أدوات الإعراب

ظاهر شوكت البياتي

أدوات الإعراب

المؤلف:

ظاهر شوكت البياتي


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: المؤسسة الجامعيّة للدراسات والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
ISBN: 9953-427-93-3
الصفحات: ٢٧٨

(فَضْلُ) : مبتدأ مرفوع علامة رفعه الضمة الظاهرة ، وفضل مضاف إلى لفظ الجلالة (الله) والله مضاف إليه مجرور علامة جره الكسرة.

والخبر محذوف وجوبا تقديره موجود أو كائن أو متحقق أو حاصل.

قال تعالى : (وَلَوْ لا أَنْ كَتَبَ اللهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيا) [الحشر ٣].

(لَوْ لا) : حرف شرط غير جازم (حرف إمتناع لوجود).

(أَنْ) : مصدرية. كتب : فعل ماض مبني على الفتح. الله فاعل مرفوع علامة رفعه الضمة. عليهم جار ومجرور. الجلاء :

مفعول به منصوب علامة نصبه الفتحة.

جملة أن والفعل في تأويل مصدر تقديره كتابة الله عليهم الجلاء.

كتابة مبتدأ خبره محذوف وجوبا تقديره (موجودة ، حاصلة ، كائنة ...).

لعذبهم في الدنيا :

اللام واقعة في جواب لو لا الشرطية غير الجازمة.

عذب : فعل ماض مبني على الفتح. الفاعل ضمير مستتر تقديره هو. الهاء ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به.

الميم علامة الجمع.

الجملة الفعلية (لعذبهم) جواب الشرط.

٢ ـ حرف تحضيض.

التحضيض : طلب أمر بشدة إذا دخلت (لو لا ، لوما) على فعل مضارع.

نحو : (لَوْ لا تَسْتَغْفِرُونَ اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [النمل ٤٦].

(لَوْ لا) : حرف تحضيض لا عمل له إعرابيا.

(تَسْتَغْفِرُونَ) : فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة

٢٢١

رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة. واو الجماعة ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. الله لفظ الجلالة مفعول به علامة نصبه الفتحة.

وإذا جاء بعد (لو لا ، لو ما) فعل ماض والكلام في سياق التحضيض تحول التحضيض إلى التنديم أو التوبيخ أو اللوم نحو :

قال تعالى : فلو (لا جاؤُ عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ) [النور ١٣].

٣ ـ حرف عرض : والعرض كما سبق : طلب أمر بلين وتأدب.

قال تعالى : (لَوْ لا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ) [المنافقون ١٠].

ومعاني العرض والتحضيض نستنتجها من السياق. فالقاعدة في العرض مثلا أن لو لا إذا دخلت على فعل مضارع أفادت العرض وإذا دخلت على فعل ماض أفادت العتب ولكن السياق هنا أن المذنب يخاطب الله فهل يحق له العتب؟ أم أنه يطلب الأمر بلين وتأدب؟ وهكذا يجب أن يؤخذ السياق بنظر الاعتبار لتحديد العرض أو التحضيض أو غرض العرض وغرض التحضيض.

لو ما تشتري كتابا فنستفيد منه.

لو ما : حرف عرض. تشتري فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل الفاعل ضمير مستتر تقديره أنت.

كتابا مفعول به منصوب علامة نصبه الفتحة.

لو ما اشتريت كتابا فنستفيد منه.

لو ما : حرف عرض لا عمل له إعرابيا يفيد العتب لأنه دخل على فعل ماض والسياق يحتمل العتب.

ليت

حرف مشبه بالفعل من أخوات (إن) يدخل على الجملة الاسمية (المبتدأ والخبر) فينصب المبتدأ اسما له ويبقى الخبر مرفوعا خبرا له.

وهذا الحرف يفيد التمني من حيث المعنى ، والتمني يعني طلب حدوث

٢٢٢

شيء مستحيل الحدوث أي يستحيل اتصاف الاسم بالخبر ، نحو :

قال تعالى : (وَيَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً) [النبأ ٤٠].

(يَقُولُ يا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَياتِي ...) [الفجر ٢٤].

(لَيْتَنِي) : ليت من الأحرف المشبهة بالفعل يفيد التمني. النون للوقاية الياء ضمير متصل مبني في محل نصب اسم ليت.

(كُنْتُ) : كان فعل ماض ناقص مبني على السكون. التاء ضمير مبني على الضم في محل رفع اسم كان. ترابا : خبر كان منصوب علامة نصبه الفتحة.

جملة كان واسمها وخبرها في محل رفع خبر ليت.

(يا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَياتِي ...).

(يا) : ندائية. ليت حرف مشبه بالفعل. النون للوقاية. الياء ضمير متصل مبني في محل نصب اسم ليت.

(قَدَّمْتُ) : قدم : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل.

التاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.

(لِحَياتِي) : اللام حرف جر. حياة اسم مجرور علامة جره الكسرة وهو مضاف والياء ضمير مبني في محل جر مضاف إليه.

الجملة الفعلية (قدمت لحياتي) في محل رفع خبر ليت.

قال تعالى : (فَقالُوا يا لَيْتَنا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآياتِ رَبِّنا) [الانعام ٢٧].

(يا لَيْتَ لَنا مِثْلَ ما أُوتِيَ قارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) [القصص ٧٩].

(قالَ يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِما غَفَرَ لِي رَبِّي) [يس ٢٦].

(قالَ يا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ) [الزخرف ٣٨].

٢٢٣

(فَقالُوا يا لَيْتَنا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآياتِ رَبِّنا) [الانعام ٢٧].

(يَقُولُونَ يا لَيْتَنا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا) الرسول [الاحزاب ٦٦].

(يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً) [النساء ٧٣].

(وَيَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً) [الكهف ٤٢].

(قالَتْ يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيًّا) [مريم ٢٣].

(يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً) [الفرقان ٢٧].

(يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً) [الفرقان ٢٨].

(وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ فَيَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ) [الحاقة ٢٥].

(يا لَيْتَها كانَتِ الْقاضِيَةَ ...) [الحاقة ٢٧].

نلاحظ أن معظم الآيات تمثل حال الكافرين يوم القيامة فهم يتمنون العودة إلى الحياة ويتحسرون على عدم إطاعة الله والرسول ويتندمون على الاشراك بالله فهل تمكن عودتهم؟ لا ، لذا استعمل القرآن الكريم (ليت) للتعبير عن استحالة ما يتمنون.

للفائدة نعرب

(يا لَيْتَ لَنا مِثْلَ ما أُوتِيَ قارُونُ) [القصص ٧٩].

(يا لَيْتَ) : يا ندائية. ليت حرف مشبه بالفعل يفيد التمني.

(لَنا) : اللام حرف جر. نا ضمير متصل مبني على السكون في محل جر وشبه الجملة متعلق بخبر ليت مقدم في محل رفع.

لأن شبه الجملة المتكونة من الجار والمجرور أو الظرف المضاف لا يجوز أن يصبح مبتدأ فلذا لا يجوز أن يصبح اسما للأحرف المشبهة بالفعل وإنما شبه الجملة يمكن أن يصبح خبرا للمبتدأ فلذا يصبح خبرا ـ وإن تقدم ـ للأحرف المشبه بالفعل.

٢٢٤

مثل اسم ليت متأخر منصوب علامة نصبه الفتحة ومثل مضاف وما اسم موصول مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.

ليس

فعل ماض ناقص جامد من مجموعة (كان) يدخل على الجملة الاسمية فينسخها ، ويتحول المبتدأ إلى اسم له ويبقى مرفوعا ، بينما ينصب الخبر خبرا لـ (ليس). وقلنا إن هذا الفعل جامد لأنه لا يرد إلا بصورة واحدة (ليس) فليس له مضارع أو أمر إنما جامد بصورة واحدة.

ويكثر مجيء حرف الجار الزائد (الباء) في خبر ليس لغرض التوكيد فيكون الخبر مجرورا لفظا منصوبا محلا خبرا لـ (ليس).

ويشترط في عملها المتقدم (نسخ الجملة الاسمية أي ابطال حكمها وعدم بقائها على حالة كونها مبتدأ وخبرا. وإنما يتحول المبتدأ إلى اسم ليس والخبر ينصب خبرا لـ (ليس) :

١ ـ أن يتقدم اسمها على خبرها إلا إذا كان الخبر شبه جملة ، نحو (فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَلَّا تَكْتُبُوها ...) [البقرة ٢٨٢].

(فَلَيْسَ) : الفاء حسب ما قبلها. ليس فعل ماض ناقص جامد.

(عَلَيْكُمْ) : على حرف جر. الكاف ضمير مبني على الضم في محل جر. الميم علامة الجمع شبه الجملة في محل نصب متعلق بخبر ليس مقدم.

(جُناحٌ) : اسم ليس متأخر مرفوع علامة رفعه الضمة.

٢ ـ ألا ينتقض نفيها بـ (إلّا). ليس تنفي إتصاف الاسم بالخبر فإذا جاءت قبل خبرها (لا) ، في هذه الحالة ينتقض نفيها وتصبح ليس غير عاملة ، وترجع الجملة إلى أصلها (مبتدأ وخبر) ، نحو :

قال تعالى : (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى) [النجم ٣٩].

أنتقض نفي ليس بـ (إلا) الداخلة على الخبر وذلك لغرض بلاغي هو القصر وإفادة التخصيص فلم يعد خبر ليس منفيا عن اسمها وإنما على

٢٢٥

العكس صار ما نتصوره اسما لـ (ليس) يتصف بالخبر عن طريق نقض النفي فالإنسان يمتلك ويقصر على سعيه.

(لَيْسَ) : فعل ماض جامد ناقص غير عامل لانتقاض نفيه بـ (إلا).

(لِلْإِنْسانِ) : اللام حرف جر. الإنسان اسم مجرور علامة جره الكسرة وشبه الجملة في محل رفع خبر مقدم أو شبه الجملة متعلق بخبر مقدم للمبتدأ (ما).

(إِلَّا) : أداة حصر أو اداة استثناء ملغاة.

(ما) : اسم موصول بمعنى الذي مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر والجملة الفعلية (سعى) صلة الموصول.

قال تعالى : (إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ) [التوبة ٨١].

(أَلَيْسَ) : الهمزة للاستفهام. ليس فعل ماض ناقص جامد.

(الصُّبْحُ) : اسم ليس مرفوع علامة رفعه الضمة.

(بِقَرِيبٍ) : الباء حرف جر زائد. قريب اسم مجرور لفظا منصوب محلا خبر ليس.

تمرين

اعرب ما تحته خط :

قال تعالى : (وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى ...) [آل عمران ٣٦].

(فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيما لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ) [آل عمران ٦٦].

(أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهذِهِ الْأَنْهارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي) [الزخرف ٥١].

(وَمَنْ لا يُجِبْ داعِيَ اللهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ) [الاحقاف ٣٢].

(أَلَيْسَ هذا بِالْحَقِّ قالُوا بَلى وَرَبِّنا ...) [الاحقاف ٣٤].

٢٢٦

(وَلَيْسَ بِضارِّهِمْ شَيْئاً إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) [المجادلة ١٠].

(وَقالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصارى عَلى شَيْءٍ) [البقرة ١١٣].

(وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً) [النساء ٩٤].

(وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ) [الاعراف ١٧٢].

(وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ) [البقرة ٢٦٧].

(يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ) [الاحزاب ٣٢].

(يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ...) [آل عمران ١٦٧].

(وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ...) [آل عمران ١٨٢].

(لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا) [المائدة ٩٣].

(قالَ يا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفاهَةٌ وَلكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ) [الاعراف ٦٧].

(إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ) [الحجر ٤٢].

(لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ) [النور ٦١].

(أَلَيْسَ اللهُ بِكافٍ عَبْدَهُ ...) [الزمر ٣٦].

(إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ) بمسيطر [الغاشية ٢١ ـ ٢٢].

ملاحظة مهمة :

قال تعالى : (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ...) [البقرة ١٧٧].

قال تعالى : (وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها) [البقرة ١٨٩].

في الآية الأولى وردت كلمة البر منصوبة باعتبارها خبر ليس وقد نقدم لغرض بلاغي هو التخصيص.

٢٢٧

(لَيْسَ) : فعل ماض ناقص جامد.

(الْبِرَّ) : خير ليس مقدم منصوب علامة نصبه الفتحة.

(أَنْ تُوَلُّوا) : أن مصدرية ناصبة. تولوا فعل مضارع منصوب بأن المصدرية علامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. واو الجماعة ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.

(وُجُوهَكُمْ) : وجوه مفعول به منصوب علامة نصبه الفتحة مضاف إلى الكاف والكاف ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه ـ الميم علامة الجمع جملة أن والفعل (أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ ...) في تأويل مصدر تقديره توليتكم (وُجُوهَكُمْ) ... في محل رفع اسم ليس والتقدير :

ليس تولية الوجوه قبل المشرق والمغرب هو البر.

في الآية الثانية ورد كلمة (الْبِرَّ) مرفوعة لأنها اسم ليس.

قال تعالى : (إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ) [الحجر : ٤٢].

هنا لم ينتقض نفي ليس بـ (إلا) لأن (إلا) لم تدخل على خبر ليس لذا بقيت ليس عاملة وإلّا هنا أفادت الاستثناء.

(لَيْسَ) : فعل ماض ناقص جامد.

(لَكَ) : اللام حرف جر. الكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مجرور وشبه الجملة متعلق بخبر ليس مقدم وهو في محل نصب.

(سُلْطانٌ) : اسم ليس مؤخر مرفوع علامة رفعه الضمة.

(عَلَيْهِمْ) : جار ومجرور والميم علامة الجمع.

٢٢٨

ما

أنواعها ـ حسب معانيها ـ كثيرة أهمها

١ ـ (ما) الموصولة وأكثر ما تستعمل في غير العاقل وقد تستعمل في العاقل :

اسم موصول بمعنى الذي مبني على السكون في محل كذا حسب موقعه من الكلام ، نحو :

قال تعالى : (ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَما عِنْدَ اللهِ باقٍ) [النحل ٩٦].

أي الذي عندكم ينفد.

(ما) : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.

قال تعالى : (فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ ...) [النساء ٣].

(ما) : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

٢ ـ معرفة تامة بمعنى (الشيء) ، نحو :

قال تعالى : (إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ...) [البقرة ٢٧١].

فنعما : الفاء رابطة لجواب الشرط. نعم فعل جامد يفيد المدح.

ما : معرفة تامة بمعنى (الشيء) مبنية على السكون في محل رفع فاعل للفعل (نعم).

٢٢٩

هي ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ مؤخر. جملة (نعما) في محل رفع خبر وهذا هو أبسط وأوضح الآراء في إعراب المخصوص بالمدح أو الذم ، فهناك من يرى أنه يجوز أن يعرب خبرا لمبتدأ محذوف ، وهناك من يرى إن المخصوص يعرب بدلا من فاعل فعل المدح أو الذم.

والتقدير في الآية يكون : إن تبدو الصدقات فنعم الشيء هي.

٣ ـ نكرة تامة بمعنى (شيء) في باب التعجب.

قال تعالى : (قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ ...) [عبس ١٧].

(ما) : تعجبية نكرة تامة بمعنى شيء مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ.

اكفر : فعل جامد يفيد التعجب مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود على (ما).

الهاء : ضمير مبني على الضم في محل نصب مفعول به.

والجملة الفعلية (أَكْفَرَهُ) في محل رفع خبر للمبتدأ (ما).

قال شاعر :

ما أجمل الدين والدنيا إذا اجتمعا

وأقبح الكفر والافلاس بالرجل

قال شاعر :

أعلل النفس بالآمال أرقبها

ما أضيق العيش لو لا فسحة الأمل

قال شاعر :

ما أكثر الاخوان حين نعدهم

ولكنهم في النائبات قليل

الأمثلة التي تحتها خط كلها في باب التعجب.

٤ ـ اسم استفهام : ويطلب به شرح أو بيان حقيقة المسمى ، نحو :

قال تعالى : (الْقارِعَةُ* مَا الْقارِعَةُ) [القارعة ١ ـ ٢].

(الْحَاقَّةُ* مَا الْحَاقَّةُ) [الحاقة ١ ـ ٢].

(وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى) [طه ١٧].

٢٣٠

وإذا دخل حرف جر على (ما) الاستفهامية حذفنا ألفها ، (إلام ، علام مم ، عم ، فيم ، بم؟) نحو قوله تعالى :

١ ـ (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ) [الطارق ٥].

٢ ـ (عَمَّ يَتَساءَلُونَ * عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ ...) [النبأ ١ ـ ٢].

أما في إعراب (ما) الاستفهامية فنتبع ما نتبعه في إعراب أدوات الاستفهام. هنا مثلا جاءت (ما) مسبوقة بحرف الجر ، لذا نقول :

(مِمَ) : من حرف جر (ما) اسم موصول مبني على السكون في محل جر وقد حذفت الألف لدخول حرف الجر.

(عَمَ) : عن حرف جر. ما اسم موصول مبني على السكون في محل جر. وقد حذفت الألف لدخول حرف الجر عليها.

قال تعالى : (الْقارِعَةُ. مَا الْقارِعَةُ.)

(مَا) : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.

ويجوز أن نعربها خبرا لمجيء اسم معرف بعدها.

٥ ـ اسم شرط جازم بمعنى (أي شيء) ومحلها الرفع على الابتداء إن كان الفعل الذي بعدها قد استوفى مفعوله وإلا فهي مفعول به مقدم.

قال تعالى : (وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ) [البقرة ٢١٥].

(تَفْعَلُوا) : فعل مضارع مجزوم (فعل الشرط) علامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. واو الجماعة في محل رفع فاعل.

هذا الفعل متعد يحتاج إلى مفعول به ولم يستوف ذلك المفعول لذا تكون ما مفعولا به. وقد تقدم المفعول لأنه من الألفاظ التي لها الصدارة في الكلام ويكون إعراب ما :

(ما) : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم وهو مضاف والجملة الفعلية (تفعلوا) في محل جر مضاف إليه.

٢٣١

قال تعالى : (ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها) [البقرة ١٠٦].

الفعل ننسخ فعل متعد لم يستوف مفعوله ، لذا نعرب ما اسم شرط جازم مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم لأن أسماء الشرط لها الصدارة في الكلام.

٦ ـ نافية لا عمل لها إذا دخلت على جملة فعلية ، نحو :

قال تعالى : (ما كانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلى إِذْ يَخْتَصِمُونَ) [ص ٦٩].

(وَما كانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) [غافر ٧٨].

(ما) : نافية لا عمل لها اعرابيا.

٧ ـ نافية مشبهة بليس : وتعمل بنفس الشروط التي تعمل بها ليس وتلك الشروط هي : أن يتقدم اسمها على خبرها إلا إذا كان الخبر شبه جملة وألا ينتقض نفيها بـ (الا) ، نحو قوله تعالى :

(وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) [فصلت ٤٦].

(ما) : نافية عاملة عمل ليس.

(رَبُّكَ) : رب اسم (ما) مرفوع علامة رفعه الضمة وهو مضاف والكاف ضمير مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.

(بِظَلَّامٍ) : الباء حرف جر زائد. ظلام اسم مجرور لفظا منصوب محلا خبر (ما) المشبهة بليس وظلام مضاف والعبيد مضاف إليه.

(ما هذا بَشَراً) [يوسف ٣١].

(ما) : من المشبهات بليس ، نافية عاملة.

(هذا) : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع اسم (ما).

(بَشَراً) : خبر ما منصوب علامة نصبه الفتحة.

٢٣٢

قال تعالى : (وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ...) [آل عمران ١٤٤].

(ما) نافية غير عاملة لانتقاض نفيها بإلا.

(مُحَمَّدٌ) : مبتدأ مرفوع علامة رفعه الضمة.

(إِلَّا) : أداة استثناء ملغاة (أداة حصر).

(رَسُولٌ) : خبر للمبتدأ مرفوع علامة رفعه الضمة.

٨ ـ مصدرية إذا صح تأويلها والفعل بعدها بمصدر له محل من الإعراب ، قال تعالى : (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ) [التوبة ١٢٨].

(ما) : مصدرية.

(عَنِتُّمْ) : عنت فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل.

التاء ضمير مبني على الضم في محل رفع فاعل والميم علامة الجمع.

ما والفعل وفاعله في تأويل مصدر تقديره (عنتكم) في محل رفع فاعل للصفة المشبهة عزيز.

٩ ـ مصدرية ظرفية.

قال تعالى : (وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا) [مريم ٣١].

(ما دُمْتُ حَيًّا) و (أَوْصانِي) مدة دوامي حيا. أي إن ما والفعل يؤولان مصدر (دوام) بالإضافة إلى بيان الزمن (مدة).

(ما دُمْتُ) : ما دام فعل ماض ناقص من أخوات (كان). التاء ضمير مبني على الضم في محل رفع اسم ما دام.

(حَيًّا) : خبر ما دام منصوب علامة نصبه الفتحة.

ما والفعل في تأويل مصدر تقديره (مدة دوامي) في محل نصب نائبا عن ظرف الزمان.

٢٣٣

قال تعالى : (خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ) [هود ١٠٧].

(قالُوا يا مُوسى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَها أَبَداً ما دامُوا فِيها) [المائدة ٢٤].

قال تعالى : (وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ) [المائدة ١١٧].

(وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ ما دُمْتُمْ حُرُماً) [المائدة ٩٦].

قال شاعر :

أجارتنا إن الخطوب تنوب

وإني مقيم ما أقام عسيب

عسيب اسم جبل ، والجبل ثابت فالمعنى : إني مقيم مدة إقامة عسيب.

ما : مصدرية ظرفية.

أقام : فعل ماض مبني على الفتح. عسيب فاعل مرفوع علامة رفعه الضمة ما والفعل وفاعله في تأويل مصدر تقديره مدة إقامة عسيب في محل نصب نائبا عن ظرف الزمان.

قال شاعر :

ولست بماش ما حييت لمنكر

من الأمر لا يمشي إلى مثله مثلي

ما حييت مدة حياتي ما دمت حيا.

ولا مؤثرا نفسي على ذي قرابة

وأوثر ضيفي ما أقام على أهلي

ما أقام مدة إقامته ما دام مقيما.

١٠ ـ (ما) زائدة :

وتزاد في مواضع كثيرة أشهرها :

٢ ـ بعد أدوات الشرط (إذا ما ، أينما ، متى ما ... حيثما ...).

قال تعالى : (وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ) [البقرة ١٤٤].

(وَحَيْثُ ما) : الواو حسب ما قبلها.

حيث : اسم شرط مبني على الضم في محل نصب ظرف مكان.

٢٣٤

ما : زائدة لا عمل لها.

قال تعالى : (أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً ...) [البقرة ١٤٨].

(مَلْعُونِينَ أَيْنَما ثُقِفُوا ...) [الاحزاب ٦١].

ب ـ بعد حرف الجر (الباء) ، نحو : (فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ) [آل عمران ١٥٩].

ح ـ في (لا سيما) إذا جاء الاسم بعدها مجرورا ، نحو :

يجزي الله المؤمنين خيرا ولا سيما العاملين.

(فَبِما رَحْمَةٍ) : الفاء حسب ما قبلها. الباء حرف جر. ما زائدة. رحمة اسم مجرور بحرف الجر.

لا سيما : سي اسم لا النافية للجنس منصوب لأنه مضاف. ما زائدة. العاملين مضاف إليه مجرور علامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم.

١١ ـ (ما) كافة : وهي زائدة وعند ما تتصل ببعض الأفعال والحروف تكفها عن العمل ، فالأفعال مثل : طال ، كثر ، قل ... تحتاج إلى فاعل ، فإذا اتصلت ما الزائدة بها كفت عن العمل ولم تعد بحاجة إلى فاعل ، نحو : قلما نمت مبكرا.

قلما : قل فعل ماض مكفوف عن العمل لدخول (ما) الزائدة عليه. ما كافة. (كافة ومكفوفة).

وتتصل بالحروف المشبهة بالفعل (إن واخواتها) فتكفها عن العمل فلا تحتاج إلى اسم منصوب وخبر مرفوع وإنما تصبح هذه الأحرف مكفوفة عن العمل فتأتي بعدها جملة اسمية (مبتدأ وخبر) أو جملة فعلية (فعل وفاعل) ، نحو :

قال تعالى : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ) [الانفال ٢].

٢٣٥

(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ) [الحجرات ١٠].

(إِنَّمَا) : كافة ومكفوفة.

(الْمُؤْمِنُونَ) : مبتدأ مرفوع علامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم.

(إِخْوَةٌ) : خبر للمبتدأ مرفوع علامة رفعه الضمة.

قال تعالى : (قُلْ إِنَّما يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ) [الأنبياء ١٠٨].

(قُلْ إِنَّما أَتَّبِعُ ما يُوحى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي) [الاعراف ٢٠٣].

(إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ) [فاطر ٣٨].

(إِنَّما) : كافة ومكفوفة.

(يُوحى) : فعل مضارع مبني للمجهول.

(يَخْشَى) : فعل مضارع مرفوع علامة رفعه الضمة المقدرة على الألف للتعذر وإذا اتصلت (ما) الزائدة الكافة بالحرف الشبيه بالزائد (رب) فتكفها عن الجر ، نحو : ربما تجد صديقا صدوقا هناك.

١٢ ـ (ما) إبهامية ، نحو : سنلتقي في يوم ما.

ما : إبهامية لأن اليوم غير معين ولا عمل لـ (ما) الابهامية سوى إفادة الابهام في المعنى.

تمرين

اعرب ما في التعابير التالية :

١ ـ إذا ما صنعت الزاد فالتمسي له

أكيلا فإني لست آكله وحدي

٢ ـ فما هو إلّا أن أراها فجاءة

فأبهت لأعرف لدي ولا نكر

٣ ـ وليست عشيات الحمى برواجع

لنا أبدا ما أورق السلم النضر

٤ ـ لعمرك ما أهويت كفي لريبة

ولا حملتني نحو فاحشة رجلي

٢٣٦

ماذا

اسم استفهام يستفهم به عن غير العاقل ، ويعرب بحسب موقعه من الكلام ، فإذا وليه فعل متعد لم يستوف مفعوله ، اعرب مبنيا على السكون في محل نصب مفعول به ، وأعرب مبتدأ في غير ذلك نحو قوله تعالى :

(قُلِ انْظُرُوا ما ذا فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) [يونس ١٠١].

(ما ذا) : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.

قال تعالى : (إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ما ذا تَعْبُدُونَ) [الصافات ٨٥].

الفعل تعبدون فعل متعد لم يستوف مفعوله ، لذا تكون (ماذا) مفعولا به مقدما لأن (ما ذا) من الألفاظ التي لها الصدارة في الكلام.

وهكذا في قوله تعالى : (قالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ ما ذا تَفْقِدُونَ) [يوسف ٧١].

(وَإِذا قِيلَ لَهُمْ ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) [النحل ٢٤].

(وَقِيلَ لِلَّذِينَ) أنفقوا (ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا خَيْراً) [النحل ٣٠].

(وَيَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ) [البقرة ٢١٩].

فالأفعال : (تَفْقِدُونَ) ، (أَنْزَلَ) ، (يُنْفِقُونَ) ، أفعال متعدية لم تستوف مفاعيلها لذا تعرب (ما ذا) مفعولا به مقدما لأن (ما ذا) من الألفاظ التي لها الصدارة في الكلام.

متى

اسم يرد على الأوجه التالية : ـ

١ ـ اسم استفهام في محل نصب على الظرفية الزمانية ، ويطلب به تعيين الزمان ماضيا كان أو مستقبلا ، نحو :

قال تعالى : (وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) [يونس ٤٨].

٢٣٧

(مَتى) : اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب ظرف زمان متعلق بخبر مقدم للمبتدأ هذا وقد تقدم الخبر لأنه من الألفاظ التي لها الصدارة في الكلام.

قال تعالى : (وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) [السجدة ٢٨].

(وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ اللهِ) [البقرة ٢١٤].

فسينتغضون (إِلَيْكَ رُؤُسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتى هُوَ) [الاسراء ٥١].

مثال : متى سافرت؟

متى : اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية.

٢ ـ اسم شرط جازم لازم الإضافة إلى جملة الشرط ، وذلك إذا ربطت حدثين ، ويجزم عند ذلك الفعلين المضارعين ويتعلق بالجواب مثل :

ولست بحلال التلاع مخافة

ولكن متى يسترفد القوم أرفد

متى : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل نصب ظرف زمان وهو مضاف.

يسترفد : فعل الشرط وهو فعل مضارع مجزوم علامة جزمه السكون وقد حرك بالكسر منعا لالتقاء الساكنين.

القوم : فاعل مرفوع علامة رفعه الضمة.

الجملة الفعلية (يسترفد القوم) في محل جر مضاف إليه.

مذ

١ ـ ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب ، وهو مضاف إلى الجملة بعده مثل قول الشريف الرضي :

فتلفتت عيني فمذ خفيت

عني الطلول تلفت القلب

٢٣٨

مذ : ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب ، وهو مضاف.

خفيت : خفي : فعل ماض مبني على الفعل لاتصاله بتاء التأنيث التي لا محل لها من الإعراب.

الطلول : فاعل مرفوع علامة رفعه الضمة.

الجملة الفعلية (خفيت عني الطلول) في محل جر مضاف إليه.

٢ ـ حرف جر : إذا جاء بعده اسم مجرور مثل : ما رأيته مذ الشهر الفائت.

مع

ظرف مكان أو زمان وذلك بحسب المضاف إليه وبحسب السياق مثل : (أَرْسِلْهُ مَعَنا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) [يوسف ١٢].

معنا : مع ظرف مكان منصوب علامة نصبه الفتحة ، وهو مضاف إلى الضمير (نا) المبني على السكون في محل جر مضاف إليه.

ومن أمثلة إفادة (مع) الظرفية الزمانية قوله تعالى :

(فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) [الشرح ٥].

(مَعَ) : ظرف زمان منصوب علامة نصبه الفتحة مضاف إلى العسر ، والعسر مضاف إليه. التقدير إن مع زمن العسر أو بعد زمن العسر يسرا.

معا

حال منصوب مثل : ذهب الطلاب معا.

معا : حال منصوب علامة نصبه الفتحة ، أي ذهب الطلاب مصاحبين بعضهم بعضا.

٢٣٩

معاذ

مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره أعوذ ، نحو قوله تعالى : (قالَ مَعاذَ اللهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ) [يوسف ٢٣].

(قالَ مَعاذَ اللهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنا مَتاعَنا عِنْدَهُ) [يوسف ٧٩].

(مَعاذَ) : مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره أعوذ ، ومعاذ مضاف ولفظ الجلالة (الله) مضاف إليه مجرور.

من حرف جر

١ ـ حرف جر أصلي له معان متعددة مثل البيان أو ابتداء الغاية ... الخ ولكن الإعراب يبقى واحدا وهو : من : حرف جر.

قال تعالى : (ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها) [البقرة ١٠٦].

ما شرطية مبهمة تحتاج إلى بيان المقصود بـ (ما) وقد تبين ذلك بـ (من آية) هنا (من) بيانية ، وهكذا مع الأسماء الموصولة وأدوات الشرط واسماء الاستفهام والكلمات العامة التي تحتاج إلى تخصيص المقصود مثل كلمة (كلا).

قال تعالى : (قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ) [سبأ ٤٧].

(ما) : اسم شرط جازم مبهم تخصص المقصود عن طريق (عن أ/ ر) لذا أفاد حرف الجر هنا البيان.

رأيت كلا من أخيك وعمك.

كلا مبهمة توضح القصد منها عن طريق (من أخيك وعمك) فأصبحت من تفيد البيان. أما من ناحية الاعراب فتبقى (من) حرف جر يجر الاسم بعده.

٢ ـ حرف جر زائد يفيد التوكيد.

٢٤٠