تهذيب اللغة - ج ١١

محمّد بن أحمد الأزهري

تهذيب اللغة - ج ١١

المؤلف:

محمّد بن أحمد الأزهري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٤٧

وكَائِنْ تَرَى مِنَ رشْدَةٍ في كَرِيهَةٍ

ومن غَيِّةٍ تُلْقَى عليها الشَّراشِرُ

يقول : كم رُشْدٍ لَقيتَهُ فيما تكْرَهُه ، وكم من غَيٍّ فيما نُحبُّه ونهواه.

قلت : وأَهْلُ العراق يقولون للْحُرْف : حَبّ الرَّشاد كأَنَّهم تَطَيَّرُوا من لَفظ الحُرْفِ ، لأَنَّهُ حِرْمان ، فقالوا : حبُ الرَّشاد ، والرَّشادُ الحجرُ الذي يَملأُ الكَفَّ ، الواحِدَةُ رَشَادَة.

ش د ل

مهمل

ش د ن

شَدَن ، نَشَد ، ندش ، دشَنَ : [مستعملة].

ندش : أهمل الليثُ نَدَشَ.

وروى أبو تراب ، عن أبي الوازع : نَدَفَ القطن ونَدَشَه ، بمعنى واحد.

قال رُؤْبَة : * في هِبْرِيَاتِ الكُرْسُفِ الْمَنْدوشِ *.

شدن : قال الليث : شَدَنَ الصَّبِيُّ ، والْخِشْفُ ، فهو يَشْدُنُ شُدُوناً إذا صَلُحَ جِسْمُه وتَرَعْرَع. ويقال للمهر أيضاً قد شَدَن ، فإذا أفردت الشادن فهو وَلَدُ الظَّبْيَة ، وظَبْيَةٌ مُشْدِنٌ : يَتَبَعُهَا شَادِنٌ.

وقال أبو عُبيد : الشّادِنُ من أَوْلادِ الظِّباء الذي قد قَوِيَ وطَلَع قَرْنَاه.

ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : امرأَةٌ مَشْدُونٌ : وهي العاتِقُ من الجَوارِي.

دشن : قال الليث : دَاشِنٌ مُعرَّب من الدَّشْنِ ، وهو كلامَ عِراقِيّ ليس من كلام الْبَادِية.

وقال ابن شميل : الدّاشِنُ والْبُرْكَةُ كلاهما الدَّسْتَارَان ، يقال بُرْكَةُ الطَّحَّان.

نشد : قال : الليث ، يقال : نَشَدَ يَنْشُدُ فلانٌ فُلاناً ، إذا قال : نَشَدّتُكَ بالله والرحم ، وتقول : نَاشَدْتُكَ اللهَ نِشْدَةً ونِشْدانا ، ونَشَدْتُ الضَّالَّةَ إذا نادَيْتَ وسأَلْتَ عنها ، والنَّاشدون قوم يَطْلُبون الضَّوالّ فيأخذونها ويحبسونها على أربابها.

وقال ابن عرس :

عِشْرُونَ أَلْفاً هَلَكُوا ضَيعَةً

وأَنْت منهم دَعْوةُ الناشِدِ

يعني قوله : أَيْنَ ذَهَبَ أهلُ الدّار؟ وأين انْتَوَوْ؟ كما يقول صاحبُ الضَّالة : مَنْ أَصابَ؟ من أصاب؟ فالنَّاشِد : الطَّالب ، يقال منه : نَشَدْتُ الضَّالةَ ، أَنْشُدُها وأَنْشِدُها نَشداً ونِشْدَاناً ، إذا طلبتها ، فأَنَا نَاشد.

وفي حديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وذِكْرِهِ حَرَمَ مَكَّةَ ، فقال : «لا يُخْتَلَى خَلَاهَا ، ولا تَحِلُّ لَقَطتُها إِلا لِمُنْشِد».

قال أبو عبيد : المنشِد المعرِّفُ ، قال : والطالب هو الناشد ، يقال : نشدتُ.

ويقال : نشدت الضالة أَنشُدها نِشداناً : إذا طلبتها ، فأنا نَاشِد ، ومن التَّعْرِيف أنْشَدْتُهَا إنْشَاداً ، فأَنا مُنْشِدٌ ، قال : ومما يُبَيِّن لك

٢٢١

أن النَّاشِدَ هو الطَّالب ، حديثُ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، حين سَمِع رجُلاً يَنْشُدُ ضالَّته في المسجد ، فقال : «أيُّها النَّاشِدُ ، غَيْرُكَ الْوَاجِدُ».

قلت : وإنَّما قيل للطَّالب ناشِدٌ لِرَفْعِه صَوْتَهُ بالطَّلَب ، والنَّشِيدُ : رَفْعُ الصَّوْت ، وكذلك المُعَرِّف يرفعُ صوتُه بالتعريفِ فَسُمِّي مُنْشِداً ، ومن هذا إنشاد الشِّعْر ، إنما هو رَفْعُ الصَّوْتِ به.

وقول العَرب : نَشَدْتُكَ باللهِ والرَّحِمِ ، معناه : طلبت إليكَ بالله وبحقِّ الرَّحْم.

وأخبَرَني المنذريُّ ، عن أبي العباس أنه قال في قولهم : نشدْتك بالله ، قال : النشيدُ الصوت ، أي سأَلْتُك باللهِ بِرَفْعِ نشيدي ، أي صَوْتِي بِطَلبِهَا ، قال : ومنه نشدَ الشِّعْرَ ، وأنشده ، إذا رَفَعَه.

وقال أبو عُبيد : قال الكسائي : نَشدْتُ الدَّابَّةَ طَلبَتها ، وأَنْشَدْتها عَرَّفْتها ، قال : ويقال أيضاً : نَشَدْتُها ، إذا عَرَّفْتَها.

وقال أبو دُواد :

ويَصيخُ أَحْياناً كما اس

تَمَعَ المُضِلُّ لصوتِ ناشِدْ

قال : ويقال للناشد إنّه المعَرِّف.

وقال شَمِر : رُوِي عن المُفَضّل الضَّبِّيّ أنه قال : زعموا أنَّ امرأَة قالت لابنَتِها : احْفَظِي بَيْتَكِ ممن لا تَنْشُدِين ، أي ممَّن لا تَعْرِفين.

وأما معنى قولُ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في لُقَطَةِ مَكةَ : «ولا تَحِلُّ لُقَطَتُها إلا لمُنْشِد» ، فإنه عليه‌السلام فَرَّقَ بقوله هذا ، بين لُقَطَةِ الْحَرَمِ ، وبين لُقَطَةِ سائر البُلدان ؛ لأنه جَعَلَ الحُكم في لُقطَةِ سائِر البلاد أَنَّ مُلْتقِطَها إذا عَرَّفَها سَنةً حَلَّ له الانْتفاعُ بها ، وجَعَلَ لُقَطَة الحَرَمِ مَحْظُوراً على مُلْتَقطها الانْتِفَاعُ بها وإن طال تعْرِيفُه لها ، وحَكَم أنَّهُ لا يحِلُّ لأحَدٍ الْتَقَاطُها إلا بنيّة تعريفها ما عاش ، فأَمَّا أن يأْخُذَها من مكانها وهو يَنْوي تعريفها سنةً ثم يَنْتَفِعُ بها كما ينْتَفع بسائر لْقَطَةِ الأرض فلا. وهذا معنى ما فسره عبد الرحمن بن مهدي ، وأبو عُبيد ، وأَهْل الآثار.

وأمل قول أبي دُوَاد فإن أبا عُبَيد ذكر عن الأصمعيّ ، أَنَّ أَبا عَمرو بن العلاء كان يَعْجَبُ من قوله :

* كما اسْتَمَعَ المُضِلُّ لِقوْل نَاشِدْ*

قال : وأَحْسِبُه قال هُو أو غيره أنه قال : أَرَادَ بالنّاشد أيضاً رجلاً قد ضَلَّتْ دابَّته ، فهو يَنْشُدُها أي يَطلُبُها لَيَتَعزَّى بذلك.

قلت : وأما ابنْ المظفر فإنه جعل النّاشد : المُعَرِّف في هذا البيت ، قال : وهذا من عَجِيبِ كلامهم أن يكون النَّاشدُ : الطّالِبُ والمُعَرِّفُ.

قال : والنَّشيد : الشِّعْرُ المَتناشَدُ بين الْقَوم ، يُنْشِدُ بعضهم بعضاً.

٢٢٢

ش د ف

استعمل من وجوهه : شدف فقط.

شدف : قال الليث وغيره : الشُّدُوفُ الشُّخُوصُ ، الواحد شَدَفٌ.

قال الهُذلِيّ :

مُوَكَّلٌ بِشُدُوفِ الصَّوْم يَنْظُرُها

من المَغَارِبِ مَخْطُوفُ الحَشازَرِمُ

قال : ومعنى البيت : أَنه من مَخافَةِ الشُّخوص كأَنَّهُ مُوَكَّلٌ بهذا الشّجر ، يخافُ أن يكون فيه ناس ، وكلُّ ما وَرَاءَك فهو مَغْرِبٌ ، ويقال : شَدِفَ الفرس شَدَفاً ، إذا مَرِحَ ، فهو شَدِفٌ أَشْدَفُ.

قال العجاج :

* بِذَاتِ لَوْثٍ أَوْ نُبَاجٍ أَشْدَفا*

وقال الفَرّاء واللّحيانيّ : خرجنا بِسُدْفَةٍ من اللَّيل ، وشُدْفَةٍ ، ويُفْتَحُ صُدُورُهما ، وهو السّوَادُ الباقي.

قال الفراء : والسَّدَفُ ، والشَّدَفُ : الظُّلْمَةُ.

وقيل : فَرَسٌ أَشْدَف ، وهو المايل في أحد شِقَّيه بَغياً ونَشاطاً.

وقال المرّار :

شُنْدُفٌ أَشدَفُ ما وَرَّعْتَهُ

وإذا طُوطِيءَ طَيّار طِمِرْ

قال : والشنْدُفُ مِثْلُ الأشْدَف ، والنون زائِدَةٌ فيه.

وقال الأصمعيّ : يقال لِلقِسِيّ الفارِسيَّة : شُدْفٌ ، واحدها شَدْفاء ، وهي الْعَوْجَاء.

أبو عبيدة والفراء : أسدَفَ اللّيْل ، وأشدَف ، إذا أرْخَى سُتورَهُ وأظْلَم.

ش د ب

استعمل من جميع وجوهه : دبش.

دبش : قال الليث : الدَّبْشُ القَشْرُ والأكل ، يقال : دُبِشت الأرض دَبشاً ، أي أُكِلَ ما عليها من النَّبات.

وقال رؤبة في شينيته :

جاؤوا بأُخْراهُم على خُنْشوشِ

مِنْ مُهْوَئِنَّ بالدَّبا مَدْبوشِ

ش د م

استعمل من جميع وجوهه : دمش.

مدش : يقال : ما مَدَشْتُ منه مَدْشاً ومُدُوشاً ، وما مَدشِني شيئاً ، وما أمْدَشنِي ، وما مَدَّشتُهُ شيئاً ولا مُدِّشتُ شيئاً ، أي ما أَعْطانِي ولا أَعْطَيته ، وهذا من نَوادِرٍ الأعراب.

وقال الليث : المَدَش : اسْتِرْخاءٌ ودِقَّةٌ في الْيَد ، يقال : يَدٌ مَدْشاء ، ونَاقَةٌ مَدْشَاءٌ.

أبو عُبَيد ، عن أبي عمرو : المَدْشَاءُ من النِّساء الَّتي لا لَحْمَ على يَدَيْها.

وقال أبو عُبيدة : المَدْش في الخَيْل هو اصْطكاكُ بَواطِن الرُّصْغَين من شدّة الْفَدَع ، والْفَدَعُ : الْتِوَاءُ الرُّصْغ من عُرْضِه

٢٢٣

الْوَحْشِي.

ابن شميل : يقال : إنه لأمْدَش الأصابع ، وهو المُنتَشرُ الأشاجِع ، الرّخْو الْقَبْضَة.

وقال غيره : نَاقَةٌ مَدْشَاءُ الْيَدَين سَرِيعة أوْ بِهما في حُسْنِ سَير ، وأنشد :

ونازِحَةِ الجُولَيْن خاشعَةُ الصُّوَى

قَطَعْتُ بِمَدْشَاءِ الذِّراعَيْن ساهِم

وقال آخر :

* يَتْبَعْنَ مَدْشَاءَ الْيَديْنِ قُلْقُلا*.

دمش : قال : والدَّمَشُ الهَيَجَانُ والثّوَارنُ من حرارةٍ ، أو شُرْبِ دواءٍ ثَارَ إلى رَأْسِهِ.

يقال : دَمِشَ دَمَشاً. قلت : وهذا عِنْدِي دَخِيلٌ أُعْرِبَ وليس من مَحْض كلام الْعَرَب.

(أبواب) الشين والتاء

ش ت ظ ـ ش ت ذ ـ ش ت ث

أهملت وجوهها.

ش ت ر

استعمل منها : شتر ، ترش ، تشر.

شتر : قال الليث : الشَّتْرُ انقلابٌ في جَفن العين قَلَّ ما يكون خِلْقة ، والشَّتْرُ مُخَفِّفٌ : فِعْلُك بها ، والنَّعت أَشْتر وشتْراء ، وقد شَتِرَ يَشتَرُ شَتَراً.

وقال ابن الأعرابيّ : شَتَرَ قطعَ ، وشَتِر انقطَعَ.

وقال أبو زيد : الشترُ انقلاب شُفْرِ الْعَين من أَسْفل وأَعلى ويَتَشَنَّجُ شُفْرهُ تَشنُّجاً.

قلت : والشفْر حرف العين.

أبو عبيد ، عن أبي زيد : شَتَّرْتُ به تشتِيراً ، سمَّعَتُ به تسميعاً ، ونَدَّدْتُ به تنديداً ، كلُّ هذا إذا أسمعَه القبيحَ وشَتَمَه. قلت : وهكذا قال ابن الأعرابيّ وأبو عمرو : شَتَّرت بالتاء ، وكان شمر أنكَرَ التاء ، وقال : إنما هو شنُرْتُ بالتاء وقال : إنما هو شنرْتُ بالنون ، وأنشد :

وباتَتْ تُوَقِّي الزَّوُجَ وهي حَرِيصةٌ

عليه ولكن تَتَّقِي أَنْ تُشَنَّرا

قلت : جَعَله شَمِرُ من الشَّنَار ، وهو العيْب ، والتاء عندي صحيح أيضاً.

تشر : قال الليث : تِشرين اسم شهر من شهور الخريف بالرومية.

قلت : هما تِشْرِينان : الأول والثاني وبعدهما الكانُونَان.

ترش : ابن دريد : التَّرَشُ خِفَّةٌ ونَزَقٌ ، تَرِشَ يَتْرَشُ تَرَشاً ، فهو تَرِش وتارِشٌ.

قلت : الترشُ مُنْكر لم يروه غيرُه.

ش ت ل

مهمل.

ش ت ن

شتن ، نتش : [مستعملان].

٢٢٤

شتن : قال الليث : الشَّتْنُ النَّسْجُ ، والشاتنُ والشَّتون الناسجُ.

يقال : شَتَنَ الشاتنُ الثوب ، أي نسجه ، وهي لغة هُذَليَّة ، وأنشد :

نَسَجَتْ بها الزُّوَعَ الشَّتونَ سبائبَا

لمْ يَطْوِها كفُّ البِيَنْطِ المُجْفَلِ

قال : والزُّوع العنكبوت ، والمجفَل العظيم البطْن ، والبِيَنْط الحائِك.

قلت : وقال ابن الأعرابيُّ في تفسير هذا البيت كما قال الليث.

نتش : قال الليث : النَّتْشُ إخراجُ الشوك بالمِنْتاش ، وهو المنقاش الذي يُنتَفُ به الشعر ، والنَّتْشُ جَذْب اللحم ونحوه ، قَرْصاً ونهشاً. ويقال : أَنتش النباتُ وهو حين يخرج رأسه من الأرض قبل أن يُعرَف ، وأَنتشَ الحَبُّ ، إذا ابتلَّ فضرَبَ نَتَشَه في الأرض ، بعدما يبْدُو منه أوَّل ما يَنبُتُ من أسفل وفوق ، فذلك النبات النَّتَش.

قلت : العرب تقول لِلْمِنقاش : مِنْتَاخٌ ومِنْتَاش.

وقال اللّحياني : يقال : هو يَكْدِشُ لِعياله ، وينتِشُ ويعصِفُ ويصرِفُ.

أبو عُبيد ، عن الأمويّ : ما نتشّتُ منه شيئاً ، أي ما أخذْت منه شيئاً.

وقال الفراء : النُّتَّاشُ النُّغّاش والعَيّارون ، ونتشَه بالعصا نَتَشاتٍ.

ابن شُميل ، يقال : نَتَشَ الرجلُ برجله الحجرَ أو الشيء ، إذا دفعهُ برجله فنحَّاه نَتْشاً.

ش ت ف

فتش : قال الليث : الفَتْشُ والتَّفتيش : طَلَبٌ في بحْثٍ.

وقال شمر : فتَّشْتُ شعرَ ذي الرُّمَّة أطلُبُ بيتاً.

ش ت ب

مهمل.

ش ت م

شمتَ ، شتم ، متش : [مستعملة].

شتم : قال الليث : شَتَمَ فلانٌ فلاناً شَتْماً.

وأسَدٌ شَتِيمٌ ، وحمارٌ شتيم ، وهو الكريهُ الوجه القبيح.

ثعلب ، عن ابن الأعرابي : الشَّتْمُ : قبيحُ الكلام ، وليس فيه قَذف ، وقال : هو يشْتِمُهُ ويَشْتُمُه ، قال : والمشتَمةُ والشَّتِيمَةُ : الشَّتْم.

وأنشد أبو عُبيد :

ليْسَت يمَشْتِمَةٍ تُعَدُّ وعَفْوُها

عَرَقُ السِّقاءِ على القَعُودِ اللَّاغِبِ

يعني : كلمة كرِهَها وإنْ لم تُعدّ شَتْماً ؛ فإِنَّ العفْوَ عنها يَشتَدّ.

٢٢٥

شمت : قال الليث : الشماتَةُ : فرحُ العدُوِّ ببِليَّة تنزل بمن يُعاديه ؛ والفعل منها شمِتَ يشْمَتُ شماتةً ، وأشَمَتهُ الله بكذا وكذا ؛ ومنه قول الله جلّ وعزّ حكاية عن هارون أنه قال لأخيه : (فَلا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْداءَ) [الأعراف : ١٥٠].

قال الفراء : هو من أشمت ، قال : وحدثني ابنُ عُيَيْنَة عن رجلٍ عن مجاهد أنه قرأ : (فلا تَشْمَت بي الأعداء) ، قال الفراء : ولم نَسمعها من العرب.

فقال الكسائيّ : ما أدْرِي لعلهم أرادوا «فَلا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْداءَ» فإن تكن صحيحة فلها نَظَائِر : العربُ تقول : فَرِغْتُ وفَرَغْتُ ، فمن قال : فَرِغْتُ قال : أَفْرَغُ ، ومن قال : فَرَغْتُ ، قال : أَفْرُغُ.

وقال ابن السكيت في قوله :

فارْتاعَ من صَوْتِ كلَّابٍ فَبَاتَ له

طَوْعَ الشَّوَامِتِ من خَوْفٍ ومن صَرَدِ

قال ابن السكيت : قوله : «طَوعُ الشَّوامِت» ، يقول : باتَ له ما أَطاعَ شامِته من البرْد والخوف ، أي بات له ما اشْتهَى شَوَامِتُه. قال : وسُرُورها به : طَوْعُها ، ومن ذلك يقال : اللهم لا تُطِيعَنَّ بي شامِتاً ، أي لا تفعل بي ما يُحبّ.

وقال أبو عبيدة : من رَفع «طوع» أراد : بَاتَ له ما يُسِرُّ الشَّوامِت اللواتي شَمِتْن به. قال : ومن رواه بالنَّصْب ، أراد بالشَّوامت القوائِم ، واسمُها الشَّوامت ، الواحِدَةُ شَامِتة ؛ يقول : فباتَ الثَّوْرُ طوعَ شَوامِته ، أي قوائمه ، أي بات قائماً.

روى أبو عبيد ، عن أبي عبيدة في تَفْسِيره نَحْواً منه.

وقال : طَوْعُ الشَّوامِت ، أراد بات له ما شَمِتَ به شماتة.

وقال أبو عبيد وغيره : شَمَّت العاطسَ وشمته ، إذا دَعا له ، وكل داعٍ لأحد بخير فهو مُشَمِّت له ، قال : والشِّين أعلى وأفشى في كلامهم.

وأخبرني المنذريّ ، عن ابن العباس ، أنه قال : الأصل فيهما السّين من السَّمْت ، وهو الْقَصْدُ والهَدْي.

قال : وقال ابن الأعرابيّ : الاشْتِمَاتُ : أوَّلْ السِّمن ، وأنشدنا :

أرَى إبلي بَعْدَ اشْتِمَاتٍ كأَنَّما

تُصِيتُ بِسَجْعٍ آخر اللَّيْلِ نِيبُهَا

قال : وإبلٌ مشتَمِتة : إذا كانت كذلك.

ويقال : خَرَج القوم في غزاة فقفلوا شَماتي ، ومُتَشَمِّتين.

قال : والتَّشَمّت : أن يَرْجعوا خائبين لم يَغْنَموا.

وقال غيره : كل دعاءٍ بخير فهو تَشْمِيتٌ ، ومنه تَشْميتُ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاطمة وعليّاً عليهما‌السلام حين أدخلها عليه.

٢٢٦

متش : قال ابن دريد : المَتْشُ : تَفريقُك الشّيءَ بأَصَابعك ، تقول : متشت أَخْلَافَ النَّاقة بأَصابِعِي ، إذا احتَلَبَتهَا حَلْباً ضَعِيفاً.

قال : والْمَتْش : سُوءُ البصر ، رَجُلٌ أَمْتَش ، وامرأة متْشَاء.

وقال أيضاً : تَمَشْتُ الشّيْءَ تَمْشاً ، إذا جَمَعْتَه.

قلت : وهذا مُنْكَرٌ جدّاً.

(أبواب) الشين والظاء

ش ظ ذ ـ ش ظ ث

أهملت وجوهها.

ش ظ ر

شظر : قرأتُ في «نوادر الأعراب» : يقال :

شِظْرَةٌ من الجبل وشَظِيّةٌ ، وقالوا : شِنْظِيةٌ وشِنْظِيرَةٌ.

وقال الأصمعيّ : الشِّنْظِيرُ : الْفَحَّاشُ السّيّىءُ الخُلُق ، والنون زائدة.

ش ظ ل

مهمل.

ش ظ ن

شنظ ، نشظ : [مستعملان].

شنظ : قال الليث : الشِّنَاظُ من نَعْتِ المرأة ، وهو اكْتِنَاز لحمها ، وَشَنَاظِي الجبل : أطْرَافه وأَعاليه ، الواحدة شُنْظُوَةٌ.

وقال الطرماح :

في شَنَاظِي أُقَنٍ بَيْنَها

عُرَّةُ الطَّيْرِ كَصَوْم النَّعَام

وروى أبو تراب ، عن مُصعب الضِّبَابِيّ : امرأة شِنْظِيانٌ بِنْظِيَانٌ ، إذا كانتْ سَيِّئَةَ الخلق صَخَّابَة.

نشظ : قال الليث : النُّشوظُ نَباتُ الشَّيءِ من أُرومَتِهِ أول ما يَبْدو حين يَصْدَعُ الأرض نحو ما يَخْرُج من أصول الحَاج.

قال : والفعل منه نَشَظَ ، وأنْشَد :

* لَيْسَ له أَصْلٌ ولا نُشُوظُ*

قال الليث : والنَّشْظُ اللَّسْعُ في سُرْعَةٍ واخْتِلَاس.

قلت : هذا تصْحِيفُ مُنكَر ، وصوابُه التَّشْظُ بالتَّاء ، وقد مَرَّ تفسيره في بابه ، يقال : نَشَظَتْه الأَفْعَى نَشْظاً.

ش ظ ف

استعمل من وُجوهه : (شظف).

شظف : قال الليث : الشَّظَفُ يُبْسُ الْعَيش ، وأَنْشَد :

وراجِي لينَ تَغْلبَ عن شَظَافٍ

كَمُثَّدِنِ الصَّفا كَيْما يَلِينَا

والشَّظِيفُ من الشجر ، وهو الذي لم يَجِدْ رِيَّهُ فَخَشُنَ وصَلُبَ من غير أن تَذْهَب نُدُوَّتُه ، والفِعْل شَظُفَ يَشْظُفُ شَظَافَةً.

ويقال : أَرْضٌ شَظِفَةٌ ، إذا كانت خَشِنَةً يابسة.

٢٢٧

أبو عُبيد : الشَّظَفُ : الشِّدَّةُ.

وقال ابن الرِّقاع :

* وأَصَبْتُ في شَظَفِ الأمورِ شِدَادَها*

عَمْرو عن أبيه : الشَّظْفُ والْمَعْلُ أَنْ يُسَلَّ خُصْيَا الكَبْش سَلًّا.

وقال ابن الأعرابيّ : الشِّظْفَةُ والنِّحاشة ما احْتَرَقَ من الخُبْز ، والشَّظْفُ شِقَّةُ الْعَصا ، وَأنشد :

* كَبْداءُ مِثْلُ الشَّظْفِ أَوْ شَرُّ العِصِي*

ش ظ ب

مهمَل.

ش ظ م

شظم ، شمظ ، مشظ.

شظم : أبو عبيد وغيره : الشَّظْمُ والشَّيْظَمَةُ الطَّويل ، والطّويل من الخيل.

وقال عنترة :

* من بين شَيْظَمَةٍ وأَجْرَدَ شَيْظمِ *

ورجل شَيْظَمٌ وشَيْظَميٌ من رجال شَياظِمة ، وقيل : الشيْظَمُ من الرجال : الطَّلْقُ الوجه الهش ، الذي لا انْقِباض فيه.

مشظ : قال الليث : الْمَشظُ : أن يَمَس الشوْكَ أو الْجِذْعَ فيدخل مِنْه في يده ، يقال : مَشظَت يده تَمْشُظ مَشظاً.

وقال ابنُ السكيت نحوَه ، وأَنشدَ قول سُحَيم بنُ وَثِيل :

وإنَّ قَناتَنَا مَشِظٌ شَظَاهَا

شَدِيدٌ مَدُّهَا عُنُقَ الْقَرينِ

وقال جرير :

* مِشاظُ قَناةٍ دَرْؤُهَا لَمْ يُقَوَّمِ*

وكان شمر يقول : مَشَظَتْ يَدُه ، بالظَّاء ، وينكر مَشِظَتْ ، وهما عندي لغتان رواهما أبو الهيثم وغيره. ورواه المِسْعَريُّ ، عن أبي عُبيد. بالطاء : ويقال : شظَاة مَشِظَّةٌ ، إذا كانت حَديدة صُلْبة ، تُمشظُ بها يدُ من تناولها.

وقال الشاعر :

وكَلّ فَتَى أَخِي هَيْجَا شُجاعٍ

على خَيْفَانَةٍ مَشِظٍ شَظَاها

شمظ : شَمْظَة : اسم مَوْضع في شِعْرِ حُميد ابن ثَوْر :

كما انْقَبَضَتْ كَدْرَاء تَسْفِي فِراخَها

بشمْظَةَ رِفْهاً والْمِياهُ شُعوبُ

وقال ابن دُريد : الشمْظُ : الْمَنْع ، شَمَظْتُه من كذا ، أي مَنَعْتُه.

وأنشد :

سَتَشمَظُكُمْ من بَطْنِ وَجٍّ سُيوفُنا

ويُصْبحُ منكم بَطْنُ جِلْذَان مُقْفِراً

(أبواب) الشين والذال

ش ذ ث

مهمل.

٢٢٨

ش ذ ر

استعمل منه : شذر.

شذر : قال الليث : الشَّذْرُ : قِطَعٌ من ذَهَبٍ ، الواحدة شَذْرَةٌ ، تُلْقَطُ من المعدن من غير إذَابَة الحِجَارة ، ومما يُصاغُ من الذّهب فرائد يْفَصَّل بها اللُّؤلؤ والجَوْهر.

وقال ابن دريد : الشَّذْرُ : خَرَزٌ يُفَصَّلُ به النّظم ، وأنشد :

* شَذْرَةَ وَادٍ ورَأَيْتُ الزُّهَرَهْ*

وقال شمر : الشَّذْرُ هَناتٌ كأنها رؤوس النَّمْل من الذّهب ، يُجْعَلُ في الخَوْق.

وفي حديث علي رضي‌الله‌عنه ، أنَّ سليمان بن صُرَد قال : بلغني عن أمير المؤمنين : «ذَرْوٌ من قَوْلٍ تَشَذّرَ لِي به من شتْمٍ وإيعاد».

قال أبو عُبيد : والتَّشَذُّرُ التَّوَعُّدُ والتّهَدُّد.

وقال لبيد :

غُلْبٌ تَشَذّرُ بالذُّحُل كأَنَّها

جِنُّ البَدِيِّ رَواسِياً أَقْدامُها

ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : تَشَذَّرَ فلانٌ وتَقَتَّرَ ، إذا تَشَمَّر وتَهَيَّأَ للحملة ، وقال : شَذّرَ به ، وشَتَّر به ، إذا سَمَّع به.

وقال الليث : التّشذُّر ، من النشاط والتَّسَرُّع إلى الأمر.

يقال : للقوم في الحرب إذا تَصَاوَلُوا : تَشَذّرُوا ، وتَشَذّرَت النَّاقة ، إذا رَأَتْ رِعْياً يَسرُّها فحركت رأسها مَرَحاً وفَرَحاً.

وقال أبو عُبيد ، قال الكسائيّ : التَّشَذُّرُ بالثوب : هو الاسْتِثْفَارُ به.

قال : وقال العدبَّسُ الكِنَانيّ : الشّوْذَرُ : الإتْبُ.

وأنشد :

* مُنْفَرِجٌ عن جانبَيْه الشَّوْذَرُ*

وقال الفراء : الشَّوْذَرُ : هو الذي تلبسه المرأة تحت ثَوبها.

وقال الليث : الشَّوْذَرُ : ثوب تَخَبَّأُ به المرأةُ والجارية إلى طرف عَضُدِها.

ش ذ ل ـ ش ذ ن ـ ش ذ ف

أهملت وجوهها.

ش ذ ب

استعمل من وجوهها : شذب.

شذب : أبو عُبيد ، عن الأصمَعيّ ، قال : الشَّذَبُ : قِطَعُ السَّجَر ، الواحدة شَذَبَة.

وقال الليث : الشَّذَبُ : قِشْرُ الشَّجر ، والشذْبُ : المَصْدَر ، والفعل يَشذِبُ ، وهو القطعُ من الشجر. وكل شيء من نُحِّيَ عن شيء ، فقد شُذِبَ عنه.

* نَشذِبُ عن خِنْدِفَ حتّى تَرضَى*

أي تَدْفع العِدا.

وقال رُؤبة :

* يَشذِبُ أُولاهُنَّ عن ذاتِ النَّهَقْ*

أي يَطْرُدْ.

٢٢٩

قال : والشذَبُ : متاعُ البيت من القُماش وغيره.

والشوْذَب : الطويل النّجِيب من كلِّ شيء ، وفي صفة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه كان أطولَ من المربرع ، وأقْصرَ من المُشذَّب.

قال أبو عبيد : المشذَّبُ : المُفْرِطُ في الطُّول ، وكذلك هو في كل شيءُ.

قال جرير :

أَلْوى بها شَذِبُ الْعُروق مُشذّبٌ

فكأنما وكَنَتْ على طِرْبَالِ

وقال شمر : شَذَبْتُهُ أَشذِبُهُ شذْباً ، وشلَلْته شلّا ، وشذَّبْته تَشذِيباً بمعنى واحد.

وقال بُرَيْقٌ الْهُذَليّ :

يُشذِّبُ بالسَّيْفِ أَقْرانَهُ

إذ فَرَّ ذو اللِّمّةِ الْغَيْلَمُ

والشذَبُ : الْقُشورُ والْعِيدان المُتَفَرِّقة.

ش ذ م

استعمل منه : شمذ ، شذم.

شذم : ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : يقال للنّاقة الْفَتِيّة السَّريعة : شملَّةٌ وشملَالٌ : وشيْذُمانَةٌ.

وقال الليث : الشَّيْمُذَان والشَّيْذُمَان من أسماء الذّئب.

وقال الطِّرماح :

عَلَى حَوْلَاءَ يَطْفُو السُّخْدُ فيها

فَراهَا الشَّيْذمانُ عن الخبير

شمذ : قال الليث : الشَّمْذُ رَفْعُ الذّنَب ، نُوق شَوامِذ ، والعَقْربُ شَامِذٌ أيضاً.

وقال الشاعر يصف ناقة :

على كلِّ صَهْبَاءً الْعَثَانين شامِذٍ

جُمَالِيّةٍ في رأسها شطْنانِ

وقال الأصمعيّ : يقال للنّخيل إذا أُبِّرَتْ : قد شمذَتْ ، وهي نَخيل شوامِذ.

وقال لبيد :

* غُلْبٌ شَوامِذُ لم يَدْخُلْ بها الحَصْرَ*

وقال شمر : يقال : شَمِّرْ إزَارَكَ ، أي ارْفَعْه ، ورجل شَمذَانٌ ، يرفع إزَارَهُ إلى رُكْبَتَيهِ.

(أبواب) الشين والثاء

ش ث ر

استعمل من وجوهه : شرث.

شرث : قال الليث : الشَّرَثُ غِلَظُ ظَهر الكَفّ من بَرْدِ الشتاء ؛ وقد شَرِثَتْ يَدُه تشرَث.

وقال أبو عَمْرو : سَيْفٌ شَرِثٌ. وقال طَلْقُ بنُ عَديّ في رجل طَرد نعامةً على فَرسه :

يَحْلِفُ لا تَسْبِقه فما حَنثْ

حتى تَلافاها بمَطْرُورٍ شَرِثْ

أي بِسِنَانٍ مَطْرورٍ ، أي حَدِيد.

ابن الأعرابيّ : الشرِثُ الْمُخْلِقُ من كلِّ شيء.

٢٣٠

ش ث ل

شثل : ابن السكيت : الشثْلُ لغةٌ في الشثْن وقد شثَل شثُولَةً.

ش ث ن

شثن : قال ابن السكيت : وشثَنَ شثُونَةً ، إذا غَلُظَ. أبو عُبيد ، عن الفراء : رجل مَكْبُونُ الأصَابع ، مثل الشثْن.

وقال الليث : الشثْن : الرّجُلُ الذي في أَنامِله غِلَظٌ ، والفعل شثُنَ ، وشثِنَ شَثَناً وشثُونَةً.

قلت : وفيه لغة ثالثة : شنِثَ شنَثاً ، فهو شنِثٌ.

أبو عُبيد ، عن الأصمعيّ : إذا أكل البعير الشوك فَغَلُظَت مَشافِره ، قيل : شَنِثتْ مَشافِرُه ، فهو شنِثٌ.

ش ث ف

مهمل.

ش ث ب

شبث ، ثبش : [مستعملان].

ثبش : ثُباش من أَسماء العرب مَعْروف ، وكأنه مَقْلوب شُبَاث.

شبث : وقال أبو عُبيد ، عن الأصمعيّ : الشبَثُ : دُوَيْبَةٌ كثيرة الأرجل عظيمة الرأس ، وجَمعه شِبْثانٌ ، وأنشد غيره :

* مَشارِبُ شِبْثانٍ لَهُنَّ هَمِيمُ*

عَمْرو ، عن أبيه : الشبَثُ : الْعَنْكَبُوتُ ، وكذلك قال ابن الأعرابي.

وقال الليث : هي ذُوَيْبَّةٌ تكون في الأرض ، تُخَرِّب الأرض وتكون عند النُّدُوَّةِ ، والجميع الشِّبْثانُ.

قال : والتّشَبُّثُ : اللُّزومُ وشدّة الأَخْذِ ، ورجُلٌ شُبَثَةٌ ضُبَثَةٌ ، وإذا كان ملازماً لِقِرْنِه لا يُفَارِقه.

قلت : وأمّا البَقْلَةُ التي يقال لها الشِّبِثُ فمُعرْبة ، ورَأَيْتُ البَحْرانِيِّين يُسمونها سِبِثٌ بالسِّينِ ، والتَّاء ، قلبوا الشين سِيناً والذّالَ تاء ، وهي بالفارسية يقال لها شوِذ بالذال المعجمة.

(أبواب) الشين والراء

ش ر ل

مهمل.

ش ر ن

شنر ، شرن ، نشر ، رشن.

نشر : قال الله جلَّ وعَزَّ : (وَانْظُرْ إِلَى الْعِظامِ كَيْفَ نُنْشِزُها ثُمَّ نَكْسُوها لَحْماً) [البقرة : ٢٥٩] ، قرأها ابن عباس (نُنشِرُها) ، وقرأ الحسن : (نَنْشرُها).

أبو العباس ، عن ابن الأعرابيّ : أَنشرَ اللهُ الميِّتَ ونَشرَهُ ، فنشر الميِّتُ لا غير.

وقال الفراء : من قرأها (كيف نُنشْرُها) بضم النون ، فإنشارها إحْياؤُها. واحْتَجَ

٢٣١

ابن عباس بقوله : (ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ (٢٢)) [عبس : ٢٢].

قال : ومن قرأها (نَنْشرها) فَكأَنه يَذْهَب إلى النشرِ والطّيّ ، والوجه أن يقال : أنشرَ اللهُ الموْتى فنَشروا هم إذا حَيُوا ، كما قال الأعشى :

حتى يَقولَ النّاس ما رَأَوْا

يا عَجَباً لِلميِّت النّاشرِ

قال : وسمِعْت بعضَ بني الحارث يقول : كانَ به جَرَبٌ فنُشر ، إذا عادَ وحَيِيَ.

وقال الزجاج : يقال : نَشَرَهُمُ الله أي ، بَعَثهم ، كما قال الله : (وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) [الملك : ١٥]. وقال جلّ وعزَّ : (وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ) [الأعراف : ٥٧] وقرىء (نُشُراً) و (نُشْراً).

قال أبو إسحاق : من قرأ (نَشْراً) فمعناه إحْياء بنشر السَّحاب الذي فيه حَياةُ كلِّ شيء ، ومن قرأ : (نُشْراً) و (نُشُراً) ، فهو جمع نَشور ، مثل : رَسُول ، ورُسُل ورُسْل.

وقال في قوله : (وَالنَّاشِراتِ نَشْراً (٣)) [المرسلات : ٣] هي الرِّياح تأْتِي بالمَطَر.

الحَرانيّ ، عن ابن السِّكِّيت : النَّشْرُ أن يَخْرُجَ النَّبْتُ يُبْطِيءُ عنه المطر فيَيْبَس ثم يُصِيبُه مطرٌ بعدَ الْيُبْس ، فينْبُت ، وهو ردِيء للغَنم والإبل في أول ما يَظْهر.

قال : مصدر نَشرْتُ الثوبَ أَنْشُرُه نَشْراً ، ومصدر نَشَرْتُ الخَشَبَةَ بالمنْشار أنشرُها نَشْراً ، والنّشْرَ : أَنْ تَنْتَشرَ الغَنمُ باللّيل فَتَرْعَى.

وأخبرني المنذريّ : عن أبي الهيثم ، عن نُصَير الرازي ، قال : النّشرُ : أن تَرْعَى الإبل بَقْلاً قد أَصابه صَيْفُ ، وهو يَضُرُّها.

ويقال : اتّقِ على إبِلِك النَّشْر. ويقال : أصابَها النَّشَر ، أي دَوِيَتْ عن النَّشر.

وقال أبو عُبَيد : النَّشْرُ : الرِّيح.

وقال الليث : النَشْرُ نَشرُ الرِّيح الطّيبة.

وفي الحديث : خَرَجَ معاوية ونَشْرُه أمامَه ، يعني رِيحَ المِسْك.

وقال أبو الدُّقَيْش : النَّشْرُ : ريحُ فَمِ المرأة وأَنْفِها وأَعْطافها بعد النّوم ، وأنشد غيره :

* ورَيحَ الْخُزَامَى ونَشْرَ الْقُطُرْ*

وقال الليث : النَّشْرُ : الْكَلأُ يَهيجُ أَعْلاه ، وأَسْفَله نَدٍ أَخْضَر ، تَدْوَى منه الإبِلُ إذَا رَعَتْه ، وأنشد :

وَفِينَا وَإنْ قِيلَ اصْطَلَحْنا تَضَاغُنٌ

كما طَرَّ أَوْبَارُ الجِرابِ على النَّشِر

قلت : وقال غيره : النَّشْرُ في هذا البيت نَشْر الجَرَبِ بعد خَفَائِهِ ونَبَاتِ الْوَبَرِ عليه ، وهذا هو الصَّواب.

يقال : نشَرَ الجَرَبُ يَنْشُرُ نَشْراً ونُشُوراً ، إذا حَيِيَ بَعد ذَهابِه.

ويقال : جاءَ الجيشُ نَشَراً ، أي مُتَفَرِّقِين.

٢٣٢

وضَمَّ اللهُ نَشَرَكَ ، أي ما انْتَشَر من أَمْرِك كقولهم : لَمَّ اللهُ شَعَثَك.

وقال أبو العباس : نَشَرُ الماء : ما تَطاير منه عند الوُضوء.

وسأل رجلٌ الحسن عن انْتِضَاحِ الماءِ في إنَائِه إذا تَوَضَّأَ ، فقال : وَيْلَكَ! أَتَمْلِكُ نَشَرَ الْماء ، يعني ما يَنْتَشرُ منه ، كلُّ هذا مُحَرَّك الشين مثلُ نَشَرِ الْغَنَمِ وانْتَشَرَ ذَكَرُه إذا قَامَ ، وانتشار عَصَبِ الدَّابَّةِ في يدِه : أَنْ يُصِيبَه عَنَتٌ فَيَزُولَ الْعَصَبُ عن مَوْضعه.

وقال أبو عبيدة : الانتِشَار : انْتِفَاخٌ في العصب للإِتْعاب.

قال : والعَصَبَةُ التي تَنْتَشِرُ هي العُجَابَة.

قال : وتَحَرُّكُ الشَّظَى كانْتِشَارِ الْعَصَب غير أنَّ الفرس لانْتِشَارِ العَصَب أشَدُّ احْتمالاً منه لتحريك الشَّظى.

أبو عُبيد ، عن أبي عَمرو والأصمعيّ : النَّواشِرُ والرَّوَاهِسُ : عُروق باطِنِ الذِّراع.

وقال زهير :

* مَراجِيعُ وَشْمٍ في نَوَاشِرِ مِعْصَمِ*

ثعلب ، عن ابن الأعربيّ : امرأة مَنْشُورَةٌ ومَشْبورَةٌ ، إذا كانت سَخِيَّةٌ كَريمة.

قال : ومن المنشُورَة قوله : (نشراً بين يدي رحمته) [الأعراف : ٥٧]. أي سخاء وكرامة.

وقال الليث : النُّشْرَةُ : عِلاجُ رُقْيَةٍ يُعالج بها المَجْنُون ، يُنَشَّرُ بها عنه تَنشِيراً ، ورُبَّما قالوا للإنسان المهزول الهالك ، كأنَّهُ نُشْرَة ، والتّناشِيرُ : كتابَةَ الغِلمان في الكُتّاب ، والمنْشُور من كُتُب السلطان : ما كان غَيْرَ مَخْتُوم.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ ، قال : النَّشْرُ نَبَاتُ الوَبَرِ على الجَرَبِ بعد ما يَبْرَأُ.

والنَّشْرُ : نَفَيانُ الطّهُور. والنَّشْرُ : الحيَاة.

والنَّشْرُ : الرِّيجُ الطّيَّبَةُ.

شرن : أبو العباس ، عن ابن الأعرابيّ ، قال : الشَّرْنُ : الشَّقُّ في الصَّخْرَة.

عمرو عن أبيه : في الصَّخْرَة شَرْمٌ وشَرْنٌ وثَتٌّ وفَتٌّ وشِيقٌ وشِرْيَانُ ، وقد شَرِنَ وشَرِمَ ، إذا انْشَقّ.

شنر : أبو عُبيد : الشَّنَارُ : العارُ والعَيْب.

الليث : رجل شِرِّيرٌ شِنِّيرٌ ، إذا كان كثِيرَ الشَرِّ والْعُيُوبِ ، وشَنَّرْتُ بالرَّجل تَشْنِيراً ، إذا سَمَّعْتَ به وفَضَحْتَه.

وقال شَمِر : الشَّنَارُ : الأَمْرُ المشهور بالقُبْح والشُّنْعَةِ.

ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : الشَّمْرَةُ : مِشْيَةُ الْعَيَّار ، والشَّنْرَةُ : مِشْيَةُ الرَّجل الصَّالح المشَمِّر.

وقال اللّحيانيّ : رَجُلٌ شِنِّيرٌ : شِرِّير.

رشن : أبو زَيْد : رَشَنَ الرَّجُل يَرْشُنُ رُشُوناً فهو راشِنٌ ، وهو الذي يَتَعَهَّدُ مواقِيتَ

٢٣٣

طعامِ الْنَوم فيَغتَرُّهُم اغْتِراراً ، وهو الذي يقال له الطّفَيْليّ.

ويقال للكلب إذا وَلَغَ في الإِناء : قَدْ رَشَنَ رُشُوناً ، وأنشد :

لَيْسَ بِقَصْلٍ حَلِسٍ حِلْسَمِ

عند البُيُوتِ راسِنٍ مِقَمِ

عمرو عن أبيه : الرَّفيفُ : الرَّوْشَنُ ، قلت :

هو الرَّفُّ.

ش ر ف

شرف ، شفر ، رشف ، رفش ، فرش : مستعملة.

شرف : رُوِيَ عن النَّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «ما ذِئْبَان عَادِيَان أَصَابَا فَرِيقَةَ غَنَم بأَفْسَدَ فِيها من حُبِّ المَرءِ الْمالَ والشَّرَفَ لدِينِه» ، يريد أنَّه يَتَشَرَّفُ فيجمعُ المال لُيبارِيَ بِه ذوي الأمْوال ولا يُبَالي أجَمَعَهُ من حَلالٍ أَوْ حرام.

الحرانيّ عن ابن السّكيت ، قال : الشّرَفُ والمَجْدُ لا يكونان إلا بالآباء ، يقال : رَجُلٌ شَريف ، ورجل ماجِدٌ : له آباء مُتَقَدِّمون في الشَّرف.

قال : والْحَسَبُ والكَرَم يكونان في الرَّجل وإنْ لم يكن له آباء لهم شَرَف.

وقال الليث : الشَّرَفُ مصدرُ الشَّريف من النّاس ، والفعل شَرُفَ يَشْرفُ ، وقَوْمٌ أشْراف ، مثل شَهِيد وأَشْهاد ونَصير وأَنْصَار. وشَرَفُ الْبَعير : سَنَامُه. وقال الشاعر :

* شَرَفٌ أَجَبُّ وكاهِلٌ مجدُولُ*

والشَّرَفُ : ما أَشْرَفَ من الأرض. ثعلب عن ابن الأعرابيّ ، قال : الْعُمَرِيّةُ ثِيابٌ مصْبُوغَةٌ بالشرَفِ ، وهو طِينٌ أَحْمر ، وثَوْبٌ مُشرَّفٌ : مَصْبوغٌ بالشرَفِ.

أَلَا لا تَغُرَّنَّ أمْراً عُمَرِيةٌ

عَلَى غَمْلَجٍ طَالَتْ وَتَمَّ قَوَامُها

قال : ويقال : شَرْفٌ وشَرَفٌ ، لِلمغَرَة.

وقال الليث : الشرَفُ : شَجرٌ له صِبْغٌ أَحْمر يقال له الدَّارْبَرْنَيان.

قلت : والقولُ ما قالَ ابنُ الأعرابيّ في تَفْسير الشرَف.

وقال الليث : الْمشرَفُ : المكانُ الذي تُشرِفُ عليه وتَعْلُوه ، قال : ومَشارِفُ الأرض : أعالِيها ، ولذلك قيل : مَشَارِفُ الشام.

أبو عبيد ، عن الأصْمعيّ : السُّيوفُ الْمشرَفيّةُ ، منسوبةٌ إلى مشارِف ، وهي قُرى من أَرْض العَرب تَدْنو من الرِّيف.

وقال اللّيث : الشُّرْفَة : التي تُشرَّفُ بها القُصُور وجمعها شُرَف. والشرَفُ : الإشفاءَ على حَظَرٍ من خَيْرٍ أو شرِّ ، يقال هو عَلَى شَرَفٍ من كَذا ، وأَشرَفَ المريضُ وأَشفَى على الموْت. ويقال : سارُوا إليهم حتى شَارَفُوهُم ، أي أَشرَفوا عليهم.

٢٣٤

أبو عبيد : عن الفراء : أَشرَفْتُ الشيءَ : عَلَوْتُه. وأَشرَفْتُ على الشيء ، إذا طَلَعْتَ عليه من فَوْقِه. ويقال : ما يُشرِفُ له شَيءٌ إلَّا أَخَذَه. وما يُطِفُّ له شَيْءٌ. وما يُوهِفُ له شَيْءٌ إلا أَخَذَه.

وفي حديث عليّ : «أُمِرْنَا في الأضَاحي أن نَسْتَشْرِفَ العينَ والأذُن».

أبو عبيد ، عن الكسائيّ : اسْتَشْرَفْتُ الشَّيءَ ، واسْتَكْفَفتُه ، كلاهما أن تَضَعَ يدَك على حاجبك كالذي يَسْتَظِلّ من الشمس حتى يَستبينَ الشيء.

وقال أبو زيد : اسْتَشْرَفْتُ إِبلَهُم ، إذا تَعَيَّنْتَها لتُصيبَها بالعين. ومعنى قوله : «أُمِرنَا أن نَسْتَشرَف العين والأذن» ، أي نتأمَّل سلامَتَهُما من آفةٍ بهما ، وآفةُ العين عَوَرُها. وآفَةُ الأذن قَطْعها ، فإذا سَلمت الأضْحِيةُ من العَوَرِ في العين والجَدْعَ في الأُذُن. جازَ أن يُضَحَّى بها. وإذا كانت عَوْراءَ أو جَدْعَاءَ أو مُقَابَلَةً أو مُدَابرَةً. أو خَرْفَاء أَوْ شَرْفَاء : لَم يُضَحَّ بها.

وقيل : اسْتِشراف العين والأذن : أن تَطْلَبهُما شريفتين بالتمامِ والسّلامة.

وقال الليث : اسْتَشرَفتُ الشيءَ ، إذا رَفَعْتَ رأسَكَ تَنْظُر إليه قال : ونَاقَةٌ شُرافِيَّةٌ : ضَخْمةُ الأذُنين جَسِيمة ، وأذنٌ شَرْفَاءُ ، طَويلَةُ الْقُوفِ. وقال أبو زيد : هي الْمنتَصِبَةُ في طُولٍ. قال : والشارِفُ : النَّاقَةُ التي قد أَسَنَّت وقَدْ شرَفتْ تَشرُفُ شُروفاً.

وقال ابن الأعرابيّ : الشَّارِفُ : النَّاقَةُ الْهِمَّة ، والجميعُ شُرُفٌ وشَوَارِف ، ولا يقال للْجَمَل شَارِف ، وأنشد الليث :

نجاةٌ من الهَوج المرَاسِيلِ هِمَةٌ

كُميْتٌ عليها كَبْرَةٌ فَهي شَارِفُ

قال : وسهم شارف يقال : هو الدَّقيق الطّويل. ويقال : هو الذي طالَ عهدُه بالصِّيانَةِ ، وانتَكَث عَقبُهُ وَرِيشهُ.

قال أوس :

يُقلِّبُ سهْماً رَاشَهُ بمَنَاكِبٍ

ظُهَارٍ لؤام فهو أعجف شارف

ومنْكِبٌ أشْرَفٌ ، وهو الذي فيه ارْتفاع حَسَنٌ ، وهو نقيض الأهْداء ، وقصْرٌ مُشَرَّفٌ : مُطَوَّل ، والمَشْرُوفُ من الناس ، الذي قد شُرِّفَ عليه غيره ، يقال : شَرَف فلانٌ فلاناً ، إذا فاقَهُ ، فهو مَشْرُوفٌ ، والفائِقُ : شَرِيفُ.

وشُرَيْفٌ : أَطْولُ جَبَلٍ في بلادِ العرب ، وشَرَفٌ : جَبَلٌ آخرِ بِحِذَائِه ، وشُرَافٌ : ماءٌ لبني أسَد.

الحرَانيّ عن ابن السكيت ، قال : الشَّرَفُ : كَبِدُ نَجْد ، وكانت منازِلَ الملوكِ من بني آكل الْمُرار ، وفيها حِمَى ضَرِيَّة ، وضَرِيَّةٌ : بئْرٌ. وفي الشَّرَفِ الرَّبَذَةُ ، وهي الحِمَى الأيْمَن ، والشُّرَيْفُ إلى جَنْبِه ، يَفْرقُ بين

٢٣٥

الشَّرَفِ والشُّرَيْفِ وادٍ يقال له التَّسْرِير ، فما كان مُشَرِّقاً فهو الشُّرَيْفُ وما كان مُغَرِّباً. فهو الشَّرَفُ.

قلت : وصِفَةُ الشَّرَفِ ، والشُّرَيْف على ما فَسَّرَه يعقوب.

وقال شَمِر : الشَّرَفُ : كلُّ نَشَزٍ من الأرْض قد أَشْرَفَ على ما حَوْله قادَ أَوْ لَمْ يَقُدْ وسواءٌ كان رَمْلاً أَوْ جَبَلاً ، وإنما يَطُولُ نحواً من عَشرة أذْرَع أو خمس ، قَلَّ عَرْضُ ظَهْرِه أوْ كَثُر.

قال الليث : يقال : أَشْرَفَتْ علينا نَفْسُه ، وهو مُشْرِفٌ علينا أي مُشْفِق ، والأَشْرَافُ :

الشَّفَقَة ، وأنْشَدَ :

ومِنْ مُضَرَ الحَمْراء إشْرافُ أنْفُسٍ

علينا وَحَيَّاها إِلَيْنا تَمَضُّرَا

الأصمعيّ : شُرْفَةُ المال : خِيارُه ، والجميع الشُّرَف. ويقال : إني أَعُدُّ إتْيانَكُمْ شَرْفَة ، أي فَضْلاً وشَرَفاً أَتَشَرَّفُ بِه ، وأَشْرافُ الإنْسان أُذُنَاه وأَنْفُه.

وقال عَدِيُّ :

كَقَصِيرٍ إذْ لَمْ يَجِدْ غَير أنْ جَدّ

عَ أَشْرَافَهُ لمكْرٍ قَصِيرُ

والشَّرَفُ من الأرْض : ما أَشْرَفَ لك.

يقال : أَشْرَفَ لي شَرَفٌ فما زِلْتُ أرْكُضُ حتى عَلَوْتُه.

وقال الهُذَلِيّ :

إذا ما اشْتَأَى شَرَفاً قَبْلَه

وَوَاكَظَ أوْشَكَ منه اقْتِرَابا

والشُّرَافِيُ : لونٌ من الثِّياب أَبْيَض.

قال : والشِّرْنَافُ : عَصْفُ الزَّرْعِ العَريض ، يقال : قد شَرْنَفُوا زَرْعَهُمْ ، إذا جَزُّوا عَصْفَه.

قلت : لا أدْرِي ، هو شَرْنَفُوا زَرْعَهُم بالنُّون أوْ شَرْيَفُوا بالياء ، وأَكْبَرْ ظَنِّي أنه بالنُّون لا بالياء.

فرش : ثعلب ، عن ابنِ الأعْرابيّ : فَرَشْتُ زَيداً بِسَاطاً ، وأَفْرَشْتُه وفَرَّشْتُه ، إذا بَسَطْتَ له بِسَاطاً في ضِيَافَتِه ، وأَفْرَشْتُه : أَعْطَيْتَه فَرَشاً من الإبل صغاراً أو كِبَاراً.

وقال الليث الْفَرْشُ مَصْدَرُ فَرَشَ يَفْرُشُ ، وهو بَسْطُ الفِراش ، والْفَرْشُ : الزَّرْعُ الذي بثَلاث وَرَقات أوْ أكثر ، ويقال : فَرَّشَ الطائرُ تَفْرِيشاً ، إذا جَعَلَ يُرَفْرِفُ على الشيء ، وهي الشَّرْشَرَةُ والرَّفْرَفَةُ. ويقال : ضَرَبَهُ فما أَفْرَشَ عنه حتى مات ، أي ما أَقْلَعَ عنه ، ونَاقَةٌ مَفْرُوشَةُ الرِّجْل ، إذا كان فيها انْئِطَارٌ وانْحِنَاءٌ ، وأَنشد :

* مَفْرُوشَةُ الرِّجْلِ فَرْشاً لَمْ يَكُنْ عَقَلَا*

وقال ابن الأعرابيّ : الْفَرْشُ مَدْحٌ ، والعَقْلُ ذَمٌّ ، والفَرْشُ اتّساعٌ في رِجْلِ البَعير ، فإن كَثُرَ فهو عَقَل.

الليث : فَرَشْتُ فُلاناً ، أَيْ فَرَشْتُ له ، ويقال : فَرشْتُهُ أَمْرِي ، أي بَسَطْتُه كُلَّه ،

٢٣٦

وافْتَرش فَلانٌ تُراباً أو ثوباً تحته ، وافْتَرَشَ فلانٌ لسانَه يَتَكَلَّمْ كيف ما يشاء.

ورُوِي عن النَّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم «أَنَّه نَهَى في الصَّلاةِ عن افتِراشِ السَّبُع ، وهو أن يَبْسُطَ ذِرَاعَيْهِ ولا يُقِلَّهما عن الأرض ، مُخَوِّياً إذا سَجَدَ ، كما يَفْتَرِشُ الكَلبُ ذِرَاعَيه» والذِّئبُ مثله إذا رَبَضَ عليهما ومَدَّهما على الأرْض. قال الشاعر :

تَرَى السِّرْحَانَ مُفْتَرِشاً يَدَيْهِ

كأَنَّ بَيَاضَ لَبَّتِهِ الصَّديعُ

ويقال : لَقِيَ فلانٌ فلاناً فافتَرَشَهُ ، إذا صَرَعَه ، والأرْضُ فِراشُ الأنام.

وقال الليث : يقال : فَرَشَ فلانٌ دارَه ، إذا بَلَّطَها باجُرِّ أَوْ صَفِيح. وفِراشُ اللِّسان اللحْمة الَّتي تَحْتَها ، وفِراشُ الرَّأْسِ : طرائق رِقَاقٌ من القَحْفِ.

وقال أبو عُبيد : قال الأصمعيّ : المُنَقِّلَةُ من الشّجاج هي الَّتي يَخْرج منها فَراشُ العِظَام ، وهي قِشْرَةٌ تكونُ على العَظمِ دون اللحم.

وقال النابغة :

* ويَتْبَعُهَا منهم فَرَاشُ الحَواجِبِ*

وقال الليث : فَرَاشُ القَاعِ والطِّين ما يَبِسَ بعد نُضُوب الماءِ من الطِّين على وَجْه الأرض.

وقال أبو عُبيد : الفراشُ أقلُّ من الضَّحْضَاح.

وقال ذو الرُّمة :

وأَبْصَرْنَ أَنَّ القِنْعَ صارَتْ نِطَافُه

فَراشاً وأَنّ البَقْلَ ذَاوٍ ويَابِسُ

وقال الزَّجاح في قوله الله : (يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ (٤)) [القارعة : ٤] : الفَراشُ : ما تراه كصغار الْبَقّ ، يَتَهافَتُ في النار ، شَبَّه الله تبارك وتعالى الناس يوم البَعث بالْجَرادِ المنْتَشر ، وبالفَراشِ المبْثُوث ؛ لأنهم إذا بُعِثُوا يَمُوجُ بعضهم في بعض كالجراد الذي يموجُ بعضه في بعض.

وقال الفراء في قوله : (كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ) : يريد كالغَوْغَاءِ من الجَرادِ يَرْكَبُ بعضُه بعضاً ، كذلك الناسُ يومئذ يَجُول بعضهم في بعض.

وقال الليث : الفَرَاشُ : الذي يَطيرُ ، وأنشد قوله :

أَوْدَى بِحِلْمِهُمُ الْفِياشُ فَحِلْمُهم

حلْمُ الفَراشِ غَشِينَ نَارَ المُصْطَلي

قال : ويقال : للخفيف من الرِّجال : فَرَاشة.

قال : ويقال : ضَربَةُ فأطارَ فراشَ رأسه ، وذلك إذا طارت العِظَامُ رِقاقاً من رأسه.

وكل رقيقٍ من عظم أو حديد فهو فَرَاشَة ، وبه سُمِّيت فراشة القُفْل لرِقَّتها.

قال : والفراشَ : عظم الحاجب ، والمِفْرَشُ : شيء يكون مثل الشَّاذَ كُونك.

قال : والمِفْرَشةُ تكون على الرَّحْل يَقعد

٢٣٧

عليها الرجل ، وهو أصغر من المفرش.

وفي «نوادر الأعراب» : أَفْرَشت الفرسُ ، إذا استأنَتْ.

وقال أبو عُبيدة : الفَرِيشُ من الخيل : التي أتى عليها بعد وِلادَتها سبعة أيام ، وبلغَت أن يَضرِبها الفَحْل ، وجمعها فَرَائش.

وقال الشماخ :

رَاحَتْ يُقَحْمها ذُو أَزْمَلٍ وسَقَتْ

لَهُ الفرائشُ والسُّلبُ القيَاديدُ

وقال الليث : جاريةُ فَريشٌ ، قد افترَشها الرجل ، فعيلٌ جاء من «افْتعل».

قلت : ولم أسمَع «جارية فريش» لغيره.

والفَرِيشُ من الحافرَ بمنزلة النُّفساءَ من النِّساء إذا طهرت ، وبمنزلة العائِذ من الإبل.

عمرو عن أبيه : الفراشُ : الزَّوج ، والفِراشُ : المرأة ، والفِراش : ما يَنَامانِ عليه ، والفِراش : البيتُ ، والفِراش : عُشُّ الطَّائِرِ.

وقال الهُذَلِيّ :

* حتى انْتَهَيْتُ إلى فراشِ عزيزَةٍ*

أراد : وَكْرَ العُقاب. والفَراش : موقع اللِّسان في قَعْرِ الفم.

وقال الفرَّاء في قول الله جلَّ وعزَّ : (وَمِنَ الْأَنْعامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً) [الأنعام : ١٤٢] ، قال : الحَمُولةُ : ما أطاقَ العملَ والحمْل ، والفَرْش : الصِّغار.

وقال أبو إسحاق : أجْمَع أهلُ اللغة على أنَ الفَرْشُ : صغارُ الإبل ، وأنَّ الغَنَم والبقرِ من الفَرْش.

قال : والّذي جاء في التفسير يدل عليه قوله جلّ وعزّ : (ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ) [الأنعام : ١٤٣] ، فلما جاءَ هذا بدلاً من قوله : (حَمُولَةً وَفَرْشاً) ، جعله للبقَر والغنم من الإبل.

قلت : وأنشد غَيرُه ما يحقِّق قولَ أهلِ التفسير :

ولَنَا الحَامِلُ الحَمولةُ والفرْ

شُ من الضَّأْنِ والحُصُونُ الشِّيوفُ

وأخبرني المنذريّ ، عن ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : قال : يقال : أفرَش عنهم الموت ، أي ارْتَفع ، ويقال : ضرَبهُ فما أفرَشَ عنه حتى قَتَله ، أي أقْلعَ عنه.

قال : والفرْشُ : الغَمْضُ من الأرْض فيه العُرْفُط والسَّلَمُ ، وإذا أكلته الإبل اسْتَرخَت أفواهها ، وأنشد :

* كَمِشفرِ النّابِ تلوكُ الفرْشَا*

وقال الليث : الفرْشُ من الشجر والحطبِ : الدِّقُّ والصَّغار. يقال : ما بها إلّا فرشٌ من الشجر.

قال : والفرْشُ من النّعَمِ التي لا تصلُح إلّا للذَّبح. وقول النبي عليه‌السلام : «الوَلدُ للفراشِ وللعاهِر الحجَر» ؛ معناه أنّه لِمالك

٢٣٨

الفراشِ ، وهو الزَّوْج ، ومالك الأمَة ؛ لأنه يَفترشها بالحقّ ، وهذا من مُخْتَصر الكلام. كقوله جلَّ وعزّ : (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيها) [يوسف : ٨٢] ، يريد أهل القرية.

ويقال : افترشَ القومُ الطريق إذا سلكوه ، وافترشَ فُلانٌ كريمةَ بني فلان فلمْ يُحسِن صُحْبَتَها إذا تَزَوَّجها ؛ ويقال : فلان كريم متفرِّشٌ لأصحابه ، إذا كان يَفْرشُ نفسَه لهم.

وقال أبو عبيدة : فراشا الكِتفَيْن : ما شخصَ من فُروعهما إلى أصْل العُنُق ومستَوى الظّهر.

وقال النضر : الفَراشَان : عِرْقَانِ أَخْضَرَان تَحت اللّسان ، وأنشد :

خفيفُ النّعامةِ ذُو مَيْعةٍ

كثيفُ الفراشةِ ، ناتِي الصُّرَد

يصف فَرساً.

أبو عُبَيد : الْفَراش : حَبَبُ الْعَرَق في قول لبيد :

* فَرَاشُ المَسِيحِ كالْجُمانِ الْمُحَبَّبِ*

وقال ابن شُميل : فَرَاشا اللِّجام : الْحَدِيدَتان اللَّتان يُرْبَطُ بهما الْعِذَارَان ، والْعِذاران : السَّيْرَان اللَّذان يُجْمعان عند الْقَفَا.

وقال ابنُ الأَعرابيّ : الْفَرْشُ : الكَذِب ، يقال : كم تَفْرُشُ! ، أي كم تَكْذِبُ!.

رشف : قال الليث : الرَّشْفُ ماءٌ قليلٌ يَبْقَى في الحوض تَرْشُفُه الإبل بأفواهها ، والرَّشِيفُ : تناوُلُ الماء بالشَّفَتين ، وهو فوق المصّ ، وأنشد :

سَقَيْنَ الْبَشَامَ الْمِسْكَ ثم رشَفنَهُ

رشيفَ الْغُرَيْرِيَّاتِ ماءَ الْوَقَائِع

وسمعتُ أَعْرابياً يقول :

* الْجَرْعُ أَرْوَى والرَّشِيفُ أَشْرَبُ*

وذلك أن الإبل إذا صادفت الحوضَ مَلآن جرَعَتْ ماءَه جَرْعاً يَمْلأُ أفواهها وذلك أَسْرَعُ لريِّها ، وإذا سُقِيَتْ على أَفْواهها قبل امْتلاء الحوض تَرَشَّفَت الماءَ بمشَافِرِها قليلاً قليلاً ، ولا تكاد تروَى مِنْهُ. والسُّقَاةُ إِذَا فَرَطوا الوارِدَة سقوا في الْحَوض ، وتَقَدَّموا إلى الرُّعيان بأَلا يُورِدُ والنَّعَم ما لم يَطْفَح الحوض ؛ لأنها لا تكاد تَرْوَى إذا سُقِيَتُ قليلاً ، وهو معنى قولهم : الرَّشِيفُ أَشْرَب.

أبو عُبيد عن الأمويّ : الرَّشُوفُ : المرأة الطَّيِّبَةُ الْفَم.

ثعلب عن ابنُ الأعرابيّ : الرَّشُوفُ من النِّساء : اليابِسَة المكان ، والرَّصُوفُ : الضَّيِّقَةُ المكان.

قال : وأَرْشَفَ الرَّجل ورَشَفَ ورَشَّفَ ، إذا مَصَّ ريقَ جارِيته.

وقال شمر : قال أبو عمرو : يقال : رَشِفْتُ ورَشَفْتُ قَبّلْتُ وَمَصَصْتُ.

٢٣٩

قلت : فمن قال : رَشِفْتُ ، قال : أَرْشَفُ ، ومن قال : رشَفْتُ ، قال أرْشُفُ.

رفش : قال الليث : الرَّفْشُ والرُّفْشُ : لُغَتان سَوادِيَّة ، وهو الْمِجْرَفَةُ يُرْفَشُ بها الْبُرُّ رَفْشاً ، وبعضهم يُسَمِّيه المِرْفَشَة. وفي حديث سلمان الفارسي : «أنَّهُ كان أَرْفَشَ الأُذُنَيْن».

قال شمِر : الأرْفَش : العَرِيض الأُذُن من الناس وغيرهم ، وقد رَفِشَ يُرْفَشُ رَفَشاً ، شُبِّه بالرَّفْش ، وهو الْمجْرَفَةُ من الخشب.

وقال غيره : يقال للرجل إذا شَرُفُ بعد خُموله : من الرَّفْشِ إلى الْعَرْشِ ، أي جلس على سَرير الملك بعد ما كان يَعْمَل بالرَّفْش ، وهذا من أمثال أهل العراق.

والرَّفْش أيضاً : الدّقُّ والهَرْس ، يقال للذي يُجِيد أَكل الطعام : إنه لَيَرْفُش الطِّعام رَفْشاً ، ويَهْرِسُه هَرْساً.

وقال رؤبة :

دَقّاً كَرَفْشِ الوَضِيم المَرْفُوشِ

أو كاخْتِلاقِ النُّورَةِ الجَموشِ

ويقال : وَقَعَ فلانٌ في الرَّفْش والقَفْش ، فالرّفْشُ الأكل والشَّرْب في النَّعْمَة والأمْن ، والقَفْش : النِّكاح.

ويقال : أَرْفَش فلانٌ ، إذا وقع في الأَهْيَفَيْن : الأكْلُ والنِّكاح.

شفر : قال الليث : الشُّفْرُ : شُفْرُ الْعَين ، والشُّفْرُ : حَرْفُ هَنِ الْمَرْأَة ، وحَدّ الْمِشْفَر.

وأَخبرني المنذريّ عن أبي الهيثم ، عن نُصير ، أنه قال : يُقال لنا حيتي فَرْجِ الْمَرْأَةِ : الأسْكَتَان ، ولِطَرَفَيْهِما الشُّفْران.

قلت : وشُفْرُ الْعَين : مَنَابِتُ الأَهْدابِ من الْجُفُون.

وقال الليث : هما الشَّافِرَان من هَنِ الْمَرْأَة أَيْضاً ، قال : ولا يقال الْمِشْفَرُ إلَّا لِلْبَعير.

وقال أبو عُبَيد : إنما قيل مَشَافِرُ الْحَبَشِ تَشْبِيهاً بمشَافِرِ الإِبل. وشَفيرُ الوادي : حَدُّ حَرْفِهِ ، وكذلك شَفيرُ جَهَنَّم ، نعوذُ بالله تبارك وتعالى منها!

وقال الليث : امْرأَةٌ شفِيرَةٌ وشِفَرةٌ ، وهي نَقِيضَةُ الْعَقِيرَة.

وفي الحديث : «إنَّ فُلاناً كانَ شَفْرَةَ الْقَوْم في السَّفَر» ؛ معناه أنه كان خادِمَهُم الذي يَكْفِيهم مَهْنَتَهُمْ ، شُبّهَ بالشَّفْرِة التي تُمْتَهَنُ في قطع اللّحم وغَيْره.

وقال الليث : الشَّفْرَةُ : هي السِّكّين الْعَرِيضَة ، وجمعها شَفْرٌ وشِفَار. وشَفَرَاتُ السُّيُوف : حروفُ حَدِّها.

وقال الكميت يصفُ السُّيوف :

يَرَى الرَّاءُون بالشَّفَرَاتِ منها

وُقودَ أبِي حُبَاحِبَ والظُّبِينَا

أبو عُبيد عن الكسائيّ : يقال : ما بالدار شَفْرٌ ، بفَتْح الشين.

٢٤٠