تهذيب اللغة - ج ٧

محمّد بن أحمد الأزهري

تهذيب اللغة - ج ٧

المؤلف:

محمّد بن أحمد الأزهري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٨٥

وفي الحديث : «مَنْ أَكلَ الرِّبَا أَطْعَمَهُ الله مِن طينَةِ الْخَبَالِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

قال : وقال رجلٌ من الْعَرَب : إنَّ لنا في بني فلان خَبْلاً في الجاهليَّة ـ أي : قطْعَ أَيْدٍ وأرجُلٍ وقال ابنُ الأعرابيِّ : الْخَبَلُ : الْجِنُّ ، والخَبَلُ الإنْسُ ، والْخَبَلُ الْجِرَاحَةُ.

قال : والْخَبْلُ ـ بالْجَزْم ـ : قَطْعُ اليَدِ والرِّجل.

يقال : بنُو فلان يطالبُونَنا بخَبْلٍ ـ أي : بِقَطْعِ أَيْدٍ وأَرْجُلٍ وجِرَاحَاتٍ.

أبو عبيد : الإخْبَالُ أن يُعْطِيَ الرجلُ الرجلَ البعيرَ أَو الناقةَ .. يركبُها ويَجْتَزُّ وَبَرَها ، وينتفِعُ بها ، ثم يَرُدُّهَا.

وإياه عَنَى زُهَيْرُ بْنُ أَبي سُلْمَى بقوله :

هُنَالِكَ إِنْ يُسْتَخْبَلُوا الْمَالَ يُخْبِلُوا

وَإِنْ يُسْأَلُوا يُعْطُوا وإِنْ يَيْسِرُوا يُغْلُوا

يقال منه : أَخْبَلْتُ الرجُلَ ، أُخْبِلُهُ إِخْبَالاً.

ورُوِيَ قوْلُ لبيدٍ في صفة فَرَسٍ له :

... غَيْرُ طَوِيلِ الْمُخْتَبَلْ

بالخاء من الاخْتِبَال ـ أَرَادَ أنَّه غيرُ طويلِ مُدَّةِ عَارِيَّتِهِ ـ إذا أُعِيرَ.

ومَنْ رَوَاه :

... غَيْرُ طَوِيل الْمُحْتَبَلْ

أراد : أنَّه غيرُ طويل الرُّسْغِ ـ وهو مَوْضِع الْحَبْلِ مِن يَدِه ، وطُولُه عَيْبٌ.

وقال اللَّيثُ : مُختَبلُهُ : قَوَائِمُه واخْتِبَالُها : أَلَّا تَثُبتَ في مَوَاطِنِهَا.

قلتُ : والقولُ هو الأوَّلُ.

وقال اللَّيثُ : يقال : بِفُلَانٍ خَبَالٌ ـ أي : مَسٌّ.

وهو خَبالٌ على أهله ـ أي : عَنَاءٌ.

وقال الله جلّ وعزّ : (لا يَأْلُونَكُمْ خَبالاً) [عِمرَان : ١١٨].

قال الزَّجَّاجُ : الْخَبَالُ : الفَساد ، وذهابُ الشيء.

وأنشد بَيْتَ أَوْسٍ :

أَبَنِي لُبَيْنى لَسْتُمُو بِيَدٍ

إلَّا يَداً مَخْبُولَةَ العَضُدِ

وَرَوى أبو العبَّاس ـ عن ابن الأعرابي في قول الله جلّ وعزّ : (لا يَأْلُونَكُمْ خَبالاً) ـ أي : لا يُقَصِّرُونَ في فَسَادِكُمْ.

وفي الحديث : «مَنْ أُصِيبِ بدَمٍ أَوْ خَبْلٍ ..»

وفي حديث آخرَ : «بَيْنَ يَدَي السَّاعَةِ خَبْلٌ».

يعني فسادَ الفِتْنَةِ والهَرْجِ والقَتْلِ.

والخَابِلُ : الْجِنُّ ، وجَمْعُهُ : خَبَلٌ.

وقال الأصمعيُّ : خَبَلَ فلانٌ فلاناً عَن كذا وكذا ـ إذا مَنَعَه .. يَخْبِلُه خَبْلاً وخَبِلَتْ يَدُه ـ أي : شَلَّت.

وقال ابنُ الأعرابيِّ : الْمُخَبَّلُ ، الْمَجْنُون وبه سُمِّي الْمخَبَّلُ الشاعِرُ .. وهو الْمُخْبَلُ.

سَلَمَةُ عن الفرَّاء قال : الخَبَلُ : الْجِنُّ ، والْخَبَلُ : الإنْسُ.

١٨١

قال : والْخَبَلُ المَزَادَة ، والْخَبَلُ : الْجُنُونُ ، والْخَبَلُ : جَوْدَةُ الْحُمقِ بِلا جُنُون ، والْخَبَلُ : الْقِرْبَةُ الملأَى.

أبو العبَّاس ـ عن ابن الأعرابيِّ ـ قال : الْخَبَالُ : السَّمُّ القَاتِلُ.

قال : والْخُبْلَةُ : الفَسَادُ من جِرَاحَةٍ أو كَلمَةٍ.

قال : والْخَبْلُ : الفسادُ في الثَّمَرِ.

وفي الحديث : «أَنَّ الأنْصَارَ شَكَتْ إلى رَسُولِ الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أَنَّ رَجُلاً صَاحِبَ خَبْلٍ يَأتِي إلى نَخْلِهِمْ فَيُفْسِدُهُ».

لخب : ثعلبٌ ـ عن ابن الأعرابيِّ ـ قال : الْمُلَاخِبُ : الْمُلَاطِمُ ، والْمُلَخَّبُ : الْمُلَطَّمُ ، في الْخصُومات ، واللُّخَابُ : اللُّطَامُ.

خ ل م

خلم ، خمل ، لمخ ، لخم ، ملخ ، مخل : مستعملات : مخل : أهمله اللَّيْثُ.

وروى أبُو العبَّاس ـ عن ابن الأعرابيِّ ـ قال : الْمَاخِلُ : الْهَارِبُ.

قلتُ : وكذلك المَالِخُ ، كأَنَّه قُلِبَ عنه ، والخَافِلُ .. وهذه من نوادره.

خمل : قال اللَّيْثُ : خَمَلَ ذِكرُه يَخْمُلُ خُمُولاً ، والْخَامِلُ : الْخَفِيُّ : وهو خَامِلُ الذِّكر ـ لا يُعْرَف ولا يُذْكَرُ ، والقولُ الْخَامِلُ : الْخَفِيضُ.

وفي الحديث : «اذْكُروا الله ذِكْراً خَامِلاً» ـ أي : اخفِضوا صَوْتَكمْ بِذِكْرِه ـ تَوْقِيراً لجَلالَتِهِ ، وَهَيْبَةً لِعَظَمَتِهِ.

قال : والْخَمِيلَةُ مَفْرَجٌ بين هَبْطَةٍ وصَلَابَةٍ ، وهي مَكْرُمَةٌ للنَّبَات.

أبو عبيد ـ عن أصحابه ـ : الْخَمِيلَةُ من الرَّمل مُسْتَرَقُّهُ .. حيث يَذْهَبُ مُعْظَمُه ويبقى شيءٌ مِنْ لَيِّنِه.

وقال شمِرٌ : قال أبو عمرٍو : الْخَمِيلَةُ : الأرضُ السَّهلةُ التي تُنبِتُ.

شُبِّهَ نَبْتُها بِخَمْلِ القَطِيفَةِ.

قال : ويقال : الْخَمِيلةُ مَنْقَعُ ماءٍ ومَنْبِتُ شَجَرٍ.

ولا تكونُ إلَّا في وَطَاءٍ من الأرض.

وقال ابن السكِّيت : قال أبو صَاعِدٍ : الْخَمِيلةُ : الشَّجَرُ المجتَمِعُ .. الذي لا تَرَى فيه الشيء إذا وقع في وَسَطِهِ.

قال : وقال الأصمعيُّ : الخَمِيلةُ رَمْلةٌ تُنْبِتُ الشَّجَرَ.

وروى ابن الفَرَجِ ـ عن بَعْضِهمْ ـ أَنَّه قال : هو خَامِلُ الذِّكْرِ ، وَخَامِنُ الذّكْر ـ بمعنًى واحِدٍ.

وقال الليث : الخَمْلُ ـ مَجْزُومٌ ـ خَمْلُ القَطِيفَةِ ونحوِه ، وهو مِنْ غَزْلٍ نُسِجَ قد أُفْضِلتْ له فُضُولٌ كَخَمْلِ الطِّنْفَسَةِ.

ويقال لرِيشِ النَّعَام : خَمْلٌ.

قال : والخَمْلَةُ ثَوْبٌ مُخْمَلٌ من صُوفٍ كالكِساءِ .. له خَمْلٌ.

قال : والخُمَالُ دَاءٌ يأْخذُ الفرسَ فَلَا يَبرحُ حتى يُقْطعَ منه عِرْقٌ أَو يَهلِكَ.

وأنشد قول الأعشى يَصِفُ نَجِيبَةً من الإبلِ.

١٨٢

لمْ تُعَطَّفْ على حُوَارٍ وَلمْ يَقْ

طعْ عَبِيدٌ عُرُوقَهَا مِنْ خُمَالِ

قال : وَالْخُمَالُ داءٌ يأْخذُ في قائِمَةِ الشَّاةِ ، ثمَّ يَتَحَوَّلُ في القوائم يَدُورُ بَينهنَّ.

يقال : خُمِلَتِ الشَّاةُ .. فهي مَخْمُولةٌ.

أبو عبيد : الخُمَالُ : من أَدْوَاءِ الإبل وهو ظَلْعٌ يكُونُ في القوائِم.

وأنشد بيتَ الأعْشى.

وقال الليث : الخَمِيلةُ ـ والجَميعُ : الخَمِيلُ ـ : رِيشُ النَّعَامِ.

قال : والخَمْلُ : ضَرْبٌ من السَّمَكِ .. مِثلُ اللُّخْمِ.

قلت : لا أَعرفُ «الخَمْلَ» بالخَاء في أَسماء السَّمكِ ، وأَنواعِها ، وأَعْرِفُ «الجَمَلَ» ولا آمَنُ أن يكون مُصَحَّفاً.

فإن صَحَّ «الخَمْلُ» لِثِقَةٍ فاقْبَلْهُ وإلّا ... ففيهِ نَظَرٌ.

قلتُ : ويقال : فلانٌ ... خَبيثُ الخِمْلَة ـ أي : خَبِيثُ البِطَانَةِ والسَّريرةِ.

قاله أبو زيد.

ثعلب عن سَلَمَة عن الفرَّاء ـ : الخِمْلةُ :

باطِنُ أَمْرِ الرجل.

يقال : فلانٌ كريمُ الخِمْلة .. ولَئِيمُ الخِمْلة.

قال : والخِمْلةُ : العَبَاءُ القَطَوَانِيَّةُ قال : وهي الْبِيضُ الْقَصِيرَةُ الخَمْلِ.

قال : والْخَمَلُ : السَّفِلُ من الناس.

واحِدُهُمْ خَامِلٌ.

وقال غيرُه : الخَمِيلُ : الثّيَابُ الْمُخْمَلةُ.

وأنشد :

وَإنَّ لَنَا دُرْنَى فَكُلَّ عَشِيَّةٍ

يُحَطَّ إليْنَا خَمْرُهَا وخَميلُهَا

خَمِيلُهَا : ثِيَابُهَا.

والْخَمْلةُ : شِبْهُ الشِّمْلة من الثِّياب.

لخم : قال الليث : لَخْمٌ : حَيٌّ من جُذَامَ.

قلتُ : ومُلُوكُ لَخْمٍ كانوا يَنْزِلُونَ «الْحِيرَةَ» ، وهم آلُ المُنْذِرِ ابنِ مَاءِ السماء.

وقال الليث : اللَّخْمُ ضَرْبٌ من سَمَكِ البَحْر.

وقال رؤبةُ :

كَثِيرَةٌ حِيتَانُهُ وَلُخُمُهْ

قال : و «الْجَمَلُ» سَمَكَةٌ تكون في البحر.

رواه ابن الأعرابيِّ : وأنشد :

وَاعْتَلَجَتْ جِمَالُهُ وَلُخُمُهْ

قال : ولا يكون «الجَمَلُ» في الْعَذْبِ.

قال : واللُّخْمُ : الْكَوْسَجُ ـ يقال : إنه يأكُل الناسَ.

وقال غيرُه : اللَّخْمُ : القَطْع ، وقد لَخَمَهُ ـ إذا قَطَعَه.

واللَّخَمَةُ : الْعَقَبَةُ من الْمَتْنِ.

قال ذلك قُطْرُبٌ.

خلم : قال الليث : الْخِلْمُ : مَرْبِضٌ للظَّبْيَةِ أو كِنَاسٌ تتَّخِذُه مأْلَفاً ، وتأوِي إليه.

قال : ويسمَّى الصَّدِيقُ خِلْماً .. لأُلْفَتِهِ ، وَيقال فلانٌ خِلْمُ فلان.

قال : وَالْخِلْمُ : العَظيم.

١٨٣

وقال غيرُه : هو خِلْمي ، وهي خِلْمِي وقد خَالَمَ فلانٌ فلاناً ـ إذا صادَقَه.

أبو العبَّاس ـ عن ابن الأعرابيِّ ـ قال : الْخِلْمُ : الصَّديقُ الصَّادِقُ الخالص.

وقال المبرِّد ـ حكايةً عن بعض البصريين ـ أنه قال : ما كانوا يَعُدُّونَ الْمُتفَتِّيَةَ حتى يكون لها خِلْمَانِ سِوَى زوجِها.

عمروٌ ـ عن أبيه ـ قال : الْخِلْمُ شَحْم ثَرْبِ الشَّاة.

قال أبو العبَّاس : وسألتُ عنه ابنَ الأعرابيِّ .. فَعَرَفَه.

وقال في بابٍ آخَرَ : الْخُلُم شُحُومُ ثَرْبِ الشَّاة.

قال : والْخُلُمُ ـ أيضاً : الأصدقاءُ.

ملخ : قال الليث : الْمَلْخُ قَبْضُكَ على عَضلةٍ عَضّاً وجَذْباً.

ويقال : امتلخَ الكلبُ عَضَلَتَهُ وامْتَلَخَ يَدَهُ من القابِضِ عليه ، وامتلخَ السَّيْفَ من جَفْنِه ـ إذا استَلَّهُ.

ومَلَخَتِ العُقَابُ عين الْمَيْتَةِ وامْتَلَخَتْها ـ إذا انتزعتها.

وامتلختُ اللجامَ .. منْ رأسِ الدَّابةِ.

قال : والمَلَّاخُ : المَلَّاقُ.

وقال رُؤبة :

مُقْتَدِرُ التَّجْلِيخِ مَلَّاخُ الْمَلَقُ

ورُوِيَ عن الْحَسَنِ أنه وَصَفَ رجلاً فقال : يَمْلَخ في الباطل مَلْخاً

ـ أي : يتَلَهَّى.

قال : ومَالَخَهَا مِلَاخاً ـ إذا مالَقَهَا وَلَاعَبَهَا.

شَمِرٌ ـ عن ابن الأعرابيِّ ـ : مَلَخَ في الأرض : ذَهَبَ فيها.

قال : والْمَلْقُ أَنْ يَمُرَّ مَرّاً سريعاً.

وقال ابن هَانِىءٍ : الْمَلْخُ مَدُّ الضَّبْعَين في الحُضْرِ على حالاته كلِّها مُحْسِناً ومُسيئاً.

وقال غيرُه : المَلْخُ : السَّيْر السَّهل ، والْمَلْقُ نَحْوُه.

وقال شَمِرٌ ـ في قول الحَسَنِ : «يَمْلخُ في البَاطِلِ» ـ هو التَّثَنِّي والتَّكَسُّر.

يقال : مَلَخَ الفَرَسُ ـ إذا لَعِبَ. قال : وقال أبو عَدْنانَ : قال لي الأصمعيُّ :

«يَمْلَخُ في الباطل» : يَمُرُّ فيه مَرّاً سَهْلاً.

قلتُ : وسمِعْتُ غيرَ واحد من الأعْرابِ يقول : مَلَخَ فُلانٌ ـ إذا هَرَبَ.

وعَبْدٌ مَلَّاخٌ ـ إذا كان كثيرَ الإبَاقِ.

ثعلب ـ عن ابن الأعرابي ـ : الْمَلْخُ : الفِرَارُ ، والْمَلْخُ : التَّكبُّرُ. والْمَلْخُ : رِيحُ الطعام.

أبو عبيد ـ عن الأصمعي ـ : امْتَلخْتُ الشيء ـ إذا اسْتلَلْتُهُ رُويداً.

أبو العباس ـ عن ابن الأعرابي ـ قال : إذا ضَرَبَ الفحْلُ الناقةَ فلم يُلْقِحهَا فهو مَلِيخٌ.

وقال في موضعٍ : المليخُ : الذي لا يُلقِحُ أَصْلاً.

قال : وكلُّ طعامٍ فاسدٍ فهو مَليخٌ.

وقال الليث : المليخُ لحمٌ لا طَعمَ له ـ كلحم الحُوَارِ.

١٨٤

قال : ومَلَخْتُ المرأة مَلْخاً .. وهو شِدَّةُ الرَّطْمِ.

وقال أبو عُبيدة : فَرَسٌ مَلِيخٌ ونَزُورٌ وصَلُودٌ ـ إذا كان بطيء الإلْقاحِ.

وجمعُه : مُلُخٌ.

لمخ : قال الليث : اللِّمَاخُ : اللِّطَامُ.

يقال : لامَخْتُه ، ولاطَمْتُه.

وأنشد قولَ العَجَّاجِ :

فأَوْرَخَتْهَ أَيَّما إيرَاخِ

قَبْلَ لِمَاخٍ أَيِّمَا لِمَاخِ

ويقال : لَمَخَهُ لمْخاً ـ أيْ : لَطَمَه.

(أبواب) الخاء والنون

خ ن ف

خنف ، خفن ، نخف ، نفخ ، فنخ : مستعملة.

خفن : قال الليث : خَفَّانُ النَّعَامِ : رَأْلُها ـ الواحدةُ خَفَّانةٌ ـ وهو فَرْخُها.

قلتُ : هذا تَصْحِيف ، والذي أراد الليثُ : الحَفَّانُ ـ بالحاء ـ وهي رِئَالُ النَّعام.

وقد مرَّ تفسيرُها مُشْبَعاً ، في باب «حَفَّ» مِن مُضاعَف حرف الحاء ، والخاءُ فيه خطَأٌ.

قلتُ : وخَفَّانُ : مَوْضِعٌ.

وهو مَأْسَدَة بين الثِّنْي وعُذَيْبٍ.

وفيه غِيَاضٌ ونُزُوزٌ .. وهو معروفٌ.

ورَوَى أبو العباس ـ عن ابن الأعرابي ـ : أنَّه قال : الخَفْنُ : اسْتِرْخَاءُ الْبَطْنِ.

قلتُ : وهو حَرْفٌ غريبٌ لم أَسْمَعهُ لغيره.

وقال الليث : الخَيْفَانُ : الجَرَادُ .. أوَّلَ ما يطيرُ.

جَرَادَةٌ خَيْفَانةٌ.

وكذلك الناقةُ السريعة.

قلتُ : جعل «خَيْفَاناً» «فَيْعَالاً» ، من الْخَفْنِ : وليس كذلك.

وإنما الْخَيْفَانُ ـ من الجرادِ ـ : الذي صارَ فيه خطوط مُخْتلفةٌ.

وأصْلُه من «الأَخْيَفِ».

والنونُ في خَيْفَانَ : نونُ «فَعْلانَ» ، والياءُ أَصْلِيَّةٌ.

خنف : أبو العباس ـ عن ابن الأعرابيِّ ـ قال : الْخِنَافُ : سُرْعَةُ قَلْبِ يَدَي الفَرَس.

وقال الليثُ : صَدْرٌ أَخْنَفُ وظهرٌ أَخْنفُ.

وخَنَفَهُ : انهِضامُ أحدِ جانِبَيْهِ.

يقال : خَنَفَتِ الدَّابَّةُ ، وهي تَخْنِفُ بيدها وبأَنفها في السير ـ أيْ : تَضْرِب بها نشاطاً ، وفيه بعضُ المَيْل.

يقال : ناقةٌ خَنُوفٌ .. مِخْنَافٌ.

وقال أبو عبيدٍ ـ عن الأصمعيِّ ـ : الْخَنُوفُ من الإبل : اللَّيِّنَةُ اليدَيْن في السَّيْر.

وقال أبو عبيدةَ : ويكونُ الْخِنَافُ في الخيل : أَنْ يَثْنِيَ الفَرسُ يَدَه ورأسَه في شِقٍّ ، إذا أحضَرَ.

قال : أبو عبيدٍ : وقال الأصمعيُّ : إذا أَهْوَى الفَرَسُ بحافرِه إلى وَحْشِيِّهِ فذلك : الْخِنَاف .. وقد خَنَفَ يَخْنِفُ.

١٨٥

قال : ويكونُ الْخِنَافُ في البَعِيرِ ـ في الْعُنُق ـ : أَنْ يُمِيلَهُ .. إذا مُدَّ بِزَمامِه.

وقال الليثُ : الْخَانِفُ : الذي يُمِيلُ رأسَه إلى الزِّمَام ، يَفعَلُ ذلك من نشاطه.

قال : وجَمَلٌ خَانِفٌ .. مِخْنَافٌ.

وهو الذي لا يُلْقِحُ ـ إذا ضَرَبَ.

وهو كالْعقيمِ من الرِّجال.

قلتُ : لم أَسمع «الْمِخْنَافَ» بهذا المعنى .. لغير الليث ، وَلا أَدْري.

ما صِحَّتُهُ؟ وفي الحديث : «أَنَّ قَوْماً أَتَوُا النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالوا : تَخَرَّقَتْ عنَّا الْخُنُفُ ، وأَحْرَقَ بُطُونَنا التَّمْرُ».

قال أبو عبيدٍ : قال الأصمعيُّ : الْخُنُفُ واحدها خَنِيفٌ .. وهو جِنْسٌ من الكَتَّان أَرْدَأُ ما يكونُ منه.

وأنشدَ :

عَلَى كالْخَنِيفِ السَّحْقِ يَدْعُو بِهِ الصَّدَى

لَه قُلُبٌ عَادِيَّةٌ وَصُحُونُ

يعني طريقاً ذَكَرُه.

شَبَّههُ بثوبِ كَتَّان خَلَقٍ .. لدُرُوسِه.

عمرٌو ـ عن أبيه ـ قال : الْخَنِيفُ رديءُ الكَتَّان.

والْخَنِيفُ : الناقةُ الغَزِيرَةُ اللَّبنِ. ومِخْنَفٌ ـ من الأسماء ـ : معروفٌ.

فنخ : قال الليث : الْفَنِيخُ : الرِّخْوُ الضَّعيف.

وقالت امرأةٌ :

مَا لي وَلِلشُّيُوخِ

يَمْشُون كالْفُرُوخِ

وَالْحَوْقَلِ الْفَنِيخِ

والْحوْقَلُ : الذي أَسَنَّ ، وضعُف عن الجِماع.

قال : وفَنَّخْتُهُ تَفْنيخاً ـ أي : أَذْلَلتُه ، وفَنَخْتُ رأسَه فَنْخاً ـ إذا فَتَتُّ العَظْمَ من غير شَقٍّ ولا إدْماءٍ وَقال العَجَّاج :

لَعلِمَ الجُهَّالُ أَنِّي مِفْنَخُ

لِهَامِهمْ أَرُضُّهُ وأَنْفُخُ

اَّمَّ الصَّدَى عَنِ الصَّدَى وَأَصْمَخُ

نفخ : قال الليث : النَّفْخُ معروفٌ.

تقول : نَفَخْتُ فانْتَفَخَ.

والْمِنْفاخُ : الذي يَنْفُخُ به الإنسانُ في النار وغيرِها.

والنَّفِيخُ : الذي يَنْفخُ في النّار .. الْمُوكَّلُ بذلك وأَنشدَ :

في الصُّبْح يَحْكي لَوْنَهُ زَخِيخُ

مِنْ شُعْلةٍ سَاعَدَهَا النّفِيخُ

قال : صار الَّذي يَنْفخُ : نَفِيخاً مِثْلُ الْجَلِيس ونَحْوِه .. لأنَّه لا يزالُ يَتعهَّدُه بالنَّفْخ والنُّفَّاخُ : نُفْخَة الوَرَم من دَاءٍ يأْخذُ حَيْثُ أَخَذَ.

والنُّفْخَةُ : انتفاخُ البطن من طعام ونحوِه.

والنَّفْخَةُ : نَفْخَةُ يوم القيامة. والْمِنْفَاخُ : كِيرُ الحَدَّاد وشابٌّ وشابَّةٌ نُفُخٌ.

وذلك : إذا مَلأتْهُمَا نُفْخَةُ الشَّبَابِ.

ورجلٌ أُنْفُخَانٌ ، وامرأةٌ أُنْفُخَانَةٌ ورجلٌ مَنْفُوخٌ ، وقَوْمٌ مَنْفُوخُونَ ـ إِذا امْتلأوا سِمَناً .. في رَخَاوَةٍ.

١٨٦

والنُّفُخُ : الفَتَى الْمُمْتَلىءُ شباباً ـ بِضَمَّةِ النون والفاء.

وكذلكَ : الجَارِيَةُ ـ بغير هَاءٍ.

والنَّفَخُ : دَاءٌ في الْفَرسِ .. فَرَسٌ أنْفَخُ وهو انْتِفَاخُ الْخُصْيَتَيْنِ.

والنُّفَّاخَةُ : هَنَةٌ مُنْتَفِخَةٌ .. تكونُ في بطن السَّمَكةِ ، وهو نِصابها ـ فيما زعموا وَبها تَسْتَقِلُّ السَّمَكَةُ في الماء وتتردَّدُ به.

قال : والنُّفَّاخَةُ : التي تكونُ فوقَ الماء.

والنَّفْخَاءُ ـ من الأرض ـ ما ارتفعَ.

وهي مَكْرُمَةٌ تُنْبِتُ قليلاً من الشجر.

ومِثْلُها : النَّهْدَاءُ .. غيرَ أَنَّها أَشدُّ اسْتِوَاءً وتصوُّباً في الأرض.

شمر ـ عن ابن الأعرابيِّ ـ : أرضٌ نَفْخَاءُ :

لَيِّنَةٌ .. فيها ارتفاعٌ ، وليس فيها رَمْلٌ ولا حجارةٌ.

وقيل لابْنَةِ الْخُسِّ : ـ أي شيءٍ أَحْسَنُ؟

فقالت : «أَثَرُ غادِيَةٍ .. في إِثْرٍ سَاريةٍ .. في بِلادٍ خَاوِيةٍ .. في نَفْخَاءَ رَابِيَةٍ».

وقال أبو زيد : هذه نُفْخَةُ الرَّبيع. ونُفْخَتُهُ : اكْتِهَالُ بَقْلهِ.

وجمْعُ النَّفْخاءِ : نَفَاخَى.

والنَّفْخُ : الْكِبْرُ .. في قوله : «أَعُوذُ بِكَ من الشَّيْطَانِ .. من هَمْزِهِ ونَفْثِهِ وَنَفْخِهِ».

فَنَفْخُهُ الْكِبْرُ ، ونَفْثُهُ الشِّعْرُ وهَمْزُهُ الْمُوتَةُ.

قال والنَّفْخُ : ارتفاعُ الضُّحَى.

وقال الفراءُ : يقال : (نُفِخَ فِي الصُّورِ) ونُفِخَ الصُّورُ ـ بِمعْنًى واحدٍ.

نخف : أبو العباس ـ عن ابن الأعرابي ـ قال : النَّخْفُ : صوتُ الأَنفِ ـ إِذا مَخَطَ.

قال : وأَنْخَفَ الرجلُ : كثُرَ صوتُ نَخِيفِهِ.

وهو مِثْلُ «الْخنِينِ» من الأنْفِ.

قال : والنِّخَافُ : الْخُفُّ. وجمعُهُ : أَنْخِفَةٌ.

وقال أَعرابيٌّ : جاءنا فلانٌ في نِخَافَيْنِ مُلَكَّمَيْنِ نَفَاعِيَيْنِ مُقَرْطَمَيْنِ.

ـ أي : في خُفَّيْنِ مُرَقَّعَيْنِ.

خ ن ب

خنب ، خبن ، نخب ، نبخ ، بخن : مستعملة : خنب : قال الليث : يقال : جاريةٌ خَنِبَةٌ : غَنِجَةٌ رَخِيمَةٌ.

قال : ورجلٌ خِنَّأْبٌ ـ مكسورُ الْخَاء ..

مشدَّدُ النون مهموزٌ ـ وهو الضَّخْمُ في عَبَالة .. والجميع : خَنَانِبُ.

ويقال : بَلِ الْخِنَّأْبُ من الرجال : الأحمقُ المتَصَرِّفُ ـ يَخْتَلِجُ هكذا مَرَّةً وهكذا مَرَّة ـ أي : يَذهبُ.

وأنشد :

أَكْوِي ذَوِي الأضْغَانِ كَيّاً مُنْضِجاً

مِنهُمْ وَذَا الخِنّابَةِ الْعَفَنْجَجَا

قال : والْخُنَّأْبَةُ ـ الخاءُ رفعٌ ، والنون شديدةٌ ، وبعد النون همزةٌ ـ وهي طَرَفُ الأنْف ـ وهما : الْخُنَّأْبَتَانِ.

قال : والأرْنَبَةُ : تحت الْخُنّأْبَةِ.

قلتُ : أمَّا قولُه : «جَارِيَةٌ خَنِبَةٌ» بمعنى «الْغَنِجَةِ الرَّخِيمَةِ» فلا أَعْرِفُه.

١٨٧

ولكنَّ أبا العبّاس رَوَى ـ عن ابن الأعرابيِّ ـ قال : ظَبْيَةٌ خَنِبَةٌ ـ أي : عاقِدَةٌ عُنُقَهَا ، وهي رابِضَةٌ وكَأَنَّ الجارِيَةَ مُشَبَّهَةٌ بها.

ورَوَى سلَمةُ ـ عن الفَرَّاء ـ أنه قال : الْخِنْبُ ـ بكسر الخاء ـ : ثِنْيُ الرُّكْبَةِ. وهو المَأبِضُ.

وقال شمِرٌ : خَنِبَتْ رِجْلُه ـ إذا وَهُنَتْ.

وأَخْنَبْتُها ـ إذا أَوْهَنْتُهَا وقال ابنُ أَحْمَرَ :

أَبِي الّذي أَخْنَبَ رِجْلَ ابنِ الصَّعِقْ

قال : وقال ابنُ الأعرابيِّ :

أَخْنَبَ رِجْلَهُ ـ أي : قَطَعَها

وقال أبو عَمْرٍو : الْمَخْنَبَةُ : الْقَطِيعَةُ.

وأما قولُهُ : الْخُنَّأْبَةُ ـ بالهمز وضَمِّ الخاء ـ فإِن أبا العباسِ .. روَى ـ عن ابن الأعرابيِّ ـ أنه قال : الْخِنَّابَتَانِ ـ بكسر الخاء وتشديد النون غيرَ مهموز : هما سَمَّا المَنْخَرَينِ وهما المنْخَرَانِ والْخَوْرَمَتَانِ.

قلتُ : وهكذَا قال أبو عبيدةَ .. في «كِتَابِ الْخَيْلِ».

ورَوَى سلَمةُ ـ عن الفَرَّاء ـ أنه قال : الْخِنَّابُ والْخِنَّبُ : الطّوِيلُ .. ولا أعرف الهَمْزَ لأحدٍ .. في هذه الحُرُوفِ.

أبو عبيد ـ عن الفرَّاء ـ أنه قال : يقال : إنه لَذُو خُنَبَاتٍ وخَبَنَاتِ.

وَهوَ الذي يَصْلُحُ مَرّةً ، وَيَفْسُدُ أخْرَى.

وقال شَمرٌ : الْخَنَبَاتُ : الغَدْرُ والكَذِبُ.

ويقال : لن يَعْدَمَك ـ من اللّئيم ـ خَنَابَةٌ ـ أي : شَرٌّ.

نخب : قال الليث : النَّخْبُ ضَرْبٌ من الْبُضْعِ.

يقال : نَخَبَها به النَّاخِبُ.

وأنشد :

إذا الْعَجُوزُ اسْتَنْخَبَتْ فانْخَبها

قال : والنَّخْبَةُ : خَوْقُ الثَّفْرِ.

وروى سلمة ـ عن الفراء ـ قال : المَنْخَبَة : أمُّ سُوَيْدٍ.

الحرَّانيُّ ـ عن ابن السكِّيتِ ـ يقال : رَجُلٌ مَنْخُوبٌ ونَخِيبٌ .. ومُنْتَخَبُ الفُؤادِ ـ أي : مُنْتزَعُ الفُؤاد.

ومنه : نَخَبَ الصَّقْرُ الصَّيْدَ ـ إذا انتزَعَ قَلْبَهُ.

ومنه النُّخْبَةُ ـ وهُم الجَمَاعَة .. تُخْتارُ من الرجال ، فتُنْتَزَعُ منهم.

أبو العباس ـ عن ابن الأعرابي ـ قال : أنْخَبَ الرجلُ ـ إذا جاء بِوَلدٍ جَبانٍ ، وأَنْخَبَ : جاء بوَلدٍ شُجاع.

فالأول من «المَنْخُوبِ» .. والثاني من «النُّخْبَةِ».

وقال الليثُ : يُقال : انْتَخَبْتُ أَفضَلَهُمْ نُخْبَةً ، وانْتَخَبْتُ نُخْبَتهُمْ.

قال : وقد يقال للمَنْخوبِ : «النِّخَبُ» ـ النونُ مجرورة والخاءُ منصوبةٌ والباء شديدةٌ.

والجَميعُ : الْمَنْخُوبُونَ.

وقد يقال في الشِّعر ـ على «مَفاعِلَ» ـ : مَنَاخِبُ.

١٨٨

قال : والمَنْخُوبُ : الذي قد ذهَبَ لَحْمُهُ وهُزِلَ.

أبو حاتم ـ عن الأصمعيِّ ـ : يقال : هم نُخَبَةُ القوم ـ بضم النون وفتح الخاء.

قلتُ : وغيرُه يُجيزُ «نُخْبَةً» ـ بإسكان الخاء.

واللُّغَةُ الجَيِّدَةُ : ما رواه الأصمعيُّ.

خبن : قال الليث : خَبَنْتُ الثوبَ .. خَبْناً ـ إذا رَفَعْتُ ذُلْذُلَ الثوب ـ فخِطْتُه ـ أَرْفَعَ من موضعِه كي يَقْلُصَ .. كما يُفْعَل بثوب الصبيِّ.

والفِعْلُ : خَبَنَ .. يَخْبِنُ. قال : والْخُبْنَةُ : ثِبانُ الرجُل. وهو ذُلْذُلُ ثوبِه .. المرفوعُ.

يقال : رَفَعَ في خُبْنَتِهِ شيئاً .. وقد خَبَنَ خَبْناً.

قال : والْخُبْنُ في المزَادة : ما بين الْخُرَبِ ... لكلِّ مِسْمَعٍ خُبْنَانِ.

وقال شمرٌ : يقال للثَّوْبِ ـ إذا طال فَثَنَيتَهُ ـ : قد خَبَنْتُهُ وغَبَنْتُهُ وكَبَنْتُهُ.

وقال المُخَبَّلُ السَّعْدِيُّ :

وَكانَ لهَا مِنْ حَوْضِ سَيْحَانَ فُرْصةٌ

أَرَاغَ لهَا نجْمٌ مِنَ الْقَيظِ خَابنُ

 ـ أي : خَبَنَها الْقَيْظُ.

وفي حديث عمرَ رضي‌الله‌عنه : «إذا مَرَّ أَحَدُكُم بحائِطٍ فلْيأكُلْ مِنْهُ ، وَلا يَتخِذْ خُبْنةً».

قال شمرٌ : الْخُبْنَةُ والحُبْكَةُ : في الحُجزَةِ .. والثُّبْنَةُ : في الإزَار.

وقال أبو العباس : قال ابنُ الأعرابيِّ : أَخْبَنَ الرجلُ ـ إذا خَبَأَ في خُبْنةِ سَرَاويلهِ .. ممّا يَلِي الصُّلْبَ.

وأَثبَنَ ـ إذا خَبأَ في ثُبْنَتِهِ .. ممّا يَلي البَطْنَ.

نبخ : قال الليث : النَّبْخُ : ما نَفَطَ من اليدِ فخرج عليه شِبْهُ قَرْحٍ ممتلىءٍ ماءً من العمل.

فإِذا انْفَقأَ أو يبِسَ .. مَجَلَتِ اليد فصَلُبَتْ عَلَى الْعمل.

وكذلك : من الْجُدَرِيِّ.

أبو عُبيد : النَّبْخُ : الْجُدَرِيُّ.

وأنشد غيرُه لكَعْب بن زُهَيْرٍ ـ يَصِفُ القَطَا :

وَعَنْ حَدَقٍ كالنَّبْقِ لمْ يتَفَلَّقِ

يَعنِي حَدَقَ فِراخ القَطَا.

وقال الليثُ : النَّبْخَةُ : كالنُّكْتَةِ.

أبو العبَّاس ـ عن ابن الأعرابيِّ ـ : أَنْبَخَ الرجلُ ـ إذا أَكلَ النَّبْخَ وهو أَصْلُ البَرْدِيِّ .. يُؤْكلُ في الَقَحْطِ.

وأَنبَخَ وَأَبْنَخَ : عَجَنَ عجِيناً أَنْبَخَانيّاً .. وهو المسترخِي.

وأَنْبخَ : زَرَعَ في أَرْضٍ نَبْخَاء ، وهي الرِّخْوةُ.

وقال شَمِرٌ : خُبْزَةٌ أَنْبَخَانِيَّةٌ : ضَخْمَةٌ.

قال : ويقال : رجلٌ أَنْبَخُ وجملٌ أَنْبَخُ ـ إذا كان جافياً.

وقال بعضهم : بُقُولٌ أَنْبَخَانيَّةٌ.

١٨٩

وقال الليثُ : الأَنبخُ : التُّرَابُ الأكْدَرُ اللَّوْن .. الكَثيرُ.

قال : والأَنْبَخَانُ : العَجينُ النَّبَّاخُ ـ يعني الفاسدَ الحامِضَ.

وقد نَبُخَ العجينُ .. يَنْبُخُ نُبُوخاً.

وقال ابنُ شميلٍ : النَّبْخَاءُ ـ من الأرض ـ : المكانُ الرِّخْو .. وليس من الرَّمْل.

وهو مِنْ جَلْدِ الأرض ذِي الحجارة.

وقال أبو مالك : ثَرِيدٌ أَنْبَخَانِيٌ ـ إذا كان له بخارٌ وسُخونةٌ.

وقال غيرُه : ثَرِيدٌ أَنبَخانيٌ ـ إذا سُوِّي من الكَعْكِ والزَّيْتِ ، فانتَفَخ ـ حين صُبَّ عليه الماءُ ـ واسترخَى.

عمرٌو ـ عن أبيه ـ قال : يقال للكِبْريتَةِ التي يُثَقَّبُ بها النار : النَّبْخَةُ.

وأخبرني المنذريُّ ـ عن الحرَّانيِّ عن ابن السِّكِّيتِ ـ : رجُل نابخَةٌ من النَّوَابِخِ ـ إذا كان عظيمَ الشَّأْن ضَخْماً.

وأَنشد لِساعِدَةَ الهُذَلِيِّ :

يَخْشَى عَلَيْهِمْ مِنَ الأَمْلَاكِ نَابِخَةً

مِنَ النَّوَابِخِ مِثْلَ الْخَادِرِ الرُّزَمِ

قال : ويُرْوَى :

... نابِجَةً مِن النَّوَابِجِ ...

من النَّبْجَةِ : وهي الرَّابِيَةُ.

بخن : قال الأصمعيُّ : يقال للناقَةِ ، إذا تمدَّدَتْ للحَلْب ـ : قد ابْخَأَنَّتْ.

ويقال للميِّت ـ أيضاً ـ : قد ابْخأَنَ.

وقال الرَّاجِزُ : ـ فتَرَك فيه الهمْزَ :

مُرِبَّةٌ بالنَّقْر والإبْسَاسِ

وَالابْخِنَانِ الدَّرِّ والنُّعَاسِ

قلتُ : وأصلُ «ابْخَأَنَ» : من «البَخْنِ».

وهو «المَخْنُ» .. وهو الطويلُ المَدِيدُ.

خ ن م

خمن ، خنم ، نخم ، مخن : مستعملة.

خمن : قال الليثُ : الْخَمْنُ : تَخْمِينُكَ الشيء بالوَهْم .. خَمَنَ يَخْمِنُ خَمْناً.

تقولُ : قلْ فيه قوْلاً بالتَّخْمِين ـ أيْ : بالْوَهْمِ والظَّنِّ.

وقال أبو حاتمٍ : هذه كلمةٌ أَصْلُها فارسيَّة ثم عُرِّبَتْ .. وأصلُها من قولهم : «خَمَانَا».

معناه : الظَّنُّ والحَدْسُ.

ويقال : هو من خَمَّان الناس ـ أيْ : مِن ضُعَفائهم.

كأنه «فَعْلَانُ» من الْخَمْنِ ، وهو الكَنْسُ.

مخن : قال الليثُ : رجلٌ مَخْنٌ وامرأةٌ مَخْنَةٌ إلى القِصَر ما هو؟ .. وفيه زَهْوٌ وخِفَّةٌ.

قلتُ : ما عَلِمْتُ أحداً من أهلِ اللُّغة قال في المَخْنِ : إنه القِصَرُ ـ غيرَ اللَّيثِ.

وقد رَوَى أبو عبيد ـ عن الأصمعيِّ ـ في باب «الطِّوَالُ من الناس» : ومنهمُ «المَخْنُ» ، و «الْيَمْخُورُ» ، و «المُتَمَاحِلُ».

ورَوَى أبو العباس ـ عن ابن الأعرابي ـ : أنّه قال : المَخْنُ : الطُّول.

قال : والمَخْنُ ـ أيضاً : البكاء.

والمَخْنُ ـ أيضاً ـ : نَزْحُ البئر.

وأنشد غيرهُ :

١٩٠

قَدْ أَمَرَ الْقَاضِي بِأَمْرٍ عَدْلِ

أَنْ يَمْخَنُوهَا بِثَمَانِي أَدْلِ

وقال أبو عمرٍو : يقال : مَحَنَها ومَخَنَها ومَسَحَهَا ـ إذا باضَعَها .. يَعني المرأَةَ.

خنم : أبو العباس ، عن ابن الأعرابيِّ : قال : الْخَنْمَةُ : ضَرْبٌ من خُشَامِ الأَنْفِ وهو ضِيقٌ في نَفسهِ.

نخم : أبو العباس ـ عن ابن الأعرابي ـ قال : النَّخْمَةُ : النُّخَاعةُ ، والنَّخْمَةُ : اللَّطْمَةُ.

وقال الليثُ : النُّخَامةُ : ما يَخرُجُ من الْخَيْشُومِ عند التَّنَخُّعِ.

يقال : هو يَنْخَمُ نَخْماً.

قلتُ : وقال غَيْرُه : النُّخَامَةُ : ما يُلقيهِ الرَّجُل من خَرَاشِيِّ صَدْرِهِ.

وأمَّا النُّخَاعَةُ : فما نَزَلَ من النُّخَاعِ الذي مادَّتُهُ من الدِّماغِ.

وقال الليث : النَّخْمُ : اللَّعِبُ والْغِنَاءُ.

وروى أبو العبَّاس ـ عن ابن الأعرابيِّ ـ أنَّه قال : النَّخْرُ أَجْوَدُ الغِناء.

ومنه حديثُ الشَّعْبِيِ أَنَّه اجتمع شَرْبٌ من أهل الأنبَارِ ، وبَيْنَ أيدِيهمْ نَاجُودٌ فَغَنَّى نَاخِمُهُمْ :

أَلَا فَاسْقِيَانِي قَبْلَ جَيشِ أبي بَكْرِ

ـ أَيْ : غَنَّى مُغَنِّيهِمْ بِهذَا

[أبواب الخاء والفاء]

خ ف ب : مُهْمَلٌ.

خ ف م

اسْتُعْمِلَ منه : فخم.

فخم : الليث : فَخُمَ يَفْخُمُ فَخَامَةً فهو فَخْمٌ : عَبْلٌ.

وفي حديث ابن أبي هَالَة وصِفَتِهِ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : كانَ فَخْماً مُفَخَّماً

ـ أَيْ : عَظِيماً مُعَظَّماً في الصُّدور وَالعُيونِ ، ولمْ تكنْ خِلقتُهُ في جِسْمِهِ الضَّخَامَةَ.

وأَتيْنَا فلاناً ففخَّمْنَاهُ أَيْ : عظَّمْنَاه وَرَفَعْنَا من شأنه.

وقال رُؤْبَةُ :

نَحمَدُ مَوْلَانَا الأجَلَ الأَفْخَمَا

وقال بعضهُمْ : الْفَيْخَمَانُ : الرَّئيسُ الْمُعَظَّمُ الذي يُصْدَرُ عن رأيه ، ولا يُقْطَعُ أَمْرٌ دُونَه.

آخِرُ الثُّلَاثيِّ الصَّحِيح مِنْ حَرْفِ الْخَاء

١٩١

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ

كتاب الثلاثي المعتل من حرف الخاء

[باب الخاء والغين]

خ غ (وايء) : [مهمل]

باب الخاء والقاف

خ ق (وايء)

خاق (خوق) قاخ ، قخى : مستعملة.

خوق : قال الليث : الْخَوْقُ : حَلْقَةُ الْقُرْطِ والشَّنْفِ.

يقال : ما في أُذُنِهَا خُرْصٌ ولا خَوْقٌ.

أبو العبَّاس ـ عن ابن الأعرابيِّ ـ قال : الْحَادُورُ : الْقُرْطُ ، وَخَوْقُهُ حَلْقَتُهُ.

قال : والْمُخَوَّقُ : الْحَادُورُ الْعظيمُ الْخَوْقِ.

قال : ويقال للرجُل : خُقْ خُقْ ـ أي : حَلِّ جارِيتَكَ بالْقِرَطَةِ.

وقال الليث : مَفَازَةٌ خَوْقَاءُ .. مُنْخَاقَةُ.

وأَنشد :

خَوْقَاءُ مُفْضَاهَا إلى مُنْخَاقِ

وخَوَقٌ أَخْوَقُ .. وخَوَقُهَا سَعَةُ جَوْفِها وقد انْخاقَتِ الْمَفَازَة.

ويقال : خَوْقُهَا : طُولُها وعِرَضُ انْبِسَاطِهَا.

شمرٌ ـ عن أبي عمرٍو ـ : الْخَوْقَاءُ : الْمَفَازَةُ التي لا ماءَ بها.

وبَلَدٌ أَخْوَقُ : واسِعٌ بَعِيدٌ.

قال رُؤْبَةُ :

في الْعَيْنِ مَهْوَى ذِي حِدَابٍ أَخْوَقَا

إِذَا الْمَهَاري اجْتَبْنَهُ تَخرَّقَا

عَنْ طَامِس الأعْلَامِ أَوْ تَخَوَّقَا

تَخَوَّقَ : تَبَاعد عنه.

وقال غيرُه : مفازةٌ خَوْقَاءُ : وَاسِعَة الْجَوْفِ.

وقال ابنُ مُقْبِلٍ :

وَجَرْدَاءَ خَوْقَاءِ الْمَسَارِحِ هَوْجَلٍ

بِهَا لاسْتِدَاءِ الشَّعْشَعَانَاتِ مَسْبَحُ

أبو عبيد ـ عن الأُمَوِيِّ ـ : ناقَةٌ خَوْقَاءُ ، وبعِيرٌ أَخْوَقُ : بَيِّنُ الْخَوَقِ.

وهو مِثْلُ الْجَرَبِ.

شمرٌ عن ابن شُمَيْلٍ ـ : الْخَوْقَاءُ : الرَّكِيَّةُ البعيدةُ القَعْرِ ..

الواسعةُ .. مِنَ الرَّكايَا بَيِّنَةِ الْخَوْقِ.

١٩٢

قال : والْخَوْقَاءُ من النِّساء : الدَّقيقَةُ الطَّوِيلةُ.

قال : والْخَوْقَاءُ ـ أيضاً ـ : الْحَمْقَاءُ من النساء .. ونِساءٌ خُوقٌ.

وفي «نوادر الأعراب» : خُوقُ الْفَرَسِ جِلْدُ ذَكَرِه الذي يَرْجِعُ فيه مِشْوَارَهُ.

وقال الليث : خَاقَ الرجلُ المرأةَ ـ إذا فَعَلَ بها.

أبو العباس ـ عن ابن الأعرابي ـ : خَاقِ بَاقِ : صَوْتُ حَرَكَة أبي عُميْرٍ في زَرْنَبِ الْفَلْهَمِ.

قال : والزَّرْنَبُ : الْكَيْنُ.

قال الليث : وخَاشِ مَاشِ : قُمَاشُ البَيْتِ وسقَطه.

قلتُ : وجَعَلَ الرَّاجزُ «خَاقِ باقِ» : فَلْهَمَ المَرأَة .. حيثُ يقول :

مُلْصِقَةَ السَّرْجِ بِخَاقِ بَاقِهَا

وهذا من تسمِيَة العربِ الشيء باسم غَيرِه ـ إذا كان مَعَهُ ، أو من سَبَبِه.

قخى : قال الليثُ : إذا كان الرَّجلُ قَبِيحَ التَّنَخُّع .. يقال : قَخَّى يُقَخِّى تَقْخِيَةً وهي حكايةُ تَنَخُّعِهِ.

قيخ : شَمِرَ ـ عن الأخفش ـ : فيما رَوَاهُ له ابنُ هانىءٍ عنه : ليلةٌ قَاخٌ ـ أَيْ : سَوْدَاءُ ، وأنشد :

كَمْ لَيْلَةً طَخْيَاءَ قَاخاً حِنْدِسَا

تَرَى النُّجُومَ مِنْ دُجَاهَا طُمَّسَا

[باب الخاء والكاف]

خ ك (واىء)

كوخ : الكُوخُ والكَاخُ : دَخِيلَانِ في العربيَّة وكأنهما مِن كلام النَّبَطِ.

باب الخَاء والجيم

خ ج (وائ)

خجأ ، خجى ، جخأ ، جاخ ، جوخ : مستعملة.

خجأ : أبو عُبيدٍ : خَجَأْتُ المَرْأَةَ وَفَطَأْتُهَا ـ أيْ : نكَحْتُها.

ونحوَ ذلك قال أبو زَيْدٍ.

وقال اللِّحْيَانيُّ : رجلٌ خُجَأَةٌ : كثيرُ المُباضَعَةِ.

وفحْلٌ خُجَأَةٌ : كثيرُ الضِّرَابِ.

وقالت بنتُ الْخُسِّ : «خَيْرُ الفُحُولِ البَازِلُ الْخُجَأَةُ»

خجى : قال محمَّدُ بنُ حَبِيبٍ : الأَخْجَى : هَنُ المرأةِ ـ إذا كان كثيرَ الماءِ فاسداً قَعُوراً بَعِيدَ المِسْبَارِ ـ وهو أَخْبَثُ له.

وأَنْشَدَ :

وسَوْدَاءَ مِنْ نَبْهَانَ تَثْنِي نِطَاقَها

بِأَخْجَى قَعُورٍ أَوْ جَوَاعِرِ ذِيبِ

وقولُهُ :

... أوْ جَوَاعِرِ ذِيبٍ ...

أرَادَ أَنها رَسْخَاءُ.

وقال الليثُ : التَّخَاجِي في المشْي : التَّبَطُّؤُ.

وأنشد شَمِرٌ :

١٩٣

ذَرُوا التَّخَاجِيَ وَامْشُوا مِشْيَةً سُجُحاً

إنَّ الرِّجالَ ذَوُو عَصْبٍ وتَذْكِيرِ

جَخَى وجخَّى وجَخَّ.

رُوِيَ عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أَنَّهُ كان إذا سَجَدَ جَخَّى».

قال أبو العباس : أحمدُ بْنُ يَحيَى : يقال : جَخَّ الرجلُ وجَخَّى ـ إذا خَوَّى في سجوده ـ وهو أنْ يَرفع ظَهْرَه حتى يُقِلَّ بَطْنَهُ عن الأرض.

قال : ويقال : «جَخَّى» إذا فَتَحَ عَضُدَيْهِ في السُّجُودِ.

وفي حديث حُذَيْفَةَ ـ حين وَصَف القلوبَ فقال ـ : «وقلْبٌ مُرْبَدٌّ كالكُوزِ مُجَخِّياً .. وَأَمَالَ كَفَّهُ».

والمُجَخَّى : المائلُ عن الاستقامة والاعتدال.

يقال : جَخَّى إلى السَّوْأَةِ ـ إذا مالَ إليها.

وأنشد أبو عُبيدٍ :

كَفَى سَوْأَةً أَلَّا تَزَالَ مُجَخِّياً

إلَى سَوْأَةٍ وَفْرَاءَ في اسْتِكَ عُودُها

أَيْ : مائِلاً.

ويقال : جَخَّى الليلُ تَجْخِيَةً ـ إذا أَدْبَرَ.

وقال أبو تُرَابٍ : سَمِعْتُ مُدْرِكاً يقول : رجلٌ أَجْخَى وأَجْخَرُ ـ إذا كان قليلَ لحمِ الفَخِذَيْنِ ، وفيهما تَخاذُلٌ من العِظام ، وتَفَاحُجٌ.

ويقال للشَّيْخِ ـ إذا حَنَاهُ الكِبَرُ ـ : قد جَخَّى.

جوخ و (جاخ) : أبو عُبيدٍ ـ عن الأحمر ـ : تَجَوَّخَتِ البئرُ تَجَوُّخاً ـ إذا انهارَتْ.

وقال شَمِرٌ : جَوَّخَ السَّيْلُ الوادِيَ تَجْوِيخاً ـ إذا كسَرَ جَنَبَتَيْهِ.

وهو الجَوْخُ.

وقال حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ الهلاليُّ ـ أنْشَدَهُ شَمِرٌ ـ :

أَلَثَّتْ عليهِ دِيمَةٌ بَعْدَ وَابِلٍ

فَلِلجزع مِنْ جَوْخِ السُّيُول قَسِيبُ

ويقال : تَجَوَّخَتْ قُرْحَتُه ـ إذا انفجَرَتْ بالمِدَّةِ.

وقال أبو حاتم : تقول العامَّةُ : الجَوْخَانُ .. وهو فارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ.

وهو بالعربيَّةِ : المِسْطحُ والجَرِينُ.

باب الخاء والشين

خ ش (واىء)

خشى ، وخش ، خيش ، خاش ، شاخ ، خشا ، مستعملة : خشى : قال الليثُ : الْخَشْيَةُ : الْخَوْف ، والفِعْلُ خَشِيَ يَخْشَى.

ويقال : هذا المكانُ أَخْشَى من ذلك المكانِ.

وقال العَجَّاجَ :

قَطَعْتُ أَخْشَاهُ إذا ما أَحْجَبَا

وقال الفرَّاءُ ـ في قول الله جلّ وعزّ : (فَخَشِينا أَنْ يُرْهِقَهُما طُغْياناً وَكُفْراً) [الكهف : ٨٠].

قال : فَخَشِينا ـ أيْ : فَعَلِمْنَا.

وقال الزّجَّاجُ : فَخَشِينا : مِن كلام الْخَضِرِ.

١٩٤

والدَّليل على أنه للخضر ؛ قوله عزوجل : (فَأَرَدْنا أَنْ يُبْدِلَهُما رَبُّهُما) [الكهف : ٨١].

قال : وجائزٌ أنْ يكونَ فَخَشِينا : عن الله جلّ وعزّ لأنّ الخَشيةَ من الله تعالى معناها : الكراهة ، ومعناها من الآدَمِيِّين : الخوف.

وخش : قال الليث : الْوَخْشُ من الناس : رُذَالَتهُم ، وصِغَارُهمْ.

اسمٌ يقعُ على الواحد والجميعِ والإناث.

رجل وَخْشٌ ، وامرأةٌ وَخْشٌ ، وقومٌ وَخْشٌ.

وربَّما جُمعَ أَوْخَاشاً. ورُبّما أُدْخلَ فيه النون.

وأنشد :

جَارِيَةٌ لَيْسَتْ مِنَ الوَخْشَنِ

النونُ صِلَة لِلرَّوِيِّ.

وأنشد أبو عُبَيْدٍ في «الإِيخَاشِ» :

وَأَلْقَيْتُ سَهْمِي وَسْطَهُمْ حِينَ أَوْخَشُوا

فَمَا صَارَ لي في القَسْمِ إلَّا ثَمِينُهَا

قال : «أوْخَشُوا» : خلطوا. وقال النَّابغة :

أَبَوْا أَنْ يُقِيموا للرِّماح وَوَخَّشَتْ

شَغَارِ وَأَعْطَوْا مُنْيَةً كُلَّ ذِي ذَحْلٍ

قال شَمِرٌ ـ في قوله : «وَخَّشَتْ» ـ : ألْقَتْ بأَيْدِيها ، وأطاعتْ.

خيش : قال الليث : الخيشُ : ثيابٌ في نَسْجِها رِقَّةٌ ، وخيوطها غِلَاظٌ. تُتَّخَذ من مُشَاقَةِ الكَتَّانِ. وأنشد :

وَأَبصَرْتُ سَلْمَى بَيْنَ بُرْدَي مَرَاجِلٍ

وَأَخيَاشِ عَصْبٍ مِنْ مُهَلْهَلَةِ الْيَمَنْ

ويقال : فيه خيُوشَةٌ ـ أي : رِقّةٌ.

خوش : قال الليث : رجل مُتَخَوِّش ـ أي : مَهْزُولٌ.

وقال أبو عبيد : قال الفراء : الْخَوْشَانِ.

الْخَاصِرَتَانِ .. من الإنْسَان وغيره.

وقال أبو الهيثم : أَحْسَبُهمَا «الْحَوْشَانِ» ـ بالحاء.

قلتُ : والصواب ما رَوَى أبو عُبيْدٍ عن الفرَّاء.

ورَوَى أبو العباس ـ عن ابن الأعرابي ، وعن عَمْرٍو ـ عن أبيه ـ أنهما قالا : الْخَوْشُ : الخَاصِرَةُ.

قلتُ : ـ وهو عندي ـ : مأخوذ من «التَّخْوِيشِ» وهو التَّنْقِيصُ.

قال رُؤْبة :

يَا عَجَباً وَالدَّهْرُ ذُو تَخْوِيش!!

أي : ذو تنقيص للأشياء.

ويقال : خَوَّشَهُ حَقَّه ـ إذا نَقَصَه.

وقال ابن شُمَيْل : خَاشَ الرجُلُ جارِيَتَه بِأيْرِهِ. قال : والخَوْشُ : كالطَّعْنِ.

وَكذلك : جَافَهَا بِه يَجُوفُها ، وكَامَهَا ونَشَغَها ورَفَغها.

وقال الرَّاعِي ـ يصف ثَوْراً يَحْفِرُ كِناساً ويُجَافِي صَدْرَه عن عروقِ الأَرْطَى. فقال :

يُخَاوِشُ الْبَرْكَ عَنْ عِرْقٍ أَضَرَّ بِهِ

تَجَافِياً كَتَجَافِي الْقَرْم ذِي السَّرَرِ

أي : يرفع صدْرَه عن عِرْقِ الأَرْطَى.

وقال ابن الأعرابيِّ : يقال لِقُماشِ البيت وسَقَطِ مَتَاعِه : خَاشِ مَاشِ.

وأنشد أبُو زَيْدٍ :

١٩٥

صَبَحْنَ أَثْمَادَ بَنِي مِنْقَاشِ

خُوصَ الْعُيُونِ يُبَّسَ الْمُشَاشِ

يَحْمِلْنَ صِبْيَاناً وَخَاشِ مَاشِ

قال : سَمِعَ فارسيَّتَه فأعْرَبَها.

شيخ : يقال : شاخَ الرجلُ يَشِيخُ شُيُوخَةً ، فهو شَيْخٌ.

وجَمْعه : شُيُوخٌ ، وأَشْيَاخٌ ، ومَشْيَخَةٌ ، وشِيخَانٌ ومَشْيُوخَاء.

ويقال للعَجُوزِ : شَيْخَةٌ.

والعرب تقول لِزَوْجِ المرأَة ـ وإن كان شابّاً ـ : هو شَيْخُهَا .. ولامرأة الرجُل ـ وإن كانت شابَّةً ـ : هي عَجُوزُه.

ويقال : قد شَيَّخَ الشَّيْخُ تَشْيِيخاً ـ إذا كَبِر.

والْمَشَايخُ : جمعُ مَشْيَخَةٍ.

أبو عبيدٍ ـ عن أبي زيدٍ ـ : شَيَّخْتُ بالرَّجُل ، تَشْيِيخاً. وسمَّعْتُ به تَسْمِيعاً ، وندَّدْتُ به تَنْدِيداً ـ إذا فَضَحْتَهُ.

وقال أبو زيد أيضاً : ومن الأشجار : الشَّيْخُ.

وهي شجرَةٌ يقال لها : شجَرَةُ الشُّيُوخ ، وثمَرَتها جِرْوٌ .. كَجِرْوِ «الْخِرِّيع». وهي شجرة الْعُصْفُرِ .. مَنْبِتُها الرِّياضُ والقُرْيَانُ.

وتُجْمع الْمَشْيَخَةُ : مَشَايخَ ـ أيضاً.

خشا : أبو العبَّاسِ ـ عن ابْنِ الأعرابيِّ ـ قال : الْخَشا : الزَّرْعُ الأسْوَدُ ـ من الْبَرْدِ ـ والشَّخَا : السَّبَخَةُ.

أبو عبيد ـ عن الأمَوِيِّ ـ قال : الْخَشْوُ : الْحَشَفُ من التَّمْرِ.

وقد خَشَتِ النَّخلَةُ تَخْشُوُ خَشْواً.

باب الخاء والضَاد

خ ض (واىء)

خاض ، وخض ، وضخ ، أضخ ، (أضاخ) : مستعملة.

خوض ـ خيض : قال الليثُ : خُضْتُ الماءَ .. خَوْضاً وخِيَاضاً.

واخْتَاضَ .. اخْتِياضاً ، وخَوَّضَ .. تَخْوِيضاً.

قال : والخَوْضُ : اللبْسُ في الأمر.

والْخَوْضُ : الْمَشْيُ في الماء.

والخَوْضُ ـ من الكلام ـ : ما فيه الكَذِبُ والباطلُ.

والْمِخْوَضُ : مِجْدَحٌ يُخَاضُ به السَوِيقُ.

وقال غيرُه : خُضْتُه بالسَّيْفِ أَخُوضُه خَوْضاً.

وذلك إذا وَضعْتُ السيفَ في أَسْفَلِ بطنه ، ثم رفعتَهُ إلى فَوْقُ.

واخْتَاضَه بالسهم : كذلك.

وقال أبو النَّجْم :

فَاخْتَاضَ أُخْرَى فَهَوَتْ رَجُوخَا

وأَخَاضَ القومُ خَيْلَهُمُ الماءَ .. إخاضةً ـ إذا خاضُوا بها الماءَ.

والخِيَاضُ : أَنْ تُدْخِلَ قِدْحاً مُسْتَعاراً. بين قِدَاحِ الميسرِ تَتَيمَّنُ به.

يقال : خُضْتُ به في القِدَاحِ خِيَاضاً ، وخاوَضْتُ القِدَاحَ .. خِوَاضاً.

وقال الْهُذَلِيُّ :

فَخَضْخَضْتُ صُفْنِي في جَمِّهِ

خِيَاضَ الْمُدَابِرِ قِدْحاً عَطُوفاً

١٩٦

قلتُ : وقولُه. «خَضْخَضْتُ» تكْريرٌ ، مِن «خاضَ يَخُوضُ» كما قالوا : «نَخْنَخْتُ» مِنْ أَناخَ.

لمَّا كرَّرَهُ جعله متعدِّياً.

و «المُدَابِرُ» : المَقْمُورُ .. يُقْمَرُ فيستعيرُ قِدْحاً يثقُ بفوزه ليعاوِدَ مَنْ قَمَرَه القِمارَ.

وقال ابن السكِّيت : ويقال لِلْمَرْعَى ـ إذا كَثُرَ عُشبُه والْتفَّ ـ : قد اخْتَاضَ اخْتِيَاضاً.

وقال سَلمةُ بنُ الخُرْشُبِ :

ومُخْتَاضٍ تَبِيضُ الرُّبْدُ فيهِ

تُحُومِيَ نَبْتُه فَهُوَ الْعَمِيمُ

ويقال لذلك المكان ـ من الوادي ـ : مَخاضٌ ، وجمعُهُ : مَخَائضُ ـ إذا كان يُخاضُ لرقَّتِه وقلّتِهِ.

عمرٌو ـ عن أبيه ـ الْخَوْضَةُ : اللُّؤْلُؤة.

وفي «النوادِر» : «سيفٌ خَيِّضٌ» ـ إذا كان مخلوطاً من حَدِيدٍ أَنِيثٍ ، وحَدِيدٍ ذَكِيرٍ.

والمخاضُ ـ من النهر الكبير ـ : الموضِعُ الذي يتَضَحْضَحُ ماؤُه ، فيُخاضُ عند العبور عليه.

ويقال له : الْمَخَاضَةُ ـ بالهاء أيضاً ـ : وخض : قال الليث : الْوَخْضُ. طَعْنٌ غيرُ جَائِفٍ.

قلتُ : هذا خطأ.

رَوَى أبو عُبيد ـ عن الأصمعي ـ : إذا خالطَتِ الطَّعْنَةُ الجوْفَ ولم تنفُذْ ، فذلك الوخْضُ والوَخْطُ .. وقد وَخَضَهُ وَخْضاً.

قال : وقال أبو زيد : البَجُّ مِثْلُ الوَخْضِ وأنشد :

نَقْخاً عَلَى الْهَامِ وَبَجّاً وَخْضاً

وقال أبو عَمْرٍو : يقال : وَخَضَهُ بالرُّمْحِ ووَخطَهُ.

وضخ : قال الليثُ : الْمُواضَخَةُ : التَّبَارِي والمبالغةُ في العَدْوِ.

وقال العجَّاجُ :

تُوَاضِخُ التَّقْرِيبَ قِلْواً مِغْلَجَا

أبو عُبَيد ـ عن الأصمعيِّ ـ : المُوَاضَخَةُ : أن تسيرَ مِثلَ سيرِ صاحِبكَ ـ وليس هو بالشَّديدِ.

قال : وكذلك هو في الاسْتقاءِ.

يقال منه : أوْضَخْتُ له ـ أيْ : اسْتَقَيْتُ له شيئاً قليلاً ، واسمُ ذلك الشيءِ الذي يُسْتَقَى : الوَضُوخُ.

قال : والْمُواغَدَةُ مِثلُ الْمُواضَخَةِ.

قلت : المُوَاضَخَةُ ـ عند العرب ـ : المُعَارَضةُ والمباراةُ ، وإنْ لمْ يكن مع ذلك مبالَغةٌ في العَدْوِ.

وأَصْلُهُ من الوَضُوخِ ـ كما قال الأصمعيُّ.

وقال ابن السِّكِّيت : الوَضُوخُ : الماءُ الذي يكون في الدَّلْوِ شبيهاً بالنِّصْف.

وقال الليث : يقال للرجل ـ إذا استَقَى فنَفحَ بالدَّلْو نَفْحاً شديداً : قد أَوْضَخَ بها.

قلت : «أَوْضَخَ بها» ـ إذا اسْتَقى بها ماءً قليلاً.

١٩٧

أضخ : أُضَاخُ : اسم جَبَلٍ ، ذكَرَه امرؤ القَيْسِ في شِعْرٍ له يصفُ بَرْقاً شَامَهُ من بعيدٍ ، فقال :

فلمَّا أَنْ عَلَا كَنَفَيْ أُضَاخٍ

وَهَتْ أَعْجازُ رَيِّقِهِ فَحَارَا

باب الخاء والصَاد

خ ص (واىء)

خاص ، صاخ ، خصى ، صخى ، خوص : مستعملة.

خوص : قال الليث : الْخُوصُ : ورَقُ المُقْلِ والنَّخْل ونحْوِهِما.

تقول : أُخْوَصَتِ الْخَوْصَة ، وأُخوَصَتِ الشَّجَرَة.

والْخَوَّاصُ : الذي يُعَالِجُ بالْخُوصِ أشْيَاءَ ... والْخِيَاصَةُ عَملُه.

أبو عبيدٍ ـ عن أبي عمرٍو ـ : أَمْصَخَ الثُّمَامُ : خرجَتْ أَمَاصِيخُهُ.

وأَحْجَنَ : خَرَجَتْ حُجْنَتُهُ ـ وكلاهما خُوصُ الثُّمَامِ.

وقال أبو عَمرٍو : إذا مُطِرَ الْعَرْفَجُ فَلَان عودُه قيل : ثَقَبَ عُودُهُ.

فإذا اسْوَدَّ شيئاً قليلاً قيل : قد قَمِلَ.

فإذا ازدادَ قليلاً قَليلاً قيل : قد ارْقَاطَّ.

فإذا ازداد قليلاً آخَرَ قيل : قد أَدْبَى.

وهو ـ حينئذٍ ـ يصلُحُ أن يُؤكلَ.

فإذا تمَّتْ خُوصَتُهُ قيل : قد أَخْوَصَ.

قلتُ : كأنَّ أبا عمرٍو قد شاهَد الْعَرْفَجَ والثُّمَامَ حين تحَوَّلَا من حال إلى حال.

وما تعرفُ العرب منهما إلا ما وَصَفه.

وقال الليثُ : الْخَوَصُ : ضِيقُ العَيْنِ وصغَرُها وغُؤُورُها.

والْفِعْلُ من ذلك : خَوِصَ يَخْوَصُ.

والنَّعْتُ : أَخْوَصُ وَخَوْصاء.

والإنسانُ يُخَاوِصُ ، ويَتَخَاوَصُ في نَظَرِهِ ـ إذا غَضَّ من بَصَرِه شيئاً.

وهو في ذلك يُحَدِّقُ النظرَ ، كأنه يُقَوِّمُ قِدْحاً.

وكذلك ـ إذا نَظَرَ إلى عَيْنِ الشمس .. غَمَّضَ عَيْنَيْه مُتَخاوِصاً.

وأنشد :

يَوْماً تَرَى حِرْباءَهُ مُخَاوِصَا

والظَّهِيرَةُ الْخَوْصاءُ : أشدُّ الظَّهائِرِ حَرّاً ، لا تَسْتَطيع أن تُحِدَّ طَرْفَكَ إلا مُتَخَاوصاً.

وأنشد :

حِينَ لاحَ الظّهِيرَةُ الْخَوْصاءُ

قلتُ : كلُّ ما قاله الليثُ في الْخَوَصِ فهو صَحِيحٌ ، غيْرَ ما قال في الْخَوَصِ أَنَّهُ ضِيقُ العَين فإنه خَطَأ ، لأنّ العربَ إذا أرادوا ضِيقَها قالوا : هو الْحَوَصُ ـ بالحاء.

قال ذلك الفرَّاءُ وغيرُه.

ورجلٌ أحْوَصُ ، وامرأةٌ حَوْصاءُ ـ إذا كانا ضَيِّقَي الْعَيْنِ.

فإذا أَرَادُوا غُؤورَ العَين فهو الخَوَصُ ـ بالْخَاء معجمةً من فوقُ ـ.

يقال : خَوِصَتْ عينُه تخْوَصُ خَوَصاً ـ إذا غارَتْ.

وروَى أبو عبيدٍ ـ عن أصحابه ـ :

١٩٨

خَوِصَتْ عَيْنُهُ ، ودنَّقَتْ ، وقَدّحَتْ ـ إذا غارَتْ.

وقال أبو عُبَيْدٍ ، قال أبو زَيْدٍ ـ في النَّعْجَةِ ـ : إذا اسْوَدَّتْ إحدى عَينَيْها وابيضّتِ الأخرى فهي خَوْصَاءُ.

وقد خَوِصَتْ خَوَصاً ، واخوَاصَّتِ اخْوِيصَاصاً.

وفي الحديث : «مَثَلُ المَرْأَةِ الصَّالِحَةِ مَثَلُ التَّاجِ الْمُخَوَّصِ بالذّهَبِ ، وَمَثَلُ المرأة السُّوء كالْحِمْل الثَّقِيلِ عَلَى الشّيْخِ الكَبيرِ».

وتخْوِيصُ التاج : مأخوذٌ من خُوصِ النَّخل .. يُجْعَلُ له صَفائِحُ من الذهب عَلَى قَدْرِ عِرَضِ الْخُوص.

أبو العبّاس ـ عن ابن الأعرابيِّ ـ قال : خَوَّصَ الرجل ـ إذا ابتدأَ بإكْرَامِ الكِرَامِ ثم اللِّئامِ.

وأنشد :

يَا صَاحِبَيَ خَوِّصَا بِسَلِ

ـ أي : ابْتَدِئَا بكِرَامِ الإبِلِ فاسقِيَاها فإنْ نَقصَ الماءُ كان على شِرَارِها.

وأخبرني المنذريُّ ـ عن ثعلَبٍ عن ابن الأعرابيِّ ـ قال : ويقال : خَصَّفَهُ الشَّيْبُ وخَوَّصَهُ وأَوْشَمَ فيه .. بمعْنًى واحدٍ.

وقال غيرُه : خَوَّصَهُ الشَّيْبُ وخَوَّصَ فيه إذا بَدَأ فيه.

وقال الأخْطَلُ :

زَوْجَةُ أَشْمَطَ مَرْهُوبٍ بَوَادِرُهُ

قدْ كانَ في رَأْسِهِ التخْوِيصُ والنزَعُ

وسمعت أَرْبابَ النَّعَمِ يقولون للرّعْيانِ يَوْمَ الوِرْدِ ـ إذا أوردوا الَإبل ـ والساقِيان يُجِيلَانِ الدِّلَاءَ في الحوض حتى فاض ـ : ألا وخَوِّصُوها أَرْسَالاً. ولا تُورِدُوها جملةً فَتَباكَّ عَلَى الْحَوْضِ وتَهْدِمُ أَعْضادَه فيَثْنُونها على مَدَى غَلْوَةٍ ؛ ويُرْسِلُون منها ذَوْداً بعد ذَوْدٍ ؛ فيكونُ ذلك أَرْوَى للنَّعَم وأَهْوَنَ على السُّقاةِ.

ومنه قولُ الراجز :

يَا صاحِبَيَ خَوِّصا بالأرْسَالْ

وقال آخر :

يَا صاحِبيَ خَوِّصَا بِسَلِ

ويقال : إنَّ فلاناً لَيُخَوِّصُ من ماله ـ إذا كان يُعْطِي الشيءَ الْمُقَارِبَ.

وكلُّ هذا مأخوذ من تَخْوِيصِ الشَّجر ـ إذا أَوْرَقَ قليلاً قليلاً.

ويقال : نِلْتُ من فلان خَوْصاً خَائِصاً وخَيْصاً خَائصاً ـ إذا نِلْتُ منه شيئاً يَسِيراً.

ومنه قول الأَعْشى :

لَقَدْ نَالَ خَيْصاً مِنْ عُفَيْرَةَ خَائِصَا

وقَارَةٌ خَوْصَاءُ : مرتَفِعَةٌ طويلةٌ.

وقال الشاعر :

رُباً بَيْنَ نِيقَيْ صَفْصَفٍ وَرَتائجٍ

بِخَوْصاءَ مِنْ زَلَّاءَ ذَاتِ لُصُوبِ

وقال ابن الأعرابي : الْخَيْصاءُ ـ من المِعْزَى ـ : التي أَحَدُ قَرْنَيْهَا مُنْتَصِبٌ ، والآخرُ لاصقٌ برأسها.

والْخَيْصَاءُ ـ أيضاً ـ : العَطِيَّة التَّافِهَة.

١٩٩

أبو عبيد ـ عن أبي زيد ـ خَاوَصْتُهُ الْبَيْعَ مُخَاوَصَةً ـ إذا عارَضْتُهُ البيعَ.

وقال ابنُ شُمَيل : يقال : هذه أرضٌ ما تُمْسِكُ خُوصَتُهَا الطائِرَ ـ أي : رَطْبُ الشجر .. إذا وقع عليه الطائرُ مال به عُودُه من رُطوبته ونَعْمَتِهِ.

وقال النَّضْرُ : الْخَوْصاءُ من الرِّياح : الْحَارَّةُ .. يَكْسِرُ الإنسانُ عَيْنَه من حَرِّها ويَتَخَاوَصُ لها.

والعرب تقول : طَلَعَتِ الْجَوْزَاءُ .. وهبَّتِ الْخَوْصَاءُ.

وقال غيرُه : بئرٌ خَوْصاءُ : بعيدَةُ القَعْرِ لا يُرْوِي ماؤُها المالَ.

وأنشد :

وَمَنْهَلِ أَخْوَصَ طَامٍ خَالي

قلتُ : والْخُوصَةُ : خُوصَةُ النَّخْل والْمُقْلِ.

وللعَرْفَجِ والثُّمَام .. خُوصَةٌ أيضاً.

وأما البُقُولُ التي يتناثَرُ وَرَقُها ـ وقْتَ الهيْجِ ـ فلا خوصَةَ لها.

وخُوصَةُ العَرْفَج والثُّمَامِ .. تَبْقَيَان صُلْبَتَيْنِ في شجرتهما.

خصى : قال الليث : الْخِصاءُ : أن تَخْصِيَ الشَّاةَ أو الدَّابَّةَ خِصَاءً ـ ممدودٌ .. لأنَّه عيبٌ ، والعُيُوبُ تجيءُ عَلَى (فِعَالٍ) مِثْلُ العِثَارِ والنِّفَارِ والعِضَادِ .. وما أشْبهها.

وفي أمثال العرب : «هُوَ كَخَاصِي الْعَيْرِ».

يقال ذلك : للذي لا حياء له ، ولا مروءة.

وفي بعض الأخبار : (الصَّوْمُ خِصَاءٌ).

وبعضُهم يَروِيه (الصَّوْمُ وِجَاءٌ).

والمعنيان متقاربان.

والْخَصْيَةُ تُؤَنَّثُ ـ إذا أُفْرِدَت فإِذا ثَنَّوْا ..

ذَكَّرُوا وأَنَّثُوا وأنشد الفراء :

كَأَنَ خُصَيَيْهِ مِنَ التّدَلْدُلِ

ظَرْفُ عَجُوزٍ فيه ثِنْتَا حَنْظَلِ

ومن العرب مَنْ يَقُولُ : الْخُصْيَتَانِ.

وقال ابن السكيت : تقول : ما أَعْظَمَ خُصْيَيْهِ وخُصْيَتَيْهِ ـ ولا تُكْسَرُ الخَاءُ.

قال : وقال أبو عَمْرٍو : الْخُصْيَتَانِ : البَيْضَتَانِ. والْخُصْيان : الْجِلْدَتان اللَّتان فيهما البيضتان. وقال ابن السكيت : يقال : خِصْيَةٌ وخُصْيَةٌ. قال : وقال أبو عبيدة : يقال : (خُصْيَةٌ) ولم نَسْمَع «خِصْيَةٌ».

قال : ولم يُقَلْ : (خُصْيٌ) .. للواحد.

قال : ويقال : خُصْيَان في التَّثنية.

وقال غيرُه : يقال لجمعِ الْخَصِيِ : خِصْيَةٌ وخِصْيانٌ.

صيخ : قال الليث : الصَّاخَةُ ـ خفيفٌ ـ : وَرَمٌ في العَظْم من كَدْمَةٍ أو صَدْمة. يبقى أثَرُها كالْمَشَش.

وثلاثُ صاخَاتٍ ، والجميعُ : الصَّاخُ ، وأنشد :

بِلَحْيَيْهِ صَاخٌ مِنْ صِدَامِ الْحَوافِرِ

وقال أبو عُبيدٍ : أَصَاخَ الرجلُ يُصِيخ إصاخةً ـ إذا استمع وأنصتَ لصوتٍ.

وأنشد قولَ أبي دُوَادٍ :

٢٠٠