تهذيب اللغة - ج ١١

محمّد بن أحمد الأزهري

تهذيب اللغة - ج ١١

المؤلف:

محمّد بن أحمد الأزهري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٤٧

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

أبواب الثلاثي الصحيح من حرف الشين

[أبواب الشين والضاد

ش ض ص ـ ش ض س ـ ش ض ز ـ ش ض ط ـ ش ض د ـ ش ض ت ـ ش ض ظ ـ ش ض ذ ـ ش ض ث

مهملات.

ش ض ر

شرض : قال الليث : يقال عَمَل شِرْواضٌ : رِخْوٌ ضَخْمٌ ، فإن كان ضخماً ذا قَصَرَةٍ غليظة وهو صُلْبٌ ، فهو جِرْوَاض.

قال رؤبة :

* بِهِ نَدُقُّ الْقَصَرَ الجِرْوَاضا*

شمرض : قال : وَالشِّمِرْضَاضُ شَجَرةٌ بالجزيرة فيما قيل ، ويقال : بل هي كلمةُ مُعَاياةٍ ، كما قالوا : عُهْعُخ. فإِذا بدأْت بالضَّاد هُدر والْباقي مُهْمَل.

(أبواب) الشين والصاد

ش ص س ـ ش ص ز ـ س ص ط ـ ش ص د ـ ش ص ت ـ ش ص ظ ـ [ش ص ذ] ش ص ث [ش ض ر ـ ش ض ل ـ ش ض ن ـ ش ض ف ـ ش ض ب ـ ش ض م

مهملات](١)

أهملت كلها.

ش ص ر

شرص. شصر : مستعملان.

شرص : قال الليث : الشِّرْصَتَان نَاحِيتا النَّاصِيَة وهُما أرَقُّهَا شَعْراً ، ومنهما يَبْدَأ النَّزَعتان. والشَّرْصُ شَرصُ الزِّمام. وهو

__________________

(١) أهملها الليث.

٢٠١

فَقْر يُفْقَرُ على أنْفِ الناقة ، وهو حَزٌّ فَيُعْطَفُ عليه ثِنْيُ الزِّمام ليكون أسْرعَ وأطْوَعَ وأدْوَمَ لِسَيْرِها وأنشد :

لولا أبو عُمَرٍ حَفْصٌ لما انْتَجَعَتْ

مَرْواً قَلُوصِي ولا أزرَى بها الشَّرَصُ

وقال غيره : الشَّرْصُ والشّرْرُ واحد ، وهما الْغِلَظُ في الأرض. وقال ابن دريد : الشِّرْصَةُ النَّزْعَةُ عند الصُّدغ.

شصر : ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : شَصَرَ ، إذا خَاطَ ، وشَصِرَ ، إذا ظَفِرَ.

أبو عُبيد : شَصَرْتُ الثّوْبَ شَصْراً إذا خِطتَه ، مثل البَشْكِ.

الأصمعيّ : فيما رَوى أبو عبيد عنه : أَوَّل ما يُوَلدُ الظَّبْيُ فهو طَلاً ، فإِذا طَلَعَ قَرْناه فهو شَادِنٌ ، فإِذا قَوِيَ وتحرَّك فهو شَصَر والأنثى شصرة ، ثم جَذَع ، ثم ثَنِيّ.

وقال الليث : يقال له : شَاصِرٌ إذا نَجَمَ قَرْنُه ، وهو الشَّوْصَرُ في لُغة.

قال : والشِّصارُ خشَبَةٌ نُشَدُّ بين شُفرَي النّاقة. يقال : شصَّرتها تشصيراً.

وقال ابن شميل : الشِّصَاران : خَشبتان يُنْقَدُ بهما في شُفْرِ خُوران الناقة ، ثم يُعْصَبُ من ورائهما بخُلْبَةٍ شديدة ، وذلك إذا أرادوا أن يَظأَروها على ولد غيرها ، فيأخذون دُرْجةً محْشُوَّة ، ويدسُّونها في خُورانيْها ويُخِلُّون الْخُوران بخلالَيْنِ هما الشِّصاران يُوثقان بخُلْبَةٍ يُعصَبَان بها ، فذلك الشّصْر والتّشصيرُ ، وهو التّزْنِيدُ أيضاً.

وقال الليث : تركت فلاناً وقد شَصَرَ بَصَرُه يَشصُرُ شُصُوراً ، وهو أن تَنقَلِبَ العين عند حضور الموت ؛ وقد شَخَص بَصَرُه قلت : هذا عندي وَهْم ، والمعروف بهذا المعنى شصَا بَصَرُه يَشْصُوا شُصُوّاً. وشَطَرَ يَشْطُرُ شُطُوراً ، وهو الذي كأَنَّه ينْظُر إليك. وإلى آخر. روى ذلك أبو عبيد عن الفراء والشَّصُور بمعنى الشُّطُور من مَناكير الليث.

ثعلب ، عن ابن الأعرابي : الشَّصَرَةُ الظَّبْيَة الصغيرة ، مُحَرِّك. والشَّصْرَة : نَطْحَةُ الثورِ الرجُلَ بِقرْنه.

ش ص ل

شصل : وجدت حرفاً لابن الأعرابي. رواه عنه أبو العباس. قال : شَوْصَلَ الرَّجُلُ ، وشَفْصَلَ جميعاً ، إذا أكلَ الشَّاصُلَّى ، وهو نبات.

ش ص ن

شصن ، نشص ، شنص : مستعملة.

شصن : أهمل الليث : شصن.

ورَوَى عَمْرو عن أبيه : الشَّواصِينُ البَرَانِيُّ الواحدة شَاصُونة.

قلت : الْبَراني تكون الْقَوارير ، وتكون الدِّيَكَة ، ولا أَدْرِي ما أراد بها.

٢٠٢

نشص : أبو عبيد ، عن الأصمَعيّ : النَّشَاصُ من السَّحاب : المُرتَفِعُ بَعْضُه فَوق بَعْض ، وليس بمُنْبَسِط.

قال : وقال أبو زِيادِ الكِلابي في النَّشاص مِثْلَه.

ابن السكيت ، عن الأصمعيّ : نشصَت المرأة على زوجها نُشُوصاً ، ونَشَزَتْ نُشُوزاً ، بمعنى واحد.

قال الأعشى :

تَقَمَّرهَا شَيْخٌ عِشَاءً فَأَصْبَحَتْ

قُضَاعِيَّةً تَأْتِي الكَوَاهِنَ نَاشِصَا

ونَشِصَتْ ثَنِيَّتُه ، إذا خَرجَتْ من موضعها نُشُوصاً.

وقال الأصمعيّ : جَاشَتْ إليّ النفس ونَشَصتْ ونَشَزَتْ ، رواه عنه أبو تراب.

وقال ابن الأعرابي : المِنْشاصُ المرأةُ التي تَمْنَعُ فِراشَها في فِراشِها ، فالفِراش الأول الزوج ، والثاني المُضَرَّبة.

شنص : أبو عبيدة : فَرَسٌ شُنَاصِيُ ، وهو النّشيط الطويلُ الرأس.

وقال ابن دريد : الشَّانص المُتَعَلِّق بالشيء والأنثى شَنَاصِيّة ، وهو الشَّديد الجواد ، وأنشد قول المرّار بن مُنْقذ :

شُنْدُفٌ أشْدَفُ ما ورَّعْتُه

وشَنَاصِيٌ إذا هِيجَ طَمَرَ

وقال الليث : فَرسٌ شَنَاصِيٌ ، وهو النّشيط الطويل الرأس.

وقال ابن دريد : الشَّانِصُ المتعلق بالشّيء شَنَصَ يشْنُص شُنُوصاً.

ش ص ف

مهمل.

ش ص ب

[شصب] : مستعمل.

ابن هانىء : إنّه لَشَصِبٌ لَصِبٌ وَصِبٌ إذا أكّد النَّصب.

وقال أبو العباس : المَشْصُوبَةُ الشّاةُ المَسْموطَة ، والشَّصْبُ : السَّمْطُ ، ويقال للقَصَّاب : شَصّاب.

وروى عمرو ، عن أبيه : رَجُلٌ شَصِيبٌ ، أي غريبٌ.

أبو عُبيدٍ ، عن أبي عمرو : الأَشْصَابُ الشَّدائد ، واحدها شِصْبٌ بكسر أوله ، وقد شَصِبَ يَشْصَبُ.

أبو سَعيد : هي الشَّصَائِبُ والشّصَائِصُ للشّدائد.

قال أبو تُراب ، وقال غيره : هي الشّصَائِبُ والشَّطَائِب ، للشَّدائد.

وقال ابن المظفر : الشَّصِيبَةُ شِدَّةُ الْعَيْش يقال : دَفَعَ الله عنك شَصائِبَ الأمور ، وعَيْشٌ شَاصِبٌ ، وقد شَصَبَ شُصُوباً ، وأَشْصَبَ الله عَيْشَه.

قال جرير :

٢٠٣

كِرامٌ يَأْمَنُ الْجِيرانُ فِيهمْ

إذا شَصَبتْ بهم إحْدَى اللّيالي

سلمة ، عن الفراء ، عن الدُّبَيْرِيِّين ، قالوا هو الشَّيطان الرجيم ، والخَيّثَعُورُ ، والشَّيْصَبَان والْبَلأَز والجَلأَز والجانُّ ، والْقَانُّ ، كلها من أسماء الشيطان.

الليث : الشّيْصَبَان الذَّكر من النمل ويقال : هو جُحْرُ النمل.

ش ص م

استعمل من وجوهه : شمّص.

شمص : الليث : شَمّصَ فلان الدَّواب ، إذا طَرَدَها طَرْداً عَنِيفاً ، وأنشد :

* وحَثَّ بَعِيرَهم حَادٍ شَموصُ *

قال : ولا يُقال هذا إلا بالصَّاد ، وهو الحثّ ، فأما التَّشميصُ فأَنْ تَنْخَسه حتى يَفعل فِعل الشَّموسُ.

قال : والانشماصُ الذُّعْر.

قال أبو عَمْرو : أَتَيْتُ فلاناً فانشمَصَ مِنى إذا ذُعِر ، وأَنشد :

فانشمَصَتْ لما أتاها مُقْبِلاً

فَهَابها فَانْصَاعَ ثُمّ وَلْوَلَا

وقد شَمَّصَتْني حاجَتُك تشميصاً ، أي أعْجَلَتْني وقد أخذَه من هذا الأمر شِمَاصٌ ، أي عَجَلةٌ.

ثعلب ، عن ابن الأعرابي : شَمّصَ ، إذا آذى إنساناً حتّى يَغْضَب.

(أبواب) الشين والسين

ش س ز

مهمل.

ش س ط

استعمل منه : شطس.

شطس : قال الليث : الشَّطْسُ الدَّهاءُ والْعِلْم ، وإنّه لرجلُ شُطَسِيُ ذُو أَشْطَاس.

قال رؤبة :

يَا أَيُّها السَّائل عن نَحَاسِي

عَنِّي ولمَّا يَبْلغوا أشْطاسِي

وقال أبو تُراب : سمعت عَرَّاماً السُّلَمِيّ يقول : شَطَفَ في الأرض ، وشَطَسَ ، إذا دَخَلَ فِيها إمَّا راسِخاً وإمَّا واغِلاً ، وأنشد :

تُشَبُّ لِعَيْنِي رَامِقٍ شَطَسَتْ به

نَوًى غرْبَةٌ ، وصْلَ الأحِبَّةِ تَقْطَعُ

ش س د ـ ش س ت ـ ش س ظ ـ ش س ذ ـ ش ش ث :

مهملات.

ش س ر

استعمل من وجوهها : سرش. شرس.

سرش : أما سرش فإنَّ اللَّيث أَهْمله.

وروى أبو العباس ، عن ابن الأعرابيّ : يقال سَرِشَ الإنسان ، إذا تحَبَّبَ إلى الناس.

شرس : قال الليث : الشَّرْسُ شِبْهُ الدَّعْك للشَّيء كما يَشْرِسُ الحمارُ ظُهورَ الْعَانَةِ بِلَحْيَيْه وأنشد :

٢٠٤

* قَدَّا بأَنْيَابٍ وشَرْساً أَشْرَسَا*

ورَجلُ شَرِسُ الْخُلُقِ وإنه لأشْرَس ، وإنَّه لَشرِيسٌ ، أي عَسِرٌ شديد الخِلاف.

وأنشد :

فَظَلْتُ ولي نَفْسانِ نَفْسُ شريَسَةٌ

ونَفْسٌ تَعَنَّاها الفِراقُ جَزُوعُ

قال : والشِّراسُ شِدّة الْمُشَارَسَة في مُعاملة الناس وتقول : رَجُل أَشْرسٌ ذُو شِراسٍ ، وناقَةٌ شَرِيسَةٌ : ذاتُ شِرَاسٍ ، وذات شَرِيس. وأَنشد :

قَدْ عَلِمَتْ عَمْرَةُ بالْغَمِيسِ

أَنَّ أبا الْمِسْوَرِ ذُو شَرِيسِ

ومكان شَراسٌ : صُلْبُ ، وأرض شَرْسَاءُ.

وشَراسِ على فَعَالِ : نعت واجِبٌ للأرض كالاسم.

ابن السِّكِّيت : أَرضّ مُشرِسَةٌ ، كَثِيرَةُ الشِّرْس ، وهو ضرب من النَّبات.

وقال ابن الأعرابيّ : الشِّرْسُ الشُّكاعِيُّ ، والْقَتَادُ والسِّحاءُ ، وكلُّ ذِي شَوْكٍ مما يَصْغُر ، وأنشد :

* وَاضِعَةٌ تأكُلُ كُلَ شِرْسِ *

وقال أبو زيد : الشَّراسَةُ شِدَّةُ أَكْلِ الماشِية ، تَشَرسُ شَراسَةً ، وإنه لَشرِسُ الأكل.

أبو عُبَيد ، عن أبي زيد : الشَّرِسُ السَّيِءُ الخُلُق ، وقد شَرِسَ شَرَساً.

ش س ل

مهمل.

ش س ن

شنس : أُشْناس : اسم أعجمي.

ش س ف

استعمل من وجوهه : شسف.

شسف : أبو العباس ، عن ابن الأعرابيّ ، قال : الشَّسِيْف : البُسْرُ الْمُشَقَّق.

وقال الليث : اللَّحْمُ الشسيفُ ، الذي قد كادَ يَيْبَس وفيه نُدْوَّةٌ بَعْد.

وقال الليث ؛ الشاسِف : الْقَاحِلُ الضَامر ، ويقال : سِقَاءٌ شاسِفُ ، وشَسِيفٌ ، وقد شسَّفَ يَسْشِفُ شُسُوفاً ، وشِسَافَةً لغتان.

ش س ب

شسب : قال الليث : الشَّاسب والشّازِب : الضَّامر اليَابِس ، وخَيْلٌ شُزَّب.

وقال أبو تراب قال الأصمعيّ : الشّاسِب والشّاسِفُ : الذي قد يَبِسَ عليه جِلْدُه.

وقال لَبيد :

أَتِيكَ أمْ سَمْحَجٌ تَخَيَّرَها

عِلْجٌ تَسَرَّى نحَائِصاً شُسُبَا

وله :

تَتّقِي الأَرْضَ بِدَفٍ شاسِبٍ

وضُلُوعٍ تَحْتَ زوْرٍ قَدْ نَحَلْ

٢٠٥

ش س م

استعمل منه : شمس.

شمس : قال الليث : الشّمس عَيْنُ الضِّحِّ ، أراد أنّ الشمس هو العَين الذي في السماء ، جارٍ في الفَلك ، وأنَّ الضِّحَّ ضَوْءُه الذي يُشرِقُ على وَجْه الأرض.

وقال الليث : الشُّموسُ مَعَاليق القلائِد ، وأنشد :

والدُّرُّ واللُّؤلُؤُ في شَمْسه

مُقلِّدٌ ظَبْيَ التّصَاوِيرِ

قال : ويقال : يَوْمٌ شامِسٌ ، وقد شمَسَ يَشمُسُ شُمُوساً ، أي ذُو ضِحّ نَهارُه كُلُّه.

أبو عُبيد ، عن الكسائي : شَمِسَ يَوْمُنا وَأَشْمَسَ.

وقال أبو زيد : شَمَسَ يَشْمُسُ ، إذا كان ذَا شَمْسٍ.

الليث : رَجُلٌ شَمُوسٌ : عَسِرٌ ، وهو في عَدَاوَتِهِ كذَلِكَ خِلافاً وعَسراً على من نازَعه ، وإنهُ لَذُو شِمَاس شديد. وشَمَسَ لي فلانٌ إذا أبْدَى لكَ عَداوَته ، كأَنَّهُ قد هَمَّ أن يفعل.

قال : والشَّمِس والشَّمُوس من الدَّواب الذي إذَا نُخِس لم يَسْتَقِرّ ، والشَّمَّاسُ من رُؤساء النَّصارى الذي يَحْلِقُ وَسَطَ رَأْسِه لازماً لِلْبِيعَة ، والجميع الشمامِسَة.

أبو سَعيد : الشَّمُوس هَضْبَةٌ معروفة ، سُمِّيت به لأَنها صَعْبَةُ الْمُرْتَقَى.

وقال النضر : الْمُتَشمِّسُ من الرّجال الذي يَمْنع ما وَراءَ ظَهره. قال : وهو الشديدُ القوميةِ. قال : والْبَخِيل أيضاً متَشمِّسُ ، وهو الذي لا يُنالُ منه خَيْر. يقال : أَتَيْنا فلاناً نَتَعَرَّض لمعروفه ، فَتشمَّسَ علينا ، أي بَخِلَ.

ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : الشُّمَيْسَتان جَنَّتان بإزاء الفِرْدَوْس ، قلت : ونحو ذلك قال الفَرّاء.

أبواب الشين والزّاي

ش ز ط ـ ش ز د ـ ش ز ت ـ ش ز ظ ـ ش ز ذ ـ ش ز ث

أهملت كلها.

ش ز ر

شزر ، شرز. مستعملان.

شزر : قال الليث : الشَّزْرُ نَظَرٌ فيه إعْراضْ كنظرِ المُعَادِي المُبْغِض.

أبو عُبيد ، عن الأصمعيّ : الطَّعْنُ الشَّزْر ما طَعنْتَ عن يَمينك وشمالك ، واليَسْرُ ما كان حِذَاءَ وَجْهِك.

وقال الليث : الْحَبْلُ المشزُورُ الْمفتُول شزْراً ، وهو الذي يُفْتل مما يلي الْيسَار ، وهو أشدُّ لِفَتله.

وقال غيره : الْفَتلُ الشزْر إلى فَوْق ، واليَسْرُ إلى أسْفَل.

أبو عُبيد ، عن أبي زيد : طحنتُ بالرَّحَا

٢٠٦

شَزْراً ، وهو الذي يَذهَبُ بالرّحا عن يمِينه ، وبَتّاً ، أي عن يَسَاره ، وأنشدنا :

ونَطحَنُ بالرحا بَتّاً وشَزراً

ولَو نُعطَى المغازِلَ ما عَيِينا

وقال أبو عبيد : قال الأصمعيّ : المشزُورُ المفتُولُ إلى فوق ، وهو الشَّزْر. قلت : وهذا عِندَنا هو الصَّحيح.

وقال الفراء ، يقال : شَزَرَهُ وتَزَره ، إذا أصابه بالْعَين.

أخبرني المنذريّ ، عن ثعلب ، عن ابن الأعرابي أنَّه أنشده :

ما زَالَ في الْحَوْلاء شَزْراً رَائِغاً

عِنْدَ الصَّريم كَرَوْغَةٍ مِنْ ثَعْلَبِ

قال : معناه لم يَزَل في رَحِمِ أُمه رَجُلَ سَوْءٍ شَزْراً ، يأْخُذُ في غير الطّريق. قال : والصَّرِيمُ : الأمْر المَصْرُوم ، وهو المَعْزُومُ عليه.

شرز : ثعلب ، عن ابن الأعْرابيّ ، قال : الشُّرَّازُ الذين يُعذبون الناس عَذاباً شَرْزاً ، أي شَدِيداً.

وقال أبو عَمْرو : والشَّرْزُ من المُشَارَزَة ، وهي المُعادَاة.

وقال رؤبة :

* يَلْقَى مُعادِيهم عَذَابَ الشَّرْزِ*

ويقال : أَتَاهُ الدَّهر بشَرْزَةٍ لا يَتَخَلَّى منها ، ويقال : رماه بشرْزَة ، أي هَلَكَةٍ ، وقد أَشْرَزَهُ الله ، أي أَلْقاه في مَكْرُوهٍ لا يَخْرُجُ منه.

وقال الليث ، يقال : هو مُشَارِزُ ، أي مُحَارِبٌ مُخَاشِنٌ ، وشَارَزَه ، أي عَادَاه.

ش ز ل

أهمله الليث.

شلز : قال شمِر : المِشْلَوْزُ المِشْمِشَة الحُلوَةُ المُخّ ، قال : وهذا غَريب.

قال الأزهري : أُخِذَ من المِشْمِشْ واللّوز.

قال شمِر : والجِلَّوْزُ نَبُت له حَب إلى الطول ، ما هو يُؤكل مُخُّ يُشبِه الْفُسْتُق.

ش ز ن

شزن ، نشز.

شزن : قال الليث : الشزَنُ شِدَّةُ الإعْيَاءِ من الحَفا ، يقال : شَزِنت الإبلُ من الحفا شَزَناً ، وفي قِصَّة لُقمان بن عاد : رَتَبَ رُتُوب الْكَعْبِ وَوَلَّاهُم شَزَنَه.

قال أبو عُبيد : الشَّزَنُ الشِّدَّةُ والْغِلْظَة ، يقول : يُوَلِّي أَعْدَاءَه شدَّتَه وبَأْسَه ، فيكون عليهم كذلك ، ورواه أبو سفيان : وَوَلَّاهُمْ شُزُنَه ، قال : وسألت الأصمعيّ عنه ، فقال : الشُّزُنُ : عُرْضُه وجانبِهُ ؛ وفيه لغة : الشَّزَن.

وأنشد :

أَلَا لَيْتَ المَنَازِلَ قد بَلِينَا

فَلا يَرْمِينَ عَنْ شُزُنٍ حَزِينَا

٢٠٧

يريدُ أنه حين دَهَمهم الأمْرُ أَقْبلَ عليه وَوَلَّاهُمْ جَانِبَه.

قلت : وهذا الذي قاله الأصمعيّ حَسَن.

وقال الأجْدَع أبو مسروق :

وكأَنَّ ضَرْعاهَا كِعَابُ مُقَامِرٍ

ضُرِبَتْ على شُزُنٍ فهنَّ شَواعِي

قال شمر ، يقال : شُزُنٌ وشَزَنٌ : وهو النَّاحِيَة والجانب.

قال : ويقال : عن شُزُنِ ، عن بُعْدٍ واعترَاضٍ وتَحَرُّفٍ.

وقال الليث : الشَّزْنُ : الكَعْبُ الذي يُلْعَبُ به ، ويقال : شُزُن.

وأنشد :

* كأَنَّه شَزُنٌ بالدَّوِّ مَحْكُوكُ*

وفي الحديث : أنَّ أبا سَعيدٍ الخُدري أتَى جَنَازةً وقد سبقه القَومُ ، فلما رَأَوْوه تَشَزَّنُوا له لِيُوسِّعُوا له ، فقال : أَلَا إِنِّي سمِعتُ رسولَ الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «خَيْرُ المَجالِس أَوْسَعُها» ؛ وجَلَسَ نَاحِيَةً.

قال شمر : قوله تَشَزَّنُوا له ، يقول : تَحَرَّفُوا ليُوسِّعوا له.

يقال : تَشَزَّنَ الرجلُ للرَّمْي ، إذا تَحَرَّفَ واغتراض ، ورَماه عن شُزُنٍ ، أي تَحَرَّفَ له ، وهو أشدُّ للرَّمْي.

وقال ابن شميل : التَّشَزُّنُ في الصِّراع أَنْ يَضعَه على وَرِكِهِ فَيَصْرَعَه ، وقد تشزَّنهُ وتَوَرَّكَهُ ، إذا وَضَعه على وَرِكه فَصَرَعَه.

شمر : عن المؤرّج : الشَّزَنُ والشَّزُونَة : الْغِلَظ.

قال شمر : ويكون الشزَنُ الْحَرْفُ والجانِب.

وقال الهذلي :

كِلانا وإنْ طَال أيَّامُه

سَيَنْدُرُ عن شَزَنٍ مُدْحِضِ

قال : الشَّزَنُ الْحَرف ، يَعْني به المَوْت وأنّ كلَّ واحِدٍ ستَزْلَقُ قدمه بالموت وإن طَال عُمره.

وقول ابن مقبل :

إنْ تُؤْنِسَا نَارَ حَيٍّ قد فُجِعْتُ بهم

أمْسَتْ على شَزَنٍ مِنْ دَارِهم دَارِي

أي على بُعْدٍ.

ويقال : ما أُبالِي على أيِ شزْنَيهِ وَقَع ، أي على أيِّ قُطْرَيْه وقع ، وتَشزَّنَ فلانٌ للأَمْر ، إذا اسْتَعَدَّ له.

نشز : قال الله جلَّ وعزَّ : (وَإِذا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا) الآية. [المجادلة : ١١].

قال الفراء : قرأها الناس بكسر الشين ، وأهْلُ الحجاز يرفَعُونهما : (انْشُزُوا).

قال : وهما لُغتان.

قال أبو إسحاق : معناه ، إذا قيلَ : انْهَضُوا فانْهَضُوا ، كما قال : (وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ) [الأحزاب : ٥٣].

٢٠٨

وقيل : (إِذا قِيلَ انْشُزُوا) ، أي قوموا إلى الصَّلاة ، أَوْ قَضَاءِ حَقٍّ ، أو شَهَادَةٍ فَانْشُزُوا.

وقال أبو زيد : نَشَزْتُ بِقِرْنِي أنشُزُ بهِ ، إذا احْتَمَلْتَهُ فَصَرَعْتَه.

قال شمِر : وكأَنَّهُ من المَقْلوب مثل : جَذَبَ وجَبَذَ ، يعني نَشَزَ وشَزَنَ.

وقال أبو زيد : يقال : نَشَزْتُ أَنشُزُ نُشُوزاً ، إذا أَشْرَفْتَ على نَشَازٍ من الأرض وهو ما ارْتَفَعَ وظهَرَ.

قال شمر ، وقال الأصمعيّ : النَّشْزُ والنَّشَزُ والوَشَزُ ما ارْتَفَعَ من الأرض.

وقال الأعشى في النّشَز :

وتَرْكَبُ مِنِّي إنْ بَلَوْتَ خَلِيقَتِي

على نَشَزٍ قَدْ شَابَ لَيْسَ بِتَوْأَمِ

أي على غِلَظ.

وقال الله جلَّ وعزّ : (كَيْفَ نُنْشِزُها ثُمَّ نَكْسُوها لَحْماً) [البقرة : ٢٥٩].

قال الفراء : قرأها زيدُ بنُ ثابت بالزَّاي ، قال : والإِنْشَازُ نَقْلُها إلى مَوْضِعها. قال : وبالزَّاي قرأَها الكوفيون.

قال ثعلب : ونَخْتار الزَّاي ؛ لأن الإنشَازَ في التأويل ، تَرْكِيبُ العظام بعضها على بعض قال : ومن قال (ننشرها) فهو الإحياء. وقال الزجاج : من قرأ (نَنْشُزُهَا) فالمعنى نجعلها بعد همود ناشزة يَنْشُزُ بعضها إلى بعض.

وقال الليث : نَشَزَ الشيءُ ، إذا ارْتَفَعَ ؛ وتَلٌ ناشِزُ وجمعها نَوَاشز. وقَلْبٌ ناشِزٌ ، إذا ارْتَفَعَ عن مكانه من الرُّعْب ، وعِرْقٌ ناشِزُ : لا يَزالُ مُنْتَبِراً يَضْرِبُ من دَائِه.

وقال الله جلّ وعزّ : (وَاللَّاتِي تَخافُونَ نُشُوزَهُنَ فَعِظُوهُنَ) [النساء : ٣٤] الآية. نُشُوزُ الْمَرأَة : اسْتِعصاؤُها على زَوْجِها.

وقال أبو إسحاق : النُّشُوزُ يَكون من الزَّوْجَين ، وهو كَراهةُ كُلِّ واحدٍ منهما صاحِبَه ، واشْتِقَاقُه من النَّشَز ، وهو ما ارْتَفَع من الأرْض.

وقال الليث : يقال للدّابة إذا لم تَكد تَسْتَقِرُّ للسَّرْج وللرّاكب إنها لَنَشْزَة ، ورَكَبٌ ناشِزٌ نَاتِىءٌ ، وأَنْشَزْتُ الشيءَ ، إذا رَفعْتَه عن مكانه.

وقال غيره : إنه لَنَشْزٌ من الرِّجال ، وصَتْمٌ من الرّجال ، إذا انتهى سِنُّه وقُوَّتُه وشَبَابُه.

وقال الأعشى :

* على نَشَزٍ قَدْ شَبَّ ليس بِتَوْأَم*

وقال أبو عُبيد : النَّشْزُ والنّشَزُ : الْغَلِيظ الشَّديد.

ش ز ف

أَهْملَه اللّيث.

شفز : وقال ابنُ دريد : الشّفْزُ الرَّفْس ، مصدَر شَفَزَهُ يَشْفُزُه شَفْزاً.

٢٠٩

ش ز ب

الشازِبُ والشاسِب والشاسِف : الضَّامِر.

عَمْرو ، عن أبيه : الشَّوْزَبُ ، هو الْعَلّامة والْمَئِنَّة : مِثْله. وأنشد :

* غُلَامٌ بين عَيْنَيْهِ شَوْزَبُ *

ش ز م

استعمل من وجوهه : شمز. واشْمَأَزّ.

شمز : ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : الشَّمْزُ نُفُورُ النَّفْس من الشَّيء تَكْرَهُه.

اشماز : وقال أبو إسحاق في قَول الله جَلَّ وعَزّ : (وَإِذا ذُكِرَ اللهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ) [الزمر : ٤٥] الآية. قال : اشْمَأَزَّتْ نَفَرَتْ ، وكان المشركون إذا قيل : لا إله إلا الله وحده ، نفروا من هذا.

وقال ابنُ الأعرابيّ : اشْمَأَزَّتْ ، أي اقشَعَرَّتْ.

وقال أبو زيد : الْمُشْمَئِزُّ المذْعور. وقال ابن بزرج : هو النّافرُ الْكارِه.

أبو عُبيد ، عن الفراء : رَجُلٌ فيه شُمَأْزِيزةٌ ، من اشْمَأْزَزْتُ.

وقال شَمِر : قال خالد بن جَنْبَة : اشمئزاز السَّفْر انشِمَازُ اللّيل والنَّهار مُقْلَوْلِياً.

قال : قلت : ما الْمُقْلَوْلِي؟ قال : النَّدْهُ الذي يَجمعها جَمْعَةً واحِدةً.

قلت : ما النَّدْه؟ قال : السَّوْقُ الشديد حتى تكون كأنَّها مُشْرَبةٌ في الأفْرَان.

أبواب الشين والطاء

ش ط د ـ ش ط ت ـ ش ط ظ ـ ش ط ذ ـ ش ط ث

مهملات.

ش ط ر

شطر ، شرط ، طرش : [مستعملة].

شطر : قال الليث : شَطْرُ كلِّ شيء نِصْفُه ، وفِي مثل : احْلُبْ حَلْباً لك شَطْرُه ، أي نِصْفُه. وشَطَرْتُ الشيءَ : جَعَلْتُهُ نِصْفَيْنِ.

أبو عُبيد ، عن أبي زيد ، قال : إذا يَبِسَ أَحَدُ خِلْفَي النَّعجة ، فهو شَطُورٌ ، وهي من الإبل التي قَدْ يَبسَ خِلْفان من أَخْلَافها ، لأنَّ لها أَربعَةَ أَخلاف ، فإن كان يَبِسَ ثلاثةٌ فهو تَلُوث.

وقال الليث : شاةٌ شَطُورُ ، وقد شَطَرَتْ شِطاراً ، وهو أن يكون أحدُ طُبْيَيْها أطولَ من الآخرِ ، فإن حُلِبَا جَميعاً والخِلْفَةُ كذلك ، سُمِّيَتْ حَضُوناً.

ابن السكيت : حَلبَ فلان الدَّهْرَ أَشْطُرَه ، أي خَبَرَ ضُرُوبَه ، أي مَرَّ بهِ خَيرٌ وشَرّ.

قال : وللنّاقة شَطْران قَادِمان وآخِران ، قيل : فكلُّ خِلْفَيْن شَطْرٌ. ويقال : قد شَطَّرَ بِنَاقَتِهِ ، إذا صَرَّ خِلْفَين وتَركَ خِلْفَيْن ، فإنْ صَرَّ خِلفاً واحِداً قيل : خَلَّفَ بها ، فإِذا صَرَّ ثَلَاثَةَ أَخْلَافٍ قيل : ثَلَثَ بها ، فإِذا صَرَّها كلها قيل : أَجْمَعَ بها ، وأكْمَشَ

٢١٠

بها.

قال ، وتقول : شَطَرْتُ شاتِي ، ونَاقَتِي ، أي حلَبْتُ شَطْراً وتَرَكْت شَطْراً ، وقد شَاطَرْتُ طَلِيِّي ، أي حَلَبْتُ شَطْراً وصَرَرْتُه ، وتَرَكْتُه والشَّطرَ الآخر.

أبو عُبيد : الشَّطِيرُ الْبَعِيد.

ويقال للغريب شطِيراً ؛ لِتَباعُدِه عن قَوْمه.

وأنشد الفراء :

* لا تَتْرَكَنِّي فِيهُم شَطِيراً*

والشَّطْر : الْبُعْد.

وقال الليث : شَطَر فلان على أَهْله ، إذا تركهم مُرَاغِماً أو مُخَالِفاً ، ورَجل شَاطِر ، وقد شَطَر شُطُوراً وشَطَارَةٌ ، وهو الذي أَعْيَا أَهْلَه ومُؤَدِّبَه خُبْثاً ، وثَوْبٌ شَطُورٌ : أَحَدٌ طَرَفي عَرْضِه أَطْولُ من الآخر ، يعني أن يكون كُوساً بالفارسية.

أبو عُبيد ، عن الفراء : شَطَرَ بَصَرَهُ يَشْطُرُه شُطُوراً وشَطْراً ، وهو الذي كَأَنَّه ينظر إليك وإلى آخر.

وقال غيره : وَلَدُ فلان شَطْرَةٌ ، إذا كان نِصْفُهم ذكوراً ، ونصفُهم إناثاً ، وشاطَرنِي فلانٌ المالَ مُشَاطَرةً ، أي قاسَمَنِي بالنِّصْف.

وقال الله جل وعز : (فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) [البقرة : ١٤٩].

قال الفراءَ : يُريدُ نَحْوَه وتِلْقَاءَه ، ومثله في الكلام : وَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَهُ وتُجَاهَه. قلت ونحو ذلك قال الشافعي فيما أخبرني عبد الملك ، عن الربيع ، عنه ، وأنشد :

إن الْعَسِيرَ بِها داءٌ مُخَامِرُها

فَشَطْرُها نَظَرُ الْعَيْنَيْن مَحْسُورُ

قال أبو إسحاق : أي نَحْوَها ، لا اخْتِلاف بين أهل اللغة فيه ، قال : والشّطْر النَّحْوُ.

قال : وقول الناس : فلان شاطِرٌ ، معناه ، أنه قُدَّ في نحوٍ غيرِ الاسْتِواء ، ولذلك قيل له شاطِرٌ ، لأنَّه تباعد عن الاسْتِواء.

ويقال : هؤلاء القوم مُشاطِرونا.

قال : ونَصَبَ قوله : (فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) على الظرف.

وقال الأصمعي : نِيَّةٌ ، شَطور وَشَطُون ، أَي بَعِيدَة.

شرط : قال الليث : الشَّرْطُ معروف في الْبَيْع ، والفِعْل : شَارَطَهُ فَشَرَطَ له على كذا وكذا ، وهو يَشْرِطُ.

أبو عُبيد ، عن أبي زيد : شَرَطَ يَشْرِطُ ، والحجَّامُ مثله.

وقال الليث : الشَّرْطُ : بَزْغُ : الحجّام بالمِشْرَط. وذكَر النبيُّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أَشْراطَ السَّاعة.

قال أبو عُبيد : قال الأصمعيّ هي عَلَامَاتُها ، قال : ومنه الاشْتراط الذي يَشترِط الناسُ بعضُهم على بعض ، إنما هي علامات يَجْعلونها بينهم ، قال : ولهذا

٢١١

سُمِّيَتْ الشُّرَط ، لأنَّهم جعلوا لأنفسهم عَلامَةً يُعْرَفون بها.

قال أبو عبيد ، وقال غيره في بيت أوْس بن حَجَر :

فأَشْرَطَ فيها نَفْسَهُ وهو مُعْصِمٌ

وأَلْقَى بأَسْبَابٍ له وتَوَكَّلَا

هو من هذا أيضاً ، يريد أَنَّه جعَل نَفْسَه عَلَماً لهذا الأمر.

وأَخْبرني المنذريّ ، عن الحرانيّ ، عن ابن السكيت : قال : أَشْرَطَ فلانٌ من إبله وغَنَمِه ، إذا أَعَدَّ منها شيئاً للبيع ، وقد أَشْرَطَ نفسه لكذا وكذا : أي أَعْلَمَها وأَعَدَّهَا.

قال : وقال أبو عُبيدة : سُمِّيَ الشُّرَطُ شُرَطاً لأنَّهم أُعِدُّوا. وقال : وأَشراطُ السَّاعة علاماتها.

وقال أبو سَعِيد : أشْراط السَّاعة عَلاماتُها ، وأَسْبابُها التي هي دون مُعْظمها وقِيامها.

قال : وأشراطُ كلِّ شيء ابْتِدَاءُ أوّله ، وأنشد للكميت :

وَجَدْتُ النَّاسَ غَيْرَ ابْنَيْ نَزارٍ

وَلَمْ أَذْممهُمُ شَرَطاً وَدُوناً

قال : والشَّرَط : الدُّونُ من النَّاس ، والذين هُمْ أَعظم منهم لَيْسُوا بِشَرَط.

قال : وشَرَطُ المالِ ، صِغارُها ، قال : والشُّرَطُ سُمُّوا شُرَطاً لأنَ شُرْطَةَ كلِّ شيءٍ خِيَارُه ، وهم نُخْبَةٌ السُّلطان من جُنْده.

وقال الأخطل :

ويَوْمَ شُرْطَةٍ قَيْسٍ إذْ مُنِيتُ بهم

حَنَّتْ مَثَاكِيلُ من أَيْفَاعهم تُكُدُ

وقال آخر :

* حتَّى أَتَتْ شُرْطَةٌ للموت حَارِدَةٌ*

وقال أوس :

* فَأَشْرَطَ فيها نَفْسَه وهُوَ مُعْصِمُ*

أشْرَطَ نَفْسَه : اسْتَخَفِّ بِهَا وجَعَلَها شَرَطاً ، أي شَيْئاً دُوناً خاطَرَ بها.

وقال أبو عَمرْو : أَشْرَطْتُ فلاناً لِعَمَلِ كذا ، أي يَسَّرْتُه وجعلتُه يَلِيه ، فهو مُشَرط له أي مُعَدٌّ له ، وأنشد :

قَرَّبَ منها كلّ قَرْم مُشرَطٍ

عَجَمْجَمٍ ذِي كِدْنَةٍ عَمَلَّط

قال : وقول أوس «أشَرطَ فيها نفسه» أي هَيَّأَهَا لهذه التَّبْعَة ، ويقال : رَجُلٌ شَرَط ، ورِجَالٌ شَرَطٌ ، إذا كانوا دُوناً.

وقال الليث : الشّرَطَان : كَوْكَبان يقال إنهما قَرْنا الحَمَلِ وهو أوّل نجم من الرَّبيع ، ومن ذلك صار أوائلُ كلِّ أمْرٍ يقع أَشراطَه.

وقال العجاج :

* مِنْ بَاكر الأشرَاطِ أَشراطِيُ *

أراد الشَّرَطَيْن.

قال : وإذا عَجَّل الإنسان رسولاً إلى أَمرٍ قيل : أَشرَطَهُ ، وأَفْرَطَه ، من الأشراطِ التي

٢١٢

هي أوائِلُ الأشياء.

وقال : والشَّرَطُ من الإبل ما يُجلَبُ للبيع نحو النَّابِ والدَّبِر ، يقال : أفِي إبِلك شَرَطٌ؟ فتقول : لا ، ولكنها لُبابٌ كلُّها.

أبو عُبيد ، عن الأصمعيّ : الشِّرْوَاطُ من الرِّجال الطويل وأنشد ابن السكيت :

يُلْحِنَ من ذي زَجَلٍ شِروَاطِ

مُحْتَجِزٍ بَحَلقٍ شَمْطَاطِ

شِرواط : من نعت الحادي.

وقال الليث : نَاقَةٌ شرواط ، وجَمَلٌ شِرْواط ، أي طَوِيلٌ فيه دِقّة.

وفي الحديث أنَّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم نَهَى عن شَرِيطَةِ الشَّيْطَان ، وهي ذَبِيحَةٌ لا تُفْرَى فيها الأوْدَاجُ ، أُخِذَ من شَرْط الْحَجّام.

وأخبرني المنذريّ ، عن ثعلب ، قال : الشَّرِيطُ الْعَتِيدَةُ للنِّسَاء تَضَع فيها طِيبَها وأداتها ، والشرِيطُ : الْعَيْبَةُ أيضاً ، وأنشد في العتيدة.

فَزَيْنُكَ في الشرِيطِ إذَا الْتَقَينَا

وسَابِغَةٌ وذُ النُّونين زَينِي

والشُّرَطُ : حِبالٌ دِقاقٌ تُفتَل من اللِّيف والخُوْص ، واحدها شريطٌ.

ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ ، قال : مَنْ نَسَب إلى الشُّرْطَةِ قال : شُرْطِيّ ، ومَنْ نَسَبَ إلى الشُّرَط قال : شُرَطِيَ.

ابن شميل : الشُّرُطُ حِبَالٌ دِقاق تُفْتَل من اللِّيف والخُوص. والشَّرَطُ : المسيلُ الصَّغير قدر عشرة أذرُع ، مثل شَرَطِ المالِ رُذالِها.

طرش : الطَّرَشُ : الصَّمَمُ ، ورجُلٌ أُطْرُوشٌ ، ورجالٌ طُرُشٌ.

ش ط ل

شلط : قال الليث : شَلْطا السِّكين ، بلُغة أهل الْجَوْف ، قلت : لا أدري ما شَلْطَاه ، وما أراه عَرِبيّاً.

ش ط ن

شطن ، نطش ، نشط ، شنط : مستعملة.

شطن : قال الليث : الشَّطَنَ الْحَبْلُ الطويل الشّديد الْفَتْلِ يُسْتَقَى به ويُشَدُّ به الخيل ، ويقال للفرس العزيز النّفس : إنه لَيَنْزُو بين شَطَنَيْن ، يُضْرَبُ مثلاً للإنسان الأشِرِ الْقَوِيّ ، وذلك إذا اسْتَعْصَى على صاحِبه ، شَدَّهُ بحَبْلَين من جانِبين ، وهو فَرَسٌ مَشْطون.

وقال ابن السّكت : الشَّطْنُ مَصْدر شَطَنَهُ يَشْطِنُه ، إذا خالفه عن نِيّته وَوَجْهِه.

والشَّطَنُ : الحَبْل الذي يُشطَنُ به الدَّلْو قال : والْمُشَاطِنُ : الذي يَنْزِعُ الدَّلْوَ من البِئر بِحَبْلَين.

وقال ذو الرمة :

ونَشوانَ من طُول النُّعَاسِ كَأَنَّه

بحَبْلَين في مَشْطَونَةٍ يَتَطَوَّحُ

وقال الطرماح :

٢١٣

أَخُو قَفَصٍ يَهْفُو كَأَنَّ سَرَاتَهُ

ورِجْلَيْهِ سَلْمٌ بين حَبْلَيْ مُشاطِنِ

أبو عُبيد : نَوًى شَطُونُ : أي بعيدةٌ شَاطَّة.

وقال الليث : غَزْوَةٌ شَطُونٌ ، أَي بَعيدَةٌ.

وشَطَنَت الدَّارُ شُطُوناً ، إذا بَعُدَتْ.

وقال غيره : أَلْيَةٌ شَطُونُ ، إذا كَانَتْ مَائِلَةً في شِقٍّ ، وبِئْرٌ شَطُونٌ : مُلْتَوِيَةٌ عَوْجَاء ، وحَرْبٌ شَطُونٌ : عَسِرَةٌ شَديدَة.

وقال الراعي :

لَنَا جُبَبٌ وأَرْمَاحٌ طِوَالُ

بِهِنَّ نُمَارِسُ الحَرْبَ الشَّطُونَا

الأصمعيّ : رُمْحٌ شَطون ، طَوِيلٌ أَعْوَج ، وبِئْرٌ شَطُونٌ ، بَعيدَة القَعْرِ في جِرَابِها عَوَج.

وأخبرني المنذريّ ، عن أبي إسحاق الحربِيّ : وسُئل عن معنى حديث النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إنّ الشمس تَطْلُع بين قَرْنَي شَيْطان ، فقال : هذا مَثَل. يقول : حينَئِذٍ يَتَحَرك الشيطان فيكون كالمُعِين لها ، وكذلك قوله : الشيْطان يَجْرِي من ابن آدم مَجْرَى الدّم ، إنّما هذا مثل ، وإنما هو أَنْ يَتَسَلَّطُ عليه ، لا أَنْ يَدْخُلَ جَوْفَه.

وقال الليث : الشيطان فَيْعَالٌ من شَطَنَ ، أي بَعُدَ.

قال : ويقال : شَيْطَنَ الرَّجُل ، وتَشَيْطَنَ ، إذا صَارَ كالشيْطان وفَعَل فِعلَه.

وقال رُؤْبة :

* شَاقٍ لِبَغْيِ الكَلِبِ المُشَيْطِنِ *

وقال غيره : الشيْطان : فَعْلان ، من شَاطَ يَشِيطُ ، إذا هَلَك واحْتَرَق ، مثل هَيْمان وغَيْمان ، من هام وغام.

قلت : والأول أكبرُ ، والدّليل على أنه من شَطَنَ قول أُمية بن أبي الصَّلت يذكر سليمان النبي :

* أَيُّما شَاطِنٍ عَصاهُ عَكاهُ*

أراد : أيما شيطان.

وقال الله جَلَّ وعزَّ في صِفَة شَجرة تَنْبُت في النار : (طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ (٦٥)) [الصافات : ٦٥].

قال الفراء : في الشَّياطين في العربية ثَلاثةُ أَوْجه : أحدها أَنه يُشبَّه طَلُعُ هذه الشجرة في قُبْحِه برُؤوس الشياطين ؛ لأنها موصوفة بالقُبْح وإن كانت لا تُرى ، وأنت قائل للرِّجل إذا اسْتَقْبَحْتَه : كأنه شيطان ، والوَجْهُ الآخر أَنَّ العرب تُسَمِّي بعض الحَيّات شيطاناً ، وهو حَيَّةٌ ذُو عُرْفٍ قبيح المَنْظَر ، وأنشد لرجل يذُمُّ امرأةً له :

عَنْجَرِدٌ تَحْلِفُ حين أحْلِفُ

كَمِثْل شَيطانِ الحِماطِ أعْرَفُ

ويقال في وَجْه آخر : إنَ الشيطان نَبْتٌ قبيح يُسَمَّى برؤوس الشياطين. قال : والأوْجُه الثلاثة تذهب إلى معنى واحد من القُبح.

أبو عُبيد ، عن أبي زيد : من السِّماتِ

٢١٤

الفِرْتَاجُ ، والصُّلَيْبُ ، والشَّجَارُ والمُشَيْطَنَةُ.

شنط : ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ ، قال : المشنَّط : الشِّواء ، وقال في موضع آخر الشُّنْط : اللُّحْمانُ المنْضَجَة.

نشط : قال الليث : نَشِطَ الإنسان يَنْشَطُ ويَنْشِطُ نشاطاً ، فهو نَشيط طيِّبُ النّفس للعمل ، والنَّعْت ناشِطُ.

أبو عُبيد ، عن الأصمعيّ : أنشطْتُ الأُنشوطَةَ إنشاطاً ، إذا حَلَلْتَها.

قال : وقال أبو زيد : نَشَطْتَها : عَقَدْتَها ، وأنشطَتها حَلَلتَها.

وقال غيره : هي الأنْشُوطَةُ لِلْعَقْد الّذي يُمَدُّ أحدُ طرفي حَبْلِه فَيَنْحَلّ ، والمُؤَرَّبُ الذي لا يَنْحَلّ إذا مُدَّ حتى يُحَلّ حَلًّا.

قال : ونَشَّطت العَقُد تَنشِيطاً ، إذا عَقَدْتَه بأُنشُوطَة.

قال له شَمِر : قال أبو عبد الرّحمن : قال الأَخْفش : الحِمار يَنشِطُ من بَلَدٍ إلى بلد ، والْهُموم تَنشِطُ بِصاحِبها.

وقال هِمْيان :

أَمْسَت هُمومي تَنْشِطُ الْمَناشِطَا

الشَّامَ بِي طَوْراً وطَوراً واسِطَا

أبو عبيد ، عن الأصمعيّ : النَّشِيطَةُ في الغَنيمة : ما أصاب الرَّئيسُ في الطَّريق قبل أنْ يَصِلَ إلى بَيْضَةِ القوم.

وقال ابن عَنَمةَ الضَّبِّيّ :

لَكَ المِرْبَاعُ فيها والصّفَايَا

وحُكْمُكَ والنَّشيطَةُ والفُضُولُ

ويقال : نَشَطَتْهُ الأفْعى ، إذا نَهَشَتْهُ ، ويقال للنَّاقَة : حَسُنَ ما نَشَطَتْ السّيْرَ ، يعني سَدْوَ يَدَيْها ، ويقال : سَمِنَ فأنْشَطَه الكلأُ.

ويقال : نَشطْتُ الدّلْوَ أَنشِطُها ، وأَنشطُها نَشْطاً : نَزَعْتُها.

شمر ، عن أبي سَعِيد الهُجَيميّ : أنشطه الكلأُ ، أي سَمّنه ، وأَحْكم خَلْقَه. ويقال : سَمِنَ بأَنْشِطَة الكلأ ، أي بِعُقَدتِه وإحكامه إِياه ، وكلاهما من أُنشوطَةِ العُقْدَةِ.

وقال شمِر : انْتشط المالُ المَرْعَى ، أي انْتَزَعْتُه بالأسنان كالاختلاس.

يقال : نشطَتُ وانْتَشَطْتُ ، أي انْتَزَعتُ.

الليث : طريقٌ ناشِطٌ يَنشِطُ من الطَّرِيق الأعْظَم يَمْنةً أو يَسْرَة ، كقول حُميد :

* مُعْتَزِماً للطُّرُق النَّوَاشِطِ*

وكذلك النَّواشِطُ من المسَايِل ، ويقال : نَشَطَ بهم الطَّريق. والنَّاشِطُ في قول الطّرمّاح هو الطريق ، قال : والنشُوط : كلامٌ عِراقيّ ، وهو سَمَكٌ يُمْقَرُ في ماءٍ وملح. وانتشطْتُ السَّمكةَ ، إذا قَشَرْتَها.

وقال رؤبة :

* تَنشَّطَتْهُ كلُّ مِغْلاة الْوَهَقْ*

يقول : تَنَاوَلَتْه وأَسْرَعت رَجْعَ يَدَيْها في سَيرها ، قال : والمِغْلَاة الْبَعيدة الخَطْو ، والْوَهَق : المباراة في السَّير.

٢١٥

وقال اللهُ جلَّ وعزَّ : (وَالنَّاشِطاتِ نَشْطاً (٢)) [النازعات : ٢].

روى عن ابن مسعود ، وابن عباس ، أنهما قالا في قوله : (وَالنَّازِعاتِ) ... (وَالنَّاشِطاتِ) ، هي الملائكة.

وقال الفراء : هي الملائكَةُ تَنْشِطُ نفسَ المؤْمِن وتَقبِضُها.

وقال أبو زيد : نَشطْتُ الدَّلْوَ من البئر نشْطاً ، وهو جَذْبُك الدَّلْوَ من البئر صُعُداً بغير قامَةٍ ، فإذا كان بِقَامَةٍ فهو المتْحُ ، ونشَطَتْهُ الأفعى ، إذا عَضَّتْه ، ونشَطَتْه شَعُوبُ نَشْطاً ، وهي المَنِيّة.

وقال أبو إسحاق : الناشطات الملائِكة ، وتنشُط الأرْواح نشطاً أي تَنْزِعُها نزعاً كما ينزع الدَّلو من البئر.

وقال الفراء : نشَطْتُ الحَبْلَ ، بغير ألف ، إذا رَبَطْتَه ، وأنا نَاشِط ، وإذا حَلَلْته فقد أَنشطته.

أبو عبيد ، عن الأصمعيّ : يقال : بِئرٌ إنشاطٌ ، بكَسر الألف ، وهي التي يَخرُج منها الدلو بجَذبَةٍ واحِدَة ، وبئر نشوط ، وهي الّتي لا يخرج الدَّلْو منها حتى تَنشَط كثيراً.

وقال الليث : يقال للمريض يُسْرِع بُرْؤُه ، وللمَغِشيِّ عليه تُسْرِعُ إفَاقَتُه ، وللمرسَلِ في أَمرٍ يُسْرِعُ فيه عَزيمَته : كأنما أُنْشِطَ من عِقَال.

وقال أبو زَيد : رَجلٌ مُنْتَشِطٌ ، من الانتشاط ، ومُتَنشِّط ، من التنشِيط ، إذا نزل عن دابتهِ من طول الرُّكوب ، ولا يقال ذلك لِلرَّاجل.

ويقال : نشَّطتُ الإبلَ تَنشيطاً ، إذا كانت مَمْنوعة من الرَّعي فأرسلتها تَرْعَى ، وقالوا : أَصْلها من الأُنشوطة إذا حُلَّتْ.

وقال أبو النجم :

نشَّطها ذُو لِمَّةٍ لم تَقْمَلِ

صُلْبُ العَصَا جافٍ عن التَّعَزُّلِ

أي أرسلها إلى مَرْعاها بعد ما شَرِبتْ.

ثعلب عن ابن الأعرابي : النُّشُط نَاقِضُو الحبال في وقت نَكْثِها لتُضْفَرَ ثانِيةً.

نطش : أبو عُبيد ، عن الأصمعيّ : ما به نَطِيش ، أي ما به قُوَّة.

وقال رؤبة :

* بَعْدَ اعْتماد الجَرزِ النّطِيش *

ابن السكيت : يقال ما به نَطِيشٌ ، أي ما به حَرَاك.

ش ط ف

استعمل من وجوهه. طَفَش. شَطَفَ.

طفش : قال الليث : الطَّفْشُ النِّكَاحُ.

وقال أبو زُرْعَة التَّميمي :

قُلْتُ لها وأُولِعَتْ بالنّمْشِ

هل لكِ يا حَلِيلَتِي في الطَّفشِ؟

٢١٦

قال : والطَّفَاشَاةُ المهزولة من الغنم وغيرها.

شطف : الأصمعيّ فيما رَوَى له أبو تراب : شَطَفَ.

وشَطَبَ ، إذا ذَهَبَ وَتَبَاعَدَ ، وأنشد :

أحانَ مِنْ جِيرَتِنَا خُفُوفُ

وأَقلقتهُمْ نِيَّةٌ شَطُوف

وفي «النَّوادر» : رَمْيَةٌ شَاطِفَةٌ وشَاطِبَةٌ وشَاطِيَةٌ وصَايفةٌ ، إذا زَلّتْ عن المَقْتَل.

ش ط ب

شطب ، شَبَط ، بَطَش : مستعملة.

شطب : قال الليث : الشَّطْبُ ، مَجْزومٌ : سَعَفُ النَّخْل الأخْضر ، الواحدة : شَطْبَة ؛ ولذلك قيل للجارية الغَضَّةِ التَّارّة الطَّوِيلَةِ : شَطْبَة ، وفَرْسٌ شَطْبَة.

وفي حديث أُمِّ زرع : «ابن أبي زَرْع كَمَسَلِ شَطْبة». قال : قال أبو عبيد : الشَّطْبَةُ ما شُطِبَ من جَريد النَّخْل ، وهو سَعَفُه ، شَبَّهَه بتلك الشَّطْبَة ، لِنَعْمَتِه ، واعْتِدَالِ شبَابِه.

وأخبرني المنذريّ ، عن أبي إسحاق الحربيّ أنه قال : أرادَت أنه مَهْزولٌ كأنَّه سَعَفَةٌ في دِقَّتِها.

وقال أبو سَعِيد في قولها : «كَمَسَلِ شَطْبَة» : الشَّطْبَة السَّيْف ، أَرادت أنه كالسَّيف يُسَلُّ من غِمْده ، كما قال :

* فَتًى قُدَّ قَدَّ السَّيفِ لا مُتَأَزِّفِ*

ويقال : غُلامٌ شَطْبٌ : حَسَنُ الخَلْقِ ، ليس بطويل ولا بقَصير. ورجُلٌ مَشْطُوب ومُشَطَّبٌ ، إذا كان طَوِيلاً.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ ، قال : الشَّطائِبُ دون الكَرَانِيف ، الواحدة شَطِيبَة ، والشَّطْبُ دون الشَّطائِب ، الواحِدَةُ شَطْبَة.

وقال ابن السكيت : الشّاطبة الَّتي تَعمل الحُصْرَ من الشَّطْبِ ، ويقال : شَطِبَتْ تَشْطِبُ شُطُوباً ، وهو أن تأخُذَ قِشْرَه الأعْلى ، قال : وتَشْطِبُ وتَلْحَى واحِد.

قال : وواحد الشَّطْب شَطْبَة ، وهي السَّعَفَة.

وقال الأصمعيّ : الشَّاطِبةُ التي تَقْشُر العَسِيبَ ثم تُلْقِيه المُنَقِّية ، فَتَأخُذ كل شيء عليه بِسِكِّينها ، حتَّى تتركه رَقِيقاً ، ثم تُلْقِيه المُنَقِّيَةُ إلى الشَّاطِبةِ ثَانية ، وهو يقول :

* تذَرُّعُ خِرْصَانٍ بِأيْدِي الشَّواطِبِ *

الليث : الشُّطْبَةُ طريقَةٌ من مَتْنِ السّيْف والجَميع «شُطَب».

قال : والشِّطْبَةُ لغة في الشُّطْبَة ، وكان أبو الدُّقَيْشِ يُفَرِّقُ بينهما ، ويقول : الشِّطْبَةُ قِطعة من سَنَام تُقَطَّع طُولاً ، وكل قَطعة من ذلك أيضاً تسمى شَطِيبَة. ويقال : شَطَبْتُ الأديم والسّنَام ، وأنا أَشْطِبُه شَطْباً ، وكل قِطعة من أديم يُقَدُّ طولاً تُسمى شَطِيبَه ، ويقال للفرس السّمين الذي انْتَبَرَ مَتْنَاه ،

٢١٧

وتَبايَنَتْ غُرورُه : مَشْطُوب الْمَتْن والكَفَل.

قال الجَعْدِيّ :

مِثْلُ هِمْيانِ العَذَارَى بَطْنُهُ

أبْلَقُ الحَقْوَيْنِ مَشْطوبُ الكَفَلْ

سلمة ، عن الفَراء ، قال : شُطَبُ السّيف ، وشُطُبُه.

أبو نَصْر ، عن الأصْمَعِيّ ، قال : السّيفُ المشْطُوب : الذي فيه طرائِق ، وربما كانت مُرْتَفِعَة ومُنْحَدِرَة.

وقال أبو زَيْد : شُطَبُ السَّنَامِ أنْ تُقَطِّعَه قِدَداً ولا تُفَصِّلها ، واحِدُها شُطْبة ، وقالوا أيضاً : شَطِيبَةٌ ، وجمعها شَطائِب.

وقال ابن شُميل : شُطْبَةُ السَّيف عَمُودُه النّاشِز في مَتْنِه.

وقال أبو تراب : الشَّطائب والشَّصَائب الشدائد.

وأخبرني المنذريّ ، عن ابن السِّكِّيت ، عن إبراهيم الحربي ، عن يوسف بن بُهلول ، عن ابن إدريس ، عن محمد بن إسحاق ، عن أبيه ، قال : حمل عامرُ بن ربيعة على عامِر بن الطُّفيلِ فَطَعَنَهُ فَشَطَبَ الرُّمْحُ عن مَقْتَلِه ، أي لم يَبْلُغْه.

وقال الأصمعيّ : شَطَبَ وشَطَفَ ، إذا عَدَل.

أبو عبيد : المنْشَطِبُ السّائِل.

بطش : قال الليث : البَطْشُ التَّناوُلُ عند الصَّوْلَة ، والأخْذُ الشَّديد في كلِّ شيء بَطْشٌ. وقال الله جلَّ وعَزَّ : (وَإِذا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (١٣٠)) [الشعراء : ١٣٠].

قال الكلبي : معناه تَقتُلون عند الغَضَب.

وقال غيره : تَقتلون بالسَّوْط.

وقال الزجاج : جاء في التَّفسير أنّ بَطْشَهُم كان بالسَّوْط والسَّيف ، وإنما أنكرَ الله ذلك ؛ لأنه كان ظُلماً ، فأَمَّا في الحق فالبَطشُ بالسّوط والسّيف جائز.

وقال أبو مالك : يقال بَطَشَ فلانٌ من الحُميّ إذا أفاق منها ، وهو ضعِيف.

وبَطَشَ يَبْطُشُ بَطْشاً.

شبط : قال الليث : الشَّبُّوطُ والشُّبُّوطُ لُغَة ، وهو ضرب من السّمك دقيق الذَّنَب ، عَريضُ الْوَسَط ، ليِّن المَمَسّ ، صغير الرّأس كأنه بَرْبَط. وإنما يُشَبَّهُ البَرْبَطُ إذا كان ذا طول ليس بِعَرِيض بالشَّبُّوط.

ش ط م

شمط. مشط. طمش : مستعملة.

طمش : أبو عبيد عن أبي زيد ، يقال : ما أدري أيّ الطَّمْش هو؟ معناه : أي الناس هو؟ قلت : وقد اسْتُعْمِلَ غير مَنْفِيِّ الأول.

قال رؤبة :

* وَحْشٌ ولا طَمْشٌ من الطُّمُّوشِ *

مشط : أبو عبيد ، عن الكسائيّ ، قال : هو المُشْط ، والمُشُط ، والمِشْط.

٢١٨

قال أبو الهيثم : ولغة رابعة المُشُطُّ ، وأنشد :

قد كُنْتُ أَحْسَبُنِي غَنِيّاً عنكم

إنّ الْغَنِيَّ عن المشُطِّ الأقرعُ

وقال الليث : المِشْطة : ضرب من المَشْط ، والمَشْطَةُ واحدة ، والمشّاطَة : الجارية التي تحسن المَشَاطَة. قال : وضَربٌ من سِمَاتِ الإبل ، يسمى المُشْط.

يقال : بَعيرٌ مَمْشُوط. به سِمَةُ المُشْط.

وقال أبو زيد : المُشْطُ : سُلامِيَات ظَهر القَدم ، يقال : انكسر مُشْطُ ظهر قدميه ، والمُشْط : نَبْتٌ صغيرٌ يقال له : مُشْطُ الذِّئب ، مثل : جِرَاء القَثَد.

أبو عُبيد ، عن الأصمعيّ : مَشِطت يده تمشَطُ مَشَطاً ، وهو أن يمسّ الرجلُ الشَوْكَ والجِذْع فيدخُل منه في يده.

وروى ابن السكيت وغيره : مَشِظَتْ يده بالظّاء ، وهما لغتان. وقال أبو تراب : قال الخيل : الممشوطُ الطَّويلُ الدَّقيق.

قال : وغيره يقول : هو الممْشوق. وفي الحديث أَنَّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم طُبّ وجُعِلَ سِحْرُهُ في مُشْطٍ ومُشَاطَة.

المشاطة : الشَّعر الذي يَسْقُط من الرأس واللّحية عند التَّسريح بالمشط.

شمط : قال الليث : الشَّمَطُ في الرجُل شَيْبُ اللِّحْية ، ولا يقال للمرأة : شَيْبَاء شَمطاء.

ويقال للرجل : أَشْمَط.

والشُّمِيطُ من النبات : ما رأيت بَعْضَه هائجاً وبَعْضَه أَخْضَر. وقد يقال لبعض الطَّير إذا كان في ذَنَبِه سَوَادٌ وبَياض : إنَّه لَشَمِيط الذُّنَابَى.

سَلَمة ، عن الفراء ، قال : الشماطِيط والعَباديد ، والشَعارير والأَبَابيل ، كلُّ هذا لا يُفْردُ له واحد.

وقال الليث : الشّماطِيط القِطَع الْمُتَفَرقُون.

يقال : جاءت الْخَيْل شماطِيطَ أَيْ مُتَفَرقين واحد شُمْطُوط وشِمْطاط ، وأنشد أبو عمرو :

* مُحْتَجِزٌ بخَلَقٍ شِمْطاط*

أي بخَلَقٍ قد تشَقَّقَ وتَقَطَّعَ.

الكسائيّ ذهب القوم شَمَاطِيطَ ، وشماليلَ ، إذا تَفَرَّقُوا.

وقال الليث : الشماليل ما تفرّقَ من شُعَب الأغْصَان في رؤوسها مثل شماريخ العِذْق.

ويقال للصُّبح : الشَّمِيطُ ؛ لاختلاط بياض النّهَارِ بِسواد الليل.

وقال الكميت :

وأَطلعَ منه اللِّياحَ الشَّميط

خُدودٌ ، كما سُلَّت الأَنْصُلِ

الأصمعيّ عن أبي عمرو بن العلاء ، أنه كان يقول لأصحابه : اشْمِطُوا ، أي خُوضوا مرَّةً في الشِّعر ، ومرة في الغريب ، ومرة في كذا.

٢١٩

عمرو ، عن أبيه : الشُّمْطانُ الرُّطَبُ المنَصَّف.

وقال ابن الأعرابي : الشُّمطانَةُ التي يُرطِبُ جانِبٌ منها وسائرها يابسٌ.

أبواب الشين والدال

ش د ت ـ ش د ظ ـ ش د ذ ـ ش د ث

مهملات.

ش د ر

شرد ، رشد ، درش (١).

شرد : قال ابن المظفر : شَرَد البعيرُ يشرُدُ شِراداً ، وكذلك الدّوابّ ، وفرسٌ شَرودٌ وهو المسْتَعصِي على صاحبه ، وقافيةٌ شرود : عائرةٌ سائرة في البلاد ، وقال الشاعر :

شَرُودٌ إذا الرّاءُونَ حَلُّوا عِقَالها

مُحَجَّلةٌ فيها كلامٌ مُحَجَّلُ

وشرَدَ الجمل شُروداً فهو شارد ، فإِذا كان مُشَرَّداً فهو شريدٌ طريد. وتقول : أَشرَدْتُه ، وأَطرَدْتُه ؛ إذا جعلته شريداً طريداً لا يُؤْوَى.

وقال الفراء في قوله تعالى : (فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ) [الأنفال : ٥٧] : يقول إنْ أَسَرْتَهم يا محمد فنكِّلْ بهم مَنْ خَلفَهم ممن تخافُ نقْضَه لِلْعَهد ؛ لعلهم يَذّكرون فلا ينْقُضون العهد. وأَصل التشريد التَّطريد.

رشد : قال الليث : يقال رَشَد الإنسان يَرْشُدُ رُشداً ورَشاداً ، وهو نقيض الغَيّ ، ورَشِد يَرْشَدُ رَشَداً ، وهو نقيض الضَّلالَ. إذا أصابَ وَجْهَ الأمر والطريق فقد رَشِد ، وإذا أرشدك إنسانٌ الطريق فقل : لا يَعْمَى عليك الرُّشد.

قلت : وغير الليث يَجْعَلُ رَشَدَ يَرْشُدُ ورَشِدَ يَرشَدُ بمعنى واحدٍ في الْغَيّ والضَّلال ، ورجلٌ رشِيدٌ ورَاشِدٌ. والإرْشادُ الْهِدَايَة والدِّلالَة.

وقال الفراء في «كتاب المصادر» : وُلِدَ فلانٌ لِغَيرِ رَشْدَةٍ ، وَوُلِدَ لِغَيَّةٍ ولِزَنْيَةٍ كلّها بالْفَتح.

وقال الكسائيّ : ويَجُوزُ لِرِشْدَةَ ولِزنْيَةٍ ، فأَمَّا غَيَّة فهو بالْفَتْح.

وقال أبو زيد : هو لِرَشْدِةٍ ولِزَنْيَةٍ بفَتْح الرّاء والزّاي منهما ، ونحو ذلك.

قال الليث : وأنشد :

لذِي غَيَّةٍ من أُمِّه ولِرَشدةٍ

فَيَغْلِبُها فحلٌ على النَّسْلِ مُنْجِبُ

قال : ويقال : يا رِشْدِينُ ، بمعنى يَا رَاشِد.

وقال ذو الرمة :

__________________

(١) أهمله الليث وجاء في «اللسان» (درش ـ ٤ / ٣٣٠): «الدارِشُ : جلدٌ أسود».

٢٢٠