فمعناه : ما عَرَضَ لي منه. والخُزامَى بَقْلةٌ طيِّبةُ الرائحة ، لها نَوْرٌ كنَوْرِ البَنَفْسَجِ الواحدةُ : خزَاماةٌ.
ثعلبٌ ـ عن ابن الأعرابي : الخَزْماءُ : النَّاقَةُ المشْقُوقة الخِنَّابَةِ ، وهي المَنْخِرُ.
قال : والزَّخْمَاءُ : المُنْتنَةُ الرائحة والخُزُمُ : الخرَّازُون.
وفي حديث حُذَيْفَةَ : «إنَّ الله يَصْنَعُ صانعَ الْخُزُمِ ، ويَصْنعُ كلَّ صَنْعَةٍ».
قال أبو عبيد : في حديث حُذَيْفَةَ تكذيبٌ لقول المعتَزِلَةِ : إنَّ الأعمال ليست بمخلوقةٍ.
ويصدِّقُ قولَ حُذَيْفَةَ قولُ الله تعالى : (وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ (٩٦)) [الصَّافات : ٩٦] ـ يعني نحْتَهُمُ الأصنامَ يعملونها بأيديهم.
زمخ : قال الليث وغيرُه : الزَّامِخُ : الشَّامِخُ بأَنْفِه ، وأنشد :
أَجْوازُهُنَّ والأُنُوفُ الزُّمَّخُ
قال : يَعني بالأجْوَازِ أوْسَاطَ الجبال ، وأُنُوفَها الطِّوَالَ.
وقال غيرُه : زَمَخ الرجُل بأنفه وشَمَخ بأَنْفِه ـ إذا تكبَّرَ وتعَظَّم.
أبو عبيد : ـ عن الأمويِّ ـ العَقَبَةُ الزَّمُوخُ : البعيدةُ.
وقال أبو زيدٍ : عُقْبَةٌ زَمُوخٌ وحَجُونٌ : شديدةٌ.
وقال ابن الأعرابي : عُقْبَةٌ زَمُوخٌ وبَزُوخٌ ـ أي : عَسِرَةٌ نكِدَةٌ ، وأنشد :
أَبَتْ لي عزَّةٌ بَزَرَى زَمُوخُ
ويُروَى : «بَزُوخُ» ، ومعناهما واحدٌ.
زخم : أبو العباس ـ عن ابن الأعرابيِّ ـ قال : الزَّخْمَاءُ المُنتِنَةُ الرائحة.
وقال ابن شميل : الزَّخَمَة : الرائحةُ الكريهة طعامٌ له زَخَمَةٌ ، وأتانَا بطعامٍ فيه زَخَمَةٌ ـ أي : رائحةٌ كَريهةٌ.
وقال ابنُ السكيت : لحمٌ زَخِمٌ ، وهو أَنْ يكونَ نَمِساً كثيرَ الدَّسم ، فيه زُهُومةٌ.
وقال الكلابيُّ : لا تكونُ الزَّخَمةُ إلا في لحوم السِّباع ، والزَّهَمَةُ في لحوم الطيور كلِّها ، وهي أطيبُ من الزَّخَمة.
ابنُ بُزُرْجَ : أَزْخَمَ اللحمُ وأشْخَم.
أبواب الخاء والطاء
خ ط د ، ـ خ ط ت ، ـ خ ط ظ ، ـ خ ط ذ
خ ط ث : مهملات.
خ ط ر
خطر ، خرط ، طخر ، طرخ : مستعملة.
خطر : قال الليث : الخِطْرُ : القَطِيعُ الضَّخْمُ من الإبل ، ألْفٌ وزيادة.
أبو عبيد ـ عن الفرّاء ـ : هي الخِطْرُ من الإبل ، وَجمعه أخطارٌ.
شمرٌ ـ عن أبي حاتم ـ : قَال : إذا بلغَتِ الإبلُ مائتيْنِ فهي خِطْرٌ ، فإذا جاوَزَتْ ذلك ، وقاربَتِ الألْفَ فهي عرْجٌ.
الحرَّانيُّ ـ عن ابن السِّكِّيت قال : الخَطْرُ مصدرُ خَطَرَ البَعيرُ بذَنَبِه يَخطِرُ خَطْراً وَخَطَرَاناً.
والْخِطْرُ مائتان من الإبل والغنم.
وقال الليثُ : الخَطْرُ مكيال ضخمٌ لأهل الشام ، والْخِطْرُ نباتٌ يجعلُ وَرَقه في الْخِضَاب الأسود.
ويقال : ما لقيته إلا خَطْرَةً بعد خَطْرَةٍ ، ـ معناه : الأحيانَ بعدَ الأحيان ، وما ذكرتُه إلا خَطْرَةً واحدَةً ولعبَ الْخَطْرَةَ بالمِخْرَاقِ.
وقال ابن الأعرابي : تقول العربُ : بَيْني وبينَه خَطْرَةُ رحمٍ.
ويقال : لا جعلَها الله خَطْرَتَهُ ، ولا جعلها آخر مُخْطِرٍ منه ـ أي : آخِرَ عهدٍ منه ولا جعَلَها الله آخرَ دَشْنَةٍ منه ، وآخرَ دَسْمَةٍ وطَنَّةٍ ووَدْسَةٍ ـ كلُّ ذلك : آخِرَ عهد.
وقال الليثُ : الخَطَرُ ارتفاعُ المكانةِ والمنزلة والمال والشَّرَفِ.
قال : والْخَطَرُ : السَّبَقُ الذي يُتَرَامَى عليه تقول : وضَعُوَا لهم خَطَراً ثَوْباً أو نحوَ ذلك والسابقُ إذا تناول القصبةَ عُلم أنَّه قد أَحْرَزَ الْخَطَرَ.
ويقال : هذا خَطَرٌ لهذا ـ أي : مِثْلُه في القَدْرِ ، ولا يُقال للدُّون إلَّا للشَّيْءِ الْمَزِيز ، ويقال للرجل الشَّرِيفِ : هو عظيم الْخَطَر.
ثعلبٌ ـ عن ابن الأعرابيِّ ، والحرَّانيُّ ـ عن ابن السكِّيت ـ قال : الخَطَرُ والسَّبَقُ والنَّدَبُ ـ واحد ، وهو كلُّهُ : الذي يوضعُ في النِّضال والرِّهانِ ، فمنْ سبَقَ أَخذَه ويقال فيه كلِّهِ : «فَعَّلَ» ـ مشدّدٌ ـ إذا أَخذَهُ.
وأنشد ابنُ السكِّيت :
أَيَهْلِكُ مُعْتَمٌّ وَزيْدٌ وَلمْ أَقمْ |
عَلَى نَدَبٍ يَوماً وَلِي نَفْسُ مُخْطِرِ |
والمُخْطِرُ : الذي يجعلُ نَفْسَهُ خَطَراً لِقِرْنِه ، فيُبَارزُه ويقاتِلُه.
وقال الليث : أُخْطِرْتُ لِفُلان ـ أي : صُيِّرْتُ نظيرَهُ في الْخَطَر ، وأَخْطَرَني فلانٌ فهو مُخْطرِي ـ إذا صار مِثْلَكَ في الْخَطَرِ ، وفلانٌ ليس له خَطِيرٌ ـ أي : ليس له نَظيرٌ ولا مِثْلٌ.
قال : والإشْرَافُ على شَفَا هَلَكةٍ : هو الْخَطَرُ.
وفي حديث النُّعْمَان بْنِ مُقَرِّنٍ الْمُزنِيِ ـ : أنه خطب الناسَ يوْمَ نَهَاوَنْدَ ـ حين التقى المسلمونَ مع المشركينَ ـ فقال : «إنَّ هَؤُلَاءِ قَدْ أَخْطَرُوا لَكُم رِثَّةً وَمَتاعاً ، وأَخْطَرْتُمْ لهمُ الدِّينَ ، فَنَافِحوا عَنْ دِينكُم».
معناهُ : أَنَّهُمْ إِنْ غلبُوكُمْ وَوَلَّيْتُمْ مُدْبرينَ عنهُمْ كانَ في ذلكَ ذهابُ دينكمْ وإِنْ غَلَبْتُمُوهُمْ أَحْرَزتُمْ دِينكُمْ مع ما تَحرزونَ من أَثاثِهم وأَموالهمْ»
وقال الليث : الأخْطَارُ من الجَوْزِ ـ في لُعبِ الصِّبيان ـ هي الأحْرازُ واحِدُها خَطَرٌ.
قال : والْخَطِيرُ : الْخَطَرَانُ عند الصّوْلَة والنَّشاط ، وهو التَّصاوُل والوَعِيدُ.
وقال الطِّرِمَّاحُ :
بَالُوا مخَافَتَهُمْ عَلَى نِيرَانهمْ |
وَاسْتَسْلَمُوا بَعْدَ الْخَطِيرِ فَأُخْمِدُوا |
والإنسانُ يُخَاطرُ بنفسِه ـ إذا أَشْفَى بها على خَطَرِ هُلْكٍ أَوْ نَيلِ مُلْكٍ.
والمُخاطِرُ : الْمُرامِي.
ويقال : خَطَرَ ـ ببَالي وعلى بالي ـ كذا وكذا يَخْطُرُ خُطُوراً ـ إذا وقع ذلك في بالكَ وهمِّك.
ويقال : خَطَرَ الدَّهرُ من خَطَرَانِهِ كقولك : ضَرَبَ الدّهرُ مِنْ ضَرَبَانهِ.
والفَحْل يَخْطِرُ بذَنَبه عند الوَعيد ـ من الخُيَلَاء ـ والنّاقةُ الْخَطَّارَةُ تَخْطِرُ بذَنبها في السير نَشَاطاً.
ورُمحٌ خَطَّارٌ : ذُو اهتزازٍ شديدٍ يَخْطِرُ خَطَرَاناً ، وكذلك الإنسانُ ، إذا مشَى يخْطِرُ بيدهِ كِبْراً.
ورجُلٌ خَطَّارٌ بالرُّمح ـ أي : طعَّانٌ به وأنشد :
مَصَالِيتُ خَطَّارُونَ بالرُّمح في الْوَغَى
والجُنْدُ يَخْطِرونَ حولَ قائدِهمْ يُرُونَهُ منهم الجِدَّ ، وذلك إذا احتَشَدُوا في الحرْب.
سلَمةُ ـ عن الفرَّاء ـ : الْخَطَّارةُ حَظيرةُ الإبل ، والخَطَّارُ : الْعَطَّارُ ، يقال : اشتريتُ بِنَّفشاً من الخَطَّار.
ويقال : إنَّه لعظيمُ الخَطَرِ ، وصغيرُ الخَطرِ في حُسْن فِعالِه وشَرَفه ، أو سُوء فِعاله ولُؤْمه ، وخَطَرَ الرجُلُ بسوْطه وَقَضيبه يَخطِرُ به خَطَرَاناً ـ إذا رفعه مرَّة ووضعه أُخرَى ، وتَبَخْتَرَ في مشيَته وأقبل بيديه ، وأدبرَ بهما.
وخطَرَ الرجلُ بالرَّبيعةِ يَخْطِرُ خَطْراً وخَطَر الفَحْلُ بذنبه يَخْطِرُ خَطْراً ، وخَطِيراً وخَطَراناً ـ إذا جَعَل يرفع ذنبَه ثم يضربُ به حَاذَيْهِ ، وهما ما ظهر من فخذيْه حيثُ يقع شَعَرُ الذَّنَب.
عمرو ـ عن أبيه ـ : الخَاطِرُ : المتَبَخْتِرُ يقال : خَطَر يخطِرُ ـ إذا تبخترَ.
قال : وخطُرَ يخطُرُ خَطْراً وخُطُوراً ـ إذا جلَّ بعد دِقَّة.
والخَطيرُ من كلِّ شيءٍ : النَّبيل.
قال : وخَطَرَانُ الفحل من نشاطِه وأمّا خطَرَانُ النَّاقةِ فهو إِعلامٌ للفحل أنها لَاقحٌ.
وفي حديث عليّ رضى الله عنه «أنه قال لعمَّارٍ : جُرُّوا لهُ الخطِيرَ ما انْجَرَّ لكُمْ».
معناه : اتَّبِعوهُ ما كان فيه موضعُ مُتَّبَعٍ لكم ، وتَوَقَّوْا ما لم يكن فيه موضعٌ.
قال : والْخَطِيرُ زمامُ البعير.
وقال شمرٌ : قال بعضهم : الْخَطيرُ : الْحَبْلُ.
قال : وبعضهم يذهب به إلى إخْطَارِ النفس : وإشْرَاطِها في الحرب ..
المعنى : اصْبرُوا لعمَّارٍ ما صَبَرَ لكم.
قال : والْخَطَرُ : العدلُ.
يقال : لا تجعل نفسك خَطَراً لفلان وأنت أوْزنُ منه.
قال : والْخَطيرُ ، والْخِطَارُ : وقعُ ذنبِ الجملِ بين وَرِكيه إذا خطرَ.
وأنشد :
رُدِدْنَ فَأُنشِقْنَ الأَزِمَّةَ بعدَ ما |
تحَوَّبَ عَنْ أوْرَاكهِنَ خَطيرُ |
والْخَطَّارُ : الْمِقْلاعُ ، وأنشد :
جُلْمُودُ خطَّارٍ أُمِرَّ مِجْذَبُهْ
والخَاطِرُ : ما يَخْطِرُ في القلب من تَدبيرٍ أو أَمْرٍ.
والعربُ تقول : رَعَينَا خَطَرات الوسميِّ وهي اللُّمع من المَراتِع والبُقع.
والْخِطْرةُ عُشْبَةٌ معروفة ، لها قَضْبَةٌ يَجْهدُها المال ، وتَغْزُرُ عليها.
وخَطَرَ الرجلُ برَبيعتِه ـ إذا هزَّها عند الإشالة ، وكذلك خَطَرَ بسَوْطه ـ إذا رَفَعَهُ وخَفَضَه.
خرط : قال الليث : الْخَرْطُ : قَشْرُكَ الوَرَقَ عن الشَّجر اجتذاباً بِكَفِّكَ.
ومنه قول الشاعر :
إنَّ دُونَ مَا هَمَمْتَ بِهِ |
مِثْلَ خَرْطِ القَتَادِ في الظُّلمَهْ |
والْخَرُوطُ ـ من الدَّوَابِّ ـ : الذي يَجْتَذِب رَسَنَهُ من يَدِ مُمْسِكه ، ثم يَمْضي عائراً خَارِطاً.
ويقول بائع الدَّابَّةِ : بَرِئْتُ إليْكَ مِنَ الْخِرَاطِ.
وقال أبو الهيثم : خَرَطْتُ العُنْقُودَ خرطاً إذا اجْتَذَبت حَبَّه بجميع أصابعك .. وما سَقَط منه فهو الْخُرَاطة.
وقال الليث : الخُرَاطَةُ : شحمةٌ بيضاءُ تُمْتَصَخُ من أصل البَرْدِيِّ ، ويقال له : الْخُرَاطَى والخُرَّيْطَى.
وفي حديث علي رضياللهعنه : «أَنَّهُ أَتاهُ قَوْمٌ برجلٍ فقالوا : إنَّ هذا يَؤُمُّنا ونحن له كارهونَ ، فقال له عليٌّ : إنك لَخَرُوطٌ أَتَؤُمُّ قوماً هم لك كارهُونَ؟!».
قال أبو عبيد : الخرُوطُ : الذي يتهوَّرُ في الأمور ، ويركَبُ رَأْسَهُ في كلِّ ما يريد .. بالجهل وقلة المعرفة بالأمور.
ومنه قيل : انْخَرَطَ فلانٌ علينا ـ أي : اندَرَأَ عليهم بالقول السَّيِّئ وبالفعل.
قال العَجَّاجُ يصف ثوراً :
فَظَلَّ يرْقَدُّ مِنَ النَّشَاطِ |
كالْبَرْبَرِي لَجّ في انْخِرَاطِ |
قال : شبَّهَهُ بالفرس البَرْبريِّ .. إذا لَجَّ في سيره.
وقال الليث : اسْتَخْرَطَ الرجل في البكاء ـ إذا اشتدَّ بُكَاؤه ولَجَّ فيه.
واخْتَرَط السَّيفَ ـ إذا اسْتَلَّه من غِمْدِه.
والإخْرِيطُ : مِنْ أَطْيب الْحَمْضِ ، وهو مِثْلُ الرُّغْل .. سُمِّي إخْريطاً لأنه يُخرِّط الإبل إذا أكلته ـ أي : يُسَلِّحُها ، كما قالوا لِبَقْلَةٍ تُسَلِّحُ المواشِيَ ـ إذا رَعَتْها : إسْلِيحٌ.
وقال الليث : الْخَرِيطَةُ ـ مِثلُ الكِيسِ ـ : مُشْرَجٌ من أَدَمٍ وخِرَقٍ.
وكذلك خَرَائِطُ كُتُبِ السُّلطان وعُمَّالِه.
ويقال ـ للرجل ـ إذا أَذِنَ لِعَبْدِهِ في إيذاء قوم ـ : قد خَرَطَ عليهم عبْدَه.
شُبِّه بالدَّابَّة ، يُفْسَخ رَسَنُهُ ويُرْسَلُ مُهْمَلاً.
ويقال : اخْرَوَّطَ بهم الطريقُ والسَّفَرُ إذا مضى وامْتدَّ ، ومنه قوله :
...... واخْرَوَّطَ السَّفَرُ
ورجُلٌ مَخْرُوطُ الوجه ـ إذا كان في وجهه طولٌ ، وكذلك مَخْروطُ اللِّحيةِ ، إذا كان فيها طولٌ من غير عِرَضٍ .. وقد اخرَوَّطَتْ لِحيَتُهُ.
ويقال للشَّرَكِ ـ إذا انقلب عَلَى الصَّيْدِ فعَلِقَ في رِجْلِه ـ : قد اخْرَوَّطَ في رِجْلِه ، واخْرِوَّاطُهُ : امتداد أُنْشُوطَتِهِ.
والمخرُوطُ من النُّوق : السريعة ، وإذا أخذ الطَّائرُ الدُّهْنَ من مُدْهُنِهِ ، أي : من زِمِكَّاهُ قيل : هو يتَخَرَّطُ تَخَرُّطاً ويُنَضِّدُ تَنْضِيداً.
ويقال : خَرَط فلان جاريتَه خَرْطاً ـ إذا نكحَهَا ، وخَرَطَ البازِيَ ـ إذا أَرْسَله من سَيْرِه.
وقال جَوَّاسُ بن قَعْطَلٍ :
يزَعُ الجِيَادَ بِقَوْنَسٍ وكأَنَّهُ |
بازٍ تَقَطَّعَ قَيْدُهُ مَخْرُوطُ |
وانْخِرَاط الصَّقر : انقضاضُه عَلَى الصيد.
أبو عبيد ، عن الأصمعي : الْخَرَطُ أن يصيبَ الضَّرْعَ عَيْنٌ أو تَرْبِضَ الشَّاةُ أو تَبْرُكَ الناقة عَلَى ندًى ، فيَخْرُجَ اللَّبَنُ متعقِّداً كأَنه قِطَعُ الأوتار ، ويخرجَ معه ماءٌ أصفرُ.
يقال : قد أَخرَطَتِ الشَّاةُ فهي مُخْرِطٌ والجميع مَخَارِيطُ.
فإذا كان ذلك عادةً لها فهي مِخراطٌ ، فإذا احمرَّ لبنُها ولم يَخْرَط فهي مُمْغِرٌ.
أبو عبيد ، عن أبي عمرو : خَرِط الرَّجل خَرَطاً ـ إذا غَصَّ بالطعام.
قال شمر : لم أسمع «خَرِطَ» إلا ههنا.
قلت : وهو حرف صحيح.
أنشدني الإياديُّ :
يأْكُلُ لحْماً بائِتاً قَدْ ثَعِطَا |
أَكْثَرَ مِنْهُ الأكْلَ حَتَّى خَرِطَا |
وقال غيره : حِمَارٌ خَارِطٌ ، وهو الذي لا يستقرُّ العَلَفُ في بطنه ، وقد خَرَّطَه البقلُ فَخَرِطَ.
وقال الجعديُّ :
خَارِطٌ أَحْقَبُ فَلْوٌ ضَامِرٌ |
أَبْلَقُ الْحِقْوَيْنِ مَشْطُوبُ الْكفَلْ |
وفي حديث عمر : «أَنَّه رَأَى في ثَوْبه جَنَابَةً فقال : خَرِطَ علينا الاحْتِلامُ».
قال ابن شميل : خُرِطَ ـ أي : أُرْسل.
وقال أبو عبيدة : خَرَطَ دَلْوَه في البئر ـ أي : ألقاها وحَدَرَها.
طرخ : قال الليث : الطَّرْخَة : مأْجَلٌ يُتَّخَذُ كالحوض الواسع عند مَخْرَجِ القناةِ ..
يجتمع فيها الماءُ ثم يُفْتَجَرُ منها إلى المزرعة ، وهو دَخيلٌ ، ليس بفارسية لَكْنَاءَ ، ولا عربيةٍ مَحضَةٍ.
قال : وطَرْخَانُ : اسْمٌ للرجل الشريف بلغة أهل خراسان ، والجميع : الطَّرَاخِنَةُ.
طخر : قال الليث : الطَّخَارِيرُ : سحاباتٌ متفرقة والواحدة طُخْرُورَةٌ.
ويقال مثلُ ذلك في المطر.
والناسُ طخَارِيرُ ـ إذا تفرَّقوا.
أبو عبيد ـ عن أصحابه ـ : الطَّخاريرُ من السحاب ، واحدُها طُخْرُورٌ .. وهي قطع مستَدِقَّةٌ رقاقٌ.
ويقال للرجل ـ إذا لم يكن جَلْدَا ولا كَثيفاً ـ : إنه لطُخْرُورٌ.
وقال شمر : يقال : طُخْرُورٌ وتُخْرُورٌ ـ بمعنًى واحدٍ.
وقال ابن السكِّيت : يقال : ما عليه طُحْرُورٌ ولا طُخْرُورٌ ـ بمعنًى واحدٍ .. في «باب نَفْي اللِّباس».
أبو عمرٍو : الطَّاخرُ : الغَيْمُ الأسوَدُ.
خ ط ل
خطل ، خلط ، لطخ ، لخط ، طلخ : مستعملات.
طلخ : قال اللَّيث : اطْلَخَ دمعُ عينه ـ أي : تفرق وأنشد :
لَا خَيْرَ في الشَّيخ إذا ما اجْلَخَّا |
وَسَالَ غَرْبُ عَينِهِ فاطلخَّا |
وقال أبو الهيثم : اطْلَخَ دمعُ عينهِ ـ إذا سال.
ورُوِيَ عن النبي صلىاللهعليهوسلم أَنَّه كانَ في جِنَازَةٍ فقَالَ : «أَيُّكُمْ يَأْتِي المَدِينَةَ فَلَا يَدَعْ فيها وَثَناً إلا كسَرَهُ ولا صُورَةً إلّا طلَّخَها ، ولا قَبْراً إلا سَوَّاهُ».
قال شمرٌ : أَحْسب قوله : «طَلَّخَهَا» ـ أي : لَطَّخها بالطِّين حتى يَطْمسها ، وكأنَّه مَقْلوبٌ.
قال شمِرٌ : ويكون «طَلَّخْتُهُ» ـ أي : سوَّدْتُهُ ، ومنه الليلَةُ الْمُطْلَخِمَّة ، والميم زائدةٌ.
وامرَأَةٌ طَلْخَاءُ ـ إذا كانت حَمْقَاءَ.
ومنه قول الشاعر :
فلَمْ أَرَ مِثْلِي زَوْجَ طَلْخَاءَ خِرْمِلٍ |
أَقَلَّ عِتَاباً في السَّدادِ وَأَشْكَعَا |
قال : ويُرْوَى :
زوجَ طَلخَاءَ لُطْخَةٍ
وَيقال : أَغْنُوا عَنَّا لُطَخَتَكُمْ.
لطخ : وقال الليث : الطَّلْخُ : اللَّطْخُ بالْقَذَرِ وإفسادُ الكِتاب ونحوِه ، واللّطْخُ أَعَمُّ.
قال : ورجلٌ لَطِخ ـ أي : قَذِرُ الأكل ، ولَطَخْتُ فلاناً بأمرٍ قبيح.
أبو زيد : رجلٌ لُطَخَةٌ .. من رجالٍ لُطَخَاتٍ وطَيْخَة من رجالٍ طَيْخَاتٍ. وهما الأحمق الذي لا خير فيه.
ويقال : تَلَطّخَ فلانٌ بأمرٍ قبيحٍ ـ أي : تدنَّس به.
قال شمر : وقال ابنُ شُمَيل : اللُّطَخَةُ : الرجُلُ الفاسِدُ.
لخط : وأمَّا «لَخَطَ» : فإن الليث أهمله.
قال أبو الهيثم : قال ابن بُزُرْج ـ في «نوادره» : قال خَيْشَنَة : يقالُ : قد الْتَخَطَ الرجل من ذلك الأمر ـ يريدُ : اخْتَلَطَ.
قال : وما اخْتلَط .. إنما هو الْتَخَطَ.
خطل : قال الليث : الْخَطَلُ خِفَّةٌ وسرعة.
يقال للأحْمَق العَجِل : خطِلٌ ، وللمقاتل السَّريع الطّعْن : خَطِلٌ ، وأنشد :
أحْوَسُ فِي الظّلمَاء بالرُّمْح الْخَطِلْ
ويقال للجَوَادِ من الرجال ـ : خَطِلُ اليدين خَضِلٌ بالمعروف ـ أي : عَجِلٌ عند الإعطاء.
قال : والخَطِلُ : ما غَلُظَ من الثياب وخَشُن وجَفَا ، وأنشد :
أَعَدَّ أَخْطَالاً له ونَرْمَقَا
يَعْنِي الصَّيَّادَ.
أبو عبيد : الْهُرَاء : المنطق الفاسد ويقال : الكثير .. والْخَطَلُ مثله.
وقال ابن الأعرابي ـ في قول رؤبة ـ :
وَدَغْيَةٍ منْ خَطِلٍ مُغْدَوْدِنِ
الخَطِلُ : المضطرب.
وقال الليث : الْخَطْلاءُ ـ من الشاءِ ـ : العريضة الأُذُنينِ جدّاً.
أُذُناهُ خَطْلَاوَانِ .. كأنهما نَعْلان.
ويقال للمرأة الجافية الخُلُقِ : خَطْلاءُ.
ونسوةٌ خُطْلٌ ، وثوب خَطِل : يَنْجَرُّ على الأرض مِنْ طُوله .. ورجل أخْطلُ اللسان ـ إذا كان مضطربَ اللسانِ مُفَوَّهاً.
أبو عبيد ـ عن أبي عمرو ـ : خَطِلَ الرجل في كلامه ، وأَخْطَلَ في كلامه : بمعنًى واحدٍ.
ثعلبٌ ـ عن ابن الأعرابي ـ : هي الْهِرُّ والخَيْطلُ ، والْخَازَبَازِ.
وقال الليث : الخيطلُ : السِّنَّوْر.
خلط : قال الليث : خَلطْتُ الشّيءَ بالشّيْء خلْطاً فاخْتلَطَ ، والخِلْط كل نوع من الأَخْلَاط كأخلَاط الدَّواء ونحوِه.
قال : والْخَلِيطُ ـ من السِّمَنِ ـ : الذي فيه شَحْمٌ ولَحْمٌ.
والْخَلِيطُ : تبْنٌ وقَتٌ مُخْتلِطَان. وخَليطُ الرَّجُل : مُخَالِطُه.
والخليطُ : القومُ الذين أَمْرُهم واحِدٌ ـ وأنشد :
بَانَ الْخَلِيطُ بِسُحْرَةٍ فتبدَّدُوا
والْخُلَّيْطَى : تخليطُ الأمر ـ إنه لفي خُلَّيْطَى مِن أَمْره.
قلتُ : وقد تُخَفَّفُ اللام فيقال : خُلَيْطَى.
ويقال للقوم ـ إذا خَلَطُوا مالَهُم بعضَه ببعضٍ ـ : خُلَيْطَى.
وأنشدني بعضُهم :
وَكُنَّا خُلَيْطَى في الْجِمَال فَأَصْبَحتْ |
جِمَالي تُوَالي وُلَّهاً مِنْ جِمَالِكَ |
ورُوِيَ عن النبي صلىاللهعليهوسلم أَنَّه قال : «لَا خِلَاطَ وَلَا شِنَاقَ في الصَّدَقَةِ».
وفي حديث آخر : «وَمَا كَانَ مِنْ خَلِيطَيْن فإنَّهُمَا يَتَرَاجعانِ بَيْنهُمَا بِالسَّوِيَّةِ».
وكان أبو عُبَيْدٍ فَسَّرَ هذا الحديثَ في كتابِ «غَرِيب الحديث» فثَبجَّه ولم يحصِّل تفسيراً يُبْنَى عليه ، ثم ألَّفَ كتابَ «الأمْوَال» وقرأهُ عَلَيَّ أبو الحُسَيْن الْمُزَنِيُّ رِوَايَةً عن عَليِّ بنِ عبد العزيز ـ عن أبي عبيد وفَسَّرَه فيه عَلَى نحو ما فَسَّرَه الشَّافِعِيُّ.
أخبرنا عبدُ الملك ـ عن الرَّبيعِ .. عن الشَّافعِي ـ أنه قال : الذي لا أَشُكُّ فيه أن «الْخَلِيطَيْن» : الشَّرِيكَانِ لَمْ يقتَسِمَا المَاشِيةَ ، وتراجُعُهُما ـ بالسَّوِيَّةِ : ـ أن يكونا خَلِيطَيْن في الإبل يَجِبُ فيها الْغَنَمُ ، فَتُوجَدُ الإبل في يد أحدهما فَتُؤْخَذُ منه صدقتُهُمَا فيرجعُ على شريكه بالسَّوِيَّة.
قال الشافعيُّ : وقد يكونُ الْخَلِيطانِ : الرجلَيْنِ يَتَخَالطَانِ بِمَا شِيَتهِما ، وإن عَرَفَ كلُّ واحد منهما ماشِيَتَهُ.
قال : ولا يكونان «خَلِيطَيْنِ» حتى يُرِيحَا ويَسْرَحَا ويَسْقِيَا معاً. وتَكُونَ فحولُهُما «مُخْتَلِطةً» ، فإذا كانا هكذا صَدَّقَا صَدَقَةَ الواحد ، بكلِّ حال.
قال : وإن تفرَّقَا في مُرَاحٍ أو سَقْي أو فَحُولٍ ، فليسا «خَلِيطَينِ» ، ويُصَدَّقَانِ صَدَقَةَ الاثنين.
قال ولا يكونان : «خَلِيطَيْنِ» حتَّى يَحُولَ عليهما الْحَوْلُ ، من يومِ «اخْتَلَطَا» فإذا حال عليهما حَوْلٌ من يومِ «اخْتَلَطَا» زُكِّيَا زكاةَ الواحِدِ.
قُلْتُ ـ وشَرْحُ ذلك أن النبي صلىاللهعليهوسلم : أوجب على مَنْ مَلَكَ أربعينَ شاةً فحال عليها الْحَوْلُ ـ من يومِ ملَكهَا ـ شاةً.
وكذلك : إذا مَلَكَ أَكْثَرَ منها إلى تمام مائة وعشرينَ ـ ففيها شاةٌ واحدةٌ ، فإذا زادتْ شاةٌ واحدةٌ على مائة وعشرين ففيها شَاتَانِ.
ولو أنَّ ثَلَاثَةَ نَفَرٍ مَلَكُوا مائةً وعشرين شاةً .. لكُلِّ واحدٍ منهم أربعُونَ شاةً ، ولم يكونوا «خُلَطَاءَ» سنةً كاملةً فعلى كلِّ واحدٍ منهم شاةٌ ـ فإن صاروا «خُلَطَاءَ» وجَمَعُوها على راعٍ واحدٍ سنةً كاملةً وجَبَتْ عليهم جميعاً شاةٌ واحدةٌ لأنهم يُصَدِّقُون صَدَقَة الواحد إذا اخْتَلطُوا.
وكذلك إذا كانوا ثلاثة بينهم أربعُون شاةً ـ وهم «خُلَطَاءُ» ـ فإنَّ عليهم شاةً ، كأنهُ مَلَكَهَا رجلٌ واحد.
فهذ تفسير «الْخُلَطَاءِ» في المواشي من الإبل والغَنَم ، والبقر.
وأما تفسيرُ «الْخَلِيطَيْنِ» الذي جاء في باب «الأشْرِبَةِ» وما جاء فيهما من النَّهي عن شُرْبِهِمَا ، فهو شَرَابٌ يُتَّخَذُ من التمْرِ والبُسْرِ ، أو مِنَ العنبِ والزبيب ، أو من التمْر والعنبِ.
وقَوْلُ الله جلّ وعزّ : (وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) [ص : ٢٤].
فالْخُلَطَاءُ ـ ههنا ـ : الشُّرَكاءُ ، الذين لا يتميَّز مِلْكُ كلِّ واحدٍ مِنْ مِلْكِ أَصْحابه إلا بالقسمة.
وقد يكون «الْخُلَطَاءُ» ـ أيضاً ـ أن يَخْلِطوا العَيْنَ الُتمَيِّزِ بالعَيْنِ المُتَمَيِّزِ ـ كما فسَّر الشَّافِعِيُّ ـ ويكونُونَ مجتمعين كالْحِلَّةِ تشْتَمِل على عَشْرة أَبيات .. لِصَاحبِ كلِّ بيتٍ ماشيةٌ على حِدَةٍ فَيجْمعونَ مواشِيَهُم كلَّها على راعٍ واحدٍ ، يرعاها معاً ، ويُورِدُها الماءَ معاً وكلُّ واحدٍ منهم يعرفُ مَالَه بسمتِهِ ونِجَارهِ.
ورَوَى أبو العباس ـ عن ابن الأعرابي ـ قال : الْخِلَاطُ أن يأتيَ الرجلُ إلى مُرَاحِ آخَرَ فيأخذَ منه جَمَلاً فَيُنْزِيَهُ على ناقَتِهِ سرّاً من صاحبهِ.
قال : والْخِلَاطُ ـ أَيضاً : أَنْ لَا يُحسنَ الجملُ الْقُعُوَّ على طَرُوقتهِ فَيأخذَ الراعي قضيبَه ويهْدِيهُ لِلْمَأْتَى حتى يُولِجَهُ.
والْخَلِيطُ : الصاحب .. والْخَلِيط : الجارُ.
ويكون واحداً وجمْعاً ، ومنه قول جَرِيرٍ :
بانَ الخليطُ ولو طُووِعْتُ ما بَانَا
فهذا واحدٌ.
وقال زُهَيْرٌ في الْجَمْعِ :
بانَ الخَليطُ وَلَمْ يَأْوُوا لِمَنْ تَرَكُوا
فهؤلاء جمْعٌ.
ويقال : «خُولِط» الرجل .. فهو «مخَالَطٌ» ، و «اخْتَلَطَ» عقله .. فهو «مُخْتَلِطٌ» ـ إذا تغيَّر عقلُهُ.
وقال الليث : الْخِلَاطُ : مُخَالَطَةُ الذئْبِ الغنمَ ، وأنشد :
يَضْمَنُ أَهْلُ الشَّاءِ في الْخِلَاطِ
قال : والخِلَاطُ : مُخَالَطَةُ الداء الجوْفَ.
قلت : والْخِلَاطُ : مخالطة الرجلِ أَهْلَه ـ إذا جامعها ، وكذلك مُخَالَطَةُ الجملِ الناقَةَ ـ إذا خَالَطَ ثَيْلُه حَيَاءَها.
أبو عبيد ـ عن أبي زيد ـ قال : إذا قَعَا الفَحْلُ عَلَى الناقة فلم يسترشد لحيائها حتى يُدْخِلَهُ الراعي ، أو غيرهُ. قيل : قد أَخْلَطَهُ إِخْلَاطاً ، وأَلْطَفَه إلطافاً ، فهو يُخْلِطُه ويُلْطِفُهُ ، فإن فعَلَ الجملُ ذلك من تلقاء نفسه قيل : قد اسْتَخْلطَ واستلْطَفَ.
وقال الليث : رجلٌ خَلِطٌ : مُخْتَلِطٌ بالناس متحبِّبٌ ، وامرأةٌ خَلِطةٌ كذلك.
وقال الأصمعي : الْخِلْطُ من السهام : الذي يَنْبتُ عُودُه على عِوَجٍ ؛ فلا يزالُ يَعْوَجُّ ـ وإن قُوِّم.
وقال ابن شُميل : جَملٌ مُخْتَلِطٌ ، وناقة مُخْتَلِطَةٌ ـ إذا سَمنا ، حتى اخْتَلَطَ الشَّحْمُ باللَّحْم.
أبو العباس ـ عن ابن الأعرابي قال ـ : الْخُلُطُ : الْمَوَالِي ، والْخُلُطُ : الشركاء ، والْخُلط : جِيرَان الصَّفاء.
وقال أبو زيد : يقال : «اختَلَطَ اللَّيْلُ بالتُّرَابِ» ـ إذا اخْتَلَط عَلَى القوم أمْرُهم «واخْتَلَطَ الْمَرْعِيُّ بالْهَمَلِ».
خ ط ن
أهمل الليث بابها .. وقد استُعْمِلَ من وجوهها : نخط ، خنط ، طنخ.
نخط : رَوَى أبو العباس ـ عن ابن الأعرابي ـ : النُّخُطُ : اللاعِبُون بالرِّماح شجاعةً.
ويقال للسُّخْدِ ـ وهو الماء الذي في المشيمة ـ : النُّخْطُ ، فإذا اصفَرَّ فهو الصَّفَقُ والصَّفَرُ ، والصُّفَارُ.
والنُّخْطُ ـ أيضاً ـ النِّخَاعُ ، وهو الْخَيْطُ الذي في القَفَا.
أبو عبيد ـ عن الفراء ـ ما أَدْرِي أَيُ النُّخْطِ هو؟ ـ أي : ما أَدْرِي أيُّ الناس هو؟
طنخ : أبو عبيد ، عن الأصمعي : إذا غلب على قلب الرجُلِ الدَّسَمُ قيل : طَنِخَ يَطْنَخُ طَنَخاً ـ وتَنِخَ يَتْنَخُ تَنَخاً.
خنط : أبو عبيد ـ عن الكسائيِّ ـ : الْخَنَاطِيطُ والخَنَاطِيلُ ـ مثْلُ العَبَادِيدِ ـ : جَمَاعَاتٌ في تَفْرِقَةٍ ، ولا يُعْرف لها واحدُ.
وقال بعضهم : واحِدُ الْخَنَاطِيطِ : خِنْطِيطٌ.
خ ط ف
استُعْمل من وجوهه : خطف ، طخف.
خطف : قال الله عزوجل : (يَكادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ) [البَقَرَة : ٢٠].
وقال الله جلّ وعزّ : في سورة أخرى ـ : (إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ (١٠)) [الصَّافات : ١٠].
ويقال : خَطِفْتُ الشيءَ ، واخْتَطَفْتُهُ ـ إذا اجتَذَبْتُه بسرعة.
وأكثر القُرّاء قَرَءُوا : «يَخْطَفُ» من «خَطِفَ يَخْطَفُ» وهي القِرَاءةُ الجيِّدةُ ، التي اجتمعَ عليها أكثرُ القُرَّاء.
ورُوِيَ ـ عن الحسن ـ : أنه قرأ «يَخِطِّفُ» بكسر الخاء ، وتشديد الطاء مع الكسر.
وقال بعضُهم : «يَخَطِّفُ» بفتح الخاء وكسر الطاء وتشديدها.
فمن قرأ : «يَخَطِّفُ» فالأصل يَخْتَطِفُ ، فأُدْغِمَتِ التاءُ في الطاء ، وأُلْقِيَتْ فَتْحَةُ التاء عَلَى الخاء.
ومن قرأَ «يَخِطِّفُ» كَسَرَ الخاءَ لسُكُونها وسُكُون الطاء ، وهذا قول البَصْريين.
وقال الفرَّاء : الكسر لالتقاء الساكنين ـ ههُنَا ـ : خَطأٌ. وإنَّه يلزم مَنْ قال هذا : أن يقول في (يَعَضُ) [الفرقان : ٢٧] : «يَعِضُّ» ، وفي «يَمُدُّ» : «يَمِدُّ».
وقال الزِّجَّاجُ : هذِه العلَّة غير لازمةٍ لأنه لو كُسِرَ «يَعَضُّ ويمُدُّ» لالْتَبَس ما أَصْلُهُ «يَفْعَلُ ، ويَفعُلُ» بمَا أصله «يَفْعِلُ».
قال : «ويَخْتَطِفُ» : ليس أصلُه غيرَ هذا ، ولا يكُونُ مَرَّةً على «يَفْتَعِلُ». وَمَرَّةً على «يَفْتَعَلُ» ، فكُسر لالتقاء الساكِنين في موضعٍ غيرِ مُلتبسٍ.
وقال ابن بُزُرْجِ : خَطِفْتُ الشيء : أخذتُه وَأَخْطَفْتُه ـ إذا أَخْطأْتُهُ.
وأنشد قولَ الْهُذَلِيِّ :
تَنَاوَلُ أَطْرَافَ الْقِرَانِ وَعَيْنُهَا |
كَعَيْنِ الْحُبَارَى أَخْطَفَتْها الأجَادِلُ |
«الْقِرَانُ» ـ جَمْعُ قَرْنٍ ـ : الجَبَلُ.
قال : والإخْطافُ ـ في الْخَيْلِ ـ ضِدُّ الانْتِفَاجِ ، وهو عَيْبٌ في الخيل.
وقال أبو الهيثم : الإخطَافُ شَرُّ عيوب الخيل ، وهو صِغَرُ الجَوْفِ .. وأنشد :
لَا دَنَنٌ فِيهِ ولا إِخْطافُ
والدَّنَنُ : قِصَرُ العُنُقِ ، وتَطَامُنُ الْمُقَدَّمِ.
وقال أبو زيد : أَخْطَفَ الرَّجلُ إخْطافاً ـ إذا مَرِضَ مَرَضاً يسيراً وبَرَأَ سريعاً ـ حكاهُ ابن السكِّيت عنه.
وقال اللِّحْيَانِيُّ : قال أبو صَفْوَانَ : يقال : أَخْطَفَتْهُ الْحُمَّى ـ أَي : أَقْلَعَتْ عنه ، وما مِنْ مرضٍ إلا وله خُطْفٌ ـ أَي : يَبْرَأُ منه.
والعرب تقول لِلذِّئْبِ : خَاطِفٌ ـ وهي الْخَوَاطِفُ.
وقال الليث : بَازٍ مُخْطِفٌ.
قال : والْخَيْطَفُ سُرْعة انجذابِ السيرِ ..
وجَمَلٌ خَيْطَفٌ وذو عَنَق خَيطَفٌ ..
وأنشد :
وعَنقاً بَاقِي الرَّسِيمِ خَيْطَفَا
أي : كأنّهُ يَخْتَطِفُ في مِشيَتِهِ عُنُقَه أي : يجتَذِبه.
والْخطَفى سَيْرَتهُ.
يقال خَطفَ يَخطِفُ ، وخَطِفَ يَخْطَفُ : لُغتَانِ.
والْخُطافُ : طائرٌ معروفٌ ـ وجَمْعهُ خَطَاطِيف.
أبو عبيد ـ عن الأصمعيِّ ـ : الْخُطَّافُ هو الذي تجري فيه الْبَكَرَةُ ـ إذا كان منْ حَدِيدٍ .. فإنْ كان من خَشَبٍ فهو الْقَعْوُ.
ويقال لِسِمَةٍ يُوسَمُ بها البعيرُ .. كأنها خُطَّافُ البكرةِ : خُطَّافٌ ـ أيضاً ـ وبعيرٌ مَخْطوفٌ ـ إذا كان به هذه السِّمَة.
وإنما قيل لخُطَّافِ البكَرَةِ : «خُطَّافٌ» لحِجْنَةٍ فيه.
وكل حدِيدَةٍ ذاتِ حُجْنَةٍ فهي خُطَّافٌ.
ومنه قول النابغة الذُّبيانيِّ :
خَطَاطِيفُ حُجْنٌ في حبَالٍ مَتِينةٍ |
تُمَدُّ بِهَا أَيْدٍ إليْكَ نَوَازعُ |
وفي حديث أَنَسٍ : «أنه كانَ عندَ أُمِّ سُلَيْمٍ شَعِيرٌ فجشَّتْهُ وجعلَتْ للنبي صلىاللهعليهوسلم خَطِيفَةً فأرْسَلتْنِي أَدْعُوهُ».
قلتُ : والخطيفة ـ عند العَرَبِ ـ أن تُؤْخَذَ لُبَيْنَةٌ فتُسَخَّنَ ، ثم يُذَرَّ عليها دَقِيقَةٌ ثم تُطْبَخَ فيلعَقُها الناسُ ويخْتَطِفونها في سُرْعَةٍ.
وخَطَافِ ، وكَسَابِ : من أسماء كِلابِ الْقَنَصِ.
وفي حديثٍ آخرَ : «أن النبي صلىاللهعليهوسلم نهى عن الخَطْفَةِ» وهي ما اخْتَطَفَ الذِّئْبُ من أعضاء الشاة وهي حيَّة من يدٍ أو رجْلٍ ..
أو يَخْتَطِفُهُ الكلْبُ الضَّارِي من أعضاء الحيوان التي تصادُ ـ من لحْمٍ أو غيره ـ والصَّيدُ حيٌّ ، وكلُّ ما أُبين من الحيوان ـ وهو حيٌّ ـ من شَحْمٍ ولَحَمٍ : فهو مَيْتٌ لا يحِلُّ أَكلُهُ.
ومن الطير طائرٌ يُقال له : «خَاطفُ ظلِّهِ» ..
قاله الأصمعيُّ ، وأنشد :
وَرَيْطَةِ فتْيَانٍ كخَاطِفِ ظِلِّهِ |
جَعَلْتُ لهُمْ مِنْهَا خِبَاءً مُمَدَّدَا |
يقال : إنَّه يَرَى ظِلَّه وهو يطيرُ ، فيحسِبُه صَيْداً فَيَنْقَضُّ عليه.
ويقال : أَخْطَفَ لي فلانٌ من حَديثهِ شيئاً ثمَّ سَكتَ ، وهو الرجل يأخذ في الحديث ثم يَبدو له فيقطعُ حَديثَه .. وهو الإِخطَافُ.
ويقال لِلِّصِّ الذي يَدْغَرُ نَفْسَه ـ على الشيء ـ فَيَخْتَلِسُهُ : خَطَّافُ.
ابن شُمَيْلٍ ـ عن أبي الْخَطَّابِ ـ : خَطِفَتِ السفينةُ وخَطَفَتْ ـ أي : سَارتْ.
يقال : خَطِفَتِ اليوم من عُمَانَ ـ أيْ : سَارَتْ.
طخف : أبو عبيد ـ عن الأصمعي ـ الطَّخَافُ : السَّحَابُ المرتفع ، وطِخْفَةُ : موضعٌ.
والطَّخْفُ : اللَّبَنُ الحامِضُ.
قال الطِّرِمَّاحُ :
مَا لَمْ تُعَالِجْ دَمْحَقاً بَائتاً |
شُجَ بِالطَّخْفِ لِلَدْمِ الدَّعَاع |
اللَّدْمُ : اللعْقُ ، والدَّعاعُ : عِيالُ الرَّجل.
وقال بعض الأعراب : الطَّخِيفَةُ واللَّخِيفَةُ : الْخَزِيرةُ ـ رواه أبو تراب.
خ ط ب
خطب ، خبط ، طبخ ، بطخ : مستعملة : خطب : قال الليث : الْخَطْبُ سببُ الأمْرِ.
تقولُ : ما خَطْبُكَ؟ أي : ما أَمْرُكَ؟
وتقولُ : هذا خَطْبٌ جَلِيلٌ وخَطْبٌ يسيرٌ ..
وجمعه خُطُوب.
والخُطْبَةُ مَصْدَرُ الخطيب.
وهو يخْطُب المرأةَ ، ويَختَطِبُها .. خِطْبَةً وخِطِّيبَى.
وقال الفراء ـ في قول الله جلّ وعزّ : (مِنْ خِطْبَةِ النِّساءِ) [البَقَرَة : ٢٣٥] : الخِطْبَةُ مَصْدَرٌ بمنزلة الخَطْب ـ وهو بمنزلةِ قولك : إنّهُ لحَسَنُ القِعْدَةِ والْجِلْسة.
قال : والخُطْبَةُ مِثل الرِّسالة التي لها أوَّلٌ وآخر.
قال : وسمعتُ بعض العرب يقول : اللهم ارفع عنَّا هذه الضُّغْطَةَ .. كأنه ذهب إلى أَنَّ لها مُدَّةً وغايةً ، أولاً وآخراً ، ولَوْ أراد مَرَّةً لقال : ضَغْطةً ـ ولو أراد الفِعْلَ لقال : الضِّغْطَةَ ، مِثَلُ المِشْيَة.
قال : وسمعْتُ آخَرَ يقول : اللهم غَلَبَنِي فلانٌ على قُطْعةٍ من أَرْض ـ يريدُ أرضاً مَفروزةً.
قلت : والذي قال الليث .. أَنَ الخُطْبَةَ مَصْدَرُ الخطِيب : لا يَجوز إلَّا على وَجْهٍ واحدٍ ، وهو أنَ الْخُطْبَةَ : اسمٌ للكلام الذي يَتكلم به الخطيب ، فيوضعُ موضعَ المصدَرِ. والعرب تقول : فلان خِطْبُ فلانةٍ ـ إذا كان يَخْطُبُها.
وكَانت امرأةٌ من العرب ـ يقال لها : أُمُّ خَارِجَةَ ـ يُضْرَبُ بها المثَل .. فيقال : «أسرَعُ منْ نِكَاحِ أُمِّ خَارِجَةَ» وكَان الخَاطبُ يقوم على بابِ خبائها فيقول : خِطْبٌ فتقول : نِكْحٌ!
وقال الليث : الخِطِّيبَى : اسم امرأة ـ وأنشد قولَ عَدِيِّ بن زَيْدٍ :
لِخِطِّيبَى التي غَدَرَتْ وخَانَتْ |
وهُنَّ ذَوَاتُ غَائِلَةٍ لُحِينا |
قلتُ : وهذا خطأٌ مَحْضٌ ، و «خِطِّيبَى» في البيتِ مصدَرٌ كَالْخِطْبة.
هكذا قال أبو عبيد.
والْمَعْنَى : لِخِطْبَةِ زَبَّاءَ ، وهي امرأةٌ كَانت مَلِكَةً خطبها جَذِيمةُ الأبْرَشُ ، فغرّرَتْ به وأجابتْه ، فلمَّا دخل بلادها قَتَلَتْهُ.
أبو عبيد ـ عن أبي زيد ـ : اخْتَطَبَ القومُ فلاناً ـ إذا دَعَوْهُ إلى تزوُّج صاحبتهم.
وقال أبو زيد ـ في «النوادِرِ» : إذا دعا أهل المرأة الرَّجلَ إليها ليخطبَها فقد اختَطَبوا اخْتِطَاباً.
قال : وإذا أرادوا تَنْفِيقَ أَيِّمِهم كذَبوا على رَجلٍ فقالوا : قد خطبها فَرَدَدْنَاهُ فإذا رَدَّ عنه قومُه قالوا : كذَبتُمْ ، لقد اخْتَطَبْتُمُوه ، فما خَطَبَ إليكم.
وقال الليث : الخِطَابُ : مُراجعةُ الكلام ، وجمعُ الخطيبِ خُطَبَاءُ ، وجمع الْخَاطِبِ خُطَّابُ.
وقال بعض المفسرين في قول الله جلّ وعزّ : (وَفَصْلَ الْخِطابِ) [ص : ٢٠] : هو أن يَحْكُمَ بالْبَيِّنة ، أو اليمين.
وقيل : معناه أن يفصِلَ بين الحقِّ والباطل ، ويميِّزَ بين الحُكْمِ وضِدِّه.
وقيل : «فَصْلُ الخِطَابِ» : «أما بعدُ» ودَاوُدُ ـ عليهالسلام ـ أولُ من قال : «أَمَّا بَعْدُ».
وقيل : «فَصْلُ الخِطَابِ» : الفِقهُ في القضاء.
وقال أبو العباس : معنى «أَمّا بَعْدُ» أما بَعدَ ما مضى منَ الكلام فهو كذا وكذا.
ابن السكيت ـ عن أبي زيد ـ : أَخْطَبكَ الصَّيْدُ فَارْمِه ـ أي : أمكنَكَ ، فهو مُخْطِبٌ.
أبو عبيد ، عن الأصمعي : إذا صارَ لِلْحَنْظَلِ خُطُوطٌ فهو الخُطْبَانُ ـ وقد أَخْطَبَ الْحَنْظَلُ.
عمرو ـ عن أبيه ـ قال : الأخْطَبُ : الأخضَرُ يخَالِطُهُ سوَادٌ.
قال : وقيل لِلصُّرَدِ : «أَخْطَبُ» لأنَّ فيه سوَاداً وبَياضاً.
ويقال لِلْيَدِ عند نُضُوِّ سَوَادِها من الحِنَّاءِ : خَطْبَاءُ.
ويقال ذلك في الشَّعَر أيضاً.
وقال الليث : الأخْطَبُ : لوْنٌ يَضْرِبُ إلى كُدْرَةٍ أُشْرِبَتْ حُمْرَةً في صُفْرَةٍ ، كلوْنِ الْحَنْظَلةِ الخَطْبَاء قبل أن تَيبَسَ ، وكلَوْن بعض حُمُر الوَحْش.
أبو عبيدٍ : من حُمُرِ الوَحْش : الخَطْبَاءُ وهي الأتَانُ التي لها خطٌّ أسود على مَتْنها والذكَرُ أَخْطَبُ.
خبط : الليث : بفُلان خَبْطَةٌ من مَسٍّ.
قال : ويقال للرَّجل الذي فيه رُعُونَةٌ في لُبْسِه وعمله : يا خُبَاطَةُ.
ورُوي عن مَكْحُولٍ : أنه مرَّ برجُلٍ نائم بعد العَصْر فدَفَعَه برجله وقال : لقد عُوفِيتَ ، لقد دُفِع عنك ، إنها ساعةُ مَخْرَجِهم ، وفِيهَا يَنْتَشِرُونَ ، وَفِيهَا تَكُونُ الْخَبْتَةُ.
قال شَمِرٌ : كان مَكْحولٌ في لسانه لُكنَة ، وإنما أراد الخَبْطَة.
يقال : تَخَبّطَهُ الشيطان ـ إذا مَسَّه بخَبْل أو جُنون.
وأصلُ الخَبْطِ ضربُ البعير الشيء بخُفِّ يدِه ، كما قال طَرَفَةُ :
تَخْبِطُ الأرْضَ بصُمٍّ وُقُحٍ |
وَصِلَابٍ كالمَلَاطِيسِ سُمُرْ |
أَرَادَ أنها تضرِبها بأخفافها إذا سارَتْ.
وخَبَطْتُ الشّجَرَةَ بالعصا : ضَرَبتُها بها والمِخْبَطَة : العصا.
قال كُثَيِّر :
إِذَا خَرَجَتْ مِنْ بَيْتِهَا حَالَ دُونَهَا |
بمِخْبَطةٍ يا حُسْنَ مَنْ أَنْتَ ضَارِبُ |
يعني زوجَها .. أنه يخبطُها.
وقال ابن شميل : الخَبطةُ : الزّكامُ وقدْ خُبِط الرجل فهو مَخْبُوطٌ.
وقال الليث : الخَبْطَة ـ كالزَّكْمَةِ ـ تصيبُ في قُبل الشِّتاءِ ، يقال : خُبِطَ فلان فهو مَخْبُوط.
وقال أبو زيد : خَبَطْتُ الرجلَ .. أَخْبِطُهُ خَبْطاً ـ إذا وصَلتُه.
وقال أبو مالك : الاختِبَاطُ طَلبُ المعروف والكسْب.
تقول : اختَبَطْتُ فلاناً ، واختَبَطْتُ معروفه فَخَبَطَني بخير وأنشد :
وفي كلِّ حَيٍّ قدْ خَبَطتَ بنَعْمَةٍ |
فحُقَّ لِشَأْسٍ مِنْ ندَاكَ ذَنُوبُ |
وقال غيره : المختبطُ : الذي يسألك بلا وسيلة ، ولا معرفة.
وقال لَبِيدٌ :
لِيَبْكِ عَلَى النُّعْمَانِ شَرْبٌ وقَيْنَةٌ |
ومُختَبِطَاتٌ كالسَّعَالِي أَرَامِلُ |
ويقال : خَبَطَهُ ـ أيضاً ـ إذا سَأَله.
ومنه قول زهيرٍ :
يَوْماً وَلَا خَابِطاً مِنْ مَالِهِ وَرَقَا
وقال الليثُ : الْخَبْطُ خَبْطُ وَرَقِ الْعضَاهِ من الطَّلْحِ ونحوهِ ، يُخْبَطُ ـ أي : يُضرَبُ بالعصا فيتناثرُ ، ثمَّ يُعلَفُ الإبلَ.
يقال : خَبَطْتُ له خَبِيطاً.
قال : والْخَبْطُ الْهشُّ .. والْخَبَطُ اسمٌ مثلُ النَّفَض ، وهو ما خبطَتْهُ الدَّوَابُّ ـ أي : كَسَرَتْهُ.
والْخَبْطُ : شدَّةُ الْوَطْءِ بأَيدِي الدَّواب.
وقال الله جلّ وعزّ : (الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِ) [البَقَرَة : ٢٧٥].
أي : يتوطَّؤُهُ فيصْرَعُه ، والْمَسُّ : الجنُونُ.
وقال زُهيْرٌ :
رَأَيْتُ الْمَنَايَا خَبْطَ عَشْوَاءَ مَنْ تُصِبْ |
تُمِتْهُ وَمَنْ تخْطِىءْ يُعَمَّرْ فيَهْرَمِ |
يقول : رأيتها تَخْبِطُ الْخَلْقَ خَبْطَ العشْوَاء من الإبل ، وهي التي لا تُبصِرُ ، فهي تَخْبِطُ الكُلَّ ، لا تُبْقي على أحدٍ ، فمِمَّنْ خَبَطَتْهُ المنَايا : مَنْ تُميتُه ، ومنهم مَنْ تُعِلُّهُ فَيبْرَأُ ، والهرَمُ غايتُهُ ، ثم الموتُ.
أبو عبيد : الْخُبْطَةُ : الجُرْعَة من الماء تَبْقَى في قِرْبَةٍ ، أو مَزادَةٍ أو حَوْض ، ولا فِعْلَ لها.
ثعلب ـ عن ابن الأعرابيِّ ـ : هي الْخِبْطَةُ والخَبْطَةُ والْخُبْطَةُ .. والْحِقْلَةُ ، والْحَقْلَةُ ، والْحُقْلَةُ ـ والْفَرْشَةُ ، والفراشةُ ـ والسَّحْبَةُ والسَّحْبَانُ.
وقال أبو الرَّبيع الكِلابيُّ : كان ذلك بعدَ خِبْطَةٍ من الليل وخِدْفَةٍ ، وخِدْمَة ـ أي : قِطْعَةٍ.
وقال الليث : الْخَبِيطُ حوضٌ قد خَبَطَتْهُ الإبل حتَّى هَدَمَتْهُ ، سمي خَبِيطاً ، لأنَّه خُبِطَ طينُه بالأرْجُل عند بنائِه.
وقال الشاعر :
وَنُؤْيٌ كَأَعْضَادِ الْخَبِيطِ الْمُهَدَّمِ
قال : والْخَبيطُ لبنٌ رائبٌ ، أو مَخِيضٌ يُصَبُّ عليه حليبٌ من لبنٍ ثم يُضرَبُ حتى يَخْتَلِطَ ، وأنشد :
أَوْ قُبْضَةٍ مِنْ حَازِرٍ خَبِيطِ
قال : والْخِبَاطُ سِمَةٌ ـ في الفَخِذِ ـ طويلةٌ عَرْضاً ، وهي لبني سعدٍ.
أبو مالك : الْخِبْطةُ : القطعةُ من كلِّ شيء ، و «الحوْضُ» الصغير يقال له : خَبِيطٌ وأنشد :
إِنْ تَسْلَمِ الدَّفْوَاءُ والضُّرُوطُ |
يُصْبحْ لَهَا فِي حَوْضِهَا خَبِيط |
والْخَبِيط والْخَبُوطُ ـ من الخيل ـ : الذي يَخْبِطُ بيديه.
وقال شجاعٌ : يقال : تَخبَّطَنِي برجْلِه وتَخبَّزَني .. وخَبَطَنِي ، وخبزنِي ، والْخَبْطَةُ ضربةُ الفحلِ النَّاقةَ.
وقال ذو الرُّمَّةِ يصف جَمَلاً :
خَرُوجٌ من الْخَرْقِ الْبَعيدِ نِيَاطُهُ |
وفي الشَّوْلِ يَرْضَى خَبْطَةَ الطَّرْقِ نَاجِلُهْ |
طبخ : قال الليث : الطَّبِيخُ كالقَدِير ، إلَّا أَنَّ الْقَدِيرَ فيه توابلُ ، والطَّبِيخُ دون ذلكَ.
والطَّبْخُ : إنضاجُ اللحم والمرَق.
والطُّبَاخةُ : ما تأخذُ ممَّا تحتاجُ إليه ممَّا يُطْبَخُ .. نحو الْبَقَّمِ تأخذُ طُبَاخَتَهُ للصِّبْغ وتطرَحُ سائره.
والْمطْبَخُ : بيتُ الطّبَّاخِ.
وأما قول الْعَجَّاجِ :
تالله لَوْ لَا أَنْ تحُشَ الطُّبّخُ |
بيَ الْجَحيم حينَ لا مُسْتَصْرِخُ |
فإِنَّه عَنَى بالطُّبَّخِ : الملائِكةَ الموكّلينَ بعذابِ الكُفَّار.
وطَبَائخُ الحرِّ : سمائِمُه في الْهَوَاجر .. الواحدة طَبِيخةٌ.
وقال الطِّرِمَّاحُ :
طَبَائخُ شمْسٍ حَرُّهُنَّ سَفُوعُ
والطّبِيخُ ضربٌ من الأشربة.
والطِّبِّيخ ـ بلغة أهل الحجاز ـ : هو الْبِطِّيخُ.
ثعلب ـ عن ابن الأعرابيِّ ـ يقال للصبيِّ ـ إذا وُلِدَ ـ : رَضيعٌ ، وطفلٌ ، ثم فَطيمٌ ثمَّ دَارِجٌ ، ثم جَفْرٌ ، ثم يافعٌ ، ثمَّ شَدَخٌ ثمَ مُطَبِّخٌ ، ثمَّ كَوْكَبٌ.
أبو عبيد ـ عن أبي زيد ـ : يقالُ لفَرْخِ الضّبِّ ـ حين يَخْرُجُ من بيضه ـ : حِسْلٌ ثمَّ غَيْدَاقٌ ، ثمَ مَطَبِّخٌ ، ثم يكون ضَبّاً مُدْرِكاً.
ونحوَ ذلك قال الليث في الغُلام ـ إذا امتلأ شبَاباً.
قال : ويقال : جاريةٌ طُبَاخيَّة : شابَّةٌ مُكْتَنِزَةٌ ، وأنشد :
عَبْهَرةُ الْخَلْقِ طُبَاخِيَّةٌ |
تَزِينُهُ بِالْخُلُقِ الطَّاهِرِ |
ويقال : ليس به طُبَاخٌ ـ أي : ليس به قوَّةٌ.
وقال غيرُه : امرأةٌ طُبَاخِيَّةٌ : عَاقِلَةٌ مَلِيحةٌ.
وفي كلامه طُبَاخ ـ إذا كان مُحْكماً.
وطَابِخَةُ بن إِلْياسَ بنِ مُضرَ طَبخَ قِدْراً فسمِّي : طَابخةَ.
وتميمُ بن مرِّ ، ومُزَينةُ ، وضَبَّةُ : بنو أُدِّ بْنِ طَابخَة ، من خِنْدِفَ.
ابن السكِّيت : يقال : قد انطَبَخَ اللحْمُ وقد اطَّبَخَ القومُ ، وقد يكونُ الاطِّبَاخُ اشتِوَاءً أَوِ اقْتداراً.
ويقال : أتَقْتَدِرُون ، أم تَشْتَوُون؟
ويقال : خُبزَةٌ جيدةُ الطَّبْخ ، وآجرَّةٌ جيِّدةُ الطَّبْخ ، وهذا مُطَّبَخُ القوم ومُشْتَوَاهم.
ويقال : اطَّبِخُوا لنا قُرْصاً.
بطخ : الْبِطِّيخُ ، والطِّبِّيخُ : لُغتان.
وقال بعض اللُّغويين : المَطْخُ والْبَطخ : اللَّعْقُ.
خ ط م
خطم ، خمط ، طخم ، مخط ، مطخ : مستعملة.
طخم : قال الليث : الطُّخْمَةُ : اسمُ سواد في مقدَّم الأنفِ ، أو مُقدَّمُ الأنفِ ، أو مقدَّمُ الخَطْم.
يقال : كبشٌ أَطْخَمُ : رَأْسُهُ أسودُ وسائرهُ كَدِرٌ.
والأَطخَمُ : مقدَّمُ الخُرْطُوم في الدَّابة والإنسانِ ، وأنشد :
وَمَا أَنْتُمو إلَّا ظَرَابيُّ قِصَّةٍ |
تَفَاسَى وتَسْتَنْشِي بآنِفِهَا الطُّخْمِ |
قال : يَعْنِي لَطْخاً مِنْ قَذَرٍ.
ابن السكِّيت ـ يقالُ : أَخضَرُ أطخَمُ أَدغَمُ ـ وهو الدَّيْزَجُ.
خطم : رَوَى عبدُ الرحمن بنُ القاسم ـ عن أبيه ـ قال : أَوْصى أبو بَكْرٍ أنْ يكَفَّن في ثوبين كانا عليه ، وأن يُجعَلَ معهما ثوبٌ آخرُ فأرادت عائشةُ أن تَبْتاع له أثواباً جُدُداً فقال عمر : لا يُكَفّنُ إلا فيما أَوْصَى به فقالت عائشةُ : يا عمَرُ ، والله ما وَضَعْتَ الْخُطُمَ على آنُفِنَا.
فبكى عمرُ وقال : كفِّنِي أباكِ فيما شِئتِ.
قال شمر : معنى قولها : «ما وَضَعْتَ الخُطُمَ على آنِفُنَا» ـ أي : ما ملكتَنَا بَعدُ فتنهانا أن نَصْنَعَ ما نريدُ في أملاكنا.
ويقال للبعير ـ إذا غَلَبَ أَن يُخْطَمَ : مَنَعَ خِطَامَهُ.
وقال الأعْشَى :
أَرَادُوا نَحْتَ أَثْلتِنَا |
وَكُنَّا نَمْنَعُ الْخُطُمَا |
وخَطَمَهُ بالكلامِ ـ إذا قَهَرَهُ ومَنَعهُ حتى لا يَنْبِسَ ولا يُحيرَ.
وقال الليث : الخَطْمُ من البازِي ومن كلِّ شيءٍ : مِنْقَارُهُ .. ومن كلِّ دَابَّةٍ ـ خَطْمُه : مُقَدَّمُ أَنْفِهِ وفَمِهِ ، نَحْو الكلْبِ والبعير.
قال : والأخْطَمُ : الأسْوَدُ.
أبو العباس ـ عن ابن الأعرابي ـ قال : هو من السِّبَاع : الخَطْمُ والْخُرْطُومُ .. ومن الْخِنْزِيرِ : الفِنْطِيسَةُ .. ومن ذِي الجناحِ غيرِ الصائِدِ : المِنْقارُ ـ ومن الصائد : المِنْسَرُ.
أبو عبيد ـ عن أبي عمرو الشَّيباني ـ : الأُنُوفُ : يقال لها : الْمَخَاطِمُ ـ واحدُها مَخْطِمُ.
وقال غيرُه : الْخِطَامُ حَبْلٌ يُجعَلُ في طَرَفَهِ حَلَقَةٌ ، ثم يُقلَّدُ البعيرَ ، ثم يُثْنَى على مَخْطِمِهِ ـ وقد خَطَمْتُ البَعِيرَ .. أخطِمُهُ خَطْماً ، وجَمْعهُ الخُطُمُ ـ يُفْتَلُ من اللِّيفِ والشعْر والكتَّانِ وغيره.
وقال الليث : الْخِطْمِيُ نَباتٌ يُتَّخذُ منه غِسْلٌ.
وفي الحديث «إنَّ دَابَّةَ الأَرْضِ مَعَها عَصَا مُوسَى فَتَجْلُو وَجْهَ الْمُؤْمِن ، وتَخْطِمُ أَنْفَ الْكَافِرِ».
معناه : أنها تؤثِّرُ في أنفه سِمَةً يُعْرَفُ بها.
ونَحْو ذلك قيل ـ في قوله جلَّ وعزَّ : (سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ (١٦)) [القَلَم : ١٦].
وقال النضْرُ : الخِطَامُ سِمَةٌ في عُرْضِ الوجه إلى الخدِّ كهيئةِ الخَطِّ ، ورُبَّمَا وُسِمَ بِخِطَامٍ ، وربَّما وُسِمَ بِخطامَيْنِ.
يقال : جَمَلٌ مَخطومُ خِطامٍ ، ومَخْطومُ خِطامَيْنِ ـ على الإضافةِ.
وبهِ خِطَامٌ وخِطَامَانِ.
وقَوْلُ ذِي الرُّمَّة :
وَإِنْ حَبَا مِنْ أَنْفِ رَمْلٍ مَنْخِرٌ |
خَطَمْنَهُ خَطْماً وَهُنَّ عُسَّرُ |
وقال الأصْمَعِيُّ : يريد بقوله : «خَطَمْنَهُ» : مَرَرْنَ على أَنْفِ ذلك الرَّمْلِ فقَطَعْنَه.
وخَطْمُ اللَّيلِ : أَوَّلُ إقْبَاله ، كما يقال : أنْفُ الليل.
وقال الرَّاعي :
أَتَتْنَا خُزَامى ذَاتُ نَشْرٍ وحَنْوَةٌ |
وَرَاحٌ وَخَطَّامٌ مِنَ الْمِسْكِ يَنْفَحُ |
قال الأصمعي : مِسكٌ خَطامٌ ـ يَفْعَم الخياشيمَ.
وروى ثعلبٌ ـ عن ابن الأعرابي ـ عن النبي صلىاللهعليهوسلم حديثاً رواه مرسلاً : «أَنَّهُ وعَدَ رَجُلاً أَنْ يَخرُجَ إليه فأَبْطَأَ عَليهِ ؛ فلما خرج قال : شَغَلَني عنكَ خَطْمٌ» ـ أي : خَطْبٌ جليل.
أبو عبيد ـ عن الأصمعيِّ ـ : إذا صار في البُسْرِ خُطوط وطرائقُ ، فهو المُخَطَّمُ ، وبَنو خُطَامةَ : حَيٌّ من الأزْدِ.
ورَوَى شُعْبَةُ ـ عن فُرَاتٍ القَزَّازِ ، عن أبي الطُّفَيْل ، عن حُذَيْفَةَ ـ : قال : تَخْرُجُ الدَّابةُ فيقولون : قَدْ رَأَيْنَاها ثمَّ تَتَوَارَى حَتَّى يُعاقَبَ ناسٌ في ذلك ، ثم تَخْرُجُ الثانيةَ في أعظم مسجد من مساجدكم فتأْتِي المؤمِنَ فتسلِّمُ عليه ، وتأتِي الكافرَ فتَخْطِمُهُ وتُعَرِّفُه ذنوبَه.
قال شمِرٌ : الخَطْمُ : الأثَرُ على الأنف ـ كما يُخْطَمُ الْبَعيرُ بالكَيِّ.
يقال : خَطَمْتُ البعير ـ إذا وَسَمْتهُ بخطٍّ من الأنفِ إلى أَحَد خدَّيْهِ ـ وبعيرٌ مَخْطُوم.
قال : وخطَمهُ بالخِطَامِ ـ إذا عُلِّقَ في حَلْقِهِ ثمَّ ثُنِيَ على أَنفِه ، ولا يُثْقَبُ له الأنفُ.
مطخ : ابن السِّكِّيت ، عن ابن الأعرابي : مَطَخَ عِرْضَه يمطخه ـ إذا دَنَّسَه.
وقال أبو زيد : المَطْخُ اللَّعْقُ.
قال : ومن أَمثال العرب : «أَحْمَقُ مِمَّنْ يَمْطَخُ الْمَاءَ».
يقول : لا يَشربُه ، ولكن يَلْعَقُه مِن حُمْقه.
والمَطْخُ : مَتْحُ الماءِ بالدَّلْو من البئر ـ وقد مَطَخْتُ الماءَ مَطْخاً .. وأنشد :
أَمَا وَرَبِّ الرَّاقصَاتِ الزُّمّخِ |
يَزُرْنَ بَيْتَ الله عندَ المَصْرَخِ |
لَنَمْطَخَنَّ بالرِّشَاءِ المِمْطَخِ
والمطَّاخُ : الفاحِش البَذِيءُ.
وقال الليث : يقال للرَّجل الكذاب : مِطْخْ مِطْخ ـ أي : باطلٌ قولُك.
وقال أبو سعيد : المَطْخُ واللَّطْخُ : ما يَبْقَى في الحوض من الماء والدَّعَامِيصِ ـ لا يُقْدَرُ عَلَى شُرْبه.
وأَنْشَدَ شَمِرٌ :
وَأَحْمَقُ مِمَّنْ يَمْطَخُ الماء قَالَ لِي |
دَعِ الْخَمْرَ وَاشْرَبْ مِنْ نُقَاخٍ مُبَرَّدِ |
ويُرْوَى : «يَبْطَخُ».
ويُرْوَى : «مِمَّنْ يَلْعَقُ الماء».
وكلُّه واحد.
خمط : قال الله جلّ وعزّ في قصة أهل سَبَأ ـ : (وَبَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ) [سبأ : ١٦].
قال الليث : «الخَمْطُ» : ضَرْبٌ من الأَرَاكِ .. له حَمْلٌ يُؤْكَلُ.
وقال الزَّجّاج : يقال لكلِّ نَبْتٍ قد أَخذ طعماً من مَرَارَةٍ ، حتى لا يمكنَ أكلُه : خَمْطٌ.
وقال الفرّاء : الْخَمْطُ ـ في التفسير ـ ثَمَرُ الأَرَاكِ ، وهو الْبَرِيرُ.
أبو عبيد ـ عن الأصمعيِّ ـ : إذا ذهب عن اللَّبَنِ حلاوَةُ الْحَلْب ، ولم يتغير طَعْمُهُ : فهو سَامِطٌ ، فإِنْ أخذ شيئاً من الرِّيح فهو خامِطٌ والخَمِيطُ المشويُّ ـ والسَّمِيط المنْزوع منه شعرُهُ.
قال : وقال أبو زيد : خَمَطْتُ اللحمَ أَخْمِطُه خَمْطاً ـ إذا شويتَهُ.
وقال الليث : الخَمْطُ : أَن تَشْوِيَ حَمَلاً أو غيرَه مسْلُوخاً ، فإِذا نُزِع شعْرُه فهو السّمِيطُ.
قال : والْخَمطةُ ريحُ نَوْرِ الكَرْم ، وما أَشْبَهَهُ .. مما له ريحٌ طيِّبَةٌ ، وليس بالشديد الذكاءِ طِيباً.
ولبنٌ خَمْطٌ .. وهو الذي يُحقَنُ في سِقَاءٍ ثم يوضعُ على حشيشٍ حتى ـ يأخذَ من ريحه فيكونَ خَمْطاً طيِّبَ الريح ، طيِّب الطعم.
ثعلبٌ ـ عن ابن الأعرابي ـ : الْخَمْط ثَمَرُ شجرٍ يقال له : فَسْوَةُ الضبُع ، على صورةِ الْخَشخَاشِ .. يَتَفَرَّكُ ولا يُنتفَع به.
وقال الأصمعي : التمخُّط : القهرُ ، والأخذ بغلَبة .. وأنشد :
إذا مُقْرَمٌ مِنَّا ذَرَا حَدُّ نَابِهِ |
تَخَمَّطَ فِينا نَابُ آخَرَ مُقْرِمِ |
وقال الليث : رجل مُتَخَمِّطٌ : شديدُ الغضب ، له ثورةٌ وجلَبةٌ .. وأنشد :
إذا تَخَمّطَ جَبَّارٌ ثَنَوْهُ إلَى |
مَا يَشْتَهُونَ وَلَا يُثْنَوْن إِنْ خَمَطُوا |
قال : ويقال للبحر ـ إذا الْتَطمَتْ أَمْواجُه ـ : إنه لَخَمِط الأمواج وأنشد :
خَمَطَ التَّيَّارِ يَرْمِي بالْقَلَعْ
مخط : أبو العباس ـ عن ابن الأعرابي ـ : المَخْطُ : شَبَهُ الولد بأَبيه.
تقول العرب : كَأَنَّما مَخَطَهُ مَخْطَاً.
قال : والمخطُ : استِلَالُ السَّيْفِ.
وقال الليث : الْمُخَاطُ من الأَنْفِ : كاللُّعاب من الفم ، وقد مَخَطَ الصبِيُ مَخْطاً ، وامْتَخَطَ امْتِخَاطاً.
قال : ورجل مَخِطٌ : سيِّدٌ كَريمٌ.
وقال رُؤْبَةُ :
وَإِنَّ أَدْوَاءَ الرِّجَالِ الْمُخَّطِ |
مَكَانُهَا مِنْ شَامِتٍ وَغُبَّطِ |
قلتُ : ورأيتُه في شعر رؤبة :
وَإِنَّ أَدْوَاء الرِّجَالِ النُّخَّطِ
بالنُّون ـ وفسَّره ابن الأعرابيِّ فقال : «النُّخَّطُ» : اللاعبون بالرماح شجاعةً كَأَنه أراد : الطَّعَّانينَ في الرجال ، ولا أعرف «الْمُخَّطَ» ـ عَلَى تفسيره.
ويقال : هذه النَّاقَةُ إنما مَخَطَهَا بنو فلان ـ أي : نُتِجَتْ عندهم.
وأصلُ ذلك : أنَّ الْحُوار إذا فارق أُمَّه مَسَحَ النَّاتجُ عَنْهُ غِرْسَهُ وما عَلَى أَنفِهِ من السَّابِيَاءِ.
فذلك المخط ، ثم قيل للناتج : مَاخِطٌ.
وقال ذُو الرُّمة :
وانْمِ الْقُتُودَ عَلَى عَيْرَانَةٍ حَرجٍ |
مَهْرِيَّةٍ مَخَطَتْها غِرْسَهَا الْعِيدُ |
ويقال للسَّهَامِ الذي يَتَراءَى في عيْنِ الشَّمس للناظر في الهواء عند الهاجِرَةِ ـ : مُخَاطُ الشيطان.
ويقال له : لُعابُ الشَّمس .. ورِيقُ الشَّمس.
كلُّ ذلك سُمِع من العرب ويقال : رَمَاه بسَهْمٍ فَأَمْخَطَهُ من الرَّمِيَّةِ ـ إذا أَنْفَذَهُ.
وامْتَخَطَ فلان السيفَ من جَفْنِه ـ إذا استَلَّهُ.
ويقال : مَخَطَ في الأرض مَخْطاً ـ إذا مَضَى فيها سريعاً.
ويقال : بَرْدٌ مَخْطٌ وَوَخْطٌ ، وسيرٌ مَخْطٌ وَوَخْطٌ : شديدٌ سَرِيع.
أبواب الخَاء والدال
خ د ت ، ـ خ د ظ ، ـ خ د ذ ، ـ خ د ث : مهملات.
خ د ر
خدر ، خرد ، دخر ، رخد ، ردخ : مستعملة.
خدر : قال الليث : الخِدْرُ : سِتْرٌ للجارية ـ في ناحية البيت ، وكذلك يُنْصَبُ لها خَشَبَاتٌ ـ فوق قَتَبِ البعير ـ مَسْتُورةٌ بثوب ، فهو الْهَوْدجُ الْمُخَدَّرُ.
ويُجْمَعُ عَلَى الأخْدَار والأخادير والْخُدُورِ.
وأنشد :
حَتّى تَغامزَ رَبَّاتُ الأخادِيرِ
والجاريةُ مَخْدُورةٌ .. وقد خُدِرَتْ في خِدْرِهَا ، وتَخَدَّرَتْ كذلك.
وأَخْدَرَتِ الجارية إِخْدَاراً ، كما تُخْدِرُ الظبية خِشْفَها في هَبْطَةٍ من الأرض.
وخَدَرَ الأسدُ في عَرينه ـ إذا لم يكَدْ يخْرُج ـ فهو خادرٌ مُخْدِرٌ كثيرُ الْخُدُور ، وأَخْدَرَهُ عَرِينُهُ.
وكلُّ شيء مَنَعَ بصَراً عن شيء فقد أخْدَرهُ.
والليلُ مُخْدِرٌ.
وقال الْعَجَّاجُ :
وَمُخْدِرُ الأخْدَارِ أَخْدَرِيُ
يصف الليل.
والأخْدَرِيُ : مِنْ نَعْتِ حِمَار الوَحْش.
قلت : كأنه نُسب إلى فَحْلٍ اسْمُه : «أَخْدَرُ».
ثعلب ـ عن ابن الأعرابي ـ : الْخُدْرَةُ : الظُّلْمَةُ الشديدة.
والْخُدْرَةُ : اسمُ أَتَانٍ كانت قديمةً فيَجوز أن يكون «الأخْدَرِيُ» منسوباً إليها.
أبو عبيد ـ عن الأصمعي ـ إذا تخلَّفَ الوَحْشِيُّ عن القطِيع ـ قيل : خَذَلَ وخَدَرَ.
وقال ابنُ الأعرابيِّ : الخُدْرِيُ : الحِمارُ الأسود.
وأخبرني الإياديُّ ـ عن شَمِرٍ ـ : يقال للأسَد : خَدَرَ ، وأَخْدَرَ ـ أي : أقامَ.
وأَسَدٌ خَادِرٌ : مُقِيمٌ في عَرِينِهِ.
ومُخْدَرٌ أيضاً.
قال : وأما الْخَدِرُ ـ من الظِّباءِ ـ فالْفَاترُ العِظَامِ.
قال طَرَفَةُ :
آخِرَ اللَّيْلِ بِيَعْفُورٍ خَدِرْ
قال : ويقال : أَخْدَرَه الليل ـ إذا حبَسَه.
قال : والْخَدُورُ من الإبل : التي تكون في آخر الإبل.
الحرّانيُّ ـ عن ابن السكيت ـ : قال : الْخَدَرُ : الغيْمُ والمَطَرُ وأنشد :
لَا يُوقِدُونَ النَّارَ إلَّا بِسَحَرْ |
ثُمَّتَ لَا تُوقَدُ إلَّا بِالْبَعَرْ |
وَيَسْتُرُونَ النَّارَ مِنْ غَيْرِ خَدَرْ
يقول : يَسْتُرُونَ النار مخافَةَ الأضياف من غيْرِ غَيْم ولا مطر.
وأنشدني عُمَارَةُ لنفسه :
فِيهِنَّ جَائِلَةُ الْوِشَاحِ كَأَنَّهَا |
شَمْسُ النَّهَارِ أَكَلَّهَا الإخْدَارُ |
«أَكَلَّهَا» : أَبْرَزَهَا ، وأصلُه من «الانْكِلَالِ» ، وهو التَّبَسُّمُ.
وقال آخرُ ـ يصف ناقة :
ومَرَّتْ عَلَى ذَاتِ التَّنَانِيرِ غُدْوَةً |
وَقَدْ رَفَعَتْ أذْيَالَ كُلِ خَدُورِ |
الْخَدُورُ : التي تخلَّفَتْ عن الإبل فلما نَظَرَتْ إلى التي تَسِيرُ سارَتْ معها. ومِثْلُهُ :
واحْتَثَّ مُحْتَثَّاتُهَا الْخَدُورَا
وقال آخر :
إذْ حَثَّ كُلُّ بَازِلٍ ذَقُونِ |
حَتَّى رَفَعْنَ سِيرَةَ اللجُونِ |
وقال الليث : يومٌ خَدِرٌ : شديدُ الحَرِّ.
وأنشد :
وَمَكانٍ زَعِلٍ ظِلْمَانُهُ |
كالْمَخَاضِ الجُرْبِ في الْيَوْمِ الْخَدِرْ |
ويقال : خَدِرَ النَّهارُ ـ إذا لم يتَحَرَّك فيه رِيحٌ ، ولا يُوجَدُ فيه رَوْح.
قُلْتُ أراد ب «الْيَوْمِ الْخَدِرِ» اليومَ الْمَطِيرَ .. ذَا الغَيم ـ كما قال ابنُ السِّكِّيت.
وإنما خَصَّ «اليومَ المطيرَ» لِلمَخَاضِ الْجُرْبِ ، لأنها إذا جَرِبَتْ آذَاهَا النَّدَى والبَرْدُ فلم تَقِرَّ في مكان ، ولم تَسْكُنْ.
وذلك أَنَّ الإبلَ إذا جَرِبَت تَوَسَّفَتْ عنها أَوْبَارُهَا ، فالْبَرْدُ إليها أَسْرَعُ.
وقال الليث : الْخَدَرُ امْذِلَالٌ يَغْشَى الرِّجْلَ والْيَدَ والْجَسَدَ.
وقد خَدِرَتْ الرِّجْلُ تَخْدَرُ.
والْخَدَرُ ـ من الشَّرَاب والدَّواء ـ فُتُورٌ يَعْتَرِي الشَّارِبَ وضَعْفٌ.
قال : والْخُدَارِيُ : الأسودُ الشَّعر ونَحْوُه حتَّى العُقَابُ الْخُدَارِيَّةُ ، والجارِيَةُ الْخُدَارِيَّةُ الشَّعْر.
أبو عُبَيْدٍ : لَيْلٌ خُدَارِيٌ : مُظْلِم
وقال الأصمعيُّ : الْخَدَرُ : الظُّلْمَةُ ، ومنه قِيلَ لِلْعُقَاب : خُدَارِيَّةٌ ـ لِشِدَّة سوادِها.
وقال العَجَّاج :
وخَدَرَ اللَّيْلِ فَيجْتَابُ الْخَدَرْ
وقال ابنُ الأعرابيِّ : أصلُ «الخُدَارِيِ» : أَنَّ الليلَ يَخْدِرُ الناسَ ـ أي : يَلْبَسُهم. ومنه قيل للأَسَد : خَادِرٌ.