تهذيب اللغة - ج ٧

محمّد بن أحمد الأزهري

تهذيب اللغة - ج ٧

المؤلف:

محمّد بن أحمد الأزهري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٨٥

قلت : هكذا رَأَيْتُه في النُّسْخَةِ : «وتَنْفُرُ» والصواب : «وتَتَخَلفُ» مع ولدها.

وقيل : «تَنْفَرِدُ» مع ولدها.

هكذا رواه أبو عبيد ـ عن الأصمعي.

قال : الْخَذُولُ : التي تَتَخَلَّفُ عن القطيع ـ وقد خَذَلَتْ وخَذَرَتْ.

وأنشد غيره :

خَذُولٌ تُراعي رَبْرَباً بِخَمِيلَةٍ

والتَّخْذِيلُ حَمْلُ الرجل عَلَى خِذْلان صاحبه ، وتَثْبِيطُهُ عن نُصْرَتِه.

ثعلب ـ عن ابن الأعرابي ـ قال : الخَاذِلُ : المنْهَزمُ.

والخَاذِلُ : ضد الناصر.

خ ذ ن

قال ابن المظَّفِّر : استعمل منه : خذن وخنذ.

خذن : قال : الخُذُنَّتَانِ : الأُذُنان.

وأنشد قوله :

يَا ابْنَ الَّتِي حُذُنَّتَاها بَاعُ

قلت : هذا تَصْحيف منكرٌ والصوابُ في الأُذُنَيْنِ : الحُذُنَّتَانِ.

هكذا أَقْرَأَنِيهُ الإيَادِيُّ لشَمِرٍ ـ عن أبي عبيد.

ومن قال : الخُذُنَّتَانِ ـ بالخاء ـ فقد صحَّف.

وأنشد شَمِرٌ البيتَ الرَّجَزَ :

يا ابْنَ الَّتِي خُذُنَّتَاهَا باعُ

بالحاء غير معجمة ـ للأُذنين.

وقد مرَّ تفسيرُه في كتاب الحاء.

و «خَذَنَ» مهمل .. لا يُعْرَفُ في كلام العرب.

خنذ : قال الليث : الْخِنْذِيذُ بوزن «فِعْلِيل» كأنَّه بُنِيَ من خَنَذَ ، وقد أُمِيتَ فعْلُه ـ.

ويقال : هو الْخَصيُّ من الخيل ، ويقال : هو الطويل.

أبو عبيد .. عن الأصمعي : الْخَنَاذِيذُ : الْخِصْيَانُ ، والْفُحُولُ من الخيل.

وأنشد :

وَخَنَاذِيذَ خِصْيةً وفُحولَا

وقال شمر : قال ابن الأعرابي : كلُّ ضخم من الخيل وغيرِه : خِنْذِيذٌ ـ خَصِيّاً كان أو غيرَ خَصِيٍّ.

وأنشد :

وَخِنْذِيذٍ تَرَى الْغُرْمُولَ مِنْهُ

كَطَيِّ الزِّقِّ عَلَّقَهُ التِّجَارُ

قال شمرٌ : وأراد الشَّاعرُ بقوله :

وَخَنَاذِيذَ خِصْيةً وفُحولا

جِيَادَ الخيل فوصفها بالجَوْدَة ـ أي : منها فُحولٌ ، ومنها خِصْيَانٌ ، فقد خرج الآن الْخِنْذِيذُ من حَدِّ الأضداد.

وكان أبو عبيد ذكر «الْخَنَاذِيذَ» في «باب الأضداد».

ورَوَى أبو العباس ـ عن ابن الأعرابي ـ قال : الْخِنْذِيذُ : الشَّاعرُ الْمُجِيدُ المنَقِّحُ المُفْلِقُ.

قال : والْخِنْذِيذُ : الشُّجاعُ الْبُهْمَةُ الذي لا يُهْتَدَى لِقتَالِه.

والخِنْذِيذُ : السَّخِيُّ التَّامُّ السَّخَاء.

١٤١

قال : والْخِنْذِيذُ : الخطِيبُ المِصْقَعُ ، والْخِنْذِيذُ : السَّيِّدُ الحكِيم.

والْخِنْدِيذُ : العالِمُ بأيام العرب وأشعار القبائل. والْخِنْذِيذُ : الْفَحْلُ ، وَالْخِنْذِيذُ : الْخَصِيُّ.

وقال الليث : خَنَاذِيذُ الْجَبَل : شُعَبٌ طِوَالٌ دِقَاقُ الأَطْرَاف.

قال : والْخِنْذِيذُ : الْبَذِيءُ اللسانِ من الناس ... والجميعُ الْخَنَاذِيذُ.

قلتُ : والمسموعُ من العرب بهذا المعنى : الْخِنْذِيانُ والْخِنْظِيَانُ.

وقد خَنْذَى وخَنْظَى وحَنْظَى ، وعَنْظَى ـ إذا خرج إلى البَذَاءَة وسَلَاطة اللسان.

ولم أسمع «الْخِنْذِيذَ» بهذا المعنى لغير الليث.

وكذلك خَنَاذِي الجِبَال .. واحِدُها خُنْذُوَةٌ.

وقيل «خِنْذِيذُ الرِّيحِ» : إِعْصَارُها.

وقال الشاعر :

نِسْعِيَّةٌ ذَاتُ خِنْذِيذٍ تُجَاوِبُهَا

نِسْعٌ لهَا بِعِضَاهِ الأرْضِ تَهْزِيزُ

أبو عبيد ـ عن الأموي ـ : رجُلٌ خِنْذِيانُ : كثِيرُ الشَّرّ ، وكذلك : الْخِنْظِيَانُ.

خ ذ ف

استعمل من وجوهه : خذف ، فخذ ، فذخ.

خذف : قال الليث : الْخَذْفُ : رَمْيُكَ بِحَصاةٍ أو نَواةٍ تَأْخُذُها بين سَبّابَتَيْكَ أو تجعَلُ مِخْذَفَةً من خَشَبَةٍ ترمِي بها بين الإبْهامِ والسَّبَّابة.

ونَهَى النبي صَلَى الله عليه وسلم عن الْخَذْفِ بالْحَصَى وقال : «إنَّهُ لَا يَنكِي عَدُواً ، وَلَا يَصِيدُ صَيْداً ، وَرُبَّما فَقَأ العين».

والْخَذْفُ رَمْيُك الحَصى بطرفِ إصبعين ، وتُرْمَى الجِمَارُ بمنًى بمثل حَصَى الْخَذْفِ.

والْمِخْذَفَةُ هي القَذَّافةُ ـ تُرْمَى بها الحِجارةُ.

وقال الليث : الْخَذُوفُ : يوصفُ به الدَّوَابُّ السريعة.

قالَ : والْخَذَفَانُ ضَربٌ مِنْ سَيْر الإبل.

وقال الأصمعي : أَتَانٌ خَذُوفٌ .. وهي التي تدنو سُرَّتُها من الأرض من السِّمَنِ.

وقال الرَّاعي يصف عَيْراً وأُتُنَهُ :

نَفَى بِالْعِرَاكِ حَوَالِيَّهَا

فخَفَّتْ له خُذُفٌ ضُمَّرُ

وقال ابن الأعرابي : الْخَذُوفُ : الأَتَانُ السَّمِينَةُ.

والقولُ في «الْخَذُوفِ» : ما قاله الأصمعيُّ وابنُ الأعرابيّ.

فخذ : قال الليث : الفَخِذُ : وَصْلُ ما بين الوَرِكِ والساق ـ ويقال : فِخْذٌ .. وهي مؤنَّثة.

وبعضُهُم يقول : فَخْذٌ.

قال : ويقال : فُخِذَ الرَّجُل .. فهوَ مَفْخُوذ ـ إذا أصيب فَخِذهُ.

قال : وفَخِذُ الرَّجُل : نَفَرُه من حَيِّهِ الذين هم أقْرَب عَشيرته إليه وهو أقرب إليه من الْبَطْنِ.

١٤٢

وقال غيرُه : فَخَّذَ الرّجُل بني فلانٍ إذا دَعَاهم فَخِذاً.

وفي الحديث : أن النبي صَلَى الله عليه وسلم لما أَنْزَلَ الله جلّ وعزّ : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (٢١٤)) [الشُّعَرَاء : ٢١٤] ، بَاتَ يُفَخِّذُ عَشِيرَتَهُ.

وروى أبو عبيد ـ عن ابن الكلبيِّ ـ أنه قال : الشَّعْبُ أَكْبَرُ من الْقَبِيلَةِ ثمَّ القبيلةُ ، ثم العِمَارَةُ ، ثم البَطْنُ ، ثم الْفَخِذ.

قلتُ : والفَصِيلَة أقربُ من الْفَخِذِ وهي القِطْعة من أعضاء الجَسَدِ.

وكان العبَّاسُ فصيلَةَ النبي صَلَى الله عليه وسلم.

ويقال : فَخَذْتُ القومَ عن فُلانٍ ـ أي : خَذَّلْتهُم.

وفَخَّذْتُ بينهم ـ أي : فَرَّقْتُ وخَذَّلْتُ.

خ ذ ب

استعمل من وجوهه : بذخ.

بذخ : قال الليث : البَذَخُ تَطَاوُلُ الرجل بِكلَامِه ، وافتِخَارُه.

والفِعْلُ : بَذَخَ يَبْذَخُ بَذْخاً وبُذُوخاً.

وفي الكلام : هو بَذَّاخٌ. وفي الشعر : هو بَاذِخٌ.

وقال الْعَجَّاجُ :

أَشَمُ بَذَّاخٌ نَمَتْنِي الْبُذَّخُ

قال : والْبَاذِخُ : الْجَبَلُ الطَّوِيلُ والجميع : البَوَاذخُ والْبَاذِخَاتُ.

وقد بَذَخَتْ بُذُوخاً.

أبو عبيد : الْبَاذِخُ والشَّامِخُ : الجَبَلُ الطويل.

وفلان يتَبَذَّخُ ـ أي : يَتَعَظَّمُ ويَتَكَبَّرُ.

خ ذ م

استعمل من وجوهه : خذم ، مذخ.

مذخ : يقال : هو يَتَمذَّخُ علينا ، ويَتَبَذَّخ علينا ـ أي : يتطاول ويتكبَّر.

خذم : قال الليث : الْخَذْمُ سُرْعَةُ القَطْعِ ، وسُرْعَةُ السَّيْر.

يقال : فَرَسٌ خَذِمٌ : سرِيعٌ .. نَعْتٌ له لَازِمٌ .. لا يُشْتَقُّ منه فِعْلٌ.

وقد خَذَمَ يَخْذِمُ خَذَمَاناً.

وسيفٌ خَذُومٌ ومِخْذَمٌ : قاطِعٌ ، والْقِطعةُ خُذَامَةٌ.

ورجُل خَذِمٌ ـ ورجالٌ خذِمُونَ .. وهو الطَّيبُ النَّفْسِ.

والْخَذْمَةُ : سِمَةُ الناسِ إبْلهُم مُذْ كان الإسلامُ.

والْخَذْمَةُ ـ من سِمَات الشَّاءِ ـ : شَقُّهُ من عُرْضِ الأُذُنِ .. فتُتْرَكُ الأذُنُ نَائسةً.

ورجُلٌ خَذِمُ العطاء ـ أي : سَمْح.

قلت : يقال : خَذَمَ الشيء وجَذَمَهُ وجَذَفَهُ وحَذَمَهُ ـ إذا قطعَه.

وثوبٌ خَذِم وخَذَارِيمُ : بمَنْزِلَة رَعَابِيلَ قاله ابن الأعرابي.

أبو عبيد : المِخْذَمُ : السيْفُ القَطَّاع ، وابْنُ خِذَامٍ : اسمُ شاعرٍ جاهلي.

ومنه قول الشاعر :

نَبْكي الدِّيَارَ كَمَا بَكى ابْنُ خِذَامِ

ابن السكيت : الإخْذَامُ : الإقرارُ بالذُّلِّ ..

والسُّكُونُ.

١٤٣

وأَنْشَد لرجل من بني أَسَدٍ في أولياء دَمٍ رَضُوا منه بالدِّيَةِ فقال :

شَرَى الْكِرْشُ عن طُولِ النَّجِيِّ أَخَاهُمُو

بِمَالٍ كأَنْ لَمْ يَسْمَعُوا شِعْرَ حَذْلَمِ

شَرَوْهُ بِحُمْرٍ كَالرِّضَامِ وَأَخْذَمُوا

عَلَى الْعَارِ ـ مَنْ لَمْ يُنْكِرِ الْعَارَ يُخْذِمِ

أي : باعُوا أخاهم بإبلٍ حُمْرٍ ، وقبِلوا الدِّيَةَ ولم يُؤْثِروا القَوَدَ.

ثعلب ـ عن ابن الأعرابي ـ قال : الْخُذُمُ : السُّكَارَى.

والْخُذُم : الآذانُ المقَطَّعة.

سَلَمَةُ ـ عن الفرّاء ـ قال : الْخَذِيمَةُ : المرأةُ السَّكْرَى ، والرَّجُلُ خَذِيمٌ.

وقال شَمِرٌ فيما قرأتُ له بخطِّه : سَكَتَ الرجلُ وأَطِمَ ، وأَرْطَمَ وأَرْطَمَ وأَخْذَمَ واخْرَنْبَقَ بمعنى وَاحد.

(أبواب) الخاء والثاء

خ ث ر

استعمل منه : خثر ، خرث.

خرث : قال الليث : الْخُرْثِيُ ـ من المتاع والغنِيمة ـ : أَرْدَؤُها.

وهي سَقَطُ البيت من المتاع.

قال : والْخِرْثَاءُ : النَّمْلُ الذي فيه حُمْرةٌ والواحدة : خِرْثاءَةٌ.

عمرٌو ـ عن أبيه ـ : من أسماء النمل : الخِرْثَاءُ والسَّمَاسِمُ والدَّيْلَمُ.

خثر : ثعلبٌ ـ عن ابن الأعرابي ـ : خَثُرَتْ نفْسُه ـ إذا خَبُثَتْ.

وقال ـ في موضعٍ آخَرَ : خَثَرَ الرجلُ ـ إذا لَقِسَتْ نَفْسُه. وَخَثِرَ ـ إذا اسْتَحْيَا.

وقال الليث : الْخُثُورَةُ مَصْدَرُ الشيء الخاثر ، وقد خَثُرَ يَخْثَرُ خُثُورَةً وخَثَارَةً وقد أَخْثَرْتُهُ وخَثَّرْتُهُ.

ويقال : خَثَرَ اللَّبَنُ وخَثُرَ ـ لُغتَانِ ـ.

خ ث ل

استعمل من وُجوهه : خثل ، ثلخ.

خثل : قال أبو عُبَيدٍ ـ عن الكسائيِّ ـ : خَثْلَةُ البطْنِ : ما بين السُّرَّةِ والْعَانَةِ.

ويقال أيضاً : خَثَلَةُ البَطن.

وأنشد غيرُه :

وعِلْكِدٍ خَثَلْتُهَا كالْجُفِ

العِلْكدُ : العجوزُ الصُّلْبَةُ.

ثلخ : قال الليث : ثلخَ البقرُ يَثْلَخُ ثَلْخاً ، وهو خُرْؤُه أيَّامَ الرّبيع ـ إذا أكل الرَّطْبَ.

وقال غيرُه : ثلَّخْتُه تَثْلِيخاً ـ إذا لَطختَه بقَذَرٍ فثلَخَ ثَلْخاً.

خ ث ن

استعمل من وجوهه : خنث ، ثخن.

ثخن : قال الليث : ثَخُنَ الشيءُ .. يَثْخُنُ ثخَانةً والرّجلُ الحليمُ الرَّزِينُ : ثخِينٌ.

والثوبُ المكتَنِزُ اللُّحْمَة والسَّدَى ـ من جَوْدَةِ نَسْجِه ـ : ثَخِينٌ.

وقد أَثْخَنْتُه ـ أي : أَثْقَلْتُه.

وقال الله جلّ وعزّ : (حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ) [محَمَّد : ٤].

١٤٤

قال أبو العباس : معناه : حتى إذا غلبتموهم وقهَرْتموهم وكثُرَ فيهم الجِراحُ ، فأَعْطَوْا بأَيديهم.

قال : وقال ابن الأعرابي : أثْخَنَ ـ إذا غَلَبَ وقَهَر.

وقال أبو زيد : يقال : أَثْخَنْتُ فلاناً مَعْرِفَةً ـ أي : قتَلتُه مَعْرِفَةً.

ورَصَّنْتُهُ مَعْرِفةً : نحوُ الإثْخَانِ.

خنث : رُوِي عن النبي صَلَى الله عليه وسلم «أَنَّهُ نَهى عَنِ اخْتِنَاثِ الأسَاقِي».

قال أبو عُبيد : قال الأصمعيُّ : الاخْتِنَاث أَنْ تُثْنَى أَفْوَاهُما ثمَّ يُشْرَبَ منها.

وأصل الاختناثِ : التَّكَسُّرُ والتثَنِّي ومن هذا سُمِّي المُخَنَّثُ .. لِتَكَسُّرِه.

ومنه سمِّيَت المرأة خُنثَى.

يقول : إنها ليِّنةٌ تَتَثَنَّى.

ومنه : «الْخُنْثَى» الذي لَهُ ما للرِّجَالُ وما للنِّساء.

قال : وتأويلُ الحديث ـ في نهيهِ عن اختِنَاثِ الأَسَاقِي ـ : أنَّ الشُّرْبَ مِنْ أَفْوَاهِها رُبَّمَا يُنْتِنُهَا.

وقيل : إنَّهُ لا يُؤْمَنُ أن تكون فيها حيَّةٌ ، أو شيءٌ من الحشرات.

وقال الليث : يقال : خَنَثْتُ فمَ القِرْبَةِ فانْخَنَثَ.

قال : ويقال للمُخَنَّثِ : خُنَيْثَةُ وخُنَاثةُ.

قال : ويقال للرجل : يَا خُنَثُ ، وللمرأة : يا خَنَاثِ ـ مثل : لُكَعُ ولَكَاعِ.

قال : وتَخَنَّثَ الرجل ـ إذا فَعل فِعْلَ المخنَّث.

والخِنْثُ : باطنُ الشِّدْقِ .. عند الأضراس من فوْقُ وَأَسفلُ.

ثعلب ـ عن ابن الأعرابي ـ : اطْوِ الثوبَ على خِنَاثِهِ وراحته وغَرِّه.

وقال شمر : اطْوِ الثوبَ على أَخْنَاثِهِ ـ أي : على مَطَاوِيه .. والواحدُ خِنْثٌ.

قال : وَأَخْنَاثُ الدَّلْوِ فُرُوغُها .. الواحدُ خِنْثٌ.

قال : وقال ابن شميل : خَنَثَ فَمَ السِّقاء : قَلبَهُ ، داخلاً أو خارجاً.

والاخْتِنَاثُ : التَّكَسُّرُ.

وقال الليث : خَنَثْتُ السقاءَ والْجُوَالِقَ ـ إذا عطَفْتَه.

وفي حديث عائشةَ رضى الله عنها «أَنَّها ذَكَرَتْ مَرَضَ رسول الله صَلَى الله عليه وسلم وَوَفَاتَهُ .. قالت : فانْخَنَثَ في حِجْرِي ، فمَا شَعَرْتُ حَتَّى قُبِضَ» ـ أي : فانثنَى في حِجْرِها.

ويقال : ألْقَى الليلُ أَخْنَاثَهُ على الأرض.

أَخْنَاثُهُ : أي : أثناءُ ظَلَامِه.

قال شمِر : وقال المُفَضَّلُ الضَّبِّيُّ : خَنَثَ الرجل سقَاءَهُ يخْنِثُه خَنْثاً وخُنُوثةً ـ إذا ثَنى فمَه ، فأخرجَ أَدَمَتهُ ، وهي الدَّاخلةُ .. والبشَرَةُ ، وما يلي الشعْر : الخارِجةُ.

ورُوِي عن ابن عُمَرَ : أنه كان يَشْرَبُ من الإدَاوَةِ ولا يَخْتَنِثُها ، ويسمِّيها نِفْعَةً.

أبو زيد : رجلٌ خُنْثَى ، ورِجالٌ خَنَاثَى وخِنَاثٌ .. وأنشد قولَه :

١٤٥

لَعَمْرُكَ مَا الْخِنَاثُ بَنُو قُشَيْرٍ

بِنِسْوَانٍ يَلِدْنَ وَلَا رِجَالِ

خ ث ف : أهملت وجوهها.

خ ث ب

استعمل منه : خبث.

خبث : قال الليث : خَبُثُ الشيءُ يَخْبُثُ خُبْثاً ، فهو خبيثٌ ، وبه خُبْثٌ ، وخَبَاثَةٌ وأَخْبَثَ فهو مُخْبِثٌ ـ إذا صار ذا خُبْثٍ وشرٍّ.

وفي حديث أَنَسٍ : «أنَّ النبي صَلَى الله عليه وسلم كان إذا أَرَادَ الْخَلاءَ قالَ : أَعُوذُ بالله مِنَ الْخُبْثِ والخَبَائِثِ».

وفي حديثٍ آخر : أنه قال : «اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ من الرِّجْسِ النِّجْسِ الخبيثِ المُخْبِثِ».

قال أبو عبيد : الْخَبِيثُ : ذُو الْخُبْثِ في نفْسِه.

قال : والمُخْبِثُ : الذي أصحابُه وأعوانُه خُبَثاءُ.

وهو مِثْلُ قولهم : فلانٌ قويٌّ مُقْوٍ ..

فالقويُّ : في بدَنه ، والْمُقْوِي : أن تكُون دابَّتُه قويةً.

وأما قولُه : «منَ الْخُبْثِ والخَبائث» فإنَّ أَبَا عبيد قال : أراد بالخُبْثِ : الشرَّ ، وبالخَبَائِثِ : الشياطينَ.

وأَفادُونَا عن أبي الهيثم أنه كان يَروِيه : «من الخُبُث» بضمِّ الباء ويقول : هو جمْعُ «الخَبِيثِ» ، وهو الشيطانُ الذَّكَرُ.

قال : و «الخَبائث» : جَمْع «الخبيثة» وهي الأنثى من الشياطين.

قلت : وهذا الذي قاله أبو الهيثم أَشْبَهُ عندي بالصواب .. من قول أبِي عُبيد.

وأما الخَبَثُ ـ بفتح الخَاء والباء ـ فما تَنْفِيه النَّارُ من ردِيء الفِضّة والحديد إذا أُذِيبا.

ومنه الحديث : «إنَّ الحُمَّى تَنْفِي الذُّنُوبَ كما يَنْفِي الكِيرُ الخَبَثَ».

وقال الليث : الْخَابِثُ ـ من كلِّ شيء ـ : الرَّدِيءُ ، والْخَبِيثُ : نَعْتُ كلِّ شيء فاسِدٍ.

يقال : هو خَبِيثُ الطَّعْم .. خبيثُ اللَّون خبيثُ الفعل ، والكلام.

ويقال : وُلِدَ فلانٌ لِخِبْثَةٍ ـ إذا كان لغير رَشْدَةٍ.

ويُكْتَبُ في عُهْدَةِ الرَّقيق : لا داءَ ولا خِبْثَةَ ، ولا غائلةَ.

فالدَّاءُ : ما دُلِّسَ فيه للمُشْتَرِي من عَيْبٍ يَخْفَى ، أو عِلَّةٍ باطنةٍ لا تُرَى.

والخِبْثَةُ : ألّا يكونَ طِيبَةً ـ لأنه سُبِيَ من قوْمٍ لا يَحِلُّ اسْتِرْقاقُهم ، لعَهْدٍ تقدَّمَ لهم ، أو حُرِّيَّةٍ في الأصل ثَبَتَتْ لهم.

وأما الغَائِلَةُ : فأَنْ يستحقَّه مُسْتَحِقٌّ بمِلْكٍ ثَبَتَ له عليه ، فيجبُ على بائعه رَدُّ الثمن على مَنِ اشتراه .. وكلُّ مَن أَهْلَك شيئاً فقد غالَه واغتالَهُ .. فكأَنَّ استحقاقَ المالِكِ إيَّاه صار سبباً لهلاك الثمن الذي أدَّاه المشترِي إلى البائع.

وقال الليث : يُقال للرَّجُلِ : يَا خُبَثُ ، والأنْثى : يا خَبَاثِ.

وَالأَخَابِثُ : جمع الأَخْبَثِ.

١٤٦

يُقالُ : هُمْ أَخَابِثُ النَّاس ، وهو أَخْبَثُ النَّاس.

وَيُقالُ للرّجُل وللمرْأة : يا مَخْبَثَانُ ـ بِغير هَاءٍ للأنثى.

قال : وأمَّا قولُهمْ : نَزَلَ به الأَخْبَثَانِ فهما الْبَخَرُ والسَّهَرُ.

وفي الحديث : «لا يُصَلِّيَنَّ أحَدُكم وهو يدافع الأَخْبَثَيْنِ في الصَّلَاةِ».

أراد بالأَخْبَثَيْنِ : الْغَائِطَ والبَوْلَ.

والْحَرَامُ الْبحْتُ : يُسمَّى خَبِيثاً ـ مِثْلُ الزِّنَى والمالِ الْحَرامِ والدَّمِ ، وما أَشبَههَا مِمَّا حَرَّمَهُ الله تعالى.

وفي الحديث : «أَنَّ الخمرَ هي أمُ الْخَبَائِثِ» لأنَّها مُحَرَّمَةٌ تَحْمِلُ شارِبَها عَلَى الْخِصال الْخبِيثَةِ مِنْ سَفْك الدِّماءِ والزِّنى وغيْرِهِ ـ مِنَ المعَاصِي.

ويُقَالُ للشَّيْء الْكَرِيه الطَّعمِ والرَّائحة : خَبيثٌ .. مِثْلُ الثُّوم والبَصَلَ والكَرَّاثِ.

ولذلك قالَ النبي صَلَى الله عليه وسلم : «مَنْ أَكَلَ مِنْ هذهِ الشَّجَرَةِ الْخَبِيثَةِ فلا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا».

وقال الله جلّ وعزّ ـ يَذْكُرُ نَبِيَّهُ مُحمداً صَلَى الله عليه وسلم : (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ) [الأعراف : ١٥٧].

فالطَّيِّبَاتُ : ما كَانت الْعَرَبُ تَسْتَطِيبُهُ من المآكِلِ الطَّيِّبَةِ التي لم يَنْزِلْ فيها تحريمٌ مِثْلُ الْجَرَاد والسَّمَكِ والضِّبَابِ والأرانب وسائرِ ما يُصَادُ من الْوَحْش ، ويُؤْكلُ من الأَزْوَاج الثمانيةِ المنْصُوصةِ في الْقُرْآنِ.

وأمَّا تَحْرِيمُه الخَبَائِثَ : فما كانت الْعَرَبُ تَسْتَقْذِرُه ولا تأْكُلُه .. مِثْلُ الأفَاعي والعَقَارِبِ وَالْحَرَابي والْبِرَصَةِ والْخَنَافِسِ والْوِرْلَانِ والْجِعْلَانِ والفَأْرِ.

فَأَحَلَّ النبي صَلَى الله عليه وسلم بِأَمْرِ الله ... ما كَانوا يَسْتَطِيبونَ أَكْلَهُ ، وحرَّمَ عليْهم ما كانوا يَسْتَخْبِثُونَهُ إلا ما نَصَّ الله جلّ وعزّ عَلَى تحريمه في الكتاب مِنَ الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به عند الذَّبْح ، أو بُيِّنَ تحريمُه على لسانِ النبي صَلَى الله عليه وسلم مِثْلُ نَهْيِه عنْ لْحُوم الحُمُرِ الأهْلِيَّةِ ، وعن أَكْلِ كلِّ ذي نَابٍ من السِّباع ، وكُلِّ ذي مِخْلبٍ مِنَ الطَّيْر.

وَدَلَّتِ ـ الألفُ واللَّامُ ـ اللَّتانِ دَخَلَتَا للتَّعْريف في «الطَّيِّبَاتِ والْخَبَائِثِ» على أَنَّ المُرَادَ بها : أَشْياءُ كانتْ مَعْهودةً عند المُخَاطَبِينَ بها.

وهذا كُلُّهُ : مَعْنَى ما قاله مُحَمَّدُ بنُ إِدْرِيسَ الشَّافعيُّ رحمة الله في تَفْسيرهِ الآيةَ.

وأما قَوْلُ الله جلّ وعزّ : (وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ) [إبراهيم : ٢٦] فإنَّ التَّفْسير جاءَ : أَنَّ الشَّجَرَة الْخَبِيثةَ : هي الْحَنْظَلة.

وقيل : هي الكَشُوثُ والله أَعْلمُ بِما أَرَادَ.

والكلمةُ الْخَبِيثَةُ : هي كلمةُ الشِّرْك.

وقال الله جلّ وعزّ : (الْخَبِيثاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثاتِ) [النُّور : ٢٦].

وفيها قَوْلانِ : أَحدُهما : الكلِمَاتُ الخَبِيثَاتُ : لِلْخَبِيثِين من الرِّجال ، والرِّجالُ الخَبِيثونَ : لِلْكلماتِ الخَبِيثَاتِ ـ أَيْ : لا يَتَكلمُ بالخبِيثَاتِ إلّا الخَبِيثُ من الرجال والنِّسَاء.

١٤٧

والوجه الثاني : أَنَّ الكلماتِ الخَبِيثاتِ : إنما تَلْصَقُ بالخَبِيثَاتِ والخُبَثَاءِ من الرجال والنِّسَاء.

فأَمَّا الطّاهرونَ والطَّاهِرَاتُ : فلا يَلْصَقُ بِهمُ السَّبُّ.

وقيل : الخَبِيثَاتُ من النِّسَاء ـ وَهُنَّ البَغَايَا : للخَبِيثيِنَ من الرِّجال.

أَبو العبَّاس ثعلبٌ ـ عنِ ابْنِ الأعرابيِّ : قال : أَصْلُ الخَبِيثِ في كلام العرب : المكْرُوهُ.

فإنْ كان من الكلامِ فهو الشَّتْم.

وإنْ كان مِنَ الطَّعام فهو الحَرَام.

وإنْ كانَ من الشّرَاب فهو الضَّارُّ.

ومنْهُ قيلَ لما يُرْمى منْ مُنْفِيِّ الْحَدِيد : الخَبَثُ.

سَلَمَةُ عن الْفَرَّاء ـ قال : الأخْبَثَانِ : ألْقَيءُ والسُّلَاحُ.

وقيل : البَوْلُ والْعَذِرَةُ : ورُوِيَ عن الْحَسَنِ أنه قال يخاطِبُ الدُّنيا : «خَبَاثِ : قد مَصصْنَا عِيدَانَكِ فَوَجدْناكِ كذَا».

أراد : الدُّنيا .. فقال لها : يا خَبَاثِ ـ أيْ : يا خَبِيثَةُ.

خ ث م

استعمل من وجوههِ : خثم وَحْدهُ.

خثم : قال الليث : ثَوْرٌ أَخْثَمُ ، وَبَقَرَةٌ خَثماءُ.

والخُثْمَةُ : غِلَظٌ وقِصَرٌ ، وتَفَرْطُحٌ.

يقال : أَنْفٌ أَخْثَمُ ـ إذا كان كذلك.

ورَكَبٌ أَخْثمُ ـ إذا كان مُنْبَسطاً غَلِيظاً ، وناقةٌ خَثْمَاءُ.

قال : وَخَثَمُها : اسْتِدَارَةُ خُفِّهَا ، وانبِسَاطُهُ ، وقِصَرُ مَنَاسِمِه.

وبه يُشَبّهُ رَكَبُ المرأة .. لاكْتِنَازِهِ.

قال : ومِثْلُهُ : الأَخَثُّ.

وقال أبو العباس أَحْمَدُ بن يحيى : رَكَبٌ أَخْثَمُ ، وفَرْجٌ أَخْثَمُ : مُنْتَفِخٌ حُزُقَّةٌ .. قصيرُ السَّمْكِ .. خَنَّاقٌ .. ضَيْقٌ.

قال النَّابغَةُ :

وإذا لَمَسْتَ لَمَسْتَ أَخْثَمَ جَاثِماً

ومُرَكَّناً بِمَكانهِ مِلْءَ الْيَدِ

وقال أَبو عبيدة : أُذُنٌ خَثْمَاءُ .. وهي التي عَرُضَ رأْسُهَا ، ولم تَطَرَّفْ.

وقد : خَثِمَتْ خَثْماً.

وقال أبو سعيد : الأخْثمُ : السَّيْفُ العَرِيضُ ـ في قول الْعَجَّاج :

بِالْمَوْتِ مِنْ حَدِّ الصَّفِيحِ الأَخْثَمِ

ثعلب ـ عن ابن الأعرابي ـ : هو الأبْرَدُ .. لِلنَّمِرِ.

ويقال لأُنْثَاهُ : الخَيْثَمَةُ.

أبواب الخاءَ والرّاء

خ ر ل

استعمل من وجوههِ : خلر ، رخل.

أمَّا : خلر : فإن الليث أهمله.

ورَوَى أبو العباس ـ عن ابن الأعرابي ـ أنه قال : الخُلَّرُ : الْمَاشُ.

١٤٨

وقد ذكَرَهُ الشَّافِعِيُّ في الحُبُوبِ التي تُقْتَاتُ ، ويُخْرَجُ منها الصَّدَقاتُ.

رخل : قال الليث : الرَّخْلُ : الأنثى من سِخَالِ الضَّأْنِ.

ويقال : رِخْلٌ ، والجميعُ : الرِّخْلَانُ والرُّخَالُ.

وقال الفَرَّاء : العَرَبُ تقول ـ في جمع رَخِلٍ ـ : رُخَالٌ ـ بِضَمِّ الرَّاءِ ـ .. مِثْلُ ظِئْرٍ وَظُؤَارٍ ، وَشَاةٍ رُبَّى .. وَجَمْعُهَا رُبَابٌ.

خ ر ن

استعمل من وجوههِ : خنر ، نَخَر.

نخر : قال الفَرَّاء في قول الله جلّ وعزّ : (أإذا كنا عظاماً ناخرة) ، وقرىء نَخِرَةً [النَّازعَات : ١١].

قال : و «نَاخِرَةٌ» أَجْوَدُ الْوَجْهَيْن .. لأنَّ الآيَاتِ : بالألِفِ.

ألا ترى أَنَّ «نَاخِرَةً» مع «الْحافِرَةِ» و «السَّاهِرَةِ» : أَشْبَهُ بمجِيء التَّنْزِيل؟

قال : و «النَّاخِرَةُ» و «النَّخِرَةُ» سواءٌ في المعنى ، بِمنْزلةِ الطَّامِع والطَّمِع.

وقد فَرَّقَ بَعضُهمْ بين «النَّاخِرَة» و «النَّخِرَةِ».

فقال : النّخِرَةُ : البَالِيَةُ.

والنَّاخِرَةُ : العِظامُ الْمُجوَّفَةُ التي تَمُرُّ فيها الرِّياحُ فَتَنْخِرُ.

وقال أبو نَصْرٍ في قول عَدِيِّ بن زَيْدٍ الْعَبَادِيِّ :

بَعْدَ بَنِي تُبَّعٍ نَخَاورَةٌ

قد اطْمَأَنَّتْ بِهِمْ مَرَازِبُهَا

قال : «النَّخَاوِرَةُ» : الأشْرَافُ .. وَاحِدُهُمْ نِخْوَارٌ ، وَنَخْوَرِيٌ.

ويقال : هُمُ المتَكبِّرونَ.

عمرٌو ـ عن أبيه ـ : النَّاخرُ : الْخِنْزِيرُ الضَّارِي ، وجَمْعُه : نُخُرٌ.

الليث : نَخَرَ الحِمَارُ نخِيراً بأَنفِه ، وهو مَدُّ النفَس في الخياشيم ، وصوْتٌ كأنه نَغْمَةٌ جاءت مُضْطَربةً.

قال : ونُخْرَتا الأنْفِ خَرْقاه ـ الواحدةُ نُخْرَةٌ.

ويقولون : مَنْخِرٌ ومِنْخِرٌ.

فمنْ قال : «مَنْخِرٌ» فهو اسمٌ جاء على «مَفْعِلٍ» وهو قياس.

ومن قال : «مِنْخِرٌ» قال : كان في الأصل «مِنْخِيرٌ» عَلَى «مِفْعِيلٍ» فحذفوا المَدَّة كما قالوا : «مِنْتِنٌ» ـ وكان في الأصل «مِنْتِينٌ».

ثعلب ـ عن ابن الأعرابي ـ قال : النُّخْرَةُ رَأسُ الأنف.

وقال الليث : النَّخُورُ : الناقةُ التي يَهلِكُ وَلدُها فلا تَدِرُّ حتى تُنَخَّرَ تَنْخِيراً.

والتَّنخِيرُ : أن يَدْلُكَ حالبُهَا مَنْخِرَيْهَا بإبْهامَيْه ، وهي مُناخَةٌ ـ فتَثورُ دَارَّةً.

وقال الليث : نَخَرَت الخَشَبةُ نَخَراً ـ إذا بَلِيَتْ فاسترْخَت تتفَتّتُ إذا مُسَّتْ .. وكذلك العَظْم.

وامرأةٌ منخَارٌ ـ إذا كانت تَنْخُرُ عند الجماعِ كأنها مَجْنونةٌ.

ومن الرِّجال من ينْخُرُ عند الجِماع ـ حتى يُسْمَعَ نَخِيرُه.

١٤٩

خنر : قال الليث : الخَنَوَّرُ : قصَب النُّشَّاب وأنشد :

يَرْمُونَ بالنُّشَّابِ ذِي الْ

آذَانِ في الْقَصَبِ الخَنَوَّرْ

ويقال : الخَنَوَّرُ : كلُّ شَجَرة رِخْوَة خَوَّارَة.

أبو العباس ـ عن ابن الأعرابي ـ قال : الخَنَوَّرُ : النِّعْمَةُ الظَّاهِرة ـ والخِنَّوْرُ : الضَّبُعُ.

وأُمُ خِنَّوْرٍ : هي الدُّنيا.

عمرو ـ عن أبيه ـ قال : أُمُ خِنَّوْرٍ : الصَّحَارَى أيضاً.

قال : وهي الدنيا ، وهي الضَّبُع.

قلتُ : وفي «الخِنَّوْر» ثلاثُ لُغاتٍ : يقال : خِنَّوْرٌ : مثْلُ بِلَّوْرٍ وعِلّوْصٍ.

وخَنُّورٌ : مثلُ سَفُّودٍ وكَلُّوبٍ.

وخَنَوَّرٌ : مثْلُ عَذَوَّرٍ ، وكَرَوَّسٍ.

وقال أبو العباس : الخَانِرُ : الصَّدِيقُ المُصافي ، وجَمْعه خُنَّرٌ.

يقال : فلانٌ ليس من خُنَّرِي ـ أي : ليْسَ من أَصْفِيائي.

خ ر ف

استعمل منه : خرف ، خفر ، فرخ ، فخر ، رخف ، رفخ.

خرف : قال الليث : خَرِفَ الشيخُ .. يَخْرَفُ خَرَفاً ـ وأَخْرَفهُ الهَرَمُ ، فهو خَرِفٌ.

وفي الحديث : «عَائِدُ الْمَرِيضِ عَلَى مَخَارِفِ الْجَنَّةِ حتَّى يَرْجِعَ».

قال أبو عبيد : قال الأصمعيُّ : واحد الْمَخَارِفِ : مَخْرَفٌ ، وهو جنى النُّخلِ ـ وإنما سُمِّي مَخْرفاً لأنه يُخْتَرَفُ منه ـ أي : يُجْتَنَى.

ولمَّا نزلَتْ : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً) [البَقَرَة : ٢٤٥] الآية. قال أبو طَلْحَة : «إن لي مَخْرَفاً ، وإني قد جعلتُه صَدَقةً».

وقال غيرُه : الْمخْرَف والمَخْرَفةُ : الطريقُ.

فمعنى الحديث : «عائدُ المريض على طريق الجنة» : أي ـ تؤدِّيه العيادَةُ إلى طَرِيقِ الجنّة.

ومنه قول عُمَر : «تُرِكْتُمْ على مِثلِ مَخْرَفةِ النَّعَم» ـ أي : على مثل طَرِيقها لوضوحها واستِقامَتِها.

وقال أَبُو كَبِيرٍ الهُذَلِيُّ :

فَأَجَزْتُهُ بِأَفَلّ تحْسَبُ أَثْرَهُ

نَهْجاً أَبَانَ بِذِي فَرِيغٍ مَخْرَفِ

وقال أبو عمرو : يقال : اخْرُفْ لنا ـ أي : اجْنِ لنا ثَمَر النخل ، وقد خَرَفَ يَخْرُفُ.

وقال الليث : أَخْرَفْتُ فلانَا نخلَةً ـ أي : جَعَلتُها خُرْفَة له يختَرِف مِنها ـ أي : يَجتَنِي.

قال : والمِخْرَفُ : زَبِيلٌ صغير يُخْتَرَف فيه من أطايب الرُّطَب.

قال : واسم النّخْلةِ ـ التي تُعْزَل لِلْخُرْفَةِ ـ : خَريفةٌ .. وجَمْعها خَرَائِف. وأَخرَف النَّخْلُ ، فهوَ مُخرِفٌ ـ إذا حان خِرَافُه.

وقال الليث : الْخَرُوفُ : الحَمَلَ الذَّكَرُ والعَدَد : أَخْرِفَةٌ ، والجميع خِرْفَانٌ.

قال : واشتقاقه : مِنْ أنّه يَخْرُفُ من هُنا وههنا ـ أي : يَرْتع.

١٥٠

وقال ابن السكِّيت : إذا نُتِجَتِ الفرس فإنه يقال لوَلدها : مُهْرٌ وخَرُوفٌ فلا يَزال كذلك حتى يحولَ عليه الحَوْلُ وأنشد :

ومُسْتَنَّةٍ كاسْتِنَانِ الْخَرُو

فِ قَدْ قَطَعَ الحَبْلَ بِالْمِرْوَدِ

يعني طَعْنَةً فارَ دَمُها باسْتِنَانٍ.

ويقال : سُمِّيَ الْحَمَلُ : خَرُوفاً ، لأنه بَلَغَ أَنْ يُخْتَرفَ ـ أي : يُذبحَ فيؤْكلَ لحمُهُ ، كما يَبلغُ التمرُ الاختِرَافَ فيُجْنَى ويُؤْكَلُ.

وقال الليث : الْخَرِيفُ ثلاثةُ أشهر بَيْنَ آخِرِ القَيْظِ وأوَّلِ الشتاء.

وإذا مُطِرَ الناسُ في الْخَرِيفِ قيل : قد خُرِفُوا.

قال : ومطَرُ الْخَرِيفِ خَرَفِيٌ.

قال : وسُمِّيَ هذا الفصلُ خَرِيفاً ـ لأنه يُختَرَفُ فيه الثمارُ.

أبو عُبيد ـ عن الأصمعيِّ ـ : أوَّلُ ما يبدأُ المطر في إقبال الشتاء فاسمُه الخَرِيفُ ، وهو الذي يأْتي عند صِرَامِ النَّخل ، ثم الذي يَليه : الوَسْمِيُّ وهو أوَّلُ الربيع ـ وهذا عند دخول الشتاء .. ثم يليه الرَّبيعُ ، ثم الصيفُ ثمَّ الحَمِيمُ.

قال أبو عُبيدٍ : وقال أبو عَمْرٍو : مِثلَ ذلك أو نحوَه.

قال : وهذا لأنَّ العربَ تجعلُ السَّنَةَ ستَّةَ أَزْمِنَةٍ.

أبو عبيد ـ عن الأُمَوِيِّ ـ : يقال للناقة ـ إذا نُتِجَتْ في مِثْل الوقت الذي حَمَلت فيه من قَابِلٍ ـ : قد أَخْرَفَتْ ، فهي مُخْرِفٌ.

قال شمِرٌ : ولا أعرف «أَخْرَفَتْ» ـ بهذا المعنى ـ إلا من الْخَرِيفِ ، تَحْمِلُ الناقةُ فيه وتضعُ فيه.

وفي الحديث : «أَنَّ أَهْلَ النَّارِ يَدْعُونَ مَالِكاً ـ خَازِنَ جَهَنَّمَ ـ أَرْبَعِينَ خَرِيفاً فَلَا يُجِيبُهُمْ».

معناه : أربعينَ سنةً.

وقال الليث : الْخُرَافةُ : حَدِيث مُسْتَمْلَحٌ ، كَذِبٌ .. وله حديث.

وقال غيرُه : كان خُرَافَةُ رجلاً استهوَتْه الجنُّ فرجع بعجائبَ رآها فيهم فقِيلَ لكلِّ عجِيبٍ كَذِبٍ : خُرَافَةٌ.

عمرو عن أبيه ـ قال : الْخَرِيفُ : السَّاقِيَة ، والْخَرِيفُ : الرُّطَبُ المُجْتَنَى ، والخَرِيفُ : السَّنَةُ والْعامُ.

وفي الحديث : «مَا بَيْنَ مَنْكِبَي الْخَازِنِ مِنْ خَزَنَةِ جَهَنَّمَ : خَرِيفٌ».

أراد : من الْخَرِيفِ إلى الْخَرِيفِ ، وهو السَّنَةُ.

أبو عبيد ـ عن الأصمعيِّ ـ : أرضٌ مَخْرُوفَةٌ : أصابها خَرِيفُ الْمَطَرِ ..

ومَرْبُوعَةٌ : أصابها الرَّبيع ، وهو المطر .. ومَصِيفَةٌ : أصابها الصَّيف.

وقال أبو زيد : أول المَطَر : الوَسْمِيُّ ثم الشَّتْوِيُّ ، ثم الدَّفَائِيُّ ، ثم الصَّيف ، ثم الْحَمِيمُ ، ثم الْخَرِيفُ. ولذلك جُعِلَتِ السنةُ ستَّة أزمنة.

رخف : أبو عبيد ـ عن أبي زيد ـ : أَرْخَفْتُ العَجِينَ وأَوْرَخْتُهُ ـ إذا أكثرتَ ماءَه .. حتى

١٥١

يسترخِيَ ، وقد رَخِف يَرْخَفُ رَخَفاً ، ورَخَفَ يَرْخَفُ.

واسمُ ذلك العجين : الرَّخْفُ ، والوَرِيخَةُ.

وقال الفرَّاء : هي الرَّخِيفَةُ ، والْمَرِيخَةُ والْوَرِيخَةُ ، والأَنْبَخَانِيُّ : للعجين ـ إذا عُجِنَ رَقيقاً.

وقال الليث : الرَّخْفَةُ : الزُّبْدَة .. اسمٌ لها.

وأنشد :

تَضْرِبُ دِرَّاتِها إذَا شَكِرَتْ

تَأْقِطُهَا وَالرِّخَافَ تَسْلَؤُها

فرخ : أبو عبيد : مِنْ أَمْثَالهم المنتشرةِ في كشف الكَرْبِ ـ عند المخاوف عن الجبان ـ قولُهُمْ : أَفْرَخَ رَوْعُكَ.

يقول : لِيَذْهَبْ رُعْبُك وفَزَعُك فإن الأمر ليس على ما تُحَاذِرُ.

وأصل الإفْراخ : الإنكشافُ .. مأخوذٌ من إِفرَاخِ البَيْض ـ إذا انْقَاضَ عن الْفَرْخِ ، فخرج منه.

وأخبرني المُنْذِرِيُّ ـ عن أبي الهَيْثم ـ أنه كان يقول : أَفْرَخَ رُوعُه ـ بضم الراء.

قال : والرُّوعُ : موضع الرَّوْعِ من قَلْبهِ.

قال : وأَفْرَخَ فؤادُ الرجل ـ إذا خَرَجَ رَوْعُهُ منه ـ كما تُفْرخُ البَيْضَةُ إذا انفلقت عن الْفَرْخِ ـ فخرج منها.

قال : وقَلَبَهُ ذُو الرُّمَّةِ فقال ـ لمعرفته بالمعنى ـ :

جَذْلَانَ قَدْ أَفْرَخَتْ عَنْ رَوْعِهِ الكُرَبُ

قال : والرَّوْعُ في الفُؤاد : كالفَرْخِ في البَيْضَة .. وأنشد :

فَقُلْ لِلْفُؤَاد إِنْ نَزَا بِكَ نَزْوَةً

مِنَ الْخَوْفِ أَفْرِخْ أَكْثرُ الرَّوعِ بَاطِلُهْ

وقال أبو عبيدةَ : أَفْرَخَ رَوْعُه ـ إذا دُعي له أن يَسْكُن رَوْعُهُ ويذهب.

قال : وقالوا : «أَفْرَخُوا بَيْضَتهم».

يقال ذلك لِلَّذي أَظْهَر أمره وأخرج خَبَره .. لأنَ إفْرَاخَ البَيْضِ : أن يخْرُجَ فَرْخهُ.

الليث : فَرَّخَتِ الحمامَةُ تَفْرِيخاً واسْتَفْرَخْنَاهَا ـ أي : اتخذناها لِلْفَرْخِ.

قال : وأَفْرَخَ الطائرُ : صار ذا فَرْخٍ ، وأَفْرَخَ الأمرُ وفَرَّخَ ـ إذا استبان عاقِبَتُه بعد اشتباه.

قال : ويقال للفَرِقِ الرِّعْدِيدِ : فَرَّخَ تَفْرِيخاً ... وأنشد :

وَمَا رَأيْنَا مَعْشراً فَيَنْتَخُوا

مِنْ شَنَإ الأقْوَامِ إلّا فرَّخُوا

قلت معنى فَرَّخوا : أي : ضَعُفوا كأنهم فِرَاخٌ .. مِنْ ضَعْفهم.

وقال الليث : وفَرُّوخُ : بَلَغَنا أنه كان من وَلدِ إبراهيمَ ، وكان وُلِدَ بعد إسْحَاقَ وإسْمَاعِيل ، وكَثر نسلُه ، ونما عَدَدُه فوَلَدَ الْعَجَمَ الذين هم في وَسَطَ البلاد.

قال الليث : والزَّرْعُ ما دام في البَذْرِ فهو الْحَبُّ ، فإِذا انشقَّ الْحَبُّ عن الوَرَقَةِ فهو الْفَرْخُ ، فإذا طَلَعَ رأسُه فهو الحقْلُ.

والعرب تقول : فُلَانٌ فُرَيْخُ قومه ـ إذا كانوا يُعَظِّمُونه ويكَرِّمونه.

وصُغِّر .. على وجه المبالغة في كرامته.

١٥٢

شَمِرٌ ـ عن الهَوَازِنيِّ ـ : قال : إذا سَمِعَ صاحِبُ الأَمَةِ صوتَ الرَّعْد أو الطَّحْن فَرِخَ إلى الأرض ـ أي : لَزِقَ بها .. يَفْرَخُ فرَخاً.

ثعلب ـ عن ابن الأعرابي ـ : قال : فَرِخَ الرجل ـ إذا زَالَ فَزعُهُ واطمأَنَّ.

قال : والفَرِخُ : المُدَغْدَغُ من الرِّجال.

خفر : الليث : الْخَفرُ : شِدَّة الحَيَاء ، وامرأةٌ خَفِرَةٌ : حَيِيَّةٌ.

وقال أبو عبيد : امرأةٌ خَفِرَةٌ ومُتَخَفِّرَةٌ : شديدة الحيَاء.

وقال الليث : خَفِيرُ القوم : مُجِيرُهُم الذي يكونون في ضَمَانه ، ما دَاموا في بلاده وهو يَخْفُرُ القومَ خُفَارةً.

قال : والخَفَارَةُ : الذِّمَّةُ .. وانتهاكها : إخْفَارٌ.

وفي الحديث : «مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فإِنَّهُ في ذِمَّةِ الله فَلَا يُخْفَرَنَ الله في ذِمَّتِهِ».

وقال زهيرٌ :

فَإِنَّكُمُو وَقَوْماً أَخْفَرُوكُمْ

لَكَالدِّيبَاجِ مَالَ بِهِ الْعَبَاءُ

قال : والْخُفُورُ هو : الإخْفَارُ نَفسُه ، من قِبَلِ المُخْفِرِ ، ومِن غير فِعْلٍ ـ على خَفَرَ يَخْفُرُ .. وأنشد :

فَوَاعَدَني وَأَخْلَفَ ثَمَّ ظَنيَ

وبئْسَ خَلِيقةُ الْقَوْمِ الخُفُورُ

أبو عبيد ـ عن الأصمعي ـ : خَفَرْتُ بالرجل وخَفَّرْتُ الرجلَ.

معناهما : أن تكون له خَفِيراً تَمْنَعُه.

وقال أبو جُنْدَبٍ الهُذَلِيُّ :

يخفِّرُنِي سيْفي إِذَا لَمْ أُخَفَّرِ

وتَخَفَّرْتُ بفلان ـ إذا استَجَرْتَ به وسألتَهُ أن يكون لك خَفِيراً ، وأَخْفَرْتُ الرجُلَ ـ إذا نَقَضْتَ عهدَه وخِسْتَ به.

وقال أبو الْجَرَّاحِ العُقَيْليُّ : مِثْلَ ذلكَ كلِّه ـ إلا «تَخَفَّرْتُ» وحدها ، وزاد فيه :أَخْفَرْتُ إذا بَعثتَ معه خَفِيراً.

والاسْمُ : الْخُفَارَةُ والْخَفَارَةُ ـ بضم الخاء وفتحها.

وقال : هذا خُفْرَتي ـ يَعْنِي الخَفِيرَ الذي يمنعه.

أبو عبيد ـ عن الأصمعي ـ : الْخَافُورُ نَبْتٌ.

وأنشد غيرُه لأبي النَّجْمِ :

وَأَتَتِ النّمْلُ الْقُرَى بِغيرِهَا

مِنْ حَسَكِ التّلْعِ وَمِنْ خَافُورِهَا

فخر : قال الليث : الفاخُورُ : ضَرْبٌ من الرَّيْحَانِ ، يقال له مَرْوٌ ، وهو : منه ما عَرُضَ وَرَقُه. وخرجتْ له جَمَامِيحُ في وَسَطه كأنه أطرافُ أَذْنابِ الثعالب ، عليها نَوْرٌ أحمرُ في وسطه ، طيِّبُ الرِّيح يُسَمِّيه أهل البَصْرةِ «رَيْحَانَ الشيوخ» ، يَزْعُمُ أطِبَّاؤهم أنه يَقْطَعُ الشبابَ.

قال الليث : ويقال : هذا فَخِيرُكَ أي : الذي يُفَاخِرُكَ .. نَحْوُ خَصِيمِكَ.

والفخرُ معروفٌ ، وقد فاخَرْتُه ففَخَرْتُهُ ، وهو نَشْرُ المناقبِ ، وذكْرُ الكِرامِ بالْكَرَمِ.

ورجلٌ فِخِّيرٌ : كثيرُ الافتخارِ وأنشد :

يَمْشي كَمشْي الْمَرحِ الْفِخِّيرِ

١٥٣

والفَخِيرُ : المغلُوبُ بالفخْر.

والشيءُ الجيِّد يقال له : الفَاخِرُ.

أبو عُبَيْدٍ ـ عن الأصمعيِّ ـ : يقال ـ مِن الكِبْرِ والفخرِ ـ : فَخَزَ الرجُلُ .. بالزَّاي.

قلتُ : جَعَلَ الفَخْزَ والْفَخْرَ واحداً.

وقال أبو عُبيدة : فرَسٌ فَيْخَرٌ وفَيْخَزٌ ـ بالرَّاء والزَّاي ـ إذا كان عظيمَ الْجُرْدَانِ.

عمرٌو ، عن أبيه ، قال : الفاخِرُ : النَّبِيلُ من كلِّ شيء.

ويقال : فَخَرَ الرجلُ يَفْخَرُ ـ إذا عدَّدَ حسَبَه ومَفَاخِرَه.

وقال ابن السِّكِّيت : أُفْخِرَ فلانٌ اليومَ على فلانٍ في الشَّرَف والْجَلَدِ والمنطق ـ أي : فُضِّلَ عليه.

ثعلبٌ ـ عن ابن الأعرابيِّ ـ : فَخِرَ الرجلُ يَفخَرُ ـ إذا أَنِفَ ... وأنشد :

وَتَرَاهُ يَفْخَر أَنْ تُحَلَّ بُيُوتُهُ

بِمَحَلَّةِ الزَّمِرِ الْقَصِيرِ عِنَانَا

الليث : ناقةٌ فخُورٌ : تُعْطِيكَ ما عندها من اللّبَنِ ، ولا بقاءَ للبنها.

وقال ابن شُمَيْلٍ : الفَخُورُ ـ من النُّوق ـ العظيمةُ الضَّرْعِ .. القليلةُ اللَّبَن.

ومِن الغنمِ : كذلك.

ونحوَ ذلك قال أبو زيد.

وقال الليث : الفَخَّارُ ـ من الْجَرِّ ـ : معروفٌ ، قال الله جلّ وعزّ : (مِنْ صَلْصالٍ كَالْفَخَّارِ) [الرَّحمن : ١٤].

قال : واسْتَفْخَرْتُ الثَّوْبَ ـ أي : اشْتَرَيْتُه فاخراً ، وكذلك في التَّزْوِيجِ .. استَفْخَرَ فلانٌ ما شاء.

وأَفْخَرَتِ المرأةُ ـ إذا لمْ تلِد إلَّا فاخراً.

فقد يَكون في الفخر من الفِعل ما يَكونُ في المجْدِ ، إلّا أَنّكَ لا تقول : «فَخِيرٌ» ـ مكانَ «مَجِيدٍ» ، ولكِنْ «فَخُور» ولا «أَفْخَرْتُهُ» مكان «أَمْجَدْتُه».

وقولُ الله ـ جلّ وعزّ ـ (إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ) [لقمَان : ١٨] الفَخور : المتكبّر هاهنا.

خ ر ب

خرب ، خبر ، ربخ ، بخر ، برخ : مُستعملات.

خرب : قال الليث : الْخَرَابُ : نقيض العمران وثلاثةُ أَخْرِبَةٍ.

قال : والْخَرِبُ : جَمْعُ الْخَرِبةِ كالْكَلِمِ ـ جَمْعِ الكلِمَة.

والفِعْلُ من كلِّ ذلك : خَرِبَ يَخْرَبُ خَرَاباً.

وقد خَرَّبَهُ المخرِّبُ تَخْرِيباً.

وفي الدَّعاءِ : اللهُمُ مُخَرِّبَ الدُّنْيَا وَمُعَمِّرَ الآخِرَةِ

أي : خَلَقْتَهَا للخراب.

والخَرُّوبةُ : شجرَةُ الْيَنْبُوتِ.

وبلَغني أنَّه كان يَنْبُتُ في مُصَلَّى سُليمانَ كلَّ يومٍ شجرةٌ .. فيسألُها : ما أَنْتِ؟

فتقولُ : أنَا شَجَرَةُ كذا ، أَنْبُتُ في أرض كذا ، أَنَا دَوَاءٌ مِن داء كذا .. فيَأْمُرُ بها فتُقْطع ، ثم تُصَرُّ ويُكْتَبُ عَلَى الصُّرَّةِ اسْمُها ودَواؤُها ـ حتى إذا كان في آخر ذلك نبتَتِ

١٥٤

اليَنْبوتَةُ فقال لها : ما أنْتِ؟ فقالتْ : أنَا الخرُّوبةُ ، وسَكَتَتْ ، فقال سُليمانُ صَلَى الله عليه وسلم : الآنَ أَعْلَمُ أنَّ الله قد أَذِنَ في خَرَابِ هذا الْمَسْجِدِ وذَهابِ هذا المُلْكِ ، فلمْ يَلْبث أَنْ مَاتَ.

والْخَرَبُ : الذَّكَرُ من الْحُبَارَى وجمعُه : الْخِرْبَانُ.

وفي حديثِ ابنِ عُمَرَ : في الذي يُقَلِّدُ بَدَنتَه فيَضِنُّ بالنَّعْلِ ، قال : «يقلدُها خُرَابة».

قال أبو عُبيدٍ : والذي نَعْرِفُ في الكلامِ : أنها «الْخُرْبَةُ» وهي عُرْوَةُ المَزادَةِ .. سمِّيَتْ خُرْبةً لاستدارتها.

وكلُّ ثَقْبٍ مستديرٍ فهو خُرْبَةٌ ، مِثلُ ثَقْبِ الأُذُن .. وجمعُهَا خُرَبٌ.

وقال ذُو الرُّمَّة :

أَوْمِنْ مَعَاشِرَ في آذانِهَا الخُرَبُ

ثعلب ـ عن ابن الأعرابيِّ : ـ قال : خُرْبةُ الْمَزادة : أُذُنُها.

وقال : وَخُرْبَةُ السِّنْدِيِّ : ثُقْبَة شَحْمَةِ أَذُنِهِ.

يقال : خُرْبَةٌ ـ إذا كان ثَقْباً غيرَ مخرُومٍ ، وجمْعُها خُرَبٌ ، فإذا كانت مَخْرُومةً فهي خَرَبَةٌ ، والجميع : الْخَرَبُ.

وقال أبو عبيدةَ : لكلِّ مَزَادة : خُرْبتَانِ وكُلْيَتَان.

ويقال : خُرْبَانِ ، ويُخْرَزُ الْخُرْبَانِ إلى الكُلْيَتَيْن.

وقال الليث : أَمَةٌ خَرْبَاءُ ، وعَبْدٌ أَخْرَبُ والْخَرَبُ : مَصْدَر الخُرْبَة.

قال : والْخَارِبُ : اللِّصُّ ، يقال : ما رأينا من فلان خُرْبَةً وخُرْباً مُذْ جاوَرنَا ـ أي : فَسَاداً في دِينه ، أو شيْناً.

وخُرَيْبَة : مَوْضِعٌ بالبَصْرَةِ يُسَمَّى «بُصَيْرَةَ الصُّغْرَى».

قال : ويقال : الْخارِبُ : من شدائد الدهْر وأنْشد :

إنَّ بِهَا أَكْتَلَ أَوْ رِزَامَا

خُوَيْرِبانِ يَنْقُفَانِ الْهَامَا

قال : و «الأكْتَلُ» ، و «الْكَتَالُ» هما : شِدَّةُ العيشِ ، و «الرِّزَامُ» : الْهُزَالُ.

قلتُ : أَكْتَلُ ورِزَامٌ ـ بكسر الرَّاء ـ : اسْمَا رَجُلَيْنِ كانا خارِبَيْنِ لِصَّين.

وقوله : «خُوَيْرِبانِ» أراد : هُمَا خَارِبَانِ ، فصغَّرهما .. وهما «أَكْتَلُ ورِزَامٌ».

والذي قاله الليث ـ في تفسير «الْخَارِب» و «أَكْتَلَ» ، و «رِزَامٍ» : كَلَا شيءٍ.

وفَسَّرَ ابنُ الأعرابي وغيرُه هذا الرَّجَزَ على ما بَيَّنْتُهُ.

وقال الليث : الْخُرَابَةُ : حَبْلٌ من لِيفٍ أو نحوه.

وخُرْبةُ الإبْرَةِ ، وخُرَّابَتُها : خُرْتُهَا.

أبو عبيد ـ عن أبي عمرو ـ : الْخُرْبُ ثَقْبُ الْوَرِكِ ، وهو الْخُرَابَةُ والْخُرَّابَةُ.

وقال أبو عبيدةَ : مِنْ دوائر الفَرَس : دائرةُ الخَرَبِ.

وهي الدائرة التي تكونُ عند الصَّقْرَيْنِ ، ودائِرَتَا الصَّقْرَينِ همَا اللَّتَان بين الحَجَبَتَيْنِ والقُصْرَيَيْن.

١٥٥

وقال الأصمعيُّ : الْخَرَبُ : الشَّعْرُ المُقْشَعِرُّ في الْخَاصِرَةِ .. وأَنشد :

طويلُ الْحِدَاءِ سَلِيمُ الشَّظَى

كَرِيمُ المِرَاحِ صَلِيبُ الخَرَبْ

قال : و «الْحِدَأَةُ» سالِفَةُ الفَرَس : وهو ما تَقَدّم من عُنُقِه.

أبو عبيد ـ عن أبي عمرو ـ : الْخُرْبُ ـ أَيضاً ـ : مُنْقَطَعُ الجُمهُورِ المُشْرِفِ من الرَّمْلِ.

و «خَرُّوبٌ» : مَوْضِعٌ.

برخ : قال الليث : الْبَرْخُ ـ بِلُغَةِ أَهل عُمَانَ ـ : الرَّخِيصُ.

يقال : كيف أَسْعارُهم؟ فيقالُ : بَرْخٌ ـ أي : رَخِيصٌ.

وقال الرَّاجز :

وَلَوْ أَقولُ بَرِّخُوا ، لَبَرَّخُوا

لِمَارِ سَرْجِيسَ وقَدْ تَدَخْدَخُوا

«بَرِّخوا» : قال : بَرِّكُوا بالنَّبَطيَّةِ.

وقال غيرُه : «بَرِّخوا» ـ أي : اجْعَلُوا لنا منه شِقْصاً.

وأصلُهُ بالفَارِسيَّة : الْبَرْخُ ، وهو النَّصِيبُ.

ربخ : قال الليث : الرَّبُوخُ : المرأَةُ يُغْشَى عليها عند الْمُلَامَسة.

يقال : رَبَخَتْ تَرْبَخُ رَبَخاً ورُبُوخاً وَرَبَخَتْ رَبَاخاً .. فهي رَبُوخٌ.

قال : ومُرْبِخٌ : رَمْلٌ بالباديةِ بعَيْنِه.

وأخبَرنا المنذريُّ ـ عن أبي الهيثَم ـ أنَّهُ قال : سُمِّي جَبَلُ «مُرْبِخٍ» مُرْبِخاً لأنَّه يُرْبِخُ الماشِيَ فيه من التعب والمشقَّة ـ أي يُذْهِبُ عَقْلَهُ ـ كالرَّبُوخِ التي يُغْشَى عَلَيْهَا من شِدَّةِ الشَّهْوَةِ .. وأنشد :

أَطْيَبُ لَذَّاتِ الْفَتَى

نَيْكُ رَبُوخٍ غَلِمَهْ

ورُوِيَ عن عليٍّ رضي‌الله‌عنه أَنَّ رجلاً خاصمَ إليهِ أَبَا امْرَأَتِه ، وقال : زَوَّجَنِي بنْتَه وهي مَجْنُونَةٌ!!

فقال ما بدَا لك مِن جُنُونِها؟

فقال : إذا جَامَعْتُها غشي عليها.

فقال : تلكَ الرَبُوخ!! لَسْتَ لهَا بِأَهْل!!

أَرَادَ أَنَّ ذلكَ يُحمَدُ منها.

وقال الليث : رَبِختِ الإبِلُ في المرْبِخِ ـ أَي : فَتَرَتْ في ذَلك الرَّمْل من الْكَلَالِ وَأَنشد :

أَمِنْ حِبَالِ مُرْبِخٍ تَمَطَّيْن

لَا بُدّ مِنْهُ فَانْحَدِرْنَ وَارْقَين

أَوْ يَقْضِيَ الله ذُبَابَاتِ الدَّيْن

قال : وَرَجُلٌ رَبيخٌ : ضَخْمٌ .. وأنشد :

فَلَمَّا اعْتَرَتْ طَارِقَاتُ الْهُمُومِ

رَفَعْتُ الْوَليَّ وَكُوراً رَبِيخَا

 ـ أيْ : ضَخْماً.

ثعلب ـ عن ابن الأعرابيِّ ـ : أَرْبَخَ الرَّجلُ ـ إذا وقَعَ في الشدَائدِ.

وَأَرْبَخَ الرَّمْلُ ـ إذا تَكاثَفَ.

وَأَرْبَخَ المَاشِي فيه ـ إذا اشْتَدَّ عليهِ السَّيْرُ فيه.

وَأَرْبَخَ الرَّجلُ ـ إذا اشْترَى جَارِيَةً رَبُخاً ، وهي التي تَنْخَرُ عند الجمَاع وَتَضْطَرِبُ كأنهَا مَجْنُونةٌ.

١٥٦

خبر : قال الليث : الْخَبَرُ ما أَتَاك من نَبَإ عَمَّنْ تَسْتَخْبِر. تقولُ : أَخْبَرْتُهُ وَخَبَّرْتُهُ. وجَمْعُ الْخَبَرِ : أَخْبَارٌ.

والْخَبِيرُ : الْعَالِمُ بالأمر ، والْخُبْرُ : مَخْبَرَة الإنْسَانِ ـ إذا خُبِرَ ـ أَي : جُرِّبَ فَبَدَتْ أَخْلَاقُهُ.

والخِبْرَةُ : الاختِبَارُ .. تقول : أَنتَ أَبْطَنُ به خِبْرَةً ، وَأَطْولُ له عِشْرَةً.

والْخابِرُ : الْمُخْتَبِرُ الْمُجَرِّبُ. وَالخُبْرُ : عِلْمُكَ بالشيء ـ تقولُ : لَيْسَ لي بهِ خُبْرٌ ـ أَيْ : لا عِلْمَ لي بهِ.

والْخَبَارُ : أَرْضٌ رِخْوَةٌ يَتَتَعْتَعُ فيها الدَّوابُّ وأنشد :

يُتَعْتِعُ في الْخَبَارِ إذَا عَلَاهُ

وَيَعْثُرُ في الطَّرِيقِ الْمُسْتَقِيمِ

وقال ابن الأعرابي : الْخَبَارُ : ما اسْتَرْخَى من الأرض وَتَحَفَّرَ.

وقال غيرهُ : ما تَهَوَّرَ وَسَاخَتْ فيهِ الْقَوَائِم.

شَمِرُ : قال أبو عمرو : الْخَبَارُ أَرضٌ لَيِّنَةٌ فيها جِحَرَةٌ.

أَبو عبيد ـ عن الأصمعي ـ : الْخَبِرَةُ وَالْخَبْرَاءُ : الْقاعُ .. يُنْبِتُ السِّدْر.

والْخَبَارُ ما لَانَ من الأرض واسْتَرْخَى.

وقال الليث : الْخَبْراءُ : شَجْرَاءُ في بَطْنِ رَوْضَةٍ يَبْقَى الماءُ فيها إلى الْقَيْظِ.

وَفِيها يَنْبُتُ الْخَبْرُ ، وهو شَجَرُ السِّدْرِ وَالأَرَاكِ .. وَحَوَالَيْها عُشْبٌ كثِيرٌ.

وتُسَمَّى : الْخَبِرَةَ ـ أَيضاً ـ والجميعُ : الْخَبِرُ.

قال : وَخَبْرُ الْخَبِرَةِ : شَجَرُهَا ، وأَنشد :

فَجَادَتْكَ أَنْوَاءُ الرَّبيعِ وَهَلَّلتْ

عَلَيْكَ رِياضٌ مِنْ سَلَامٍ ومِنْ خَبْرِ

قال : والْخَبْرُ ـ من مَنَاقع الماءِ ـ : مَا خَبَّرَ الْمَسِيلَ في الرُّؤُوس ، فَيَخُوضُ الناسُ فيهِ.

وأخبرني المنذري ـ عن الصَّيْداويِّ عن الرِّياشِيِّ ـ قال : الْخُبْرةُ : لَحْمٌ يَشْتريهِ الإنسانُ لأهْلِهِ.

يقال للرجلِ : مَا اختْبَرْتَ لأَهْلِكَ؟ أبو عبيد ـ عن الأصمعي ـ : الْخُبْرَةُ : النَّصِيبُ .. تَأْخُذُهُ من لَحْمٍ أَو سَمَكٍ.

وقال الرياشيُّ : الخبِيرُ : الزَّبَدُ.

وقال أبو عبيد : قال الأصمعيُّ : هو زَبَدُ أَفْوَاهِ الإبِلِ.

وقال الرياشيُّ : الْخبِيرُ : الْوَبَرُ.

قال : وَالْخبِيرُ : الأكَّارُ.

وأنشد في الخُبْرَةِ :

بَاتَ الرَّبِيعِيُّ وَالْخَامِيزُ خُبْرَتُهُ

وَطَاحَ ظَبْيُ بَني عَمرو بن يَرْبوعِ

وأنشد للهُذَلِيِّ في الخَبِير الزَّبَدِ :

تَغَذَّمْنَ في جَانِبَيْهِ الْخَبِي

رَ لَمَّا وَهَى مُزْنُهُ واسْتُبِيحَا

«تَغَذَّمْنَ» : يعني الفُحولَ ـ أي : مَضَغْنَ الزَّبَد وعَمَيْنَهُ ـ أي : رَمَيْنَهُ.

وأنشد :

تجُذُّ رِقابَ الأَوْسِ في غَيْرِ كُنْهِهِ

كَجَذِّ عَقَاقِيلِ الْكُرُومِ .. خَبِيرُها

رُفِعَ قولُه : «خَبِيرُها» على تكرير الفعل.

١٥٧

أرَادَ : جَذَّهُ خبِيرُها ـ أي : أَكَّارُها.

أبو عبيد ـ عن أبي عبيدة : الْخَبِيرُ : الأَكَّارُ.

ومُخَابرَةُ الأرض ـ أي : مُزَارَعَتها على الثُّلثِ والرُّبعِ : مِنْ هذا.

وقال جابرُ عن عبد الله : كُنّا نُخَابِرُ ولا نَرَى بذلك بأساً .. حتى أَخْبَرَنا رافِعُ بنُ خَدِيجٍ أنّ رسول الله صَلَى الله عليه وسلم قدْ نَهَى عَنْهُ.

قال : وقال الأصمعيُّ : الْخَبِرُ : المَزَادة.

ويقال : الْخَبْرُ .. إلا أنه بالْكَسْرِ أكثر .. وجَمْعُه : خُبُورٌ.

وقال أبو الهيثم : الْخَبْرُ ـ بالفتح ـ : المَزَادَةُ .. وأنكر فيه الكَسْرَ.

قال : ومنه قيل : ناقةٌ خَبْرٌ ـ إذا كانت غَزِيرَةً.

والْخَبْرُ والْخِبْرُ : الناقة الغزيرةُ اللّبن شُبِّهَتْ بالمزَادة في خُبْرِها.

وفي الحديث : «كنَّا نَسْتَخْلِبُ الْخَبِيرَ» أراد ب «الْخَبير» : النَّباتَ والعُشْبَ واستخْلَابُهُ : احْتِشَاشُه.

كأَنّ العُشْبَ شُبِّه بخَبِير الإبل ، وهو وبَرُها.

فالنَّبَاتُ ينْبُتُ ـ كما يَنبتُ الوَبَرُ.

وخَيْبَرُ : موضِعٌ بعينه .. معروفٌ.

ويقال : تَخبَّرْتُ الخَبَر واستَخبَرْتُه ـ بمعنى واحِدٍ.

ومِثْله : تَضَعَّفْتُ الرجلَ واستضْعفتُه وتنَجّزْتُ الجَوَابَ ، واسْتَنْجَزْتُه.

ثعلب عن ابن الأعرابي : المَخْبُور : الطَّيِّبُ الإِدَامِ ، والمَخْبُورُ : المَخْمُورُ والْخَبيرُ : مِن أسماء الله تعالى : معناه العالِمُ «بما كان ، وما يَكُونُ ، وهذه الصِّفَةُ لا تكونُ إلا لله تَبَارَكَ وتَعالَى.

وخَبُرْتُ بالأمر ـ أي : عَلِمْتُهُ.

وقول الله جلّ وعزّ : (فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً) [الفُرقان : ٥٩] أي : سَلْ عنه خَبِيراً عَالِماً تُخْبَرْ.

والْخَابُورُ : بلدٌ معروفٌ ومنه قوله :

أَيَا شَجَرَ الْخَابُورِ ما لَكَ مُورِقاً

ورجلٌ مُخْبَرٌ ـ أي : إذا خُبِرَ وجِدَ كامِلاً.

بخر : قال الليث : بَخِرَ الرجلُ بَخَراً ، والْبَخَرُ ريحٌ كَرِيهَةٌ من الفَمِ.

والنّعْت أَبْخَرُ ، وامْرَأةٌ بَخْرَاءُ.

والْبَخْرُ ، مَجْزوم ـ فِعْلُ الْبُخَارِ.

يقال : بَخَرَتِ القِدْرُ تَبْخَرُ بُخَاراً وبَخْراً.

وكلُّ دُخَانٍ يَسْطع من ماءٍ حارٍّ فهو بخار.

وكذلك ... من النَّدَى.

والْبَخُورُ : دُخْنَةٌ يُتَبخَّرُ بها.

أبو عبيدٍ ـ عن الأصمعيِّ ـ : بَنَاتُ بَخْرٍ وبَنَاتُ مَخْرٍ : سحائبُ بِيضٌ يَأْتين قُبُلَ الصَّيْفِ مُنتَصِبَاتٍ.

ثعلبٌ ـ عن ابن الأعرابي ـ : الْمَبْخُورُ : المَخْمُورُ.

قال : والبَاخِرُ : ساقِي الزَّرْعِ.

خ ر م

خرم ، خمر ، مرخ ، مخر ، رخم ، رمخ : مستعملات.

١٥٨

خرم : قال الليث : يقال : خُرِمَ الرجُل ، فهو مَخْرومٌ.

وخَرِمَ أَنفُهُ .. يَخْرَمُ خَرَماً ، وهو قَطْعٌ في الْوَتَرَةِ ، أو في النَّاشِرَتْينِ أو في طَرَف الأَرْنَبةِ .. لا يَبْلُغُ الْجَدْعَ.

والنَّعتُ : أَخْرَمُ وخَرْمَاءُ ـ كأَشْرَمَ وشَرْمَاءَ.

والفِعْل : خَرَمْتُهُ خَرْماً وشَرَمْتُه شَرْماً.

قال : وإن أصاب نَحْوَ ذلك في الشَّفَةِ ، أو في أَعْلَى قُوفِ الأذُنِ ـ فهو خَرْمٌ.

قال : والْخَرمُ : ما خَرَمَ سَيْلٌ ، أو طريقٌ في خُفٍّ أو رَأْسِ جَبَلٍ.

واسمُ ذلك الموضِعِ ـ إذا اتَّسع ـ فهو مَخْرِمٌ ، كمَخْرِمِ الْعَقَبة ، ومَخْرمِ المَسِيل.

والخَرْمُ : أَنْفُ الجَبَلِ .. وهي الْخُرُومُ ـ ومنه اشْتِقاق «الْمخْرِم».

وأَخْرَمُ الكتِفِ : مَحَزٌّ في طَرَفِ عَيْرِها مما يلي الصَّدَفةَ .. والجميع : الأَخَارِمُ.

وفي الحديث : «أَنَّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم نهى أَنْ يُضَحَّى بالمُخَرَّمَةِ الأُذُنِ» ـ يعني : المقطوعة الأذُنِ.

قال شمِر : والخَرْمُ يكون في الأُذُنِ والأَنْفِ جميعاً.

وهو ـ في الأنفِ ـ : أن يُقطَعَ مقَدَّمُ مَنْخِرِ الرجُل وأَرْنَبتِه ـ بعد أن يُقطَعَ أعلاها ـ حتى يَنفُذَ إلى جوْفِ الأنفِ.

يقال : رجل أَخْرَمُ : بَيِّنُ الْخَرَمِ.

والأَخْرَمُ ـ من الشِّعر ـ : ما كان في صَدْره وَتِدٌ مجموع الحركتين ، فَخُرِمَ أحدُهما ، وطُرحَ ـ كقوله :

إِنَّ امْرَءاً قَدْ عَاشَ تِسْعِينَ حِجَّةً

إلَى مِثْلِهَا يَرْجُوا الخُلُودَ لَجَاهلُ

كَانَ تمامُهُ : «وإِنَّ امْرَءاً».

وتقول : اخْتَرمَتْهُ الْمَنِيَّةُ من بين أصحابه ـ أي : أخذتْهُ من بينهم.

واخْتُرِمَ فلان عنا ـ أي : ماتَ وذهب.

وقال غيرُه : خَرْمُ الجَبَلِ : مُنقطَعُ أَنْفِهِ ، وأنفُ الجبل : قائدُ قادِمَتِه.

«والْخُرْمُ» ـ بكاظِمَةَ ـ : جُبَيْلَاتٌ وأُنوفُ جبال.

وقال أَبو نُخَيْلَةَ ـ في صفة إبل ـ :

قَاظَتْ مِنَ الخُرْمِ بِقَيْظٍ خُرَّم

وأراد بقوله : «بِقَيْظٍ خُرَّمِ» : الخصْبَ والسَّعَة.

ـ أي : بقَيْظٍ ناعمٍ كثيرِ الخيرِ.

ومنه يقال : كان عيشُنَا بها خُرَّماً ـ أي : ناعماً.

قاله ابنُ الأعرابي.

وأما قول جَرِيرٍ :

إِنَّ الْكَنِيسَةَ كانَ هَدْمُ بِنَائِهَا

نَصْراً وَكان هَزِيمةً للأَخْرَمِ

فإنَّ «الأَخْرمَ» : اسمُ ملكٍ من ملوكِ الرُّومِ.

ويقال : لا خَيْرَ في يَمينٍ لَا مَخَارِمَ لهَا ـ أي : لا مَخارجَ لها .. مأخوذٌ من «الْمَخْرِمِ» ، وهو الثَّنِيَّةُ بين الْجَبَليْن.

ويقال : خَرَمَتهُ الخَوَارمُ ـ إذا مات كما يقال : شَعَبَتهُ شَعُوبُ.

١٥٩

وقال أبو زيد : يقال : هذه يَمينٌ قد طَلَعتْ في الْمَخَارمِ.

وهي اليمين التي تجعلُ لصاحبها مَخْرَجاً.

وقال أبو خَيْرَة : الخَرْوَمَانةُ : بقلة خَبِيثَةُ الرِّيح تَنبتُ في الْعَطَنِ.

وأنشد :

إلى بَيْتٍ شِقْذان كأَنَّ سِبَالَهُ

وَلحيَتَهُ في خَرْوَمَان مُنَوِّرِ

عمرو ـ عن أبيه ـ : جاء فلانٌ بالخُرْمَان ـ أي : بالكذب.

وقال ابن السكِّيت : ما نَبَسْتُ فيه بخَرْمَاء : يَعْنِي به الكذبَ.

ثعلبٌ ـ عن ابن الأعرابيِّ ـ قال : الخَرِيمُ الماجِنُ.

والرَّخِيمُ : الحَسَن الكلام.

وقال أبو عمرو : الخارِمُ : التَّارِكُ.

والخَارمُ : المُفْسِدُ.

والخارمُ : الرِّيحُ الباردةُ.

وفي حديث سعدٍ ـ رضي‌الله‌عنه : «مَا خَرَمْتُ مِن صَلَاةِ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم شيئاً أي : ما تَرَكْتُ».

وقال ابن الأعرابيِّ : الْخُرَّامُ : الأحْداث المُنخَرِمون في المعاصي المُجَعْجِعةِ ، وإذا أَصاب الرّامي بسهمِه القِرطاسَ فلم يَثقُبْهُ ـ فقد خرَمَه.

ويقال : أصابَ خَوْرَمَتَهُ ـ أي : أَنْفَهُ.

أبو عُبَيد ـ عن أبي عمرٍو ـ : رِيح خَارِمٌ : باردةٌ.

وقال شَمِرٌ : ريحٌ خَارِمٌ .. وهو الجَامِدُ الذي ليس فيه نَدًى.

خمر : قال الليث : الخمرُ : مَعْرُوفٌ واختمارُها : إدْرَاكُها وغَلَيانُها ..

ومُخَمِّرُها : مُتَّخِذُها .. وخُمْرتُهَا : ما غَشِيَ المَخْمُورَ من الْخُمَارِ والسُّكْرِ في قلبِه وأنشد :

وقد أَصَابَتْ حُمَيَّاها مَقَاتِلَهُ

فلم تكَدْ تَنجَلي عن قلبه الْخُمَرُ

ويقال : قد اختَمَر العَجينُ والطِّيبُ ، وقد وَجَدْتُ منه خَمَرَةً طيِّبَةً إذا اختَمَرَ الطِّيبُ ـ أي : وَجَدْتُ رِيحَهُ.

أبو عبيد ـ عن أبي زيد ـ : وجَدْتُ منه خَمَرَة الطِّيبِ ـ بفتح الميم ـ : يعني ريحَهُ.

وقال الليث : خَمَرْتُ العجينَ والطِّيبَ خَمْرَةً ـ كخَمِرَ يَخْمَرُ.

وخَمَرْتُ الدَّابةَ .. أَخْمِرُها ـ إذا سقيتُهَا الْخَمْرَ.

أبو عُبيد ـ عن الكسائيِّ ـ : خَمَرْتُ العجينَ وفَطَرْتُه .. وهي الْخُمْرَةُ ـ للذي يُجْعَلُ في العجِين .. يسمِّيه الناسُ : «الخَمِيرَ».

وكذلك : خُمْرَةُ النبيذ والطِّيبِ.

وقال غيرُه : خميرَةُ اللّبَن : رُوْبتُه التي تُصَبُّ عليه .. ليَرُوبَ سريعاً رُؤُوباً.

أبو عبيد ـ عن أبي عمرو ـ : خَمَرْتُ الرجلَ أَخْمِرُه ـ إذا استَحْيَيْتَ منه.

وقال أبو زيد : خامرَ الرجلُ المكانَ وخَمَّرَه ـ إذا لم يَبْرَحْه.

ومن أَمْثال العرب : «خَامِرِي أُمَّ عامرٍ».

قال أبو عبيد : يُضْرَب مَثلاً للرَّجُلِ الأحْمَق ، و «أُمُّ عامرٍ» هي الضَّبُعُ.

١٦٠