ومكانه والبيت للفرزدق.
وقال رؤبة :
* واعْطِفْ على بَازٍ تَرَاخَى مَجْثَمُه *
قيل : تَراخى مَجْثَمُه ، أي بَعُدْ وكْرُه.
قال : ويُقال للذي يَقَعُ على الإنسان وهو نائمٌ : جاثُومٌ وجُثَمٌ وجُثَمَة ، ورازِمٌ ، وركَّاب ، وجثّامة.
قال : وهو هذا النّجْثُ الذي يقع على النَّائم.
ثعلب ، عن ابن الأعرابي : الجاثُوم : هو الكابوس ، وهو الدَّيْثان.
وقال الليث : الجاثِمُ : اللَّازمُ مكانَه لا يَبْرح.
ويقال : إن العَسلَ يَحثِمُ على المِعدة ثم يَقْذِفُ بالدَّاء.
وقال غيره : الجَثَّامَةُ : الرجل الذي لا يبْرَحُ بيتَه ، وهو اللُّبَدُ أيضاً.
وقال الليث : الجُثمان بمنزله الجُسْمان ، جامعٌ لِكلِّ شَيء ، تُرِيدُ به جسمه وألْواحَه. والجَثَمةُ ، والحَثَمة كلاهما الأكمة ، وهي الجَثوم.
قال تأبط شراً :
نَهَضْتُ إليها من جَثُومٍ كأنَّها |
عجوزٌ عليها هِدْمِلٌ ذاتُ خَيْعَل |
الأصمعي : جَثَمْتُ وجَثَوْتُ واحد.
ثجم : قال الليث : الثَّجْمُ مِثْلُ الصَّرف عن الشّيء.
أبو عبيد ، عن الأصمعي : أثجم المطر وأغْضَن ، إذا دام أياماً لا يُقْلِع.
مثج : يقال : مَثَج البِئْرَ ، إذا نَزَحَها.
(أبواب) الجيم والزاء
ج ر ل
استُعْمِلَ منْ وُجُوهِهِ : جرل ، رجل.
جرل : قال شَمِر : قال الأصمعيّ : الجَرَاوِلُ : الحِجَارَةُ. واحِدَتُها جَرْوَلَةٌ.
ويُقالُ : منْهُ أَرْضٌ جَرِلَةٌ ، وجَمْعُها أَجْرَالٌ.
وقالَ جَرير :
مِنْ كلِّ مُشْتَرِفٍ وإنْ بَعُدَ المَدَى |
ضَرِم الرِّقَاقِ مُنَاقِلِ الأَجْرَالِ |
وقالَ غيرُه : الجَرَلُ : الخَشِنُ من الأرْض ، الكثيرُ الحِجَارَة ، ومكانٌ جَرِلٌ.
قال : ومنهُ الجَرْوَلُ ، وهوَ من الحَجَرِ ما يُقِلُّهُ الرَّجُلُ ودونه ، وفيهِ صَلَابَة ، وأنشد :
لَوْ هَبَطُوهُ جَرِلاً شَرَاساً |
لَتَرَكُوهُ دَمِثاً دَهَاساً |
وقال ابنُ شُمَيْل : أَمَّا الجَرْوَلُ فَزَعَمَ أَبُو خَيْرَةَ أنَّهُ ما سالَ به الماءُ من الحِجَارَة حَتَّى تراه مُدَلَّكاً من سَيْلِ الماءِ به في بطْنِ الْوَادِي ، وأنشد :
مُتَكَفِّتٌ ضَرِمُ السِّبا |
ق إذَا تَعَرَّضَتِ الْجَرَاولْ |
مُتَكَفِّتٌ : سَرِيعٌ ، ضَرِمٌ : مُحْتَرِقٌ.
والسِّياق : طَرْدُهُ إيَّاها إلى الماءِ.
وقال الليث : الجَرْوَلُ اسمٌ لبَعْضِ السِّباع.
قُلْتُ : لا أَعْرِفُ شيئاً من السِّباع يُدْعَى جَرْوَلاً.
واسْمُ الحُطَيْئَةِ جَرْوَل ، سُمِّيَ بالحَجَر.
وقال الليث : الجِرْيالُ لَوْنُ الحُمْرَة.
وقال غيره : الْجِرْيالُ الْبَقَّمُ.
وقال أبو عُبَيْد : هو النَّشَاسْتَج وقال شَمِر : العَربُ تَجْعَلُ الْجِرْيالَ الخَمْر نفسها ، وهي الْجِرْياله.
وقال ذُو الرُّمَّة :
كَأَنِّي أَخُو جِرْيالَةٍ بَابِلِيَّةٍ |
كُمَيْتٍ تُمَشَّي في العِظامِ شَمُولَها |
فَجَعَلَ الجِرْيالَة الخَمر بِعَيْنِها.
وقيل : هو لَوْنها الأَحْمَرُ أو الأصْفَر.
وسُئِلَ الأعْشَى عن قوله :
* كدَمِ الذَّبِيحِ سَلَبْتُها جِرْيالَها*
فقال : شَرِبْتُها حَمْراء. وبُلْتُها بَيْضاء.
سلَمة ، عن الْفَرَّاءِ ، قال : الجِرْيالُ : البَقَّم.
أبو تُراب عن الكلابِيّ : وادٍ جَرِل ، إذَا كانَ كثيرَ الجِرَفَةِ ، والعَتَبُ والشَّجَر.
قال : وقال حَتْرَشَ : مكانٌ جَرِلُ ، فيه تَعَادٍ واخْتِلاف.
قال : وقال غيْرهُ من أَعراب قَيْس : أَرْضٌ جَرِفَة مُخْتَلِفَةٌ ، وقِدحٌ جَرِفٌ ورَجلٌ جَرِفٌ كذلك.
رجل : قال الليثُ : الرجلُ مَعْرُوف.
وفي معنًى تَقُول : هذا رجلٌ كامِلٌ ، وهذَا رَجُلٌ ، أيْ فَوْقَ الغُلام.
وتَقُولُ : هذَا رَجُلٌ ، أيْ راجِلٌ.
وفي هذا المعنى للمرْأَةِ ، هي رَجُلَةٌ. أَيْ رَاجِلَةٌ ، وأنشد :
وَإنْ يَكُ قَوْلُهُمْ صادِقاً |
فَسِيقَتْ نِسائي إليكمْ رِجالاً |
أَيْ رَوَاجِل.
ويقالُ : هذا أَرْجَلُ الرَّجُلَيْن ، أيّ فيه رُجْلِيَّةٌ ، لَيْسَتْ في الآخرَ.
والرَّجْلُ : جَماعَةُ الرّاجِل ، وهُم الرَّجَّالة والرُّجَّال. وأنشد :
وظَهْرِ تَنُوفَةٍ حَدْباءَ يمْشي |
بها الرُّجَّالُ خَائفَةً سِراعاً |
وقدْ جاءَ في الشِّعر الرَّجْلَة.
وقال تميمُ بنُ أُبَيّ بن مُقْبِل :
ورَجْلَةٍ يضْرِبُونَ الّبيضَ عن عُرُضٍ |
ضرْباً تَواصَتْ به الأَبْطَالُ سِجِّيناً |
قال أَبُو عَمرٍو : الرَّجْلَةُ الرَّجَّالَةُ في هذا البَيْت ؛ وليسَ في كلامِهم فَعْلَةٌ جاءَتْ جَمْعاً غَيرُ رَجْلَةٍ جَمْعُ رَاجل ؛ وكَمأَة جَمْعُ كَمْء.
وقال الله : (فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجالاً أَوْ رُكْباناً)
[البقرة : ٢٣٩]. أي فصلُّوا رِجَالاً أو رُكْبَاناً ، جمعُ راجلٍ مثلُ صاحبٍ وصِحَابٍ ، أي إن لم يُمْكِنْكُمْ أن تقوموا قانِتينَ أي عابدينَ مُوَفِّينَ الصلاة حَقَّهَا لخوفٍ ينالكم فصلُّوا رُكْباناً.
وقال شَمِر : الرِّجَل مَسَايِلُ الماء ، واحِدُها رَجْلَة. قال لَبِيد :
يَلْمُجُ البارضَ لَمْجاً في النَّدى |
منْ مَرَابيعِ رِيَاضٍ ورِجَل |
وقال الليثُ : الرِّجْلَةُ مَبِيتُ العَرْفَج الكثير في رَوْضةٍ واحدة.
قال : والتَّرَاجِيلُ : الكَرَفْسُ بلغة الْعَجمِ ، وهو اسمٌ سَوادي من بُقُول الْبَساتين.
والرِّجْل خِلافُ الْيَد ، وكذلك رِجْلُ الْقَوْسِ وهي سِيَتُهَا السُّفْلَى ، ويدُها سِيتُها الْعُلْيا.
ويقال : فلانٌ قائمٌ على رِجل ، إذا أخَذَ في أمْرٍ حَزَبَه.
ثعلبُ عن ابن الأعرابي : يُقالُ : لي في مالكَ رِجْل أي سَهْم.
والرِّجْل : الْقَدَم ، والرِّجل : الْقطعةُ من الجَراد ، والرِّجْلُ : السَّراويل الطاقُ ، ومنه الخبر أن النبي صلىاللهعليهوسلم اشْتَرى رِجْل سراويل ، ثمّ قال لِلْوَزَّانُ : «زِنْ وأرْجِحْ».
والرِّجْل : الخَوْفُ والفزعُ من فَوْتِ الشيءِ ، أَنَا من أمْرِي على رِجْلٍ أي على خوْفٍ من فَوْته.
والرِّجْل ، قال أبو المكارمِ : تَجْتَمعُ الْقُطُر ، فيقول الجمَّال : لي الرِّجْل ، أي أنَا أتَقَدّم.
ويقولُ الآخر : لا ، بل الرِّجل لي.
ويشَاحُّون على ذلك أي يتضَايقُون.
والرِّجْلُ : الزَّمان ، يقال : كل ذلك على رِجْل فلان أي في حياته وزمانه.
وقال الليث : الرُّجْلَة نجَابة الرَّجيل من الدَّواب والإبلِ ، وهو الصَّبور على طول السَّير ، ولم أسْمَع منه فِعلاً إلا في النُّعوت ، ناقةٌ رجيلةٌ ، وحمارٌ رجيل ، ورجلٌ رجيل : مَشَّاء.
شَمِر : الرُّجْلة : القُوَّة على المشي ، يقال : رَجِلَ الرَّجُلُ يَرجَلُ رَجَلاً ورُجلَةً ، إذا كان يمشي في السَّفر وحده ، ولا دابَّة له يَرْكبهَا.
ورجلٌ رُجْليّ ، للذي يغزو على رِجلَيْهِ ، منْسُوبٌ إلى الرُّجلة ، والرَّجيلُ : القويُّ على المشي ، الصَّبُور عليه ، وأنشد :
حتى أُشِبَّ لها وطالَ أيابُهَا |
ذو رُجلَةٍ شَثْنُ البراثِنِ جَحْنَبُ |
وامرأة رجيلة : صبورٌ على المشي. وناقَةٌ رَجيلة.
أبو عُبَيد عن الكِسائي : رَجلٌ بيِّنُ الرُّجولةِ ، ورَاجلٌ بيِّنُ الرُّجْلَة.
ثعلب عن ابن الأعرابي : رجلٌ بيِّنُ الرُّجولة والرُّجوليَّة.
قال : وقومٌ رجَّالةٌ ، ورجَّالٌ ورجالَي ورُجلة ورُجَّال.
وسمعتُ بعض العرب يقول للرَّاجل رَجَّالٌ ، ويجْمع رجاجيل. والرَّجيل من الخَيْلِ الذي لا يَعرق. والرَّجيلُ من الناس : المشَّاءُ الجَيِّد المشي.
وقال الليث : ارْتَجَلَ الرَّجل إذا ركب رِجلَيه في حاجته ومضى.
ويُقال : ارتَجِلْ ما ارْتَجَلْتَ من الأمر ، أي ارْكَب ما ركبْتَ من الأمر. وَارْتَجَلَ الرَّجل الزَّنْدَ ، إذا أخذها تحت رجله وتَرَجَّل القوم ، أي نزلوا عن دوابِّهم في الحرب للقتال.
ويُقَال : حَمَلَكَ اللهُ عن الرُّجْلَةِ وَمِنَ الرُّجْلَة.
والرُّجْلَةُ هاهنا : فِعْلُ الرَّجُلِ الَّذي لا دَابَّةَ لَه. والرُّجْلَة أَيْضاً مَصْدَرُ الأَرْجَلِ من الدَّواب ، وهُوَ الَّذي بإحْدَى رِجْلَيْه بياضٌ لا بَيَاضَ به في مَوْضِعٍ غَير ذلَكَ.
قال : وتَصْغِيرُ رَجُلٍ رُجَيْل ، وعامَّتَهُمْ يَقُولون : رُوَيْجِلُ صِدْقٍ ، ورُويْجِلُ سُوء ، يَرْجِعُون إلَى الرَّاجِل ، لأنَّ اشْتِقَاقَه مِنه.
كما أَنَّ العَجِلَ من الْعَاجِل ، والحَذِرَ من الْحاذِر.
ويُقال : ارْتَجَلَ النَّهار وتَرَجَّلَ النَّهار أَي ارْتَفَعَ. وشَعْرٌ رَجِلٌ بَيِّنُ الرَّجَل ، وحَرَّةٌ رَجْلَاء ، وهي الْمُسْتَوِيَةُ بالأَرض الْكَثيرَةُ الحِجَارَة.
وقالَ أَبُو الهَيْثَم في قوله : وحَرَّةٌ رَجْلاء ؛ الحرَّةُ أرْضٌ حِجارتُها سُود ، والرَّجْلاءُ الصُّلْبَة الخشْنة ، لا يَعْمَلُ فيها خَيْلٌ ولا إبل ، ولا يَسْلُكُها إلَّا رَاجِل.
أَبُو عُبَيْد عن الأَصْمَعِيّ : الأرْجَلُ من الرِّجال ، الْعظيمُ الرِّجْل قال : والأَرْكَبُ ، الْعظِيمُ الرُّكُبَة ، والأَرأَس ، الْعظيمُ الرَّأْس ، والْعَرَبُ تَقول : تَرَجَّلْتُ الْبِئْرَ تَرَجُّلاً ، إذ أنَزَلْتَها مِنْ غَيْرِ أَنْ تُدَلَّى.
وفي الحديث : «الْعَجْماءُ جَرْحُها جُبَار».
ورَوَى بَعْضُهم : الرِّجْلُ جُبَار ، وفَسَّرَهُ مَن ذَهَبَ إليه أَنَّ رَاكِبَ الدَّابَّة إذَا أَصَابَتْ ـ وهُو راكِبُها ـ إنساناً ، أو وَطِئَتْ شَيئاً ، فضَمانُه على رَاكبها ، وإِنْ أصابَتْه بِرِجْلها فَهُو جُبَار ، أَي هَدَر ، وهذا إذا أَصابَتْهُ وهِيَ تَسِير.
فَأَما أَنْ تُصيبَه وهِي واقِفَةٌ في الطَّريق فالرَّاكب ضامنٌ مَا أَصابَتْ بِيَدٍ أَوْ رِجْل.
وكان الشَّافعيّ يَرَى الضَّمانَ واجِباً على راكبها على كُلِّ حَال ، نَفَحَتْ (الدَّابةُ) بِرِجْلها ، أو خَبَطَتْ بِيَدها ، سائِرَةً كانَتْ أوْ وَاقِفَة. والحديثُ الَّذي رَوَاهُ الكُوفيَّون أنَ الرِّجْل جُبَار غَيرُ صَحيح عند الحُفّاظ.
أَبُو عُبَيْد عن الأَصْمَعِيّ : إذا خَلَطَ الْفَرَسَ
الْعَنَقَ بالْهَمْلَجَة ، قيل : ارْتَجَلَ ارْتِجالاً.
قال : وقالَ أَبُو عُبَيْدة : ارْتَجلْتُ الكَلامَ ارْتِجالاً ، واقْتَضَبتُهُ اقْتِضَاباً ، معناهما : ألَّا يكونَ هَيَّأَه قَبْلَ ذلك.
وقال غيره في بيت الرَّاعي :
كَدُخانِ مُرْتَجِلٍ بأَعْلَى تَلْعَةٍ |
غَرْثانَ ضَرَّمَ عَرْفَجاً مَبْلُولاً |
المُرْتَجِلُ : الَّذي أَخَذَ رِجْلاً مِن جَرَادٍ فَشَواها.
وقيل : المُرتَجِلُ ، الَّذي اقْتَدَحَ النَّارَ بِزَنْدَةٍ جَعَلَها بَيْن رِجْلَيْه وفَتَلَ في فُرْضَتِها بِيَده حَتَّى يُورِي.
وقيل : المُرْتَجِلُ. الَّذي نصَبَ مِرْجَلاً يَطْبُخ فيه طعاماً. قال المتنخل :
إن يُمْسِ نشوان بمصْروفَةٍ |
منها بِريٍّ وعَلى مِرْجَلِ |
|
لا تَقِهِ الموتَ وقَيَّاتُه |
خُطَّ له ذلك في المَحْبَلِ |
نشوان : سكران ، بمصروفةٍ ، أي بخمر صِرْفٍ ، وعلى مِرْجَلٍ ، أي على لحمٍ في قِدرٍ أي وإن كان هذا فليس يقيه من الموت ، في المَحْبَل أي حين حَبَلَت به أمه ، ويُروى المَحْبِل ، أي في الكتاب ، وكلٌّ رواية.
أَبُو عُبَيْد ، عن أَبِي زَيْد : نَعْجَةٌ رَجْلَاء ، وهي الْبَيْضَاءُ ، إِحْدى الرِّجْلَين إلى الْخَاصِرَة وسائِرُها أَسْوَد.
وقَالَ الأُمَوِيّ : إذَا وَلَدَت الْغَنَمُ بَعْضُها بَعْد بَعْض قيل : وَلَّدْتُها الرُّجَيْلَاء ، ووَلَّدْتُها طَبَقاً وطَبَقَةً.
الْحَرَّانِيُّ ، عن ابن السِّكِّيت : الرَّجَلُ ، أَنْ تُرْسَلُ الْبَهْمةُ مع أُمِّها تَرْضَعُها مَتى شاءت.
يقال : بَهْمَةٌ رَجَلُ ، وبَهْمٌ رَجَلٌ ، وقد رَجَلَ أُمَّهُ يَرْجُلُها رَجْلاً إذَا رَضَعَها ، وقد أَرْجَلَها الرَّاعي مع أمهاتها.
وأَنْشَدَ شمر :
* مُسَرْهَدٌ أُرْجِلَ حَتَّى فُطِمَا*
وفي «النَّوادِر» : الرَّجْلُ النَّزْوُ ؛ يقال : بَاتَ الحِصَانُ يَرْجُلُ الْخيْلَ ، وأَرْجَلْتُ الحِصانَ في الخيل إذا أرسلت فيها فَحْلاً. وطَرِيقٌ رَجِيلٌ إذَا كانَ غَلِيظاً وَعْراً في الجبل.
والْعَربُ تَقُول : أَمْرُكَ ما ارْتَجلْتَ ، معناه ما اسْتَبْدَدْتَ بِرَأْيِكَ فِيه.
قال الْجَعْدِيّ :
وَما عَصَيْتُ أَمِيراً غَيْرَ مُتَّهتم |
عِنْدي ، ولكنَّ أَمْرَ الْمرْءِ ما ارْتجلَا |
أبو عُبَيْد عن الفراء الجُلْدُ الْمُرَجَّلُ الَّذي سُلِخَ مِنْ رِجْلٍ واحِدَة.
قال : والمنجُولُ الَّذي يُشَقُّ عُرْقوباه جميعاً كما يَسْلُخُ النَّاسُ اليوم ، والمُزَقَّقُ الَّذي يُسْلَخُ مِنْ قِبَلِ رَأْسِه.
وقال الأصمعيّ في قوله :
أَيَّامَ أَلْحَفُ مِئْزَرِي عَفَر الثَّرى |
وأَغُضُّ كُلَ مُرَجَّلٍ رَيّان |
أَراد بالمُرْجَّل الزِّقَّ الْمَلآنَ مِنَ الخمر ، وغَضُّه : شُرْبُه.
قال : والمُرَجَّلُ الَّذي سُلِخَ مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْه.
وقال ابن الأعرابيَّ : قال المُفَضَّلُ يَصِفُ شَعْره وحُسْنَه. وقوله : أَغُضُّن أَيْ أنْقُضُ منه بالْمِقْراض لِيَسْتَوِي شَعثُه.
قال : والمرَجَّلُ الشَّعْرُ المُسَرَّح ، ويُقالُ للمُشْط مِرْجَل ، ومِسْرَحٌ. رَيَّان : مَدْهُون.
والْعَفَرُ : التُّراب.
وقال أَبُو العَبّاس : حَدَّثْتُ ابْنَ الأَعْرابيِّ بِقَوْل الأَصمَعيّ فاسْتَحسنه.
أخبرني المنذريّ عن ثعلب عن ابن الأعرابيّ ، قال : أرجُلُ القِسيّ إذا وُترتْ أعاليها ، قال : وأيديها أسافلُها ، قال : وأرجلها أشدُّ من أيديها.
وأنشد :
* ليت القسيَّ كلَّها من أرجُل *
قال : وطرفا القويس ظُفراها ، وحزَّاها : فُرْضتاها ، وعِطفاها ، سِيتاهَا ؛ وبعد السِّيتين الطِّائِفان ، وبعد الطّائِفيْن الأَبْهَران وما بين الأَبْهَريْن كَبدُها وهو ما بَين عَقْدي الحمالة ، وعَقداها يسميان الكُليتين ؛ وأوتارُها التي تُشد في يَدِها ورجلها تسمى الوُقوفَ وهي المضَائِغ.
وفي الحديث أَنَّ النَّبيَّ صلىاللهعليهوسلم نهى عن التَّرَجُّل إلَّا غِيَّاً ، ومعناه أنَّهُ كَرِه كَثْرَةَ الادّهان ، ومَشْط الشَّعر وتَسويته كلَّ يَوْم.
أبو عُبيد : رَجَلْتُ الشَّاةَ وارَتَجَلْتُها إذا عَلَقْتَها برِجْلِها.
ورَوى عليُّ بنُ الخَليل عن أبِيه أَنَّه قال : يقال جاءَتْ رِجْلٌ دَفّاع ، أي جَيشٌ كَثِير ، شُبِّهَ بِرِجْلِ الْجَرَاد.
والرِّجْلُ : القِرطَاسُ الخَالي ، والرِّجْلُ : البُؤْسُ والفَقْر ، والرِّجْلُ القاذُورَةُ من الرِّجال ، والرِّجْل : الرَّجُلُ النَّؤُوم ، والرِّجْلَةُ : المَرْأَةُ النَّؤُومُ ، كل هذا بِكَسْر الرّاء.
وقال : الرَّجُلُ في كلامِ أَهْلِ اليَمن : الكَثِيرُ المجامَعة ، حكاه عَنْ خالٍ للفَرَزْدَق قال : سَمِعْتُ الْفَرَزْدَقَ يقولُ ذلك. وزَعَمَ أَنَّ من العرب من يُسَمِّيهِ العُصْفُورِيّ ، وأَنشد :
رَجُلاً كُنْتُ في زَمان غُرُورِي |
وأَنا اليومَ جافرٌ مَلْهُودُ |
والمَراجِلُ : ضَرْبٌ من بُرُودِ اليَمن.
ويُقال لِلْبَقْلَةِ الْحَمْقَاءِ رِجْلَة. يقال : فلانٌ أَحْمَقُ من رِجْلة ، يعنون هذهِ الْبَقْلَة ، لأنها أكثر ما تَنْبُتُ في المسايل ، فَيَقْطَعُها ماءُ السَّيْل.
وقال أبُو عَمْرو : الرَّاجِلَةُ : كَبْشُ الرَّاعي الَّذي يَحْمِلُ عليه مَتَاعَه. وأَنْشَدَ :
فَظَلَّ يَعْمِدُ في قَوْلٍ وَرَاجِلَةٍ |
يُكَفِّتُ الدَّهْرَ إلا رَيْثَ يَهْتَبِدُ |
يُكَفِّتُ : يَجْمَعُ ، ويَهْتَبِدُ : يَطْبُخُ الْهَبِيدِ.
ج ر ن
جَرَنَ ، رجن ، رَنَجَ ، نَجَرَ ، نَرَجَ : مستعملة.
جرن : قالَ اللَّيْث : الْجِرانُ : مُقَدَّمُ العُنُق مِنْ مَذْبَح الْبَعِيرِ إلَى مَنْحَرِه ، فإذا بَرَكَ الْبَعِيرِ ومَدَّ عُنُقَهُ عَلَى الأرْض ، قيل : أَلْقَى جِرانه بالأرض.
وقال غَيْرُه : سُمِّيَ جِرَانُ الْعَوْدِ جِرانَ الْعَوْدِ ، بقَوْلِهِ يُخاطِبُ ضَرَّتَيْه :
خُذَا حَذَراً يا جارَتَيّ فإنَّني |
رَأَيْتُ جِرَان الْعَوْدِ قد كادَ يَصْلُحُ |
أراد بِجِرَانِ الْعَوْدِ سوطاً قَدَّهُ مِنْ جِرَانِ عَوْدٍ نَحَرَه ، وهو أَصْلَبُ ما يَكُون.
ورَأَيْتُ الْعَرَب تُسَوِّي سِيَاطَهَا من جُرُنِ الجِمال البُزْل لِصَلابَتِها ، وإنَّما حَذَّرَ امْرَأَتَيْهِ سَوْطَه وكانتا نشزتا عَلَيْه.
والجَرِينُ : المَوْضِعُ الَّذي يُجْمَعُ فيه التَّمْرُ إذا صُرِمَ ، وهو الْفَدَاءُ عِنْدَ أَهْلِ هَجَر.
وقال اللّيْثُ : الجَرِينُ مَوْضِعُ الْبَيْدَرِ بِلُغَةِ أَهْلِ اليَمن ، قال : وعامَّتُهُمْ بِكَسْرِ الجِيمِ ، وجَمْعُه جُرُن.
والجَرْنُ : الطّحْنُ ، بلُغَةِ هُذَيْل ، وقال شاعِرُهم :
ولصوته زَجَلٌ ، إذا آنَسْتَه |
جَرَّ الرَّحَا بِجَرِينِها الْمَطْحُون |
الْجَرين : ما طَحَنْتَه ، وقَدْ جُرِنَ الحَبُ جَرْناً شَديداً.
وقالَ اللّيْث : الْجَارِنُ : ما لَانَ مِنْ أَوْلَادِ الأفَاعِي. وأَدِيمٌ جَارِنٌ ، وقَدْ جَرَنَ جُرُوناً ، إذا لانَ.
وقال لَبِيد يَصِفُ غَرْبَ السَّانية :
بِمُقَابِلٍ سرِبِ الْمَخارِزِ عِدْلُه |
قَلِقُ الْمَحَالَةِ جارِنٌ مَسْلُومُ |
قلت : وكُلُّ سِقاءٍ قَدْ أَخْلَقَ أَوْ ثَوْبٍ فقد جَرَنَ جُروناً فهو جارِن.
ويُقال : جَرَنَ فلان على العَذْلِ ، ومَرَنَ ومَرَدَ بمَعْنًى واحِد ، قالَه الفَرَّاءُ وغيرُه.
وقال شَمِر : الجارِنَةُ اللَّيِّنَةُ من الدُّرُوع.
وقال أبو عَمْرُو : الْجَارِنَةُ الْمَارِنَة ، وكلّ ما مَرَنَ فقد جَرَن. وقال لَبِيدٌ يذْكُر الدُّروع :
وجَوَارِن بِيضٌ وكُلُّ طِمِرَّةٍ |
يَعْدو عَلَيْها القَرَّتَيْنِ غُلام |
وقالت عائِشَةُ في حَديثٍ رُوِيَ عنها أنَّها قالت : «حَتَّى ضَرَبَ الحَقُ بِجِرَانِه» ، أَرَادَتْ أَنَّ الحَقَّ اسْتقامَ وقَرّ في قَرارِه ، كما أنَّ الْبَعيرَ إذا بَرَكَ وَاسْتَرَاحَ مَدَّ جِرانَه عَلَى الأرْض.
اللحياني : أَلْقَى فلانٌ على فُلانٍ أَجْرامَه
وأَجْرانَه ، وشَرَاشرَه ، الواحِدُ جِرْمٌ وجِرْنٌ.
وقال ابن دُرَيْدْ : الْجُرْنُ : المِهْرَاسُ الَّذي يُتَطَهَّرُ مِنه.
وقال الأصمَعيّ : إنَّمَا سَمِعْتُ في الْكلامِ أَلْقَى عليه جِرَانَه والجميعُ جُرُنٌ ، وهو باطِنُ العُنُق.
رنج : الرَّانِجُ هو الجَوْزُ الهِنْدِي ، وما أَرَاه عربيّاً ، لأنه لا ينبت في بلاد العرب.
وقيل : إنه ينبت بعُمَانَ ونواحِيها.
رجن : أبو عُبَيد عن الْكِسَائيّ : رَجَنَ الرَّجلُ بالمكانِ يَرْجُنُ رُجُوناً إذا أَقامَ.
وقال اللِّحْيَانِيُّ : رَجَنَ الرّجُلُ في الطَّعام وَرَمَكَ ، إذا لَمْ يَعَفْ منه شيئاً.
وقال اللَّيْث : الرَّاجِنُ : الآلِفُ مِنَ الطَّيْرِ وغيرِه. قال : ورَجَنَ فلانٌ دَابَّتَه رَجْناً فهيَ رَاجِنٌ ومَرْجُونَةٌ ، إذا أَسَاءَ عَلَفَها حَتى هُزِلَتْ.
أبو عبَيد عن الأصمعيّ : ارْتَجَنَ عليهم أمْرُهُم ، أي اخْتَلَطَ ، أُخِذَ من ارْتِجَان الزُّبْد إذا طُبِخَ فلم يَصْفُ.
وقال بِشْر :
وكُنْتُم كَذاتِ القِدْرِ لمْ تَدر إِذْ غَلَتْ |
أَتُنْزِلُها مذمومةً أَمْ تُذِيبُها |
وقال أَبُو زَيد : رَجَّنْتُ الشَّاةَ في الْعَلَف تَرْجِيناً إذَا حَبسْتَها في المنزل على الْعَلَف ؛ قال وإذا حَبَسْتَها على المَرْعَى من غَيرِ عَلَف ، قلت : رَجَّنْتُها رَجْناً ؛ فهي مَرْجُونَة.
قال : وَرَجِنْتُ الرَّجلَ أَرْجنَةُ رَجَناً ، إذا اسْتَحْيَيْتَ منه ، وهذا من «نَوادِرِ أَبي أَبي زَيْد».
وقال ابنُ شُميْل : رَجَن القومُ رِكَابَهم ورَجَنَ فلانٌ راجِلتَه رَجْناً شديداً في الدَّار ، وهو أَنْ يحْبِسَها مُنَاخَةً لا يَعْلِفُها.
ورَجَنَ البعيرُ في النَّوى والبَزْرِ رُجوناً ورُجُونَة : اعتلافُه.
نرج : اللَّيثُ النَّيْرَجُ ، والنَّوْرَجُ لُغَتَان. وأَهْلُ اليمن يقولون : نُورَج ، وهو الَّذي يُدَاسُ به الطَّعام من حَدِيدٍ كان أو من خَشَب.
قال : ويقال : أَقْبَلَت الوَحْشُ والدَّوَابُ نَيْرَجاً ؛ وعَدَتْ عَدْواً نَيْرَجاً ، وهو سُرْعةٌ في تَرَدُّد.
وقال العجّاج :
* ظَلَّ يُبارِيها وظَلَّتْ نَيْرَجَا*
في «نَوادِر الأَعْراب» : النَّوْرَجُ السّراب ؛ والنَّوْرَجُ سِكَّةُ الحرّاث.
وقال ابنُ دُرَيد : النَّوْجَرُ : الْخَشَبَةُ التي يُكْرَبُ بها الأَرْض.
وقال اللَّيث : النِّيَرجُ أُخَدٌ كالسِّحْر ، ولَيْسَ بِسِحْر ، إنّما هو تَشْبِيهٌ وتَلْبِيس.
نجر : قال اللَّيثُ : النَّجْرُ : عَملُ النَّجار ونَحْتُه. والنَّجرانُ خَشبةٌ يَدُورُ عليها رِجْلُ الْباب ، وأنشد :
صَبَبْتُ البابَ في النَّجْرانِ حتّى |
تَركْتُ البابَ لَيْسَ له صَرِيرُ |
ثعلب عن ابْنُ الأعْرابيّ : يُقالُ لأَنْفِ الباب : الرِّنَاج ولدَرَوَنْدِه : النّجاف والنَّجران ، ولمتْرسِه الْقُنّاح.
وقال ابْنُ دُرَيْد : نَجْرانُ الْبابِ : الْخَشَبَةُ الّتي يَدُورُ فيها.
وقال اللّيث : النَّجيرة سَقِيفَةٌ من خَشَبٍ لا يُخالِطُها الْقَصب ولا غَيْرُه.
وقال الرِّياشيّ فيما أفادَنِي المُنْذِرِيّ عن الصَّيْدَاوي عنه : النَّجِيرَةُ بَيْنَ الْحسُوِّ وبَيْنَ الْعَصِيدَة (١).
قال : ويقال : انْجرِي لِصبْيانِكِ ورعائِك.
ويقال : ماءٌ مَنْجورٌ أَيْ مُسَخَّن.
وقال : ويقال : شَهْرَا نَاجِرِ وآجِر ، يَشْتَدُّ فِيهما الْحرّ ، وأَنْشَدَ عُركُز الأَسَدِي :
تُبَرِّدُ ماءُ الشَّنِّ في لَيْلَةِ الصَّبا |
وتَسْقِينِيَ الكُرْكُورَ في حَرِّ آجِرِه |
أَبُو العباس عن ابْن الأَعْرابِيّ ، قال : هِيَ الْعَصِيدَةُ ثم النَّجِيرَةُ ثم الحرِيرَةُ ثم الْحَسُوّ.
أبو الْحسن اللِّحْيانِي : نَجَرَ يَنْجُرُ نَجْراً ، ومَجَرَ يَمْجُر مَجْراً ، إذَا أَكْثَر من شُرْبِ الماءِ فلم يَكَدْ يَرْوى.
وقال أبو عمرو : في النَّجَرِ مِثْلُه.
وقال اللَّيث : نَجَرْتُ فُلاناً بيدي ، وهو أنْ تَضُمَّ من كَفِّكَ بِرُجْمَةِ الأصْبُعِ الوُسْطَى ثم تَضْرِب بها رَأْسَه ، فَضَرْبُكَه النَّجْرُ.
قلت : لم أسمَعَ نَجَرتُ بهذا المعنى لِغَيْر اللَّيث ، والَّذي سَمِعْنَاه : نَحَزْتُه ـ [بالحاء والزاي] ـ إذا دَفَعْتَه ضَرْباً.
قال ذُو الرُّمَّة :
يُنْحَزْنَ في جانِبَيْها وهي تَنْسَلِبُ*
وأَصَلُ النَّحْزِ : الدَّقّ ، ومِنْه قِيلَ للهاوُنِ مِنْحاز.
ابنُ السِّكِّيت عَن أَبِي عَمْرو : النَّجِيرَةُ : اللَّبَن الْحلِيبُ يُجْعَلُ عليه سَمْن.
قال : وقالَ الطَّائِيّ : النَّجِيرَةُ ماءٌ وطحِين يُطْبَخ.
سَلَمَةُ عن الْفَراء ، قال المفضَّل : كانت الْعربُ تقول في الجاهليّةِ للمحَرَّمِ مُؤتَمِر ، ولِصَفَر ناجِر ، ولِرَبيع الأَوَّل خَوَّان.
وقالَ اللَّيْثُ في «كتابه» : شَهْرٌ نَاجِرِ هُو رَجَب ، قال : وكلُّ شَهرٍ في صَميمِ الْحرِّ فاسْمهُ ناجِر ، لأَنَّ الإِبلَ تَنْجُرُ فيه ، أيْ يَشْتَدُّ عَطَشُها حتى تَيْبَسَ جُلودُها.
وقالَ غَيْرُه : شَهْرا نَاجِر ، هما تَمُّوز وحَزِيرَان ، وكان يُقالُ لصفَرَ في الْجاهِلِيّة : نَاجِر.
وقال اللَّيْث : الأنْجَر : مِرْساةُ السَّفينة ، وهو اسمٌ عِراقيّ ، ومن أمثالهم : فُلانٌ أَثْقَلُ من أَنْجَر ، وهو أن تُؤْخَذَ خَشَبَاتٌ
__________________
(١) زيادة من «التاج» (نجر ـ ١٤ / ١٧٧).
فيُخالَفُ بين رُؤوسِها ، وتُشَدُّ أَوْساطُها في مَوْضعٍ واحد ، ثم يُفْرَغُ بينها الرَّصاص المُذَاب ، فيصيرُ كأَنّه صَخْرَةَ ، ورُؤُوسُ الْخَشَب نائِيَةٌ يُشَدُّ بها الحِبال ، ثم تُرْسَلُ في الماء ، فإذا رَسَتْ ، أَرْسَتْ السفينة فأَقَامَتْ.
قال : والإنْجَارُ لغةٌ يمانيَّة في الإجِّار ، وهو السَّطْح. أبو عُبَيْدٍ عن الأُمَويّ : النِّجار الأصل ، ويقال : اللَّون. وقال غيره : النَّجْر : اللَّوْن ، وأنْشَدَ :
نِجارُ كلِّ إبِلٍ نِجارُها |
ونارُ إِبِلِ العالمينَ نارُها |
هذه إبلٌ مَسروقةٌ من آبال شَتَّى ، ففيها من كلِّ ضَرْبٍ وَلَوْن وسِمَة ضَرْبٌ.
أبو عُبَيد عن أبي عَمْرُو : النّجْرُ : السَّوْقُ الشَّديد ، وقد نَجَر إبِلَه ، وأنشد :
* جَوَّاب لَيْلٍ مِنْجَرُ الْعَشِيّاتْ*
وقال ابنُ الأعْرابي : النَّجْرُ شَكلُ الأسْنان ، وهَيْئَتُه. وقال الأخطل :
وَبَيضَاءَ لَا نَجْرُ النّجاشِيِ نَجْرُها |
إذَا الْتَهَبت منها الْقَلَائِدُ والنّجْرُ |
والنَّجْرُ : الْقَطْعُ ، وَمِنْه نَجْرُ النَّجار ، وقد نَجَرَ الْعُودَ نَجْراً ، ومنه قوله :
* رَكبْتُ من قَصْدِ الطَّرِيقِ مَنْجَرَه *
فهو الْمَقصَدُ الذي لا يَعْدِلُ وَلا يُجُورُ عَن الطَّريق.
ج ر ف
جرف ، جفر ، رجف ، رفج ، فجر ، فرج : مستعملات.
جرف : قال اللَّيْثُ : الجَرْفُ ، اجْتِرَافُك الشَّيءَ عن وَجْهِ الأرض ، حتى يقال : كانت الْمرْأَةُ ذات لِثَةٍ فاجْتَرَفَها الطَّبيب ، أي اسْتَحاها عن الأسْنَانِ قَطْعاً.
قال : والطَّاعون الجارِفُ نزل بأَهْلِ العِراق ذَرِيعاً ، فَسُمِّيَ جَارِفاً.
قال : والجارِفُ شُؤْمٌ أو بَلِيَّةٌ يجتَرِفُ مَالَ الْقَوْم ، ورَجُلٌ مُجَرَّفٌ قد جَرَّفَهُ الدَّهرُ أي اجْتاح ماله وأَفْقَره.
وَرَجُلٌ جَرَّافٌ : وهو الأكُولُ لا يُبْقِي شَيْئاً.
وجُرْف الْوادي ونحوه من أَسْنادِ المسايِل إذَا نَجَخَ الماءُ في أَصْلِه فاحْتَفَره فصار كالدَّحْل وَأَشرَفَ أَعْلاه ، فإذا انْصَدَعَ أَعْلاه ، فهو هارٍ ، وقد جَرَّف السيلُ أَسنادَه. وقال الله : (أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ) [التوبة : ١٠٩].
وقال أبو خَيْرَة : الجُرْفُ عُرْضُ الْجَبَلِ الأمْلَس.
وقال شَمِر. يقال : جُرْفٌ وَأَجْرَافٌ وَجُرْفَة وهي الْمَهَواه.
ثعلب ، عن ابن الأعْرابيّ : أَجْرَفَ الرَّجل إذا رَعَى إبِلَه في الجَرْفِ ، وهو الخِصْبُ والْكَلأُ المزْدَجُّ المُلتَفّ ؛ وأَنشد :
* في حِبّةٍ جَرْفٍ وَحِمْضٍ هَيْكَل*
والإبِل تَسْمَنُ سِمَناً مُكْتَنِزاً ؛ يعني على الحِبّة ، وهو ما تَناثَر من حُبوب البقول واجْتمعَ معها وَرَقُ يَبِيسِ البقل فَتَسْمَن الإبِلُ عليها.
وأَجْرَفَ الرجلُ ، إذا أَصَابه سَيْلٌ جُرافٌ.
أبو عبيد : الجُرفَةُ من سِماتِ الإبل ، أَنْ تُقْطَع جِلدةٌ من فَخِذِ البعير من غير بَيْنونَةٍ ثم تُجْمَع ، ومِثلُها في الأنْفِ القُرْمَة.
وقال بعضهم : الجَوْرَفُ : الظَّلِيمُ ؛ وأنشد لكعب بن زهير الْمُزَنيّ :
كَأَنَّ رَحْلِي ، وقد لانَت عريكَتُها |
كَسَوْتُهُ جَوْرَفاً أَقْرَابُه خَصِفَا |
قلت : هذا تَصْحيف. والصواب ما رواه أَبو العباس عن ابن الأعرابيّ أَنه قال : الجَوْرَق بالْقافِ : الظليم.
قال : ومن قاله بالفاء فقد صَحَّف.
أبو تراب عن اللِّحيانيّ : رجل مُجَارَفٌ : وَمُحَارَفٌ ، وهو الذي لا يَكْسِبُ خيراً.
ثعلب عن الأعرابيّ قال : الْجَرْف : المالُ الكثيرِ من الصَّامِت والنَّاطق.
قال ابنُ السِّكّيت : الْجُرافُ : مِكْيال ضَخْم ، قال : وقوله ، الْجُرافُ الأكْبَرُ ، يقول : كانِ لهم من الهوان مِكْيالٌ وَافٍ.
وَسَيْلٌ جُرافٌ : يَجْرُف كلَّ شَيء.
رجف : قال اللَّيث : رَجَفَ الشيءُ يَرْجُفُ رَجْفاً وَرَجَفَاناً ، كَرَجَفَانِ البَعير تحت الرَّحْل ، وكما ترجُفُ الشَّجرة إذا رَجَّفَتْهَا الريح ، وكما يَرْجُف السِّنُّ إذا نَفَضَ أَصْلُهَا ، ونحو ذلك رَجْفٌ كلّه. وَرَجَفَت الأرْضُ إذا تَزَلْزَلَت ، وَرَجَفَ الْقَوْم ، إذا تَهَيَّئُوا للحرب.
وقال الله : (يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (٦) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (٧)) [النازعات : ٦ ، ٧].
قال الفرّاء : هِيَ النَّفْخَةُ الأولى ، (تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ) ، وهي النَّفْخة الثانية.
وقال أبو إسحاق : الرَّاجِفَةُ الأرْض تَرْجُفُ تَتَحَرك حركةً شديدة.
وقال مجاهد : الرَّاجِفَةُ : الزَّلْزَلة.
وقال اللَّيث : الرَّجْفَةُ في القرآن : كلُّ عَذَابٍ أَخَذَ قوماً فهو رَجْفَةٌ وَصَيْحَةٌ.
وصَاعِقَة.
والرّجْف : يرجُف رَجْفاً وَرَجِيفاً ، وذلك تَرَدُّدُ هَدْهَدَتِهِ في السحاب.
وقال غيره : الرَّجْفَةُ الزَّلزَلَة معها الخَسْف.
ثعلب عن ابن الأعْرابيّ : أَرْجَفَ الْبَلَدُ : إِذا تَزَلْزَل ، وقد رَجَفَت الأرْض وأَرْجَفت وأُرْجِفَتْ.
وقال غيره : الرَّجَّافُ : البحر اسمٌ له ، ومنه قوله :
المُطعِمون الشَّحْمَ كُلَّ عَشِيَّةٍ |
حتى تَغيبَ الشمسُ في الرّجّاف |
الليث : أَرْجَفَ القومُ ، إذا خاضوا في الأخْبار السَّيئة ، وذِكْرِ الفِتَن.
قال الله جلّ وعَزَّ : (وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ) [الأحزاب : ٦٠] وهم الذين يُولِّدون الأخْبارَ الكاذِبة ، التي يكونُ معها اضْطرابٌ في النّاس.
وقال ابنُ الأعْرابي : رَجَفَت الأرْض ، إذا تَزَلْزَلَتْ.
فرج : رُوِيَ في الحديث : «ولا يُتْرَكُ في الإسْلام مُفْرَج».
قال أبو عُبيد : قال جابِرٌ الجُعْفيّ : الْمُفْرَجُ الرجل يكون في الْقوم من غَيْرهم ، فحقٌّ عليهم أن يَعْقِلُوا عنه.
قال : وَسَمِعْت مُحمد بنَ الحسن يقول : هُوَ يُرْوَى بالْحاءِ والْجيم ، فمن قال مُفرَجٌ فهو الْقَتِيلُ بأَرْضٍ فَلاةٍ ، ولا يكون عِنْد قَرْية يقول : فهو يُودَى من بَيْتِ المال ولا يُبْطَلُ دمه.
ومن قال : مُفْرَح : فهو الذي أَثْقَلة الدَّين.
وقال أَبو عُبيد : قال أَبو عُبيدة : المُفْرَجُ أن يُسْلِمَ الرجل ولا يُوالِي أَحداً ، فإِذا جَنى جِنايَةً ، كانت جِنايَتُهُ على بيت المال ؛ لأنه لا عاقِلَة له ، فهو مُفْرَجٌ بالجيم.
وقال بعضهم : هو الَّذي لا دِيوَانَ له.
وأَخْبرني المُنْذِرِيّ عن ثعلب أنّه قال : المُفرَحُ : المُثْقَلُ بالدين. والمُفْرَجُ : الذي لا عَشيرةَ له. قال : وقال ابنُ الأعْرابيّ : المُفْرَحُ : الذي لا مَالَ له. والمُفْرَجُ : الَّذي لا عَشِيرَةَ له.
وقال الليث : الْفَرَجُ : ذَهَابُ الْغَمّ ، وانكِشاف الكَرْب ، يقال : فَرَجَه الله فانْفَرج ، وفَرَّجَهُ تَفْرِيجاً.
وأَنْشد :
* يا فارجَ الهَمِّ وكَشَّاف الكُرَبْ*
قال : والْفَرْجُ اسم يَجْمع سَوْءات الرّجال والنساءِ والقُبْلانِ وما حَواليهما ، كُلُّه فَرْج ، وكذلك من الدّواب ونحوها من الخَلْق.
وكُلُ فُرْجَةً بين شَيْئين فهو فَرْج ؛ كقوله :
إلَّا كُمَيْتاً بالْقَناةِ وضَابِئاً |
بالفَرْج بَيْن لبانِه ويَدهِ |
جعل ما بين يديه فَرْجاً. وكذلك قول امرئ القَيس :
لَها ذَنَبٌ مثل ذَيلِ العروس |
تَسُدُّ به فَرْجَها من دُبُرْ |
أراد ما بين فَخِذيها ورِجْليها.
والفَرْجُ : الثَّغْرُ المخُوف ، وجمعه فُروج ، سُمِّي فرْجاً ؛ لأنَّه غيرُ مَسْدود.
وفَرُّوجَةُ الدَّجاجة تُجمع فَراريج.
وفي الحديث أن النّبيَّ صلىاللهعليهوسلم ، صَلَّى وَعَلَيْه فَرُّوجٌ من حَرير.
قال أبو عُبَيد : هو الْقَباءُ الذي فيه شَقٌّ من خَلْفِه.
أبو عُبَيد عن الفراء : رَجُلٌ أَفْرَجٌ ، وامْرأة فَرْجاء : العظيمة الأليتين لا يَلْتقيان ، وهذا من الحبش.
قال : وقال الكسائيّ : الفُرُجُ بضم الفاء والراءِ : الذي لا يَكْتُمُ السِّرّ ، والْفِرْجُ مِثْله.
قال : والْفِرَجُ : الذي لا يزال يَنْكَشِف فَرْجُه.
وقال الهُذَلِيّ يصف دُرَّة :
بكَفَّى رَقاحِيٍّ يُريدُ نَماءَها |
فَيُتْرِزُها للبيع وهي فَرِيجُ |
معناه : أنه كُشِفَ عن الدُّرة غطاؤُها لِيَراها النّاس.
ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ قال : فَتحاتُ الأصابع يُقال لها التَّفاريجُ والحُلْفُقْ.
وقال النَّضْر : فَرْجُ الوادي : ما بَين عُدْوَتَيْه ، وهو بَطْنه. وفَرْجُ الطَّريق : مَتْنُه وفُوَّهَتُه. وفَرْج الجَبل : فَجُّه.
وقال القَطاميّ :
مُتَوَسِّدين زِمام كُلِّ نَجِيبَةٍ |
ومُفَرَّجٍ عِرْقَ الْمَقَذِّ مُنَوَّقِ |
أراد وزِمامُ كُلِ مُفَرَّج وهو الوَسَاع.
ويقال : المُفَرَّجُ : الذي بان مِرْفقُهُ عن إِبطِهِ.
ويُقال : أَفْرجَ القومُ عن قَتيل ، إذا انْكَشفوا ، وأَفْرَجَ فلانٌ عن مكان كذا وكذا ، إِذا أخَلَّ به وتَركه.
ويُقال : ما لهذا الْغمّ من فُرْجَة ولا فَرْجَةٍ ولا فِرْجَة ، وأَخْبرني المُنذريّ. عن ابن اليَزيديّ ، عن أبي ناجِية ، عن ابن الأَعْرابيّ أَنَّه أَنْشد :
رُبّما تكْرَهُ النُّفوس من الأمْ |
رِ له فَرْجَةٌ كَحَلِّ العقَالِ |
قال : يقال فُرْجَة وفَرْجَةٌ فُرْجَةٌ اسم ، وفَرْجَةٌ مصدر ، وفُروجُ الأرض نَواحيها.
اللِّحيانيّ : قَوْسٌ فَرِيجٌ ، إذا بانَ وَتَرُها عن كَبِدِها ، وهي الفارِجُ أيضاً.
وقال الأَصْمَعِيّ : هي الفارجُ والفُرُج ، ورواه أبو عُبيدِ عنه.
ويقال : رَجُل أَفْرَجُ الثَّنايا ، وأَفْلَجُ الثَّنايا ، بمعنًى واحد.
ابن السِّكّيت : قال الأصمعيّ : الفَرَجانُ : خُراسانُ وسِجِسْتَان ، وأَنْشد قول الغُدانِيّ :
* على أَحَدِ الفَرْجَيْن كان مُؤَمَّري*
أبو زيد : يقال للمُشْط : النَّحِيتُ ، والمُضَرِّجُ والمِرْجَلُ ، وأنشد أحمد بن يحيى لبعضهم :
فاتَه المَجْدُ والعلاءُ فأَضْحَى |
يَنْفُضُ الْخِيسَ بالنَّخِيتِ المُفَرِّج |
أراد بالْخِيس لَحْيَتَه ، يَصِفُ رجلاً كان شاهِدَ زُور.
وقال أحمدُ بن عُبَيد : قال أبو زيد :
العرب تقول : جرت الدابةُ مَلأى فُروجُها ، وفُرُوجُها : ما بين قَوائِمها ، فالفروج : رَفْعٌ بمَلأَى.
ويقال في المذَكَّر : جَرَى الفَرسُ بملأَى فُروجه وهي ما بين قَوائمه ، أي من شِدَّة إِسْراعه في الجري امْتَلأ ما بين قوائمه بالغُبار والتُّراب.
والعرب تُسَمِّي ما بين القوائم خَوَاء ، وكذلك كل فُرْجَةٍ بين شَيئين.
وقال أحمد بن يحيى : الفَارِج : النَّاقَة التي انْفَرَجت عن الولادة ، فهي تُبْغِضُ الفَحْلَ وتَكْرَه قُرْبَه.
جفر : في حَديثِ عُمرَ أنَّه قَضَى في اليَرْبوع إذا قَتَله المحْرِمُ بجِفْرَة.
أبو عبيد عن أَبي زَيْد قال : إذا بَلغت أولادُ المِعْزَى أربعةَ أَشهر ، وفُصِلَت عن أُمهاتها فهي الجفار ، واحِدها جَفْر ، والأنْثى جَفْرَة.
وقال ابن الأعرابيّ : الجَفْرُ : الحَمَلُ الصغير ، والجَدْيُ بعد ما يُفْطَم ابن سِتّة أَشْهر. قال : والغُلام جَفْر.
وقال ابن شُمَيل : الجَفْرة : العَناقُ التي شَبِعت من الْبَقل والشَّجر ، واسْتَغْنت عن أمها ، وقد تجفَّرَت واسْتَجْفَرت : أي عَظُمت وسَمِنَت.
ويقال : قد تَراغَب هذا واستَجْفَر.
قال : ويقال : أُجفِرَ بَطْنُه ، واستَجْفَرَ بطنُه ، أي عَظُم.
حكى ذلك كلّه عنهم شِمرٌ في كِتابه ، وقال :
* جُفْرَةُ البَطْنِ باطن الْمُجْرئِشّ*
وقال غيره : جُفْرَة كلِّ شيء وَسَطه ومُعْظمه.
أبو عبيد ، عن أَبي زيد : الجَفْرُ : البِئْر ليست بمَطْوِيَّة.
وقال غيره : الجُفْرةُ : حُفْرةٌ واسِعة من الأرض مُستديرة.
أبو عبيد ، عن الأَحْمر : الجَفيرُ والْجَشِيرُ معاً : الكِنانة وهي الجَعْبة.
وقال الليث : الجَفير شِبْه الكِنانة إلّا أنَّه أَوْسع ، يُجْعَلُ فيه نُشَّابٌ كَثير.
ورُوِي عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «صُوموا ووفِّروا أَشْعَارَكم ، فإنها مَجفَرَةٌ».
أبو عبيد : يَعْني مَقْطَعَةٌ للنكاح ، ونَقْصٌ للماء.
ويقال للبعير إذا أكْثَر الضِّرابَ حتى يَنْقَطع قد جَفَرَ يجْفُر جفوراً ، فهو جافر.
وقال ذو الرّمة في ذلك :
وقد عارضَ الشِّعْري سُهَيلاً كأنّه |
قريعُ هِجانٍ عارَضَ الشوك جافرُ |
وقال الليث : رجل مُجْفِر.
وقد أَجفَرَ إذا تَغَيَّرت رائحةُ جَسَدِه.
أبو عبيد ، عن الفَراء : كُنْتُ آتِيكم ، فقد
أجْفَرْتكم ، أي تركتُ زِيارتكم وقَطَعتها.
وقال غيره : يقال للرَّجل الذي لا عَقْل له : إنَّهُ لَمُنْهدِمُ الجال ، ومُنْهدِم الجَفْر.
وقال ابن الأعرابيّ : الْجُفَرِيُ والكُفَرِي : وِعاءُ الطَّلْع. وإبلٌ جِفارٌ ، إذا كانت غِزَاراً ، شُبِّهت بِجِفَار الرَّكايا.
ثعلب عن ابن الأعرابيّ : أجْفَرَ الرجل ، وجَفَر وجَفَّر : إذا انْقَطع عن الجِماع ، وكذلك اجتَفَرَ ، وإذا ذَلَّ قيل : اجْتَفَر.
رفج : قال الليث : الرُّفوجُ : أصْلُ كَرَبِ النَّخل ؛ ولا أدري : أَعربِيٌ أمْ دَخيل.
فجر : قال الليث : الفَجْرُ : ضَوْءُ الصُّبح ، وقد انْفَجر الصُّبح.
ويقال للصُّبْح المُستطير فَجْرٌ ، وهو الصَّادق. والمستطيل الكاذِب يقال له : فجر أيضاً.
وأما الصبح فلا يكونُ إلا الصَّادق.
والفَجْرُ : تفجيرُك الماء. والمَفْجَرُ : الْموْضعُ الذي يَفْجَرُ مِنه.
ويقال : انْفجَرت عليهم الدّواهي ، إذا جاءهم الكثيرُ منها بَغْتَه ، وأيّام الفِجار : أَيّام وقائع كانت بعُكاظ ، تفاخروا فيها فاجْتَربوا واستَحَلُّوا الحُرُمات.
والفجور : الرِّيبة والكَذِب من الفُجور.
وقد رَكِبَ فلانٌ فَجْرةً وفَجار لا يَجْرِيان إذا فَجَرَ وكَذب ، وقال النّابغة :
إنّا اقْتَسَمْنا خُطَّتَيْنَا بَيْننا |
فَرحَلْتُ بَرّةَ ، وارْتحلْتَ فجارِ |
أبو عبيد : الفَجَرُ الجُودُ الْواسعُ ، والكرم.
ثعلب عن ابن الأعْرابيّ : أفْجر الرجل ، إذا جاء بالْفَجَرِ ، وهو المال الكثير ، وأَفْجرَ إذا كَذَب ، وأفجر إذا عَصَى بِفَرْجِه ، وأُفجر إذا كَفَر ، ومثلُه فَجَرَ وفَجَّرَ.
قال وقوله : ونَتْرُك من يَفْجُرُك ، أي من يَعْصيك ، ومَنْ يُخَالفك.
وقال رجلٌ لعمر وقد اسْتأذَنه في الجِهاد فمنَعَه لضَعْف بَدَنه ، فقال : إن أطْلَقْتَني وإلّا فَجَرْتُك ، أي عَصَيْتُك.
وأفْجَرَ : مال مِنْ حَقٍّ إلى بَاطِل. وأفجَرَ يَنْبوعاً من ماء ، أي أخْرجه.
وقال شَمِر : قال ابن الأعرابيّ : الفَجور والفَاجِر : المخطِىء ، والفُجورُ خِلاف البِرّ ، والفاجِرُ المائِلُ ، والسَّاقطُ على الطَّريق. وفَجَر أي كَذَب ، وأنشد :
قَتَلْتُمْ فَتًى لا يَفْجُر الله عامِداً |
ولا يَجْتَوِيه جارُهُ حين يُمْحِلُ |
أي لا يَفْجُرُ أمْر الله ، أي لا يَميلُ عنه ولا يَتْركه.
وقال شِمر : قال الْهوازِنيّ : الافْتِجارُ في الكلام اخْتِراقُه من غير أن يَسْمَعه من أحد ، أو يَتَعَلَّمه ، وأنشد :
نَازعِ القَومَ إذا نازَعْتَهم |
بأريبٍ أو بَحَلَّافٍ أبَلْ |
|
يَفْتَجِرُ القولَ ولم يَسْمَعْ به |
وهُو إنْ قيلَ : اتّق الله ، احْتَفَل |
وقال الفراء في قول الله جَلَّ وعَز : (بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسانُ لِيَفْجُرَ أَمامَهُ (٥)) [القيامة : ٥].
حدَّثني قيسٌ ، عن ابن حُصَيْن ، عن سعيد بن جُبَيْر قال : تقول : سوف أَتُوبُ ، سوف أتوب.
قال : وقال الكَلْبِيّ : يُكْثِرُ الذُّنوبَ ، ويُؤَخِّرُ التَّوْبة.
وقال أبو إسحاق : معناه أنه يُسَوِّفُ بالتَّوبة ، ويُقَدِّمُ الأعمالَ السَّيِّئة. قال : ويجوزُ ـ والله أعلم ـ أنَّه يكْفُر بما قُدَّامَه من البعث.
وقال المؤرَّج : فَجر إذا رَكِبَ رَأْسَه ، فمضَى غيرَ مُكْتَرثٍ. قال : وقوله : (لِيَفْجُرَ أَمامَهُ) ، ليمْضيَ راكباً رأسه. قال : وفَجرَ أخْطأَ في الجواب. وفجر من مرضه ، إذا بَرَأَ. وفَجرَ ، إذا كلَّ بَصَرُه.
وقال ابن شُميْل : الفُجورُ رُكوب ما لا يَحِلّ. وحَلَفَ فلان على فَجْرة ، واشْتَمَلَ على فجرة ، أي رَكِبَ أمْراً قبيحاً من يمين كاذِبة ، أوْ زِنًى ، أو كَذِب.
قلت : والفَجْرُ أصلهُ الشَّقّ ، ومنه أُخِذَ فجرُ السِّكْر ، وهو بَثْقُه. وسُمِّيَ الفَجْر فجراً لانفِجَارِه ، وهو انْصِداعُ الظُّلمة عن نور الصُّبْح.
والفجورُ أصْلُه الميْلُ عن القَصْد.
قال لَبيد :
* وإنْ أَخَّرتَ فالْكِفْلُ فاجِر*
والكاذبُ فاجِر ، والمكَذَّبُ بالحق فاجِر ، والكافِرُ فاجِر ، لميْلِهم عن الصِّدْق والقَصْد.
وقول الأعرابيّ لعُمَر :
* اغْفِرِ اللهمَّ إنْ كانَ فَجَرْ*
أي مالَ عن الحق.
وقيل في قول الله : (بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسانُ لِيَفْجُرَ أَمامَهُ (٥)) [القيامة : ٥]. أي : ليُكَذِّب بما أَمامه من البعْث ، والحِساب والجَزاء ، والله أعْلم.
ج ر ب
جرب ، جبر ، رجب ، ربج ، برج ، بجر : مستعملات.
جرب : قال اللَّيث : الجَربُ مَعْروف.
والجَرْباءُ من السَّماء : النّاحِيَة التي لا يَدور فيها فَلَكُ الشَّمس والقمر.
وأَخْبَرني المُنْذِرِيّ ، عن أَبي الهَيْثِمِ أَنه قال : الْجَرْبَاءُ : السَّماءُ الدُّنيا ، وهي الملْسَاء.
وقال اللَّيْث : أَرْضٌ جَرْباءُ : إذا كانَت مُمْحِلَةً لا شيءَ فيها.
وقيل سُمِّيت السَّماء الدُّنيا جَرْباء ، لما فيها من الكواكب. أَبو عُبيد ، عن الأصمعيّ ، قال : الْجِربياءُ من الرِّياح الشَّمالُ.
قال : وقال أبو زيد : الْجِربِياءُ الرِّيحُ التي تَهُبُّ بين الْجَنوبِ والصَّبا.
وقال اللَّيث : الْجِرْبياءُ شَمالٌ بارِدَة.
قال : وقال أبو الدُّقَيْش : إِنَّما جِرْبِياؤُها بَرْدُها ، فَهَمَزَ.
ثعْلب ، عن ابن الأَعْرابيّ : الجَرْباءُ الْجَارِيَةُ المَلِيحَة ، سُمِّيتْ جَرْباء لأنَّ النِّساء يَنْفِرْنَ عَنْها لتَقْبِيحِها بمَحاسِنها محاسِنَهُنّ.
وكان لعَقِيل بن عُلَّفَة المُرِّي بِنْتٌ يُقال لها الجَرْباء ، وكانت من أَحْسَن النِّساء.
وجَرِبَ البعيرُ يَجْرَبُ جَرَباً فهو جَرِب وأَجْرَب.
وقال : والجريبُ من الأرض نِصْفُ الفِنْجان ، والجريب مِكْيالٌ ، وهو أَرْبَعَةُ أَقْفِزَة.
قلت : الْجَريبُ من الأرْض مِقدارٌ مَعْلوم الذرع والمساحة ، وهو عَشَرةُ أَقْفِزَة ، كلّ قِفيزٍ منها عَشَرةُ أَعْشِراء ، فالعَشِيرُ جُزْةٌ من مائة جُزْءٍ من الْجَرِيب.
وقال اللَّيث : الْجَرِيبُ الْوادي وجَمْعُه أَجْرِبة ، قال : وجَريبُ الأرض جمعه جُرْبان ، والعدد أَجْرِبة.
ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : الجِرْبُ : القَرَاح ، وجَمعه جِرَبَه ، والجِربة : البُقْعَةُ الحَسَنَةُ النَّبات ، وجمعها جِرَب.
قال أبو عُبَيْد : قال أبُو عُبَيْدة الجِرْبَةُ المَزْرَعَة.
وقال بشر :
* على جِرْبَةٍ يَعْلو الدِّيارَ غُرُوبها*
وقال ابنُ الأعْرابيّ : الْجَرَبُ العَيْب.
وقال غيره : الجَرَبُ الصَّدَأُ يرْكَبُ السَّيف.
أبو عُبيدٍ عن الأصْمعيّ : رَجُلٌ مُجَرِّبٌ ومُجَرَّبٌ ، وهو الذي قد جَرَّبَ الأمُورَ وعَرفها. والمُجَرَّبُ أيضاً : الَّذي جُرِّب في الأمور وعُرِف ما عِنْده.
أبو عُبيد ، عن الأَحْمر : جِرابُ البِئْر اتِّسَاعُها.
وقال غيره : جِرابها ما حَوْلَها. ويُقال :اطْوِ جِرَابَها بالحِجارة.
وقال اللَّيث : جِرابُ البِئْر جَوْفُها من أَوَّلِها إلى آخِرِها.
قال : والجِرابُ وِعاءٌ من إِهابِ الشّاءِ ، لا يُوعَي فيه إِلَّا يَابِس ، والجميع : الْجُرُب.
ثعلب ، عن ابْن الأعرابيّ : عِيالٌ جَرَبَّةٌ : يَأكلون أَكْلاً شَديداً ولا ينْفعون. قال : والجرَبَّةُ الحُمرُ الشِّداد الغِلاظ. والجرَبَّةُ من أَهْلِ الحاجَة ، يَكونون مُسْتَوِين.
وقال ابنُ بُزُرْج : الجَرَبَّةُ : الصّلامَةَ من الرِّجال الذين لا يُساء لهم ، وهم مع أمِّهم.
وقال الطِّرِمّاح :
وحَيٍّ كِرامٍ قد هَنَأْنا جَرَبَّةٍ |
ومَرَّتْ بهم نَعْماؤُنا بالأَيامِنِ |
قال : جَرَبَّةٌ صِغارُهم وكِبارُهم. يقول : عَمَمْناهُمْ ولَم نخُصَّ كبارَهم دون صِغَارِهم.
وقال أبو عمرو : الجَربُ من الرِّجال القَصيرُ الخَبُّ ، وأنشد :
إنَّكَ قد زَوَّجْتَها جَرَبا |
تَحْسِبُه ، وهو مُخَنْذٍ ، صَبَّا |
أبو عُبيد ، عن الفَرّاء ، قال : جُرُبَّانُ السَّيْفِ حَدُّه أو غِمْدهُ. وعلى لَفْظِه جُرُبَّانُ القَمِيص.
شَمِر ، عن ابن الأعْرابيّ : الجُرُبَّان قِرابُ السَّيْفِ الضَّخْم ، يكون فيه قَوْسُ الرَّجُل وسَوْطُه ، وما يَحْتاجُ إليه.
وقال الرَّاعي :
وعَلى الشَّمائِلِ أن يُهاجَ بنا |
جُرْبان كلِّ مُهَنَّد عَضْبِ |
وقيل : جُرُبَّان الْقَمِيص هو بالْفارِسيَّة كَرِيبان ، وهو الجَيْب.
وقال اللَّيث : الجَوْربُ لِفَافةٌ الرِّجْل.
ابنُ السِّكّيت : الأجرَبان عَبْسٌ وذُبْيان.
وأنشد :
وفي عِضَادَته اليُمنى بَنو أَسَدٍ |
والأجْرَبان : بنو عبس وذُبْيانُ |
والجريبُ : وادٍ مَعْروفٌ في بِلاد قَيْس ، وحَرَّةُ النَّار بِحِذَائِهِ. أبو زيد : من أَمْثالهم : أَنت على المُجَرَّب ، قالتها امرأَةٌ لِرَجُل سَأَلَهَا بعد ما قَعَدَ بين رِجْليها ، أَعَذْراءٌ أَمْ ثَيِّب؟ فعند ذلك قالت : أَنْتَ على المُجَرَّب.
يُقالُ : عِنْد جواب السَّائل عما أَشْفَى على عِلْمِه.
رجب : قال اللَّيث : رَجَبُ شَهْر ، تقول : هذا رَجَبٌ ، فإذا ضَمُّوا إليه شَعْبان فهما الرَّجَبان.
وكانت العرب تُرَجِّبُ ، وكان ذلك لهم نُسُكاً أو ذَبائِح في رَجَب.
أبو عُبيد ، عن الأصمعيّ والفراء : رَجَبْتُ الرَّجُلَ رَجَباً ، إذا هِبْتَهُ وعَظَّمْتَه وقال شَمِر : رَجَبْتُ الشَّيءَ : هِبْتُه ورَجِبْتُه : عَظَّمتُه وأنشد :
* أَحْمَدُ رَبِّي فَرَقاً وأَرْجبَه *
قال : أرْجَبَهُ ، أي أُعَظِّمهُ. ومِنه سُمِّي شهر رَجَبَ.
وأَنْشَدَ أبو عمرو :
إِذَا العجوزُ اسْتَنْخَبَتْ فانْخَبها |
ولا تَهَيَّبْها ولا تَرْجَبْها |
وقال شَمِر : رَجَبْتُه عَظَّمْتُه.
أبو عَمْروٌ ، عن أَبيه : الرَّاجِبُ المُعظِّمُ لسَيِّده. ويقال : رَجِبَه يَرْجَبُه رَجَباً ، ورَجَبَهُ
يَرْجبُه رَجْباً ورُجُوباً ، ورَجَّبَه تَرجِيباً ، وأَرْجَبَه إِرْجَاباً.
ومِنه قَول الحُباب بن المُنْذر : أَنا جُذَيْلُها المُحَكَّك ، وعُذَيقُها المرجَّب.
قلت : وأما أَبو عُبَيْدة والأصْمَعيّ ، فإنَّهما جَعَلا المُرَجَّبَ ها هنا من الرُّجْبَة ، لا من التَّرْجِيب الذي هو من التَّعظيم.
قالا : والرُّجْبَة والرُّجْمَة بالْبَاء والميم : أَن تُعْمَدَ النَّخْلَةُ الكريمة إذا خِيفَ عليها أَنْ تقعَ لِطولها وكثْرَةِ حَمْلها بِبِناءٍ من حِجارَةٍ تُرَجَّبُ به أي تُعْمَدُ به ، ويكونُ تَرجيبُها أن يجعل حولها شوك إذا وقرت ، لئلا يَرْقأ فيها راقٍ ، فيجْنى ثمرها.
وقال الأصمعي : الرُّجْمَة بالميم البِناءُ من الصّخر تُعْمَدُ به النّخْلة ، والرُّجْبَةُ أنْ تُعْمَدَ النَّخلةُ بخشَبَة ذاتِ شُعْبَتين.
أبو عبيدة : رَجبتُ فلاناً بقَوْلٍ سِّيء ، ورجَمْتُه بمعنى صَككْتُه.
قال أبو تراب : وقال أبو العَميثل مِثْلَه.
أبو عبيد ، عن الأصمعيّ : الأرْجَابُ الأمْعاءِ ، ولم يَعْرِفْ واحِدَها.
ورَوى ثعلب عن ابن الأعْرابيّ ، قال : الرَّجْبُ المِعَى : قال : والرَّاجِبَةُ البُقْعَةُ الملساءُ بين البَراجِم. قال : والبراجمُ المُشَنَّجاتُ في مَفَاصِل الأصَابع ، وفي كلِّ إصْبَع ثلاثُ بُرْجُمات ، إلّا الإبْهام فلها بُرْجُمَتان.
وقال الليث : بُرْجُمَة الطَّائر. الإصْبَع التي تلي الدّائرة من الجانِبين الوحْشِيّيْن من الرِّجلين.
قال : ورجَّبتُ النّخْل تَرْجِيباً ، وهو أن تُوضَع عُذُوقُها على سَعفِها ، ثم تُنْضَدُ وتُشَدُّ بالخوص ، لئلا يَنْفُضُها الريح ، وقد يقال أيضاً : هو أن يُوضَعَ الشَّوك حَوْل العُذُوق لِئَلَّا تُقْطَف. وأنشد أبو عبيد :
والعادِياتُ أسابِيُّ الدِّماء بها |
كأَنَّ أعْناقَها أنْصابُ ترْجِيبِ |
وهذا البيت يَدُلُّ على صِحَّةِ قول من جَعلَ الترجِيبَ دعْماً للنّخلة.
برج : قال الليث : البُرْجُ واحِدٌ من بُرُوج الفَلَك ، وهي اثنا عَشَر بُرْجاً ، كلّ بُرْج منها مَنزِلان ، وثُلُثٌ مَنْزِلٌ للقمر ، وثلاثون دَرجةً للشمس إذا غاب منها سِتّة ولكلّ بُرْج اسمٌ على حدة فَأَوَّلها الحَمَلُ ، وأول الحَمل الشَّرَطان ، وهما قَرْنا الحَمَل كَوْكَبان أَبيضان إِلى جَنْب السَمكة ، وخَلْفَ الشَّرَطَيْن البُطَيْن ، وهي ثَلاثةُ كَواكب ، فهذان مَنْزِلان ، وثُلثُ الثريا من بُرْج الحمل.
وقال أَبو إسْحاق في قول الله : (وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ (١)) [البروج : ١] قيل : ذات البُروج ، ذاتِ الكواكب ، وقيل : ذاتِ القصُور ، لِقُصُورٍ في السَّماء.
سَلَمة ، عن الفراء : اخْتَلفوا في البُروج ، فقالوا : هي النُّجوم ، وقالوا : هي البُروجُ المعرُوفَة ، اثْنا عَشَر بُرجاً ، وقالوا : هي قُصورٌ في السماء.
والله أعلمُ بما أراد.
وقوله جَلَّ وعَزَّ : (وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ) [النساء : ٧٨]. البروج هاهنا الحُصُون ، واحدُها بُرْج.
وقال اللَّيث : بُرُوج سُورِ المدينة والحصن : بُيوتٌ تُبْنَى على السّور ، وقد تُسمّي بيوت تُبْنَى على نَواحِي أَركان الْقَصْر بُروجاً.
قال : وثَوْبٌ مُبَرَّج ، قَدْ صُوِّرَت فيه تَصاوِيرُ كَبُروج السُّور.
قال العجّاج :
* وقد لَبِسنَا وَشْيَه المبَرَّجا*
وقال أيضاً :
* كأَنَ بُرْجاً فَوْقَها مُبَرَّجا*
شَبَّه سَنامها ببُرْج السُّور.
قال : والبَرَجُ : سَعَةُ بَياضِ العين مع حُسْن الْحَدَقَة. وإذَا أَبْدَت المرأةُ محاسِنَ جِيدها ووَجْهَها ، قيل : تَبَرَّجَتْ وتُرِي مع ذلك من عَيْنَيها حُسْنَ نَظر ، كقول ابن عِرس في الجُنَيْد بن عبد الرحمن يهجوه :
يُبْغَضُ من عَينيكَ تَبْرِيجُها |
وصُورةٌ في جَسَدٍ فاسدٍ |
قال الزّجاج في قوله : (جَعَلَ فِي السَّماءِ بُرُوجاً) [الفرقان : ٦١] قال : البروج الكواكب العظام ، قال : والْبَرَجُ ، تَباعُد ما بين الحاجبين. قال : وكل ظاهر مرتفع فقد بَرَج ، وإنما قيل لها البروج لظهورها وبيانها وارتفاعها.
أبو عُبيد ، عن أَبي عَمْرو : البَرَجُ ، أن يكونَ بَياضُ العين مُحْدِقاً بالسَّواد كُلِّه ، لا يغيبُ من سَوادِها شيء.
قال أبو زيد : البَرَجُ ، نَجَلُ العين ، وهو سَعَتها.
وقيل : الَبَرجُ ، سَعَةُ العين في شِدَّة بياض بَياضِها.
ثعلب ، عن ابن الأَعْرابيّ : بَرِجَ الرَّجُل إذا اتَّسَعَ أَمْره في الأَكْل والشُّرب.
وقال أبو إسحاق في قول الله جلَّ وعزَّ : (غَيْرَ مُتَبَرِّجاتٍ بِزِينَةٍ) [النور : ٦٠] ، التَّبرُّجُ إظهارُ الزِّينة ، وما يُسْتَدْعَى به شهوَةُ الرَّجل.
وقيل : إنَّهن كُنَّ يتكَسَّرْن في مَشْيِهِنَّ ويَتَبَخْتَرْن.
وقال الفراء في قوله : (وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى) [الأحزاب : ٣٣] ذلك في زمن وُلِدَ فيه إبراهيمُ النبيُّ صلىاللهعليهوسلم كانت المرأةُ إذْ ذاك تلْبسُ الدِّرع من اللُّؤْلؤ غير مَخيط من الجانبين ، ويقال : كانت تَلبسُ الثياب تَبلغُ المالَ لا تُواري جسدَها ، فأُمِرْنَ أَلَّا يفعلْنَ ذلك.