تهذيب اللغة - ج ٩

محمّد بن أحمد الأزهري

تهذيب اللغة - ج ٩

المؤلف:

محمّد بن أحمد الأزهري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٥١

مَشْي الصبيّ وهو حَدَثٌ. قال : وإذا سَلَحَ الصبيّ قالت أمُّه : قَقَّة : دَعَه ، ققَةٌ : دَعَهْ ، ققَّه : دَعْهُ ، فرفع ونَوَّن.

ويقال : وقعَ فلانٌ في ققّةٍ : إذا وَقع في رأْيِ سوء.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : القَقَقَة : الغِرْبان الأهلية.

٢٨١

أبواب رباعي حرف القاف

باب القاف والجيم

[قج]

[قمجر] : أبو العباس عن أَبي نصر عن الأصمعي قال : يقال لغِلاف السِّكّين القِمْجار.

وقال ابن السكّيت : القَوَّاس يقال له المُقمجِرُ وأَنشد :

مِثلَ القِسي عاجَها المقَمجِرُ

وبعضهم يقول : القَمنجَر : القواس ، وإنّما هو ، بالفارسية كمان قرْ.

[مجنق] * : أبو تراب : يقال للمنجنيق المنجليق.

وقال غيره : مَجنَقَ المنجنيق.

ويقال : جَنقَ.

[جرمق] * : وقال أبو تراب : قال شجاع الْجِرْماق والجِلماق : ما عُصِب به القَوْس مِن العَقَب والجرامقة : جيلٌ من الناسِ.

[قنجر] * : وقال أبو العباس : قال ابن الأعرابي : القُنجور : الرجُل الصغير الرأس الضعيف العقل.

[قنجل] : وقال أبو بكر بن دريد : القُنْجُل : العَبد.

[جردق] * : ويقال للرغيف : الجرْدَق.

ويقال للحانوت كُرْبَج وقُربَج.

قلت : وهذه الحروف كلُّها عندي معربة ولا أُصولَ لها في كلام العرب (١).

باب القاف والشين

[قش]

[شدقم] : قال الليث : الشّدْقَمِيّ والشَدْقَم : الواسِع الشِّدْق ، وهو من الحروف زادت العربُ فيها الميم مِثل زُرْقم وسُتْهُم وفُسحُم وشَدقَم : اسم فحلٍ من فحول العرب معروف.

[دمشق] : ودِمْشَق جُند من أجناد الشام ، واسم كُورة مِن كُوَرِها.

وقال عمرو بن أبي عمرو عن أبيه الدَّمْشق : الناقة السريعة ، واسم المدينة من هذا أُخذ. قيل : فَدمشْقوها إذاً ، أي : ابنُوها بالعَجلة. وأنشد أبو عبيدة للزَّفَيان :

وصاحبي ذاتُ هِيابٍ دَمْشقُ

__________________

(١) جاء في حاشية المطبوع : «وردت في «ح» تكملة يبدو أنها استدراك من الأزهري ملحقة بنهاية (باب القاف والشين) فارجع إليها إن شئت» اه .. وستأتي (ص ٢٨٥).

٢٨٢

[دنقش] : ثعلب عن سَلَمة عن الفراء قال : الدَّنْقَشة الفَساد.

رواه بالشين ورواه غيره الدَّنْقسة بالسين ، وهما لغتان.

[برقش] * : وقال الليث : البَرْقَشة : شِبهُ تنقيشٍ بألوانٍ شتَّى ، وإذا اختلف لونُ الأَرقش سُمِّي بَرْقَشَة.

قال : والبِرْقِش طُوَيئر من الحُمّر صغيرٌ.

مبرقش بسوادٍ وبياض. وأنشد :

وبرقشاً يغدو على معالقا

أبو عبيد عن الأصمعي : البرقش : طائر صغير. مثل العصفور يسمّيه أهل الحجاز الشُّرْشور.

قلتُ : وسمعتُ صِبيانَ الأعراب يسمُّونه أبا براقِش.

وقال عبد الرحمن بن هانئ : زعم يونس أنَّ أبا عمرٍو وقال في هذا المثل : «على أهلها تجني براقِش» ، أنَ براقِش كانت امرأةً لبعض الملوك ، فسافر الملك واسْتَخلَفَها ، وكان لهم موضعٌ إذا فَزِعوا دَخَّنوا فيه ، فإذا أَبصَره الجُند اجتَمعوا ، وأن جَوارِيها عَبِثْن ليلةً فدخَّنَّ فجاء الجُند ، فلمّا اجتَمعوا قال لها نُصَحاؤها إنّك إن رَدَدْتهم ولم تستعمليهم في شيءٍ فدخَّنتُمْ مرّة أخرى لم يأتكم أحد ، فأمرتهِمْ فبنوا بناءً دون دارها ، فلما جاء الملك سأل عن البِناء فحدَّثوه القصة.

فقال : «على أهلها تجني براقش» فصار مَثَلاً.

أبو عبيد عن أبي عبيدة قال : بَراقِش اسم كلْبة نبحَتْ على جيشٍ مَرُّوا ليلاً ولم يشعروا بالحيّ الذين فيهم الكلبة ، فلما سمعوا نُبَاحَها عَلموا أن أهلها هناك ، فعطفوا عليهم فاستباحوهم ، فذهبت مَثلاً.

[مردقش] : وقال ابن مقبل :

يعلُون بالمرْدقوش الوردِ ضاحيةً

على سعابيبِ ماء الضَّالَة اللَّجنِ

قيل : المردقوش : هو المرْزَجوش : ونعته بالوَرِد لأنّ المرزجوشَ إذا بلغ احمرَّتْ أطرافه.

ويقال للمردقوش أيضاً : العَنْقَز والسَّمْسَق.

قلت : وليس المردقوش من كلام العرب ، إنما هو مَرْدقوش ، أي : ليّن الأذن.

أبو عمرو : السَّمسَق : الياسمين.

وروى أَبو عبيد عن أبي عمرو قال : المردقوش : الزَّعفرانُ أيضاً.

[برقش] * : أبو العباس عن ابن الأعرابي : البرْقَشة : التفرّق. وتركتُ البلادَ براقِشَ ، أي : ممتلئة زهراً مختلفةً مِن كلِّ لون.

وبرقش لنا الرَّجُلُ ، أي : تَزَيّن بألوان مختلفة.

وقالت خنساء ترثي أخاها :

٢٨٣

تَطير حَواليَّ البلادُ بَراقِشاً

بأرْوَع طَلّابِ التِّراث مطلَّبِ

[قشبر] : ثعلب عن ابن نَجْدة عن أبي زيد قال : القِشْبارة والقِسبارة : العَصَا.

[شبرق] : وقال الليث : الشِّبرق نباتٌ غَضّ.

وقال ابن شميل : الشِّبْرق : الشيء السَّخيف من نبتٍ أو بَقْل أو شجَر أو عِضاةٍ.

يقال : في الأرض شِبْرِقة مِن نبت ، وهي المشْرة.

وقال غيره : الشِّبرقة مِن الْجَنبة وليس في البَقْل شبرقة ، ولا تَخرج إلّا في الصيف.

سلمة عن الفراء قال : الشِّبرق : نبتٌ.

وأَهل الحجاز يسمُّونه الضَّرِيع إذا يبس وغيرهم يسمِّيه الشِّبرق.

وقال الزجاج : الشبرق جنس من الشّوك : إذا كان رطْباً فهو شِبْرق ، فإذا يبس فهو الضَّريع.

أبو عبيد عن أَبي عمرو : المُشَبرق : الرقيق من الثياب.

قال : والمقطوع أيضاً مُشبرَق.

وقال اللحياني : ثوبٌ شبارِق وشَمَارِق ومُشبرَق ومُشمْرَق.

وقال أبو زيد : الشِّبْرق الواحدة شِبْرقة.

يقال لها : الحِلة ، ومنبتُها نَجد وتهامة ، وثمرتها حُبْلةٌ صغار ، ولها زهرة حمراء.

وقال الهذليّ :

كأن بأيديهم حواشي شبرق

قال : شبرق : شجرة لها ثمرةٌ حمراء. أراد أَنَّهم رُمِّلوا بالدَّم.

قال الفراء : شرْبَقْت الثوب فهو مُشَربَق ، أي : قطعته مثلَ شَبْرَقت.

وقال الليث : ثوب مشبرق : أفسِد نَسْجاً وسخافةً. وصار الثوبُ شَباريق ، أي : قطعاً.

قال ذو الرمة يصف الدار :

فجاءت بنسج العنكبوتِ كأنّه

على عَصَوَيْها سابِريٌ مُشبرَق

قال : والدابّةُ يشبرق في عَدْوه ، وهو شدة تباعد قوائمه. وأَنشد :

مِنْ جَذْبه شِبْرَاق شَدٍّ ذي مَعَقْ

[برشق] : أبو عبيد عن الأصمعي : رجل مُبْرَنْشِق : فَرِحٌ مسرور.

قال : وحدثْتُ هارونَ الرَّشيد بحديث فابرنْشَقَ ، أي : فَرِحَ وسُرَّ.

[قبشر] : وقال الليث : القُبْشُورُ : المرأَة التي لا تحيض.

[قرشب] : ثعلب عن ابن الأعرابي : رجل قِرشَبٌ سيِّئ الحال.

وقال الأصمعي : القِرْشَبُ الأكُول.

وقال أَبو مالك : القَراشِب الضِخام ، رجل قِرْشَبٌ.

٢٨٤

وقال غيره : هو السيِّئ الحال. وأَنشد :

كيف قَرَيْتَ شيخك الأزَبّا

لما أتاك بائساً قِرْشَبّا

[شرنق] : وقال أبو عمرو : ثياب شرانق مُتَخَرِّقة ، لا واحد لها. وأنشد :

كأنها بصرية صوافقُ

لما حمته كَنَّةٌ وحالقُ

منه وأعلى جلده شرانقُ

ويقال لِسَلخ الحية إذا ألقتْه : شَرانق.

[قفشل] : عمرو عن أَبيه : يقال للمغْرفة القَفْشَلِيل.

قلت : وهو معرب أَصله كفجلين.

[قرشم] : سلمة عن الفراء قال : يسمَّى القُراد القِرْشام.

وقال الطرماح :

وقد لَوَى أنفه بمشفَرها

طِلْحُ قراشيمَ شاحبٌ جسدُه

وقال الليث : القُرْشوم : شجرة زعمت العرب أنها القِردان ، وذلك أنَّها مأوى القِرْدَان.

ثعلب عن ابن الأعرابي : فيها قَرَمَّشٌ مِن الناس ، أي : أخلاط.

وقال ابن دريد : القِرشَمُ : الصُّلب الشديد.

[شفشلق] : وقال : عجوز شَفْشَليق وشَمْشَليقٌ : إذا استَرخَى لحمها.

[شملق] : وقال أَبو عمرو : يقال للعجوز شُمْلق وشَمْلق ، وسُمْلق وسَمْلق ، كلُّه تقول.

[شقشق] : ويقال للشِقْشِقة شِمْشِقة.

[قنفش] : قال : القَنْفَشة : التقبض.

[ششقل] : قال : والشَّشْقَلة : كلمةٌ حِمْيرية لهَج بها صيارفة أهل العراق في تعيير الدنانير. يقولون : قد ششقلناها ، أي : عيَّرناها ، أي : وزناها ديناراً ديناراً ، وليستْ الشَّشقلة عربية محضة.

وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي يقال : اشقُل الدَّنانير ، وقد شقلْتُها ، أي : وزَنتُها.

قلتُ : وهذا أشْبه بكلام العرب.

وأمَّا قولُ الليث تعيير الدَّنانير ، فإنَّ أبا عُبيد رَوى عن الكسائي والأصمعيّ وأبي زيد أنهم قالوا جميعاً عايرْتُ المكاييل وعاوَرْتُها ، ولم يُجيزوا عَيَّرَتْها.

وقالوا : التعْيير بهذا المعنى لحْن.

[شقرق] : أبو عبيد عن الفرّاء : الأخيل : الشِّقِرَّاق عند العرب ، بكسر الشين.

ورواه أبو العباس عن ابن الأعرابي أنه قال : الأخطَب هو الشَّقِراق بفتح الشين.

وقال اللِّحيانيّ : شِقِرَّاق في باب فِعِلّال.

وقال الليث : الشِّقِراق والشِّرِقراق لُغتان : طَائرٌ يكون في آخر الأرض الجَرْم في منابت النَّخيل كقَدر الْهُدْهُد ، مرقّط بحمرة وخُضرة وبياض وسوادٍ.

٢٨٥

[شفلق] : ثعلب عن ابن الأعرابي قال : الشَّفَلَّقَة : لُعْبَةٌ للحاضرة ، وهو أن يَكسع إنساناً من خَلْفِ فيصرعَه ، وهو الأسْنُ عند العرب.

قال : ويقال : ساتاه : إذا لَعِبَ معه الشَّفَلّقَة.

[شبزق] : وسمعْتُ المنذري يقول : سمعتُ أبا عليٍّ يقول : سمعتُ أبا الهيثم يقول : الشَبْزَق هكذا سمعته : دِيْوكَذْ خَرِيذِه كَرْدَه.

(عمرو عن أبيه : يقال للعجوز : شملق ، وشلمق ، وسملق ، وسلمق ، كلُّه مَقول) (١).

ومن باب القاف والجيم (٢)

[قنفج] : الليث : القِنْفِج : الأتان العريضة القصيرة.

ويقال للحانوت : كُرْبُق وكُربَق وكُربَج.

[جرمق] : والجُرموق : خُفٌّ يُلبَس فوق الخُفّ. وجَرامقة الشام : نبطها.

[جبلق] : وجابَلْق ، وجابَرْص : مدينتان إحداهما بالمشرق ، والأخرى بالمغرب ليس وراءهما إنسيْ.

وروي عن الحسن بن علي عليهما‌السلام حديث ذكر فيه هاتين المدينتين.

ويقال جابَلَق وجابَرص ، قَيدَهما أبو هاشم كذلك.

[جردق] * : ومن المعرب قولهم : جَرْدق وجَرْذَق.

[مجنق] * : ويقال : جَنَّقُوا المجانيق ومَجْنَقُوها.

[جبثق] : وبخطّ أَبي هاشم في هذا الباب : الجُنَبْثِقَة : امرأَة السَّوء.

وقال :

بنو جُنَبْثقَةٍ وَلدَتْ لئاماً

عَلَيَّ بلؤْمكم تتوثَّبونا

والكلمة خماسيّة ، وقال : أراها عربيَّة (٣).

باب القاف والضاد

[قض]

[قرضب] : قال الليث : القَرْضَبَة : شدَّة القَطْع. وسيفٌ قِرْضابٌ ومُقَرضِبٌ : قطَّاع.

وقال لبيد :

ومدجّجِين ترى المغاوِلَ وَسْطَهم

وذبابَ كلِّ مُهَنَّدٍ قِرضابِ

أبو عبيد عن الأصمعيّ : قرضبتُ الشيء وَلهذَمتُه : قطعتُه ؛ وبه سمِّي اللُّصوص

__________________

(١) تكرار لمادة «شملق» السابقة.

(٢) لعله استدراك من الأزهري ، وانظر الهامش السابق (ص ٢٨١).

(٣) في «اللسان» : «قال : وما أراها عربية».

٢٨٦

لهاذِمَةٌ وقَرَاضِبَة.

ثعلب عن ابن الأعرابي : القِرْضاب : الفقير. والقِرضاب : الرجل الكثيرُ الأكل.

والقِرْضاب : اللِّصّ ، وهو القُرْضُوبُ.

والقَراضِبة : الصَّعاليك واحدهم قُرْضوب.

وأنشد ابن كيسان :

وعامُنا أعجبَنا مُقَدَّمُه

يُدْعَى أبا السَّمْح وقِرْضابٌ سُمُه

قال : القِرْضابُ : الذي يأكلُ الشيءَ اليابس. قرضَب الرجلُ : إذا أَكلَ شيئاً يابساً. وقُراضبة : موضع.

وقال بشر بن أبي حازم :

وحَلَّ الحيُّ حيُّ بني سُبَيْع

قُراضبةً ونحن لهم إطارُ

[قنبض] : أبو عبيد عن أبي عمرٍو : القُنْبُضَة : القصيرةُ من النِّساء.

قال الفرزدق :

إذا القُنْبُضَاتُ السُّودُ طَوَّفْنَ بالضحى

رَقَدْن عليهنّ الحِجال المسجَّفُ

[قرضم] : عمرو عن أبيه قال : من غريب شجر البَرّ القِرْضِئْ واحدته قِرْضِئيَّة.

وقِرضِم : اسم.

قال ذو الرمة يصف إبلاً :

قهاريسُ مِثل الهَضْب يَنمي فُحُولُها

إلى الشر مِن أولاد رَهْط ابن قِرْضِم

قلت : والميم فيه زائدة. وقرضَمْتُ الشيءَ : قطعتُه. وَالأصلُ قَرَضْتُه.

[قرضف] : ثعلب عن ابن الأعرابيّ قال : القُرْضُوف : القاطع. والقُرضُوف : الكثيرُ الأكل.

باب القاف والصاد

[قص]

[صندق] : قال الليث : الصُّنْدوق : لُغة في السُّنْدُوق ، ويُجمع صَناديق.

[قنصر] : وقال : قُناصِرِين : موضعٌ بالشام.

[قرصد] : وذكر بعضُ مَن لا يوثق بعربيَّته : القَرصَد للقِصْرِيِّ وهو بالفارسية كَفَه. ولا أَدْرِي ما صحَّته.

[قرمص] : أبو عبيد : القُرْمُوص : وَكْرُ الطائر حيث يَفحَص عن الأرض.

قال أبو النجم :

عن ذي قرامِيصَ لها مُحَجَّل

قال : قراميصُ ضَرْعها بَواطن أفخاذها في قول بعضهم.

قال أبو الهيثم : أراد أنها تؤثر لِعظَم ضَرعِها : إذا بَرَكتْ مِثل قُرموص القَطَاة إذا جَثَمَتْ.

قال : ويقالُ لحُفْرة الصائد قُرْمُوص.

قلت : وكنت في البادية فهبَّتْ ريحٌ عَرِيَّةٌ فرأيتُ مَن لا كنّ له مِن خَدَمِهم يَحْتفِرُون حُفَراً في الأرض السَّهلة ويَبيتون فيها ويُلقُون أهدامهم فَوْقهم ، يردُّون بذلك برْدَ

٢٨٧

الشمال عنهم ، ويسمُّون تلك الحُفَر القراميص.

وقد تقرْمَصَ فلانٌ في قُرْمُوصه : إذا انقبض فيه.

وأنشد ابن الأعرابيّ :

جاءَ الشِّتاءُ ولمَّا أتَّخِذْ رَبَضاً

يَا وَيْحَ نفْسِيَ مِن حَفْر القراميص

وقال أبو زيدٍ : في وجهِهِ قِرْماصٌ إذا كان قصيرَ الخَدَّين.

ابن بزرج في وَجهه قِرْماصٌ ، أي : قِصَرُ خدَّين.

[صمقر] : وقال شمر وغيره : يومٌ مُصْمَقِرّ : إذا كان شديد الحرّ ، والميم زائدة.

ويقال : اصْمَقَرَّ اللَّبَنُ فهو مُصمَقِرّ : إذا اشتدَّت حُموضُته ، والميمُ فيه أيضاً زائدة.

يقال : جاءنا بصَقْرَة ما تُذاق حُموضته.

[قرصم] : أبو عبيد عن الأصمعيّ : قرصمْتُ الشيءَ : كسرتُه.

وقال شمر : قَرْصَمْتُه : قطعتُه. وقَرصَمتُه : كسَرْتُه.

[قرفص] : القرافصة : اللُّصوص ، سُمُّوا قرافصةً لشدِّهم يدَ الأسير تحت رجليه) (١).

وفي حديثِ قَيْلةَ أنها وَفَدَتْ على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فرأتْه وهو جالسٌ القُرْفُصاء.

قال أبو عبيد : القُرفصاء : جِلسةَ المحتبي ، إلا أنّه لا يَحتبي بثوبٍ ولكن يَجعل يديه مكانَ الثَّوْب على ساقَيْه.

قال : وقال الفرّاء : جلس فلانٌ القُرْفصاء ، ممدود مضموم.

قال بعضهم : القِرْفِصَى مكسور الأول مقصور.

وقال شمر : قال ابن الأعرابي : قعَد فلان القُرْفُصاء ، (فاعلم) ، وهو أن يَقعُد على رجليه ويَجمع رُكبتيه ويَقبِض يديه إلى صدره.

وقال غيره : قَرْفَصْتُ الرجُل : إذا شدَدْتَه.

[صلقم] : وقال الليث : الصَّلْقَمَةُ : تَصَادُم الأنياب.

وأنشد :

أَصْلَقَهُ العزُّ بنابٍ فاصْلَقَم

قال : والصِّلْقام : الضَّخْم من الإبل.

وأنشد :

يَعلو صَلَاقِيمَ العظامِ صَلْقَمُهْ

أي : جسمه العظيم.

[قصمل] : قال : والقَصْمَلَة : شدَّة العضّ والأكل.

__________________

(١) أثبت في المطبوع بعد مادة (قصمل) ووضعناه هنا كما في «اللسان» (قرفص ـ ١١ / ١٢٧).

٢٨٨

ويقال : ألقاه في فيه فالْتَقمه القَصْمَلَى.

وأَنشد في صفة الدَّهر :

والدَّهْرُ أَحْبَى يَقْتُل المَقاتلا

جارحةً أنيابُه قَصامِلا

وقال أبو النجم :

وليس بالفيَّادة المقَصْمِلِ

(ابن الأعرابيّ : يقالُ : رميتُ أرنباً فدرْ بَيْتُها وقصملتها وقرْمَلْتُها : إذا صرعتَها. ورجرحته مِثله. ورميتُه بحجرٍ فتَدَرْبَى) (١).

قال : والقَصملة : دوْيبَّة تقع في الأضراس فلا تلبث أن تُقَصْمِلَها حتى تَهتِكَ فمَ الإنسان.

ثعلب عن ابن الأعرابي : قَصْمَلَ الرجل : إذا قاربَ الخُطَى في مشيِه.

قلت : القَصْمَلة مأخوذة من القَصْل ، وهو القَطْع والميم زائدة. وسيفٌ مِقْصَل وقَصَّال : قاطع.

[قصلم] : وفحلٌ قِصلامٌ : قُضوضٌ.

وأنشد شمر :

سِوى زِجَاجاتٍ مُعِيدٍ قِصْلامْ

(والمُعِيد : الفحل الذي أَعاد الضِّرَاب في الإبل مرَّةً بعد أخرى) (٢).

[قنصف] : وقال الليث : القِنصِف : طُوطُ البَرديّ نفسُه.

[صقلب] : ثعلب عن ابن الأعرابيّ قال : الصِّقْلاب : الرجل الأبيض.

وقال أبو عمرو : هو الأحمر.

وأنشد لجندلٍ الطُّهَوِيّ :

بينَ مَقَذَّيْ رأسِه الصِّقْلابِ

قلت : الصَّقالبةُ : جِيلٌ حُمْر الألوان صُهْبُ الشُّعور يُتاخِمُون بلادَ الْخزَر في أعالي جبل الرُّوم.

وقيل للرجل الأحمر صِقلاب على التشبيه بألوان الصَّقالبة.

[قرنص] : وقال الليث : القَرانيص : غُرَزٌ في أعلى الخُفّ ، واحدها قُرْنُوص.

قلتُ : ويقال للبازي إذا كُرِّزَ قد قُرْنِصَ قَرْنصةً فهو مُقَرْنَص.

وقال الليث : قَرْنَسَ البازِي ، فعل له لازمٌ ، إذا كُرِّزَ ، وخِيطَتْ عيناه أوَّلَ ما يصَاد ، رواه بالسِّين على فِعللِ.

وغيرُه يقول : قَرْنَصِ البازِي.

وقال غير هؤلاء : قَرْنص الدِّيكُ وقَرْنَسَ إذا قَوْزَع من دِيكٍ آخر.

__________________

(١) ورد في المطبوعة بعد مادة (قصفل) ، ووضِع هنا كما في «اللسان» (قصمل ـ ١١ / ١٩٨).

(٢) أثبت في المطبوعة بعد مادة (قرفص) ، ووضعناه هنا كما في «اللسان» (قصلم ـ ١١ / ١٩٧) ، نقلاً عن «التهذيب».

٢٨٩

[قصفل] : وفي «نوادر الأعراب» : قَصْفَل الطعامَ ، وقَصمَلَه ، وقَصْبَله : إذا أكلَه أجْمَع.

باب القاف والسين

[قس]

[قسطس] : قال الله جلّ وعزّ : (وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ) [الإسراء : ٣٥].

قال الليث : القِسطاس والقُسطاس لُغة ، وهو أَقوم الموازين. وبعضهم يفسّره الشاهين.

وقال الزجاج : قيل للقسطاس : القَرَسْطُون ، وقيل : هو القبّان.

قال : والقِسْطاس هو مِيزان العَدْل ، أيَّ ميزانٍ كان مِن موازين الدراهم وغيرها.

قال : وهما لُغتان : قُسْطاس وَقِسْطاس.

(وقال عديّ :

في حديد القِسطاسِ يرقبني الحا

رسُ والمرءُ كلَّ شيء يلاقي

أُراه أراد حديد القَبَّان) (١).

[قسطنس] : وقال الليث : القُسْطَناس [والقُسْنَطاسُ](٢) : صَلاية الطيب والقُسْطَنَاسُ : صلاية العَطّار.

وقال الخليل : قُسْطَناس : اسم شجرٍ ، وهو من الْخُماسيّ المترادف ، وأصله قَسْطَنَس) ). وأنشد :

كالقَسْطناسِ (عَلاها الورس) (٤)والجَسَدُ

وقال ابن الأعرابيّ نحوه. قال سيبويه : قسطناس أصله قسطنس ، فمدَّ بألف كما مدُّوا عضرفوط بالواو ، والأصل عضرفط.

[قسطر] : وقال الليث : القَسْطَريّ : الجِهْبِذ بلغة أهل الشام ، وهم القَساطرة.

وأنشد :

دنانيرُنا مِن قَرْنِ ثَوْرٍ ولم تكُن

مِن الذَّهب المضروبِ عند القَساطرة

ويقال أيضاً للواحد : قَسْطَر وقِسْطار.

والقَسْطَرِيّ أيضاً : الجَسيم.

[قسطن] : وقال الليث : القُسْطانيّة : نُدْأة قَوس قُزَح ، أي : عِوَجُه.

وأنشد :

ونُؤيٍ كقُسْطانية الدّجْنِ مُلْبَدِ

__________________

(١) أثبت الكلام في المطبوعة بعد مادة (قرفص) ، ووضعناه هنا كما في «اللسان» (قسطس ـ ١١ / ١٥٩).

(٢) زيادة من «اللسان» (قسطنس ـ ١١ / ١٦٢).

(٣) ما بين الهلالين جاء في المطبوع بعد مادة (قنسط) وأثبتناه هنا كما في «اللسان» (قسطنس ـ ١١ / ١٦٢) ، و «التاج» (١٦ / ٣٧٨ ، ٣٧٩).

(٤) في المطبوعة : «عليه الوردُ» والمثبت من المصادر السابقة.

٢٩٠

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : القُسْطالَة : قوسُ قَزَح ، وهي القُسْطانة.

[قسطل] : وقال الليث : القَسْطل : الغُبار الساطع ، وهو القَسْطلان.

قال : والقَسْطلانيّ : قُطُفٌ منسوبة إلى عامل أو بَلَد ، الواحدة قَسْطلانية.

وأنشد :

كأنّ عليها القَسْطلانيّ مُخْملاً

إذا ما اتَّقَت شَفَّانَهُ بالمناكِبِ

[قسطن] : وقال أبو عمرو : القَسْطان والكَسْطان : الغُبار ، وأنشد :

تُثيرُ قسْطان غُبارٍ ذي رَهَجْ

قال : وهو القَسْطَل والكَسْطل : لِلغُبار.

[قرطس] : وقال الليث : القِرْطاس معروف يُتخذ مِن بَرْديٍّ يكون بمصر.

قال : وكلُّ أدِيم يُنصَب للنّضالِ فاسمُه قِرْطاس ، فإِذا أصابه الرَّامي بسَهْمِه ، قيل : قَرْطَس. والرَّمْية التي تُصيب مُقَرْطِسة.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : يقال للجارية البيضاء المَديدة القامة قِرطاس.

وقال أبو عمرو : يقال لجَمل الآدمِ : قِرْطاس.

وقال ابن الأعرابي : القِرْطاس : الصَّحيفة ، وهو القَرْطَس.

ومنه قول الله جل وعزّ : (فِي قِرْطاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ) [الأنعام : ٧].

وقال غيره : دابة قِرطاسيّ : إذا كان أبيَض اللَّون لا يخالط لونَه شية ، فإذا ضَرب بياضُه إلى الصُفْرة فهو نرجِسيّ.

[قردس] : وقال الليث : قُرْدُوس : اسمُ أبي حَيٍّ مِن أحياء العرب ، وهم مِن اليَمَن ، فُلانٌ القُرْدُوسيّ.

[قدمس] : قال : والقُدْمُوس : الملك الضّخم.

والقُدْمُوسة : الصخرة العظيمة.

وأنشد :

ابنَا نزارٍ أحَلَّاني بمنزلةٍ

في رأسِ أرْعَنَ عادِيّ القَدامِيس

أبو عبيد : القُدْمُوس : القَديم.

[دنقس] : وقال الليث : الدَّنقَسَة : تَطأطُؤ الرأس. وأنشد :

إذا رآني مِن بَعيدٍ دَنْقَسا

قال : والدَّنْقَسة : خَفْض البصر.

وأنشد :

يُدَنْقِسُ العَيْنَ إذا ما نَظَرا

وأخبرني المنذريُّ عن أبي الهيثم والإيادي عن شمر ، كلاهما لأبي عبيدٍ في باب العين : دَنْقَسَ الرجلُ دَنْقَسة وطَرْفَشَ طَرْفَشةً : إذا نظر وكَسَر عينه.

وقال شمر : إنّما هو دَنْفَش بالفاء والشين.

وروى ثعلبٌ عن سلمة عن الفراء : الدَّنقَشة : الفساد. رواه في حروف شينية مثل : الدهْفَشة والعكبشة والخنبشة ، ورواه

٢٩١

بالقاف.

وأخبرني الإيادي لأبي عبيدٍ عن الأموي : المدَنقِسُ : المُفْسِد. وقد دَنْقَسْتُ بينهم : أفسدْتُ.

قال أبو بكر : ورأيتُه في نسخة غيري دنقشت بينهم : أفسدت. والمدنقِش : المُفْسد.

وكان في نسخة أبي بكر بالسين.

قلت : والصواب عندي بالقاف والشين.

[قندس] : ثعلب عن ابن الأعرابيّ : قَندَسَ الرجلُ : إذا تاب بعد معصيته.

وقال أبو عمرو : قَنْدَسَ فلانٌ في الأرض قَنْدسة : إذا ذهب على وجهه سارِباً في الأرض. وأنشد :

وقندسْتَ في الأرض العريضة تَبتغي

بها مَلَسي فكنت شر مُقَنْدِسِ

[سندق] : وقال أبو تراب : قال الفراء : سُنْدوق وصُنْدوق ، ويجمع صَناديق وسَناديقِ.

[دمقس] : وقالوا للإِبْرَيْسَم : دِمَقْسِ ودِقَمْس.

وأنشد :

وشَحْمٍ كهُدّاب الدَّمَقْسِ المفتَّلِ

وقال شمر : قال أبو عبيدة : الدِمَقْس مِن الكتان.

وقال : دِمَقْس ومِدَقس مقلوب.

وقال غيره : الدّمَقْس : الدِّيباج ، ويقال : هو الحرير. ويقال : الإبرَيْسَم.

ورَوى أبو عبيد عن أبي عمرو : الدَّمَقْص : القزّ بالصاد.

[مستق] : ورُوِي عن عمر أنَّه كان يصلي ويداه في مُسْتُقه.

قال أبو عبيد : المَسَاتق : فِراءٌ طِوال الأكمام ، واحدها مُستَقة ، وأصلُها بالفارسية مُشْتَة فعُرِّب.

قلت : والفُسْتُقة أيضاً فارسية معرّبة ، وهي ثمرةُ شجرةٍ معروفة.

وقال شمر : يقال : مُسْتُفة ومُسْتَقَة.

وعن أنس رضي‌الله‌عنه ، «أن ملك الرُّوم أهدى إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مُسْتُقةً من سُندسٍ فلبِسها رسولُ الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فكأنّي أنظُر إلى يديها تذبذِبان ، فبعثَ بها إلى جعفر ، وقال : ابعثْ بها إلى أخيك النَّجاشيّ».

وأنشد :

إذا لبِسَتْ مساتقَها غنيٌ

فيا ويحَ المساتقِ ما لَقِينا

قال ابنُ الأعرابي : هو فروٌ طويلُ الكم ، وكذلك قال الأصمعيّ ، قال النَّضر : هي الجُبة الواسعة.

[سنسق] : قال المبرِّد : روي أنّ خالد بن صفوان دخلَ على يزيد بن المهلَّب وهو يتغدَّى فقال : يا أبا صفوان ، الغَداء.

فقال : يا أيها الأمير ، لقد أكلتُ أكلةً لستُ ناسيها ، أتيتُ ضيعتي إيان العمارة ،

٢٩٢

فجلتُ فيها جولة ، ثم ملتُ إلى غرفةٍ هفهافةٍ تخترقها الرياحُ ، فُرِشتْ أرضُها بالرّياحين ، من بين ضَيمُرانٍ نافح ، وسنسقٍ فائح ، وأتيتُ بخُبز أرزٍ كأنه قطع العقيق ، وسمك بَنَاني بيض البطونِ سود المتون عِراض السُّرر غِلاظ القَصَر ، ودُقَّة وخلٍّ ومُرِّي.

قال المبرّد : السَّنْسَق : صِغار الآس.

والدُّقَّة : المِلْح. والرَّند : الآسُ على دحنة.

[سردق] : وقول الله جل وعز : (أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها) [الكهف : ٢٩] ، في صفة النار أعاذنا الله منها.

قال أبو إسحاق : صار عليهم سرادِقٌ مِن العَذاب.

قال : والسُّرادِق : كلُّ ما أَحاط بشيء نحو الشُّقّة في المضْرِب ، أو الحائط المشتمل على الشيء.

وقال بعض أهل التفسير في قوله جلّ وعزّ : (وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ (٤٣)) [الواقعة : ٤٣] ، هو سُرادق أهلِ النَّار.

وقال الليث : يُجمع السُّرادِق سُرادِقات.

وبيت مُسَرْدَق ، وهو أن يكون أعلاه وأسفله مسدوداً كله.

وأنشد قول الأعشى (١) :

هو المدخِلُ النُعمانَ بيتاً سَماؤه

نحورُ الفُيول بعد بَيْتٍ مُسَرْدَق

ويقال للغُبار الساطع والدُّخان الشاخص المحيطِ بالشَّيء : سُرادِق.

وقال لبيدٌ يصف عَيْراً يطرد أتُنَه :

رَفَعْنَ سُرادِقاً في يومِ رِيح

يصفِّق بين مَيْلٍ واعتدالِ

وقال ابن السكّيت : هو الرُّسْداق ، والرُّزْداق ، ولا تَقل رُسْتاق وكلُّ صفٍ رَستَقٌ ورَزْدقٌ.

[سرقن] : السِّرقِين معرَّب ، أصله سِرْجين.

[قنسر] : وقال الليث : قِنَّسْرين : كورة من كُوَر الشام.

قال : ورجلٌ قِنَّسْر وقِنَّسْرى : إذا أتى عليه الدهرُ. وأنشد :

أطَرَباً وأنتَ قِنَّسْرِيُ

ويقال للشيخ إذا وَلّى وعَسَا : قد قَنْسَره الدهر ، ومنه قول الشاعر :

وقَنْسَرَتْه أمورٌ فاقْسَأَنّ لها

وقد حَنَى ظهره دهْرٌ وقد كَبرا

[نقرس] : وقال الليث : النِقْرِس : داءٌ يأخذ في المَفاصل والنّقرس : الدّاهية من الأدِلاء ، يقال : دليلٌ نِقْرِس ونَقرِيس.

وأنشد أبو عبيد :

__________________

(١) البيت لسلامة بن جندل وهو في «ديوانه» (ص ١٩).

٢٩٣

وقد أكون مرّةَ نطِّيسا

صَبّاً بأَدواء النّسا نِقْرِيسا

وقال المتلمِّس :

يُخشَى عليك من الحِباءِ النِّقْرسُ

يخاطب طرفة أنه يخشى عليه من الحباء الذي كتب له به النِّقرس ، وهو الهلاك والدَّاهية العظيمة.

وبخطّ أبي الهيثم : النّقرس : الداهية.

قال : ورجلٌ نِقْرسٌ ، أي : داهية.

وقال الليث : النَّقاريس : أشياء تتخذها المرأة على صَنْعة الورد يغَرِّزنها في رؤوسهن وأنشد :

فحلِّيتِ من خَزٍّ وبَزٍّ وقِرْمِز

ومِن صَنْعة الدُّنيا عليك النقارسُ

قال : واحدها نقْريس.

[قرنس] : أبو عبيد : القُرْناس : شِبه الأنف مِن الجَبَل. وأنشد لمالك بن خالد الهذليّ يصف الوعل :

دون السماء له في الجوِّ قُرْناسُ

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : القِرْناس بكسر القاف : أنف الجَبَل. قال : والقِرْناس : عِرْناس المغْزَل.

قلت : وهو صِنارته. ويقال لأنف الجبل : عِرناسٌ أيضاً.

[قربس] : وقال الليث : القَرَبُوس : حِنْو السَّرْج وجمعُه قَرابيس.

قال : وبعض أهل الشام [يقول](١) قَرَبُّوس مثقّل الراء (٢) ، وهو خطأ ، ثم يجمعونه على قَرَابيس (٣) وهو أشدُّ خطأ.

قلت : وللسرج قَرَبوسان ، فأَما القربوس المقدَّم ففيه العَضُدان وهما رِجلا السَّرْج.

ويقال لهما : صِنْواه ، وما قُدَّام القَرَبُوسَيْن من فَضْلة دَفَّة السَّرْج ، يقال له : الدَّرْوَاسيج ، وما تحت قُدَّام القَرَبُوس في الدّفة يقال له الأبراز.

والقربوس الآخر فيه رِجْلا المؤخرة وهما صِنْواه. والقَيْقَبُ : سيرٌ يَدورُ على القَرَبوسَيْن كليهما.

[قسبر] : (ومن أسماءِ الذكر : القُسبُرِي (٤) والقُزْبري).

ومِن أسماء العصا : القِسْبار ، والقِشبار.

وأنشد أبو زيد :

__________________

(١) زيادة من «اللسان» (قربس).

(٢) في المطبوع : «الباء» والمثبت من «اللسان» (قربس ـ ١١ / ٨٧) ، نقلاً عن الأزهري.

(٣) كذا في المطبوع : وفي «اللسان» (قربس): «قربابيس» وجاء في «العين» (٥ / ٢٥٢): «وبعض أهل الشام يُثَقِّلهُ وهو خطأ. ويجمعه قربابيس ، وهو أشد خطأ» ا. ه.

(٤) في المطبوعة : «القُشبري» ، والمثبت في «العين» (قسبر) و «اللسان» (قزبر).

٢٩٤

لا يَلتَوِي من الوَبِيل القِشْبَارْ

وإنْ تَهَرَّاهُ بها العَبْد الهارْ

[قبرس] : وقال الليث : القُبَرُس : من النحاس أجوَدُه. وفي ثغور الشام موضعٌ يقال له قُبْرُس.

[قرقس] : وقال الليث : القَرَقُوس : القُفُّ الصُّلْب.

وقال شمر : قال الفراء : أرضٌ قَرَقُوس وقاعٌ قَرَقُوس : إذا كانت ملساء مستوية.

وقال ابن شميل : القَرَقُوس : القاع في الأملَس الغليظ الأجرد الذي ليس عليه شيء ، وربما نبع فيه ماء ، ولكنه محتَرِق خبيث ، إنما هو مِثل قِطعةٍ من النار ، ويكون مرتفعاً مطمئناً ، وهي أرضٌ مسحورةٌ خبيثة.

قلت : من سحرها أَيبَس الله نَبْتَها ومَنَعَه.

قال : وقال بعضهم : وادٍ قَرَقٌ وقَرْقَر وقَرْقُوس ، أي : أملس. والقَرَق : المصدر.

وأنشد :

تَرَبَّعتْ مِن صُلْب رَهْبَى أنَقا

ظواهراً مَرّاً ومَرّاً غَدَقا

ومن قَياقي الصُّوَّتين قِيَقا

صُهْباً وقُرياناً تُنَاصِي قَرَقَا

وقال أبو نصر : القَرَق : شبيه بالمصدَر ، ويُروَى على وجهينِ : قَرِق وقَرَق.

وقال الفراء : هو القِرْقِس للجِرْجِس ، شِبْه البَقّ.

وأنشد :

فليتَ الأفاعي تعضَضْنَنا

مَكانَ البراغيث والقِرْقِسِ

أبو عبيد عن أبي زيد : أشْلَيْتُ الكلب ، وقرقَسْت به : إذا دعوتَه.

[سمقر] : أبو عمرو : يومٌ مسمقرُّ : شديد الحرّ. وقد اسمقرَّ اسمقراراً. وكذلك يوم صَيخود.

[بستق] : وقدِم أعرابيٌّ من نجدٍ فقال :

سقَى نجداً وساكِنَه هزيمٌ

حثيث الوَدْق منسكبٌ يمانِ

بلادٌ لا يحَسُّ البَقُّ فيها

ولا يُدرى بها ما البَسْتَقَاني

ولم يَستَبَّ ساكنُها عِشاءً

بكَشْخانٍ ولا بالقَرْطَبانِ

قيل : البَسْتَقان : صاحبُ البستان ، وقيل : هو النّاطور.

[سملق] (١) : شمر عن أبي عمرو : السَّمْلَق : الأرض المستوية.

وقال ابن شميل : السَّمْلق : القاعُ المستوِي الأجرَد لا شجر فيه ، وهو القَرِق.

[صملق] : (وقال ابن الدُّقَيْش : صَمْلَق.

يقال : تركتُه بقاعٍ صَمْلَق.

وأنشد قول رؤبة :

٢٩٥

ومخفقٍ أطرافُه في مَخْفَق

أخْوَق من ذاك البعيد الأخْوَق

إذا انفأتْ أجوافُه عن صَمْلَقِ

مَرْتٍ كجِلد الصَّرصَران الأمْهَق) (١)

عمرو عن أبيه يقال للعجوز : سَمْلَق وشَمْلَق.

وقال الليث : السَّمْلَقة : المرأة الرديئة في البضْع. وعجوزٌ سَمْلَق : سَيِّئة الخُلُق.

وقال ابن السكّيت : السَّمْلقة : المرأة التي لا إسكَتَانِ لها.

[قسمل] : وقال الليث : القَسامِلة : حيٌّ من اليَمَن ، والنسبة إليهم قَسْمَلِيّ.

[قلمس] : أبو عبيد عن الفراء : القَلَمَّس : البحر.

وأنشدنا :

فصَبّحتْ قَلَمَّساً هَموما

شمر : القَلَمّس من الرَّكايا : الكثيرة الماء.

يقال : إنها لقَلَمّسة الماء ، أي : كثيرة الماء لا تُنزَح. ورجل قَلَمَّسٌ : إذا كان كثير الخير والعطيّة.

وقال الليث : القَلمَّس : الرجل الداهية المنكر البعيد الغَور. وكان القَلَمَّس الكِنانيُّ مِن نَسَأة الشُّهور في الجاهلية ، فأبطل الله النسيءَ بقوله : (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ) [التوبة : ٣٧].

[انقلس] : ثعلب عن ابن الأعرابي قال : الشِّلْق : الأنكليس. ومرةً قال : الأنقليس ، وهو السَّمك الجِزّيّ والجِرّيت.

وقال الليث : هو بفتح الألف واللام ، ومنهم من يكسر الألف واللام ، وهو سمكةٌ على خِلْقَة حيّة.

قلت : أراها معرّبة ، والله أعلم.

[سفسق] : أبو عبيد : سَفاسِق السَّيف : طرائقه التي يقال لها الفِرِنْد.

وقال الليث : الواحدة منها سِفسِقة ، وهي شُطْبة السَّيف كأَنها عمودٌ في مَتْنه كالخَيط.

وقال آخرون : هي ما بين الشُّطْبتين على صَفحة السيف طولاً.

ثعلب عن ابن الأعرابي : سَفْسَقَ الطائر : إذا رَمَى بسَلْحِه.

وعن أبي عثمان النّهدي عن ابن مسعود وزعم أنه كان يُجالسه بالكوة إذ سَفسَق على رأسه عصفور ، ثم قذف رابطته فنكتَه بيده.

سَفسَق : رمَى بذَرْقه ، فنكتَه ، أي : رمَى به الأرض.

عمرو عن أبيه : فيه سُفْسُوقة من أبيه ودُبَّة ، أي : شَبَه.

السَّفسوقة : المحجَّة الواضحة) (٢).

[سمسق] : قال : والسَّمْسَق : الياسَمين.

__________________

(١ ـ ١) جاء في «اللسان» (صملق ـ ٧ / ٤١٠): «الصَّملَقُ لغة في السَّمْلَقُ وهو القاع الأملس».

(١) أثبتت العبارة في المطبوعة ضمن مادة (قنسط) ووضعناها هنا كما في «اللسان» (سفسق ـ ٦ / ٢٨٠).

٢٩٦

وقال الليث : سِمْسِق.

[رستق] : وكان الفرّاء يقول للذي يقول له الناس : الرُّسْتاق : الرُزْداق ، والذي يقولون له : الرَّسْتَق وهو الصَّفّ : رَزْدَق. وهذا كلّه دخيل.

(والسِّرْقين معرّب ، ويقال له سِرجين) (١).

[قلنس] : أبو عبيد عن الأصمعيّ قال : القُلَنْسِية وجمعها قَلانِس ، والقُلَيْسِية وجمعُها قَلاسي. وقد تقَلْنَسْت وتقلْسَيْت.

قال : ويقال : قَلَنْسُوَة وقَلانِس.

[سقدد] : عمرو عن أبيه : السُّقدُد : الفَرَس المضمَّر.

[سلقد] : وقال ابن الأعرابي : السِّلقِد : الضاوي المهزول.

ومنه قول ابن مِعْيَرِ : خرجتُ أسَلْقِد فَرَسي ، أي : أضمِّره.

[قنسط] : ثعلب عن ابن الأعرابي : القُنْسَطِيط : شجرة معروفة.

باب القاف والزاي

قز

[قرمز] : وقال الليث : قِرمِز : صبْغ أرمَنيٌّ أحمر يقال : إنَّه من عُصارة دودٍ يكون في آجامهم) (٢).

أنشد شمر لبعض الأعراب :

جاء من الدَهْنا ومِن آرابِه

لا يأكل القِرماز في صِنَابِه

ولا شواءَ الرُّغْفِ معْ جُوذا بِه

إلّا بقايا فضلِ ما يؤتَى به

مِن اليرابيع ومِن ضِبابِه

أراد بالقِرماز : الْخُبْز المحوَّر ؛ وهو معرب.

[قرزم] * : شمر عن ابن الأعرابيّ : القُرزُوم بالقاف : الخشبة التي يَحْذو عليها الحَذّاء ، وجمعُها قَرازيم.

وقال ابن السكِّيت : هو الفُرزوم ، بالفاء.

وفي شعر الطرماح في نعت النساء :

إلى الأبطال من سبأَ تنمَّتْ

مناسبُ منه غير مُقَرزماتِ

أي : غير لئيماتٍ ، من القرزوم.

وكتبتُ من خط الإياديِّ في صفة النَّعل : القُرزوم بالقاف : خشبةُ الحذّاء.

وهذا حُجّة لقول ابن الأعرابيّ. وهما لغتان.

[زندق] : وقال الليث : الزِّنديق معروف.

وزندقتُه أنَّه لا يؤمن بالآخرة وأنَّ الله واحد.

وقال أحمد بن يحيى : ليس زنديق ولا

__________________

(١) تكرار لمادة (سرقن) السابقة.

(٢) أثبت في المطبوعة بعد مادة (قرزم) ووضع هنا كما في «اللسان» (قرمز).

٢٩٧

فِرْزيق من كلام العرب.

ثم قال : ولكنَّ البياذقة هم الرجَّالة.

قال : وليس في كلام العرب زِنديق ، وإنما تقول العرب : رجل زَندق وزَنْدَقى : إذا كانَ شديد البخل. فإذا أرادت العربُ معنى ما تقول العامّة قالوا : مُلحِد ودَهريٌّ.

فإذا أرادوا معنى السنّ قالوا دُهريّ.

قال : وقال سيبويه : الهاء في زنادقة وفرازنة ، عوضٌ من الياءَ في زنديق وفِرْزين.

وقال ابن دريد : الزِّنديق : فارسيٌّ معرب ، كأَنَّ أصله عنده زَنْدَه ، أي : يقول بدوام بقاءَ الدهر.

[قرزل] : وقال الليث : القُرزُل شيئان : أحدهما اسم فرس كان في الجاهلية ، وشيءٌ تتَّخذه المرأة فوق رأسها كالقُنزُعة.

يقال : قَرزَلَتِ المرأة شعرها : إذا جَمعتْه وسطَ رأسها.

عمرو عن أبيه : القُرْزُل : القَيْد.

وقيل لفرس عامر بن الطفيل قُرْزُل ، كأَنه قَيْدٌ للوحش يَلحَقُها.

وقال أبو عبيد : قُرزُل كانت للطُّفيل أبي عامر بن الطُّفيل العامريّ. قال : وهو الفَرَس المجتمع الخَلْق الشَّديد الأسْر.

[زبرق] : وقال الليث : الزِّبْرِقان : ليلة خَمْس عشرة من الشهر ؛ يقال : ليلة الزِّبرقان.

وأمّا ليلة البدر فهي ليلة أربعَ عشرة.

وقال غيره : الزِّبرقان : الرجل الخفيف اللحية. وَالزِّبرقان : القمر. وَقد زبرق ثوبه : إذا صَفَّره.

وقيل : إنّ الزِّبرقان بن بدرٍ سمّي بصُفرةِ عمامته ؛ واسمه حُصَين.

[قزبر] : وقال أبو زيد : يقال للذكَر القَزْبرُ والفَيْخَرُ والجُردَان والعُجَارم والمتْمَئِرُّ.

[برزق] : وقال ابن السكيت : البِرْزِيق : جماعةُ خيل دونَ الموكِب.

وقال زياد : هذه البرازيق التي تتردَّد.

وروى أبو عبيد عن حجَّاج عن حماد بن سلمة عن حُمَيد قال : كان يقال : لا تَقوم الساعة حتى يكون الناس برَازيق.

قال أبو عبيد : يعني جماعات.

قال : وأنشدنا ابنُ الكلبي :

يَظَلّ جيادُه متمطّرات

بَرازيقاً تُصبِّح أو تُغيرُ

وقال الليث : البَرْزَق : نبات.

قلت : هذا منكرٌ وأراه البَرْوَق فغُيِّر.

[زرقم] : أبو عبيد عن الأصمعي : ومما زادوا فيه الميم : رحل زُرْقُم للأزرق.

وقال الليث : إذا اشتدَّت زُرقة عين المرأة ، قيل : إنها لزَرقاء زُرْقم.

وقال بعض العرب : زَرْقاءُ زُرْقم ، بيديها ترقُم ، تحتَ القُمْقم.

٢٩٨

[قمرز] : اللحيانيّ : رجلٌ قُمَّرِزٌ ، أي : قصير ، وهو على بناء الهُمَّقِع ، وهو جَنَى التّنْضُب.

[زرمق] : وجاء في الحديث : أَنَّ موسى كانت عليه زُرْمانِقة : صُوف لمّا قال له ربه : (وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ) [النمل : ١٢].

قال أبو عبيد : زُرمانِقة : جُبَّة صوف.

قلت : وهو معرب.

[زملق] : وقال أبو الهيثم : يقال : رجل زُمَّلِق وزُمَلِق ، أي : شَكَّازٌ يُنزل إذا حدَّثَ المرأة مِن غير جماع.

وأنشد :

يُدْعَى الجُلَيدَ وهو فِينا زُمَّلِقْ

كذنب العقرب شَوّالٌ غَلِقْ

وأنشد الفراء :

إنَّ الجُليد زَلِقٌ وزُمَّلقْ

جاءت به عَنْسٌ مِن الشام تَلِقْ

بتشديد الميم.

وسمعت شُقَيراً السعديّ يقول للغلام النّزِّ الخفيف : زُملُوق وزُمَالق : لا يكاد يدرِكه طالبُه لخفَّته في عَدْوِه.

وقال الليث : الزُّمَلِق : الخفيف الطيّاش.

[زلقم] : ثعلب عن أبي نصر عن الأصمعي قال : مِقَمّة الشاة ، ومنهم من يقول مَقَمّة ، وهي مِن الكَلْب الزُّلْقوم.

وقال ابن الأعرابيّ : زُلْقوم الفِيل : خُرطومُه.

[قلزم] : والقَلزَمة : ابتلاع الشيء. يقال : تقلزَمه : إذا التَهَمه. وسمِّي بحر القُلزُم قلزُماً لالتهامِه مَن ركبه ، وهو المكان الذي غرق فيه فرعونُ وآله.

زرنق ـ [زنقر] : قال الليث : الزُّرنُوق ظَرْفٌ يُستقى به الماء.

قلت : لم يعرف اللّيث تفسير الزرنوق فغيّره تخميناً وحَدْساً.

وروى أبو عبيد عن أبي عمرٍو قال : الزرنُوقان : حائطان يُبنيان على رأس البئر من جانبيها ، وتُعْرض عليهما خشبة ثم تُعلَّق منها البكرة فيُستقى بها وهي الزرانيق.

وقال ابن الأعرابي : الزرْنقة على وجوه : فالزرْنقة : الحُسن التام.

ابن الأنباريّ : تزرنق في الثياب : إذا لبسَها.

وأنشد :

ويُصبح منها اليومَ في ثوب حائضٍ

كثير به نَضْحُ الدِّماءِ مزرنقا

قال اللِّحيانيّ : ما كان من الأسماء على فعلول فهو مضموم الأول ، مثل بُهلول وقرقُور ، إلا أحرفاً جاءت نوادر منها بالضم والفتح ، يقال لحيٍّ من اليمن صَعفوق.

٢٩٩

قال : ويقال : زَرنوق وذُربوق ، لبناءين على شفير البئر. ويقال : تركتُهم في بُعكوكة القوم وبُعكوكة الشرّ ، وهي وسطُه.

والزرْنقة : السَّقْي بالزرنوق.

قال : والزرْنقة : الزيادة ، يقال : لا يُزَرْنقك أحدٌ على فضل زيد.

وروي عن علي رضي‌الله‌عنه أنه قال : «لا أدَع الحَجَّ ولو تزرنقتُ» ، قيل : معناه : ولو استقَيتُ بالأجر. وقيل : ولو تعيَّنْتُ عِينة للزاد والراحلة.

وروي عن عائشة رضي‌الله‌عنها : أنها كانت تأخذ الزرنَقة ، فقيل لها : أتأخذين الزرنقةَ وعطاؤكِ من قِبَل معاوية عشرة آلاف درهم كل سنة؟! فقالت : سمعتُ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «مَن كان عليه دَينٌ وفي نِيَّته أداؤه كان في عَون الله» ، فأحببتُ أن آخذ الشيء يكون في نيَّتي أداؤه فأكون في عَون الله.

ورُوي عن عكرمة أنه قيل له : الجُنُب يغتَمِس في الزرنوق يُجزئه من غُسل الجنابة؟ قال : نعم.

قال شمر : الزرنوق : النهر الصغير هاهنا.

وقال ابن شميل في قوله : لا أدع الحجَّ ولو تزرنَقْت.

قال : ويقول : ولو تعيّنْتُ. والزرنقة : العِينة.

والزنقِير قالوا : هو قُلامَة الظُّفر ، ويقال له : الزنجير ، وكلاهما دخيلان. ويقال : للزِّرنيخ : زِرْنيق وهما دخيلان أيضاً.

وقال الشاعر :

معنَّز الوجه في عِرنينه شَمَمٌ

كأنما لِيطَ ناباه بزِرنيق

[زنبق] : عمرو عن أبيه : الزَنْبق : الزمَّارة.

وقال أبو مالك : الزنْبق : المِزْمار.

وقال المعلوط :

وحنّتْ بِقاع الشامِ حتى كأنما

لأصواتها في منزل القوم زَنبقُ

ثعلب عن ابن الأعرابي : أمُ زَنْبق مِن كُنى الخمر ، وهي أمّ ليلى ، وهي الزرقاء والصِّنديد.

قلت : وأهل العراق يقولون لدهن الياسَمين : دهن الزنبَق.

[زفلق] : وقال ابن دريد : الزرْفَقة : السُّرعة وكذلك الزفْلَقة.

[قرزم]

* : وقال : القُرْزُم : سِندانُ الحَدَّاد.

ويقال : هو يُزرق في أمر فلانٍ ، أي : يخف ويُسرع فيه.

باب القاف والطاء

[قط]

[قنطر] : قال الله جل وعز : (وَالْقَناطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ) [آل عمران : ١٤].

٣٠٠