النحو العربى

إبراهيم إبراهيم بركات

النحو العربى

المؤلف:

إبراهيم إبراهيم بركات


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار النشر للجامعات
الطبعة: ١
ISBN: 977-316-204-4
الصفحات: ٤٩٤

حيث (يكرم) فى الموضعين فعل مضارع مجزوم بعد لم ، وعلامة جزمه السكون. وكلّ منهما ماض معنوى. وقول أبى ذؤيب :

ألا هل أتى أمّ الحويرث مرسل

نعم خالد إن لم تعقه العوائق (١)

ومنه قوله تعالى : (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ) [البقرة : ٢٤].

(فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّما يَتَّبِعُونَ أَهْواءَهُمْ) [القصص : ٥٠](٢) ، الفعل المضارع (يستجيبوا) مجزوم بعد (لم) ، وعلامة جزمه حذف النون ؛ لأنه من

الأفعال الخمسة.

ب ـ دخول أداة الشرط على (لا) النافية :

(لا) النافية غير مؤثرة نحويّا فى الفعل المضارع ، ولذلك فإنها إذا وردت بعد أداة شرط جازمة فإن المضارع يجزم بأثر أداة الشرط بالضرورة ، ونلحظ أن (لا) النافية تقحم بين العامل ومعموله فلا تمنع العمل ، كإقحامها بين الجارّ والمجرور (بلا ملل) ، وبين حرف نصب المضارع والمضارع (أَلَّا تُقاتِلُوا) ، وبين الصفة والموصوف ... إلخ.

__________________

(١) (ألا) حرف استفتاح مبنى لا محل له من الإعراب. (هل) حرف استفهام مبنى لا محل له. (أم) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (الحويرث) مضاف إلى أم مجرور وعلامة جره الكسرة. (مرسل) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة .. (نعم) حرف جوابى مبنى لا محل له من الإعراب. (خالد) خبر لمبتدإ محذوف ، تقديره : هو مرفوع بـ (إن) حرف شرط جازم مبنى (لم) حرف نفى وجزم وقلب مبنى لا محل له. (تعقه) فعل الشرط مضارع مجزوم بعد لم ، وعلامة جزمه السكون. وضمير الغائب مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (العوائق) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وجملة جواب الشرط محذوفة دل عليها ما سبق.

(٢) جملة الشرط (لَمْ يَسْتَجِيبُوا) ، وجملة جواب الشرط (فَاعْلَمْ أَنَّما) ، وقرنت بالفاء لأنها طلبية. (فاعلم) الفاء واقعة فى جواب الشرط ، حرف مبنى لا محل له ، اعلم : فعل أمر مبنى على السكون ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت. (أنهم) حرف توكيد ونصب مبنى لا محل له ، وضمير الغائبين مبنى فى محل نصب ، اسم أن ، (يتبعون) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر أن. والمصدر المؤول سد مسد مفعولى اعلم فى محل نصب. (أهواءهم) أهواء : مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وضمير الغائبين مبنى فى محل جر ، بالإضافة.

٤٢١

من ذلك قوله تعالى : (إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسادٌ كَبِيرٌ) [الأنفال : ٧٣]. (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ) [التوبة : ٤٠]. (وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخاسِرِينَ) [هود : ٤٧] .. ومنه قول أبى ذؤيب :

إن لا تكن ظعنا تبنى هوادجها

فإنهنّ حسان الزّىّ أجلاح (١)

قوله تعالى : (وَمَنْ لا يُجِبْ داعِيَ اللهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ) [الأحقاف : ٣٢](٢).

فعل الشرط (يجب) مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، وعامل الجزم اسم الشرط (من) ، أما (لا) فهى نافية مبنية ، لا محل لها من الإعراب.

ج ـ إلحاق (ما) بأدوات الشرط

تلحق (ما) ببعض أدوات الشرط جازمة وغير جازمة ، وهى فى إلحاقها بها تدور بين الجواز والوجوب على خلاف بين النحاة.

أدوات يجب إلحاق (ما) بها :

«لا يكون الجزاء فى (حيث) ولا فى (إذ) حتى يضمّ إلى كلّ واحد منهما (ما) ..

وليست (ما) فيهما بلغو ، ولكن كلّ واحد منهما مع (ما) بمنزلة حرف واحد» (٣) ،

__________________

(١) ديوان الهذليين ١ ـ ٤٧ / شرح السكرى ١ ـ ١٦٦.

(إن) حرف شرط جازم مبنى على السكون لا محل له. (لا) حرف نفى مبنى لا محل له. (تكن) فعل الشرط مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه السكون. واسمه ضمير مستتر تقديره : هى. (ظعنا) خبر تكون منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (تبنى) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : هى ، والجملة الفعلية فى محل نصب ، نعت لظعن. (هوادجها) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وضمير الغائبة مبنى فى محل جر بالإضافة إلى هوادج. (فإنهن) الفاء : حرف واقع فى جواب الشرط للربط مبنى لا محل له. إن : حرف توكيد ونصب مبنى لا محل له. وضمير الغائبات مبنى فى محل نصب ، اسم إن. (حسان) خبر إن مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وجملة إن مع معموليها فى محل جزم جواب الشرط. (الذى) مضاف إلى حسان مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (أجلاح) خبر ثان لإن مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

(٢) (داعى) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (فليس بمعجز) جملة جواب الشرط مقرونة بالفاء (بمعجز) الباء حرف جر زائد. معجز : خبر ليس منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. (فى الأرض) شبه جملة متعلقة بمعجز.

(٣) الكتاب ٣ ـ ٥٦.

٤٢٢

فكلّ من (حيث وإذ) يجب أن يلحق بها (ما) ؛ كى تكون أداة شرط ، فيكونان : حيثما وإذ ما.

كذلك فإن نحاة يرون أن (مهما) ما هى إلا (ما) الشرطية زيد عليها (ما).

وكى يجازى بـ (كيف) عند بعض النحاة فإنه يجب أن يلحق بها (ما) ، فتكون (كيفما) ، وعند جمهور النحاة لا يجازى بها ألبتة.

كما يجب أن تلحق (ما) بـ (كل) ليجازى بها بعد أن تصبح (كلما) ، فتفيد الشرط الزمانى.

أدوات يجوز أن تلحق بها (ما):

من أدوات الشرط ما يجوز أن تلحق بها (ما) لأداء معنى مضاف إلى دلالة أداة الشرط ، وهى : إن ، وأيان ، ومتى ، وأين ، وأى ، وإذا ، ولو.

ولا تلحق (ما) بـ (مهما ومن وأنى ، وما).

إذن ؛ يلحق ببعض أدوات الشرط جازمة وغير جازمة الحرف (ما) ، حيث يلحق بـ (إن ، وأى ، وأين ، وأيّان ، ومتى) ، كما يلحق بـ (ما) ليكون (مهما) فى أحد الأوجه لأصل (مهما) ، كما يلحق بلو لتكون (لو ما) ، كما يجب أن يلحق بـ (إذ) لتكون (إذ ما) شرطية جازمة ، ويجب أن يلحق بـ (كل) ليكون فيها معنى الشرط الظرفى الزمانى ، كما يجب أن يلحق بـ (حيث) لتكون شرطا ، وكذلك (حين).

و (ما) مع كلّ هذه الأدوات غير عاملة إعرابيّا ، ولذلك فإنها مع أدوات الجزم يكون العمل لأداة الشرط ، نحو : (أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً) [البقرة : ١٤٨](١) ، حيث جزم كلّ من

__________________

(١) (أينما) اسم شرط جازم مبنى فى محل نصب على الظرفية ، وما حرف زائد للتوكيد أو للتوسع (تكونوا) فعل الشرط مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف النون ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل ، حيث (كان) هنا فعل تام. (يأت فعل جواب الشرط مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة. (بكم) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بالإتيان. (الله) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، (جميعا) حال منصوبة ، وعلامة نصبها الفتحة.

٤٢٣

فعل الشرط (تكونوا) وفعل الجواب (يأت) ، وعلامة جزم الأول حذف النون ، أما علامة جزم الثانى فهى حذف حرف العلة. ولا أثر إعرابيّا لـ (ما).

ومنه : (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) [البقرة : ٣٨](١).

وقد ذكر النحاة أن (ما) فى هذه المواضع تفيد معنى التوكيد (٢) وهى زائدة ، ويجعلها بعض النحويين زائدة ولغوا ، ولا يسميها صلة ولا زائدة ؛ «لئلا يظنّ ظانّ أنها دخلت لغير معنى ألبتّة وإنما يعرف أن الحرف صلة زائدة فى الكلام بأن حذفه لا يخلّ بالمعنى» (٣) ، ويجعلها الزمخشرى مفيدة للإبهام ، فتزيد ما تلحق به إبهاما (٤).

ونظرة إلى مدلول أدوات الشرط وما فيها من معنى الإبهام وتعليق حدثين على بعضهما ، مع إفادة المعنى الآخر المستفاد من مدلول أداة الشرط ، وما فى الشرط من معنى الجزم ؛ أى : الحتمية والضرورة ، ومعنى الجواب والجزاء المترتب على ما هو

__________________

(١) (إما) إن : حرف شرط جازم مبنى لا محل له من الإعراب. ما : حرف زائد يفيد التوكيد مبنى. (يأتينكم) فعل الشرط مضارع مبنى على الفتح لاتصاله بنون التوكيد المباشرة فى محل جزم ، والنون للتوكيد حرف مبنى لا محل له ، وضمير المخاطبين مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (منى) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بالإتيان .. (هدى) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر.

(فمن) الفاء حرف رابط بين الشرط وجوابه مبنى لا محل له من الإعراب. (من) : اسم شرط جازم مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. خبره : جملتا الشرط (تَبِعَ هُدايَ) ، والجواب (فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ). (تَبِعَ هُدايَ) فعل الشرط ماض مبنى على الفتح ، وفاعله مستتر تقديره : هو. هداى : مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، وضمير المتكلم مبنى فى محل جر بالإضافة. (فلا) الفاء حرف رابط بين الشرط وجوابه ، ولا : حرف مبنى. (خوف) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، خبره شبه جملة (عليهم) والجملة الاسمية فى محل جزم ، جواب شرط (من) ، والتركيب الشرطى (من تبع (هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ) فى محل جزم ، جواب شرط (إن). (وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) حرف عطف وحرف نفى مبنيان ، وضمير مبتدأ مبنى ، وجملة فعلية فى محل رفع ، خبر المبتدإ. والجملة فى محل جزم بالعطف على جملة جواب شرط (من).

(٢) ينظر : الكتاب ١ ـ ٢٩٤ / ٣ ـ ٥١٥ ، ٤ ـ ٢٢١ ، وينظر : الكشاف ١ ـ ٥٦٠ ، ٢ ـ ٣٢٩ / الجنى الدانى ٣٣٢

(٣) الهروى ، الأزهية ٧٦.

(٤) المفصل ١٧٣.

٤٢٤

شرط حدوثه ـ إن نفيا وإن إيجابا ـ من كل ذلك نجد أن (ما) تلحق بأداة الشرط لتعطى معنى اتساع الحدث ، أى : تعليق المعنى الآخر على المعنى الأول تعلقا متسعا ليس لمرة واحدة ، وإنما لمرات عديدة ، وليس ذلك دلالة على زمان ، وإنما هو دلالة على تضامن الحدثين. وهذا ما عنيته بمصطلح (اتساع الحدث) (١). وفى رأيى أنه يحتوى معنى التوكيد وزيادة.

ويثير النحاة قضية توكيد فعل الشرط بالنون إذا كان شرطا لـ (إن) الملحق بها (ما) بين الوجوب والجواز ، حيث يذهب المبرد والزجاج إلى أن الفعل الواقع بعد (إن) الشرطية المؤكدة بـ (ما) يجب تأكيده بالنون ، أما سيبويه فقد ذهب من قبلهما إلى الجواز. حيث يذكر : «وإن شئت لم تقحم النون ، كما أنك إن شئت لم تجئ بها» (٢).

وقد جاء فى الشعر كثيرا غير مؤكد. من ذلك قول الشاعر :

يا صاح إما تجدنى غير ذى جدة

فما التخلّى عن الخلان من شيمى (٣)

__________________

(١) ينظر الجملة الشرطية فى شعر الهذليين ص ٢٥٥ وما بعدها ، رسالة ماجستير للمؤلف بكلية الآداب جامعة القاهرة ١٩٧٧.

(٢) الكتاب ٣ ـ ٥١٥.

(٣) شرح التصريح ٢ ـ ٢٠٤.

(يا) حرف نداء مبنى لا محل له من الإعراب. (صاح) منادى منصوب بالفتحة المقدرة على الحرف المحذوف للترخيم ، وما أضيف إليه من ضمير المتكلم محذوف. (إما) حرف شرط جازم مبنى ، وما :المؤكدة الموسعة حرف مبنى. (تجدنى) فعل الشرط مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه السكون. والفاعل ضمير مستتر تقديره : أنت. والنون للوقاية حرف مبنى ، وضمير المتكلم مبنى فى محل نصب ، مفعول به أول. (غير) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، على أن (وجد) فعل قلبى. (ذى) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الياء ؛ لأنه من الأسماء الستة. (جدة) مضاف إلى ذى مجرور وعلامة جره الكسرة. (فما) الفاء حرف رابط بين الشرط وجوابه مبنى. ما : حرف نفى مبنى (التخلى) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة. (عن الإخوان) جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلقة بالتخلى. (من شيمى) جار ومجرور ومضاف إليه ، وشبه الجملة فى محل رفع خبر المبتدإ ، أو متعلقة بخبر محذوف ، والجملة الاسمية فى محل جزم ، جواب الشرط.

٤٢٥

وقول الأعشى :

فإمّا ترينى ولى لمّة

فإن الحوادث أودى بها (١)

مما يرجح قول سيبويه بجواز توكيد فعل الشرط بعد (إن) المؤكدة بـ (ما).

وكذلك قول عمرو ذى الكلب :

فإمّا تثقفونى فاقتلونى

وإن أثقف فسوف ترون بالى (٢)

ومن أمثلة إلحاق (ما) بأدوات الشرط حروفا وأسماء جازمة وغير جازمة ما يأتى :

قول أبى المثلم الهذلى :

متى ما تنكروها تعرفوها

على أقطارها علق نفيث (٣)

حيث ألحقت (ما) باسم الشرط (متى) ؛ ليفيد التوكيد أو الاتساع ، وجزم الفعلان بـ (متى).

__________________

(١) ينظر : رصف المبانى ١٠٣ / أمالى ابن الشجرى ١ ـ ٢٢٧.

(٢) ديوان أشعار الهذليين ٣ ـ ١١٤ / شرح السكرى ٢ ـ ٥٦٧.

(أما) إن : حرف شرط جازم ، وما التوسعية الزائدة للتوكيد حرف مبنى. (تثقفونى) فعل الشرط مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف النون ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. والنون للوقاية حرف مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلم مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (فاقتلونى) الفاء واقعة فى جواب الشرط حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. اقتلوا : فعل جواب الشرط أمر مبنى على حذف النون ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. والنون للوقاية. وضمير المتكلم فى محل نصب ، مفعول به ، والجملة الفعلية الطلبية فى محل جزم جواب الشرط. (وإن) حرف عطف وحرف شرط جازم مبنيان. (أثقف) فعل الشرط مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره : أنا. (فسوف) الفاء واقعة فى جواب الشرط مبنى (سوف) : حرف استقبال مبنى لا محل له من الإعراب. (ترون) فعل جملة جواب الشرط مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل ، والجملة الفعلية فى محل جزم جواب الشرط. (بالى) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، منع من ظهورها مناسبة الكسرة لضمير المتكلم ، والياء ضمير مبنى فى محل جر بالإضافة.

(٣) ديوان الهذليين ٢ ـ ٢٢٤ / شرح السكرى ١ ـ ٢٦٤ ، وبه (لدى أقطارها) أقطارها : نواحيها ، علق : دم ، نفيث : منفوث من الفم.

٤٢٦

وقول صخر الغى :

فإمّا ينجوا من خوف أرض

فقد لقيا حتوفهما لزاما (١)

تلحظ جزم الفعل بعد (إن) الشرطية الملحق بها (ما) ، ولم يؤكد الفعل بالنون.

وقول إياس بن سهم الهذلى :

إذا ما مشت يوما بواد تنسّمت

مجالسها بالمندلىّ المكلّل (٢)

فقد ألحق الحرف (ما) باسم الشرط غير الجازم (إذا) ، ليعطى معنى التوكيد أو الاتساع ـ كما أرى ـ وقد ذكر (ما) بعد (إذا) فى مواضع عديدة فاقت كثيرا عدد المواضع التى ذكرت فيها (ما) بعد أدوات الشرط الأخرى مجتمعة.

وقول أمية بن أبى عائذ :

إذا النعجة الأذناء كانت بقفرة

فأيّان ما تعدل لها الدهر تنزل (٣)

وقوله تعالى : (أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ) [النساء : ٧٨](٤).

(وَهُوَ كَلٌّ عَلى مَوْلاهُ أَيْنَما يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ) [النحل : ٧٦](٥).

(كُلَّ ما جاءَ أُمَّةً رَسُولُها كَذَّبُوهُ) [المؤمنون : ٤٤].

(كُلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللهُ) [المائدة : ٦٤].

__________________

(١) ديوان الهذليين ٢ ـ ٦٥ / شرح السكرى ١ ـ ٢٩١. خوف : حرف الوادى وناحيته ، المعنى : لا يفارقهما الحتف.

(٢) شرح السكرى لأشعار الهذليين ٢ ـ ٥٣٠ / المندلى : العود أو أجوده.

(٣) ديوان الهذليين ٢ ـ ٨٥ / شرح السكرى ١ ـ ٣٢٢.

(٤) (تكونوا) فعل الشرط مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف النون. وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ) يدرك : فعل جملة جواب الشرط مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه السكون. وضمير المخاطبين مبنى فى محل نصب ، مفعول به. الموت : فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة

(٥) (أينما) اسم شرط جازم مبنى فى محل نصب على الظرفية. ما : حرف توكيد واتساع مبنى. (لا يأت) لا :حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب. يأت : فعل جملة جواب الشرط مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة. وفاعله ضمير مستتر ، تقديره : هو. (بخير) شبه جملة متعلقة بالإتيان.

٤٢٧

(أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) [الإسراء : ١١٠](١) ، أى : أيّا ما تدعوا من الاسمين ..

وتقول : أينما تكن فلتكن شمعة تضىء لغيرها.

الاسم بعد أداة الشرط

قد يرد اسم بعد أداة الشرط ، وهنا يختلف النحاة اختلافا بيّنا فى موقعية هذا الاسم ، حيث يذهب جمهور النحاة من البصريين إلى أن أدوات الشرط تختص بالأفعال ، ونوجز آراء النحاة ـ على اختلاف مذاهبهم النحوية فى ذكر الاسم بعد أداة الشرط فيما يأتى (٢) :

١ ـ لا يجوز تقديم الاسم على الفعل بعد أدوات الشرط الجازمة.

٢ ـ إذا ولى الاسم أداة الشرط فلا بدّ من تقدير فعل مضمر يفسره الفعل المذكور ،. وقد ذكر ذلك فى قوله تعالى : (وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً فَلا جُناحَ عَلَيْهِما أَنْ يُصْلِحا بَيْنَهُما صُلْحاً) [النساء : ١٢٨] ، ويقدرون محذوفا : وإن خافت امرأة خافت ، فتكون (امرأة) فى محل رفع ، فاعل.

ومثله قوله تعالى : (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ ...) [التوبة : ٦].

أى : إن استجارك أحد .. وقوله تعالى : (إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ ...) [النساء ١٧٦].

ويستدلّ أصحاب هذا الاتجاه بأن الفعل قد جاء مجزوما بعد الاسم الواقع بعد أداة الشرط فى قول عدى :

__________________

(١) (أيا) اسم شرط جازم مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. والمضاف إليها محذوف ؛ لذلك فقد نون (ما) حرف مزيد للتوكيد والاتساع ، وقيل : شرطية للتوكيد. (تدعوا) فعل الشرط مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف النون ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع فاعل. (فله) الفاء : حرف جواب وجزاء رابط الجواب بشرطه مبنى. له : جار ومجرور مبنيان. وشبه الجملة خبر مقدم. (الأسماء) مبتدأ مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والجملة الاسمية فى محل جزم جواب الشرط. وقيل : جواب الشرط محذوف تقديره : جاز. وجملة (فَلَهُ الْأَسْماءُ) استئنافية.

(٢) ينظر فى ذلك : الكتاب ١ ـ ٨٢ / ٣ ـ ١١٢ ، ١١٣ / المقتصد ٢ ـ ١٠٤٩ / اللباب ٢ ـ ٤٧٧ / الإنصاف ٣ ـ ٣٦١ / التسهيل ٩٣ / الجنى الدانى ٣٦٨ / شرح التصريح ٢ ـ ٤٠.

٤٢٨

فمتى واغل ينبهم يحيّ

وه وتعطف عليه كأس الساقى (١)

وذلك بجزم الفعل (ينب) ، وعلامة جزمه السكون ، مع أنه قد ذكر بعد الاسم (واغل) الذى تلا أداة الشرط (متى).

وقول كعب بن جعيل :

صعدة نابتة فى حائر

أينما الريح تميّلها تمل (٢)

حيث جزم المضارع (تميل) ، مع أن الاسم (الريح) قد سبقه فى ذكره بعد أداة الشرط (أينما).

وقول هشام المرّى :

فمن نحن نؤمنه يبت وهو آمن

ومن لا نجره يمس منا مفزّعا (٣)

وفيه جزم المضارع (نؤمن) ، وقد سبقه الضمير (نحن) المذكور بعد أداة الشرط (من).

٣ ـ يجوز ذلك ـ أى : أن يلى الاسم أداة الشر ـ مع (إن) الشرطية بخاصة.

كما هو مذكور فى الآيات السابقة.

٤ ـ يجوز تقديم الاسم مع أدوات الشرط غير (إن).

٥ ـ يجوز الفصل بين (من) والفعل بالعطف على (من) أو بالتأكيد.

٦ ـ يجوز أن تلى الجملة الاسمية أداة الشرط (إذا) ، ولا يحتاج ـ حينئذ ـ إلى كون الخبر فعلا.

__________________

(١) الكتاب ٣ ـ ١١٣ / المقتضب ٢ ـ ٧٦ / الهوامع ٢ ـ ٥٩ / الدرر ٢ ـ ٧٥ / ملحقات ديوانه ١٥٦. واغل :داخل فى الشرب ، ينبهم : ينزل بهم ، تعطف : تمال.

(٢) الكتاب ٣ ـ ١١٣ / الخزانة ١ ـ ٤٥٧ ، ٣ ـ ٦٤٠.

(٣) الكتاب ٣ ـ ١١٤. (وهو آمن) جملة اسمية فى محل نصب ، حال من فاعل يبت. (يمس) فعل جواب الشرط مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، واسمه ضمير مستتر تقديره : هو ، (مفزعا) خبر يمس منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (منا) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بالتفزيع.

٤٢٩

٧ ـ يجوز أن يلى الاسم أداة الشرط ، شريطة أن يكون خبره فعلا ماضيا لفظا أو معنى.

٨ ـ لا يجوز أن تلى أداة الشرط الجازمة جملة اسمية مكونة من مبتدإ وخبر اسمين (١)

ومن دراستى للتركيب الشرطى فى شعر الهذليين وجدت أنه :

ـ لم يل الاسم أدوات الشرط الجازمة إلا مع (إن) فى أربعة مواضع ، وقد ذكرنا أن كثيرا من النحاة يجيزون ذلك ويعللون له بأن (إن) أمّ الباب ، فلها من الخصائص ما ليس لغيرها ، ومنه ما ذكرناه مع دراسة (إن) (٢).

ـ ورد الاسم بعد أدوات الشرط غير الجازمة جميعها ، وكان على النحو الآتى :

أ ـ كثر مع (إذا) إتباعها بالأسماء ، والكثرة تعنى الزيادة عن النصف.

ب ـ كثر مع (لو) إتباعها بالمصدر المؤول من (أنّ) المفتوحة الهمزة المشددة النون ومعموليها.

ج ـ اختصت (لو لا) بإتباعها بالاسم المحذوف خبره.

وبالتمعن فى هذه التراكيب فإننا نجد أنّ أدوات الشرط الجازمة مختصة ، حيث إنها تعمل الجزم ، وهذا لا يكون إلا فى الفعل المضارع ، والفعل يستوجب إتباعه للأداة ، أى : إن أدوات الشرط الجازمة مختصة بالدخول على الجملة الفعلية حتى تعمل الجزم.

أما أدوات الشرط غير الجازمة فإنها لا تجزم الأفعال ولا تنصبها ، فهى لا تؤثر فى الفعل ، وبذلك فهى غير مختصة بعمل ما فى الفعل ، وكذلك هى غير مختصة بعمل ما فى الاسم ، فهى لا تؤثر فى كلّ منهما ، وبذلك فمن الأفضل أن يقال :

__________________

(١) ينظر : جملة الشرط عند الهذليين ، رسالة ماجستير آداب القاهرة ١٩٧٧.

(٢) يرجع إلى الآيات : ١٢٨ ، ١٧٦ من النساء / ١٠٦ من المائدة / ٦ من التوبة.

٤٣٠

إنها غير مختصة بأحدهما ، فيجوز دخولها على أىّ منهما ، وربما كان دخول أدوات الشرط غير الجازمة على الأسماء مقابل الجزم لأدوات الشرط الجازمة فى الأفعال ، وحينما يذكر الاسم بعد هذه الأدوات غير الجازمة فإنه ـ على المختار ـ يمثل أول جملة اسمية ، ويرفع على الابتدائية إذا كان مرفوعا.

والمعوّل عليه ـ هنا ـ هو اختصاص الأداة بالجملة الفعلية فتجزم ، أو عدم اختصاصها بها فلا تجزم ، والأخيرة يجوز لها أن تدخل على الجملة الاسمية المكونة من مبتدإ وخبر ، كما هو فى الأدوات غير الجازمة.

لذا فإنه يحق لنا أن نقسم أدوات الشرط من حيث ذكر الاسم بعدها إلى مجموعتين :

أولاهما : أدوات الشرط الجازمة ، وهذه مختصة بالأفعال ، حيث إنها تجزم ، والجزم خاص بالفعل ، ولذا ؛ فإنه يجب أن يليها الفعل بخاصة ، وما ورد منها من ذكر الاسم بعده فإنه من قبيل حذف الفعل ، وهى سمة خاصة بأمّ الباب (إن) ، وإن شئت جعلتها مميّزة بذلك.

والأخرى : أدوات الشرط غير الجازمة ، وهذه غير مختصة بالأفعال ، ولذا فإنه يجوز أن يليها الجملة الاسمية ، وهذه الأدوات تنقسم إلى ثلاثة أقسام :

أ ـ ما يجوز أن يدخل على الجملة الاسمية والفعلية على السواء ، فيعرب أجزاء كلّ جملة على ما هو عليه التركيب دون تقدير محذوف ، ومن هذا القسم (إذا).

ب ـ ما يجوز أن يدخل على الجملة الفعلية ، وعلى نوع معين من الاسم ، وهو المصدر المؤول من (أنّ) ومعموليها ، وهو (لو).

ج ـ ما يختص بالدخول على الاسم ، وهو (لو لا) ، وهاك تفصيلا للقسمين الأخيرين المختصين بـ (لو ، ولو لا).

حكم (أنّ) ومعموليها بعد (لو)

يكثر ورود (أنّ) ومعموليها بعد (لو) ، كما فى قوله تعالى : (وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا

٤٣١

حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ) [الحجرات : ٥] ، حيث تلا (لو) المصدر المؤول (أنهم صبروا) ، وقد صدرت جملة جوابها (لكان خيرا لهم) بالفعل الماضى المقرون بلام التوكيد.

ويختلف النحاة فيما بينهم فى الموقع الإعرابىّ لهذا المصدر المؤول ، ونوع خبر (أنّ) فى مثل هذا التركيب ، ثم خبر هذا المصدر. ذلك على النحو الآتى :

ـ يذهب سيبويه (١) إلى أن المصدر المؤول بعد (لو) فى موضع رفع بالابتداء ، وقد شبه ذلك بانتصاب (غدوة) بعد (لدن) ، كما يذكر «ولو بمنزلة لو لا ، ولا تبتدأ بعدها الأسماء سوى (أن) ، نحو : لو أنك ذاهب» (٢).

ـ أما جماعة من النحاة على رأسهم المبرد والزمخشرىّ فيذهبون إلى (أنّ) ومعموليها إنما هى فاعل لفعل مضمر يفسره الفعل الظاهر بعده (٣) ويذكرون عدة شروط ، موجزها : أن يلى (لو) فعل ، فإن وليها اسم كان فاعلا بفعل مضمر يفسره الفعل الظاهر ، فإن وليها (أنّ) فلا بدّ أن يكون خبرها فعلا ، فإن كان خبرها اسما لم يجز.

ومن النحاة من يقدر فعلا ليس من جنس الفعل الظاهر ، فيذكر المرادىّ : «وذهب الكوفيون والمبرد والزجاج وكثير من النحويين إلى أنها فاعل بفعل مقدر ، تقديره : لو ثبت أنهم ، وهو أقيس إبقاء للاختصاص» (٤).

أما ابن مالك فيجوّز الوجهين ، حيث يذكر : «وإن وليها اسم فهو معمول فعل مضمر مفسر بظاهر بعد الاسم ، وربما وليها اسمان مرفوعان ، وإن وليها (أنّ) لم يلزم كون خبرها فعلا (٥).

__________________

(١) الكتاب ٣ ـ ١٢١.

(٢) الكتاب ٣ ـ ١٣٩.

(٣) المقتضب ٣ ـ ٧٧ / المفصل ٣٢٣.

(٤) الجنى الدانى ٢٧٩.

(٥) التسهيل ٢٤٠.

٤٣٢

ويجمع ابن عقيل فى شرحه للألفية ما سبق مجتمعا فى قوله : «تدخل (لو) على (أن) واسمها وخبرها ، نحو : لو أن زيدا قام لقمت ، واختلفت فيها والحالة هذه ، فقيل : هى باقية على اختصاصها ، و (أن) وما دخلت عليه فى موضع رفع ، فاعل بفعل محذوف ، والتقدير : لو ثبت قيام زيد ، وقيل : زالت عن الاختصاص ، و (أن) وما دخلت عليه فى موضع رفع ، مبتدإ والخبر محذوف ، والتقدير : لو أن زيدا قائم ثابت لقمت ، أى : لو قيام زيد ثابت ، وهذا مذهب سيبويه (١).

وطبقا للتحليل السابق الفارق بين ما هو جازم فيختص بما يجزم ، وهو الفعل ، وما هو غير جازم فلا يختصّ بالفعل ، فإن (لو) ـ حرف الشرط غير الجازم ـ لا يختص بالجملة الفعلية ، وبذلك فإن دخوله على الاسمية والفعلية سواء ، لعدم الاختصاص فإذا ذكر بعده اسم فإنه يكون منبئا عن جملة اسمية تالية له ، كما يتخذ الموقع الإعرابى للركن الأول من الجملة الاسمية ، وهو الرفع.

فإذا كان التالى لـ (لو) مصدرا مؤولا من (أن) وما دخلت عليه ؛ فإن المصدر المؤول يكون فى محل رفع على الابتداء ، ويكون محذوف الخبر للعلم به ، وهو الدلالة على الثبوت أو الكينونة أو الوجود ، وقد دأبت العرب على حذف مثل هذه الدالّات.

ومن أمثلة المصدر المؤول من (أن) ومعموليها بعد (لو):

(وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ خَيْرٌ) [البقرة : ١٠٣] ، إذ أن المصدر المؤول (أنهم آمنوا) فى محل رفع ، مبتدأ. خبره محذوف تقديره : ثبت. وهذا على الأرجح ، وقد يكون فى محلّ رفع ، فاعل على رأى ، وفعله محذوف تقديره : ثبت ، وجواب (لو) الجملة الاسمية (لمثوبة خير) ، على الوجه الأرجح ، وقد تكون هذه الجملة استئنافية ، أما جواب (لو) فمحذوف ، تقديره : لأثيبوا.

__________________

(١) شرح ابن عقيل ٢ ـ ١١٥. ويرجع إلى : الكتاب ٣ ـ ١٢١.

٤٣٣

(وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ) [الأعراف : ٩٦](١). جملة جواب (لو) هى (لفتحنا).

(وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا ما يُوعَظُونَ بِهِ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً) [لنساء : ٦٦](٢).

(وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذابِ يَوْمَ الْقِيامَةِ) [الزمر : ٤٧](٣).

(لَوْ أَنَّ اللهَ هَدانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) [الزمر : ٥٧](٤).

(وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْناهُمْ بِعَذابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقالُوا رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى) [طه : ١٣٤](٥).

__________________

(١) (القرى) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر. جملة (آمنوا) فى محل رفع خبر (أن). (اتقوا) فعل ماض مبنى على الضم المقدر ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل ، والجملة الفعلية فى محل رفع بالعطف على جملة (آمنوا). (بركات) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الكسرة ؛ لأنه مزيد بالألف والتاء. (من السماء) جار ومجرور ، وشبه الجملة فى محل نصب ، نعت لبركات.

(٢) جملة (فعلوا) فى محل رفع خبر أن. (ما) اسم موصول مبنى فى محل نصب ، مفعول به. جملة (يوعظون به) صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. واو الجماعة فى يوعظون ضمير مبنى فى محل رفع ، نائب فاعل. شبه جملة (به) متعلقة بيوعظون. (خيرا) خبر كان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. شبه جملة (لهم) متعلقة بالخيرية. (أشد) معطوف على خير منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة (تثبيتا) تمييز ملحوظ منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

(٣) (للذين) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر أن مقدم. (ما) اسم موصول مبنى فى محل نصب ، اسم أن. (جميعا) حال منصوبة ، وعلامة نصبها الفتحة. (مثله) معطوف على اسم أن منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وضمير الغائب مبنى فى محل جر بالإضافة. (لافتدوا) اللام للتوكيد ، حرف واقع فى جواب لو. افتدى : فعل ماض مبنى على الضم المقدر ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. والجملة جواب شرط لو. (من سوء) شبه جملة متعلقة بافتدى. (يوم) ظرف زمان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

(٤) جملة (هدانى) فى محل رفع خبر (أن). (من المتقين) شبه جملة فى محل نصب ، خبر كان ، أو متعلقة بمحذوف ، خبر كان.

(٥) جملة (أهلكناهم) فى محل رفع اسم (أن) ، شبه جملة (بعذاب) متعلقة بالإهلاك ، شبه جملة (من قبله) فى محل جر ، نعت لعذاب. (رسولا) مفعول به منصوب ، (آياتك) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الكسرة ، وضمير المخاطب مبنى فى محل جر بالإضافة. (أن نذل) مصدر مؤول فى محل جر بالإضافة

٤٣٤

(وَإِنْ كانُوا لَيَقُولُونَ (١٦٧) لَوْ أَنَّ عِنْدَنا ذِكْراً مِنَ الْأَوَّلِينَ (١٦٨) لَكُنَّا عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ) [الصافات : ١٦٧ ـ ١٦٩](١).

(قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي ما تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ) [الأنعام : ٥٨](٢).

ـ قوله تعالى : (وَرَأَوُا الْعَذابَ لَوْ أَنَّهُمْ كانُوا يَهْتَدُونَ) [القصص : ٦٤] ، وفيه المصدر المؤول (لو أنهم كانوا يهتدون) فى محل رفع ، مبتدأ ، خبره محذوف تقديره : ثابت ، وجملة الجواب محذوفة ، تقديرها : لما رأوا العذاب ، أو : لدفعوه ، حيث الجملة السابقة على (لو) دليل عليها ؛ على رأى جمهور النحاة.

ومثله : (وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ) [العنكبوت : ٦٤](٣).

جملة جواب (لو) محذوفة ، والتقدير : لو كانوا يعلمون أنها الحيوان لما آثروا عليها الحياة الدنيا.

__________________

(نخزى) فعل مضارع معطوف على (نذل) منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة. والفاعل ضمير مستتر تقديره : نحن.

(١) مذهب البصريين أن (إن) فى مثل هذا التركيب مخففة من الثقيلة واللام فى (ليقولون) اللام الفارقة بين المخففة والنافية ، فالتقدير عندهم : إنه كانوا يقولون ، فيكون اسم إن ضمير الشأن المحذوف. أما مذهب الكوفيين فإنه : (إن) نافية ، واللام بمعنى (إلا) ، فالتقدير : عندهم : ما كانوا إلا يقولون. (ذكرا) اسم أن مؤخر منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وخبرها المقدم شبه جملة (عندنا). (من الأولين) جار ومجرور ، وعلامة جره الياء ، فشبه الجملة فى محل نصب ، نعت لاسم إن (ذكرا). (عباد) خبر كان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (المخلصين) نعت لعباد منصوب ، وعلامة نصبه الياء ؛ لأنه جمع مذكر سالم.

(٢) (عندى) جار ومجرور ، وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر أن مقدم. (ما) اسم أن مؤخر فى محل نصب ، (تستعجلون) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع فاعل ، والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. (به) شبه جملة متعلقة بالاستعجال. (الأمر) نائب فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. جملة جواب الشرط (لقضى الأمر) مقرونة باللام.

(٣) (لهى) اللام للتوكيد أو للابتداء أو المزحلقة حرف مبنى لا محل له من الإعراب ، هى : ضمير فصل مبنى لا محل له من الإعراب ، أو مبتدأ مبنى لا محل له من الإعراب ، (الحيوان) خبر إن مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، أو خبر هى ، والجملة الاسمية فى محل رفع ، خبر إن. الجملة الفعلية (يعلمون) فى محل نصب ، خبر (كان).

٤٣٥

(وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ) [العنكبوت : ٤١](١).

جملة جواب (لو) محذوفة تقديرها : لما اتخذوا من مثله هذا لحقارته. وإذا كان ذلك كذلك فإن الاسم بكلّ أقسامه يماثل المصدر المؤول من (أن) ومعموليها فى هذا الموقع ، ففى قوله تعالى : (قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفاقِ) [الإسراء : ١٠٠] ، ورد ضمير المتكلمين (أنتم) بعد حرف الشرط (لو) ، وعلى التحليل السابق فإن الضمير يكون فى محلّ رفع بالابتداء ، وخبره الجملة الفعلية (تملكون) ، فكأن الجملة الاسمية ـ أجزاء ـ قد حلّت محلّ المصدر المؤول ، فكلّ منهما جملة ذات ركنين ، والفارق هو الحرف المصدرىّ الذى لا يؤهل الجملة للاستقلال.

ولكن النحاة يجعلون الضمير فى هذا التركيب على ثلاثة أوجه :

ـ أن يكون مرفوعا بفعل مقدر ، يفسره الفعل الظاهر ، حيث يرون ـ كما ذكرنا ـ أن (لو) لا يليها إلا الفعل ظاهرا أو مضمرا.

ـ أنه مرفوع بـ (كان) المحذوفة ، وتكون جملة (تملكون) فى محلّ نصب ، خبر (كان)

ـ أو أن (أنتم) توكيد لاسم (كان) المحذوفة والمقدر معها.

وتلحظ أن جملة جواب (لو) هى (إذا لأمسكتم) ، وهى مصدرة بفعل ماض مقرون بلام التوكيد ، ومسبوق بالحرف الجوابى (إذن).

وقد ورد الاسم بعد (لو) فى قول المتلمس :

فلو غير أخوالى أرادوا نقيصتى

جعلت لهم فوق العرانين ميسما (٢)

ويؤول على الأوجه السابقة ، ومنه قولهم : لو غير ذات سوار لطمتنى.

__________________

(١) (أوهن) اسم إن منصوب وعلامة نصبه الفتحة. (لبيت) اللام للابتداء أو للتوكيد أو المزحلقة ، حرف مبنى. بيت : خبر إن مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

(٢) المقتضب ٣ ـ ٧٧ / مختارات ابن الشجرى ١ ـ ٢٨. العرنين : أول الأنف ، الميسم : ما يوسم به.

٤٣٦

إعراب الاسم بعد (لو لا) ، وخبره :

تميّزت (لو لا) دون غيرها من أدوات الشرط ـ جازمة وغير جازمة ـ بوجوب دخولها على الاسم دون الفعل ، كما هو فى الأمثلة السابقة ، وفى قوله تعالى : (وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكانَ لِزاماً وَأَجَلٌ مُسَمًّى) [طه : ١٢٩] ، حيث ورد بعد حرف الشرط (لو لا) الاسم النكرة (كلمة) ، وجملة جوابها (لكان لزاما).

ويقف النحاة إزاء إعراب الاسم الواقع بعد (لو لا) فى رأيين عريضين :

أولهما : أن يكون مرفوعا على الابتداء ، وهؤلاء يجعلون (لو لا) خاصة بالمبتدإ.

وعلى رأس هؤلاء سيبويه والمبرد وجمهرة النحاة.

والآخر : أن يكون مرفوعا على غير الابتداء ، وينقسم هؤلاء إلى عدة آراء :

ـ الرفع بفعل مقدر.

ـ أو الرفع بـ (لو لا) لنيابتها مناب فعل منفى ، والتقدير : لو لم يوجد ،

ـ أو الرفع بـ (لو لا) نفسها ، دون نيابتها عن مقدّر.

ـ أو الرفع بفعل نابت (لا) النافية فى (لو لا) مكانه.

وهذه أهمّ الآراء فى قضية مجىء الاسم بعد (لو لا) ، وما جاء من أقوال إنما هو ترديد لها ، أو ترجيح لأحدها. والرأى الأول هو الشائع والسائد ، حيث يخصّون (لو لا) بالمبتدإ ، فلا يليها إلا اسم ، ولا يجوز أن يليها فعل ، فإن ورد ذلك فإنهم يؤوّلونه. كما جاء فى قول الشاعر :

ولو لا يحسبون الحلم عجزا

لما عدم المسيئون احتمالى (١)

أى : ولو لا أن يحسبوا ، فلما حذفت (أن) ارتفع الفعل.

__________________

(١) (الحلم) مفعول به أول منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (عجزا) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (المسيئون) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الواو ؛ لأنه جمع مذكر سالم. (احتمالى) مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة ، وضمير المتكلم مبنى فى محل جر بالإضافة.

٤٣٧

ونختار هذا الرأى تمشيا مع رأينا فى عدم اختصاص أدوات الشرط غير الجازمة بالأفعال ، وعدم تأثيرها فيها ، وبالتالى فإنه يجوز لها أن تدخل على الجملة الاسمية ، وما يذكر بعدها من اسم فإنه يكون مبتدأ بالضرورة ، لكن جمهور النحاة أضافوا إلى ذلك أن (لو لا) خاصة بالاسم دون الفعل.

خبر المبتدإ الواقع بعد (لو لا):

إذا اخترنا أن الاسم الواقع بعد (لو لا) مبتدأ ، فما خبره؟ :

ـ يذهب سيبويه إلى أن الخبر محذوف ، وذلك لكثرة استعمالهم إياه فى الكلام (١). وتبع سيبويه الكثيرون ؛ لأنه ليس أمامهم إلا الحذف ، ولكنهم اختلفوا فى اتجاه هذا الحذف على النحو الآتى (٢) :

ـ من النحاة من يذهب إلى وجوب الحذف المطلق للخبر ، ويشترطون كون الخبر كونا مطلقا.

ـ بعضهم فصّل فى ذلك ، إن كان خبر ما بعد (لو لا) كونا مطلقا وجب حذفه.

فإن كان كونا مقيدا لم يدلّ عليه دليل وجب ذكره ، كقوله ـ صلّى الله عليه وسلّم : «لو لا قومك حديث عهدهم بكفر لنقضت الكعبة فجعلت لها بابين» (٣).

ومنه قول الزبير بن العوام :

فلو لا بنوها حولها لخبطتها

كخبطة عصفور ولم أتلعثم (٤)

__________________

(١) ينظر : الكتاب ٢ ـ ١٢٩.

(٢) ينظر : المقتضب ٣ ـ ٧٦ / المقرب ١ ـ ٨٤ / مغنى اللبيب ١ ـ ١٩٨ / الجنى الدانى ٦٠٠ / شرح التصريح ٢ ـ ٢٦٣.

(٣) أخرجه البخارى ١ ـ ٤٣ / ومسلم ٢ ـ ٩٦٨ / وذكره ابن كثير فى البداية ١ ـ ٢٦١.

(٤) (بنوها) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الواو ؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم ، وهو مضاف ، وحذفت النون من أجل الإضافة ، وضمير الغائبة مبنى فى محل جر بالإضافة ، (حولها) ظرف مكان منصوب ، ومضاف إليه مبنى ، وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر المبتدإ ، أو : متعلقة بخبر محذوف. وجملة جواب الشرط (لخبطتها). (كخبطة) جار ومجرور ، وشبه الجملة فى محل نصب ، نعت لمصدر محذوف. (ولم أتلعثم) جملة فعلية فى محل نصب ، حال من ضمير الفاعل فى (خبطت).

٤٣٨

وإن كان الخبر كونا مقيدا دلّ عليه جاز ذكره وحذفه ، نحو : لو لا محمد لهزمنا. أى : بطل ، أو : ماهر ، أو : شجاع ... ويخرجون على هذا التأويل قول المعرّى :

يذيب الرعب منه كلّ عضب

فلو لا الغمد يمسكه لسالا (١)

حيث ورد الاسم (الغمد) بعد (لو لا) فهو مبتدأ مرفوع ، لكنه ذكر خبره ، وهو الجملة الفعلية (يمسكه) ؛ لأنه كون مقيد ، وهو معنى الإمساك دون الثبوت أو الوجود. وأصحاب الرأى الذى يذهب إلى وجوب كون خبر المبتدإ بعد (لو لا) كونا مطلقا يخرّجون هذا الموضع على أن الجملة الفعلية (يمسكه) فى محل نصب حال ، ومنهم من يقدر (أن).

وفى الأمثلة السابقة كلّها تلمس حذف خبر المبتدإ المذكور بعد (لو لا) ، ومنه قول أبى خراش الهذلى :

فلو لا أنت أنكحت سيدا

أزفّ إليه أو حملت على قرم (٢)

حيث دخلت (لو لا) على الاسم (أنت) ، وهو فى محلّ رفع ، مبتدأ خبره محذوف وجوبا تقديره : موجود ، أو ثابت ... أما جملة جواب (لو لا) فهى الفعلية (أنكحت).

وقول أبى صخر :

ولو لا قريش لاسترقّت عجوزكم

وطال على قطبى رحاها احتزامها (٣)

ومنه قوله تعالى : (وَلَوْ لا رَهْطُكَ لَرَجَمْناكَ) [هود : ٩١].

__________________

(١) شروح سقط الزند ١٠٤ / شرح ابن يعيش ٢ ـ ٧ / المقرب ١ ـ ٨٤ / شرح ابن عقيل ٢ ـ ٣٦٢ / الهمع ١ ـ ٥ / الدرر ١ ـ ٣. العضب : السيف القاطع.

(٢) الديوان ٢ ـ ١٢٩ / شرح السكرى ٣ ـ ١٢٠١ / (سيدا) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، جملة (أزف) فى محل نصب ، حال من تاء المتكلم. (إليه) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بأزف. جملة (حملت) فى محل نصب بالعطف على جملة (أزف). (على قرم) جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلقة بالحمل.

(٣) (عجوز) نائب فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (احتزام) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

٤٣٩

(وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطانَ إِلَّا قَلِيلاً) [النساء : ٨٣](١).

(لَوْ لا كِتابٌ مِنَ اللهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيما أَخَذْتُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) [الأنفال : ٦٨].

جملة جواب الشرط

تكون جملة جواب الشرط ـ تركيبا ـ مصدرة بفعل ، إما ماض وإما مضارع تصدّرا حقيقيا دون تقدير محذوف ، وبهذا يصحّ الجزم ، فإذا لم يكن كذلك فإنها يجب أن تصدر بالفاء ، أو بإذا ، أو بإذن (٢) ، ويجعلون هذه ما يجازى به ، أى : يجازى بالجزم ، أو بأحد هذه الحروف. والجزاء يعنى معنى جملة جواب الشرط.

وقد عرضنا الجزم فيما قبل ، ولذلك فإن الفعل إذا لم يقبل الجزم فإن جمهور النحاة يجعلونه فى محلّ جزم ، وقد وضحنا الرأى فى ذلك.

أما تصدر الجواب بالفاء أو إذا أو إذن فإنه يفصّل فيما يأتى :

اقتران جملة جواب الشرط بالفاء :

يجب أن تقترن جملة جواب الشرط بالفاء إن لم يكن جواب الشرط فعلا ماضيا أو مضارعا ، وإن لم تكن مصدرة بإذا أو إذن ، والفاء هى الأصل فى حال عدم وجود الماضى أو المضارع.

إذن ، تكون الفاء فى صدر جملة جواب الشرط حيثما لم يقدر على الجزم ، وتكون هذه الفاء رابطة جملة الجواب بجملة الشرط ، ومعلّقة لها عليها.

وقد اختيرت الفاء (٣) لأنه يؤتى بها لإتباع الشىء بالشىء ، ولتعقيبه له ، ولأنها لا تكون فى ابتداء الكلام ، وجملة الجواب معاقبة لجملة الشرط ، ومترتبة عليه حدثيا ، وتكون تالية لها ، لا مبتدأ بها الكلام.

__________________

(١) (رحمته) معطوف على فضل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وضمير الغائب مبنى فى محل جر بالإضافة.

(قليلا) التقدير : إلا اتباعا قليلا ، ، أو : زمنا قليلا ، أو : قليلا منكم ، وعلى الأول فيعرب (قليلا) نائبا عن المفعول المطلق ، وعلى الثانى يكون منصوبا على الظرفية ، وعلى الثالث يكون مستثنى منصوبا.

(٢) ينظر : الكتاب ٣ ـ ٦٣ / المقتصد ٢ ـ ١٠٤٠.

(٣) ينظر : المقتصد ٢ ـ ١٠٤٠.

٤٤٠