تهذيب اللغة - ج ٩

محمّد بن أحمد الأزهري

تهذيب اللغة - ج ٩

المؤلف:

محمّد بن أحمد الأزهري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٥١

حدثني المنذريّ عن أبي بكر الخطَّابي عن عثمان بن أبي شيبة عن عبد الصمد بن (١) عبد الوارث عن حماد بن سلمة عن عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «القنطار : اثنا عشر ألف أوقية ، والأوقية خيرٌ مما بين السماءِ والأرض».

قال : وحدثني أَحمد بن علي بن مروان الحنّاط عن علي بن حرب عن حفص بن عُمير بن حكيم عن عُمر بن قيس المُلائي عن عطاء عن ابن عباس قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «مَن قرأ أربعمائة آية كُتب له قِنطار ؛ القنطار مائة مثقال ، المثقال عشرون قيراطاً ، القيراط مثل أُحُد».

قال : وأخبرني الغَسَّانيّ عن سلمة عن أبي عبيدة قال : القناطير واحدها قنطار.

قال : ولا تجد العرب تعرِف وزنه ، ولا واحدَ له من نفسه ، يقولون : هو قَدْر وزن مَسْكِ ثورٍ ذهباً. والمقنطَرة مُفَنْعلة مِن لفظه ، أي : مُتَمَّمة ، كما قالوا : أَلفٌ مؤلَّفة : متمَّمة.

قال : وأخبرني أبو طالب عن أبيه عن الفراء قال : واحد القناطير قنطار ، ويقال : إِنه مِلء مَسْك ثور ذهباً أو فضة. ويجوز القناطر في الكلام. والقنطرة تسعة والقناطير ثلاثة. ومعنى المقنطرة المضعَّفة.

وقال أحمد بن يحيى : اختلف الناس في القنطار ما هو؟ فقالت طائفة : مائة أوقية من ذهب. وقيل : مائة أوقية من الفضة.

وقل : ألف أوقية من الذهب ، وقيل : ألف أوقية من الفضة. وقيل : ملء مَسْك ثورٍ ذهباً ، ويقال : مِلْء مَسْك ثورٍ فضة.

وقيل : أربعة آلاف دينار. وقيل : أربعة آلاف درهم.

قال : والمعمول عليه عند العرب الأكثر أنه أربعة آلاف دينار. فإِذا قالوا مقنطَرة فمعناها ثلاثة أدوار : دَوْرٌ ودَوْرٌ وَدَوْر ، فمحصولها اثنا عشر ألف دينار.

وقال الليث : القنطرة معروفة.

قلت : هو أزَج يُبنى بالآجُرّ أو بالحجارة على الماء يُعبَر عليه.

قال طرفة :

كقنطرة الرُّومي أقسَم ربُّها

لتُكتَنَفَنْ حتّى تُشادَ بقَرمَدِ

وقال أبو عبيد عن الأصمعي : جاء فلانٌ بالقِنطر ، وهي الداهية.

وأنشد شمر :

وكلّ امرئ لاقٍ من الدَّهر قِنطِرا

وأنشدني محمد بن إسحاق السعدي :

__________________

(١) بعدها في المطبوع : «بني».

٣٠١

لَعَمرِي لقد لاقى الطُّلَيْلِي قِنطراً

من الدَّهر إنَّ الدهر جَمٌ قناطِرُهْ

أي : دواهيه. وبنو قنْطُور هم التُرْك.

ورُوي عن حذيفة أنه قال : يوشك بنو قَنطور أن يُخرجوا أهلَ البصرة منها ، كأنِّي بهم خُزْرَ العيون عِراض الوجوه.

قال : ويقال : إن قَنطوراء كانت جاريةً لإبراهيم فولدتْ له أولاداً ، والتُرك من نَسلِها.

[قطرب] : ثعلب عن ابن الأعرابي : القُطْرُبُ : دويْبَّة. قال : والقُطْرب : اللِّصّ الفارِه في اللُّصوصية. والقطرب : الذئب الأمْعط.

والقُطْرَب : الجاهل الذي يَظهر بجهله.

والقُطرب : الجبان وإن كان عاقلاً.

والقطرب : السفيه. والقطرب : المصروع من لَممٍ أو مِرار ، وجمعُها كلُّها قطارِيب.

وقال عبد الله بن مسعود : لا أعرِفنَّ أحدَكم. جِيفَةَ ليل قُطربَ نهار.

وقال أبو عبيد : يقال : إن القطرب دوْيبَّة لا تستريح نهارَها سَعْياً ، فشبه عبد الله الرجل يَسعَى نهارَه في حوائج دنياه فإذا أمْسَى أَمْسَى كالًّا مُزْحِفاً فينامُ ليلته حتى يصبح بمثل ذلك فهذا جِيفة ليلٍ قُطرب نهار.

وقال الليث : القُطْرب : الذَّكر من السَّعَالي.

[قرطب] * : عمرو عن أبيه : قَرطَبَ الرجل : إذا عَدَا عَدْواً شديداً.

وأنشد :

إذا رآني قد أتيت قَرطَباً

وجالَ في جِحاشِهِ وطَرْطَبا

والطَرطبة : دعاءُ الحُمُر.

أبو نصر عن الأصمعي : طَعَنه فقرطَبَه وقَحْطَبَه : إذا صَرَعَه.

وأمَّا القَرطَبانُ الذي يقوله العامة للذي لا غَيرةَ له فهو مغيَّرٌ عن وجهه.

وروى ثعلب عن أبي نصر عن الأصمعي ، قال : الكلبتَان مأخوذ من الكَلْب ، وهو القيادة ، والتاء والنون زائدتان. قال : وهذه اللفظة هي القديمة عن العرب.

قال : وغيّرتها العامة الأولى ، فقالت : القَلْطَبان ، وجاءت عامةٌ سُفْلَى فغيَّرت على الأولى فقالت : القَرطَبان.

وأمَّا قول أبي وجزة السعديّ :

والضَّربُ قَرْطَبةٌ بكل مهنَّدٍ

تَرَك المداوِسُ مَتنه مَصقولا

وقال أبو عبيد عن الفراء : قرطبته : إذا صرعتَه ، والقُرطبيّ : السَّيف.

وأنشد أبو تراب في كتاب «الاعتقاب» بيتاً لابن الصَّامت الجُشَمِي :

رفَوْني وقالوا لا تُرَعْ يابن صامتٍ

فظَلْتُ أناديهمْ بثَدْيٍ مجدَّدِ

٣٠٢

وما كنت مغترّاً بأصحابِ عامِرٍ

مع القُرطبَي تبّتْ بقائمة يَدِي

قال : القُرطُبَى : السيف.

قلت : كأنه من قَرْطَبَة : إذا قَطَعَه.

[بطرق] : وقال الليث : البطْريق : بلغة أهل الشام والروم هو القائد ، وجمعُه بَطارقة.

شمر عن ابن الأعرابيّ قال : البِطْرِيقان : اللذان على ظَهر القَدَم من الشِّراك.

[قبطر] : أبو عبيد القُبْطُري : ثيابٌ بيض.

وأنشد :

كأنَّ لونَ القِهْزِ في خُصورها

والقُبطُريّ البِيض في تأزيرها

[قمطر] : قال الليث : القِمَطْرِ : جَمَلٌ قويّ ضَخْم.

وقال حُميد بن ثور :

قِمَطْرٌ يَلوح الوَدْعُ تحت لَبانه

إذا أرْزمَتْ من تحته الرِّيحُ أرْزَما

قال : والقِمَطْرة : شِبه سَفَطٍ يُسَفُّ من قَصَب.

وقال شمر : رجل قَمِطْر : قصير.

وأنشد أبو بكر الإياديُّ لعُجَيْر السَّلوليّ :

قِمَطْرٌ كحُوَّاز الدَّحاريج أبْتَرُ

وقال اللِّحياني : قَمْطَرْتُ القِرْبة : إذا ملأتَها. وقَمْطَر فلانٌ العَدْوَ قَمْطَرَةً : إذا هَرَب. وقَمْطَر فلانٌ جاريتَه قَمْطَرةً : إذا جامَعَها. وكلبٌ قِمَطر الرِّجل : كأن به عُقَّالاً من اعوجاج ساقَيه.

وقال الطرماحُ وذكر كلباً :

مُعيدٌ قِمطرُ الرِّجْل مختلف الشَّبا

شَرَنْبَثُ شوكِ الكفِّ شَثْنُ البَراثن

وقال الله جلّ وعزّ : (يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً) [الإنسان : ١٠].

قال أبو إسحاق : يوم قَمطريرٌ ويومٌ قُماطِر : إذا كان شديداً غليظاً.

وجاء في التفسير أن معنى قوله قَمْطَرِيراً يعبِّس الوجه فيجمع ما بين العينين. وهذا سائغ في اللغة. يقال : اقمطَرَّت الناقةُ : إذا رفعتْ ذنَبَها وجَمَعَتْ قَطْرِنها وزَمَّت بأَنْفها.

أبو عبيد : قَمَطرِير : مقبَّض ما بين العينين وقد اقمَطرَّ.

وقال الليث : شرٌّ قماطر وقِمْطِر.

وأنشد :

وكنتُ إذا قومٌ رَمَوْني رميتُهمْ

بمُسقِطة الأحمالِ فقماءَ قِمْطرِ

ويقال : اقمطرَّت عليه الحجارة ، أي : تراكمت وأظلّت.

وقالت خنساءُ تصف قَبْراً فقالت :

مُقْمَطِرّات وأحجارُ

أبو عبيد عن الأصمعي : المُقْمَطَرّ : المنتشر.

وأنشد غيره :

٣٠٣

قد جعلَتْ شَبْوةُ تزبئرُّ

تكسو استَها لحماً وتقمطرُّ

ومن الأحاجي التي رُوِيتْ عن العرب : ما أبيَضُ شَطْراً ، أسوَدُ ظَهْراً ، يمشي قِمَطْراً ، وَيبُول قَطْراً؟ وهو القُنفذُ.

يمشي قِمَطراً ، أي : مجتمعاً. وكل شيءٍ قَمطَرتَه فقد جمعتَه) (١).

قرمط : قال الليث : القَرْمطة : دِقَّة الكتاب وتَداني الحروف والسُّطور ، وكذلك القَرمطة في مَشي القَطُوف.

وقال أبو زيد : قَرْمَط الكاتب : إذ قارَبَ بين كتابته. وقرمط البعيرُ : إذا قاربَ خُطاه.

ثعلب عن ابن الأعرابي : يقال لدُحْروجة الجُعَل القُرْمُوطة.

قال : وقال أعرابيٌّ : جاءنا فِي نِخافَينِ ملكمين فَقَّاعِيَّين مُقَرطَمين. قال أبو العباس في قوله : ملكَّمين : جَوانبهما رِقاع ، فكأَنّه يَلْكُم بهما الأرض. وقوله : فَقّاعِيين : يَصِرَّان. وقوله : مقرطَمَين : لهما مِنقاران.

وقال أبو عمرو : القُرمُوط مِن ثمَرَ الغَضا.

كالرمَّان ، يشبّه به بالثَّدْي. وأنشد هذا الشعر في صفة (٢) جارية نَهَد ثَدْياها :

وبُنْشِز جَيْبَ الدِّرعِ عنها إذا مَشتْ

خَمِيلٌ كقُرموط الغضا الخَضِل النَدِي

قال : يعني ثدييها. ويقال : اقرمَّط الرجل اقْرِمَّاطاً : إذا غَضِب وتقبَّض. وأنشد لزيد الخيل :

إذا اقرمَّطَتْ يوماً مِن الفَزَع المَطِي

قلت أنا : قُرمُوط الغضا : زهرُه الأحمر يَحكي لونُه لونَ نُور الرّمان أوَّلَ ما يخرج.

[قرطم] : وقال الليث : القِرطِم : ثمرَ العُصْفُر.

أبو عبيد عن الكسائيّ : هو القُرطُم والقِرطِم.

[طمرق ـ طرمق] : وقال الليث : الطُّمْرُوق اسمٌ من أسماءِ الخُشَّاف. وقال ابن دُرَيد : الطُّرموق : الخُفّاش.

قال : وقُرْمُود : ثَمرَ الغَضَا.

[قطمر] : وأخبرني المنذريّ عن الحرّاني عن ابن السكّيت قال : القِطْمير : القِشرة الرَّقيقة التي على النَّواة.

وأخبرني عن ثعلب عن ابن الأعرابيّ أنّه قال في القطمير نحوه ، وهي لِفافةُ النَّوَى.

[قرطل] : وفي بعض نسخ «كتاب الليث» :

__________________

(١) أثبت في المطبوعة ضمن مادة (قنثل) ووضعناه هنا كما في «اللسان» (قمطر).

(٢) في المطبوعة : «صغة» والمثبت من «اللسان» (قرمط).

٣٠٤

القِرطالة البَرْذَعة ، وكذلك القِرطاط والقِرطِيط.

[قرطف] : والقَرْطَف : قطيفةٌ مُخْملة. وأنشد غيره :

بأَن كذب القراطف والقُروف

[قرطب] * : والمقرطب : الغضْبان. وأنشد :

إذا رآني قد أتَيتُ قَرْطبا

وجال في جحاشِه وطرطَبا

باب القاف والدال

قد

قرمد * : قال الليث : القَرمَد : كلُّ شيء يُطلَى به للزِّينة نحو الجِصّ. حتَّى يقال : ثوب مُقرمَد بالزَّعفران والطِّيب ، أي : مَطْليّ.

قال : والقرميد اسم الإردبِّة.

وقال الأصمعيّ في قوله :

يَنْفي القراميدَ عنها الأعصَمُ الوَعِلُ

قال : القَراميد في كلام أهل الشام آجُرّ الحمّامات. وقيل : هي بالرومية قِرْمِيدَى.

ثعلب عن ابن الأعرابي : يقال لطوابيق الدار : القَراميد ، واحدها قِرْمِيد.

وقال شمر : قال أبو عمرٍو وابنُ الأعرابيّ : القَرمَد : الصُّخور.

وقال العَدَبَّس الكِنانيّ : القَرْمَدَ : حجارةٌ لها نَخارِيبُ ، وهي خُرُوق ، يُوقَد عليها حتّى إذا نَضِجَتْ قُرْمِدَتْ بها الحِياض.

وقال النابغة يصف الرَّكَب :

رابِي المَجَسّةِ بالعَبير مُقَرْمَدِ

وقال بعضهم : المقرمَد : المطليّ بالزَّعفران. وقيل : المقرمَد : المُضَيَّق.

وقيل : المقرمَد : المُشْرِف.

وقال يعقوب في قول الطرماح :

حرَجاً كمِجدل هاجريّ لزَّه

تذواب (١) طبخ أطيمة لا تخمدُ

قُدِرت على مُثُلٍ فهنّ توائم

شَتّى يلائم بينهنّ القَرمدُ

وقال : القَرمد : خزف يطبخ. والحرَج : الطويلة. والأطيمة : الأَتون ، وأراد تذواب طبخ الآخر.

[قردم] : وقال شمر : فيما قرأتُ بخطّه : القَرْدُمانيّة ، قال بعضهم : سِلاحٌ كانت الأكاسرة تدّخِرُها في خزائنها ، يسمُّونه كَرْدماند ، أي : عُمل وبقي.

قلت : وهذا حكاه أبو عبيدٍ عن الأصمعيّ. وقال ابن الأعرابيّ : أراه فارسية. وأنشدَ بيت لبيد :

فَحْمةً ذَفْراءَ تُرْتَى بالعُرَى

قُرْدُمانيّاً وتَرْكاً كالبَصَلْ

ويقال : القُردُمانية : الدُّروع الغليظة مِثل الثوب الكُردُوانيّ. ويقال : هو المِغفَر.

__________________

(١) في المطبوع : «بذوات» والتصويب من «اللسان» (قرمد).

٣٠٥

وقال بعضهم : إذا كان للبيضة مِغْفَر فهي قُردُمانيّة.

[درقل] : أبو عبيد عن أبي عمرو قال : الدِّرَقْلُ : ثيابٌ.

قال شمِر : لم أسمَع الدِّرَقْل إلّا هنا.

وقال أبو تراب : سمعتُ الغَنَويّ يقول : دَرْقَلَ القومُ دَرقلةً ودرقَعُوا دَرْقعةً ، إذا مَرُّوا مَرّاً سريعاً.

[دردق] : وقال الليث : الدَّرْدَق : والجمِيعُ الدَّرادِق : صغارُ الإبل والناسِ. قال الأعشى :

يَهَب الجِلَّةَ الجراجرَ كالبُ

ستانِ تَحْنو لِدَرْدَقٍ أطفالِ

وقال الليث : الدَّرْداق : دَكٌّ صغير. وأنشد غيره للأعشى :

وتَعادَى عنه النَّهارَ تُواري

هِ عِراضُ الرِّمال والدَّرْدَاقُ

قلت أنا : الدَّرْدَاق : حِبال صغارٌ مِن حِبال الرملِ العظيمة.

[دلقم] : أبو عبيد عن الأصمعيّ قال : الدِّلْقِم : الناقة التي قد تَكسَّر فُوها وسال مرْغُها.

[دملق] : أبو عمرو : المُدَمْلَق : الأملس الصُلْب. يقال : دَمْلَقَه ودمْلَكَه : إذا مَلَّسَه وسَوَّاه.

وقال الليث : يقال : حَجَر دُمَلِقٌ دُمالِق مُدَمْلَق دُمْلوق ، وهو الشَّديد الاستدارة.

وأنشد :

وعَضَّ بالناسِ زَمَانٌ عارِقٌ

يَرفَضُّ منه الحَجَر الدُّمالِق

شمِر عن أبي خيرة : الدُّمْلُوق : الحجَر الأملَسَ مِلءُ الكَفِّ.

وقال ابن شميل : الواحد دُماليق ، وجمعه دَمالِيق. قال : ورجل دُمالق الرأس : محلُوقَة.

[قندل] : ثعلبٌ عن ابن الأعرابي : قَنْدَل الرجل : ضَخُم رأسُه. وصَنْدَل البعيرُ : ضَخُم رأسه.

قال : والقَنْدَويل : الطَّويل القَفا.

وقال أبو زيد : إنَّ فلاناً لقَنْدَل الرأس ، وصندل الرأس وهو العظيم الرأس.

وقال الليث : القَنْدَل : الضخم الرأس من الإبل ، وكذلك هو مِن الدوابّ.

الأصمعي : مَرَّ الرجل مُسَنْدِلاً ومَقُنْدِلاً ، وذلك استرخاءٌ في المشي.

[بندق ـ فندق] : وقال الليث : البُنْدُق : الواحدة بُندقة وهو الذي يُرمَى به. قال : والفُندق : حَمل شجرة مدحرج كالبُندق يُكسَر عن لبٍّ كالفُسْتُق. قال : والفُندق أيضاً بلغة أهل الشام خانٌ من هذه الخانات التي يَنزلها الناس ممّا يكون في

٣٠٦

الطُّرْق والمدائن.

سلمة عن الفراء : سمعتُ أعرابيّاً من قُضاعة يقول : فُنْتُق للفُنْدُق ، وهو الخان.

وقال الليث : الفُنْداق هو صحيفة الحساب.

قلت : أحسبه معرباً.

[درمق] : والدَرْمَقُ : لغة في الدَرْمَك ، وهو الدقيق المحوَّر. وذكر عن خالد بن صَفوان أنَّه وصف الدرهم فقال : يُطعِم الدَّرْمَق ، ويكسر النَّرْمَق ، أراد بالنَّرْمَق اللِّين ، وهو بالفارسية نَرْم.

[قندد] * : وقال أبو عمرو : القِنْديد : الخمرُ.

وقال الليث : هو الوَرْسُ الجيِّد. وأنشد :

كأنَّها في سَيَاعِ الدَّنِّ قِنْدِيدُ

[قفند] : قال : والقَفَنَّد : الشديد الرأس.

[قردن] : ثعلب عن ابن الأعرابيّ : خُذْ بقَرْدَنِه وبكَرْدَنه وبكَرْدِه ، أي : بقفاه.

[نقرد] : وقال الليث : النِّقْرِد : الكَرَوْيا.

وروى ثعلب عن ابن الأعرابي : التِّقْدة : الكُزبرة. والنِّقدة : الكرويا.

قلت : وهذا صحيح. وأما النِّقْرِد فلا أعرفه في كلام العرب وقد ذكره الدِّينَوريَّ.

[فرقد] : الفرقدان : نَجمان في السماء لا يَغْرُبان ، ولكنَّهما يطوفان بالجَدْي ، وربما قالت العرب لهما الفَرْقَد.

قال لبيد :

حالَفَ الفَرْقَدُ شركاً في الهُدَى

خُلَّةً باقيةً دونَ الخُلَل

أبو عبيد : الفَرْقَد : ولد البقرة. وقال ابن الأعرابي : هو الفُرْقُود. وأنشد :

وليلةٍ خامِدَةٍ خُموداً

طَخْياء تُعْشِي الجَدْيَ والفُرْقُودا

[قرمد] * : وقال شمر : قال الأخفش : القَرامِيد : أولاد الوُعُول ، واحدها قُرْمُود.

[فقدد] : عمرو عن أبيه : الفُقْدُد : نَبيذ الكَشُوث.

[قندد] * : والقِنْدِ : حالُ الرجل. والقِنديد : الخمر.

قال : والقِنْدَأْو : السيِّئَ الخُلُق والغِذاء.

وقال أبو تراب : قال أبو زيد : القِنْدَأْو : القصير من الرجال ، وهم قِنْدَأْوُون.

والسِّنْدأْوُ : الفَسِيح من الإبل في مَشيه ، والجمعَ السِنْدَأْوُون.

[باب القاف والتاء

قت]

[ترنق] : شمِر : التَّرْنُوق : الطين الذي يَرْسُب في مَسايِل المياه. وقال أبو عبيد : تُرْنوق المَسِيل بضم التَاء ، وهما لُغَتان.

[قربت] : وقال اللِّحياني : يقال لقَرَبُوس السَّرْجِ قَرَبُوت.

٣٠٧

باب القاف والذال

قذ]

[مذقر ـ ذمقر] : في حديث عبد الله بن خَبَّاب أنَّه لما قَتَله الخوارج بالنَّهْروان سَالَ دَمُه في النهر فما امذَقَرَّ وما اختَلَط. قال الراوي : فأتبعتُه بصري كأنه شِراكٌ أَحمر.

قال أبو عبيد : معناه : أنّه امتزجَ بالماء.

وقال شمر : الامذِقْرَار أنَّه يجتمع الدم ثم ينقطع قِطَعاً ولا يَختلط بالماء.

يقول : فلم يكن كذلك ، ولكنَّه سالَ وامتَزَج. قال شمر : وقال أبو النضر هاشم بن القاسم : معنى قوله : فما امذَقرَّ دَمُه ، أي : لم يتفرق ولا اختلَط.

قلت : وهذا هو الصواب ، والدليل على ذلك قوله : رأيتُ دمَه مِثل الشِّراك في الماء ، أراد أنه بَقيَ في الماء كالطَّريقة غير مختلطة بالماء. ورواه بعضهم : فما ابذَقَرَّ دَمُه ، وهي لغة ، معناه ما تفرَّق. ولا تمذَّرَ مثله ، ومنه قولهم : تَفَرَّق القومُ شَذَر مَذَر.

والدليل على صحة هذا القول ما رواه أبو عبيد عن الأصمعي : إذا انقطع اللبنُ فصار اللبن ناحيةً والماء ناحيةً فهو ممذقِر.

وقال ابن شميل : المُمَذْقر : اللبن الذي تَفَلَّقَ شيئاً ، فإذا مُخِض استوى.

وقال الفراء : امذَقَرَّ اللبنُ واذمَقرّ : إذا تَفَلَقَ.

وقال ابن الأعرابي : لبنٌ مُمْذَقِرٌّ : إذا تقطَّعَ حَمْضاً.

[قلذم] : وقال الليث وغيره : القَلَيْذِمَ : البئر الكثيرة الماء. وأنشد :

إنَّ لنا قَلَيْذَماً قدُوما

يزيدها مَخْج الدِّلا جُمُوما

[قنفذ] : وقال الليث : القنفذ معروف ، والأنثى قنفذة.

ثعلب عن ابن الأعرابي : يقال للشجرة إذا كانت في وسط الرّملة القُنْفُذة والقُنفُذ.

ويقال للموضع الذي دون القَمَحْدوَة : القُنْفُذة. ويقال للرجل النمّام : ما هو إلّا قنفُذليل ، وأنْقَدليل.

[باب القاف والثاء

قث]

[قمثل] : أبو عبيد عن أبي عمرو : القميثل : الرجل القبيح المِشية) (١).

[قنثل] : الأصمعي : القَنثَلة أن يَنْبُثَ الترابَ إذا مشى ؛ [و] هو مُقَنْثِل.

قلت : وقال غيره : هو النّقْثَلة أيضاً ، حكاه اللحياني ، كأَنه مقلوب.

[بلثق] : أبو عبيد : البلاثقّ : الماء الكثير.

__________________

(١) أثبت في المطبوعة بعد مادة (قلذم) وأثبتناه هنا كما في «العين» (٥ / ٢٦٢).

٣٠٨

وقال امرؤ القيس :

بَلاثِق خُضْراً مَاؤهنَّ فَضيضُ

[قثرد] : عمرو عن أبيه : القِثْرِد : قُماش البيت.

وقال غيره : هو القثرد والقُثارِد ، وهو القَرْبَشُوش.

[ذملق] : الذَّمْلَق : الرجلُ المَلَّاذ.

(وفي «النوادر» : رجل ذمَلَّقُ الوجه : مُحَدَّدُه) (١)

[الفالوذ] : ابن السكيت : لا يقال الفالوذج ، وقل هو الفالوذق والفالوذ.

قاله ابن الأعرابي.

[ثفرق] : وروى مجاهد أنَّه قال في قول الله جل وعز : (وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ) [الأنعام : ١٤١] ، قال : يُلقَى لهم مِن الثَّفَارِيق والتمر.

وقال ابن شميل : العُنْقُود إذا أُكِل ما عليه فهو ثُفْرُوق وعُمْشُوش ، وأراد مجاهد بالثفاريق العناقيد تُخرط ممَّا عليها فيَبقَى عليها التَّمرة والتمرتان والثّلاث ، يُخطئها المِخلب ، فتلقَى للمساكين.

وقال الليث : الثُّفْروق : غِلافُ ما بين النَّوى والقِمَع.

وقال الأصمعي : الثُّفْروق : قِمَع البُسْرة والتُّمْرة.

وقال أبو عبيد : قال العَدَبّسُ : الثُّفروق : هو ما يلتزق به القِمع من التمرة.

[باب القاف والراء

قر]

[برقل] : ثعلب عن ابن الأعرابي. بَرْقَل الرجُل : إذا كَذَب.

[قرمل] : والعرب تقول للرجل الذليل يَعوذُ بمن هو أضْعَفُ من ذلِيلٌ عاذ بقَرْمَلة.

قال : والقَرْمَلةُ مِن دِقّ الشجر لا أصلَ له.

وقال أبو النجم :

يَخْبطْن مُلَّاحاً كذاوِي القَرْمَلِ

وقال اللحياني : هي شجرة مِن الحَمض ضعيفة لا ذَرَى لها ولا سُتْرَةَ ولا مَلجأ.

وقال الليث : القَرامِيل مِن الشَّعَر والصوف : ما تَصِل به المرأةُ شَعرها.

والقَرْمَلِيّة : إبِلٌ كلُّها ذو سَنامَيْن.

عمرو عن أبيه : القِرْمِلِيّ : الجَمَل الصغير.

وروى أبو عبيد عن الأصمعي مِثلَه.

وأَخبرني الإياديّ عن شمر أنَّه قال : القِرْمِليَّة من الإبل : الصِّغار الكثيرة الأوبار ، وهي إبِل التُّرك.

وقال أبو الدُقيش : أمُّها البُختِيَّة ، وأبوها الفالِج.

__________________

(١) جاء في المطبوعة بعد مادة (قنبر) ، ووضعناه هنا كما في «التاج» (ذملق ـ ٢٥ / ٣٢٦).

٣٠٩

[قرنفل] : وقال الليث : القَرَنْفُل : حَمل شجرةٍ هنديّة. وطِيبٌ مُقَرْفَل : فيه قَرَنْفُل.

وجائزٌ للشاعر أن يقول قَرَنْفُول. وأنشد :

خُودٌ أناةٌ كالمَهاة عُطْبولْ

كأَنَّ في أنيابها القَرَنْفولْ

[قنبر] : وقال الليث : القُنْبُر : ضَربٌ من الحُمَّر. قال : ودَجاجة قُنبُرانيَّة ، وهي التي على رأسها قُنبرة ، أي : فضلُ رِيشِ قائم مثل ما على رأس القُنْبر.

وقال أبو الدُقيش : قُنبُرْتها التي على رأسها.

وقال : القُنْبر : نبات يسمِّيهِ أهل العراق البَقْر فيُمْشِي كدواء المَشي.

[فنقر] : وقال الليث : الفُنقُورة : ثَقب الفَقْحة.

[فرنق] : الليث : فُرانِق : دخيلٌ معرّب.

وقال ابن دُرَيد : فُرانِق البَريد فَرْوانَه.

[قرنب] : أبو عبيد : القَرَنْبَى : وجعَلَه مِن بابِ فَعَنْلَلَ معتلاً.

قال : وقال الأصمعي : هي دُوَيْبّةٌ شِبه الخُنْفَساء طويلة الرجْل. وأنشد لجرير :

تَرى التّيْمِيَّ يَزْحَفُ كالقَرَنْبى

إلى تَيْمِيَّةٍ كعَصَا المَلِيلِ

ثعلب عن ابن الأعرابي : القُرْنُب : الخاصرة المسترخية.

[قرقب] * : قال : والقُرْقُبُ : البَطْن.

[نمرق] * : وقال الفراء في قوله : (وَنَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ (١٥)) [الغاشية : ١٥] : هي الوسائد ، واحدها نُمرُقَة.

قال : وسمعتُ بعضَ كلبٍ يقول : نِمْرِقة ، بالكسر.

[نرمق] : وقال الليث : في قول رؤبة :

أَعَدَّ أخطَالاً له ونَرْمَقَا

النَرْمَق فارسيٌّ معرب ، لأنَّه ليس في الكلام كلمةٌ صَدْرُها نونٌ أصليَّة.

وقال غيره : معناه : نَرْم ، وهو الليِّن.

[قرقف] : أبو عبيد : القَرْقَف : اسمُ الخَمْرِ.

وأنكر قول من يقول : إنها تُقرقِفُ ، أي : تُرعِد الناسَ.

وقال الليث : القَرقَف : اسم للخمر ، ويوصف به الماء الباردُ ذو الصَفاء. وقال الفرزدق :

ولا زادَ إلَّا فَضْلتان سُلافةٌ

وأَبيَضُ مِن ماءِ الغمامة قَرْقَفُ

أراد به الماءَ.

قلت : قول الليث : إنَّه يوصَف بالقَرْقف الماءُ البارد وَهْم ، وأوهَمَه بيت الفرزدق.

وفي البيت تأخير أريد به التقديم ، وذلك الذي شَبَّه على الليث ، والمعنى : سُلافة قرقف وأبيَضُ من ماء الغمامة.

وقال الليث : يسمّى الدرهم قُرقُوفاً.

وقال بعض الأعراب في أدعيَّةٍ له : أبيضُ

٣١٠

قُرقُوف ، بلا شَعْر ولا صُوف ، في كلّ البلاد يَطُوف ، أراد به الدِّرهَم الأبيض.

وقال شمر : القرقَفة : الرِّعْدة ؛ يقال : إنِّي لأُقرْقِف من البَرْدِ ، أي : أُرْعَدُ.

قال : وقال ابن الأعرابي : سُمِّيت الخمرُ قرقفاً لأنَّه إذا شربَها شاربُها قَرْقَفَتْه ، أي : أخذَتْه عليها رِعْدة.

وفي الحديث : إنّ الرجل إذا لم يَغَرْ عَلَى أهله بعثَ الله طائراً يقال له القَرْقَفَنّة ، فيقَع على مِشرِيق بابه ، فلو رأى الرجالَ مع أهلِه لم يُبصرِهم ولم يُغَيِّر أمرهم.

وقال الفراء : مِن نادر كلامهم : القَرْقَفنَّة : الكَمَرَة.

وقال غيره : القُرقُف : طيرٌ صغار كأنها الصِّعاء. قلت : لا أعرفه. وهو قرقب بالباء.

[نمرق] * : وقال أبو عبيدة : النُّمرُقة والنُّمرق والمِيثَرة : ما افترشت استُ الراكبِ على الرَّحْل كالمِرفَقة غير أن مؤخّرها أعظم من مقدّمها ولها أربعة سُيور تُشدّ بآخرة الرَّحْل وواسطِه.

وأنشد :

تَضِجُّ من أستاهها النَّمارقُ

مفارِشُ الرِّحال والأيانقُ

[فرقب] : وقال الفراء : زهيرٌ الفُرْقبيُ رجلٌ من أهل القرآن منسوب إلى فُرقُب.

وقال اللحياني : ثوب فُرقبيٌ وثُرقبيٌّ بمعنى واحد.

وقال الليث : الفُرقبيَّة : ثيابٌ بيضٌ من كَتَّان.

[قرقب] * : وقال الليث : القُرقب : الصِّغار من الطير نحو من الصَّعْو.

قال : والقُرقب : البطن. يقال : ألقَى طعامه في قُرقبِه. وجمعه القراقب.

عمرو عن أبيه : القَرْقبة : صوتُ البَطن : إذا اشتكى.

[قرقم] * : وقُرقم الصبيُّ : إذا أُسيءَ غذاؤه.

[باب القاف واللام

قل]

[قنقل] : ثعلب عن ابن الأعرابيّ : القَنْقَل : اسم مِكيال.

[قنبل] : وقال الليث : القَنْبَلة : الطائفة ، قَنبلة من الخيل ، وقَنبلة من الناس.

وأنشد :

شَذَّبَ عن عاناته القَنابلا

أثناءَها والرُّبَعَ القُنادِلا

ثعلب عن ابن الأعرابي : القُنبُلة : مِصيدَة يُصاد بها النُّهَس ، وهو أبو بَرَاقش.

وقِدْر قُنْبُلانية : تجمع القَنْبلَة من الناس ، أي : الجماعة.

قال : وقَنبَل الرجل : إذا أوقدَ القُنبُل ، وهو شجر.

٣١١

[قرقم] : أبو عبيد عن الأصمعي : المُقَرقَم : البطيء الشباب.

وقال الليث : هو الذي أُسيءَ غذاؤه.

وأنشد شمر :

أشكو إلى الله عِيالاً دَرْدَقا

مُقَرْقَمين وعَجُوزاً سَمْلقا

وقال أبو عمرو : القِرْقمُ : حَشفة الرجُل.

وأنشد :

مشغوفةٌ برَهْزِ حَكِ القِرْقِمِ

ورواه بعضهم : الفِرقم ، وأنا لا أعرفها) (١).

[قرقل] : أبو عبيد عن الأمويّ : هو القَرْقَلُ الذي يسميه الناس القَرقَر.

وقال أبو تراب : القَرْقل : قميص من قمُص النساء ، بلا لَبِنَةٍ ، وجمعُه قَراقل.

[قلمون] : وقال الفراء : قَلَمون هو فَعَلول مثل قَرَبوس.

قال : وهو موضع.

وقال غيره : أبو قلمون : ثوبٌ يتراءى إذا قُوبِل به عينُ الشمس بألوان شتَّى ، يعمل ببلاد يونان.

ولا أدري لم قيل له ذلك. وقال لي قائل سكن مصر : أبو قلمون أصله طائر من طير الماء يتراءى بألوانٍ شتى ، فيشبَّه الثوْب به. وقول القائل :

بنفسي حاضرٌ ببقيع خَوعَى

وأبياتٌ على القلمون جُونُ

جعل القلمونَ موضعاً.

[رزتق] : (اللِّحياني : الرُّزتاق والرُّستاق واحد) (٢).

وقال الأصمعيّ : اندقرَّ القومُ وابذَعَرُّوا : تفرَّقوا.

باب خماسي حرف القاف

أخبرني المنذريّ عن أحمد بن يحيى أنه قال : الحُرّ : ابنُ عَربيَّيْن. والفَلَنْقَس : ابن عربيَّين لأمَتين.

وقال شمِر : (الفَلَنْقس) : الذي أبوه مولًى وأمُّه عربية.

وأنكر أبو الهيثم ما قاله شمِر وقال : الفلنقَس : الذي أبواه عربيان وجَدَّتاه من قبل أبيه وأمِّه أَمَتان.

قلت : وهذا قول أبي زيد قال : هو ابن عربيَّين لأَمتين.

وقال الليث : هو الذي أمُّه عربيةٌ وأبوه ليس بعربيّ.

(القطربوس) : الشديد الضَّرب من العقارب. يقال : عقربٌ قطربوسٌ. قاله أبو زيد.

__________________

(١) كذا أثبت في المطبوعة وهو من باب رباعي القاف والراء.

(١) كذا أثبت في المطبوعة وهو من باب رباعي القاف والراء.

٣١٢

وأنشد :

فقرَّبوا لي قطربوساً ضاربا

عقربةً تناهز العقاربا

المازنيّ : القطربوس : الناقة السريعة.

قال : وناقة (قَنطَرِيسٌ) : وهي الشديدة الضخمة.

أبو عبيد عن الأصمعي : (القَنْفَرِش) : العجوز الكبيرة.

وقال شمِر : القنفَرِش : الضخمة من الكَمَر.

وقال رؤبة :

عن واسعٍ يذهبُ فيه القَنْفَرِشْ

وقال آخر في صفة العجوز :

فانية النَّابِ كَزومٌ قنفرِشْ

أبو عبيد عن الأمويّ : (القَفَنْدَر) : الرجُل الضخم الرِّجل.

وقال الليث : هو الضخم من الإبل ، ويقال : الضخم الرأس.

أبو عبيد عن الأمويّ يقال للعجين الذي يقطّع ويُعمَل بالزيت (مُشَنَّق).

قال الفراء : واسم كلِّ قطعة منه (فَرَزْدَقة) ، وجمعها فَرَزْدق.

وقال شمر : سُمِّي الفرزدقَ لغلظ حروفِ وجهِه ، شُبِّه بالعجين الذي يسوَّى منه الرغيف.

ويقال للجَردَق العظيم الحُروف : فرزْدقٌ.

وقال الأصمعيّ : الفرزدق : الفَتوت الذي يفَتُّ من الخبز الذي تشربُه النساء.

الليث : (ادْرنفَقَ) ، أي : اقتحمَ قدُماً.

وادرنفَقَت الناقة : إذا تقدَّمت الإبل.

وقال الليث : (الجَنْفَلِيق) مِن النِّساء هي العظيمة وكذلك الشَّفْشَلِيق.

قلت : مِن الخماسيّ الملحق ما رَوَى أبو العباس عن ابن الأعرابيّ : (اقرَنْفَطَ) : إذا تَقبّضَ واجتمع. وأنشد :

يا حبّذا مُقْرَنفطُكْ

وروى أبو عبيد عن الأصمعي : (المُدْرَنْفَق) : المسرعُ في سَيْرِه.

وقال اللحياني : ادرنفقَت الناقة : إذا مَضَت في السَّيْر وأسْرعَتْ.

قال : و (اسْلَنْقَى) على قفاهُ ، وقد سَلْقَيْتُه على قفاه.

(الدّملقى) : الفصيح اللسان.

وقال أبو إسحاق في قول الله جل وعزّ : (عالِيَهُمْ ثِيابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ) [الإنسان : ٢١] ، قال : هو الدِّيباج الصفيق الغليظ الحَسَن. قال : وهو اسمٌ أعجمي أصله بالفارسية : استَفْره. قال : ونُقِل من العَجَميَّة إلى العربية ، كما سُمِّي الديباج ، وهو منقول من الفارسية.

وقال غيره : هذه حروف عربية وقَع فيها وِفاقٌ بين ألفاظها في العجمية والعربية.

وهذا عندي هو الصواب.

أبو عبيد عن أبي عمرٍو : (المَرْدَقُوش) :

٣١٣

الزَّعفران.

قال ابن مُقْبل :

يَعْلُون بالمَرْدَقُوش الوَرْدَ ضاحيةً

سَعابيب ماءِ الضالَةِ اللَّجِنِ

وقال أبو الهيثم : المَرْدَقوش معرَّبٌ معناه : الليِّن الأُذن.

وقال أبو عبيدة : (الدُّرْداقِس) : عَظْمٌ يَصل بين الرّأس والعُنُق كأنه رُومِيٌّ.

وقال الأصمعي : (الشِّمشليقُ) من النِّساء : السَّرِيعةُ المشي الصّخّابة. وأنشد :

بضَرّةٍ تَشُلُّ في وسيقِها

نئَّاجَة العَدْوةِ شَمْشَلِيقَهَا

صَليبَة الصَّيحة صَهْصَلِيقِها

أبو تراب : مَرَّ مَرّاً (دَرَنْفَقا) و (دَلَنْفَقا) ، وهو مَرٌّ سَريع شبيهٌ بالهَمْلَجة. وأنشد قول عليّ بن شيبة الغَطَفاني :

فَراحَ يُعاطِينَ مَشْياً دَلَنْفَقا

وهنَّ بعَطفَيه لهنَّ خَبيبُ

وقال الأصمعيّ فيما رَوَى عنه أبو تراب أيضاً : (القَنْدَفِيل) : الضخم.

وقال المخروع السَّعديّ :

مائرة الضَّبْعين قَنْدَفيلُ

وقال ابن دريد : (القَنْدَفير) : العجوز.

قلتُ : وأصله عجميٌّ كندبير.

وفي «النوادر» : (القُسْطِبينَة) وَ (القُسْطَبِيلَة) : الكَمَرة.

آخر حرف القاف

٣١٤

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

هذا كتاب حرف الكاف

أبواب المضاعف منه

[باب الكاف والجيم]

كج

كج : أهمله ابن المظفَّر.

وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي أنه قال : كَجَ فلان : إذا لعب بالكُجَّة ، ومنه خَبَر ابن عباس : في كل شيء قِمارٌ حتى في لعب الصِّبيان بالكُجّة.

قال ابن الأعرابي : وهو أن يأخذ الصبيُّ خِرقة فيُدوِّرَها كأنها كرَة ، ثم يتقامرون بها ، فتُسمَّى هذه اللعبة في الحضَر باسمين ، يقال لها : التُّوانُ ، والآجُرَّة يقال لها : البُكْسَة.

قال الأزهري : لا أدري هي النون أو النوز بالزاي.

قال الكاتب : هذه لعبة مشهورة عندنا بالعراق إلى الآن ويسمونها النوز بالزاي لا غير.

باب الكاف والشين

كش [كش ، شك : مستعملة].

كش : قال الليث : تقول العرب : كشَ البكر ، وهو يَكِشّ كَشيشاً ، وهو صوتٌ بين الكَتِيت والهدير.

أبو عبيد : إذا بلغ الذَّكر من الإبل الهَدِير فأولهُ الكَشيش ، وقد كَشَ يَكِشُ كشيشاً.

وقال رؤبة :

هَدَرْتُ هَدْراً ليس بالكَشيش

فإذا ارتفع قليلاً قيل : كَتَّ يَكِتّ كتيتاً ، فإِذا أفصَح بالهَدير قيل : هَدَر هَدِيراً.

أبو عبيد عن الأصمعيّ : إذا سمعتَ للزَّند صوتاً خَوّاراً عند خروج نارِه قلت : كَشَ الزَّند كشيشاً.

وقال شمِر : الحيّات كلها تَكِشّ ، غير الأَسْوَد فإِنه ينبَح ويَصفر ويصيح.

وأنشد :

٣١٥

كشيشُ أفعَى أجمَعَتْ بِعَضِ

فهي تَحكُّ بعضَها ببعضِ

وقال أبو نصر : يقال : سمعت فحيحَ الأفعى وهو صوتها من فمها ، وسمعت كَشِيشَها وقَشيشها ، وهو صوتُ جِلدها.

وقال الليث : الكشكشة لغة لربيعة ، يقولونها عند كاف التأنيث عليكِشْ إليَكشْ بِكِشْ ، يزيدون الشين بعد كاف التأنيث.

وبعضهم يجعل مكان الكاف شيناً فيقولون : عَلَيْشِ إلَيْشِ بِشِ.

وأنشد :

تَضحَك منِّي أنْ رأَتْني أحتَرِش

ولو حَرَشْتِ لكشَفْتِ عن حِرِشْ

يريد عن حِرِك.

وروى أبو تراب في باب الكاف والفاء : الأفعَى تَكِشُ وتَقِشّ ، وهو صوتُها من جلدها وهو الكشيش والقشيش. قال : والفحيح : صوتها من فيها.

قال : وقال بعض قيس البَكر يَكشّ ويَقِشّ ، وهو صوته قبل أن يهدر.

أبو عبيد عن أبي الجراح : الكشيش : صوت الأفعى مِن جلدها. قال : وتَفِحُّ من فيها.

وقال ابن الأعرابي : الكُشّ : الحرْق الذي يُلقّح به النخل.

شك : قال الليث : الشَّكُ : نقيض اليقين.

والفعل شكَ يشُكّ شكّاً. والشِّكة : ما يَلبَسه الرجل من السِّلاح. وقد شَكّ فيه يشُك شكاً. وقد خُفّف فقيل : شاكي السِّلاح ، وشاكُ السِّلاح. وباقي تفسيره في المعتل من هذا الكتاب.

أبو عبيد : يقال : فلان شاكُ السلاح ، مأخوذ من الشِكّة ، أي تام السلاح. قال : والشاكي بالتخفيف والشائك جميعاً : ذو الشَّوكة والحدَّة في سلاحه.

ثعلب عن ابن الأعرابي : شُكَ : إذا أُلحق بنسب غيره. وشَكّ : إذا ظَلَع وغَمَز.

وقال أبو الجراح : واحد الشَّوَاك شاكٌ.

وقال غيره : شاكَّة ، وهو وَرمٌ يكون في الحَلْق ، وأكثر ما يكون في الصِّبيان.

الليث : يقال : شكَكْتُه بالرُّمح : إذا خَزقْته.

وقال طرفة :

حِفافَيْهِ شُكَّا في العَسِيب بمسرَدِ

أبو عبيد عن أبي زيد قال : الشَّكائك : الفِرَق من الناس ، واحدتها شَكيكَة.

وقال الأصمعيّ : الشّكّ : أيسر من الظَّلْع ، يقال : بعيرٌ شاكٌ ، وقد شَكّ يشُكُ.

وأنشد :

كأنَّه مستبَان الشَّكّ أو جَنِبُ

وقال غيره : الشَّكائك مِن الهوادج : ما شُكَ مِن عِيدانها التي تُصَبَّبُ بها بعضُها في بعض.

وقال ذو الرمّة :

٣١٦

وما خِفْتُ بين الحيِّ حتّى تَصدّعَتْ

على أوجُهٍ شَتَّى حُدُوج الشَّكائِكِ

ويقال : شَكَ القومُ بيوتَهم يشكُّونها شكّاً : إذا جعَلوها على طريقةٍ واحدة ونَظْم واحد ، وهي الشِّكاكِ للبيوت المصطفَّة.

وقال الفرزدق :

فإني كما قالت نَوارُ إن اجتَلَتْ

على رَجُل ما شَكّ كفِّي خَليلُها

أي ما قارَنَ. ورَحمٌ شاكَّة ، أي : قريبة. وقد شُكَّت : إذا اتصلت.

وقال أبو سعيد : كلُّ شيء ضَممتَه إلى شيءٍ فقد شككتَه.

قال الأعشى :

أو اسفِنْطَ عانَةَ بعد الرُّقا

دِ شَكَ الرّصافُ إليها الغَديرا

ومنه قول لبيد :

جُماناً ومَرجاناً يَشُكّ المَفَاصلا

أراد بالمَفاصل ضُروبَ ما في العِقد من الجواهر المنظومة.

ثعلب عن ابن الأعرابي قال : الشُّكَك : الأدعياء. والشُّكَك : الجماعات من العساكر يكونون فِرَقاً.

شمر عن ابن الأعرابي : شكَ الرجل في السِّلاح : إذا لبسَه تامّاً فلم يدعْ منه شيئاً ، فهو شاكٌ فيه. والشّكّة : السِّلاح كلّه ، فمن ثمّ قيل : شاكٌ في سلاحه ، أي : داخلٌ فيه وكل شيءٍ أدخلتَه في شيء أو ضممتَه إليه فقد شكَكته.

ورحمٌ شاكَّة : قريبة. وقول ابن مُقْبل يصف الخيْل :

بكلِّ أشَقَّ مقصوصِ الذُّنَابَى

بشكِّيَّاتِ فارسَ قد شجِينا

يعني : اللُّجُمَ.

باب الكاف والضاد

[كض]

ضك : أبو عبيد عن الأمويّ : الضَّكْضَكة : سرعة المَشْي.

قال : وقال الأصمعيّ : الضّكْضاك : الرَّجل القَصير ، وهو البَكْباك.

ابن المظفَّر : امرأة ضكضاكةٌ مكتنزة صُلْبة.

وفي «النوادر» : ضُكْضكَت الأرض وفُضْفِضَت بمَطَرٍ ، ورُقرِقَت ومُصْمِصَتْ ومُضْمِضَتْ ، كلُّ هذا غَسَلها المَطَر.

وضك : غير مكرَّر غير مستعمل.

باب الكاف والصّاد

[كص] كص صك : مستعملان.

كص : قال أبو عبيد : الكَصِيصة : حبالة الظّبْيِ التي يُصادُ بها.

وقال اللحياني : تركتهم في حَيْصَ بَيْص كَكَصِيصة الظّبي. وكَصِيصَتُه : موضعه

٣١٧

الذي يكون فيه ، وحِبالتُه.

ويقال له مِن فَرَقِه : أصيصٌ وكَصِيص ، أي : انقباض.

وقال أبو نصر : سمعت كصِيص الجراد ، أي : صوتَها.

أبو عبيد : أَفْلَتَ وله كَصيصٌ وأصيص وبصيص ، وهو الرِّعْدَة ونحوها.

صك : قال الليث : الصَّكَك : اصطكاك الرُّكبتين ، والنعت : رجل أصَكُ وظَلِيم أَصَكُ لتَقارُب رُكبتيه يصيبُ بعضُها بعضاً : إذا عَدا. وأنشد غيره :

إنَّ بني وَقْدانَ قومٌ سُكُ

مِثلُ النَّعام والنَّعامُ صُكُ

ويقال : صَكّ يَصَكُ صَككاً ، وقد صَكِكتَ يا رجل.

ابن السكّيت عن أبي عمرو : وكلُّ ما كان على فَعِلتْ ساكنة التاء مِن ذوات التضعيف ، فهو مدغَم نحو صَمَّت المرأة ، وأشباهه ، إلّا أحْرُفاً جاءت نوادر في إظهار التضعيف ، وهو لَحِحت عينُه : إذا التصقت ، وقد مَشِشَت الدّابة وصَكِكَتْ ، وقد ضَبِب البَلد : إذا كَثُر ضِبابه ، وألِلَ السّقاءُ : إذا تغيَّرتْ رِيحُه ، وقد قَطِط شَعرُهُ.

وقال الليث : الصَكُ : ضَربُ الشيء بالشيء العريض : إذا كان ضرباً شديداً.

يقال : صَكّه يصُكّه صَكّاً.

أبو عبيد عن أبي زيد : يقال : لقِيتُه صَكّةَ عُمَيٍّ ، وهو أشدُّ الهاجرة حَرّاً.

قال شمر : وأنشدني ابن الأعرابيّ :

صَكّ بها عَيْنَ الظَهِيرة غائراً

عُمَيٌّ ولم ينعَلْنَ إلّا طِلالَها

قلت : والصَّكّ الذي يُكتَب للعُهْدة مُعْرب ، أصلُه جَكْ ، ويُجْمَع صِكاكاً وصُكوكاً ، وكانت الأرزاق تسمّى صِكاكاً لأنها كانت تخرج مكتوبة.

ومنه الحديث في النهي عن شِراء الصّكاكِ والقطوط.

وحِمارٌ مصكٌ : شديد. ورَجُل مِصَكٌ : قويّ شديد.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : في قَدَمَيْه قَبَل ثم خَنَف ثم فَحَج ، وفي ركْبتيه صَكَك وفي فَخِذيه فجاً.

أبو عبيد عن الأصمعيِّ : إذا اصطكّت رُكبتاه ، قيل : صَكّ يصَكُ صَكَكاً ، وقد صَكِكْتَ يا رجل.

عمرو عن أبيه قال : كان عبد الصمد بن عليّ قُعْدُداً ، وكانت فيه خَصْلة لم تكن في هاشميٍ ، كانت أسنانه وأضراسُه كلُّها ملصَقَة ، وهذا يسمَّى أصَكَ.

قلت : ويقال له الأَلصُّ أيضاً.

[باب الكاف والسين]

كس كس ، سك : [مستعملة] ..

٣١٨

كس : قال الليث : الكَسَس : خروج الأسنان السُّفلى مع الحنك الأسفل وتقَاعُسُ الحَنَك الأعلى. والنعت : رجل أكَسُ.

وأنشد :

إذا ما حالَ كُسُ القَوْمِ رُوقا

حال بمعنى تحوّل. قال والتكَسُّسُ : التكلُّف من غير خِلْقَة.

ثعلب عن ابن الأعرابي قال : البَلَل أشدُّ مِن الكَسَس.

وقال ابن شميل : الكَسَس : أن يكون الحَنَك الأعلى أقصر مِن الأسفل ، فتكون الثَّنيتان العُلْييان وراءَ السُّفليَين من داخل الفم ، وقال : ليس من قِصَر الأسنان.

قال ابن الأعرابيِّ : الكَسَس : قِصَر الأسنان ، رجل أكَسُ وامرأةٌ كسَّاء.

عمرو عن أبيه : الكَسِيس من أسماء الخمر ، هي القِنْديد.

أبو مالك : الكَسكاس : الرجل القصير الغليظ. وأنشد :

حيث ترى الحَفَيْتَأ الكَسْكاسا

يَلتَبِس الموتُ به الْتِباسا

والكَسْكسة : لغة من لغات العرب تقارب الكشكشة.

سك : أبو نصر عن الأصمعيّ يقال : سكّ سمعُه واستكّ.

وقال الليث : السَّكك صِغَر قُوف الأُذن وضيق الصِّماخ ، وقد وُصِف به الصَّمَم.

وقال ابن الأعرابيِّ : يقال للقَطاة حَذّاء لقِصر ذَنَبها ، وسَكَّاء لأنَّه لا أُذُن لها.

وأصلُ السَّكك الصَّمَم.

وأنشد :

حَذَّاء مدبِرةً سكاءُ مقبلةً

للماء في النَّحْرِ منها نَوطَةٌ عَجَبُ

وقوله :

إنّ بني وَقْدان قَوم سُكُ

مثلُ النَّعام والنَّعامُ صكُ

سُكٌ ، أي : صُمٌّ.

وقال الليث : يقال : ظَليم أَسَكُ لأنّه لا يَسمَع.

وقال زهير :

أسَكُ مُصَلّمُ الأُذنين أَجْنى

له بالسِّيِّ تَنُّومٌ وآءُ

ورُوي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «خيرُ المال سِكّةٌ مأبورة ، وفَرَسٌ مأمورة»

. قال أبو عبيد : السكّة المأبورة : هي الطريقة المستوية المصطفَّة من النخل.

ويقال : إنما سمِّيت الأزقّة سِكَكاً لاصطفاف الدُّور فيها كطرائق النَّخل.

وفي حديث آخر عن النبي عليه‌السلام : «أنه نهَى عن كسر سِكة المسلمين الجائزة بينهم إلّا مِن بأس» ، أراد بالسِّكة الدِّينار والدِّرْهم المضروَين ، سمِّي كلُّ واحدٍ منهما سكة لأنه طُبع بالحَديدة المُعلمة له.

٣١٩

ويقال له : السَّك. وكلُّ مِسمارٍ عند العرب سَكٌ.

وقال امرؤ القيس يصف دِرْعاً :

ومشدودةَ السَّكِ مَوْضونةً

تضاءلُ في الطيِّ كالمِبْرَدِ

وقال الليث : السِّكة : حديدة قد كُتِب عليها يُضرب بها الدّراهم.

وفي حديثٍ ثالثٍ عن النبي عليه‌السلام أنه قال : «ما دخَلَتِ السِّكةُ دارَ قومٍ إلّا ذَلُّوا».

والسكّة في هذا الحديث : الحديدة التي يُحْرَثُ بها الأرض ، وهي السِّنُّ واللُّؤمَة.

وإنَّما قال عليه‌السلام إنها لا تَدخل دارَ قومٍ إلّا ذَلوا كراهةَ اشتغال المسلمين والمهاجرين عن مُجاهدة العدوّ بالزِّراعة والخفْض واقتناء المال ، وإنهم إذا فعلوا ذلك طُولبوا بما يلزمهم مِن مال الفَيء ، فيلقَونَ عنتاً مِن عمال الخراج وذُلًّا مِن النوائب. وقد عَلِم عليه‌السلام ما يَلقَى أصحابُ الضِّياع والمزارع من عَسْف السلطان وانحنائه عليهم بالمطالبات ، وما ينالُهم مِن الذُّلّ عند تغيُّر الأحْوال بعدَه.

فهذه ثلاثة أحاديث ذُكِر فيها السكة بثلاثة معانٍ مختلفة ، وقد فسّرتُ كل وجه منها فافهمه.

وقال الليث : السِّكة أوسَعُ مِن الزقاق.

والسَّكُ : تضبيبُك البابَ أو الخشب بالمسمار ، وهو السَّكِّي.

وقال الأعشى :

كما سَلَك السَّكِّيَ في الباب فيْتَقُ

وقال الأصمعي : استكت الرياض : إذا التفَّت.

وقال الطرمَّاح يصف عَيراً :

صُنع الحاجبَيْن خَرَّاطهُ البَقْ

لُ بَدِيّاً قبلَ استكاكِ الرياضِ

شمر ، قال الأصمعيّ : إذا ضاقت البئر فهي سُكٌ.

وأنشد :

يُجبي لها على قَليبٍ سُكٍ

وهي التي أحكم طيُّها في ضِيق.

ثعلب عن ابن الأعرابي : سَكَ بسَلْحِه ، وشجّ وهَكّ : إذا خَذَق به.

وقال : والسُّكُك : القُلُص الزرّاقة يعني الحُبارَيات.

قال الأصمعي : هو يَسك سكّاً ويَسُجُّ سجّاً : إذا رَق ما يجيء مِن سَلْحِه.

ويقال لبيت العقرب : السُّكّ ، والسُّكّ : البئر الضيقة.

وقال الليث : السُّكّ : طيبٌ يتخذُ مِن مِسْك ورامك.

والسُّكّ مِن الركايا : المستوِية الجراب والطَّيِّ. والسكّ : جُحْر العنكبوت.

والسكة : الطَّريق المستوي ، وبه سميتْ

٣٢٠