تهذيب اللغة - ج ٧

محمّد بن أحمد الأزهري

تهذيب اللغة - ج ٧

المؤلف:

محمّد بن أحمد الأزهري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٨٥

ونَاقةٌ خَيْفَقٌ ، وفَرَسٌ خَيْفَقٌ ، وهي السريعة جِدّاً ، وظَلِيمٌ خَيْفَقٌ وهو الْخَنْفَقِيقُ في كُلِّ ذلك ، وهو مَشْيٌ في اضطراب.

وقال أبو عُبيدة : فَرَسٌ خَفِقٌ ، والأنثى خَفِقَةٌ ، مِثْلُ خَرِبٍ وخَرِبة.

وإن شئتَ قُلْتَ : خُفَقَ ، والأُنثى خُفَقَةٌ تقديرها : رُطَبٌ ورُطَبَةٌ ، والْجَمِيعُ : خَفِقَاتٌ وَخُفَقاتٌ وخِفَاقٌ.

وهي بِمنزِلةِ الأقَبِّ.

وربَّما كان الْخُفُوقُ من خِلْقَةِ الفرس ورُبَّما كان من الضُّمْرِ والْجَهْدِ ، وربَّما أُفْرِدَ ، ورُبَّمَا أُضِيفَ.

وأنشد في الإفراد :

وَيَكْفِتُ فَضْلَ سَابِغَةٍ دِلَاصٍ

عَلَى خَيْفَانَةٍ خَفِقٍ حَشَاهَا

وأنشد في الإضافة :

حَابِي الضُّلُوعِ خَفِقِ الأَحْشَاءِ

وقيل لبعض الفقهاء : ما يُوجِبُ الْغُسْلَ؟

فقال : الْخَفْقُ والْخِلَاطُ.

وقيل : الْخَفْقُ تَغْييبُ الْقَضِيبِ في الفَرْجِ ، وخَفِقَ النَّجْمُ إذا غاب.

ابن السِّكِّيتِ عن الكلابيِّ امرأةٌ خَيْفَقٌ : وهي الطَّوِيلَةُ الرُّفْغَيْنِ ، الدَّقيقةُ العِظام ، البعيدةُ الْخَطْوِ.

وفَلَاةٌ خَيْفَقٌ أي : واسعةٌ ، يَخْفِقُ فيها السَّرَابُ.

قال الزَّفَيَانُ :

أَنَّى أَلَمَّ طَيْفُ لَيْلَى يَطْرُقُ

ودُونَ مَسْرَاهَا فَلَاةٌ فَيْهَقُ

تِيهٌ مَرَوْرَاةٌ وَفَيْفٌ خَيْفَقُ

أبو عبيد ، عن أبي عبيدة : خَفَقَ النَّجمُ وأَخْفَقَ إذا غَابَ.

وقال الشَّمَّاخُ :

إذا النُّجُومُ تَوَلَّتْ بَعْدَ إخْفَاقِ

وقال الآخرُ :

وأطْعُنُ بِالْقَوْمِ شَطْرَ الْمُلُو

كِ حَتَّى إذَا خَفَقَ الْمِجْدَحُ

وقال غيرُه : خَفَقَتِ الدَّابَّةُ تَخْفِقُ : إذَا ضَرَطَتْ فهيَ خَفُوقٌ.

وخَفَقَتِ الرِّيحُ خَفقاناً ، وهو حَفِيفُها : أي دَوِيُّ جَرْيِهَا. وقال الشَّاعر :

كَأَنَّ هُوِيَّهَا خَفَقَانُ ريحٍ

خَرِيقٍ بَيْنَ أَعْلَامٍ طِوَالِ

وقال أبو الْهَيْثم : خَفَقَ النَّجْمُ : إذا غَابَ.

وقال : والْخَافِقَانِ : الْمَشْرِق والْمَغْرِبِ وذلك أنّ الْمَغْرِبَ يقال له : الْخَافِقُ ، لأَنَّهُ الخَافِقُ وهو الغائب ، فغَلَّبُوا المغرِب على الْمَشْرِق فقالوا : الخافقان كما قالوا : الأبَوَان.

وقال ابنُ السِّكِّيت : الْخَافِقَانِ : المشرقُ والمغْرِبُ ، لأن الليل والنهار يَخْفِقَان بينهما.

عمرٌو عن أبيه قال : الْمخْفُوقُ : المجنون وأنشد :

مَخْفُوقَةٌ تزَوَّجَتْ مَخْفُوقَا

قال : والْخَيْفَقُ الدَّاهِيَةُ.

٢١

الرِّياشِيُّ عن الأصمعيِّ قال : الْمُخْفِقُ : الأرضُ التي تستوِي ، فيَكون فيها للسَّرَابِ مُضْطَرَبٌ.

قفخ : أبو عبيد عن الأصمعي : قَفَخْتُ الرَّجُلَ أَقْفَخُهُ قَفْخاً إذا صَكَكْتَهُ على رأسه بالعصا.

قال : ولا يكون الْقَفْخُ إلَّا على شيء صُلْبٍ ، أو على شيء أَجْوَفَ ، أو على الرأس ، فإنْ ضَرَبَه على شيء مُصْمَتٍ يابسٍ قال : صَفَقْتُه وَصَقَعْتُه.

الليث : الْقَفْخُ : كَسْرَ الرأسِ شَدْخاً.

قال : وكذلك إذا كسَرْتَ العَرْمَضَ عن وجه الماء قُلْتَ : قَفخْتُهُ قَفْخاً ، وأنشد :

قَفْخاً عَلَى الْهَامِ وَبَجّاً وَخْضاً

قال : والْقَفِيخَةُ : طعامٌ يُصْنَعُ من تمْرٍ وإهَالةٍ تُصَبُّ عَلَى جَشيشة.

قال : والقَفْخَة من أسماء البَقَرَةِ الْمُسْتَحْرَمة ، يُقال : أَقْفَخَتْ أَرْخُهُمْ أي : اسْتَحْرَمَتْ بَقَرَتُهم ، وكذلك الذِّئْبَةُ إذا أرادت السِّفاد.

ونَحْوَ ذلك قال ابنُ شُميل وأَبو زيد.

خ ق ب

استُعْمِل من وجوهه : بخق ، خبق.

بخق : قال الليث : الْبَخْقُ أقبحُ ما يكونُ مِنَ العَوَرِ ، وأكْثَرُه غَمَصاً.

قال رُؤْبَةُ :

وَمَا بِعَيْنَيْهِ عَوَاوِيرُ الْبَخَقْ

وقال شَمِرٌ : البَخَقُ : أن تُخْسَفَ العينُ بعد الْعَوَر.

وفي حديث زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ : أنه قال : «فِي الْعَيْنِ الْقَائِمةِ إذا بُخِقَتْ مائةُ دِينَارٍ».

وقال شَمِرٌ : أرادَ زَيْدٌ أنها إنْ عَوِرَت ولم تَنْخَسِفْ وهو لا يُبْصِر بها إلا أنها قائمة ثم فُقِئَتْ بعدُ ففيها مائةُ دينار.

قال : وقال ابنُ الأعرابيِّ : البخَقُ : أن يَذْهَبَ بصرُه وعينُه مُنْفَتِحَةٌ.

وقال أبو عمرو : بَخِقَتْ عينُه : إذا ذهَبَت وأَبْخَقْتُها إذا فَقَأْتُها.

خبق : أبو عبيد عن الأصمعيِّ قال : الْخِبِقُ : الطويل.

ورَوَى غيرهُ عنه أنَّه قال : سَمِعتُ عُقبَةَ بنَ رُؤبَةَ يصفُ فَرَساً فقال : أَشَقُّ أَمَقُ خِبَقُ.

قال : وقيل : «خِبَقُ» إتْباعٌ للأشق الأَمَقِّ.

والقول : أنه يُفْرَدُ بالنعت للطويل.

أبو العبَّاس عن ابن الأعرابيِّ قال : خُبَيْقٌ تصغيرُ خَبْقٍ ، وهو الطَّول ، ورجل خِبِقٌ : طويل.

وقال غيرُه : يقال : حَبَقَ وخَبَقَ إذا ضَرِطَ.

خ ق م

استعمل من وجوهه : قمخ ، خقم.

قمخ : قال الأصمعيُّ : أَقْمَخَ بأنفِهِ إِقْمَاخاً وأَكْمَخَ إكْمَاخاً إذا شَمَخَ بأَنْفِه وتَكبَّرَ.

خقم : خَيْقَمُ : حكاية صوتٍ ، ومنه قوله :

... يَدْعُو خَيْمَقاً وَخيْقَماً

قُلْتُ : ورَأَيْتُ في ديار بني تَمِيمٍ رَكِيَّةً عادِيَّةً تُسَمَّى : خيْقَمَانَةً ، وأنشدني بعضُهم ونحنُ نَسْتَقِي منها :

٢٢

كَأَنَّما نُطْفَةُ خَيْقَمَانِ

صَبِيبُ حِنَّاءٍ وَزَعْفَرَانِ

وكان ماءُ هذه الرَّكِيَّة أَصفَرَ شديدَ الصُّفرة.

أبواب الخَاء والكاف

خ ك ج

أهملت وجوهها.

خ ك ش

كشخ : قال الليث : الكَشْخَانُ ليس من كلام العرب ، فإن أُعْرِبَ قيل : كِشْخَانُ ، على «فِعْلَالٍ» ، ويقال للشاتم : لا تَكْشَخْ فلاناً.

قُلْتُ : إن كان الكَشْخُ صحيحاً فهو حَرْفٌ ثلاثيٌّ ، ويجوز أن يقال : فلان كَشْخَانُ ، على «فَعْلَانَ» ، وإن كانت النونُ أَصْلِيَّةً فهو رُبَاعيٌّ ، ولا يجوز أن يكون عربيّاً لأنه يكون على مثال فَعْلَالٍ وفعلال لا يكون في غير المُضَاعَفِ فهو بِنَاءٌ عَقِيمٌ ، فافهمه.

خ ك ض ، خ ك ص ، خ ك س ، خ ك ز ، خ ك ط ، خ ك د ، [خ ك ت] ، خ ك ظ ، خ ك ذ ، خ ك ث

أهملت وجوهها.

خ ك ر

استعمل من وجوهه : كرخ ، كخر ، خرك.

كرخ : قال الليث : الكَرَاخةُ : بلُغة أهل السَّوَادِ : الشُّقَّة وغَيْرُه من البَوَاري ، قال : والكَرَاخة والكَارخُ بلغتهم الرَّجُلُ الذي يسوقُ الماءَ إلى الأرض ، وكَرْخُ : اسم سُوقٍ ببَغْدَادَ ، وأُكَيْرَاخٌ : موضعٌ آخَرُ في السَّواد.

كخر : أهمله الليث وغيره.

وقال أبو زيْدٍ الأنصاريُّ : في الْفَخِذِ الْغُرُورُ ، وهي غُضُونٌ في ظاهر الْفَخِذَيْنِ واحدها : غَرٌّ ، وفيه الْكَاخِرَةُ ، وهي أَسْفَلُ من الحاعرة في أعالي الغُرُور.

خرك : أهمله الليث ، وروى أبو العبَّاس عن ابن الأعرابيِّ قال : خَرِكَ الرجل إذا لَجَّ.

وخَارَكُ : اسم موضع ، ومنه قيل : فلانٌ الْخَارَكِيُ.

خ ك ل ، ـ خ ك ن

أهملت وجوهها.

خ ك ف

استعمل منها : [كفخ].

كفخ : قال الليث : الْكُفْخَةُ : الزُّبدة المجْتَمِعَة البيضاءُ ، وأنشد :

لَهَا كَفْخَةٌ بَيْضَا تَلُوحُ كَأَنَّها

تَرِيكَةُ قَفْرٍ أُهْدِيَتْ لأَمِيرِ

وقال أبو تُرَاب : قال الْفرَّاء : كَفَخَهُ كَفْخاً إذا ضَرَبَه.

وقال أبو زيد : لَفَخَهُ لَفْخاً على رأسه إذا ضَرَبَهُ.

خ ك ب : مهمل.

خ ك م

كمخ ، كخم : مستعملان.

كمخ : قال الليث : أَكْمَخَ فلانٌ إِكْمَاخاً وهو جلوس المتعظِّم في نفسه ـ حكاهُ لنا أبو الدُّقَيْشِ فلبس كِسَاءً له ثم جلس جُلُوسَ

٢٣

العَرُوس على المِنَصَّة ، وقال : هكذا يُكْمِخُ مِنَ الْبَأوِ والعظمة.

وقال رُؤْبَة :

إذا ازْدَهَاهُمْ يَوْمُ هَيْجَا أَكمَخُوا

بَأْواً وَمَدَّتْهُمْ جِبَالٌ شُمَّخُ

وقال أبو العباس : الْكُماخُ : الكِبْرُ والتَّعَظُّمُ.

كخم : قال الليث : الكَيْخَمُ يُوصَف به الْمُلْكُ والسلطان ، وأنشد :

قُبَّةَ إسْلَامٍ وَمُلْكاً كَيْخَمَا

وقال أبو عمرو : الْكَخْمُ دَفْعُكَ إنساناً عن موضعه ، تقول : كَخَمْتُهُ كَخْماً إذا دَفَعْتَهُ.

وقال الْمَرَّارُ :

إنِّي أَنَا الْمَرَّارُ غيْرُ الْوَخْمِ

وَقَدْ كَخَمْتُ الْقَوْمَ أَيَ كَخْمِ

 ـ أَيْ : دَفَعْتُهم ومنعتُهم.

قال : ومنه قيل للمُلْكِ : كَيْخَمٌ.

أبواب الخَاء والجيم

خ ج ش ، خ ج ض ، خ ج ص ، خ ج س : مهملات

خ ج ز

استعمل من وجوهه : [خزج].

خزج : قال الليث : الْمِخْزَاجُ من النُّوق : الَّتي إِذا سَمِنَتْ مَارَ جِلْدُها كأنَّه وارِمٌ من السِّمَن ، وهو الْخَزَبُ أيضاً.

خ ج ط : مهملٌ.

خ ج د

استعمل منه : [خدج].

خدج : قال الليث : خَدَجَتِ الناقة فَهِيَ خَادِجٌ ، وأخدَجَتْ فهي مُخْدِجٌ ، والولَدُ خَدِيجٌ مُخْدَجٌ مَخْدُوجٌ ، وذلك إذا ألْقَتْهُ وَقَدِ اسْتَبَان خَلْقُه.

ويقال : إذا ألْقَتْهُ دَماً : قد خَدَجَتْ ، وإذا أَلقَتْهُ قبل أن يَنْبُتَ شَعَرُهُ قيل : قد غَضَّنَتْ ، وهو الْغِضَانُ ، وأنشد :

فَهُنَّ لَا يَحْمِلْنَ إلَّا خَدْجاً

والْخِدَاجُ : الاسْمُ من ذلك ، وذَاتُ خِدَاجٍ : تُخْدِجُ كثيراً ، وأَخدَجَتِ الزَّنْدَةُ : إذا لم تُورِ ناراً.

أبو عُبَيْدٍ عن الأصمعيِّ : خَدَجَت الناقةُ : إذا ألْقت ولدَها قبل أَوَان النِّتَاج وإنْ كان تامَّ الخَلْق ، وأَخدَجَتِ الناقةُ إذا ألْقت ولدَها ناقِصَ الخَلْقِ ، وإن كان لِتَمامِ الْحَملِ.

وقال أبو خَيْرَةَ : خدَجَتِ المرأةُ ولدَها وأخدَجَتْهُ : بمعنًى واحدٍ.

وروى ثعلبٌ عن ابن الأعرابي : نَحواً منه.

وفي حديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «كلُّ صَلَاةٍ لَيْسَتْ فيهَا قِرَاءَةٌ فَهيَ خِدَاجٌ».

قال أبو عُبَيْدٍ : قال الأصمعيُّ : الْخِدَاجُ النُّقْصَانُ ، وأصل ذلك من خِدَاج الناقة ـ إذا وَلَدَتْ ولداً ناقصَ الْخَلْقِ ، أو لِغَير تَمَام.

ويقال : أَخْدَجَ الرجلُ صَلَاتَه : فهو مُخْدِجٌ ، وهي مُخدَجَةٌ ، ومنه قيل لذي الثُّدَيَّةِ ، المقْتُولِ بالنهْرَوَانِ ؛ مُخدَجُ الْيَد ـ أي : نَاقِصُها.

٢٤

وقال غَيْرُه : أَخْدَجَ فلانٌ أَمرَه ـ إذا لم يُحْكِمْه ، وأَنضَجَ أمْرَه ـ إذا أَحْكَمَه ، والأصْلُ في ذلك : إخْدَاجُ الناقة وَلَدَها وإنضَاجُهَا إياه.

خ ج ت ، ـ خ ج ظ ، ـ خ ج ذ ، ـ خ ج ث : أهملت وجوهها.

خ ج ر

خرج ، خجر ، جخر ، رخج : مستعملة.

جخر : أبو عبيد : جَخَّرْنَا البِئْرَ : وسَّعناها ، وجَخَر جَوْفُ البِئْرِ : اتّسع.

ثعلبٌ عن ابنِ الأعرابيِّ : أَجْخَرَ فلانٌ إذا وسَّعَ رَأْسَ بئره ، وأَجْخَر : إذا أَنْبَعَ ماءً كثيراً من غير مَوْضِعِ بِئْرٍ ، وأَجْخَرَ إذا تَزَوَّجَ جَخْرَاء ، وهي الواسعة ، وأَجْخَرَ : إذا غَسَلَ دُبْرَهُ وَلَمْ يُنَقِّهَا فبقي نَتْنُهُ.

عمرٌو عن أبيه : الْجَاخِرُ : الوادي الواسع.

شَمِرٌ : تَجَخَّرَ الْحَوْضُ إذا تلقَّفَ طِينُهُ وانفجر ماؤُه ، وامرأَةٌ جَخْرَاءُ : واسعة البطن.

وقال الليث : الْجخْرَاء المُنْتِنَةُ الرِّيح.

وقال اللِّحْيَانِيُّ : الْجَخْراء من النساء : المنتنةُ التَّفِلَةُ.

وقال ابنُ شُمَيْل : الجَخَرُ في الغنم : أن تَشْرَبَ الماء وليس في بطنها شيء فَيَتخَضْخَضَ الماءُ في بُطُونها فَتَرَاها جَخِرَةً خَاسِفِةً.

وقال الأصمعيُّ في قوله :

بِبَطْنِهِ يَعْدُو الذَّكرْ

قال : الذَّكَرُ من الخيل لا يَعْدُو إلَّا إذا كان بين الممتلئ والطّاوِي ، فهو أَقلُّ احتمالاً لِلْجَخَر من الأنثى ، وَالجَخَرُ : الْخَلاءُ والذَّكَرُ إذا خلا بَطْنُه انكسر ، وذهب نَشَاطُه.

خجر : الليث : رجلٌ خِجِرٌّ والجميع الْخِجِرُّونَ ، وهو الشَّديدُ الأكْلِ الْجبانُ الصَّدَّادُ عن الحَرْبِ.

عمرو عن أبيه قال : الْخَاجِرُ صوت الماء على سَفْحِ الْجَبَلِ.

ثعلبٌ عن ابن الأعرابيِّ قال : الْجُخَيْرَةُ تصغير الْخَجْرَةِ وهي الواسعة من الإمَاءِ.

قال : والْخَجْرَةُ أيضاً سَعَة رَأْسِ الْحُبِّ.

قال : والحُخيْرَةُ تصغير الْجَخْرَةِ وهي نَفْحَةٌ تَبْقَى من القُنْدُورَةِ إذا لم تُنَقَّ.

رخج : قال الليث : رُخَجُ : إعراب «رُخُذْ» ، وهو اسمُ كُورَةٍ معروفة.

خرج : قال الله جلّ وعزّ : (أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً فَخَراجُ رَبِّكَ خَيْرٌ) [المؤمنون : ٧٢] ، وقرئ (أم تسألهم خراجاً).

قال الفَرَّاء : معناه : أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْراً عَلَى مَا جِئْتَ به؟ فأَجْرُ ربِّك وثوابُه خيرٌ.

ونَحْوه قالَ الزّجّاجُ.

وقال الأخْفَشُ : يقال للماء الذي يخرج من السحاب : خَرْجٌ ، وخُرُوجٌ ، وأنشد :

إذَا هَمَّ بالإقْلَاعِ هَبَّتْ لَهُ الصَّبَا

فَأَعْقَبَ غَيْمٌ بَعْدَهُ وخُرُوجُ

قال : والْخَرْجُ : أن يُؤدِّي إليك الْعَبْدُ خَرَاجَهُ أي : غَلَّتَهُ ، والرَّعِيَّةُ تؤدِّي الْخَرْجَ إلى الْوُلَاةِ.

٢٥

وقال الليثُ : الْخَرْجُ والْخَرَاجُ واحِدٌ وهو شيء يُخْرِجُه القومُ في السَّنَة من مالهم بِقَدْرٍ معلوم.

ورُوِيَ عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أَنَّهُ قال : «الْخَرَاجُ بِالضَّمَانِ».

وقال أبو عُبَيْد وغيرُه من أهل العلم : معنى الْخَراج ، في هَذا الحديث غَلَّةُ العَبْدِ يَشْتريه الرَّجل فيستغِلُّه زماناً ، ثم يَعْثر منه عَلَى عَيْب دلَّسَه البائع ولم يُطلِعه عليه ، فله ردُّ العبد على البائع ، والرُّجُوعُ عليه بجميع الثمن والْغَلّة التي استغلها المشتري من العبد طَيِّبَةٌ له ، لأنَّه كان في ضَمَانِه ، ولو هَلَكَ هَلَكَ من ماله.

وهذا مَعْنَى قول شُرَيحٍ لرجُلين احتكما إليه في مثل هذا فقال للمشتري : «رُدَّ ذَا الدَّاءِ بِدَائِهِ ، ولك الْغَلّة بالضمان» ، معناه : رُدّ ذَا الْعَيْبِ بعيبه ، وما حصل في يدك من غَلَّته فهو لك.

وأما الْخَراجُ الذي وظَّفَهُ عمرُ بنُ الخطّاب على السَّواد وأرض الفَيْء فإن معناه الغَلَّةُ أيضاً ، لأنهُ أَمَرَ بمساحةِ السَّوادِ ودَفْعها إلى الفَلَّاحين الذين كانوا فيه على غَلَّة يؤدُّونها كلَّ سنةٍ ، ولذلك سمّي خَرَاجاً ، ثم قيل بعد ذلك للبلاد التي فُتحتْ صلحاً ووُظِّفَ ما صولِحوا عليه على أرضهم : خَرَاجِيَّةٌ ، لأن تلك الوظيفة أشبهتِ الخَرَاجَ الذي أُلْزِمَ الفَلَّاحون وهو الغَلَّةُ. لأن جملة معنى الخَرَاجِ : الغَلَّة.

ويقال : خَارَجَ فلانٌ غلامَه إذا اتفقا على ضريبة يرُدُّها العبد على سيِّدهِ كلَّ شهر ويكون مُخَلَّى بينه وبين عَملهِ ، فيقال : عبدٌ مُخَارَجٌ ، وقيل للجزيةِ التي ضُربتْ على رقاب أهل الذِّمة : خَرَاجٌ لأنه كالغلَّةِ الواجبة عليهم.

وقال أبو عبيدةَ في قول الله جلّ وعزّ : (ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ) [ق : ٤٢].

قال : الخُرُوجُ : اسمٌ من أسماء يومِ القِيَامةِ.

وقال العجاجُ :

أَلَيْسَ يومٌ سُمِّيَ الخُرُوجَا

أَعْظَمَ يومٍ رَجَّةً رَجُوجاً

وقال أبو إسحاق في قوله جلّ وعزّ : (ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ) أي : يَوْم يُبْعَثُونَ فَيَخْرُجُون من الأرض.

ومثلُهُ قوله تعالى : (خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ) [القمر : ٧].

أبو عبيد عن الأصمعيِّ : يقال : أَوَّلُ ما يَنشأُ السحابُ فهو نَشْءٌ.

ويقال : قد خَرَجَ له خُروجٌ حسنٌ.

وقال غيرُه : خرجَتِ السماءُ خُروجاً : إذا أَصْحَت بعد إغامتها.

وقال هِمْيانُ يصفُ الإبِلَ وورُودَها :

فَصَبَّحَتْ جَابِيَةً صُهارِجَا

تَحْسَبُها لَوْنَ السَّماءِ خَارِجا

يريد : مُصْحِياً ، والخُروجُ نقيض الدخول.

وقال الليث : الخُرُوجُ : خروجُ الأديب والسابق ونحوِ ذلك ، يُخَرَّجُ فَيَخْرُجُ ، وخرَجَتْ خوارِجُ فلان إذا ظهرت نجابتُه وتوجَّه لإبرام الأمور وإحكامها ، وعَقَلَ عَقْلَ مِثلِهِ بعد صِباه.

٢٦

أبو عُبيدٍ : الخَارِجِيُ : الذي يَخْرُجُ ويَشْرُف بنفسه ، من غير أن يكون له قديمٌ وأنشد :

أَبَا مَرْوَانَ لَسْتَ بِخَارِجِيٍ

وَلَيسَ قَدِيمُ مَجْدِكَ بانْتِحالِ

والخَوارِجُ : قَوْمٌ من أهلِ الأهواء ، لهم مَقالةٌ على حِدَةٍ.

وقال الليثُ : الخارِجيَّة من الخَيلِ : التي ليس لها عِرْق في الجَودة ، فَتَخْرُجَ سَوابقَ.

أبو عبيد : قال الخليلُ بن أحمدَ : الخُرُوجُ : الأَلِفُ التي بعد الصِّلة في القافية كقول لَبيدٍ :

عَفتِ الدِّيَارُ مَحَلُّها فمقامُها

فالقافية هي الميم ، والهاء بعد الميم هي الصِّلَة لأنها اتصَلتْ بالقافية ، والألفُ التي بعدَها هي الْخُرُوجُ.

وقال أبو عبَيدةَ : منْ صفاتِ الخيْل :

الخَرُوجُ بفتح الخاء وكذلك الأنثى بغير هاءٍ ، والجميعُ : الخُرُجُ ، وهو الذي يطول عُنُقه فيغتالُ بطولها كلَّ عِنَانٍ جُعِلَ في لِجَامه ، وأنشد :

كلُّ قَباءَ كالْهِرَاوَةِ عَجْلَى

وخَرُوجٍ تَغتالُ كُلّ عِنانِ

والخُرْجُ : هذا الوِعاء ثلاثةُ خِرَجَة وهو جُوالِقٌ ذو أَوْنينِ.

وفي حديث قصة ثمود : أنّ الناقةَ التي أرسلها الله جلّ وعزّ : آيةً لَقومِ صالحٍ وهم ثمودُ كانت مُخْتَرَجَةً.

قال : وَمعْنى المخترجَةِ أنها جُبلتْ على خِلقةِ الجملِ ، وهي أكبرُ منه وأَعظمُ.

والسحابةُ تُخَرِّجُ السحابةَ كما يُخَرِّج الليل الظُّلَم.

وقال شمِرٌ : يقال : مررْتُ على أرض مُخَرَّجةٍ ، وفيها على ذلك أَرْتَاعٌ ، والأرتاعُ : أماكنُ أصابها مطر فأنبتت البَقْل ، وأماكن لم يصبها مَطرٌ ، فتلك المخرَّجةُ.

وقال بعضهُم : تخريجُ الأرضِ : أن يكونَ نَبتُها في مكانٍ دونَ مكان ، فترى بياضَ الأرضِ في خُضرة النَّباتِ.

وشاةٌ خَرجاءُ : بيضاءُ المؤخرِ ، نصفها أبيضُ والنصفُ الآخرُ لا يَضرُّكَ عَلَى ما كان لونُه.

ويقال : الأخرَجُ : أسوَدُ في بَياض والسَّوادُ : الغالبُ.

ابن هانىءٍ عن زيد بن كَثْوَة : يقال : فُلَانٌ خَرَّاجٌ وَلَّاجٌ ، يقال ذلك عند تأكيد الظَّرْفِ والاحتيال.

أبو عبيد عن أبي عمرو الأخرَجُ : مِنْ نَعْتِ الظَّلِيمِ في لَوْنه.

وقال الليث : هو الَّذي لَوْنُ سَوَاده أكثَرُ من لَوْنِ بيَاضِه كلَوْنِ الرَّمادِ.

والأَخْرِجُ : المُكَّاءُ ، والأَخْرَجُ من المِعْزَى : الذي نِصْفُه أَسوَد ونِصْفُه أبْيضُ ، وقَارَةٌ خَرْجَاءُ إذا كانت ذاتَ لَوْنَيْن.

ولِلْعرب بئرٌ احْتُفِرت في أصل جَبَلٍ أخْرَج ، يسمُّونها أَخْرَجَةَ ، وبئرٌ أُخْرَى احْتُفِرَتْ في أصل جبلٍ أسوَدَ ، يُسَمُّونها أسْوَدَةَ اشتقُّوا لهما اسْمَيْنِ مِن نعْتِ الجَبلَيْن.

٢٧

ويقال : اخترَجوهُ بِمعنى استخرَجوهُ ، وَالخُرَاجُ : ورمٌ وقَرْح يخْرُجُ بدابَّة أو غيرها من الحيوان.

قال : والخَرَاجُ والخَرِيجُ : مُخارَجةُ لُعبةٍ لفتيانِ الأعراب.

وقال الفَرَّاءُ : خرَاجِ : اسمُ لُعبةٍ لهم معروفةٍ وهو أن يُمسكَ أحدُهم شيئاً بيدِه ، ويقولَ لسائرِهم : أَخْرِجُوا مَا في يَدِي.

وقال ابن السكِّيت : يقال : لَعِبَ الصبيان خَرَاجِ بكسر الجيم بمنزلة دَرَاكِ وقَطَامِ.

وقولُ أَبي ذؤَيبٍ :

أَرِقْتُ له ذَاتَ العِشَاءِ كَأَنَّهُ

مَخَارِيقُ يُدْعَى تَحْتَهُنَ خُرُوجُ

قيل : «خُرُوجُ» : لُعْبةٌ لِصْبيَانِ الأعراب ، يُمْسِك أحدُهم الشيءَ بيَدِهِ ويقولُ لسائرهم : أخْرِجُوا ما في يَدِي.

قال الأزهري : والعربُ عَرَفته في هذه اللغة خَرَاجٌ هكذا.

وقال الفرّاء وغيرُه : أَخرجَةُ : اسمُ ماءَةٍ ، وكذلك أسْوَدةُ سُمِّيتا بجَبلَين يُقالُ لأحدهما : أَسودُ ، وللآخَرِ : أَخرَجُ.

وقال الليثُ : يُقال : خرَّجَ الغلامُ لَوْحهُ تخريجاً إذا كتبه فتركَ فيه مواضعَ لم يكتبها ، والكتاب إذا كُتِبَ فتُرِكَ منه مَواضعُ لم تُكْتبْ فهو مُخَرَّجٌ ، وخرَّجَ فلانٌ عملهَ إذا جعله ضُرُوباً يخالفُ بعضُه بعضاً ، وعَامٌ فيه تَخرِيجٌ : إذا أنبتَ بعضُ المواضع ، ولم يُنبت بعضٌ.

وأمَّا قولُ زُهير يصف خيلاً :

وَخَرَّجَها صَوَارِخَ كلَّ يَوْمٍ

فَقَدْ جَعَلتْ عَرَائكُهَا تَلِينُ

فمعناه : أَنَّ منها ما به طِرْقٌ ، ومنها ما لَا طِرْقَ به.

وقال ابن الأعرابي : معنى خَرَّجها أي : أدَّبها ، كما يُخرِّجُ المعلِّمُ تلميذَه.

ورجلٌ خَرَّاجٌ ولّاجٌ : إذا لم يَشْرَعْ في أمرٍ لا يسْهلُ له الخرُوجُ منه إذا أراد ذلك.

وفي حديث ابن عبَّاسٍ أَنَّه قال : «يَتَخَارجُ الشَّرِيكانِ وأهلُ الميراثِ».

قال أبو عُبيدٍ : يقولُ : إذا كان المتاع بين وَرَثةٍ لم يقتسموه ، أو بين شُركاءَ ، وهو في يدِ بعضِهم دونَ بعضٍ ، فلا بأسَ أنْ يتبايعوه ، وإن لم يَعرِفْ كلُّ واحدٍ منهم نصيبَه بعينه ، ولم يقبضْه.

قال : ولو أراد رجلٌ أجنبيٌّ أن يشتريَ نصيبَ بعضهم لم يجُزْ حتى يقبِضَه البائعُ قبلَ ذلك.

قلتُ : وقد جاء هذا عن ابن عبَّاسٍ مُفسَّراً على غير ما ذكره أبو عُبيدٍ ، حدَّثنَاه محمدُ بن إسحاق عن أبي زُرْعَة عن إبراهيمَ بن موسى عن الوَليدِ عن ابن جُرَيْجٍ عن عَطاءٍ عن ابن عباس : قال : «لا بأسَ أن يَتَخَارجَ القومُ في الشركة تكونُ بينهم ، فيأخذَ هذا عَشْرَةَ دنانيرَ نقْداً ، ويأخذُ هذا عَشْرَةَ دنانيرَ ديْناً».

ورواه الثَّوْرِيُّ عن ابن الزُّبَيْر عن ابن عبَّاسٍ في الشريكين : لا بأسَ أنْ يَتَخارَجَا.

قال : يَعْنِي العَيْنَ والدَّيْنَ.

٢٨

وفرَسٌ أَخْرَجُ : وهو الأبيض البَطْنِ والجنبَيْن إلى منتَهى الظهر ، ولم يَصْعَدْ إليه ولونُ سائره : ما كان.

وخرْجَاءُ : اسمُ رَكِيَّةٍ بِعَينها.

وخرْجٌ : اسمُ موضعٍ بعينه.

ثعلبٌ عن ابن الأعرابي قال : الْخرْجُ على الرُّؤوسِ. والْخَرَاجُ على الأرَضِينَ.

قال : وأخرَجَ الرجلُ إذا تزوَّجَ بِخِلَاسِيَّةٍ ، وَأَخْرَجَ إذا اصطاد الخُرْجَ وهي النَّعامُ الذكَرُ أَخرَجُ ، والأنثى خرْجَاء ، وأَخرَجَ : مَرَّ به عامٌ نصفُه خصْبٌ ونصفه جَدْبٌ.

خ ج ل

خجل ، خلج ، جلخ ، لخج : مستعمَلة.

خجل : رُوِي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أنَّه قال للنساء : «إنكُنَّ إذا جُعْتُنَّ دَقِعْتُنَّ ، وإذا شَبِعْتُنَ خَجِلْتُنَ».

قال أبو عُبَيْد : قال أبو عمروٍ : الْخَجَلُ : الكسَل والتّوَاني عن طَلَب الرِّزق.

قال : وهو مأخوذ من الإنسان يَبقَى ساكناً لا يتحرَّكُ ولا يتكلَّمُ ، ومنه قيل للإنسان : قد خَجِلَ إذا بَقِيَ كذلك.

قال الكُميتُ :

وَلَمْ يَدْقَعُوا عِنْدَ مَا نَابَهُمْ

لِوَقْعِ الْحُرُوبِ وَلَمْ يَخْجَلُوا

أي : لم يبْقَوا فيها بَاهِتين كالإنسان المتحيِّرِ الدّهِشِ ، وَلكنهم جَدُّوا فِيهَا.

وقال غيرُه : «لم يخجلوا» : لم يَبْطَرُوا ويَأْشَروا.

قال أبو عبيد : وهذا أشْبَهُ الوَجْهَيْن بالصواب.

قال : وأمَّا حدِيثُ أبي هُرَيرةِ : «إنَّ رَجُلاً مَرَّ بِوَادٍ خَجِلٍ مُغِنٍ» فليس مِنْ هذا ولكنه الكَثِيرُ النَّبَاتِ الملتَفِّ.

وأخبرني المنْذِريُّ عن أبي العبَّاس أنه قال : الدَّقَعُ سُوءُ احتمال الفَقْر ، والْخَجَلُ سوء احتمال الغِنَى.

قال ذلك ابن الأعرابيِّ.

وقال الليث : الْخَجَلُ أن يَفْعَل الإنسان فعْلاً يَتَشَوَّر منه ، فيستحي ، وقد خَجَّلْتُهُ وأَخْجَلْتُه ، والبعيرُ إذا ارْتَطَم في الْوَحَل فقد خجِلَ.

ويقال : جَلَّلْتُ البعيرَ جُلًّا خَجِلاً أي : واسعاً يضطربُ عليه ، وأخجَلَ الحَمْضُ إذا طال والْتَفَّ ، فهو مُخْجِلٌ.

وقال ابن شُمَيْلٍ : خَجِلَ الرجل إذا الْتَبَسَ عليه أمرُه ، والْخَجِلُ : الثَّوْبُ الواسع الطويل.

سَلمةُ عن الفرّاء : الخَجَلُ الاسترخاء من الحياءِ ، ويكونُ مِنَ الذُّلِّ ، والْخَجلُ كثرة تشقيق الذَّناذِنِ.

وأنشد :

عَلَيَّ ثَوْبٌ خَجِلٌ خَبيثُ

مِدْرَعَةٌ كِسَاؤُهَا مَثْلوثُ

والخَجِلُ : الْبَطَرُ ، والْخَجَلُ : التِفَافُ النَّباتِ وحُسْنُه.

لخج : قال ابن شُمَيْلٍ : اللَّخَجُ أَسْوَأُ الغَمَصِ تقول : عَينٌ لَخِجَةٌ لَزِقَةٌ بالغَمَص.

٢٩

قلتُ : هذا عندي شَبِيهٌ بالتصحيف والصواب : لَخِخَتْ عَيْنُه بخاءَيْن ولَحِحَت بحاءين إذا التَصقَتْ من الغَمَص.

قال ذلك ابنُ الأعرابيِّ وغيرُه ، وأَمَّا اللَّخَجُ فإنه غيرُ مَعْرُوفٍ في كلام العرب ، ولا أدري ما هو؟.

خلج : في الحديث. «أنَّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم صَلَّى بِأَصْحَابِه صَلَاةً جَهَرَ فِيهَا بِالْقِرَاءةِ ، وَقَرَأَ قارِىءٌ خَلْفَهُ فَجَهَرَ ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ : لَقَدْ ظَنَنْتُ أَنَّ بَعْضكُمْ خَالجَنِيهَا».

مَعْنَى قَوْلِه : «خَالجَنِيهَا» أي : نازَعَني القراءةَ ، فجهر فيما جَهَرْتُ فيه فنَزَعَ ذلك مِنْ لساني ما كُنتُ أقرَؤُه ، ولم أستمِرَّ عليه وأصْلُ الْخَلْجِ : الجَذْبُ والنَّزْع.

وقال الليث : يقال : خَلَجَ الرجل حاجِبَيْه عن عيْنَيْه ، واخْتَلج حاجباه وعيناه إذا تحرَّكَتَا ، وأنشد :

يُكلِّمُني وَيَخْلِجُ حَاجِبَيْهِ

لأحْسِبَ عِنْدَهُ عِلْماً قَدِيماً

وأخبرني المنذِرِيُّ عن الحَرَّانيّ عن ابن السكيت قال : يقال في الأمثال : «الرَّأْيُ مَخْلُوجَةٌ وَليْسَتْ بِسُلْكَى».

قال : وقولُه : «مَخْلُوجَةٌ» أي : يَضْرِبُ مَرَّة كذا ، ومرة كذا ، حتى يَصِحَّ صوابُه.

قال : والسُّلْكَى : المستقيمة.

وقال في مَعْنَى قولِ الشاعر :

نَطْعُنُهم سُلْكَى وَمَخْلُوجَةً

كَرَّكَ لأْمَيْنِ عَلَى نابِلِ

يقول : يَذْهَبُ الطعنُ فيهم ويرجع كما ترُدُّ سهمين على رَامٍ رَمَى بها.

قال : والسُّلْكَى : الطَّعْنَةُ المستقيمة والْمخْلُوجَةُ : على اليمين وعلى اليسار.

ويقال : تخَالَجَتْه الهمومُ إذا كان له هَمٌّ في ناحية وهَمٌّ في ناحية كأَنه يَجْذِبُه إليه.

وقال شمر : يقال إنني لَبَيْنَ خالِجَيْن في ذلك الأمر أي : نفْسَيْنِ ، وما يُخَالِجُنِي في ذلك الأمر شَكٌّ أي : ما أشُكُّ فيه ، وقوم خُلُجٌ إذا شُكَّ في أنسابهم ، فتنازَعَ النسبَ قومٌ ، وتنازعه آخرون.

ومنه قول الكُمَيْت :

أَمْ أَنتُم خُلُجٌ أَبْنَاءُ عُهَّارِ

وقال الليث : إذا مَدَّ الطاعنُ رُمْحَه عن جانبٍ قيل : خلَجَهُ.

قال : والْخَلْجُ : كالانتزاع.

قال : والفَحْلُ إذا أُخْرِجَ من الشّوْلِ قبل فُدُورِه فقد خُلِجَ أي : نُزِع وأُخرج ، وإن أُخْرِجَ بعد فُدُورِه فقد عُدِل فانعدل ، وأنشد :

فَحْلٌ هِجَانٌ تَولَّى غَيْرَ مَخلُوجِ

ويقال : اختَلَجَ في صدري هَمٌّ ، وتخَالَجتْنِي الهمُومُ أي : تنازعتني.

الحرَّانيُّ عن ابن السكيت قال : الْخَلْجُ الجَذْبُ ، وقد خلَجَهُ يَخْلِجُه خلْجاً إذا جَذَبه.

قال العَجَّاجُ :

فَإنْ يَكُنْ هَذَا الزَّمَانُ خَلَجاً

ومنه قيل : ناقةٌ خَلُوجٌ إذا جُذِبَ عنها وَلَدُها بِذَبحٍ أو مَوْت ، ومنه سُمِّي خَلِيجُ النهر خَلِيجاً ، ويقال للحَبْل : خَلِيجٌ لأنه

٣٠

يَجذبُ ما شُدَّ به ، ويقال : قد خَلَجَهُ بعينه إذا غَمَزَه.

قال الرَّاجز :

جارِيَةٌ منْ شَعْبِ ذِي رُعَيْنِ

حَيَّاكةٌ تمشِي بِعُلْطَتَيْنِ

قد خَلَجَتْ بحاجِبٍ وعَينِ

يا قَوْمُ خَلُّوا بَيْنَها وَبَيْني

قال : والْخَلَجُ بالتحريك أن يشتكِيَ الرجلُ لحمُه وعِظامُه من عملٍ عَمِلَهُ ، أو من طُولِ مَشْي وتَعَبٍ.

وقال الليث : إنَّما يكون الْخَلَجُ من تَقَبُّض العَصَبِ في العَضُد حتَّى يُعَالَجَ بعد ذلك فيَسْتَطْلِقَ ، وإنما قيل له : خَلَجٌ لأنَّ جَذْبَه يَخْلِج عضُدَه.

قال : وسحابةٌ خَلُوجٌ : كثيرةُ الماء شديدةُ البَرْق ، وناقة خَلُوجٌ : كثيرة اللَّبَنِ ، تحِنُّ إلى وَلَدها ، ويقال : هي التي تَخْلِجُ السَّيْرَ ، مِنْ سُرْعتها.

قلتُ : والقول في النَّاقَةِ الْخَلُوجِ : ما قاله ابن السِّكِّيت ، وهو قولُ الأصمعيِّ وأَبِي زَيدٍ.

وقال الليث : يقال خَلَجَتْهُ الْخَوالِجُ أي : شغلَتْه الشواغل. وأنشد :

وَتخْلِجُ الأَشْكَالُ دُونَ الأشْكَالْ

ويقال للمفقود من بين القوم وللميِّت : قد اخْتُلِجَ من بينهم ، فذُهِبَ به.

والخَلِيجُ : نَهْرٌ في شِقٍّ من النَّهْرِ الأعْظَم ، وجناحا النهر : خَلِيجَاه : وأنشد :

إلَى فَتًى فَاضَ أَكُفَّ الْفِتْيَانْ

فَيْضَ الْخَلِيجِ مَدَّهُ خَلِيجَانْ

والمجنونُ يَتَخَلَّجُ في مِشيته أي : يتمايل كأنما يُجْتَذَبُ مَرَّةً يمنةً ومرَّة يَسرةً ، ومنه قول الشاعر :

أَقْبَلَتْ تَنْفُضُ الْخَلَاءَ بِعَيْنَيْ

هَا وَتَمْشِي تَخَلُّجُ الْمَجنُون

والْخَلِيجُ : ما اعْوَجَّ من البيت ، والْخَلْجُ : فسادٌ في ناحية البيت ، وقوله :

فَإِنْ يَكُنْ هَذَا الزَّمَانُ خَلَجَا

أي : نَحَّى شيئاً عن شيء.

قال : والْخَلْجُ : ضرْبٌ من النكاح وهو إخراجُه ، والدَّعْسُ إدْخَالُهُ ، ورجُلٌ مُخْتَلِجٌ : وهو الذي نُقِلَ عن قومه ونَسَبُهُ فيهم إلى قوم آخرين ، فاخْتُلِفُ في نسبه وتُنُوزعَ فيه.

وقال أبو مِجْلَزٍ : إذا كان الرجل مُخْتَلِجاً فسرَّكَ ألَّا تَكْذِبَ فانسُبْه إلى أُمُّهِ.

وقال غيرُه : همُ الْخُلُجُ للذين انتقلوا بنسبهم إلى غيرهم.

أبو العبَّاس عن ابنِ الأعرابيِّ قال : الْخُلُجُ : التَّعِبُون ، والْخُلُجُ : المرتعِدُو الأَبدان. والْخُلُجُ : الحِبَال.

عمْرو عن أبيه قال : الْخِلَاجُ : العِشق الذي ليس بمُحْكَم.

الليث : الْمختَلِجُ من الوجوه : القليلُ اللحم ، الضامِرُ.

وقال المُخَبَّلُ :

وَتُرِيكَ وَجْهاً كالصَّحِيفَةِ لَا

ظَمْآنُ مُخْتَلِجٌ وَلَا جَهْمُ

٣١

اللِّحيانيُّ : خَلَجَتِ المرأة وَلَدَها تَخْلِجُهُ ، وجذَبَتْه تجذِبُه إذا فَطَمَتْهُ.

وقال أَعْرَابِيٌّ : لا تَخْلجِ الْفَصِيلَ عنْ أُمِّهِ فإن الذئبَ عالِمٌ بمكان الفصيل اليتيم أي : لا تُفَرِّق بيْنَه وبين أُمِّهِ.

وقال ابنُ مُقْبِلٍ يصف فرساً :

وأَخلَجَ نَهَّاماً إذَا الْخَيْلُ أَوْعَثَتْ

جَرَى بِسِلَاحِ الْكَهْلِ والْكَهْلِ أَجْرَدا

وَالأخْلَجُ : الطويل من الخيل الذي يَخْلِجُ الشَّدَّ خَلْجاً أي : يجذبه كما قال طَرَفَةُ :

خُلُجُ الشَّدِّ مُشِيحَاتُ الْحُزُمْ

والْخِلَاجُ والْخِلَاسُ : ضُرُوبٌ من البُرُودِ مُخَطَّطَةٌ.

قال ابن أحْمَرَ :

إذِ انْفَرَجَتْ عَنْهُ سَمَادِيرُ خلْقِهِ

بِبُرْدَيْنِ مَنْ ذَاكَ الخِلَاج المُسَهَّمِ

ويروى :

... مِنْ ذَاكَ الخِلَاسِ ...

وفي حديث شُرَيْحٍ : «أَنَّ نِسْوَةً شَهِدْنَ عِنْدَهُ عَلَى صَبيٍّ وَقَعَ حيّاً يَتَخَلَّجُ أي : يتحرَّك ، فَقَالَ : إنَّ الْحَيَّ يَرِثُ الْميِّتَ ، أَتَشْهَدْنَ بالاسْتِهْلالِ؟ فَأَبْطَلَ شهادتهنَّ».

وقال شَمِرٌ : التَّخَلُّجُ : التَّحَرُّكُ ، يقال : تخَلَّجَ الشيءُ تَخَلُّجاً واخْتلَج اخْتِلَاجاً إذا اضطرب وتحرك.

ومنه يقال : اخْتَلَجَتْ عينُه ، وخَلَجَتْ تَخْلِجُ خُلُوجاً وخَلَجَاناً. وخَلَجْتُ الشيءَ : حرَّكْتُه.

وقال الْجَعْدِيُّ :

وَفَى ابنُ خُرَيْقٍ يَوْمَ يَدْعُو نِسَاؤُكُمْ

حَوَاسِرَ يَخْلِجْن الْجِمَالَ المَذَاكِيَا

قال أبو عمرو : يَخْلِجْنَ : يُحَرِّكْنَ.

وقال أبو عَدْنَانَ : أنشدني حمَّادُ بْنُ عَمَّارِ بْنِ سَعِيدٍ :

يَا رُبَّ مُهْرٍ حَسَنٍ وَقَاحٍ

مُخَلَّجٍ مِنْ لَبَنِ اللِّقَاحِ

قال : الْمُخلَّجُ : الَّذي قد سَمِنَ ، فَلَحْمُهُ يَتَخَلَّجُ تَخَلُّجَ العَيْنِ أي : يضطرب.

قال : والتَّخَلُّجُ في المشي : مِثْلُ التَخَلُّعِ ، وقال جَرِيرٌ :

وَأَشْفِي مِنْ تَخَلُّجِ كُلِّ جِنٍ

وَأَكْوِي النَّاظِرِينَ مِنَ الخُنَانِ

جلخ : أبو عُبَيْد عن أبي عَمْرٍو : الْجِلْوَاخُ : الواسعُ من الأَوْدِيَةِ ، ورُوِيَ عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «أَخَذَنِي جِبْرِيلُ وَمِيكائِيلُ فَصَعِدَا بِي ، فإذَا أَنَا بِنَهْريْنِ جِلْوَاخَيْنِ ، فَقُلْتُ :

ما هَذَانِ النَّهرَانِ؟ قالَ جِبْرِيلُ : سُقْيا أَهْلِ الدُّنْيَا».

وقال ابنُ الأعرابيِّ : اجْلَخَ الشيخُ أي : ضَعُفَ وفَتَرَ عِظَامُه وأعْضَاؤُه ، وأنشد :

لا خَيْرَ في الشَّيْخِ إذَا مَا اجْلَخَّا

واطْلَخَّ مَاءُ عَيْنِهِ وَلخَّا

اطْلَخَّ ـ أي : سال.

وقال أبو العبَّاسِ : جَخَّ وَجَخّى وَاجْلَخَ إذا فتح عَضُدَيه في السُّجود.

قال : والْجُلَاخُ : الوَادِي العَمِيقُ.

وأنشد أبو عمرو بنُ العَلَاء :

٣٢

أَلَا ليْتَ شِعْري هَلْ أَبيتَنَّ لَيْلَةً

بأَبْطَحَ جِلْوَاخٍ بأَسْفَلِهِ نَخْلُ؟

أبو عُبَيْدٍ عن الفراء : سَيْلٌ جُلَاخٌ وَجُرَافٌ أي : كثير.

خ ج ن

استعمل من وجوهه : نجخ ، نخج ، خنج ، جخن.

نجخ : قال الليثُ : النَّجْخُ : نَجْخُ السَّيْل ، وهو أَنْ يَنْجَخَ في سَنَدِ الوادي فَيَجْرُفُهُ في وَسَطِ البَحرِ ، وأنشد :

ذَو نَاجِخٍ يَضْرِبُ ضَوْجَيْ مَخْرِمِ

وقال آخر :

مُفْعَوْعِمٌ يَنْجَخُ في أَمْواجِهِ

قال : ونَجِيخُهُ : صَوْتُه وصَدْمُهُ ، وامرأةٌ نَجَّاخَةٌ ، وهي الرَّشّاحَةُ التي تمسح الابْتِلَالَ.

وقال غيْره : هي التي لها نَجَخَاتٌ أي : دُفَعَاتٌ إذا جُومِعَتْ

وقال ابن شميل : سَيْلٌ نَاجِخٌ ، وهو الشديد الجِرْية ، الذي يحفر الأرض حفراً شديداً ، وَتَناجَخَتِ الأمواج إذا اضطربت في أصول الأجراف حتى تؤثِّر فيها.

قال : والنَّجَّاخَةُ من النساء : التي يَنْتَجِخُ سُرْمُها كَانْتِجَاخ بطن الدابة إذا صوَّت.

نخج : قال اللِّحْيانيُّ : نَخَجَ بالدلو ومَخَجَ إذا حرَّكَ الدَّلوَ في الماء ، لتمتلئ.

وقال أبو عمرٍو : النَّخْجُ : أن تضع المرأةُ السِّقاءَ على رُكبتيها ثم تمخَضَهُ.

قال : ونَخَجَ المرأة يَنْخُجُهَا نَخْجاً ـ إذا جامعها.

وقال ابن السِّكِّيت : النَّخِيجَةُ زُبْدٌ رقيقٌ يخرج من السقاء ، إذا حُمِل على بعير بعد ما نُزع زُبْدُه الأوَّلُ ، فيَمْتَخِضُ ، فيخرجُ زُبْدٌ رقيق.

وقال غيرُه : هو النَّخِيجُ ـ بغير هاء ـ ذكره الشافعي.

خنج : خُنَاجٌ : قبيلةٌ من العرب.

وقالت أَعْرَابِيَّةٌ ـ لضَرَّةٍ لها كانت من بني خُنَاجٍ ـ :

لَا تُكْثِرِي أُخْتَ بَنِي خُنَاج

وَأَقْصِرِي مِنْ بَعْضِ ذَا الضِّجَاج

فَقَدْ أَقْمْنَاكِ عَلَى الْمنْهاج

أَتَيْتُهُ بِمثْلِ حُق الْعَاجِ

مُضَمَّخٍ زُيِّنَ بِانْتِفَاجِ

بِمثْلِهِ نَيْلُ رِضَا الأزْوَاجِ

جخن : الأصمعي : الجُخُنَّة : الرديئة ـ عند الجماع ـ من النساء ، وأنشد :

سَأُنْذِرُ نَفْسِي وَصْلَ كلِ جُخُنَّةٍ

قِضَافٍ كَبِرْذَوْنِ الشَّعِير الْفُرَافِر

خ ج ف

استعمل من وجوهه : خفج ، جفخ ، جخف ، خجف.

خجف : قال الليث : الْخَجِيفُ لُغَةٌ في الْجخِيفِ وهي الخِفَّةُ والطَّيْشُ والكِبرُ.

قال : والْخَجِيفَةُ : المرأة القَضِيفَةُ وهُنَ الْخِجَافُ ، ورجل خَجِيفٌ : قَضِيفٌ.

٣٣

قلت : لم أسمعِ الْخَجِيفَ ـ الخاء قبل الجيم ـ في شيء من كلام العرب لغير الليث.

خفج : قال الليث : الْخَفَجُ نبات يَنْبُت في الربيع ، الواحدة خَفَجَةٌ ، وهي بَقْلَةٌ شَهباءُ لها وَرَق عِرَاضٌ.

وقال غيره : خفَاجَةُ : بطنٌ من عُقَيلٍ وإذا نُسِبَ إليهم قيل : فلانٌ الْخَفَاجِيُ وقال الأعشى :

لِسَاناً كَمِقْرَاضِ الْخَفَاجِيِ مِلْحَباً

أبو عبيد ، عن أبي عمرو : الأخفَجُ : الأَعْوَجُ الرِّجْلِ من الرجال ، وقد خفِجَ خَفَجاً.

ورَوَى عمرٌو ـ عن أبيه ـ أنه قال : خَفِجَ فلانٌ ـ إذا اشتكى ساقَيْه من التعب.

وقال الليث : الْخَفْجُ : من المُبَاضعة.

قلتُ : ولم أسمعه في باب الْمُبَاضعة لغيره.

وقال أبو زيد : الْخفِيجُ والمُخْضِمُ : الشَّرِيبُ من الماء.

أبو عبيد ـ عن الأصمعي ـ : إذا كانت رِجْلَا البعير تَعْجَلَان بالقيام قبل أن يرفعهما ـ كأَنَّ بهما رِعْدَةً ـ فهو أَخفَجُ ، وقد خَفِجَ يَخفَجُ.

جفخ : أبو عبيد ـ عن الأصمعي ـ : يقال مِنَ الكِبْرِ : جَمَخَ وجَفَخَ ، وهُو الجَفْخُ والْجَمْخُ وأنشد غيره :

أَجَفْخاً تَميمِيَّا إذَا فِتنَةٌ خبَتْ

وَجُبْناً إذا مَا المشْرِفيَّةُ سُلَّتِ

جخف : ثعلب : عن ابن نَجْدَة ـ عن أبي زيد ـ : من أسماء النَّفْس : الرُّوعُ والخَلَدُ والْجَخِيفُ.

وأخبرني المنذريُّ ، عن المبرِّد ، أنه قال : الجَخيفُ : مثلُ الرُّوعِ.

يقال : ضع هذا في تامُورِكَ ، وفي رُوعِكَ وفي جَخِيفكَ.

قال : والرُّوعُ مُتَّصِلٌ بِالقلبِ ، وعنه يكون الفَهمُ خاصة.

أبو عبيد ـ عن أبي عبيدة ـ قال : الْجَخِيفُ أن يفتخرَ الرجل بأَكْثَرَ مما عنده.

وقال غيره : هو الكِبْرُ والعَظَمةُ.

وفي حديث ابن عُمَرَ : «أنَّه نامَ حَتَّى سُمِعَ جَخيفُهُ ثُمّ صَلّى وَلَمْ يَتَوضَّأ».

قال أبو عبيد : الْجَخِيفُ : صوتٌ من الْجَوْفِ أَشَدُّ من الغَطِيطِ.

قال : وقد يكون الجَخِيفُ : الكِبْرَ ويكون : الكثرَةَ ، وأنشد :

أَرَاهُمْ بِحَمْدِ الله بَعْدَ جَخِيفهمْ

غُرَابَهُمُ إِنْ مَسَّه الْفَتْرُ وَاقِعَا

قال أبو عبيد : وقَوْلُهُ : «بعد جَخِيفِهِمْ» يعني : بعد سوادهم وكثرتهم.

وقال أبو عبيد : الْجَخِيفُ أشدُّ من الغَطِيط.

قال : والمعروف في هذا الموضع : الفَخِيخُ ومنه حديث ابن عباس : «بِتُّ عند النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فَنَامَ حَتَّى سُمِعَ فَخِيخُهُ».

قال : يريد بالْفَخِيخِ الْغَطِيطَ.

٣٤

عمرو ـ عن أبيه ـ قال : الجَخِيف : الكِبْر ، والجَخِيفُ : النفس ، والجَخِيفُ : الجيش الكثير ، والجَخِيفُ : النَّوْمُ ، والجخِيف : الصوت.

وقال ابن شُمَيْلٍ : هو النَّخِيرُ ـ جَخَفَ ـ إذا نَخَر.

قال : وجَخَفَ وفَخَّ ـ إذا نام.

خ ج ب

استعمل منه : جبخ ، خبج ، جخب.

خبج : أبو عبيد ـ عن الأصمعي ـ يقال للرَّجُلِ وغيره : حَبَجَ بها وخَبَجَ بها ـ إذا ضَرِطَ.

أبو سعيد ـ فيما رَوَى عنه أبو تُراب ـ : حَبَجَهُ بالعصا ، وخَبَجَه بها ـ إذا ضَرَبَهُ بها.

وقال الليث : الخَبْجُ : الضرب بسيفٍ أو عصاً ـ ليس بالشديد.

قال : والْخَبَاجَاءُ من الفُحُول : الكثير الضِّرَاب.

وقال غيرُه : يقال : خَبَجَها خَبْجاً وخَفَجَها خَفْجاً ـ إذا بَاضَعها.

جبخ : أبو العباس ـ عن ابن الأعرابي ـ قال : الجَبْخُ إجالَتُكَ الكِعابَ في القِمَارِ.

وكذلك الْجَمْخُ ، وأنشد :

فاجْبَخِ الخَيْلَ نَحْوَ جَبْخِ الكِعَابِ

جخب : أبو عبيد ـ عن الفرَّاء ـ قال : الجَخَّابةُ : الأحْمَقُ.

وروَى ثعلب ـ عن ابن الأعرابي ـ : رجلٌ جَخَابَةٌ فَقَاقَةٌ ـ مُخفَّفَان.

وأَقْرَأَنِيهُ المنذريُّ ـ لأبي الهيثم ـ : رَجُلٌ جِخَابةٌ ، بكسر الجيم ، وأقرأنيه الإيادِيُّ لشَمِرٍ : جَخَّابةٌ ـ بفتح الجيم وتشديد الخاء.

خ ج م

استعمل منه : خمج ، خجم ، مخج ، مجخ ، جمخ.

خمج : أهمله الليث : وسمعتُ العَرَبَ تقول : خَمِجَ اللحمُ يخْمَجُ خَمَجاً ـ إذا أَنْتَنَ.

قالوا : وَخَمِجَ التَّمْرُ ـ إذا فسد جوفُه وحَمُضَ.

وَرَوَى أبو العبَّاس ـ عن عمرٍو عن أبيه ـ أنه قال : الخَمَجُ : فساد الدِّين.

ورُوِيَ عن ابن الأعرابي أنه قال : الخَمَجُ أن يحْمُضَ الرُّطَبُ ـ إذا لم يُشرَّرْ ، ولم يُشرَّق.

وقال أبو سعيد : رجل مُخمَّجُ الأخلاق : فاسدُها.

مخج : الأصمعي : مَخَجَ البئرَ ، ومخَضَها : بمعنًى واحد ، وأنشد :

فصبَّحَتْ قَلمَّساً هَمُوماً

يَزيدُها مَخجُ الدِّلَاجُمُوما

أبو عبيد : تَمخجْتُ الماءَ ـ إذا حَرَّكْتَه وأنشد البيت :

صافِي الجِمام لَمْ تَمخَّجْهُ الدِّلَا

ـ أي : لمْ تَمَخَّضْهُ الدِّلَاءُ.

خجم : قال ابن السكَّيت وغيرُه : الخِجامُ المرأةُ الواسعةُ الْهَنِ.

٣٥

قال : وهو سَبٌّ عند العَرَب ، يقولون يا ابنَ الْخِجَامِ وَأنشد :

بِذَاكَ أَشْفِي النَّيْزَجَ الْخِجَاما

ثعلب ـ عن ابن الأعرابي : قال : الْخِجَامُ المرأةُ الواسعةُ الزَّرَدَانِ.

جمخ : أبو عبيد ـ عن الفرَّاء ـ : جَامَخْتُ الرَّجُلَ وفايَشْتُه ـ إذا فاخرْتَه

قال : وقال الأصمعيُّ : الجَمْخُ وَالجَفْخُ الكِبْرُ ، والجَمْخُ مِثلُ الجبخِ في الكِعَابِ ـ إذا أُجِيلَتْ.

أبواب الخَاء والشين

خ ش ض : مهمل.

خ ش ص

استعمل منه : شخص.

شخص : قال الليث : الشَّخْصُ سواد الإنسان إذا رأيتَه من بعيد ، وكل شيء رأيتَ جُسْمانه فقد رأيتَ شخْصَه ، وجَمْعُه : الشُّخُوص والأشخاص.

قال : والشُّخُوصُ : السَّيْرُ من بلد إلى بلد وقد شَخَصَ يَشْخَصُ شُخُوصاً ، وأَشْخَصْتُهُ أنا ، وشَخَصَتِ الكلمةُ في الفم نحوَ الحَنَكِ الأعلى ، وربما كان ذلك في الرَّجُلِ خِلْقَةً أنْ يَشخَصَ صوتُه ، لا يقدِرُ على خَفْضِه.

شمرٌ : يقال : شَخَصَ الرجلُ بَصَرَهُ فشخَصَ البَصَرُ نَفْسُه ـ إذا سَمَا وطَمَحَ وشَصَا كلُّ ذلِك مِثلُ الشُّخُوصِ.

وفي حديث قَيْلَة : «أن صاحِبَها اسْتَقْطَعَ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم الدَّهْنَاء ، فأَقْطَعَهُ إيَّاها قالت : فشُخِصَ بي».

يقال : للرجُل ـ إذا أتاه ما يُقْلِقُه ـ : قد شُخِصَ به.

أبو زيد : رجلٌ شَخِيصٌ ـ إذا كان سيِّداً.

وقال غيره : رجلٌ شخِيصٌ ـ إذا كان ذا شَخْصٍ وخَلْقٍ عظيم ، بَيِّنَ الشخَاصة قاله الكِسَائي.

وامرأة شَخِيصةٌ ، وقد شَخُصَتْ شَخَاصةً.

وقال ابن شُميل : يقال : لَشَدَّ ما شَخِصَ سهْمُك ، وقَحَزَ سهمُك ـ إذا طَمَحَ في السماء وقد أشخَصَه الرامي إشْخاصاً.

وأنشد غيرُه :

وَلَا قَاصِرَاتٌ عَنْ فُؤَادِي شَوَاخِصُ

ابن السكِّيت : أَشْخَصَ فلانٌ بفلانٍ وأَشْخَسَ به ـ إذا اغتابه.

قال : وشَخَصَ بَصَرُ فلان ـ إذا فتحَ عينَيه لا يَطْرِفُ.

قال : وأَشْخصَ الرَّامِي ـ إذا جاز سهمُه الغَرَضَ من أعلاه ، وهُوَ سَهمٌ شاخِص.

أبو سعيد : كلامٌ مُتَشاخِصٌ ومُتشاخِسٌ ـ أي : متفاوِت.

خ ش س

استعمل منه : شخسَ.

شخس : قال الليث : الشَّخْسُ : فتحُ الحمار فمَه عند التثاؤُبِ والْكَرْفِ.

وأنشد قولَ الطِّرِمَّاح يصف العَيْر :

٣٦

وَشَاخَسَ فَاهُ الدَّهْرَ حَتَّى كَأَنَّهُ

مُنَمِّسُ ثِيرانِ الْكَرِيصِ الضَّوَائِنِ

قال : والشِّخاسُ والمُشَاخَسَةُ : في الأسنان.

الليث : وقال أبو سعيد : كلامٌ مُتشَاخِسٌ ـ أي : متفاوتٌ ، وتشاخَسَ صدْعُ القَدَح ـ إذا تباين فبقِيَ غير مُلتئمٍ.

ويقال للشَّعَّابِ : قد شاخَسْتَ.

أبو سعيد : أشْخصْتُ له في المنطق وأشْخَسْتُ ، وذلك إذا تجهَّمْتَه.

خ ش ز

استعمل من وجوهه : شخز.

شخز : قال الليث : الشخْزُ : شدة العَنَاء والمشقة.

وأنشد :

إذَا الأُمُورُ أُولِعَتْ بِالشَّخْزِ

وقال أبو عمرٍو : الشَّخْزُ : الطَّعن ، يقال :

شَخَزَ عَيْنَه ـ إذا فَقَأَها.

وقال غيرُه : الشَّخْزُ : التوَاءُ الأمر على صاحبه.

أبو تُرابٍ : قال الأصمعي : شَخَزَ عينَهُ وضَخَزَها وبَخَصَها ـ بمعنًى واحدٍ.

قال : ولم أر أحداً يعرفه.

خ ش ط

مهمل.

خ ش د

استعمل منه : خدش ، شدخ.

خدش : قال الليث : الخَدْشُ مزْقُ الجِلْد ، قَلَّ أو كثر.

قلت : وجاء في الحديث : «مَنْ سَأَلَ وَهُوَ غَنِيٌّ جَاءَتْ مَسْأَلَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ خُدُوشاً أَوْ خُمُوشاً».

قلت : الخَدْشُ والْخَمْشُ : بالأظافير.

يقال : خَدَشَتِ المرأةُ وجهها عند المصيبة ، وخَمَشَت إذا ظفَّرَتْ في أعالي حُرِّ وجهها فأَدْمَتْه ، أو قَشَرَتْه ولم تُدْمِه.

وخادِشَةُ السَّفا طرَفُه ـ من سُنْبل البُرِّ أو الشعير أو البُهْمَى ، وهو شوْكُه.

وكان أهل الجاهلية يسمُّونَ كاهِلَ البعير : مُخَدِّشاً ، لأنه يخْدِشُ الفَمَ إذا أُكِل ، لِقِلَّةِ لَحْمِه.

ويقال : شَدَّ فُلَانٌ الرَّحْلَ عَلَى مُخَدِّشِ بعيره ، قاله ابن شُمَيْلٍ.

ثعلبٌ ـ عن ابن الأعرابي ـ قال : الخَدُوشُ : الذُّباب ، والخَدُوشُ : البُرْغُوث والخَمُوشُ : الْبَقُّ.

وخادَشْتُ الرَّجُل ـ إذَا خدَشْتَ وجْهه وخدَشَ هو وجهَك ، ومنه سُمِّيَ الرجل : خِدَاشاً.

شدخ : أخبرني المنذري ـ عن ثعلب عن ابن الأعرابي ـ : يقال للغلام : حَفْرٌ ، ثم يافِعٌ ، ثم شدَخٌ ثم مُطبِّخٌ ، ثم كوْكبٌ.

وقال أبو عبيدة : يقال لِغُرَّة الفرس ـ إذا كانت مستديرة ـ : وتيرَةٌ فإذا سالَتْ وطالت فهي شادِخةٌ ، وقد شدَختْ شُدُوخاً.

وأنشد أبو عبيد :

سَقْياً لكُمْ يَا نُعْمُ سَقْيَيْنِ اثْنَينِ

شَادِخَةُ الْغُرَّةِ نَجْلَاءُ الْعَيْن

٣٧

وقال الآخَرُ :

شَدَخَتْ غُرَّةُ السَّوَابِقِ فِيهِمْ

فِي وُجُوهٍ إلَى اللِّمَامِ الْجِعَادِ

وقال الليث : الشَّدْخُ : كسْرُكَ الشيءَ الأجوفَ ـ كالرأْس ونحوه ، وكذلك كلُّ شيء رَخْصٍ ـ كالعَرْفَجِ وما أشبَهه.

وكان يَعْمَرُ الشَّدَّاخ أَحَدَ حُكَّام العربِ في الجاهلية ـ سمي شُدَّاخاً لأنه حكم بين خُزَاعَة وقُصيٍّ حين حكَّموه فيما تنازعوا فيه من أمر الكعبة ، وكَثُرَ القتْلُ ، فشَدَخ دِماءَ خُزَاعَةَ تحت قَدمه وأبطلها ، وقضى بالبيت لقُصَي ، وخرج شُدَّاخٌ نعتاً مَخْرَجَ «رجلٌ طُوّالٌ ، وماءٌ طُيّابٌ».

ومن العرب من يقول : يَعْمَرُ الشَّدّاخُ.

وقال الليث : المُشَدَّخُ بُسرٌ يُغْمَزُ حتى يَنْشَدِخَ ثم يَيْبَسَ في الشتاء.

قلت : المُشَدَّخُ ـ من الْبُسْر ـ : ما افْتُضِخَ والفَضْخُ والشَّدْخُ واحد ، وأمرٌ شَادِخٌ ـ أي : مَائل عن القصد ، وقد شَدِخَ يشْدَخُ شَدَخاً فهو شَادِخٌ.

قلت : لا أعرفُ هَذَا الحرف ولا أحُقُّه.

ورُوي عن ابن عمر : أنه قال ـ في السِّقْطِ ـ : إذا كان شَدَخاً أو مُضْغةً فادْفنه في بيتك.

شمر : ـ عن أبي عَدْنَان عن الأصمعي ـ : يقال : هو شَدَخٌ صغير ـ إذا كان رَطْباً.

قال : وأخبرتني أُمُّ الْمَخِيلَةِ أن الشَّدَخَ : الذي يولَدُ لغير تَمَامٍ ، ولا يكون إلا سَقِطاً وهو الشَّدَخَة.

خ ش ت

استعمل من وجوهه : شخت.

شخت : قال الليث : الشَّخْتُ : الدَّقِيقُ من كل شيء حتى إنَّهُ يقال للدَّقيق العُنق والقوائم : شَخُتٌ ، وقد شَخُتَ شُخُوتَةً ، ومنهم من يحرِّك الخاءَ ، وأنشد :

أَقَاسِيمُ جَزَّأَها صانِعٌ

فَمِنْهَا النَّبِيلُ وَمنْها الشَّخَتْ

قال : ويقال للحَطَبِ الدَّقيق : شَخْتٌ ، ويقال : إِنَّه لَشَخْتُ الجُزَارَة ـ إذا كان دقيقَ القوائم.

وقال ذو الرُّمّة :

شَخْتُ الْجُزَارَةِ مِثْلُ الْبَيْتِ سَائرُهُ

مِنَ المُسُوحِ خِدَبٌّ شَوْقَبٌ خَشِبٌ

ويقال للشَّخْت : شَخِيتٌ ، وإنَّه لَشَخْتُ العطاء ـ أي : قليل العطاء.

خ ش ظ ، ـ خ ش ذ ، ـ خ ش ث : مهملات الوجوه.

باب الخاء والشين والراء

خ ش ر

خرش ، خشر ، شرخ ، شخر : مستعملة.

خشر : في الحديث : «إذَا ذَهَبَ الْخِيَارُ وَبَقِيَتْ خُشَارَةٌ كَخُشَارَةِ الشَّعِيرِ لَا يُبَالِي بِهِمُ الله بَالَةً».

أبو عبيد : الْخُشَارَةُ : الرديءُ من كل شيء وأنشد بيتَ الحطيئة :

وَبَاع بَنِيهِ بَعْضُهُمْ بخُشَارةٍ

وَبِعْتَ لِذُبْيانَ الْعَلَاءَ بِمَالِكِ

٣٨

وقال غيرُه : خَشَرْتُ الشيءَ ـ إذا أرْذَلْتَهُ فهو مَخْشُورٌ.

وقال أبو زيد : الْخُشارةُ : ما بقي على المائدة ـ مما لا خير فيه.

قال : وَخَشَرْتُ الشيءَ أَخْشُرُهُ خَشْراً ـ إذا نَفَيْتَ الرديء منه.

عمرو ـ عن أبيه ـ قال : الْخَاشِرُ السَّفِلَةُ من الناس ، وقاله ابن الأعرابي وزاد فقال : هم الْخُشَارُ والبُشَارُ والْقُشَارُ والسُّقَّاطُ والبُقّاطُ واللُّقَّاطُ والمُقَّاطُ.

خرش : في حديث أبي بكر : «أَنَّهُ أَفَاضَ وَهُوَ يَخْرِشُ بِعِيرَهُ بِمِحْجَنِهِ».

قال أبو عبيد ـ عن الأصمعيِّ ـ : الخَرْشُ : أن يضْرِبه بمِحْجَنِهِ ثم يجتذِبَه إليه ـ يريد بذلك تحريكه للإِسْرَاع.

وهو شَبيه بالْخَدْش ، وأنشد :

إِنَّ الجِرَاءَ تخْتَرِشْ

في بَطْن أمِّ الْهَمَّرِشْ

وقال الليث : الْخَرْش بالأظْفار في الجسَدِ كلِّه.

قال : وتَخَارَشَ الكلابُ والسَّنَانير : مَزَّقَ بعضُها بعضاً ، وخَرَش البَعيرَ بالْمِحْجَنِ : ضربه بطرَفه في عُرْض رَقبته أو في جِلده ، حتى يَحُتَّ عنه وَبَرَه.

قال : والْخِرَاشُ : سِمَةٌ مُستطيلة ـ كاللَّذْعَةِ الْخَفِيَّةِ ، وثلاثةُ أَخْرِشَةٍ ، وبعيرٌ مَخْرُوشٌ.

أبو عبيد : عن أبي زيد : الْخِرْشَاءُ قِشْرُ البيضِ الأبيضُ الأعلى ، وإنما يقال له : خِرْشَاءُ بعد ما يُنْقَفُ فَيَخْرُج ما فيه.

قال : وقال الأصمعي : الْخِرْشَاءُ : جلد الْحَيَّة ، وكذلك كلُّ شيء فيه انتفاخ وتَفَتُّقٌ وأنشد :

إذَا مَسَ خِرْشَاءَ الثُّمَالةِ أَنْفُهُ

ثَنَى مِشفَرَيْهِ للصَّرِيحِ فَأَقنعَا

يَعني الرَّغْوَة ، فيها انتفاخٌ وتفتُّق وخُروق.

الليث : الْخِرشاء : جِلد البَيضة الدَّاخِلُ وجَمْعه خَرَاشِيُ ، وهو الغِرْقِىءُ.

اللِّحياني : فلان يَخْرِش لِعِياله ، ويَخْتَرِشُ ـ أيْ : يَكسِبُ لهم وَيجمعُ ، وكذلك يَقْرِشُ ويَقْتَرِش.

قال رؤبة :

أُولَاكِ هَبَّشْتُ لَهُمْ تَهْبيشِي

قَرْضِي وَما جَمَّعْتُ مِنْ خُرَوشِي

وخَرَشَةٌ : اسمُ رَجل ، ويقال للذباب : خَرَشَةٌ ، وقد خَرَشَهُ الذباب ـ إِذا عَضَّهُ وخِرَاشٌ : اسم رجل.

ويقال : هو كلْبُ خِرَاشٍ وهِراشٍ.

وقال أبو سعيد : حَرَشَهُ وخَرَشه ـ إذا خَدَشَه.

وقال أبو تراب : سمعت رافعاً يقول : لي عندَه خُرَاشةٌ وخُمَاشَةٌ ـ أي : حَقٌّ صغير.

أبو عبيد ـ عن الأموي ـ رجل خَرْشٌ وخَرِشٌ ، وهو الذي لا ينام.

قلت : أظُنه مع الجُوع.

شخر أبو عبيد ـ عن الأصمعي ـ : من أصوات الخيل : الشَّخِيرُ والنَّخِيرُ والْكَرِيرُ ، فالشَّخِيرُ من الفَمِ ، والنَّخِيرُ من المعنْخَرَيْن ، والكَرِيرُ من الصدر.

٣٩

قال : واسم الرجل : شِخِّيرٌ ـ بكسر الشين ، وليس في كلام العرب فَعِّيلٌ.

وقال الليثُ : الشَّخِيرُ : ما تحاتَّ من الجبل بالأقدام والقوائم. وأنشد :

بنُطْفَةٍ بارِقٍ في رَأْسِ نِيقٍ

مُنِيفٍ دُونَهَا مِنْه شَخِيرُ

قلتُ : لا أعرِفَ الشَّخِيرَ بهذا المعنى إلَّا أن يكون الأصلُ فيه خَشِيراً فقُلِب.

وقال أبو زيد : يقال لما بين الكُرَّيْنِ من الرَّحْل : شَرْخٌ وشَخْرٌ ، والْكُرُّ ما ضمَّ الظَّلِفَتَيْن.

شرخ : رُوي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «اقْتُلُوا شُيُوخَ المُشْرِكِينَ واسْتَحْيُوا شَرْخَهُم».

قال أبو عبيد : فيه قولان : أحدهما ـ أنَّه أراد بالشيوخ ـ الرجالَ الْمَسَانَّ ، أهلَ الجَلَد والقوة على القتال ، ولا يريد الهَرْمَى ، وأراد بالشَّرْخِ ـ الصِّغارَ الذين لم يُدْرِكوا.

فصار تأويل الحديث : اقتلوا الرِّجالَ البالغين ، واستَحْيُوا الصِّبيان.

قال : ومنهم مَنْ قال : أراد بالشيوخ ـ الْهَرْمَى ، الذين إذا سُبُوا لم يُنتفَعْ بهم للخدمة وأراد بالشَّرْخ ـ الشَّبابَ وأَهلَ الجَلَدِ من الرجال ، الذين يَصْلُحُون للمِلْك والخِدْمة.

وقال حسَّانُ بن ثابت :

إِنَ شَرْخَ الشَّباب والشَّعَرَ الأسْ

وَدَ ما لَمْ يُعَاصَ كَانَ جُنونَا

قلت : وَالشَّارخُ في كلام العرب : الشابُّ ، والجميع شَرْخٌ.

ابنُ نجْدَةَ ـ عن أبي زيد ـ : الشَّرْخُ والسِّنْخُ : الأصل.

وَقال الليث : شَرْخَا الرَّحْلِ : آخرتُه وَوَاسِطُه.

وقال ذُو الرُّمَّةِ :

كَأَنَّهُ بَيْنَ شَرْخيْ رَحْلٍ ساهِمَةٍ

حَرْفٍ إذا ما اسْتَرَقَّ الليلُ مَأْمُومُ

ابنُ حَبِيبٍ : نَجْلُ الرَّجلِ وشَلْخُه وشَرْخهُ : واحد.

ابن شميل : زَنَمَتَا السَّهْم : شَرْخا فُوقِه ، وهما اللذان : الوَتَرُ بينهما.

أبو عبيد ـ عن الأصمعي ـ في شَرْخَيِ السَّهْم مثلُه.

شمِرٌ : الشَّرْخُ : الشَّابُّ ، وهو اسمٌ يقع موقع الجمع.

قال لَبِيدٌ :

شَرْخاً صُقُوراً يافِعاً وأَمْرَدَا

ويُجْمَعُ الشَّرْخُ : شُرُوخاً وشُرَّخاً.

وقال العَجَّاجُ :

صِيدٌ تَسَامَى وشُرُوخٌ شُرَّخُ

وَقال أبو عبيدة : الشَّرْخُ النِّتَاجُ ، يقال : هذا من شَرْخِ فلان ـ أي : من نِتاجِه.

وقال غيره : الشَّرْخُ نِتَاجُ سَنة ـ ما دام صِغاراً.

وقال ذو الرُّمَّةِ ـ يصف فحلاً :

سِبَحْلاً أَبَا شَرْخَيْن أَحْيَا بَنَاتِهِ

مَقَالِيتُها فَهْيَ اللُّبَابُ الْحَبَائِسُ

وشَرَخَ نَابُ البعير يَشْرَخُ شُرُوخاً ـ إذا شَقَّ البَضْعَة وخرج ، وأنشد :

٤٠