشِبَةُ : قومٌ يرمون بالنُّشَّابِ ، والنَّشَّاب : مُتَّخِذه ، وأُشْبَة ونُشْبَة : من أسماء الذِّئبِ.
وقال غيره : انتشبَ فلان طعاماً ، أي جمعه ، واتخذ منه نَشَباً ، وانتشبَ حطباً : جَمَعه.
قال الكميت :
وأَنْفَدَ النَّمْلُ بالصَّرَائِم ما |
جَمَّعَ والحاطِبُونَ ما انتَشَبُوا |
أبو عبيد ، عن أبي زيد : أَنْشَبَتِ الرّيحُ ، وأَسْنَفَت ، وأَعَجَّتْ ، كلُّ هذا في شِدَّتِها وسَوْفِها التُّرَاب.
نبش : قال الليث : النَّبْشُ : نبشكَ عن الميّت ، وعن كلِّ دفين ، وأَنا بيشُ العُنْصُل : أُصُوله تحت الأرض ، واحدها أُنْبُوشة ، وأنشد :
* بأَرْجائِهِ القُصْوَى أَنابيشُ عُنْصُلِ*
بنش : قال اللحياني : بنَّشَ : قَعَدَ.
ش ن م
شنم ، نشم ، نمش ، مشن.
نشم : أبو عُبيد ، عن الأصمعيّ : من أشجار الجبال النَّبْعُ والنَّشَمُ.
وقال غيره : يُتَّخذُ من النَّشَم القِسِيّ العَرَبيَّة.
وقال امرؤ القيس :
عارِضٍ زَوْرَاءَ من نَشَم |
غيرِ باناةٍ على وَتَرِهْ |
وفي حديث مقتل عثمان رضياللهعنه : أنه لما نَشَّمَ الناس في أمره ، قال أبو عُبيد : معناه : طعنوا فيه ونالوا منه.