تهذيب اللغة - ج ٧

محمّد بن أحمد الأزهري

تهذيب اللغة - ج ٧

المؤلف:

محمّد بن أحمد الأزهري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٨٥

فمعناه : ما عَرَضَ لي منه. والخُزامَى بَقْلةٌ طيِّبةُ الرائحة ، لها نَوْرٌ كنَوْرِ البَنَفْسَجِ الواحدةُ : خزَاماةٌ.

ثعلبٌ ـ عن ابن الأعرابي : الخَزْماءُ : النَّاقَةُ المشْقُوقة الخِنَّابَةِ ، وهي المَنْخِرُ.

قال : والزَّخْمَاءُ : المُنْتنَةُ الرائحة والخُزُمُ : الخرَّازُون.

وفي حديث حُذَيْفَةَ : «إنَّ الله يَصْنَعُ صانعَ الْخُزُمِ ، ويَصْنعُ كلَّ صَنْعَةٍ».

قال أبو عبيد : في حديث حُذَيْفَةَ تكذيبٌ لقول المعتَزِلَةِ : إنَّ الأعمال ليست بمخلوقةٍ.

ويصدِّقُ قولَ حُذَيْفَةَ قولُ الله تعالى : (وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ (٩٦)) [الصَّافات : ٩٦] ـ يعني نحْتَهُمُ الأصنامَ يعملونها بأيديهم.

زمخ : قال الليث وغيرُه : الزَّامِخُ : الشَّامِخُ بأَنْفِه ، وأنشد :

أَجْوازُهُنَّ والأُنُوفُ الزُّمَّخُ

قال : يَعني بالأجْوَازِ أوْسَاطَ الجبال ، وأُنُوفَها الطِّوَالَ.

وقال غيرُه : زَمَخ الرجُل بأنفه وشَمَخ بأَنْفِه ـ إذا تكبَّرَ وتعَظَّم.

أبو عبيد : ـ عن الأمويِّ ـ العَقَبَةُ الزَّمُوخُ : البعيدةُ.

وقال أبو زيدٍ : عُقْبَةٌ زَمُوخٌ وحَجُونٌ : شديدةٌ.

وقال ابن الأعرابي : عُقْبَةٌ زَمُوخٌ وبَزُوخٌ ـ أي : عَسِرَةٌ نكِدَةٌ ، وأنشد :

أَبَتْ لي عزَّةٌ بَزَرَى زَمُوخُ

ويُروَى : «بَزُوخُ» ، ومعناهما واحدٌ.

زخم : أبو العباس ـ عن ابن الأعرابيِّ ـ قال : الزَّخْمَاءُ المُنتِنَةُ الرائحة.

وقال ابن شميل : الزَّخَمَة : الرائحةُ الكريهة طعامٌ له زَخَمَةٌ ، وأتانَا بطعامٍ فيه زَخَمَةٌ ـ أي : رائحةٌ كَريهةٌ.

وقال ابنُ السكيت : لحمٌ زَخِمٌ ، وهو أَنْ يكونَ نَمِساً كثيرَ الدَّسم ، فيه زُهُومةٌ.

وقال الكلابيُّ : لا تكونُ الزَّخَمةُ إلا في لحوم السِّباع ، والزَّهَمَةُ في لحوم الطيور كلِّها ، وهي أطيبُ من الزَّخَمة.

ابنُ بُزُرْجَ : أَزْخَمَ اللحمُ وأشْخَم.

أبواب الخاء والطاء

خ ط د ، ـ خ ط ت ، ـ خ ط ظ ، ـ خ ط ذ

خ ط ث : مهملات.

خ ط ر

خطر ، خرط ، طخر ، طرخ : مستعملة.

خطر : قال الليث : الخِطْرُ : القَطِيعُ الضَّخْمُ من الإبل ، ألْفٌ وزيادة.

أبو عبيد ـ عن الفرّاء ـ : هي الخِطْرُ من الإبل ، وَجمعه أخطارٌ.

شمرٌ ـ عن أبي حاتم ـ : قَال : إذا بلغَتِ الإبلُ مائتيْنِ فهي خِطْرٌ ، فإذا جاوَزَتْ ذلك ، وقاربَتِ الألْفَ فهي عرْجٌ.

الحرَّانيُّ ـ عن ابن السِّكِّيت قال : الخَطْرُ مصدرُ خَطَرَ البَعيرُ بذَنَبِه يَخطِرُ خَطْراً وَخَطَرَاناً.

والْخِطْرُ مائتان من الإبل والغنم.

١٠١

وقال الليثُ : الخَطْرُ مكيال ضخمٌ لأهل الشام ، والْخِطْرُ نباتٌ يجعلُ وَرَقه في الْخِضَاب الأسود.

ويقال : ما لقيته إلا خَطْرَةً بعد خَطْرَةٍ ، ـ معناه : الأحيانَ بعدَ الأحيان ، وما ذكرتُه إلا خَطْرَةً واحدَةً ولعبَ الْخَطْرَةَ بالمِخْرَاقِ.

وقال ابن الأعرابي : تقول العربُ : بَيْني وبينَه خَطْرَةُ رحمٍ.

ويقال : لا جعلَها الله خَطْرَتَهُ ، ولا جعلها آخر مُخْطِرٍ منه ـ أي : آخِرَ عهدٍ منه ولا جعَلَها الله آخرَ دَشْنَةٍ منه ، وآخرَ دَسْمَةٍ وطَنَّةٍ ووَدْسَةٍ ـ كلُّ ذلك : آخِرَ عهد.

وقال الليثُ : الخَطَرُ ارتفاعُ المكانةِ والمنزلة والمال والشَّرَفِ.

قال : والْخَطَرُ : السَّبَقُ الذي يُتَرَامَى عليه تقول : وضَعُوَا لهم خَطَراً ثَوْباً أو نحوَ ذلك والسابقُ إذا تناول القصبةَ عُلم أنَّه قد أَحْرَزَ الْخَطَرَ.

ويقال : هذا خَطَرٌ لهذا ـ أي : مِثْلُه في القَدْرِ ، ولا يُقال للدُّون إلَّا للشَّيْءِ الْمَزِيز ، ويقال للرجل الشَّرِيفِ : هو عظيم الْخَطَر.

ثعلبٌ ـ عن ابن الأعرابيِّ ، والحرَّانيُّ ـ عن ابن السكِّيت ـ قال : الخَطَرُ والسَّبَقُ والنَّدَبُ ـ واحد ، وهو كلُّهُ : الذي يوضعُ في النِّضال والرِّهانِ ، فمنْ سبَقَ أَخذَه ويقال فيه كلِّهِ : «فَعَّلَ» ـ مشدّدٌ ـ إذا أَخذَهُ.

وأنشد ابنُ السكِّيت :

أَيَهْلِكُ مُعْتَمٌّ وَزيْدٌ وَلمْ أَقمْ

عَلَى نَدَبٍ يَوماً وَلِي نَفْسُ مُخْطِرِ

والمُخْطِرُ : الذي يجعلُ نَفْسَهُ خَطَراً لِقِرْنِه ، فيُبَارزُه ويقاتِلُه.

وقال الليث : أُخْطِرْتُ لِفُلان ـ أي : صُيِّرْتُ نظيرَهُ في الْخَطَر ، وأَخْطَرَني فلانٌ فهو مُخْطرِي ـ إذا صار مِثْلَكَ في الْخَطَرِ ، وفلانٌ ليس له خَطِيرٌ ـ أي : ليس له نَظيرٌ ولا مِثْلٌ.

قال : والإشْرَافُ على شَفَا هَلَكةٍ : هو الْخَطَرُ.

وفي حديث النُّعْمَان بْنِ مُقَرِّنٍ الْمُزنِيِ ـ : أنه خطب الناسَ يوْمَ نَهَاوَنْدَ ـ حين التقى المسلمونَ مع المشركينَ ـ فقال : «إنَّ هَؤُلَاءِ قَدْ أَخْطَرُوا لَكُم رِثَّةً وَمَتاعاً ، وأَخْطَرْتُمْ لهمُ الدِّينَ ، فَنَافِحوا عَنْ دِينكُم».

معناهُ : أَنَّهُمْ إِنْ غلبُوكُمْ وَوَلَّيْتُمْ مُدْبرينَ عنهُمْ كانَ في ذلكَ ذهابُ دينكمْ وإِنْ غَلَبْتُمُوهُمْ أَحْرَزتُمْ دِينكُمْ مع ما تَحرزونَ من أَثاثِهم وأَموالهمْ»

وقال الليث : الأخْطَارُ من الجَوْزِ ـ في لُعبِ الصِّبيان ـ هي الأحْرازُ واحِدُها خَطَرٌ.

قال : والْخَطِيرُ : الْخَطَرَانُ عند الصّوْلَة والنَّشاط ، وهو التَّصاوُل والوَعِيدُ.

وقال الطِّرِمَّاحُ :

بَالُوا مخَافَتَهُمْ عَلَى نِيرَانهمْ

وَاسْتَسْلَمُوا بَعْدَ الْخَطِيرِ فَأُخْمِدُوا

١٠٢

والإنسانُ يُخَاطرُ بنفسِه ـ إذا أَشْفَى بها على خَطَرِ هُلْكٍ أَوْ نَيلِ مُلْكٍ.

والمُخاطِرُ : الْمُرامِي.

ويقال : خَطَرَ ـ ببَالي وعلى بالي ـ كذا وكذا يَخْطُرُ خُطُوراً ـ إذا وقع ذلك في بالكَ وهمِّك.

ويقال : خَطَرَ الدَّهرُ من خَطَرَانِهِ كقولك : ضَرَبَ الدّهرُ مِنْ ضَرَبَانهِ.

والفَحْل يَخْطِرُ بذَنَبه عند الوَعيد ـ من الخُيَلَاء ـ والنّاقةُ الْخَطَّارَةُ تَخْطِرُ بذَنبها في السير نَشَاطاً.

ورُمحٌ خَطَّارٌ : ذُو اهتزازٍ شديدٍ يَخْطِرُ خَطَرَاناً ، وكذلك الإنسانُ ، إذا مشَى يخْطِرُ بيدهِ كِبْراً.

ورجُلٌ خَطَّارٌ بالرُّمح ـ أي : طعَّانٌ به وأنشد :

مَصَالِيتُ خَطَّارُونَ بالرُّمح في الْوَغَى

والجُنْدُ يَخْطِرونَ حولَ قائدِهمْ يُرُونَهُ منهم الجِدَّ ، وذلك إذا احتَشَدُوا في الحرْب.

سلَمةُ ـ عن الفرَّاء ـ : الْخَطَّارةُ حَظيرةُ الإبل ، والخَطَّارُ : الْعَطَّارُ ، يقال : اشتريتُ بِنَّفشاً من الخَطَّار.

ويقال : إنَّه لعظيمُ الخَطَرِ ، وصغيرُ الخَطرِ في حُسْن فِعالِه وشَرَفه ، أو سُوء فِعاله ولُؤْمه ، وخَطَرَ الرجُلُ بسوْطه وَقَضيبه يَخطِرُ به خَطَرَاناً ـ إذا رفعه مرَّة ووضعه أُخرَى ، وتَبَخْتَرَ في مشيَته وأقبل بيديه ، وأدبرَ بهما.

وخطَرَ الرجلُ بالرَّبيعةِ يَخْطِرُ خَطْراً وخَطَر الفَحْلُ بذنبه يَخْطِرُ خَطْراً ، وخَطِيراً وخَطَراناً ـ إذا جَعَل يرفع ذنبَه ثم يضربُ به حَاذَيْهِ ، وهما ما ظهر من فخذيْه حيثُ يقع شَعَرُ الذَّنَب.

عمرو ـ عن أبيه ـ : الخَاطِرُ : المتَبَخْتِرُ يقال : خَطَر يخطِرُ ـ إذا تبخترَ.

قال : وخطُرَ يخطُرُ خَطْراً وخُطُوراً ـ إذا جلَّ بعد دِقَّة.

والخَطيرُ من كلِّ شيءٍ : النَّبيل.

قال : وخَطَرَانُ الفحل من نشاطِه وأمّا خطَرَانُ النَّاقةِ فهو إِعلامٌ للفحل أنها لَاقحٌ.

وفي حديث عليّ رضى الله عنه «أنه قال لعمَّارٍ : جُرُّوا لهُ الخطِيرَ ما انْجَرَّ لكُمْ».

معناه : اتَّبِعوهُ ما كان فيه موضعُ مُتَّبَعٍ لكم ، وتَوَقَّوْا ما لم يكن فيه موضعٌ.

قال : والْخَطِيرُ زمامُ البعير.

وقال شمرٌ : قال بعضهم : الْخَطيرُ : الْحَبْلُ.

قال : وبعضهم يذهب به إلى إخْطَارِ النفس : وإشْرَاطِها في الحرب ..

المعنى : اصْبرُوا لعمَّارٍ ما صَبَرَ لكم.

قال : والْخَطَرُ : العدلُ.

يقال : لا تجعل نفسك خَطَراً لفلان وأنت أوْزنُ منه.

قال : والْخَطيرُ ، والْخِطَارُ : وقعُ ذنبِ الجملِ بين وَرِكيه إذا خطرَ.

وأنشد :

رُدِدْنَ فَأُنشِقْنَ الأَزِمَّةَ بعدَ ما

تحَوَّبَ عَنْ أوْرَاكهِنَ خَطيرُ

١٠٣

والْخَطَّارُ : الْمِقْلاعُ ، وأنشد :

جُلْمُودُ خطَّارٍ أُمِرَّ مِجْذَبُهْ

والخَاطِرُ : ما يَخْطِرُ في القلب من تَدبيرٍ أو أَمْرٍ.

والعربُ تقول : رَعَينَا خَطَرات الوسميِّ وهي اللُّمع من المَراتِع والبُقع.

والْخِطْرةُ عُشْبَةٌ معروفة ، لها قَضْبَةٌ يَجْهدُها المال ، وتَغْزُرُ عليها.

وخَطَرَ الرجلُ برَبيعتِه ـ إذا هزَّها عند الإشالة ، وكذلك خَطَرَ بسَوْطه ـ إذا رَفَعَهُ وخَفَضَه.

خرط : قال الليث : الْخَرْطُ : قَشْرُكَ الوَرَقَ عن الشَّجر اجتذاباً بِكَفِّكَ.

ومنه قول الشاعر :

إنَّ دُونَ مَا هَمَمْتَ بِهِ

مِثْلَ خَرْطِ القَتَادِ في الظُّلمَهْ

والْخَرُوطُ ـ من الدَّوَابِّ ـ : الذي يَجْتَذِب رَسَنَهُ من يَدِ مُمْسِكه ، ثم يَمْضي عائراً خَارِطاً.

ويقول بائع الدَّابَّةِ : بَرِئْتُ إليْكَ مِنَ الْخِرَاطِ.

وقال أبو الهيثم : خَرَطْتُ العُنْقُودَ خرطاً إذا اجْتَذَبت حَبَّه بجميع أصابعك .. وما سَقَط منه فهو الْخُرَاطة.

وقال الليث : الخُرَاطَةُ : شحمةٌ بيضاءُ تُمْتَصَخُ من أصل البَرْدِيِّ ، ويقال له : الْخُرَاطَى والخُرَّيْطَى.

وفي حديث علي رضي‌الله‌عنه : «أَنَّهُ أَتاهُ قَوْمٌ برجلٍ فقالوا : إنَّ هذا يَؤُمُّنا ونحن له كارهونَ ، فقال له عليٌّ : إنك لَخَرُوطٌ أَتَؤُمُّ قوماً هم لك كارهُونَ؟!».

قال أبو عبيد : الخرُوطُ : الذي يتهوَّرُ في الأمور ، ويركَبُ رَأْسَهُ في كلِّ ما يريد .. بالجهل وقلة المعرفة بالأمور.

ومنه قيل : انْخَرَطَ فلانٌ علينا ـ أي : اندَرَأَ عليهم بالقول السَّيِّئ وبالفعل.

قال العَجَّاجُ يصف ثوراً :

فَظَلَّ يرْقَدُّ مِنَ النَّشَاطِ

كالْبَرْبَرِي لَجّ في انْخِرَاطِ

قال : شبَّهَهُ بالفرس البَرْبريِّ .. إذا لَجَّ في سيره.

وقال الليث : اسْتَخْرَطَ الرجل في البكاء ـ إذا اشتدَّ بُكَاؤه ولَجَّ فيه.

واخْتَرَط السَّيفَ ـ إذا اسْتَلَّه من غِمْدِه.

والإخْرِيطُ : مِنْ أَطْيب الْحَمْضِ ، وهو مِثْلُ الرُّغْل .. سُمِّي إخْريطاً لأنه يُخرِّط الإبل إذا أكلته ـ أي : يُسَلِّحُها ، كما قالوا لِبَقْلَةٍ تُسَلِّحُ المواشِيَ ـ إذا رَعَتْها : إسْلِيحٌ.

وقال الليث : الْخَرِيطَةُ ـ مِثلُ الكِيسِ ـ : مُشْرَجٌ من أَدَمٍ وخِرَقٍ.

وكذلك خَرَائِطُ كُتُبِ السُّلطان وعُمَّالِه.

ويقال ـ للرجل ـ إذا أَذِنَ لِعَبْدِهِ في إيذاء قوم ـ : قد خَرَطَ عليهم عبْدَه.

شُبِّه بالدَّابَّة ، يُفْسَخ رَسَنُهُ ويُرْسَلُ مُهْمَلاً.

ويقال : اخْرَوَّطَ بهم الطريقُ والسَّفَرُ إذا مضى وامْتدَّ ، ومنه قوله :

...... واخْرَوَّطَ السَّفَرُ

١٠٤

ورجُلٌ مَخْرُوطُ الوجه ـ إذا كان في وجهه طولٌ ، وكذلك مَخْروطُ اللِّحيةِ ، إذا كان فيها طولٌ من غير عِرَضٍ .. وقد اخرَوَّطَتْ لِحيَتُهُ.

ويقال للشَّرَكِ ـ إذا انقلب عَلَى الصَّيْدِ فعَلِقَ في رِجْلِه ـ : قد اخْرَوَّطَ في رِجْلِه ، واخْرِوَّاطُهُ : امتداد أُنْشُوطَتِهِ.

والمخرُوطُ من النُّوق : السريعة ، وإذا أخذ الطَّائرُ الدُّهْنَ من مُدْهُنِهِ ، أي : من زِمِكَّاهُ قيل : هو يتَخَرَّطُ تَخَرُّطاً ويُنَضِّدُ تَنْضِيداً.

ويقال : خَرَط فلان جاريتَه خَرْطاً ـ إذا نكحَهَا ، وخَرَطَ البازِيَ ـ إذا أَرْسَله من سَيْرِه.

وقال جَوَّاسُ بن قَعْطَلٍ :

يزَعُ الجِيَادَ بِقَوْنَسٍ وكأَنَّهُ

بازٍ تَقَطَّعَ قَيْدُهُ مَخْرُوطُ

وانْخِرَاط الصَّقر : انقضاضُه عَلَى الصيد.

أبو عبيد ، عن الأصمعي : الْخَرَطُ أن يصيبَ الضَّرْعَ عَيْنٌ أو تَرْبِضَ الشَّاةُ أو تَبْرُكَ الناقة عَلَى ندًى ، فيَخْرُجَ اللَّبَنُ متعقِّداً كأَنه قِطَعُ الأوتار ، ويخرجَ معه ماءٌ أصفرُ.

يقال : قد أَخرَطَتِ الشَّاةُ فهي مُخْرِطٌ والجميع مَخَارِيطُ.

فإذا كان ذلك عادةً لها فهي مِخراطٌ ، فإذا احمرَّ لبنُها ولم يَخْرَط فهي مُمْغِرٌ.

أبو عبيد ، عن أبي عمرو : خَرِط الرَّجل خَرَطاً ـ إذا غَصَّ بالطعام.

قال شمر : لم أسمع «خَرِطَ» إلا ههنا.

قلت : وهو حرف صحيح.

أنشدني الإياديُّ :

يأْكُلُ لحْماً بائِتاً قَدْ ثَعِطَا

أَكْثَرَ مِنْهُ الأكْلَ حَتَّى خَرِطَا

وقال غيره : حِمَارٌ خَارِطٌ ، وهو الذي لا يستقرُّ العَلَفُ في بطنه ، وقد خَرَّطَه البقلُ فَخَرِطَ.

وقال الجعديُّ :

خَارِطٌ أَحْقَبُ فَلْوٌ ضَامِرٌ

أَبْلَقُ الْحِقْوَيْنِ مَشْطُوبُ الْكفَلْ

وفي حديث عمر : «أَنَّه رَأَى في ثَوْبه جَنَابَةً فقال : خَرِطَ علينا الاحْتِلامُ».

قال ابن شميل : خُرِطَ ـ أي : أُرْسل.

وقال أبو عبيدة : خَرَطَ دَلْوَه في البئر ـ أي : ألقاها وحَدَرَها.

طرخ : قال الليث : الطَّرْخَة : مأْجَلٌ يُتَّخَذُ كالحوض الواسع عند مَخْرَجِ القناةِ ..

يجتمع فيها الماءُ ثم يُفْتَجَرُ منها إلى المزرعة ، وهو دَخيلٌ ، ليس بفارسية لَكْنَاءَ ، ولا عربيةٍ مَحضَةٍ.

قال : وطَرْخَانُ : اسْمٌ للرجل الشريف بلغة أهل خراسان ، والجميع : الطَّرَاخِنَةُ.

طخر : قال الليث : الطَّخَارِيرُ : سحاباتٌ متفرقة والواحدة طُخْرُورَةٌ.

ويقال مثلُ ذلك في المطر.

والناسُ طخَارِيرُ ـ إذا تفرَّقوا.

أبو عبيد ـ عن أصحابه ـ : الطَّخاريرُ من السحاب ، واحدُها طُخْرُورٌ .. وهي قطع مستَدِقَّةٌ رقاقٌ.

١٠٥

ويقال للرجل ـ إذا لم يكن جَلْدَا ولا كَثيفاً ـ : إنه لطُخْرُورٌ.

وقال شمر : يقال : طُخْرُورٌ وتُخْرُورٌ ـ بمعنًى واحدٍ.

وقال ابن السكِّيت : يقال : ما عليه طُحْرُورٌ ولا طُخْرُورٌ ـ بمعنًى واحدٍ .. في «باب نَفْي اللِّباس».

أبو عمرٍو : الطَّاخرُ : الغَيْمُ الأسوَدُ.

خ ط ل

خطل ، خلط ، لطخ ، لخط ، طلخ : مستعملات.

طلخ : قال اللَّيث : اطْلَخَ دمعُ عينه ـ أي : تفرق وأنشد :

لَا خَيْرَ في الشَّيخ إذا ما اجْلَخَّا

وَسَالَ غَرْبُ عَينِهِ فاطلخَّا

وقال أبو الهيثم : اطْلَخَ دمعُ عينهِ ـ إذا سال.

ورُوِيَ عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أَنَّه كانَ في جِنَازَةٍ فقَالَ : «أَيُّكُمْ يَأْتِي المَدِينَةَ فَلَا يَدَعْ فيها وَثَناً إلا كسَرَهُ ولا صُورَةً إلّا طلَّخَها ، ولا قَبْراً إلا سَوَّاهُ».

قال شمرٌ : أَحْسب قوله : «طَلَّخَهَا» ـ أي : لَطَّخها بالطِّين حتى يَطْمسها ، وكأنَّه مَقْلوبٌ.

قال شمِرٌ : ويكون «طَلَّخْتُهُ» ـ أي : سوَّدْتُهُ ، ومنه الليلَةُ الْمُطْلَخِمَّة ، والميم زائدةٌ.

وامرَأَةٌ طَلْخَاءُ ـ إذا كانت حَمْقَاءَ.

ومنه قول الشاعر :

فلَمْ أَرَ مِثْلِي زَوْجَ طَلْخَاءَ خِرْمِلٍ

أَقَلَّ عِتَاباً في السَّدادِ وَأَشْكَعَا

قال : ويُرْوَى :

زوجَ طَلخَاءَ لُطْخَةٍ

وَيقال : أَغْنُوا عَنَّا لُطَخَتَكُمْ.

لطخ : وقال الليث : الطَّلْخُ : اللَّطْخُ بالْقَذَرِ وإفسادُ الكِتاب ونحوِه ، واللّطْخُ أَعَمُّ.

قال : ورجلٌ لَطِخ ـ أي : قَذِرُ الأكل ، ولَطَخْتُ فلاناً بأمرٍ قبيح.

أبو زيد : رجلٌ لُطَخَةٌ .. من رجالٍ لُطَخَاتٍ وطَيْخَة من رجالٍ طَيْخَاتٍ. وهما الأحمق الذي لا خير فيه.

ويقال : تَلَطّخَ فلانٌ بأمرٍ قبيحٍ ـ أي : تدنَّس به.

قال شمر : وقال ابنُ شُمَيل : اللُّطَخَةُ : الرجُلُ الفاسِدُ.

لخط : وأمَّا «لَخَطَ» : فإن الليث أهمله.

قال أبو الهيثم : قال ابن بُزُرْج ـ في «نوادره» : قال خَيْشَنَة : يقالُ : قد الْتَخَطَ الرجل من ذلك الأمر ـ يريدُ : اخْتَلَطَ.

قال : وما اخْتلَط .. إنما هو الْتَخَطَ.

خطل : قال الليث : الْخَطَلُ خِفَّةٌ وسرعة.

يقال للأحْمَق العَجِل : خطِلٌ ، وللمقاتل السَّريع الطّعْن : خَطِلٌ ، وأنشد :

أحْوَسُ فِي الظّلمَاء بالرُّمْح الْخَطِلْ

ويقال للجَوَادِ من الرجال ـ : خَطِلُ اليدين خَضِلٌ بالمعروف ـ أي : عَجِلٌ عند الإعطاء.

قال : والخَطِلُ : ما غَلُظَ من الثياب وخَشُن وجَفَا ، وأنشد :

١٠٦

أَعَدَّ أَخْطَالاً له ونَرْمَقَا

يَعْنِي الصَّيَّادَ.

أبو عبيد : الْهُرَاء : المنطق الفاسد ويقال : الكثير .. والْخَطَلُ مثله.

وقال ابن الأعرابي ـ في قول رؤبة ـ :

وَدَغْيَةٍ منْ خَطِلٍ مُغْدَوْدِنِ

الخَطِلُ : المضطرب.

وقال الليث : الْخَطْلاءُ ـ من الشاءِ ـ : العريضة الأُذُنينِ جدّاً.

أُذُناهُ خَطْلَاوَانِ .. كأنهما نَعْلان.

ويقال للمرأة الجافية الخُلُقِ : خَطْلاءُ.

ونسوةٌ خُطْلٌ ، وثوب خَطِل : يَنْجَرُّ على الأرض مِنْ طُوله .. ورجل أخْطلُ اللسان ـ إذا كان مضطربَ اللسانِ مُفَوَّهاً.

أبو عبيد ـ عن أبي عمرو ـ : خَطِلَ الرجل في كلامه ، وأَخْطَلَ في كلامه : بمعنًى واحدٍ.

ثعلبٌ ـ عن ابن الأعرابي ـ : هي الْهِرُّ والخَيْطلُ ، والْخَازَبَازِ.

وقال الليث : الخيطلُ : السِّنَّوْر.

خلط : قال الليث : خَلطْتُ الشّيءَ بالشّيْء خلْطاً فاخْتلَطَ ، والخِلْط كل نوع من الأَخْلَاط كأخلَاط الدَّواء ونحوِه.

قال : والْخَلِيطُ ـ من السِّمَنِ ـ : الذي فيه شَحْمٌ ولَحْمٌ.

والْخَلِيطُ : تبْنٌ وقَتٌ مُخْتلِطَان. وخَليطُ الرَّجُل : مُخَالِطُه.

والخليطُ : القومُ الذين أَمْرُهم واحِدٌ ـ وأنشد :

بَانَ الْخَلِيطُ بِسُحْرَةٍ فتبدَّدُوا

والْخُلَّيْطَى : تخليطُ الأمر ـ إنه لفي خُلَّيْطَى مِن أَمْره.

قلتُ : وقد تُخَفَّفُ اللام فيقال : خُلَيْطَى.

ويقال للقوم ـ إذا خَلَطُوا مالَهُم بعضَه ببعضٍ ـ : خُلَيْطَى.

وأنشدني بعضُهم :

وَكُنَّا خُلَيْطَى في الْجِمَال فَأَصْبَحتْ

جِمَالي تُوَالي وُلَّهاً مِنْ جِمَالِكَ

ورُوِيَ عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أَنَّه قال : «لَا خِلَاطَ وَلَا شِنَاقَ في الصَّدَقَةِ».

وفي حديث آخر : «وَمَا كَانَ مِنْ خَلِيطَيْن فإنَّهُمَا يَتَرَاجعانِ بَيْنهُمَا بِالسَّوِيَّةِ».

وكان أبو عُبَيْدٍ فَسَّرَ هذا الحديثَ في كتابِ «غَرِيب الحديث» فثَبجَّه ولم يحصِّل تفسيراً يُبْنَى عليه ، ثم ألَّفَ كتابَ «الأمْوَال» وقرأهُ عَلَيَّ أبو الحُسَيْن الْمُزَنِيُّ رِوَايَةً عن عَليِّ بنِ عبد العزيز ـ عن أبي عبيد وفَسَّرَه فيه عَلَى نحو ما فَسَّرَه الشَّافِعِيُّ.

أخبرنا عبدُ الملك ـ عن الرَّبيعِ .. عن الشَّافعِي ـ أنه قال : الذي لا أَشُكُّ فيه أن «الْخَلِيطَيْن» : الشَّرِيكَانِ لَمْ يقتَسِمَا المَاشِيةَ ، وتراجُعُهُما ـ بالسَّوِيَّةِ : ـ أن يكونا خَلِيطَيْن في الإبل يَجِبُ فيها الْغَنَمُ ، فَتُوجَدُ الإبل في يد أحدهما فَتُؤْخَذُ منه صدقتُهُمَا فيرجعُ على شريكه بالسَّوِيَّة.

قال الشافعيُّ : وقد يكونُ الْخَلِيطانِ : الرجلَيْنِ يَتَخَالطَانِ بِمَا شِيَتهِما ، وإن عَرَفَ كلُّ واحد منهما ماشِيَتَهُ.

١٠٧

قال : ولا يكونان «خَلِيطَيْنِ» حتى يُرِيحَا ويَسْرَحَا ويَسْقِيَا معاً. وتَكُونَ فحولُهُما «مُخْتَلِطةً» ، فإذا كانا هكذا صَدَّقَا صَدَقَةَ الواحد ، بكلِّ حال.

قال : وإن تفرَّقَا في مُرَاحٍ أو سَقْي أو فَحُولٍ ، فليسا «خَلِيطَينِ» ، ويُصَدَّقَانِ صَدَقَةَ الاثنين.

قال ولا يكونان : «خَلِيطَيْنِ» حتَّى يَحُولَ عليهما الْحَوْلُ ، من يومِ «اخْتَلَطَا» فإذا حال عليهما حَوْلٌ من يومِ «اخْتَلَطَا» زُكِّيَا زكاةَ الواحِدِ.

قُلْتُ ـ وشَرْحُ ذلك أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أوجب على مَنْ مَلَكَ أربعينَ شاةً فحال عليها الْحَوْلُ ـ من يومِ ملَكهَا ـ شاةً.

وكذلك : إذا مَلَكَ أَكْثَرَ منها إلى تمام مائة وعشرينَ ـ ففيها شاةٌ واحدةٌ ، فإذا زادتْ شاةٌ واحدةٌ على مائة وعشرين ففيها شَاتَانِ.

ولو أنَّ ثَلَاثَةَ نَفَرٍ مَلَكُوا مائةً وعشرين شاةً .. لكُلِّ واحدٍ منهم أربعُونَ شاةً ، ولم يكونوا «خُلَطَاءَ» سنةً كاملةً فعلى كلِّ واحدٍ منهم شاةٌ ـ فإن صاروا «خُلَطَاءَ» وجَمَعُوها على راعٍ واحدٍ سنةً كاملةً وجَبَتْ عليهم جميعاً شاةٌ واحدةٌ لأنهم يُصَدِّقُون صَدَقَة الواحد إذا اخْتَلطُوا.

وكذلك إذا كانوا ثلاثة بينهم أربعُون شاةً ـ وهم «خُلَطَاءُ» ـ فإنَّ عليهم شاةً ، كأنهُ مَلَكَهَا رجلٌ واحد.

فهذ تفسير «الْخُلَطَاءِ» في المواشي من الإبل والغَنَم ، والبقر.

وأما تفسيرُ «الْخَلِيطَيْنِ» الذي جاء في باب «الأشْرِبَةِ» وما جاء فيهما من النَّهي عن شُرْبِهِمَا ، فهو شَرَابٌ يُتَّخَذُ من التمْرِ والبُسْرِ ، أو مِنَ العنبِ والزبيب ، أو من التمْر والعنبِ.

وقَوْلُ الله جلّ وعزّ : (وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) [ص : ٢٤].

فالْخُلَطَاءُ ـ ههنا ـ : الشُّرَكاءُ ، الذين لا يتميَّز مِلْكُ كلِّ واحدٍ مِنْ مِلْكِ أَصْحابه إلا بالقسمة.

وقد يكون «الْخُلَطَاءُ» ـ أيضاً ـ أن يَخْلِطوا العَيْنَ الُتمَيِّزِ بالعَيْنِ المُتَمَيِّزِ ـ كما فسَّر الشَّافِعِيُّ ـ ويكونُونَ مجتمعين كالْحِلَّةِ تشْتَمِل على عَشْرة أَبيات .. لِصَاحبِ كلِّ بيتٍ ماشيةٌ على حِدَةٍ فَيجْمعونَ مواشِيَهُم كلَّها على راعٍ واحدٍ ، يرعاها معاً ، ويُورِدُها الماءَ معاً وكلُّ واحدٍ منهم يعرفُ مَالَه بسمتِهِ ونِجَارهِ.

ورَوَى أبو العباس ـ عن ابن الأعرابي ـ قال : الْخِلَاطُ أن يأتيَ الرجلُ إلى مُرَاحِ آخَرَ فيأخذَ منه جَمَلاً فَيُنْزِيَهُ على ناقَتِهِ سرّاً من صاحبهِ.

قال : والْخِلَاطُ ـ أَيضاً : أَنْ لَا يُحسنَ الجملُ الْقُعُوَّ على طَرُوقتهِ فَيأخذَ الراعي قضيبَه ويهْدِيهُ لِلْمَأْتَى حتى يُولِجَهُ.

والْخَلِيطُ : الصاحب .. والْخَلِيط : الجارُ.

ويكون واحداً وجمْعاً ، ومنه قول جَرِيرٍ :

بانَ الخليطُ ولو طُووِعْتُ ما بَانَا

فهذا واحدٌ.

١٠٨

وقال زُهَيْرٌ في الْجَمْعِ :

بانَ الخَليطُ وَلَمْ يَأْوُوا لِمَنْ تَرَكُوا

فهؤلاء جمْعٌ.

ويقال : «خُولِط» الرجل .. فهو «مخَالَطٌ» ، و «اخْتَلَطَ» عقله .. فهو «مُخْتَلِطٌ» ـ إذا تغيَّر عقلُهُ.

وقال الليث : الْخِلَاطُ : مُخَالَطَةُ الذئْبِ الغنمَ ، وأنشد :

يَضْمَنُ أَهْلُ الشَّاءِ في الْخِلَاطِ

قال : والخِلَاطُ : مُخَالَطَةُ الداء الجوْفَ.

قلت : والْخِلَاطُ : مخالطة الرجلِ أَهْلَه ـ إذا جامعها ، وكذلك مُخَالَطَةُ الجملِ الناقَةَ ـ إذا خَالَطَ ثَيْلُه حَيَاءَها.

أبو عبيد ـ عن أبي زيد ـ قال : إذا قَعَا الفَحْلُ عَلَى الناقة فلم يسترشد لحيائها حتى يُدْخِلَهُ الراعي ، أو غيرهُ. قيل : قد أَخْلَطَهُ إِخْلَاطاً ، وأَلْطَفَه إلطافاً ، فهو يُخْلِطُه ويُلْطِفُهُ ، فإن فعَلَ الجملُ ذلك من تلقاء نفسه قيل : قد اسْتَخْلطَ واستلْطَفَ.

وقال الليث : رجلٌ خَلِطٌ : مُخْتَلِطٌ بالناس متحبِّبٌ ، وامرأةٌ خَلِطةٌ كذلك.

وقال الأصمعي : الْخِلْطُ من السهام : الذي يَنْبتُ عُودُه على عِوَجٍ ؛ فلا يزالُ يَعْوَجُّ ـ وإن قُوِّم.

وقال ابن شُميل : جَملٌ مُخْتَلِطٌ ، وناقة مُخْتَلِطَةٌ ـ إذا سَمنا ، حتى اخْتَلَطَ الشَّحْمُ باللَّحْم.

أبو العباس ـ عن ابن الأعرابي قال ـ : الْخُلُطُ : الْمَوَالِي ، والْخُلُطُ : الشركاء ، والْخُلط : جِيرَان الصَّفاء.

وقال أبو زيد : يقال : «اختَلَطَ اللَّيْلُ بالتُّرَابِ» ـ إذا اخْتَلَط عَلَى القوم أمْرُهم «واخْتَلَطَ الْمَرْعِيُّ بالْهَمَلِ».

خ ط ن

أهمل الليث بابها .. وقد استُعْمِلَ من وجوهها : نخط ، خنط ، طنخ.

نخط : رَوَى أبو العباس ـ عن ابن الأعرابي ـ : النُّخُطُ : اللاعِبُون بالرِّماح شجاعةً.

ويقال للسُّخْدِ ـ وهو الماء الذي في المشيمة ـ : النُّخْطُ ، فإذا اصفَرَّ فهو الصَّفَقُ والصَّفَرُ ، والصُّفَارُ.

والنُّخْطُ ـ أيضاً ـ النِّخَاعُ ، وهو الْخَيْطُ الذي في القَفَا.

أبو عبيد ـ عن الفراء ـ ما أَدْرِي أَيُ النُّخْطِ هو؟ ـ أي : ما أَدْرِي أيُّ الناس هو؟

طنخ : أبو عبيد ، عن الأصمعي : إذا غلب على قلب الرجُلِ الدَّسَمُ قيل : طَنِخَ يَطْنَخُ طَنَخاً ـ وتَنِخَ يَتْنَخُ تَنَخاً.

خنط : أبو عبيد ـ عن الكسائيِّ ـ : الْخَنَاطِيطُ والخَنَاطِيلُ ـ مثْلُ العَبَادِيدِ ـ : جَمَاعَاتٌ في تَفْرِقَةٍ ، ولا يُعْرف لها واحدُ.

وقال بعضهم : واحِدُ الْخَنَاطِيطِ : خِنْطِيطٌ.

خ ط ف

استُعْمل من وجوهه : خطف ، طخف.

خطف : قال الله عزوجل : (يَكادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ) [البَقَرَة : ٢٠].

وقال الله جلّ وعزّ : في سورة أخرى ـ : (إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ (١٠)) [الصَّافات : ١٠].

١٠٩

ويقال : خَطِفْتُ الشيءَ ، واخْتَطَفْتُهُ ـ إذا اجتَذَبْتُه بسرعة.

وأكثر القُرّاء قَرَءُوا : «يَخْطَفُ» من «خَطِفَ يَخْطَفُ» وهي القِرَاءةُ الجيِّدةُ ، التي اجتمعَ عليها أكثرُ القُرَّاء.

ورُوِيَ ـ عن الحسن ـ : أنه قرأ «يَخِطِّفُ» بكسر الخاء ، وتشديد الطاء مع الكسر.

وقال بعضُهم : «يَخَطِّفُ» بفتح الخاء وكسر الطاء وتشديدها.

فمن قرأ : «يَخَطِّفُ» فالأصل يَخْتَطِفُ ، فأُدْغِمَتِ التاءُ في الطاء ، وأُلْقِيَتْ فَتْحَةُ التاء عَلَى الخاء.

ومن قرأَ «يَخِطِّفُ» كَسَرَ الخاءَ لسُكُونها وسُكُون الطاء ، وهذا قول البَصْريين.

وقال الفرَّاء : الكسر لالتقاء الساكنين ـ ههُنَا ـ : خَطأٌ. وإنَّه يلزم مَنْ قال هذا : أن يقول في (يَعَضُ) [الفرقان : ٢٧] : «يَعِضُّ» ، وفي «يَمُدُّ» : «يَمِدُّ».

وقال الزِّجَّاجُ : هذِه العلَّة غير لازمةٍ لأنه لو كُسِرَ «يَعَضُّ ويمُدُّ» لالْتَبَس ما أَصْلُهُ «يَفْعَلُ ، ويَفعُلُ» بمَا أصله «يَفْعِلُ».

قال : «ويَخْتَطِفُ» : ليس أصلُه غيرَ هذا ، ولا يكُونُ مَرَّةً على «يَفْتَعِلُ». وَمَرَّةً على «يَفْتَعَلُ» ، فكُسر لالتقاء الساكِنين في موضعٍ غيرِ مُلتبسٍ.

وقال ابن بُزُرْجِ : خَطِفْتُ الشيء : أخذتُه وَأَخْطَفْتُه ـ إذا أَخْطأْتُهُ.

وأنشد قولَ الْهُذَلِيِّ :

تَنَاوَلُ أَطْرَافَ الْقِرَانِ وَعَيْنُهَا

كَعَيْنِ الْحُبَارَى أَخْطَفَتْها الأجَادِلُ

«الْقِرَانُ» ـ جَمْعُ قَرْنٍ ـ : الجَبَلُ.

قال : والإخْطافُ ـ في الْخَيْلِ ـ ضِدُّ الانْتِفَاجِ ، وهو عَيْبٌ في الخيل.

وقال أبو الهيثم : الإخطَافُ شَرُّ عيوب الخيل ، وهو صِغَرُ الجَوْفِ .. وأنشد :

لَا دَنَنٌ فِيهِ ولا إِخْطافُ

والدَّنَنُ : قِصَرُ العُنُقِ ، وتَطَامُنُ الْمُقَدَّمِ.

وقال أبو زيد : أَخْطَفَ الرَّجلُ إخْطافاً ـ إذا مَرِضَ مَرَضاً يسيراً وبَرَأَ سريعاً ـ حكاهُ ابن السكِّيت عنه.

وقال اللِّحْيَانِيُّ : قال أبو صَفْوَانَ : يقال : أَخْطَفَتْهُ الْحُمَّى ـ أَي : أَقْلَعَتْ عنه ، وما مِنْ مرضٍ إلا وله خُطْفٌ ـ أَي : يَبْرَأُ منه.

والعرب تقول لِلذِّئْبِ : خَاطِفٌ ـ وهي الْخَوَاطِفُ.

وقال الليث : بَازٍ مُخْطِفٌ.

قال : والْخَيْطَفُ سُرْعة انجذابِ السيرِ ..

وجَمَلٌ خَيْطَفٌ وذو عَنَق خَيطَفٌ ..

وأنشد :

وعَنقاً بَاقِي الرَّسِيمِ خَيْطَفَا

أي : كأنّهُ يَخْتَطِفُ في مِشيَتِهِ عُنُقَه أي : يجتَذِبه.

والْخطَفى سَيْرَتهُ.

يقال خَطفَ يَخطِفُ ، وخَطِفَ يَخْطَفُ : لُغتَانِ.

والْخُطافُ : طائرٌ معروفٌ ـ وجَمْعهُ خَطَاطِيف.

١١٠

أبو عبيد ـ عن الأصمعيِّ ـ : الْخُطَّافُ هو الذي تجري فيه الْبَكَرَةُ ـ إذا كان منْ حَدِيدٍ .. فإنْ كان من خَشَبٍ فهو الْقَعْوُ.

ويقال لِسِمَةٍ يُوسَمُ بها البعيرُ .. كأنها خُطَّافُ البكرةِ : خُطَّافٌ ـ أيضاً ـ وبعيرٌ مَخْطوفٌ ـ إذا كان به هذه السِّمَة.

وإنما قيل لخُطَّافِ البكَرَةِ : «خُطَّافٌ» لحِجْنَةٍ فيه.

وكل حدِيدَةٍ ذاتِ حُجْنَةٍ فهي خُطَّافٌ.

ومنه قول النابغة الذُّبيانيِّ :

خَطَاطِيفُ حُجْنٌ في حبَالٍ مَتِينةٍ

تُمَدُّ بِهَا أَيْدٍ إليْكَ نَوَازعُ

وفي حديث أَنَسٍ : «أنه كانَ عندَ أُمِّ سُلَيْمٍ شَعِيرٌ فجشَّتْهُ وجعلَتْ للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم خَطِيفَةً فأرْسَلتْنِي أَدْعُوهُ».

قلتُ : والخطيفة ـ عند العَرَبِ ـ أن تُؤْخَذَ لُبَيْنَةٌ فتُسَخَّنَ ، ثم يُذَرَّ عليها دَقِيقَةٌ ثم تُطْبَخَ فيلعَقُها الناسُ ويخْتَطِفونها في سُرْعَةٍ.

وخَطَافِ ، وكَسَابِ : من أسماء كِلابِ الْقَنَصِ.

وفي حديثٍ آخرَ : «أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم نهى عن الخَطْفَةِ» وهي ما اخْتَطَفَ الذِّئْبُ من أعضاء الشاة وهي حيَّة من يدٍ أو رجْلٍ ..

أو يَخْتَطِفُهُ الكلْبُ الضَّارِي من أعضاء الحيوان التي تصادُ ـ من لحْمٍ أو غيره ـ والصَّيدُ حيٌّ ، وكلُّ ما أُبين من الحيوان ـ وهو حيٌّ ـ من شَحْمٍ ولَحَمٍ : فهو مَيْتٌ لا يحِلُّ أَكلُهُ.

ومن الطير طائرٌ يُقال له : «خَاطفُ ظلِّهِ» ..

قاله الأصمعيُّ ، وأنشد :

وَرَيْطَةِ فتْيَانٍ كخَاطِفِ ظِلِّهِ

جَعَلْتُ لهُمْ مِنْهَا خِبَاءً مُمَدَّدَا

يقال : إنَّه يَرَى ظِلَّه وهو يطيرُ ، فيحسِبُه صَيْداً فَيَنْقَضُّ عليه.

ويقال : أَخْطَفَ لي فلانٌ من حَديثهِ شيئاً ثمَّ سَكتَ ، وهو الرجل يأخذ في الحديث ثم يَبدو له فيقطعُ حَديثَه .. وهو الإِخطَافُ.

ويقال لِلِّصِّ الذي يَدْغَرُ نَفْسَه ـ على الشيء ـ فَيَخْتَلِسُهُ : خَطَّافُ.

ابن شُمَيْلٍ ـ عن أبي الْخَطَّابِ ـ : خَطِفَتِ السفينةُ وخَطَفَتْ ـ أي : سَارتْ.

يقال : خَطِفَتِ اليوم من عُمَانَ ـ أيْ : سَارَتْ.

طخف : أبو عبيد ـ عن الأصمعي ـ الطَّخَافُ : السَّحَابُ المرتفع ، وطِخْفَةُ : موضعٌ.

والطَّخْفُ : اللَّبَنُ الحامِضُ.

قال الطِّرِمَّاحُ :

مَا لَمْ تُعَالِجْ دَمْحَقاً بَائتاً

شُجَ بِالطَّخْفِ لِلَدْمِ الدَّعَاع

اللَّدْمُ : اللعْقُ ، والدَّعاعُ : عِيالُ الرَّجل.

وقال بعض الأعراب : الطَّخِيفَةُ واللَّخِيفَةُ : الْخَزِيرةُ ـ رواه أبو تراب.

خ ط ب

خطب ، خبط ، طبخ ، بطخ : مستعملة : خطب : قال الليث : الْخَطْبُ سببُ الأمْرِ.

تقولُ : ما خَطْبُكَ؟ أي : ما أَمْرُكَ؟

وتقولُ : هذا خَطْبٌ جَلِيلٌ وخَطْبٌ يسيرٌ ..

وجمعه خُطُوب.

١١١

والخُطْبَةُ مَصْدَرُ الخطيب.

وهو يخْطُب المرأةَ ، ويَختَطِبُها .. خِطْبَةً وخِطِّيبَى.

وقال الفراء ـ في قول الله جلّ وعزّ : (مِنْ خِطْبَةِ النِّساءِ) [البَقَرَة : ٢٣٥] : الخِطْبَةُ مَصْدَرٌ بمنزلة الخَطْب ـ وهو بمنزلةِ قولك : إنّهُ لحَسَنُ القِعْدَةِ والْجِلْسة.

قال : والخُطْبَةُ مِثل الرِّسالة التي لها أوَّلٌ وآخر.

قال : وسمعتُ بعض العرب يقول : اللهم ارفع عنَّا هذه الضُّغْطَةَ .. كأنه ذهب إلى أَنَّ لها مُدَّةً وغايةً ، أولاً وآخراً ، ولَوْ أراد مَرَّةً لقال : ضَغْطةً ـ ولو أراد الفِعْلَ لقال : الضِّغْطَةَ ، مِثَلُ المِشْيَة.

قال : وسمعْتُ آخَرَ يقول : اللهم غَلَبَنِي فلانٌ على قُطْعةٍ من أَرْض ـ يريدُ أرضاً مَفروزةً.

قلت : والذي قال الليث .. أَنَ الخُطْبَةَ مَصْدَرُ الخطِيب : لا يَجوز إلَّا على وَجْهٍ واحدٍ ، وهو أنَ الْخُطْبَةَ : اسمٌ للكلام الذي يَتكلم به الخطيب ، فيوضعُ موضعَ المصدَرِ. والعرب تقول : فلان خِطْبُ فلانةٍ ـ إذا كان يَخْطُبُها.

وكَانت امرأةٌ من العرب ـ يقال لها : أُمُّ خَارِجَةَ ـ يُضْرَبُ بها المثَل .. فيقال : «أسرَعُ منْ نِكَاحِ أُمِّ خَارِجَةَ» وكَان الخَاطبُ يقوم على بابِ خبائها فيقول : خِطْبٌ فتقول : نِكْحٌ!

وقال الليث : الخِطِّيبَى : اسم امرأة ـ وأنشد قولَ عَدِيِّ بن زَيْدٍ :

لِخِطِّيبَى التي غَدَرَتْ وخَانَتْ

وهُنَّ ذَوَاتُ غَائِلَةٍ لُحِينا

قلتُ : وهذا خطأٌ مَحْضٌ ، و «خِطِّيبَى» في البيتِ مصدَرٌ كَالْخِطْبة.

هكذا قال أبو عبيد.

والْمَعْنَى : لِخِطْبَةِ زَبَّاءَ ، وهي امرأةٌ كَانت مَلِكَةً خطبها جَذِيمةُ الأبْرَشُ ، فغرّرَتْ به وأجابتْه ، فلمَّا دخل بلادها قَتَلَتْهُ.

أبو عبيد ـ عن أبي زيد ـ : اخْتَطَبَ القومُ فلاناً ـ إذا دَعَوْهُ إلى تزوُّج صاحبتهم.

وقال أبو زيد ـ في «النوادِرِ» : إذا دعا أهل المرأة الرَّجلَ إليها ليخطبَها فقد اختَطَبوا اخْتِطَاباً.

قال : وإذا أرادوا تَنْفِيقَ أَيِّمِهم كذَبوا على رَجلٍ فقالوا : قد خطبها فَرَدَدْنَاهُ فإذا رَدَّ عنه قومُه قالوا : كذَبتُمْ ، لقد اخْتَطَبْتُمُوه ، فما خَطَبَ إليكم.

وقال الليث : الخِطَابُ : مُراجعةُ الكلام ، وجمعُ الخطيبِ خُطَبَاءُ ، وجمع الْخَاطِبِ خُطَّابُ.

وقال بعض المفسرين في قول الله جلّ وعزّ : (وَفَصْلَ الْخِطابِ) [ص : ٢٠] : هو أن يَحْكُمَ بالْبَيِّنة ، أو اليمين.

وقيل : معناه أن يفصِلَ بين الحقِّ والباطل ، ويميِّزَ بين الحُكْمِ وضِدِّه.

وقيل : «فَصْلُ الخِطَابِ» : «أما بعدُ» ودَاوُدُ ـ عليه‌السلام ـ أولُ من قال : «أَمَّا بَعْدُ».

وقيل : «فَصْلُ الخِطَابِ» : الفِقهُ في القضاء.

١١٢

وقال أبو العباس : معنى «أَمّا بَعْدُ» أما بَعدَ ما مضى منَ الكلام فهو كذا وكذا.

ابن السكيت ـ عن أبي زيد ـ : أَخْطَبكَ الصَّيْدُ فَارْمِه ـ أي : أمكنَكَ ، فهو مُخْطِبٌ.

أبو عبيد ، عن الأصمعي : إذا صارَ لِلْحَنْظَلِ خُطُوطٌ فهو الخُطْبَانُ ـ وقد أَخْطَبَ الْحَنْظَلُ.

عمرو ـ عن أبيه ـ قال : الأخْطَبُ : الأخضَرُ يخَالِطُهُ سوَادٌ.

قال : وقيل لِلصُّرَدِ : «أَخْطَبُ» لأنَّ فيه سوَاداً وبَياضاً.

ويقال لِلْيَدِ عند نُضُوِّ سَوَادِها من الحِنَّاءِ : خَطْبَاءُ.

ويقال ذلك في الشَّعَر أيضاً.

وقال الليث : الأخْطَبُ : لوْنٌ يَضْرِبُ إلى كُدْرَةٍ أُشْرِبَتْ حُمْرَةً في صُفْرَةٍ ، كلوْنِ الْحَنْظَلةِ الخَطْبَاء قبل أن تَيبَسَ ، وكلَوْن بعض حُمُر الوَحْش.

أبو عبيدٍ : من حُمُرِ الوَحْش : الخَطْبَاءُ وهي الأتَانُ التي لها خطٌّ أسود على مَتْنها والذكَرُ أَخْطَبُ.

خبط : الليث : بفُلان خَبْطَةٌ من مَسٍّ.

قال : ويقال للرَّجل الذي فيه رُعُونَةٌ في لُبْسِه وعمله : يا خُبَاطَةُ.

ورُوي عن مَكْحُولٍ : أنه مرَّ برجُلٍ نائم بعد العَصْر فدَفَعَه برجله وقال : لقد عُوفِيتَ ، لقد دُفِع عنك ، إنها ساعةُ مَخْرَجِهم ، وفِيهَا يَنْتَشِرُونَ ، وَفِيهَا تَكُونُ الْخَبْتَةُ.

قال شَمِرٌ : كان مَكْحولٌ في لسانه لُكنَة ، وإنما أراد الخَبْطَة.

يقال : تَخَبّطَهُ الشيطان ـ إذا مَسَّه بخَبْل أو جُنون.

وأصلُ الخَبْطِ ضربُ البعير الشيء بخُفِّ يدِه ، كما قال طَرَفَةُ :

تَخْبِطُ الأرْضَ بصُمٍّ وُقُحٍ

وَصِلَابٍ كالمَلَاطِيسِ سُمُرْ

أَرَادَ أنها تضرِبها بأخفافها إذا سارَتْ.

وخَبَطْتُ الشّجَرَةَ بالعصا : ضَرَبتُها بها والمِخْبَطَة : العصا.

قال كُثَيِّر :

إِذَا خَرَجَتْ مِنْ بَيْتِهَا حَالَ دُونَهَا

بمِخْبَطةٍ يا حُسْنَ مَنْ أَنْتَ ضَارِبُ

يعني زوجَها .. أنه يخبطُها.

وقال ابن شميل : الخَبطةُ : الزّكامُ وقدْ خُبِط الرجل فهو مَخْبُوطٌ.

وقال الليث : الخَبْطَة ـ كالزَّكْمَةِ ـ تصيبُ في قُبل الشِّتاءِ ، يقال : خُبِطَ فلان فهو مَخْبُوط.

وقال أبو زيد : خَبَطْتُ الرجلَ .. أَخْبِطُهُ خَبْطاً ـ إذا وصَلتُه.

وقال أبو مالك : الاختِبَاطُ طَلبُ المعروف والكسْب.

تقول : اختَبَطْتُ فلاناً ، واختَبَطْتُ معروفه فَخَبَطَني بخير وأنشد :

وفي كلِّ حَيٍّ قدْ خَبَطتَ بنَعْمَةٍ

فحُقَّ لِشَأْسٍ مِنْ ندَاكَ ذَنُوبُ

وقال غيره : المختبطُ : الذي يسألك بلا وسيلة ، ولا معرفة.

وقال لَبِيدٌ :

١١٣

لِيَبْكِ عَلَى النُّعْمَانِ شَرْبٌ وقَيْنَةٌ

ومُختَبِطَاتٌ كالسَّعَالِي أَرَامِلُ

ويقال : خَبَطَهُ ـ أيضاً ـ إذا سَأَله.

ومنه قول زهيرٍ :

يَوْماً وَلَا خَابِطاً مِنْ مَالِهِ وَرَقَا

وقال الليثُ : الْخَبْطُ خَبْطُ وَرَقِ الْعضَاهِ من الطَّلْحِ ونحوهِ ، يُخْبَطُ ـ أي : يُضرَبُ بالعصا فيتناثرُ ، ثمَّ يُعلَفُ الإبلَ.

يقال : خَبَطْتُ له خَبِيطاً.

قال : والْخَبْطُ الْهشُّ .. والْخَبَطُ اسمٌ مثلُ النَّفَض ، وهو ما خبطَتْهُ الدَّوَابُّ ـ أي : كَسَرَتْهُ.

والْخَبْطُ : شدَّةُ الْوَطْءِ بأَيدِي الدَّواب.

وقال الله جلّ وعزّ : (الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِ) [البَقَرَة : ٢٧٥].

أي : يتوطَّؤُهُ فيصْرَعُه ، والْمَسُّ : الجنُونُ.

وقال زُهيْرٌ :

رَأَيْتُ الْمَنَايَا خَبْطَ عَشْوَاءَ مَنْ تُصِبْ

تُمِتْهُ وَمَنْ تخْطِىءْ يُعَمَّرْ فيَهْرَمِ

يقول : رأيتها تَخْبِطُ الْخَلْقَ خَبْطَ العشْوَاء من الإبل ، وهي التي لا تُبصِرُ ، فهي تَخْبِطُ الكُلَّ ، لا تُبْقي على أحدٍ ، فمِمَّنْ خَبَطَتْهُ المنَايا : مَنْ تُميتُه ، ومنهم مَنْ تُعِلُّهُ فَيبْرَأُ ، والهرَمُ غايتُهُ ، ثم الموتُ.

أبو عبيد : الْخُبْطَةُ : الجُرْعَة من الماء تَبْقَى في قِرْبَةٍ ، أو مَزادَةٍ أو حَوْض ، ولا فِعْلَ لها.

ثعلب ـ عن ابن الأعرابيِّ ـ : هي الْخِبْطَةُ والخَبْطَةُ والْخُبْطَةُ .. والْحِقْلَةُ ، والْحَقْلَةُ ، والْحُقْلَةُ ـ والْفَرْشَةُ ، والفراشةُ ـ والسَّحْبَةُ والسَّحْبَانُ.

وقال أبو الرَّبيع الكِلابيُّ : كان ذلك بعدَ خِبْطَةٍ من الليل وخِدْفَةٍ ، وخِدْمَة ـ أي : قِطْعَةٍ.

وقال الليث : الْخَبِيطُ حوضٌ قد خَبَطَتْهُ الإبل حتَّى هَدَمَتْهُ ، سمي خَبِيطاً ، لأنَّه خُبِطَ طينُه بالأرْجُل عند بنائِه.

وقال الشاعر :

وَنُؤْيٌ كَأَعْضَادِ الْخَبِيطِ الْمُهَدَّمِ

قال : والْخَبيطُ لبنٌ رائبٌ ، أو مَخِيضٌ يُصَبُّ عليه حليبٌ من لبنٍ ثم يُضرَبُ حتى يَخْتَلِطَ ، وأنشد :

أَوْ قُبْضَةٍ مِنْ حَازِرٍ خَبِيطِ

قال : والْخِبَاطُ سِمَةٌ ـ في الفَخِذِ ـ طويلةٌ عَرْضاً ، وهي لبني سعدٍ.

أبو مالك : الْخِبْطةُ : القطعةُ من كلِّ شيء ، و «الحوْضُ» الصغير يقال له : خَبِيطٌ وأنشد :

إِنْ تَسْلَمِ الدَّفْوَاءُ والضُّرُوطُ

يُصْبحْ لَهَا فِي حَوْضِهَا خَبِيط

والْخَبِيط والْخَبُوطُ ـ من الخيل ـ : الذي يَخْبِطُ بيديه.

وقال شجاعٌ : يقال : تَخبَّطَنِي برجْلِه وتَخبَّزَني .. وخَبَطَنِي ، وخبزنِي ، والْخَبْطَةُ ضربةُ الفحلِ النَّاقةَ.

وقال ذو الرُّمَّةِ يصف جَمَلاً :

خَرُوجٌ من الْخَرْقِ الْبَعيدِ نِيَاطُهُ

وفي الشَّوْلِ يَرْضَى خَبْطَةَ الطَّرْقِ نَاجِلُهْ

١١٤

طبخ : قال الليث : الطَّبِيخُ كالقَدِير ، إلَّا أَنَّ الْقَدِيرَ فيه توابلُ ، والطَّبِيخُ دون ذلكَ.

والطَّبْخُ : إنضاجُ اللحم والمرَق.

والطُّبَاخةُ : ما تأخذُ ممَّا تحتاجُ إليه ممَّا يُطْبَخُ .. نحو الْبَقَّمِ تأخذُ طُبَاخَتَهُ للصِّبْغ وتطرَحُ سائره.

والْمطْبَخُ : بيتُ الطّبَّاخِ.

وأما قول الْعَجَّاجِ :

تالله لَوْ لَا أَنْ تحُشَ الطُّبّخُ

بيَ الْجَحيم حينَ لا مُسْتَصْرِخُ

فإِنَّه عَنَى بالطُّبَّخِ : الملائِكةَ الموكّلينَ بعذابِ الكُفَّار.

وطَبَائخُ الحرِّ : سمائِمُه في الْهَوَاجر .. الواحدة طَبِيخةٌ.

وقال الطِّرِمَّاحُ :

طَبَائخُ شمْسٍ حَرُّهُنَّ سَفُوعُ

والطّبِيخُ ضربٌ من الأشربة.

والطِّبِّيخ ـ بلغة أهل الحجاز ـ : هو الْبِطِّيخُ.

ثعلب ـ عن ابن الأعرابيِّ ـ يقال للصبيِّ ـ إذا وُلِدَ ـ : رَضيعٌ ، وطفلٌ ، ثم فَطيمٌ ثمَّ دَارِجٌ ، ثم جَفْرٌ ، ثم يافعٌ ، ثمَّ شَدَخٌ ثمَ مُطَبِّخٌ ، ثمَّ كَوْكَبٌ.

أبو عبيد ـ عن أبي زيد ـ : يقالُ لفَرْخِ الضّبِّ ـ حين يَخْرُجُ من بيضه ـ : حِسْلٌ ثمَّ غَيْدَاقٌ ، ثمَ مَطَبِّخٌ ، ثم يكون ضَبّاً مُدْرِكاً.

ونحوَ ذلك قال الليث في الغُلام ـ إذا امتلأ شبَاباً.

قال : ويقال : جاريةٌ طُبَاخيَّة : شابَّةٌ مُكْتَنِزَةٌ ، وأنشد :

عَبْهَرةُ الْخَلْقِ طُبَاخِيَّةٌ

تَزِينُهُ بِالْخُلُقِ الطَّاهِرِ

ويقال : ليس به طُبَاخٌ ـ أي : ليس به قوَّةٌ.

وقال غيرُه : امرأةٌ طُبَاخِيَّةٌ : عَاقِلَةٌ مَلِيحةٌ.

وفي كلامه طُبَاخ ـ إذا كان مُحْكماً.

وطَابِخَةُ بن إِلْياسَ بنِ مُضرَ طَبخَ قِدْراً فسمِّي : طَابخةَ.

وتميمُ بن مرِّ ، ومُزَينةُ ، وضَبَّةُ : بنو أُدِّ بْنِ طَابخَة ، من خِنْدِفَ.

ابن السكِّيت : يقال : قد انطَبَخَ اللحْمُ وقد اطَّبَخَ القومُ ، وقد يكونُ الاطِّبَاخُ اشتِوَاءً أَوِ اقْتداراً.

ويقال : أتَقْتَدِرُون ، أم تَشْتَوُون؟

ويقال : خُبزَةٌ جيدةُ الطَّبْخ ، وآجرَّةٌ جيِّدةُ الطَّبْخ ، وهذا مُطَّبَخُ القوم ومُشْتَوَاهم.

ويقال : اطَّبِخُوا لنا قُرْصاً.

بطخ : الْبِطِّيخُ ، والطِّبِّيخُ : لُغتان.

وقال بعض اللُّغويين : المَطْخُ والْبَطخ : اللَّعْقُ.

خ ط م

خطم ، خمط ، طخم ، مخط ، مطخ : مستعملة.

طخم : قال الليث : الطُّخْمَةُ : اسمُ سواد في مقدَّم الأنفِ ، أو مُقدَّمُ الأنفِ ، أو مقدَّمُ الخَطْم.

يقال : كبشٌ أَطْخَمُ : رَأْسُهُ أسودُ وسائرهُ كَدِرٌ.

١١٥

والأَطخَمُ : مقدَّمُ الخُرْطُوم في الدَّابة والإنسانِ ، وأنشد :

وَمَا أَنْتُمو إلَّا ظَرَابيُّ قِصَّةٍ

تَفَاسَى وتَسْتَنْشِي بآنِفِهَا الطُّخْمِ

قال : يَعْنِي لَطْخاً مِنْ قَذَرٍ.

ابن السكِّيت ـ يقالُ : أَخضَرُ أطخَمُ أَدغَمُ ـ وهو الدَّيْزَجُ.

خطم : رَوَى عبدُ الرحمن بنُ القاسم ـ عن أبيه ـ قال : أَوْصى أبو بَكْرٍ أنْ يكَفَّن في ثوبين كانا عليه ، وأن يُجعَلَ معهما ثوبٌ آخرُ فأرادت عائشةُ أن تَبْتاع له أثواباً جُدُداً فقال عمر : لا يُكَفّنُ إلا فيما أَوْصَى به فقالت عائشةُ : يا عمَرُ ، والله ما وَضَعْتَ الْخُطُمَ على آنُفِنَا.

فبكى عمرُ وقال : كفِّنِي أباكِ فيما شِئتِ.

قال شمر : معنى قولها : «ما وَضَعْتَ الخُطُمَ على آنِفُنَا» ـ أي : ما ملكتَنَا بَعدُ فتنهانا أن نَصْنَعَ ما نريدُ في أملاكنا.

ويقال للبعير ـ إذا غَلَبَ أَن يُخْطَمَ : مَنَعَ خِطَامَهُ.

وقال الأعْشَى :

أَرَادُوا نَحْتَ أَثْلتِنَا

وَكُنَّا نَمْنَعُ الْخُطُمَا

وخَطَمَهُ بالكلامِ ـ إذا قَهَرَهُ ومَنَعهُ حتى لا يَنْبِسَ ولا يُحيرَ.

وقال الليث : الخَطْمُ من البازِي ومن كلِّ شيءٍ : مِنْقَارُهُ .. ومن كلِّ دَابَّةٍ ـ خَطْمُه : مُقَدَّمُ أَنْفِهِ وفَمِهِ ، نَحْو الكلْبِ والبعير.

قال : والأخْطَمُ : الأسْوَدُ.

أبو العباس ـ عن ابن الأعرابي ـ قال : هو من السِّبَاع : الخَطْمُ والْخُرْطُومُ .. ومن الْخِنْزِيرِ : الفِنْطِيسَةُ .. ومن ذِي الجناحِ غيرِ الصائِدِ : المِنْقارُ ـ ومن الصائد : المِنْسَرُ.

أبو عبيد ـ عن أبي عمرو الشَّيباني ـ : الأُنُوفُ : يقال لها : الْمَخَاطِمُ ـ واحدُها مَخْطِمُ.

وقال غيرُه : الْخِطَامُ حَبْلٌ يُجعَلُ في طَرَفَهِ حَلَقَةٌ ، ثم يُقلَّدُ البعيرَ ، ثم يُثْنَى على مَخْطِمِهِ ـ وقد خَطَمْتُ البَعِيرَ .. أخطِمُهُ خَطْماً ، وجَمْعهُ الخُطُمُ ـ يُفْتَلُ من اللِّيفِ والشعْر والكتَّانِ وغيره.

وقال الليث : الْخِطْمِيُ نَباتٌ يُتَّخذُ منه غِسْلٌ.

وفي الحديث «إنَّ دَابَّةَ الأَرْضِ مَعَها عَصَا مُوسَى فَتَجْلُو وَجْهَ الْمُؤْمِن ، وتَخْطِمُ أَنْفَ الْكَافِرِ».

معناه : أنها تؤثِّرُ في أنفه سِمَةً يُعْرَفُ بها.

ونَحْو ذلك قيل ـ في قوله جلَّ وعزَّ : (سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ (١٦)) [القَلَم : ١٦].

وقال النضْرُ : الخِطَامُ سِمَةٌ في عُرْضِ الوجه إلى الخدِّ كهيئةِ الخَطِّ ، ورُبَّمَا وُسِمَ بِخِطَامٍ ، وربَّما وُسِمَ بِخطامَيْنِ.

يقال : جَمَلٌ مَخطومُ خِطامٍ ، ومَخْطومُ خِطامَيْنِ ـ على الإضافةِ.

وبهِ خِطَامٌ وخِطَامَانِ.

وقَوْلُ ذِي الرُّمَّة :

وَإِنْ حَبَا مِنْ أَنْفِ رَمْلٍ مَنْخِرٌ

خَطَمْنَهُ خَطْماً وَهُنَّ عُسَّرُ

١١٦

وقال الأصْمَعِيُّ : يريد بقوله : «خَطَمْنَهُ» : مَرَرْنَ على أَنْفِ ذلك الرَّمْلِ فقَطَعْنَه.

وخَطْمُ اللَّيلِ : أَوَّلُ إقْبَاله ، كما يقال : أنْفُ الليل.

وقال الرَّاعي :

أَتَتْنَا خُزَامى ذَاتُ نَشْرٍ وحَنْوَةٌ

وَرَاحٌ وَخَطَّامٌ مِنَ الْمِسْكِ يَنْفَحُ

قال الأصمعي : مِسكٌ خَطامٌ ـ يَفْعَم الخياشيمَ.

وروى ثعلبٌ ـ عن ابن الأعرابي ـ عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حديثاً رواه مرسلاً : «أَنَّهُ وعَدَ رَجُلاً أَنْ يَخرُجَ إليه فأَبْطَأَ عَليهِ ؛ فلما خرج قال : شَغَلَني عنكَ خَطْمٌ» ـ أي : خَطْبٌ جليل.

أبو عبيد ـ عن الأصمعيِّ ـ : إذا صار في البُسْرِ خُطوط وطرائقُ ، فهو المُخَطَّمُ ، وبَنو خُطَامةَ : حَيٌّ من الأزْدِ.

ورَوَى شُعْبَةُ ـ عن فُرَاتٍ القَزَّازِ ، عن أبي الطُّفَيْل ، عن حُذَيْفَةَ ـ : قال : تَخْرُجُ الدَّابةُ فيقولون : قَدْ رَأَيْنَاها ثمَّ تَتَوَارَى حَتَّى يُعاقَبَ ناسٌ في ذلك ، ثم تَخْرُجُ الثانيةَ في أعظم مسجد من مساجدكم فتأْتِي المؤمِنَ فتسلِّمُ عليه ، وتأتِي الكافرَ فتَخْطِمُهُ وتُعَرِّفُه ذنوبَه.

قال شمِرٌ : الخَطْمُ : الأثَرُ على الأنف ـ كما يُخْطَمُ الْبَعيرُ بالكَيِّ.

يقال : خَطَمْتُ البعير ـ إذا وَسَمْتهُ بخطٍّ من الأنفِ إلى أَحَد خدَّيْهِ ـ وبعيرٌ مَخْطُوم.

قال : وخطَمهُ بالخِطَامِ ـ إذا عُلِّقَ في حَلْقِهِ ثمَّ ثُنِيَ على أَنفِه ، ولا يُثْقَبُ له الأنفُ.

مطخ : ابن السِّكِّيت ، عن ابن الأعرابي : مَطَخَ عِرْضَه يمطخه ـ إذا دَنَّسَه.

وقال أبو زيد : المَطْخُ اللَّعْقُ.

قال : ومن أَمثال العرب : «أَحْمَقُ مِمَّنْ يَمْطَخُ الْمَاءَ».

يقول : لا يَشربُه ، ولكن يَلْعَقُه مِن حُمْقه.

والمَطْخُ : مَتْحُ الماءِ بالدَّلْو من البئر ـ وقد مَطَخْتُ الماءَ مَطْخاً .. وأنشد :

أَمَا وَرَبِّ الرَّاقصَاتِ الزُّمّخِ

يَزُرْنَ بَيْتَ الله عندَ المَصْرَخِ

لَنَمْطَخَنَّ بالرِّشَاءِ المِمْطَخِ

والمطَّاخُ : الفاحِش البَذِيءُ.

وقال الليث : يقال للرَّجل الكذاب : مِطْخْ مِطْخ ـ أي : باطلٌ قولُك.

وقال أبو سعيد : المَطْخُ واللَّطْخُ : ما يَبْقَى في الحوض من الماء والدَّعَامِيصِ ـ لا يُقْدَرُ عَلَى شُرْبه.

وأَنْشَدَ شَمِرٌ :

وَأَحْمَقُ مِمَّنْ يَمْطَخُ الماء قَالَ لِي

دَعِ الْخَمْرَ وَاشْرَبْ مِنْ نُقَاخٍ مُبَرَّدِ

ويُرْوَى : «يَبْطَخُ».

ويُرْوَى : «مِمَّنْ يَلْعَقُ الماء».

وكلُّه واحد.

خمط : قال الله جلّ وعزّ في قصة أهل سَبَأ ـ : (وَبَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ) [سبأ : ١٦].

قال الليث : «الخَمْطُ» : ضَرْبٌ من الأَرَاكِ .. له حَمْلٌ يُؤْكَلُ.

١١٧

وقال الزَّجّاج : يقال لكلِّ نَبْتٍ قد أَخذ طعماً من مَرَارَةٍ ، حتى لا يمكنَ أكلُه : خَمْطٌ.

وقال الفرّاء : الْخَمْطُ ـ في التفسير ـ ثَمَرُ الأَرَاكِ ، وهو الْبَرِيرُ.

أبو عبيد ـ عن الأصمعيِّ ـ : إذا ذهب عن اللَّبَنِ حلاوَةُ الْحَلْب ، ولم يتغير طَعْمُهُ : فهو سَامِطٌ ، فإِنْ أخذ شيئاً من الرِّيح فهو خامِطٌ والخَمِيطُ المشويُّ ـ والسَّمِيط المنْزوع منه شعرُهُ.

قال : وقال أبو زيد : خَمَطْتُ اللحمَ أَخْمِطُه خَمْطاً ـ إذا شويتَهُ.

وقال الليث : الخَمْطُ : أَن تَشْوِيَ حَمَلاً أو غيرَه مسْلُوخاً ، فإِذا نُزِع شعْرُه فهو السّمِيطُ.

قال : والْخَمطةُ ريحُ نَوْرِ الكَرْم ، وما أَشْبَهَهُ .. مما له ريحٌ طيِّبَةٌ ، وليس بالشديد الذكاءِ طِيباً.

ولبنٌ خَمْطٌ .. وهو الذي يُحقَنُ في سِقَاءٍ ثم يوضعُ على حشيشٍ حتى ـ يأخذَ من ريحه فيكونَ خَمْطاً طيِّبَ الريح ، طيِّب الطعم.

ثعلبٌ ـ عن ابن الأعرابي ـ : الْخَمْط ثَمَرُ شجرٍ يقال له : فَسْوَةُ الضبُع ، على صورةِ الْخَشخَاشِ .. يَتَفَرَّكُ ولا يُنتفَع به.

وقال الأصمعي : التمخُّط : القهرُ ، والأخذ بغلَبة .. وأنشد :

إذا مُقْرَمٌ مِنَّا ذَرَا حَدُّ نَابِهِ

تَخَمَّطَ فِينا نَابُ آخَرَ مُقْرِمِ

وقال الليث : رجل مُتَخَمِّطٌ : شديدُ الغضب ، له ثورةٌ وجلَبةٌ .. وأنشد :

إذا تَخَمّطَ جَبَّارٌ ثَنَوْهُ إلَى

مَا يَشْتَهُونَ وَلَا يُثْنَوْن إِنْ خَمَطُوا

قال : ويقال للبحر ـ إذا الْتَطمَتْ أَمْواجُه ـ : إنه لَخَمِط الأمواج وأنشد :

خَمَطَ التَّيَّارِ يَرْمِي بالْقَلَعْ

مخط : أبو العباس ـ عن ابن الأعرابي ـ : المَخْطُ : شَبَهُ الولد بأَبيه.

تقول العرب : كَأَنَّما مَخَطَهُ مَخْطَاً.

قال : والمخطُ : استِلَالُ السَّيْفِ.

وقال الليث : الْمُخَاطُ من الأَنْفِ : كاللُّعاب من الفم ، وقد مَخَطَ الصبِيُ مَخْطاً ، وامْتَخَطَ امْتِخَاطاً.

قال : ورجل مَخِطٌ : سيِّدٌ كَريمٌ.

وقال رُؤْبَةُ :

وَإِنَّ أَدْوَاءَ الرِّجَالِ الْمُخَّطِ

مَكَانُهَا مِنْ شَامِتٍ وَغُبَّطِ

قلتُ : ورأيتُه في شعر رؤبة :

وَإِنَّ أَدْوَاء الرِّجَالِ النُّخَّطِ

بالنُّون ـ وفسَّره ابن الأعرابيِّ فقال : «النُّخَّطُ» : اللاعبون بالرماح شجاعةً كَأَنه أراد : الطَّعَّانينَ في الرجال ، ولا أعرف «الْمُخَّطَ» ـ عَلَى تفسيره.

ويقال : هذه النَّاقَةُ إنما مَخَطَهَا بنو فلان ـ أي : نُتِجَتْ عندهم.

وأصلُ ذلك : أنَّ الْحُوار إذا فارق أُمَّه مَسَحَ النَّاتجُ عَنْهُ غِرْسَهُ وما عَلَى أَنفِهِ من السَّابِيَاءِ.

١١٨

فذلك المخط ، ثم قيل للناتج : مَاخِطٌ.

وقال ذُو الرُّمة :

وانْمِ الْقُتُودَ عَلَى عَيْرَانَةٍ حَرجٍ

مَهْرِيَّةٍ مَخَطَتْها غِرْسَهَا الْعِيدُ

ويقال للسَّهَامِ الذي يَتَراءَى في عيْنِ الشَّمس للناظر في الهواء عند الهاجِرَةِ ـ : مُخَاطُ الشيطان.

ويقال له : لُعابُ الشَّمس .. ورِيقُ الشَّمس.

كلُّ ذلك سُمِع من العرب ويقال : رَمَاه بسَهْمٍ فَأَمْخَطَهُ من الرَّمِيَّةِ ـ إذا أَنْفَذَهُ.

وامْتَخَطَ فلان السيفَ من جَفْنِه ـ إذا استَلَّهُ.

ويقال : مَخَطَ في الأرض مَخْطاً ـ إذا مَضَى فيها سريعاً.

ويقال : بَرْدٌ مَخْطٌ وَوَخْطٌ ، وسيرٌ مَخْطٌ وَوَخْطٌ : شديدٌ سَرِيع.

أبواب الخَاء والدال

خ د ت ، ـ خ د ظ ، ـ خ د ذ ، ـ خ د ث : مهملات.

خ د ر

خدر ، خرد ، دخر ، رخد ، ردخ : مستعملة.

خدر : قال الليث : الخِدْرُ : سِتْرٌ للجارية ـ في ناحية البيت ، وكذلك يُنْصَبُ لها خَشَبَاتٌ ـ فوق قَتَبِ البعير ـ مَسْتُورةٌ بثوب ، فهو الْهَوْدجُ الْمُخَدَّرُ.

ويُجْمَعُ عَلَى الأخْدَار والأخادير والْخُدُورِ.

وأنشد :

حَتّى تَغامزَ رَبَّاتُ الأخادِيرِ

والجاريةُ مَخْدُورةٌ .. وقد خُدِرَتْ في خِدْرِهَا ، وتَخَدَّرَتْ كذلك.

وأَخْدَرَتِ الجارية إِخْدَاراً ، كما تُخْدِرُ الظبية خِشْفَها في هَبْطَةٍ من الأرض.

وخَدَرَ الأسدُ في عَرينه ـ إذا لم يكَدْ يخْرُج ـ فهو خادرٌ مُخْدِرٌ كثيرُ الْخُدُور ، وأَخْدَرَهُ عَرِينُهُ.

وكلُّ شيء مَنَعَ بصَراً عن شيء فقد أخْدَرهُ.

والليلُ مُخْدِرٌ.

وقال الْعَجَّاجُ :

وَمُخْدِرُ الأخْدَارِ أَخْدَرِيُ

يصف الليل.

والأخْدَرِيُ : مِنْ نَعْتِ حِمَار الوَحْش.

قلت : كأنه نُسب إلى فَحْلٍ اسْمُه : «أَخْدَرُ».

ثعلب ـ عن ابن الأعرابي ـ : الْخُدْرَةُ : الظُّلْمَةُ الشديدة.

والْخُدْرَةُ : اسمُ أَتَانٍ كانت قديمةً فيَجوز أن يكون «الأخْدَرِيُ» منسوباً إليها.

أبو عبيد ـ عن الأصمعي ـ إذا تخلَّفَ الوَحْشِيُّ عن القطِيع ـ قيل : خَذَلَ وخَدَرَ.

وقال ابنُ الأعرابيِّ : الخُدْرِيُ : الحِمارُ الأسود.

وأخبرني الإياديُّ ـ عن شَمِرٍ ـ : يقال للأسَد : خَدَرَ ، وأَخْدَرَ ـ أي : أقامَ.

وأَسَدٌ خَادِرٌ : مُقِيمٌ في عَرِينِهِ.

١١٩

ومُخْدَرٌ أيضاً.

قال : وأما الْخَدِرُ ـ من الظِّباءِ ـ فالْفَاترُ العِظَامِ.

قال طَرَفَةُ :

آخِرَ اللَّيْلِ بِيَعْفُورٍ خَدِرْ

قال : ويقال : أَخْدَرَه الليل ـ إذا حبَسَه.

قال : والْخَدُورُ من الإبل : التي تكون في آخر الإبل.

الحرّانيُّ ـ عن ابن السكيت ـ : قال : الْخَدَرُ : الغيْمُ والمَطَرُ وأنشد :

لَا يُوقِدُونَ النَّارَ إلَّا بِسَحَرْ

ثُمَّتَ لَا تُوقَدُ إلَّا بِالْبَعَرْ

وَيَسْتُرُونَ النَّارَ مِنْ غَيْرِ خَدَرْ

يقول : يَسْتُرُونَ النار مخافَةَ الأضياف من غيْرِ غَيْم ولا مطر.

وأنشدني عُمَارَةُ لنفسه :

فِيهِنَّ جَائِلَةُ الْوِشَاحِ كَأَنَّهَا

شَمْسُ النَّهَارِ أَكَلَّهَا الإخْدَارُ

«أَكَلَّهَا» : أَبْرَزَهَا ، وأصلُه من «الانْكِلَالِ» ، وهو التَّبَسُّمُ.

وقال آخرُ ـ يصف ناقة :

ومَرَّتْ عَلَى ذَاتِ التَّنَانِيرِ غُدْوَةً

وَقَدْ رَفَعَتْ أذْيَالَ كُلِ خَدُورِ

الْخَدُورُ : التي تخلَّفَتْ عن الإبل فلما نَظَرَتْ إلى التي تَسِيرُ سارَتْ معها. ومِثْلُهُ :

واحْتَثَّ مُحْتَثَّاتُهَا الْخَدُورَا

وقال آخر :

إذْ حَثَّ كُلُّ بَازِلٍ ذَقُونِ

حَتَّى رَفَعْنَ سِيرَةَ اللجُونِ

وقال الليث : يومٌ خَدِرٌ : شديدُ الحَرِّ.

وأنشد :

وَمَكانٍ زَعِلٍ ظِلْمَانُهُ

كالْمَخَاضِ الجُرْبِ في الْيَوْمِ الْخَدِرْ

ويقال : خَدِرَ النَّهارُ ـ إذا لم يتَحَرَّك فيه رِيحٌ ، ولا يُوجَدُ فيه رَوْح.

قُلْتُ أراد ب «الْيَوْمِ الْخَدِرِ» اليومَ الْمَطِيرَ .. ذَا الغَيم ـ كما قال ابنُ السِّكِّيت.

وإنما خَصَّ «اليومَ المطيرَ» لِلمَخَاضِ الْجُرْبِ ، لأنها إذا جَرِبَتْ آذَاهَا النَّدَى والبَرْدُ فلم تَقِرَّ في مكان ، ولم تَسْكُنْ.

وذلك أَنَّ الإبلَ إذا جَرِبَت تَوَسَّفَتْ عنها أَوْبَارُهَا ، فالْبَرْدُ إليها أَسْرَعُ.

وقال الليث : الْخَدَرُ امْذِلَالٌ يَغْشَى الرِّجْلَ والْيَدَ والْجَسَدَ.

وقد خَدِرَتْ الرِّجْلُ تَخْدَرُ.

والْخَدَرُ ـ من الشَّرَاب والدَّواء ـ فُتُورٌ يَعْتَرِي الشَّارِبَ وضَعْفٌ.

قال : والْخُدَارِيُ : الأسودُ الشَّعر ونَحْوُه حتَّى العُقَابُ الْخُدَارِيَّةُ ، والجارِيَةُ الْخُدَارِيَّةُ الشَّعْر.

أبو عُبَيْدٍ : لَيْلٌ خُدَارِيٌ : مُظْلِم

وقال الأصمعيُّ : الْخَدَرُ : الظُّلْمَةُ ، ومنه قِيلَ لِلْعُقَاب : خُدَارِيَّةٌ ـ لِشِدَّة سوادِها.

وقال العَجَّاج :

وخَدَرَ اللَّيْلِ فَيجْتَابُ الْخَدَرْ

وقال ابنُ الأعرابيِّ : أصلُ «الخُدَارِيِ» : أَنَّ الليلَ يَخْدِرُ الناسَ ـ أي : يَلْبَسُهم. ومنه قيل للأَسَد : خَادِرٌ.

١٢٠