تهذيب اللغة - ج ٩

محمّد بن أحمد الأزهري

تهذيب اللغة - ج ٩

المؤلف:

محمّد بن أحمد الأزهري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٥١

قالَ : ويقالُ : عَدَا طَلقاً أو طَلَقَيْنِ ، أَيْ.

شَوْطاً أو شَوْطَيْنِ ، ويقالُ : أنْتَ طِلْقٌ مِنْ هذا الأمْرِ ، أيْ. خَارجٌ.

ثعلبٌ عن ابْنِ الأعرابيِّ. قالَ : المُطَلَّقُ.

المُلَقَّحُ من النَّخْلِ ، وَقَدْ أطْلَقَ نَخْلَهُ وطَلَّقَها ، إذا كانَتْ طِوالاً فألْقَحَها ، قالَ ، وأطْلق خَيْلَهُ في الحَلَبَةِ ، وأطْلَقَ عَدُوَّهُ ، إذا سَقَاهُ سُمّاً. قالَ : وطَلَقَ ، إذا أعْطى ، وطَلِقَ : إذا تَبَاعَدَ.

وقال أبو عمرٍو : الطَّلَقَةُ : النُّوقُ التي تُحْلَبُ في المَرْعى ، وقال ابنُ الأعرابي.

الطّالِقُ. النَّاقَةُ الّتي تُرْسَل في الرَّعْي.

ويقالُ : طَلَقَ يَدَهُ وأَطْلَقَها في المالِ ، بمعنى واحدٍ ويدُهُ مَطْلُوقَةٌ ومُطْلَقَةٌ ، والطَّليقُ : الأَسِيرُ ، يُطْلَقُ ، فَعِيلٌ بِمَعْنى : مَفْعولٍ. وقالَ ذُو الرُّمَّة :

وَتَبْسِمُ عَنْ نُورِ الأقاحِيّ أقْفَرَتْ

بِوَعْثاءَ مَعْروفٍ تُغَامُ وتُطْلَقُ

تُغَامُ مَرَّةً بالغَيْمِ ، أي تُسْتَرُ ، وتُطْلَقُ. إذا انْجَلى عَنْهَا الغَيْمُ. يَعْني. الأقاحِي إذا طَلَعَتِ الشَّمْسُ عَلَيها فَقَد طَلَقَتْ.

وقالَ الليثُ : رجلُ مطْلِيقٌ ومِطْلَاقٌ. كثيرُ الطَّلاقِ للنِّسَاءِ. والطَّلِيقُ : الأسِيْرُ ، يُطْلَقُ عَنْهُ. وإذا خَلّى الرَّجُلُ عن نَاقَتِهِ ، قيل طَلَّقَها ، قال : والعَيْرُ ، إذا جَاز عَانَتَهُ ، ثم خَلى عَنْها قِيلَ طَلَّقَها. وإذا اسْتَعْصَتِ العَانَةُ عَلَيهِ ، ثم انقَدْنَ لَهُ ، قِيلَ. طَلَّقَتْهُ.

وأنْشَدَ قَوْلَ رُؤبَةَ :

طَلَّقْتَهُ فاسْتَوْرَدَ العَدامِلاً ...

قالَ : والظَّبيُ ، إذا خَلَى عن قَوَائِمِه ، فَمَضَى لا يَلْوِي على شَيْء ، قيل. تَطَلَّقَ.

قال. والانْطِلاقُ. سُرْعَةُ الذهابِ في أصلِ المِحْنَةِ. قَالَ : واستَطْلَقَ بطنُهُ وأطْلَقَهُ الدّواءُ. ويُقَالُ : ما تَطَلَّقُ نَفسِي لهذا الأَمْرِ أيْ : لا تَنْشَرِحُ ولا تَسْتَمِرُّ.

ويقالُ : تَطَلقَتِ الخَيْلُ ، إذا مَضَتْ طَلَقاً ، لم تَحْتَبِسْ إلى الغَايَةِ. قَالَ. والطلَقُ.

الشَّوْطُ الواحِدُ في جَرْي الخَيْلِ.

وقالَ ، أبو عُبَيْدَة في البطن أطْلاق ، واحدُها. طَلَقٌ ـ مُتَحَرّك ، وهي طَرائقُ البَطْنِ ، ويُقالُ. لَقِيْتُه مُنْطَلِقَ الوَجْهِ إذا أسْفَر ، وأنشد :

يَرْعَيْن وَسْمِيَّاً وصَى نَبْتُهُ

فانْطَلَق الوَجْهُ ودَقَّ الكُشُوحْ

قال والتَّطَلقُ : أن تبول الفَرَسُ بعدَ الجَرْي ، ومنه قولهُ :

فصادَ ثَلاثاً كجزْعِ النظامِ

ولم يَتَطَلقْ ولم يُغْسِلِ

لم يُغْسل ، أيْ. لم يُعْرق.

أبو عُبَيد. طَلَقَ يَدَهُ بالخَيْرِ ، وأطْلَقَها في المالِ ، بمعْنًى واحدٍ ويَدُهُ مَطْلُوقَةٌ ، رواهُ عن الكِسَائي في باب. (فَعَلَتْ وأَفْعَلْتُ).

أنْشَدَ ثعلبٌ. أطْلِقْ يَدَيْكَ تَنْفَعَاكَ يا رجلْ.

ويجوزُ. أطلُقْ يديك).

٢١

ق ط ن

قطن ـ قنط ـ نطق ـ نقط : مستعملة.

قطن : أخبرني المُنْذري عن أبي العباسِ أنّه قال : القُطْنِيَّةُ : الثياب ، والقطنية : الحُبُوبُ الَّتي تَخْرُجُ من الأرْض.

ويقالُ : لهَا : قِطْنِيّةٌ ، مثلُ : لُجِّيٍّ ولجِّي ، قالَ وإنما سُمِيْتِ الحبُوبُ : قطْنيةً : لأنها تُزْرَعُ في الصْيفِ ، وتُدْرَكُ في آخرِ وَقتِ الحَرِّ.

وقيلَ : سُمِّيَتْ : قُطْنيةٌ : لأنَّ مَخَارِجَها من الأَرْضِ ، مثلُ مخارجِ الثيابِ القُطْنيةِ.

وقال أبو معاذٍ. القَطَانِيُ : الْخِلْفُ وَخُضَرُ الصَّيْفِ. وقالَ شَمِرٌ : القُطْنِيَةُ : اسمٌ لهذِه الحُبوبِ التي تُطْبَخُ.

قال الأزهريُّ : هِيَ مثلُ العَدَسِ والخُلَّرِ : وهو الماشُ والفولُ والدَّجْرِ : وهو اللّوبِياءُ ، والحِمَّص وما شَاكَلَها مما (يُختَبَزُ) ، وَيُقتَاتُ ، سَمّاهَا الشَّافِعيّ كلها : قِطنِيّةَ ، فيما أخبرني عبدُ الملكِ عنِ الرّبيع عَنْهُ ، وهو قولُ مالِكٍ بنِ أنسٍ (قال الشافعيُّ : تُؤْخَذُ الزكاةُ من الحِنْطَةِ والشّعير والدُّخَّنِ وَالسُّلْتِ ، والقِطْنية كلّها ، حِمَّصِها وعَدَسِها وَفُولها ودَجْرِها ، لأنّ هذا كلَّه يُؤْكلُ مَسْلوقاً وطَبيخاً وَيَزْرَعُهُ الآدَمِيُّونَ.

(قال ابنُ الأنباريّ : من العَرَبِ من يَقُولُ : (قَطْنَ عبدَ اللهِ دِرْهَمٌ) ، و (قَطْن عَبْدِ اللهِ دِرْهَمٌ) ، فيزيدُ (نُوناً) على : قَطْ عَبْدَ الله دِرْهَمٌ وينصِبُ بها وَيَخْفِضُ ويُضيفُ إلى نفسِهِ ، فيقولُ (قَطْنِي) ، ولم يُحْكَ ذلكَ في (قَدْ) ، والقياسُ فيهما واحِدٌ.

قالَ : وقولهُمْ : لا تَقُلْ إلَّا كَذَا وكذا قَطْ ، معناه : حَسْبُ. وطاؤُها ساكِنَةٌ : لأنّها بمنْزِلِةِ : (هَلْ وَبَلْ وَأَجَلْ) وكذلِكَ قَدْ يُقَالُ (قَدْ عبدَ اللهِ دِرْهَمٌ). ومعناه : (قَطْ عَبْدَ اللهِ دِرْهَمٌ). أي يكفي عبدَ اللهِ دِرْهَمٌ.

أبو عُبَيْدٍ عن الأصمعي : قَطَنُ الطائِرِ ، أصلُ ذَنَبِهِ.

وفي الحديث : «أَنَّ آمِنَةَ لمّا حَمَلَتْ بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قَالَتْ : ما وَجَدْته في القَطَنِ والثُّنَّةِ ، ولكنّى كنتُ أجدُهُ في كَبِدي». فالقَطَنُ : أَسْفَلُ الظَّهْرِ وَالثَّنَّةُ : أسْفَلُ البَطْنِ.

وقال الليثُ : القَطَنُ : الموضِعُ العَرِيضُ بَيْنَ الثَّبَجِ والعَجُزِ.

قال رُؤْبَة :

فلا وَرَبِّ الفَاطِناتِ القُطّنِ

وقد قَطَن يقطُنُ قُطوناً.

وقال الليثُ : القَطِينُ كَالخَلِيطِ ، لَفْظُ الواحِدِ والجَمِيعُ فيهِ : سَواءٌ.

قالَ. والقطينُ. تُبَّاعُ المَلِكِ ، وَمَمَالِيكُهُ.

عمرو عن أبيهِ : القَطِينُ : أَهل الدَّارِ ، والقَطِينُ : الحَشَمُ الأَحرارُ ، والقَطينُ : الحَشَم المَمَالِيكُ. والقَطِينُ : المُقِيمُونَ في الموضِعِ ، لا يكادُونَ يَبْرَحُونَهُ.

٢٢

وقالَ ابنُ دُريدِ : قَطِينُ الرُّجلِ : حَشمُه وخَدَمُهُ ، وإذا قالَ الشاعِرُ : (خَفَ القَطِينُ ..)

فهمُ القَوْمُ القَاطِنُونَ ، أَيْ : المُقِيمُونَ ..

ورُوي عن سلمانَ الفارسي ـ رَحِمَهُ الله ـ أنه قالَ : (كُنْتُ رَجلاً من المَجُوسِ. وكُنْتُ قَطِنَ النارِ الَّذي يُوقِدُهَا).

قال شَمر : قَطِن النَّار : خادِمُها ، وخازِنُها : ويجوز أنه كانَ مُقيماً عَلَيها ، رواهُ (قَطِنَ ..) بكسرِ الطاء. قالَ : وقَطَن يقطُنُ ، إذا خَدَم : قال جرير :

لو شِئْتُ ساقَكُم إليَ قَطيناً

ابنُ السِّكيتِ : القَطِينُ : الإماءُ. والقَطِينُ : السُّكّانُ في الدَّارِ. والقَاطِنُ : المُقيمُ بالمكانِ ، وجمعُهُ القُطّانُ. قال : والقَطِنَةُ : هي ذاتُ الأطباقِ الَّتي تَكونُ مع الكَرِشِ ، وهيَ ذاتُ الأطْباقِ التي تَكُونُ مع الكَرِشِ ، وهي الفَحِثُ ـ أيْضاً ـ.

قال ابنُ السّكّيتِ : القطن : ما بَيْنَ الوَرِكَيْنِ ، وَالقَطْنُ : في معنى (حَسْبُ) يُقَالُ : قطْنِي مِنْ كَذَا وكَذَا ، وأنشد :

امتلأ الحَوْضُ وَقَالَ : قَطْنِي

سَلَّا رُوَيْداً قَدْ مَلأَتَ بَطْني

وقال الليث : قال أبو الدُّقَيش : القِطَانُ : شِجَارُ الهَوْدَجِ ، وجمعُه : قُطُنٌ ، قال لبيد :

فَتَكَنَّسُوا قُطُناً تَصِرُّ خِبَامُهَا

قلتُ : وقالَ غيرُه في قولِهِ : (قُطناً). أيْ : ثِيابَ قُطْن. يُقالُ : قُطْنٌ وقُطُنٌ وقُطُنٌ.

وأنْشَدَني الإياديّ :

جَارِيَةٌ لَيْسَتْ مِنْ الوَحْشَنِ

وَلَا مِنَ السُّودِ القِصَارِ الجنِ

قُطُنّةٌ مِنْ أَحْسَنِ القُطُنِ

الليثُ يُقالُ للكَرْمِ ، إذا بَدَتْ زمعاتُهُ : قَدْ عَطَّبَ وقَطَّنَ. قالَ : والقَيْطُونُ ، هو المَخْدَعُ ـ بلغة أَهْلِ مِصْرَ وَبَرْبَرَ قالَ : وَحَبَّةٌ يَسْتَشْفى بِها ، يُسَمِّيها أهلُ العِراقِ : (بَزْرَقَطُونَا).

قلتُ : وَسَأَلْتُ عَنْها البَحْرانِيّينَ؟ فَقَالُوا : هِيَ عِنْدَنا ، تُسَمّى : (حبَّ الذرّقَةِ) ، (وهي الاسْفِيُوشْ) مُعَرَّبٌ.

وقال أبو زيد : القُطُونُ : الإقَامَةُ.

ومُجاوِرُو مَكَّةَ : قُطّانُها ، وحَمَامُ مَكَّةَ ، يُقَالُ لها : قُواطِنُ مَكَّة. واليَقْطِينُ : شَجَرةُ القَرْعِ ، قالَ الله تَعَالى : (وَأَنْبَتْنا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ (١٤٦)) [الصافات : ١٤٦].

قالَ الفَرَّاءُ : قِيلَ ، عِنْدَ ابنِ عَباسٍ : هو وَرَقَ القَرْعِ ، فَقالَ : وما جَعَلَ القَرْعَ ، مِنْ بَيْنِ الشَّجَرِ يَقْطِينَا؟ كلُّ وَرَقَةٍ اتّسَعَتْ وَسَتَرَتْ فهي يَقْطِينٌ.

وقال ابنُ مَسْعُودٍ : هُو القرْعُ.

وقال مُجَاهِدُ كلُّ شَيْء ذَهَبَ بسْطَاً في الأرْضِ : يَقْطِينُ ، ونَحْوَ ذلكَ قال الكَلِبيُّ ، قالَ : ومنهُ القَرعُ والبِّطِّيخُ والقِثّاءُ والشِّرْيانُ.

٢٣

قال سَعِيدٌ بنُ جُبَيْرٍ : كلُّ شَيءٍ يَنْبُتُ ثم يَمُوتُ عَنْ عامِهِ ، فهو يَقْطِينُ

: قال ابنُ السِّكِّيتِ هي القَطِنَةُ : الَّتي تكونُ مَعَ الكَرِشِ ، فهيَ ذَواتُ الأَطْبَاقِ. قال : وهي النَّقِمَةُ والمَعِدَةُ والكَلِمَةُ والسَّفِلَةُ.

قال أبو العَبّاسِ : القَطِنَةُ : وهي الرُّمانَةُ في جَوْفِ البَقَرةِ ..

قال ابنُ دُرَيْدٍ : قَطِنَةُ البَعِيرِ ، التي يُسَمِّيها العَامَّةُ : الرُّمَّانَةَ وهي أيضاً ـ لَقَّاطَةُ الحَصَا.

نطق : قال الليث : يُقَالُ : نَطَقَ النّاطِق يَنْطِقُ نُطْقاً ، وَإِنّه لمِنْطِيقٌ بَلِيغٌ ، قالَ : وَكتابٌ ناطِقٌ بَيِّنٌ وقالَ لبيد :

أَوْ مُذْهَبٌ جُدَدٌ عَلَى أَلواحِهِ

النَّاطِقُ المَبْرُوزُ والمَخْتُومُ

قال : وكلامُ كُلِّ شَيْءٍ مَنْطِقُهُ ، ومنه قولُ الله جلّ وعزّ : (عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ) [النمل : ١٦].

قال : والمِنْطقُ : كلُّ شَيءٍ شَدَدْتَ بهِ وَسَطكَ.

والمِنْطَقَةُ : اسم خَاصٌّ.

والنِّطاقُ شِبْهُ إِزَارٍ ، فيه تِكَّةٌ ، كانَتِ المَرْأَةُ تَنْتَطِقُ بِهِ.

وإذا بَلغَ المَاءُ النِصْفَ منَ الشجَرَةِ ، والأكَمَةِ ، يقالُ ، نَطَّقَها.

أبو عُبيد عن أبي زيادٍ الكِلابيّ ، قالَ : النِطاقُ أَنْ تَأخُذُ المَرأةُ ثوباً فَتَلْبسَه ثُمَّ تشد وسَطَها بِحَبْلٍ ، ثم تُرْسِل الأَعلَى على الأسْفَلِ.

وقالتْ عائِشَةُ في نِساء الأنْصَار : فعَمَدْنَ إلى حُجَزِ ، أو حُجُوزِ مَنَاطِقِهنَ ، فَشَقَقْنَها وَسَوَّيْنَ مِنْهَا خُمُراً ، حينَ أَنْزَلَ الله ـ جلّ وعزّ ـ (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَ) [النور : ٣١].

المَناطِقُ : واحدُها مِنْطَقٌ ، وهو النِّطاقُ الَّذِي وَصَفَهُ أبو زِيادٍ الكِلابيّ.

يقالُ ، مِنْطَقٌ ونِطاقُ ، كما يُقالُ ، مِئْزَرٌ وإِزَارٌ ومِلْحَفُ ولِحَافٌ وَمِسْرَدٌ وَسِرَادٌ ، وَقَدْ تَنَطَّقَتِ المَرْأَةُ : إذا شَدَّتْ نِطَاقَها عَلَى وَسَطِها ، وَأَنَشدَ ابنُ الأعرابيّ يصف امرأة) :

تَغْتَالُ عَرْضَ النُّقْبَةِ المُذَالَةْ

ولم تَنَطَّقْهَا عَلَى غِلَالَهْ

وقال شمر ، في قولِ جَرِيرٍ :

والتَّغْلِبيونَ بِئْس الفَحْلُ قَحْلُهُمُ

قِدْماً وأُمُّهُمُ زَلَّاءُ مِنْطِيْقُ

تَحْتَ المَناطِقِ أَسْتاهٌ مُصَلّبَةٌ

مِثْلَ الدَّوَا مَسَّها الأقلَامُ واللِّيْقُ

قال شعر ، مِنْطيقٌ : تأتزر بِحَشِيَّةِ تُعَظِمُ بِهَا عَجِيزَتَها.

قالَ ، وقالَ بعضُهُم ، النِّطاقُ ، الإزَارُ الَّذي يُثْنى والمِنْطَق ، ما جُعِلَ فيهِ من خَيْطٍ أَوْ غَيْرِهِ وَأَنشَدَ :

٢٤

تَنْبو المَنَاطِقُ عَنْ جُنُوبِهِمُ

وَأَسِنَّةُ الخَطِّي ما تَنْبُو

وَصَفَ قَوْماً بِعِظَمِ البُطُونِ والجنوب والرَّخَاوةِ قالَ : وقَدْ يكونُ النِّطاقُ والمِنْطَقُ ، بمعنى واحدٍ مثلَ ، الإزَارِ والمِئْزَرِ.

وسُمِّيَتْ أَسماءُ بنتُ أبي بَكْرِ ـ رضي‌الله‌عنهما ـ ذاتَ النِّطَاقَيْنِ لأنَّهَا كَانَتْ تُطَارِقُ نِطَاقاً عَلَى نِطَاقٍ ، وقيل : إنَّهُ كَانَ لهَا نِطَاقَانِ تَلْبَسُ أحدَهُما وَتَحْمِلُ في الآخَرِ الزَّادَ إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأبي بكر رضي‌الله‌عنه وهما في الغارِ ، وهذا أصحُّ القَوْلَينِ.

وروَى الزُّهري عن عُرْوَةَ عن عائِشَة : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لما خَرَجَ مع أبي بَكْرٍ مُهَاجِرَيْنِ ؛ صَنَعْنا لَهُما سُفْرَةً في جِرَابٍ ، فَقَطَعتْ أسماءُ بنتُ أبي بَكْرٍ من نِطاقِها ، وأوْكَت بهِ الجِرَابَ ؛ فلذلكَ كَانَتْ تُسَمى : ذاتَ النِّطاقَيْنِ.

حَدَّثَنَا السَّعْدِي ـ عَنِ الرَّمادِيّ عن عبدِ الرّزاقِ عنَ مَعْمَرٍ عنِ الزُّهْري

وهذا هو الصحيح.

ويُقَالُ ، تَنَطَّقَ بالمِنْطَقَةِ ، وانْتَطَقَ بِها ، ومنْهُ قولُ خداشٍ بنِ زهيرٍ :

وأَبْرَحُ ما أَدَامَ الله قَوْمِي

بِحَمْدِ اللهِ مُنْتَطقاً مُجِيداً

في قولهِ : مُنْتَطِقَاً ؛ قَوْلَانِ : أحدُهُما ، مُجْتَنِباً إليَّ فَرَساً. والآخَرُ ، شَادّاً إليَّ إزَارِي إلى دِرْعِي. ويُقالُ : انْتَطَق فُلانٌ فَرَسَهُ : إذا قادَهُ ، قَالَهُ المَازِنُّي.

ثعلبٌ عنِ ابْنِ الأَعْرابيِّ في قَوْلِهِمْ (ما لَهُمْ صَامِت ولا نَاطِقٌ).

فالصّامِت ، الذهب والفِضَّةُ والجَوْهَرُ ، والنّاطِقُ : الحَيَوانُ. وقالَ الأصمَعيُّ : النَّاطقُ : الحَيَوانُ مِنَ الرَّقيقِ وغيره سمي نَاطِقاً ؛ لِصَوْتِهِ وَصَوْتُ كلّ شَيْءٍ مَنْطِقُهُ وَنُطْقُهُ.

قنط : قالَ الله تعالى : (قَالَ وَمَن يَقْنِطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّآلُّونَ) وَقُرِئ ؛ (قالَ وَمَنْ يَقْنَطُ) فمن قرأ (يَقْنِطُ) قال : قَنَطَ في الماضي ، ومن قَرأَ ، يَقْنَطُ قالَ : قَنِط.

قالَ الأزْهَريّ ، وهما لُغَتَانِ جَيّدَتَانِ ، قَنِطَ يَقْنَط ، وقَنَطَ ، يَقْنِطُ قنُوطاً ، في اللُّغَتَينِ ، قالَ ذلك أبو عَمْرٍو بن العَلَاء.

قال الليث : القُنُوطُ : الإيَاسُ من الُخَيْرِ ، ويُقالُ : شَرُّ النَّاسِ الذين يَقَنِّطُون الناسَ من رحمةِ الله ، أي : يُؤَيِّسُونَهُم.

نقط : قال الليث : يُقالُ : نَقَطَ النَّاقِطُ الكِتَابَ : يَنْقُطُهُ نَقْطاً والنُّقْطةُ : الإسْمُ.

والنَّقْطَةُ : فَعْلَة واحِدَة.

وَيُقالُ : نَقَّطَ ثوبَهُ بالمِدادِ والزَّعْفَرانِ ، تَنْقِيطاً ثعلبُ عنِ ابن الأعْرابي ، قالَ : ما بَقِي من أموالِهم إلا النُّقْطَةُ ، وهي قِطْعَة من نَخْلٍ

٢٥

ـ هَاهُنا ـ وقطعة من زَرْغٍ ـ هَاهُنا.

ق ط ف

قطف ـ قفط ـ طفق : مستعملة.

قطف : قالَ الليث وغيرُهُ : القَطْف : قَطْعُكَ العِنَبَ وغَيْرَهُ وكلُّ شَيْءٍ تقطَعُه ، فقد قَطَفْتَهُ ، حتَّى الجرادُ تُقْطَفُ رؤوسُها.

قالَ : والقِطْفُ : اسمٌ للثِمارِ المقْطُوفَةِ ، وجَمْعُها : قُطُوف.

قالَ : الله تعالى : (قُطُوفُها دانِيَةٌ (٢٣)) [الحاقة : ٢٣] أي : ثِمَارُها قَريْبَة المُتَناوَلِ ، يَقطِفُها القَاعِدُ والقَائِمُ.

قالَ : والقطافُ : اسمُ وَقْتِ القطْفِ ، قالَ الحَجَّاجُ على المِنْبَرِ : (أَرَى رُؤوساً قَدْ أيْنَعَت وَحَانَ قِطَافُهَا). قُلتُ : والقطَاف ـ بالفَتْح ـ جائز ، عندَ الكِسائيِّ ، أيضاً.

وقالَ الليثُ : والقَطَفُ : نبات رَخْص عريضُ الوَرَقِ يُطبَخُ ، الواحدةُ : قَطَفَة.

والقِطافُ مَصْدرُ القَطُوفِ مِنَ الدّوابِّ ، وَهْوَ المُقارِبُ الخَطْوِ ، البَطِيءُ وأقْطَفَ الرَّجُلُ ، إذا كانَتْ دابَّتُهُ قَطُوفاً ، وَقَد قَطَف الدّابَّةُ يَقْطِفُ قُطُوفاً ، وقال ذُو الرُّمَّةِ يذكُر جَراداً :

كأنَّ رِجْلَيْهِ رِجْلا مُقْطَفٍ عَجِلِ

إذَا تَجَاوَب من بُرْدَيْهِ تَرْنِيمُ

أبو عُبيدٍ عن الأحْمَرِ : أَقْطَفَ القَوْمُ : إذا حَانَ قِطَافُ كُرومِهِمْ ، وأَجْزَزُوا من الجِزَازِ في النَّخْلِ ، إذا أَصْرَمَوا. وأقْطَفَ الكَرْمُ ، إذا أَتى قِطافُه. والقَطْفُ : الخَدشُ ، وأنشد :

وَهُنَّ إذَا أَبْصَرْنَهُ مُتُبَذِّلاً

خَمَشْنَ وُجُوهاً حُرَّةً لم تُقَطَّفِ

أيْ لم تُخَدَّشْ.

ابن السّكّيت ، عن أبي عمرٍو : القُطُوفُ : الخُدُشُ ، واحدُها : قَطْفٌ ، وقد قطَفَهُ يقطِفُهُ ، إذا خَدَشَهُ ، وأنشَدَ لحاتِمَ :

ولكِنْ وَجْهَ مَوْلاكَ تَقْطِفُ

قلتُ : والقَطِيفَةُ : ثوبٌ ذو خَمَلٍ تُفْتَرَشُ ، وجمعُهُ : قُطُفٌ وهيَ : القَراطِفُ ، ومنه قوله :

بأنْ كَذَبَ القَراطِفُ والقُرُوفُ

وقيلَ للطْعام الّذي سُمِّيَ : (القَطَائِف) ؛ لأنَّ لَهَا مِثْلَ خَمَلِ : القَطَائِفِ.

روى سَعيدُ بنُ أبي عُروبَةَ عن أنَسِ : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : جاءَ عَلَى فَرَسٍ ، لأبي طَلْحَةَ يَقطِفُ.

قلتُ : القَطْفُ مُقَارَبَةُ الخَطْو ، وذلكَ من فعلِ الهَمَالِيجِ. والقَطِيفةُ والقَرْطَفَةُ ، وجمعُها : القطائِفُ ، والقراطفُ : فُرُشٌ مَخْمَلَةٌ.

والقَطائِفُ : طَعَامٌ يُسَوّى من الدَّقيقِ المُرَقِّ بالماءِ شُبِّهَتْ بخَمل القطائفِ الّتي تُفْتَرشُ ، الواحدة : قَطِيْفَةٌ.

٢٦

قفط : أبو عُبَيْدٍ عن الأصْمعِيّ : قَفط الطّائِرُ أُنْثَاهُ وقَمَطَها ، يَقْفِطُها ويَقمِطُها ، ويَقْفُطُها.

قالَ : وقال أبو زيدٍ : ذَقَطَ الطّائرُ يَذْقُطُ ذَقْطاً. فأما القَّفْطُ ، فَلِذَواتِ الظِّلف.

وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ : القَفْطُ : شِدّةُ لِحَاقِ الرَّجُلِ المَرْأةَ ، أيْ : شِدَّة احْتِفازِهِ.

قالَ. والذَّقْطُ : غَمْسُهُ فيها ، والمَقْط : نَحْوُهُ ، يقالُ : مَقَطَها ، ونَخَسَها ، ودَاسَها يُدوسُها ، قالَ : والدَّوْسُ : النَّيْكُ.

وقالَ الليثُ : يُقالُ للعَنْزِ إذا حَرَصَتْ عَلَى التَّيْس فَمَدَّتْ مُؤَخَّرَها إلَيْهِ ، قَدِ أقْفَاطَّت أقْفِيطَاطاً ، والتَّيْسُ يَقْتَفِطُ إلَيْها ، إذا ضَمَّ مُؤَخَّرَهُ إلَيْها ، وَقَد تَقَافطا ، إذا تَعَاوَنا عَلَى ذلِكَ.

وقالَ الليثُ : رُقْيَةٌ للعَقْرَبِ ، قِيْلَ : (شَجَّةٌ قَرَنيَّة مِلْحَة بَحْري قَفَطى) ، يُقْرأُ هذا سبعَ مراتِ ، و: (قُلْ هُوَ اللهُ) [الإخلاص : ١] : سَبْعَ مَرّاتٍ.

طفق : قال الليثُ : طَفِقَ : بِمَعْنى : عَلِقَ يَفْعَلُ كِذا ، وهو يَجْمَعُ : مَعْنى : ظَلَّ وَبَاتْ.

قالَ : وَلُغَةٌ رَدِيئَة : طَفَقَ. وقالَ أبو سَعِيدٍ : الأَعْرابُ يَقُولُونَ : طِفِقَ فلان بما أراد ، أيْ : ظَفِرَ بِهِ ، وأطْفَقَهُ الله بِهِ إطْفَاقاً ، إذا أَظْفَرَه بهِ ، ولئِنْ أَطْفَقَني اللهُ بِفُلانٍ ، لأَفْعَلَنَّ بِهِ ، (ولأَفْعَلَنْ).

وقالَ أبو الهيثَم : طفِقَ وَعَلِقَ ، وجَعَلَ وَكَادَ ، وكَرَبَ لا بُدَّ لَهُنَّ من صاحِبٍ يَصْحَبُهُنَّ ، يُوصَفُ بِهِنَّ ، فَيَرْتَفِعُ. وَيَطْلُبْنَ الْفِعْلَ المسْتَقْبَلَ خاصةً ، كقولِكَ : (كادَ زيدٌ يقولُ ذَاكَ).

فإن كَنَّيْتَ عن الاسْمِ قُلْتَ : (كادَ يقولُ ذَاكَ) ومنْهُ قولُه ـ جلَّ وعزّ ـ (فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ) [ص : ٣٣] أرادَ ؛ طَفِقَ يَمْسَحُ مَسْحاً (بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ) وهذِهِ تُسَمى حُروفَ المُقَارَبَةِ](١).

ق ط ب

قطب ، قبط ، طبق ، بقط ، بطق : مستعملة.

قطب : قال الليث : القطب : نبات. قلت : القطْبة : هَنَة من الشّوك كأنّها حَسَكة مثلّثة ، وجمعها قطَبٌ ، وورق أصلها يشبه ورق النّفَل والذُّرَق ؛ والقطْب ثمرُها.

وقال الليث : القطوب : تزوِّي ما بين العينين عند العبوس. يقال : رأيته غضبانَ قاطباً ، وهو يَقطِب ما بين عينيه قطباً وقطوباً ، ويقطّب ما بين عينيه تقطيباً.

قال : والقطْب : كوكب بين الجدي والفرقدَين ، وهو صغير أبيض لا يبرح مكانَه أبداً ؛ وإنما شبِّه بقطب الرّحى ، وهو الحديدة التي في الطبق الأسفل من

__________________

(١) انتهى القسم الساقط من المطبوعة.

٢٧

الرّحَيَين يدور عليها الطبَق الأعلى ، ويدور الكواكب على هذا الكوكب الذي يقال له القطب.

أبو عمرو : شمِر عن أبي عدنان : القطب أبداً وسطَ الأربع من بنات نعش ، وهو كوبٌ صغير لا يزول الدَّهرَ ، والجدي والفرقدان تدور عليه.

أبو عبيد عن الأصمعيّ قال : القطبة من نصال الأهداف.

وقال الليث : القطْبة : نصل صغير قصير مربّع في السّهم يُرمَى به الأغراض.

وقال النّضر : القطبة لا تعدُّ سهماً.

وأخبرني المنذري عن أبي الهيثم أنه قال : السّلْق : إدخال الشِّظاظ مرّةً في عُرى الجوالق عند العَكْم ، فإذا ثنيتَه فهو القطْب. قال : ومنه يقال : قطب الرجلُ ، إذا أثنَى جلدةَ ما بين عينيه.

قال : والقطْب : المزْج أيضاً ، وذلك لِلخَلْط. وكذلك إذا اجتمع القومُ وكانوا أصنافاً فاختلطوا قيل : قطَبوا فهم قاطبون. ومن هذا يقال : جاء القومُ قاطبةً ، أي : جميعاً مختلطاً بعضُهم ببعض.

أبو عبيد عن أبي عمرو : قَطبت الشّرابَ وأَقطبته ، أي : مزجته.

قال ابن مُقبِل :

يقطِّبُه بالعنبرِ الوَردِ مقطِبُ

قال : وقال الكسائي : القطب : القائم الذي تدور عليه الرّحى. وفيه ثلاث لغات : قُطْب ، وقَطْب ، وقُطُب.

وقال شمِر : وقِطْبٌ أيضاً.

وقال الليث : قاطبة : اسمٌ يجمع كلّ جيلٍ من الناس ، كقولك : جاءت العرب قاطبة.

قال : والقطاب : المِزاج الذي يُشرَب ولا يشرب ، كقول الطائفيّة في صفة غِسْلة.

قال أبو فروة : قدم فَرِيغونُ بجاريةٍ قد اشتراها من الطائف فصيحة.

قال : فدخلت عليها وهي تعالج شيئاً.

فقلت : ما هذا؟.

فقالت : هذه غِسْلة.

فقلت : وما أخلاطها؟.

فقالت : آخُذ الزبيب الجيّد فأُلقي لَزِجَه وأُلَجِّنُه وأَعبِثُه بالوخِيف ، وأقطّبه.

وأنشد غيرُه :

يَشرَب الطِّرْم والصَريفَ قطابَا

قال : الطِّرْم : العَسَل. والصَّريف : اللبن الحارّ. قِطاباً ، أي : مِزاجاً.

ابن السكيت عن ابن الأعرابي قال : القطيبة : أَلْبان الإبل والغَنم يُخلَطان.

وقال ابن شُمَيل : القطيبة : اللبن الحليب والحقين يُخلط بالإهالة. وقد قطبتُ له قطيبةً فشربَها.

وقال أبو زيد : القطِيبة : أن يخلط لبن الضأن والمِعزَى ، وهي النَّخيسة. وكلُ

٢٨

ممزوج قطيبةٌ. والقطاب : المزاج. قطّبَ بين عينيه ، أي : جمعَ الغضون.

وقال أبو عبيدة : القطيبة : الرثيئة.

أبو زيد : في الجبينِ المقطَّبُ ، وهو ما بين الحاجبَين.

وقُطَيبَ : من أسماء العرب ، تصغير قطب.

طبق : قال الليث : الطَّبقُ : عُظَيم رقيق يفصل بين الفَقَارين.

وقال غيره : الطَبَق : فَقار الصلب أجمع. وكلّ فَقارة طبَقة.

وفي حديث ابن مسعود : «وتبقى أصلابُ المنافقين طَبقاً واحداً».

قال أبو عبيد : قال الأصمعي : الطَبَق : فَقَار الظهر ، واحدتُه طَبقة.

يقول : فصار فقارهم كلّه فَقَارةً واحدة ، فلا يقدرون على السُّجود.

ويقال : يد فلانٍ طبقةٌ واحدة ، إذا لم تَكن منبسطةً ذاتَ مفاصل.

والطبقة من الأرض : شبه المشَارة ، والجميع الطبقات.

ثعلب عن سَلمة عن الفراء ، يقال : لقيت منه بناتِ طبَقٍ ، وهي الداهية.

أبو عبيد عن الأصمعيّ : يقال : جاء بإحدى بناتِ طَبَق ، قال : وأصلها من الحيّات. ولمّا نُعي المنصورُ إلى خلفٍ الأخمر أنشأ يقول :

قد طرَّقتْ ببِكرِها أمَ طبَقْ

فَذَمَّروها وَهْمةً ضخمَ العُنُق

موت الإمام فِلقةٌ من الفِلَق

وقال غيره : قيل للحَية أم طبق وبنت طَبَق لَتَرحِّيها وتَحوِّيها. وأكثر الترحّي للأفعى.

وقال غيره : قيل للحيّات بناتُ طبق لإطباقها على مَن تَلسعه. وقيل : إنَّما قيل لها بناتُ طَبَق لأنّ الْحواء يُمسكها تحت أطباق الأسفاط المجلّدة.

ويقال : مضى طَبقٌ من النهار ، أي : ساعة. ومِثله مضت طائفة من الليل.

وطِباق الأرض وطِلاعُها سواء ، معناهما مِلْؤها.

ثعلبٌ عن ابن الأعرابي : هذا الشيء وَفْق هذا ووِفاقُه ، وطِبْقُه وطَبقه ، وطَابَقُه ، وطَبيقُه ومُطبَقُه ، وقالَبُه وقَالِبُه ، بمعنًى واحد.

ومنه قولهم : «وافَق شنٌ طَبقة».

أبو عبيد : شنٌّ وطبق : حيّانِ من العرب.

وقال ابن السكّيت : طَبق : حيّ مِن إياد ، وشَنّ : ابن أفْصَى بن عبد القيس ، وكانت شَنٌّ لا يقام لها ، فواقعتْها طَبق فانتصفتْ منها فقيل :

وافَقَ شَنٌ طبَقة

وافَقه فاعتَنَقهُ

وأنشد :

٢٩

لَقيتْ شَنٌّ إياداً بالقَنا

طَبقاً وافَق شَنٌ طَبقه

أبو عبيد عن الأصمعي في هذا المَثل : الشَّنُ : الوِعاء المعمول من الأدَم ، فإذا يبس فهو شَنٌ ، فكان قوم لهم مِثلُه فتَشَنَنَ ، فجعلوا له غِطاءً ، فوافَقه.

أبو عبيد عن أبي زيد : المطابَقة المشيُ في القيد. وهو الرَّسْف.

وقال ابن الأعرابي : المطابقة أن يضع الفرسُ رجلَه في موضع يدِه ؛ وهو الأحَق من الخيل.

ويقال : طابَق فلان لي بحَقي وأَذْعَن ، إذا أقَرّ وبَخَع.

وقال الجعديّ :

وخَيلٍ تُطابِق بالدَّارعين

طِباقَ الكلاب يَطأن الهَرَاسا

ويقال : طابَق فلان فلاناً ، إذا وافَقه وعاوَنَه.

أخبرني المنذري عن الحرّاني قال التطبيق في حديث ابن مسعود : أن يضع كفّه اليمنى على اليسرى.

يقال : طابقت وطبّقت.

قال : وقولهم : «رحمة الله طِباقُ الأرض» ، أي : تغشَى الأرض كلّها.

وفي حديث عمران بن حُصين أنَّ غلاماً له أبَق فقال : لئن قدَرتُ عليه لأقطعنّ منه طابقاً ، قال : يريد عُضواً.

والتطبيق في الركوع كان مِن فِعل المسلمين أوّل ما أُمِروا بالصلاة ، وهو مُطابَقة الكفَّين مبسوطتين بين الرُّكبتين في الركوع. ثم أمروا بإِلقام الكفيْن داغِصَتَيِ الرُّكْبَتين ، كما يَفعل الناس اليوم.

وكان ابنُ مسعودٍ استمرَّ على التطبيق لأنّه لم يكن سَمِع من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم الأمر الآخَر.

وقال الأصمعي : التطبيق أن يثب البعيرُ فتقعَ قوائمُه بالأرض معاً.

وقال الراعي يصف ناقة :

حتّى إذا ما استوى طَبَّقت

كما طبّق المِسحَلُ الأغبرُ

يقول : لمّا استوى الراكبُ عليها طبَّقت.

قال الأصمعي : وأحسن الراعي في قوله :

وهي إذا قام في غَرزِها

كمِثلِ السَّفينة أو أوْقَرُ

لأنَّ هذا من صفة النجائب ، ثم أساء في قوله : «لأنَّ النجيبة يُستحبّ لها أن تُقدِّم يداً ثم تقدِّم الأخرى ، فإذا طبَّقتْ لم تُحْمد. قال : وهو مثل قوله :

حتى إذا ما استوى في غَرْزِها تَثِبُ

وفي حديث ابن عباس أنه سأل أبا هريرة عن امرأةٍ غير مدخول بها طُلقت ثلاثاً ؛ فقال : لا تَحلّ له (حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ).

فقال ابن عبّاس : «طبَّقَت».

قال أبو عبيد : قوله : طبّقت أراد أصبْتَ وَجهَ الفُتْيا وأصلُه إصابة المفْصِل ، ولهذا قيل لأعضاء

٣٠

الشاة طوابق ، واحدها طابَق ، فإذا فصَّلها الرجل فلَم يخطئ المفاصل قيل : قد طبَّق.

وقال الشاعر :

يصمّم أحياناً وحِيناً يُطبِّق

يصف السيف : فالتصميم أن يَمضي في العَظْم. والتطبيق : إصابة المَفصِل.

قال الراعي يصف إبلاً :

وطبّقن عَرْضَ القُفِّ لمّا عَلَوْنَه

كما طبّقتْ في العَظْم مُدْيةُ جازِرِ

وقال ذو الرُّمة :

لقد خَطَّ رُومِيٌّ ولا زَعَماتِهِ

لعُتبة خَطّاً لم تُطبَّق مَفاصِلُهْ

وقال الفراء في قول الله جل وعز : (لَتَرْكَبُنَ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ (١٩)) [الانشقاق : ١٩].

حدثني ابن عيينة عن عمرو عن ابن عباس أنه قرأ (لتركَبَنّ).

وفسّر : لتصيرنّ الأمورُ حالاً بعد حال للشدّة.

قال : والعرب تقول : وقع فلانٌ في بنات طَبَق إذا وقعَ في الأمر الشديد.

وقال ابن مسعود : لَتركَبنَّ السماءُ حالاً بعد حال.

وقرأ أهل المدينة : (لَتَرْكَبُنَ طَبَقاً) يعني الناسَ عامة.

والتفسير الشِّدّة.

وقال الزجاج : لتركبنَّ حالاً بعد حال حتى تصيروا إلى الله من إحياء وإماتة وبَعْث.

قال : ومَن قرأ : (لتركبَنّ) أراد لتركبَنّ يا محمدُ طبَقاً عن طبق من أطباق السماء وقرئت : (ليركَبَنَ طبقاً عن طبق).

وفي حديث الاستسقاء : «أسقِنا غيثاً مُغِيثاً طبقاً».

يقال : هذا غيثٌ طَبق الأرضِ إذا طبّقها.

وقال امرؤ القيس :

طَبق الأرضِ تحرَّى وتدُرَّ

ومن نَصَب طَبَق أراد : تحرَّى طَبَق الأرضِ ، وهو وجهها.

أخبرني المنذري عن الحَرَّاني عن أبي نصر عن الأصمعي في قوله : «غَيثاً طَبَقاً» ، الغيث : الطَبَق : العامّ.

وقال الأصمعي في حديث رواه : «قريشٌ الكَتَبَةُ الحَسَبة ، مِلحُ هذه الأمّة ، عِلم عالِمِهم طِباق الأرض»

كأنه يُعمّ الأرضَ فيكون طبقاً لها.

وأما قول العباس بن عبد المطلب في امتداحِه رسولَ الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

إذا مضى عالمٌ بدا طَبَق

فمعناه : إذا مضَى قَرْن ظهر قَرْن آخر.

وإنّما قيل للقَرْن طَبَق لأنهم طَبَق للأرض ثم ينقرضون ويأتي طبق للأرض آخرُ.

٣١

وكذلك طبقات الناس كلُ طبقةٍ طَبّقت زمانَها.

وروي عن محمد بن علي أنه وصف مَن يلي الأمر بعد السُّفيانيّ فقال : «يكون بين شَثٍّ وطُبّاق». والشث الطبّاق : شجرتان معروفتان بناحية تِهامة ، وقد ذكرهما تأبّط شراً فقال :

كأنما حَثحَثوا حُصّاً قَوَادِمُه

أو أُمَّ خِشفٍ بذي شَثٍّ وطُبّاق

ويقال : طبّقت النجومُ : إذا ظهرت كلُّها.

وفلان يَرعَى طَبَق النجوم.

وقال الراعي :

أَرَى إبلِي تَكالأ راعياها

مَخافةَ جارِها طَبَق النجوم

وفي حديث أمّ زرع ، أن إحدى النساء وصفتْ زوجَها فقالت : «زوجي عَياياء طَبَاقاء ، كلُّ داءٍ له داء».

قال أبو عبيد : قال الأصمعي : الطَّباقاء : الأحمق الفَدْم.

وقال جَمِيل :

طَباقاء لم يَشهد خُصوماً ولم يَقُد

رِكاباً إلى أكوارِها حين تُعكَف

وقال ابن الأعرابي في قول المرأة : «زوجي عَيَاياء طباقاء».

قال : هو المطبَق عليه حُمْقاً.

ابن شميل : يقال : تجَلّبوا على ذلك الإنسان طَباقاءَ بالمدّ ، أي : تَجمّعوا كلُّهم عليه.

وقال الله جل وعز : (أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللهُ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً (١٥)) [نوح : ١٥].

قال أبو إسحاق : معنى طِباقاً مطبَق بعضها على بعض.

قال : وطِباقاً مصدر طُوبقت طِباقاً.

قال : ونصب طِباقاً على وجهين : أحدهما مطابقةً طباقاً.

والآخر من نعت سَبْع ، أي : خلق سبعاً ذات طِباق.

وقال الليث : السموات طباق بعضها على بعض ، وكلّ واحد من الطباق طَبقة ، ويذكر فيقال : طَبَق.

قال : والطبَقة : الحال.

يقال : كان فلانٌ من الدنيا على طبقات شتّى ، أي : حالات.

والطَبَق : جماعةٌ من الناس يَعْدِلُون جماعةً مِثلَهم.

قال : وأطبق القومُ على الأمر ، إذا أجمَعوا عليه.

وطابَقتِ المرأة زوجَها ، إذا واتَتْه.

ويقال : طابَقتُ بين شيئين ، إذا جعلتَهما على حَذْوٍ واحد.

قال : والمطبّق : شبه اللؤلؤ إذا قُشِر اللؤلؤ أخِذ قِشره ذلك فألزق بالغراء بعض ببعض فيصير لؤلؤاً وشِبهه.

٣٢

الانطباق : مطاوعة ما أطبقتَ.

وفي الحديث : «لله مائة رحْمة ، كل رحمة منها كطباق الأرض» ، أي : تَغْشَى الأرضَ كلّها.

وقيل : طِباق الأرض مِلْؤها.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : الطَبَق : الحال على اختلافها.

والطَبَق : الأُمّة بعد الأمّة.

والطبَق : سَدُّ الجراد عَينَ الشّمس.

والطَبَق : انطباق الغيم في الهواء.

والطَبَق : الدَّرَك من أدراك جهنّم.

ابن نجدة عن أبي زيد : يقال للبليغ من الرجال : قد طبّق المفصِل ، ورَدَّ قالَب الكلام ، ووضع الهِناء مَوضع النُّقب.

ثعلب عن ابن الأعرابي قال : الطِّبْق : الدِّبق ، والطَّبْق بفتح الطاء. الظُّلم بالباطل. والطِّبْق : الخَلْق الكثير.

وقال الأصمعيّ : الطِّبق الجماعة من الناس.

وكلُّ مفصل طِبق وجمعه أطباق.

ولذلك قيل للذي يصيب المفصل مطبَّق.

وقال :

ويحميك باللين الحسامُ المطبِّق

قال : وجاء فلان مقتعطاً ، إذا جاء متعمّماً طابقيّاً ، وقد نهى عنها.

وأخبِرَ الحسنُ بأمر فقال : إحدى المُطْبقات.

قال أبو عمرو : يريد إحدى الدواهي والشدائد التي تُطْبِق عليهم. ويقال للسنة الشديدة : المُطبقة.

وقال الكميت :

وأهل السَّماحةِ في المُطْبِقات

وأهل السكينة في المَحفِلِ

قال : ويكون المطبِّق بمعنى المُطبِق.

وطبَّق فلانٌ ، إذا أصاب فَصّ الحديث.

وطبَّق السيفُ ، إذا وقع بين عَظْمَين.

بطق : يروى عن عبد الله بن عَمرٍو أنّه قال : يؤتى برجلٍ يوم القيامة وتُخرَج له تسعةٌ وتسعون سجلاً فيها خطاياه ، وتُخرَج له بطاقة فيها شهادة أن لا إله إلّا الله فتَرَجح بها.

ثعلب عن ابن الأعرابي قال : البطاقة : الورقة. وقال غيره : البطاقةُ رقعة صغيرةٌ ، وهي كلمة مبتذلة بمصر وما والاها ، يَدْعُون الرُّقعة التي تكون في الثوب وفيها رَفْم ثمنِه بِطاقة. وكأنها سمِّيت بطاقةً لأنّها تشدّ بِطاقةٍ من الثَّوب. رواها بعضهم : «نِطاقة» ومعناها الرُّقعة أيضاً.

قبط : قال الليث : القبْط هم أهل مصرَ بُنْكُهَا. والنسبة إليهم قِبْطيّ.

قال : والقُبطيَّة ، وجمعها القَباطيّ ، وهي ثيابٌ بيض مِن كتَّان تُعمل بمصر. فلمَّا ألزمتْ هذا الاسمَ غيَّروا اللفظ ، فالإنسان قِبطيّ والثوب قُبْطيّ.

وقال أبو عبيد : يقال للناطف القُبَّيطَى

٣٣

مقصورة ، والقُبَيطاء ممدود ، إذا قصرت شدّدت الباء ، وإذا مددت خفَّفتها.

وقال شمر : القَباطيّ : ثيابٌ إلى الرقَّة والدقَّة والبياض.

وقال الكميت يصف ثوراً :

لياحٌ كأنْ بالأتحميّة مُسبِغٌ

إزاراً وفي قُبْطِيَّةٍ متجلبِبُ

بقط : البُقَّاط : ثُفْل الهبيد وقِشْره.

وقال الشاعر :

إذا لَم يَنَلْ مِنْهُنَّ شيئاً فقَصْرُه

لدَى حِفْشِه من الهبيدِ جَريمُ

ترَى حولَه البُقّاط مُلْقى كأنه

غَرانيقُ نخل يَعْتَلِين جُثُومُ

يصف القانِصَ وكِلابَه ومَطعَمه من الهبيد إذا لم يَنَل صَيْداً.

وروى شمرٌ بإسنادٍ له عن ابن المسيّب أنه قال : «لا يَصلح بَقْطُ الجِنَان».

قال شمر : سمعت أبا محمدٍ يروي عن ابن المظفر أنه قال : البَقْط أن تُعطَى الجِنانُ على الثُّلث والربع.

قال : وبلغنا عن أبي مُعاذٍ النحوي أنه قال : البَقْط ما يسقُط من التمر إذا قطِعَ يخطئه المِخلَب.

قال : وبقَطُ البيت قُماشُه ، ومِن أمثالهم : «بقِّطيه بطِبِّك» يقال : ذلك للرجل يُؤمر بإحكام العمل بعِلمه ومعرفته ، وأصله أنّ رجلاً أتى امرأة في بيتها فأخَذَه بطنُه فأحدَثَ فقال لها : «بَقَّطيه بطبّك» ، أي : فرِّقيه برفْقِكَ لا يُفْطَن له ، وكان الرجل أحمَق.

وأنشد بعضهم :

رأيت تميماً قد أضاعت أمورَها

فَهمْ بَقَطٌ في الأرض فرْثٌ طوائف

فأما بنو سعد فبالخَطِّ دارُها

فبابانُ منها مألفٌ فالمَزَالفُ

«فهم بَقط» ، أي : فِرَق.

وقال اللِّحيانيّ : بقَّط متاعَه : إذ فرَّقه.

عمرو عن أبيه : بقَّط في الجَبل وبَرْقط وتقَذْقذ في الجبل ، إذا صَعَّد.

أبو سعيد ، قال بعض بني سُليم : تبقّطتُ الخبر وتسقطتُه وتذَقَّطته ، إذا أخذتَه شيئاً بعد شيء.

ثعلب عن ابن الأعرابي قال : القَبط : الجمع ، والبَقط : التَّفرقة.

قال : وفي حديث عليّ أنه حَمَل على عسكر المشركين ، فما زالوا يُبقِّطون ، أي : يتعادَون إلى الجبال.

وقال شمر : روى بعضُ الرواة حديثَ عائشة ، فو اللهِ ما اختلفوا في بُقْطةٍ إلا طارَ أبي بحَظِّها.

قال : البقْطة : البقْعة من بقاع الأرض.

تقول : ما اختلفوا في بُقعة من البقاع.

يقال : أَمْسينا في بُقطةٍ مُعشِبة ، أي : في

٣٤

رُقعة من كَلأٍ.

قال : ويقع قول عائشة على البُقطة من الناس ، وعلى البُقطة من الأرض : والبقطة من الناس : الفِرقة.

ق ط م

قطم ، قمط ، مقط ، مطق : مستعملة.

قطم : قال الليث : فحل قَطِم. وقد قَطِمَ يقطَمُ قَطَماً ، وهو شدَّة اغتلامه ، والجميع : قُطْم.

قال : والقطِم والقطِيم : الفحل الصَّؤُل.

وأنشد :

يَسُوق فحلاً قَطِماً قِطْيَمَّا

أبو عبيد عن الأصمعي : القطِم : الفحل الهائج من الإبل.

قال : ويقال : قَطَاميّ وقُطَاميّ للصقر ، وهو مأخوذ من القَطِم ، وهو المشتهي للحم وغيره.

وقال الليث : القُطاميُ من أسماء الشاهين.

قال : وقَطامِ : من أسماء النساء.

أبو عبيد عن الفراء قال : قَطَمْتُ الشيء بأطراف أسناني أقطِمُ قَطْماً ، إذا تناولتَه.

وقال غيره : قَطَمَ يقطِمُ ، إذا عَضَّ بمقدَّم الأسنان.

وقال أبو وَجْزة :

وخائفٍ لحماً شاكاً براثنُه

كأنه قاطمٌ وقْفَينِ من عاجِ

ابن السكيت : القطْم : العَضّ بمقدَّم الأسنان. يقال : اقطِمْ هذا العودَ فانظر ما طعمُه.

وأنشد :

وإذا قَطمتهمُ قَطَمْتَ علاقِماً

وقواضيَ الذِّيفانِ فيما تَقْطِمُ

قال : والقطم : شهوة الفحل للضِّراب ، جَمَل قَطِمٌ بيِّن القَطم.

وقال الليث : مِقطم البازي : مِخْلبه.

والقطم : تَناول الحشيش بأدنى الفم.

مقط : قال الليث : المِقاط : حَبلٌ صغير يكاد يقوم من شدّة إغارته ، والجميع المَقط :

من البياضِ مُدَّ بالمِقاطِ

يصف الصبح.

قال : والمقَّاط : أجِير الكَرِيّ ، والماقِط : مولَى الموالي. والمقط : الضرب بالحبيل الصغير.

شمر : المقَّاط : الحامل من قرية إلى قرية أخرى. حكاه عن ابن شميلٍ أبو عمرو فيما روى عنه.

أبو عبيد : المِقَاط : الحَبل ، وجمعُه مُقُط.

قال : وقال الفراء : الماقط : البعير الذي لا يتحرك هُزالاً ، وقد مَقط يَمقط مُقوطاً ، وهو الرازمُ أيضاً.

أبو زيد : مَقطتُ صاحبي أمقطه مَقطاً ، إذا

٣٥

بلغتَ إليه في الغيظ. وَمقطْتُ عنقَه بالعصا ومَقرْته ، إذا ضربتَه بها حتى ينكسر عَظم العُنق والجلدُ صحيحٌ.

وقال أبو جندب الهذلي :

أين الفتى أسامة بن لُعْطِ

هلّا تقوم أنت أو ذو الإبطِ

لو أنه ذو عِزّةٍ ومَقطِ

لمنعَ الجيرانَ بعض الهمط

قيل : المقط : الضَّرب. يقال : مقطه بالسَّوط.

قيل : والمقط : الشدَّة ، وهو ماقِط : شديد. والهمط : الظُّلم.

وقال الليث : المقط : الضرب بالحُبَيل الصغير المغار.

وقال غيره : امتقط فلانٌ عَينين مثلَ جمرتين ، أي : استخرجهما.

قمط : قال الليث : القَمط : شَدٌّ كشَدّ الصبي في المهد وفي غير المهد ، إذا ضُمّ أعضاؤه إلى جسده ثم لُفّ عليه القِماط ، والقماط هي الخرقة العريضة التي تُلفّ على الصبيّ إذا قُمط ، ولا يكون القَمط إلا شدّ اليدين والرجلين معاً.

قال : وسِفاد الطّير كله قِماط.

الحرَّاني عن ثابت بن أبي ثابت قال : قفَط التّيسُ يقفِطه ، إذا نزا ، وقمط الطائر يقمط.

وقال الأصمعي : يقال : قمطها وقفَطها.

وفي حديث شريح : أنه قَضى بالخصّ للذي يليه القُمط ، وذلك أنه احتكمَ إليه رجلانِ في خُصٍّ ادَّعياه معاً ، وشُرّطه التي يوثق بها من ليف كانت أو من خُوص هي القُمُط ، فقضى به للذي تليه المعَاقِد دون من لا تليه مَعاقِد القُمط.

وقال الليث : القُمَّاط : اللصوص ، ويقال : وقعتُ على قِماطِ فلان ، أو على بُنوده ، وجمعُه القُمط.

مطق : أبو عبيد : التمطق والتلمظ : التذوّق.

وقد يقال في التلمظ إنه تحريك اللسان في الفم بعد الأكل كأنه يتتبَّعُ بقية من الطعام بين أسنانه. والتمطق بالشفتين أن تُضم بين أسنانه. والتمطق بالشفتين أن تُضم إحداهما بالأخرى مع صوت يكون منهما.

وأنشد :

تراه إِذا ما ذاقها يتمطقُ

[أبواب] القاف والدال

ق د ت

قتد ـ تقد : [مستعملان].

قتد : قال الليث : القَتَدُ : من أَدَوات الرَّحْل والجميع القُتود والأقتاد.

قلت : وَالقَتادُ : شجرٌ ذو شوك لا تأكله الإبل إلا في عام جِدْبٍ ، فيجيء الرجل ويُضرِم فيه النارَ حتى يحترق شوكُه ، ثم يُرعيه إِبلَه ، ويُسَمّى ذلك التَّقتيد. وقد قتّدَ القَتَادَ ، إذا لَوّح أطرافه بالنار.

٣٦

وقال الشاعر يصف إبله وسقيَه أَلْبانَها الناسَ في سنة الْمَحْل :

وتَرَى لها زمنَ القتاد على الثّرى

رَخَماً ولا يَحيا لها فُصُلُ

وقوله : ترى لها «رَخَماً على الثَّرَى» يعني الرّغّوة شَبّهها في بياضها بالرّخَم ، وهي طير بِيض.

وقوله : «ولا يَحيا لها فُصُلٌ ، لأنّه يؤثِر بأَلْبانها أَضيافَه ويَنحَرُ فُصْلانها ولا يقتنيها إلى أن يُحيِيَ الناسَ.

وقُتَائِدَةُ جبَل وتَقْتُدُ : اسم رَكيّة بعينها ، ومنه قول الراجز :

وذكرَتْ تَقْتُدَ بَرْدَ مائها

نصب بَرَدَ ، لأنّه جعله بدلاً من تَقْتُد.

تقد : أبو العباس عن ابن الأعرابي : التِقْدة : الكُزبرة ، وَالنِقْدة بالنون : الكَرَوْيا.

(ق د ظ) ـ (ق د ذ)

أهملت وجوهها.

ق د ث

قثد ـ ثدق ـ دثق : مستعملة.

قثد : قال الليث : القَثَد : خيار باذْرَنْق.

وقال ابن دريد : القَثَد : القِثاء المدوَّر.

قال حُصيب الْهذَلي :

تُدعى خُثيم بن عمرٍو في طوائفها

في كل وَجهٍ رَعيلٌ ثم يُقتثَدُ

أي : يقطع.

ثدق : أهمله الليث وَهو مستعمل.

ثادق : اسمُ موضعٍ ذكره لبيدٌ فقال :

فأجمادَ ذي رَقْد فأكنافَ ثادقٍ

فصارةَ يوفي فوقَها والأصائلا

أبو العباس عن ابن الأعرابيّ قال : الثَّدْقّ والثادِقّ : النَّدَى الظاهر.

يقال : تباعَدَ في الثادقّ.

وقال ابن دريد : سألتُ الرياشيّ وأبا حاتم عن اشتقاق ثادق فلم يَعرِفاه ، فسألت أبا عثمان الأشْناندانيّ عنه فقال : ثَدَق المطرُ من السحاب ، إذا خرَج خروجاً سريعاً.

دثق : أهمله الليث. وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي أنه قال : الدَّثْقّ : صَبُّ الماء بالعَجَلة.

قلتُ : هو مِثل الدَّفْق سواء.

ق د ر

قدر ، قرد ، دقر ، درق ، رقد ، ردق : مستعملة.

قدر : قال الليث : القَدَر : القضاء الموفَّق ، يقال : قدّر الله هذا تقديراً ، قال : وإذا وافَقَ الشيءُ الشيءَ ، قلت : جاء قَدَرُه.

والقَدَرية : قوم يُنسَبون إلى التكذيب بما قَدَّر الله من الأشياء.

وقال بعض متكلّميهم : لا يَلزمنا هذا النبز ، لأنّا نَنفِي القَدَر عن الله ، ومن أَثبتَه فهو أولى به. وهذا تمويهٌ منهم ، لأنهم

٣٧

يتبينون أنَ القَدَر لأنفسهم ، ولذلك سُمُّوا قَدَريَّة.

وقولُ أهل السّنّة : أنّ علم الله قد سَبقّ في البَشر وغيرِهم ، فعلِمَ كُفرَ من كَفَر منهم ، كما عَلم إيمانَ مَن آمن ، فأثبتَ عِلمَه السابق في الْخَلق وكتَبَه ، وكلٌّ ميسَّرٌ لما خُلِق له وكُتِب عليه.

وقال الليث : المِقدار اسم القَدَرِ ، إذا بلغ العبدُ المقدارَ مات ، وأنشد :

لو كان خَلفَك أو أمامَكَ هائباً

بَشَراً سِواكَ لَهابكَ المِقدارُ

يعني الموت.

ويقال : إنَّما الأشياء مقَاديرُ ، لكلِّ شيءٍ مقدارٌ وأجل.

والمقدار : هو الهِنْداز.

تقول : يَنْزل المطر بمقدارٍ ، أي : بقَدَر وقَدْر ، وهو مبلغ الشيء.

وقال الفراء في قول الله جل وعزّ : (عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ) [البقرة : ٢٣٦] ، وقرئ قَدَرُهُ وقَدْرُه بالرفع ، ولو نصبَ كان صواباً على تكرير الفعل في النيّة ، أي : ليُعْط الموسعُ قَدَرَه والمُقْتِرُ قَدَرَه.

وقال الأخفش : (عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ) ، أي : طاقته.

وأخبرني المنذريّ عن أبي العباس في قوله : (عَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ) و (قَدْرُه).

قال : الثقيل أعلى اللغتين وأكثر ، ولذلك اختير. قال : واختار الأخفش التسكين ، وإنّما اخترنا التثقيل لأنّه اسم.

وقال الكسائيّ : يقرأ بالتخفيف والتثقيل ، وكلٌّ صواب ، قال : قَدَر يَقدِر مقدِرة ومَقدَرةً ومَقدُرة وقَدَراناً وقِداراً وقُدرةً ، كلُّ هذا سمعناه من العرب.

قال : ويَقْدُر لغة أخرى لقوم يضمّون الدال فيها. فأمَّا قدرتُ الشيءَ فأنا أقدِره خفيف فلم أسمعه إلّا مكسوراً.

قال : وقوله : (وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَ قَدْرِهِ) [الحج ٧٤] خفيف ، ولو ثُقِّل كان صواباً ، وقوله : (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ (٤٩)) [القمر : ٤٩] مثقَل ، وقوله : (فَسالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِها) [الرعد : ١٧] مثقَّل ولو خفّف كان صواباً ، وأنشد :

وما صَبَّ رِجْلي في حديدِ مُجاشِعٍ

مع القَدْر إلّا حاجةٌ لي أُريدُها

وقال الليث في قوله : (وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَ قَدْرِهِ) ، أي : ما وصفوه حقَّ وصفه.

وقال الزجاج : جاء في التفسير : ما عظموه حقَّ عظمته. قال : والقَدْر والقَدَر هاهنا بمعنًى واحد.

وقال الفراء في قول الله جل وعزّ : (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ) [الأنبياء : ٨٧].

قال : المعنى : (فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ) من

٣٨

العقوبة ما قَدَرْناه.

وقال أبو الهيثم : رُوِي أنَّه (ذَهَبَ مُغاضِباً) لقومه ، ورُوي أنَّه (ذَهَبَ مُغاضِباً) لربه ، فأمَّا من اعتقد أنّ يونُس ظن أن لن يَقدِر الله عليه فهو كافر ، لأنّ من ظنّ ذلك غيرُ مؤمن ، ويونس رسولٌ لا يجوز ذلك الظنُّ عليه.

قال : والمعنى : (فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ) العقوبةَ.

قال : ويحتمل أن يكون تفسيره فظنَّ أن لن نضيّق عليه من قوله جل وعزّ : (وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ) [الطلاق : ٧] ، أي : من ضيِّق عليه.

وكذلك قوله : (وَأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ) [الفجر : ١٦] ، معنى : فقدر : فضيَّقَ عليه ، وقد ضَيق الله جلّ وعزّ على يونس أشدّ التضييق على معذَّبٍ في الدنيا ، لأنَّه سَجَنه في بطن الحوت فصار مكظوماً ، أُخِذ في بطنه بكظمه.

وسمعتُ المنذري يقول : أفادني ابنُ اليزيدي عن أبي حاتم في قوله : (فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ) ، أي : لن نضيّق عليه.

قال : ولم يدر الأخفشُ ما معنى (نَقْدِرَ) ، وذهب إلى موضع القُدرة ، إلى معنى فظنّ أن يفوَّتنا ولم يَعلَم كلامَ العرب حتَّى قال : إنَّ بعض المفسرين قال : أراد الاستفهام أفظَنَّ أن لن نقدر عليه ، ولو علم أنّ معنى نَقْدِرَ : نُضيِّق ، لم يَخْبِط هذا الخَبْط ولم يكن عالماً بكلام العرب ، وكان عالماً بقياس النحو.

قال : وقوله : (وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ) [الطلاق : ٧] ، أي : ضيِّق عليه ، وكذلك قوله : (وَأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ) [الفجر : ١٦] ، أي : ضيَّق.

وأما قوله جل وعز : (فَقَدَرْنا فَنِعْمَ الْقادِرُونَ (٢٣)) [المرسلات : ٢٣].

فإنّ الفراء قال : قرأها على (فقدَّرنا) وخففها عاصم ، ولا تُبعدنَّ أن يكون المعنى في التخفيف والتشديد واحداً ، لأنَّ العرب تقول : قُدِّر عليه الموت وقُدر عليه الموتُ ، وقُدِّرَ عليه رزقُه وقدِر.

قال : واحتجّ الذين خفّفوا فقالوا : لو كانت كذلك لقال : (فنعم المقدّرون). وقد تجمع العرب بين اللغتين.

قال الله جل وعز : (فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً (١٧)) [الطارق : ١٧].

وقال أبو إسحاق في قوله تعالى : (فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ) [الأنبياء : ٨٧] ، أي : ظَنّ أنْ لن نقدِّر عليه ما قدرنا من كونه في بطن الحوت.

قال : ونقدِر بمعنى نقدِّر. وقد جاء هذا التفسير.

قلت : وهذا الذي قاله أبو إسحاق صحيح ، والمعنى : ما قدّره الله عليه من التضييق في بطن الحوت ، ويكون المعنى :

٣٩

ما قدّره الله عليه من التضييق ، كأنه قال : ظنّ أن لن نضيّق عليه ، وكلّ ذلك شائع في اللغة ، والله أعلم بما أراد ، فأما أن يكون قوله : (أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ) في القدرة فلا يجوز ، لأنَّ مَن ظنّ هذا كَفَر ، والظنّ شكّ ، والشكّ في قدرة الله كفرٌ. وقد عصم الله أنبياءه عن مثل ما ذهب إليه هذا المتأوّل. ولا يتأول مثله إلا الجاهلُ بكلام العرب ولغاتها.

والقَدِير والقادر من صفات الله جل وعز ، يكونان في القُدرة ، ويكونان من التقدير.

وقوله جل وعزّ : (إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [البقرة : ٢٠] في القدرة لا غير ، كقوله : (عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً) [الكهف : ٤٥] ، والله مقدِّر ما هو كائن وقاضيه.

وفي الحديث : «إنّ الله قَدَّر المقادير قبل أن يخلق السموات والأرَضينَ بخمسين ألف عام».

وقال الليث : القدرة : مصدرُ قَدَرَ على الشيء قُدرة ، أي : مَلَكه فهو قادرٌ قدير.

واقتَدَر الشيءَ : جَعَلَه قَدْراً ، وكلُّ شيء مقتَدِر فهو الوَسَط ، تقول : رجل مقْتَدِر الطول ليس بجد طويل.

وقوله جل وعزّ : (عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ) [القمر : ٥٥] ، أي : قادر.

قال : والقَدْرُ من الرحال والسُّروج ونحوها الوَسَطَ ، تقول : هذا سَرْج قَدْر وقَدَرٌ مخفّف ويثقل.

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «صوموا لرُؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غُمّ عليكم فاقدرُوا له».

وفي حديث آخر : «فإنْ غُمَّ عليكم فأكملوا العدّة».

وقوله : فاقدروا له ، أي قَدِّروا عددَ الشَّهر وأكْملوه ثلاثين يوماً ، واللفظان وإن اختَلَفَا يرجعان إلى معنًى واحد.

ورُوي عن أبي العباس بن سُرَيج أنه قال في تفسير قوله : «فاقدرُوا له» أي : قدّروا له مَنازلَ القمر ، فإنّها تُبيِّن لكم أنّ الشهر تسع وعشرون أو ثلاثون.

قال : وهذا خطابٌ لمن تخصّص بهذا العِلم من أهل الحساب.

قال : وقوله : «فأكملوا العِدّة» هو خطابٌ لعوامِّ الناس الذين لا يُحسنون تقدير منازلَ القمر.

قال : وهذا نظير المسألة المشكِلةَ تنزل بالعالِم الذي أعطيَ آلةَ الاجتهاد ، فلهم تقليدُ أهل العلم.

والقول الأول عندي أصح وأوضح ، وأرجو أن يكون قول أبي العباس غير خطأ. والله أعلم.

وقال الليث : القِدْر معروفة وهي مؤنثة وتصغيرها قُديْر بلا هاء.

قلت : القِدْر مؤنّثة عند جميع العرب بلا هاء ، وإذا حُقِّرتْ قيل لها : قُدَيرة وقديرٌ

٤٠