النّجم الثاقب - ج ١

صلاح بن علي بن محمّد بن أبي القاسم

النّجم الثاقب - ج ١

المؤلف:

صلاح بن علي بن محمّد بن أبي القاسم


المحقق: الدكتور محمّد جمعة حسن نبعة
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة الإمام زيد بن علي الثقافية
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٠٥
الجزء ١ الجزء ٢

ـ غاية الأماني في أخبار القطر اليماني.

ـ حياة الأدب اليمني في عصر بني رسول لعبد الله الحبشي.

ـ بغية الوعاة للسيوطي.

ـ المقتضب من تاريخ اليمن للقاضي عبد الله الجرافي.

ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع السخاوي.

ـ مجموع بلدان اليمن جمعه العلامة المؤرخ محمد بن أحمد الحجري اليماني ، تحقيق : القاضي إسماعيل بن علي الأكوع ، منشورات وزارة الإعلام اليمن.

ـ موسوعة التاريخ والحضارة الإسلامية أحمد شلبي.

ـ مسالك الأبصار في ممالك الأمصار أحمد بن يحيى العمري.

ـ تاريخ الأدب العربي لبروكلمان.

٤١

ابن الحاجب حياته :

اسمه : هو أبو عمرو عثمان بن عمر بن أبي بكر بن يونس جمال الدين الدوني ، كان أبوه كرديا حاجبا للأمير موسك الصلاحي (١) ، ولد في مدينة اسنا من صعيد مصر ، وقد اختلف المترجمون له في تحديد سنة مولده فمنم من قال إنها في سنة ٥٧٠ ه‍ ، وآخرون في ٥٧١ ه‍ ، قال صاحب الوفيات : (٢) الراجح أنه ولد أواخر سنة ٥٧٠ ه

وعاش ابن الحاجب في عهد بني أيوب وأوج قوتهم ، وهيأت له مكانة والده أن يعيش حياة الطبقة الحاكمة أو القريبة منها ، قال ابن خلكان :

(واشتغل ولده أبو عمرو المذكور في القاهرة في صغره بالقرآن ، ثم الفقه على مذهب الإمام مالك رضي الله عنه ، ثم بالعربية والقراءات ، وبرع في علومه وأتقنها غاية الإتقان) (٣).

وإذ أكتفي بهذا التعريف الموجز لابن الحاجب ، لأن ابن الحاجب على

__________________

(١) ينظر وفيات الأعيان ٣ / ٢٤٨ ، والبداية والنهاية ١٣ / ١٧٦.

(٢) ينظر وفيات الأعيان ٣ / ٢٥٠.

(٣) نفس المصدر ٢٤٨ ـ ٢٤٩.

٤٢

ما أرى قد أشبع دراسة وبحثا من الذين درسوا أو حققوا الكافية وهم كثير ، أذكر منهم على سبيل المثال :

ابن الحاجب النحوي دراسة للدكتور الجنابي.

الدكتور أسامة الرفاعي في تحقيقه ودراسته للفوائد الضائية.

الدكتور طارق نجم عبد الله في دراسته وتحقيقه للكافية في النحو.

الأستاذة فطوم الأهدل في تحقيقها ودراستها لمنهاج الطالب في كشف أسرار مقدمة ابن الحاجب ، لأحمد بن محمد الرصاص من علماء القرن التاسع ـ رسالة ماجستير في جامعة صنعاء.

وقد أشبع هؤلاء وغيرهم ابن الحاجب وحياته ما يغني عن التكرار ، وقد طالت رسالتي هذه حتى تجاوزت الألف صفحة ، مما يعني زيادة قد سبقت إليها وما أظنني آتي بشيء جديد.

لقد اهتم علماء اليمن بكافية ابن الحاجب اهتماما كبيرا حتى غطت على بقية المتون ، وقد بلغت من المكانة ما لم يبلغه متن آخر سوى ألفية ابن مالك المشهورة ... وقد كثرت شروح الكافية وما يهمني منها الشروح اليمنية ، والتي وصلت إلى ثلاثة وعشرين شرحا ، أعد منها على سبيل المثال لا الحصر :

الأزهار الصافية شرح المقدمة الكافية للإمام يحيى بن حمزة.

الأسرار الصافية والخلاصات الشافية في كشف المقدمة الكافية

٤٣

لإسماعيل بن إبراهيم بن عطية النجراني.

منهاج الطالب في كشف أسرار مقدمة ابن الحاجب لأحمد بن محمد الرصاص.

الشافية في شرح الكافية للإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضي ، ٨٤٠ ه

البرود الضافية والعقود الصافية شرح المقدمة الكافية لعلي بن محمد ابن أبي القاسم المتوفي ٨٣٧ ه‍ والد المؤلف.

النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب لصلاح الدين بن علي بن أبي القاسم ٨٤٩ ه معونة الطالب على الكافية لابن الحاجب لعلي بن محمد بن سليمان ابن هطيل ، (ت : ٨١٢ ه‍).

طرفة الراغب في الإعراب عن مفهوم ابن الحاجب للإمام القاسم بن محمد بن علي المتوفي ١٠٢٩ ه منهاج الطالب إلى فهم الكافية لمحمد بن أحمد بن حسن الرصاص.

شرح محمد بن عز الدين صلاح بن حسن بن علي بن المؤيد ، نسخها كثيرة في صنعاء.

وأكتفي بهذه الشروح لشهرتها وغنائها عن غيرها ، وأكثرها محقق ، ومنها ما هو قيد التحقيق ، ومنها ما هو مخطوط.

٤٤

المؤلف

اسمه : صلاح الدين بن علي بن محمد بن أبي القاسم.

لم تذكر لنا المراجع والمصادر سنة ولادته بالتحديد ، وإنما ذكرت نبذة يسيرة عن سيرته لا تتجاوز في أكثر الأحيان الصفحة أو أقل من ذلك ، وقد ذكرت سيرته وحياته ومؤلفاته عند ما تكلمت على الحياة السياسية في اليمن ، ولا داعي لإعادتها ها هنا.

أما مؤلفاته فلم يذكر لنا صاحب مصادر الفكر العربي الإسلامي في اليمن سوى كتاب النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب ، وكذلك صاحب المقتطف في أخبار تاريخ اليمن وغاية الأماني ، إلا أنّ الأخير نقل عن ابن مظفر قوله في غاية الأماني ٢ / ٥٧٣ : (وكان صلاح الدين بن علي داعيا مبرزا في علوم الاجتهاد وذا ورع شحيح ، وبايعه علماء صنعاء).

تتلمذ صلاح الدين بن علي على والده ، وكان كثير الذكر الحسن له والتبجيل والاحترام وكان يقول : (وقال والدي ، وقال جمال الإسلام ، وقال صاحب البرود ، وقال والدي حرس الله مهجته ...).

ولم تذكر لنا الكتب شيوخا غير ما ذكره هو في كتابه النجم الثاقب ...

وقد وصل الإمام المهدي صلاح بن علي بن محمد إلى مرتبة عالية بين علماء عصره إذ بايعه علماء صنعاء اعترافا منهم بمكانته العلمية والدينية وقد كان مجتهدا إذ الغالب من شروط الإمامة عند الزيدية أن يكون الإمام مجتهدا ، وقد عرف ذلك عن صاحب كتاب النجم الثاقب ، وكذلك عن والده صاحب البرود الضافية.

٤٥

كتاب النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب

منهجه في الشرح :

لقد سلك المؤلف في شرحه طريقة تعليمية حيث يذكر المتن ثم يشرحه وكان يشرح العبارة بطريقة سهلة وهي الطريقة التي بينها في مقدمة الكتاب ، حيث قرأ عليه بعض الأخوان كافية ابن الحاجب المتن وطلبوا منه شرحها لهم فشرحها ، وكان أكثر الشرح مأخوذا من كتاب والده البرود الضافية والعقود الصافية ، قال في ١ / ١ : (فإنه قرأ عليّ جماعة من الإخوان كافية ابن الحاجب ، وكان الإلقاء حينئذ أكثره من الشرح المسمى بالبرود الضافية والعقود الصافية ...).

وقد اعتمد المؤلف على نسخة للمتن مغايرة للنسخة التي اعتمدتها في المقارنة ، فقد اعتمدت نسخة الدكتور طارق نجم (الكافية في النحو) وقد حققها وقارن بين نسخها وهي موجودة كثيرة ، فاعتمدت عليها وقارنت بين التي بين يدي حيث كان المؤلف يذكر المتن فكنت أقارنه مع متن الكافية في النحو وإذا كان هناك فارق أو زيادة أثبته في الهامش بقولي : ما بين حاصرتين زيادة من الكافية المحققة.

أما أسلوبه في الشرح فكان أسلوبا سهلا في أكثره ، لأنه أسلوب تعليمي لطلبة العلم كما ذكر في المقدمة. وإلى جانب السهولة يتسم بالوضوح فعباراته واضحة لا لبس فيها ولا تعقيد ، وإلى جانب السهولة والوضوح يعتمد المباشرة في تناوله لموضوعه ، ولكن هناك بعض

٤٦

الاضطراب في عبارته ، ولعل ذلك يرجع إلى الناسخ ، ويقول عند الشرح والاعتراض على المؤلف : كان الأولى أن يقول ، كان يشرح عبارات المتن من الوجهة النحوية ، وقد يدفعه إلى إعراب بعض مفرداتها لبيان المراد ، ونراه في بعض الأحيان يعترض على بعض عبارات المتن ، وكان يقول :

والأولى ، وبذلك يسلم من الاعتراض ، ويرد على حده ، ويرد عليه ، وردّ ...

وكما هو معلوم فالكافية تحتوي على بعض الشواهد ، وقد درج الشارح على نسبة هذه الشواهد ما استطاع إلى ذلك ، وإلى شرح بعضها وبيان موطن الاستشهاد فيها ، ونراه في كل ذلك معتدل العبارة لا إيجاز مخل ولا إطالة مملة.

مصادره :

أما مصادر كتابه فهي كثيرة ، وفي الواقع جمع في كتابه ثلاثة كتب في كتاب واحد ، حيث اعتمد في شرحه على الكتب التالية وأكثر النقل عنها وهي :

كتاب البرود الضافية والعقود الصافية لوالده.

شرح الكافية لرضي الدين الاسترآبادي.

شرح المصنف وهو شرح ابن الحاجب.

وفي الواقع كان عملي في هذه الكتب الثلاثة حيث كان يكثر النقل عن والده ولقد أحصيت ما ذكر أنه نقله عن والده فوجدتها أكثر من

٤٧

خمسين نقلا صرح بها ، ينظر الصفحات التالية في الجزء الأول : ٢ ـ ١٨ ـ ٢٢ ـ ٤٦ ـ ٥١ ـ ٥٣ ـ ٧٥ ـ ١٥٠ ـ ٢٠٦ ـ ٢٧٨ ـ ٣٤٣ ـ ٣٧٣.

والجزء الثاني : ٦٤٤ ـ ٦٧٧ ـ ٦٨٣ ـ ٧١٩ ـ ٧٢٠ ـ ٧٢٧ ـ ٧٣٤ ـ ٧٩٣ ـ ٨٢٧ ـ ٩٠٨.

أما ما لم يصرح به فلم أستطع متابعته فيه ، لأنه لا يوجد بين يدي نسخة من شرح والده. وقد حاولت الحصول على نسخة أخرى فلم أجد رغم البحث الشديد في المكتبات الخاصة في اليمن (أي مكتبات المخطوطات العامة والخاصة) وبالطبع فقد اعتمد على كتاب والده ، كما صرح في المقدمة بيد أنه أخذ عنه أضعاف ما صرح به.

أما المصدر الثاني الأساس الذي اعتمده ، وهو شرح كافية ابن الحاجب للرضي وكان ينقل عنه باسم نجم الدين ، وقد بحثت عن سبب هذه التسمية فوجدتها في آخر كتاب الرضي حيث لقّب بـ (نجم الدين) ، وقد أكثر من النقل عن الرضي بشكل ملفت للنظر ، وقد تجاوز ما نقله عن والده ، حيث أحصيت له في المجلد الأول ما صرّح به ما يقارب من الأربعين موضعا والأكثر منها ما لم يصرح به ينظر الصفحات الآتية : ٦٩ ـ ٨٩ ـ ٩٢ ـ ١٠٩ ـ ١١٦ ـ ١٤٢ ـ ١٦٩ ـ ١٨٦ ـ ٢١٩ ـ ٢٦٤ ـ ٢٩٢ ـ ٣١٧ ـ ٣٢٦ وغيرها.

ومن الكتب التي أكثر الأخذ عنها شرح الكافية لابن الحاجب فقد أكثر الأخذ عنه مصرحا بذلك وغير مصرح ، ولكن بشكل أقل من الكتابين السابقين فقد أحصيت له في المجلد الأول الذي لم يصرح به ،

٤٨

ينظر الصفحات التالية : ٣ ـ ٩٣ ـ ١٨٧ ـ ٢٤٥ ـ ٢٥٨ ـ ٢٩١ ـ ٢٩٩ ـ ٣١٦ ـ ٣٢٠ ـ ٣٢٦ ـ ٤٠٤ ـ ٤٢٥ ...

وكان يلقّب ابن الحاجب مرة ، قال المصنف ، ومرة قال الشيخ ، ومرة باسمه قال ابن الحاجب.

ومن الكتب التي أكثر الأخذ عنها كتاب الأزهار الصافية في شرح المقدمة الكافية للإمام يحيى بن حمزة ، وقد أحصيت ما نقله عنه فوجدته ما يقارب الخمسة والعشرين موضعا صرح بها ، ولم أرجع إلى الأزهار للمقارنة وإنما رجعت مستخرجا آراء الإمام يحيى منها.

ومن الكتب التي اعتمد عليها المؤلف ، كذلك كتاب الوافية شرح المقدمة الكافية لركن الدين الأسترآبادي ، وقد أحصيت ما نقله عنه مصرحا فوجدتها قريبة من الخمسة والعشرين موضعا استخرجتها من مظانّها.

وقد ذكر كتبا أخرى أخذ عنها كأمالي ابن الحاجب النحوية والإيضاح في شرح المفصل لابن الحاجب وكذلك ذكر أنه نقل عن ابن يعيش في شرحه للمفصل وعن المفصل والأنموذج والكشاف للزمخشري ، وكان يكثر النقل عن كتاب سيبويه والمبرد والفراء والأخفش وغيرهم ، وقد استخرجت هذه الآراء من مظانها.

وكانت بعض النقول هذه مأخوذة عن الرضي دون عزو ، أو من كتب أصحابها. وقد عوّل الشارح على نوعين من طرق الاحتجاج :

٤٩

أولا : السماع

ـ القرآن : فقد اعتمد على القرآن الكريم وقراءاته وقد أكثر منها كثرة ملفتة للنظر.

ـ الحديث ورواياته : فقد احتج بالحديث رغم أنه رده عند ما قال :

والحديث يروى بالمعنى. وقد بلغت الأحاديث الذي استشهد بها ما يقرب العشرين حديثا.

ـ الشعر : اعتمد اعتمادا كليا على شعر عصر الاحتجاج وهو الشعر الجاهلي والإسلامي حتى ١٦٠ ه‍.

ومع أنه اعتمد على عصر الاحتجاج إلا أنه أورد أبياتا لشعراء كبار منهم أبو تمام الطائي وأبو الطيب المتنبي وأبو العتاهية وأبو نواس وأبو العلاء المعري والإمام الشافعي ، فكان يورد أشعار هؤلاء للتمثيل وليس على سبيل الاحتجاج.

ـ أما الأمثال والأقوال المأثورة فقد اعتمدها مثله مثل جميع من كتبوا وألفوا في النحو.

ثانيا : القياس

فقد اعتمد القياس وكما هو معلوم أن القياس هو حمل غير المنقول على المنقول في حكم لعلة جامعة ، قال الكسائي : إنما النحو قياس يتبع ، وهم يعمدون إليه إذا كان المنقول عن العرب مستفيضا بحيث يطمأن إلى

٥٠

أنه كثير في كلامهم كثرة أرادوا معها القياس عليه (١).

وكان يذهب في ذلك مذهب والده ويعتمد رأيه في هذا ، وكان يقول : ويقاس على ذلك ، وينظر ج ١ / ٨ ـ ١٤. وقال في الجزء الثاني ٥٥٩ :

قوله : من الثلاثي قياس ، قال : إن كان من ثلاثي فمذهب سيبويه والجمهور أنها قياس في كل فعل ثلاثي تام متصرف ، يحترز من كان وأخواتها ، ويذر ويدع ونعم وبئس وفعل التعجب ، والمبرد قصره على السماع ، وإن كان من رباعي ، فهو مقصور على السماع. ثم يرد على المبرد ويقول : ولم يسمع إلا عرعار لعبة صبيان وقرقار حكاية صوت الرعد.

أما منهجه النحوي فهو على عادة النحويين المتأخرين يميلون إلى رأي البصريين في الأكثر الغالب وإن كان لا يحدد رأيه بشكل واضح وإن كان له في بعض الحالات اختيار كأن يقول : وعندي ، كما في الصفحة ٤٠٥ من الجزء الأول ؛ حيث رجّح رأي الفرّاء ؛ وأقره دون القياس عليه ، وينظر الصفحة ج ١ / ٤١٨. كذلك اعتماده رأي البصريين كما في ٢ / ٦٤٢.

أما ما أراه فإنه يرى الرأي الذي يراه والده ؛ لأنه يأتي به لترجيح رأي على آخر ، أو ليسلك طريقا خاصا لذلك ، وينظر الصفحات التي أحصيتها عليه في التصريح بالأخذ عن والده.

__________________

(١) ينظر أصول النحو ٧٨ ـ سعيد الأفغاني.

٥١
٥٢

القسم الثاني

التحقيق

٥٣
٥٤

وصف النسخ

النسخة وحيدة وهي مؤلفة من ١٥١ ورقة من القطع الكبير وكل ورقة فيها ما يقارب ٣٣ سطرا.

وتنقسم إلى جزأين في كل جزء ٧٥ ورقة مكتوبة بخط نسخي عادي غير منقوط ، ومتن الكافية مكتوب بلون أحمر.

وفي الصفحة الأولى العنوان وهو : كتاب النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب تأليف مولانا الأعظم الجواد الأكرم الصدر الصمصامة المبرز العلامة سليل آبائه الأكرمين ، ووارث علم آل طوش : صلاح الدين أبي محمد صلاح بن علي بن محمد بن أبي القاسم الهادي تولى الله مكافأته بمنه وكرمه آمين.

وفي هذه الصفحة إلى جانب هذا العنوان والتقريظ بيتان من الشعرهما :

شاور صديقك في الخفى المشكل

واقبل نصيحة ناصح متفضل

فالله قد أوصى بذاك نبيّه

في قوله شاورهم وتوكلّ

يبدأ الجزء الأول من موضوع الكلمة والكلام وينتهي عند موضوع عطف البيان ، ويبدأ الجزء الثاني من موضوع المبني وينتهي عند موضوع نون التأكيد ، وفي الصفحة الأخيرة تآكل غير واضح ونقص بمقدار نصف صفحة كما في شرح المصنف وما يقارب الصفحة ونصف كما في شرح الرضي.

٥٥

أما الكتابة الإملائية فكانت تختلف ، حيث كان يكتب الألف المقصورة ألفا ممدودة ، وكان يسهل ولا يهمز وأكثره غير منقوط وكلمات كثيرة ترسم بغير الطريقة المعاصرة.

أما أسلوبه فقد كان يشبه أسلوب القدماء في التعبير ، وكان يكثر مثلا من حذف فعل الشرط وجوابه ، ويبقى الحرف فقط مثل : وإن لم.

منهج التحقيق :

فكان منهج التحقيق أولا وقبل كل شيء ، حرصت حرصا كبيرا على ضبط النص ، وقد اعتمدت في ذلك على نسخة الرضي ، لأنه كان يكثر من النقل عنها ، وعلى نسخة ابن الحاجب ، وحاولت جهدي أن يخرج النص صحيحا دقيقا مضبوطا بالشكل إذا استدعى الأمر ذلك إلا بعض الكلمات التي لا يتجاوز عددها أصابع اليدين ، وهي ليست بالكثيرة بالنسبة لحجم المخطوط ، ثم كتبته بالرسم الإملائي المعاصر حتى يتيسر الإطلاع عليه ، وإذا كان ثمة خطأ في النص أثبته في الهامش وصححته في المتن ، وذلك بقولي ما بين الحاصرتين زيادة يقتضيها السياق ، أو قلت والأشبه كذا ، أو قلت تحريف أو تصحيف.

وقمت بتخريج الشواهد الشعرية من مكانها ، وسلكت فيها أنني حددت البحر ، وأتممته وحددت مصادره ، وذلك بحسب وفاة مؤرخيها ، وذكرت الروايات فيه إن وجدت ، وشرحت لغته إن صعبت ، وحددت موضع الاستشهاد به إن كان مما يحتج به ، أو إن كان مما لا يحتج به ، حددت موضع التمثيل.

٥٦

أما بالنسبة للآيات القرآنية أتممت الآية بما يقتضي إعطاء المعنى كاملا ، وحددت مكانها في القرآن وفي السورة مشيرا برقم السورة ورقم الآية كأن أقول مثلا :

البقرة ترتيبها في القرآن الثانية والآية (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ) (رقمها ٦ فتصبح هكذا البقرة ٢ / ٦ وهكذا.

ثم قمت بتخريج القراءات إذا كان ذلك مطلوبا وذلك من كتب القراءات المشهورة وكتب التفاسير المعتمدة.

أما الأحاديث فخرجتها من كتب الحديث المشهورة والموجودة فيها ، وكذلك فعلت بالأمثال حيث اعتمدت في تخريجها على الكتب المشهورة بذلك.

أما الأقوال المأثورة فقد خرجتها من مكانها في كتب اللغة والنحو وضبطت منها ما يحتاج إلى ضبط.

وفي النهاية لا يسعني إلا أن أعترف بجهد المقل المقصر فإن كنت أصبت وأحسنت فبتوفيق الله لي وتوجيه أستاذيّ ومشرفيّ ، وإن كنت أخطأت فمن نفسي ، وكما هو معلوم فإن عمل التحقيق لا ينتهي مهما راجعه صاحبه لأنه عمل بشر وقد أبى الله أن تكون العصمة إلا لكتابه ، وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

٥٧
٥٨

القسم الثالث

نص الكتاب

٥٩
٦٠