تهذيب اللغة - ج ٧

محمّد بن أحمد الأزهري

تهذيب اللغة - ج ٧

المؤلف:

محمّد بن أحمد الأزهري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٨٥

الْجَخْدَرُ وَالْجَخْدَرِيُ : الضَّخم.

جخدم : ابن دُرَيدٍ : الْجَخْدَمَةُ : السُّرعة في العملِ والمشي.

خنزج : والْخَنْزَجَةُ : التَّكَبُّر.

جخدل : وغلام جَخْدَلٌ وجُخْدُلٌ كلاهما : حَادِرٌ سَمين.

خرفج : وخَرْفَجَ الشيءَ ـ إذا أَخَذَه بكثرة.

وأنشد :

خَرْفَجَ مَيَّارُ أَبي ثُمَامهْ

باب الخاء والشين

خ ش

شمخر وضمخر : وقال الليث : الشَّمَّخْرُ والشِّمَّخْرُ والضُّمَّخْرُ والضِّمخْرُ بالكسر والضم ـ : الجَسِيمُ من الفُحُول.

وأنشد لِرُؤْبَةَ :

أَبْنَاءُ كلِّ مُصْعَب شُمَّخْرِ

سَامٍ عَلَى رَغْمِ الْعِدَا ضُمَّخْرِ

قال : ورجلٌ شُمَّخْرٌ ضُمَّخْرٌ : إذا كان متكبراً.

قلتُ : وحَكَى ابن السِّكِّيت ـ عن الأصمعيِّ ـ في الشُّمَّخْرِ والضُّمَّخْرِ : أَنَّه المتكبر.

أبو عبيد ـ عن الفرَّاءِ ـ : يقال : في طعامِ فلانٍ شُمَخْرِيرَةٌ .. وهي الرِّيح.

وقال شَمِرٌ : لم أسمع «شُمَخْرِيرَةً» في «الرِّيح» إلَّا هُنَا.

ويقال : إِنَّه لَذُو شُمَّخْرَةٍ. ـ أي : ذُو كِبْرٍ.

وإنَّ فلاناً شُمَّخْرٌ ضُمَّخْرٌ. ـ أي : متكبر.

وقال أبو الهيثم : الشُّمَّخْرِيرَةُ : الرِّيح ـ ... أُخِذَ من الرجل الشُّمَّخْرِ .. وهو المتكبِّر المتغضِّبُ.

وذلك : من خُبْثِ النّفْس.

كما يُقالُ : أَصَنَّتِ الرَّيْحَانَةُ ـ إذا خَبُثَتْ رائحتُها.

ثمَّ يقال : رأيته مُصِنّاً ـ أي : غضبانَ خَبِيثَ النفس.

شندخ : وقال الليث : الشُّنْدُخُ : الوَقَّادُ من الخيل ، وأنشد أبو عبيدة لِلْمَرَّارِ :

شُنْدُخٌ أَشْدَفُ مَا وَرَّعْتَهُ

وإِذَا طُؤْطِىءَ طَيَّارٌ طِمِرّ

وقال أبو عبيدةَ : الشُّنْدُخُ ـ من الْخيل والإبل والرجال ـ : الطويلُ الشَّدِيدُ الْمُكْتَنِزُ من اللحم.

وأنشد :

بِشُنْدِخٍ يَقْدُمُ أُولَى الألْفِ

وقال طَلْقُ بْنُ عَديٍّ :

وَلَا يَرَى الْفَرْسَخَ بَعْدَ الْفَرْسَخِ

شَيْئاً عَلَى أَقَبَّ طَاوٍ شُنْدُخٍ

وأخبرني المنذريُّ ـ عن ثعلب .. عن سَلَمَةَ .. عن الفراء ـ قال : الشنْدَاخِيُ : الطعامُ .. يجعلُه الرجُلُ ـ إذا ابْتَنَى داراً ، أو بيتَاً.

شردخ : وقَرَأْتُ في «النوادر» : قَدَمٌ شِرْدَاخةٌ ـ أي : عَرِيضَةٌ.

٢٦١

خشرم : وقال الليثُ : الْخَشْرَمُ مَأْوى الزَّنابِيرِ والنّحْلِ ، وبيتُهَا ذُو النَّخَارِيبِ.

وفي الحديث : «لَتَرْكَبُنَّ سَنَنَ مَنْ كانَ قَبْلَكُمْ ذِرَاعاً بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا خَشْرَمَ دَبْرٍ لَسَلَكْتمُوهُ».

قال : وقد جاءَ في الشِّعْرِ «الْخَشْرَمُ» اسْماً لجماعةِ الزَّنابير.

وأنشد في صفةِ كلاب الصَّيْدِ :

وَكَأَنَّها خَلْفَ الطَّرِي

دةِ خَشْرَمٌ مُتَبَدِّدُ

أبو عبيد : سمعتُ الأصمعيِّ يقول : الجماعةُ من النحلِ : يقال لها : الثَّوْلُ والْخَشْرَمُ.

شمرٌ ـ عن ابن شُمَيْل ـ : الْخَشْرَمَةُ : أَرْضٌ حجارتُها رَضْرَاضٌ كأنها نُثِرَتْ على وجهِ الأرض نَثْراً ، فلا تكادُ تَمْشي فيها حِجَارتها حُمْرٌ.

وهي جَبَلٌ ليس بالشَّديد الغليظ ، فيه رَخَاوَةٌ موضوعٌ بالأرض وَضْعاً ، وهو ما استوى مع الأرض : من الجبلِ ، وما تحتَ هذه الحجارة الْمُلْقَاةِ على وجه الأرض : أرضٌ فيها حِجارةٌ ، وطينٌ ، مُختَلِطَةٌ.

وهي في ذلك غَلِيظَةٌ ، وقدْ تُنْبِتُ البقلَ والشجرَ.

وإنما الْخَشْرَمَةُ : رَضْمٌ من حجارةٍ مَرْكُومٌ بعضُه على بعضٍ.

والْخَشرَمَةُ : لا تطول ولا تعرُضَ .. إنما هي رَضْمَةٌ .. وهي مُسْتَوِيةٌ.

وقال الليث ـ في الْخَشْرَمَةِ نَحْواً مِمَّا قال ابن شُمَيل ـ غيرَ أَنّهُ قال : حِجَارَةُ الْخَشْرَمَةِ : أَعْظَمُهَا : مِثْلُ قامة الرَّجل تحت التراب.

قال : وإذا كانت الخَشْرَمةُ مستويةً مع الأرض ، فهي القِفَافُ.

وإنما قَفَّفَها كثرةُ حجارتِهَا.

وقال شمرٌ : قال أبو أَسْلَمَ : الْخَشْرَمَةُ مِنْ أَغلَظ القُفِّ.

قال : وقال بعضهُم : الْخَشْرَمُ : ما سَفُلَ من الجبَل ، وهو قُفٌّ وغِلَظٌ.

وهو جبَلٌ ـ غير أنَّه متواضعٌ.

وجَمْعُه : الْخَشَارِمُ.

خرشم : وقال الليث : الْخُرْشُومُ أَنْفُ الجبل المشرفُ على وادٍ ، أَوْ قاعٍ.

وقال الأصمعيُّ : الْخُرْشُومُ : ما غَلُظ من الأرض.

أبو عبيد ـ عن الفراء ـ : الْمُخْرَنْشِمُ : الْمُتَعظِّمُ في نفسه .. المتكبِّرُ.

قال : والْمُخْرَنْشِمُ ـ أيضاً ـ : الْمُتغيِّرُ اللونِ ، الذَّاهبُ اللحمِ.

ثعلب ـ عن ابن الأعرابيِّ ـ : اخْرَنْشَمَ الرجلُ ـ إذا تقَبَّضَ وتقارَبَ خَلْقُ بعضِه إلى بعضٍ.

وأنشد :

وَفَخذٍ طَالَتْ وَلَمْ تَخْرَنْشِمِ

خرمش : وقال الليث : الْخَرْمَشَةُ : إِفسادُ الكِتَاب والعملِ .. ونحوِه.

٢٦٢

شمرخ : قال الليث : والشِّمْرَاخُ : عِسْقَبَةٌ من عِذْقٍ ، أو عُنْقُودٍ.

أبو عبيد ـ عن الأصمعيِّ ـ : الشِّمْرَاخُ : هو الذي عليه البُسْرُ .. وأصلُه : في العِذْقِ ، ويقال له : الشُّمْرُوخُ.

وفي الحديث «أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ أَتَى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بِرَجُلٍ ـ كَانَ في الْحَيِّ ـ مُخْدَجٍ سقِيمٍ ، وُجِدَ عَلَى أَمَةٍ مِنْ إِمَائِهِمْ يَخْبُثُ بِهَا.

فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «خُذُوا لَهُ عِثْكَالاً فيهِ مائَةُ شِمْرَاخ فَاضْرِبُوه بِهَا ضَرْبَةً».

قلت : والعِثْكَالُ هو الْعِذْقُ نَفْسُه.

وكلُّ غُصْنةٍ من غِصَنَةِ العِثْكالِ : شِمْرَاخٌ.

وفي كل شِمْرَاخٍ : ما بين خَمْسِ تَمَرَاتٍ إلى ثمانٍ.

وسمعْتُ أَبَا صَبْرَةَ السَّعْدِيَّ .. يقولُ : شَمْرِخِ الْعِذْقَ ـ أي : اخْرُطْ شَمارِيخَهُ بالمِخْلَبِ .. قَطْعاً.

وقال أبو عبيدةَ : إذا دَقّتِ الغُرَّةُ ، وسالَتْ وجَلَّلَتِ الْخَيْشُومَ ، ولم تَبْلُغِ الْجَحْفَلَة ـ فهي شِمْرَاخٌ.

وقال الليث : الشَّمْراخُ ـ من الغُرَّة ـ : ما سال على الأنْفِ.

قال : والشِّمْرَاخ ـ من الجبل ـ : رأسٌ مُسْتَدِقٌّ طويلٌ في أعلَاهُ.

وقال أبو عبيد : قال الأصمعيُّ : الشّمَارِيخُ : رؤوسُ الجِبَال.

قال : وهي الشَّنَاخِيبُ .. واحدتُها شُنْخُوبَةٌ.

قال : والْخَنَاذِيذُ هي الشّمَاريخُ الطِّوَالُ المُشْرِفَةُ .. واحدتُهَا : خِنْذِيذَةٌ.

وقال الليثُ : الشُّمْرُوخُ غُصْنٌ دقيقٌ يكون في أعل الغُصْنِ الغَليظِ .. خَرَجَ مِنْ سَنَتِه دقيقاً رَخْصاً.

خرشب : ثعلبٌ ـ عن ابن الأعرابيِّ ـ : الخُرْشُبُ بالخاء : الطويلُ السَّمِينُ.

شمخر : قال : وَالْمُشْمَخِرُّ : الطويلُ من الجبال.

خنشل : وقال الليث : رجلٌ خَنْشَلٌ ، وخَنْشَلِيلٌ ، وهو المُسِنُّ القويُّ. وأنشَدَ :

قَدْ عَلِمَتْ جَارِيةٌ عُطْبُولُ

أَنِّي بِنَصْلِ السَّيْفِ خَنْشَلِيلُ

عُطْبُولٌ : طويلةٌ حَسَنَةٌ.

وخَنْشَلِيلُ ـ أي : عَمُولٌ به.

وقال أبو عُبَيدٍ : رجلٌ خَنْشَلِيلٌ : ماضٍ.

ثعلبٌ ـ عن ابن الأعرابيِّ ـ : الخَنْشَلِيلُ من الإبل : المُسِنُّ البَازِلُ.

وسمعْتُ أعْرابيَّةً ـ قد طَعَنَتْ في السِّنِّ ـ وهي تقول : قد خَنْشَلْتُ وَضَعُفْتُ.

أرادتْ أنها قد أَسَنَّتْ.

شخلب : وقال الليث : مَشْخَلَبَة : كلمةٌ عِرَاقيَّة ، ليس عَلَى بنائِها شيءٌ من العربيَّة.

وهي تُتَّخَذُ من اللِّيف والخَرَزِ ـ أَمْثالَ الحُلِيِّ : قال : وهذا حديثٌ فاشٍ في الناس :

يَا مَشْخَلَبَهْ

مَاذِي الْجَلَبَهْ

تَزَوَّجَ حَرْمَلَهْ

٢٦٣

بِعَجُوزٍ أَرْمَلَهْ

وقد تُسَمَّى الجاريةُ : مَشْخَلَبَةً ، بما يُرَى عليها من الخَرَزِ كالحُلِيِّ.

دخشن : وقال الفراء : الدَّخْشَنُ : الحَدَبَةُ ، وأنشَد :

حُدْبٌ حَدَابِيرُ مِنَ الدَّخْشَنِ

تَرَكْنَ رَاعِيهِنَّ مِثْلَ الشَّنِ

قال : والدَّخْشَنُ ـ في الكلام ـ لا يُنَوَّنُ ، والشاعرُ ثَقَّلَ نُونَهُ للحاجةِ إليه.

وقال ابن دُرَيْدٍ : الدَّخْشَنُ : الغليظ.

قلت : ويقال الدَّخْشَمُ.

شلخف ، وسخلف : أبو تراب ـ عن جماعةٍ مِنْ أَعْرَاب قَيْسٍ : الشِّلَّخْفُ والسِّلَّخْفُ : المُضْطَرِبُ الْخَلْقِ.

باب الخاء والضاد

[خ ض]

خضرم : أبو عُبَيْدٍ ـ عن الأصمعيِّ ـ : الْخِضْرِمُ : الرجلُ الكثيرُ العَطِيَّةِ.

قال : وكلُّ شيء كَثيرٍ .. فهو خِضْرِمٌ.

وخرج العَجَّاجُ يريد اليمامةَ ، فاستقبله جَرِيرٌ فقال : أين تريدُ؟ قال أريدُ اليمامةَ.

قال : تجدُ بها نَبِيذاً خِضْرِماً ـ أيْ : كثيراً.

قال : أبو عُبيد : وقال الفرَّاءُ : رجلٌ مخَضْرمُ الحَسَبِ .. وهو الدَّعِيُّ.

قال : ولَحْمٌ مُخَضْرَمٌ : لا يُدْرَى أَمِنْ ذَكَرٍ هو ، أمْ مِن أُنثى؟ شَمِرٌ ـ عن ابن الأعرابيِّ ـ : طعامٌ مُخَضْرَمٌ وماءٌ مُخَضْرَمٌ : بَيْنَ الثَّقِيل والخفيف.

ورجلٌ مُخَضْرَمٌ : ليسَ بالزَّاكِي الحَسَب.

وشاعرٌ مُخَضْرَمٌ : جاهليٌّ إسلامِيٌّ.

وأنشَد :

إِلَى ابْنِ حَصَانٍ لمْ يُخَضْرَمْ جُدُودُهُ

كَرِيمُ النَّثَا والْخِيمِ والْفَرْعِ والأصْلِ

وفي حديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أَنَّهُ خَطَبَ الناسَ يَوْمَ النَّحْرِ عَلَى نَاقَةٍ مُخَضْرَمَةٍ».

قال أبو عُبيد : قال أبو عُبيدةَ : المخضرَمَةُ : التي قُطِعَ طرَفُ أُذُنها.

ومنه قيل للمرأة المَخْفُوضَةِ : مُخَضْرَمَةٌ.

وأخبرني المنذريُّ ـ عن إبراهيم الحَربيِّ ـ أنَّهُ قال : خَضْرَمَ أَهْلُ الجاهلية نَعَمَهُمْ ـ أي : قَطَعُوا مِنْ آذانها شيئاً.

فلمَّا جاء الإسلامُ أمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بأَنْ يُخَضْرِمُوا آذانَها .. في غير الموضع الذي خَضْرَمَ فيه أهل الجاهلية. فكانت خَضْرَمَةُ أهلِ الإسلام بائِنَةً من خَضْرَمةِ أهل الجاهليَّة.

وذَكر ـ بإسناد له ـ حديثاً : أَنَّ قوماً من بَني تميمٍ بُيِّتُوا ليلاً ، وسِيق نَعَمُهم فادَّعَوْا أنهم خَضْرَموا خَضْرَمَة الإسلام وأنهم مُسْلِمون ، فرُدَّتْ أموالهُم عليهم فقيل ـ لهذا المعنى ـ لكلِّ مَنْ أَدْرَكَ الجاهليَّة والإسلامَ : «مُخَضْرَمٌ» لأنه أدْرَكَ الخَضْرَمَتَيْنِ.

أبو عُبيد ـ عن الأحمر ـ : يقال لِوَلَدِ الضَّبِّ : حِسْلٌ ، ثم مُطَبَّخٌ ، ثم خُضَرِمٌ ثم ضَبٌّ.

٢٦٤

خضرب : وأخبرني المنذريّ ـ عن أبي الهيثم ـ أنه قال : رَجلٌ مُخَضْرَبٌ ـ إذا كان فَصِيحاً بَليغاً. وأنشَدَ لطَرَفَةَ :

وكائِنْ تَرَى مِن يَلْمَعِيٍ مُخَضْرَبٍ

وَلَيسَ لهُ عِنْدَ العَزَائِمِ جُولُ

قلتُ : هكذا أَنشَدَه ـ بالخاءِ والضاد ـ. ورواه ابنُ السكِّيت :

... مِنْ يَلْمَعيٍ مُحَظْرَبِ

بالحاءِ والظَّاءِ. وقد مر تفسيرُه في رُباعِيِّ الحَاءِ.

خضلف : وقال الليث : الخِضْلَافُ : شَجَرُ الْمُقْلِ.

وقال أبو عَمرٍو : الخَضْلَفَةُ خِفَّةُ حَمْل النَّخيل.

وأنشَد :

إذا زُجِرَتْ أَلْوَتْ بِضَافٍ سَبِيبُه

أَثِيثٍ كَقِنْوَانِ النخِيل المُخَضْلَفِ

قلتُ : جعل قِلَّة حَمْل النخْل خَضْلَفَة ـ لأنَّه شُبِّه بالمُقْلِ .. في قِلَّةِ حَمْله.

وقال أُسَامَةُ الْهُذَليُّ :

تُتِرُّ بِرِجْلَيْها المُدِرَّ كَأَنَّهُ

بِمُشْرَفَةِ الْخِضْلَافِ بَادٍ وُقُولُها

قال : «الْخِضْلافُ» : شجرة المقْلِ .. «تُتِرُّهُ» تَدْفَعُهُ.

فرضخ : وقال الليث : الْفِرْضَاخُ : الْعَريضُ.

يقال : فِرْسِنٌ فِرْضَاخَةٌ ، وَقَدَمٌ فِرضَاخَةٌ ، وفِرْضَاخٌ وامرأةٌ فِرْضَاخَةٌ : لَحِيمَةٌ عَرِيضَةُ الثَّدْيَيْن.

وفي حديث الدَّجَّال : «أَنَّ أُمَّهُ كانت فِرْضَاخِيَّةً» ـ أي : ضخْمةً عريضةَ الثَّديين.

قاله ابن الأعرابي.

قال : ومن أسماء العَقْرَبِ : «الْفِرْضِخُ» و «الشَّوْشَبُ» ، و «تَمْرَةُ» لا تنْصرف.

خضرف : وقال الليث : الْخَضْرَفَةُ : هَرَمُ العَجُوزِ وفُضُولُ جِلْدها.

وقال ابنُ السِّكِّيتِ : الْخَنْضَرِفُ ـ من النساء ـ : الضَّخْمَةُ .. الكثيرةُ اللَّحْمِ ..

الكَبيرَةُ الثَّدْيَيْن.

ضردخ : والضِّرْدِخُ : العَظِيمُ من كل شيء.

وقال بعض الطَّائِيِّينَ :

غَرَسْتُ في جَبَّانَةٍ لَمْ تُسْبِخِ

كُلَّ صَفِيٍّ ذَاتِ فَرْع ضِرْدِخِ

تَطَّلِبُ الْماءَ مَتَى مَا تَرْسَخِ

باب الخاء والصاد

[خ ص]

دخرص : قال الليث : الدِّخْرِيصُ ـ من الثوب والأرض والدِّرْع ـ : التِّيرِيزُ.

قال : والتّخْرِيص .. لغةٌ فيه.

عمروٌ ـ عن أبيه ـ : واحد الدَّخَارِيصِ : دِخْرِصٌ ودِخْرِصَةٌ.

وقال غيرُه : الدِّخْرِيصُ مُعَرَّبٌ أصلُه فارسيٌّ ، وهو عند العرب : البَنِيقَة واللّبِنَةُ ، والسُّبْجَةُ ، والسَّعيدة .. كُلُّه عنه.

صلخم ، صلخد : وقال الليثُ : جمَلٌ صِلَّخْمٌ صِلَّخْدٌ صَلَخْدَمٌ .. وهو الماضي.

وأنشد :

وَأَتْلَعَ صِلَّخْمٍ صِلَخْدٍ صَلَخْدَم

٢٦٥

وقال الآخر :

إنْ تَسْأَليني كَيْفَ أَنْتَ فَإِنَّني

صَبُورٌ عى الأَعْداءِ جَلْدٌ صَلَخْدَمُ

و «الصَّلَخْدَم» : خُماسيٌّ.

أصله : صِلَّخْمٌ ، أو .. صِلَّخْدٌ.

ويقال : بل هو كَلِمَةٌ خماسيّة ، فاشتبهت الحروفُ .. والمعنى واحد.

وقال الفرَّاء : ومِنْ نادر كلامهم قول الراجز :

مُسْتَرْعِلاتِ لِصِلَّلَخْمٍ سَامِي

يريد : «لِصِلَّخْمٍ» .. فزاد «لاماً». كما قال أَبُو نُخَيْلَةَ :

لِبَلْخِ مَخْشيِّ الشَّذَا مُصْلَخْمِمِ

فضاعف «الميمَ» ـ كما ترى.

أبو عبيد ـ عن أبي عمرو : المُصْلَخِدُّ والمصْلَخِمُ : المنتصبُ القائمُ.

والمصْطَخِمُ ـ خفيف الميم ـ : في معناهما.

وقال رُؤْبَةُ :

إذَا اصْلَخَمَ لَمْ يُرَمْ مُصْلَخْمَمُهْ

ـ أي : غَضِبَ قاله شَمِرٌ.

وقال غيرُه : انْتَصَبَ.

ويقال للفحل الشديد : صَلخْدى ـ بالتنوين.

ومنهم من يقول : صِلَّخْدٌ.

ومنهم من يقول : صُلَاخِدٌ.

خربص : الليثُ : امرأةٌ خَرْبَصَةٌ : شَابَّةٌ ذاتُ تَرَارَةٍ.

والجميع : خَرَابصُ.

والْخَرْبَصِيصُ ـ الواحدةُ : خَرْبَصيصةٌ ـ : هَنَةٌ تراها في الرَّمْل ، لها بصيصٌ ـ كأَنَّها عَيْنُ الجَرَادة.

ويقال : هو نباتٌ له حَبٌّ يُتّخَذُ منه طعامٌ ، فيُؤْكلُ.

وروى عمرٌو ـ عن أبيه ـ قال : الْخَرْبَصِيصُ : الجملُ الصغيرُ.

وقال أبو عبيدٍ ـ عن أبي الْجَرَّاح في باب النّفْي : ما عليها خَرْبَصِيصَةٌ ـ أي شيءٌ من الْحُلِيِّ.

وقال الرِّياشيُّ : الْخَرْبَصِيصَةُ : خَرَزَةٌ.

وقال الأصمعيُّ : جاءت وما عليها خَرْبَصِيصَةٌ ـ أي : شيء من الْحُلِيِّ.

ابن السِّكِّيت عن أبي صاعِدٍ الكِلَابيِّ : يقال : ما في الوِعَاء خَرْبَصِيصَةٌ ـ أي : شيءٌ.

صنخر : عمرو ـ عن أبيه ـ : الصِّنَّخْرُ ، والصِّنْخِرُ : الجمَلُ الضَّخم.

قال أبو عمرٍو : الصِّنَّخْرُ : بوزن «قِنْدَعْلٍ» .. وهو الأحمق.

والصِّنْخِرُ : بوزن «القِمْقِم» .. وهو البُسْرُ اليابس.

وكلاهما : الجَمَلُ الضَّخْمُ.

وقال في «النوادر» : جملٌ صُنَخِرٌ ، وصُنَاخِرٌ : عَظِيمٌ طويلٌ من الرجال والإبل.

صنخب : وقال ابنُ الأعرابيِّ : الصِّنْخَابُ : الجمَلُ الضَّخْمُ.

٢٦٦

صملخ : وقال الليث : الصُّمَالِخُ : اللّبَنُ الخالِصُ المُتَكَبِّدُ.

قال : والصُّمْلُوخُ : وَسَخُ صِمَاخِ الأُذُنِ ـ وهو الصِّمْلَاخُ.

والجميعُ : الصَّمَالِيخُ. قال : ويقال للجَبَلِ الصُّلْبِ المنيع : صِلَّخْمٌ ومُصْلَخِمٌّ. وأنشد :

عَنْ صَامِلٍ عَاسٍ إذَا مَا اصْلَخْمَمَا

وفي الحديث : «عُرِضَتِ الأمَانَةُ عَلَى الْجِبَالِ الصُّمِّ الصّلَاخِمِ».

وسمعتُ العربَ تقول ـ لأصل النَّصِيِّ والصِّلِيَّانِ .. من الوَرَقِ الرقيق إذا يَبِسَ ـ : صُمْلُوخُ.

وجَمْعُه : الصَّمَالِيخُ. وَقال الطِّرِمّاحُ :

سَمَاوِيَّةٌ زُغْببٌ كأَنَّ شَكِيرَهَا

صَمَالِيخُ مَعْهُودِ النَّصِيِّ المجَلَّحِ

وهي ما رَقَّ من نباتِ أصولها.

وقال ابن شمَيْل .. في باب «اللَّبَنِ» : الصُّمَالِخيُ والسُّمَالخِيُّ ـ من اللَّبَن ـ : الذي حُقِنَ في السِّقاء ، ثم حُفِرَتْ له حُفْرَةٌ ووُضِعَ فيها حتى يَرُوبَ.

يقال : سقاني لبناً صُمَالِخِيّاً.

وقال أبو عَمْرٍو : الصُّمَالِخِيُ ـ من الطعام واللبن ـ : الذي لا طَعْمَ له.

وقال النَّضْرُ : سُمْلُوخُ الأذُن ، وصُمْلُوخُها : وسَخُها وما يخرج من قُشُورها.

الْبَاهِليُّ : المُصْلَخِمُ : المُسْتَكبِرُ.

وقال ذُو الرُّمّةِ ـ يصف حَمِيراً ـ :

فَظَلّتْ بِمَلْقَى وَاحِفٍ جَرَعَ المِعَى

قِيَاماً يُغَالي مُصْلَخِمّاً أمِيرُها

 ـ أي : مستكبِراً لا يحرِّكها ، ولا يَنْظُر إليها.

وقال : المُصْلَخِمُّ والمُطْلَخِمُّ والمُطْرَخِمُّ : واحدٌ.

خنصر : والْخِنْصَرُ : صُغرَى الأصابع.

وَيقال : فُلانٌ به تُثْنَى الْخَنَاصِرُ ـ أي : يُبْدَأُ به إذا ذُكِرَ أَشْكالُه.

باب الخاء والسين

[خ س]

دخمس : قال الليثُ : الدَّخْمَسةُ : الْخَبُ يُدَخْمِسُ عليك ، ولا يُبيِّن لك مِحْنَةَ ما يريد.

وقال ابنُ الفَرَج : أمرٌ مُدَخْمَسٌ ومُدَهْمَسٌ ـ إذا كان مستوراً.

وأنشدني المنذريُّ بيتاً حفظتُ منه عَجُزَهُ :

...... مُدَخْمَساً دِخْمَاساً

دنخس : وقال الليثُ : الدَّنْخَسُ : الْجَسِيم الشديد اللَّحْم.

دخنس : وقال غيره : الدَّخْنَسُ : الشديدُ من الناس والإبل.

وأنشد :

وَقَرَّبُوا كلَّ جُلَالٍ دَخْنَسِ

عِنْدَ الْقِرَى جُنادِفٍ عَجَنَّسِ

خرمس : وقال الليث : اخْرَمَّسَ الرجل ـ أي : ذَلَّ وخضع.

أبو عبيد ـ عن الأصمعي : المُخْرَمِّسُ : الساكِتُ.

٢٦٧

سربخ : وفي «النَّوادر» : ظَلِلْتُ اليومَ مُسَرْبِخاً ومُسَنْبِخاً.

ـ أي : ظَلِلْتُ أَمْشِي في الظَّهِيرَةِ.

وقال شَمِرٌ : قال أبو عمرٍو : السَّرْبَخُ : الأرضُ الواسعةُ.

قال : وقال غيرُه : هي الأرضُ البعيدة.

وقال أبو دُوَادٍ :

أَسْأَدَتْ لَيلةً ويَوْماً فَلَمَّا

دَخَلتْ في مُسَرْبَخٍ مَرْدُونٍ

قال : «المَرْدُونُ» : المنسُوجُ بالسَّرَاب ، و «الرَّدْنُ» : الغزْل.

وقال الليثُ : السَّرْبَخُ : مَفَازَةٌ لا يُهْتَدَى فيها.

سخبر : قال : والسَّخْبَرُ : شجَرَةٌ من شجَر الثُّمَامِ .. له قُضُبٌ مجتمعة ، وجُرْثُومَةٌ وعِيدانُه : كالكُرَّاثِ في الكَثرَةِ وكأَنّ ثمَرَتَهُ مَكاسِحُ القَصَبِ .. وأَدَقّ مِنْها.

وأنشد غيرُه :

واللُّؤْمُ يَنْبُتُ في أصُولِ السَّخْبَرِ

خنفس : وقال الليث : الْخُنْفَساءُ : دُوَيْبَّةٌ سوداءُ تكونُ في أصول الحِيطَانِ.

يقال : هو أَلجُّ من الخُنْفَسَاءِ ... لرجوعها إليكَ كلّما رميتَ بها ـ وثلاثُ خُنْفَسَاوَاتٍ. والجميعُ : الْخَنَافِسُ.

وفي لُغَةٍ : خُنْفُسَاءُ واحدة ، وثَلَاثُ خُنْفُسَاواتٍ.

أبو عبيد ـ عن أبي عمرو ـ : هو الْخُنْفَسُ للذكر من الْخَنَافِسِ.

أبو حاتم ـ عن الأصمعيِّ ـ هي الْخُنْفَسُ ، والْخُنْفَسَاء.

ولا يقال ـ بالهاء ـ : خُنْفَساءة.

قال ابن كَيْسَانَ : إذا كانت ألِفُ التأنِيث خامسةً : حُذِفَتْ ـ إذا لم تكن ممدودَةً في التصغير ، كقولك : خُنْفُسَاءُ وخُنَيْفِساءُ.

قال : والتي تُسْقَط من ذلك : ألِفُ «حُبارَى».

تقول : حُبَيِّرٌ ـ كأنَّك صَغَّرْت «حُبَارَ».

وربَّما عَوَّضُوا منها «الهاءَ» فقالوا : «حُبَيِّرَةٌ».

ذكره في «باب التصغير».

ويقال : خِنْفِسٌ» للخُنْفسَاء ـ وهي لغة أهل البصرة.

قال الشاعر :

وَالْخِنْفِسُ الأسْودُ مِنْ نَجْرِهِ

مَوَدَّةُ الْعَقْرَبِ في السِّرِّ

وقال ابنُ دَارَةَ :

وفي الْبَرِّ مِنْ ذِئْبٍ وَسِمْعٍ وعَقْرَبٍ

وَثُرْمُلَةٍ تَسْعَى وَخِنْفِسَةٍ تَسْرِي

أبو زيدٍ : يقال : خَنْفسَ الرجل ـ عن القوم ـ خَنْفَسَةً ـ إذا كرههم وعَدَل عنهم.

خنبس : الليث : أسدٌ خُنَابِسٌ.

وخَنْبَسَتُهُ : تَرَارَتُه.

ويقال : مِشْيَتُه. والْخُنابِسَةُ : الأنثى ـ وهي التي استبان حَمْلُها.

أبو عبيد : الْخُنَابِسُ : القديم الشديد الثابت.

وأنشد للقَطَامِيِّ :

٢٦٨

أَبَى الله أَنْ أَخْزَى وَعِزٌّ خُنَابِسُ

وقال شمرٌ : أسدٌ خُنابِسٌ ـ أي : جَرِيءٌ.

ويقال : غَلِيظٌ.

قال : وقال زيْدُ بنُ كَثْوَةَ :

الْخُنابِسُ ـ من الرجال ـ : الضخمُ الذي تعلُوه كَرَاهةٌ .. من رجالٍ خُنابِسينَ.

وأنشدني الإيَادِيُّ :

لَيْثٌ يَخَافُكَ خَوْفُه

جَهْمٌ ضُبَارِمَةٌ خُنابِسْ

فرسخ : وفي حديث حُذَيْفَةَ : مَا بَيْنَكمْ وَبَيْنَ أَنْ يُصَبَّ عَلَيْكُمُ الشَّرُّ فَرَاسِخَ إلَّا مَوْتُ رَجُلٍ يَعْنِي عمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي‌الله‌عنه.

فَلوْ قَدْ مَاتَ صُبَّ عَلَيْكُمُ الشَّرُّ فَرَاسِخَ».

قال شمِرٌ : قال ابن شُمَيْلٍ : كل شيء دائمٍ كثيرٍ لا ينقطع : فَرْسَخٌ.

وقالَتِ الكِلَابِيَّة : فَرَاسِخُ الليل والنهار : ساعَاتُهما وأوقاتهما.

وقال خَالِدُ بْنُ جَنْبَةَ : هؤلاء قومٌ لا يعرفون مواقيتَ الدَّهْر ، ولا فَرَاسِخَ الأيَّام.

قال : حيثُ يأخُذُ الليلُ من النَّهار .. والنهار من اللّيل.

وقال أبُو زِيَادٍ : ما مُطِرَ الناسُ مطراً بين نَوْأَيْنِ إلَّا كان بينهما فَرْسَخ.

قال : والْفَرْسَخُ : انكسارُ البَرْد. يقال : فَرْسَخَتْ عنه الْحُمَّى ـ إذا انكسرتْ.

وقال : امْرَأَتِي محمومةٌ ، ولو افْرَنْسَخَتْ عنها الحُمَّى لجئتُكَ.

وقال بعض العرب : أَغْضَنَتِ السماءُ أيَّاماً بِعَيْنٍ ما فيها فَرْسَخٌ.

و «العَيْنُ» : أن يَدومَ المطرُ أيَّاماً.

وقوله : «مَا فِيهَا فَرْسَخٌ» ... يقول : ليس فيها فُرْجَةٌ ولا إقلاعٌ.

وانْتَظَرْتُكَ فَرْسَخاً من النَّهار ـ يَعني طويلاً.

وأَرَى «الْفَرْسَخَ» أُخِذَ مِنْ هذا.

ثعلبٌ ـ عن ابن الأعرابيِّ ـ : سمِّي : الْفَرْسَخُ فَرْسَخاً لأنَّه إذا مشَى صاحبُه استراحَ عندَه وجلس.

قال : وإذا احتَبَسَ المطرُ اشتدَّ البرد فإذا مُطِرَ الناسُ كان للبَرْدِ بعد ذلك فَرْسَخٌ ـ أي : سُكُونٌ .. من قولك : تَفَرْسَخَ عَنِّي المَرَضُ ـ أي : تَباعد.

خلبس : وقال الليث : «خَلْبَسَ».

الْخَلابِيسُ : الكَذِبُ.

والْخَلَابِيسُ : أن تَرْوَى الإبل ثمَّ تَذْهَبَ ذهاباً شديداً حتى يُعَنَّى الرَّاعِي.

يقال : أَكْفِيكَ الإبلَ وخَلَابِيسَهَا.

أبو عبيد ـ عن أبي زيد ـ : الْخُلَابِسُ : الحديثُ الرَّقِيقُ.

ويقال : الكذب. وقال الكُمَيْتُ :

وَأَشْهَدُ مِنْهُنَّ الْحَدِيثَ الْخُلَابِسَا

ويقال : خَلْبَسَ قَلْبَه : فتَنَهُ ، وذهب به.

سملخ : وقال اللَّيْثُ : السَّمَالِخِيُ ـ من الطَّعام واللَّبن ـ : الذي لا طَعْمَ له.

وسَمَالِيخُ النَّصِيِّ : أَمَا صِيخُهُ وهو ما تَنْزِعُه منه .. مِثْل القَضيبِ.

خنسر : وأنشد ابن السِّكيت :

٢٦٩

إِذَا مَا نَتَجْنَا أَرْبعاً عَامَ كُفْأَةٍ

بَغَاهَا خَنَاسِيراً فَأَهْلَكَ أَرْبَعَا

قال والْخَنَاسِيرُ : الْهُلَّاكُ.

وقال ابن الأعرابيِّ : الْخَنَاسِيرُ والْخَنَاثِيرُ : الدَّوَاهي.

وقيل : الْخَنَاسِيرُ : الْغَدْرُ واللُّؤْمُ.

ومنه قول الشاعر :

فَإِنَّكَ لَوْ أَشْبَهْتَ عَمِّي حَمَلْتَنِي

وَلَكِنَّهُ قَدْ أَدْرَكَتْكَ الْخَنَاسِرُ

 ـ أي : أدركتْكَ مَلَائمُ أُمِّك. وقال ابن الأعرابيِّ ـ في موضعٍ آخَرَ ـ : الْخَنَاثِيرُ : قُمَاشُ البَيْتِ.

خسفج : وقال : الْخَيْسَفُوجُ : حَبُّ القُطْنِ.

قاله الليث.

ثعلب ـ عن سَلَمَة : عن الْفَرّاء ـ : يقال : تَفَرْسَخَ عنَّا المرضُ .. وافْرَنْسَخَ ـ إذا تباعد.

قال : وإنما سُمِّي الْفَرْسَخُ فَرْسَخاً .. لأنه إذا مَشَى صاحبُه استَراح عندَه وجَلَس.

باب الخاء والزاي

[خ ز]

زخرط : أبو عبيد ـ عن الفراء ـ : يقال لِمُخَاطِ النّعْجَة والإبل : الزِّخْرِطُ.

زمخر : أبو عبيد ـ عن أبي عبيدةَ ـ : الزَّمْخَرَةُ : الزَّمَّارَةُ وهي الزَّانِيَة.

ثعلب ـ عن عمرٍو عن أبيه ـ : قال : الزَّمْخَرُ : السَّهْمُ الدقيقُ النَّاقِرُ.

قلت : ويقال للقَصَبِ : زَمْخَرٌ وزَمخَرِيٌ.

وقال الْجَعْدِيُّ :

فتَسَامَى زَمْخَرِيٌ وَارِفٌ

مَالَتِ الأعْرَافُ مِنْهُ واكْتَهَلْ

وقال بَعْضُ هُذَيْلٍ ـ يصف الظَّلِيم :

عَلَى حَتِّ الْبُرَايَةِ زَمْخَرِيِ السَّ

وَاعِدِ ظَلَّ في شَرْيٍ طِوَالِ

أراد : عِظَامَ سوَاعِدِهِ ـ أنَّها جُوفٌ كالقَصَب.

وقال أُمية بن أبي الصَّلْتِ في «الزَّمْخَرِ» السَّهْمِ :

يَرْمُونَ عَنْ عَتَلٍ كَأَنَّها غُبُطٌ

بِزَمْخَرٍ يُعْجِلُ الْمَرْمِيَّ إعْجَالا

وقال الأُمَوِيُّ : الزَّمْخَرُ : السِّهَامُ.

قلتُ : أراد السِّهَامَ التي عِيدانُهَا من قَصَبٍ .. وقَصَبُ الْمَزَامِيرِ : زَمْخَرٌ.

ومنه قول الْجَعْدِيِّ :

حَنَاجِرَ كالأقْمَاع بُحّاً حَنِينُهَا

كَمَا صَيَّحَ الزَّمَّارُ في الصُّبْحِ زَمْخَرَ

أبو عبيد ـ عن أبي عمرو ـ الزَّمْخَرُ : الْكَثِيرُ الْمُلْتَفُّ ـ من الشجر.

برزخ : وقال الفرَّاءُ ـ في قول الله جلّ وعزّ : (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ * بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ (٢٠)) [الرحمن : ١٩ ، ٢٠] : ـ أيْ : حَاجِزٌ خَفِيّ.

وقال في قوله عزّ وعزّ : (وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) [المؤمنون : ١٠٠].

قال الفراءُ : «الْبَرْزَخُ» : من يوم يَموتُ إلى يوم يُبْعَثُ.

وقولُه جلّ وعزّ : (وَجَعَلَ بَيْنَهُما بَرْزَخاً) [الفُرقان : ٥٣] ـ أي : حَاجزاً.

٢٧٠

قال : و «الْبَرْزَخُ» و «الْحَاجِزُ» و «المُهْلَةُ» : مُتقارباتٌ في المعنى ، وذلك أَنَّكَ تقولُ : بينَهُمَا حَاجِزٌ .. أَنْ يَتَزَاوَارَا.

فَتنْوِي ب «الحاجزِ» المسَافةَ البعيدةَ وَتَنْوِي الأمرَ المانعَ .. مثلُ اليمينِ والعداوَةِ.

فصار المانعُ في المسافة ، كالمانعِ في الحوادث فوقع عليهما «الْبَرْزخُ».

وفي حديث عليِّ ـ كرَّمَ الله وجْهَهُ ـ : «أَنَّهُ صَلَّى بِقَوْمٍ فَأَسْوَى بَرْزَخاً».

قال أبو عبيدٍ : قال الكِسائيُّ : «أَسْوَى» : أَغْفَلَ وأَسْقطَ.

قال : و «الْبَرْزَخُ» : ما بَينَ كلِّ شَيئينِ.

ومنه قيل لِلْمَيِّتِ : هو في «الْبَرْزَخِ» ، لأنه بين الدنيا والآخِرَةِ.

فأراد بِ «الْبَرْزَخِ» : ما بين الموضع الذِي أَسْقَطَ عَلِيٌّ كرَّمَ الله وجْهه منه ذلك الحرْفَ إلى الموضع الذي كان انتهى إليه من الْقُرْآنِ.

وقال أبو عبيد : بَرَازخُ الإيمان : ما بين أَوَّلِه وآخِره.

وقيل : ما بين الشَّكِ والْيَقِينِ.

خزبز : ابن شميلٍ : يقالُ : فلانٌ يتَخَزْبَزُ علينَا ـ أي : يَتَعَظَّمُ.

زخزب : أبو عبيد : الزُّخْزُبُ : القَوِيُّ الشَّدِيدُ.

خنزر : والْخِنْزِيرُ : معروفٌ.

وخَنْزَرٌ : اسمُ رَجُلٍ. وخَنْزَرٌ : اسم موضعٍ.

وقال الْجَعْدِيُّ :

أَلَمَّ خَيَالٌ مِنْ أُمَيْمَةَ مَوْهِناً

طَرُوقاً وَأَصْحَابِي بِدَارَةِ خَنْزَرِ

قال بعضهُم : خَنْزَرَ الرجلُ خَنْزَرَةً ـ إذا نظر بمُؤْخِرِ عَيْنِهِ.

جَعَلَه «فَنْعَلَ» .. من «الأخْزَرِ».

عمرو ـ عن أبيه ـ : الْخُنْزُوانُ : الْخِنْزِيرُ.

ذكرهُ في باب «الْهَيْلُمَانِ ، والنَّيْدُلَانِ ، والْكَيّذُبَانِ والْخِنْزُوانِ».

أبو عبيد ـ عن الكسائي : في رأسه خُنْزُوَانَةٌ ـ وهو الكِبْرُ.

خربز : والْخِرْبِزُ : البِطِّيخُ ـ مُعَرَّبٌ.

زخرف : وقال الليث : الزُّخْرُفُ : الزِّينَةُ.

بيتٌ مُزَخْرَفٌ ، وقد زَخْرَفْتُهُ زَخْرَفَةً.

وتَزَخْرَفَ الرجلُ ـ إذا تَزَيَّنَ.

ويقال : الزُّخْرُفُ : الذَّهَبُ.

والزَّخَارِفُ : السُّفُنُ.

قال : والزَّخَارِفُ دُوَيْبَّاتٌ تَطِيرُ على الماء ، ذَوَاتُ أَرْبَعٍ ـ مِثْلُ الذُّبَابِ.

وفي الحديث : «أَنَّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لَمْ يَدْخُلِ الْكَعْبَةَ حَتّى أَمَرَ بالزُّخْرُفِ فَنُحِّيَ».

قيل : الزُّخْرُفُ ـ ههنا ـ : نُقُوشٌ وتَصَاويرُ تُزَيَّنُ بها «الكَعْبةُ» وكانَتْ بالذَّهبِ فأَمَرَ بها حتى حُتَّتْ.

وأصلُ الزُّخْرُفِ : الذَّهَبُ. ومنه قوله عزوجل : (وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْواباً وَسُرُراً عَلَيْها يَتَّكِؤُنَ (٣٤) * وَزُخْرُفاً) [الزخرف : ٣٤ ، ٣٥].

وقال ابن الأعرابي ـ في قوله تعالى : (زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً) [الأنعام : ١١٢] ـ أي : حُسْنَ الْقَوْلِ ـ بتَرْقِيشِ الكذب.

والزُّخْرُفُ : الذَّهبُ ـ في غيره.

٢٧١

وقولُه عزّ وعزّ : (حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها) [يُونس : ٢٤] ـ أيْ : زينَتها من الأنوار والزَّهْر .. من بين أَحْمَرَ وأَصْفَرَ وأَبْيَضَ.

خزرف : قال ابن السِّكِّيت : الخِزْرَافَةُ : الكثيرُ الكلَامِ الْخَفِيفُ.

وقيل : هو الرِّخْوُ. وقال امرؤُ القَيْسِ :

ولَسْتُ بِطَيَّاخَةٍ في الرِّجَالِ

ولَسْتُ بِخِزْرافَةٍ أَخْدَبَا

و «الأخْدَبُ» : الذي لا يَتمالَكُ حُمْقاً.

ثعلب ـ عن ابن الأعرابي ـ : الخِزْرافَةُ : الذي لا يُحْسِنُ القُعُودَ في المجلس.

[زخرف]

قال زَيْدُ بن أَسْلَمَ : الزُّخْرُف : مَتَاعُ البيت.

والزُّخْرُفُ في اللُّغة : الزِّينة ، وكمالُ الشيء.

و «أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها» : كمَالها وتَمَامَهَا.

وقال الفرّاء : الزُّخْرُفُ : الذَّهب ـ في قوله تعالى : (وَزُخْرُفاً).

وجاء في التفسير : إنّا نَجْعَلُها لهم من فِضَّةٍ ومن زُخْرُفٍ ، فإذا أَلْقَيْتَ «مِنْ» مِنَ «الزّخْرُفِ» أَوْقَعْتَ الفعلَ عليه.

ـ أيْ : وزُخْرُفاً نَجْعَلُ ذلك لهم منه.

وقيل : معناه : ونجعلُ لهم ـ مع ذلك ـ ذَهَباً وغِنًى.

وهو أَشْبَهُ الوجهين بالصواب.

بزمخ : ابنُ دُرَيْدٍ : بَزْمَخَ الرجلُ ـ إذا تكبَّرَ.

باب الخاء والطاء

[خ ط]

خطرف : قال الليث : الْخَنْطَرِفُ : العجوزُ الْفَانِيَةُ.

وَقد خَطْرَفَ جِلْدُها ـ أي : اسْتَرَخَى.

يقال بالطاء والضاد ـ والطّاءُ أكثَرُ وأَحْسَنُ.

وجَمَلٌ خَطْرُوفٌ : يُخَطْرِفُ خَطْوَهُ ويَتَخَطْرَفُ في مِشْيَته ـ يَجعلُ خَطْوَتَيْنِ خَطْوَةً .. من وَسَاعَتِه.

ويقال : رجلٌ مُتَخَطْرِفٌ : واسعُ الخُلُق ، رَحْبُ الذِّراع.

وخَطْرَفَ الرجلُ يُخَطْرِفُ خَطْرَفَةً ـ إذا أَسرعَ المشيَ.

وأنشد :

وَإِنْ تَلَقَّاهُ الدَّهَاسُ خَطْرفَا

طرخف : ابن الأعرابيِّ : الطِّرْخِفُ ـ من الزُّبْدِ ـ : ما رَقَّ وسالَ.

وهو الرَّخْفُ ـ أيضاً ـ.

طرخم : الليثُ : اطْرَخَمَ الرجلُ ـ وهو عَظَمَةُ الأحمقِ ، وأنشد :

والأزْدُ دَعْوَى النَّوْكِ وَاطْرَخَمُّوا

يقول : ادَّعَوُا النَّوْكَ ثم تَعَظَّمُوا.

قال : واطْرَخَمَ الرَّجُل ـ إِذا كلَّ بصرُه.

والْمُطْرَخِمُ : الغَضْبَانُ المتطاوِلُ.

ويقال : الْمُنتفِخ من التُّخمَةِ.

قال : والاطْرِخْمَامُ : الاضطجاع.

وقال أبو تُرَابٍ ـ عن أصحابه ـ : شَبَابٌ مُطْرَهِمٌّ ومُطْرَخِمٌ : بمعنًى واحدٍ.

٢٧٢

خرطم : وقال الله جلّ وعزّ : (سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ) (١٦) [القَلَم : ١٦].

الْخُرْطُومُ : الأنْفُ.

ومعناه : سنَجعلُ له في الآخرة العَلَمَ الذي يُعْرَفُ به أهلُ النار ـ مِنَ اسْوِداد وجُوههم.

وقال الفرّاء : الخُرْطُومُ ـ وإن خُصَّ بالسَّمَةِ ـ فإنه في مَذْهبٍ : الوَجْهُ.

لأنّ بعضَ الْوَجْهِ يؤدِّي عن بعض.

وقال أبو العباس : هو من السِّبَاع : الخَطْمُ والخُرْطُومُ ومن الخنْزِير : الفِنْطِيسَةُ. ومِنْ ذِي الجَنَاح : المِنقارُ. ومِن ذوَاتِ الخُفِّ : المِشْفَرُ. ومِن الناسِ : الشَّفةُ.

ومِنْ ذَوَاتِ الحافر : الجَحَافِلُ.

قال عَمرٌو : الخُرطُومُ : للفيل ، وهو أَنْفُه ، ويَقُومُ له مَقامَ يدِه ، ومَقام عُنُقِه.

قال : والخُرُوقُ التي فيه لا تَنفُذُ ، وإنما هو وِعاءٌ ـ إذا مَلأه الفيل من طَعَامٍ أو ماءٍ أَوْلَجَهُ في فِيهِ ، لأنه قصيرُ العُنُق ، لا ينال ماءً ولا مَرْعًى.

قال : وإنما صار وَلَدُ البُخْتِيِّ ـ من البُخْتِيَّة ـ جَزُورَ لحْمٍ ، لِقِصَرِ عنُقه ، ولعجزِه عن تناول الماء والمَرْعَى.

قال : وللبعوضة خُرْطومٌ ، وهي شَبيهةٌ بالفيل.

وقال أبو عبيد : من أسماء الخمر : «الخُرْطُومُ».

ثعلبٌ ـ عن ابن الأعرابيِّ ـ : الخُرْطُومُ : السُّلَافُ الذي سَالَ من غير عَصْرٍ.

وقال الأصمعيُّ : الْمُخْرَنْطِمُ : الغضبانُ المستكبر ـ مع رَفْع رأْسِه.

طلخف : أبو عُبيدٍ أو غيرُه : جُوعٌ طِلَخْفٌ ، وضَرْبٌ طِلَخْفٌ ـ أيْ شديدٌ.

وأنشد شَمِرٌ :

إذا اجْتَمَع الجُوعُ الطِّلَخْفُ وحُبُّها

عَلَى الرَّجُلِ المَضْعُوفِ كادَ يَموتُ

خنطل : وقال الليث : الْخُنْطُولَةُ : طائفةٌ من الإبل والدوابِّ ونَحْوِها. وإبِلٌ خَنَاطِيلُ : مُتَفَرِّقَةٌ.

وقال غيرُه : خَنَاطِيلُ : لا واحِدَ لها من جنسها.

وهي جماعاتٌ من الوَحْش والطير .. في تفرِقةٍ.

طمخر : أبو الحَسن اللِّحْيَانِيُّ : شَرِب حتى اطْمَخَرَّ واطْمَحَرَّ ـ أي : امتلأ.

طلخم : وقال الليثُ : اطْلَخَمَ السَّحابُ ـ إذا تراكَبَ وأَظْلَم.

والْمُطْلَخِمّاتُ من الأمور : شِدَادُها.

والطِّلْخَامُ : الفِيلُ الأنْثَى. وطِلْخَامٌ : موضعٌ.

خنطر : قال : والْخِنْطِيرُ : العجوزُ المسترخِيةُ الجُفُونِ ولَحْمِ الوجْهِ.

طرخم : أبو ترابٍ : قال الأصمعيُّ : إنه لَمُطْرَخِمٌ ومُطْلَخِمٌ ـ أي : متكبِّرٌ متعظِّمٌ.

وكذلك : مُسْلَخِمٌّ.

وقال أبو زيدٍ : الخُرْطُومُ والخَطْمُ : الأنْف.

٢٧٣

باب الخاء والدال

[خ د]

الإردخل : وقال الليث : الإرْدَخْلُ : التَّارُّ السَّمين.

قلت : لمْ أسمعِ «الإرْدَخْلَ» لغير الليث.

خردل : قال : والخَرْدَل : ضرْبٌ من الحُرْفِ.

أبو عُبيد ـ عن الفراء ـ : خَرْدَلْتُ اللحمَ وخَرْذَلْتُه ـ بالدال والذال ـ كِلاهما : فرَّقْتُه وقطَّعْتُه.

وقال الليث : الخُرْدُولةُ عُضوٌ من اللحم وافِرٌ.

قاله أبو زيد.

وقال : خَرْدَلْتُ الطَّعامَ : فَصَّلْتُ أعضاءَهُ مُوفَّرةً.

قال : وخَرْدَلْتُ الطَّعامَ : أَكَلْتُ خِيَارَه وأطايِبَهُ.

وفي الحديث : «فَمِنْهُمُ الْمُوبَقُ بِعَمَلِهِ وَمِنْهُمُ الْمُخَرْدَلُ».

قال : «الْمُخَرْدَلُ» : المرميُّ.

وقال غيرُه : «الْمُخَرْدَلُ» : الْمُقَطَّعُ.

أبو زيد : خَرْدَلَ الطَّعَامَ خَرْدَلَةً ـ إذا أكل خيارَه وأطايِبَه.

وخَرْدَلَ اللَّحمَ : وفّرَ قِطَعَهُ.

وقال الأصمعيُّ : إذا كَثُرَ نَفَضُ النَّخْلَةِ ، وعَظُم ما بقي من بُسْرِها ، قيل : خَرْدَلَتْ .. فهي مُخَرْدِلٌ.

دربخ : اللَّحيانيُّ : دَرْبَح ودَرْبَخَ ـ إذا حَنَى ظهرَه.

وقال اللَّيْثُ : الْحَمَامةُ تُدَرْبِخُ لِذَكَرِها عند السِّفَادِ ـ إذا طاوعَتْه.

وقال رُؤبَةُ :

وَلوْ تقُولُ دَرْبِخُوا لَدَرْبَخُوا

دلخم : وقال : والدِّلَّخْمُ داءٌ شديدٌ.

تقول : رَماهُ الله بالدِّلَّخْمِ.

دخدب : وقال الليث : جاريةٌ دَخْدَبَةٌ ودِخْدِبَةٌ ـ بكسر الدالين وفتحهما ـ إذا كانت مُكْتَنِزَةً.

خندم : قال : وخَنْدَمَةُ : اسمُ موضعٍ بناحية «مَكَّة».

وأنشد :

إنّكِ لَوْ شَهدِتنَا بالْخَنْدَمَهْ

إذْ فَرَّ صَفْوانُ وَفَرُّ عِكْرِمهْ

خندف : ثعلب ـ عن ابن الأعرابي ـ قال : الْخُنْدُوفُ : الذي يتبختر في مَشيه كِبْراً وبَطَراً.

وقال بعض النَّسَّابين : كانت «خِنْدِف» ـ امرأةُ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ ـ غلَبتْ عَلَى نَسَبِ أولادها منه.

فذكَرُوا أنّ إبِلَ إلْيَاسَ انتشرتْ ليلاً فخرج مُدرِكَةُ في بُغائها وردَّها فسمِّي «مُدْرِكَةَ» وخَنْدَفَتِ الأمُّ في أثره ـ أي : أسرعَتْ ، فسمِّيَتْ «خِنْدِفَ».

واسمُها لَيْلى بِنْتُ عِمْرَانَ بن إِلْحَافِ بن قُضَاعَةَ.

وقعد طَابِخَةُ يَطْبُخُ القِدْر ، فَسُمِّيَ «طَابِخَةَ».

وانقمع قَمَعَةُ في البيت فسمِّي «قَمَعَةَ».

٢٧٤

وقيل : إنّ خِنْدِفَ قالت لزوجها «الْيَاسَ» : ما زِلْتُ أَخَنْدِفُ في أَثَرِكم فقال لها : فَأَنتِ «خِنْدِفُ».

فذهب لها اسماً ، ولولَدِها نَسَباً وسُمِّيَتْ بها القبيلة.

أبو عبيد ـ عن أبي عمرو ـ : والْخَنْدَفةُ والنَّعْثَلةُ : أَنْ يَمشي الرجلُ مُفَاجّاً ويَقْلِبَ قدَمَيْه كأنه يَغْرِفُ بهما.

وهو من التَّبَختُرِ.

وظُلِمَ رجلٌ أيامَ «الزُّبَيْرِ بن العوَّامِ» فنادَى : يا آلَ «خِنْدِفَ» فخرج الزُّبيْرُ ومعه سَيفُه وهو يقول : أُخَنْدِفُ إليك أيها الْمُخَنْدِفُ ، والله لئن كنتَ مظلوماً لأَنْصُرَنَّكَ.

قلتُ : إن صحَّ هذا من فعل الزُّبيْرِ فإنه كان قبل نهْي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن التَّعَزِّي بعَزَاء الجاهليَّةِ.

خدفل : أبو حاتم ـ عن الأصمعيِّ عن أبي عَمرِو بن العَلَاء ـ قال : الْخَدَافِلُ : المَعَاوِزُ.

ومن أَمثالهم : «غَرَّنِي بُرْدَاكَ مِنْ خَدَافِلِي».

وأصله أن امرأة رأت عَلَى رجل بُرْدَين فتزوجَتْه طمعاً في يَسَاره ، فأَلْفَتْه مُعْسِراً.

ثعلبٌ ـ عن ابن الأعرابيِّ ـ : خَدْفَلَ الرجلُ ـ إذا لَبِسَ قميصاً خَلَقَاً.

خفدد : وقال الليثُ : الْخَفَيْدَدُ : الظَّلِيمُ ـ وفيه لغة أخرى : «خَفَيْفَدٌ».

وقال أبو عمرٍو : هو الْخَفَيْدَدُ ـ لسرعته.

قلتُ : وهذا ثُلَاثِيٌّ ـ من «خَفَدَ».

خبند : أبو عبيد ـ عن الأصمعيِّ ـ : جاريةٌ خَبَنْدَاةٌ ، وبَخَنْدَاةٌ. وهي التَّامَّةُ القَصَبِ.

وجاريةٌ بَخْدَنٌ : ناعمةٌ تَارَّةٌ.

أنشد شمِرٌ قولَ العَجّاج :

فَقَدْ سَبَتْنِي غَيْرَ مَا تَعْذِيرِ

تمْشِي كَمَشْي الْوَجِلِ المبْهُورِ

على خَبنْدَى قَصَبٍ مَمْكُورِ

«خَبَنْدَى» «فَعَنْلَلٌ» ، وهو واحدٌ. والفِعْل : «اخْبَنْدَى ، وابْخَنْدَى» ـ إذ تَمَّ قَصَبُه.

واخْبَنْدَتِ الجاريةُ ، وابخَنْدَتْ.

وبَخْدِنُ : من أسماء النساء.

باب الخاء والتاء

[خ ت]

بختر : قال الليث : التَّبَخْتُرُ : مِشْيَةٌ حَسنة.

ورجل بَختَرِيَ : صاحبُ تَبَختُرٍ ، ورجل بِخْتِيرٌ : كذلك.

وقال غيرُه : هو يمْشي الْبَختَرِيَّةَ.

خنتب : ثعلبٌ ـ عن ابن الأعرابيِّ ـ : الْخُنْتَبُ والْخُنْتُبُ : نَوْفُ الجارية ـ قبل أن تُخفَضَ.

قال : والْخُنتُبُ : المُخَنَّثُ ـ أيضاً ـ.

وقال ابن السِّكِّيت : الْخُنتُبُ : القَصيرُ.

وأنشدَ :

فَأَدْرَكَ الأعْثَى الدَّثُورَ الْخُنتُبَا

يَشُدُّ شَدّاً ذَا نَجَاءٍ مُلْهِبَا

خنتر : أبو عبيد ـ عن الأمَوِيِّ ـ : الْخِنْتَارُ : الجُوعُ الشديد.

٢٧٥

وقال أبو عمرٍو : هو الْخُنْتُورُ ـ أيضاً ـ.

خنثل : ثعلبٌ ـ عن ابن الأعرابيِّ ـ : قال : الْخُنثَالةُ : الْعَذِرَةُ.

خفتر : قال أبو نَصْرٍ ـ في قول عَدِيٍّ ـ :

وَغُصْنَ عَلَى الْخَفْتَارِ وَسْط جُنُودِهِ

وَبَيَّتْنَ في لَذّاتِهِ رَبَّ مارِدِ

قال الْخَفْتَارُ : ملِكُ الحبشة.

دخدر : والدَّخْدَارُ : ضربٌ ـ من الثِّياب ـ نَفِيسٌ ، وهو مُعَرّبٌ.

الأصلُ فيه «تختَارُ» أي : مبينٌ في التَّخْتِ.

وقد جاء في الشعر القديم.

وفي «النوادر» : فلان يَتَبختَرُ في مِشْيَته ويَتَبخْتَى.

باب الخاء والذال

[خ ذ]

خذرف : قال الليث : الخُذْرُوفُ : السريعُ في جَرْيِهِ.

والخُذْرُوفُ : عُوَيْدٌ ـ أو قَصَبَةٌ مَشْقُوقَةٌ ـ يُفْرَضُ في وَسطِهِ ، ثم يشدُّ بخَيْطٍ ، فإذا أُمِرَّ دَارَ وسمعتَ له حَفِيفاً.

يلعب به الصِّبيان ويُوصَفُ به الفرسُ لسُرْعَتِه.

تقول : هو يُخَذْرِفُ بقوائمه.

وأنشد قولَه :

دَرِيرٍ كَخُذْرُوفِ الوَلِيدِ أَمَرَّهُ

وقال ذُو الرُّمّة :

وَإِنْ سَحَّ سَحّاً خَذْرَفَتْ بالأكَارعِ

وقال بعضهُم : الخَذْرَفَةُ : ما تَرمي الإبل بأَخفافها من الْحَصَى ـ إذا أَسْرَعَتْ.

وكلُّ شيءٍ مُنَتْشِرٍ مِنْ شَيْءٍ : خُذْرُوفٌ وأنشد :

خَذَارِيفُ مِنْ قَيْضِ النَّعَام التَّرَائِكِ

وقال الليث : الخِذْرَافُ : نباتٌ رِبْعِيٌّ إذا أَحَسَّ بالصيف يَبِسَ.

الواحِدَةُ خِذْرَافَةٌ.

ورَوَى أبو عبيد ـ عن الأصمعيِّ ـ : الخِذْرَافُ : شَجَرٌ من الحَمْضِ.

قلتُ : وهذا هو الصحيح ، وليس من بُقُولِ الرَّبيع.

وقال مُدْرِكٌ القَيْسيُّ : تَخَذْرَفَتِ النَّوى فلاناً ، وتَخَذْرَمَتْهُ.

ـ أي : قَذَفَتْه وزَحَلَتْ به.

باب الخاء والثاء

[خ ث ـ خ ر]

خثرم : قال الليث : الخِثْرِمَةُ : طَرَف الأرْنَبَة ـ إذا غَلُظَتْ.

وهكذا رواه ـ شَمِرٌ عن أبي حاتم ـ بالخاء.

وأمَّا أبو عبيدٍ فإنَّ أصحابَه رَوَوْا عنه هذا الحرْفَ ـ بالحاء ـ «حِثْرِمَةٌ».

وقال : هِيَ الدائرة التي عند الأنف وسَطَ الشّفَة العُلْيا.

قلتُ : وقد روَاه عنه ثعلبٌ ـ عن ابن الأعرابيِّ ـ : «حِثْرِمَةٌ» بالحاء أيضاً ـ فهما لغتان.

٢٧٦

خنثر : أبو عبيد ـ عن أبي زيد ـ : الْخَنْثَرُ والخَنْثِرُ : الشيءُ الْخَسِيسُ .. يَبْقَى من متاع البيت في الدار ـ إذا احْتَمَلَ القومُ.

وقال ابن الأعرابيِّ : هي الخَنَاثِيرُ ـ لقُماش البيت.

وقال ابن السكيت : الخنَاثِيرُ والخَنَاسِيرُ : الدَّوَاهي.

أبو عبيدٍ ـ عن أبي عُبَيْدةَ : يقال للرجل الذي يَتَطَيَّرُ : الخُثَارِمُ.

وقال خُثَيْمُ بْنُ عَدِيٍّ :

وَلكِنَّني أَمْضِي عَلَى ذَاكَ مُقْدِماً

إذَا صَدَّ عَنْ تلْكَ الهَنَاةِ الْخُثَارِمُ

خرمل : أبو عبيدٍ ـ عن الأصمعي ـ : الْخِرْمِلُ المرأة الحمقاءُ.

وقال الليث : عجوزٌ خِرْمِلٌ : متهدِّمَةٌ.

خرنب : قال : والخَرْنُوبُ والخَرُّوبُ : شجرٌ يَنْبُتُ في جبال الشّام ، له حَبٌّ كحبِّ اليَنْبُوتِ ، يسميه صبيانُ أهل العراقِ : «القِثّاءَ» الشَّاميَّ .. وهو يابسٌ أسودُ.

فنخر : وقال : «الْفِنْخِيرَةُ» : شِبْهُ صخرة تتقلَّعَ من أعلى الجبل .. فيها رخَاوَةٌ.

وهي أصغر من «الْفِنْدِيرةِ».

ويقال للمرأة ـ إذا تدحْرَجت في مِشْيتها ـ : إنَّها لَفُنَاخِرَةٌ.

والْفُنْخُرُ : الصُّلْبُ الباقي على النِّطَاحِ.

وقال ابن السِّكِّيت : رجلٌ فُنْخُرٌ وفُنَاخِرٌ ، وهو العظيمُ الجُثَّة.

وأنشد بعضُهُم في ذلك :

إنَّ لَنَا لَجَارَةً فُنَاخِرَهْ

تَكْدَحُ لِلدُّنْيَا وَتَنْسَى الآخِرَهْ

فرفخ : وقال الليث : الْفَرْفَخُ والْفَرْفَخَةُ : البقلَةُ الحمقاءُ.

بربخ : والْبَرْبَخَةُ : الإِرْدَبَّةُ.

نخرب : والنَّخَارِيبُ : هي الثَّقَبُ التي فيها الزَّنَابِيرُ.

تقول : إنَّه لأَضْيَقُ من النُّخْرُوب.

وكذلك الثَّقْبُ ـ في كلِّ شيء ـ : نُخْرُوبٌ.

وشجرةٌ مُنَخْرَبَةٌ ـ إذا بَلِيَتْ ، وصارت فيها نَخَارِيبُ.

خنثب : أبو عبيد ـ عن الفراء ـ قال : الْخِنْثَبَة : الناقة الغَزِيرَةُ .. الكثيرة اللَّبَنِ.

وهي : الْخِنْثَعْبَةُ.

خرنف وكرنف : وفي «النوادر» : خَرْنَفْتُهُ بالسَّيْف وكَرْنَفْتُهُ ـ إذا ضَرْبتهُ.

وخَرَانِفُ العِضَاهِ : ثَمَرُهَا .. واحدَتُها خِرْنِفَةٌ.

ويقول العَجَّاجُ :

وَدُسْتُهُمْ كَمَا يُدَاسُ الْفَرْفَخُ

يُؤْكَلُ أَحْيَاناً وَحِيناً يُشْدَخُ

قال : الْفَرْفَخُ : بَقْلَةُ الحمقاءِ.

٢٧٧

ومن خماسي الخاء

خلنبس : قال الليث : الْخَلْنَبُوسُ : حَجَرُ القَدَّاحِ.

خندرس : والْخَنْدَرِيسُ : من أسماء الخَمْرِ القديمة.

أبو عبد الله ـ عن الفرَّاءِ ـ : سُمِّيَتْ بها لِقِدَمِهَا.

ومنه قيل : حِنْطَةٌ خَنْدَرِيسٌ .. للقديمة.

خبرنج : أبو عبيدٍ وغيرُه : الْخَبَرْنَجُ : البَدَنُ النَّاعِمُ ـ.

وأنشد :

غَرَّاءُ سَوَّى خَلْقَهَا الْخَبَرْنَجَا

وقال شمر : الْخَبَرْنَجُ : الْخُلُقُ الْحَسَن.

خنضرف : ابن السِّكِّيت الْخَنْضَرِفُ ـ من النساء ـ : الضَّخْمَةُ .. الكثيرةُ اللَّحْمِ ..

الكبيرَةُ الثَّدْي.

صلخدم : والصَّلَخْدَمُ : الصُّلبُ القوي.

وقال : ـ

صَبُورٌ عَلَى الأَعْدَاءِ جَلْدٌ صَلَخْدَمُ

خرنبل : الليث : امرأةٌ خَرَنْبَلٌ.

ـ وهي الحمقاء.

ويقال : هي العجوزُ المُتَهَدِّمَةُ.

والجميع : الْخَرَابِلُ.

خذرنق : أبو عبيدة : الْخَذَرْنَقُ والْخَدَرْنَقُ : العنكبوتُ.

وقال أَبُو مَالِكٍ : هي الْخَدَنَّقُ والْخَدَرْنَقُ ـ للعنكبوت الضَّخْمَةِ.

خفنجل : والْخَفَنْجَل : الرَّجُلُ الذي فيه سَمَاجَةٌ وفَحَجٌ.

وأنشد الليث :

خَفَنْجَلٌ يَغْزِلُ بالدَّرَّارَهْ

درخميل ودرخمين : ثعلبٌ ـ عن ابن الأعرابيِّ ـ : الدُّرَخْمِيلُ والدُّرَخْمِينُ : من أسماء الدَّاهِيَة.

وأنشد :

تَاحَ لَهُ أَعْرَفُ بَادِي الْعُثْنُونْ

فَزَلَّ عنْ دَاهِيَةٍ دُرَخْمِينْ

حَتْفَ الْحُبَارَيَاتِ والْكَرَاوِينْ

درخبيل : أبو مالكٍ : هي الدُّرَخْمِينُ والدُّرَخْبيلُ ـ للداهية.

دختنوس : دَخْتَنُوسُ : اسمُ بِنْتِ حَاجِبِ بْنِ زُرَارَةَ التَّمِيمِيِّ.

ويقال : دَخْدَنُوسُ.

سَمَّاها أبوها باسم ابْنَةِ «كسْرَى».

٢٧٨

وأصلُ هذا الاسم «دُخْتَرْنُوشْ» .. فارسيَّةٌ عُرِّبَتْ ـ مَعْنَاها : بِنْتُ الْهِنيءِ ـ قُلِبَتِ الشِّينٌ سِيناً .. لَمَّا عُرِّبَ.

خذنفر : ثعلب ـ عن ابن الأعرابي ـ قال : الْخَذَنْفَرَة : الْخَفْخَافَة الصوتِ.

كأنَّ صوتَهَا يخرجُ من مَنْخِرَيْهَا.

والْخَفخَفَة : صوت الثوب الْجَدِيدِ ـ إذَا حَرّكْتَهُ.

آخر كتاب الخاء

ويتلوه بعون الله وحسن توفيقه كتاب حرف الغين

٢٧٩
٢٨٠