تهذيب اللغة - ج ١١

محمّد بن أحمد الأزهري

تهذيب اللغة - ج ١١

المؤلف:

محمّد بن أحمد الأزهري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٤٧

وأوْجتْ ، إذا لم يَكُن فيها مَاء ، وكذلك الصَّائد.

وأتينَاه فَوَجيْناه ، أي وَجَدْناه وَجِيئاً لا خَيرَ عنده.

ويقال : أوْجَتْ نفسه عن كذا ، أي أضْرَبت وانتزعتْ ، فهي مُوجِيَة ، وأوْجَيْتُ عنكم ظُلْمَ فُلان ، أي دَفَعتُه. وأنشد :

كأَنَّ أبي أوْصَى بِكم أن أضُمَّكم

إليَّ وأَوجِي عَنْكُمُ كلَّ ظَالِم

ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : أوْجَى ، إذا صَرَفَ صَدِيقَه بغير قَضاءٍ حاجتِه ، وأوْجَى أيضاً باعَ الأوْجِيَة ، واحدها وِجاء ، وهي العُكُومُ الصِّغار ، واحدها عِكْم. وأنشد :

كَفَّاكَ غَيثَانِ عَليهم جُودَانْ

تُوجَى الأكُفُّ وهما يَزيدان

قال : تُوجِي تَنقطع. ويقال : ماءٌ يُوجِي ، أي يَنقطع.

ويقال : رَمى الصَّيَد فَأَوْجَى ، وسَأَلَ حَاجَةً فَأَوْجَى ، أي أخْفَق.

ابن السكيت : الوَجِيَئةُ ، التَّمْر ، يُدَقُّ حتى يَخْرُجَ نَواه ، ثم يُبَلُّ بلَبَنٍ أو سَمْن حَتَّى يَتَّدِنَ ، أي يَبْتَلَّ ويَلزمَ بعضُه بعضاً فيؤكل.

ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : الوَجِيئَةُ التَّمْر ، يُوجَأُ ثمَّ يؤكلُ باللَّبن.

وجج : رُوي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «إنّ آخِر وطأةٍ لله بِوَجّ».

وَجّ ، هو الطائف.

وأراد بالوطْأَةِ الغَزَاةَ هاهنا ، وكانت غَزْوَة الطَّائف آخر غزواتِ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، واسمُها وَجّ.

وقال الليث : الوَجُ عِيدانٌ يُتَدَاوَى بها.

قلت : ما أراهُ عربياً مَحْضاً.

وروى أبو العباس ، عن ابن الأعرابي ، قال : الْوَجُ السُّرْعة والوُجُجُ : النعام السريعة العدو. وقال طرفة :

ورِثَتْ في قيسَ مَلْقَى نُمْرُقٍ

وَمَشَتْ بين الحشايا مَشْيَ وَجْ

قيل : الوَجُ السرعة ، وقيل : الوَجُ : القُطَا.

جأجأ : عمرو ، عن أبيه ، قال : الجَأجأُ الهزيمة ، قال : وتجأجأتُ عنه ، أي هِبتُه ، فلان لا يتجأجأُ عن فلان ؛ أي هو جَرِيء عليه.

أبو عبيدٍ ، عن الأمويّ : جأجأتُ بالإبل ، إذا دَعَوْتها إلى الشُّرب ، وهَأهأتُ بها للعَلَفِ ، والاسم منه الجِيءُ والهِيءُ. وقال مُعَاذ الهرّاء :

وما كان عَلَى الجِيءُ

ولا الهِيءِ امْتِداحِيكا

وقال :

ذكّرها الوِرْدَ بقولِ جِيجا

فأقبلتْ أعناقُها الفَرُّوجا

يعني فروج الحوض.

الليث ، تجأجأتُ أي كَفَفْتُ وانتهيت ،

١٦١

وأنشد :

سَأنزعُ منكَ عِرْسَ أبيك إني

رأيتُكَ لا تَجَأجأُ عن حِمَاها

جي اسم مدينة أصْبَهان ، وكان ذو الرمة وَرَدَها ، فقال :

نَظَرتُ ورائي نَظرَةَ الشَّوق بعد ما

بَدَا الجَوُّ من جَيِ لنا والدَّسَاكِرُ

قال : جؤجؤ : عظامُ صَدْرِ الطائر ، والجُؤْجُؤْ : صَدْرُ السَّفينة ، والجميع الجآجِئ.

وقال أبو زيد يقال : جايأتُ ، إذا وَافَقَتَ مجيئه ، ويقال لو قدْ جاوزْتَ هذا المكانَ لجايأتَ الْغَيْثَ مُجَايأةً وجِيَاءً ، أي وَافَقْتَه.

وقال الأصمعِيّ : يَأجِجُ مهموزٌ ، مكانٌ من مَكَّةَ على ثمانية أمْيال ، وكان من مَنَازل عبد الله بن الزبير ، فلما قَتَلَه الحجاج أنزَله الْمُجَذَّمين ، ففيها المجذَّمُون قد رأيْتُهُم وإيَّاها ، أرادَ الشَّماخ بقوله :

كأَنِّي كَسَوْتُ الرَّحْلَ أحقَبَ قَارحاً

من اللآءَ ما بين الجنابِ فَيَأحِجِ

جاج : ثعلب ، عن ابن الأعرابي : الجاجةُ : جمعها جاج ، وهي خَرَزَةٌ لا تُساوِي فَلْساً ، وقال غيره : يقال : ما رَأَيْتُ عليها جاجةٌ ولا عَاجةُ ، وأنشد :

فجاءَتْ كخَاصِي العَيْرِ لم تَحْلَ عاجةً

ولا جَاجةٌ فيها تَلُوحُ على وَشمِ

وقال أبو زَيْد : الجَاجةُ الخَرزَةُ التي لا قيمَةَ لهَا ياجِ وأَياجِج من زجر الإبل. قال الراجز :

فَرَّجَ عنه حَلَقَ الرَّتَايجِ

تَكَفْكُفُ الرَّسايِمِ الأوَاجِجِ

وقيل : ياجٍ ، وأياجِجِ

عاتٍ عن الزَّجْرِ ، وقيل : جاهِجِ

* * *

١٦٢

أبواب الرباعي من حرف الجيم

[باب الجيم والشين]

ج ش

شرجب : قال الليث : الشَّرْجَبُ نَعْتُ الفَرس الجَوَاد الكريم ، ومن الرِّجال : الطَّويل.

أبو عُبيد ، عن الأصمعيّ : الشَّرْجَبُ الطَّوِيل.

ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ ، قال : الشُّرّجُبَانَةُ شَجرةٌ مُشْعانَّة طَوِيلة يَتَحلَّبُ منها كالسُّمّ ، ولها أَغْصان.

جرشم : قال الليث : جَرْشَمَ الرُّجل ، إذا كان مَهْزولاً أو مَرِيضاً ثم اندمَلَ ، وبعضهم يقول : جَرْشَبَ.

جرشب : ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : الجُرْشُبُ القصير السَّمين ، قال : والخُرْشُب بالخاءَ الطَّويل السَّمين.

وقال ابن شُميل : جَرْشَبت المرأةُ إذا وَلَّتْ وهَرِمَتْ ، وامْرأةٌ جَرْشَبِيَّة.

شمرجة : قال الليث : الشَّمْرَجةُ حُسْنُ قيام الحاضِنَةِ على الصَّبيّ ، واسم الصَبيّ مُشَمْرَج من ذلك اشْتُقّ.

أبو عُبيد عن أبي زيد ، قال : إذا خَاطَ الْخَيّاط الثوبَ خِياطة مُتباعِدةً ، قال : شَمَجتُه أَشْمُجُه شَمْجاً ، وشَمْرَجْتُهُ شمرجَةً قال ، وقال أبو عمرو : الشُّمْرُج الرقيق من الثِّيابِ وغيرها.

ابن مُقبل :

* غَداة الشَّمال الشُّمْرُجُ الْمتنَصَّحُ*

يعني الْمخِيط.

فنجش : قال ابن دُريد : فَنْجَشٌ : واسِع ، وَفَجشْتُ الشيءَ فَجْشاً ، إذا وَسَّعْتَه ، وأَحْسِبُ اشْتقاق فَنْجَش مِنْه.

[باب الجيم والضاد]

ج ض

جرضم : قال الليث : الجُراضم الأَكُولُ الواسع البَطْن ؛ ومثله الجِرْضِم ، وهو الأكول جِدَّاذَا جِسْمٍ كان أو نحيفاً.

وقال ابن السِّكِّيت : الجُرَاصِيَة الرَّجُل العظيمُ بالصَّاد وأنشد :

* مِثْلُ الهجِينِ الأحْمَرِ الجُرَاصِيَهْ*

وقال الفرزدق في الجُراضِم :

فلما تَصَافَنَّا الإداوَةَ أَجْهَشَت

إليَّ غُصونُ العَنْبَريِ الجُراضِم

جرمض : وقال ابن دُريد : رجُل جُرَامِضٌ وجُرَافِضٌ ، وهو الثّقيل الوخِمُ.

١٦٣

ضربج : أخبرني المنذريّ ، عن ثعلب ، عن ابن الأعرابي أنه أنشده :

قَدْ كُنْتُ أَحْجُو أَبا عَمْرٍو أَخَاثِقَةٍ

حَتَّى أَلمتْ بنَا يَوْماً مُلِمَّاتُ

فقلت والمرءُ تُخطِيهِ مَنِيَّتُه

أَدْنَى عَطيَّاتِه إيَّايَ مئْيَاتُ

فَكانَ مَا جَادَ لي ، لا جَادَ من سَعَةٍ

دراهِم زَائِفات ضَرْبَجِيَّاتُ

حجوته سَخِيّاً : أي ظننته.

قال ابن الأعرابيّ : درهم ضَرْبَجيُ ، أي زَائِف ، وإن شِئتَ. قلت : زَيْفٌ قَسِيّ ، والقِسيّ : الذي صَلُبَ قصبه من طول الخَبْء. قال : ومئيات بوزن مِعْيَات ، الأصل في مِئَات ، مِئْيَة بوزن مِعْيَة ، وقوله : كنت أحجو أَبا عَمْرو ، أي أَظُنُّه ، وقوله : «لَا جَادَ من سَعَةٍ» : دُعَاءٌ عَلَيْه.

[باب الجيم والصاد]

ج ص

صملج : عمرو : عن أبيه : الصَّمَلَّجُ الصُّلب من الخَيل وغيْرها.

جلبص : قال ابن السّكّيت : قال أبو عمرو الجَلبَصَةُ الفِرَار ، الصواب : الخَلْبَصَة بالخاء وأنشد :

لمَّا رَآني بالبَرَازِ حَصْحَصَا

في الأرْض مِنِّي هَرَباً وخَلْبَصَا

[باب الجيم والسين]

ج س

جسرب : قال الليث : الجَسْربُ : الطَّويل.

وروى ، أبو عُبيد عن الأصمعيّ في الجَسْرَبِ مثله.

جرفس : وقال الليث : الجَرَافِسُ والجِرْفَاسُ من الرجال : الضَّخْم الشديد.

أبو عُبيد ، عن الكسائيّ : جَمَلُ جِرْفَاسٌ ، وجُرَافِسٌ : عَظِيم.

وقال غيره : الجَرْفَسَةُ شِدَّةُ الْوَثَاق ، وجرْفَاس من أسْماء الأسَد ، وجَرْفَسه جَرْفَسَةً ، إذا صَرَعه.

وأَنشد ابن الأعرابي :

كأَنّ كَبشاً سَاجِسيّاً أرْبَسَا

بَيْنَ صَبِيَّي لَحِيهِ مُجَرْفَسَا

وقال أبو العباس : جعل خبر كَأَنَّ في الظَّرف.

جرسم : جُرسُم : ماله سقاه الله الجرسمَ ، قال : والجرسمُ والحُمَةُ واحد.

نرجس : والنَّرْجسُ : معروف ، وهو دَخِيل مُعرب. ونِرْجِسٌ أَحْسن إذَا أُعْرِب.

سمرج : وقال الليث : السَّمَرَّجُ يوم جَبَابَة الْخَراج.

قال العجاج :

عَكْفَ النّبيط يلعبون الفَنزَجا

يوم خَراجٍ يُخرِجُ السمَرَّجا

١٦٤

قال ابنُ السِّكّيت : أصْلُه بالفارِسيّة : سَهْ مَرَّة ، وهو استِخراجُ الخَراج في ثلاثِ مَرات.

وقال ابن شميل : السَّمَرَّج يومٌ يُنتَقدُ فيه دَرَاهِمُ الْخَراج.

يقال : سَمْرِجْ له ، أي أعْطِه.

سجلط : قال الليث : السِّجِلّاطُ اليَاسِمين.

عمرو عن أبيه : يقال للكساء الكُحَلِيِ سِجِلّاطِيّ.

وقال ابن الأعرابيّ : خَرُّ سِجلَّاطِيُ إذا كان كُحْلِيّاً.

وقال الفراء : السِّجِلّاط شَيْءٌ من صُوفٍ تُلقيه المرأةُ على هَوْدَجها.

وقال غيره : هي ثيابٌ كتانٌ مَوشيَّةٌ ، كأنّ وَشْيَها خَاتَم وهي ـ زَعموا ـ بالرُّومِيّة.

وقال حُمَيد بن ثَور :

تَخَيَّرْنَ إمَّا أُرْجُوَاناً مُهَذَّباً

وإما سِجِلَّاطَ العِراقِ المُخَتَّمَا

سفنج : قال الليث : السَّفَنَّجُ الظَّليمُ الذّكر.

وقال أبو عُبيد مِثله.

وقال ابن الأعرابي : سُمِّي سَفَنّجاً لسرعته.

قال : وقال أبو عُبيدة : السَّفَنَّجُ من أسماء الظَّليم في سُرْعته ونحو ذلك.

قال ابنُ الأعرابيّ مثله :

جَاءَتْ به من اسْتِهَا سَفَنَّجا

سودَاءُ لم تَخْطُط له نِينَيْلَجَا

أي وَلدَتْهُ أَسْوَد.

وقال الليث : هو طائِر كثيرُ الاسْتِنان ، ويقال : سَفْنَجَ أي أَسْرَع.

قال أبو الهيثم : سَفْنَجَ فلانٌ لفلان النّقْدَ أي عَجَّله ، والسَّفَنَّجُ : السريع. وأنشد :

إذا أخذتَ النَّهْبَ فالنَّجا النجا

إني أخافُ طالباً سَفَنَّجا

وقال آخر :

يا شيخُ لا بُدَّ لنا أن نَحْجُجا

قد حَجَّ في ذا العامِ مَنْ تَحَوّجا

فابْتَعْ لنا جِمَال صِدْقٍ فالنَّجا

وعَجِّلِ النّقْدَ له وسَفْنِجَا

* لا تُعْطِه زَيْفاً ولا تُبَهْرِجا*

قال : عجِّل النّقد له ، وقال : سَفْنِجاً أيْ وَجِّهْ وأَسْرِعْ له من السَّفَنَّج السريع.

سملج : عمرو عن أبيه : السَّمَلَّجُ اللّبَنُ الحُلو.

أبو عُبَيد ، عن الفراء : يقال : لِلَّبَن إنه لَسَمْهَجُ سَمْلَجٌ إذا كان حُلواً دسماً.

وقال الليث : هو اللَّبَن السُّمَالج. وقال بعضهم : هو الطَّيِّب الطّعم ، وقيل : الذي لم يُطْعِم. وسِمِلَّاجٌ : عيدٌ من أَعْيادِ النّصَارى.

سلج : شمِر : السُّلَّجُ : نبت من الحَمْض.

١٦٥

سلجن : قال : والسِّلَّجْنُ ضرب من الأطعمة ، وأنشد :

* يأكل سِلْجناً بها وسُلَّجَا*

وقال ابن الأعرابيّ : السِّلَّجْنُ الكعك.

سلجم : ثعلب عن ابن الأعْرابِيّ : السَّلْجَمُ : الطَّويلُ من الرِّجال ، والسَّلْجَمُ : الطويلُ من النِّصَال.

قال : والمأكول يقال له سَلْجَمٌ أيضاً ، ولا يقال شَلْجَمٌ ولا ثَلْجَم.

وقال غيره : يقال للنِّصَالِ المُحَدَّدَة : سَلَاجِمُ وسَلَامِج.

وقال الراجِز :

يَعْدُو بِكَلْبَيْنِ وقَوْسٍ فَارِج

وقَرَنٍ وصِيغَةٍ سَلَامِج

قال الهذلي :

* وبيضٌ كالسّلاجم مُرْهَفاتٌ*

أراد : بيض سلاجم ، والكاف زائدة ، والسَّلاجم : الطوال.

سبرج : ابن دريد : سَبْرَج فلانُ عليّ الأمْرَ ، إذا عَمّاه.

برجس : وقال شَمِر : البِرْجاسُ شِبْهُ الأَمَرَة تُنْصَبُ من الحجارة.

وقال ابن الفرج في باب الميم والباء المِرْجاس.

مرجاس : حجرٌ يُرْمَى به في البِئْر ليُطَيِّبَ ماءَها ، ويَفْتَحَ عُيونَها ، وأنشد :

إِذَا رَأَوْا كَرِيهةً يَرْمُونَ بي

رَمْيَكَ بالمِرْجَاس في قَعْرِ الطَّوِي

قال : ووجَدت هذا الشعر في أَشْعارِ الأَزْدِ «بالبِرْجَاسِ في قَعْرِ الطَّوِي» بالْباء. والشِّعرُ لسعد بن المُنْتَحِر البارِقيّ ، وهو جاهليّ ، رَواه المُوَرِّجُ له ، وهو حجرُ يُرْمَى به في البِئر.

جرسم ـ وجلسم : ابن دريد : جِرْسامٌ وجِلْسام لِلَّذي يُسَمِّيه العامّة بِرْسَاما.

سنجل : وسِنْجالُ : قريةُ بأَرْمِينِيةً ، ذكره الشماخ في شعره ، فقال :

* ألَا يا اصْبَحَاني قبْلَ غَارَةِ سِنْجَالِ *

ثعلب ، عن ابن الأعرابي : سَنْجَلَ ، إذا مَلأ حَوْضَه نشاطاً.

وجنفس : قال : وجنْفَس ، إذا اتَّخَمَ.

سجان : أبو مالك : وَقَعَ في طعامٍ بسَّجانٍ [بَسْتَجانٍ] أيْ. كثير.

[باب الجيم والزاي]

ج ز

زنجر : قال الليث : يقال زَنْجَرَ فلانٌ لفلان : إذا قال بِظُفْرِ إبهامه ووضَعَها على ظُفْرِ سَبّابَتِهِ ، ثم قرع بينهما في قوله : ولا مِثْلَ هذا. وأنشد :

فمَا جَادَتْ لنا سَلْمَى

بِزِنْجِيرٍ ولا فُوفَهْ

وقيل : الزِّنجير : قُضبان الكرمِ الرطب.

١٦٦

ثعلب ، عن ابن الأعرابي ، قال : الزِّنْجِيرَةُ ما يأْخُذُ طَرَفُ الإبهام من رَأْسِ السِّنِّ ، إذا قال : مالك عِنْدِي شَيْءٌ وَلَاذِهْ.

ابن نجدة عن أبي زيد : يقال لِلبياضِ الذي على أَظْفَارِ الأحْدَاثِ ، الزِّنْجِيرُ والزِّنْجِيرَة والفُوفُ والوَبَشُ.

زرجن : وقال الليث : الزّرَجون قُضْبانُ الكَرْم بِلُغَةَ أهل الطَّائِف ، ولُغة أهل الغَور.

وقال شَمِر : أصله زَرَكُون ، يقال ذلك لِلْخَمْر ، ولِقُضْبان الكَرم وقد مَرّ تفسيره في ثلاثي الجيم.

زرنج : قال الليث : زَرَنْج اسمُ كُورَة معروفة.

وقال ابن الرُّقَيّات :

جَلَبوا الخَيْلَ من تهامةَ حتَّى

وَرَدَتْ خَيْلُهم قُصُورَ زَرَنْجِ

زبرج : وقال الليث : الزِّبْرجُ : الذَّهَبُ ، والزِّبْرِجُ أيْضاً زينةُ السِّلاح ، والزِّبِرْجُ : الوَشْي ، والزِّبرجُ : السَّحابُ النَّمِرُ بسَوادٍ وحُمْرَةٍ في وَجْهِهِ. وقال العجاج :

* سَفْرَ الشَّمالِ الزِّبرِجَ المُزَبْرَجَا*

أبو عُبيد ، عن الفَرّاء : الزِّبْرِجُ والزَّعْبَجُ : السَّحاب الرّقيق.

قلت : وهذا هو الصَّواب. والسحاب النّمِرُ المُخيِّلُ لِلْمَطر ، والزِّبْرِجُ من السَّحاب : الرَّقيقُ الذي لا ماءَ فيه ، وزِبرِجُ الدُّنيا : زينتُها ، وهي الزّبَارِيجْ.

زمجر : ثعلب عن ابن الأعرابي : الزَّمَاجِيرُ زَمّاراتُ الرُّعْيان.

ورُوِي عن عَمرو ، عن أبيه : الزَّمْخَرة بالْخَاء : الزّمّارة ، والزّمجَر : السَّهم الدّقيق النّاقِر.

وروى أبو عُبيدٍ ، عن أبي عُبيدة ، أنّه قال : الزَّمْجَرَةُ الصّوتِ مِن الْجَوْف ، والزَّمْخَرَةَ : الزّمّارة. قلت : والصواب الأوّل.

جرمز : أبو عُبيد ، عن أبي عمرو : الجُرْموز الْحَوْضُ الصّغير ، وقال ذو الرمة :

* ونَشَّتْ جَرَامِيزُ اللِّوَى والمَصانَعُ*

أبو زَيد : رَمَى فلانٌ الأرضَ بجَرامِيْزِه وأَوْرَاقِه ، إذا رَمَى بنفْسه ، ويقال : جَمَع فلانٌ لفلان جَراميزَه إذا استعَدّ له ، وعَزَمَ عَلَى قَصْدِه.

وقال الليث : الجُرْمُوزُ حَوْضٌ مُتَّخَذٌ في قاع أو رَوْضة ، مُرتفِعُ الأعْضَاد ، فيَسِيلُ فيه الماء ، ثم يفَرَّغُ بعد ذلك. قال والجَرْمَزَةُ : الانقِبَاضُ عن الشِّيء ، قال : ويقال : ضَمّ فلانٌ إليه جَراميزَه ، إذا رَفَعَ ما انتشَرَ من ثِيابِه ، ثم مَضَى ، وإذا قلت : الثَّوْرُ ضَمّ جَراميزَه ، فهي قَوائَمه ، والفعل منه : اجْرَمّزَ ، إذَا انقَبض في الكِناس : وأَنشدَ :

* مُجْرَمِّزاً كَضَجْعَةِ الْمَأْسُورِ*

أبو عُبيد ، عن الأصمعيّ : الْمُجْرَنْمِز والمُجْرَنْجِمُ : المُجْتَمِع.

١٦٧

قلت : وإذا أدْغَمْتَ النون في الميم قلت : مُجْرَمِّز.

أبو عُبيد : قال الأمويّ : تَجَرْمَزَ اللَّيْلُ تَجَرْمُزاً ، إذا ذهب.

قال النّضر : قال المُنْتَجِعُ يُعجبُهم كلُّ عامٍ مُجْرَمِّزِ الأول ، أي ليس في أوله مَطَر.

أبو داود عنه.

قال : وقال الكسائيّ : أخَذ الشيءَ بحذافيرِه وجَراميزِه ، وجَذامِيرِه ، إذا أخَذَه كُلَّه.

سَلَمة عن الفراء قال : خُذْه بِجَذَامِيره ، وجُذْمُورِه ، وجِذْمَارِه ، وأنشد :

لعلَّكَ إنْ أَدْرَرْتَ منها خَلِيَّةً

بِجُذْمُورِ ما أبقَى لكَ السَّيفُ تَغْضَبُ

أبو عُبيد عن الأمويّ : الزِّنجيلُ : الضّعيف بالنون. وقال شَمِر عن ابن الأعرابيّ : زِنجيل بالنون أيضاً.

وقال أبو عُبيد عن الفَرّاء : الزِّئْجِيلُ مهموز وهو الزُّؤَاجِلُ.

وإذا قَطَعْتَ سَعَفَة فبقِيَت منها قطعةٌ في أصلِ السّعَفةِ ؛ فهو جِذْمارٌ وجِذْمورٌ. قاله الأخفَشُ ، رواه شَمِر عنه ، وما بقي من يَدٍ الأقطَعِ عند رأْسِ الزَّنْدَيْنِ جُذْمور.

يقال : ضَرَبه بِجُذْمُوره ، كما يقال ضَرَبه بقَطَعَتِه. وقال الشاعر :

بَنَانَتَانِ وَحُذْمُورٌ أَقِيمُ به

صَدْرَ القناةِ إذا ما صارخٌ فَزِعَا

الصّارخُ : المستغيث ، فزِعَ : استغاث.

جربذ (١) : قال أبو عُبيدة : الجَرْبَذَةُ مِن سَير الخَيل ، وفَرَسٌ مُجَربِذ ، وهو القريبُ القَدْر في تَنْكيس الرّأْس ، وشَدّةُ الاخْتِلَاطِ مع بُطْءِ إحَارَةِ يَدَيهِ ورِجْلَيْهِ.

قال : وقد يكونُ المُجَرْبِذُ أيضاً في قُرْب السُّنْبُكِ من الأرض وارتفاعِه. وأنشدَ :

كُنتَ تَجرِي بالْبُهْرِ خِلْواً فلمَّا

كلَّفَتْكَ الجِيَادُ جَرْيَ الجِيادِ

جَرْبَذَتْ دونَها يَداكَ وأزري

بكَ لُؤمُ الآباءِ والأجدادِ

وقال ابن دريد : جرْبَذَت الفَرسُ جَرْبَذَةً وجِرْباذاً ، وهو عَدْوٌ ثقيل. وفرَسٌ مُجَرْبِذٌ ، إذا كان كذلك.

ابن الأنباريّ : البَرُوكُ من النِّسَاءِ التي تَتَزَوّجُ زَوْجاً ولها ابنٌ مُدرِكٌ من زَوجٍ آخَر. ويقال لابنها الْجَرَنْبَذ.

قلت : وهو مَأخُوذٌ من الْجَرَبَذَة.

جلفز : قال الليث : نابٌ جَلْفَزِيز هَرِمَةٌ حمول عَمولُ ويقال : داهِيَةٌ جلْفَزِيزُ. وقال :

* إنِّي أرَى سَوداءَ جَلْفَزِيزَا*

ويقال : جعلها اللهُ الْجَلفَزيزَ ، إذا صَرَمَ أمره وقطعه.

__________________

(١) المادة تابعة لباب الجيم والذال من الرباعي.

١٦٨

وأنشد ابن السكّيت لبعض الشُّعَراء :

السِّنُّ من جلفَزِيزٍ عَوْزَمٍ خَلَقٍ

والحِلْمُ حِلمُ صَبيٍّ يَحرُثُ الْوَدَعَة

يصف امرأةً أسَنَّتْ وهي مع سِنِّها ضعيفَةُ العقْل.

ثعلب ، عن ابن الأعرابي : ناقَةٌ جلفَزيزٌ صُلبةٌ غَلِيظة.

وقال الليث : عجوزٌ جَلفَزيزٌ متَشَنِّجةٌ وهي مع ذلك عَمُول.

جلبز : ابن دريد : رَجُلٌ جَلْبَزٌ وجُلابِزٌ : صُلبٌ شَدِيد.

فنزج : قال : والفَنْزَجُ الدَّسْتَبَنْد ، يعني به رقْصَ المَجُوس إذا أخَذَ بعضُهم يَدَ بَعض ، وهم يَرْقُصون ، وأنشد قول العجاج :

* عَكْفَ النَّبيطِ يلْعَبُون الفَنْزَجا*

وقال ابن السّكّيت : الفَنْزَجُ لُعْبَةٌ لهم تُسَمَّى بنْجَكان بالفارِسِيَّة ، فَعُرِّب.

وقال ابن الأعرابي : الفنْزَجُ : لَعِبُ النَّبيط إذا بَطِروا.

وقال شمر : يقال الفنْزَجُ : النَّزَوان ، قاله الأصمعي. قال شمر : ويقالُ الفنزجُ خَراج يؤدِّيه الأنْباط في خمسة أيام بنَجْم.

قلت : الخراج يقال له السَّمَرَّجُ لا الفنْزَجُ.

زنجب : عَمْرو ، عن أبيه : الزُّنْجَبُ : المِنْطَقَة ، وقال في موضع آخر : الزَّنْجَبان : بفتح الزاي المِنْطِقَة.

جربز : الليث : الجُرْبُز : دَخِيل ، وهو الْخِبُّ من الرجال.

جمزر : ويقال : جَمْزَرْتَ يا فلان ، أي نَكَصْتَ وفَررت.

جرمز : وجَرْمَزْتَ : أي أخْطَأت.

جلنز : ثعلب ، عن ابن الأعرابي : جمل جَلَنْزِيَ ، وبَلْنزِيَ إذا كان غَليظاً شديداً.

زنجل : أبو عُبَيْد : الأمويّ ، قال : الزِّنْجيلُ الضَّعيفُ من الرّجال.

قال : وقال الفراء : الزّيجيل بالياء.

وقال أبو تراب ، قال مزاحم : الزِّنجيلُ القَوِيُّ الضَّخم.

وروى شَمر بإسنادٍ له في كتابه عن محمد ابن عليّ ، قال : كانت لعليّ بن حُسين سَبَنْجُونَةٌ من جلود الثَّعالب ، وكان إذا صَلَّى لم يَلْبَسْها.

قال شمر : سألْت محمد بن بَشّار عن السَّبَنْجونَة ، فقال : فَرْوةٌ من ثعالب ، وسأَلْتُ أبا حاتِم عنها ، فكان يذهبُ إلى لون الخُضْرَةِ اسْمَانجُون ونحوه.

[باب الجيم والطاء]

ج ط

جلفط : قال الليث : الجِلْفاطُ : الذي يَشُدُّ دُروزَ السُّفُن الجُدُدِ بالخُيُوطِ والخِرَقِ ثم

١٦٩

يُقَيِّرها يقال : جَلْفَطهُ بالجِلْفاطِ ، إذا سَوّاهُ وقَيَّره.

وقال ابن دريد : هو الذي يُجَلْفِطُ السُّفُنَ ، فَيُدْخِلُ بين مسامير الألواح وحُزوزِها مُشاقَةَ الكَتَّان ، ويمْسَحُه بالزِّفتِ والقار.

طثرج : عمرو عن أبيه ، قال : الطَّثرج النَّمْل.

جلمط : ثعلب ، عن ابن الأعرابي : جَلمَطَ رأسه وجَلَطَهُ ، إذا حَلَقَه.

[باب الجيم والدال]

ج د

جردب : أبو عبيد ، عن الفراء ، جَرْدَبْتُ الطَّعام وهو أن يَضَعَ يده على الشَّيءِ يكونُ بين يَدَيه الخِوانِ كي لا يَتَنَاولَهُ غيرُه. وأنشدنا :

إذا ما كُنتَ في قومٍ شَهادَى

فلا نجْعَلْ شِمالَك جرْدَبانا

أبو العباس ، عن ابن الأعرابي ، قال : الجَرْدَبان الذي يأكل بيمينه ، ويمْنَعُ بشماله. ورواه بعضهم : «جُرْدُبانا».

وقال شمر : يقال هو يُجَرْدِمُ في الإناءِ أي يأكُلُه ويُفنِيه.

وروى أبو تراب ، عن الفراء : جَردَبَ وجردَمَ بالمعنى الذي رواه أبو عبيد عنه.

وأنشده الغَنَوِيّ :

* فَلَا تجْعَلْ شِمالَكَ جردَبيلا*

وزعم أن معناه أن يأخذ الكِسْرَةَ بيده اليسرى ، ويأكلَ باليمنى فإذا فنِيَ ما بين يَدي القَوْم أكل ما في يَدِه اليُسْرى.

ويقال : رجل جَرْدَبيلٌ ، إذا فعل ذلك.

أخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال : جردمْتُ السّتينَ ، إذا جُزْتَها. وجردَمَ ما في الجَفنَةِ ، إذا أتى عليه. قال : وزاحم السّتِّين وزاهمَها ، إذا بلغها.

برجد : عمرو ، عن أبيه : البُرْجُد كِساءٌ من صُوفٍ أحمر.

أبو عُبيد عن الأصمعي : البُرْجُد كِساءٌ ضَخْم فيه خُطوط يَصلُح لِلخباء وغيره.

جردب : ثعلب ، عن ابن الأعرابي : الجِردَابُ وسَطُ البَحرِ.

بردج : وأنشد ابن السكيت قول العجاج :

* كما رأَيتَ في المُلَاءِ البَرْدَجَا*

قال : البَرْدَجُ السَّبْي ، وأصلُه بالفارسية «بَرْدَة».

يرندج : وقال أبو عبيد : اليَرَنْدَجُ والأَرَنْدَج بالفارسية رَنْدَه ؛ وهو جِلدٌ أسود ، وبعضهم يقول : إرَنْدَج. وأنشد :

عليه دَيَابُوذٌ تَسَربلَ تحتَهُ

أرَندَجَ إسكافٍ يُخالِطُ عِظْلِما

وقول ابن أحمر :

لم تَدر ما نَسْجُ اليَرَنْدَجِ قبلها

ودراس أعوصَ دارسٍ مُتَجَرِّد

١٧٠

وقال الأصمعيّ : اليَرندج جلد أسود.

قال : ولم يدر ابنُ أحمر ما اليَرَندج ، ظنّ أنه يُنسَجُ ، وأنه من عمل الناس.

وقال غيره : أراد بقوله : «ما نسج اليرندج» أنه حدّثها بحَديثٍ ظَنَّت أنه حَقٌ. ولم تكن تعرف الكذب قبل ذلك.

دردج : وقال الليث : الدّردَجةُ إذا توافقَ اثنان بِمَوَدَّتِهما ، قِيل : قد دَردَجَا ، وأنشد :

* حتّى إذا ما طَاوَعَا ودَردَجَا*

وقال غيره : الدَّرْدَجةُ : رِئمانُ النَّاقةِ وَلَدَها ، يقال : قد دَرْدجَتْ تُدَرْدِجُ ، وأنشد ابن الأعرابيّ :

* وكُلُّهُنَّ رَائمٌ تُدَرْدِجُ *

وفي «نوادر الأعراب» : دَرْبجت النّاقةُ ودَرْدَجت ودَرْدَبَتْ إذَا رَئِمَتْ وَلَدها.

جلندد : أبو عمرو : رَجُلٌ جَلَنْدَدٌ ، أي فاجِرٌ يَتَّبع الفُجور ، وأنشد :

قَامَتْ تُناجي عَامِراً فَأَشْهَدَا

وكَانَ قِدْماً نَاخِباً جَلَنْدَدَا

فَداسَها لَيْلَتَهُ حَتى اغْتَدى

النّاخبُ : النّاكح ، وأشْهَدا ، أي أمْذَى.

جندل : شمر ، قال أبو خَيْرَة : الْجَنْدَلُ صَخْرَةٌ مِثلُ رأْس الإنسان وجمعه جنادِل.

وقال أبو عُبيدة : الجُنَدِل على مثال فُعَلِل : الموْضَعُ فيه الْحِجارة.

جلمد : شَمِر عن ابن شُميل : الجُلمُودِ مِثلُ رأس الجَدْي ، ودون ذلك ، شيء تَحمِلُه بيدك قابضاً على عُرْضِه ، ولا تَلتَقِي عليه كَفُّك وتَلتَقي عليه كَفاكَ جميعاً تَدُقُّ بِه النَّوى ، وغيره.

وقال الفرزدق :

فَجاءَ بِجلْمود له مثل رَأْسه

ليُسقَى عليه الماء بين الصَّرائم

أبو عُبيد عن الفراء : الجَلْمَدُ والخِطْرُ ، والعَكْنانُ : الإبلُ الكثيرة العظيمة.

يقال : جُلْمُودٌ وجَلْمَدُ. وأنشد :

* وَسْط رِجامِ الجَنْدل الجُلْمودِ*

وقال أبو خَيْرة : الجُلْمود الصَّخْرة المستَديرة.

وقال الليث : رجل جَلْمَدُ وجلمَدَةٌ ، وهو الشَّديد الصُّلب. قال : والجُلمُودُ أَصغَر من الجَنْدَل قَدر ما يُرْمَى به بالقُذَّاف.

عمرو ، عن أبيه : الجَلمَدَةُ البَقرة ، والجُنادِل : الشَّديد من كلِّ شيء ، وأرض جنْدَل : ذات جنادِل.

أبو العباس ، عن ابن الأعرابيّ : الجِلْمَدُ أتَانُ الضَّحْل ، وهي الصَّخرة التي تكون في الماء القليل ، وهي السَّهْوَة.

دملج : قال الليث : الدُّمْلُجُ المِعضَدُ من الحُلِيّ.

قال : والدَّمْلَجَةُ تَسْويةُ صَنعَةِ الشَّيء كما يُدَملَجُ السِّوار.

١٧١

أبو العبّاس ، عن ابن الأعرابيّ : الدَّماليجُ الأَرضُون الصِّلَاب.

اللحيانيّ : دُمِلجَ جسمُهُ دَمْلَجَةً ، أي طُوِيَ طَيّاً حتى اكْتَنَزَ لحْمُه.

أنشد ابن الأعرابيّ :

والبيضُ في أعضَادِها الدَّمالِيج

ومُعْطيات مَذَلٍ في تعويج

جمع الدَّملوج.

جندف : وقال الليث : الجُنادِفُ الجافِي الجسِيمُ من الناس والإبل : يقال ناقَةٌ جُنَادِفَةٌ وأَمَةٌ جنادِفَةٌ ، ولا تُوصفُ به الْحُرَّة.

وقال الأصمعيّ : رَجلٌ جُنَادِفٌ غليظٌ قصير الرقَبَة ، وقال الراعي :

جُنَادِفٌ لاحِقٌ بالرّاس مَنْكِبُه

كأَنَّه كَوْدَنٌ يُوشَى بَكُلَّابِ

جندب : وقال الليث : الجُنْدَبُ الذكر من الجَراد.

أبو بكر : الجُندَبُ الصغير من الجراد وأنشد :

يُغالين فيها الجُزءَ لولَا هَوَاجرٌ

جنادِبُها صَرْعى لهن فَصِيصُ

أي صوت.

وقال أبو الهيثم : العربُ تقول وقع القوم بأمِ جُندُب ، إذَا ظلموا وقتلوا غيرَ قاتل صاحبهم ، وأنشد :

قتلنا به القومَ الذين اصْطلوا به

جهاراً ولم نَظلمْ به أمّ جُندَب

وقال عكرمة في قول الله تعالى : (فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الطُّوفانَ وَالْجَرادَ وَالْقُمَّلَ) [الأعراف : ١٣٣] القُملُ : الجنادب ، وهي الصغارُ من الجراد ، واحدتها : قُمَّلَة.

وقال الفراء : يجوز أن يكون واحدُ القُمَّل قامِلاً ، مثل راكع ورُكَّع.

أبو عُبيد ، عن العَدَيَّس الكِنانيّ ، قال : الصَّدَى هو الطائر الذي يَصِرُّ باللّيل ، ويَقفز ويَطير ؛ والناس يَرونه الجندَب ، وإنَّما هو الصَّدَى. فأمَّا الجُندَب : فهو أصغَر من الصدى. يكون في البَراريّ.

وإياه عَنى ذُو الرُّمة :

كأَنَّ رجلَيه رجلَا مُقطِفٍ عَجلٍ

إذَا تَجَاوَبَ من بُردَيهِ تَرنِيم

قلت : والعربُ تقول : «صَرَّ الجُندَبُ» يُضْرَبُ مَثَلاً للأَمر يَشْتَد حتى يُقْلِقَ صاحِبَه. والأصل فيه أنَ الجُندَبَ إما رَمَضَ في شِدّة الحرّ لمْ يَقرَّ على الأرض وطار ، فَتَسْمعُ لرجلَيه صَرِيراً. ومنه قول الشاعر :

قَطَعتُ إذَا سمعَ السامِعو

ن للجُندَب الجَوْنِ فيها صَرِيرا

ويقال : وقع فلان في أم جندَب ، إذا وقع في داهية.

١٧٢

دمج : ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ ، يقال : دَمَجَ عليهم ، وادرَمَّجَ ، ودَمَرَ ، وتَعَلَّى عليهم ، وطَلَع عليهم ، كلّه بمعنًى واحد.

[باب الجيم والتاء]

ج ت

فرتج : فِرتاج : موضعٌ في بلاد طَيِء.

أبو عُبيد ، عن أَبي زيد : مِن سِماتِ الإبل الفِرتَاج. ولم يَحُدَّهُ.

تفرج : ابن الأعرابيّ : التفاريج فُرَجُ الدّرَابزين. قال : والتّفارِيجُ فَتَحات الأصابع وأَفواتُها. وهي وَتَايِرُها ، واحدها تِفرَاج.

جرفت : جِيرَفْت : كُورَةٌ من كُوَرِ فارس.

[باب الجيم والظاء]

ج ظ

جلنظى : اللحياني : اجلَنظَى الرجل على جنْبه واستَلقَى على قَفاه.

أبو عبيد عن أبي عمرو : المُجلَنظِي : الذي يَستَلقِي على ظهره ويَرفع رجليْه.

وفي حديث لقمان بن عاد : «إذا اضطجَعتُ لا أَجلنظِي ، ولا تملأُ رئتي جنبي».

قال أبو عبيد : المُجلنظِي المسبَطِرّ في اضْطَجاعِه ، يقول : فَلستُ كذلك ، ومنهم من يَهمز فيقول : اجلنظأْتُ واجلنظيتُ.

[باب الجيم والذال]

ج ذ

جذمر : ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : الجُذمُور بَقيَّةُ كلِّ شيء مَقطوع ، ومنه جُذمُور الكِباسة.

جربذ : الجربَذَةُ ثِقَلُ الدابة ، وهو المجربِذُ ، والمجربذ من الخيل الثقيل.

شمر : الدَّيدَجان الإبِلُ تَحملُ حمولة التجار ، وأنشد :

إذا حَدَوتُ الدَّيدَجانَ الدَّارِجا

رَأَيته في كلِّ بَهْوٍ دَامِجَا

[باب الجيم والثاء ـ والجيم والراء

ج ث ـ ج ر]

ثبجر* : أبو زيد : اثْبَجَرَّ في أمرِه ، إذا لم يَصرِمه وضَعُف.

وقال أبو مالك : اثبَجَرَّ ، إذا رَجَع على ظَهْرِه ، وأنشد :

* إذا اثْبَجَرَّا من سَوَادٍ حَدَجا*

قال الباهِليّ اثبجرّا ، أي قاما وتَقَبَّضا.

جرثم : وقال الليث الجرثُومُ : أَصلُ شجرة يَجتمعُ إليها التُّراب.

قال : وجُرْثُومة كلِّ شيء أصله ومُجتَمَعه ، واجرنثَم القومُ ، إذا اجتمعوا ولَزِموا موضعاً.

ابن دُريد : تجَرْثم الرجلُ : سقط من عَلْو

١٧٣

إلى سُفْل.

وقال المفضَّل : الجُرْثومة وهي الْغَلْصَمَة ، وتجَرْثم الشيء ، إذا اجتمع.

ورُوي عن بعضهم أنه قال : أسدُ جُرْثومةُ العرب ، فمن أضل نسبه فلْيأتهم.

جنثر : عمرو ، عن أبيه ، الجُنْثُر الجملُ الضخم.

وقال الليث : هي الجناثِرِ ، وأنشد :

* كُومٌ إذا ما فَصَلَتْ جَنَاثِرُ*

ثنجر : أبو العباس ، عن ابن الأعرابيّ ، قال : الثِّنْجَارَةُ والثِّيجَارة : الحُفرة التي يحفرها ماءُ المِرْزاب.

جثال : اللحيانيّ : اجْثَأَلَ الطائر ، إذا انْتَفَشَ للندى والبرد ، واجثأَلَ للشر ، إذا تَهيّأ له ، وقال الراجز :

* جاء الشتاءُ واجثأَلَ القُبَّرُ*

[ثبجر] أنشد ابن السكيت :

* إذا اثْبَجَرَّا من سوادٍ حَدَجَا*

اثْبَجَرَّا ، أي نفرا وجَفَلا ، وهو الاثْبِجْرَار.

قال الليث : الاثْبِجْرارُ ارتداعُ فزعةٍ أو تَرْدادُ القومِ في مسيرٍ إذا ترادّوا.

جرثل : قال ابن دريد : جَرْثَلْتُ التراب ، إذا سَفَيْتَه بيدك.

وقال أبو زيد : اجْثَأَلَّ النَّبتُ ، فهو مُجْثَئِلُّ ، إذا ما اهتزّ وأمكن لأن يُقبَض عليه ، والمجثَئِلُّ من الرجال المُنْتَصِبُ قائماً.

جذأر : قال الليث : المَجذْئِرُّ المُنْتَصُّ للسِّباب.

وقال الطِّرمّاح :

تَبيتُ عَلَى أطرافها مُجْذَئِرَّةً

تُكابدُ هَمّاً مثل همِّ المُرَاهِن

والمُراهِنُ : المخاطِر.

(وقال ابن بُزْرُج : المجْذَئِرُّ : المنتصبُ الذي لا يَبرح ، والمجْذَئِرُّ من النبات : الذي نبتَ ولم يَطُل ، ومن القرون حين يُجاوزُ النجوم ولم يَغْلُظْ) (١).

جفاظ : قال : والمُجْفَئِظُّ الذي أصبح عَلَى شفَا الموت من مرضٍ أو شَرٍّ أصابه ، يقال : أَصبح مُجْفَئِظّاً. قال : والمجفئِظُّ المنتفِخ.

فرجل : قال الليث : الفَرْجلةُ التَّفَحُّج.

قال الراجز :

تَقَحَّمَ الفيلِ إذا ما فَرْجَلا

يُمِرُّ أخفافاً تَهُضُّ الجَنْدَلا

فرجن : والفَرْجنة : فَرْجَنةُ الدّابة بالفِرْجون ، وهو المِحَسّة.

فنجل : ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : الفَنجَلةُ

__________________

(١) أثبت في المطبوعة عند نهاية مادة (جفأظ) ، ووضعناه هنا كما في «اللسان» (جذأر).

١٧٤

أن يمشي مُفَاجّاً ، ورجل فَنجَلٌ ، وهو المتباعد الفخذين ، الشديد الفَجَج ، وأنشد :

اللهُ أَعطانيكَ غير أَجْدَلا

ولا أَصَكّ أَوْ أَفجَ فَنجَلا

يقال : مرّ يُفَنجل فنجلةً.

مرجل : وقال الليث : المَرَاجلُ : ضرب من برود اليمن ، وأَنشد :

وأَبْصَرْتُ سلمى بين بُرْدى مراجِلٍ

وأخْياش عَصْبٍ من مُهَلْهلةِ اليَمَن

وثوبٌ مُمَرْجلٌ على صنعةِ المراجل من البُرُود.

مرجن : قال الله جلّ وعزّ : (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ (٢٢)) [الرحمن : ٢٢].

قال المفسرون : المرجانُ صغار اللُّؤلؤ ، واللؤلؤ : اسم جامعَ للحَبِّ الذي يخرُج من الصَّدَفة ، والمرجانُ أشدُّ بياضاً ، ولذلك خُصَّ الياقوتُ والمرجان فشَبَّه الحور العين بهما.

وقال أبو الهيثم : اختلفوا في المرجان ، فقال بعضهم : هو صغار اللؤلؤ ، وقال بعضهم : هو البُسَّذ ، وهو جوهر أحمر ، يقال إن الجِنّ تُلقيه في البحر ، وبيت الأخطل حجة للقول الأول :

كأنما القَطْرُ مرجانٌ تُساقطُهُ

إذا علا الرَّوْقَ والمَتْنيْنِ والكَفَلا

برجم : أبو عُبيد : الرّواجبُ والبراجمُ جميعاً مفاصل الأصابع.

ثعلب ، عن ابن الأعرابي ، قال : البراجم هي المُشَنَّجاتُ في ظهور الأصابع والرواجبُ ما بينهما ، وفي كلِّ إصْبَع بُرجُمَتان. قال : والبَرَاجم في تميم : عمرو ، وقيس ، وغالبُ ، وكُلْفَةَ ، والظَّلَيْمُ ، وهم بنو حَنْظَلة بن مالك بن زيد مناة ، تخالفوا على أن يكونوا كبراجم الأصابع في الاجتماع ، ومن أمثالهم : إنَّ الشَّقِيّ راكبُ البَرَاجم.

وكان عمرو بن هند له أخٌ قتله نفر من تميم ، فآلى أن يقتل به منهم مائة ، فقتل تسْعَةً وتسعين ، وكان نازلاً في ديار تميم ، فأَحْرَق القتلى بالنار ، فمرّ رجل من البَراجم وراحَ رائحة حريق القتلى فحسبه قُثار الشّواء ، فمال إليه ، فلما رآه عمرو ، قال له : مِمّنْ أنت؟ قال : رجلٌ من البراجم. فقال حينئذٍ : «إن الشَّقِيّ راكبُ البَراجم» ، وأمر به فقُتِل وأُلقِي في النار ، وبَرّت به يمينه.

وقال ابن دُريد : الْبَرجَمة : غِلَظُ الكلام.

فرجن : وقال الليث : الفرجون : المِحَسَّةَ.

نفرج : وقال ابن الأعرابي : ورجلٌ نِفْرَجةٌ ونفْرَاجَةٌ إذا كانَ جَبَاناً ضعيفاً.

ابن الأنباريّ : رجل نِفْرِجاء ، وهو الجبان يكسر النون والراء ممدود.

١٧٥

جنبر : ثعلب ، عن سلمة ، عن الفراء : رجل جَنبرٌ قصير ، وكذلك الجَنثَر.

وقال أبو عمر : والجنبرُ الجملُ الضَّخمُ.

جانب : الأصمعيّ : رجل جأنَبٌ ، قصيرٌ ، بهمزة ساكنة.

الليث : يفَريْنَجُ ، معربٌ لَيس من كلام العَرب.

فربج : قال : وافْرَنَبَج جِلدُ الحَمَلِ ، يَفْرِنْبِجُ ، إذا شُوِيَ فَيَبِسَ أَعاليه ، وكذلك إذا أصابه ذلك من غير شيء. وقال الشاعر يصف عَنَاقاً شواها وأَكل منها :

* فأَكلُ من مُفرَنبِجٍ بين جلدها*

نرجل : وقال الليث : النَّارجيلُ ، هو الجوزُ الهِنديّ ، قال : وعامَّة أَهل العراق لا يَهمزُونه ، وهو مَهموز.

قلت : وهو مُعرب دَخيل.

جنبل : وقال الليث : الجُنْبلُ العُسُّ الضخمُ ، وأنشد :

* مَلمُومَةٌ لَمَّا كَظَهرِ الجُنْبُلِ *

ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : الجنْبلُ : القَدَحُ الضخم ، وهو المِجْوَلُ أيضاً.

منجنون : وقال أبو الحسن اللّحياني : الْمَنجَنُون هي التي تدور ، جعلها مؤنثة.

وأما قول عمرو بن أحمر :

* ثَمِلٌ رَمَتْهُ الْمَنْجَنُونُ بِسَهْمِها*

فإنَّ أبا الفضل أَخبرني عن شيخٍ من أهل الأدب ، سمع أبا سعيد المكفوف يقول : هُو الدهر في بيت ابن أحمر.

قال أبو الفضل : المنجنون الدُّولاب ، وأنشد :

* ومَنْجَنُونٌ كالأَتَانِ الْفَارِقِ*

شفرج : أبو العباس ؛ عن ابن الأعرابيّ : الشُّفَارِجُ طرِّيَانٌ رَحْرَحَانِيّ ، وهو الطَّبَق فيه الْفَيْخَاتُ والسُّكرُّجَات.

وقال ابن السّكّيت : يقال هو الشُّفارج لهذا القار الذي يقال له الشُّبارج.

جنفر : عمرو ، عن أبيه : الجَنَافِيرُ الْقبُور العادِيَة ، واحدها جُنْفُور.

سليج : قال : السَّلالِيْجُ : الدُّلْبُ الطِّوال.

فرجل : وقال : فَرْجَلَ الرجلُ فَرْجَلَةً وهو أن يَتَفَحَّجَ ويُسرع. وأنشد :

تَقَحُّمَ الفِيلِ إذا مَا فَرْجَلَا

يُمِرُّ أَخْفَافاً تَهُضُّ الْجَنْدَلَا

دربج : ويقال : هو يُدْرِبِجُ في مشيتة ، وهي مشية سهلة ، ورَجْلُ دُرَابِجٌ : يختال في مِشْيَة.

وقال غيره دَرْبَجَ في مشيته ودَرْمَجَ ، إذا دَبَّ دَبِيباً ، وأنشد :

ثُمّتَ يَمْشِي الْبَخْتَرَى دُرَابِجَا

إذا مشى في دَفِّهِ دُرَامِجَا

١٧٦

جرجم : وقال الأصمعيّ : جَرْجَمَه جَرْجَمَةً ، إذا صَرَعَه.

وفي الحديث : أنَّ جبريل أخَذَ بِعُرْوَتِها الْوُسْطَى ، يعني مدائن قوم لُوط ، ثم أَلْوَى بها في جَوِّ السّماء حتى سَمِعَت الملائكة ضواغي كلابها ، ثم جَرْجَمَ بعضها على بَعض.

وقال العجاج :

* كأَنَّهُ من قَائِظٍ مُجَرْجَمِ *

جرجب : أبو عبيد : الْجَراجِبُ الإبلُ الْعِظام ، والجَراجِرُ مثلها ، وأنشد :

يَدْعو جَرَاجِيبَ مُصَوَّيَاتِ

وبَكَرَاتٍ كالمُعَنَّساتِ

لَقِحْنَ ، لِلْفَنيق شَاتياتِ

قال : والْمَصَوّيَات الْمُغَرِّزَات.

ينجلب : أبو العباس ، عن ابن الأعرابيّ ، قال : من خَرَزَاتِ الأعراب الْيَنْجَلِب ، وهو للرّجوع بعد الفِرار.

قال : والكَرّارُ للعطف بعد الْبُغْض. قال : وتقول المرأة :

أُعِيذُه باليَنْجَلِبْ

إنْ يُقِمْ وإنْ يَغِبْ

وقال اللحياني : قالت امرأة :

أَخذتُه باليَنْجَلِبْ

فلا يَرِمْ ولَا يَغِبْ

ولا يَزَلْ عند الطُّنُبْ

وقال ابن دريد : جُلَنْداء اسم ملك يُمد ويُقْصر ، ذكره الأعشى في شعره.

جلنب : ناقة جلَنْبَاةٌ : سمينة صُلْبة ، وأنشد شمر للطرماح :

كأَنْ لم تجد بالوَصْل يا هِنْدُ بَيْنَنَا

جَلَبْنَاةُ أَسفَارٍ كَجَنْدَلَةِ الصَّمْد

جلنف : وقال الليث : طَعَامٌ جَلنفَاةٌ ، وهو الْقَفَارُ الذي لا أُدْمَ فيه.

باب الخماسي من حرف الجيم

زنجبيل : ذكر الله جلَّ وعزَّ الزَّنجبيل في كتابه ، فقال في خمر الجنة : (كانَ مِزاجُها زَنْجَبِيلاً عَيْناً فِيها تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً (١٨)) [الإنسان :

١٧ ، ١٨].

والعرب تَصِف الزَّنْجَبيل بالطّيب ، وهو مُسْتطاب عندهم جداً.

وقال الأعشى يذكر طعم رِيقِ جارِية :

كأَنَّ الْقَرْنفُلَ والزَّنجبي

لَ بَاتَا بِفِيها وأَرْياً مَشُورا

فجائز أن يكون الزَّنجبيل في خمر الجنة ، وجائز أن يكون مِزَاجها ولا غَائِلَة له ، وجائز أن يكون اسْماً للعين التي يُؤْخَذ منها هذا الخمر ، واسمه الزَّنجبِيل ، واسمه السَّلْسَبِيل أَيضاً.

جرنفش : أبو عُبيد ، قال : الجَرَنْفَش : العظيم من الرِّجال.

١٧٧

مجرئش : ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ ، قال : الْمُجْرَئِشُ : الغليظ الجنَبين الجافي ، وأنشد :

* جَافٍ عَرِيضٌ مُجْرَئِشُ الجنْبِ*

سفرجل : والسَّفَرْجَلُ : معروف ، الواحدة سَفَرْجَلَة ، ويُصَغَّر : سُفَيرِجاً وسُفَيْجلَا.

سجنجل : والسَّجَنْجلُ المِرْآة وقال بعضهم ، يقال : زَجَنْجَل ، وقيل هي رُومِيّة دخلت في كلام العرب ، وقال :

* تَرَائِبُها مَصْقولَةٌ كالسَّجنْجلِ *

زبرجد : قال الليث : الزَّبَرْجَد ، هو الزَّمُرُّد ، وأنشد :

تأْوِي إلى مِثْل الْغَزالِ الأغْيَدِ

خَمْصَانَةٌ كالرَّشَاءِ المُقَلَّد

دُرّاً مع الْيَاقُوت والزَّبَرْجدِ

أَحْصَنَها في يَافِعِ مُمَرَّدِ

أراد بالْيَافِع حِصْناً طَوِيلاً.

جرنشم : أخبرني المنذريّ ، عن الحرانيّ ، عن ابن السكيت أنه أَنشده لابن الرِّقاع :

مُجْرَنْشِماً لِعَماءٍ باتٍ يَضْرِبهُ

مِنْه الرُّضَابُ ومنه المسْبِلُ الْهَطِفُ

قال مُجْرَنْشِم : مُجتمعٌ مُتَقَبِّض ، رواه لنا بالجيم ، قال : والرُّضاب قِطَعُ النَّدى ، وكذلك رُضَابُ الرِّيق ، والْهَطِفُ الْغَزِير.

وأخبرني المنذريّ ؛ أيضاً عن ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ في «النوادر» : (اخْرَنْشَمَ) الرَّجل : تَقَبَّضَ وتَقَارَبَ خَلْقُ بَعْضِه إلى بَعْض ، وأنشد :

* وفَخذٍ طَالَتْ ولَمْ تَخْرَنْشَمِ *

وأنشدنيه بالخاء في نوادر ابن الأعرابيّ.

وأقرأني الأيادي لِشمّر ، عن الفراء ، أنه قال : المخَرنْشَمَ هو المتعظِّم في نفسه المتكبِّر ، والمخرَنشمُ أيضاً المَتَغيِّر اللون ، الذّاهبِ اللحم.

هكذا رواه شمِر بالخاء ، وأنا وَاقِفٌ في هذا الحرف.

وقد جاءت حروف تعاقب فيها الخاء والجيم ، كالزَّلخَان و (الزَّلجان).

وانْتجبْتُ الشَّيء وانْتَخَبْتُه ، إذا اخْتَرته.

وكذلك (الجشيبُ) والخشِيبُ : الغليظ من الطعام والنبات.

آخر كتاب الجيم (وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ).

* * *

١٧٨

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

هذا كتاب الشين من تهذيب اللغة

أبواب مضاعف من حرف الشين

ش ض

مهمل.

[باب الشين والصاد]

ش ص

استعمل منه : شصّ.

شص : قال اللّيث بن المظفر : الشَّصُ والشِّصُ لُغتان ، وهو شَيءٌ يُصاد به السَّمك ، ويقال لِلصِّ الذي لا يَرى شيئاً إلا أتى عليه ، إنَّه لَشَصٌّ من الشُّصوص.

قال : ويُقال : شَصَّتْ معيشَتُهم شُصُوصاً ، وإنّهم لفي شَصَاصَاء ، أي في شِدّة.

أبو نصر ، عن الأصمعيّ : أصابتهم لأُوَاءُ ولَوْلَاءُ ، وشَصَاصَاء ، إذا أَصَابتْهم سَنَةٌ وشِدَّة.

أبو العباس ، عن ابن الأعرابيّ : يقال أَتَيْتُهُ على شَصَاصَاءَ ، وعلى أوْفَازٍ وأَوْفاضٍ ، أي على عَجَلة.

وقال المفضل : الشَّصَاصَاء مَرْكَبُ السُّوء.

وقال اللّيث : شَصَ الإنسان يَشِصُ شَصّاً ، إذا عَضَّ نواجذَه على شيءِ صَبْراً ، ويقال : نَفَى الله عنك الشَّصَائِصَ.

أبو عُبيد ، عن الأصمعيّ : الشَّصُوصُ النَّاقَةُ التي لا لَبن لها.

ويقال : قد أَشَصَّتْ فهي شَصُوصُ ؛ وهذا شَاذٌ على غير قياس.

وقال أبو عبيد : قال الكسائيّ شَصَّتْ بغير أَلِف.

وقال اللْيث شَصَّتْ تَشِصُ شِصَاصاً. إذا قَلَّ لبنها.

قلت وجمع الشَّصُوصِ من النُّوق شَصَائِص

١٧٩

وأَنشد أبو عُبيد :

أفرَحُ أن أُزْرَأَ الكِرَامَ وأَنْ

أورَثَ ذَوْداً شَصَائِصاً نَبَلَا

ابن بُزْرُج : لقيته على شَصَاصَاءَ ، وهي الحاجة التي لا تستطيع تَركها ، وأنشد :

* على شَصَاصَاءِ وأَمْرٍ أَزْوَرِ

[باب الشين والسين]

ش س

اسْتَعمِلَ من وجهيه : شَسَّ.

شس : قال اللَّيث : الشسُ الأرض الصُّلْبة التي كأنها حجر واحد ، والجميع شِساسٌ وشُسُوس ، وأنشد لِلْمَرَّار بن مُنْقِذ :

أَعَرَفْتَ الدَّارَ أَمْ أَنْكَرْتَها

بين تِبْرَاكٍ فَشِسَّيْ عَبْقُرِ

[باب الشين والزاي]

ش ز

استعمل منها : شَزّ.

شز : قال الليث : الشَّزَازَةُ الْيُبْس الشَّديد الذي لا يَنْقادُ للتَّثقِيف ، يقال : شَزَّ يَشِز شَزِيزاً.

[باب الشين والطاء]

ش ط

شَطّ ، طَشّ : [مستعملان].

شط : قال الليث : الشَّطُّ شَطُّ النَّهر ، وهو جانبه ، والشَّطُّ : شِقُّ السَّنام ، ولكلِّ سَنَام شَطَّان ، وناقَةٌ شَطُوط ، وهي الضَّخْمَةُ الشَّطّيْن.

وقال الأصمعيّ : هي الضَّخْمَةُ السَّنَام ، وجمعها شَطَائِط.

وقال الرّاجز يصف إِبِلاً وراعيها :

قد طَلَّحَتْهُ جِلَّةٌ شَطَائِطُ

فَهْوَ لَهُنَّ خَائِلٌ وفارِطُ

طَلَّحَتْهُ : جعلته كالأَخَايلِ رَاعٍ ، شطائط :

جمع شَطوط.

وقول الله جلّ وعزّ : (لَقَدْ قُلْنا إِذاً شَطَطاً) [الكهف : ١٤].

قال أبو إسحاق ، يقول : لَقَدْ قُلْنَا إذاً جَوْراً وشَطَطَاً. وهو مَنْصُوب على الصدر المعنى : لقد قُلْنا إذاً قَوْلاً شَطَطا.

يقال : شَطَّ الرجل ، وأَشَطَّ ، إذا جَارَ.

وقال الليث : الشَّطَطُ مُجَاوَزَةُ القَدْرِ في كلّ شيء.

يقال : أَعطيته ثمناً لا شَطَطاً ولا وَكْساً ، وأَشطّ الرجل ، إذا ما جَار في قَضِيَّته ، وشَطَّ : بَعُدَ.

وقال الزّجاج في قول الله جلَّ وعَزَّ : (وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنا) [ص : ٢٢]. قال : قُرىءَ (ولا تشْطِطُ) قال : ويجوز في العربية ولا تَشْطَطُ ، فمن قَرأَ (لا تُشْطِطْ) بضَمّ التاء ، وكسر الطاء ، فمعناه لا تَبْعُدْ عن

١٨٠