تهذيب اللغة - ج ٧

محمّد بن أحمد الأزهري

تهذيب اللغة - ج ٧

المؤلف:

محمّد بن أحمد الأزهري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٨٥

أبو عبيد ـ عن أصْحابِهِ ـ : إذا صَارَت في الْجَرَادِ خطوطٌ مُختلِفَةٌ ، فهو خَيْفَانٌ. الواحدَةُ .. خَيْفَانَةٌ.

قلت : والعَرَبُ تُشْبِّه الْخَيْلَ بِالْخَيْفَانِ.

وقال امْرُؤ القَيْسِ :

وَأَركَبُ في الرَّوْعِ خَيْفَانَةً

لهَا ذَنَبٌ خَلْفَهَا مُسْبَطِرّ

وقال اللَّيثُ : الْخَيَفُ : مصدرُ «خَيِفَ» والنعتُ : أَخْيَفُ وخَيفَاءُ.

وهو خِلَافُ الْعَيْنَيْن. تكون إحْدَاهُما زَرْقَاءَ ، والأخْرى سَوْداء.

والجميع : خُوفٌ.

الأصمعيُّ : فَرَسٌ أَخْيَفُ ـ إذا كانتْ إحدى عَيْنَيْه زرقاء ، والأخرى كَحْلَاء والجميعُ : خُوفٌ.

ومنه قيل : «الناسُ أخْيَافٌ» ـ أي : لا يَسْتَوُون.

و «بَعِيرٌ أَخْيَفُ» ـ إذا كان واسعَ جِلْدِ الثِّيلِ.

وأنشد :

صَوَّى لَهَا ذَا كِدْنَةٍ جُلْذِياً

أَخْيَفَ كانَتْ أُمُّهُ صَفِيّا

قال : والْخيْفُ جِلْدُ الضَّرْع ، وناقةٌ خَيفَاءُ ـ إذا كانت واسعةَ جِلْدِ الضَّرْع.

والْخَيْفُ : ما ارتفع من مَجْرَى السَّيْلِ وانحدرَ عن غِلَظِ الْجَبَل.

ومنه قيل : مَسْجِدُ «الْخَيْفِ» بمنى لأنَّهُ بُنيَ في خَيْفِ الْجَبَلِ.

قال : و «الْخِيفُ» : جمع «خِيفَةٍ» .. مِنَ الْخَوْفِ.

وقال الْهُذَليُّ :

فَلَا تَقْعُدَنَّ على زَخَّةٍ

وتُضْمِرَ في الْقَلْبِ وَجْداً وَخِيفَا

أبو عَمْرٍو : الْخَيْفَةُ : السِّكِّينُ وهي الرَّمِيضُ.

الأصمعيُّ : الْخَافَةُ : مَثْلُ الْخَريطة من الأدَم .. يُشْتَارُ فيها الْعَسَلُ.

وقال اللَّيثُ : تصغيرُها : خُوَيْفَة.

واشتِقَاقُها : من الْخَوْفِ .. وهي جُبّةٌ من أَدَمٍ يلبسُها العَسَّال والسَّقَّاء.

قال : ويقال : خُيِّفَ الأمر بينهم ـ أي : وُزِّعَ.

وخُيِّفَتْ عُمُورُ اللِّثَةِ بين الأسنان ـ أيْ : فُرِّقَتْ.

خوف : قال الليث : يقال : خَافَ يَخَافُ خَوْفاً. وإنما صارت الواوُ ألِفاً في «يَخَافُ» لأنَّهُ على بناء «عَمِلَ يَعْمَلُ» فاستثقلوا الواو فألقوهَا.

فَفيها ثلاثةُ أشياء : الحرفُ والصَّرْفُ والصوتُ.

وربّما أَلْقَوُا الحرفَ بصَرْفها وَأَبْقَوا منه الصّوْتَ.

وقالوا : «يَخَافُ» وكان حدُّه : «يَخْوَفُ» ـ الواو منصوبةٌ ـ فأَلْقوُا الواو واعتمد الصوتُ عَلَى صرف الواو.

وقالوا : «خَافَ» وكان حدُّه «خَوِفَ» ـ الواوُ مكسورةٌ ـ فأَلقَوُا الواوَ بصرفهَا

٢٤١

وأَبْقَوُا الصوتَ ، فاعتمد الصوتُ عَلى فتْحَةِ الخاء ، فصار معها ألفاً لَيِّنَةً.

وكذلك نحوُ ذلك ، فَافْهَمْ.

ومنه التّخْوِيفُ والإخَافَةُ والتّخوُّفُ.

والنّعْتُ : خائِفٌ .. وهو الْفَزِع.

قال : وتقول : طريقٌ مَخُوفٌ ومُخِيفٌ ـ يَخَافُهُ الناسُ.

ووجعٌ مَخوفٌ ومُخِيفُ ـ يُخِيفُ مَنْ رآه.

وهكذا قال الأصمعي : قال : وحائطٌ مخُوفٌ ، وثَغْرٌ مَخُوفٌ ـ يُفْرَقُ منه ، ويجيء الْخَوْفُ مِن قِبَله.

وقال الليثُ : خَوَّفْتُ الرجلَ ـ إذا جعلتُ فيه الْخَوْف.

وخَوَّفْتُهُ ـ إذا جعلْتُه بحالة يَخَافُهُ فيها الناسُ.

وقال الله جلّ وعزّ : (أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلى تَخَوُّفٍ) [النّحل : ٤٧].

قال الفرَّاءُ : جاء في التفسير : أَنَّه التّنَقُّصُ.

قال : والعَرَبُ تقول : تَخَوَّفْتُهُ ـ أي : تَنَقَّصْتُه من حَافَاتِهِ. فهذا الذي سمعتُ.

وقد أتى التفسيرُ بالْخَاء.

وأخبرني المنذريُّ ـ عن الحرَّاني عن ابن السِّكِّيت ـ قال : يقال : ويَتَخَوَّفُ المالَ ويَتَحَوَّفُه ـ أي :

يَتنَقَّصُهُ ، ويأخذُ من أطرافه. وقال ابنُ مُقبلٍ :

تَخَوَّفَ السَّيْرُ مِنْهَا تَامِكاً قَرِداً

كمَا تَخوَّفَ عُودَ النبْعَةِ السّفَنُ

شمرٌ ـ عن ابن الأعرابيِّ ـ : تحَوَّفْتُ الشيء وتَحَيّفْتُهُ ، وتَخَوّفْتُهُ وتَخَيَّفْتُهُ ـ إذا تنقَّصْتُه.

وقال الكسائيُّ : ما كان من ذَوات الثلاثة ـ من بَنَاتِ الواو ـ : فإنه يُجْمَعُ على «فُعَّلٍ» .. وفيه ثلاثة أوجه : يقال : خَائِفٌ .. وخُيَّفٌ ، وخِيَّفٌ .. وخُوَّفٌ.

قال : ونحوُهُ : كذلك.

وقال ابنُ السِّكِّيتِ : أخافَ القومُ ـ إذا أَتَوْا خَيْفَ مِنًى ، فنزلوا.

خفى : قال الليث : أخْفَيْتُ الصوتَ ، وأنا أُخْفِيه إخْفَاءً.

قال : وفِعْلُهُ اللازمُ : اخْتَفَى.

قلتُ : الأكْثرُ من كلام العرب : اسْتَخْفَى ... لا اخْتَفى.

و «اخْتَفَى» : لغةٌ ليست بالعالية.

أبو عبيد ـ عن الأصمعيِّ ـ : خَفَيْتُ الشيء : أظهرتُهُ وكتمتُهُ.

قال والرَّكِيَّةُ .. يقال لها : «خَفِيَّةٌ» لأنها استُخْرِجَت وأُظْهِرَتْ.

قال : و «أَخْفَيْتُ» ـ أيضاً ـ : مِثْلُهُ.

وقال الأخْفَشُ في قول الله جلّ وعزّ : (وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسارِبٌ بِالنَّهارِ) [الرّعد : ١٠].

قال : «المُسْتَخْفِي» : الظاهرُ.

و «السَّارِبُ» : الْمُتَوَارِي.

قال : ومَنْ قرَأ (أَكادُ أَخْفِيهَا) فمعناه : أظْهِرُها.

لأنّك تقول : خَفيْتُ السِّرَّ ـ أي : أظهرتُه.

٢٤٢

وأنشد :

فَإنْ تَكْتُمُوا الدّاءَ لا نَخْفِهِ

وَإِنْ تَبْعَثُوا الحَرْبَ لا نَقْعُدِ

ورَوَى سَلَمة عن الفرَّاء : في قوله عزوجل : (وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسارِبٌ بِالنَّهارِ).

«مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ» ـ أي : مُسْتَتِرٌ. «وَسارِبٌ بِالنَّهارِ» ـ أي : ظاهر.

كأنه قال : الظاهر والخفيُ عنده ـ جلّ وعزّ ـ : واحِدٌ.

وقال في قوله جلّ وعزّ : (أَكادُ أُخْفِيها) [طه : ١٥] : في التفسير : «.. مِنْ نَفْسي .. فكيف أطلِعُكم عليها»؟.

قلتُ : وقول الأخفَش : «المُسْتَخْفي : الظاهِرُ» .. خطَأٌ عند اللُّغَوِيِّينَ.

والقول ما قال الفرَّاءُ.

وأما «الاختِفَاءُ» فله معنيان : أحدُهما : بمعنى الاستخراج.

ومنه قيل للنَّبَّاش : المُخْتفِي.

والثاني : بمعنى «الاسْتخْفاء» .. وهو الاسْتِتَار.

وجاء «خَفِيتُ» .. بمعنيين متضادّين.

وكذلك «أَخفَيْتُ» فيما زعم أبو عبيدة.

وكلامُ العرب الجيِّدُ : أن يقال : خفَيْتُ الشيء أَخْفِيهِ ـ أي : أظهرْتُهُ.

وقال امرُؤُ القيْس :

خَفَاهُنَّ مِنْ أَنْفَاقِهِنَّ كأَنَّما

خفَاهُنَّ وَدْقٌ مِنْ سَحَابٍ مُرَكَّبِ

وأَخفَيْتُ الشيءَ ـ أي : ستَرْتُه.

قال الله جلّ وعزّ : (وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ) [البَقَرَة : ٢٨٤].

معناه : أو تُسِرُّوهُ.

واختَفَيْتُ الشيءَ ـ أي : أظهرتَه ، واستخْفَيْتُ منه ـ أي : تَوَارَيتُ».

هذا هو المعروف في كلام العرب.

أبو عبيدٍ ـ عن الأصمعيِّ ـ : الْخَافِي : هُم الْجِنُّ. وأنشد :

وَلَا يُحَسُّ مِنَ الْخَافِي بهَا أَثَرُ

وجَمْعُ «الخافي» : خوَافٍ.

قال : والْخَوَافِي ـ من السَّعف ـ : ما دون «الْقِلَبَةِ». وأهل المدينة يسمُّونها : «العوَاهِنَ».

قال : والْخوَافِي : ما دون الرِّيشات العَشْر .. من مقدّمِ الجناح.

قال : والخَفَاءُ ـ ممدود ـ ما خفِيَ عليك.

يقال : بَرِحَ الخَفَاءُ ، وذلك : إذا ظهر وصار في بَرَاحٍ ـ أي : أَمْرٍ مُنْكَشِفٍ.

وقيل : بَرِحَ الخَفَاءُ ـ أي : زالَ الخفاءُ.

والأوّل أَجْود. وقال الليث : الْخُفْيَةُ : من قولك : أَخفَيْت الشيء ـ أي : سترْتُه.

ويقال : خِفْيَةٌ ـ بكسر الخاء.

قال : ولَقِيتُهُ خَفِيّاً ـ أي : سِرّاً.

والخَافِيَةُ : نَقِيضُ العَلانية. قال : والْخَفَا ـ مقصور ـ : هو الشيء الْخافي .. وهو : الموضِعُ الْخافي.

وأَنْشَدَ :

٢٤٣

وَعالِمِ السِّرِّ وعَالمِ الْخَفَا

لقَدْ مَدَدْنا أَيْدِياً بَعْدَ الرَّجا

وقال أُمَيَّةُ :

تُسبِّحُهُ الطَّيْرُ الْكَوامِنُ في الْخَفَا

وَإِذْ هِيَ في جَوِّ السَّماءِ تَصَعَّدُ

قال : والْخِفَاءُ : رداءٌ تلبسه المرأةُ فوقَ ثيابها.

قال : وكلُّ شيء غطَّيتَه بشيء ـ من كِساءٍ أو غِطاء ـ .. فهو خِفَاؤُهُ.

والجميعُ : الأَخْفِيةُ. ومنه قول ذي الرُّمَّةِ :

عَليْهِ زَادٌ وأَهْدَامٌ وأَخْفِيَةٌ

قَدْ كَادَ يَحْتَزُّهَا عَنْ ظَهْرِه الْحَقَبُ

قال : و «الْخَفِيَّة» : غَيْضَةٌ ملتفَّةٌ يتَّخِذُها الأسَدُ عَرِينَه ، وهي خَفِيَّتُهُ. وأنشد :

أسُودُ شَرًى لاقَتْ أُسُودَ خَفيَّةٍ

تَساقَيْنَ سُمّاً كلُّهُنَّ خَوَادِرُ

قال : ويقال : «شَرًى» و «خَفِيَّةٌ» : مَوْضِعَان.

قال : والْخَفِيَّةُ : بِئْرٌ كانت عادِيَّةً فانْدَفَنَتْ ، ثم حُفِرَت.

والجميعُ : الْخَفَايَا .. والْخَفِيَّاتُ. قاله ابنُ السكِّيت.

أبو عبيدٍ ـ عن أبي عمروٍ ـ : خَفِيَ البرقُ يَخْفَى خَفْياً ـ إذا بَرَق بَرْقاً ضَعيفاً.

قال : وقال الكِسائِيُّ : خَفَا يَخْفُو خَفْواً ـ بمعناه.

وقال ابن الأعرابيِّ : الوَمِيضُ أَنْ يُومِضَ البَرْقُ إيمَاضَةً ضعيفةً ، ثم يَخْفَى ثم يُومِضُ ، وليس فيه يَأْسٌ مِنْ مَطَر.

وقال أبو عبيد : الْخَفُّ : اعتراض البَرْق في نواحي السماء.

والوَمِيضُ : أن يَلْمعَ قليلاً ثم يَسْكُنَ.

والعرَب تقول : إذا حَسُنَ من المرأة خَفِيَّاهَا حَسُنَ سائِرُها.

يَعْنُون : رَخَامَةَ صوتها وَأَثرَ وَطْئِها.

وخف : قال اللَّيثُ : الْوَخْفُ : ضَرْبُك الْخَطْمِيَّ في الطَّسْتِ تُوخِفُهُ ليختلط.

تقول : أَمَا عندَك وَخِيفٌ أَغسِلُ به رَأْسِي؟. وقال شَمِرٌ : أَوْخَفْتُ الْخَطْمِيَّ ـ إذا ضربتَه بيدك ليصير غَسُولا.

وكذلك يُفْعَلُ بالْخَطْمِيِّ.

وقال ابن الأعرابيِّ ـ في قول الْقُلَاخِ :

وأَوْخَفَتْ أَيْدِي الرِّجَالِ الْغِسْلا

أراد خَطرانَ اليَدِ بالْفَخَارِ والكلامِ كأنَّه يضرِبُ غِسْلاً.

ويقال : أتاه بلَبَنٍ مثلِ «وِخَافِ» الرأس و «وَخِيفِ» الرأس.

وهو ما يُغْسَلُ به الرأس.

والْوَخِيفَةُ ـ من طعام الأعراب ـ : أَقِطٌ مَطْحُونٌ يُذَرُّ على ماء ، ثم يُصَبُّ عليه السمْنُ ، ويضربُ بعضُه ببعض ، ثم يُؤكلُ.

خفأ : قال أبو زيد ـ في كتاب «الْهَمْزِ» ـ : خَفَأْتُ الرجلَ خَفْئاً ، وجَفَأْتُهُ جَفْئاً ـ إذا اقتلعتُه وضربتُ به الأرْضَ.

باب الخاء والباء

خ ب

(وايء) خاب ، خبأ ، باخ ، وبخ : مستعملة.

٢٤٤

بوخ : قال اللَّيثُ : بَاخَتِ النَّار تَبُوخُ بَوْخاً وبُؤوخاً.

وأَبَاخَهَا الذي يُخْمِدُها. وأَبَخْتُ الحربَ إِبَاخَةً.

أبو عبيد ـ عن الكسائيّ ـ : عَدَا الرجلُ حتَّى أَفْثَجَ وبَاخَ ـ إذا أَعْيَا وانْبَهَرَ.

وقال ابنُ الأعرابيِّ : «بَاخَ» الرجلُ «يَبُوخُ» ـ إذا سكَن غَضَبُهُ.

«وبَاخَ» الحَرُّ «يَبُوخُ» ـ إذا فَتَر.

وقال شَمِرٌ : بَاخَ الحرُّ ـ إذا سكَن فَوْرُهُ.

خيب : قال اللَّيثُ : الْخَيْبَةُ : حِرْمَان الْجدِّ.

يقال : خَابَ يَخيبُ خَيْبَةً. وخَيَّبَهُ الله تَخْيِيباً.

ويقال : جعل الله سعي فلان في خَيَّابِ ابنِ هَيَّابٍ وبَيَّابِ بن بَيَّابٍ ـ في مَثَل للعرب.

ولا يقولون منه : خَابَ وهَابَ.

قال : والْخَيَّابُ : القِدْحُ الذي لا يورِي.

ثعلبٌ ـ عن ابن الأعرابيِّ ـ : خَابَ يَخُوبُ خَوْباً ـ إذا افتَقَر.

وفي الحديث : «نَعُوذُ بالله مِنَ الْخَوْبَةِ».

أبو عبيد : أصابتْهم خَوْبَةٌ ـ إذا ذهب ما عندَهم ، فلم يبقَ عندهم شيء.

عمروٌ ـ عن أبيه ـ : الْخَوْبَةُ والْقَوَايَةُ ، والْخَطِيطَةُ : الأرض التي لم تُمْطَرْ.

وقَوِيَ المطرُ يَقْوَى ـ إذا احتبس.

وقال شَمِرٌ : لا أدري «ما أَصابَتْهُمْ خَوْبَةٌ» ... وأظنُّه «حَوْبَةٌ».

قلتُ : والْخَوْبَة ـ بالخاء ـ صحيح ، ولم يحفَظْه شَمِر.

ويقال للجُوعِ : الْخَوْبَةُ. وقال الشاعر :

طَرُودٌ لِخَوْبَاتِ النُّفُوسِ الكَوَانِعِ

سَلَمَةُ عن الفرَّاء قال : خَابَ ـ إذا خسِر ، وخابَ ـ إذا كَفَر.

خبأ : قال اللَّيثُ : خبَأْتُ الشيء أَخبَؤُهُ خبْأً.

والْخَبْءُ : ما خبَأْتَ من ذَخِيرَةٍ ليومٍ مَّا.

وقال الله جلّ وعزّ : (الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) [النَّمل : ٢٥].

قال الفرَّاء : «الْخَبْءُ» ـ مهموزٌ ـ وهو الغَيْب .. غَيْبُ السماوات والأرض.

ويقال : هو الماءُ الذي يَنزِلُ من السماء ، والنَّبْتُ الذي يخرجُ من الأرض.

وفي الحديث «اطْلُبُوا الرِّزْقَ في خبَايَا الأرْضِ».

قيل : معناه : الحَرْثُ ، وإثارَة الأرض للزِّراعة.

وأصلُه : من الخَبْءِ .. الذي قال الله عزوجل : فيه (يُخْرِجُ الْخَبْءَ) : وواحدةُ «الخَبَايَا» : خبِيئةٌ.

وقال الليثُ : امرأةٌ «مُخَبَّأَةٌ».

وهي «المُعْصِرُ» قبل أن تَتَزَوَّجَ.

وقيل : المُخَبَّأَةُ هي الْمُخَدَّرَةُ التي لا بُرُوزَ لها ـ من الْجَوَارِي.

وقال الليث : الْخِبَاءُ : مَدَّتُهُ هَمْزةٌ ـ وهو سِمَةٌ تُخْبَأ في موضِع خفِيٍّ من الناقةِ النَّجِيبَةِ ، وإنما هي لُذَيْعَةٌ بالنار.

٢٤٥

والجميعُ أَخبِئَةٌ ـ مهموزةٌ ـ.

قال : والخِبَاءُ : من بُيُوت الأعراب جَمْعُه أَخبِيَةٌ ـ بلا همزٍ.

وتَخَبَّيْتُ كِسائي تَخبِّياً ، وأَخبَيْتُ كِسائي ـ إذا جعلتَهُ خِبَاءً.

قال : والخِبَاءُ : غِشَاءُ البُرَّةِ والشعيرَةِ في السُّنْبُلَةِ.

ذكَرَه النَّضْرُ عن الطَّائفيِّ.

أبو عُبيد ـ عن الأصمعيِّ ـ : مِن الأَبْنِيَةِ : الخِبَاءُ .. وهو من الوَبَر أو الصُّوف.

ولا يَكونُ من شَعَرٍ.

ثعلبٌ ـ عن ابن الأعرابيِّ : الخِباءُ بَيْتٌ صغيرٌ .. من صوفٍ ، أو من شَعَرٍ.

وإذا كان أكبرَ من الخِبَاء فهو بيتٌ.

أبو عُبيد ـ عن أبي زيدٍ ـ : يقال ـ من الخِبَاءِ ـ : أَخبَيْتُ إخباءً ـ إذا أردتُ المَصْدرَ إذا عمِلْتُه.

وتَخَبَّيْتُ أيضاً. قال : وقال الأُمَوِيُّ : أَخبَيتُ ، وقال الكسائيُّ : خبَّيْتُ.

قال : وقال أبو عُبيدة : الخَابِيَةُ : أصلُها الهمزُ .. مِن «خبَأْتُ».

قلتُ : العربُ تَتْرُكُ الهمزَ في «أَخبَيْتُ» و «خبَّيْتُ» وفي «الخَابِيَةِ» لكثْرتها في كلامهم اسْتَثْقَلُوا الْهَمْزَ.

ويقال : خبَتِ النارُ ـ إذا خَمَدَ لَهبُها وسَكَنَ ـ «خبُوّاً» فهي «خابيَةٌ». وقد «أَخْبَأَها الْمُخْبِىءُ ـ إذا أخمدها.

وقال الليثُ : «خبَتْ حِدَّةُ النار» : مِثْلُه.

وبخ : أهمل الليثُ ثُلَاثيَّهُ ، واستُعْمِلَ منه «التَّوبيخُ» .. وهو اللَّوْمُ.

يقال : وَبَّخْتُ فُلاناً بسوءِ فعله تَوْبيخاً ـ إذا أَنَّبْتُهُ تَأْنِيباً.

باب الخاء والميم

خ م

(وايء) خام ، ماخ ، مخى ، ومخ ، وخم ، خيم : مستعملة :

خيم ـ (خام) : قال الليث : تقول : خامَ الرجلُ يَخِيمُ ـ إذا كادَ يَكِيدُ كَيْداً فرَجع عليه ولمْ يَرَ فيه ما يُحِبُّ ، ونَكَلَ ونَكَصَ.

وكذلك : إذا خامُوا في الحَرْب ، فلمْ يَظْفَرُوا بخَيْرٍ وضَعُفُوا. وأنشد :

رَمَوْنِي عَنْ قِسيِّ الزُّورِ حتى

أخامَهُمُ الإلَهُ بها فَخَامُوا

أبو عُبيدٍ ـ عن أبي عمرو ـ : الْخَائِمُ : الجَبَانُ .. وقد خامَ يَخِيمُ.

وقال الفرّاءُ وابنُ الأعرابيِّ : الإخامةُ : أن يُصِيبَ الإنسانَ ـ أو الدَّابة ـ عَنَتٌ في رِجله فلا يستطيعُ أن يُمَكِّنَ قَدَمَهُ من الأرض فيُبْقِي عليها.

يقالُ : إنه لَيُخيمُ إحْدَى رِجليْهِ.

٢٤٦

وقال أبو عُبيدةَ : الإخامةُ ـ للفَرَس ـ : أن يَرفعَ إحدَى يَدَيْهِ ، أو إحدَى رِجْلَيه .. عَلَى طَرَفِ حافِرِه.

وأنشد الفرَّاءُ :

رَأَوْا وَقرَةً فِي عَظْمِ سَاقي فحاوَلُوا

جُبُورِيَ لَمّا أَنْ رَأَوْنِي أُخِيمُها

وفي الحديث : «مَثَلُ الْمُؤْمِنِ مَثَلُ الخَامَةِ من الزَّرْعِ .. تُمِيلُها الرِّيحُ مَرَّةً هاهنا ومرّةً ههنا».

وقال أبو عُبيد : الخَامةُ : الغَضَّةُ الرَّطْبَةُ.

وقال الطِّرِمَّاحُ :

إنَّما نَحْنُ مِثْلُ خامَةِ زَرْعٍ

فمتَى يَأْنِ يَأْتِ مُحْتَصِدُهْ

ثعلبٌ ـ عن ابن الأعرابيِّ ـ : قال : الخَامةُ : السُّنْبُلَةُ .. وجَمْعُها : خَامٌ.

قال : والخامةُ : الفُجْلَةُ. وجمعُها : خامٌ.

وقال أبو سعيدٍ الضَّرِيرُ : إن كانتِ «الخَامةُ» محفوظةً فليستْ مِنْ كلام العرب.

قلتُ : ابنُ الأعرابيِّ أَعْلَمُ بكلام العرب مِنْ أَبِي سعيد ، وقد جَعَلَ «الخامة» من كلام العرب بِمَعْنَيْنِ مُخْتَلِفَين.

أبو عبيدٍ : الخِيمُ : الشِّيمَةُ .. وهي الطبيعة والخُلُق.

وقال غيره : خِيمُ السَّيف : فِرِنْدُهُ. و «خِيمٌ» : موضعٌ بِعَيْنه.

ثعلبٌ ـ عن ابن الأعرابيِّ ـ : الخَيْمَة لا تكون إلَّا مِنْ أربعة أَعْوَادٍ ، ثم تُسَقَّفُ بالثُّمام ، ولا تكونُ من ثيابٍ.

قال : وأما المظَلَّةُ فمن الثِّياب وغيرها. ويقال : مِظَلَّةٌ.

أبو عبيد ـ عن أبي عمرو ـ : الْخَيْمُ : عِيدَانٌ يُبنى عليها الخِيامُ. وقال النَّابِغَةُ :

فَلَمْ يَبْقَ إلَّا آلُ خَيْمٍ مُنَضَّدٍ

وسُفْعٌ عَلَى آسٍ وَنُؤْيٌ مُعَثْلِبُ

والعرب تقول : خيَّمَ فلان خيْمَةً ـ إذا بَنَاها .. وتَخَيَّمَ ـ إذا أقام فيها.

وقال زُهَيْرٌ :

وَضَعْنَ عِصِيَّ الْحَاضِرِ المتَخَيِّمِ

وخيَّمَتِ البقرةُ : أقامت في كِنَاسها .. فلم تَبْرَحْه.

قاله الليث.

قال : والخَيْمَةُ ـ مستديرَةً ـ بَيْتٌ من بيوت الأعراب.

وأنشد :

أَوْ مَرْخةٌ خيَّمَتْ في أَصْلِهَا البقَرُ

قال : وتَخَيَّمَتِ الرِّيحُ الطيِّبة في الثوب ـ إذا عَبِقَتْ به.

قال : وخَيَّمْتُهُ أنا : غَطَّيْتُهُ كي يَعْبَقَ به.

وقال الشاعر :

مَعَ الطِّيبِ المخيِّم في الثِّيَابِ

قال : والخِيمُ : سَعَةُ الخُلُقِ.

وخم : قال الليث : الوَخيمُ : الأرضُ التي لا ينْجَعُ كَلَؤُها .. وكذلك الوَبيلُ.

٢٤٧

قال : وطعامٌ وَخِيمٌ : غيرُ موَافِقٍ ، وقد وَخُمَ وَخامَةً ـ إذا لم يُسْتَمْرَأْ.

قال : واسْتَوْخَمْتُهُ ، وتَوَخَّمْتُه.

وأنشد :

إلَى كَلإ مُسْتَوْبَلٍ مُتَوَخَّمِ

قال : ومنه اشْتُقَّتِ التُّخَمَةُ.

ثال : تَخِمَ يَتْخَمُ ، وتَخَمَ يَتْخِمُ واتَّخَمَ يَتَّخِمُ.

قال : وأصل التُّخَمَةِ : وُخَمَةٌ .. فَحُوِّلَتِ الواوُ «تَاءً».

كما قالوا : «تُقَاة» .. وأَصْلُها : «وُقَاةٌ».

وتَوْلَجٌ ـ وأصلُه : «وَوْلَجٌ».

قال : والوَخَمُ : داءٌ ـ كالبَاسُورِ ـ يخرُج بِحَيَاءِ الناقة ـ عند الولادة ـ حتَّى يُقْطَعَ منه.

والناقة وَخِمَةٌ ـ إذا كان بها ذلك.

قال : ويُسَمَّى ذلك البَاسُورُ : الوَذَمَ.

ومخ : ثعلب ـ عن ابن الأعرابي ـ قال : الوَمَخَةُ : العَذْلَةُ المُحْرِقَةُ.

قلتُ أصْلُها الوَبْخَةُ .. فقُلِبَتِ «البَاء» مِيماً لقُربِ مَخرَجَيْهما.

ميخ : قال اللَّيْثُ : مَاخَ يَمِيخُ مَيْخاً وتَمَيَّخَ تَمَيُّخاً : وهو التَّبَخْتُرُ في المشي.

قلتُ : هذا غلَطٌ ، والصَّواب : مَاحَ يَمِيحُ ـ بالحاء ـ إذا تَبَخْتَرَ.

وقد مرَّ في «كتاب الحاء». وأما «ماخَ» : فإنَّ أحمدَ بن يحيى رَوَى ـ عن ابن الأعرابيِّ ـ أنه قال : المَاخُ : سكُون اللهَبِ.

ذَكَرَه في باب «الخاء». وقال في موضعٍ آخرَ : مَاخَ الغضبُ وغيرُه ـ إذا سكن. قلتُ : والميمُ فيه مُبْدَلةٌ من الباء.

يقال : بَاخَ حَرُّ اللهب ومَاخَ ـ إذا سكن وفَتَر حَرُّه.

مخى : أبو الهيثم فيما قرأتُ بخطه لابنِ بُزُرْجَ .. في «نوادره» : تَمَخَّيْتُ إلى فلان ـ أي : اعتذَرْتُ. ويقال : امْخَيْتُ إليه.

وأنشد الأصمعيُّ :

وَلَمْ تُرَاقِبْ مَأْثماً فَتَمَّخِهْ

مِنْ ظُلْمِ شَيْخٍ آضَ مِنْ تَشَيُّخِهْ

أَشْهَبَ مِثْلَ النّسْرِ بَيْنَ أفْرُخِهْ

وقال الأصمعيُّ : يقال : امّخَى ـ من ذلك الأمر .. امِّخَاءً ـ إذا حَرِج منْه تأثُّماً.

والأصلُ : «انْمَخَى».

٢٤٨

باب لفيف حرف الخاء

خوخ ، خاخ ، وخوخ ، خوى ، وخى ، أخ ، أخيه ، أخيخة ، خوّ : مستعملة :

خوخ : قال الليثُ : الْخَوْخَةُ : مُخْتَرَقٌ بين بيتين أو دارَيْن لم يُنصَب عليهما بابٌ ـ بلغة أهل الحجاز.

ورُوِي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أنّه قال : «لَا تَبْقَى خَوْخَةٌ في المَسْجِدِ إِلَّا سُدَّتْ ، غَيْرَ خَوْخَةِ أَبِي بَكْرٍ» الصِّديق رضي‌الله‌عنه.

وقال اللَّيْثُ : وناسٌ يُسَمُّون هذه الأبوابَ ـ التي تسمِّيها العجمُ «بَنْجَرْقَاتْ» : خَوْخَاتٍ.

قال : والخَوْخَةُ : ثَمَرَةٌ.

والجميعُ : خَوْخٌ. قال : وضَرْبٌ من الثِّيَابِ أَخْضَرُ يُسَمِّيه أهلُ مكّةَ : الخَوْخَةَ.

قال : والخَوْخَاءةُ : الرجلُ الأحمقُ وجمعُه : الْخَوْخَاؤُونَ.

قلت : والذي حَفِظْنَاهُ وحصَّلناه للثِّقَاتِ : الْهَوْهَاءَةُ : الجَبانُ الأحمق ـ بالهاءِ ـ ولعلَّ الْخاء فيه لُغةٌ.

وخوخ : قال الليث : الوَخْوَخةُ : حكايةُ بعضِ أَصْوات الطَّير.

قال. والوَخْوَاخُ : الكَسِلُ الثَّقِيلُ. وأنشد :

لَيْسَ بِوَخْوَاخٍ ولَا مُسَنْطِلِ

ثعلبٌ ـ عن ابن الأعرابيِّ ـ : الْوَخْوَاخُ : الكَسْلانُ عن العمل.

قال : ويقال للرجل العِنِّينِ : وَخْوَاخُ. وذَوْذَخ.

وخ : ثعلبٌ ـ عن ابن الأعرابيِّ ـ : الوَخُ : الأَلَمُ ، والوَخُ : القَصْدُ. والْخَوُّ : الجُوع.

قلتُ : وكلُّ وَادٍ واسعٍ ـ في جوٍّ سهلٍ .. فهو خَوٌّ وخَوِيٌّ.

والخَوَّانِ : وادِيَانِ معروفان في دِيار بَنِي تَمِيمِ.

و «يومُ خَوٍّ» : يومٌ ـ من أيام العرَبِ ـ معروفٌ.

خوى : قال الله جلّ وعزّ : ـ في قِصَّةِ عَادٍ ـ : (كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ) [الحاقَّة : ٧].

وأعجَازُ النَّخْلِ : أُصُولُهَا.

وقيل : «خاوِيَةٍ» نعتٌ للنَّخْل .. لأنَّ «النَّخْلَ» يُذَكَّرُ ويُؤنَّثُ.

وقال جلّ وعزّ في موضعٍ آخرَ : (كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ) [القَمَر : ٢٠].

و «الْمُنْقَعِرُ» : المُنْقَلِعُ من مَنْبِتِه. وكذلك : «الْخَاوِيَةُ» .. معناها : مَعْنَى المُنْقَلِعِ.

٢٤٩

فقيل لها إذا انقَلَعَتْ ـ : «خاوِيَةٍ» .. لأنها خَوَتْ من مَنْبَتِهَا الذي كانت نبتَتْ فيه ، وخَوَى منبِتُها منها.

ومعنى «خَوَتْ» ـ أيْ : خَلتْ كما تَخْوِي الدَّارُ خُوِيّاً ـ إذا خَلَتْ مِن أهلِها.

أبو عُبيد ـ عن أبي زيدٍ ـ : «خَوَتِ الدَّارُ» تَخْوِي خُوِيّاً ـ إذا خَلَتْ.

وقال الكسائيُّ .. مِثلَهُ. قال : ويَجوزُ : «خَوِيَتِ الدَّارُ».

وقال الأصمعيُّ : خوَى البيتُ يَخْوَى خَوَاء ـ ممدُودٌ ـ إذا ما خلا من أهلِه.

ويقال : دخل فلانٌ في خَوَاءِ فرسِه ـ يعني ما بَينَ يَدَيْهِ ورِجْليه.

أبو زيد : خَوَتِ النُّجُومُ تَخْوِي خَيّاً ـ إذا أَمْحَلَتْ فلم تُمْطِرْ.

وخَوَّتْ تخْوِيَةً ـ إذا مالتْ للمغِيب.

وقال أبو عبيدٍ أيضاً ـ عن أصحابه ـ : خَوَتِ النُّجُومُ وأَخْوَتْ ـ إذا سَقَطَتْ ولم تُمْطِر .. في نَوْئِها.

وأنشد الفّراء :

وأَخْوَتْ نجُومُ الأخْذِ إلَّا أَنِضَّة

أَنِضَّةَ مَحْلٍ لَيْسَ قاطِرُهَا يُثْرِي

أبو زيد : خَوَّتِ الإبلُ تَخْوِيَةً ـ إذا خَمُصَتْ بطونُها ، وارتفعَتْ.

وفي الحديث : «أَنَّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان إذَا سَجَدَ خَوَّى».

ومعناه : أنه جَافَى بطنَه عن الأرض وعضُدَيْهِ ـ عن جَنْبَيه.

ومنه يقال للناقة ـ إذا بَرَكَتْ فَتجَافَى بطنُها في بُروكها ـ لضمُورها ـ : قد خَوَّتْ.

وأنشد أبو عُبيدٍ في صفةِ ناقةٍ ضامرٍ :

ذاتَ انْتِبَاذٍ عَنِ الحَادِي إذا بَرَكَت

خَوَّتْ عَلَى ثَفِنَاتٍ مُحْزَئِلَّاتِ

«مُحْزَئِلّاتٌ» : مُرْتَفِعاتٌ متجافياتٌ.

وقال أبو زيد : خَوِيَتِ المرأةُ «خَوًى» ـ إذا لم تَأْكُلْ عند الولادة.

وقال الأصمعيُّ : خَوِيَ الرجُل تخْوِي خوًى : إذا قلَّ الطعامُ في بطنه فَضَعُفَ.

وقال الكسائيُّ : خوَّيْتُ للمرأة ـ إذا عَمِلْتُ لها خوِيَّةً تأكلُها.

وقال الأصمعيُّ : يقال للمرأة : «خُوِّيتْ» وهي تُخَوَّى تَخْوِيَةً.

وذلك إذا حُفِرَتْ لها حُفَيْرَةٌ ثم أُوقِدَ فيها ، ثم تَقْعُدُ فيها من داءٍ تجدُه.

قال : ويقال للطائر ـ إذا أراد أن يقعَ فيبسُطَ جناحيْهِ ويَمُدَّ رجليه ـ : قد خَوَّى تَخوِيَةً.

وقال غيره : خَوَاءُ الأرض ـ ممدودٌ ـ : بَرَاحُها.

وقال أبو النَّجْم ـ يصف فرساً طويلَ القوائم ـ :

يَبْدُو خَوَاءُ الأَرْضِ مِنْ خَوَائِهِ

ويقال لما يَسُدُّه الفرسُ بذَنَبه من فُرْجَة ما بين رجليه : خَوَايَةٌ.

وقال الطِّرِمَّاحُ :

فَسَدَّ بِمَضْرَحِيِّ اللَّوْنِ جَثْلٍ

خَوَايَةَ فَرْجِ مِقْلَاتٍ دَهِينِ

٢٥٠

أي : سَدَّتْ ما بينِ فَخِذَيها بذنَبٍ مَضْرَحِيِّ اللونِ.

وخَوَى البيتُ ـ إذا انهدم. وقالتْ خَنْسَاءُ :

كانَ أَبُو حَسَّانَ عَرْشاً خَوَى

مِمَّا بَنَاهُ الدَّهْرُ دَانٍ ظَلِيلْ

«خَوَى» ـ أي : انهدم ووقَع.

ومنه قوله جلّ وعزّ : (أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ) [الحَاقَّة : ٧].

وقوله عزوجل : (وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها) [البَقَرَة : ٢٥٩].

وقال الليثُ : خَوَتِ الدار ـ أي : بَادَ أهلُها وهي قائمة بِلَا عامِر.

والخَوِيُ ـ عن الأصمعيِّ ـ : الوادي السهلُ البعيدُ.

وأنشد بعضهم قول الطِّرِمَّاحِ :

وَخَوِيٌ سَهلٌ يُثِيرُ بِهِ القَوْ

مُ رِبَاضاً لِلْعِينِ بَعْدَ رِبَاضِ

يقول : يمرُّ الرُّكبان بالْعِين في مرَابضها فتُثِيرُها منها .. و «الرِّبَاضُ» : البقرُ التي رَبَضَتْ في كُنُسِها.

خاخ : خَاخٌ : اسمُ موضع يقال له : «رَوْضَةُ خَاخ» ، بين الحرَمَيْنِ.

وكانت المرأَة التي أدركها عليٌّ والزُّبَيْرُ رضي‌الله‌عنهما وأخذا منها كتاباً كتبه حَاطِبُ بنُ أبي بَلْتَعَةَ معها إلى أهل مكة .. إنَّما أَدْرَكَاهَا برَوْضَةِ خَاخٍ.

أبو عبيد ـ عن أبي عمرو ـ : الْخُوَيخِيَةُ الدَّاهِيَةُ ـ والياء مخفَّفةٌ.

وأنشدنا لِلَبِيدٍ :

وَكُلُّ أُناسٍ سَوْفَ تَدْخُلُ بَيْتَهُمْ

خُوَيْخِيَةٌ تَصْفَرُّ مِنْها الأنَامِلُ

وقال شَمِرٌ : لم أسمعْ «خُوَيْخَيةٌ» إلَّا لِلَبيد.

قلتُ : وهو حَرْفٌ غريب ، وأبو عمرٍو ثِقَةٌ.

ورواه بعضهم «دْوَيْهِيَةٌ».

وأخبرني المنذريُّ ـ عن ثعلب ، عن ابن الأعرابيِّ ـ قال : الضُّوَيْضِيَةُ : الدَّاهِيَة.

وكذلك : الضُّوَاضِيَةُ. قلت : وهذا غريب ـ أيضاً ـ.

وخى : سمِعْتُ غيرَ واحدٍ من العرب الفُصَحاء يقول للرجل ـ إذا هداه لصَوْبِ بلدٍ يأْتمُّه ـ : أَلَا .. وخُذْ على سَمْتِ هذا الوَخِيِ ـ أي : على هذا القَصْدِ والصَّوْبِ.

وقال أبو عمرٍو : وَخَى فلانٌ يَخِي وَخْياً إذا توَجَّهَ لِوَجْهٍ.

وأنشد الأصمعيُّ : قَالَتْ وَلَمْ تَقْصِد لَهُ وَلَمْ تَخِهْ

أي : لم تَتَحَرَّ فيه الصوابَ.

قلتُ : التَّوَخِّي للحقِّ ـ بمعنى التَّحَرِّي ـ : مأخوذٌ من هذا.

يقول الرجل لصاحبه : تَوَخَّيْتُ فيما أتَيْتُه محبَّتَك ـ أي : تحرَّيْتُ.

وربَّما قلَبُوا الواوَ ألِفاً. فقالوا : تَأَخَّيْتُ.

وقال الليث : تَوَخَّيْتُ أَمْرَ كذا ـ أي : تَيَمَّمْتَهُ.

وإذا قلتَ : وخَّيْتُ فلاناً لأمر كذا عَدَّيْتَ فيه الفِعلَ .. إلى غيره.

٢٥١

ويقال : عَرَفْتُ وَخْيَ القوم ، وَخِيَّتَهُمْ وأَمَّهُمْ وإِمّتَهُم ـ أي : قَصْدَهم.

أخى : وقال الليثُ : الأخِيَّةُ : عُودٌ يُعرَض في الحائط .. تُشَدُّ إليه الدّابَّة.

وجَمْعُها : الأَوَاخِيُ ، والأخَايَا.

وفي الحديث : «لا تَجْعَلُوا ظُهُورَكُمْ كَأَخايا الدّوَابِّ». يَعْنِي في الصَّلاة.

أي : لا تُقَوِّسوها في الصلاة حتى .. تصيرَ كهذه العُرَا.

قال : ولفلانٍ عند الأمير أَخِيَّةٌ ثابتةٌ.

والفعلُ : أَخَّيْتُ أَخِيَّةً وتَأخِيَةً.

قال : وتأَخَّيْتُ أنَا .. اشتقاقُه : «من آخيَّةِ» العُود ، وهي في تقدير الفِعِل : «فاعُولَةٌ».

قال : ويقال : آخِيَةٌ ـ بالتَّخْفِيفِ.

قلتُ : وسمعتُ العربَ تقولُ للحَبْل ـ الذي يُدْفَنُ تحتَ الأرض ـ مَثْنِيّاً ـ ويُبْرَزُ طرَفاه الآخران .. شِبْهَ حَلْقَةٍ ، وتُشَدُّ به الدَّابةُ ـ : أَخيّةٌ.

وجمعُها : أَوَاخِيُ ، وأَخَايَا ـ كما قال الليثُ ـ مِثلُ خَطِيئَةٍ وخَطَايَا ـ وعِلّتُها كعلَّتِها ، وقد مرَّ تفسيرُها.

وهي الأَوَارِيُّ .. والأواخِيُّ.

وقد تُخَفَّفُ الياءُ منهما. ونحوَ ذلك قال الأصمعيُّ ـ فيما رَوَى عنه أبو حاتمٍ.

وكذلك رَوَى الْحَرَّانيُّ ـ عن ابن السِّكِّيت.

وقال لي أَعرابيٌّ : أَخِ لي أخيَّةً أَرْبِطُ إليها مُهْرِي.

وإنما تُؤَخَّى الأَخِيَّةُ في سهولةِ الأرَضِينَ .. لأنها أَرْفَقُ بالخيل من الأوْتاد النَّاشِزَةِ أَطرافُها عن وَجه الأرض وهي أَشدُّ رُسوباً في بطن الأرض السَّهلةِ .. من الوَتد.

ويقال لها : الإدْرَوْنُ. وجمعُه : الأدَارِينُ.

ورَوَى أبو سعيد الْخُدْرِيُّ ـ عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «مَثَلُ الْمُؤْمِنِ وَالإِيمَانِ كَمَثَلَ الْفَرَسِ في أَخِيَّتِهِ .. يجُولُ ثمَّ يَرْجِعُ إلَيْهَا.

وإِنَّ الْمُؤْمِنَ يَسْهُو ثُم يَرْجِعُ إلَى الإيمَانِ».

أَخيخة : قال ابنُ دُرَيْدٍ : الأخِيخَةُ : دقيقٌ يُصَبُّ عليه ماءٌ ويُبْرَقُ بِزَيْتٍ أو بِسَمْنٍ ويُشربُ.

ولا يكون إلَّا رقِيقاً. وأنشد :

تَصْفِرُ في أَعْظُمِهِ الْمَخِيخَةْ

تَجشُّؤَ الشَّيْخِ عَنِ الأَخِيخَهْ

قال : شُبِّه صوتُ مَصِّه العظامَ ـ التي فيها الْمُخُّ. بجُشَاء الشيخ .. لأنه مُسْترْخِي الْحَنَكِ واللهَوَاتِ .. فليس لِجُشائِه صوتٌ.

قلتُ : وهذا الذي قاله ابنُ دُرَيْدٍ في «الأخِيخَةِ» : صحيح ، سُميت أَخِيخَة بحكاية صوتِ المتَحَسِّي لها ـ إذا تحسَّاها رَقيقةً.

أخ : وأنشدنا المنذريُّ ـ فيما رَوَى لنَا عن أحمد بنِ يَحْيَى عن ابن الأعرابيِّ ـ أنه أَنْشده :

وَانْثَنَتِ الرِّجْلُ فَصَارَتْ فَخَّا

وَصَارَ وَصْلُ الْغانِيَاتِ أَخَّا

«أَخّاً» ـ أي : قَذِراً.

٢٥٢

قال : وأنشدنِيه أبُو الهيثم «إِخَّا» ـ بالكسْرِ ـ وقالَ : هو الزَّجْرُ.

وقال ابنُ دُرَيْدٍ : أَخُ : كلمةٌ تُقال عند التَّأَوه.

قال : وزعمَ بعضُ الْعَرَبِ أنه يقالُ لِلأَخِ : «أَخٌ» ـ مُثَقَّل.

قال : ذَكَرَه ابن الْكَلْبيِّ.

ولا أَدْرِي ما صِحَّتُه؟

وقال ابنُ الْمُظَفَّرِ : قال الْخَلِيلُ : يقال : «الأخُ» للواحد .. والاثْنَان : إِخَوَانِ والجميع : أَخْوَانٌ وإخْوَةٌ.

قال : وتقولُ : بَيني وبينه : أُخُوَّةٌ وإِخَاءٌ.

وتقولُ : آخَيْتُهُ .. على «فَاعَلتُهُ». ولغةُ طَيِّىءٍ : وَاخَيْتُهُ.

وتقولُ : هذا رجلٌ مِنْ آخَائي .. على وزن «أَفْعَالِي» ـ أيْ : إخْوَاني.

وقدْ قالهُ أَبُو زيدٍ.

قال : ويقالُ : «تركتُه بأَخِي الْخَيْر» ـ أيْ : تركتُه بِشَرٍّ.

وقال الخليل : تأنيثُ الأخِ : «أُخْتٌ» وتاؤها «هاءٌ» والاثنتين : أُخْتَان والجميع : أَخَوَاتٌ.

قال : و «الأخُ» كان تأسيسُ أصل بنائِهِ على «فَعَلٍ» ـ ثلاثةُ مُتحرِّكاتٍ وكذلك : «الأبُ».

فاسْتَثْقلوا ذلك ، فأَلْقَوُا الواوَ ، وفيها ثلاثَة أَشياء : حرفٌ وصرفٌ وصَوْتٌ.

فربَّما أَلْقَوا الواوَ والْيَاءَ بصرفِها فأَبْقَوْا منها الصوتَ ، واعْتمد الصوْتُ على حركة ما قَبْله.

فإن كانت الحركةُ فتحةً صَارَ الصوتُ منها «ألِفاً لَيِّنَةً».

وإنْ كانت ضَمَّةً صَارَ معها «واواً لَيِّنةً».

وإنْ كانت كسرةً صارَ معها «يَاءً لَيَّنةً».

فاعْتمدَ صوتُ واو «الأَخِ» على فتْحَةِ الخَاءِ ، فصارَ مَعَها أَلِفاً لَيِّنةً ـ «أَخَا» ـ وكَذلكَ «أَبَا» .. فأَمَّا الألفُ اللّيِّنةُ في موضع الْفَتْح ـ كقولك «أَخَا» ، وكَذلك «أَبَا» فَكَأَلِفِ «رَبَا ، وغَزَا».

ونحو ذلك ـ وكذلك أبي ـ ثمَّ أَلْقَوُا الألِفَ استِخفافاً ـ لكثرةِ استعمالهم ـ وبقيتِ «الْخَاءُ» على حركتها فَجَرَتْ على وجوهِ النَّحْو لِقِصَرِ الاسم.

فإذا لم يُضيفوهُ قوَّوْهُ بالتنوين ، وإذا أضافوا لم يحسُنِ التنوينُ في الإضافة فقوَّوْهُ بالمدِّ .. فقالوا «أَخُو .. وأَخَا وَأَخِي».

تقول : أَخُوك أَخُو صِدقٍ ـ وأَخُوك أَخٌ صالحٌ.

فإذا ثنَّوْا .. قالوا : أَخَوَانِ وأَبَوَانِ لأن الإسم متحرِّكُ الْحَشْوِ ، فلم تصِرْ حركتُه خَلَفاً من «الواو» السَّاقطةِ ـ كما صارتْ حرَكةُ الدَّالِ من «الْيَدِ» وحركةُ الميم من «الدَّمِ» .. فقالوا «دَمَانِ ، ويَدَانِ».

وقد جاءَ في الشعر «دَمَيَان» .. كَقَولِ الشاعرِ :

٢٥٣

فَلَوْ أَنَّا عَلَى حَجَرٍ ذُبِحْنَا

جَرَى الدَّمَيَانِ بِالْخَبَرِ الْيَقِينِ

وإنما قال : «الدَّمَيَانِ» على «الدَّمَا» كقولكَ : دَمِيَ وجهُ فُلانٍ أشدّ الدَّمَا .. فَحُرِّكَ الْحَشْوُ.

وكذلك قالوا : «أَخَوَانِ» وهم «الإخْوَةُ» ـ إذا كانوا لأبٍ ـ وهمُ «الإخْوَانُ» ـ إذا لم يكونوا لأبٍ.

قلتُ : هذا خطأ ـ الإخْوَةُ و «الإخْوَانُ» يكونونَ إخْوَةً لأبٍ ، وإِخْوَةً للصَّفَاءِ.

وقال أبو حاتم : قال أهل البَصْرةِ أَجْمَعُونَ : «الإخْوَةُ» : في النَّسبِ ، و «الإخْوَانُ» : في الصداقةِ.

تقول : قال رَجلٌ .. من إخْوَانِي وأَصدقائي.

فإِذَا كَانَ أَخَاهُ في النَّسَبِ .. قالوا : إخْوَتِي.

قال أبو حاتم : وهذا خَطَأ وتخليطٌ.

يقال للأصدقاءِ وغير الأصدقاءِ : إخْوَةٌ وإخْوَانٌ.

قال الله جلّ وعزّ : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) [الحُجرَات : ١٠] ولم يَعْنِ النسب.

وقال : (أَوْ بُيُوتِ إِخْوانِكُمْ) [النور : ٦١] وهذا في النسب.

وقال : (فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوالِيكُمْ) [الأحزَاب : ٥].

وقال الليث : الإخَاءُ : المُؤاخَاةُ والتّآخِي والأخُوَّةُ : قَرَابَة الأخِ ، والتّآخِي : اتِّخاذُ الإخْوَانِ.

ويقال : بينهما إخَاءٌ وأُخُوَّةٌ : ونحوُ ذلك.

وآخَيْتُ فلاناً مُؤاخَاةً وإخَاءً.

و «الأُخْتُ» كان حدُّها «أخَةً» فصار الإعرابُ على الهاءِ والْخَاءُ في موضع رَفْع ـ ولكنها انفتحتْ لحالِ هاء التأنيثِ فاعْتَمدتْ عليه ، لأنها لا تعتمدُ إلّا على حرفٍ متحرِّكٍ بالفتحةِ ، وأُسْكِنَتِ الخاءُ فَحُوِّلَ صَرْفُها على الألِف وصارت الهاءُ تاءً ـ كأَنَّهَا من أصلِ الكلمة ـ وَوقع الإعرابُ على التاء ، وأُلْزِمَتِ الضمَّة ـ التي كانت في الْخَاءِ ـ الألِفَ.

وكذلك نحوُ ذلك فافْهَمْ.

وقال بعضُ النَّحْوِيِّينَ : سُمِّيَ الأخُ أخاً لأنَّ قصدَه قصدُ أَخِيهِ.

وأصلُهُ : من «وَخَى يَخِي» ـ إذا قَصَدَ فقُلِبَتِ الواوُ همزةً.

وفي الحديث «أَنَّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم آخَى بَيْنَ الْمهَاجِرِينَ والأَنْصَارِ» ـ أَيْ : ألّفَ بَيْنَهُمْ بِأُخُوَّةِ الإسلَامِ والإيمَانِ.

وقرأْتُ في كتاب «النوادرِ» لابْنِ هانِىء ـ عن أبي زيْدٍ : يقال : «خَايِ بِكَ علينا» ـ أي : اعْجَلْ علينا .. غيرُ مَوصُولٍ.

وأسْمَعَنيهُ الإيادِيُّ لِشَمِرٍ ـ عن أبي عبيد ـ : «خَايِبكَ علينا».

وصلَ الياءَ بالبَاءِ في الكتابِ.

والصوابُ : ما كُتِبَ «في كتَابِ ابنِ هَانِىءٍ».

٢٥٤

يقالُ خَاي بِكَ علينا ، وخَايِ بِكُمَا ، وخَايِ بِكُمْ ، وخَايِ بِكِ : اعْجَلِي وخَايِ بِكُما : اعْجِلَا ، وخايِ بكُنَّ : اعجلن.

كلُّ ذلك بلفظٍ واحدٍ إلَّا الكافَ ، فإنك تُثَنِّيهَا وتَجْمَعُهَا.

وقال الكُمَيْتُ :

بِخَايِ بِكَ الْحَقْ يَهْتِفُونَ وَحَيَّهَلْ

قال : الياءُ متحركةٌ غيرُ شديدة ، والألفُ ساكنةٌ.

٢٥٥

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

أبواب ربَاعي حرف الخاء

باب الخاء والقاف

[خ ق]

دمخق : قال الليث : دَمْخَقَ الرجلُ يُدَمْخِقُ دَمْخَقَةً ـ في مِشْيَتِه ، وهو الثقيل ـ في مِشْيَتِه .. الحَدِيدُ ـ في تكلفه.

ومثلُه اشتقاقُ الفِعْلِ.

فما كان من الفِعْل الرباعيِّ على أربعة أحرف ، نحوُ «دَمْخَقَ وشَيْطَنَ» بوزن «فَعْلَلَ» .. قلتَ. شَيْطَنَ فلان.

وإذا قلتَ : «تَشَيْطَنَ» فإنه تحويلٌ منه إلى حالِ الشيطان.

فإذا قُدِّمَ الفِعْلُ فهو واحدٌ في كلِّ وجهٍ.

وذلك أنك تقول : القوْمُ فعلوا ، قالوا ـ ، والاثنان فَعَلا ، قالا فلما أظهرتَ الاسم قلتَ : فعل القوم ، فإذا قدمتَ الأسماء قلتَ : القوم فعلوا.

وإنما «فَعَلُوا» : خَبَرُ الأسماء ، ولم تَجْعَلْ للقوم فِعْلاً لأنك تقول : عبدُ الله ضربتُه فالهاء هي لعبد الله.

وكذلك «الواو» التي في «فعلوا» هي للقوم ، فافهَمْ ذلك ونحوَه.

قلتُ : لم أجد «دَمْخَقَ» مستعمَلاً لغير الليث ، وأرجو أن يكون مضبوطاً.

خرنق : أبو عبيد : أرضٌ مُخَرْنِقَةٌ : كثيرة الْخَرانِقِ.

وقال الليث : الْخِرْنِقُ : الفَتِيُّ من الأرانب ، وأنشد :

كَأَنَّ تَحْتي قَرِماً سُوذَانِقاً

أَوْ بَازِياً يَخْتَطِفُ الْخَرانِقَا

وقال الليث : الْخِرْنِقُ : ولد الأرنب. وأنشد :

لَيِّنَة الْمسِّ كمَسِ الْخِرْنِقِ

وقال الليث : الْخِرْنِقُ : اسمُ حَمَّةٍ .. وأنشد :

بَيْنَ عُنَيْزَاتٍ وَبَيْنَ الْخِرْنِق

الْحَمَّةُ : العَيْنُ الحارَّة التي يُتَدَاوَى بها.

قال : والْخَوَرْنَقُ نَهْرٌ ـ وهو بالفارسية : «خُرَنْكَاهُ» .. فَعُرِّبَ. وأنشد :

وَتُجْبَى إلَيْهِ السَّيْلَحُونَ وَدُونَها

صَرِيفُونَ في أَنْهَارِهَا وَالْخَوَرْنَقُ

وهكذا قال ابن السِّكِّيت في «الْخَوَرْنَقِ».

٢٥٦

خربق : أبو عبيد ـ عن الأصمعيِّ ـ : خَرْبَقْتُ الشيء : قَطَعْتُهُ وكذلك قَرْضَبْتُهُ.

وقال الليث : الْخَرْبَقُ : نَبَات كالسِمُّ يُغَشِّي ولا يقتُلُ.

وامرأةٌ مُخَرْبَقَةٌ .. وهو الرَّبُوخُ.

ويقال : اخْرَنْبَقَ الرجلُ ـ وهو الانْقِمَاعُ الْمُرِيبُ. وأنشد :

صَاحِبُ حَانُوتٍ إِذَا مَا اخْرَنْبَقَا

فِيه عَلَاهُ سُكْرُهُ فَخَذْرَقَا

قال : ورجلٌ مُخَذْرِقٌ ، وخِذْرَاقٌ ـ أي : سَلَّاحٌ.

ثعلبٌ ـ عن ابن الأعرابيِّ ـ قال : يقال للمرأة الطَّويلةِ الْعَظِيمَة : خِرْبَاقٌ وغِلْفَاقٌ ، ومُزَنَّرَةٌ ، ولُبَاخِيَّةٌ.

أبو عبيد ـ عن الأصمعيِّ ـ : مِنْ أَمْثَالِهم في الرَّجُلِ ـ يُطيلُ الصَّمتَ حتى يُحْسَبَ مُغَفَّلاً ، وهو ذو نَكْرَاءَ ـ : «مُخْرَنْبِقٌ لِيَنْبَاعَ».

قال : «والمُخْرَنْبِقُ» : الساكتُ المُطْرِقُ.

«لِيَنْبَاعَ» : ليثب إذا أصاب فرصته.

فمعناه : أنه سكت لداهية يريدها.

وقال : وقال أبو حاتم : «الْمُخرَنْبِقُ» اللاصف بالأرض.

«لِيَنْبَاعَ» : لينبسط.

وقال أبو عمرِو بنُ العَلاء : «مُخرَنْبِقٌ لِيَنْبَاعَ».

هو الذي يُطْرِقُ ، فإذا أمكنه الأمرُ وَثَبَ.

قال : ومِثْلُه «مُخْرَنْطِمُ لِيَنْبَاقَ».

فنقخ : سلَمة ـ عن الفرَّاء ـ : «دَاهِيَةٌ فِنْقِخٌ».

هكذا أسمعَنِيهُ المنذريُّ في «نوادر الفرَّاء».

قفخر : وقال الليثُ : الْقُفَاخِرُ ، والْقِنْفَخْرُ : التارُّ النَّاعِمُ.

وأنشد :

مُعَذْلَجٌ بَضٌ قُفَاخِرِيٌ

ابن السِّكِّيت ـ عن أبي عمرو ـ : امرأةٌ قُفَاخِرَةٌ : حَسَنَة الخُلُق .. حادِرَتُه ورَجلٌ قُفَاخِرٌ.

بخنق : وقال الليث : الْبُخْنُقُ : بُرْقُعٌ يُغَشِّي العُنُقَ والصَّدْرَ.

والبُرْنُسُ الصغير : يسمَّى بُخْنُقاً ـ. وقال ذو الرُّمَّةِ :

عَلَيْهِ مِنَ الظَّلْمَاءِ جُلٌّ وبُخْنُقُ

قال : وللجَرَاد بُخْنُقٌ .. وهو جِلبابُه الذي على أَصْل عُنُقِه.

وجمْعُه : بَخَانِقُ.

وقال أبو عبيد : قال الفرَّاءُ : سألتُ الدُّبيْرِيَّةَ ـ عن الْبُخْنُقِ؟ فقالت : هي خِرْقَةٌ تلبسها المرأةُ فتغطِّي ما قَبَلَ من رأسها وما دَبَرَ ، غيرَ وسَطِ رأسها.

وقال شمِرٌ : يقال : بُخْنُقٌ ، وبُخْنَقٌ.

قال : والْبُخْنُقُ يُخَاطُ مع الدِّرْع ـ كَأَنَّه بُرْنُسٌ.

ويقال : هي مِقْنَعَةٌ تجعلُها المرأةُ على رأسها ، ثمَّ تَخِيطُ طرفَيْها تَحْتَ حَنَكِهَا.

يقال ـ منه ـ : تَبَخْنَقَتْ.

وبعضُهم يسمِّيه : «الْمِحنَك».

وقال أبو الهَيثَم : يقال : بُخْنُقٌ وبُخْنَقٌ.

٢٥٧

والْمبَخنق ـ من الخيل ـ : الذي أخذَتْ غُرَّتُه لَحْيَيْه .. إلى أصول أُذُنيه.

ثعلبٌ ـ عن ابن الأعرابيِّ ـ : الْبُخْنُقُ يُخاط مع الدِّرْع ، تجعلُهُ المرأةُ على رأسها فيصيرُ مِثْلَ الدِّرْع ـ كأنه بُرْنُسٌ.

وبعضُ بني عُقَيْلٍ يقول : بُحْنُقُ.

خنفق : وقال الليثُ : الْخَنْفَقِيقُ : في حكاية جَري الْخَيل.

يقال : جاءوا بالرَّكْض والْخَنْفَقِيقِ وبه سُمِّيَتِ الدَّاهِيَةُ.

أبو عبيد ـ عن الأصمعيِّ ـ : جاء فلان بالْخَنْفَقِيقِ ـ وهو الدَّاهِية.

وأنشد أبو عبيد :

سَهِرْتَ بِهِ لَيْلَةً كلَّهَا

فجِئْتَ بِهِ مُؤْدَناً خَنْفَقِيقَا

يقول : ولَّدْتَ الرأيَ ليلةً كُلَّها ، فجئتَ بِدَاهِيَةٍ.

خرقل : ثعلبٌ ـ عن ابن الأعرابيِّ ـ : خَرْقَلَ فلانٌ في رَمْيِه ـ إذا تَنَوَّقَ فيه.

وقال : الْخَرْقَلَةُ : إمْراقُ السَّهم من الرَّمِيَّة.

وقيل : الْخَرْقَلَةُ : إرسال السهم بالتَّأَنِّي.

وأنشد :

تَحَادَلَ فِيهَا ثُمَّ أَرْسَلَ قَدْرهَا

فَخَرْقَلَ مِنْهَا جُفْرَةَ المُتَنَكِّسِ

يقول : تَحَادَلَ الرامي على القَوْس ـ أي : مال عليها فأَمْرَقَ السهمَ من جُفْرَةِ الرَّمِيَّةِ ، وهي وسَطُهَا.

خدنق وخدرنق : عمرٌو ـ عن أبيه ـ قال : الْخَدَنَّقُ والْخَدنَّقُ والْخَذرْنَقُ والْخَدَرْنَقُ ـ بالدال والذال ـ : العنكبوتُ.

وأنشد أبو عبيدة :

وَمَنْهَل طَامٍ عَلَيْهِ الْغَلْفَقُ

يُنِيرُ أَوْ يُسْدِي بِهِ الْخَذَرْنَقُ

قال : والْخَذَرْنَقُ : العَنْكَبُوتُ الذكَرُ.

قلخم ودلخم : ابن شُمَيْل : الْقِلَّخْمُ والدِّلَّخْمُ .. اللام منهما شديدة .. وهما : الْجَلِيل ـ من الْجِمَالِ ـ الضَّخْمُ العظيمُ.

وأنشد :

دِلَّخْم تِسْعِ حجَجٍ دلهْمَسَا

مخرق : والمُمَخْرِقُ : المُمَوِّهُ ، وهي الْمَخْرقَةُ .. مأخوذَةٌ مِنْ .. مَخَارِيقِ الصِّبْيان.

[باب الخاء والكاف]

[خ ك]

كشمخ وكشخن : قال الليث : الْكَشْمَخَةُ : بَقْلَةٌ تكون في رمال بني سعدٍ : طيِّبَةٌ رَخْصَةٌ.

قلت : قد أقمتُ في رمال بني سعدٍ دَهْراً ، فما رأيت بها كَشْمَخَةً ولا سمعتُ بها وأحسَبُها نَبَطِيَّةً وما أُرَاهَا عربيةً.

وكذلك : الكَشْخَنَةُ .. مُوَلّدَةٌ ، ليست بعربيَّةٍ.

باب الخَاء والجيم

[خ ج]

جخدب : قال الليث : جَمَلٌ جَخْدَبٌ : عظيمُ الجسم عريضُ الصدر .. وهو الْجُخَادِبُ.

وأنشد :

٢٥٨

شَدَّاخَةً ضَخْمَ الضُّلُوعِ جُخْدُبَا

وقال أبو عبيد : سمعتُ الْعَدَبَّسَ الكِنَانيَّ يقول : الْجُخْدَبُ : دابَّةٌ نحوُ الحِرْبَاءِ.

وجَمْعُه : جَخَادِبُ.

قال : ويقال للواحد : جُخَادِبُ.

قال : وقال الكِسائيُّ : هذا أبو جُخَادِبَ قد جاء.

قال شمِرٌ : الْجُخْدَبُ والْجُخَادِبُ : الْجُنْدَبُ الضَّخْمُ.

وجمْعُه : جَخَادِبُ.

وأنشد :

لَهَبَانٌ وَقَدَتْ حِزَّانُهُ

يَرْمَضُ الْجُخْدَبُ مِنْهُ فَيَصِرّ

وقال آخر :

وَعَانَقَ الظِّلَّ أَبُو جُخَادِبَا

ثعلبٌ ـ عن ابن الأعرابي ـ : أبو جُخَادِبَ : دابّةٌ ، واسمُه الْحُمْطُوطُ.

وقال الليث : جُخَادَى وأَبُو جُخَادَى من الْجَنَادِبِ ـ الياء ممالة ـ والاثنان أَبُو جَخَادَبيْن ـ لم يصرفوه ـ وهو الجرادُ الأخضرُ الذي يكسر الكِيزَانَ ، وهو الطويل الرِّجْلَيْن.

ويقال : أبو جُخَادِبَ ـ بالباء.

خدلج : وقال الليثُ : الْخَدَلَّجَةُ : الجارية الضَّخْمة الساقِ ، الْمَمْكُورَتُهَا.

أبو عبيد ـ عن الأصمعي ـ : الخَدَلَّجَةُ : الجارية الممتلئة الذراعين والساقين.

وأنشد ابن الأعرابي :

إنَّ لَهَا لَسَائِقاً خَدَلَّجاً

لَمْ يُدْلِجِ اللّيْلَةَ فِيمَنْ أَدْلَجَا

يعني جارية قد عشقها ، فركب الناقة وساقها من أجلها.

جلخد : وقال الليث : الْمُجْلَخِدُّ : المضطجع.

أبو عبيد ـ عن الأصمعي ـ : الْمُجْلَخِدُّ : المستلقي الذي قد رمى بنفسه.

وقال ابنُ أَحْمَرَ :

يَظَلُّ أَمَامَ بَيْتِكَ مُجْلَخِدّاً

كمَا أَلْقَيْتَ بِالسَّنَدِ الْوَضِينَا

خزرج : وقال الليث : الْخَزْرَجُ والأَوْسُ : حَيّانِ من الأنصار.

وقال الأصمعي : الْخَزْرَجُ : منْ نَعْتِ الرِّيحِ.

وقال أَبُو ذُؤَيْبٍ :

غَدَوْنَ عُجَالَى وَانْتَحَتْهُنَ خَزْرَجٌ

مُقَفِّيَةٌ آثارَهُنَّ هَدُوجُ

ثعلب ـ عن ابن الأعرابيِّ ـ قال : الْخَزْرَجُ : رِيحُ الجَنُوبِ.

وبه سُمِّيت القبيلة : «الْخَزْرَجَ».

وهي أنفع من الشمال.

خنجر : وقال اللّيث : الْخَنْجَرُ : من الحديد ، وناقة خَنْجَرَةٌ : غَزِيرَةٌ.

أبو عبيد ـ عن الأصمعيِّ ـ : الْخُنْجُورُ واللُّهْمُومُ والرُّهْشُوشُ : الْغَزِيرَةُ اللّبن من الإبل ـ وجَمْعُها : خَنَاجِرُ.

خرفج : وقال الليث : الْخَرْفَجَةُ : حُسْنُ الغِذَاءِ في السَّعة.

٢٥٩

وفي حديث أبي هُرَيْرَةَ : «أَنّهُ كَرِه السَّرَاوِيلَ الْمُخَرْفَجَةَ».

قال أبو عبيد : قال الأُمَوِيُّ : يقال ـ في تفسير «الْمُخرْفَجَةِ» في الحديث ـ : إنّها : التي تَقَع على ظهور القَدَمَيْن.

قال أبو عبيد : وذلك تأويلها.

وإنما أَصْلُ هذا : مأخوذ من السّعَة.

قال الأُمَويُّ : ولهذا قيل : عَيْشٌ مُخَرْفَجٌ ـ إذا كان واسعاً رَغَداً.

قال الْعَجَّاجُ :

غَرَّاءُ سَوَّى خَلْقَهَا الْخَبَرْنَجَا

مَأْدُ الشَّبَابِ عَيْشَهَا الْمُخَرْفَجَا

والذي يُرَاد من الحديث : أَنَّه كُرِهَ إسْبَالُ السَّراويل ـ كما كُرِهَ إسبالُ الإزار.

وأخبرني المنذريُّ ـ عن الصَّيْدَاوِيِّ عن الرِّياشيِّ ـ : قال : الْمُخَرْفَجُ .. والخُرْفَجُ .. والْخُرَافِجُ : الحَسَنُ الْغِذَاءِ.

وقال أبو عبيد : خَرُوفٌ خُرَافِجٌ ـ أي : سَمِين.

خزلج : وفي «النوادر» : فلانٌ يَتَخَزْلَجُ في مِشْيَتِه.

لخجم ، خلجم ، جلخم : وقال الليث : اللَّخْجَمُ : البعيرُ الواسِعُ الْجوْف.

والْخَلْجَمُ : الطَّوِيلُ.

وكذلك قال أبو عبيد في «الْخَلْجَمِ» : إنَّه الطويل. وقال رُؤْبَةُ :

... جُلَالاً خَلْجَمَهْ

واجْلَخَمَ الْقَوْمُ ـ إذا استكبروا.

وأنشد :

نَضْرِبُ جَمْعَيْهِمْ إِذَا اجْلَخَمُّوا

جنبخ : وقال الليث : الْجُنْبُخُ : الضَّخْم بلُغة مُضَرَ.

قال : والقَمْلَة الضَّخْمَةُ : جُنْبُخَةٌ.

والْجُنْبُخُ : الكَبِير العَظِيمُ .. وعِزٌّ جُنْبُخٌ.

وقال أَعْرَابِيٌّ :

يَأبَى لِيَ اللهُ وَعِزٌّ جِنْبُخُ

وقال ابن السِّكِّيتِ : الْجُنْبُخُ : الطويل.

ـ وأنشد :

إِنَّ الْقَصِيرَ يَلْتَوِي بِالْجُنْبُخِ

حَتَّى يَقُولَ بَطْنُهُ جَخٍ جَخِ

خنجل : ثعلبٌ ـ عن ابنِ الأعرابيِّ ـ : الْخِنْجِلُ : المرأةُ الحَمقاءُ.

وقد خَنْجَلَ ـ إذا تزوَّج خِنْجِلاً.

ابن السِّكِّيت ـ عن أبي عمرٍو ـ : الْخِنْجِلُ : الْبَذيئةُ الصّخَّابَةُ الْجَسِيمَةُ.

جخرط : والْجِخْرِطُ : الْعَجُوزُ الهَرِمَةُ.

وأنشد :

وَالدَّرْدَبِيسُ الْجِخْرِطُ الجَلَنْفَعَهْ

قال : ويقال : جِحْرِطٌ ـ بالحاء المُهْمَلَةِ.

خمجر : ثعلبٌ ـ عن ابن الأعرابيِّ ـ : الْخَمْجَرِيرُ : الماءُ المِلْحُ.

وأنشد :

لَوْ كَانَ مَاءً كَانَ خَمْجَرِيرَا

جخدر : وقال غيْرُهُ :

٢٦٠