تهذيب اللغة - ج ٧

محمّد بن أحمد الأزهري

تهذيب اللغة - ج ٧

المؤلف:

محمّد بن أحمد الأزهري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٨٥

وقال الأصمعي : معناه : أَنَّهُ اتَّخَذَ الأجَمَةَ خِدْراً .. وقال ذُو الرُّمّة :

وَلَمْ يَلْفِظِ الْغَرْثَى الخُدَارِيَّةَ الْوَكْرُ

قال شمِرٌ : يعني أَنَّ الوَكْرَ لم يَلْفِظِ العُقَابَ.

جَعَل خُرُوجَهَا من الوَكْرِ : لَفْظَاً .. مثلُ خُرُوج الكَلَامِ من الْفَم.

ثعلب ـ عن ابن الأعرابيِّ ـ قال : الخَدْرَةُ : ثِقَلُ الرِّجْل ، وامتِنَاعُهَا من المشي.

وقال الأصمعيُّ : يقول عامل الصَّدقاتِ : ليس لي حَشَفَةٌ ولا خَدِرَةٌ ، فالْحَشَفَةُ : اليابِسَةُ .. والْخَدِرَةُ : التي تَقَعُ من النَّخْلِ ـ قبل أن تنْضِجَ.

رخد : أهمله الليث : أبو عبيد ـ عن أبي عمرو ـ : الرِّخْوَدُّ : اللَّيِّنُ الْعِظَام.

وقال أبو الهيثم : الرِّخْوَدُّ : الرَّخْوُ .. زِيدَتْ فيه الدالُ ، وشُدِّدت ـ كما قيل : «فَعْمٌ وَفَعْمَلٌ».

قلت : وجاريةٌ رِخْوَدَّةٌ : نَاعمةٌ. وجمْعُها : رَخَاوِيدُ.

وقال أَبُو صَخْرٍ الْهُذَليُّ :

عَرْفْتُ مِنْ هِنْدَ أَطْلَالاً بِذِي الْبِيدِ

قَفْراً وَجَارَاتِهَا الْبِيضِ الرَّخَاوِيد

ردخ : قال الليث : الرَّدْخُ : الشَّدْخُ .. والرَّدَخ : الرّدَغُ ... ـ عُمَانِيَّةٌ.

خرد : قال الليث : جاريةٌ خَرِيدَةٌ : بِكْرٌ لم تُمْسَسْ قَطُّ ، والجَميعُ : الخَرائدُ والخُرُدُ.

قال : وجاريةٌ خَرُودٌ : خَفِرَةٌ حَييّةٌ ، قد جاوزتِ الإعْصارَ ، ولم تُعَنِّسْ.

وقال اللِّحْيَانِيُّ : الخَرِيدَةُ : الحَيِيَّةُ.

قال : وسمعتُ أعرابيّاً من ـ كلْبٍ ـ يقول : الْخَرِيدَةُ : الدُّرَّةُ التي لم تثْقب.

وهي من النساء : البِكْرُ.

وقال ثعلبٌ ـ عن ابن الأعرابيِّ ـ : الخَرِيدَةُ : الحَيِيَّةُ ، وقد أَخْرَدتْ إخْرَاداً.

عمرو ـ عن أبيه ـ الخارِدُ : الساكت من حَيَاء ، لا مِنْ ذُلٍّ .. والمُخْرِدُ : الساكتُ من ذُلٍّ .. لا مِنْ حياءٍ.

وقال ابن الأعرابي : خَرِدَ ـ إذا ذلّ وخَرِدَ ـ إذا استحيا.

أبو عبيد ـ عن أبي زيد ـ : الخَرِيدَةُ منَ النساء : الحيِيَّةُ الخَفِرَةُ.

دخر : قالَ الله جلّ وعزّ : (وَهُمْ داخِرُونَ) [النّحل : ٤٨].

قال الزَّجَّاجُ : مَعْنَى داخِرُونَ : صَاغِرون.

قال : ومَعْنى الآية : (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلى ما خَلَقَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّؤُا ظِلالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمائِلِ سُجَّداً لِلَّهِ وَهُمْ داخِرُونَ (٤٨)) [النّحل : ٤٨] : أنَّ كلَّ ما خَلَقه الله ـ من جسم وعظمٍ ولحمٍ ونجمٍ وشجرٍ ـ : خاضِعٌ ساجدُ لله.

قال : والْكافِر ـ وإن كفر بقلبه ولسانه فَنَفْسُ جِسْمِهِ ، وعظمِه ولحمِه ، وجميعُ الشجر والحيواناتِ خاضعةٌ لله ، ساجدةٌ.

ورُويَ عن ابن عباس رضي‌الله‌عنه أنه قال : الكافرُ يَسْجُدُ لغيرِ الله ، وظِلُّه يَسْجُدُ لله.

١٢١

قال الزَّجَّاجُ : وتأويلُ الظِّلِّ : الجِسْمُ الذي عنه الظِّلُّ.

وتقول : دَخَرَ يَدْخَر دُخُوراً ـ أي : صَغُرَ يَصْغرُ صَغاراً.

وهو الذي يَفْعَلُ ما تأمُرُه به ـ شاءَ أوْ أبى ـ صاغِراً قَميئاً.

خ د ل

خدل ، خلد ، دخل ، دلخ : مستعملة.

خدل : قال الليث وغيره : تقول : امرأةٌ خَدْلَةُ الساقِ ، وساقٌ خَدْلَة .. وقد خَدِلَتْ خَدَالةً ، والجميعُ خِدَال.

وخَدَالَتها : استِدَارَتُها .. كأنما طُوِيَتْ طيّاً.

وقال غيره : الْخِدَالُ : السُّوقُ الغِلَاظُ.

وقال ذُو الرُّمَّةِ يصفُ نساءً :

جَوَاعِلُ في الْبُرَى قَصباً خِدَالا

أَراد عظامَ أَسْوُقِها .. أَنَّها غليظة.

دخل : قال الليث : الدَّخْلُ عَيْبٌ في الحسَبِ وكذلك الدَّخَلُ ، وأمرٌ فيه دَخْلٌ ودَخَلٌ ـ مُثَقَّلٌ ومخفّفٌ ـ ودَغَلٌ : بمعناه.

وقال الفرَّاء في قول الله جلّ وعزّ : (تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبى مِنْ أُمَّةٍ) [النّحل : ٩٢].

قال : يعني دَغَلاً وخَدِيعةً.

قال : ومعناه : لا تَغْدُرُوا بقوم .. لقلّتهم وكثرتكم ، أو قلَّتِكم وكَثرتهم ، وقد غرَرْتموهم بالأيْمَان .. فسكَنُوا إليها.

وقال الزجَّاج : (تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ) أي : غِشَّاً بينكم ودَغَلاً.

قال : و «دَخَلاً» منصوبٌ : لأنه مفعولٌ له.

قال : وكلُّ ما دخَله عيبٌ. قيل : هو مَدْخول ، وفيه دَخَل.

وقال القُتَيْبيُّ ـ في قوله تعالى : (أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبى مِنْ أُمَّةٍ) : أي : لأَنْ تكون أمَّة أَغنى من قومٍ وأشرَفَ من قومٍ ـ تقْتَطعون بأَيمانِكم حُقوقاً لهؤلاء فتجعلونها لهؤلاء.

وقال الليثُ : الدَّخْلُ : ما دخلَ على الإنسَانِ .. من ضَيْعَتِه من الْمَنَالة.

قال : والمَدْخولُ : المهزُول ، والداخلُ في جوفه الهُزَالُ .. بعير مَدْخول ، وفيه دَخَل بيِّنٌ من الهُزَال ، وَرَجُلٌ مَدْخُولٌ ـ إذا كان في عَقله دَخَلٌ ، أوْ في حَسَبِهِ.

قال : والدُّخْلَةُ : بِطَانَةُ الأمر. تقولُ : إنه لعَفِيفُ الدُّخلةِ ، وإنه لخَبيثُ الدُّخْلَةِ ـ أي : باطنِ أَمْرِه.

قال : والدُّخلةُ ـ في اللون ـ تخليطٌ من ألوان في لونٍ.

ويقال : إنه لَعَالِمٌ بِدُخْلَةِ أَمْرِهم وبِدَخَل أمرِهم ، وإذا ائْتُكِلَ الطعامُ سُمِّيَ مَدْخُولاً ومسْرُوفاً.

قال : ودَخيلُ الرَّجل : الذي يُداخلُه في أُموره كلِّها ، فهوَ لهُ دَخِيلٌ ، ودُخْلُلٌ.

وقالَ شمِر ـ في تفسير بيت الرّاعي :

كأَنَّ مَنَاطَ العِقْدِ حَيْث عَقَدْنَهُ

لَبَانُ دَخِيليٍ أَسِيلِ المُقَلَّدِ

قال : «الدَّخِيلِيُ» : الظبْيُ الرَّبِيبُ يُعلَّقُ في عنقه الودْعُ فشبِّه الوَدْعُ في الرَّحْل بالودَعِ في عُنق الظَّبْي.

يقول : جعلْنَا الوَدْعَ في مقدَّم الرَّحْل.

١٢٢

قال والظبيُ الدَّخِيلِيُ والأَهِيليُّ والرَّبِيبُ : واحدٌ.

ذَكر ذلك كلَّه عن ابن الأعرابي.

وقال أبو نصر : «الدَّخِيليُ» في بيت الرّاعي : الفَرَسُ يُخَصُّ بالعلَفِ.

قال : وأمَّا قولُه :

هَمَّانِ بَاتَا جَنْبَةً وَدَخِيلَا

فإِنَّ ابنَ الأعرابيِّ قال : أراد ـ هَمّاً داخلَ القلب ، وآخرَ قريباً من ذلك كالضَّيْفِ إذا حلَّ بالْقوم فأَدْخَلوه .. فهو دخيلٌ ، وإن حلَّ بفنَائِهم فهو جَنْبَةٌ ، وأنشد لجرير.

وَلَّوْا ظُهُورَهُمُ الأَسِنَّةَ بَعْدَ مَا

كَانَ الزُّبيْرُ مُجَاوِراً ودَخيلا

وقال ابن السكيت : يقال : فلانٌ دُخْلُلُ فلان ، وَدُخْلَلُهُ ـ إذا كان بطانَتَه وصاحبَ سرِّه.

وقال الليث : الدِّخَالُ : مُداخلةُ المفاصل بَعْضِها في بعض .. وأنشد :

وطِرْفَةٍ شُدَّتْ دِخَالاً مُدْمَجَا

قلت : وناقة مُدَاخَلَةُ الْخَلْقِ ـ إذا تلاحَكَتْ واكتنزتْ ، واشتد أَسْرُها.

أبو عبيد ـ عن الأصمعي : إذا وَرَدَتِ الإبلُ أَرْسَالاً فشرب منها رَسَلٌ ثم وَرَدَ رَسَلٌ آخَرُ الحوْضَ فأُدخِل بعيرٌ قد شرب بين بعيرَين لمْ يَشْرَبَا .. فذلك الدَّخَالُ.

وإنما يُفْعَلُ ذلك في قِلَّة الماء.

وأنشد غيرُه فيه بيتَ لَبِيدٍ :

فأَوْرَدَهَا العِرَاكَ ولمْ يَذُدها

وَلم يُشْفِقْ عَلَى نَغَضِ الدِّخَالِ

وقال الليث : الدِّخَالُ في وِرْد الإبل ـ إذا سُقِيَتْ قَطيعاً قطيعاً حتى إذا ما شربَتْ جميعاً حُمِلَتْ على الحوْض ثانيةً ، لتستوفِيَ شُرْبَها .. فذلك الدِّخَالُ.

قلت : والصحيح في تفسير الدِّخَال ما قاله الأصمعيُّ ، والذي قاله الليث ليس بصحيح.

والدُّخَّلُ صِغَار الطير .. أمثالُ العصافير ـ وجمعُه دَخَاخِيلُ ـ تَأْوِي الْغِيَرَان والشجرَ الملتفَّ .. والأنثى : دُخَّلة.

قال : والدُّخول : نقيضُ الخُروج.

وفي حديث العَائنِ : «أَنَّه يَغْسِلُ داخلةَ إِزَارِهِ».

قال أبو عبيدٍ : «داخلةُ إزارِه» : طَرَفُهُ الذي يَلِي جَسَدَ المُؤْتَزِرِ.

وفي حديثٍ آخر : «إذَا أَرَادَ أَحدكم أَنْ يَضْطَجِعَ عَلَى فِرَاشِهِ فَلْيَنَزِعْ داخِلَةَ إِزَارِهِ ولَيَنْفُضْ بها فِرَاشَهَ فإنَّه لا يَدْرِي ما خَلَفَهُ عليه».

أراد بها طَرَفَ إِزارِهِ الذي يَلي جسدَه.

وأمَّا دَاخِلَةُ الأرض : فَخَمَرُها وغامِضُهَا ـ.

يقال : ما في أرضهم دَاخِلَةٌ من خَمَرٍ.

وجمعها الدَّوَاخل.

وقال ابن الرِّقاع :

فَرَمَى به أَدْبَارَهُنَّ غُلامُنا

لَمَّا اسْتُتِبَّ به ولمْ يَسْتَدْخِل

يقول : لم يَدخُلِ الْخَمَرَ فيَخْتِلَ الصَّيْدَ ولكنَّه جاهَرَها ـ كما قال زُهَيْرٌ :

مَتَى نَرَهُ فإِنَّنَا لا نُخاتِلُهْ

١٢٣

وقال أبو عبيدة : بينهم دُخْلُلٌ ودُخْلَلٌ ـ أي : إِخَاءٌ ومودَّةٌ : والدُّخْلَلُونَ الْحُشْوَةُ الذين يَدخلون في قومٍ ليسوا منهم. والدُّخْلَلُونَ : الأَخِلَّاءُ والأصفياء.

وهذا الحرف مِن الأضْداد.

وقال امرؤ القيس :

ضَيَّعَهُ الدُّخْلَلُونَ إِذَا غَدَروا

قال : الدُّخْلَلُون : الخاصة ههنا.

وقال الأصمعي : الدُّخَّلُ مِن الكَلإ : ما دَخل في أَغْصَان الشَّجر ومنَعه الْتِفافُهُ عن أنْ يُرْعَى ، وهو العُوَّذُ .. ودُخَّلُ اللَّحم : ما عاذ بالعظم ، وهو أَطْيَبُ اللحم.

وقيل للعُصفور الصغير : دُخَّلٌ ـ لأنه يَعُوذُ بكلِّ ثَقْبٍ ضيِّقٍ من الجَوارِح.

وقال شمر : يقال : فلانٌ حَسَنُ المَدْخل والمَخرجِ ـ أي : حَسَنُ الطريقة ..

محمودُها وكذلك : هو حَسَنُ المَذْهَب.

وفي حديث الحَسن : «كَانَ يُقَال : إنَّ من النِّفَاق اختلافَ المَدْخل والمَخْرَج واختلافَ السِّرِّ والعلانية».

قال شمِر : أراد بِ «اختلافِ المَدْخل والمَخْرَج» : سُوءَ الطريقة.

ثعلبٌ : عن ابن الأعرابي : أنه قَال : الدَّاخلُ والدُّخَّالُ والدُخْلَلُ ـ كلُّه دُخَّال الأُذُن ، وهو الهِرْنِصَانُ.

والدَّوْخَلَةُ هي الوَشِيجَة التي تُسَوَّى من الخوصِ للتَّمْر ، وتُجمَعُ : دوَاخِل ودَوَاخِيل.

وقال عَدِيٌّ :

فِيهِ ظِبَاءٌ ودَوَاخِيلُ خُوصْ

خلد : قال الليث : الخلُودُ : البقاءُ في دارٍ لا يُخرَجُ منها ، والفِعْلُ : خَلَدَ يَخْلُد.

قال : وأهْلُ الجَنَّة خالِدُون مُخَلَّدُون آخِر الأَبَدِ ، وأَخْلَدَ الله أهلَ الجنة إخلاداً ، والْخُلْدُ : اسمٌ من أَسماء الْجِنَان.

وأَخْلَدَ فلانٌ إلى كذا وكذا ـ أي : رَكَن إليه ورضِيَ به.

وقال الفَرّاء ـ في قوله جلّ وعزّ : (وَلكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَواهُ) [الأعرَاف : ١٧٦] أي : رَكَنَ إليها وسَكَنَ.

قال : ويقال : خَلَدَ إلى الأرض ـ بغير ألف ـ وهي قليلة.

قال : ويقال للرجل ـ إذا بَقيَ سوادُ رأسه ولحيته على الكِبَر : إنه لَمُخْلِدٌ.

ويقال للرجُل ـ إذا لم تَسْقُط أسنَانُه من الهرَمَ : إنه لَمُخْلِدٌ.

قال : وسمعتُ الكسائيَّ يقول : خَلَدَ وأَخْلَدَ ، وخَلَّدَ .. إلى الأرض ، وهي قليلةٌ ، ونحوَ ذلك قال الزَّجاجُ.

وقال الله جلّ وعزّ : (يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ (١٧)) [الواقِعَة : ١٧].

قال الفرَّاء ـ في قوله : (مُخَلَّدُونَ) : يقال : إنهُم على سِنٍّ واحدةٍ ، لا يتغيَّرون.

قال : ويقال : (مُخَلَّدُونَ) : مُقَرَّطُون. ويقال : مُسَوَّرُونَ.

كلُّ ذلك يقالُ.

وأنشد غيرُه :

١٢٤

ومُخَلَّداتٍ بِاللُّجَيْنِ كأَنَّما

أَعْجَازُهُنَّ أَقَاوِزُ الْكُثبَانِ

ثعلبٌ ـ عن ابن الأعرابيِّ ـ : مِنْ أَسماءِ الفَأْرِ : الثُّعْبَةُ والْخُلْدُ ، والزَّبَابَةُ.

وقال الليثُ : الْخُلْدُ ضربٌ من الْجُرْذَانِ عُمْيٌ .. لم يُخْلَقْ لها عيونٌ ، واحدُها خِلْدٌ ـ بكسر الخاء ـ والجميعُ : خِلْدَانٌ.

ثعلب ـ عن ابن نَجْدَةَ ، عن أبي زيدٍ ـ : من أسماءِ النَّفْس : الرُّوعُ والْخَلَدُ.

وقال اللَّيثُ : الخَلَد : البالُ ـ يقال : ما يَقَعُ ذلك في خَلَدِي ـ أي في بالي.

وقال أبو زيد : الْبَالُ : النَّفْس ، فَإِذاً : التَّفْسِيرَانِ متقاربان.

وقال الليث : الْخَوالِدُ : الأَثَافِيُّ والْجِبَال والحِجَارة تُسَمَّى : خَوَالدَ.

وأنشد :

فَتَأْتِيكَ حَذَّاءَ مَحْمُولةً

تَفُضُ خَوالِدُها الْجَنْدَلَا

يعني القوافِيَ أبو عبيد ـ عن أبي عمرو ـ : أَخْلَدَ به إِخْلَاداً ، وأَعْصَمَ به إِعْصَاماً ـ إذا لَزِمَه ، وبَنُو خُوَيْلِدٍ : بطنٌ من عُقَيْلٍ.

وقال أبو عمرو : خَلَّدَ جاريتَهُ ـ إذا حَلأَّها بالْخلَد ، وهي الْقِرَطَة ، وخَلَّدَ الرجُلُ ـ إذا أَسَنَّ ولم يَشبْ.

وقال ابن الأعرابيِّ ـ في قوله : (وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ) ـ : مُقَرَّطونَ بالْخَلَدةِ وَجمعُهَا : خَلَدٌ ، وهي الْقِرَطَةُ.

دلخ : النَّضْرُ : دَلِخَتِ الناقةُ ـ أي : سمنَتْ ، وناقَةٌ دَالِخَةٌ.

وقال الليثُ : رجلٌ دَالخٌ وقَوْمٌ دَالِخونَ .. ، وهُو المُخْصِبُ من الرِّجال.

ابن السكِّيت ـ عن الفرَّاء ـ : امْرأَةٌ دُلَخَةٌ ـ أي : عَجْزَاءُ.

وأنشد :

أَسْقَى دِيارَ خُرَّدٍ بِلَاخِ

منْ كلِّ هَيْفَاءِ الْحَشَا دُلَاخِ

قال : «بِلَاخِ» : ذَوَاتُ أعجازٍ.

قال : و «دُلَاخِ» للواحدةِ ودِلَاخٌ : للجمِيع.

وقال أبو عمرو : دَلِخَ يَدْلَخُ دَلَخاً ، فهو دَلِخٌ ، ودَلُوخٌ ـ أي : سمِينٌ.

وأنشد :

يُسَائِلُنَا مَنْ ذَا أضَرَّ بِهِ التَّنَخْ

فَقُلْتُ : الَّتِي لأياً تَقُومُ مِنَ الدَّلَخْ

خ د ن

خدن ، دخن ، دنخ : مستعملة.

خدن : قال اللَّيثُ : الْخِدْنُ والْخَدِينُ : الذِي يُخَادِنُكَ .. يكون معك في كلِّ أمرٍ ظاهر وباطن.

وخِدْنُ الجارية : مُحَدِّثُها.

قال : وكانوا في الجاهليَّة لا يمتنعون من خِدْنٍ يُحَدِّث الجاريةَ ، فجاء الإسلامُ بهَدْمِهِ.

قال الله جلّ وعزّ : (مُحْصَناتٍ غَيْرَ مُسافِحاتٍ وَلا مُتَّخِذاتِ أَخْدانٍ) [النِّساء : ٢٥].

يعني أَنْ يتَّخِذْن أَصْدِقاءَ.

١٢٥

دخن : قال أبو عبيد : دَخَنَتِ النَّارُ تَدْخِنُ ـ إذا ارتفع دُخانُها ، ودَخِنَتْ تَدْخَنُ ـ إذا ألقَيْتَ عليها حَطَباً فأفسدْتَها حتَّى يَهيجَ لذلك دُخان يشتَدُّ.

وكذلك : دَخِنَ الطَّعامُ .. يَدْخَنُ.

وقال الليث : دَخَنَ النَّارُ والدُّخَانُ دُخُوناً ـ إذا سَطَعَ.

قال : والدَّاخِنَةُ : كُوًى فيها إِرْدَبَّاتٌ تُتَّخَذُ على الْمَقَالِي والأَتُونَاتِ.

وأنشد :

كمثْل الدَّوَاخِنِ فَوْقَ الإرِينَا

ويقال : دَخَنَ الْغُبَارُ ـ أي : ارْتَفَعَ وسَطَعَ.

ومنه قولُه :

اسْتَلْحَمَ الوَحْشَ عَلَى أكْسائِهَا

أَهْوَجُ مِحْضيرٌ إِذَا النَّقْعُ دَخَنْ

أي : سطع.

قال : والدُّخْنَةُ بَخُورٌ يُدَخَّنُ به الثَّوْبُ أو البيتُ.

والدُّخْنُ : الْجَاوَرْسُ ـ والحبَّةُ منه دُخْنةٌ.

والدُّخْنَةُ منْ لَوْنِ الأَدْخَنِ ، وهو كُدْرَةٌ في سَوَادٍ ـ كالدُّخَانِ.

شاةٌ دَخْنَاءُ ، وكَبْشٌ أَدْخَنٌ

وقال رؤبة :

مَرْتٌ كظَهْرِ الصَّرْصَرَانِ الأَدْخَنِ

قال : الصَّرْصَرانُ سمكٌ بحريٌّ. وليلةٌ دَخْنَانَةٌ ، كأنما تغَشَّاها دُخَانٌ من شِدَّة حرِّها.

ويومٌ دَخْنَانٌ سَخْنَانٌ.

وفي حديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حين ذَكَرَ الفتَنَ فقيل له : أبَعْدَ ذلك خَيرٌ؟ فقال : «هُدْنَةٌ عَلَى دَخَنٍ ، وَجَمَاعَةٌ عَلَى أَقْذَاءٍ».

قال أبو عبيد ـ في قوله : «هُدْنَةٌ عَلَى دَخَنٍ» ـ تفسيرُه في الحديث : لا تَرْجِعُ قُلُوبُ قَوْمٍ على ما كَانتْ عليه.

قال : وأصل الدَّخَنِ : أن يكونَ في لون الدَّابَّةِ أو الثَّوب : كُدْرةٌ إلى سوادٍ.

وقال الْمُعَطَّلُ الْهُذَلِيُّ يصف سيفاً :

لَيْنٌ حُسَامٌ لا يَلِيقُ ضَريبةً

في مَتْنِهِ دَخَنٌ وَإِثْرٌ أحْلَسُ

قوله : «دَخَنٌ» : يعني كُدُورَةً إلى السواد ، ولا أحْسِبُهُ أخذ إلا من الدُّخَان.

وهذا شبِيهٌ بلون الحَديد.

قال : فَوَجْهُه ، أَنه يقول : تكون القُلوبُ هكذا ، لا يصفو بعضُها إلى بعضٍ ولا يَنْصَعُ حُبُّها كما كانت ، وإِنْ لم تَكُنْ فيهم فِتْنَةٌ.

وجمع الدُّخَانِ : دَوَاخِنُ ، عَلَى غير قياس.

وقيل : «الدَّخَنُ» : فِرِنْدُ السَّيفِ في قول الْهُذَلِيِّ.

وقال شمر : يقال للرجل ـ إذا كان خبيث الخُلُقِ ـ : إنَّهُ لَدَخِنُ الْخُلُقِ ، وقد دَخِنَ خُلُقُهُ دَخَناً ـ إذا خَبُثَ وفَسَدَ.

وقال قَعْنَبٌ :

وَقَدْ عَلمْتُ عَلَى أَنِّي أَعَاشِرُهُمْ

لَا نَفْتَأُ الدَّهْرَ إلَّا بَيْنَنَا دَخَنُ

ودخِنَ الطَّعامُ واللَّحْمُ ـ إذا شُوِيَ فأصابه الدخَانُ حتى غَلَبَ عَلَى طعمه.

١٢٦

وشرابٌ دَخِنٌ : متغيِّرَ الرائحة.

وقال لَبِيدٌ :

وَفِتْيَانِ صِدْقٍ قَدْ غَدوْتُ عَلَيهِمُو

بِلَا دَخِنٍ وَلَا رَجيعٍ مُجنِّبِ

ويروى مُجَنَّبِ فالمجَنَّبُ : الذي جَنَبَهُ الناس ـ والمجَنِّبُ : الذي بَاتَ في البَاطِيَةِ.

وقول الله جلّ وعزّ : (يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ) [الدّخان : ١٠] ـ أي : بِجَدْبٍ بيِّن.

يقال : إن الجائعَ كان يرى بينه وبين السماء دُخَاناً من شِدَّة الجُوع.

ويقال : بل قيل للجوع : دُخانٌ ، لِيُبسِ الأرض في الْجَدْب وارتفاعِ الغُبار .. فَشَبَّهَ غُبْرَتَها بالدُّخَانِ.

ومنه قيل لِسَنَةِ الْمجَاعةِ : غَبْرَاءُ ـ وجُوعٌ أَغْبَرُ.

وربما وضعت العَرَبُ الدُّخانَ موضع الشَّرِّ إذا علا ، فيقولون : كان بيننا أمرٌ ارتفع له دُخَانٌ.

وقد قيل إن الدُّخَانَ قد مضى.

ومِثْلُ دُخانٍ ، ودَوَاخِنَ : عُثَانٌ ، وعواثنُ.

والعَرَبُ تَقُول لغَنيٍّ وَباهِلةَ : بنو دُخَانٍ.

قال الطِّرمَّاحُ :

يَا عَجَباً ليَشْكُرَ إِذْ أَعَدَّتْ

لِتَنْصرَهُمْ رُوَاةَ بَنِي دُخَانِ

دنخ : قال الليث : التَّدْنيخُ : خضوعٌ ، وذِلَّةٌ وتنكيس للرأس.

يقال : لمَّا رآني دَنَّخَ.

قال : والتَّدْنِيخُ في الْبِطِّيخَةِ : أن ينهزم بعضُها ويَخْرُجَ بَعْضُها.

ورجلٌ مُدَنِّخُ الرأْس ـ إذا كان فيه ارتفاعٌ وانخفاضٌ.

ويقال : دَنَّخَتْ ذِفْرَاهُ ـ إذا أَشْرَفَتْ قَمَحْدُوَتُهُ عليها ، ودخلتِ الذِّفْرَى خَلْفَ الْخُشَشَاوَيْنِ.

أبو عبيد ـ عن الأصمعي ـ : دَنَّخَ الرجل ـ إذا طأْطَأَ ظَهْرَه.

وقال اللحياني : يقال للرَّجُل ـ إذا لم يبرحْ بَيْتَه : قد دنَّخَ الرَّجُل في بيته.

خ د ف

خفد ، خدف : مُسْتعملان.

خفد : قال الليث : الْخَفَيْدَدُ ـ من الظِّلْمَانِ : الطَّويلُ السَّاقَيْن.

وجَمْعُهُ الْخَفَيْدَدَاتُ ، والْخَفَادِدُ.

قال : وإذا جاء اسمٌ عَلَى بِنَاء «فَعَالِلَ» ـ مِمَّا في آخره حَرْفان مِثْلَانِ ـ فإنهم يَمُدُّونه ـ نحو قرْدَدٍ ، وقَرَاديدَ ، وخَفَيْدَد ـ وخَفَادِيدَ.

وقال أبو عبيد : قيل للظَّلِيم : خَفَيْدَدٌ لسرعته.

أبو عبيد ـ عن الأُمَوِيِّ ـ : إذا أَلْقَتِ الناقةُ وَلَدَها ـ قبل أن يستبينَ خَلْقُه ـ قيل : أَخْفَدَتْ ، وهي ناقَةٌ خَفُودٌ.

قال شمر : وهذا غَرِيب مُنْكَرٌ.

قلتُ : ورَوَى أبو العباس ـ عن ابن الأعرابيِّ ـ : إذا ألْقَتِ المرأَةُ ولدَها بزَحْرةٍ واحدةٍ. قيل : زَكَبَتْ به وأَزْلَخَتْ به ،

١٢٧

وأَمْعَصَتْ به ، وأَخْفَدَت به ، وأَسْهَدَتْ به وأَمْهَدَتْ به.

ويقال للظليم : خَفيْدُدٌ ، وخَفَيْفَدٌ كلٌّ يقال.

خدف : عمرو ـ عن أبيه ـ يقال لِخرَقِ القميص قبل أن تُؤلَّفَ : الكِسَفُ والْخِدَفُ.

واحِدُها : كِسْفَةٌ وخِدْفَةٌ.

قال : والْخَدْفُ : السُّكَّانُ الذي بالسَّفينة.

خ د ب

استعمل من وجوهه : خدب ، بدخ.

خدب : سَلَمةُ ـ عن الفرَّاء ـ يقال : فلان على طريقةٍ صالحةٍ ، وخَيْدَبَةٍ وسُرْجُوجَةٍ ، وهي الطريقة.

أبو عبيد ـ عن أبي زيد ـ يقال : أَقْبِلْ عَلَى حَيْدَبَنِكَ ـ أي : على أمْرك الأوَّل وخُذْ في هِدْيَتِكَ ، وقِدْيَتِكَ أي : فيما كُنْتَ فيه.

أبو عبيد ـ عن الأصمعي ـ : من أمثالهم في الهلاكِ قولُهمْ : «وَقَعَ الْقَوْمُ فِي وَادِي خَدَبَاتٍ».

قال : وقد يقال ذلك فيهم ـ إذا جَارُوا عن الْقَصْد.

وقال الليث : الْخَدْبُ : ضربٌ في الرّأْسِ ونحوِه.

والْخَدْبُ : الضرب بالسيف .. يَقْطَعُ اللحمَ دُونَ العَظْمِ.

وقال العَجَّاجُ :

نَضْرِبُ جَمْعَيْهِمْ إِذَا اجْلَخَمُّوا

خَوَادِباً أَهْوَنُهُنَّ الأَمُ

وقال آخرُ :

لِلْهَامِ خَدْبٌ ولِلأعْنَاق تَطْبِيقُ

ويقال : أَصابتْهم خَادِبَةٌ ـ أَيْ : شَجَّةٌ شديدةٌ.

وبعيرٌ وَشَيْخٌ خِدَبٌ : ضَخْمٌ قوىٌّ شديد.

وخَيْدَبٌ : مَوضِعٌ في رمالِ بني سَعْدٍ.

وقال الرّاجزُ :

بِحَيْثُ نَاصَى الْخَبِرَاتُ خَيْدَبَا

أبو عبيد ـ عن الأصمعي ـ : الْخَدْبَاءُ : الدِّرعُ اللَّيِّنَةُ وأنشد :

خَدْبَاءَ يَحفِزُها نِجَادُ مُهَنَّدٍ

شمِرٌ ـ عن ابن الأعرابي ـ : نَابٌ خَدِبٌ وسَيْفٌ خَدِبٌ ، وضَرْبَةٌ خَدْباءُ : مُتَّسِعَةٌ طويلةٌ.

وَسِنَانٌ خَدِبٌ : وَاسِعٌ الجِرَاحَةِ قال بِشْرٌ :

على خَدِبِ الأَنْيَابِ لَمْ يَتَثَلَّمِ

قال : والأَخْدَبُ : الذي لا يتمالَكُ من الحُمْقِ.

وقال امْرُؤ القَيْسِ :

وَلَسْتُ بِطَيَّاخَةٍ في الرِّجالِ

وَلَسْتُ بِخِزْرافةٍ أَخْدَبَا

قال : والْخِزرافَةُ : الكثيرُ الكلام ..

الخفيفُ. وقال غيرُه : هو الرِّخْوُ.

وقال ابنُ هانِىءٍ ـ عن أبي زيد ـ : خَدَبْتُهُ : قَطَعْتُهُ .. وأنشد :

بِيضٌ بِأَيديهمُو بِيضٌ مُؤَلَّلةٌ

لِلْهَامِ خَدْبٌ وللأعْنَاقِ تطبيقُ

ثعلب ـ عن ابن الأعرابي ـ : قال : الْخَدْبَاءُ : الْعَقُورُ من كل الحيوان.

أبو عبيد ـ عن الكسائي ـ : خَدَبتْهُ الحيَّة ـ أي : عَضَّتْهُ.

١٢٨

بدخ : قال الليث : امرأةٌ بَيْدَخَةٌ : تَارَّةٌ ـ لغة حِمْيَرِيَّةٌ ـ وبه سمِّيتِ المرأة .. وأنشد :

هَلْ تَعْرِفُ الدَّارَ لآلِ بَيْدَخَا

ويقال : فلان يَتَبَدَّخُ علينا ، وَيَتَمَدَّخُ علينَا ـ أي : يَتَعَظَّمُ وَيَتكَبَّر.

النَّضْرُ : والْبُدَخَاءُ : العِظَامُ الشؤُونِ ـ وأنشد لِسَاعِدَة :

بُدَخَاءُ كلُّهُمُو إِذَا ما نُوكِرُوا

وبِدِخْ ـ كقولك : «عَجَباً».

و «بَخْ بَخْ» تَتَكلَّمُ بها عند تفضيلكَ الشَّيءَ وكذلك «بَدَخْ» مِثْلَ قولهم : «عَجَباً وبَخْ بَخْ» وأنشد :

نَحْنُ بَنُو صَعْبٍ وَصَعْبٌ لأَسَدْ

فَبَدَخٌ هَلْ تُنْكَرنْ ذَاكَ مَعَدْ

خ د م

خدم ، خمد ، دمخ ، مدخ : مستعملة.

خمد : أبو عبيد ـ عن الأصمعيِّ ـ : إذا سَكَنَ لَهَبُ النَّار ولم يَطْفَأْ جَمْرُهَا. قيل : خَمَدَتْ تَخْمُدُ خُمُوداً.

فإنْ طَفِئَتْ أَلْبَتَّةَ ، قيلَ : هَمَدَتْ هُمَوداً.

ونحوَ ذلك قال الليثُ.

وفي «نوادر الأعراب» : يُقال : رأَيْتُهُ مُخْمِداً وَمُخْبِتاً وَمُخْلِداً ومُخْبِطاً وَمُسْبِطاً وَمُهْدِياً ـ إذا رَأَيْتَه مُضْرِباً لا يَتَحَرَّكُ ، وأَخْمَدَ فلانٌ نَارَهُ.

خدم : قال : الْخَدَمُ : الْخُدَّامُ .. وَالْوَاحِدُ خَادِمٌ ـ غُلَاماً كَانَ أَوْ جَارِيةً .. وأنشد :

مُخَدَّمُون ثِقَالٌ في مَجَالِسِهِمْ

وفي الرِّحالِ إذا رَافَقْتَهُمْ خَدَمُ

وهذه خَادِمُنا ـ بغير هاء ـ لِوُجُوبِه وَهذِه خادِمَتُنَا غداً.

وَأَخْدَمْتُ فُلاناً ـ أي : أَعْطَيْتُهُ خَادماً يَخدِمُهُ.

ويقال : لا بُدَّ لمن لا خَادِمَ له أن يَخْتَدِمُ ـ أي : يَخْدُمُ نفْسَه.

ويقال : اخْتَدَمْتُ فُلاناً ، واسْتَخْدَمْتُهُ ـ إذا سألْتَهُ أن يَخْدِمَكَ.

قال : والْخَدَمَةُ : سَيْرٌ غليظٌ مُحْكَمٌ ـ مثل الْحَلْقَةِ ـ يُشَدُّ في رُسْغِ البَعِير ، ثم يُشَدُّ إليها سَرَائِحُ نَعْلِها وجَمْعُها خِدَامٌ.

وسُمِّي الْخَلْخَالُ : خَدَمَةً بذلك.

والْخَدْماءُ من الغَنَم : التي في ساقها ـ عند الرُّسْغِ ـ بَيَاضٌ كالْخَدْمة في السَّوَاد أو سَوَادٌ في بَيَاضٍ.

والاسْمُ : الْخُدْمَةُ ـ بضم الخاء.

قال : ويُسَمُّونَ موضعَ الْخَلخال : مُخَدَّماً.

ورِبَاطُ السَّرَاوِيلِ ـ عند أسفل رِجْلِ السَّرَاوِيلِ ـ يقال له : الْمُخَدمُ.

والْمُخَدَّمُ ـ من البعيرِ ـ ما فَوْقَ الْكَعْبِ.

أبو عبيد عن أبي زيد : إذا ابْيَضَّتْ أَوْظِفَةُ النّعْجَةِ فهي حَجْلَاءُ وَخَدْمَاءُ.

وقال أبو عبيدة : إذا قَصُرَ البَيَاضُ عن الوَظِيفِ ، واسْتَدَار بأَرْسَاغ رِجْلَي الفَرَس ـ دون يدَيْه ـ فذلِكَ التَّخْدِيمُ.

يقال : فرسٌ أخْدَمُ ومُخَدَّمٌ.

وفي حديث خَالِدِ بنِ الوَلِيد : أَنَّه كتب إلى مَرَازِبةِ فارسَ :

١٢٩

«الحمد لله الذي فَضَ خَدَمَتكُمْ ، وسَلَبَ مُلكَكُمْ».

قال أبو عبيد : هذا مَثَلٌ ، وأصْل الْخَدَمة : الحلْقَةُ المستديرة المُحْكَمَة ـ ومنه قيل للخَلاخِيلِ : خِدَامٌ ـ وأنشد :

كَانَ مِنَّا المُطَارِدُونَ عَلَى الأُخْ

رَى إذَا أَبْدَتِ الْعَذَارَى الخِدَاما

قال : فشَبَّه خَالِدٌ اجتماعَ أمرهم كان واستيسَاقَهم .. بذلك.

ولهذا قال : «فَضَ خَدَمَتكُمْ» ـ أي : فَرَّقَها بعد اجتماعها.

عمرو ـ عن أبيه ـ قال : الخِدَامُ : القُيُود .. ويقال للْقَيْدِ : مِرْمَلٌ ومِحْبَسٌ.

وفي حديث سَلْمَانَ : «أنه رُئِيَ عَلَى حِمَارٍ وَعَلَيْهِ سَرَاوِيلُ وخَدَمَتَاهُ تَذَبْذَبانِ» أرادوا بخَدَمَتَيهِ : ساقَيْهِ.

سُمِّيتا : خَدَمَتَيْنِ ، لأنهما موضعا الخَدَمَتَينِ ـ وهما الخَلْخالان.

ويقال : أريد بهما : مَخْرَجَا الرِّجلين من السَّرَاوِيل.

دمخ : دَمْخٌ : اسمُ جَبَلٍ.

قال العجَّاج :

بِرُكْنِهِ أَرْكَانَ دَمْخٍ لَانَقْعَرْ

ثعلب ـ عن ابن الأعرابي ـ : الدَّمْخُ : الشَّدْخُ.

يقال : دَمَخه دَمْخاً ـ إِذا : شَدَخَه.

قلتُ : لم أسْمَعِ الدَّمْخَ بهذا المعنى لغيره.

مدخ : قال الليث : المَدْخُ الْعَظَمة .. ورَجُلٌ مَادِخٌ ومَدِيخٌ ـ أي : عظيم عزيز.

وقال الْهُذَلِيُّ :

مُدْخَاءُ كلُّهُمُو إذا مَا نُوكِرُوا

يُتَقَى كما يُتَقَى الطَّلِيُّ الأجْرَبُ

وقال أبو عمرو : التّمَادُخُ : البَغْيُ ـ وأراد به الكِبْرَ .. وأنشد :

تمَادَخُ بالْحِمَى جَهْلاً عَلَيْنَا

فَهَلَّا بالْقَنَانِ تَمَادَخِينَا

وقال الزَّفَيَانُ :

فَلَا تَرَى في أَمْرِنا انْفِسَاخَا

مِنْ عُقَدِ الحَيِّ وَلَا امْتِدَاخَا

أبو العباس ، عن ابن الأعرابي : المَدْخُ : المَعُونَة التَّامّة ، وقد مَدَخَهُ يَمْدَخُه مَدْخاً ، ومادَخَهُ يُمادِخُهُ مُمادَخَةً ـ إذا عاوَنَه على خَيْرٍ أو شَرٍّ.

(أبواب) الخَاء والتاء

خ ت ظ ، ـ خ ت ذ ، ـ خ ت ث : مهملات.

خ ت ر

ختر ، خرت ، رتخ ، ترخ : مستعملة.

ختر : قال الله جلّ وعزّ : (كُلُ خَتَّارٍ كَفُورٍ) [لقمان : ٣٢].

قال الفرَّاء وغيرُه : «الخَتّارُ» : الْغَدّار.

ويقال : الخَتْرُ : أَسْوَأُ الغَدْر.

وقال الليث : الْخَتْرُ : كالْخَدَرِ ، وهو ما يأخُذُك من شرْب الدَّواء والسُّمِّ ونحوِ ذلك حين تَضْعُفُ.

١٣٠

أبو العباس ـ عن ابن الأعرابي ـ : خَتَرَتْ نَفْسُهُ ـ أي : خَبُثَتْ ، وتختّرَتْ ـ بالتاء ـ أي : اسْتَرْختْ.

والتَّخَتُّرُ : التّفَتُّرُ والاستِرْخاء.

يقال : شربَ اللبَنَ حتى تختَّر.

خرت : قال الليث : الخُرْت : لِلإِبْرَة والفأس ونحوه ، وهو ثَقْبُه .. ويُجمع على الخُرُوتِ ، وكذلك : خَرْتُ الحَلْقَة.

وجَمَلٌ مَخْرُوتُ الأَنْف : خَرَتَهُ الْخِشَاشُ.

وقال شَمر : دَلِيلٌ خِرِّيتٌ بِرِّيتٌ ـ إذا كان ماهراً بالدِّلالة ، مأخوذٌ من الخُرْتِ.

أبو العباس ـ عن ابن الأعرابي ـ : فأسٌ فِنْدَأْيَةٌ : ضَخْمةٌ لها خُرْتٌ ، وخُرَاتٌ وهو خَرْقُ نِصابها.

ويقال : هذا الطريق يخْرُتُ بك إلى موضع كذا وكذا.

وقال ابن المُظَفر : الخرِّيتُ الدليل وجَمْعُهُ : خَرَارِتُ .. وأنشد :

يُعْيي عَلَى الدَّلَامِز الْخَرَارِتِ

قال : وإنما سُمِّي «خِرِّيتاً» لشَقِّهِ المَفَازَةَ.

قال : وفي المزادَةِ أَخْرَاتُها ، وهي الْعُرا بينها القَصَبُ التي تُحمَلُ بها .. الواحدة خُرْتَةٌ.

قلتُ : هذا وَهْمٌ ، إنما هو خُرَبُ المزَادة .. الواحدَة خُرْبَةُ ، وكذلك خُرْبَةٌ الأُذُنِ ـ بالباء ـ وغُلامٌ أَخرَبُ الأُذُنِ.

والخُرْتَةُ ـ بالتاء ـ : في الحديد من الفأس والإبْرَة.

والخُرْبَةُ ـ بالباء ـ : في الجِلْد.

وقال أبو عمرو : الْخُرْتَةُ : ثَقْبُ الشَّغِيزَةِ وهي المِسَلَّةُ.

قال ابن الأعرابي : وقال السّلُوليُّ : رَاد خُرْتُ القوْم ـ إذا كانوا غَرِضِينَ بمَنْزِلِهِمْ لَا يَقِرُّونَ ، ورَادتْ أَخْرَاتُهُمْ ـ ومنه قوله :

لقد قَلِقَ الخُرْتُ إلّا انتظَارَا

أبو الهيْثم : والخَرَاتانِ من كواكب «الأسَد» ، وهما كوكبان بينهما قَدْرُ سَوْطٍ ، وهما كَتِفَا «الأسَد» ، وهما زُبْرَةُ «الأسد».

قال الراجز :

إذا رَأَيْتَ أَنجُماً مِنَ الأَسَدْ

جَبْهَتَه أَوِ الخَرَاتَ والْكَتَدْ

بَالَ سُهَيْلٌ في الْفَضِيخِ فَفَسَدْ

وَطَابَ أَلْبَانُ اللِّقَاحِ وبَرَدْ

رتخ : قال الليث : الرَّتْخُ : قِطَعٌ صِغَارٌ في الجلْدِ خاصّةً.

وإذا لم يبَالِغِ الحجَّامُ في الشَّرْطِ قيل : أَرْتَخَ.

ترخ : وروى أبو العباس ـ عن ابن الأعرابيِّ ـ : التَّرْخُ : الشرطُ اللَّيِّن.

يقال : اتْرَخْ شَرْطِي .. ارْتَخْ شَرْطِي.

قلت : فهما لغتان ـ التَّرْخُ والرَّتْخُ بمعنى الشرط اللَّيِّن ، مثلُ الْجَذْبِ والْجَبْذِ.

وقال ابن دُرَيْدٍ : رَتِخَ العَجِينُ رَتَخاً ـ إذا رَقَّ فلم ينْخَبِزْ ، وطينٌ رَتِخٌ ـ أي : زَلِقٌ.

وقال الليثُ : قُرَادٌ رَتِخٌ ـ وهو الذي شقَّ أَعْلَى الجِلْدِ فلَزِقَ به ـ رُتُوخاً.

وقال غيرُه : رَتَخَ فلانٌ بالمكان ـ إذا ثَبَتَ به.

١٣١

خ ت ل

استعمل من وجوهه : ختل ، خلت ، لتخ ، لخت.

ختل : قال الليث : الْخَتْلُ : تَخَادُعٌ عن غَفْلَة.

قلتُ : يقال للصَّائد ـ إذا استَتَرَ بشيءٍ ليرمِيَ الصَّيْدَ ـ : دَرَى وخَتَلَ .. للصيد.

ويقال للرَّجُل ـ إذا تَسَمَّع لِسِرِّ قومٍ ـ : قد اخْتَتَلَ.

ومنه قول الأَعْشَى :

وَلَا تَرَاهَا لِسِرِّ الْجَارِ تَخْتَتِلُ

وفي «نوادر الأعراب» : هو يمشي الْخَوتَلَى ـ إذا مشَى في شِقَّةٍ.

ويقال : هو يَخْلِجُنِي بعَيْنِه ويمشِي ، لي الْخَوْتَلَى.

خلت : قلت : ورأيت البَحْرَانِيِّينَ يقولون لهذا الصَّمْغ ـ الذي يقال له : الأَنْجَرُذُ ـ : الْخِلْتِيتُ ـ بالخاء ـ وغيرُهم يقول : الْحِلْتِيت.

لخت : يقال : حَرٌّ سَخْتٌ لَخْت ـ أي : شديد.

لتخ : اللَّطْخُ ، واللَّتْخُ : واحدٌ. وقد لَتَخَهُ ـ أي : لَطَخَهُ.

خ ت ن

ختن ، خنت ، تنخ ، نتخ ، نخت : مستعملة.

أهمل الليث : خنت ونخت.

خنت : وروى أبو العباس ـ عن ابن الأعرابيِّ ـ أنه قال : الْخِنَّوْتُ دابَّةٌ من دوابِّ البحر.

نخت : قرأتُ في «نوادر الأعراب» : نَخَتَ فلان لِفُلان ، وسَخَتَ له ـ إذا اسْتَقْصَى في القول وبالغ فيه.

ختن : قال الليث : الْخَتْنُ : فِعْلُ الْخَاتِنِ الْغُلَامَ.

يقال : خَتَنَهُ يخْتُنُهُ خَتْناً ، فهو مَخْتُونٌ ، والْخِتَانَةُ صَنْعَتَهُ.

والْخِتَانُ ذلك الأمرُ كلُّه وعلاجُهُ.

والْخِتَانُ موضعُ القطع من الذَّكَرِ.

قلت : وكذلك الْخِتَانُ من الأنثى مَوْضِعُ الْخَفْضِ من نَوَاتِها.

ومنه الحديث الْمَرْوِيُّ عن عائشةَ : «إِذَا الْتَقَى الخِتَانَانِ فَقَدْ وَجَبَ الغُسْلُ».

ومعنى التقائهما : غُيُوبُ حَشَفَةِ فَرْجِ الرَّجُل في فَرْجِ الْمَرْأة ، حتى يصير خِتَانُهُ بحِذَاء خِتَانِها.

وذلك أَن مَدْخَل الذَّكَر ـ من المرأة ـ يسفُلُ عن خِتَانِهَا ، لأن خِتَانَها مُسْتَعْلٍ.

وليس معنى التقاء الْخِتَانَيْنِ أن يُمَاسَ خِتَانُهُ خِتَانَهَا ، ولكنْ معناه أن يَتحَاذَيَا ، وإن لم يتمَاسَّا.

وهكذا قال الشَّافعيُّ في تفسيره.

وأصل الْخَتْنِ الَقَطْع.

وأما الْخَتَنُ ـ بفتح التاء ـ ، فإن أحمدَ بن يَحْيَى رَوَى عن ابن الأعرابي ، وعن أبي نَصْر ـ عن الأصمعيِّ ـ أنهما قالا : الأحْمَاءُ من قِبلَ الزَّوْج والأَخْتَانُ من قِبَلِ المرأة والصِّهْرُ يجمَعُهما.

وقال ابن الأعرابيِّ : الْخَتَنَةُ : أُمُّ امرأة الرَّجُل.

١٣٢

قال : وعَلَى هذا الترتيب يقال : أبو بكر وعمر : خَتَنَا رسولِ الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

قلت : وروى حَمَّادُ بن زَيْدٍ ـ عن أيُّوبَ ـ قال : سألتُ سَعِيدَ بن جُبَيْرٍ : أينظرُ الرجُل إلى شَعَرِ خَتَنَتِهِ؟ فقرأ هذه الآية : (وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَ) [النُّور : ٣١] حتى قرأ الآية ، وقال : لا أُرَاهُ فيهم ، ولا أُرَاهَا فيهنَّ.

أراد سعيد بِخَتَنتِهِ : أُمَّ امرأته.

وقال ابن المُظَفِّرِ : الْختَنَ : الصِّهْرُ ..

تقول : خَاتَنْتُ فلاناً مُخَاتَنَةً ـ وهو الرجل المتَزَوِّجُ في القوم.

قال : والأبَوَانِ ـ أيضاً ـ خَتَنَا ذلكَ الزَّوْجِ ـ والرجلُ خَتَنٌ ، والمرأة خَتَنَةٌ ، والْختَنُ : زوجُ فتاةِ القومَ ، ومَنْ كان مِنْ قِبَله من رَجُل ، أو امرأةٍ ، فهم كلّهم أَخْتَانٌ لأهل المرأة.

وأُمُّ المرأة ، وأبوها : خَتَنَانِ للزَّوْج.

قلت : الْخُتُونَةُ : المصَاهَرَةُ ، وكذلك الخُتُونُ ـ بغير هاءٍ.

وأنشد الفَرَّاءُ :

رَأَيْتُ خُتُونَ العَامِ والعَامِ قَبْلَهُ

كحَائِضَةٍ يُزْنَى بِهَا غَيْرِ طَاهِرِ

أراد : رأيتُ مصاهَرَةَ العام ، والعام الذي كان قبله كامرأة حائِضٍ زُنِيَ بها.

وذلك أن هذَيْن العامَيْنِ : كانا عامَيْ جَدْبٍ ومَحْلٍ ، فكان الرجل الهَجينُ إذا كَثُر ماله يخطُبُ إلى الرجل الشريف ـ في حَسَبه ونَسَبه إذا قَلَّ مالُه ـ كَرِيمَتَهُ فيزوِّجُهُ إيَّاها ليكفِيَهُ مؤُونَتها في جُدُوبةِ السَّنة ، فيتشرَّفُ الهجِينُ بها ، لشَرَف نسبها عَلَى نسبه وتعيشُ هي بمَالِهِ ، غير أَنَّها تُورِثُ أهلَهَا العَارَ ، لأن أباها يُعَيَّر : أَنَّه زَوَّجَها رجلاً هجيناً غير صَرِيح النسب.

فكانت المصاهرةُ التي تكون في الْجُدُوبةِ «كَحَائِضَةٍ» فُجِرَ بَها فجاءَها العارُ من جهتين : إحداهما أنها أُتِيتْ حائضاً ـ والثانية أن الوَطْءَ كان حراماً مع حَيْضها.

والخُتُونَةُ ـ أيضاً تَزوُّجُ الرَّجُلِ المرأةَ ..

ومنه قول جَرِيرٍ :

وَمَا اسْتَعْهَدَ الأَقْوامُ مِنْ ذِي خُتُونَةٍ

مِنَ النَّاسِ إلَّا مِنكَ أَوْ مِنْ مُحَارِبِ

قلت : والْخُتونة تَجمَعُ المصاهرة بين الرجل والمرأة ، فأَهْلُ بيتها : أَخْتَانُ أهل بيت الزَّوْج ـ وأهل بيت الزوج : أخْتَانُ المرْأَةِ وأَهْلِهَا.

وروى أبو دَاوُدَ المصَاحِفِيُّ عن النَّضْر بن شميل ـ أَنه قال : سُمِّيتِ المخاتَنَةً مُخَاتَنَةً ـ وهي المصاهرة ـ لالتقاء الْخِتَانَيْن منهما.

وروى حديثاً بإسْناده عن عُيَيْنَةَ بن حِصْنٍ : أن النبي صَلى الله عليه وسلم قال : «إنّ موسى عليه‌السلام أَجَرَ نفسه بِعِفَّةِ فَرْجِه ، وَشِبَعِ بطنه. فقال له خَتَنَهُ : إنّ لَكَ في غَنَمِي ما جاءت به قالِبَ لون».

قال ابن شميل : معنى قوله : «قالِبَ لَوْن» : عَلَى غير ألوان أمّهاتِها.

وأَراد بالْخَتَنِ ههنا أبا المرأة.

تنخ : قال الليث : تَنوخُ : حيٌّ من اليمن.

١٣٣

ثعلب عن ابن الأعرابي : تَنَخَ بالمكان تُنُوخاً ـ إذا أقام به.

وقال اللِّحْيَانيُّ : تَنَخَ بالمكان. وتَنَأَ بِهِ ، فهو تَانِخٌ وتَانِىءٌ ـ أي : مقيمٌ.

وقال غيرهُ : طَنِخَ الرجل وتَنِخ ـ طَنَخاً وتَنَخاً ـ إذا اتَّخَمَ.

نتخ : قال الليث : البَازي يَنْتِخُ اللَّحْمَ بِمِنْسَرِهِ والغُرَابُ يَنْتِخُ الدَّبَرَةَ عن ظهر البعير.

قال : والنَتْخُ إِخْرَاجُك الشوكَ بِالْمِنْتَاخَيْنِ ـ وهما طَرَفَا الْمِنْقَاش وأنشد غيرهُ :

يَنْتِخُ أَعْيُنَهَا الغِرْبانُ والرَّخَمُ

أبو العباس ـ عن ابن الأعرابي ـ قال : النَّتْخُ ـ أيضاً ـ : النَّسج.

قال وَالنَّاتِخُ : النَّاسجُ.

قال ونَتَخْتهُ : نَتفْتهُ ، ونَتَخْتُهُ : نَقَشْتُه ، ونتَخْتهُ : أهَنْتُهُ.

ورُوِيَ عن ابن عباس رضي الله أنَّه قال : «إنَّ في الجنَّةِ بساطاً مَنْتُوخاً بالذَّهب» ـ أي : منسوجاً.

خ ت ف

ختف ، خفت ، فتخ ، فخت : مستعملة.

خفت : قال ابن المظَفِّر : الْخُفُوتُ : خُفُوض الصَّوت من الجوع.

تقول : صَوْتٌ خَفِيضٌ ، خَفِيتٌ.

ويقال للرجل ـ إذا مات ـ : قد خَفَتَ ـ أي : انقطع كلامه.

ويقال منه : زَرْعٌ خافتٌ ـ أي : كأَنه بقي فلم يَبْلغ غاية الطُّول.

وفي حديث أبي هريرة : «مَثَل المؤْمِنِ الضَّعيفِ كمَثَلِ خافِتِ الزَّرْعِ ، يَمِيلُ مَرَّةً وَيَعْتَدِلُ أُخْرَى».

قال أبو عبيد : أراد ب «الخَافِتِ» : الزرعَ الغَضَّ اللَّيِّنَ.

ومِنْ هذا قيل للميِّتِ : قد خَفَتَ ـ إذا انقطع كلامُه.

وأنشد :

حَتّى إذا خَفَتَ الدُّعاءُ وَصُرِّعَتْ

قَتْلى كمُنْجَدِعٍ مِنَ الغُلَّانِ

والمعنى : أنَّ المؤمن مُرَزَّأٌ في ماله ونفسه وأهله.

وقال الليث : الرّجُلُ يُخافتُ بقراءته ـ إذا لم يُبَيِّنْ قراءَتَه برفع الصَّوْت. قال الله جلّ وعزّ : (وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها) [الإسرَاء : ١١٠].

وتَخَافَتَ القومُ ـ إذا تشاوَرُوا سرّاً. والإبِلُ تُخَافِتُ المضْغَ ـ إذا اجْتَرَّتْ.

قال : وامرأةٌ خَفُوتٌ لَفُوتٌ.

فالْخَفُوتُ : التي تَأْخُذُها العيْنُ ما دامَتْ وَحدها فتقْبَلُها وتستحسِنُها ، فإِذا صارتْ بين النساء ، غَمَرْنَها.

واللَّفوتُ : التي فيها الْتِواءٌ وانقباضٌ.

وقال أبو عبيد : قال الكسائيُّ : اللَّفُوتُ : التي لها زَوْجٌ ، ولها وَلدٌ من غيره فهِيَ تَلفَّتُ إلى ولَدِها.

وقال شَمِر : بَلَغَنِي أن عبد المَلك بنَ عُمَيْرٍ قال : اللَّفُوتُ : التي إذا سَمِعَتْ كلامَ الرِّجَال الْتفتَتْ إليهم.

١٣٤

قلت : ولم أَسْمَعِ «الْخَفُوتَ» ـ في نَعْتِ النساء ـ لغير الليث.

ورَوى أبو العباس ـ عن ابن الأعرابيِّ ـ قال : الخُفْتُ ـ بضمِّ الخاء وسكونِ الفاء ـ : السَّذَابُ.

قال : وهو الفَيْجَلُ والْفَيْجَنُ.

وقال الجَعْدِيُّ :

فَلَسْتُ ـ وإِنْ عَزُّوا عَلَيَّ ـ بهَالِكٍ

خُفَاتاً ولا مُسْتَهْزِمٍ ذَاهِبِ الْعَقْلِ

وقال أبو عمرٍو : «خُفَاتاً» ـ أَيْ : فُجَاءَةً. و «مُسْتَهْزِمٍ» أيْ : جَزُوعٍ.

ويقال : خَفَتَ من النُّعَاسِ ـ أي : سكَنَ.

قلت : ومعنى قوله : «خُفَاتاً» ـ أيْ : ضَعْفا : وتذلُّلاً.

وأنشد أبو عُبيدٍ في «خَفَتَ» ـ بمعنى سَكَنَ ـ :

حتَّى إذا خَفَتَ الدُّعَاءُ وصُرِّعَتْ

قَتْلَى كَمُنْجَدِعٍ مِنَ الغُلَّانِ

وزرْعٌ خافتٌ ـ إذا كان غَضّاً طريّاً ناعماً.

فخت : قال الليث : إذا مشَتِ المرأةُ مُجَنْبَخَةً قيل : تفَخَّتَتْ تفخُّتاً.

قال : أَظنُّ ذلك مشتقّاً من مَشْي الفَاخِتَةِ ـ الطائرِ ـ وجمعها : الفَوَاخِتُ.

أبو عُبَيدٍ ـ عن الكسائيِّ ـ : الفَخْتُ ضوْءُ القمر .. يقالُ : جلسْنَا في الفَخْتِ.

وقال شَمِرٌ : لم أَسمَعِ «الفَخْتَ» إلَّا ههنا.

قال : ويقال : هو يَتَفَخَّتُ ـ أي : يَتعجَّبُ ، فيقولُ : ما أَحْسَنَهُ!!!.

أبو العبّاس ـ عن ابن الأعرابيِّ ـ قال : «الفَخْتُ» : نَشْلُ الطَّبَّاخِ الفِدْرَةَ من القِدْرِ.

فتخ : في حديث النبي صَلَى الله عليه وسلم : «أَنّهُ كَانَ إذَا سَجَدَ جَافَى عَضُدَيْهِ عَنْ جَنْبَيْهِ ، وفَتَحَ أَصَابعَ رِجلَيْهِ».

قال أبو عبيد : قال يحيى بنُ سعيد : الْفَتْخُ : أَنْ يَصْنَعَ هكذا ـ ونصب أصابعَه ثمَّ غمزَ موضِعَ الْمَفَاصِلِ منها إلى باطن الرَّاحَةِ.

يعني : أنه كان يفعل ذلك بأصابع رِجليه في السُّجود.

قال : وقال الأصمعيُّ : أصْلُ الفَتْخ : اللِّينُ.

ويقال للبراجِم ـ إذا كان فيها لِينٌ أو عِرَضٌ ـ : إنها لَفُتْخٌ.

ومنه قيل للعُقَابِ : فَتْخَاءُ .. لأنَّها إذا انحَطَّتْ كَسَرَتْ جَنَاحَيْها وغمَزَتْهُمَا ، وهذا لا يَكونُ إلَّا مِن اللِّين.

وأنشد :

كأنِّي بِفَتخَاء الجَناحَيْنِ لَقُوَّةٍ

دَفُوفٍ مِن الْعُقْبَانِ طَأْطأْتُ شِمْلَالِي

وقال أبو العباس أحمدُ بن يَحيَى : فتَخَ أَصابع رِجليْهِ في السجود ـ إذا ثنَاهما.

قال : وأصل الفتْخِ : اللِّينُ.

قلت : يَثْنِيهِمَا إلى ظَهْرِ القَدَم لا إلى باطِنَها.

قال أبو العبَّاس : وقال ابن الأعرابيِّ : الْفَتْخَةُ : الخاتَمُ ، وجَمْعُهَا فَتَخٌ.

وأنشد :

١٣٥

يَسْقُطُ منه فَتَخِي في كُمِّي

قال : كنَّ النِّسَاءُ يتَختَّمْنَ في أصابع أَرْجُلِهِنَّ. فتَصِفُ هذه أنه إذا شال بِرجْلَيْهَا وذاقتِ العُسَيْلَةَ استَرْخَتْ أصابعُ رجليها فسقَطَتْ خواتمُها في كُمَّيْهَا ، وإنما تَمَنَّتْ شدَّةَ الجِمَاع.

وقال الليث : الفُتُوخُ خواتيمُ بلا فُصُوص ... كأَنَّها حَلَقٌ.

قال : وكلُّ جُلْجُلٍ لا يَجْرُسُ فهو فَتَخٌ.

قال : والفَتَخُ ـ في الرِّجلين ـ طُولُ العَظْم وقِلَّةُ اللّحم.

وقيل : بَلِ الْفَتَخُ : عِرَضُ الكفِّ والقَدَمِ وأنشد :

عَلَى فَتْخَاءَ تَعْلَمُ حَيْثُ تَنْجُو

وَمَا إِنْ حَيْثُ تَنْجُو مِنْ طَرِيقِ

قال : عَنَى بالْفَتْخَاءِ شِبْهَ مِلْبَنٍ من خَشَبٍ يَقْعُدُ عليه المُشْتَار ثم يمُدُّ يده من فوقُ ، حتى يَبْلغَ موضعَ الْعَسَلِ.

ويقال : أراد بالْفَتْخَاءِ : رِجْلَهُ.

قال : وهذا من صِفةِ مُشْتَارِ الْعَسَل.

قال : والْفَتَخُ عِرَضُ مخالب الأسد ولينُ مَفاصِلِها.

أبو عبيد ـ عن الكسائيِّ ـ : الأَفْتخُ : اللَّيِّن مَفَاصِل الأصابع مع عِرَض.

خ ت ب

خبت ، بخت : مستعملان.

خبت : قال الليث : الْخَبْتُ عربيَّةٌ مَحْضَة ، وجمعُه خُبُوتٌ وهو ما اتَّسَع من بُطون الأرض.

وقال ابن الأعرابيِّ : الْخَبْتُ ما اطمأَنَّ من الأرض واتسع.

وقال شمرٌ : قال أبو عمرو : الْخَبْتُ سَهْلٌ في الحَرَّة.

وقال غيره : هو الوَادِي الْعَمِيقُ الوطِيءُ ، يُنْبتُ ضُروب الْعِضَاهِ.

وقال العَدَوِيُّ : الْخَبْتُ : الخفيُّ المطمئنُّ.

قال : وخَبَتَ ذِكْرُه ـ أي : إذا خَفي.

قال : ومنه «المُخْبِتُ» من الناس.

أَخْبَتَ إلى ربه ـ أي : اطمأنَّ إليه.

وقال الفرَّاء ـ في قوله جلّ وعزّ : (وَأَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ) [هود : ٣٣] يعني : تخشَّعوا لربهمْ.

قال : والعرب تجعل «إلى» في موضع «اللام».

قال : ومعنى الإخْبَاتِ : الخشوعُ.

وقال الليثُ : الْخَبيتُ : ـ من الأشياء ـ الحَقِيرُ الرَّدِ.

وأنشد :

يَنْفَعُ الطَّيِّبُ القَلِيلُ مِنَ الرِّزْ

قِ وَلَا يَنْفَعُ الكَثِيرُ الْخَبِيتُ

قلت : أظن «الْخَبِيتُ» تصحيفاً لأن الشَّيْءَ الحَقيرَ الرديءَ ؛ إنما يقال له : الْخَتِيتُ ـ بتاءَين ـ وهو بِمعنى الخَسِيس فصحَّفَه وجعله خَبِيتاً.

١٣٦

وقال شَمِر : الْخَبْتُ ما تَطامنَ مِنَ الأرض وغَمُضَ ، فإذا خرجْتَ منه أَفضيْتَ إلى سَعَةٍ ، والجميع : الْخُبُوتُ.

بخت : قال الليث : الْبَخْتُ : الجَدُّ ـ معروفٌ ، ولا أدري أَعَرَبِيٌّ هو أَمْ لَا؟.

وقال : والْبُخْتُ : الإبلُ الخُراسانِيَّةُ ، تُنْتَجُ بين الإبل العربية والْفَالِجِ.

وَيقال : جَمَلٌ بُخْتِيٌ وناقةٌ بُخْتِيَّةٌ ، وهو أَعْجميٌّ دخِيلٌ عَرَّبته العرب.

ويجمَع : البَخَاتِيَ أيضاً.

ويقال للذي يَقتنيها : الْبَخَّاتُ.

خ ت م

ختم ، متخ ، خمت ، تخم : مستعملة.

ختم : قال الليث : خَتَمَ يَخْتِمُ ـ أي : طَبَعَ والخَاتِمُ : الفاعِلُ ، والْخَاتَمُ : ما يوضع عَلَى الطِّينة وهو اسْمٌ .. مِثْلُ «الْعَالَم».

والْخِتَامُ : الذي يُخْتَمُ به على كِتابٍ.

وخِتَامُ الوادي : أَقصاه ـ وخَاتِمَةُ السُّورَةِ : آخِرُهَا .. وخَاتِمُ كلِّ شيء : آخِرُهُ.

ويقال : خَتَمْنَا زَرْعَنَا إذا سَقَيْتَهُ أَوَّلَ سَقْيَةٍ ، فهو الْخَتْمُ.

قال : والْخِتَامُ : اسْمٌ له لأنه إذا سُقِيَ فقد خُتِمَ بالرجاء.

وقد خَتَمُوا على زَرْعِهمْ : أي ـ سَقَوْهُ ، وهو كِرَابٌ بَعْدُ.

وقال ابن شميل : قال الطَّائِفِيُّ : الْخِتَامُ أَنْ تُثَارَ الأرضُ بالبَذْر حتى يَصيرَ الْبَذْرُ تحتها ، ثم يَسْقُونها ـ يقولون : خَتَمُوا عليه.

وقول الله جلّ وعزّ : (خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ) [البَقَرَة : ٧] كقولهِ (طَبَعَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ) [النّحل : ١٠٨] وغيرها.

وأما قولُه جلّ وعزّ : (فَإِنْ يَشَإِ اللهُ يَخْتِمْ عَلى قَلْبِكَ) [الشّورى : ٢٤]. فإِنَّ الزَّجَّاجَ قال : المعْنى : فإن يَشَأ الله يَرْبِطْ على قَلبِكَ بالصَّبْرِ على أَذَاهمْ ، وعلى قَوْلهمْ (افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً) [سَبَأ : ٨].

ثعلب ـ عن ابن الأعرابي ـ قال : الْخَتْمُ : أَفْواهُ فَلايَا النَّحْلِ.

قال : والخَتْمُ : المنعُ .. وَالْخَتْمُ أيضاً ـ : حفْظُ ما في الكتابِ ـ بتَعْليمِ الطِّينَة.

وقال الزَّجَّاج ـ في قوله جلّ وعزّ : (خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ) [البَقَرَة : ٧].

معنى «خَتَمَ» ـ في اللغة ـ و «طَبَعَ» : وَاحِدَ وهو التغطية على الشيءِ ، والاسْتِيثَاقُ منه ، لِئَلَّا يدخله شيءٌ كما قال تعالى : (أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها) [محَمَّد : ٢٤].

وقال : (كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ (١٤)) [المطففون : ١٤] معناه : غلَب على قلوبهم ، وغطَّى على قلوبهم ما كانوا يكسبون.

وَكذلك (طَبَعَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ) [النّحل : ١٠٨].

وَروَى أبو عبيد حديثَ عَلْقَمَةَ ـ في قول الله جلّ وعزّ : (خِتامُهُ مِسْكٌ) [المطفّفين : ٢٦].

قال : خِلْطُهُ مِسْكٌ ، أَلم تَرَ إلى المَرْأَة تقول ـ للطِّيبِ : خِلْطُه مِسْكٌ .. خِلْطُهُ كَذَا؟

١٣٧

وأما مُجَاهِدٌ فإِنه قال ـ في قوله : عزوجل : (خِتامُهُ مِسْكٌ) ـ قال : مِزَاجُهُ مِسْكٌ.

وقال ابنُ مَسعودٍ : عَاقِبَتُهُ طَعْمُ المِسْكِ.

وقال الفَرَّاءُ : قرأَ عَلِيٌّ : (خاتمه مسك).

وقال : أما رَأَيتَ المرأَةَ تقول لِلْعَطَّار : اجْعَلْ لي خَاتِمَهُ مِسْكاً .. تريد آخِرَهُ؟ قال ذلك عَلْقَمَةُ.

قال الفرَّاء : والْخَاتَمُ والْخِتَامُ : متقاربان في المعنى ، إِلَّا أن الْخَاتَمَ : الاسْمُ ، والخِتَامَ : المَصْدَرُ.

وقال الْفَرَزْدَقُ :

فَبِتْنَ جَنَابَتَيَّ مُصَرَّعَاتٍ

وَبِتُّ أَفُضُّ أَغْلَاقَ الْخِتَامِ

قال : ومِثْلُ الْخِتَامِ والْخَاتَم : قَوْلُكَ للرَّجُل : هو كَرِيمُ الطَّابَع والطِّبَاعِ.

قال : وَتَفسِيرُه : أَنَّ أَحَدَهُمْ إذا شَرِب وجَدَ في آخِرِ كأْسِهِ رِيحَ المِسْكِ.

وقوله جلّ وعزّ : (ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ) [الأحزَاب : ٤٠] معناه : آخِرُ النَّبِيِّينَ. ومنْ أَسمائِهِ «الْعَاقِبُ» أَيضاً ـ مَعْنَاهُ آخِرُ الأنْبِيَاءِ.

وقال اللِّحْيَانِيُّ : هو الْخَاتَمُ ، والْخَاتَامُ ، والْخَيْتَامُ.

وأَنشد غيرُه :

وَأُعْرِ مِنَ الْخَاتَامِ صُغْرَى شِمَالِيَا

ونَهَى النبي صَلَى الله عليه وسلم عَنِ التَّخَتُّمَ بالذَّهَبِ.

ويقال : فلانٌ خَتَمَ عليك بَابَهُ ـ أي أَعْرَضَ عنك وخَتَمَ فلانٌ لك بَابَهُ ـ إذا آثَرَك على غيرك .. وخَتَمَ فلانٌ القُرْآنَ ـ إذا قَرأَهُ إلى آخرِهِ.

ثعلب عن ابن الأعرابيِّ : ـ جَاء فلانٌ مُتَختماً ـ أَيْ : مُتَعَمِّماً ومَا أَحْسَنَ تَخَتُّمَهُ!!!

وقال ابن شُمَيْل : قال الطَّائِفِيُّ : الخِتَامُ أن تُثَار الأرضُ بالبَذْرِ حتى يصيرَ البذرُ تحتَها ، ثم يُسْقُونها ، يقولون : خَتَمُوا عليه.

قلتُ : أصلُ الخَتْم : التغطيةُ ، وختْمُ البَذْر تغطيتُه.

ولذلك قيل للزَّارعِ : كافِرٌ .. لأنه يغطِّي البَذْرَ بالتراب.

وقال ابنُ الأعرابيِّ : الْخُتُمُ فُصُوصُ مفاصِلِ الْخَيْل .. واحِدُها خِتَامٌ ، وخَاتَمٌ.

قال : والخَاتَمُ والخَاتِمُ : من أسماء النبي صَلَى الله عليه وسلم.

ومعناه : آخِرُ الأنبياء ، وقال الله تعالى : (وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ) [الأحزَاب : ٤٠].

تخم : رُوِي عن النبي صَلَى الله عليه وسلم أنه قال : «مَلْعُونٌ مَنْ غَيَّرَ تُخُومَ الأرْضِ».

قال أبو عبيد : التُّخُومُ هي الحُدُودُ والْمَعَالِمُ.

قال : والْمَعْنَى من ذلك يقع في موضعين : أحدهما : أن يكون ذلك في تغيير حُدُودِ الحَرَمِ .. التي حَدَّها إبراهيمُ صَلَى الله عليه وسلم.

والمعْنَى الآخرُ : أن يدخلَ الرجُلُ في مِلْكِ غيره من الأرض ، فيقتطِعَهُ ظلماً.

١٣٨

وقال شمر : قال الفراء : هي التُّخُومُ ـ مضمومةً.

وقال ابنُ الأعرابي : تَخُومٌ.

وقال الكسائيُّ : هي التَّخُومُ ، والْجَمْعُ تُخُمٌ.

وقال الفرَّاء : التَّخُومُ : واحِدُها تَخْمٌ.

قال : وأصحاب العربيّة يقولون : هي التَّخُومُ ـ بفتح التاء ـ ويجعلونها واحدة ـ وأمَّا أهل الشام فيقولون : التُّخُومُ يجعلونها جَمْعاً والواحد : تَخْمٌ.

وأنشد لأبي دُوَادٍ الإيادِيِّ :

يَا بَنِيَ التُّخُومَ لا تَظْلِمُوهَا

إنَّ ظُلْمَ التُّخُومِ ذُو عُقَّالِ

وقال الليث : التُّخُومُ مَفْصِلُ ما بين الكُورَتَيْنِ والقَرْيَتَيْنِ.

قال : ومُنْتَهى أرض كل كُورَةٍ وقَرْيةٍ : تُخُومُها.

وقال أبو الهيْثَم : يقال هذِهِ الْقَرْيَةُ تُتَاخِمُ أرضَ كذا وكذا ـ أي : تُحَادُّها ، وبلادُ عُمَانَ تُتَاخِمُ بلادَ الشِّحْر.

وقال غيره : وتُطاخِمُ ـ بالطاء ـ لغةٌ ، كأنّ التاء قُلِبَتْ طاءً ، لقُرْب مخرَجيْهما.

والأصل : من التُّخُومِ ، وهي الحُدُود.

وقال شمرٌ : أقْرَأني ابنُ الأعرابي لعَدِي بنِ زَيدٍ :

جَاعِلاً سِرَّكَ التُّخُومَ فما أَحْ

فِلُ قَوْلَ الْوُشاة وَالأنْذَالِ

قال : التُّخُومُ : الحالُ الذي يُريده.

وقال غيره : يريد : اجعلْ هَمّكَ تُخوماً ـ أي : حدّاً انْتَهِ إليه ، ولا تُجَاوِزْه.

وقال أبو دُوَاد :

جَاعِلاً قَبْرَهُ تُخوماً وَقَدْ جَرْ

رَ الْعَذَارَى عَلَيْهِ وَافي الشَّكِيرِ

وأما التُّخَمَةُ ـ من الطعام ـ فأصلها وُخَمَةٌ قلبت الواو تاءً.

وتفسيرها في مُعْتَلِّ الخاء.

والفِعْل منه : اتَّخَمَ اتِّخَاماً وليس من هذا.

خمت : قال الليث : الخَمِيتُ : اسم السَّمِين بالْحِمْيَرية.

متخ : أبو العباس عن ابن الأعرابي : مَتَخَ الجرَادُ ـ إذا رَزَّ ذَنَبَه في الأرض ليبيض.

وحكاه ابن دريد عن أَفَّارٍ : مَتَخَتِ الجَرَادَةُ ـ إذا غَرَزَتْ ذَنَبَها في الأرض.

وأُهملت. الخاء مع الظاء في السالم عند الليث إلى آخر الحروف إلَّا : [الظمخ].

ظمخ : فإن أبا العباس رَوى عن ابْنِ الأعرابيِّ. وعن عمرٍو عن أبيه ـ أنهما قالا : الظِّمْخُ ، واحدتها ظِمَخَةٌ ـ شَجَرَةٌ على صُورة الدُّلْبِ ، يُقْطَع منها خُشُبُ القَصَّارين التي تُدْفَنُ.

وهي الْعِرْنُ أيضاً الواحدة : عِرْنةٌ.

ونحْوَ ذلك قال ابن السِّكِّيت.

أبواب الخاء والذال

خ ذ ث : مهمل الوجوه.

خ ذ ر

استعمل من وجوهه : ذ خ ر ، خ ذ ر.

١٣٩

ذخر : قال الليث : تقول : ذَخَرْتُ الشيء أَذْخَرُهُ ذُخْراً ، وادَّخَرْتُه ادِّخَاراً.

وأَصْلُه : اذْتَخَرْتُهُ ، فثقلتِ التاءُ التي للافْتِعَالِ مع الذَّال .. فقُلبَتْ دَالاً ، وأُدْغِم فيها الذَّالُ الأصليَّةُ ، فصارت دَالاً مشَدَّدةً ، ومثله الادِّكارُ .. من الذكر.

وقال الزَّجَّاج ـ في قوله جلّ وعزّ : (وَما تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ) [آل عمران : ٤٩] : أصله تَذْتَخِرُونَ ، لأن الذَّال حَرْفٌ مَجْهُورٌ لا يُمْكن النَّفَسَ أن يجْرِي معه ، لشدة اعتماده في مكانه ، والتَّاءُ مهموسَةٌ فأُبدِلَ من مَخْرج التاء حرفٌ مجهورٌ يشبِهُ الذَّال في جهرها ـ وهو الدال ، فصار تَذْدَخِرُونَ ، ثمَّ أُدْغِمتِ الذال في الدال فصار «تَدَّخِرُونَ».

وأصل الإدغام أن يُدْغَمَ الأولُ في الثاني.

قال : ومن العرب من يقول : «تَذَّخِرُونَ» بذال مشدَّدَةٍ. وهو جائز والأول أكثر.

وقال الليث : الإذْخِرُ : حشيشةٌ طيِّبةُ الرِّيح ، أطْوَلُ من الثِّيلِ.

ويقال : هو نباتٌ كهيئة الكَوْلَانِ له أصل مُنْدَفِنٌ ، وهي شجرةٌ صغيرةٌ ذَفِرَةُ الريح.

قلت : وفي الحديث : أن النبي صَلَى الله عليه وسلم لَمَّا قال في مكة : «لا يُخْتَلَى خَلَاها» قال العباس : «إلّا الإذْخِرَ فإنه لموْتَانا» فقال عليه‌السلام : «إلَّا الإذْخِرَ» وهو نبات معروفٌ عندهم.

وقال أبو عبيدة : فَرَسٌ مُدَّخَرٌ وهو الْمُبَقَّى لحُضْرِه.

قال : ومن المدَّخَرِ : الْمِسْوَاطُ ، وهو الذي لا يُعْطِي ما عنده من الْحُضْرِ إلا بالسوط ، والأنثى : مُدَّخَرَةٌ.

وقال الأصمعي : المذَاخِرُ أسافِل البطن.

يقال : فلان مَلأَ مَذَاخِرَهُ ـ إذا ملأ أَسَافِلَ بطنه.

ويقال للدَّابَّة ـ إذا شَبِعَتْ ـ : قد مَلأتْ مَذَاخِرَها.

وقال الرَّاعِي :

حَتَّى إذا قَتَلَتْ أَدْنَى الغَلِيلِ وَلَمْ

تَمْلأ مَذَاخِرَها لِلرِّيِّ وَالصَّدَرِ

عمرٌو ـ عن أبيه ـ قال : الذَّاخِرُ : السَّمِينُ.

خذر : أَمّا «خَذَرَ» فقد أهمله الليث.

ورَوى أبو العباس ـ عن عمرٍو عن أبيه ـ أنه قال : الْخَاذِرُ : الْمُسْتَتِر من سُلْطَان أو غَريم.

قال : وقال ابن الأعرابي : الْخُذْرَةُ هي الْخُذْرُوفُ التي يلعبُ بها الصبيان ، وتصغيرها : خُذَيْرَةٌ.

خ ذ ل

استعمل منه : [خذل]

خذل : قال الليث : تقول : خَذَلَ يَخْذُلُ خَذْلاً وخِذْلَاناً ، وهو تَرْككَ نُصْرَةَ أخيك.

وخِذْلَانُ الله تعالى للعبد : ألا يعْصِمَه من السَّيِّئة فيقعُ فيها.

قال : والخاذِلُ والخذُولُ ـ من الظِّبَاء والبقر ـ : التي تَخْذُلُ صَوَاحِبَاتِهَا في المرعى وتَنْفُر مع ولدها ـ وقد أَخْذَلَهَا وَلَدُها.

١٤٠