النحو العربى

إبراهيم إبراهيم بركات

النحو العربى

المؤلف:

إبراهيم إبراهيم بركات


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار النشر للجامعات
الطبعة: ١
ISBN: 977-316-204-4
الصفحات: ٤٩٤

١
٢

التوابع

المقصود بالتوابعما يتبع ما قبله فى إعرابه ، وجنسه (التذكير والتأنيث) ، وعدده (الإفراد والتثنية والجمع) ، ودرجة تعيينه (التعريف والتنكير).

وألفت النظر فى ذلك إلى ملحوظات : ـ المراد بالإتباع فى الإعراب ـ هنا ـ إتباع بالإعراب من جهة واحدة ، إذ ليس الإتباع هنا فى الإعراب كإعراب الخبر والمبتدإ ، حيث يرفع كلّ منهما ، لكن رفع المبتدإ لأنه مخبر عنه ، أمّا رفع الخبر فلأنّه مخبر به ، فليس إعرابهما إعرابا من جهة واحدة ، ولكن الإتباع فى الإعراب فى كلّ من المنعوت والنعت هو حمل النعت على منعوته فى عامل إعرابه ، وكذلك سائر التوابع ـ على الأرجح ـ فجهة كلّ من المبتدإ والخبر مختلفة. فإذا نظرت إلى المفعولين المنصوبين فى باب (أعلمت) و (أعطيت) فإنك تجد أن الفعل تعلق بالمفعول الأول على أنه معلم ، أو معطى ، أما تعلق الفعل بالمفعول الثانى فعلى أنه معلم به ، أو معطى به ، فأنت ترى أن جهة كلّ منهما فى النصب مختلفة ، ولكن تعلق الفعل بالتابع والمتبوع تعلق واحد.

ـ قد يخالف حكم بعض التوابع متبوعها فى التعريف والتنكير ، وينحصر هذا فى بابى البدل وعطف النسق.

ـ إذا خالف تابع متبوعه فى التأنيث والتذكير فالكلام يكون محمولا على معناه دون لفظه. كأن يقال : امرأة حائض ، ورجل ربعة ، وناقة ضامر ، ورجل نسّابة ... إلخ.

ـ دليل الحصر فى التوابع أن التابع إمّا أن يكون بواسطة حرف أو لا ، الأول عطف النسق ، والثانى إما أن يكون على نية تكرير العامل أو لا ، الأول البدل ، والثانى إما أن يكون بألفاظ مخصوصة أو لا ، الأول التوكيد ، والثانى إما أن يكون بالمشتقّ أو لا ، الأول النعت ، والثانى عطف البيان (١).

__________________

(١) ينظر : شرح التصريح ٢ ـ ١٠٨.

٣

العامل فى التابع :

اختلف فى العامل فى التابع على النحو الآتى :

ـ يرى الجمهور أن العامل فى النعت والتوكيد وعطف البيان هو العامل فى المتبوع حسب موقعه فى الكلام ، ونسبوا ذلك إلى سيبويه.

ـ نسب إلى الخليل والأخفش أن العامل فيها تبعيتها لما جرت عليه ، أى أن العامل فيها معنى التبعية.

ـ أما رأى الجمهور فى العامل فى البدل أنه محذوف ؛ فلأنه على نية تكرير العامل. ويرى آخرون ـ منهم المبرد ـ أن العامل فيه العامل فى متبوعه.

ـ وأما عطف النسق فإن الجمهور يرى أن عامله عامل متبوعه بوساطة الحرف العاطف. وقيل : العامل فيه الحرف نفسه ، وقيل : عامله محذوف.

* * *

٤

النعت (١)

النعت تابع بغير واسطة يكمل متبوعه دالا على معنى فيه ، أو فيما ينسب إليه ماديا أو معنويا ، أو معنى يريده المتحدث دلالة مطلقة. فكلمة (تابع) تشمل التوابع كلّها وتخرج الخبر. و (بغير واسطة) مخرج لعطف النسق ، (ويكمل متبوعه دالا على معنى فيه) مخرج للتوكيد لأنه للتقوية ، ومخرج لعطف البيان والبدل ؛ لأنهما للإيضاح والبيان ، والإطلاق مخرج للحال ؛ لأنها مقيّدة بالحدث.

والمقصود بالقول : (أو معنى يريده المتحدث) أنواع النعت الأخرى التى لا تكون للتخصيص أو التوضيح.

أما المقصود (بالدلالة على معنى فيه) النعت الحقيقى ، والمقصود بـ (فيما ينسب إليه) النعت السببى.

والمراد بالقول : (ماديا أو معنويا) كلّ الصفات التى يمكن أن تكون فى المنعوت.

يسمى النعت وصفا وصفة ، والوصف والصفة مترادفان ؛ لأن الواو ـ وهى فاء الكلمة ـ إذا حذفت عوّض عنها بالتاء ، نحو : وعد وعدا وعدة ، فالوصف على وزن الفعل ، والصفة على وزن العلة بحذف فاء الكلمة. والصفة تستخدم بمعنى الوصف ، وتستخدم اسما لما قام بالذات كالعلم والكرم ... إلخ.

__________________

(١) يرجع فى هذه الدراسة إلى :الكتاب ١ ـ ٣٦١ ، ٤٢١ / ٢ ـ ٦ ، ٣٣ ، ١٢٠ ، ١٩٣ ، ٢٢٩ ، ٣٤٥ / ٣ ـ ٢٣٦ / المقتضب ١ ـ ١٧ / ٢ ـ ١٣٧ / ٣ ـ ١٨٥ ، ٢٦١ ، ٣٤٢ / ٤ ـ ٦٦ ، ٩٨ ، ١٥٥ ، ٢٨٢ ، ٤١١ / التبصرة والتذكرة ١ ـ ١٦٩ / شرح المقدمة المحسبة (ابن بابشاذ) ٢ ـ ٤١٣ / المقتصد فى شرح الإيضاح ٢ ـ ٩٠٠ / شرح عيون الإعراب ٢٢٧ / المفصل ١١٤ / الهادى فى الإعراب ١٢١ / شرح المفصل لابن يعيش ٣ ـ ٤٦ / الإيضاح فى شرح المفصل لابن الحاجب ١ ـ ٤٤١ / الرضى على الكافية ١ ـ ٣٠١ / المقرب ١ ـ ٢١٩ / البسيط فى شرح جمل الزجاجى ١ ـ ٢٩٧ / التسهيل ١٦٧ / شرح ابن الناظم ٤٩٠ / شرح ابن معطى ١ ـ ٧٤٥ / شرح ابن عقيل ٣ ـ ١٩١ / المساعد على تسهيل الفوائد ٢ ـ ٤٠١ / شفاء العليل فى شرح التسهيل ٢ ـ ٧٤٧ / الجامع الصغير ١٨٥ / شرح جمل الزجاجى لابن هشام ١١١ / الصبان على الاشمونى على الألفية ٣ ـ ٥٦ / الفوائد الضيائية ٢ ـ ٣٣ / ارتشاف الضرب ٢ ـ ٥٧٩ / شرح اللمحة البدرية ٢ ـ ٢٧٩ / شرح التحفة الوردية ٢٧٣ / كشف الوافية فى شرح الوافية ٢٦٥ / شرح التصريح ٢ ـ ١٠٧ / همع الهوامع ٢ ـ ١١٦.

٥

أما رجال الكلام فإنهم يفرّقون بينهما ، حيث يجعلون الصفة للمعنى القائم بالمحلّ ، والوصف ذكر الصفة. فالطول صفة ، وإطلاق الطول على شىء ما يكون وصفا.

قد يفرق بين النعت والصفة على أن النعت خاص بما يتغير ، كقائم وشارب ، والوصف أو الصفة لا يختصان به ؛ بل يشملان نحو عالم وفاضل (١) ، لكن الرأى إلى أن النعت والوصف مصدران مترادفان. والنعت محلّه المنعوت ، ويكون النعت معانى فى المنعوت أو فى متعلقه ، أو فيما ينسب إليه ، ويمكن أن تحصر فى جوانب دلالية ، منها :

ـ صفات ثابتة ظاهرة : نحو : الطويل ، والقصير ، والأسود ، والأحمر ، والحسن ، وحاد البصر ، وأدعج العينين ، وعريض المنكبين ، وضامر البطن ... إلخ.

ـ صفات باطنة (الغرائز) : نحو : الشجاع ، والجبان ، والكريم ، والنقى ، والجواد ، والحساس ... إلخ.

ـ صفات مكتسبة : نحو : العالم ، والفارس ، والماهر ... إلخ.

ـ فعل المنعوت : نحو : القائم ، والقاعد ، والكاتب ، والفاهم ، واللاعب ، والضاحك ، والباكى ، ... إلخ.

ـ صناعة المنعوت : نحو : الخياط ، والتاجر ، والمعلم ، والزارع ، والفلاح ، والقاضى ... إلخ.

ـ نسب المنعوت : سواء أكان من جهة جنسيته ، أو وطنه ، نحو : المصرى ، والسودانى ، والسورى ، والمغربى ، ... إلخ.

أم كان من جهة عائلته ، نحو : القرشى ، التميمى ، الباهلى ، الزياتى ، العامرى ... إلخ.

أم كان من جهة قريته أو موضع سكناه ، نحو : المنصورى ، الشهاوى ، النبراوى ، الدموهى ... إلخ.

__________________

(١) الصبان على الأشمونى على ألفية ابن مالك ٣ ـ ٥٦.

٦

ـ نوع المنعوت : نحو : الكليات العلمية والكليات النظرية ، العام والخاص ، المشتق والجامد ، النعت السببى والنعت الحقيقى ... إلخ.

ـ صفات نسبية المنعوت : نحو : الصغير والكبير ، القريب والبعيد ، القاصى والدانى ، والسامى والماضى ، والحاضر والمستقبلى ، القليل والكثير ، والخالد والفانى ... إلخ.

ومن معنى نسبية المنعوت وصفه بعدده ، نحو : الأول ، والثانى ، والثالث ...

وكذلك مقارنته بغيره ، كأن تقول : المتشابهان ، المتغايران ، المتماثلان ...

ـ صفة خاصة بالمنعوت ذات تملك : نحو : ذى علم ، ذى مال ، ذى تمر ، ذى زرع ...

ـ الغرض من إيجاد الصفة : نحو : مقاعد للقتال ...

ـ مكان الموصوف : نحو : رسول من عند الله ، كتاب فى الدرج ، أحياء عند ربهم ، الوادى الأيمن ، المنزل الغربى ...

ـ زمان الموصوف : نحو : رسل من قبلك ، يوم قريب ، ...

ـ صفات متفردة خاصة غير ذاتية : نحو : البيت الحرام ، الكتاب المقدس ، الشجرة المباركة.

ـ لون المنعوت : نحو : اليد البيضاء ، الشجرة الحمراء ، الورقة الصفراء.

ـ هذا إلى جانب المعانى الأخرى التى نوضحها فيما بعد ، من معانى : المدح ، والذمّ ، والتعظيم ، والتحقير ، والإشفاق ، والتعميم ، والتوضيح ، والتخصيص ، والتوكيد ، والتفضيل ...

فمتى دلّ اللفظ على معنى فى متبوعه أو فيما ينسب إليه صحّ جعله نعتا له.

ملحوظات :

أولا : النعت يفيد معنى فى اسم فى الجملة ، لكنه لا يتمم معنى فى الجملة ، فالنعت خاصّ بمكونات الاسم ؛ لهذا يجب علينا أن نفرق بين النعت والخبر ، حيث الخبر متمم للركن الأول فى الجملة ، فالخبر يتمم جملة.

٧

ولتلحظ الفرق فى الإجابة عن السؤالين : من القائم؟ ومن أجاب عن السؤال؟ ولتكن الإجابة على التوالى : محمد القائم ، ومحمد القائم أجاب عن السؤال ؛ عندئذ تلحظ أن كلمة القائم فى الإجابة عن السؤال الأول خبر المبتدإ (محمد) ؛ لأنها تممت معنى المبتدإ ، فتمت الجملة الاسمية بها ، أما القائم فى الإجابة عن السؤال الثانى فهى نعت لمحمد ؛ لأنها أفادت معنى فيه يريده المتحدث ليتحدد به عن طريق ذكر فعل له وهو القيام ، لكن المبتدأ محمد لم يتم إلا بالجملة الفعلية (أجاب).

ثانيا : من ملاحظتنا للجوانب الدلالية السابقة للنعت ، ندرك أنه يدخل فى الجملة للفصل بين المتشابهين فى التسمية ؛ عن طريق جانب من الجوانب الدلالية السابقة ، فإذا قلت : أقبل محمد ، فإن محمدا يلتبس بكلّ من اسمه محمد ، فيفصل بين هؤلاء المتشابهين فى الأسماء بالنعت ، كأن تقول : جاء محمد القصير ، أو الغنىّ ، أو الأول ، أو التاجر ، أو المحمود ... إلخ.

ثالثا : قد تفهم الصفة دلالة العلة ، فإذا قلت : جاءنا رجل مبشر ، حيث (مبشر) صفة لرجل مرفوعة ، وهى تعنى : ليبشر ، فتفهم من الصفة معنى التعليل.

رابعا : الصفات التى تكون للإنسان من داخله أو كامنه يمكن أن تقسم إلى مجموعتين :

أ ـ صفة ذات : وهى التى تصف جسم الإنسان أو معنوياته ومشاعره وأحاسيسه ، أو تصف جزءا من أجزائه.

مثل : الطويل ، الذكى ، العالم ، الرقيق المشاعر ، الممدودة يده ، الكريمة نفسه ، الحسن ، الحسن وجها ... إلخ.

ب ـ صفة فعل : وهى التى تصفه من حيث أفعاله ، أو صفات أفعاله ، أو مكتسباته ... إلخ.

مثل : الممتقن ، المجيد ، المغنى ، القاصّ ... إلخ.

٨

الصور التى يأتى عليها النعت فى الجملة العربية

يأتى النعت فى الجملة العربية فى صور تركيبية ثلاث ، حيث يمكن أن ينعت بالاسم والجملة وشبه الجملة ، وذلك على النحو الآتى :

أولا : النعت بالاسم

يكثر النعت بالاسم فى الجملة العربية ، لكن النحاة يختلفون فيما بينهم إزاء بنية ما ينعت به : يوجب جمهور النحاة أن يكون ما ينعت به وصفا مشتقا ، ويجعلونه مأخوذا أو مشتقّا من المصدر ، والصفة المشتقة ما دلّ على حدث وصاحبه الذى يكون فى الدلالة التى وضعت لها البنية ، كاسم الفاعل أو اسم المفعول .. إلخ.

كما أنهم يجيزون النعت بما هو فى حكم المشتقّ ، أو ما هو مؤول بالمشتقّ كاسم الإشارة والمنسوب وغيرهما مما يذكر بعد.

ولكن جماعة على رأسهم ابن الحاجب يرون أنه لا فرق بين أن يوصف بمشتقّ أو غير مشتقّ ؛ ما دام اللفظ قد وضع لغرض المعنى (١). فكلّ ما دلّ على معنى فى متبوعه صحّ جعله نعتا له.

والأصل فى النعت أن يكون صفة مشتقّة ، حتى تتضمن الحدث المراد النعت به وصاحبه ؛ ولذلك فإن النحاة يرون أن الصفة تتضمن ضميرا يعود على الموصوف ، ويطابقه فى النوع والعدد ، فالصفة هى الموصوف فى المعنى ، فلا يجوز أن يتغايرا ؛ ولذلك فإن الأصل فى بنية النعت الاسم أن تكون :

١ ـ اسم الفاعل :

نحو : الكاتب ، المجدّ ، المتعلم ، المستخرج ... ، ومن ذلك قوله تعالى :(وَلَمَّا جاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ

__________________

(١) ينظر : شرح الكافية ١ ـ ٥٧ / الرضى على الكافية ١ ـ ٢٠٣ / الفوائد الضيائية ٢ ـ ٣٤.

٩

كِتابَ اللهِ وَراءَ ظُهُورِهِمْ)(١) [البقرة : ١٠١] ، حيث (مصدق) نعت لرسول مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

وكذلك (وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً) [البقرة : ١٢٦]. (آمنا) نعت لبلد منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

(تَصْلى ناراً حامِيَةً) [الغاشية : ٤].

(وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) [التوبة : ١٩].

(وَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ) [آل عمران : ١٧٨].

(أَتَواصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ) [الذاريات : ٥٣].

(لَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ مُبَيِّناتٍ وَاللهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) [النور : ٤٦].

__________________

(١) (لما) حرف فيه معنى الشرط مبنى لا محل له من الإعراب (يحتاج هذا الحرف إلى جملتين فعل كلّ منهما ماض). (جاءهم) فعل ماض مبنى على الفتح ، وضمير الغائبين مبنى فى محل نصب ، مفعول به.

(رسول) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (من عند) جار ومجرور ، وشبه الجملة فى محل رفع ، نعت لرسول ، أو متعلقة بنعت محذوف. (الله) مضاف إلى عند مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (مصدق) نعت ثان لرسول مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (لما) اللام : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب ، ما : اسم موصول مبنى فى محل جر باللام ، وشبه الجملة متعلقة بالتصديق. (معهم) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب ، يجوز أن تجعلها متعلقة بمحذوف صلة ، سواء جعلته جملة فعلية ، أم جعلته ضميرا مبتدأ محذوفا تقديره : هو ، وشبه الجملة خبره. (نبذ) فعل ماض مبنى على الفتح. (فريق) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (من) حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. (الذين) اسم موصول مبنى فى محل جر بمن ، وشبه الجملة فى محل رفع ، نعت لفريق ، أو متعلقة بنعت محذوف. (أوتوا) فعل ماض مبنى على الضم المقدر ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، نائب فاعل ، والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. (الكتاب) مفعول به ثان لآتى منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (كتاب) مفعول به لنبذ منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (الله) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (وراء) ظرف مكان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، متعلق بالنبذ. (ظهورهم) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة ، وضمير الغائبين مبنى فى محل جر بالإضافة إلى ظهور.

١٠

٢ ـ صيغ المبالغة :

نحو : الأكول ، الشرّاب ، المهذار ، الحذر ، اللئيم. فتقول : إنه لرجل صدوق القول ، عفيف اللسان ، حيث (صدوق وعفيف) صفتان لرجل مرفوعتان.

ومنه قوله تعالى : (قالُوا يا مُوسى إِنَّ فِيها قَوْماً جَبَّارِينَ)(١) [المائدة : ٢٢](٢). حيث (جبارين) جمع لجبّار ، وهى صيغة مبالغة على وزن (فعّال) مضعف العين ، وهى نعت لقوم منصوب ، وعلامة نصبه الياء ؛ لأنه جمع مذكر سالم.

٣ ـ اسم المفعول :

نحو : المفهوم ، المعلم ، المستعاد.

ومنه قوله تعالى : (يا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللهُ لَكُمْ) [المائدة : ٢١].

(المقدسة) اسم مفعول من (قدّس) بتضعيف العين ، وهى نعت للأرض منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

وقوله تعالى : (وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى) [الرعد : ٢].

حيث (مسمى) اسم مفعول على وزن (مفعّل) ، بضم الميم وتضعيف العين ، وهو نعت لأجل مجرور وعلامة جره الكسرة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر.

وكذلك : (وَكانَ وَعْداً مَفْعُولاً) [الإسراء : ٥]. (فَقُلْ لَهُمْ قَوْلاً مَيْسُوراً) [الإسراء : ٢٨]. (إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلاً مَسْحُوراً)(٣) [الإسراء : ٤٧].

(إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ) [ص : ٨١].

__________________

(١) (قالوا) فعل ماض مبنى على الضم ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (يا موسى) حرف نداء مبنى لا محل له من الإعراب. موسى : منادى مبنى على الضم المقدر ، فى محل نصب. (إن) حرف توكيد ونصب مبنى لا محل له من الإعراب. (فيها) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر إنّ مقدم. (قوما) اسم إن مؤخر منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، والجملة المنسوخة مع جملة النداء فى محل نصب ، مقول القول. (جبارين) نعت لقوم منصوب ، وعلامة نصبه الياء ؛ لأنه جمع مذكر سالم.

(٢) (إذ) ظرف زمان مبنى على السكون فى محل نصب متعلق بما قبله. (يقول) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة. (الظالمون) فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو ؛ لأنه جمع مذكر سالم ، والجملة الفعلية فى

١١

(فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ) [النحل : ٩٨].

(وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ) [ق : ١٠]. أى : منضود ، (وَكانَ أَمْراً مَقْضِيًّا) [مريم : ٢١].

(وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا)(١) [مريم : ٢٥].

(وَهذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ) [الأنعام : ٩٢].

(وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ) [الأنبياء : ٢٦].

(نارُ اللهِ الْمُوقَدَةُ) [الهمزة : ٦]. (قُلْ لا تُقْسِمُوا طاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ) [النور : ٥٣].

٤ ـ الصفة المشبهة :

نحو : الكريم ، الحسن ، الطاهر ، النقى ، ...

ومن ذلك قوله تعالى : (لَوْ لا كِتابٌ مِنَ اللهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيما أَخَذْتُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) [الأنفال : ٦٨]. حيث (عظيم) صفة مشبهة باسم الفاعل على وزن (فعيل) ، وهى نعت لعذاب مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

__________________

محل جر بالإضافة إلى إذ. (إن) حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب. (تتبعون) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع فاعل ، والجملة الفعلية فى محل نصب مقول القول. (إلا) حرف استثناء مبنى لا محل له من الإعراب. (رجلا) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (مسحورا) نعت لرجل منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

(١) (هزى) فعل أمر مبنى على حذف النون ، وياء المخاطبة ضمير مبنى فى محل رفع فاعل. (إليك) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بالهز على أن حرف الجر إلى يعنى نحو. (بجذع) الباء حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب ، جذع : اسم مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة ، وشبه الجملة متعلقة بالهز. على أن الباء فيها معنى الجزئية أو البعضية ، (وقد تكون الباء حرف جر زائدا ، وجذع مفعول به منصوب مقدرا). النخل : مضاف إلى جذع مجرور وعلامة جره الكسرة. (تساقط) فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون ، لأنه جواب الأمر ، أو جواب شرط محذوف. والفاعل ضمير مستتر تقديره هى. عليك : (على) حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب ، و (الكاف) : ضمير مبنى فى محل جر بعلى ، وشبه الجملة متعلقة بالتساقط (رطبا) حال موطئة منصوبة ، وعلامة نصبها الفتحة. (جنيا) صفة لرطب منصوبة ، وعلامة نصبها الفتحة.

١٢

ومنه كذلك : (فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالاً طَيِّباً). [الأنفال : ٦٩].

(لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ) [التوبة : ٢٥].

(لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ) [التوبة : ١٢٨].

(قالَ إِنَّما أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيًّا.) [مريم : ١٩].

(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ)(١) [إبراهيم : ٢٤].

(فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكاناً قَصِيًّا) [مريم : ٢٢].

٥ ـ اسم التفضيل :

نحو : الأكرم ، الأسعد ، الأعلى ، الأقوى ، ...

ومنه قوله تعالى : (فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ) [المؤمنون : ١٤]. حيث (أحسن) من أوجه إعرابها أن تكون نعتا للفظ الجلالة مرفوعا ، وعلامة رفعه الضمة.

__________________

(١) (ألم) الهمزة حرف استفهام مبنى لا محل له من الإعراب ، لم : حرف نفى وجزم وقلب مبنى لا محل له من الإعراب. (تر) فعل مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : أنت. (كيف) اسم استفهام مبنى فى محل نصب على الحال. (ضرب) فعل ماض مبنى على الفتح. (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والجملة الفعلية فى محل نصب مفعولى (ترى). (مثلا) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (كلمة) مفعول به ثان لضرب منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة على أن ضرب بمعنى صير مع المثل بخاصة. وقد تعرب بدلا من كلمة على أن ضرب متعد لواحد ، أو منصوبة بفعل محذوف تقديره : جعل مفسر لضرب. (طيبة) نعت لكلمة منصوب وعلامة نصبه الفتحة. (كشجرة) جار ومجرور ، وشبه الجملة فى محل نصب ، نعت لكلمة ، أو شبه الجملة فى محل رفع خبر لمبتدإ محذوف والتقدير : هى كشجرة. (طيبة) نعت لشجرة مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (أصلها) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وضمير الغائبة مبنى فى محل جر بالإضافة إلى أصل. (ثابت) خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والجملة الاسمية فى محل جر نعت لشجرة. (وفرعها) الواو : حرف عطف مبنى عاطف جملة على جملة. فرع : مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وضمير الغائبة فى محل جر بالإضافة إلى فرع. (فى السماء) جار ومجرور ، وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر المبتدإ ، أو متعلقة بخبر محذوف. والجملة الاسمية فى محل جر بالعطف على سابقتها.

١٣

(اللهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتاعٌ) [الرعد : ٢٦]. (الدنيا) اسم تفضيل على وزن (الفعلى) لأنه لمؤنث ، وهو نعت للحياة مجرور بالكسرة المقدرة للتعذر فى الموضع الأول ، ومرفوع بالضمة المقدرة للتعذر فى الموضع الثانى.

ومنه : (الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرى) [الأعلى : ١٢]. (تَنْزِيلاً مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّماواتِ الْعُلى) [طه : ٤]. (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) [طه : ٨].

وكما ذكرنا ؛ يوصف بغير المشتقّ ، فيكون نعتا ، ومن ذلك :

٦ ـ المنسوب :

نحو : مصرى ـ قرشى ـ فاطمى ـ ...

ومنه قوله تعالى : (وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ حُكْماً عَرَبِيًّا) [الرعد : ٣٧]. حيث اللفظ (عربيا) منسوب إلى (عرب) ، وهو نعت لحكم منصوب وعلامة نصبه الفتحة ؛ لأن حكما حال من الضمير المفعول به.

وقوله تعالى : (وَلَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا لَقالُوا لَوْ لا فُصِّلَتْ آياتُهُ) [فصلت : ٤٤].

ومن المنسوب ما وصف به من الجهة المنسوبة فى قوله تعالى : (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِها مَكاناً شَرْقِيًّا)(١) [مريم : ١٦].

٧ ـ (ذو) وفروعه مضافة إلى أسماء الأجناس :

نحو : ذى مال ، ذى علم ، ذى نسب.

__________________

(١) (اذكر) فعل أمر مبنى على السكون ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت. (فى الكتاب) جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلقة بالذكر. (مريم) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (إذ) اسم دال على الزمان مبنى على السكون فى محل نصب ، مفعول به لـ (اذكر) ، أو بمحذوف مضاف لمريم تقديره : خبر أو نبأ مريم ، أو على أنه بدل اشتمال من مريم. (انتبذت) فعل ماض مبنى على الفتح ، والتاء للتأنيث حرف مبنى لا محل له من الإعراب. والفاعل ضمير مستتر تقديره : هى. والجملة فى محل جر بالإضافة. (من أهلها) جار ومجرور ومضاف إليه ، وشبه الجملة متعلقة بالانتباذ. (مكانا) ظرف مكان منصوب وعلامة نصبه الفتحة ، أو مفعول به. (شرقيا) نعت لمكان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

١٤

ومن ذلك قوله تعالى : (وَبَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ) [سبأ : ١٦].

(ذواتى) صفة لجنتين منصوبة ، وعلامة نصبها الياء ؛ لأنها مثنى. تلحظ أن الصفة تكونت من مثنى (ذات) وهى (ذواتا) مضافة إلى (أكل) ، الذى أبدل منه اسم الجنس (خمط).

وقوله تعالى : (وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ (٤٦) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٤٧) ذَواتا أَفْنانٍ) [الرحمن : ٤٦ ، ٤٧ ، ٤٨](١). من الأوجه الإعرابية للكلمة (ذواتا) فى هذا الموضع أن تكون نعتا للمبتدإ المؤخر (جنتان) ، وهو مرفوع ، وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى ، و (ذواتا) مثنى (ذات) ، وهو مضاف إلى اسم الجنس (أفنان) جمع (فنن).

وكذلك : (انْطَلِقُوا إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ) [المرسلات : ٣٠]. (فَأَنْبَتْنا بِهِ حَدائِقَ ذاتَ بَهْجَةٍ). [النمل : ٦٠]. (ذى) نعت لظل مجرور ، وعلامة جره الياء ؛ لأنه من الأسماء الستة ، أما (ذات) فإنها نعت لحدائق منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

(وَاذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ)(٢) [ص : ١٧]. (ذا) نعت لداود منصوب ، وعلامة نصبه الألف ، لأنه من الأسماء الستة.

(كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتادِ) [ص : ١٢]. (ذو) نعت لفرعون مرفوع ، وعلامة رفعه الواو ؛ لأنه من الأسماء الستة.

__________________

(١) (لمن) جار واسم موصول مبنى فى محل جر ، وشبه الجملة فى محل رفع خبر مقدم ، وجملة صلته (خاف). (مقام) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، أو منصوب على نزع الخافض أو على التوسع. (ربّه) : ربّ : مضاف إلى مقام مجرور ، وعلامة جره الكسرة والهاء : ضمير مبنى فى محل جر بالإضافة إلى رب (جنتان) مبتدأ مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى.

(٢) (اذكر) فعل أمر مبنى على السكون ، فاعله ضمير مستتر تقديره : أنت. (عبدنا) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وضمير المتكلمين مبنى فى محل جر بالإضافة إلى عبد. (داود) بدل أو عطف بيان لعبد منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وينطق بفتحة واحدة ؛ لأنه ممنوع من الصرف. (ذا) نعت لداود منصوب ، وعلامة نصبه الألف لأنه من الأسماء الستة. (الأيد) مضاف إليه ذو مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (إنه) حرف توكيد ونصب مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير الغائب مبنى فى محل نصب ، اسم إن. (أوّاب) خبر إن مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

١٥

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنانِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ) [المائدة : ١٠٦](١).

(وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ (١١) وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ) [الطارق : ١١ ، ١٢]. (ذات) فى الموضعين نعت للسماء والأرض مجرور ، وعلامة جره الكسرة ، والسماء والأرض مجروران بحرف القسم (الواو).

(أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (١٤) يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ (١٥) أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ) [البلد : ١٤ ، ١٥ ، ١٦]. (ذى) نعت ليوم مجرور ، وعلامة جره الياء ؛ لأنه من الأسماء الستة ، الحظ إضافته إلى اسم الجنس (مسغبة). و (ذا) نعت ليوم ومسكين منصوب فى الموضعين ، وعلامة نصبه الألف.

(وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ) [الذاريات : ٧]. (ذات) نعت للسماء مجرور وعلامة جره الكسرة ؛ لأن السماء مجرورة بحرف القسم المقدر.

وفروع (ذى) هى : ذوا وذوى (للمثنى المذكر) وذوو ، وذوى (للجمع المذكر) ، وذات (للمفردة) ، وذاتا وذاتى (للمثنى المؤنث) ، وذوات (للجمع المؤنث) ، وأولى بمعنى أصحاب ، وأولات بمعنى (صواحب).

__________________

(١) (يا) حرف نداء مبنى (أيها) منادى مبنى على الضم فى محل نصب ووصلة (ها) حرف مبنى لا محل له.

(الذين) اسم موصول مبنى فى محل رفع ، نعت لأى. (آمنوا) فعل ماض مبنى على الضم ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. (شهادة) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (بينكم) مضاف إلى شهادة مجرور ، وعلامة جره الكسرة ، وضمير المخاطبين مبنى فى محل جر بالإضافة. (إذا) ظرف زمان مبنى فى محل نصب بشهادة. (حضر) فعل ماض مبنى على الفتح. (أحدكم) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة ، وضمير المخاطبين مبنى فى محل جر بالإضافة (الموت) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (حين) ظرف زمان مبنى فى محل نصب بالموت. (الوصية) مضاف إليه حين مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (اثنان) خبر المبتدإ شهادة مرفوع ، وعلامة رفعه الألف ؛ لأنه مثنى. بتقدير محذوف : شهادة. (ذوا) نعت مرفوع ، وعلامة رفعه الألف ؛ لأنه مثنى. (عدل) مضاف إليه ذوى مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (منكم) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة فى محل رفع نعت لاثنين.

١٦

٨ ـ (أى):

ينعت بأى مضافة إلى مثيل لفظ منعوتها ، ويكون نكرة ، نحو قولك : أعجبت برجل أىّ رجل ، ويعنى النعت فى مثل هذا التركيب الكمال فى الصفة. أعجبت بفتاة أية فتاة. هذا معلم أىّ معلم.

٩ ـ اسم الجنس المعرف بالأداة بعد اسم الإشارة :

نحو : هؤلاء المواطنون ، هذا البلد ، هاتان القريتان ... ، كأن تقول : كافأنا هذا المجد ، (المجد) نعت لاسم الإشارة مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وكذلك : قدّرنا هؤلاء المواطنين ، (المواطنين) نعت لاسم الإشارة (هؤلاء) منصوب ، وعلامة نصبه الياء ؛ لأنه جمع مذكر سالم.

واسم الجنس فى مثل هذا التركيب يعرب ـ إلى جانب النعت ـ بدلا أو عطف بيان ، وحينئذ يشترط المطابقة الكاملة ، فلا يقال : رأيت هذين الغلام والجارية ، وذلك للفصل بالعطف.

من النعت باسم الجنس المعرف بالأداة بعد اسم الإشارة قوله تعالى : (لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ (١) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ) [البلد : ١ ، ٢]. (البلد) فى الموضعين نعت لاسم الإشارة (هذا) مجرور ، وعلامة جره الكسرة ، ويجوز أن يعرب عطف بيان له ، أو بدلا منه.

ومنه : (وَلَقَدْ صَرَّفْنا فِي هذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ) [الكهف : ٥٤]. حيث (القرآن) نعت لاسم الإشارة (هذا) مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

(وَتِلْكَ الْقُرى أَهْلَكْناهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا) [الكهف : ٥٩]. (القرى) نعت لاسم الإشارة المبتدإ (تلك) ، وهو مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة.

(قالَ أَرَأَيْتَكَ هذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلاً) [الإسراء : ٦٢](١). الاسم الموصول (الذى) مبنى فى محل نعت لاسم الإشارة (هذا) ، وهو فى محل نصب مفعول به ثان لأريت.

__________________

(١) فى إعراب هذه الآية اضطراب وخلاف شديدان فيما ارتآه النحاة ، لكن أقرب الأوجه فى ذلك

١٧

١٠ ـ اسم الجنس المعرف بالأداة بعد (أى) المنادى :

نعت (أى) المنادى يجب أن يكون اسم جنس معرفا بالألف واللام مرفوعا ، أو فى محلّ رفع ، نحو : يا أيّها الأوفياء أخلصوا فى أعمالكم ، (الأوفياء) نعت لأى مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. أما (أى) فهو منادى مبنى على الضم فى محل نصب.

ومنه قوله تعالى : (يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ) [الفجر : ٢٧] ، حيث (النفس) نعت للمنادى (أى) مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وهو اسم جنس.

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبارَ)(١) حيث (الذين) اسم موصول مبنى فى محلّ رفع ، نعت المنادى (أى).

__________________

هو : (قال) فعل ماض مبنى على الفتح ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : هو. (أرأيتك) الهمزة للاستفهام حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. (رأى) فعل ماض مبنى على السكون ، وتاء الخطاب ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. والكاف حرف خطاب مبنى لا محل له من الإعراب. (هذا) اسم إشارة مبنى فى محل نصب ، مفعول به أول. والمفعول الثانى محذوف يقدر بجملة استفهامية : لم كرمته علىّ؟. (الذى) اسم موصول مبنى فى محل نصب ، نعت من اسم الإشارة. (كرمت) فعل وفاعل مبنيان ، والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وفيه ضمير محذوف مفعول به هو العائد. (على) جار وضمير مجرور مبنيان وشبه الجملة متعلقة بالتكريم. (لئن) اللام موطئة للقسم ، حرف مبنى لا محل له إعرابيا. (إن) حرف شرط جازم مبنى على السكون لا محل له. (أخرتنى) فعل الشرط ماض مبنى على السكون ، وتاء المخاطب ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل ، والنون للوقاية حرف مبنى. وياء المتكلم ضمير مبنى فى محل نصب ، مفعول به. وإن كانت قصرت فالكسر دليل عليها. (إلى يوم) جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلقة بالتأخير. (القيامة) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (لأحتنكن) اللام حرف توكيد مبنى لا محل له إعرابيا. أحتنك : فعل مضارع مبنى على الفتح لاتصاله بنون التوكيد المباشرة فى محل رفع. والنون للتوكيد حرف مبنى لا محل له من الإعراب. والفاعل ضمير مستتر تقديره : أنا ، والجملة الفعلية جواب القسم لا محل لها من الإعراب ، وجملة جواب الشرط محذوفة دل عليها جملة جواب القسم. فإذا اجتمع الشرط والقسم فالجواب للأسبق منهما ، ويكون جواب الآخر محذوفا دل عليه دليل الأسبق. (ذريته) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وضمير الغائب مبنى فى محل جر بالإضافة إليه ذرية. (إلا) حرف استثناء مبنى لا محل له من الإعراب. (قليلا) مستثنى منصوب وعلامة نصبه الفتحة. ويجوز أن يكون منصوبا على أنه نائب عن المفعول المطلق ، فهو صفة لمصدر محذوف ، والتقدير : إلا احتناكا قليلا ، ويمكن أن يكون منصوبا على الظرفية الزمانية ، والتقدير : إلا زمنا قليلا.

(١) التركيب الشرطى (إذا لقيتم فلا تولوهم) جواب النداء. (زحفا) إما مصدر منصوب واقع موقع الحال ،

١٨

(يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ) [الحج : ١].

(قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ) [الكافرون : ١] ، (يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (١) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً) [المزمل : ١ ، ٢] ، (يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١) قُمْ فَأَنْذِرْ) [المدثر : ١ ، ٢].

(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ) [التحريم : ١](١).

(قالَ فَما خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ) [الذاريات : ٣١].

ويعرب ما بعد (أى) فى هذا التركيب عطف بيان كذلك ويعربها بعضهم بدلا ؛ لكننى أرى أن البدلية أبعد ؛ لأن البدل فى نية تكرير العامل ، ولا يجوز وضع (يا) قبل المعرف بالأداة.

١١ ـ اسم الإشارة بعد اسم معرفة :

نحو : أعجبت بمحمد هذا ، (هذا) اسم إشارة مبنى فى محل جرّ نعت لمحمد ، والتقدير : بمحمد المشار إليه.

ومنه أن تقول : احترمنا الفتاة هذه. (هذه) اسم إشارة مبنى فى محلّ نصب صفة للفتاة.

__________________

وإما منصوب على الحالية. وصاحب الحال إما فاعل لقيتم ، وإما المفعول به (الذين كفروا) ، وإما هما معا. (فلا) الفاء حرف واقع فى جواب الشرط يربطه بشرطه لا محل له ، لا : حرف نهى مبنى لا محل له من الإعراب. (تولوهم) فعل مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف النون. وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل ، وضمير الغائبين مبنى فى محل نصب ، مفعول به أول ، والجملة جواب الشرط ، لا محل لها من الإعراب. (الأدبار) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

(١) (يا) حرف نداء مبنى لا محل له. (أيها) أى : منادى مبنى على الضم فى محل نصب. وها : حرف وصلة مبنى لا محل له. (النبى) نعت لأى مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (لم) اللام حرف جر مبنى لا محل له إعرابيا. ما : اسم استفهام مبنى فى محل جر باللام (تلحظ حذف ألف ما كتابيا عند ما دخل عليه حرف الجر) وشبه الجملة متعلقة بالتحريم. (تحرم) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وفاعله مستتر تقديره : أنت. والجملة الفعلية جواب النداء ، لا محل لها من الإعراب. (ما) اسم استفهام مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (أحل) فعل ماض مبنى على الفتح ، وفيه ضمير محذوف مفعول به ، وهو العائد ، والتقدير : أحله. (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. (لك) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بأحل.

١٩

كما يعرب اسم الإشارة عطف بيان أو بدلا فى مثل هذا التركيب.

من ذلك قوله تعالى : (فَذُوقُوا بِما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا) [السجدة : ١٤].

(هذا) اسم إشارة مبنى فى محل جر نعت ليوم.

وقوله تعالى : (قالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هاتَيْنِ) [القصص : ٢٧].

(هاتين) اسم إشارة نعت لابنتى مجرور ، وعلامة جرّه الياء ؛ لأنه مثنى.

١٢ ـ النعت بالمصدر :

ينعت بالمصدر فيلزم الإفراد والتذكير ، دون النظر إلى نوع الموصوف وعدده ، فتقول : احترمت رجلا عدلا ، وامرأة عدلا ، ورجلين عدلا ، وامرأتين عدلا ، ورجالا عدلا ، ونساء عدلا.

ويرى جمهور النحاة أنه إذا وصف بالمصدر فإنه يؤول بالمشتق ، أو ما يشبهه ، فكأنهم يرون أن الأصل : رجلا عادلا ، وامرأة عادلة ... إلخ. أو : رجلا ذا عدل ، وامرأة ذات عدل ، ورجلين ذوى عدل ، وامرأتين ذاتى عدل ، ورجالا ذوى عدل ، ونساء ذوات عدل.

من ذلك قوله تعالى : (وَعَذَّبْناها عَذاباً نُكْراً) [الطلاق : ٨] ، حيث (نكرا) مصدر وهو نعت (عذاب) منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

وقوله تعالى : (إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ) [لطارق : ١٣] ، حيث (فصل) نعت مرفوع لقول ، وهو مصدر.

(وَتَأْكُلُونَ التُّراثَ أَكْلاً لَمًّا) [الفجر : ١٩] ، لممت الشىء لمّا ، أى : جمعته جمعا ، فـ (لمّا) مصدر نعت لأكل منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

(وَتُحِبُّونَ الْمالَ حُبًّا جَمًّا) [الفجر : ٢٠]. (جما) نعت لحب منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

(سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى) [الإسراء : ١].

٢٠