وقُبولاً ، وعلى فلان قَبول ، أي : تَقبَله العَيْن.
وأخبرني المنذريّ عن ثعلب عن ابن الأعرابيّ ، يقال : قَبِلتُه قَبولاً وقُبولاً ، وعلى وجهه قَبول لا غير.
وقال اللحيانيّ : قَبلتْ عينُه ، وعَيْنٌ قَبْلاء ، وهي التي أقبلتْ على الحاجب. ورجل أقبَلُ وامرأة قَبْلاء.
ويقال : قد قَبَلَني هذا الجَبَل ثم دبرَني ، وكذلك قيل : عامٌ قابِل.
ويقال : قبَّلتُ العامل تقبيلاً ، والاسم القَبَالة. وتقبَّلَه العامِلُ تَقبُّلاً.
قال : والقَبَلة : حَجَر أبيضُ عظيم ، تجعل في عُنُق الفَرَس.
يقال : قَلَّدها بقَبَلَة. والقَبَل والقَبَلة من أسماء خَرَزِ الأعراب.
وأخبرني المنذريّ عن ثعلب عن ابن الأعرابيّ قال رجلٌ من بني ربيعةَ بن مالك : «إنّ الحقّ بِقَبَل ، فمن تعدّاه ظَلَم ، ومَن قصَّر عنه عَجَز : ومَن انتهى إليه اكتفى».
قال : بِقَبَل ، أي : يَضِحُ لك حيث ، وهو مِثل قولهم : إن الحق عارٍ.
سلمة عن الفراء قال : لقيتُه مِن ذي قِبَل وقَبَل ، ومِن ذي عِوَض وعَوَض ، ومن ذي أُنُف ، أي : فيما يُستقبَل.
غيرُه : اذهبْ فأَقْبِله الطريق ، أي : دُلَّه عليه. وأقبلْتُ المِكْواة الداءَ. وأقْبلتُ زيداً مَرّةً وأدبَرْتُه أخرى ، أي : جعلتُه مرّةً أمامي ومرّةً خَلْفِي في المَشيِ. وقَبَلْتُ الجبلَ مرّةً ودبرْتُه أخرى.
والعرب تقول : «ما أنتَ لهم في قِبال ولا دِبار» ، أي : لا يَكترثون لك.
وقال الشاعر :
وما أنتَ إنْ غَضبتْ عامِرٌ |
لها في قِبالٍ ولا في دِبارِ |
ويقال : أتانا في ثوبٍ له قبائل ، وهي الرِّقاع.
أبو العباس عن ابن الأعرابي قال : إذا رُقِّع الثوبُ فهو المقبَّل والمقْبول والمُرَدَّم ، والمُلَبَّد والمَلْبودُ. وقبائلا اللجام : سُيورُه ، الواحدة قبيلة.
وقال ابن مقبل :
تُرْخِي العِذارَ وإن طالت قبائلُهُ |
عن حَشْرة مِثلِ سِنْفِ المَرْخةِ الصَّفِرِ |
ويقال : رأيت قبائل من الطَّيْر ، أي : أصنافاً ؛ وكلُّ صنفٍ منها قَبيلة. فالغِربان قَبيلة ، والحمام قبيلة.
وقال الراعي :
رأيتُ رُدَافَى فوقَها مِن قَبيلةٍ |
مِن الطَّير يَدْعوها أَحَمُّ شَحوجُ |
يعني الغِرْبان فوق النَّاقة.
وقال شمر في كتابه في «الحيّات» : قُصَيْرَى قِبالٍ : حَيّة سمّاها أبو خَيْرة :
قُصَيْرى ، وسمّاها أبو الدُّقَيش قُصَيْرى قِبال ، وهي من الأفاعي غير أنَّها أصغر جِسماً ، تَقتُل على المكان.
قال : وأَزَمَتْ بفرْسِنِ بعيرٍ فمات مكانَه.
عمرو عن أَبيه ، يقال للخِرْقة التي يُرَقَّع بها قَبّ القميص : القَبيلة ، والتي يُرقَّع بها صَدْرُ القميص اللِّبْدة.
وأخبرني المنذريّ عن ثعلب عن ابن الأعرابيّ قال : القَبيلة : صَخْرَة على رأس البئر. والعُقابان : دِعامَتا القَبيلة مِن ناحيتها جميعاً. وهي القَبيلة والمنزَعة.
قال : وعُقاب البئر : حيث يقوم الساقي.
أَبو عبيد عن أَبي زيد يقال لأحناء الرَّحْل : القبائل ، واحدتُها قبيلة.
بقل : قال الليث : البقْل من النبات : ما ليس بشجَرٍ دِقٍّ ولا جِلّ ، وفَرْقُ ما بين البَقْل ودِقّ الشجر أَنَ البقل إذا رُعِيَ لم يَبقَ له ساقٌ ، والشجر تَبقى له سُوق وإن دَقّت.
وابتَقَل القومُ : إذا رَعَوُا البقلَ. والإبل تُبتَقل وتتبقّل.
والباقِل : ما يَخرج في أعراض الشجر إذا ما دنَتْ أيامُ الربيع وجَرَى فيها الماء فرأيتَ في أعراضه شِبْهَ أَعيُن الجَراد قبل أَن يستبِين وَرقُه ، فذلك الباقل ، وقد أَبقَلَ الشجرُ.
ويقال عند ذلك : صارَ الشجرُ بَقْلةً واحدة. وأبقَلتِ الأرض فهي مُبْقلة ، والمَبْقَلة : ذات البَقْل.
أَبو عبيد عن الأَصمعي : أَبقَل المكان فهو باقل مِن نبات البَقْل ، وأَورَسَ الشجر فهو وارِسٌ : إذا أَوْرَقَ ، وهو بالألف.
وقال الليث : ويقال للأمرد إذا خرج وجهُه : قد بَقَل. وبقَل نابُ الجمل أَوّلَ ما يطلع. وجَمَلٌ باقِلُ الناب.
قال : والباقِليّ من نبات البَقْل : اسمٌ سوادِيّ ، وهو الفُول ، وحَمَلُه الجِرجِر.
وقال أَبو عبيد : الباقِليّ : إذا شدّدْت اللام فَصَرْت ، وإذا خفّفتَ مدَدْتَ فقلت : الباقلاء.
أَبو عبيد عن الأموي قال : مِن أَمثالهم في باب التشبيه : «إنه لأعْيَا من باقل».
قال : وهو رجل مِن رَبيعةَ ، وكان عَيِيّاً فَدْماً.
قال : وإياه عَنَى الأرَيْقِطُ في وصف رجلٍ ملأ بطنَه حتى عَيَّ بالكلام فقال :
أَتانا وما داناه سَحْبانُ وائل |
بياناً وعِلْماً للذي هو قائلُ |
|
فما زال عنه اللَّقْمُ حتى كأنه |
مِن العِيّ لمّا أَن تَكلّمَ باقل |
قال : وسحبان هو من ربيعة أيضاً من بكْر ، كان لسناً بليغاً.
قال الليث : بَلَغ مِن عيّ باقل أنه سئل : بكم اشتريتَ الظبيَ؟ فأخرج أصابعَ يديه ولسانَه ، أيْ : بأحدَ عشر ، فأفلتَ الظبيُ
وذهب.
ثعلبٌ عن ابن الأعرابي : البُوقالة : الطَّرْجَهارة.
قلب : قال الليث : القَلْب : مضغةٌ مِن الفؤاد معلَّقة بالنِّياط.
وقال الله : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ) [ق : ٣٧].
قال الفراء : يقول : لمن كان له عَقْل.
قال : هذا جائز في العربية ، أن تقول ما لَك قَلْب وما قَلْبك معك ، تقول : ما عَقلُك معك فأين ذهبَ قَلْبُك ، أي : أين ذهب عَقْلك؟.
وقال غيره في قوله : (لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ) ، أي : تفهُّم واعتبار.
وفي الحديث : أن موسى لما أجَر نفسه من شُعيب ، قال شعيب : لك من غنمي ما جاءت به قالبَ لون. فجاءت به كله قالب لون غير واحدة أو اثنتين. قالب لون ، تفسيره في الحديث : أنها جاءت بها على غير ألوان أمّهاتها.
وروي عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «أتاكم أهل اليَمن ، هم أَرَقُ قلوباً وأليَنُ أفئدة» ، فوصَفَ القلوب بالرّقة والأفئدة باللين.
وكأن القلْبَ أخَصُّ من الفؤاد في الاستعمال. ولذلك قالوا : أصبت حبة قلبه وسُويداءَ قلبه.
وأنشد بعضهم :
ليتَ الغرابَ رمى حماطة قلبه |
عمروٌ بأسهمه التي لم تُلغَبِ |
وقيل : القلوب والأفئدة قريبان من السواءِ ، وكُرِّر ذكرهما لاختلاف لفظيهما تأكيداً.
وقال بعضُهم : سمِّي القلب قلباً لتقلبه ، وسمي فؤاداً لتحرقه على من يشفق عليه.
وقال الشاعر :
ما سمِّيَ القلبُ إلّا من تقلُّبِه |
والرأيُ يصرِف بالإنسان أَطوارا |
ورُوِي عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «سبحان مقلب القلوب والأبصار».
وقال الله جلّ وعز : (وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصارَهُمْ) [الأنعام : ١١٠].
ورأيت من العرب من يُسمِّي لحمةَ القلب بشحمها وحِجابها قَلباً ، ورأيت بعضهم يسمُّونه فؤاداً ، ولا أنكر أن يكون القَلْب هي العَلَقة السوداء في جَوْفه ، والله أعلم ، لأنَ قَلْب كل شيء لُبه وخالصه.
وقال الليث : جئتُك بهذا الأمر قَلباً ، أي : محضاً لا يشُوبُه شيء.
وفي الحديث : «إنَّ لكلِّ شيءٍ قلباً ، وَقلب القرآن ياسين». وفي حديث يحيى بن زكرياء : «أنه كان يأكل الجراد وقُلوب الشجرِ» ، يعني ما رَخُص فكان رَخْصاً مِن البُقول الرَطْبَة.
وقَلْبُ النخلة : جُمّارُها وهي شَطْبَةٌ بيضاء
رَخْصةٌ في وَسَطها عند أعلاها كأنَّها قُلْب فضّةٍ رَخْصٌ طيّبٌ يسمَّى قَلْباً لبياضه.
والقُلْب من الأسوِرَة : ما كان قَلْداً واحداً.
ويقولون : سِوارٌ قُلْب. ويقال للجبّة البيضاءِ قُلْب تشبيهاً به.
وقال شمر : يقال : قَلْب وقُلْب لقَلب النخلة ، ويُجمَع قِلَبة.
وقال غيره : القُلْب بالضم : السَّقف الذي يَطلِعُ من القَلْب. والقُلْب هو الجُمّار.
وقال الليث : القَلْب : تحويلُك الشيءَ عن وجهِه. وكلامٌ مقلوب ، وقد قلبتُه فانقلَب ، وقلّبتُه فتقلّب. والقَلْبُ : صَرْفُك الرجلَ عن جهةٍ يريدُها. والمُنْقَلب : مَصيرُ العباد في الآخرة.
والقُلَّب الحُوَّل : الذي يقلّب الأمورَ ويصرِّفُها ويحتال لا تِّساقها.
ورُوي عن معاوية أنَّه كان يقلَّب على فراشه في مَرَضه الذي مات فيه.
فقال : «إنّكم لتُقلّبون حُوَّلاً قُلّباً إنْ وُقِيَ هَوْلَ المُطّلَع».
وقال الليث : القَليب : البئر قَبل أن تُطْوَى ، فإذا طُويتْ فهي الطَوِيّ ، وجمعه القُلَب.
وقال ابن شُميل : القَليب : اسمٌ مِن أسماء الرَّكيّ مطويّةً أو غير مطويّة ، ذات ماء أو غير ذات ماء جَفْراً أو غيرَ جَفْر ؛ والجميع القُلب.
قال الأزهري : وقال غيره : البئر العادية : القديمة ، مطويّةً كانت أو غير مطويّة. ذات ماء أو غير ذات ماء ، جفر أو غير جفر.
وقال شمر : القَليب : اسمٌ مِن أسماء البئر البَدِيء والعاديّة ، ولا يُخَصّ بها العاديّة.
قال : وسمِّيت قليباً لأنّ حافرَها قَلَب تُرابها.
وقال الليث : القِلِّيب والقِلَّوْب : الذِّئبُ بلُغة أهل اليَمَن. وبعضهم يقول : قِلَّاب.
ومنه قولُه :
أَيا جَحْمَتَا بكيِّ على أمّ واهِبِ |
قتيلة قَلِّوْب (١) بإحدى الذنائبِ |
وقال ابن الأعرابي في القِلّيب والقِلَّوْب نحواً منه.
والقَلَب : انقلاب في الشَفَة ، فهي قَلْباء وصاحبُها أَقْلَب.
وأخبرني المنذري عن المفضّل بن سَلَمة في قولهم : ما به قَلَبة.
قال الأصمعيّ : أي ما به داء ، وهو القُلَاب ، داءٌ يأخذ الإبل في رؤوسها فيَقلِبُها إلى فوق.
__________________
(١) قبلها في المطبوع : «(قليب). والمثبت كما في «العين» (قلب ـ ٥ / ١٧٢). ورواية عجز البيت في «اللسان» (قلب ـ ١١ / ٢٧٢): «أكيلةِ قِلَّوبٍ ببعض المَذانبِ».
قال : وقال الفرّاء : معناه : ما به عِلّةٌ يُخْشى عليه منها ؛ وهو مأخوذ من قولهم.
قُلِب الرجل : إذا أصابه وجعٌ في قَلْبه وليس يكاد يُفْلِتُ منه.
قال : قال ابن الأعرابي : أصل ذلك في الدوابّ. أي : ما به داءٌ يقلَّب منه حافره.
وأنشد :
ولم يُقلِّبْ أرضَها البَيْطارُ |
ولا لِحَبْلَيه بها حَبَارُ |
قال : وقال الطائيّ : معناه : ما به شيء يُقْلقُه فيتقلَّب مِن أجلِه على فراشِه.
أبو عبيدٍ عن الأصمعيُ : إذا عاجَلَت الغُدَّة البعيرَ فهو مَقْلوب. وقد قُلِب قُلَاباً.
وقال الليث : ما به قَلَبَةٌ ، أي : لا داء ولا غائلة.
ويقال : قَلَب عينَه وحِمْلاقَه عند الوَعيد والغضب.
وأنشد :
قالبَ حملَاقَيْهِ قد كاد يُجَنْ
قال : والقالَب دَخيل. ومنهم من يقول : قالِب.
ثعلب عن ابن الأعرابيّ ، قال : القُلْبَة : الحُجْرة.
أبو عبيد عن الأمويّ في لغةِ بلحارث بن كعب : القالِب : البُسْر الأحمر يقال منه : قَلَبتِ الْبسْرة تَقْلِبُ إذا احمرّت. أبو عبيد : هو عَرَبيٌ قَلْب ، وامرأة عربيَة قَلْبَةٌ وقَلْب ، وكذلك هو عَرَبيٌّ مَحْض.
وقال أبو وَجْزة يصف امرأة :
قَلَبٌ عَقيلةُ أقوامٍ ذَوي حَسَب |
يَرمِي المقانبُ عنها والأراجيلُ |
وقال أبو زيد : قلبتُ فلاناً : إذا أصبتَ قَلْبَه ، فهو مَقْلوب. وقَلَبتُ المملوكَ عِنْد الشِّرَى أَقلِبه قَلْباً : إذا كشفْتَه لتَنظُر إلى عيوبه.
أبو عبيد عن الفراء : أقْلَبَت الخُبزةُ : حانَ لها أن تُقْلَب.
وقال غيره : قَلَب المعلِّم الصِّبيانَ قَلْباً : إذا رَجَعُهم إِلى منازلهم.
وقال أبو زيد : يقال للبليغ من الرجال : قد رَدَّ : قالَبَ الكلام ، وقد طَبَّق المَفْصِل ، ووَضَع الهِناءَ مواضع النُّقْبِ.
لقب : قال الليث : اللَّقَب : النّبَز ، اسم غير الذي سُمِّي به.
قال الله جلّ وعزّ : (وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ) [الحجرات : ١١].
يقول : لا تَدْعُوا الرجلَ إلَّا بأحبّ أسمائه إليه.
وقال الزجاج في قوله : (وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ) يقول : لا يقول المسلم لمن كان يهوديّاً أو نصرانياً فأسلم : يا يهوديُّ يا نصرانيُّ ، وقد آمن.
وقال الليث : يقال : لقّبتُ فلاناً تلقيباً.
ولَقَّبْتُ الاسمَ بالفِعل تَلْقيباً : إذا جعلتَ له
مِثالاً مِن الفِعْل ، كقولك للجَوْرَب : فَوْعَل.
بلق : قال الليث : البَلَق والبُلْقَة : مصدر الأبلق.
يقال للدابة أَبْلَق وبَلْقاء ، والفِعلَ بَلِقَ يَبْلَق.
والعرب تقول : دابّةٌ أبلَق. وجَبَل أبْرَق.
وجَعل رُؤبة الجبالَ بُلْقاً فقال :
بَادَرْنَ رِيحَ مَطَرٍ وبَرْقاً |
وظُلمةَ الليلِ نِعافاً بُلْقَا |
ويقال : ابلَقَ الدابَّةُ يَبْلَقُ ابلِقاقاً ، وابلَاقَ ابلِيقاقاً ، وابلَوْلَقَ ابليلاقاً فهو مبلَقٌ ومبلاقٌ وأبلق.
وقلَّما تراهم يقولون : بَلِقَ يَبْلَق ، كما أنَّهم لا يقولون : دَهِمَ يَدْهَم ولا كَمِتَ يَكْمَتُ.
وقال الليث : البَلُّوقة والجمع البَلاليق ، وهي مواضع لا يَنْبُت فيها الشجر.
وقال أبو عبيد : السبارِيتُ الأَرَضون التي لا شيء فيها ، وكذلك البَلاليق والمَوَامِي.
وقال الليث : بَلَقْتُ البابَ فانبَلَقَ : إذا فتحتَه كلَّه وفي لغة أَبلقْتَ.
أبو عبيد عن أبي عبيدة : بَلَقْتُ البابَ وأبلَقْتُه بمعنى واحد ، أي : فتحته.
عمرو عن أبيه : البَلْق : فتح كَعْبة الجارية.
وأنشد لفتًى من الحيّ :
رَكَبٌ تَمَّ وتَمَّت رَبَّتُه |
قد كان مختوماً ففُضّتْ كُعْبتُه |
قال : والبَلَق : الحُمقُ الذي ليس بمُحْكَم بَعْدُ.
وقال أبو نصر : البَلَق : بَلَقُ الدابة. قال : والبَلَق : الفِسْطاط.
وقال امرؤ القيس :
فليأت وسط قبابِه بَلَقِي |
وليأت وَسطَ حمِيهِ رَحْلي |
وقال أبو خَيرة : البَلُّوقة : مكانٌ صُلْب بين الرِمال كأنه مَكْنوس ، ويزعم الأعراب أنَّه مِن مساكن الجنّ.
شمر عن الفرّاء : البَلُّوقة : أرضٌ واسعة مُخْصِبة لا يشارِكُك فيها أحد ، وجمعُها بَلاليق.
يقال : تركتُهمْ في بَلُّوقة مِن الأرض.
قال : وقال ابنُ الأعرابي : البَلُّوقة : مكان فسيحٌ من الأرضِ ، بسيطةٌ تنبت الرُّخامَى لا غيرها.
ونحو ذلك قال المؤرِّج.
وقال ذو الرمة يصف الثور :
يَرُودُ الرُّخامَى لا تَرَى مُسْتَرادَه |
ببَلُّوقةٍ إلّا كثير المَحافِرِ |
أراد أنه يَستثير الرُّخامى.
لبق : قال أبو بكر : اللَّبِق : الحلو الليِّن الأخلاق.
قال : وهذا قول ابن الأعرابي.
قال : ومن ذلك الملبّقة ، إنما سمِّيت ملبَّقة
للينها وحلاوتها.
وقال قوم : معناه : الرفيق اللطيف العمل.
قال رؤبة :
قبّاضة بين العنيف واللَّبِق
أبو زيد : اللَّبِقة من النساء : الحسنة الدل اللبيبة الصناع.
وقال الفراء : اللبِقة : التي يشاكلها كلُّ لباسٍ وطِيب.
قال الليث : رجل لَبِق ويقال : لَبيق ، وهو الرفيق بكلِّ عمل ، وامرأة لَبيقة : لطيفة رقيقة ظريفة ، ويَلْبَقُ بها كلّ ثوب. وهذا الأمر يَلبَق بك ، أي : يَزْكو بك ويوافقك.
والثريد المُلَبَّق : الشديد التثْريد.
وفي الحديث : أنّ النبي صلىاللهعليهوسلم «دعا بثريدةٍ ثم لَبَّقَها». قال أبو عبيد : أي جمَعَها بالمِقْدحة.
وقال شمر : قال ابن المظفَّر : لُبِّقت الثريدةُ : إذا لم تكن بلحم.
وقيل : ثريدة ملبَّقةٌ : خُلِطَتْ خَلْطاً شديداً.
ق ل م
قلم ، قمل ، لمق ، لقم ، ملق ، مقل : مستعملات.
لمق : قال الليث : اللَّمَقُ : لَمَقُ الطريق ، وهو قلب لَقَّم. وقال رؤبة :
ساوَى بأيديهنّ مِن قَصْد اللَّمَقْ
اللِّحيانيّ : خَلِّ عن لَمَقِ الطريق ولَقَمه.
أبو عبيد عن أبي زيد : نمقته أنمِقه نمقاً ، ولمقته ألمقه لمقاً : كتبته.
شمر : لمقت من الأضداد ، بنو عقيل يقولون : لمقت كتبت.
وسائر قيس يقولون : لمقت : محوت.
الفراء : لمقتُ عينَ الرجل لَمْقاً : إذا رميتَها فأصَبْتَها.
أبو عبيد عنه قال الأصمعي : ما ذُقْتُ لمَاقاً ولا لمَاجاً.
قال : واللَّمَاق يُصلح في الأكل والشرب.
وأنشدنا لنهشَل بن حَرِّيّ :
كبرقٍ لاح يُعجِب مَن رآه |
ولا يَشفي الحَوائم مِنْ لماقِ |
وقال أبو عمرو : اللَّمْق : اللّطْم.
يقال : لمقْتُه لَمْقاً.
ثعلب عن ابن الأعرابي : اللُّمُق : جمعُ لامِق ، وهو الذي يَبدأ في شَرِّه يَصْفِقُ الحَدَقَة.
يقال : لمق عينَه : إذا عَوَّرَها.
لقم : أبو عبيد عن الفراء : لقمتُ الطريق وغير الطريق ألقُمه لَقْماً : سَدَدْتُ فمَه. واللقَم محرَّك : معظَم الطريق. غيره : لقمتُ اللقْمة ألقَمها لَقْماً : إذا أخذْتَها بفيك.
وألقمتُ غيري لُقْمة فلقمِها ، والتقمْتُ لُقْمةً ألتَقِمها الْتِقاماً.
وقال ابن شميل : أَلقَمَ البعيرُ عَدْواً : بينما
هو يَمشي إذْ عَدا ، فذلك الإلقام. وقد ألقمَ عَدْواً وألقمتُ عدواً.
وقال الليث : لقمُ الطّريقِ : منفرَجُه ، تقول : عَلَيْكَ بلَقَم الطّريق فالزَمْه.
واللُّقمة : اسمٌ لما يهيّئُه الإنسان للالتقام.
واللَّقمة : أكلُها بمَرّة. تقول : أكلت لُقمةً بلَقمتيْن ، وأكلتُ لُقمتين بلقْمة. وأَلقمتُ فلاناً حَجَراً.
قلم : قال الله جل وعزّ : (إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ) [آل عمران : ٤٤].
قال الزجاج : الأقلام : هاهنا القِداح ، قال : هي قِداحٌ جعلوا عليها علاماتٍ يَعرفون بها مَن يكفُل مريم على جهة القُرَعة. قال : وإنما قيل للسَهْم قَلَم لأنّه يُقلَم ، أي : يُبْرَى. وكلُّ ما قطعتَ منه شيئاً بعد شيء فقد قلَمته من ذلك القَلَم الذي يُكتَب به ، وإنّما سمّي قَلَماً لأنّه قُلِم مَرّةً بعد مرّة. ومِن هذا قيل : قلّمت أظفاري.
سلمة عن الفراء : يقال للمقراض المقلام والقلمان والجلمان ونحو ذلك.
وقال الليث : قلمت الشيء : بريته.
ثعلب عن ابن الأعرابي : القَلَمة : العُزّاب من الرجال ، الواحد قَالم ، ونساء مقلَّمات.
ثعلب عن ابن الأعرابيّ : القَلَم : طول أيْمَةِ المرأة ، وامرأة مقلَّمة ، أي : أيِّمٌ.
قال : ونظر أعرابيٌّ إلى نساء فقال : إنِّي أظنّكنّ مقلَّمات بغير أزواج.
شمر : المِقْلم : طرف قضيب البعير وفي طَرَفه حُجْنة ، فتلك الحُجْنة المقْلَم.
وجمعُه مَقالم.
وقال الليث : القَلْم : قطع الظُّفر بالقلَمين وبالقَلَم ، وهو واحدٌ كلّه.
قال : والقُلَامة هي المقلومة عن طَرَف الظُّفر.
وأنشد :
لما أبيتم فلم تَنْجُوا بمظلِمة |
قِيسَ القُلامةِ مما جَزَّهُ الجَلَمُ |
والقُلَّام : القاقُلَّى.
وقال لبيد :
مسجورةً متجاوِراً قُلَّامُها
قلتُ : والقُلّام من الحَمْض لا ساقَ له.
والإقليم : واحد الأقاليم ، وأحسبه عربيّاً.
وأهل الحساب يزعمون أنَّ الدنيا سبعة أقاليم كلّ إقليمٍ معلوم.
وقَول الفرزدق :
رأت قريشٌ أبا العاصي أحقَّهمُ |
باثنين : بالخاتم الميمون والقلمِ |
قيل : أراد بالقلم القضيب الذي يختصر به ، سمِّي قلماً لأنه يُقلم ، أي : يقطع من شجرة وينقّح للاختصار به. والقلْم : القطع. وقيل : أراد بالقلم الخلافة. وذو القلمين كان وزيراً لبعض الخلفاء. كأنَّه
سمِّي إقليماً لأنَّه مقلومٌ من الإقليم الذي يُتاخمه ، أي : مقطوع عنه.
ملق : قال الليث : المَلَق : الوُدُّ واللُّطْف الشديد.
قال العجّاج :
إيّاك أَدْعو فتَقبَّل مَلَقي
قال : يعني دُعائي وتضرُّعي.
ويقال : إنّه لمَلّاق متملِّق ذو مَلق ، ولا يقال منه فَعَل يَفعَل ، إلّا على يتملَّق.
الحَرّانيُّ عن ابن السكيت : المَلْق : الرّضعُ.
يقال : مَلَقَ الجَدْيُ أُمَّه يَملقُها : إذا رضعَها. والمَلْقُ أيضاً : المرُّ الخفيف.
يقال : مرَّ يَملُق الأرض مَلْقاً ، ويقال : مَلَقه مَلقاتٍ : إذا ضرَبه. والمَلق من التملّق ، وأصله من التليين.
ويقال للصَّفاة الملساء اللَّينة مَلَقة ، وجمعها مَلَقات.
قال الهُذَلي :
أتيحَ لها أقَيْدِرُ ذو حَشِيفٍ |
إذا سامَتْ عَلَى المَلقات ساما |
وقال الراجز :
وحَوْفل ساعِدُهُ قد امَّلقْ
أي : لانَ.
وقال الليث : الإملاق : كثرة إنفاق المال وتبذيرُه حتَّى يُورِّث حاجة.
وفي الحديث : أنَّ امرأةً سألت ابنَ عباس : أَأُنفق مِن مالي ما شئتُ؟ قال : نعم أمْلِقِي من مالك ما شئت.
قال الله : (خَشْيَةَ إِمْلاقٍ) [الإسراء : ٣١] ، معناه خشية الفقر والحاجة.
وقال ابن شميل : إنّه لمُملِق ، أي : مُفْسِد.
والإملاق : الإفساد.
وقال شمِر : أَمْلق لازم ومُتعدّ ، يقال : أَمْلق الرجُل فهو مُملق : إذا افتقَر فهذا لازمٌ. وأَمْلق الدَّهرُ ما بيده.
وقال أَوْس بن حَجَر :
لما رأيتُ العُدْمَ قَيّدَ نَائِلي |
وأَمْلَق ما عندي خُطوبٌ تَنَبَّلُ |
وقال الليث : المالَق : الذي يملِّسُ به الحارثُ الأرضَ المُثَارَةَ.
وقال أبو سعيد : يقال لمالج الطيان مالق ومِمْلَق.
وقال النضر : قال الجَعْديّ : المالق : خشبةٌ عريضةٌ تُشَدُّ بالحبال إلى ثَوْرَيْن يقوم عليها رجلٌ ويجرُّها الثوران فتعفِّي آثار السِّنّ.
وقد مَلَّقوا الأرض تمليقاً : إذا فعلوا ذلك بها.
قلتُ : مَلَّقُوا وملَّسُوا واحد ، وهي تمليس الأرض ، فكأَنّه جعل المالق عربيّاً.
وقال غيره : مَلَق الرجُلُ جاريتَه ومَلَجَها :
إذا نكحها كما يَمْلُق الجَدْي أُمَّه : إذا رَضَعها.
أبو عبيد : مَلَقْتُ الثَّوْبَ أملُقُه مَلقاً : إذا غَسَلْتَه.
وقال خالد بن كلثوم : الملِق من الخيل : الذي لا يوثق بجَرْيه ، أُخِذَ من مَلق الإنسان الذي لا يَصْدُق في مودَّته.
وقال الجعديّ :
ولا مَلِق يَنْزُو ويُنْدِرُ رَوْثَه |
أحادَ إذا فأسُ اللِّجام تَصَلصَلَا |
وقال الأصمعي : الملق : الضعيف.
وقال أبو عبيدة : فرسٌ مَلِقٌ والأنثى ملقة ، والمَصْدَر الملَق ، وهو أَلْطَفُ الحُضْر وأسرعُه.
وأنشد بيت الجَعْدِيّ.
ويقال : وَلَدَتْ الناقةُ فخرج الْجَنين مَلِيقاً من بطنها ، أي : لا شَعَرَ عَليه. والملَق : المُلوسَة.
وقال الأصمعيّ : الْجَنين مَليط بالطاء بهذا المعنى.
عمرو عن أبيه : الملَق : اللِّينُ من الحيوان والكلامِ والصُّخُور.
وفي حديثِ عَبيدةَ السَّلْمانيّ : أنَّ ابنَ سِيرِين قال له : ما يوجب الْجَنابة؟ قال : «الرَّفُّ والاستملاق». الرفّ : المصُّ.
والاستملاق مَنْ مَلق الجديُ أمّه إذا رضَعَها. وأراد أنَّ الذي يُوجب الغُسل امتصاصُ فمِ رحم المرأة ماءَ الرجل : إذا خالطها ، كما يَرضَع الرضيعُ إذا لَقِمَ حَلمةَ الثدي.
مقل : قال الليث : مُقلةُ العَين : سوادُها وبياضُها الذي يدور كله في العين ، يقال : مَقَلْتُه بعيني ومَا مقَلَتْ عينايَ مِثله ، أي : ما أبصرَتْ.
ابن الأنباريّ قولهم : ما مقَلتْ عيني مثله ، أي : ما رأت ولا نظرت ، وهو فعلت من المُقْلة ، وهي الشحمة التي تجمع سوادَ العين وبياضَها.
والحدَقة : السواد دون البياض.
وقال : سمعت بالغَرَّاف يقولون : سَخِّن جبينك بالمقْلة. شبه عينَ الشمس بالمقلة.
قال شمر : قال ابن الأعرابي : المُقْلة : العَين كلها ، وإنما سميت مقلة لأنها ترمي بالنَّظر. والمَقْل : الرمي.
وقال غيره : المقلة : تجمع سواد العين والبياض تحت الجفن.
والحدقة : السواد لا غير. وفي الحدقة الإنسانُ ، وفي الإنسان الناظرُ.
أبو عبيد عن أبي عمرو : المَقْلة : الحصاةُ التي يُقسم عليها الماء في السَّفَر إذا قَلَّ ، فتُلقَى في قَدَح ويُصَبُّ عليها من الماء ما يَغمرُها.
وأنشد ليزيد بن طُعْمة الخطمِيُّ :
قَذَفوا سَيِّدَهم في وَرْطَةٍ |
قَذْفَكَ المَقْلَةَ وَسْطَ المعتَرَكْ |
وفي حديث النبي صلىاللهعليهوسلم : «إذا وَقَع الذُّبابُ في إناء أحدكم فامْقُلوه ، فإن في أحد جناحَيْه سَمّاً وفي الآخر شِفاء وإنه يؤخِّر الشفاء ويقدِّم السُّمّ»
. قال أبو عبيد : قوله فامقُلوه ، يعني فاغمسوه في الطعام أو الشراب ليُخرج الشفاءَ كما يُخرجُ الداء.
والمَقْل : الغَمْس : ويقال للرجُلين إذا تفاطَّا في الماء ، هما يتماقلان.
قال : والمَقْل في غير هذا النَّظر.
روي في الحديث : أن ابن لقمان الحكيم قال لأبيه : أرأيت الحبة التي تكون في مَقْل البحر؟
أي : في مَغاص البحر.
يقال : مقل يمقُل : إذا غاص ويقال : نَزَحت البئر حتى بلغت مقلها ، أي : قعرها.
وقال الليث : المقْلُ : ضَرْبٌ من الرضاع.
وأنشد في وصف الثَّدى :
كثَديِ كَعابٍ لم يُمَرَّثَ بالمَقلِ
قال : نَصَب الثاء على طلب النون.
قلت : وكأنَ المقْل مقلوبٌ من المَلْق ، وهو الرَّضاع.
قال ؛ والمُقْل : حَمْلُ الدَّوْم. والدوْمُ : شجرةٌ تشبه النَّخلة في حالاتها.
قال : والمُقْل : الكُنْدُر الذي تتدخِّن به اليهود ، ويُجعَل في الدواء.
وقال شمر : قال بعضهم : لا نَعرف المقْل المغْمس ، ولكنَ المقْل أن يُمقَل الفَصيلُ الماءَ إذا آذاه حَرُّ اللبن فيؤجر الماء فيكون له دواء ، والرجل يَمرَض ولا يسمع شيئاً فيقال : امقلوه الماءَ واللبنَ وشيئاً من الدواء ، فهذا المقْل الصحيح.
وقال أبو عبيدة : إذا لم يَرضع الفَصيل أُخِذ لسانُه ثم صُبَّ الماءُ في حَلْقِه وهو المقل. وقد مَقَلْتُه مَقْلاً.
قال : وربَّما خرج على لسانه قُروحٌ فلا يَقدِر على الرضاع حتى يُمقَل.
وأنشد :
إذا استَحَرَّ فامْقُلوه مَقْلا |
في الحَلْق واللهاةِ صُبُّوا الرِّسْلا |
وفي حديث ابن مسعود في مسح الحصى في الصلاة قال : مرة ، وتركها خير من مائة ناقة لمقْلة.
قال أبو عبيد : المقلة هي العين. يقول : تركها خير من مائة ناقة يختارها الرجل على عينه ونظره كما يريد.
قال أبو عبيد : قال الأوزاعي : معناه : أنه ينفقها في سبيل الله.
قال أبو عبيد : هو كما قال الأوزاعيّ ، ولا يريد أنه يقتنيها.
وقال : أمقلته ، أي : أغضبته ، ويقال : أسمعته ذَا مَقَل ، أي : ما أغضبه.
وقال أبو وجزة :
فاسمع ولا تسمع لشيءٍ ذي مَقَلْ
قمل : قال الليث : القَمْل معروف.
وفي الحديث : «مِن النساء غُلٌ قَمِل يقذِفها الله في عُنُق من يشاء ثم لا يخرجها إلا هووذلك أنهم كانوا يَغُلون الأسير بالقدْ فيقمَل القِدّ في عُنقه.
أبو عبيد عن أصحابه : القَمَليّ من الرجال : الحقير الصغير الشأن.
ثعلب عن ابن الأعرابيّ : رجلٌ قَمليّ : إذا كان بَدَوِيّاً فصار سَوادِياً.
وقال الله جل وعز : (فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الطُّوفانَ وَالْجَرادَ وَالْقُمَّلَ) [الأعراف : ١٣٣].
قال الفراء : القُمَّل : الدَّبى الذي لا أجنحةَ له.
قلت : وهذا يُروَى عن ابن عباس مِن رواية ابن الكلبيّ.
قال ابن الأنباري : قال عكرمة في قول الله : (فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الطُّوفانَ وَالْجَرادَ وَالْقُمَّلَ).
قال : القُمل : الجنادب ، وهي الصغار من الجراد ، واحدتها قُمَّلة.
قال : وقال الفراء : يجوز أن يكون واحد القمَّل قاملاً ، مثل : راكع وركّع ، وصائم وصُيّم.
وأخبرني المنذري عن الحراني عن ابن السكيت قال : القُمل : شيءٌ يقع في الزرع ليس بجراد فيأكل السُّنبلةَ وهي غَضَّة قبل أن تخرج فيطول الزرعُ ولا سُنبلَ له.
قلت : وهذا هو الصحيح.
قال : وقال أبو عبيدةَ : القُمَّل عند العرب : الحَمْنان.
أبو عبيدٍ عن أبي الحسن العَدَوِيّ : القُمّل دوابٌّ صِغارٌ من جنس القِرْدان إلا أنها أصغر منها ؛ واحدتها قُمَّلة.
وقال الليث : القُمَّل : دَوابُّ صغارٌ من جنس القِرْدان إلا أنها أصغر منها ، واحدتها قُمَّلة.
وقال الليث : القُمَّل : الذَّر الصغار ، ويقال : هو شيء أصغر من الطَّير الصغير ، له جَناح أحمر أكدَر.
ثعلب عن ابن الأعرابي : قَمِل القوم : كثروا.
وقَمِل الرجل بعد هزال : إذا سمن. وقمل رأس الرجل.
وأنشد :
حتى إذا قملت بطونكُمُ |
ورأيتم أبناءكم شبُّوا |
وقال الليث : امرأة قَمَليّة : قصيرة جدّاً.
أبو عبيد عن أبي عمرو : قَمِل العَرْفَج قَمَلاً : إذا اسوَدَّ شيئاً بعد مطر أصابَه فلانَ عودُه. شُبِّه ما خرج منه بالقمَّل.
ثعلب عن ابن الأعرابي قال : المِقْمَل : الذي استَغنى بعد فَقْر.
أبواب القاف والنون
ق ن ف
قنف ، قفن ، نقف ، نفق ، فنق : مستعملة.
قنف : قال الليث : الأُذن القَنفاء : أذن المِعزَى إذا كانت غليظةً كأنها نَعْلٌ مخصوفة ، ومن الإنسان إذا كانت لا أطَر لها.
قال : وكمَرة قَنْفاء ، وذكر قصةً لهمام بن مرَّة وبناتِه يَفْحُش ذِكرها فلم أكتُبها (١).
وقال أبو عبيدة : فَرش أقنف ، وهو الأبيض القفا وَلونُ سائره ما كان ، والمصدَر القَنف.
ثعلب عن ابن الأعرابي : أقْنفَ الرجُل : إذا استرخت أذُنُه.
عمرو عن أبيه : قال : القَنف واللَّخْن : البياض الذي على جُردان الحمار.
وقال ابن الأعرابي : استَقْنَف الرجلُ وأَقنَف : إذا اجتمع له رأيُه وأمرُه في مَعاشه.
وقال الليث : رجلٌ قُنافٌ : إذا كان ضَخْمَ الأنف. ويقال : هو الطويل الجسم الغليظة.
ثعلبٌ عن ابن الأعرابي : القِنَّف والقِلَّف : ما تطايرَ مِن طِين السَّيْل عن وجه الأرض وتَشقَّق.
أبو عبيد عن أبي عمرٍو قال : القَنيف والقَنيب : جماعات الناس.
قال : والقَنيف أيضاً : السحاب ذو الماء الكثير.
نقف : قال الليث : النَّقْف : كسرُ الهامة عن الدِّماغ ونحو ذلك ، كما يَنقُف الظَّليم الحنظلَ عن حَبِّه. والمُناقَفةُ : المُضارَبة بالسيوف على الرؤوس.
وقال لبيد يصف الخمر فجعلَ النَّقْف مَزْجاً :
لذيذاً ومنقوفاً بِصافِي مَخيلةٍ |
من الناصِع المحمودِ من حَمر بابلا |
أراد ممزوجاً بماءٍ صاف من ماء سحابة.
وقيل : المنقوف المَبْزُول من شراب الدَّنّ ، نَقَفْتُه نَقْفاً ، أي : بَزَلْتُه.
وقال أبو عمرو : يقال للرجلين جاءا في نِقابٍ واحدٍ ونِقافٍ واحد إذا جاءا في مكان واحد.
وقال أبو سعيد : إذا جاءا متساويَين لا يتقدَّم أحدهما الآخر. وأصلُه الفَرْخان يخرجان من بَيضة واحدة.
ويقال : أنقف الجرادُ بيضَه. ونقفت البيضة ونقبت واحدٌ ، قاله ابن الأعرابي.
وقال أبو خيرة : يركب الجراد بعضُه بعضاً. فيدفن بيضه. وهو الرَّزّ. ثم يَسرأ.
__________________
(١) لم ترد هذه القصة في مطبوع «العين» (٥ / ١٧٦) ، مادة (قنف).
ويقال : نحتَ النحّاتُ العُودَ فترَك فيه مَنْقَفاً : إذا لم يُنْعِمْ نَحْتَه ولم يُسوِّه.
وقال الراجز :
كِلْنَا عليهنّ بمُدٍّ أجوَفا |
لَم يَدَع النَّقَّافُ فيه مَنْقَفا |
|
إلّا انتَقى مِنْ حَوْفِه ولَجَّفا
وقال الليث : المِنْقاف : عَظْم دُوَيْبَّة تكون في البحر تُصْقَل به الصُّحُف ، له مَشَقٌّ في وَسَطه. ورجلٌ نقَّاف : صاحب تدبير ونَظَرٍ في الأشياء.
ويقال : نَقَفَ رأسَه ونقَخَه : إذا ضربه على رأسه حتَّى يخرج دِماغُه. ونَقَفَ الرُّمّانة : إذا قَشَرَها ليَستخرج حَبَّها.
فنق : قال الليث : ناقة فَنَق : جسيمة حَسنَةُ الْخَلْق. وجارية فُنُق : مُفَنَّقَةٌ منعَّمة فَنّقَها أهلها تفنيقاً وفِناقاً.
قال : والفَنِيق : الفَحْل المُقْرَم لا يُركَب على أهله. والتَّفَنُّق : التنَعُّم ، كما يُفَنّق الصبيَّ المُتَرَفَ أهلُه.
أبو عبيد عن الأصمعي : [وامرأة](١) فُنُق : قليلةُ اللّحْم.
وقال شمر : لا أعرف امرأةٌ فُنُق قليلة اللّحْم ولكنَ الفُنُق المنعَّمة ، وفَنَّقَها : نَعَّمَها.
وأنشد قول الأعشى :
هِرْكَوْلَةٌ فُنُقٌ دُرْمٌ مَرافِقُها
وقال : لا يكون دُرْمٌ مرافقها وهي قليلةُ اللّحْم.
قال : وقال بعضهم : ناقة فُنُق : إذا كانت فَتِيَّةً لَحِيمةً سمينةً ، وكذلك امرأة فُنُق : إذا كانت عظيمةً حَسْناء.
مَضبورةٌ قَرْواءُ هِرْجابٌ فُنُق
قال : والفُنُق : الفَتِيَّة الضَّخمة.
وقال ابن الأعرابي : فُنُقٌ كأَنَّها فَنيق ، أي : جَمَل فَحْل.
أبو عبيد عن أبي عمرو : الفَنيقة : الغِرارة ، وجمعُها فَنائق.
وأنشد :
كأنَّ تحت العِلْو والفَنائق |
مِن طُولِه رَجْماً على شَواهِق |
عمرو عن أبيه : الفَنيقة : المرأة المنعَّمة تفَنَّقْتُ في أمر كذا ، أي : تأنّقْت وتنطّعْتُ.
قفن : قال عمر بن الخطاب : إنِّي لأستعمل الرَّجل القويَّ وغيرُه خيرٌ منه ، ثم أكون على قَفَّانه.
يقول : أكون على تتبع أمره حتّى أستقصيَ علمه وأعرفه.
قال أبو عبيد : ولا أحسب هذه الكلمة عربية ، إنما أصلها قَبّان. ومنه قول العامة : فلانٌ قَبّانٌ على فلان : إذا كان
__________________
(١) زيادة من «اللسان» (فنق).
بمنزلة الأمين عليه والرئيس الذي يتتبع أمره ويحاسبه. ولهذا سمِّي هذا الميزان الذي يقال له القبان : القبان.
وقال ابن الأعرابي : القفَّان عند العرب الأمين. قال : وهو فارسيٌّ عُرّب.
قال أبو عبيدة : هو الذي يتتبّع أمرَ الرجل ويحاسبهُ.
قال أبو عبيد : قَفَّانُ كلِّ شيء : جِماعُهُ واستقصاء معرفته.
عمرو عن أبيه : القَفِين : المذبوح مِن قفَاه.
ثعلب عن ابن الأعرابي : هذا يومُ قَفْنٍ : إذا كان ذا حِصار.
ورُوِي عن النخعيّ أنه قال فيمن ذَبَح فأَبانَ الرأسَ قال : «تلك القَفِينةُ لا بأس بها». قال أبو عبيد : القَفِينة كان بعضُ الناس يُرى أنها التي تُذبَحُ مِن القَفا ؛ وليست بتلك ، ولكن القَفِينة التي يُبانُ رأسُها بالذَّبح وإنْ كان من الحَلْق.
قال أبو عبيد : ولعلّ المعنى يرجع إلى القَفا ، لأنه إذا أبان لم يكن له بُدٌّ من قطْع القَفا.
وقد قالوا : القَفَنّ للقَفا ، فزادوا نوناً.
وأنشد للراجز في ابنه :
أُحِبُّ منكَ موضعَ الوُشْحَنّ |
ومَوضعَ الإزار والقَفَنِ |
وقال أبو جعفر بن جَبَلة : قال ابن الأعرابي مِثله ، وقال : قَفَّن رأسَه وقَنَّفه : إذا قَطَعه فأَبانَه.
قال : وقال غيره : اقْتَفَنْتُ الشاة والطائرَ : إذا ذبَحْتَ مِن قِبل الوجه فأَبَنْتَ الرأس.
وقال أبو عمرو : القَفْن : الضربُ بالعصا والسَّوط. قال الراجز :
قَفَنْتُه بالسَّوطِ أيَ قَفْنِ |
وبالعصا مِن طولِ سُوءِ الضَّفْن |
قال : ويقال : قَفَن يقْفِن قُفوناً : إذا مات ، قال الراجز :
أَلقَى رَحَى الزَّوْرِ عليه فَطحَنْ |
فَقَاءَ فرثاً تَحتَه حتَّى قَفَنْ |
قال : وقَفَن الكلبُ : إذا وَلَغ.
ثعلب عن ابن الأعرابي قال : القَفْن : الموت ، والكَفْن : التغطية.
شمر عن أبي زيد : القَفِينة : المذبوحة من قِبَل القفا.
يقال : شاةٌ قَفِينةٌ ، وقد قَفَنْتُها قَفْناً : إذا ذَبَحْتَها من قبل القَفا.
قال : وقَفَنْتُ الرجل قُفْناً : إذا ضَرَبْتَ قفاه.
وقال شمر : بلغني عن ابن الأعرابي أنه قال : القَفينَة والقَنِيفَة واحد ، وهو أن يُبانَ الرأسُ.
وكذلك رواه ابن جبلة عنه.
نفق : قال الليث : نفقَت الدابةُ : إذا ماتت ،
وأنشد :
نفَقَ البغلُ وأودَى سَرْجُه |
في سبيل الله سَرْجِي وبَغَلْ |
وقال اللحياني : نَفَقَ الفرسُ وكلُّ بهيمة ينفق نفُوقاً : إذا مات. ونفق الدرهمُ ينفق نفوقاً : إذا فنِيَ.
ومنه قوله عزوجل : (إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفاقِ) [الإسراء : ١٠٠] ، أي : خشية الفناء والنَّفادِ.
وقال الليث : نَفَق السِّعر ينفُق نُفُوقاً : إذا كثُر مُشتَروه.
قال : والنفقة : ما أنفَقت واستنفَقْت على العيال وعَلَى نفسك.
والنَّفق : سَرَب في الأرض له مَخْلَصٌ إلى مكانٍ آخر. والنافقاء : موضع يرقِّقه اليربوع في جُحَره ، فإذا أتى من قبل القاصعاءِ ضَرَب النافقاء برأسه فانتفق منها. وبعضهم يسميه النُّفقة.
وتقول : أنفقنا اليربوع : إذا لم يُرفق به حتى انتفق وذهب.
وقال أبو عبيد : سَمِّي المنافق منافقاً للنَّفق وهو السَّرَب في الأرض.
وإنمَا سمِّي المنافق منافقاً لأنّه نافق كاليربوع ، وهو دخوله نافقاءَه.
يقال : قد نَفق فيه ونافق ، وله جُحْرٌ آخر يقال له القاصعاء ، فإذا طُلب قَصَّع فخرج من القاصعاء ، فهو يدخل في النافقاء ، ويخرج فيقال : هكذا يفعل المنافق ، يدخل في الإسلام ثم يخرج منه من غير الوجه الذي دخل فيه.
وأخبرني المنذريُّ عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال : قُصْعةُ اليربوع : أن يَحْفر حفيرة ثم يسد بابها بترابها ، ويسمِّي ذلك التراب الدامَّاء ، ثم يحفِر حَفْراً آخر يقال له : النافقاء والنُّفقة والنَّفق فلا ينفذُها ولكنه يحفرها حتَّى تَرق ، فإذا أخِذ عليه بقاصِعائه عَدَا إلى النافقاء فَضَرَبها برأسه ومَرَقَ منها ، وتُرابُ النُّفقة.
وتقول : أنفقنا اليربوع : إذا لم يُرفق به حتى انتفق وذهب.
وقال أبو عبيد : سَمِّي المنافق منافقاً للنَّفق وهو السَّرَب في الأرض.
وإنمَا سمِّي منافقاً لأنّه نافق كاليربوع ، وهو دخوله نافقاءَه.
يقال : قد نَفق فيه ونافق ، وله جُحْرٌ آخر يقال له القاصعاء ، فإذا طُلب قَصَّع فخرج من القاصعاء ، فهو يدخل في النافقاء ، ويخرج فيقال : هكذا يفعل المنافق ، يدخل في الإسلام ثم يخرج منه من غير الوجه الذي دخل فيه.
وأخبرني المنذريُّ عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال : قُصْعةُ اليربوع : أن يَحْفر حفيرة ثم يسد بابها بترابها ، ويسمِّي ذلك التراب الدامَّاء ، ثم يحفِر حَفْراً آخر يقال له : النافقاء والنُّفقة والنَّفق فلا ينفذُها ولكنه يحفرها حتَّى تَرق ، فإذا أخِذ عليه بقاصِعائه عَدَا إلى النافقاء فَضَرَبها برأسه ومَرَقَ منها ، وتُرابُ النُّفقة يقال له الراهِطاء. وأنشد :
وما أمُّ الرُّدَين وإن أكلّتْ |
بعالمةٍ بأخلاق الكرام |
|
إذا الشيطان قَصَّع في قَفَاها |
تَنَفَّقَاه بالحبل التؤام |
أي : إذا سَكَن في قَفاها ، أي : استخرجْناه كما يستخرج اليربوع من نافقائه.
قال الأصمعي في القاصعاء : إنما قيل له ذلك لأن اليربوع يخرج تراب الجحر ثم يسد به فم الآخر ، من قولهم : قصعَ الكلم بالدم : إذا امتلأ به. وقيل له دامّاء لأنه يخرج تراب الجحر ويطلى به فم الآخر ؛ من قولهم : أدمم قدرك ، أي : اطلِها بالطِّحال والرّماد.
الليث : النّيْفق دَخيلٌ : نيفق السراويل والنافقة نافقة المسك دخيلٌ أيضاً وهي
فأر : المسك ، وهي وِعاؤه.
اللِّحياني : نفق ماله ينفق نفقاً : إذا نقص ونفِقَتْ نفاقُ القَوْم : إذا نَفِدَتْ. والنّفاق : جمعُ النفقة.
قال : والنفق : السريع الانقطاع من كل شيء.
يقال : سيرٌ نفق ، أي : منقطع.
وقال لبيد :
شَدّاً ومرفوعاً يقرِّبُ مثْلُه |
للوردِ لا نَفِق ولا مسْؤُوم |
أي : عَدْوٌ غير منقطع ، وقال أبو وجزة :
يهدي قلائصَ خُضَّعاً يكنفنه |
صُعْرَ الخُدودِ نَوافق الأوْبار |
أي : نَسَلَتْ أوبارُها من السِمَن.
وفي «نوادر الأعراب» : أنفقت الإبل : إذا انتثرت أوبارُها عن سمن.
قالوا : ونفق الجرحُ : إذا انقشر.
وقال غيره : نفقت الأيِّم تنفق نفاقاً : إذا كثُر خُطابها. وأنفق الرجُل إنفاقاً : إذا وَجَد نفاقاً لمتاعه.
وفي مثل من أمثالهم : «من باعَ عِرضه أنفق» ، أي : من شاتَم الناسَ شُتِم ، ومعناه أنه يجد نفاقاً لعِرضه ينالُ منه.
ومنه قول كعب بن زهير :
أبيتُ ولا أهجو الصديق ومَنْ يبعْ |
بعِرْض أبيه في المعاشِر يُنفق |
أي : يجد نفاقاً. والباء مُقْحَمة في قوله : «بعرض أبيه».
ق ن ب
قنب ، قبن ، نقب ، نبق ، بقن ، بنق : مستعملات.
بقن : أمَّا بقن : فإنَّ الليث أهمله.
وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي : أبقَنَ الرجلُ : إذا خصب جَنابُه واخضرَّت فعاله.
قنب : قال الليث : القُنْب : جِرَابُ قضيب الدابة وإذا كُنِيَ عما يُخفضُ من المرأة قيل قنْبُها.
قال : والقُنْب : شِراعٌ ضَخْم من أعظم شُرُع السفينة. والمِقْنب : زُهاءُ ثلاثمائة من الخَيل. والقِنّب : من الكتان. والقَنِيب : الجماعة من الناس.
قال أبو عبيد. وأنشد شمر :
ولعبد القيس عِيصٌ أُشِبٌ |
وقَنِيبٌ وهجاناتٌ زُهُرْ |
وفي حديث عمر أنه ذُكر سعد حين طُعِن فقال : «إنما يكون في مِقْنَبٍ من مقانبكم».
قال أبو عبيد : المقنب : جماعةُ الخيل والفرسان. يريد أن سعداً صاحب جيوش ومحاربة ، وليس بصاحب هذا الأمر.
وجمع المقنب مَقانب.
وقال لبيد :
وإذا تواكلت المقانب لم يزل |
بالثغر مِنّا مِنشِر معلومُ |
قال : وقال أبو عمرو : المنسر : ما بين ثلاثين فارساً إلى أربعين. ولم أره وقّت في المقنب شيئاً.
والقنيب : السحاب.
أبو عبيد عن القناني الأعرابيّ : المقنب : شيءٌ يكون مع الصَّائد يجعل فيه ما يصيد.
قال شمر : ولم أسمَعْه إلّا هاهنا.
وقال أبو الهيثم : المِقْنَب الذي مع الصيّاد مشهور ، وهو شِبه مِخْلاة أو خريطة تكون مع الصائد.
وأنشد قول الراجز :
أنشدتُ لا أصطادُ منها عُنظُباً |
إلّا عَواساءَ تَفَاسَى مُقْرِبا |
ذاتَ أوانَيْنِ تُوفِّي المِقنَبا
ثعلب عن ابن الأعرابي قال : القانب : الذئب العوّاء. والقانب : الفَيج المنكمِش.
قال : وأقْنبَ الرجلُ : إذا استَخفَى مِن سلطانٍ أو غَريم.
قال : والمِقْنَب : كَفُّ الأسد.
قال : والقَيْناب : الفَيج النشيط ، وهو السِّفْسير.
ويقال : مِخلب الأسد في مِقْنَبه ، وهو الغِطاء الذي يسترُه. وقد قَنَب الأسد بمخلَبه : إذا أدخَلَه في وعائه يقنِبُه قَنْباً.
وقَنّب القومُ وأقنَبوا إقناباً وتقنيباً : إذا صاروا مِقْنَباً.
ومنه قول الهُذَليّ :
عجبتُ لقيس والحوادث تُعجِبُ |
وأصحابِ قيس يومَ ساروا وأقْنَبوا |
ويروى : «قنّبوا» ، أي : باعدوا في السَّير.
وقنْب الجمل : وِعاءُ ثِيلِه. وقُنْب الحمار : وعاء جُردانه.
وقال النضر : قنّبوا العنب : إذا ما قطعوا منه ما ليس يحمل ، وما قد أدَّى حمله يقطع من أعلاه.
قلت : وهذا حين يقضب عنه شكيره رطباً.
قبن : أهمله الليث.
وروى أبو عبيدة عن أبي زيد : قَبَنَ الرجلُ يقبِنُ قُبوناً : إذا ذهب في الأرض. وقبَعَ مثله.
ثعلب عن ابن الأعرابيّ : أقْبَن الرجل : إذا انهزمَ مِن عَدوِّه. وأقبل : إذا أسرَعَ عَدْواً في أمان.
عمرو عن أبيه قال : القَبين : المنكمِش في أمورِه. والقَمِين : السَّرِيع.
وقال ابن بُزُرجَ : المُقْبَئِنّ : المنقبِض المنْخنِس ، وقد اقبأنّ اقبئناناً.
والقَبّان : الذي يُوزَن به ، لا أدري أعربيٌّ أم مُعْرب.
وفي حديث عمر : «إني لأستعين بالرجلُ
الفاجر ثم أكون على قَفَّانه».
قال أبو عبيد : يقول : أكون على تتبُّع أموره حتى أستقْصِيَ علمَه وأعرِفَه.
قال : وقال الأصمعيّ : قفّان كلّ شيء : جِماعُه واستقصاء معرفته.
قال أبو عبيد : ولا أحسب هذه الكلمة عربية ، وإنما أصلها قَبان.
ومنه قول العامّة : فلانٌ قَبّان على فلان : إذا كان بمنزلة الأمين عليه والرئيسِ الذي يتتبَّع أمره ويحاسِبُه. وبهذا سمِّي هذا الميزان الذي يقال له القَبّان وقد مضى هذا فيما تقدم من الكتاب.
وحِمار قَبّانَ : دُوَيْبَّة معروفة.
ومنه قوله :
يا عجباً لقد رأيت عَجَبا |
حِمارَ قَبّانٍ يَسوقُ أرنَبا |
|
خاطِمَها أمَّها أن تذهبا
نقب : قال الله جلّ وعزّ : (فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ) [ق : ٣٦].
قال الفراء : قرأ القُرّاء : (فَنَقَّبُوا) مشدداً يقول : خَرَقوا البلادَ فساروا فيها فهل كان لهم مَحيصٌ من الموت.
قال : ومن قرأ : (فنَقِّبُوا) بكسر القاف فإنه كالوعيد ، أي : اذهبوا في البلاد وجيئوا.
وقال الزّجاج : نقّبوا : طَوَّقوا وفَتَّشُوا.
قال : وقرأَ الحسن : (فَنَقَبُوا) بالتخفيف.
وقال امرؤ القيس :
وقد نقّبتُ في الآفاق حتى |
رَضِيتُ من السلامة بالإياب |
أي : ضَربتُ في البلاد ، أقبلتُ وأدْبَرْتُ.
وقال الله جلّ وعزّ : (وَبَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً) [المائدة : ١٢].
قال أبو إسحاق : النَّقيب في اللُّغة كالأمين والكَفيل. ونحن نبيِّن حقيقته واشتقاقه.
يقال : نَقَب الرجلُ على القوم ينقُب نِقابةً فهو نَقِيب.
قال أبو زيد : وما كان الرجل نقيباً ولقد نَقُب. وفي فلانٍ مَناقبُ جميلة ، أي : أخلاق. وهو حَسَنُ النقيبةِ ، أي : حَسَن الخليقة. وإنما قيل للنقيب نقيبٌ لأنه يَعلَم دَخِيلَةَ القوم ويعرِف مناقبَهم ، وهو الطريق إلى معرفة أمورهم.
وهذا الباب كلُّه أصله التأثير الذي له عُمْق ودُخول.
ومن ذلك يقال : نَقَبْتُ الحائط ، أي : بَلغتُ في النَّقب آخرَه. والنَّقْب في الجبل : الطريق.
ويقال : كلبٌ نَقيب ، وهو أن يُنْقَب حَنجرةُ الكلْب لئلَّا يرتفع صوتُ نُباحه ، وإنما يَفعل ذلك البخلاءُ من العرب لئلَّا يطرُقَهم ضَيف باستماع نُباح الكلاب.
وفي الحديث أن النبي صلىاللهعليهوسلم ، قال : «لا يُعدِي شيء شيئاً» ، فقال أَعرابيّ : إنَ النُّقْبة قد تكون بمِشْفَر البعير أَو بذَنبِه في الإبل
العظيمة فتجرب كلُّها. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «فما أَعْدَى الأوَّل».
قال أبو عبيد : قال الأصمعي : النُّقْبة هي أَوّل جَرَبٍ يبدأَ.
يقال للبعير : به نُقْبة ؛ وجمعها نُقَب.
وقال دريد بن الصِّمَّة :
متبذِّلاً تبدو مَحاسِنُه |
يَضَعُ الهِناءَ مواضعَ النُّقْبِ |
قال أبو عبيد : النُّقبة في غير هذا : أن تؤخذ القِطعةُ من الثوب قَدْرَ السراويل فتُجعل لها حُجْزة مَخِيطة من غير نَيْفَق ، وتُشدُّ كما تُشدّ حُجزة السَّراويل ؛ فإذا كان لها نَيفَق وساقان فهي سراويل ؛ فإذا لم يكن لها نَيْفَقٌ ولا ساقان ولا حُجْزة فهي النِّطاق. وقد نقبت الثَّوب أَنقُبُه : إذا جعلتَه نُقْبة.
قال : والنُّقْبة : اللون.
وقال ذو الرمّة :
ولاحَ أَزهَرُ مشهورٌ بنُقْبَتِه |
كأنَّه حينَ يَعْلو عاقِراً لَهَبُ |
شمر عن ابن شميل : النُّقّبة : أوّل بَدء الْجَرَب تَرى الرُّقْعة مِثلَ الكفّ بجَنْب البعير أَو وَرِكه أَو بمشْفَرِه ثم تتمشَّى فيه حتى تُشريَه كلّه ، أي : تملأه.
وقال أَبو النجم يصف فحلاً :
فاسودّ مِن جُفْرته إبْطاها |
كما طَلَى النُّقّبَة طالِياها |
أي : اسودَّ من العرق حين سالَ حتى كأنَّه جَرِبَ ذلك الموضع فطُلِيَ بالقَطِران فاسودَّ مِن العَرَق. والجُفْرة : الوَسَط.
والنِّقاب على وجوه : يقال : فلانة حسنَةُ النِّقْبة والنِّقاب.
وقال أَبو عبيد : قال الفراء : إِذا أَدْنَتْ المرأَةُ نِقابَها إلى عينها فتلك الوَصْوَصةُ ؛ فإنْ أَنزلَتْه دون ذلك إلى المَحْجِرِ فهو النقاب ، فإنْ كان على طرف الأنف فهو اللِّفام.
وقال أَبو زيد : النِّقاب على مارِنِ الأنف.
وقال أَبو عبيد : النِّقاب : هو الرجل العالِمُ بالأشياء الباحثُ عنها الفَطِنُ الشّديدُ الدُّخول فيها.
وقال أوسٌ يمدح رجلاً :
نَجِيحٌ جوادٌ أَخو مأقِطٍ |
نِقابٌ يحدِّث بالغائبِ |
والنِّقاب أيضاً : جمع النَّقْب ، وهو الطريق الضيِّق في الميل.
والبَيْطار يَنْقُب في بَطن الدابة بالمِنْقَب في سُرَّته حتى يَسيلَ منه ماءٌ أَصفر ، وقال :
كالسِّيد لم يَنْقُب البَيطارُ سُرَّته |
ولم يَسِمْه ولم يلمُس له عصَبَا |
والناقبة : قرْحة تخرج بالجَنْب تَهجُم على الجوف يكون على رأسها من داخل.
والنُّقْبة : الصَّدَأ يركب الحديدَ ، وجمعه نُقَب.