النحو العربى

إبراهيم إبراهيم بركات

النحو العربى

المؤلف:

إبراهيم إبراهيم بركات


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار النشر للجامعات
الطبعة: ١
ISBN: 977-316-204-4
الصفحات: ٤٩٤

ينبوك أنّا نفرج الهمّ كلّه

بحقّ وأنّا فى الحروب مساعر (١)

حيث (إن) حرف توكيد ونصب ، اسمه ضمير المخاطبة (الكاف) ، وخبره التركيب الشرطىّ (إن تسأليهم ... ينبوك) ، أمّا الجملة القسمية (عمر الله) فإنها اعتراضية للتوكيد ، لا محلّ لها من الإعراب.

ب ـ أن تحتسب القسم إذا تقدم على الشرط خبرا للمبتدإ ، فتجعل الجواب له.

فتقول : أنت والله إن ذاكرت لتنجحنّ ، تلحظ كون فعل الشرط ماضيا فى هذا التركيب كما ذكرنا فى مثيله سابقا ، وعندئذ لا بدّ من تقدير خبر محذوف ، لأن الجملة القسمية لا تصحّ خبرا على رأى جمهور النحاة ، والتقدير : أنت مقول لك والله .. ولذلك فإننى أرى أن هذا التركيب يضعف.

ج ـ أن تحتسب جملة الجواب خبرا للمبتدإ ، فيكون القسم والشرط غير عاملين فيها ، فتقول : أنت والله إن ذاكرت تنجح. برفع فعل الجواب المضارع (تنجح) ، على أن الجملة الفعلية فى محلّ رفع ، خبر المبتدإ.

__________________

(١) شرح السكرى لأشعار الهذليين ٢ ـ ٦٩٥. تجل : تعظم ، الكبائر : الأمور العظام ، مساعر : جمع مسعر ، وهو الذى يشعل الحرب.

جملة الشرط (تسأليهم) فعلها مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف النون ، وياء المخاطبة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل ، وضمير الغائبين مبنى فى محل نصب ، مفعول به. شبه جملة (بأحسابنا) متعلقة بالسؤال. (إذ) طرف زمان مبنى فى محل نصب ، (ما) حرف زائد مبنى لا محل له من الإعراب. (تجل الكبائر) جملة فعلية فى محل جر بالإضافة جملة جواب الشرط (ينبوك) فعلها مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف النون ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل ، وضمير المخاطبة مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (أنا) حرف توكيد ونصب مبنى ، واسمه ضمير المتكلمين مبنى فى محل نصب اسم أنّ (نفرج) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة ، وفاعله ضمير تقديره نحن. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر أن ، والمصدر المؤول سد مسدّ المفعولين الثانى والثالث لينبئ. (الهم) مفعول به لنفرج منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (كله) توكيد للهم منصوب ، وضمير الغائب مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (بحق) جار ومجرور ، وشبه الجملة فى محل نصب ، حال. (أنا فى الحروب مساعر) مصدر مؤول فى محل نصب بالعطف على المصدر المؤول السابق. وشبه جملة (فى الحروب مساعر) متعلقة بمساعر ، أو فى محل نصب حال ، (مساعر) خبر أن مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

٤٦١

٢ ـ إذا تحرك القسم مما بعد المبتدإ ، فإنه يجوز لك :

أ ـ أن تحتسب القسم فى صدر جملة جواب الشرط فتقترن بالفاء ، ويكون الجواب للقسم ، وتكون الجملة القسمية فى محل جزم ، جواب الشرط ، ويكون خبر المبتدإ التركيب الشرطى. فتقول : أنت إن تذاكر فو الله لتنجحنّ.

ب ـ أن يكون القسم اعتراضيا فيكون الجواب للشرط ، ويكون التركيب الشرطىّ خبر المبتدإ. فتقول ، أنت إن تذاكر ـ والله ـ تنجح ، يلحظ عدم اقتران القسم بالفاء ؛ لئلا يدخل فى جملة جواب الشرط.

كما يجوز فى هذا التركيب القول : أنت إن ذاكرت والله تنجح ، بجزم فعل الجواب ورفعه ؛ لأن فعل الشرط ماض ، وتكون جملة القسم فى الموضعين اعتراضية للتوكيد ، لا محلّ لها من الإعراب. والتركيب الشرطىّ يكون خبرا للمبتدإ.

٣ ـ أن يكون القسم فى نهاية التركيب فتجعل الجواب للشرط ، ويكون التركيب الشرطىّ خبرا للمبتدإ ، فتقول : أنت إن تذاكر تنجح والله ، وأنت إن ذاكرت تنجح والله. وتكون جملة القسم للتوكيد.

ويجوز لك أن تجعل جملة الجواب خبرا ، ويكون الشرط اعتراضيا ، فتقول : أنت ـ إن ذاكرت ـ تنجح ، والله ؛ برفع الفعل (تنجح) ، على أن الجملة الفعلية (تنجح) فى محل رفع ، خبر المبتدإ (أنت). والتركيب الشرطىّ اعتراضىّ لا محل له من الإعراب ، وجملة جوابه محذوفة ، دلّ عليها جملة خبر المبتدإ ، ويكون القسم للتوكيد.

ملحوظة :

من اجتماع الشرط والقسم تصدّر التركيب باللام الموطئة للقسم ، كما هو فى قوله تعالى : (وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ) [إبراهيم : ٧] ، حيث صدرت الجملة باللام الموطئة للقسم ، وتلاها حرف الشرط (إن) ؛ فاحتاج كل من القسم والشرط إلى جواب ، وتنازعا جوابا واحدا ، هو (إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ). فلما سبق القسم

٤٦٢

الشرط احتسب جمهور النحاة الجواب للقسم ، ولذلك فإن الجواب جملة اسمية منسوخة لم تقترن بالفاء.

أما جواب الشرط فإنهم يقدرونه محذوفا ، دل عليه جواب القسم ، ومثل ما سبق : (لَئِنْ أَنْجانا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ) [الأنعام : ٦٣] ، جملة الجواب (لنكوننّ) أكدت باللام ونون التوكيد الثقيلة ؛ لأنها جواب للقسم المقدم على الشرط ، ويكون جواب الشرط محذوفا دل عليه جواب القسم.

ومثله : (لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنا رَبُّنا وَيَغْفِرْ لَنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ) [الأعراف : ١٤٩] ، (لَئِنْ آتَيْتَنا صالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ) [الأعراف : ١٨٩] ، (لَئِنْ أَنْجَيْتَنا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ) [يونس : ٢٢] ، (لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ) [الأنعام : ٧٧].

(لَئِنْ جاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِها) [الأنعام : ١٠٩](١) ، (لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ) [الأعراف : ١٣٤](٢) ، (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّما كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ) [التوبة : ٦٥](٣)(وَمِنْهُمْ مَنْ عاهَدَ اللهَ لَئِنْ آتانا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ) [التوبة : ٧٥](٤) ، (وَلَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ ما يَحْبِسُهُ) [هود : ٨].

__________________

(١) (آية) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (ليؤمنن) اللام للتوكيد ، أو لام القسم حرف مبنى. يؤمنون :فعل مضارع مرفوع بثبوت النون المحذوفة لتوالى الأمثال ، وواو الجماعة المحذوفة لالتقاء ساكنين ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل ، والنون المشددة المثقلة للتوكيد حرف مبنى ، والجملة جواب القسم لا محل لها من الإعراب. وجملة جواب الشرط (إن) محذوفة دل عليها جملة جواب القسم.

(٢) (نؤمنن) فعل مضارع مبنى على الفتح لاتصاله بنون التوكيد المباشرة فى محل رفع. وفاعله ضمير مستتر تقديره : نحن ، والنون للتوكيد حرف مبنى لا محل له ، والجملة جواب القسم ـ على رأى جمهور النحاة ـ لا محل لها من الإعراب ، وجملة جواب الشرط محذوفة دل عليها جملة جواب القسم.

(٣) (ليقولن) مثل إعراب (ليؤمنن) ، فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون المحذوفة لتوالى الأمثال ، وواو الجماعة المحذوفة لالتقاء ساكنين ضمير مبنى فى محل رفع فاعل ، والنون للتوكيد حرف مبنى ، والجملة جواب القسم لا محل لها من الإعراب. (إنما) حرف توكيد ونصب مكفوف عن العمل بما ، (ما) كافة لإن عن عملها حرف مبنى لا محل له. (كنا) فعل ماض ناقص ، واسمه ضمير المتكلمين ، وخبره الجملة الفعلية (نخوض) فى محل نصب ، وجملة (إِنَّما كُنَّا نَخُوضُ) فى محل نصب ، مقول القول.

(٤) (منهم) شبه جملة فى محل رفع ، خبر مقدم. (من) اسم موصول مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. وجملة

٤٦٣

وقوله تعالى : (وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ بَعْدَ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ما لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا واقٍ) [الرعد : ٣٧](١) ، فإن جملة الجواب (مالك من وليّ) اسمية ؛ ولم تقترن بالفاء لاحتسابها جواب القسم المتقدم على الشرط ، وتكون جملة جواب الشرط محذوفة دلّ عليها جملة القسم.

ومثل ذلك : (وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [آل عمران : ١٥٧](٢). حيث جملة الجواب الاسمية (لمغفرة خير) لم تقترن بالفاء ؛ لاحتسابها للقسم المتقدم على الشرط بدلالة اللام الموطئة فى (لئن).

(لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلاً) [الإسراء : ٦٢](٣).

وفيه تلحظ أن جملة جواب (لأحتنكنّ) مصدرة بلام التوكيد ، ومؤكدة بالنون ؛ لأن الجواب محتسب للقسم المتقدم الموطئ له اللام فى (لئن) ، ويكون جواب الشرط محذوفا دلّ عليه جواب القسم ، ولذلك فإن جملة الجواب لم تقترن بالفاء.

__________________

(عاهد) صلة الموصول لا محل لها. (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (آتانا) جملة الشرط ، أما جملة جواب الشرط فمحذوفة دل عليها جملة جواب القسم (لنصدّقنّ). شبه جملة (من الصالحين) في محل نصب خبر (نكون) ، أو متعلقة بخبرها المحذوف ، (لنصدقن) اللام للتوكيد واقعة فى جواب القسم حرف مبنى. نصدق : فعل مضارع مبنى على الفتح لاتصاله بنون التوكيد المباشرة فى محل رفع ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : نحن ، والنون للتوكيد لا محل لها. والجملة جواب القسم ـ على رأى جمهور النحاة ـ لا محل لها من الإعراب. وجملة جواب الشرط محذوفة دل عليها جملة جواب القسم.

(١) (ما) اسم موصول مبنى فى محل جر بالإضافة ، وصلته جملة (جاءك) ، شبه جملة (لك) فى محل رفع خبر مقدم ، شبه جملة (من الله) فى محل نصب ، حال. (من ولي) من : حرف جر زائد مبنى لا محل له من الإعراب ، ولى : مبتدأ مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.

(٢) (مغفرة) مبتدأ مرفوع ، خبره (خير) ، (مما) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بالخيرية. وجملة (يجمعون) صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.

(٣) (ذريته) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وضمير الغائب مبنى فى محل جر بالإضافة. (قليلا) التقدير : إلا احتناكا قليلا ، فتكون نائبا عن المفعول المطلق منصوبا ، وعلامة نصبه الفتحة ، أو : إلا قليلا من ذريته ، فتكون مستثنى منصوبا ، أو : إلا قليلا من المرات ، أو : إلا زمنا قليلا فتكون منصوبة على الظرفية.

٤٦٤

ومنه قول الهذلى :

لئن نأيت أو رميت من أمم

لأخضبن بعضك من بعض بدم (١)

جملة الجواب (لأخضبن) احتسبت جوابا للقسم المتقدم المنبئ عنه اللام فى (لئن) ، أو الموطئة له ، أما جواب شرط (إن) فإنه يكون محذوفا دلّ عليه جواب القسم.

ومن اجتماع الشرط والقسم أن يسبق القسم الشرط عن طريق تقدير لام القسم محذوفة فى صدر التركيب ، كما هو فى قوله تعالى : (وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ) [الأنعام : ١٢١]. فإننا نجد أن الجواب (إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ) جملة اسمية منسوخة ، ولم تقترن بالفاء ؛ ذلك لأن فى التركيب قسما مقدرا ، والتقدير : ولئن أطعتموهم ، فاحتسب الجواب للقسم ـ على رأى جمهور النحاة ـ

ومثل ما سبق : (وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ) [الأعراف : ٢٣] ، حيث جملة الجواب (لنكونن) أكدت باللام والنون الثقيلة ؛ لاحتسابها جوابا للقسم المقدر ، حيث التقدير : ولئن لم تغفر.

ومثله قوله تعالى : (وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) [المائدة : ٧٣] ، والتقدير : ولئن لم ينتهوا ، فكانت جملة الجواب (ليمسّنّ) مؤكدة باللام والنون الثقيلة.

وأرى أن الجواب فى حال اجتماع الشرط والقسم يكون ـ معنويا ـ للشرط بخاصة ؛ لأن المتحدث يقسم على ارتباط معنى جملة الجواب بمعنى جملة الشرط ـ إن سلبا ، وإن إيجابا (٢) ، ويتضح ذلك مع حرفى الشرط (لو ولو لا) ؛ لأنهما يفيدان امتناعا فى الجواب ، وامتناع وقوع الجواب يتنافى مع مجموع ما يقسم عليه ، فإذا قلت : والله لو خرج محمد لخرجت ، فإن القسم لا يعنى الخروج المفهوم

__________________

(١) ديوان الهذليين ٣ ـ ٩٨ / شرح السكرى ٢ ـ ٥٧٧. أمم ـ قصد.

(٢) يرجع إلى : الجملة الشرطية عند الهذليين ، للمؤلف ، رسالة ماجستير. جامعة القاهرة ـ كلية الآداب ١٩٧٧.

٤٦٥

من لفظ الجواب دون اعتبار معنى (لو) التى تعطى مفهوم الامتناع ؛ لأن تقدير النحاة فى هذا المثل حيث سبق القسم الشرط : والله لخرجت ، لو خرج محمد لخرجت ، وهذا مناقض للمقسم عليه.

والحال كذلك مع حرف الشرط (لو لا) ، وبالتالى يسرى على جميع أدوات الشرط.

لكن توكيد فعل الجواب إذا سبق القسم يتأتى من استحباب التوكيد حين ذكر القسم ، وكذلك ربط الجواب بشرطه بالقسم ، حتى لا يتوهم عدم وقوع القسم عليه لطول الفاصل بينهما.

ولذلك فإن الجواب يظلّ لـ (لو) و (لو لا) حال تقدم القسم عليهما ، ولتتأمل الأبيات الآتية : قول أبى المثلم :

تالله لو قذفوا صخرا بفاقرة

إذن لقيل أصابوا الميل فاعتدلوا (١)

جملة الجواب (إذن لقيل) خاصة بالشرط.

قول سلمى بن المقعد :

فو الله لو لا قتلنا من وراءه

لظلّت عليه أمّ شبلين تمعد (٢)

جملة الجواب (لظلت) خاصة بـ (لو لا).

قول عبد مناف بن ربع الجربى :

فو الله لو أدركته لمنعته

وإن كان لم يترك مقالا لقائل (٣)

__________________

(١) ديوان الهذليين ٢ ـ ٢٣٥ / شرح السكرى ١ ـ ٢٧٧. فاقرة : داهية ، والفقر : قطع الأنف وكل خصلة سوء ، الميل : العوج.

(٢) شرح السكرى ٢ ـ ٧٩١. تمعد : تأكل.

قتلنا : مبتدأ مرفوع ، وخبره محذوف وجوبا. (من) اسم موصول مبنى فى محل نصب ، مفعول به لقتل. وصلته شبه جملة وراءه. أو : من تعلقت به. (أم) اسم ظل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. الجملة الفعلية (تمعد) فى محل نصب ، خبر ظل.

(٣) ديوان الهذليين ٢ ـ ٤٧ / شرح السكرى ٢ ـ ٦٨٦.

٤٦٦

جملة الجواب (لمنعته) تخص (لو).

قضية الحذف فى التركيب الشرطى

تدرس قضية الحذف فى التركيب الشرطى عن طريق عرض احتمال الحذف فى كلّ جزء من أجزائه ، أو حذف أكثر من جزء معا ، وبادئ ذى بدء فإنه لا يجوز أن تحذف أداة الشرط بمفردها ، سواء أكانت جازمة أم غير جازمة.

ويذكر بعضهم حذف أداة الشرط فى قوله تعالى : (تَحْبِسُونَهُما مِنْ بَعْدِ الصَّلاةِ فَيُقْسِمانِ بِاللهِ) [المائدة : ١٠٦] ، على أن (تحبسون) فعل شرط لأداة شرط مقدرة ، وقدرت بـ (إن) فى موضع (١) ، وب (إذا) فى موضع آخر (٢).

ويجعلون منه قول ذى الرمة :

وإنسان عينى يحسر الماء تارة

فيبدو وتارات يجمّ فيغرق (٣)

ويقدرونه : إذا حسر بدا ، أو : إن حسر بدا.

ولكن الفاء فى مثل هذه المواضع تحتسب عاطفة للجملة التى تليها على الجملة التى تسبقها ، وبذلك فإن أداة الشرط ليست محذوفة ، ولا يقال بحذفها.

لكنه قد تحذف أداة الشرط إذا دلّ عليها مثيلتها ، ويكون ذلك إذا عطف شرط على شرط ، وكانت الأداة الثانية هى الأولى ، مثال ذلك قول مالك بن خالد :

وقلت من يثقفوه تبك حنّته

أو يأسروه يجع فيهم وإن طعموا (٤)

التركيب الشرطى (من يثقفوه تبك حنته) مكون من اسم الشرط (من) وجملة الشرط (يثقفوه) ، وجملة الجواب (تبك حنته) : وقد عطف عليه التركيب الشرطى (يأسروه يجع) ، وهو محذوف الأداة ، تقديره ، أو من ... وتلحظ أن اسم الشرط المحذوف هو اسم الشرط المذكور.

__________________

(١) البيان فى إعراب القرآن ١ ـ ٣٠٨ / همع الهوامع ٢ ـ ٦٣.

(٢) مشكل إعراب القرآن ١ ـ ٢٥١ / الدر المصون ٢ ـ ٦٣٠.

(٣) ديوانه ٤٧٩ / مجالس ثعلب ٢ ـ ٦ / المحتسب ١ ـ ١٥٠ / المقرب ٢ ـ ٦.

(٤) ديوان الهذليين ٣ ـ ١٣ / شرح السكرى ١ ـ ٤٦٠. يثقفوا : يظفروا به ، حنّته : امرأته.

٤٦٧

حذف فعل الشرط :

يذكر حذف فعل الشرط إذا تذكرنا تركيبين :

أولهما : ما هو فى قوله تعالى : (إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَها نِصْفُ ما تَرَكَ) [النساء : ١٧٦] ، حيث يقدر البصريون فعلا محذوفا بعد أداة الشرط يفسره الفعل المذكور ، ومثله : (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ) [الانشقاق : ١] ، ومنه ما ذكرناه فى قسم (الاسم بعد أداة الشرط) ، وقد أودعناه الرأى.

أما الكوفيون فإنهم لا يقدرون محذوفا ، بل إن الفاعل هو الذى تقدم فعله ، وعلى قول للأخفش يقدر الاسم الذى يلى أداة الشرط مبتدأ.

والآخر : ما ذكر فى كتاب سيبويه من تقدير المحذوف فى القول (١) : الناس مجزيون بأعمالهم ، إن خيرا فخير ، وإن شرّا فشرّ ، والمرء مقتول بما قتل ، إن خنجرا ، فخنجر ، وإن سيفا فسيف. حيث يقدر فعل محذوف تقديره : إن كان خيرا فخير ، وإن كان شرا فشر ، وإن كان خنجرا فخنجر ، وإن كان سيفا فسيف.

وبذلك فإن الفعل المحذوف هو فعل الشرط.

ومنه قول ليلى الأخيلية :

لا تقربنّ الدهر آل مطرّف

إن ظالما فيهم وإن مظلوما (٢)

أى : إن كنت ظالما ، وإن كنت مظلوما.

وقول النعمان بن المنذر :

قد قيل ذلك إن حقا وإن كذبا

فما اعتذارك من شىء إذا قيلا (٣)

أى : إن كان حقا ، وإن كان كذبا ...

__________________

(١) الكتاب ١ ـ ٢٥٨ ، ٣ ـ ١١٣ / وينظر : الخصائص ٢ ـ ٣٦٠.

(٢) الأمالى الشجرية ١ ـ ٣٤١ / ارتشاف الضرب ٢ ـ ٩٧.

(٣) الأمالى الشجرية ١ ـ ٣٤١ / ارتشاف الضرب ٢ ـ ٩٦.

٤٦٨

حذف جملة الشرط :

يجوز أن تحذف جملة الشرط بعد (إلا) التى تتركب من (إن) الشرطية و (لا) النافية ، ويكونان مسبوقين بالواو العاطفة ، حيث تعطف هذا التركيب على كلام سابق عليه فيه طلب ، أى : أن الكلام كلّه يكون كما يأتى :

طلب+ واو+ إلا+ جملة جواب الشرط.

يمثل ذلك قول الأحوص :

فطلّقها فلست لها بكفء

وإلّا يعل مفرقك الحسام (١)

أى : إن لا تطلقها يعل ، فحذف جملة الشرط.

ومنه قول الشاعر :

أقيموا بنى النعمان عنا صدوركم

وإلا تقيموا صاغرين الرءوسا (٢)

أى : وإلا تقيموا صدوركم تقيموا صاغرين.

ومثله قول مليح بن الحكم :

وأوثق لنا عهدا ندم لك ما جرى

على ثبج البحر السفين الملجج

وإلّا فآذنّا بصرم نمت به

قاويل تقرا كلّ يوم وتزعج (٣)

أى : وإلا توثق لنا فآذنّا ...

__________________

(١) الأمالى الشجرية ١ ـ ٣٤١ / المرتجل ٢٢١ / المقرب ١ ـ ٢٧٦ / ارتشاف الضرب ٢ ـ ٥٦١.

(فلست لها بكفء) جملة جواب شرط محذوف ، والتقدير : إن تطلقها فلست. (لها) شبه جملة متعلقة بكفء. (بكفء) الباء حرف جر زائد. كفء : خبر ليس منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر. (يعل) فعل جواب الشرط مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة. (مفرقك) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وضمير المخاطب مبنى فى محل جر بالإضافة. (الحسام) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

(٢) (أقيموا) فعل أمر مبنى على حذف النون ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (بنى) منادى منصوب ، وعلامة نصبه الياء ؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم ، وحذفت النون من أجل الإضافة ، (النعمان) مضاف إلى بنى مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (عنا) جار ومجرور ، وشبه الجملة فى محل نصب ، حال. (تقيموا) فعل جواب الشرط مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف النون ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (صاغرين) حال منصوبة من فاعل تقيموا ، وعلامة نصبها الياء. (الرءوسا) مفعول به لصاغرين منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، والألف للإطلاق حرف لا محل له من الإعراب.

(٣) شرح السكرى لأشعار الهذليين ٣ ـ ١٠٣٥.

٤٦٩

ويذكر أن هذا الحذف لا يكون إلا فى مثل هذا التركيب ، المكون من (إن) متلوة بـ (لا) النافية ، ومنهم من يردّ ذلك.

حذف جملة الشرط مع الأداة :

يكون حذف جملة الشرط مع الأداة مطردا فيما يسمى بالشرط بلا أداة ، وقد درس فى موضعه ، حيث يقدر أداة شرط وجملة شرط محذوفتان قبلّ الجزاء المذكور بعد الطلب أو ما فى معناه ، نحو القول : احفظ الله تجده تجاهك ، والتقدير : احفظ الله إن تحفظ الله تجده ... فيقدر أداة الشرط (إن) ، وجملة الشرط (تحفظ) قبل جملة الجواب أو الجزاء (تجده) ، وبعد الأمر (احفظ الله) (١).

ويقدر حذف الشرط مع الأداة فى مثل قوله : (وَما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ) [المؤمنون : ٩١] ، أى : لو كان معه آلهة إذا لذهب.

حذف جملة الجواب :

قد يرد التركيب الشرطىّ وقد سبقت جملة الجواب أو بعضها أداة الشرط وجملة الشرط ـ وحينئذ ـ يذكر جمهور النحاة حذف جملة جواب الشرط ، ويدل عليها ما هو مذكور ، والنحاة يشترطون حذف جملة الجواب فيما هو معلوم معنى جوابه ، كما يكون فعل الشرط المذكور ماضيا لفظا ومعنى ، ومنهم من يجيز كون فعل الشرط مضارعا حين حذف جملة الجواب.

مما سبق فيه معنى جملة الجواب جملة الشرط وأداته قول أبى صخر :

فلا تأس إن صدّت سواك ولا تكن

جنيبا لخلّات كذوب المواعد (٢)

__________________

(١) وفى مثل هذا التركيب تعليل آخر لجزم المضارع ، وهو جزمه لأنه فى جواب الطلب.

(٢) شرح السكرى ٢ ـ ٩٣٢. لا تأس : لا تحزن عليها ، إن صدت سواك : إن ذهبت إلى غيرك.

(لا) حرف نهى مبنى لا محل له من الإعراب (تأس) فعل مضارع مجزوم بعد لا الناهية ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت. (سواك) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، وضمير المخاطب مبنى فى محل جر بالإضافة. (تكن) فعل مضارع مجزوم بعد لا الناهية ، وعلامة جزمه السكون. واسمه ضمير مستتر تقديره : أنت. (جنيبا) خبر تكن منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (لخلات) جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلقة بجنيب. (كذوب) نعت لخلات مجرور ، وعلامة جره الكسرة ، (المواعد) مضاف إلى كذوب مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

٤٧٠

وفيه ذكر أداة الشرط وجملة الشرط (إن صدت) ، وجملة جواب الشرط التى يجب أن تذكر بعدهما كان معناها فيما قبلها من الجملة (فلا تأس) ... فسبق ما فيه معنى جملة الجواب أداة الشرط وجملته ، فاعتبر الجواب محذوفا لدلالة ما سبق عليه ، والتقدير : إن صدت سواك فلا تأس.

ومثله قول سلمى بن المقعد :

فلست بقاتلى إن رمت قتلى

ولا آدتك أمّك أمّ قمل (١)

والتقدير : إن رمت قتلى فلست بقاتلى.

أما قول أميّة بن أبى عائذ :

أولئك آبائى وهم لى ناصر

وهم لك إن صانعت ذلك معقل (٢)

ففيه توسّط حرف الشرط وجملته (إن صانعت) الجملة الاسمية (هم لك معقل) ، وفيها معنى جملة الجواب ؛ لأن التقدير : إن صانعت ذلك فهم لك معقل.

ومثله قول أبى صخر :

وفى الدمع إن كذّبت بالحبّ شاهد

يبيّن ما أخفى كما بيّن البدر (٣)

__________________

(١) شرح السكرى لأشعار الهذليين ٢ ـ ٧٩٤. آدتك : أعانتك.

(بقاتلى) الباء حرف جر زائد. قاتلى : خبر ليس منصوب بالفتحة المقدرة ، وضمير المتكلم مبنى فى محل جر بالإضافة. (أمك) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وضمير المخاطب مبنى فى محل جر بالإضافة. (أم قمل) أم : بدل ، أو عطف بيان من أم الأولى مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. قمل : مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة.

(٢) السابق ٢ ـ ٥٣٩.

(٣) السابق ٢ ـ ٩٥٧.

(فى الدمع) شبه جملة فى محل رفع ، خبر مقدم. (شاهد) مبتدأ مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. جملة (يبين) فى محل رفع ، نعت لشاهد. (ما) اسم موصول مبنى فى محل نصب ، مفعول به. صلته جملة (أخفى). (كما) حرف جر وحرف مصدرى مبنيان لا محل لهما من الإعراب. (بيّن البدر) فعل وفاعل ، والمصدر المؤول فى محل جر بالكاف.

٤٧١

والتقدير : إن كذّبت بالحبّ ففى الدمع شاهد ، فتوسط حرف الشرط وجملته ما فيه معنى جملة الجواب.

كما يلحظ حذف جملة جواب الشرط فى تراكيب أخرى (١) ، كما يأتى :

ـ الجواب على الاستفهام إذا تضمن الجواب شرطا ، نحو : أتعطينى درهما؟

فتقول : إن جاء زيد ، والتقدير : إن جاء زيد أعطيك أو أعطك .. وتقول كذلك : أتعيرنى كتابك؟ فيقال لك : إن أعطيتنى قلمك. وتقول : أتذكر اسمك؟. فيقال : إن أفصحت عن السبب. وتقول : أتحضر الاجتماع اليوم؟ فيقال : إن وصلتنى دعوة.

ـ إذا توالى أداتا شرط وجملتا شرط ، كان الجواب لأحد الشرطين ، واحتسب جواب الآخر محذوفا دل عليه جواب المذكور ، نحو إن ذاكرت إن فهمت تجب عن جميع الأسئلة ، وتفصّل هذه فى القسم التالى (توالى شرطين).

ـ إذا اجتمع قسم وشرط ، وسبق القسم الشرط ؛ فإن جمهور النحاة يحتسبون الجواب للأسبق ؛ وهو القسم ، ويكون جواب الشرط محذوفا دلّ عليه جواب القسم المذكور ، نحو : والله إن تخلص لله ليثيبنّك خير الثواب. حيث يجعلون جملة الجواب (ليثيبنّك) جوابا للقسم المتقدم ، ويجعلون جواب الشرط محذوفا دلّ عليه الجواب المذكور.

حذف جملتى الشرط والجواب معا :

يجوز حذف الشرط والجواب معا بعد (إن) الشرطية بخاصة ؛ إن دلّ على المحذوف الكلام المذكور ، ويذكر ذلك فى قول الشاعر :

قالت بنات العمّ يا سلمى وإن

كان فقيرا معدما قالت وإن

أى : وإن كان فقيرا معدما تمنّيته. كما تلحظ حذف جملة جواب الشرط فى قوله : (وإن كان فقيرا معدما).

__________________

(١) ينظر : الجملة الشرطية عند النحاة العرب ٣٤٤.

٤٧٢

كما يذكرون حذف جملتى الشرط والجواب معا فى مثل القول : افعل هذا إمّا لا ، أى : إن كنت لا تفعل غيره فافعله.

والقاعدة العامة أنه يجوز حذف ما دلّ عليه دليل مقالى أو مقامى.

توالى شرطين :

قد يتوالى شرطان ، ويكون ذلك فى صورتين :

إحداهما : أن يصلح الشرط الثانى جوابا للأول ، والأرجح احتسابه جواب شرطه ، نحو قوله تعالى : (قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْها جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) [البقرة : ٣٨]. حيث (إما) حرف شرط ، وهو (إن) الشرطية ، و (ما) التوكيدية أو التوسعية ، وجملة الشرط (يأتيّنكم هدى) ، وفعلها (يأتى) مبنى على الفتح لاتصاله بنون التوكيد المباشرة فى محلّ جزم ، ويكثر توكيد الفعل المضارع بالنون بعد (إن) الشرطية الملحق بها (ما) ، وجواب جملة الشرط هو التركيب الشرطىّ (من تبع هداى فلا خوف عليهم) ، وقد صدّر بالفاء.

ومن النحاة من يرى أن جواب الشرط الثانى جواب للشرطين معا.

ومنهم من يرى أن جواب الشرط المذكور (فلا خوف عليهم) جواب للشرط الثانى ، أما جواب الأول فمحذوف ، تقديره : فإما يأتينكم منى هدى فاتبعوه ، ويكون الشرط الثانى مستقلا.

ويجوز أن تحتسب (من) اسما موصولا فى محلّ رفع ، مبتدأ ، خبره جملة (فلا خوف عليهم).

(مَنْ كَفَرَ بِاللهِ مِنْ بَعْدِ إِيمانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ وَلكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللهِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) [النحل : ١٠٦]. حيث اجتمع شرطان : أولهما : من كفر ، والآخر : من شرح ، فإذا احتسبنا (من) الأولى شرطية فإن جوابها قد يكون محذوفا دل عليه جواب الثانية ، وإما أن يكون الجواب المذكور

٤٧٣

جواب الأولى ، وجواب الأخرى يكون محذوفا ، دلّ عليه الجواب المذكور ، وإما أن يكون الجواب المذكور جوابا للاثنتين معا ، والجواب المتنازع فيه هو الجملة الاسمية المصدرة بالفاء (فعليهم غضب).

وقد تحتسب الأولى اسما موصولا خبره التركيب الشرطى ، أو خبره محذوف دلّ عليه خبر (من) اسم الشرط الثانى ، وهو جملة (فعليهم غضب) ، أو أوجه أخرى.

ومنه : (فَإِذا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ ما عَلَى الْمُحْصَناتِ مِنَ الْعَذابِ) [النساء : ٢٥].

والأخرى : أن لا يصلح الشرط الثانى جوابا للأول :

ومنه قوله تعالى : (فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (٨٨) فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ) [الواقعة : ٨٨ ، ٨٩]) ، حيث (أما) فيه معنى الشرط ، وتحتاج إلى جواب مصدر بالفاء ، ويجب أن يفصل بينها وبين فاء جوابها بفاصل ذكر فى موضعه ، وتلاها حرف الشرط (إن) ، فكلّ منهما يحتاج إلى جواب لشرطه ، ففى هذه الآية الكريمة توالى شرطان ذوا جواب واحد ، وللنحاة فى احتساب الجواب ثلاثة أوجه :

أ ـ أن يكون الجواب المذكور للشرط الأول ، ويكون جواب الشرط الثانى محذوفا لدلالة جواب الأول عليه. وهذا مذهب سيبويه ، حيث يمثل ذلك بالقول : أما غدا فلك ذاك (١).

ب ـ أن يكون الجواب المذكور للشرط الثانى ، ويكون جواب الشرط الأول محذوفا لدلالة جواب الشرط الأول عليه ، وهو مذهب أبى على الفارسى ، وله رأى آخر يوافق مذهب سيبويه السابق (٢).

ج ـ أن يكون جواب الشرط المذكور جوابا للشرطين معا ، وجمهور النحاة على الرأى الأول.

__________________

(١) ينظر : الكتاب ٣ ـ ٧٩.

(٢) ينظر : البحر المحيط ١٠ ـ ٩٥.

٤٧٤

ومثل ما سبق : (وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ (٩٠) فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ (٩١) وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (٩٢) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ) [الواقعة : ٩٠ ـ ٩٣].

ويبدو أن الأمر فى هذه القضية أن جواب الشرط المذكور ما هو إلا جواب لحرف الشرط (إن) التالى لأما ، وإن شئت جعلته جوابا لأمّا كذلك ، أى : فهو جواب للاثنين معا ؛ ذلك لأن (أما) لا يهمها من ذلك ـ تركيبيا ـ إلا أن يكون بينها وبين ما نعتقد أنه جوابها فاصل ، ثم لا بد من ذكر الفاء فى صدر هذا الجواب ، والحقيقة أن هذا الجواب ما هو إلا جواب لما يليها ، سواء أكان مبتدأ ، أم مفعولا ، أم غيرهما ، ولذلك فإنه إذا وقع بعدها مبتدأ فإننا نعرب ما هو جوابها خبرا لهذا المبتدإ ، نحو : (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ) [البقرة : ٢٦] ، حيث الاسم الموصول (الذين) مبتدأ ، خبره الجملة الفعلية المصدرة بالفاء (فيعلمون) ، وهى فى الوقت نفسه جواب لأما ، كذلكم جملة الجواب المذكورة جواب لـ (إن) المذكورة بعد (أما) ، وهو بمثابة خبر المبتدإ المذكور بعدها ، وهو فى الوقت نفسه جواب (أمّا) ، وتحقق بذلك خصائص تركيب (أما) ، وهى : وجود فاصل بينها وبين فائها ، وهو حرف الشرط وجملة الشرط ، فهما بمثابة ركن واحد ، ثم ذكر الفاء بعد هذا الفاصل.

ومنه قول الشاعر :

إن تستغيثوا بنا إن تذعروا تجدوا

منّا معاقل عزّ زانها كرم

الشرط الأول (إن تستغيثوا) ، والشرط الثانى (إن تذعروا) ، وجملة الجواب للاثنين (تجدوا) ، وأفعال جملها مضارعة مجزومة ، وعلامة جزمها حذف النون.

ولنلحظ قوله تعالى : (قالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ) [الكهف : ٨٧] ، حيث (من) اسم موصول فى محل رفع ، مبتدأ ، خبره الجملة الفعلية المصدرة بالفاء وحرف الاستقبال (فسوف نعذبه) ، وهو جواب (أما).

وأرى أنه قد نحتسب التركيب الشرطىّ فى المواضع السابقة فى محلّ رفع ، خبرا للمبتدإ المذكور بعد (أما) ، والتقدير : فأما المتوفىّ إن كان ... فسلام .. وهو

٤٧٥

كذلك جواب (أما) ، كما هو مذكور فى الأمثلة السابقة التى يذكر فيها مبتدأ بعد (أما) خبره فيه الفاء ، لكن التركيب الشرطىّ هنا غير مصدر بالفاء ، ربما كان ذلك لأن الفاء لازمة فى جواب الشرط ، فحذفت من صدر التركيب الشرطىّ اكتفاء بما فى جوابه ، وحسن ذلك كى لا يتوالى فاءان ، فيحدث الالتباس بين الجزاء والعطف.

ومثل ذلك قوله تعالى : (فَأَمَّا الْإِنْسانُ إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (١٥) وَأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهانَنِ) [الفجر : ١٥ ، ١٦].

وجمهور النحاة يرون أن الظرف (إذا) ليس شرطا ، وإنما هو منصوب بخبر المبتدإ (فيقول) ، وذكرت الفاء لوجود (أمّا).

الشرط بلا أداة :

المعنى الطلبى يحتاج إلى جواب وجزاء ؛ لأن كلّ طلب تكون له عاقبة ، فإذا ذكرت الجملة الفعلية بعد الطلب كان معناها جزاء للطلب وجوابا له ، فبذلك تتضمن معنى الشرط ؛ لأن الشرط يحتاج إلى جواب وجزاء ، ولذلك فإن الفعل المضارع فى معنى جزاء الطلب يجزم ، فكلّ جملة غير محتملة للصدق والكذب إذا ضمنت معنى الشرط فإنها تحتاج إذ ذاك جوابا فتجزمه» (١).

والطلب يشمل : الاستفهام ، والأمر ، والنهى ، والترجى والتمنى ، والعرض والتحضيض ، والنداء والدعاء ، وما فى معناها من أسماء الأفعال التى تكون بمعنى الأمر ، مثل : صه ، مه ، آمين ، إليك ، دونك ، عليك ... ، حسبك ، كفيك ، شرعك ... ، نزال ، ركاب ...

وكذلك ما فى معنى الطلب من الجمل الخبرية ، كما مثل سيبويه بالقول : «اتّقى الله امرؤ وفعل خيرا يثب عليه» ، أى : ليتق الله امرؤ وليفعل خيرا يثب عليه.

مثال ما جاء فى جواب الطلب أو جزائه أن تقول : افعل خيرا يثبك الله عليه.

حيث الفعل المضارع (يثب) واقع فى جواب الأمر.

__________________

(١) الكتاب ٣ ـ ١٠٠ / شرح المفصل لابن يعيش ٧ ـ ٤٩.

٤٧٦

إعراب المضارع فى جواب الطلب :

الفعل المضارع إذا وقع فى جواب الطلب وجزائه فإن فيه وجهين إعرابيين يتعلق كلّ منهما باحتساب إرادة المعنى :

أولهما : إن جعلته جزاء للطلب ، أى : أن معناه يكون مبنيا عليه فإنه يجزم ، فتقول : أدّ التمرينات الرياضية تقو على أداء عملك. حيث (تقو) فعل مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، وقد انجزم لأحد تعليلين :

١ ـ بسبب وقوعه جوابا للطلب (للأمر).

٢ ـ أو بسبب وقوعه جوابا لشرط محذوف ، والتقدير : إن تؤدّ التمرينات تقو.

والرأى الأخير يتبناه جمهور النحاة ، ولذلك فقد حمل هذا الموضوع عنوان : (الشرط بلا أداة).

فالأمر والنهى ونحوهما لا تجزم بأنفسها ، بل بشرط مقدر ؛ لأن الكلام يتمّ عليها بدون الجواب ، كقولك : زرنى ، ولا تهنّى جملة تامة ، بخلاف (إن ومن)» (١).

كيفية تقدير الشرط بعد الجملة الطلبية :

أن تقدر أداة شرط بعد الطلب (إن) ، ثم تقدر جملة الشرط مما جاء فيه من معنى الطلب ، فإذا قلت : افتح النافذة يتجدد الهواء ، فإننا نقدر : افتح النافذة ، إن تفتح النافذة يتجدد الهواء. ويكون جواب الطلب الأمرى (يتجدد) مجزوما ؛ لأنه جواب شرط محذوف.

لذلك فإن الطلب إذا كان من طريق النهى فإن الجواب يجب أن يكون أمرا مستحبّا ؛ لأن الطلب النهيىّ يقدر شرطه بنفى ، والنفى يكون لأمر غير مستحب ، فيكون جوابه أو جزاؤه مستحبا. يذكر سيبويه : «فإن قلت : لا تدن من الأسد يأكلك فهو قبيح ، إن جزمت ، وليس وجه كلام الناس ؛ لأنك لا تريد أن تجعل

__________________

(١) اللباب ٢ ـ ٤٨٢.

٤٧٧

تباعده من الأسد سببا لأكله» (١) ، فكأن تقدير النهى السابق : تباعد من الأسد يأكلك ، وهذا محال (٢).

ومنه قولهم : لا تعص الله يدخلك الجنة (٣) ، والتقدير لا تعص الله إن لا تعص الله يدخلك الجنة.

ومن أمثلة الجزم فى جواب الطلب الأمرى قول أبى صخر الهذلى :

وسل ذا الجلال يعقبك سلوة

على هجرها والله راء وسامع (٤)

حيث الفعل المضارع (يعقب) مجزوم بعد الطلب الأمرى (سل) ، وجزم المضارع لأنه جواب شرط محذوف ، والتقدير : إن تسل ذا الجلال يعقبك ، وهو من قبيل الجزم بعد الأمر.

ومثله قول مليح بن الحكم :

وإلا فآذنّا بصرم نمت به

أقاويل تقرا كلّ يوم وتزعج (٥)

والتقدير : آذنا بصرم إن تأذنا بصرم نمت به ... فجملة جواب الشرط بلا أداة هى : (نمت) ، وفعلها مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه السكون.

ـ مثال ما انجزم جوابا للاستفهام أن تقول : ما اسمك ، أكتبه؟ (أكتب) فعل مضارع مجزوم ؛ لأنه جواب شرط محذوف ، والتقدير : إن تذكر اسمك أكتبه.

__________________

(١) الكتاب ٣ ـ ٩٧.

(٢) المقتضب ٢ ـ ٨٢ وانظر : أصول النحو ٢ ـ ١٨٧ / المقتصد ١٠٦٩ / المفصل ٢٥٣ / شرح المفصل لابن يعيش ٧ ـ ٤٧ / المقرب ١ ـ ٢٧٢.

(٣) المقتضب ٢ ـ ٨٣ / شرح ابن يعيش ٧ ـ ٥٠.

(٤) شرح السكرى لأشعار الهذليين ٣ ـ ١٠٣٥.

(سل) فعل أمر مبنى على السكون ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت. (ذا) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الألف ؛ لأنه من الأسماء الستة. (راء) خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة.

(٥) الموضع السابق.

جملة (نمت) فى محل جر نعت لـ (صرم) ، (به) شبه جملة متعلقة بالإماتة. (أقاويل) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. لم ينون لأنه ممنوع من الصرف ـ منتهى الجموع ـ جملة (تقرأ) فى محل نصب ، نعت لأقاويل. (كل) منصوب على الظرفية.

٤٧٨

ومنه قولك : أين بيتك ، أزرك؟ متى تأتنى أنتظرك؟ ما تفعل أساعدك؟ ألا تأتينى أحدثك؟

ـ ومثال ما انجزم جوابا للأمر أن تقول : ائتى تجد خيرا ، استمع إلى النصيحة يرض الله عنك. افعل الخير يدع لك الناس بالثواب ، ومنه قول مليح بن الحكم :

وأوثق لنا عهدا ندم لك ما جرى

على ثبج البحر السفين الملجّج (١)

(ندم) فعل مضارع مجزوم ؛ لأنه جواب لشرط محذوف ، والتقدير : إن توثق لنا عهدا ندم لك ..

ومنه قوله تعالى : (قاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ) [التوبة : ١٤] ، والتقدير : إن تقاتلوهم يعذبهم.

وقوله : (وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ) [البقرة : ٤٠] ، الفعل المضارع (أوف) مجزوم ؛ لأنه جواب الأمر (أوفوا) ، فهو جواب لشرط محذوف ، والتقدير : إن توفوا أوف.

ومنه كذلك : (وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي (٢٧) يَفْقَهُوا قَوْلِي) [طه : ٢٧ ، ٢٨].

(رَبَّنا أَخْرِجْنا نَعْمَلْ صالِحاً) [فاطر : ٣٧] ، (فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً) [الكهف : ٩٥] ، (فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ) [آل عمران : ٣١].

ـ ومثال ما انجزم جوابا للنهى أن تقول : لا تهمل واجبك تنل احترام غيرك ، لا تلعب فى الشارع تنج من الأخطار ، لا تفرط فى حقوق وطنك تكن مواطنا صالحا ، لا تفعل يكن خيرا لك.

ـ ومثال ما انجزم جوابا للرجاء أن تقول : لعلّنا نفعل خيرا ننل ثواب الله ، لعل الأسئلة واضحة نجب عنها فى ثقة ، لعلنى أحصل على الكتاب أستفد منه.

ومثال ما انجزم جوابا للتمنى أن تقول : ليت السماء تمطر ينم الزرع ، ليت الجوّ يعتدل نواصل سفرنا ، ألا ماء أشربه ، ليته عندنا يحدثنا.

__________________

(١) شرح السكرى ٣ ـ ١٠٣٥.

٤٧٩

ومثال ما انجزم جوابا للعرض والتحضيض أن تقول : ألا تزورنا اليوم نذاكر معا ، هلّا تنتبه إلىّ تستوعب ما أقوله ، لو لا رافقتنى نعد صديقنا ، ألا تنزل تصب خيرا ، هلّا تأتينا تحدثنا.

ومثال ما انجزم جوابا للجملة الندائية مع جوابها أن تقول : يا محمود أقبل تنل مقعدا ، يا طلاب انتباها تفهموا الدرس.

ومثال ما انجزم جوابا لاسم الفعل أن تقول : صه ، تستمع جيدا ، إليك الكتاب تقرأه ، حسبك يسعد جيرانك ، شرعك تمسح دموع الفقراء ، نزال إلينا نكرمك ، كتاب درسك تنل احترام أستاذك ، وحسبك ينم الناس (١).

ومنه قول الشاعر :

وقولى كلما جشأت وجاشت

مكانك تحمدى أو تستريحى (٢)

حيث الفعل المضارع (تحمدى) مجزوم ، وعلامة جزمه حذف النون ؛ لأنه جواب لشرط محذوف بعد اسم الفعل (مكانك) ، والتقدير : إن تلزمى مكانك تحمدى ...

ومثال ما انجزم جوابا للدعاء : غفر الله لزيد يدخله الله الجنة ، أجاب الله دعائى يهد ابنى. والتقدير : إن يغفر لزيد يدخله الجنة ، وإن يجب دعائى يهد ابنى ، فكلّ من الفعلين المضارعين (يدخل ، يهد) مجزوم ؛ لأنه فى جواب شرط مقدر بعد الدعاء.

وتقترن جملة جواب الشرط لشرط بلا أداة بالفاء إذا كانت من المواضع التى يجب أن يقترن فيها جملة الجواب بالفاء.

مثال ذلك قول ساعدة بن جؤية :

إذا مهرت صلبا قليلا عراقه

تقول ألا أرضيتنى فتقرّب (٣)

__________________

(١) الكتاب ٣ ـ ١٠٠.

(٢) المقرب ١ ـ ٢٧٢.

(٣) ديوان أشعار الهذليين ١ ـ ٢٢١ / شرح السكرى ٣ ـ ١١٥١. العراق : القطع من اللحم.

٤٨٠